Haneen
2013-12-05, 12:18 PM
اقلام واراء 463
22/10/2013
<tbody>
في هــــــذا الملف
الاسلامي المقنع
بقلم: ايزي لبلار ،عن اسرائيل اليوم
تركيا عدوة اسرائيل
بقلم: ايلي أفيدار،عن معاريف
سكان غزة: تلقينا مكالمات هاتفية ضد حماس
بقلم: جاكي خوري وغيلي كوهين،عن هآرتس
يخرجون من السجن ويعودون الى الارهاب
بقلم: اليكس فيشمان،عن يديعوت
العيش مع القنبلة الذرية
بقلم: يارون لندن،عن يديعوت
ولا تقع في الفخ الوجداني
بقلم: سيفر بلوتسكر،عن يديعوت
</tbody>
الاسلامي المقنع
بقلم: ايزي لبلار ،عن اسرائيل اليوم
بعد خمسين سنة تعاون استخباري بين اسرائيل وتركيا، أثبت كشف الاتراك عن هوية عملاء الموساد لايران عمق الهاوية التي سقطت فيها العلاقات بين الدولتين، تحت قيادة الاسلامي المستبد رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان.
يريد اردوغان ان يوهم الاخرين بانه نموذج الاسلام المستنير، الذي يمارس الديمقراطية على أحسن وجه، والذي يجب ان يحتذى، لكن لا شيء أبعد من الحقيقة من ذلك، فالحديث هو عن اسلامي مغالٍ ومتطرف يمدح الاخوان المسلمين وحماس وحزب الله مدحا مفرطا.
استعمل اردوغان الغوغائية ليفوز في ثلاث معارك انتخابية، واستغل موقفه ليخيف وسائل الاعلام وليهدم المعارضة، وقد طهر الجيش من ضباط علمانيين وقمع حرية التعبير. ويوجد اليوم عدد من الصحافيين السجناء في تركيا أكبر من عددهم في دولة اخرى في العالم، كما يبدو.
إن رد اردوغان على المظاهرة المتعلقة بحماية البيئة في مركز اسطنبول، قبل بضعة اشهر، التي جرح فيها أكثر من 4 آلاف متظاهر غير عنيف، يثبت قسوته. فقد استغل اردوغان المظاهرة الهادئة، كما تقول منظمات حقوق انسان تركية، لمعاقبة صحافيين ومعلمين وناشطين آخرين.
إن موقف اردوغان من اسرائيل أخذ يتدهور منذ ثار ثورته الغوغائية على شمعون بيرس في دافوس في 2009. فهو يصف اسرائيل بأنها ‘دولة ارهاب، تقتل الاولاد، وتعرف جيدا كيف تقتل’. وقد استضاف زعيم حماس خالد مشعل ثلاث مرات في السنة الاخيرة. إن عداء اردوغان للصهيونية استمرار طبيعي لمعاداته للسامية.
في 1974 أخرج مسرحية ‘ماس كوم ي’، التي تناولت التأثير العالمي لليهود والشيوعيين والبنائين الاحرار. وأعلن حينما كان رئيسا لبلدية اسطنبول، أن ‘صورة اليهودي اليوم لا تختلف عن صورة النازي’. وألقى بتبعة المظاهرات البيئية الاخيرة على ‘لوبي سعر الفائدة’، وعلى ‘اصحاب الولاء المزدوج’، وعلى ‘اصحاب الشعور الكوني الذين لا جذور لهم’ وهذه توجيهات واضحة الى بروتوكولات حكماء صهيون.
أعلن اردوغان في مؤتمر الامم المتحدة، الذي عقد في فيينا في شباط/فبراير الاخير بأنه ‘يجب الاعتراف بالخوف من الاسلام، لأنه جريمة على الانسانية، كالصهيونية ومعاداة السامية والفاشية’، واتهم اسرائيل قبل بضعة اسابيع بالانقلابات في مصر.
إن تعجل اردوغان قد عبرت عنه قضية مرمرة تعبيرا خاصا، فقد طلب بعد الواقعة الدولية ان تعتذر اسرائيل على موت تسعة مواطنين اتراك ذوي صلة بالقاعدة كانوا على السفينة، وحينما سلكت اسرائيل بمقتضى قرار الامم المتحدة، حينما اعلنت انها غير ملزمة بأن تعتذر، أعاد اردوغان سفيره وندد بمشاركة اسرائيل في منظمات عالمية، ومنها حلف شمال الاطلسي.
وفي آذار/مارس 2013 حث اوباما نتنياهو على الاعتذار، ودفع تعويضات الى عائلات الارهابيين الاتراك. واستجاب نتنياهو لغرض تحسين العلاقات، لكن اردوغان لم يرد على ذلك بشيء، بل أعلن نيته زيارة غزة وطلب ان نسقط الحصار البحري المضروب على حماس، وبعد ستة اشهر لم يحسن اردوغان بعد العلاقات الدبلوماسية وما زال يمنع مشاركة اسرائيل في حلف شمال الاطلسي.”””
ورغم كل ذلك تعتبر الولايات المتحدة تركيا حليفة. ففي السنة الماضي افتتحت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ‘منتدى الارهاب العالمي’، وهو منظمة لمكافحة الارهاب يشتمل على ثلاثين عضوا، مؤسسة يبرز فيها غياب اسرائيل. وفي ايلول/سبتمبر 2013 عززت الولايات المتحدة وتركيا المبادرة حينما أسستا مشروعا مشتركا بكلفة 200 مليون دولار يرمي الى مكافحة التطرف بين الشباب المسلمين، واليكم التناقض المنطقي: إن دافع الضرائب الامريكي ينفق على منظمة مكافحة ارهاب بمشاركة قيادة اسلامية تؤيد حماس والاخوان المسلمين وتنكر الارهاب الاسلامي. قد تستمر الولايات المتحدة على التمسك بفنتازيا ترى ان اردوغان هو زعيم مستنير، لكننا نراه كما هو حقا، وهو أنه مستبد اسلامي. وستظل علاقات اسرائيل بتركيا ما بقي في منصبه باردة في الأكثر في المجال السياسي على الأقل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
تركيا عدوة اسرائيل
بقلم: ايلي أفيدار،عن معاريف
نشر الصحافي الذي ينال التقدير دافيد اغناشيوس من ‘واشنطن بوست’ يوم الخميس الماضي، نبأ حصل عليه من محافل أمنية مخولة: الحكم في أنقرة سلم طهران هوية عملاء موساد ايرانيين التقوا مع مسؤوليهم الاسرائيليين في تركيا. وتتطلع أجهزة الاستخبارات في أرجاء العالم الى عقد لقاءات مع عملائهم في دول تكون فيها العلاقات مع الاستخبارات المحلية جيدة، الحيطة من كل تعقيد محتمل. العمل الذي قام به الاتراك يثبت أنهم أجروا متابعة لرجال الموساد في نطاقهم، كشفوا المواطنين الايرانيين الذين جاءوا للقاء مسؤوليهم، ورفعوا قائمة مرتبة كهدية لاجهزة الامن الايرانية.
اذا كانت المنشورات دقيقة، فقد اعتقد عملاء الموساد بانهم يوجدون على ارض دولة صديقة، اما عمليا فقد تعاونت هذه مع اكبر اعداء اسرائيل. من الصعب الاستخفاف بالامر. فأجهزة أمن الدول الصديقة لا تفعل مثل هذه الامور ابدا، وحتى اجهزة الاستخبارات للدول التي ليس لها علاقات دبلوماسية لا تقوم بمثل هذا التعاون. ان أعمال أجهزة الاستخبارات التركية، التي لا بد تمت بتوجيهات من أردوغان، تجعل تركيا دولة عدوة بكل معنى الكلمة.
ان سلوك اردوغان منذ صعوده الى الحكم يجسد المرة تلو الاخرى بان الحدث لا يدور عن زعيم موتور أو سريع الغضب، بل عن متطرف ذي عقيدة متزمتة ترى في اسرائيل خصما دينيا وايديولوجيا. بافعاله أحرق اردوغان العلاقات ليس فقط مع اسرائيل، بل أيضا مع أجهزة غربية اخرى. وفي نظرة الى الوراء واضح انه لم يكن هناك مكان للاعتذار ‘لتركيا، الذي جاء في أعقاب قراءة غير صحيحة للخريطة من جانب الادارة الامريكية وضغط شديد من واشنطن. فلا يمكن لاي اعتذار أن يعيد اردوغان الى صواب السبيل. فالنبرة المتطرفة في رسائله العلنية تتطابق مع سياسته تطابقا تاما. ولا يمكن لعلاقات اسرائيل ـ تركيا أن تتحسن إلا بعد تغيير نظام انقرة.
لقد كانت قصة الحب الاسرائيلية التركية قصيرة وحامية الوطيس، ولكن مرت سنوات كافية للشفاء كي نضع خلفنا وهم العلاقات الخاصة بين الدولتين. ينبغي العودة الى تطوير العلاقات مع حلفاء آخرين أهملناهم بسبب المحاولة العقيمة لارضاء الاتراك، وانتظار اللحظة المناسبة التالية لتثبيت تحالف، انطلاقا من موقع قوة واحترام ذاتي. في الشرق الاوسط يمكن للتحول الانقلابي أن يأتي أسرع مما يمكن للمرء أن يتصوره.
في السجل النهائي والبشع للتعاون مع تركيا يوجد أيضا درس أعمق، الشرق الاوسط لا يقدر الا من يقدر نفسه، هذه ليست مسألة فارغة من الذاتية و ‘الكرامة الوطنية’، بل هو شرط أساس في العلاقات الدولية وفي السلوك العقلاني في محيط غير غربي. اسرائيل لا يمكنها أن تعيد ترميم منظومة العلاقات عبر الاعتذارات واستجداء المصالحة. فالمس بمصالح الطرف الاخر والاصرار المصمم أمامه هما السبيل الوحيد للحفاظ على مصالحنا الحيوية، وهما ايضا ما سيعد التربة للمصالحة على المدى الابعد.’
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
سكان غزة: تلقينا مكالمات هاتفية ضد حماس
بقلم: جاكي خوري وغيلي كوهين،عن هآرتس
أفاد سكان في قطاع غزة في نهاية الاسبوع، بانهم تلقوا مكالمات هاتفية من الجيش الاسرائيلي على هواتفهم المحمولة، مع رسالة مسجلة تنتقد حركة حماس. وقد زُعم في الرسالة المسجلة ان حماس تنفق اموالا على عمليات ارهابية بدل ان تنفقها على رفاهية سكان القطاع.
وصدقوا في الجيش الاسرائيلي أنهم هاتفوا في يوم الجمعة سكان قطاع غزة في الحقيقة، بل أرسلوا رسائل قصيرة من هذا القبيل، بل انهم في الجيش الاسرائيلي سلموا الى ‘هآرتس′ صيغة الرسالة الكاملة التي أُسمعت لآلاف من السكان في غزة، وأكدت نشاط حماس في بناء الأنفاق بدل الاهتمام برفاهية المواطنين، بحسب الجيش الاسرائيلي.
‘يا سكان قطاع غزة، عيد سعيد، إن قيادتكم قيادة حماس، تنفق اليوم ميزانية وموارد كثيرة تبلغ عشرات ملايين الدولارات، من اجل الدفع قدما بحفر وبناء أنفاق الى داخل اسرائيل، كان يمكن لحماس أن تنفق هذه الاموال ليس على بناء الانفاق، بل على رفاهية المواطنين في التربية والصحة وبناء البنى التحتية في القطاع′، هذا ما جاء في رسالة الجيش الاسرائيلي الى سكان غزة. ‘ان هذا الاستعمال الكثيف من حماس للاموال ومواد البناء لاجل الانفاق هو عامل مهم في غلاء المعيشة في القطاع الذي يضر بالشعب الفلسطيني، وقد حان الوقت لتتحمل قيادة حماس المسؤولية عنكم وتنفق مواردها على الشعب’.
يستعمل الجيش الاسرائيلي في الأكثر خلال عملياته في قطاع غزة اجراءات حرب نفسية متشابهة. فقد استعمل الجيش الاسرائيلي في عملية ‘عمود السحاب’ و’الرصاص المصبوب’ هذه العملية.
وقد جاءت الرسالة المسجلة بعد ايام من الكشف عن النفق على حدود قطاع غزة في الاسبوع الماضي.
احتفلوا يوم السبت بمرور سنتين على صفقة شاليط في قطاع غزة وهددت لجان المقاومة الشعبية وكتائب القسام، وهي الذراع العسكرية لحماس، بعمليات خطف جنود اسرائيليين تكون استراتيجية للافراج عن السجناء الفلسطينيين من السجون في اسرائيل. وجاء في الاعلان الذي نشرته المنظمات ان صفقة شاليط أثبتت انها الوسيلة الأنجع ‘لتحطيم القيود الصهيونية’ كما قالوا.
وجاء على لسان متحدث الجيش الاسرائيلي أن ‘اسرائيل لن تُسلم بواقع تحفر فيه حماس أنفاقا مفخخة هجومية من غزة الى بلدات مدنية اسرائيلية. وسيستمر الجيش الاسرائيلي على التوجه بكل وسيلة الى الجمهور في غزة كي ينبذ سلطة الارهاب’.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
يخرجون من السجن ويعودون الى الارهاب
بقلم: اليكس فيشمان،عن يديعوت
تفي يوم الاحد القريب بعد شهرين من بادرة التحرير الاولى في الرابع والعشرين من تشرين الاول/اكتوبر يفترض أن تحرر دولة اسرائيل وجبة ثانية من السجناء الفلسطينيين.
التزمت اسرائيل ـ باعتبار ذلك جزءا من شروط بدء التفاوض السياسي ـ أن تفرج عن 104 سجناء كانوا قد سجنوا قبل اتفاقات اوسلو، حُكم عليهم جميعا أو على أكثرهم بالسجن المؤبد، ويعتبرون ناشطي ارهاب ‘ثقالا’ ملطخة أيديهم بالدماء. وفي 13 آب/اغسطس من هذا العام أُفرج عن 26 سجينا. وفي الوجبة الثانية بعد بضعة ايام سيفرج عن 32 سجينا آخر. ولم تُجز الحكومة الصفقة الى الآن، لكن يتوقع أن تُنفذ. وسيُفرج في هذه المرة ايضا عن سجناء ثقال الى قطاع غزة، رغم أن لاسرائيل تجربة مُرة مع السجناء الذين أُفرج عنهم عامة، والى قطاع غزة خاصة.
إن أحد أبطال الارهاب اليوم في قطاع غزة هو أيمن الشراونة، الذي حُكم عليه في الماضي بـ38 سنة سجن لمشاركته في عمليات قاتلة في بئر السبع، وقد أُفرج عنه في صفقة شاليط الى الضفة، واعتقل مرة اخرى في كانون الثاني/يناير 2012، بسبب الاخلال بشروط الافراج عنه.
واشتهر الشراونة في اسرائيل بعد أن بدأ اضرابا عن الطعام في السجن امتد 261 يوما، وخضعت الدولة آخر الامر، بضغط من الرأي العام، وخشية أن يشيع اضرابه عن الطعام ليصبح اضرابا عاما لسجناء فلسطينيين في السجن ويشعل المناطق. وكان يمكن أن يعكر كل ذلك الجو قُبيل زيارة الرئيس اوباما التاريخية لاسرائيل. أُفرج عن الشراونة في شهر آذار/مارس من هذا العام وطُرد الى غزة فترة عشر سنوات. واليوم تنظر الجهات الوقائية في اسرائيل، في خيبة أمل وغضب، في حالة الشراونة الذي أصبح أحد الاشخاص المركزيين في الوحدة الخاصة التي أُنشئت للذراع العسكرية لحماس لاستعمال الارهاب في الضفة.
إن جميع أناس هذه الوحدة أُفرج عنهم من السجون الاسرائيلية، وكان عدد منهم ضمن صفقة شاليط. وتشتغل هذه الوحدة بانشاء خلايا وتحويل اموال ووسائل قتالية ونقل توجيهات لتنفيذ عمليات ارهابية في الضفة. والشراونة مسؤول اليوم مع رفاقه في الوحدة عن عدد من البنى التحتية الأشد فتكا التي يطاردها الجيش الاسرائيلي و’الشاباك’ في يهودا والسامرة.
توجد في غزة جهات التنفيذ التي تستخدم ارهاب حماس في الضفة، لكن العقل والمال يأتيان من تركيا. ويقف في قمة هرم استعمال ارهاب حماس في الضفة سجين محرر آخر هو صلاح عاروري. إن عاروري هو ايضا منسق عمليات الوحدة الخاصة لحماس في غزة، وقد مكث عاروري، وهو من مؤسسي الذراع العسكرية لحماس في السجن الاسرائيلي عدة مرات، وأُفرج عنه في مارس 2010. وكان في تلك الفترة سجينا اداريا والتزم في صفقة الافراج أن يترك المنطقة ثلاث سنوات، فانتقل مع قيادة حماس التي تركت دمشق الى تركيا، وهو يعمل اليوم موجها عمله على اسرائيل في الضفة من تركيا برعاية السلطات التركية.
وبالاعتماد على هذه البنى التحتية لاستعمال الارهاب في الضفة التي تعمل من قطاع غزة وتركيا، التي يرأسها سجناء محررون، استطاع رئيس وزراء حماس اسماعيل هنية أن يدعو في هذا الاسبوع، في الذكرى السنوية لصفقة شاليط، الى انتفاضة جديدة في الضفة. وقد بذل صلاح عاروري وجماعة حماس الخاضعون له في غزة والضفة جهدا خاصا في الشهر الاخير لتثوير المنطقة، في محاولة لافشال التفاوض السياسي واضعاف أبو مازن والمس باسرائيل، وكان مركز الأحداث المسجد الاقصى الذي حدثت حوله في الشهر الاخير أكثر الاضطرابات ‘العفوية’.
إن حماس تقف وراء منظمة اسلامية ساذجة في ظاهر الامر مؤلفة في الأساس من سكان القدس، وهي ‘شباب الانتفاضة’، وأعلنت المنظمة بالاشتراك مع الجناح الشمالي من الحركة الاسلامية، التي ترى أن هدفها حماية المقدسات الاسلامية في جبل الهيكل، أعلنت ‘ايام غضب’، وكانت النتيجة أحداث عنف أكثر في جبل الهيكل.
تقول جهات أمنية انه توجد زيادة على محاولة اشعال الشارع الفلسطيني زيادة حادة على أحداث اطلاق النار واستعمال الشحنات الناسفة على اسرائيليين في الضفة، كانت ذروتها العمليات الخمس القاسية التي قُتل فيها ثلاثة اسرائيليين في الشهر الاخير. إن الجهات الامنية لا تلاحظ في الحقيقة ‘يدا موجهة’، لكن الاحصاء لا يكذب، فهناك زيادة دائمة للنشاط الشعبي العنيف والنشاط الارهابي. ولنشاط السجناء المفرج عنهم أكثر من يد ورجل في هذا الاتجاه.
والآن واسرائيل توشك أن تفرج بعد اسبوع عن بضع عشرات من المخربين الثقال، يجب ان تأخذ في حسابها ان يعود فريق منهم، وإن لم يكونوا شبابا، الى الكفاح المسلح ولا سيما اولئك الذين سيصلون الى قطاع غزة. ويُفرج عن هؤلاء السجناء الى شارع أكثر تفجرا وثورانا مما كان في مطلع السنة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
العيش مع القنبلة الذرية
بقلم: يارون لندن،عن يديعوت
الله موجود في التفاصيل’؛ عاد الخبراء واستعملوا هذه الجملة بكلامهم على الاتفاق الذي أخذ يُنسج بين ايران والقوى الكبرى. إن كرامة باروخ سبينوزا محفوظة، لكن يخيل إلي أن الاشتغال بالتفاصيل يطمس على الاتجاه الذي يستحسن أن يُشغل به العقل المفكر. إن الاتجاه هو الى انشاء تسامح بين القوى الكبرى وايران، والحفاظ على قدرة الدولة الشيعية على أن تركب سلاحا ذريا حينما ترغب في ذلك، فهل ستتضرر اسرائيل تضررا بالغا؟
‘إن التخمين الأكثر إخافة هو أن قادة ايران الذين يتنبأون بأمر هائل ينشأ عنه عالم يخضع لحكم الله، سيوجهون الينا ضربة ذرية، من دون احتساب ما سيحدث لبلدهم. إن اربعة فرسان، هذا الامر الهائل، منطلقون قدما ايضا في مقدمة أصوليين مسيحيين يتنكر أكثرهم بلباس اصدقاء اسرائيل، وهم يظهرون بصيغة مشابهة ايضا في تنبؤات اسرائيليين مبلبلين من اولئك الذين يريدون أن يهدموا المساجد في جبل الهيكل (المسجد الاقصى).
إن التنبؤ بيوم القيامة الاخير لا باعتباره شوقا الى الموت، بل باعتباره خيارا أخيرا، يتغلغل ايضا الى الفكر الاستراتيجي الاسرائيلي، فقد وقع البرهان على ذلك في الايام الاخيرة بسلسلة افلام عن حرب يوم الغفران بُثت في القناة الاولى. وقد صدقت الاشاعات عن طلب موشيه أن يوزن استعمال السلاح الذري بالشهادة المصورة لأرنون عزرياهو، مستشار الوزير اسرائيل غليلي.
إن هذا الكشف الصحافي لا يضر بقدرة اسرائيل الردعية لأنه يدل على أن ‘خيار شمشون’ ليس كلاما فارغا من المضمون. واحتمال أن يقطع الايرانيون أعناقهم بشرط أن تُقطع أعناقنا، يشبه احتمال أن يصيب شهاب الكرة الارضية ويُبيد كل حي. يمكن أن يُفعل القليل جدا لابعاد الخطر الكوني، أما الخطر الايراني فقد استطعنا إبعاده، كما تقول مصادر اجنبية، بوسائل تسمى ‘القدرة على الضربة التالية’. وهي كافية لتعزيز الأسس العقلانية عند القيادة الايرانية. يمكن بالطبع أن يُكتب سيناريو عن آية من آيات الله مصاب بشعور بالمطاردة يسيطر على الزناد الذري، لكن تاريخ الحرب الباردة أثبت أن المتطرفين الايديولوجيين ايضا يُحجمون عن تحويل الكرة الارضية الى هباء.
‘هناك تهديد آخر تتنبأ به اسرائيل وهو منح العمليات الموجهة على اسرائيل بفضل مظلة ذرية ايرانية. وقد استعملت هذه الاستراتيجية، وهي حرب استنزاف باستخدام وكلاء القوتين الكبريين في فترة الحرب الباردة. لكن الدرس هو أن الوكلاء حارب بعضهم بعضا وكأنه لا توجد قوى كبرى ذرية تغطي عليهم. لم تنسحب الولايات المتحدة من فيتنام بسبب الخوف من هجوم سوفييتي، ولم ينسحب الاتحاد السوفييتي من افغانستان بسبب خوفه من صواريخ بالستية تُطلق على الولايات المتحدة. فالردع الذري لن يقلل من قدرة اسرائيل على ضرب حزب الله أو وكلاء ايران في سورية.
‘وهناك امكانية اخرى معقولة أكثر وهي أن تُحفز الدول العربية السنية على تطوير سلاح ذري لها. إن كثرة اللاعبين الذين يملكون سلاح ابادة جماعية تزيد في احتمال حدثٍ بسبب فشل تقني أو خطأ في فهم نوايا العدو، أو وقوع مواد فتاكة في أيدي منظمات ارهابية. ليس من الطيب العيش في محيط يخزن بعض سكانه سلاحا ذريا، لكن التناقض هو في أن زيادة التهديد قد تخلصنا من وحدتنا. إن اسرائيل تُبين منذ زمن أن ايران المسلحة بسلاح ذري تُعرض العالم كله للخطر، لكن زعمنا لم يحث القوى الكبرى على استعمال عملية ردع عنيفة. وسيتغير الوضع كلما زاد الخطر. إن منطقة ذرية تمتد من افغانستان الى القاهرة قد تقنع العالم بما لم تنجح اسرائيل في اقناعه به.
في هذه الاثناء يحدث تحت السطح تطور ايجابي بالنسبة الينا، وهو أن الدول العربية السنية تضطر الى الاعتماد على الغرب، وتعزز علاقاتها باسرائيل. وتُدفع المشكلة الفلسطينية الى الهامش ويُمكّن هذا الواقع اسرائيل من أن تواجهها تحت ضغوط أخذت تقل. وهناك سؤال مستقل يدور حول قدرتنا واستعدادنا لاستغلال نافذة الفرص التي فُتحت لنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ولا تقع في الفخ الوجداني
بقلم: سيفر بلوتسكر،عن يديعوت
من الافضل ان ياتي متأخرا على الا يكون ابدا هكذا يمكننا ان نجمل احدى القضايا المضنية التي شهدناها: قضية تعيين د. كرنيت بلوغ محافظا، أي المحافظة، الجديدة لبنك اسرائيل. أي محافظة ستكون د. بلوغ؟
محافظة مهنية، مستقلة، غير قابلة للضغط، غير متزلفة للشعب، غير متعالية، غير مرتجلة، تقيم سياسة بنك اسرائيل على الحقائق وليس على الشعارات.
في نهاية مقابلة رأس السنة التي منحتها لـ’يديعوت احرونوت’ ـ المقابلة الوحيدة التي اعطتها في الاشهر الاخيرة ـ سألتها ماذا سيكون رد فعلها اذا كان بعد كل شيء، بعد أن ييأس من مرشحين آخرين، يتوجه اليها بنيامين نتنياهو باقتراح ان تكون محافظة بنك اسرائيل. رجفة لاحت في عينيها وشفتيها وكادت تفلت الرد العاطفي اللازم: فلينس هذا، بعد ان رفضني كمحافظة المرة تلو الاخرى، من دون أي سبب.
غير أن د. بلوغ كبحت جماح نفسها في تلك اللحظة، تغلبت على العصف الوجداني، وفي لحظة توصلت الى الاستنتاج بانها لا يمكنها أن تسمح لنفسها ان ترفض طلب رئيس الوزراء حتى ان كان مس بها في سلوكه. لا يمكنها أن ترفض، لان الكثير من الناس يريدونها على رأس بنك اسرائيل ويعلقون عليها الامال. لا يمكنها ان ترفض لانه لا يمكن لاي اقتصادي او اقتصادية اسرائيلي مسؤول ان يكون من حقه رفض الاقتراح بان يشغل منصب المحافظ في لحظات حرجة لاقتصاد الدولة، بسبب شعور بالاهانة الشخصية. وعليه، وخلافا للاحساس الغريزي الاولي لديها، قالت د. بلوغ: ‘اذا توجه لي رئيس الوزراء، فاني سافكر بالعرض. رغم كل شيء. كنت سأفكر فيه’.
كانت هذه د. بلوغ في افضل مزاياها: لا تقع في الفخ الوجداني، تفكر بالامور بوزن العقل، ترى الاساس وتستعد للتجاهل التافه. لقد عينت د. بلوغ محافظة لبنك اسرائيل بفضل مؤهلاتها وقدراتها، ولكن ذاك الجواب الموضوعي غير الحماسي الذي اعدته في المقابلة، التي كانت مخصصة للنشر في موعد بدا في حينه كيوم اخير لولايتها كمحافظة بالوكالة لبنك اسرائيل، ابقت الباب مفتوحا للتغيير في موقف نتنياهو تجاهها. بيبي قرأ وتأثر: ها هي امرأة ذات رأي ومستقلة تفضل مصلحة الاقتصاد على كبريائها الشخصي. وعلى الرغم من ذلك، استغرقه عدة اسابيع اخرى للتغلب على نفوره السابق منها، والمخاطرة بهزء الرأي العام كي يخرج من القوة الى الفعل، النية التي نضجت فيه لان يعين رغم ذلك د. بلوغ محافظة.
وها هي الحقيقة: نتنياهو غير رأيه وبدأ يتبنى فكرة تعيين د. بلوغ قبل نحو شهر. كان في حينه لا يزال يتطلع الى أمريكا، على أمل ان يجد هناك بروفيسورا رائعا ما يحل في المكان الدولي للبروفيسور ستانلي فيشر، ولكنه اساسا طلب من مساعديه ومستشاريه ان يعرفوا ماذا سيكون رد فعل الجمهور والاعلام على التغيير في موقفه. وقد بحث عن تفسير مقنع للتغيير. في 1 تشرين الاول/اكتوبر كتبت في ‘يديعوت احرونوت’: ‘رئيس الوزراء يمكنه أن يستند الى نجاحات د. بلوغ في اداء منصب المحافظة كي ينزل عن رفضه، وان يشرح التغيير في رأيه فيها. سيكون هذا ايضا تفسيرا حقيقيا’.
وهكذا فعل هو ايضا. في هذه المناسبة، علم نتنياهو وزير المالية يئير لبيد فصلين في نظرية التلاعب السياسي: مرة حين استخدم الفيتو ضد د. بلوغ ومرة اخرى حين نزعه، من دون أن يبلغ لبيد. في نهاية المطاف بيبي هو الذي عين د. بلوغ محافظة، رغم انه منذ منتصف نيسان/ابريل (وقبل نصف سنة!) قال وزير المالية ان د. بلوغ هي خياره للمنصب. في نهاية ابريل التقى لبيد مع د. بلوغ وتعزز استعداده لاختيارها. غير أن نتنياهو قاده من الانف ولبيد لم يصر على رأيه.
في خطاب اعتزاله اوصى البروفيسور فيشر بتعيين د. بلوغ محافظة. واكل قلبه من شدة الاسى والغضب عندما ساءت حالة عملية التعيين. ولكن يخطئ من يرى في د. بلوغ نسخة نسوية عن البروفيسور فيشر. فهي ستطبع البنك بخاتمها المميز. وهي لن تتردد في ان تعرب عن رأي غير شعبي في المسائل موضع الخلاف، مثلما فعلت في مقابلة رأس السنة تلك في ‘يديعوت احرونوت’. هكذا قالت د. بلوغ عن الضريبة: ‘لا يمكننا أن نحسن الخدمات للمواطن اذا لم نرفع الضرائب’، ‘من يريد تعليما وصحة عامين بجودة عالية، يجب ان يكون مستعدا لان يدفع مقابلهما ضرائب عالية’.
وعن الخطاب الاقتصادي: ‘أنا بالتأكيد قلقة من التطرف والديماغوجية اللذين سيطرا على الخطاب الاقتصادي. يتعاظم فيه ميل الى الحماسة. صعب أكثر فأكثر اجراء بحث اقتصادي مهني في البدائل. يرون كل شيء بالاسود والابيض’، ‘الحسابات التي بموجبها المالية تخسر ظاهرا مليارات الشواكل في السنة بسبب قانون تشجيع الاستثمار تعتمد على فرضيات مدحوضة وغير صحيحة’.
وعن ضائقة السكن: ‘لا يمكنني القول انه توجد فقاعة في أسعار الشقق، لا يزال هناك نقص واضح في جانب العرض’، ‘بنك اسرائيل كان الراشد المسؤول في سوق السكن’. ‘البنوك هادئة جدا في مجال قروض السكن’. وعلى الاحتجاج الاجتماعي: ‘سهل على الاقوياء تنظيم الاحتجاج’، ‘الطبقة الوسطى الاسرائيلية تحافظ على مكانها وقوتها وكمجموعة ليس لها ما تشكو منه’. ‘في السنوات الاخيرة الفقر يتسع ليشمل عائلات عاملة’.
وعن الفقر: ‘تقليص مخصصات الاولاد كان شرا لا بد منه، وليس مدعاة للفخار’، ‘الفقر أصبح مشكلة استراتيجية بالنسبة لدولة اسرائيل’.
كل المنتقدين لـ د. كرنيت بلوغ اليوم مدعوون لان يقرأوا بتمعن اقوالها هذه والا يخطئوا في مظهرها الرقيق والهش. العامود الفقري للمحافظة الجديدة لبنك اسرائيل، قوي جدا. خذوا رجاء بحسبانكم: فهي نمرة بشكل غزال.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
22/10/2013
<tbody>
في هــــــذا الملف
الاسلامي المقنع
بقلم: ايزي لبلار ،عن اسرائيل اليوم
تركيا عدوة اسرائيل
بقلم: ايلي أفيدار،عن معاريف
سكان غزة: تلقينا مكالمات هاتفية ضد حماس
بقلم: جاكي خوري وغيلي كوهين،عن هآرتس
يخرجون من السجن ويعودون الى الارهاب
بقلم: اليكس فيشمان،عن يديعوت
العيش مع القنبلة الذرية
بقلم: يارون لندن،عن يديعوت
ولا تقع في الفخ الوجداني
بقلم: سيفر بلوتسكر،عن يديعوت
</tbody>
الاسلامي المقنع
بقلم: ايزي لبلار ،عن اسرائيل اليوم
بعد خمسين سنة تعاون استخباري بين اسرائيل وتركيا، أثبت كشف الاتراك عن هوية عملاء الموساد لايران عمق الهاوية التي سقطت فيها العلاقات بين الدولتين، تحت قيادة الاسلامي المستبد رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان.
يريد اردوغان ان يوهم الاخرين بانه نموذج الاسلام المستنير، الذي يمارس الديمقراطية على أحسن وجه، والذي يجب ان يحتذى، لكن لا شيء أبعد من الحقيقة من ذلك، فالحديث هو عن اسلامي مغالٍ ومتطرف يمدح الاخوان المسلمين وحماس وحزب الله مدحا مفرطا.
استعمل اردوغان الغوغائية ليفوز في ثلاث معارك انتخابية، واستغل موقفه ليخيف وسائل الاعلام وليهدم المعارضة، وقد طهر الجيش من ضباط علمانيين وقمع حرية التعبير. ويوجد اليوم عدد من الصحافيين السجناء في تركيا أكبر من عددهم في دولة اخرى في العالم، كما يبدو.
إن رد اردوغان على المظاهرة المتعلقة بحماية البيئة في مركز اسطنبول، قبل بضعة اشهر، التي جرح فيها أكثر من 4 آلاف متظاهر غير عنيف، يثبت قسوته. فقد استغل اردوغان المظاهرة الهادئة، كما تقول منظمات حقوق انسان تركية، لمعاقبة صحافيين ومعلمين وناشطين آخرين.
إن موقف اردوغان من اسرائيل أخذ يتدهور منذ ثار ثورته الغوغائية على شمعون بيرس في دافوس في 2009. فهو يصف اسرائيل بأنها ‘دولة ارهاب، تقتل الاولاد، وتعرف جيدا كيف تقتل’. وقد استضاف زعيم حماس خالد مشعل ثلاث مرات في السنة الاخيرة. إن عداء اردوغان للصهيونية استمرار طبيعي لمعاداته للسامية.
في 1974 أخرج مسرحية ‘ماس كوم ي’، التي تناولت التأثير العالمي لليهود والشيوعيين والبنائين الاحرار. وأعلن حينما كان رئيسا لبلدية اسطنبول، أن ‘صورة اليهودي اليوم لا تختلف عن صورة النازي’. وألقى بتبعة المظاهرات البيئية الاخيرة على ‘لوبي سعر الفائدة’، وعلى ‘اصحاب الولاء المزدوج’، وعلى ‘اصحاب الشعور الكوني الذين لا جذور لهم’ وهذه توجيهات واضحة الى بروتوكولات حكماء صهيون.
أعلن اردوغان في مؤتمر الامم المتحدة، الذي عقد في فيينا في شباط/فبراير الاخير بأنه ‘يجب الاعتراف بالخوف من الاسلام، لأنه جريمة على الانسانية، كالصهيونية ومعاداة السامية والفاشية’، واتهم اسرائيل قبل بضعة اسابيع بالانقلابات في مصر.
إن تعجل اردوغان قد عبرت عنه قضية مرمرة تعبيرا خاصا، فقد طلب بعد الواقعة الدولية ان تعتذر اسرائيل على موت تسعة مواطنين اتراك ذوي صلة بالقاعدة كانوا على السفينة، وحينما سلكت اسرائيل بمقتضى قرار الامم المتحدة، حينما اعلنت انها غير ملزمة بأن تعتذر، أعاد اردوغان سفيره وندد بمشاركة اسرائيل في منظمات عالمية، ومنها حلف شمال الاطلسي.
وفي آذار/مارس 2013 حث اوباما نتنياهو على الاعتذار، ودفع تعويضات الى عائلات الارهابيين الاتراك. واستجاب نتنياهو لغرض تحسين العلاقات، لكن اردوغان لم يرد على ذلك بشيء، بل أعلن نيته زيارة غزة وطلب ان نسقط الحصار البحري المضروب على حماس، وبعد ستة اشهر لم يحسن اردوغان بعد العلاقات الدبلوماسية وما زال يمنع مشاركة اسرائيل في حلف شمال الاطلسي.”””
ورغم كل ذلك تعتبر الولايات المتحدة تركيا حليفة. ففي السنة الماضي افتتحت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ‘منتدى الارهاب العالمي’، وهو منظمة لمكافحة الارهاب يشتمل على ثلاثين عضوا، مؤسسة يبرز فيها غياب اسرائيل. وفي ايلول/سبتمبر 2013 عززت الولايات المتحدة وتركيا المبادرة حينما أسستا مشروعا مشتركا بكلفة 200 مليون دولار يرمي الى مكافحة التطرف بين الشباب المسلمين، واليكم التناقض المنطقي: إن دافع الضرائب الامريكي ينفق على منظمة مكافحة ارهاب بمشاركة قيادة اسلامية تؤيد حماس والاخوان المسلمين وتنكر الارهاب الاسلامي. قد تستمر الولايات المتحدة على التمسك بفنتازيا ترى ان اردوغان هو زعيم مستنير، لكننا نراه كما هو حقا، وهو أنه مستبد اسلامي. وستظل علاقات اسرائيل بتركيا ما بقي في منصبه باردة في الأكثر في المجال السياسي على الأقل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
تركيا عدوة اسرائيل
بقلم: ايلي أفيدار،عن معاريف
نشر الصحافي الذي ينال التقدير دافيد اغناشيوس من ‘واشنطن بوست’ يوم الخميس الماضي، نبأ حصل عليه من محافل أمنية مخولة: الحكم في أنقرة سلم طهران هوية عملاء موساد ايرانيين التقوا مع مسؤوليهم الاسرائيليين في تركيا. وتتطلع أجهزة الاستخبارات في أرجاء العالم الى عقد لقاءات مع عملائهم في دول تكون فيها العلاقات مع الاستخبارات المحلية جيدة، الحيطة من كل تعقيد محتمل. العمل الذي قام به الاتراك يثبت أنهم أجروا متابعة لرجال الموساد في نطاقهم، كشفوا المواطنين الايرانيين الذين جاءوا للقاء مسؤوليهم، ورفعوا قائمة مرتبة كهدية لاجهزة الامن الايرانية.
اذا كانت المنشورات دقيقة، فقد اعتقد عملاء الموساد بانهم يوجدون على ارض دولة صديقة، اما عمليا فقد تعاونت هذه مع اكبر اعداء اسرائيل. من الصعب الاستخفاف بالامر. فأجهزة أمن الدول الصديقة لا تفعل مثل هذه الامور ابدا، وحتى اجهزة الاستخبارات للدول التي ليس لها علاقات دبلوماسية لا تقوم بمثل هذا التعاون. ان أعمال أجهزة الاستخبارات التركية، التي لا بد تمت بتوجيهات من أردوغان، تجعل تركيا دولة عدوة بكل معنى الكلمة.
ان سلوك اردوغان منذ صعوده الى الحكم يجسد المرة تلو الاخرى بان الحدث لا يدور عن زعيم موتور أو سريع الغضب، بل عن متطرف ذي عقيدة متزمتة ترى في اسرائيل خصما دينيا وايديولوجيا. بافعاله أحرق اردوغان العلاقات ليس فقط مع اسرائيل، بل أيضا مع أجهزة غربية اخرى. وفي نظرة الى الوراء واضح انه لم يكن هناك مكان للاعتذار ‘لتركيا، الذي جاء في أعقاب قراءة غير صحيحة للخريطة من جانب الادارة الامريكية وضغط شديد من واشنطن. فلا يمكن لاي اعتذار أن يعيد اردوغان الى صواب السبيل. فالنبرة المتطرفة في رسائله العلنية تتطابق مع سياسته تطابقا تاما. ولا يمكن لعلاقات اسرائيل ـ تركيا أن تتحسن إلا بعد تغيير نظام انقرة.
لقد كانت قصة الحب الاسرائيلية التركية قصيرة وحامية الوطيس، ولكن مرت سنوات كافية للشفاء كي نضع خلفنا وهم العلاقات الخاصة بين الدولتين. ينبغي العودة الى تطوير العلاقات مع حلفاء آخرين أهملناهم بسبب المحاولة العقيمة لارضاء الاتراك، وانتظار اللحظة المناسبة التالية لتثبيت تحالف، انطلاقا من موقع قوة واحترام ذاتي. في الشرق الاوسط يمكن للتحول الانقلابي أن يأتي أسرع مما يمكن للمرء أن يتصوره.
في السجل النهائي والبشع للتعاون مع تركيا يوجد أيضا درس أعمق، الشرق الاوسط لا يقدر الا من يقدر نفسه، هذه ليست مسألة فارغة من الذاتية و ‘الكرامة الوطنية’، بل هو شرط أساس في العلاقات الدولية وفي السلوك العقلاني في محيط غير غربي. اسرائيل لا يمكنها أن تعيد ترميم منظومة العلاقات عبر الاعتذارات واستجداء المصالحة. فالمس بمصالح الطرف الاخر والاصرار المصمم أمامه هما السبيل الوحيد للحفاظ على مصالحنا الحيوية، وهما ايضا ما سيعد التربة للمصالحة على المدى الابعد.’
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
سكان غزة: تلقينا مكالمات هاتفية ضد حماس
بقلم: جاكي خوري وغيلي كوهين،عن هآرتس
أفاد سكان في قطاع غزة في نهاية الاسبوع، بانهم تلقوا مكالمات هاتفية من الجيش الاسرائيلي على هواتفهم المحمولة، مع رسالة مسجلة تنتقد حركة حماس. وقد زُعم في الرسالة المسجلة ان حماس تنفق اموالا على عمليات ارهابية بدل ان تنفقها على رفاهية سكان القطاع.
وصدقوا في الجيش الاسرائيلي أنهم هاتفوا في يوم الجمعة سكان قطاع غزة في الحقيقة، بل أرسلوا رسائل قصيرة من هذا القبيل، بل انهم في الجيش الاسرائيلي سلموا الى ‘هآرتس′ صيغة الرسالة الكاملة التي أُسمعت لآلاف من السكان في غزة، وأكدت نشاط حماس في بناء الأنفاق بدل الاهتمام برفاهية المواطنين، بحسب الجيش الاسرائيلي.
‘يا سكان قطاع غزة، عيد سعيد، إن قيادتكم قيادة حماس، تنفق اليوم ميزانية وموارد كثيرة تبلغ عشرات ملايين الدولارات، من اجل الدفع قدما بحفر وبناء أنفاق الى داخل اسرائيل، كان يمكن لحماس أن تنفق هذه الاموال ليس على بناء الانفاق، بل على رفاهية المواطنين في التربية والصحة وبناء البنى التحتية في القطاع′، هذا ما جاء في رسالة الجيش الاسرائيلي الى سكان غزة. ‘ان هذا الاستعمال الكثيف من حماس للاموال ومواد البناء لاجل الانفاق هو عامل مهم في غلاء المعيشة في القطاع الذي يضر بالشعب الفلسطيني، وقد حان الوقت لتتحمل قيادة حماس المسؤولية عنكم وتنفق مواردها على الشعب’.
يستعمل الجيش الاسرائيلي في الأكثر خلال عملياته في قطاع غزة اجراءات حرب نفسية متشابهة. فقد استعمل الجيش الاسرائيلي في عملية ‘عمود السحاب’ و’الرصاص المصبوب’ هذه العملية.
وقد جاءت الرسالة المسجلة بعد ايام من الكشف عن النفق على حدود قطاع غزة في الاسبوع الماضي.
احتفلوا يوم السبت بمرور سنتين على صفقة شاليط في قطاع غزة وهددت لجان المقاومة الشعبية وكتائب القسام، وهي الذراع العسكرية لحماس، بعمليات خطف جنود اسرائيليين تكون استراتيجية للافراج عن السجناء الفلسطينيين من السجون في اسرائيل. وجاء في الاعلان الذي نشرته المنظمات ان صفقة شاليط أثبتت انها الوسيلة الأنجع ‘لتحطيم القيود الصهيونية’ كما قالوا.
وجاء على لسان متحدث الجيش الاسرائيلي أن ‘اسرائيل لن تُسلم بواقع تحفر فيه حماس أنفاقا مفخخة هجومية من غزة الى بلدات مدنية اسرائيلية. وسيستمر الجيش الاسرائيلي على التوجه بكل وسيلة الى الجمهور في غزة كي ينبذ سلطة الارهاب’.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
يخرجون من السجن ويعودون الى الارهاب
بقلم: اليكس فيشمان،عن يديعوت
تفي يوم الاحد القريب بعد شهرين من بادرة التحرير الاولى في الرابع والعشرين من تشرين الاول/اكتوبر يفترض أن تحرر دولة اسرائيل وجبة ثانية من السجناء الفلسطينيين.
التزمت اسرائيل ـ باعتبار ذلك جزءا من شروط بدء التفاوض السياسي ـ أن تفرج عن 104 سجناء كانوا قد سجنوا قبل اتفاقات اوسلو، حُكم عليهم جميعا أو على أكثرهم بالسجن المؤبد، ويعتبرون ناشطي ارهاب ‘ثقالا’ ملطخة أيديهم بالدماء. وفي 13 آب/اغسطس من هذا العام أُفرج عن 26 سجينا. وفي الوجبة الثانية بعد بضعة ايام سيفرج عن 32 سجينا آخر. ولم تُجز الحكومة الصفقة الى الآن، لكن يتوقع أن تُنفذ. وسيُفرج في هذه المرة ايضا عن سجناء ثقال الى قطاع غزة، رغم أن لاسرائيل تجربة مُرة مع السجناء الذين أُفرج عنهم عامة، والى قطاع غزة خاصة.
إن أحد أبطال الارهاب اليوم في قطاع غزة هو أيمن الشراونة، الذي حُكم عليه في الماضي بـ38 سنة سجن لمشاركته في عمليات قاتلة في بئر السبع، وقد أُفرج عنه في صفقة شاليط الى الضفة، واعتقل مرة اخرى في كانون الثاني/يناير 2012، بسبب الاخلال بشروط الافراج عنه.
واشتهر الشراونة في اسرائيل بعد أن بدأ اضرابا عن الطعام في السجن امتد 261 يوما، وخضعت الدولة آخر الامر، بضغط من الرأي العام، وخشية أن يشيع اضرابه عن الطعام ليصبح اضرابا عاما لسجناء فلسطينيين في السجن ويشعل المناطق. وكان يمكن أن يعكر كل ذلك الجو قُبيل زيارة الرئيس اوباما التاريخية لاسرائيل. أُفرج عن الشراونة في شهر آذار/مارس من هذا العام وطُرد الى غزة فترة عشر سنوات. واليوم تنظر الجهات الوقائية في اسرائيل، في خيبة أمل وغضب، في حالة الشراونة الذي أصبح أحد الاشخاص المركزيين في الوحدة الخاصة التي أُنشئت للذراع العسكرية لحماس لاستعمال الارهاب في الضفة.
إن جميع أناس هذه الوحدة أُفرج عنهم من السجون الاسرائيلية، وكان عدد منهم ضمن صفقة شاليط. وتشتغل هذه الوحدة بانشاء خلايا وتحويل اموال ووسائل قتالية ونقل توجيهات لتنفيذ عمليات ارهابية في الضفة. والشراونة مسؤول اليوم مع رفاقه في الوحدة عن عدد من البنى التحتية الأشد فتكا التي يطاردها الجيش الاسرائيلي و’الشاباك’ في يهودا والسامرة.
توجد في غزة جهات التنفيذ التي تستخدم ارهاب حماس في الضفة، لكن العقل والمال يأتيان من تركيا. ويقف في قمة هرم استعمال ارهاب حماس في الضفة سجين محرر آخر هو صلاح عاروري. إن عاروري هو ايضا منسق عمليات الوحدة الخاصة لحماس في غزة، وقد مكث عاروري، وهو من مؤسسي الذراع العسكرية لحماس في السجن الاسرائيلي عدة مرات، وأُفرج عنه في مارس 2010. وكان في تلك الفترة سجينا اداريا والتزم في صفقة الافراج أن يترك المنطقة ثلاث سنوات، فانتقل مع قيادة حماس التي تركت دمشق الى تركيا، وهو يعمل اليوم موجها عمله على اسرائيل في الضفة من تركيا برعاية السلطات التركية.
وبالاعتماد على هذه البنى التحتية لاستعمال الارهاب في الضفة التي تعمل من قطاع غزة وتركيا، التي يرأسها سجناء محررون، استطاع رئيس وزراء حماس اسماعيل هنية أن يدعو في هذا الاسبوع، في الذكرى السنوية لصفقة شاليط، الى انتفاضة جديدة في الضفة. وقد بذل صلاح عاروري وجماعة حماس الخاضعون له في غزة والضفة جهدا خاصا في الشهر الاخير لتثوير المنطقة، في محاولة لافشال التفاوض السياسي واضعاف أبو مازن والمس باسرائيل، وكان مركز الأحداث المسجد الاقصى الذي حدثت حوله في الشهر الاخير أكثر الاضطرابات ‘العفوية’.
إن حماس تقف وراء منظمة اسلامية ساذجة في ظاهر الامر مؤلفة في الأساس من سكان القدس، وهي ‘شباب الانتفاضة’، وأعلنت المنظمة بالاشتراك مع الجناح الشمالي من الحركة الاسلامية، التي ترى أن هدفها حماية المقدسات الاسلامية في جبل الهيكل، أعلنت ‘ايام غضب’، وكانت النتيجة أحداث عنف أكثر في جبل الهيكل.
تقول جهات أمنية انه توجد زيادة على محاولة اشعال الشارع الفلسطيني زيادة حادة على أحداث اطلاق النار واستعمال الشحنات الناسفة على اسرائيليين في الضفة، كانت ذروتها العمليات الخمس القاسية التي قُتل فيها ثلاثة اسرائيليين في الشهر الاخير. إن الجهات الامنية لا تلاحظ في الحقيقة ‘يدا موجهة’، لكن الاحصاء لا يكذب، فهناك زيادة دائمة للنشاط الشعبي العنيف والنشاط الارهابي. ولنشاط السجناء المفرج عنهم أكثر من يد ورجل في هذا الاتجاه.
والآن واسرائيل توشك أن تفرج بعد اسبوع عن بضع عشرات من المخربين الثقال، يجب ان تأخذ في حسابها ان يعود فريق منهم، وإن لم يكونوا شبابا، الى الكفاح المسلح ولا سيما اولئك الذين سيصلون الى قطاع غزة. ويُفرج عن هؤلاء السجناء الى شارع أكثر تفجرا وثورانا مما كان في مطلع السنة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
العيش مع القنبلة الذرية
بقلم: يارون لندن،عن يديعوت
الله موجود في التفاصيل’؛ عاد الخبراء واستعملوا هذه الجملة بكلامهم على الاتفاق الذي أخذ يُنسج بين ايران والقوى الكبرى. إن كرامة باروخ سبينوزا محفوظة، لكن يخيل إلي أن الاشتغال بالتفاصيل يطمس على الاتجاه الذي يستحسن أن يُشغل به العقل المفكر. إن الاتجاه هو الى انشاء تسامح بين القوى الكبرى وايران، والحفاظ على قدرة الدولة الشيعية على أن تركب سلاحا ذريا حينما ترغب في ذلك، فهل ستتضرر اسرائيل تضررا بالغا؟
‘إن التخمين الأكثر إخافة هو أن قادة ايران الذين يتنبأون بأمر هائل ينشأ عنه عالم يخضع لحكم الله، سيوجهون الينا ضربة ذرية، من دون احتساب ما سيحدث لبلدهم. إن اربعة فرسان، هذا الامر الهائل، منطلقون قدما ايضا في مقدمة أصوليين مسيحيين يتنكر أكثرهم بلباس اصدقاء اسرائيل، وهم يظهرون بصيغة مشابهة ايضا في تنبؤات اسرائيليين مبلبلين من اولئك الذين يريدون أن يهدموا المساجد في جبل الهيكل (المسجد الاقصى).
إن التنبؤ بيوم القيامة الاخير لا باعتباره شوقا الى الموت، بل باعتباره خيارا أخيرا، يتغلغل ايضا الى الفكر الاستراتيجي الاسرائيلي، فقد وقع البرهان على ذلك في الايام الاخيرة بسلسلة افلام عن حرب يوم الغفران بُثت في القناة الاولى. وقد صدقت الاشاعات عن طلب موشيه أن يوزن استعمال السلاح الذري بالشهادة المصورة لأرنون عزرياهو، مستشار الوزير اسرائيل غليلي.
إن هذا الكشف الصحافي لا يضر بقدرة اسرائيل الردعية لأنه يدل على أن ‘خيار شمشون’ ليس كلاما فارغا من المضمون. واحتمال أن يقطع الايرانيون أعناقهم بشرط أن تُقطع أعناقنا، يشبه احتمال أن يصيب شهاب الكرة الارضية ويُبيد كل حي. يمكن أن يُفعل القليل جدا لابعاد الخطر الكوني، أما الخطر الايراني فقد استطعنا إبعاده، كما تقول مصادر اجنبية، بوسائل تسمى ‘القدرة على الضربة التالية’. وهي كافية لتعزيز الأسس العقلانية عند القيادة الايرانية. يمكن بالطبع أن يُكتب سيناريو عن آية من آيات الله مصاب بشعور بالمطاردة يسيطر على الزناد الذري، لكن تاريخ الحرب الباردة أثبت أن المتطرفين الايديولوجيين ايضا يُحجمون عن تحويل الكرة الارضية الى هباء.
‘هناك تهديد آخر تتنبأ به اسرائيل وهو منح العمليات الموجهة على اسرائيل بفضل مظلة ذرية ايرانية. وقد استعملت هذه الاستراتيجية، وهي حرب استنزاف باستخدام وكلاء القوتين الكبريين في فترة الحرب الباردة. لكن الدرس هو أن الوكلاء حارب بعضهم بعضا وكأنه لا توجد قوى كبرى ذرية تغطي عليهم. لم تنسحب الولايات المتحدة من فيتنام بسبب الخوف من هجوم سوفييتي، ولم ينسحب الاتحاد السوفييتي من افغانستان بسبب خوفه من صواريخ بالستية تُطلق على الولايات المتحدة. فالردع الذري لن يقلل من قدرة اسرائيل على ضرب حزب الله أو وكلاء ايران في سورية.
‘وهناك امكانية اخرى معقولة أكثر وهي أن تُحفز الدول العربية السنية على تطوير سلاح ذري لها. إن كثرة اللاعبين الذين يملكون سلاح ابادة جماعية تزيد في احتمال حدثٍ بسبب فشل تقني أو خطأ في فهم نوايا العدو، أو وقوع مواد فتاكة في أيدي منظمات ارهابية. ليس من الطيب العيش في محيط يخزن بعض سكانه سلاحا ذريا، لكن التناقض هو في أن زيادة التهديد قد تخلصنا من وحدتنا. إن اسرائيل تُبين منذ زمن أن ايران المسلحة بسلاح ذري تُعرض العالم كله للخطر، لكن زعمنا لم يحث القوى الكبرى على استعمال عملية ردع عنيفة. وسيتغير الوضع كلما زاد الخطر. إن منطقة ذرية تمتد من افغانستان الى القاهرة قد تقنع العالم بما لم تنجح اسرائيل في اقناعه به.
في هذه الاثناء يحدث تحت السطح تطور ايجابي بالنسبة الينا، وهو أن الدول العربية السنية تضطر الى الاعتماد على الغرب، وتعزز علاقاتها باسرائيل. وتُدفع المشكلة الفلسطينية الى الهامش ويُمكّن هذا الواقع اسرائيل من أن تواجهها تحت ضغوط أخذت تقل. وهناك سؤال مستقل يدور حول قدرتنا واستعدادنا لاستغلال نافذة الفرص التي فُتحت لنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ولا تقع في الفخ الوجداني
بقلم: سيفر بلوتسكر،عن يديعوت
من الافضل ان ياتي متأخرا على الا يكون ابدا هكذا يمكننا ان نجمل احدى القضايا المضنية التي شهدناها: قضية تعيين د. كرنيت بلوغ محافظا، أي المحافظة، الجديدة لبنك اسرائيل. أي محافظة ستكون د. بلوغ؟
محافظة مهنية، مستقلة، غير قابلة للضغط، غير متزلفة للشعب، غير متعالية، غير مرتجلة، تقيم سياسة بنك اسرائيل على الحقائق وليس على الشعارات.
في نهاية مقابلة رأس السنة التي منحتها لـ’يديعوت احرونوت’ ـ المقابلة الوحيدة التي اعطتها في الاشهر الاخيرة ـ سألتها ماذا سيكون رد فعلها اذا كان بعد كل شيء، بعد أن ييأس من مرشحين آخرين، يتوجه اليها بنيامين نتنياهو باقتراح ان تكون محافظة بنك اسرائيل. رجفة لاحت في عينيها وشفتيها وكادت تفلت الرد العاطفي اللازم: فلينس هذا، بعد ان رفضني كمحافظة المرة تلو الاخرى، من دون أي سبب.
غير أن د. بلوغ كبحت جماح نفسها في تلك اللحظة، تغلبت على العصف الوجداني، وفي لحظة توصلت الى الاستنتاج بانها لا يمكنها أن تسمح لنفسها ان ترفض طلب رئيس الوزراء حتى ان كان مس بها في سلوكه. لا يمكنها أن ترفض، لان الكثير من الناس يريدونها على رأس بنك اسرائيل ويعلقون عليها الامال. لا يمكنها ان ترفض لانه لا يمكن لاي اقتصادي او اقتصادية اسرائيلي مسؤول ان يكون من حقه رفض الاقتراح بان يشغل منصب المحافظ في لحظات حرجة لاقتصاد الدولة، بسبب شعور بالاهانة الشخصية. وعليه، وخلافا للاحساس الغريزي الاولي لديها، قالت د. بلوغ: ‘اذا توجه لي رئيس الوزراء، فاني سافكر بالعرض. رغم كل شيء. كنت سأفكر فيه’.
كانت هذه د. بلوغ في افضل مزاياها: لا تقع في الفخ الوجداني، تفكر بالامور بوزن العقل، ترى الاساس وتستعد للتجاهل التافه. لقد عينت د. بلوغ محافظة لبنك اسرائيل بفضل مؤهلاتها وقدراتها، ولكن ذاك الجواب الموضوعي غير الحماسي الذي اعدته في المقابلة، التي كانت مخصصة للنشر في موعد بدا في حينه كيوم اخير لولايتها كمحافظة بالوكالة لبنك اسرائيل، ابقت الباب مفتوحا للتغيير في موقف نتنياهو تجاهها. بيبي قرأ وتأثر: ها هي امرأة ذات رأي ومستقلة تفضل مصلحة الاقتصاد على كبريائها الشخصي. وعلى الرغم من ذلك، استغرقه عدة اسابيع اخرى للتغلب على نفوره السابق منها، والمخاطرة بهزء الرأي العام كي يخرج من القوة الى الفعل، النية التي نضجت فيه لان يعين رغم ذلك د. بلوغ محافظة.
وها هي الحقيقة: نتنياهو غير رأيه وبدأ يتبنى فكرة تعيين د. بلوغ قبل نحو شهر. كان في حينه لا يزال يتطلع الى أمريكا، على أمل ان يجد هناك بروفيسورا رائعا ما يحل في المكان الدولي للبروفيسور ستانلي فيشر، ولكنه اساسا طلب من مساعديه ومستشاريه ان يعرفوا ماذا سيكون رد فعل الجمهور والاعلام على التغيير في موقفه. وقد بحث عن تفسير مقنع للتغيير. في 1 تشرين الاول/اكتوبر كتبت في ‘يديعوت احرونوت’: ‘رئيس الوزراء يمكنه أن يستند الى نجاحات د. بلوغ في اداء منصب المحافظة كي ينزل عن رفضه، وان يشرح التغيير في رأيه فيها. سيكون هذا ايضا تفسيرا حقيقيا’.
وهكذا فعل هو ايضا. في هذه المناسبة، علم نتنياهو وزير المالية يئير لبيد فصلين في نظرية التلاعب السياسي: مرة حين استخدم الفيتو ضد د. بلوغ ومرة اخرى حين نزعه، من دون أن يبلغ لبيد. في نهاية المطاف بيبي هو الذي عين د. بلوغ محافظة، رغم انه منذ منتصف نيسان/ابريل (وقبل نصف سنة!) قال وزير المالية ان د. بلوغ هي خياره للمنصب. في نهاية ابريل التقى لبيد مع د. بلوغ وتعزز استعداده لاختيارها. غير أن نتنياهو قاده من الانف ولبيد لم يصر على رأيه.
في خطاب اعتزاله اوصى البروفيسور فيشر بتعيين د. بلوغ محافظة. واكل قلبه من شدة الاسى والغضب عندما ساءت حالة عملية التعيين. ولكن يخطئ من يرى في د. بلوغ نسخة نسوية عن البروفيسور فيشر. فهي ستطبع البنك بخاتمها المميز. وهي لن تتردد في ان تعرب عن رأي غير شعبي في المسائل موضع الخلاف، مثلما فعلت في مقابلة رأس السنة تلك في ‘يديعوت احرونوت’. هكذا قالت د. بلوغ عن الضريبة: ‘لا يمكننا أن نحسن الخدمات للمواطن اذا لم نرفع الضرائب’، ‘من يريد تعليما وصحة عامين بجودة عالية، يجب ان يكون مستعدا لان يدفع مقابلهما ضرائب عالية’.
وعن الخطاب الاقتصادي: ‘أنا بالتأكيد قلقة من التطرف والديماغوجية اللذين سيطرا على الخطاب الاقتصادي. يتعاظم فيه ميل الى الحماسة. صعب أكثر فأكثر اجراء بحث اقتصادي مهني في البدائل. يرون كل شيء بالاسود والابيض’، ‘الحسابات التي بموجبها المالية تخسر ظاهرا مليارات الشواكل في السنة بسبب قانون تشجيع الاستثمار تعتمد على فرضيات مدحوضة وغير صحيحة’.
وعن ضائقة السكن: ‘لا يمكنني القول انه توجد فقاعة في أسعار الشقق، لا يزال هناك نقص واضح في جانب العرض’، ‘بنك اسرائيل كان الراشد المسؤول في سوق السكن’. ‘البنوك هادئة جدا في مجال قروض السكن’. وعلى الاحتجاج الاجتماعي: ‘سهل على الاقوياء تنظيم الاحتجاج’، ‘الطبقة الوسطى الاسرائيلية تحافظ على مكانها وقوتها وكمجموعة ليس لها ما تشكو منه’. ‘في السنوات الاخيرة الفقر يتسع ليشمل عائلات عاملة’.
وعن الفقر: ‘تقليص مخصصات الاولاد كان شرا لا بد منه، وليس مدعاة للفخار’، ‘الفقر أصبح مشكلة استراتيجية بالنسبة لدولة اسرائيل’.
كل المنتقدين لـ د. كرنيت بلوغ اليوم مدعوون لان يقرأوا بتمعن اقوالها هذه والا يخطئوا في مظهرها الرقيق والهش. العامود الفقري للمحافظة الجديدة لبنك اسرائيل، قوي جدا. خذوا رجاء بحسبانكم: فهي نمرة بشكل غزال.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ