تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 473



Haneen
2013-12-05, 12:44 PM
اقلام واراء اسرائيلي 473
2/11/2013


<tbody>
في هــــــذا الملف

صوغ مبادئ اولية دون إغلاق الابواب
بقلم:يوسي بيلين،عن اسرائيل اليوم

اليمين يُسخن الحرم القدسي
تنافس بين اعضاء الكنيست لتغيير الوضع الراهن في باحة المسجد الأقصى قد يشعل أكثر المناطق حساسية في المنطقة
بقلم:عاموس هرئيل ونير حسون،عن هآرتس

بانتظار الصفعة
بقلم:يوئيل ماركوس،عن هآرتس

قصة غرام روسية ـ مصرية
بقلم:تسفي بارئيل،عن هآرتس

اسرائيل هاجمت شمال سوريا
بقلم:يوسي يهوشع،عن يديعوت











</tbody>


صوغ مبادئ اولية دون إغلاق الابواب

بقلم:يوسي بيلين،عن اسرائيل اليوم

بعد انقضاء ثلث المدة التي خُصصت للتفاوض الاسرائيلي الفلسطيني، يتبين أن قصر المدة ليس هو السبب الذي سيمنع التوصل الى تسوية سلمية كاملة الآن بل المسافة الكبيرة بين الطرفين والصعوبات السياسية التي تواجههما.
لقد عرض الفلسطينيون مواقفهم من جميع الموضوعات في برنامج العمل، لكن اسرائيل لم تفعل ذلك لأن الحديث عن مواقف لن يكون لها تأييد في العالم (معارضة تقسيم شرقي القدس، ومعارضة كل مصالحة ولو رمزية في شأن اللاجئين الفلسطينيين في 1948، ومعارضة وضع قوة متعددة الجنسيات في الدولة الفلسطينية ورسم الحدود على خط بعيد عن الخط الاخضر). وهذا الوضع لن يُمكّن الامريكيين من تقديم اقتراحات جديدة تقرب بين وجهات النظر لأن ذلك يجب أن يكون بين موقفين معروفين ولا يُعرف هنا سوى موقف الجانب الفلسطيني.
من الصعب جدا سياسياً أن نرى كيف سيحظى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأكثرية في ائتلافه الحكومي لدعم تسوية دائمة: فإلى جانب تأييد محتمل لهذه الخطوة، قد يعارض الليكود – بيتنا أي اتفاق دائم معارضة شاملة حينما تقبل اسرائيل بيتنا أمر افيغدور ليبرمان وتصوت معارضة. كذلك سيكون هناك أقلية من أعضاء الكنيست في الليكود يقتنعون بأن الاتفاق أفضل من الوضع القائم. وسيعارض البيت اليهودي بشدة ويمكن أن يحل محله في هذا الوضع حزب العمل، لكن هناك شك في أن يكون نتنياهو مستعدا لأن يرأس ائتلافا حكوميا حمائميا منفصلا عن أكثر اعضائه في الكنيست.
وفي الجانب الفلسطيني يتمتع أبو مازن الآن بتفوق نتيجة لتراجع حماس الكبير، لكنه لا يستطيع حتى اللحظة دعوتها الى طاولة التفاوض وهو يعلم أنها لن تؤيد أي اتفاق يوقع عليه مع رام الله. وأي اتفاق من هذا النوع يمكن أن يُنفذ في مناطق السلطة في انتظار أي تغييريقع في قطاع غزة هذا اذا ما وقع.
في صباح يوم الثلاثاء فاجأتنا الاخبار في ‘صوت اسرائيل’ بنبأ يتحدث عن تغيير طرأ عند أبو مازن وأنه مستعد لامكانية تسوية جزئية. وحتى لو أنكرت مصادر فلسطينية هذا النبأ فانه يعبر عن تقدير واقعي لدى الجانب الفلسطيني الذي يرى أن أي تسوية مؤقتة تضمن انشاء الدولة الفلسطينية في حدود غير واضحة أفضل من فشل التفاوض وتأجيل الاستقلال الفلسطيني الى أجل غير مسمى.
لكن الموقف الفلسطيني الرسمي يدعو الى اتفاق دائم الآن، يمكن التصالح على تنفيذه، ويمكن أن يطول هذا التنفيذ بضع سنين. وقد قال الرئيس الفلسطيني لي بصراحة إنه اذا تم الاتفاق على مباديء للتسوية الدائمة وعلى جدول زمني لتنفيذها فسيوافق على تسوية تدريجية تمهيدا لتنفيذ التسوية الدائمة. والذي لا يستطيع أن يوافق عليه هو اتفاق مرحلي طويل كما يقترح ليبرمان، القصد منه تحويل التسوية المؤقتة الى تسوية دائمة.
الى الآن تحدثت جميع الأطراف المشاركة في التفاوض عن خيار واحد فقط وهو اتفاق سلام كامل في غضون تسعة أشهر. ويتضح الآن مبلغ ادعاء هذه الفكرة الفارغة في الظروف السياسية الحالية ومبلغ كون التسوية التدريجية أكثر عملية. حكومة نتنياهو ليست متحمسة لتحديد جدول زمني لتسوية كاملة، لكنها تستطيع في تقديري أن تُصالح وأن توافق على أجل مسمى. وسيصعب عليها أكثر في مقابل ذلك أن توافق على سلسلة مباديء مركزية تتناول بطبيعة الامر موضوعي القدس واللاجئين.
يمكن حل هذه المشكلة بأن يقترح طرف ثالث أي الامريكيون مباديء اتفاق سلام و’يُسجل’ الطرفان الاسرائيلي والفلسطيني أمامهم المواقف الامريكية دون أن يتبنياها. وأُقدر أن نتنياهو يستطيع أن يتعايش مع ذلك لكن عباس رفض الى الآن هذا الحل وأصر على أن يتم الاتفاق على المبادىء الأساسية مع اسرائيل. وليس التغيير الذي طرأ اذا طرأ عند أبو مازن هو في حقيقة الاستعداد للتوصل الى تسوية جزئية وانشاء دولة فلسطينية فورا، مع حدود مؤقتة، بل في استعداده لأن تقترح الولايات المتحدة المباديء، وهذا هو مفتاح التسوية المرحلية.
سيكون من الصواب تخصيص نصف السنة القادم لموضوعين رئيسين، الاول تفاوض جدي وكثيف بين اسرائيل والفلسطينيين بمساعدة خبراء بالخرائط من الطرفين، لتحديد حدود الدولة الفلسطينية التي ستنشأ الآن. ومن المنطق أن نفرض أن الحديث سيكون عن دولة مساحتها نحو من 60 بالمئة من الضفة الغربية. وسيكون هذا التفاوض مصحوبا بمحادثات في الترتيبات الامنية، وهي محادثات لن تكون مقرونة كما يبدو باختلافات في الرأي لا يمكن التغلب عليها.
والموضوع الثاني وسيلقى في الأساس على مارتن اينديك هو صوغ مباديء التسوية الدائمة. وحتى لو كان ذلك اقتراحا امريكيا فلا شك في ضرورة اجراء تفاوض خلف الستار مع الطرفين كي يستطيعا معايشة هذه الوثيقة الجديدة وألا يغلقا الباب. وسيكون ذلك تحديا غير سهلا للامريكيين، لكن لما كان الحديث عن جسر كلمات لا عن حاجة الى اتخاذ قرارات حاسمة ذات تأثيرات عملية على الارض (وضع القدس أو تعويض اللاجئين)، فإنه من الممكن التغلب على هذه العقبة بواسطة القدماء في المسيرة السياسية.
يمكن على سبيل المثال أن يحدد مبدئيا أورشليم عاصمة وتكون القدس عاصمة فلسطين دون التطرق الى التقسيم والحدود. وسيكون من الممكن الحديث عن موضوع اللاجئين والتطرق الى تعويضات مالية يقدمها صندوق دولي تشارك فيه اسرائيل مع تمكين اللاجئين (ولا سيما اولئك الذين فروا في المدة الاخيرة من سوريا وكل من توافق الدولة الفلسطينية الجديدة على قبوله) أن يتم استيعابهم في فلسطين. أما في شأن الحدود الدائمة بين الدولتين فيمكن التطرق الى أن تكون حدود وقف اطلاق النار القديمة بين اسرائيل والاردن هي خط تحديد الحدود الجديدة دون تقديس لخطوط 1949.
الأفضلية هي للتسوية الدائمة. وحتى لو لم يمكن تحقيقها الآن بشكل كامل فان ذلك هو الامر الصحيح الواجب تحقيقه، ولما كان من الصعب جدا أن يخطر بالبال، في هذه الظروف السياسية، يمكن الوصول إلى اتفاق كهذا فانه يُفضل الانتهاء الى اتفاق تدريجي يفضي الى اتفاق دائم بعد بضع سنين. والنبأ الذي صدر عن رام الله هذا الاسبوع قد يدفع بهذا الخيار الى الأمام.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

اليمين يُسخن الحرم القدسي
تنافس بين اعضاء الكنيست لتغيير الوضع الراهن في باحة المسجد الأقصى قد يشعل أكثر المناطق حساسية في المنطقة

بقلم:عاموس هرئيل ونير حسون،عن هآرتس

أخذ التوتر يطغى في جبل الهيكل بعيدا عن انتباه أكثر الجمهور في اسرائيل. فقد زادت جهود جماعات يمينية ودينية لتغيير الوضع الراهن بين اليهود والمسلمين في الجبل زيادة كبيرة منذ كانت انتخابات الكنيست في كانون الثاني، وكان ذلك بقدر كبير بتأثير زيادة قوة كتلة البيت اليهودي في الائتلاف الحكومي الحالي. وتوجد مبادرات مختلفة قد تُعد طائفة منها حالمة وخطيرة ولا تكاد تُستعرض في وسائل الاعلام الرسمية في اسرائيل. والجانب العربي هو الذي يتابع بقلق التطورات في الجبل، أعني الفلسطينيين في المناطق والحركة الاسلامية بين عرب اسرائيل بل والدول العربية المجاورة.
نبعت مخاوف العرب ايضا من بواعث سياسية بعيدة جدا عن تعليلات عقائدية أو دينية، لكن ذلك لا يهم كثيرا. ويمكن أن يسوق اشتعال الوضع في الجبل الذي قد ينجم نتاج مواجهة محدودة، أن يسوق الاسرائيليين والفلسطينيين الى صدام أوسع ويعوق التفاوض السياسي بين الطرفين الذي يبدو أن احتمالات نجاحه ضعيفة جدا. وجهاز الامن في اسرائيل ايضا متنبه جدا لما يجري الآن في جبل الهيكل. وهو في هذه المرحلة لا يتخذ خطوات عملية لتهدئة النفوس برغم أنه يبدو أن المستوى السياسي الأعلى يريد أن يمنع أحداثا قد تُشعل مواجهة.
كان الجبل في الماضي فتيلا أفضى الى صدامات عنيفة في القدس والمناطق المحيطة. وقد حدث ذلك بعد أن قُتل عشرات المتظاهرين الفلسطينيين على أيدي رجال شرطة حرس الحدود في 1990، وهو ما أشعل موجة عمليات قاسية في اسرائيل والمناطق. وحدث ذلك في أحداث الشغب التي نشبت على أثر فتح نفق حائط المبكى في ايلول 1996، وفي الانتفاضة الثانية بالطبع التي سماها الفلسطينيون ‘انتفاضة الاقصى’، والتي نشبت بعد زيارة اريئيل شارون الذي كان رئيس المعارضة آنذاك للجبل في ايلول 2000، فورا. إن الجبل، وبقدر أكبر من مدينة القدس، هو مغناطيس تطرف ديني من الطرفين اللذين يتصارعان على السيطرة عليه اليوم ويخشيان ضرورة اقتسام السيادة عليه في تسوية سياسية في المستقبل.

صلاة بالهاتف المحمول

من الصعب أو من غير الممكن أن نتابع مجرى التقارير من جبل الهيكل في الاشهر الاخيرة لأنه لا يكاد يمر يوم دون أن تقع حادثة كهذه أو تلك على الجبل أو ما يتعلق بالجبل. إن اليهود الذين يأتون الى المكان يستعينون في الحقيقة بجهاز علاقات عامة مريب وبعشرات المنظمات التي يجتمع أكثرها تحت مظلة ‘مقر حركات الهيكل’ وتجهد في نقل القضية الى وسائل الاعلام. لكن لا شك حتى تحت هذا التحذير في أن جبل الهيكل تحول نهائيا من مكان شبه مقصى محاط بمحظورات شرعية متشددة، الى مكان يقع في قلب الاشتغال العام للصهيونية الدينية وأجزاء كبيرة من الطيف السياسي في البلاد.
اليكم مجموعة أحداث من الاسبوعين الاخيرين: دعت عضو الكنيست عليزا لافي (يوجد مستقبل) الى اعداد مظهر قديم بالقرب من جبل الهيكل للنساء اللاتي يصعدن الى الجبل؛ وعلى أثر ضغط من منظمات جبل الهيكل منعت الشرطة أولادا فلسطينيين من لعب كرة القدم على الجبل؛ وتم توقيف يهودا غليك، وهو من رؤساء مقر حركات الهيكل وحُظر عليه أن يصعد الى الجبل. وهو ينوي أن يبدأ في يوم الاحد اضرابا عن الطعام بسبب الحظر؛ واحتُجز عشرة يهود بعد أن رفعوا أعلاما وأنشدوا النشيد الوطني على الجبل وغير ذلك.
ويفضي تجند عدد من اعضاء الكنيست للنضال الى أن يجري لأول مرة منذ سنوات نقاش سياسي في تغيير الوضع الراهن على الجبل. وفي يوم الاثنين ستجري لجنة الداخلية في الكنيست نقاشا في هذا الشأن. وسيحضر أمام اللجنة نائب وزير الأديان عضو الكنيست ايلي بن دهان من البيت اليهودي الذي سيعرض خطته للتمكين من صلاة اليهود على الجبل. ويعلقون في منظمات الهيكل آمالا كثيرة على ذلك. ‘لا شك في أنه حان الوقت لتنفيذ أوامر المحكمة العليا ومنح اليهود الحق في الصلاة. إن الواقع اليوم هو أن العنيفين الذين يُملون برنامج العمل هم الذين يسيطرون على الجبل وهذا أمر لا يُطاق’، يقول غليك الذي يعمل متحدثا عن مقر حركات الهيكل.
ليس تغير وجهة النظر الى جبل الهيكل في داخل الصهيونية الدينية ظاهرة من السنة الاخيرة، فمنذ سنوات يحدث تحرك بطيء لكنه دائم لهذا الشأن من الهوامش الهاذية العنيفة الى مركز الخريطة السياسية لمعتمري القبعات الدينية. لكن أصبح لهذه القضية في الكنيست الحالية والحكومة الحالية لأول مرة جماعة ضغط سياسية نشيطة مهمة ايضا. ومن بين اعضاء الكنيست الذين يحثون على تغيير الوضع الراهن في جبل الهيكل ميري ريغف من الليكود التي أجرت باعتبارها رئيسة لجنة الداخلية في الكنيست عدة نقاشات في هذه القضية، ووزير الاسكان أوري اريئيل من البيت اليهودي، ونائب وزير الخارجية زئيف إلكين من الليكود، وموشيه فايغلين من الليكود الذي يصعد الى الجبل على الدوام، بل تم احتجازه هناك عدة مرات. ويسهم في ذلك ايضا نائب وزير الدفاع داني دنون من الليكود وعضوتا الكنيست شولي معلم وأييلت شكيد من البيت اليهودي. ويوجه معظم نشاط نشطاء جبل الهيكل على الارض وفي الكنيست الى طلب تغيير الوضع الراهن الذي يرى أن الجبل هو مكان صلاة للمسلمين وحدهم، ولتمكين اليهود من الصلاة في ذلك المكان. ولا مانع من ذلك من جهة قانونية لكن المحكمة العليا أعطت التفويض مرة بعد اخرى في الماضي الى قادة الشرطة في الميدان لتحديد هل يمكن التمكين من الصلاة دون خشية عنف، وتحظر الشرطة من جهتها صلاة اليهود على الجبل بزعم أن ذلك سيفضي في شبه يقين الى أحداث شغب عنيفة من قبل المسلمين. وفي ظل هذا الحظر نشأت ثقافة صلاة بالسر: فتتم التغطية على الصلاة بأنها مكالمات ‘كاذبة’ بالهاتف المحمول، ويتم السجود الى مكان الهيكل وكأنه طأطأة رأس لربط رباط الحذاء. وزيد في المدة الاخيرة تحرش جديد وهو النشيد الوطني غير المحظور لكنه يُغضب المصلين المسلمين جدا.
يقول نائب الوزير بن دهان وهو في الطرف المعتدل من طالبي التغيير لصحيفة ‘هآرتس′: ‘أوافق على ألا يكون في هذه المرحلة صلاة جماعة، لكن يمكن أن ندع الناس يُصلون بضع دقائق كل يوم دون تشويش على الجمهور المسلم. ويمكن أن يُبدأ في ساعة من النهار وقت صعود اليهود الى الجبل’. يُسمح اليوم لليهود بصعود الجبل في الايام العادية بين الساعتين السابعة والنصف الى الحادية عشرة صباحا.
وقد قدم أحد نشطاء جبل الهيكل خطة تختلف شيئا ما الى الوزير. وتطلب الخطة أن يُفرد لليهود مكان بالقرب من باب الرحمة توضع عنده مقاعد وتُمكن فيه الصلاة في ساعات ليست ساعات صلاة المسلمين. وقدم الخطة الأكثر تطرفا ميخائيل بوآه وهو من قادة قسم القيادة اليهودية في الليكود وهي ترسم تغييرا حادا لصورة جبل الهيكل على حسب نموذج تقسيم مغارة الماكفيلا في الخليل، فيها مكان منفصل لليهود وآخر للمسلمين. وعلى حسب خطة بوآه، يكون التقسيم في جبل الهيكل للمكان ولأوقات الصلاة ايضا ويحظى اليهود بمكانة تساوي مكانة المصلين المسلمين على الأقل.
يمكن أن نفرض بقدر كبير من اليقين أن ديوان رئيس الوزراء والشرطة و’الشباك’ سيجتثون الخطط في مهدها، لكن يصعب أن نُقدر كيف ينظر الطرف الثاني الى هذه المبادرات. فالصحف الفلسطينية بخلاف الصحف الاسرائيلية التي لا تُبدي في أكثرها اهتماما بجبل الهيكل، تتناول بجدية شديدة كل ما يُنشر عن منظمات الهيكل.
إن زعم أن اسرائيل تريد أن تنقل ترتيبات الصلاة من مغارة الماكفيلا الى جبل الهيكل يحظى الآن باشتغال طويل في الجانب الفلسطيني مع تحذيرات كثيرة من أن العرب لن يُمكّنوا من ذلك وأن كل تغيير في الترتيبات القائمة سيفضي الى هبة عنيفة. ويسود مغارة الماكفيلا اليوم هدوء نسبي لكن اقامة الصلوات في ذلك المكان تتعلق بحراسة قوات حرس الحدود والجيش الاسرائيلي التي يُزاد في عددها كثيرا في الايام التي يزور فيها المكان عشرات الآلاف من المصلين اليهود. وفي التسوية المستعملة في الخليل توجد عشرة ايام ‘شذوذ اسلامي’ (هكذا يسمى) لا يصل فيها اليهود الى المغارة وعشرة ايام ‘شذوذ يهودي’ لا يصلي فيها المسلمون. وبتوسط من قادة الجيش الاسرائيلي وُسعت ايام الشذوذ لتصبح عشرة ايام ونصفا لكل جانب. لكن حينما حاولوا في الجيش توسيع التسوية لتشمل يوما آخر واجهوا معارضة شديدة من الطرفين اليهودي والمسلم. ويظنون في الجيش أن صد حقوق الديانة المنافسة أهم عند رجال الدين من الطرفين من توسيع حقوقهم هم. والوضع في جبل الهيكل أشد حساسية بسبب أهميته الدينية والتاريخية.
كانت اجراءات حركات اليمين في جبل الهيكل قد استهدفت لتنديدات كثيرة من الاردن (التي ترعى الاماكن المقدسة الاسلامية في القدس)، والسلطة الفلسطينية وحماس وعرب اسرائيل. وإن امكان نشوب عنف في جبل الهيكل يقلق الآن جهاز الامن الاسرائيلي بقدر لا يقل عن انفجار محتمل للتفاوض السياسي أو سوء الوضع الاقتصادي في الضفة. والفرض هو أن حماس ستسارع الى استغلال هذا الحدث الذي يوجد بعيدا عن منطقة سيطرتها في غزة، ويمكنها أن تورط اسرائيل وخصومها في السلطة الفلسطينية. ‘إن جبل الهيكل يشبه المصران الأعور’، يقول مصدر أمني في اسرائيل. ‘فالجبل يمكن أن ينفجر دائما. وإن اجتماع فانتازيات دينية وخلفية تاريخية هو اجتماع خطير دفعنا عليه من قبل ثمنا باهظا’.
يقول المحامي زاهي نجيدات متحدث الحركة الاسلامية: ‘نؤمن بأن الحكومة تقف وراء كل ما يجري في المسجد الأقصى مع نوايا واضحة لتغيير الوضع الراهن’. ويقول إن معنى ذلك أن ‘المؤسسة الاسرائيلية ستكون المسؤولة وحدها عن كل سيناريو في المستقبل يمكن أن يحدث ومن الصعب أن يتوقع مسبقا ماذا سيكون’.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
بانتظار الصفعة

بقلم:يوئيل ماركوس،عن هآرتس

الهزة الارضية التي شعر بها الناس في طبريا هزت على ما يبدو ائتلاف بيبي الذي يظهر في هذه الايام’ وكأنه يقف على ساقي دجاجة. فعندما يهاجم الوزراء قرارات الحكومة بانهم لا يريدون ان يهاجموا بيبي مباشرة، فانهم يصورون تسيبي ليفني كمن تبيع مصالح الدولة. فمثلا، من اجل ارضاء ‘اخوتنا بينيت ورفاقه’، وعدهم بيبي في الخفاء، بعد تنفيذ الدفعة الثانية من تحرير السجناء الفلسطينيين، سيكون هناك بناء واسع في القدس وفي الضفة. والدليل هو انه في ظل تنفيذ الدفعة الثانية من تحرير السجناء نشر اعلان عن خطة بناء واسعة النطاق في’ القدس وفي الضفة. مميز جدا لـ ‘اداء السلام’ لديه، في أنه يرتكب كل خطأ ممكن الى أن يفعل الامر الصحيح أو لا.
خذوا مثلا قراره بالغاء المقاطعة عن لجنة حقوق الانسان فهذا لم يحصل الا بعد ان تلقى رسالة تهديد. ويذكرنا سلوكه في هذه الحالة بالطفل الصغير الذي لم يرغب في النزول عن الحصان الدمية في دكان الاحذية، ولم يستمع لمناشدات أبيه ولصاحب الدكان، الى أن همس رجل غريب له في اذنه فحمله على أن ينزل على الفور. ما الذي همست له به؟ سأل والد الطفل الرجل.’قلت له ببساطة انه اذا لم ينزل فساصفعه صفعتين’. الطفل هو طفل، ولكن كزعيم دولة فان بيبي ملزم بالامتناع عن الوصول الى وضع من الضغط العنيف والعمل حسب ما هو مهم وحيوي للدولة التي يقف على رأسها، رغم أن له معارضين داخل الحكومة، بل وفي حزبه.
بيبي يعرف لما يسعى اليه، على الاقل هذا ما يقوله. أهم ما في فكره، ‘دولتين للشعبين’ عرضه في خطاب بار ايلان الشهير. كان هناك من استقبل ذلك بجدية ومن قال انه يخدع. في كل الاحوال، نجح في أن يفرغ وعده الدراماتيكي المزعوم من محتواه، بطلبه من الفلسطينيين ان يعترفوا اولا باسرائيل كدولة يهودية. أوليست نكتة ان تكون اسرائيل، التي هي من الاعضاء الاوائل في الامم المتحدة، بحاجة الى اعتراف من كيان ليس له بعد لا دولة ولا حدود؟
سواء كان الجمهور يعتقد أن بيبي يخدعنا ويخدع العالم في تطلعه الى تقدم السلام أم لا، فان الكثيرين يعتقدون بانه اذا كان هناك أحد يستطيع فهو فقط يستطيع. فأحد مثلا لم يحلم في أن تغير حكومة شارون، التي بدأت كحكومة يمينية متطرفة، حكومة مستوطنات، الاتجاه بين ليلة وضحاها. ‘ايقاظ الجمهور من حلم بلاد اسرائيل الكاملة’، على حد قول شارون. ليست اقوالا فقط كانت على لسان ‘المستوطنة الاكبر’ بل انه أخلى غزة ايضا. بيبي على الاقل يتحدث سلاما، لانه يعرف بان اسرائيل لا يمكنها أن تسمح لنفسها بان تقف أمام العالم دون حدود معترف بها.
في هذه اللحظة، الأمر غير مهم لنا كثيرا لاننا أقوياء. مؤخرا نشرت في الصحافة الاجنبية معطيات هامة تحصي علنا كم صاروخا نوويا لدى اسرائيل. ولكن لا يمكن عقد أي اتفاق دون حدود معترف بها. موضوع التسوية هذا هو حاجة وجودية لاسرائيل في كل حدودها، مثلما تثبت حقيقة أن التسويات مع مصر والاردن محفوظة سلام بارد أم سلام حار، هو سلام.
مع الائتلاف الحالي، الذي سيعود اليه ليبرمان قريبا، بيبي ليس فقط لا يستطيع التقدم نحو السلام بل وايضا لا يستطيع أن يظهر كمن يحاول الوصول الى السلام. هذا ليس الوقت للحديث عن البناء في المناطق، بل اجراء ‘اعادة تنظيم’ في الحكومة على الا يخدم شركاءه المتطرفين. اذا كان بيبي يريد فانه يستطيع ان يدخل التاريخ كمن جلب السلام من خلال ‘انعاش’ الحكومة بشركاء يتطلعون الى السلام ويوجدون في هذه اللحظة خارج الحكومة حذار أن يصر مثل ذاك الطفل في النكتة التي لم يرغب فيها في النزول عن الحصان الخشبي. عندما تأتي الصفعة، فانها ستكون أليمة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
قصة غرام روسية ـ مصرية

بقلم:تسفي بارئيل،عن هآرتس

‘سبب هذه الزيارة هو اظهار الامتنان للموقف الحذر والموضوعي لروسيا تجاه مصر’، هكذا شرح الاسبوع الماضي رئيس اتحاد الكتُّاب المصريين، محمد السلماوي. ‘اضافة الى ذلك شعرنا أن من واجبنا اطلاع روسيا على ما يجري في دولتنا التي تبني الان نفسها من جديد وتحاول اقامة نظام ديمقراطي’. السلماوي هو ايضا الناطق بلسان ‘لجنة الخمسين’ المسؤولة عن صياغة الدستور المصري الجديد.
ولكن ما لرئيس اتحاد الكتاب والعمل الدبلوماسي؟ لماذا تعتبر من مهام مجموعة من المفكرين والسياسيين ‘اطلاع′ روسيا على الوضع في مصر؟ يبدو أن توقيت زيارة ‘الوفد الشعبي’، كما وصفت في وسائل الاعلام المصرية، لم يكن مصادفة. فقد هبط الوفد في العاصمة الروسية في الاسبوع الثاني من شهر تشرين الاول، بعد بضعة ايام من اعلان الادارة الامريكية عن تجميد مساعدات عسكرية بحجم 250 مليون دولار وعن تأجيل نقل طائرات ودبابات في اطار المشتريات العسكرية المصرية في الولايات المتحدة. ومع عودة الوفد المصري الى القاهرة، بدأت تنتشر في مصر تقارير عن نية الحكم العسكري المؤقت شراء طائرات ميغ 29 ومعدات عسكرية اخرى من روسيا.
وحسب بعض التقارير، فان السعودية ستمول القسم الاساس من الصفقة التي قد يصل حجمها الى نحو 15 مليار دولار. ويوم الاثنين من هذا الاسبوع وصل الى موسكو وفد رفيع المستوى من رجال المخابرات المصرية، على ما يبدو من أجل الدفع بالصفقة الى الامام. بعد يوم من ذلك نشرت صحيفة ‘الوطن’ تقريرا عن زيارة رئيس المخابرات العسكرية الروسية فاكسلاف كوندراسكو الى مصر في سلسلة لقاءات مع قادة الجيش والحكم المصري. ولاحقا علم عن النية لعقد لقاء قمة بين بوتين والسيسي في مصر في الايام القريبة القادمة. وحتى الان لم يطرح رد فعل رسمي من الجانب المصري أو الروسي يؤكد هذه التقارير ولكن التحليلات في الدولتين تتناول العلاقة الجديدة الاخذة في التطور بينهما بصفتها ‘مسار جديد ومناسب’. من ناحية القاهرة، في افضل الاحوال ستساعد هذه العلاقة في اقناع الولايات المتحدة بتغيير موقفها تجاه النظام العسكري. في اسوأ الاحوال، ستمنح روسيا موطيء قدم استراتيجي في مصر.
من سارع الى الرد بسرعة كانت الادارة الامريكية التي أعلنت بانه بعد اسبوعين سيصل وزير الخارجية جون كيري الى القاهرة لاجراء محادثات مع القيادة المصرية، لشرح موقف الولايات المتحدة وبالاساس محاولة الحفاظ على مكانتها كحليف اساس لمصر. وأول أمس اتصل وزير الدفاع الامريكي تشاك هيغل بالسيسي كي يطلع على التقدم في تطبيق خريطة الطريق السياسية للاخير والتي من المتوقع أن تنتقل قريبا الى المرحلة التالية مع اقرار الدستور الجديد، وعلى المعركة التي يخوضها الجيش المصري في سيناء. ولكن حسب مصادر مصرية، فان هدف الحديث كان أساسا السماع من السيسي عن النية لشراء السلاح من روسيا.
لم يبدأ الغضب المصري الرسمي والجماهيري على الولايات المتحدة مع تجميد المساعدة. فمؤيدو الرئيس مبارك رأوا في واشنطن خائنة هجرت حليفها عند الضائقة حين أيدت الثورة ضده. ومنذ العام 2009 طورت هذه الدوائر شبهات شديد تجاه الرئيس اوباما، بعد أن اصر هذا على دعوة مندوبي الاخوان المسلمين الى الاحتفال الذي القى فيه خطابه في جامعة القاهرة. وأدى الاسناد الذي منحته واشنطن لنظام الاخوان المسلمين برئاسة مرسي الى تفاقم شبهات نشطاء وحركات ليبرالية رأوا في ذلك مؤامرة لاخضاع مصر تحت الرعاية الامريكية، والزام مرسي بمواصلة التمسك باتفاق السلام مع اسرائيل. وبلغ الغضب ذروته بعد أن استولى الجيش على الحكم في تموز وعزل مرسي. وادخلت هذه الخطوة الادارة الامريكية في معضلة مستحيلة: اذا اعترفت بالحكم العسكري كحكم شرعي سيتضرر المذهب الديمقراطي الذي تسعى الى تشجيعه، واذا ما تنكرت له وأعلنت عنه كحكم نفذ انقلابا، فلن تتمكن من مواصلة منح المساعدة وستضر بالعلاقة الاستراتيجية بين الدولتين. نتيجة الحل الوسط الذي بموجبه ما حصل في مصر لن يسمى ‘انقلابا’ ولكن ايضا لن يعتبر كنتاج ديمقراطي، والعقاب الجزئي تجميد المساعدة للدولة، ثبت مكانة الولايات المتحدة كفزاعة.
صحيح أن السيسي تميز غضبا من الموقف الامريكي ولكنه لم يفزع منه. ففي هذه الايام تنال شعبيته الزخم فقطن ولا سيما في اوساط الحركات الليبرالية التي لا ترى فيه فقط درعا للديمقراطية بل وايضا مرشحا مناسبا للرئاسة المصرية. كما أن الحركات السلفية التي اصبحت هدفا لنار الاخوان المسلمين، لا تعارض ترشيحه رئيسا كما أوضح هذا الاسبوع زعيم حزب النور السلفي يونس محيون، الذي شرح بان ‘عودة الاخوان المسلمين الى الحكم اصبحت غير معقولة’. ريح اسناد اخرى تلقاها السيسي من السعودية التي لا تنجح في الهدوء من الانعطافة الاستراتيجية في سياسة الولايات المتحدة تجاه ايران. فقد حذر الامير السعودي بندر بن سلطان، رئيس المخابرات ومجلس الامن القومي، قبل نحو اسبوعين من أن السعودية ستعيد النظر في علاقاتها مع الولايات المتحدة ويبدو أن مرحلة اولى تبدأ من التقارب المصري الروسي.
مشوق أن نرى كيف ان الغضب على الولايات المتحدة طوى في النسيان الاحتجاجات المصرية ضد روسيا على سياستها في سوريا، وكيف نسي فجأة التعاون بين روسيا وايران. فالقاهرة ترى في ايران جهة تآمرية خرجت عن طورها كي تدعم الاخوان المسلمين ورات في حكمهم جزء لا يتجزأ من ‘الثورة الاسلامية’. ولكن عندما تكون ايران مستعدة لأن تتحدث مع الولايات المتحدة لا ينبغي أن نتفاجأ من تحطم المفاهيم التي كانت صحيحة قبل لحظة بصخب عنيف. على اي حال، بالنسبة لموسكو فان هذه فرصة هامة للدخول الى الموقع الذي كان مغلقا في وجهها منذ الغى السادات التواجد الروسي من مصر في بداية السبعينيات. ولم تتوقف العلاقة بين الدولتين مع ذلك، فقد زار بوتين مصر في العام 2005 ورد مبارك الزيارة بعد ثلاث سنوات من ذلك.’ مرسي هو الاخر زار روسيا، ولكن العلاقة الاستراتيجية كانت هزيلة للغاية ولم تعقد بين الدولتين صفقات سلاح. كما أن روسيا تتطلع الى ان تعد لنفسها قاعدة بحرية بديلة في الشرق الاوسط وذلك لان القاعدة في طرطوس في سوريا لا تلبي احتياجاتها’ بل وقد تكون في خطر اذا ما سقط نظام الاسد. ومع ذلك، واضح لمصر بان انعطافة استراتيجية كهذه هي امر اشكالي. لقد أوضحت روسيا للقاهرة بانه ليس في نيتها الحلول محل المساعدات الاقتصادية التي لا تزال الولايات المتحدة تمنحها لها، كما سيكون من الصعب على الجيش المصري أن يستوعب منظومات سلاح روسية الأمر الذي يستغرق سنين.
ان قصة الغرام الروسية المصرية التي تلقى تأييدا جماهيريا والتي وجدت تعبيرها في المقالات في الصحف لن تؤدي الى القطيعة بين مصر والولايات المتحدة. والسيسي الكفيل بان يتنافس على الرئاسة ويعيد مصر الى الساحة السياسية الاقلمية سيحتاج الى تحالف مع الولايات المتحدة وليس فقط بسبب المساعدات المالية، بل اساسا كي تواصل مصر كونها شريكا في السياقات الاستراتيجية. الخطوة مع روسيا ترمي اساسا الى اظهار غضب مصر واستعراض العضلات السياسية الصغيرة التي قد تساعد حتى اوباما في مساعيه لاسناد مصر أمام الكونغرس والاشارة الى أن الولايات المتحدة قد تفقد حليفا آخر بعد أن فقدت العراق وفي ضوء الكتف السعودية الباردة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
اسرائيل هاجمت شمال سوريا

بقلم:يوسي يهوشع،عن يديعوت

أحيط الهجوم الذي نفذ على سورية بالأمس بستار من الدخان. حتى ساعات المساء، حيث اوردت قناة السي.أن.ان الخبر الذي بدد الضباب في ثوان. فيما أكد مصدر أمريكي بان اسرائيل هي التي هاجمت ثلاث منظومات دفاع جوي الأمر الذي دفع بالمسؤولين في القدس الى الامساك برؤوسهم.
وافادت مصادر في اوساط قوات الثوار في سوريا في ساعات الصباح الأولى من يوم أمس وقوع سلسلة من الانفجارات الغريبة في قاعدة عسكرية في جبل الصنوبر، قرب اللاذقية. وحسب التقديرات الأولية، استهدف الهجوم بطاريات دفاع جوي من طرازت SA-17. ويفهم من التقارير أن الانفجارات احدثها صاروخان اطلقا من البحر، ولكن مصادر أخرى افادت بان الهجوم نفذ من الجو. فيما أفادت وكالة الانباء اللبنانية بان ستة طائرات قتالية اسرائيلية تسللت قريبا من موعد الهجوم الى المجال الجوي اللبناني، قرب الحدو مع سوريا.
وقد أشارت مراسلة ‘سي.أن.ان’ بربارة ستار في تقريرها الى استياء الادارة المريكيية التي رأت ان توقيت الهجوم ليس موفقا لان الاسد أوفى بالتزامه وسمح بتفكيك منشآت السلاح الكيميائي. ومع ان الادارة امتنعت عن انتقاد اسرائيل علنا في أعقاب الهجوم المنسوب لها، إلا أن حقيقة أن جهة رسمية في الادارة قررت تسريب هذه المعلومات هي إشارة إلى التخوف من أن يفشل الهجوم في التفكيك النهائي للسلاح الكيميائي.
والى جانب ذلك كشفت التسريبات الأولية عن شرخ عميق بين واشنطن والقدس. إلى جانب تلميحات مختلفة أطلقتها الادارة الأمريكية وجاءت بعد أن وعد الجانب الاسرائيلي ان لا يتكرر مثل هذا السيناريو. وادعى مسؤولون في القدس أمس بأن التسريبات تعبر عن تخوف الولايات المتحدة الأمريكية من اشتعال اقليمي. ومدر هذا التخوف هو أن يشعر الاسد بانه لم يعد بوسعه الصبر أكثر فيرد بالنار، وفي هذه المرحلة من المرجح ان ينضم اليه حزب الله وربما ايران. واضافت الاوساط الاسرائيلية بان هذا التسريب خطير جدا، ولا سيما لانه يأتي من حليف استراتيجي.
وحسب التقديرات، فان صواريخت SA-17 كانت متجهة الى حزب الله في لبنان. فاللاذقية توجد على مسار نقل السلاح والعتاد العسكري من ايران الى التنظيم الشيعي اللبناني وتعتبر المدينة معقل أبناء الطائفة العلوية، التي ينتمي اليها الرئيس بشار الاسد. والصواريخ التي قصفت بالأمس يمكنها أن تحدث خطرا جسيما على حرية طيران سلاح الجو الاسرائيلي اذا ما وصلت الى أيدي حزب الله. هذه بالضبط المنظومة التي يمكنها أن تسمح لحزب الله بان يخرج من مكان خفي، فيطلق صاروخا على طائرة اسرائيلية، فيحظى بانجاز دعائي باسقاطها، وربما بطيار اسير أيضا.
رياض معتز، قائد كبير فر مؤخرا من سلاح الجو السوري، ادعى امس في محطة ‘العربية’ بان الصواريخ التي اصيبت كانت تستهدف الحلول محل صواريخ ياخونت التي قصفت في ايار وشرح بان ‘اسرائيل تخشى من الصواريخ المحسنة التي يمكنها أن تتفادى الرادار وتضرب السفن والدبابات’. فيما تجاهلت تدمشق التعليق على الهجوم، رغم ان التقاريرالواردة من من مصادر في العاصمة بتصاعد الدخان في منطقة اللاذقية.
وادعت االعربيةب أمس بان الهجوم الاسرائيلي كان مزدوجا. وحسب التقرير، فإنه استهدف فضلا عن بطاريات الدفاع الجوي قرب اللاذقية فإنه استهدف أيضاً موقع عسكري في دمشق. وقد أكدت اا.بب الخبر مؤكدة إصابة صواريخ SA-17 صواريخ دفاع جوي من طرازSA-125 .

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ