المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 468



Haneen
2013-12-05, 12:39 PM
اقلام واراء اسرائيلي 468
28/10/2013


<tbody>
في هــــــذا الملف

لنمنع انفجار انتفاضة جديدة
بقلم:عمير ربابورت،عن معاريف

العلاقة بين البناء في المناطق وتحرير السجناء
بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس

يقدرون في اسرائيل أن الولايات المتحدة تنصتت عليها
بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس

ابطال الحقيقة: من سنودن الى عنات كام
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

التنازل الاسرائيلي مقابل التنازل الفلسطيني
بقلم:إيزي لبلار،عن اسرائيل اليوم

السحر الايراني يتحدى اوباما والعاملين معه
بقلم:سمدار بيري،عن يديعوت












</tbody>


لنمنع انفجار انتفاضة جديدة

بقلم:عمير ربابورت،عن معاريف

‘بعد ستة عمليات في المناطق، في جهاز الامن يقدرون بان الاسبوع القريب القادم سيكون حاسما بالنسبة لمسألة هل سيبقى الوضع يتدهور باتجاه انتفاضة؟
في مركز هذا الاسبوع سيتصدر تحرير 26 سجينا فلسطينيا، فالحكومة ستقر اليوم قائمة السجناء التي ستنشر أغلب الظن في ساعات الليل، اما التحرير نفسه فسيتم بعد 48 ساعة، في ظلمة الليل هو ايضا: فليس لاسرائيل مصلحة في صور الجموع الفلسطينية التي تستقبل السجناء المحررين. وسيصل السجناء الى رام الله في ظل ضباب شديد، ولكن ابو مازن سيحرص على أن يعقد على شرفهم مهرجانا كبيرا في اليوم التالي. ويمكن للتحرير أن يستقبل بفرح منضبط العقال في الشارع الفلسطيني، أو كبديل أن يحدث استياء حين تتبين الاسماء التي ليست في القائمة.
فضلا عن ذلك، بالتوازي مع التحرير من المتوقع لاسرائيل أن تعلن عن قرارات بالبناء خلف الخط الاخضر.
في مستهل الاسبوع المتوتر لم تسجل في الجيش الاسرائيلي استعدادات خاصة، فحجم القوات في المناطق بقي كما هو. وجولة الاجازات العادية لم تلغ. ومع ذلك، في الجيش وفي المخابرات يعرفون انه بعد احداث الفترة الاخيرة الوضع في المناطق متفجر جدا، سواء من الجانب الفلسطيني أم من الجانب الاسرائيلي. ويصعب على الجيش الاسرائيلي أن يقرر ما هو الميل الذي في ضوئه تتطور الامور، وذلك لان المعطيات التي تأتي من الميدان هي بقدر كبير معطيات متضاربة، فمثلا في نهاية الاسبوع الماضي مرت الصلوات في قضية ‘حياة سارة’ في الحاضرة اليهودية في الخليل من دون أي احتكاك مع الجمهور الفلسطيني، ولكن في السامرة كان هناك توتر كبير عقب عبوة محلية القيت نحو باص اسرائيلي قرب قرية يعبد.
‘وفي مراجعة للشهر الاخير ايضا من الصعب الاشارة الى الميل، فمن جهة سلسلة من ست عمليات قاسية، بما فيها اعمال قتل واطلاق نار نحو طفلة في بلدة بساغوت، تدل بوضوح على موجة ارهاب؛ ولكن من الجهة الاخرى، في اثناء الاسابيع الثلاثة الاخيرة، سجل انخفاض ثابت في عدد اعمال الاخلاء بالنظام في المناطق. وفي جهاز الامن قدروا في نهاية الاسبوع بانه تسود الميدان ‘اجواء ارهاب’ تسهل على أعمال القتل، حتى عندما تكون النية الاصلية هي على الاطلاق جنائية (بعض من العمليات الاخيرة لم يحل لغزها تماما بعد).
في كل الاحوال يبدو أنه خلف موجة العمليات لا توجد يد موجهة. السلطة الفلسطينية غير معنية بموجة ارهاب في الوقت الحالي، وحماس، التي توجد في ضائقة كبرى في قطاع غزة، لا تنجح في اشعال مناطق الضفة من هناك.
‘في اسرائيل يأخذون الانطباع بان اعمال قوات الامن الفلسطينية في الفترة الاخيرة ناجعة جدا. فمنذ نحو اسبوعين تخوض الاجهزة حملة اعتقالات حازمة في مخيم جنين للاجئين، والتعاون مع قوات الامن الاسرائيلية يتم كالمعتاد. وفي نهاية الاسبوع نشر بان الفلسطينيين اعتقلوا ايضا خلية ارهاب في منطقة الخليل، حاولت تطوير آلة طائرة تحمل مادة متفجرة. في السطر الاخير يبدو أن الاسبوع القريب القادم سيمر من دون دراما كبرى في المناطق، وفي المدى الزمني القصير لا ‘نشم’ رائحة انتفاضة.
‘ولكن في مدى بضعة اشهر يوجد مكان لقلق كبير. ثمة عدد من السيناريوهات التي يمكنها أن تؤدي الى وضع جديد في المناطق، لن تشبه بالضرورة الانتفاضة الاولى (التي كانت شعبية في اساسها) او الثانية (التي تميزت بارهاب مكثف ومنظم). الوضع الجديد سيكون أغلب الظن شيئا ما في الوسط مثل صعود في كمية اعمال الاخلال بالنظام، تترافق وعمليات هنا وهناك.
‘الانتفاضة الثالثة يمكنها أن تتطور ببطء وبالتدريج، أو تنال الزخم اذا ما وصلت المحادثات الى طريق مسدود. عمليات اخرى أو اعمال استفزاز من المستوطنين، مثل احراق مساجد، يمكنها أن تحث العملية هكذا ايضا. السيناريو الذي يخشاه جهاز الامن أكثر من أي شيء آخر هو ان تنجح واحدة من عشرات المبادرات في الضفة وفي القطاع في اختطاف جنود أو مواطنين اسرائيليين.
في السنتين الاخيرتين احبطت عشرات محاولات الاختطاف، ولكن الدافع الفلسطيني في هذا المجال تعاظم، وينبغي التقدير بانه في مرحلة معينة ما ستنجح هذه المحاولات.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ



العلاقة بين البناء في المناطق وتحرير السجناء

بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس

تحرير 25 سجينا فلسطينيا، كجزء من استجابة رئيس الوزراء لشروط الفلسطينيين لبدء المفاوضات السياسية، يترافق، كما هو متوقع، مع احتجاج سياسي وجماهيري. ومن أجل تهدئة المعارضين من اليمين سارعت الحكومة الى الاعلان بانه الى جانب التحرير الذي من المتوقع أن يتم هذا الاسبوع، ستنشر عطاءات لبناء مئات الشقق الجديدة في المناطق.
لماذا هناك حاجة على الاطلاق لان تكون هناك علاقة بين البناء في المناطق وتحرير السجناء؟ لماذا لا تكون خطوة يفترض بها أن تدفع الى الامام المسيرة السياسية وتشكل اساسا لبناء الثقة مع الفلسطينيين؟ ولا تستدعي على الفور عملية احباط خطيرة من شأنها أن تمس بالمفاوضات؟ ولكن في اسرائيل، التي تبنت منذ زمن بعيد المعادلة التي بموجبها كل عملية تستدعي ‘ردا صهيونيا مناسبا’ في شكل بناء في المستوطنات، فان تحرير السجناء، مثل المسيرة السياسية بأسرها، يعتبر عملية مضادة تستدعي ردا.
تتمسك اسرائيل بمبرر شرعي مزعوم بموجبه لم تتعهد الحكومة بتجميد البناء في المستوطنات، كشرط لادارة المفاوضات. هذا مبرر صحيح، ولكن يجدر ايضا بالذكر ان محمود عباس هو الذي وافق على التنازل عن هذا الشرط انطلاقا من افتراض، مغلوط على نحو ظاهر، في أن حكومة اسرائيل سترغب على الاقل في أن تظهر كمن هي معنية بالدفع الى الامام بالمفاوضات، وعدم المس بها بالذات في مثل هذا الموضوع الحساس جدا. ولكن اسرائيل، التي تخرج عن طورها ضد خطوات احادية الجانب تنفذها السلطة الفلسطينية، تعمل بنفسها بشكل احادي الجانب وتثبت حقائق على الارض في مجال حله يفترض أن يوجد في ذات المفاوضات.
يمكن الخلاف في قرار تحرير السجناء، كما أنه مسموح الاعتراض عليه او العمل في اطار القانون لاحباطه، ولكن توجد فجوة هائلة بين قرار لا يمكنه أن يؤثر على نتائج المفاوضات، وبناء بيوت كل هدفها هو تكثيف السور المنيع ضد الانسحاب من المناطق. غريب بالتالي ايضا الصمت الذي فرضته على نفسها الادارة الامريكية، عراب المسيرة، التي اطلعت على النية لنشر العطاءات وتعاطت مع ذلك كحساب الارنونا الذي يجب دفعه مقابل السجناء.
لا يحتمل أن تكون هناك أي حجة شرعية لبناء شقق جديدة في المستوطنات، طالما لا يوجد اتفاق مع الفلسطينيين على مستقبلها، فان المستوطنات هي مزروعات غير قانونية وتوسيعها يضيف خطيئة على الجريمة. يجب على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن يستوعب حقيقة أن المفاوضات يديرها مع الفلسطينيين وليس مع المستوطنين.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
يقدرون في اسرائيل أن الولايات المتحدة تنصتت عليها

بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس

تغاب اسم اسرائيل الى الآن عن قائمة الدول الصديقة، التي تبين لها مؤخرا بما فاجأها أن الولايات المتحدة تنصتت على أحاديث زعمائها. وأفادت صحيفة ‘الغارديان’ البريطانية في الاسبوع الماضي، بأن قائمة المتضررات من التنصت تشمل 35 دولة. لكنها لم تعُد الجميع. ويطلب عدد من الدول المتضررة ومنها المانيا وفرنسا والبرازيل الآن في حزم توضيحات من واشنطن، على أثر الكشف عن وثائق الوكالة الامريكية للامن القومي (إن.إس.إي) على يد المُسرب ادوارد سنودن. والى الآن تُذكر اسرائيل من الجهة العكسية فقط بصفتها شريكة محتملة للامريكيين في مهمات تجسس على اصدقاء، كما في الخبر الذي نُشر أول أمس في الصحيفة الفرنسية ‘لوموند’، التي تتهم بصورة غير مباشرة وبالاعتماد على تخمينات بالاشارة الخفية جدا الموساد بمشاركة في مراقبة قصر الأليزيه.
قال رئيس الموساد السابق، داني يتوم، أول أمس لصحيفة ‘معاريف’ إن الامريكيين يتنصتون على اسرائيل ايضا. وهذا فرض (وهو بحسب يتوم معلومة)، مشترك ايضا بين مسؤولين كبار آخرين في الأذرع الاستخبارية الاسرائيلية ووزراء في الحكومة، في ولاية بنيامين نتنياهو الحالية وفي حكومات سابقة. وإن اسئلة نتنياهو وارييل شارون الكثيرة في محاولة استيضاح أيتحدث المتحدثون إليهما ‘بخطوط أو بسلكي أو بلاسلكي’، كما اعتاد كلاهما أن يصوغ ذلك، نبعت في الأساس من هذا التقدير الابتدائي، وهو أن الامريكيين يتابعون اذا أرادوا ما يجري هنا (ومن فرض ليس من الضروري أن يكون مؤسسا على حقيقة، أن الهاتف السلكي أكثر حصانة من التنصت اذا قيس بالهاتف المحمول).
ويعبر وزراء الحكومة أو مسؤولون كبار في جهاز الأمن أكثر من مرة في أحاديث الى صحافيين في قضايا حساسة، عن خوف من التنصت. وهم على نحو عام غير قلقين من قسم تأمين المعلومات في الجيش الاسرائيلي وتحقيقات ‘الشاباك’ في التسريبات، أو حتى من الاستخبارات الايرانية. لأن المشتبه فيها الاولى هي الولايات المتحدة، في حين تأتي الاستخبارات الروسية في المكان الثاني.
إن التجسس بين الاصدقاء يُنظر إليه في اسرائيل على أنه حقيقة حياة، لا يمكن الهرب منها. وإن القوة العظمى قد تُبيح لنفسها ما يُحظر على دول صغيرة متعلقة بمساعدة القوة العظمى الدائمة. وإن القيادات الوحيدة التي تُرى الى الآن حصينة من التجسس، هي الدول الاربع التي للامريكيين معها اتفاقات تعاون استخباري (وحظر تجسس متبادل) من الطراز الاول: بريطانيا وكندا واستراليا ونيوزلندا.
وعلى هذه الخلفية فان من المفاجئ شيئا ما تزعزع مستشارة المانيا أنجيلا ميركل ورئيس فرنسا فرانسوا هولاند. أفلم يخطر ببالهما أن يتنصت الامريكيون عليهما؟ إن القيادة العليا للادارة الامريكية (ولم تُسمع الى الآن دعوى من الرئيس باراك اوباما تقول، إنه كأن لم يكن عالما بالتنصت) مكّنت من استمرار التنصت لسببين: لأنها كانت تملك القدرة التقنية، ولأنها ظنت كما يبدو أنها لن تُضبط. ومن المؤكد أن حلفاء الولايات المتحدة افترضوا أن للامريكيين قدرة كهذه. وكان خطؤهم أنهم آمنوا بأن ذلك سيستعمل في ارضهم لحاجات ‘مشروعة’ فقط، كالعثور على ارهابيين أو نشاط جواسيس من دول عدوة. وتبين أن الامريكيين لم يقفوا هناك ولم يتخلوا عن الفرصة التي أتاحتها التقنية لهم.
إن سنودن والمُسرب المتسلسل الذي سبقه الجندي برادلي (وهو شيلسي اليوم) ماننغ الذي كان يقف وراء نقل وثائق ‘ويكيليكس′، كشفا عن توثيق محرج أكثر مما كشفا عن أسرار أمنية امريكية فظيعة. وكما لاحظ كُتاب مقالة نشرت في الاسبوع الماضي في المجلة الامريكية ‘فورن أفيرز′، يُشك في أن يكون سنودن وماننغ أحدثا ضررا أمنيا كبيرا بالولايات المتحدة، لكن امريكا الآن وقد كُشف عن نشاطها لم تعد تستطيع التظاهر بالسذاجة، لأن اصدقاءها يعلمون بالضبط ما الذي تفعله من وراء ظهورهم. لقد انتهى عهد النفاق.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ابطال الحقيقة: من سنودن الى عنات كام

بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

‘لو كانت مستشارة المانيا سياسية شجاعة حقا لدعت ادوارد سنودن ليجد ملجأ سياسيا في بلدها، ولغمرته بالتكريم والتشريف. وهكذا كان يجب أن يسلك نظيرها رئيس فرنسا ايضا. كان يجب على أنجيلا ميركل وفرانسوا هولاند أن يشكرا سنودن، وهو الشخص الذي كشف عن نظام التنصت الوقح الذي تقوم به الولايات المتحدة في بلديهما. لكن سنودن مختبئ في روسيا. والمانيا وفرنسا غاضبتان على الولايات المتحدة بسبب ما كشف عنه سنودن، لكن زعيمي الدولتين غير شجاعين بقدر كاف لمنحه التكريم واللجوء الذي يستحقه، إن سنودن منبوذ مطارد.
ومثله ايضا جوليان أسانج، مؤسس ‘ويكيليكس′، وتشيلسي ماننغ مُسربة وثائق الجيش الاسرائيلي. فأسانج يختبئ منذ حزيران/يونيو 2012 في سفارة الاكوادور في لندن، بسبب أمر اعتقال دولي صدر بحقه بشبهة مخالفات جنسية قام بها في السويد، وحُكم على ماننغ بـ35 سنة سجن.
إن هؤلاء الثلاثة هم أبطال هذا العصر الذين سيعرف وزير التاريخ وحده مكافأتهم وتقديرهم كما ينبغي: ومن المؤكد أنهم سيُتذكرون أكثر من ميركل وهولاند. إنهم ثلاثة شباب مجهولون استقر رأيهم على ألا يسكتوا؛ وهم ثلاثة شباب مجهولون استقر رأيهم على أن يفعلوا فعلا ما، فنقضوا قوانين دولهم وفعلوا ذلك بسبب شعورهم المتطور بالعدل وبسبب شجاعتهم، فنُبذوا باعتبارهم خونة وحُكم عليهم بالمطاردة. إن التاريخ مليء بأعمال بطولة مشابهة لا تقل عنها مطاردات الأفراد الذين لم يسكتوا والذين يعتبرون أبطالا اذا نظرنا الى الوراء فقط.
إن مردخاي فعنونو وعنات كام الاسرائيليين ايضا تشتمل عليهما قائمة أبطال الحقيقة هذه. وقد تم التشهير بهما ونُبذا واعتُقلا، ولا يُقدر أحد هنا ايضا خدمتهما وشجاعتهما كما ينبغي. ومثلهما ايضا إيلانا هيمرمان ورفيقاتها في منظمة ‘لا نُطيع′ اللاتي يُهربن فلسطينيين الى تل ابيب، وقد يُحاكمن على ذلك. إن الشيء المشترك بينهم جميعا هو الباعث العقائدي العميق على أفعالهم وشجاعتهم. ‘لا أريد أن أعيش في مجتمع يفعل هذه الافعال. ولا أريد أن أعيش في عالم يُسجل فيه كل ما أفعله أو أقوله’، قال سنودن. ‘كانت هناك جوانب في عمل الجيش الاسرائيلي في المناطق اعتقدت أنه ينبغي أن يعلم الجمهور بها. واعتقدت أنهم يغفرون في امتحان التاريخ لأناس حذروا من جرائم حرب’، قالت كام في محاكمتها.
لولا سنودن لما عرفت ميركل أن الأخ الامريكي الأكبر يتنصت على هاتفها المحمول، ولما علمت المانيا بأن حليفتها الكبرى تعاملها هذه المعاملة. ولولا ماننغ لما عرف الامريكيون بأعمال قتل جيشهم في العراق. ولولا أسانج لما عرف مواطنو العالم بأفعال الدبلوماسية الدولية، ولولا كام لربما لم يعرف الاسرائيليون كيف يرسل الجيش الاسرائيلي وحدات موت لعمليات تصفية. إننا نعرف أكثر بفضلهم وربما يتوقف بفضلهم على الأقل جزء من الافعال التي كشفوا عنها. فأمريكا لن تتنصت على ميركل بعد الآن وسيكون الجنرالات والدبلوماسيون أكثر حذرا في كلامهم وأفعالهم.
لا اعتراض على أنه لكل دولة الحق في الحفاظ على اشياء ما بعيدا عن نظر الجمهور. ولا يمكن أن تكون الجنايات القانونية وجرائم الحرب على أية حال من الاحوال جزءا منها. خالفت صحيفة ‘حدشوت’ ومصورها اليكس لبيك في حينه القانون، حينما نشر صورة المخرب الحي من خط 300، بل عوقبا على ذلك. لكنه لا جدل اليوم في إسهامهما في تنظيف أقبية ‘الشاباك’ والقضاء على ظواهر مشابهة لقتل وافتراء وكذب في المنظمة. ولولا أنهما خالفا القانون ونشرا لكان عند دولة اسرائيل ‘شاباك’ أكثر فسادا وخطرا مما يوجد عندها اليوم. ويصح هذا ايضا على أفعال سائر أبطال هذه الفترة الذين ما زالوا يُصورون في نظر كثيرين بأنهم خونة. ليسوا هم الخونة، بل المسؤولون عن الافعال، الذين كشفوا عنهم.
يحاول المخرج يوآف شمير في فيلمه الساحر ’10 بالمئة ما الذي يجعل انسانا بطلا’ الذي يُعرض الآن، يحاول أن يواجه سؤال من هو البطل. وليس من العجب أن ظهر فيه في جملة من ظهر الطيار الرافض يونتان شبيرا الذي هو أشجع من كل رفاقه الطيارين. وقد يأتي يوم يعترف فيه الاسرائيليون ايضا بذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
التنازل الاسرائيلي مقابل التنازل الفلسطيني

بقلم:إيزي لبلار،عن اسرائيل اليوم

‘إن حكومة اسرائيل مشغولة الآن بالمرحلة الثانية من المسار، وهو الافراج عن فلسطينيين. ومع ذلك لم نشهد الى الآن أية اشارات الى استعداد السلطة الفلسطينية الى التصالح على موضوعات ما، والتحريض علينا مستمر بلا انقطاع.
يتابع وزير الخارجية الامريكي جون كيري وقادة غربيون آخرون، رغم المشكلات الكبيرة التي تواجه الولايات المتحدة في ايران وفي الشرق الاوسط، على نحو سريالي محموم، بذل طاقة في استعمال الضغط على اسرائيل لتقوم بتنازلات. فقد أبلغ كيري رئيس الوزراء نتنياهو أنه اذا انتهت محادثات السلام الى ازمة فسيفضي ذلك الى حملة دولية ضخمة لسلب اسرائيل شرعيتها. ويمكن فقط أن نُخمن في خوف مضمون رسائل اخرى تُنقل الى اسرائيل كاشارات تقول، إن الولايات المتحدة ستمتنع أو ربما تؤيد في المستقبل تنديدات ومقاطعات مع اسرائيل في مجلس الامن.
وهناك ما هو أكثر إقلاقا، وهو الضغط الامريكي غير الاخلاقي الذي اضطر حكومتنا الى الموافقة على الافراج عن قتلة، وذلك ‘لرفع الروح المعنوية الفلسطينية’ و’تشجيعهم’ على المشاركة في المحادثات. ولم تُرغم قط في التاريخ دولة هزمت أعداءها الذين أرادوا تدميرها على القيام ‘ببادرة حسن نية’ مُذلة كهذه. وحقيقة أن هذا الطلب وقع قبل بدء التفاوض تُشكك في مسيرة السلام كلها وتجعل التصور الذي يرى أنه يجب علينا أن نقوم بتنازلات، انعطافة كبيرة.
لم تؤدي تنازلات اسرائيل قط الى نتائج ايجابية: لا اتفاقات اوسلو ولا الاقتراحات المنقطعة النظير لرئيسي الوزراء باراك واولمرت اخلاء كل المناطق المتنازع عليها تقريبا، ولا الانفصال عن قطاع غزة، وقد رفعت هذه التنازلات من طرف واحد المقادير، بحيث أصبح الامريكيون يقترحون الآن بالفعل أن تكون نقطة الانطلاق الى اتفاق السلام هي خطوط وقف اطلاق النار، التي لا يمكن الدفاع عنها في 1949 مع زيادة ‘تبادل اراض’.
اذا كان الرئيس اوباما قد نجح في أن يهزم اسرائيل الى درجة التخلي في هذا الشأن الحساس والمختلف فيه جدا، كالافراج عن فلسطينيين وهو شيء ما كان ليخطر ببال أية دولة ذات سيادة، ولا سيما امريكا، فان التنبؤات المتعلقة بنجاح مسيرة السلام تثير القشعريرة. إن تراجع نتنياهو أمام الضغط الامريكي سيجعل الاسرائيليين ينسون سريعا سيره الناجح على الحبل الدبلوماسي الدقيق مع اوباما، اثناء ولايته السابقة، ويثير تعبيرات عدم الثقة والدعوة الى استقالته.
لكن من السهل تفسيرها من المكان غير المعرض للضغوط التي استُعملت على نتنياهو، ومن المكان الذي لا يُحتاج فيه الى اتخاذ قرارات تؤثر في أمن الدولة. مطلوب التنديد بهذا التنازل، لكن من الممكن أن نقتنع في وقت ما في المستقبل حينما تظهر الحقائق بأنه لم يكن لقادتنا خيار.
لكن حتى لو اضطر رئيس الوزراء الى القيام بهذا التنازل الخطير من طرف واحد، فان مخاوفنا المتعلقة بالمحادثات السرية التي ستُجرى في الاشهر التسعة القريبة، ما زالت على حق. ستُجري وزيرة القضاء تسيبي ليفني المحادثات من الجانب الاسرائيلي، وهي التي وصفت الافراج عن السجناء بأنه ‘خطوة شجاعة’. وقد يستسلم نتنياهو من دون ضغط عام كبير للامريكيين، وقد نواجه آخر الامر حقيقة منتهية هي سيناريو ‘كل شيء أو لا شيء’.
يجب أن ننشر على الملأ حقيقة أن الفلسطينيين بعد أن فشلوا في ضعضعة صمودنا باستخدام الارهاب والعنف، أصبحوا يطمحون الى نقض عُرانا على مراحل بوسائل دبلوماسية. فيجب علينا أن نُبين أننا لسنا مثل تشيكوسلوفاكيا، وأنه يوجد حد لاستعدادنا للتصالح في هذا المحيط غير المتكافئ، ويجب على حكومتنا أن تؤكد أنه في حين يُخلص أكثر الاسرائيليين للدفع بالسلام قدما، يجب على جيراننا أن يكفوا عن التحريض علينا.
لن نراهن على حياة أبنائنا بالمصالحة على الحاجات الامنية في وقت تسيطر فيه حماس على نصف السكان الفلسطينيين. وعلينا أن ندعو اصدقاءنا وحلفاءنا، ولا سيما القادة اليهود الامريكيين، الى أن يطلبوا من الولايات المتحدة أن تواجه الفلسطينيين في الشؤون الحيوية التي تمنع مسار سلام حقيقيا وهي: الاعتراف بالدولة اليهودية، والتخلي عن حق العودة العربي، وانهاء الدعاية الداخلية المعادية للسامية والمعادية لاسرائيل، وتربية ناسهم على التعايش والسلام.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
السحر الايراني يتحدى اوباما والعاملين معه

بقلم:سمدار بيري،عن يديعوت

أُتيح لي في المدة الاخيرة أن أشارك في سلسلة مباحثات مغلقة في ‘التحول’ الايراني. كان بعضها بمشاركة أفضل العقول عندنا، وبعضها مع خبراء ذوي تقدير من العالم العربي، وبعضها بمشاركة أفرقة مشتركة. ويبرز القاسم المشترك فورا، وهو أن الجميع يقلقهم هجوم سحر رئيس ايران الجديد حسن روحاني. ولا يؤمن أحد بأن ايران ستوافق على التخلي عن الخيار الذري.
جاءت طهران الى التفاوض في جنيف بريئة من النوايا البريئة. ويصعب ألا نلاحظ الصلة الوثيقة بين العقوبات الاقتصادية على ايران والمهمة التي ألقاها الحاكم خامنئي على روحاني ومجموعته وهي أن يُخلص في أسرع وقت ممكن ‘خطوات تبني الثقة’ من الجانب الامريكي، تفضي الى حل الرباط الخانق الاقتصادي بسرعة. وما هو مقابل ذلك؟ تنازلات صغيرة على طريقة باعة البازار. فهنا سيقترحون تعميقا للرقابة على المنشآت الذرية، وهناك سيهتمون بملاشاة الخطط واخفاء مختبرات التخصيب.
وقد اهتم روحاني نفسه باظهار أوراق اللعب، حينما بيّن أنه لا توجد نية لجعل علماء الذرة عاطلين عن العمل، وأن التطوير الذري هو حق الجمهورية الاسلامية الذي لا يتزعزع. فاذا كانت هذه هي الحال فماذا بقي لاجراء التفاوض؟ في المدة التي يستطيعون فيها الانطلاق نحو القنبلة الذرية. تشير اسرائيل الى سنة تقريبا، أما الادارة في واشنطن فسخية بين ثلاث سنوات الى خمس سنوات. فاذا ضغطوا على الوفد الايراني في جنيف فسيستخرجون منه رزمة ‘تنازلات’ لكن طهران لن تنكمش.
إن الخبراء من الجانب العربي ممتعضون، مثل القلقين عندنا بالضبط. فأنا منذ وقت لم الحظ خيبة أمل وعجزا كهذين في السعودية ومصر والاردن وامارات الخليج. وليس الامر أمر خيانة الرئيس اوباما لحلفائه القدماء فقط، بل إنه ليس عندهم من يعتمدون عليه حينما يتحمس ‘الأخ الكبير’ في واشنطن على حسابهم.
‘لم يعد العالم العربي فجأة منقسما الى معسكر معتدل ومعسكر متطرف. إن التحولات الحادة مدت خطا فاصلا بين ميدانين: الميدان السني الذي يبدو مثل امرأة ذاوية مغضنة البشرة، والميدان الايراني الشيعي وتوابعه الذي أصبح مراودا ومتحديا دفعة واحدة. واذا صرفوا عنه النظر لحظة فسيصيبنا رد خطير جدا.
في معهد الدراسات الاستراتيجية بالقرب من جامعة تل ابيب أفردوا هذا الاسبوع يوما دراسيا للشأن الايراني، وكان ذلك تباحثا عميقا موضوعيا خُصص لتحليل عميق لصورة الوضع والنوايا وما بقي ليُفعل. ويؤيد عدد من المتحدثين تفاوضا ‘لا خيار فيه’ مع الايرانيين، ويُصر عدد على أن الايرانيين جاءوا ليكسبوا وقتا وليذروا الرماد في العيون. فضغط العقوبات أخطر على النظام مما يبدو. واذا لم يصد حرس الثورة ملايين الشباب الذين ليس لهم ما يخسرونه، فان خامنئي وحرس الثورة تنتظرهم زعزعة.
‘إن الرحلة الى المجهول في الشأن الايراني في حين قد يتفجر التفاوض ايضا تفضي الى استنتاج وتوصية. لقد زال فعل صيغة ‘القنبلة أو القصف’؛ وواشنطن لا تحلم ولا تنوي أن تهاجم ايران، أما تل ابيب فتُحذر من أنها ‘ستتخذ خطواتها’، لكننا لن نستطيع أن نهاجم ايران من وراء ظهر الادارة الامريكية. فماذا بقي لنفعله؟ التعاون مع المعسكر السني الذي فُتح لنا من وراء الستار، والضغط بلا كلل كي لا يربطوا عجلة التفاوض في جنيف أمام الخيول الايرانية. اذا كانت العقوبات والعزلة الدولية قد أثبتت جدواها فيجب الاهتمام بأن يستمر السيد من البيت الابيض في الامساك بالسوط، وأن يبرهن على أنه لا يهرب عن حلفائه.
وليس ذلك سهلا. ف ويجب أن نُذكرهم بما يُفعل بمن يجيئك بحيل.


ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ