المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 453



Haneen
2013-12-05, 12:09 PM
اقلام واراء اسرائيلي 453
5/10/2013


<tbody>
في هــــــذا الملف

آفاق الحل الدائم الفوري مسدودة والفلسطينيون يتحملون المسؤولية فيها كونهم يهربون كلما تطلب الامر قرارات صعبة
ففي اللحظة الحاسمة يهرب الفلسطينيون دوما
بقلم:شلومو تسيزنا،عن اسرائيل اليوم

لا يوجد خلاف بين اسرائيل وامريكا
بقلم:اليكس فيشمان،عن يديعوت

نتنياهو محق
بقلم:نحمايا شترسلر،عن هآرتس

هزيمة القومية الاسرائيلية
بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس







</tbody>


آفاق الحل الدائم الفوري مسدودة والفلسطينيون يتحملون المسؤولية فيها كونهم يهربون كلما تطلب الامر قرارات صعبة
ففي اللحظة الحاسمة يهرب الفلسطينيون دوما

بقلم:شلومو تسيزنا،عن اسرائيل اليوم

”تسعة اشهر، هذا هو الوقت الذي خصصه المفاوضون بين اسرائيل والفلسطينيين برعاية الامريكيين لتحقيق اتفاق سلام. اذا تحقق اتفاق دائم، فان العميد احتياط اودي ديكل سيأكل القبعة، ولكن اذا سألتم ديكل الذي رافق عن كثب وبشكل مكثف المحاولات المختلفة لعقد مفاوضات مع الفلسطينيين على مدى عقدين من الزمان، فان احتمال ذلك طفيف. وجراء ذلك فانه يؤيد فكرة التسوية الانتقالية مع الفلسطينيين، الى جانب مسؤولين كبار آخرين مثل يوسي بيلين.
يرافق ديكل المحادثات مع الفلسطينيين عن كثب منذ سنوات طويلة، وهو اليوم يحتل منصب باحث زميل كبير في معهد بحوث الامن القومي في تل أبيب، ومؤخرا رفع الى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كتابا يقع في 1600 صفحة، يجمع كل خلاصات المباحثات التي دارت بين اسرائيل والفلسطينيين منذ الازل.
في الاعوام 2007 2009 شغل ديكل منصب رئيس مديرية المفاوضات مع الفلسطينيين في حكومة ايهود اولمرت. وقرر اولمرت، تسيبي ليفني وايهود باراك تعيين ديكل بعد أن تسرح من الجيش برتبة عميد في منصب رئيس الدائرة الاستراتيجية. قبل ذلك شغل منصب مساعد رئيس الاركان، للتسويات السياسية. ويتبين أنه يوجد منصب كهذا، محفوظ للمسؤول من جانب الجيش الاسرائيلي في مداولات المفاوضات، ودوره ان يقدم زاوية النظر الامنية، التي هي جزء جوهري في مسألة التسويات السياسية. قبل ذلك شغل ديكل منصب رئيس قسم البحوث في سلاح الجو وممثل سلاح الجو في المباحثات على التسويات السياسية.
‘لقد بدأ اوسلو نهج مسيرة’، يشرح ديكل في مقابلة خاصة معه، ‘نهج التقدم مرحلة إثر مرحلة. هذا الطريق لم ينجح. ايهود اولمرت غير النهج، فقد جاء وقال: ‘كفى الانشغال بالمسيرة، هيا ننشغل بمسألة الانهاء، مسألة التسوية الدائمة. نقرر ماذا نريد في التسوية الدائمة، وعندها نرى كيف نصل الى هناك’. كانت هذه فكرة قمة انابوليس: البحث في التسوية الدائمة، ومواصلة التقدم في ضوء خريطة الطريق.
‘في أنابوليس شكلنا 12 لجنة، بحثت فيها مسائل في مواضيع الاقتصاد، البنى التحتية، جودة البيئة، معابر الحدود، نقل المياه، مسائل قانونية مختلفة مثل اتفاقات التسليم، وكذا موضوع السجناء الفلسطينيين، احدى اللجان بحثت حتى في ثقافة السلام. في كل المواضيع توصلنا الى توافقات، ونسقت عمل الطواقم تسيبي ليفني. وقد ادارت المفاوضات بشكل جد مسؤول وجدي. فحصت كل شيء بشكل عميق. لم تركض بسرعة شديدة، لم تتعهد بامور لا يمكن التعهد بها. من جهة اخرى، خلقت ثقة لدى الفلسطينيين في أنها تسعى حقا للوصول معهم الى اتفاق. كان هذا جد مهم، إذ خلق نهجا ايجابيا في الغرف التي جرت فيها المحادثات’.
ويقول ديكل ان ‘موضوع القدس لم يبحث في الطواقم. اولمرت وضعه في النهاية على الطاولة. اقترحت خطة تخصيب المدينة حتى مستوى اسماء الشوارع. اساس خطة تقسيم القدس كانت الاحياء اليهودية تكون في الطرف الاسرائيلي، والاحياء العربية في الطرف الفلسطيني. وقد اقترحوا تقسيم البلدة القديمة وخلق جهاز بلدية مشتركة. في الحوض التاريخي جرى الحديث عن مكانة خاصة، تضم الحرم، جبل الزيتون، جبل صهيون ومدينة داوود. وتتم ادارة المنطقة بواسطة طرف ثالث، تقام قوة دولية تستخدم قوة لحفظ النظام في تلك المنطقة. مثلا، قائد امريكي ونائبان، اسرائيلي وفلسطيني. بالنسبة للحرم، تقرر ان تبقى الادارة في ايدي الاوقاف، والسيطرة الامنية في ايدي قوة دولية. من ناحية السيادة تقرر الا يتقرر شيء لا هم ولا نحن نتخلى عن السيادة. نحن نطالب بالسيادة على المكان، والان، بحكم سيادتنا نحن نعطي صلاحيات لهيئة ثالثة في المكان’. والنتيجة بالطبع معروفة. ‘لم نحقق شيئا، لان الفلسطينيين قرروا الهرب’، يدعي ديغل. ‘في اللحظة التي وضع اولمرت الامور على الطاولة، مع اقتراح سخي برأينا قرروا الاختفاء. لم يرغبوا في أن يقولوا نعم ولا ان يقولوا لا. امتنعوا عن قول لا إذ ارادوا أن يجمعوا كل المرونة التي وضعتها اسرائيل على الطاولة.
‘نحن نحب جدا اتهام أنفسنا، ولكن الطرف الاخر مذنب بقدر لا يقل عنا في أنه لا توجد تسوية. في كامب ديفيد، مع عرفات باراك كلينتون وكذا مع اولمرت، الطرف الاخر رفض قبول الامور التي سرنا فيها نحوه. في كل مرة وصل الامر فيها الى نقطة الاختبار، كان الفلسطينيون يقررون الا يتخذوا القرارات الصعبة’.
‘ وأولمرت؟
‘ ‘اولمرت من جهته أخذ كل الرزمة وسعى الى أن يستخدم فيها لعبة ‘اعطِ وخذ’. عندها نحن نتنازل قليلا في الارض وهم يتنازلون في الامن. الفلسطينيون من جهتهم ارادوا أن يأخذوا اقتراح اولمرت ويفككوه عائدين الى البحث في الـ 12 لجنة التي أقمناها في أنابوليس، وهكذا يستمتعون بكل المرونة الاسرائيلية، من دون أن يعطوا شيئا بالمقابل’.

‘لا توجد زعامة’

على حد قول ديكل، ‘الفلسطينيون لم يرغبوا في الوصول الى اتفاق مع اولمرت. بعد ذلك ادعوا بان السبب في أنهم لا يأخذون بالاقتراح هو أن اولمرت لم يبقَ في منصب رئيس الوزراء، وان من سيأتي بعده أغلب الظن سيكون نتنياهو وليس ليفني. وبالنسبة لنتنياهو، لم يصدقوا انه سيوافق على تطبيق الاتفاق الذي اقترحه اولمرت، وبالتالي ما الذي سيكسبونه من أنهم وافقوا على اقتراح اولمرت. سينشأ وضع تنكشف فيه الخطة، ويعتبر ابو مازن خائنا، وذلك لانه ستنكشف كل المرونات الفلسطينية، والاتفاق لن يتحقق.
‘عندما تأتي اللحظة الحرجة التي يتعين فيها اتخاذ القرارات الصعبة لا توجد هناك القوة، الزعامة او الدافعية لاتخاذ القرارات الصعبة’، يقرر ديكل، ‘وعندها يمكن أن نجد بسهولة مصلحة ما في تجميد المسيرة وكسب ما يمكنك ان تكسبه في تلك اللحظة. ومنذ عهد اولمرت قرر الفلسطينيون ان يتوجهوا الى اللعب في الساحة الدولية..
يشرح ديكل ان الفلسطينيين يدعون بان لديهم ‘حقوقا طبيعية’ على البلاد، وانهم لا يحتاجون الى شيء من اسرائيل. بزعمهم، جاءت اسرائيل من موقف قوة المسيطرين مع الجيش القوي، ولكنهم يأتون مع الحق الطبيعي. والان، مع حقهم، يأتون للحصول على الاعتراف من الاسرة الدولية’.

‘ هذا بقي حتى اليوم؟
‘ ‘نعم، اليوم ايضا دخولهم الى المفاوضات هو للاثبات بان اسرائيل ليست شريكا، ان اسرائيل غير مستعدة للتقدم. ومن التسريبات التي تخرج من الطرف الفلسطيني منذ الان نفهم بانه حسب ادعائهم اسرائيل غير مرنة بما فيه الكفاية ولا تتحرك بما فيه الكفاية بالاتجاه الذي هم معنيون به في المحادثات. هذا الميل واضح وهو يستهدف اعداد الارضية كي يتمكنوا بعد ذلك من أن يقولوا للاسرة الدولية: ‘نحن حاولنا، اسرائيل غير مستعدة للتقدم والوصول الى تسوية. وبالتالي تعالوا اعطونا ما نريد’.
‘انا لا أرى احتمالا في أن نتوصل الى تسوية دائمة’، يقول ديكل، ‘الفوارق في المواضيع الجوهرية لم تتقلص من فترة المفاوضات في حكومة اولمرت حتى المفاوضات مع حكومة نتنياهو، بل اتسعت فقط’.
‘اودي ديكل هو صاحب جملة ‘ما يتفق عليه، يطبق’، ذاك الشعار الذي في الاشهر الاخيرة يتردد على لسان من يسمون ‘رجال اوسلو’ ممن يؤيدون اتفاقا انتقاليا مثله. ‘صحيح انا صاحب هذه الجملة وقد غضبوا قليلا مني حين قلتها في حينه’، يعترف، ويسارع الى شرح الفكرة التي خلفها: ‘القاعدة التي ادارت الاتصالات مع الفلسطينيين في عهد ايهود اولمرت كانت الا شيء متفقا عليه الى ان يتفق على كل شيء. الفكرة التي تقبع في اساس هذا النهج كانت خلق مرونة في غرفة المفاوضات. عمليا، خلقت تصلبا. فهمي هو أنه من أجل تغيير الواقع يجب القيام كل الوقت بخطوات تغير الواقع. وعليه فان فكرتي تقول اننا اذا اتفقنا على شيء ما، مثلا، اليوم يمكننا أن نوافق على موضوع المياه، فلماذا لا نطبقه؟
‘اللعبة التي لا تستعد انت فيها لان تتنازل عن اي شيء طالما لم يكن هناك اتفاق دائم، غير ذات صلة. نهجي ونهج من كانوا في الماضي مشاركين في المفاوضات، هو أن احتمال التوصل الى تسوية دائمة طفيف. والان، طالما يوجد احتمال ايجابي في المفاوضات، فتوجد امكانية لبناء بديل’.
ويقترح ديكل فحص امكانية التسوية الانتقالة او ‘الخطوة الذاتية’، على حد تعبيره.
‘التسوية الدائمة تبقى الهدف النهائي، ولكن يجب أن نقرر اننا سنغير الواقع على مراحل. توجد لنا مصلحة اسرائيلية لاقامة دولة فلسطينية في حدود مؤقتة وتثبيت حل الدولتين. إذن تعالوا نصل الى هناك وبعد ذلك نعدل التفاصيل. ‘
‘لا حاجة لتقرير الحدود بل فقط مبدأ الحدود’، يواصل تفصيل الفكرة. ‘نحن صباح غد يمكننا أن نقيم للفلسطينيين دولة تضم أكثر من 60 في المئة من اراضي الضفة الغربية، من دون أن نخلي اي مستوطنة، مع حرية حركة كاملة لهم، مع خلق سيطرة كاملة لهم في المجال. صحيح أن هذه ليست دولة بالشكل الكامل من السيادة، ولكن هذه قفزة ذات مغزى من وضعهم الحالي’.
‘مفاهيم ‘احادي الجانب’ و’فك الارتباط’ هي غير شعبية، ولكننا ملزمون بان نخطط ايضا خطوات احادية الجانب كخيار ذي صلة. نحن نعنى بالتخطيط الاستراتيجي في محيط متغير. لم يعد ممكنا تخطيط شيء ونقرر باثر رجعي ما هو الهدف. الخط الجديد يجب أن يكون أنه في كل نقطة زمنية عليك أن تخلق لنفسك اكبر قدر ممكن من الخيارات التي تتضمن الامر الاساس.
‘الان الاساس هو الحفاظ على اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، وتثبيت حل الدولتين. بالنسبة لهذين المبدئين يوجد اجماع واسع. توجد عليهما موافقة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومن ائتلافه، وكذا من خارجه. فنحن نحاول منذ عشرين سنة الوصول الى تسوية ولم ننجح. واضح أنه من الافضل تسوية دائمة، ولكن اذا لم يكن هناك احتمال للتسوية، فيجب ايجاد حل يكون جيدا لنا. والتسوية الانتقالية ستتضمن ما هو جيد لنا. ليس فيها اي ذكر لعودة اللاجئين. لا تغيير في القدس. نحن نحافظ على الكتل الاستيطانية في سيطرتنا ونقف على خط الجدار الامني. نحن نحافظ على وجود الجيش الاسرائيلي في غور الاردن. صحيح أن المطالب لا نهاية لها، ولكن نشأ وضع جديد يتعين على العالم ان يواجهه’.
‘ ماذا نحقق بذلك؟ انت تسلم ارضا وتتخلى في جملة من المواضيع، النزاع يستمر، لا التزام من الطرف الاخر على وقف السياسة في الساحة الدولية والمواجهة هناك وعلى الارض تستمر؟’
‘ ‘الفكرة الاستراتيجية الجديدة تقول على النحو التالي: ‘هيا نأخذ الادوات التي في أيدينا ونصمم الواقع، من دون التعلق بما يريده الطرف الاخر. المراوحة في المكان سيئة، وذلك لانك تجمع فقط كل النقاط السلبية من دون أن تتقدم في تحقيق الاهداف، مع أو بدون الطرف الثاني”. ‘
ويواصل ديكل فيقول ان مسيرة فك الارتباط احادية الجانب عن قطاع غزة لا تشبه خطوات تنفيذ اتفاق انتقالي احادي الجانب في الضفة. أولا، لانه لا يوجد اخلاء للمستوطنات. ثانيا، لانه ستكون سيطرة اسرائيلية في غور الاردن. ‘نحن لا نفتح الحدود. نحن نمنع كل دخول لوسائل قتالية واناس غير معنيين بدخولهم الى الدولة الفلسطينية. مهما يكن من أمر فان حق الدفاع الذاتي محفوظ لنا واذا كانت حاجة لعمل أمني في نطاقه، سنفعل ذلك’.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

لا يوجد خلاف بين اسرائيل وامريكا

بقلم:اليكس فيشمان،عن يديعوت

‘لنبدأ بالحقائق، لن تكون للايرانيين قنبلة ذرية في السنوات الثلاث القريبة، ولن تهاجم اسرائيل ايران وحدها، الى الصيف القريب على الأقل. وهكذا فان كل ما حدث حول خطبة رئيس الوزراء في الامم المتحدة كان موجة هواء وقرقرة اسرائيلية في أطراف المستنقع العالمي.
‘حتى لو استقر رأي الزعيم الروحي الايراني علي خامنئي على قلب الطاولة مع العالم والاتجاه الى قنبلة ذرية، فسيكون لايران قنبلة كهذه في غضون سنة الى سنة ونصف السنة فقط. ويستطيع الايرانيون بعد نصف سنة أن يضيفوا في كل شهر قنبلة اخرى الى الترسانة. ولا يوجد في ذلك أي جدل بين الجهات الاستخبارية المركزية في الغرب. لكن النظام الايراني لم يصل بعد الى تلك النقطة الحاسمة التي هي تطويق العالم، فالعكس هو الصحيح. يجب على النظام الحالي في طهران أن يُقر وضع الاقتصاد المنهار حتى نهاية العام، والى إزالة العقوبات المفروضة عليه.

إن الانهيار الاقتصادي وسعر العملة الذي يهبط في كل مرة الى حضيض جديد والنقص في المنتوجات الغذائية الأساسية، أفضى بالايرانيين الى استنتاج أنه لا وقت لديهم، ولهذا فانهم مستعدون لأن يدفعوا للامريكيين بعملة ذرية. فليس الضغط في واشنطن ولا في تل ابيب بل في طهران. واذا كانوا الى الآن حذرين في كل ما يتعلق بالتطوير الذري العسكري، فسيكونون اليوم أكثر حذرا بأضعاف.
‘إن الفرصة العملياتية المثالية التي كانت لنتنياهو ليهاجم القدرة الذرية الايرانية ماديا كانت في 2008 2010 وأضاعها. فقد أوقفه الجيش وعارض رئيس الموساد وأيد رئيس ‘الشاباك’ تلك المعارضة، بل إنه لم ينجح في احراز أكثرية في اللجنة الثُمانية. فقد كان يحتاج لأجل ذلك الى صوت وزير المالية آنذاك يوفال شتاينيتس، بيد أن شتاينيتس كان يعتبر آنذاك ‘عضوا مصاحبا’ في المجلس الوزاري المصغر، وبقي نتنياهو مع تعادل أبدي.
‘كانت اسرائيل تستطيع في تلك السنوات، بمفاهيم النتائج ازاء الأخطار، أن تنفذ عملية عسكرية أشد فاعلية قياسا بالحال اليوم مع أضرار بها محتملة. وكانت وسائل الهجوم ازاء الكشف عن البنية التحتية الذرية تميل الى مصلحة المهاجم. ولاحظت الادارة الامريكية الفرق بين قدرات اسرائيل العسكرية على الهجوم، وصعوبات نتنياهو ووزير الدفاع باراك في تجنيد اجماع داخلي عليه، وضغطت على نقطة الضعف هذه باحتضان لم يسبق له مثيل.
فلم يمر باسرائيل مندوب امريكي ليطلعها على آخر الأحداث وليسمع الملاحظات بعد لقاء القوى الكبرى الست مع ايران. وتخلت اسرائيل بفضل هذا الاحتضان ايضا عن التهديد بالهجوم فورا، الذي أوجب على العالم أن يستمر في الانشغال بالقضية الذرية الاولى جاعلا إياها فوق كل شيء، وأخذ الاهتمام يتلاشى في الحقيقة.

‘عندما يُحادثون لا يُهاجمون

ليس نتنياهو وحده، فمنذ 2002 خلص جميع رؤساء الحكومات في اسرائيل لاسباب مختلفة الى الاستنتاج نفسه، وهو أنه ينبغي مواجهة القضية الذرية الايرانية التي عُرفت بأنها خطر وجودي على اسرائيل بكل وسيلة، بشرط ألا تكون وسيلة عسكرية مباشرة. واذا نظرنا الى الخلف رأينا أنهم كانوا يعملون في اسرائيل منذ فترة ارييل شارون، إذ كان رئيسا للوزراء بطريقة ‘الخط الاحمر المتحرك’. فهم في كل مرة يحركونه بحسب الظروف. كان الحديث في فترة شارون عن أنه لن يكون عندهم حتى العِلم بالتطوير الذري، وتم الحديث بعد ذلك عن أنه لن تكون لهم آلات طرد مركزي، وطلبوا بعد ذلك ألا يوجد عندهم أكثر من منشأة آلات طرد مركزي واحدة. واليوم وقد بلغ الايرانيون الى قدرة انتاج ذاتي لدائرة الوقود الذري، وأصبحوا على شفا القدرة العسكرية أصبح هذا هو الخط الموضوع بالفعل على قدرتهم الذرية العسكرية. ومنذ اللحظة التي لم ينجح فيها رئيس الوزراء نتنياهو في تجاوز المستوى المختص والافضاء الى قرار على أنه ينبغي الهجوم بالقوة ووقف المشروع الذري العسكري الايراني بصورة فعالة، ولو مؤقتة لم يبق له سوى أن يستعمل القنوات التي استعملها أسلافه، وهي الدعاية والردع والتهديد. وقد أعاقت كل هذه في الحقيقة النشاط الايراني وأحدثت ضغطا لزيادة العقوبات التي سببت لايران ضررا اقتصاديا حقيقيا. لكن المشروع الذري نفسه استمر موجودا يتقدم على نحو قوي بخطوات حذرة.
تستعد دولة اسرائيل للهجوم على ايران منذ أكثر من عشرين سنة. وهي قادرة اليوم ايضا على إحداث ضرر معقول وإن يكن أقل فاعلية مما كان قبل عدة سنوات، بأهداف حاسمة للمشروع الذري الايراني. هذا الى أن الرد اللائح من الايرانيين على هذا الهجوم اليوم ايضا أقل خطرا مما يحاولون تصويره. بيد أنه بدأ تفاوض اليوم مع الايرانيين. وما بقي هذا التفاوض جاريا فلن تهاجم اسرائيل. فاذا توقف التفاوض فان العقوبات ستزداد شدة وعندها من المؤكد أن اسرائيل لن تهاجم.
وفي مقابل هذا فان وضع نتنياهو اليوم من جهة سياسية داخلية أفضل من وضعه في 2010. فما كان ليسمح لنفسه بأن يهدد بالهجوم علنا وحده على ايران لو لم يكن يؤمن بأن عنده أكثرية في السُباعية وبأن وزير الدفاع معه وبأن الجيش والموساد لن يعرقلا عليه. فرئيس هيئة الاركان بني غانتس بخلاف سلفه لا يُشرك الامريكيين في حيرته في الشأن الايراني. وهو إن كان يعتقد أن ليس هذا هو الوقت لمهاجمة الايرانيين فان الامريكيين لا يُعلمونه بأنه نقطة ضعف اسرائيلية. وهو سينفذ ما يُفرض عليه. وهذه هي الحال كما يبدو مع رئيس الموساد.
‘كان يجب على نتنياهو أن يفهم من زيارته الاخيرة لواشنطن أن الادارة الامريكية تنوي أن توقع مع الايرانيين على ‘اتفاق مريح’ للطرفين. فالامريكيون يريدون أن يتوصلوا مع ايران الى تسوية والى وضع توجد فيه رقابة فعالة والزام بحدود تمنعها من الحصول على القدرة الذرية العسكرية. ولم يعد الطلب الاسرائيلي أن تتجرد ايران من جميع أملاكها الذرية واقعيا. فمن المفترض أن تكون اسرائيل والولايات المتحدة اليوم متوائمتين في كل ما يتعلق بالمطالب التي ستُعرض على الايرانيين، ليتم ضمان أن يموت مشروعهم العسكري موتا بقبلة أو ليختفي من برنامج العمل العالمي فترة طويلة جدا.
‘تعبر جهات تقدير في اسرائيل بصورة دائمة عن خشية من أن ايران، باعتبارها دولة حافة ذرية قد تستغل في توقيت سياسي ما تحت غطاء ازمة دولية أو كارثة طبيعية كبيرة أو حرب عدم الانتباه العالمي وتقوم بالقفزة نحو القنبلة الذرية. ويفترض أن يُبطل التفاوض بين طهران والقوى الغربية الكبرى هذا الاحتمال. وهنا توجد أهمية لمقدار تأثير اسرائيل في الشروط التي ستفرض على الايرانيين وفي الرقابة على تحقيق هذه الشروط. من المنطقي جدا أن نفرض أن يحضر الايرانيون التفاوض مع شروط ابتدائية أسخى مما كانت في الماضي، والسؤال أيكون هذا كافيا لضمان ألا توجد لهم قدرة على تنفيذ تلك القفزة نحو القنبلة الذرية لا بعد سنة ولا بعد عشر سنوات. وفي هذه الاثناء لم يكن من الممكن أن يُشعر في اللقاء الذي تم بين أناس الوكالة الدولية للطاقة الذرية وايران في 27 أيلول/سبتمبر بأي تغيير في التوجه ولم يوجد أي تقدم في المحادثات. وسيكون الامتحان القادم في منتصف تشرين الاول/اكتوبر في اللقاء مع مندوبي القوى الكبرى الست.
أدلى المندوب الايراني الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل أشهر كثيرة بتصريح جاء فيه، أن دولته تنوي أن تستعمل مفاعل البلوتونيوم الذي تبنيه في سنة 2014. إن مفاعل البلوتونيوم هذا مخصص لأهداف عسكرية، وقد دمرت اسرائيل بحسب أنباء اجنبية نُشرت، مفاعلا مشابها في سورية. إن الايرانيين لا يستطيعون هنا الحديث عن تطوير بنية تحتية ذرية لحاجات سلمية.
يجب على الامريكيين أن يطلبوا فورا وقف نشاط هذا المفاعل الذري لأنه حينما يصبح ساخنا فلن يكون من الممكن ضربه ماديا، بسبب الضرر البيئي الضخم الذي سيحدث. لكنه أصبح واضحا اليوم أن الايرانيين قد تبجحوا قليلا بقدراتهم وأن مفاعل البلوتونيوم لن يكون عاملا في 2014 بسبب مشكلات تقنية، لكن لا يجوز تمكينهم من مسار البلوتونيوم الذي يُقصر المسافة الى رأس ذري.

لا علم لدى الامم المتحدة’
في هذه الاثناء يوجد ايضا فصل غامض في البنية التحتية الذرية الايرانية لا تتحدث عنه اسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، التي تتعاون في المجال الذري، لا تتحدث عنه علنا. والحديث عن فصل المشروع العسكري. ففي أي مرحلة يوجد الايرانيون مثلا في مجال شراء وتطوير الوسائل التي تخدم سلسلة تفجير الكتلة الذرية؟ وأين يوجدون في مجال بناء الرأس المتفجر؟ وفي المجال الصاروخي؟ واسئلة تقنية معقدة اخرى قد تشير الى المسافة التي بقيت بين التهديد النظري والتهديد العملياتي الحقيقي. اذا نشأت دائرة الوقود الذري فانهم يكونون قد أغلقوا الدائرة، لكن هل هم موجودون في وضع مشابه في مسار الرأس الذري؟ كان الايرانيون حتى 2003 يتجهون بصورة فظة ومباشرة وسافرة الى تطوير رأس متفجر ذري الى أن ضُبطوا متلبسين. ومنذ ذلك الحين يسلكون في حذر شديد ويحرصون على مسارات منفصلة لتطوير العناصر العسكرية وشرائها. ولا يُرى الى الآن صورة منظومة كاملة. وهم لا يكفون عن ملاعبة الاستخبارات الغربية بخطوتين الى الأمام وخطوة ونصف خطوة الى الخلف.
‘كان يظهر في تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ 2011 تعبير له معنى واحد وهو: ليس عندنا علم بما للايرانيين في مسار التطوير الذري العسكري. ونقول بعبارة اخرى إن الامم المتحدة تعترف مرة في كل ثلاثة أشهرن حينما تصدر تقريرا عن الوضع الذري بأن السلطات الايرانية لا تمنحها امكانية حقيقية للفحص عن الشبهات المتعلقة بالجانب العسكري من المشروع. وفي 2011 وعلى خلفية معلومة حصلت عليها الامم المتحدة من جهات استخبارية في الغرب نشرت سلسلة شبهات تتعلق بنشاط عسكري في المشروع الذري، وآنذاك تم الكشف عن المنشأة العسكرية في برتسين التي كانت تتم فيها تجارب لتفجير رأس ذري مُشرف عليه.
‘تطلب الوكالة الدولية للطاقة الذرية طول الوقت أن تلتقي علماء ايرانيين وأن تصل الى اماكن يُشتبه بأن فيها نشاطا ذريا عسكريا. ويرفض الايرانيون ويطلبون أن تكشف الوكالة الدولية للطاقة الذرية لهم عن مصادر المعلومات والاسئلة التي يُسألونها، لأن الحديث في زعمهم عن محاولة تأثيم بلا حق. ومنذ تم الكشف عن المنشأة في برتسين خرست واختفت وحلت محلها ساحة اسفلتية. فاذا كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تبحث عن شهادات على نشاط ذري عسكري فستضطر الى فعل ذلك في منشأة سرية اخرى تحت الارض. وتعرف الاستخبارات الغربية في مقابل ذلك أكثر بما يحدث في المنشآت العسكرية الايرانية. بيد أنه يوجد هنا كما قلنا آنفا صمت معلن مطلق بسبب المصادر الحساسة كما يبدو.
يوجد ما لا يحصى من الاشارات والدلائل على المشروع العسكري الذري الايراني. وقد عرض نتنياهو ايضا في الامم المتحدة سلسلة أدلة ظرفية لكنه لم يعرض حقائق دامغة قاسية. فقد سأل مثلا لماذا يكون الايرانيون مستعدين لاحتمال عقوبات قاسية اذا لم يكن عندهم ما يخفونه، وهذا سؤال منطقي لكنه ما زال خاطرة. وتظهر على مر السنين فينة بعد اخرى قصص خونة وجواسيس يُمكّنون من نظر في هذا الفصل الغامض كأمر التفجير الذي حدث في 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2011 في قاعدة تجربة صواريخ غرب طهران، قُتل فيها الجنرال حسن طهراني الذي عُرف بأنه ‘ابو خطة صواريخ حرس الثورة’. وسرّب الامريكيون آنذاك أن الحديث عن منشأة تجري فيها تجارب على صواريخ بالستية يبلغ مداها آلاف الكيلومترات، أو كما قال نتنياهو في الامم المتحدة انها صواريخ لها هدف واحد فقط هو حمل رأس متفجر ذري.
‘لا يوجد اليوم في قضية المعلومات عن التطور الذري العسكري الايراني خلاف في الرأي بين اسرائيل والولايات المتحدة، وليس هذا أمرا يستهان به. في 2007 قال الامريكيون في جزم إن ايران أوقفت مشروعها الذري العسكري في 2003 وكان ذلك ذروة القطيعة بيننا وبينهم. ووقع على ذلك الاستنتاج العجيب الـ’إم.آي.إي’ وهو جسم استخباري أعلى يعبر عن اجماع جميع الاجسام الاستخبارية في الولايات المتحدة. وفي 2010 نشر ذلك الجسم نفسه تقريرا معاكسا، ومنذ ذلك الحين أصبحت المعلومات التي تتشارك فيها تل ابيب وواشنطن ولندن موحدة كثيرة. فحينما يتحدثون اليوم في اسرائيل عن أنه لا يجوز أن يطول التفاوض أكثر من نصف سنة، يبدو أن القلق ليس من كميات اليورانيوم المخصب التي سيجمعها الايرانيون، بل هو أكثر من ذلك بسبب التطور في المشروع العسكري الذري.
وفي مجال التخصيب بلغت ايران نقطة تُمكنها فيها البنية التحتية والمواد الخام من العودة الى انتاج اليورانيوم المخصب بكل درجة وفي اي وقت تختاره. ولهذا يستطيع الايرانيون في ما يتعلق بالتخصيب أن يكونوا اليوم أسخياء جدا في التفاوض. واذا كانت عندهم مشكلات فهي تنحصر في الأساس في المشروع العسكري. ومن المؤكد أنهم سيحاولون أن يُخفوا قدر المستطاع.
‘بعد أقل من اسبوعين ستُلاقي الدول الكبرى الست الايرانيين مرة اخرى وستكون هذه المرة بايحاء عهد روحاني الجديد. وعلى حد علمنا لا توشك القوى الكبرى أن تعرض على الايرانيين مطالب أشد من تلك التي عُرضت عليهم في الماضي، في لقاءات تمت في مطلع العام في كازاخستان. وتشمل هذه المطالب وقف التخصيب الى درجة 20 في المئة واخراج المادة التي خُصبت بدرجة 20 في المئة من داخل ايران واغلاق المنشأة في فوردو والسماح للايرانيين بالاستمرار في تخصيب اليورانيوم بدرجة 3.5 في المئة فقط. حينما سُئل وزير الخارجية الامريكي جون كيري ماذا يقول في جدية الايرانيين بحسب رأيه، تحدث عن شفافية الرقابة على المنشأة في فوردو، وعن وقف تخصيب اليورانيوم فوق درجة ما، وأضاف استعدادا ايرانيا للتوقيع على البروتوكولات المصاحبة التي عرضتها عليهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية في قضية الرقابة، أو بعبارة اخرى تمكين الوكالة الدولية للطاقة الذرية من الفحص عن الشبهات المتعلقة بالمشروع الذري العسكري الايراني.
صدر عن الرئيس روحاني بتنسيق مع الزعيم خامنئي ومع رجال حرس الثورة كما يُعلم في الغرب، توجيه الى المندوبين الايرانيين في المحادثات أن يُقاربوا الغرب في عدة شؤون، منها وقف التخصيب الى درجة 20 في المئة واستعداد لخفض كمية المادة المخصبة التي جُمعت، وخفض عدد آلات الطرد المركزي العاملة. وهم مستعدون كذلك لتمكين المراقبين من دخول المنشآت التي لم يزوروها قبل ذلك، ومنها منشآت عسكرية، بيد أنها ستكون زيارة لمرة واحدة لا رقابة دائمة.
إن هذا هو موقف البدء الايراني في ظروف سوق التفاوض. ويسهل عليهم أن يقدموا تنازلات في قضية التخصيب. وهنا بالضبط يجب التعبير عن تهديد نتنياهو وعدم السماح لهم بالتهرب من رقابة حقيقية. فأوراق اللعب موجودة الآن في أيدي الامريكيين ويجب على اسرائيل أن تتأكد من أنهم لن يُضيعوها مرة اخرى ولن يُمكنوا الايرانيين من الخلاص من ازمة العقوبات بثمن بخس.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

نتنياهو محق

بقلم:نحمايا شترسلر،عن هآرتس

تهذا ليس لطيفا بل ومحرجا، ولكن ما العمل و. فقد كان هو الجهة الاساس، وربما الوحيدة، الذي رفع موضوع النووي الايراني الى جدول الاعمال العالمي. بدونه، كان زعماء اوروبا وباراك اوباما سيغلقون عيونهم، يلوون ألسنتهم ويصحون ذات صباح مع ايران نووية.
إذ ينبغي أن نفهم بانه في العالم المتهكم الذي نعيش فيه لا يوجد حق ولا يوجد صدق. توجد فقط قوة ومصالح. اسرائيل كانت الوحيدة التي هددتها ايران بالابادة، حين اعتقدوا في اوروبا وفي الولايات المتحدة ان التهديد النووي لن يصل اليهم، بل في الحد الاقصى سيصل الى اسرائيل، ومع هذا الحد الاقصى، هم مستعدون لان يتعايشوا، وربما بشكل جيد.
‘وعليه كان ينبغي لاحد ما أن يوقظ دول الغرب، ان يخيفها بانها يمكن أن تكون التالية في الدور بعد اسرائيل، وعندها سيصبح هذا موضوعا جديا. هذا العمل قام به نتنياهو. من دون ضغطه ما كانت لتفرض العقوبات القاسية على ايران، التي أدت الى الانهيار الاقتصادي، الى التخفيض الحاد في قيمة الريال، الى التضخم المالي الهدام الذي يخفض كل يوم قيمة الراتب، حين يقف الجمهور في طوابير طويلة امام البنوك في محاول يائسة لاستبدال الريالات بالذهب وبالدولار. الطوق الخانق الاقتصادي هذا يؤدي الى اضطراب مستمر في الدولة والى تهديد حقيقي على حكم آيات الله، وهذا ما ادى الى استبدال محمود احمدي نجاد بحسن روحاني، الذي بالفعل غير النهج واطلق نغمات جديدة على مسامع الرئيس الامريكي. لقد جاءت ‘هجمة الابتسامات’ التي قام بها بهدف الغاء العقوبات حاجة وجودية للنظام.
‘كما أن التهديد بعملية عسكرية ضد ايران مهم. الايرانيون لا يمكنهم ان يعرفوا اذا كان الرئيس اوباما يقصد بجدية حين يقول ان الخيار العسكري لم يشطب من الجدول. كما أنهم لا يمكنهم ان يعرفوا اذا كانت اسرائيل ‘المجنونة’ لن تهاجمهم وحدها. فقد سبق أن هاجمت في الماضي منشآت ذرية. ما يعرفونه بالفعل هو أن اسرائيل استثمرت مليارات عديدة في الاعداد للهجوم. هذا ما نشره ايهود اولمرت منذ زمن غير بعيد.
‘وفي كل الاحوال، لم يكن روحاني يحلم في أن يقول في كل برنامج تلفزيوني امريكي ان بلاده غير معنية بسلاح نووي وان هذا هو الزمن ‘للمرونة الشجاعة’، من دون الحوادث الغريبة التي تقع في ايران (انظر مثلا التصفية الاخيرة لرئيس برنامج القتال الالكتروني)، من دون العقوبات الاقتصادية الحادة ومن دون التهديد بعملية عسكرية.
‘وعليه، فسخيف أن نسمع محللين يقولون ان على نتنياهو أن يتوقف الان عن التهديد وينتقل الى تأييد الوسائل الدبلوماسية لاوباما. هذا ما يمكن ان تكتبه ‘نيويورك تايمز′ من مكان مستقرها الآمن. ولكن الحقيقة هي الان بالذات هو الوقت لتشديد الضغط على ايران كي تنتقل من الاقوال الى الافعال. فهي منذ عشرين سنة تخدع الغرب، تعد بالرقابة وتخصب اليورانيوم، تتكلم عن الطاقة لاستخدام مدني وتطور مفجرات وصواريخ قادرة على حمل رؤوس متفجرة نووية. وعليه فمحظور تخفيف العقوبات حتى ولا بقليل، بل اجبار ايران على أن تتفكك عمليا من كل قدرة لانتاج قنبلة نووية. فقط بعد ذلك، تحصل على ‘مشروع مارشال’ كامل من الولايات المتحدة.
‘محظور على العالم أن يقع في فخ كوريا الشمالية. في حينه، في 2005، صفق العالم بأسره للانجاز الامريكي الدبلوماسي حين توصل الى اتفاق احتفالي مع كوريا الشمالية على تجميد التطوير النووي مقابل عدم فرض عقوبات. ولكن لم يفكك اي جهاز طرد مركزي ولم يغلق اي مفاعل نووي. واكتفت الولايات المتحدة باتفاق النية الطيبة وبالرقابة الدولة التي كانت نكتة. وبالفعل، في غضون سنة ونصف من التوقيع على الاتفاق فجرت كوريا الشمالية قنبلتها الاولى.
‘اذن صحيح انه ليس محقا ان يكون لبعض الدول قنبلة ذرية ولا يسمح لايران بذلك. ولكن اذا كنا نحب الحياة، من الافضل الا نتلوى تحت تهديد نووي من جانب آيات الله. وقد سبق أن قلنا ان’عالمنا ليس خياليا ولطيفا، بل متهكما ونزّاعا للقوة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

هزيمة القومية الاسرائيلية

بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس

رفض المحكمة العليا قبول التماس 21 مواطنا طلبوا الاعتراف بهم كمنتمين للقومية الاسرائيلية وتغيير تفاصيل القومية في سجل السكان الاسرائيلي، هو تعبير آخر على فشل الكفاح المدني على صورة اسرائيل. بعد 65 سنة من قيامها، لا تعترف السلطات بقومية اسرائيلية، منقطعة عن تعريف ديني أو انتماء عرقي.
خلافا لقاضي المحكمة المركزية نوعم سولبرغ، الذي رد قبل نحو ست سنوات طلب الملتمسين بدعوى ان طبيعة الموضوع ايديولوجية، تاريخية وسياسية، وليست قانونية اتفق قضاة المحكمة العليا على البحث في مسألة القومية والمواطنة، وقرروا انها مسألة قضائية.
في قرارهم يرفض القضاة وجود قومية اسرائيلية ويقررون انه لم يثبت ان هناك قومية اسرائيلية منقطعة عن تعريف الدين او الانتماء العرقي، بل ان القاضي حنان ملتسار يذهب بعيدا ويقرر ان الفكرة التي تفصل بين المواطنة والقومية منصوص عليها في المكانة الدستورية للدولة كدولة يهودية. بمعنى أن توحيد القوميات المنفصلة الى قومية اسرائيلية سيتناقض والطبيعة اليهودية، بل والطبيعة الديمقراطية لدولة اسرائيل.
ان الفصل بين اساس المواطنة واساس القومية يمثل فشل المعاملة الاسرائيلية منذ قيامها في منح معاملة متساوية لكل مواطنيها. ومع ان المحكمة العليا شددت في قرارها على واجب الدولة للتصرف تجاه كل مواطنيها، مقيميها والخاضعين لسيطرتها بالمساواة، الا أنه لحصول مثل هذه المساواة امكانية متدنية، في الوقت الذي تشخص الدولة نفسها كيهودية وتحفظ تفضيل مجموعة واحدة على مجموعة اخرى في اطار التعريف لمواطنيها.
الحل الديمقراطي هو شطب بند القومية من سجل السكان. على الدولة ومشرعيها أن يتعاملوا مع كل مواطنيها كمواطنين اسرائيليين. هويتهم كيهود، عرب او أبناء اي قومية اخرى يجب أن تكون موضوعا لتعريفهم الذاتي وليس لتسجيل سياسي مفروض. اليهود في الولايات المتحدة سيعارضون الاشارة الى يهوديتهم في السجل السكاني في بلادهم وفي بطاقات الهوية وهذه المسألة غير ذات صلة بدولة ديمقراطية. يجدر باسرائيل أن تتصرف هكذا ايضا.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ