المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 475



Haneen
2013-12-05, 12:45 PM
اقلام واراء اسرائيلي 475
5/11/2013


<tbody>
في هــــــذا الملف

استراتيجية جديدة لعزل طهران
بقلم:ايلي بردنشتاين،عن معاريف

رابين الذي قُتل ثلاث مرات
بقلم: أوري مسغاف،عن هآرتس

سلم أولويات مشوه
بقلم: أسرة التحرير،عن هارتس

‘بوشهر’ مع ‘يتسهار’
بقلم: ناحوم برنياع ،عن يديعوت

عميدرور: اسرائيل تواجه خطرا وجوديا
بقلم: باراك رابيد،عن هآرتس

الفلسطينيون يريدون سيادتنا
بقلم: د. رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم

غمزة تركية نحو الشرق
بقلم: غاليا ليندنشتراوس ويورام عفرون،عن نظرة عليا










</tbody>


استراتيجية جديدة لعزل طهران

بقلم:ايلي بردنشتاين،عن معاريف
‘يعتزم كبار الموظفين في وزارة الخارجية الطلب من القيادة السياسية اقرار خطة طموحة ترمي الى عزل ايران عن جيرانها من خلال توثيق العلاقات الاسرائيلية معهم. ومن المتوقع تتجه هذه الخطوة نحو دول مثل جورجيا، اذربيجان، تركمانستان، كازخستان واوزباكستان وان تركز على الوعود الايرانية بالمساعدات الاقتصادية والسياسية والتي لم تتحقق أبدا، وعرض بدلا منها توثيق التعاون المدني والاقتصادي مع اسرائيل.
‘وفي اطار هذه الخطوة تعتزم اسرائيل ايضا ان تقترح على هذه الدول المساعدة في مواجهة المتطرفين الاسلاميين من المنطقة ممن خرجوا الى سوريا للمشاركة في الحرب الاهلية وعادوا وهم مؤهلين ومجربين في الاعمال العسكرية. واضافة الى ذلك ستبدأ وزارة الخارجية باصدار تقرير متابعة يومية يفصل الاعمال الايرانية في المنطقة. ويذكر أن دول وسط آسيا والقوقاز باستثناء جورجيا وارمينيا هي ذات اغلبية اسلامية معتدلة. ولهذا فمن جهة يوجد اساس للتقارب بينها وبين ايران وبالمقابل تخشى السلطات العلمانية فيها من تأثير آيات الله.
وكما أسلفنا، ففي وزارة الخارجية يعتزمون ايضا تطوير مبادرات المساعدة والتعاون في مجالات كالصحة العامة، الطاقة والزراعة انطلاق من النية لتوثيق العلاقات مع دول المنطقة. كما طرح في المداولات الداخلية في الوزارة تأثير النشاطات الروسية في وسط آسيا والقوقاز على اسرائيل، ولا سيما على خلفية احساس دول المنطقة بان الولايات المتحدة تقلص نشاطها فيها.
‘وفي اسرائيل يتشجعون من برود علاقات جورجيا وايران بعد تغيير الحكم في تبليسي، ومن السياسة الحذرة التي تديرها اذربيجان مع طهران. ويعتزمون في القدس استغلال هذا الميل لتوثيق العلاقات ‘مع الدولتين. وفي هذا الاطار تقرر ضمن امور اخرى الدفع الى الامام الغاء الاعفاء من التأشيرات للسياح من جورجيا الذين يصلون الى البلاد.
وقد طرحت فكرة الحملة الدبلوماسية في اثناء ورشة عمل مهنية استغرقت بضعة ايام عقدتها وزارة الخارجية الاسبوع الماضي في تبليسي عاصمة جورجيا لسفراء الدول المحاذية لايران. وشارك في المؤتمر دبلوماسيون اسرائيليون كبار يخدمون في روسيا واوكرانيا وكذا مندوبون من السفارات في واشنطن، بكين، لندن، برلين، نيودلهي، بروكسل ووفد من مقر وزارة الخارجية في القدس. اما من قاد منهاجية ورشة العمل المميزة فكانت رئيسة القسم الاورو-اسيوي في وزارة الخارجية، آنا أزاري، ومدير الدائرة الاورو-اسيوية 2 عوديد يوسيف.
السعودية هي الاخرى، كما هو معروف تتابع بقلق تقدم البرنامج النووي الايراني. وعلم أمس بان المملكة رفعت الى ألمانيا طلبت بشراء خمس غواصات متطورة من نوع ‘توفي’ بكلفة اجمالية تصل الى 10 مليار يورو. وفي الماضي طلبت مصر ايضا شراء غواصات كهذه ولكن الصفقة احبطت بضغط من اسرائيل. ولم ترد المانيا بعد على الطلب السعودي، ولكن وسائل الاعلام في الدولة افادت بانه يدرس بالايجاب. وفي الشهر الماضي، على خلفية المنشورات بشأن مفاوضات الغرب مع ايران، نشر أن السعودية تعتزم شراء صواريخ واسلحة متطورة اخرى من الولايات المتحدة بمبلغ اجمالي 10.8 مليار دولار.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

رابين الذي قُتل ثلاث مرات

بقلم: أوري مسغاف،عن هآرتس
يصادف اليوم مرور 18 سنة على موت اسحق رابين. ومن المهم أن نتمسك بالتاريخ الغربي الذي يتصل الجهد لمحوه صلة وثيقة بالكلام الذي نكتبه هنا. أُطلقت النار على ظهر رابين ثلاث مرات، لكن تبين على مر السنين أنه قُتل ثلاث مرات ايضا. وقد عُرف في خريف ايامه بأنه انسان قوي. ويتبين بهذا المعدل أنه كانت له تسع أرواح.
قُتل رابين في المرة الاولى بعملية كلاسيكية من ارهاب منتحرين أصوليين. فقد أطلق عليه النار مغتال ايديولوجي هيّجه تحريض ساسة وكان مسلحا بفتاوى حاخامين من التيار الحريدي القومي، كي يُفسد المسار السياسي، وكان كل ما أُلقي عليه ليفعله أن يستغل عدم الاكتراث العام وأن يخترق دوائر حراسة ‘الشباك’. ولم تكن تلك مهمة غير ممكنة كما تبين.
وبدأ القتل الثاني بعد دفن رابين فورا. وقد قاده أولا دون أن يعلم وارث منصبه، فقد أسرع رئيس الوزراء المؤقت شمعون بيرس الى احتضان ومداعبة المعسكر السياسي الذي خرج القاتل منه والتوحد معه، ورسم الخط الموجه وهو أن الوحدة فوق كل شيء، والمصالحة وأن اسرائيل جميعا اصدقاء. لكن كان يجب أن يدفع شخص ما الثمن، وهو رابين بالطبع.
‘قُتل أول مرة بصفته زعيما سياسيا مختلفا فيه منطلقا بصورة واضحة الى الهدف الاستراتيجي الذي نصبه لنفسه، فقد كان ينوي الانسحاب من المناطق المحتلة واخلاء المستوطنات. ولا يمكن أن يحتضن البعض شخصية كهذه أو يتوحدوا حولها، فجعلوه رجل عائلة شكلياً وقد لقي حتفه في التاريخ الذي قُتل فيه. ورُفع تراثه الى خطوط الاجماع فهو البلماحي ورئيس هيئة الاركان في حرب الايام الستة ومُحب أنشودة الصداقة. بل إن الويسكي والسجائر كُنست جانبا وكذلك الشرفة في ميدان صهيون والحكم على المضطهِّد والفتاوى الشرعية.
وكان القتل الثالث نتاج السنوات الاخيرة. وهو في ظاهر الامر أكثر إدهاشا وأقل معقولية حتى من القتلين اللذين سبقاه، لكنه قد يكون في الحقيقة استمرارا طبيعيا ورتبة اخرى مطلوبة. ويقود هذا القتل ايضا اليمين المتطرف مع نشطائه ودعائييه بازاء صمت وعدم مبالاة من الأكثرية الصامتة المُخدرة. وفي هذه النسخة يُعرض رابين بأنه مجرم خالص. وتصنيفه هو أنه ‘مجرم اوسلو’ الذي جُر الى ‘هذيانات السلام’ لـ ‘اليسار الحالم’. وتتضمن السطور فرض عمل وهو الحمد لله لأننا تخلصنا من هذا العقاب.
هذا مسار يجري الآن حقا أمام أعيننا. ولاتمام العمل يُحتاج الى رِدة تاريخية لا الى ولاية رابين لرئاسة الوزراء فقط. يقول المنطق إن الحديث عن مخالف للقانون صاحب زلات ولهذا يُعرض رابين الشاب على أنه مجرم قصف اليهود المهاجرين في ‘ألتلينا’ وذبح القدّيسين المعذبين في مقر الايتسل. وليس رابين البالغ مهندس النصر في 1967 بل هو رئيس هيئة اركان فاشل انهار قُبيل الحرب الكبيرة. وهكذا يتبين باعادة كتابة متطرفة لتاريخ الدولة أن علامات طريق في حياته العامة (البلماح والايام الستة ورئاسة الوزراء) كانت ساحات جريمة في واقع الامر، وأن المقتول كان قاتلا في الحقيقة.
إن قلب الامور رأسا على عقب كاسح ومُجدٍ على مؤمنيه الوقحين المُهيّجين. يستطيع زعيم اليمين المتطرف نفتالي بينيت أن يُشبه الانتقاد السياسي الذي وُجه إليه بأنه ‘دعوة نتنياهو الى الهجوم في فترة اوسلو’، ولا ينهض أحد. فماذا عن الدعوة الى الهجوم على فترة اوسلو التي وجهت إلى رابين بقيادة نتنياهو. لكن حينما يسيطر في الجانب الآخر اليأس والتعب والفراغ يمكن أن تُقلب الامور رأسا على عقب.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
سلم أولويات مشوه

بقلم: أسرة التحرير،عن هارتس
تعكس قرارات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الاخيرة على انه مصمم على تخليد سلم الاولويات المشوه الذي قاده في الولاية السابقة. على رأس أهداف حكومته يقف الثلاثي الامن، الاستيطان والاصوليون: بناء جيش كبير ومنتفخ، على رأسه طبقة ضباط تتمتع بامتيازات اقتصادية متنامية؛ اسكان مئات الاف اليهود في الضفة لاحباط تقسيم البلاد، وتنشئة مجتمع دارسين اصولي، ابناؤه معفيون من الخدمة العسكرية ومن العمل. الاولوية التي تعطى لهذه القطاعات جاءت على حساب باقي الجمهور المطالب بدفع ضرائب عالية والمعاناة من خدمات عامة بائسة، في ظل عدم وجود استثمار مدني.
الاحتجاج الاجتماعي، والانتخابات للكنيست التي جاءت بعدها، بعثت الامل في تغيير سلم الاولويات الوطني. يئير لبيد وعد بانعطافة، ووصل الى انجاز كبير في الانتخابات التي في ختامها حظي بمنصب وزير المالية، الذي في يده تأثير كبير على توزيع الكعكة الوطنية. ولكن لبيد فشل تماما. فقد تجاهل نتنياهو رأيه وزاد مرة اخرى ميزانية الدفاع، بعد بضعة ايام من اعلانه عن بناء نحو 5 الاف شقة جديدة في المستوطنات. كما أن انجاز لبيد ونفتالي بينيت في اقامة ائتلاف دون الاصوليين آخذ في التآكل، مثلما يظهر مشروع وزير التعليم شاي بيرون لتوسيع الحكم الذاتي للتعليم الاصولي، مقابل وعد بان يعلموا الرياضيات والانجليزي. ومن الان فصاعدا سيكون لكل بلاط حاخامي جهاز تعليمي خاص به، ومن الصعب التصديق بان بيرون سينجح في الرقابة على ما يعلمون هناك.
لم يطلب لبيد ان يشترط تمديد ولاية رئيس الاركان بيني غانتس بتقليص عميق في امتيازات تقاعد الجيش الدائم التي تهدد بان تدفن تحتها الاستقرار في الميزانية. كما أنه لم يهدد بأزمة ائتلافية اذا لم يتوقف تدفق المال الزائد للمستوطنات ويوجه في صالح الطبقة الوسطى التي على ظهرها ركب نحو وزارة المالية. ورغم التقليص في مخصصات الاولاد وبعضا من ميزانيات المدارس الدينية، فان الوعود لتجنيد الاصوليين وفرض تعليم المواضيع الاساس على مؤسسات التعليم الاصولية لم تتحقق.
ان اسرائيل جديرة بجدول أعمال آخر، يضمن مستقبلها كدولة ديمقراطية ومزدهرة: تسوية سلمية مع الفلسطينيين، دمج المواطنين العرب واستثمارات مدنية في مشاريع كالقطار الخفيف في غوش دان تحسن على نحو عظيم جودة حياة ملايين الاسرائيليين، ولكنها تؤجل دوما مقابل بناء سكني في مستوطنات منعزلة. هذه الاهداف في متناول اليد، وليس مطلوبا سوى زعامة تريد تغيير الاتجاه، ومثل هذه الزعامة غير موجودة اليوم في اسرائيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
‘بوشهر’ مع ‘يتسهار’

بقلم: ناحوم برنياع ،عن يديعوت
يبدو أنه لا يوجد في قائمة الموضوعات في برنامج العمل الاسرائيلي موضوع أكثر اثارة للملل من هذا الموضوع: فهو أقل سخونة من شأن عائلات الجريمة؛ وأقل اثارة من بوعز هرباز وأقل وعدا من بار رفائيلي، وأنا أقصد الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
بدأ التفاوض بين حكومة اسرائيل والسلطة الفلسطينية بصورة احتفالية في تموز. وهو يتم بمحادثات مباشرة بين تسيبي لفني وصائب عريقات بمشاركة مارتن اينديك، المبعوث الامريكي الخاص، ومحادثات غير مباشرة بوساطة وزير الخارجية الامريكي كيري. والمحادثات سرية، فنحن لا نعلم عنها الكثير ما عدا الشعور العام عن جانبي الخط الاخضر بأنها لا تتقدم الى أي مكان.
إن حقيقة أنه لا تكاد توجد تسريبات أنباء تُمكن الطرفين والوسيط الامريكي من العمل في هدوء، وهذا هو الجانب الايجابي. أما الجانب السلبي فهو أنه لا توجد أنباء مُسربة لأنه لا أحد يؤمن بأنه سينتج شيء عن هذه المحادثات ويُظهر قليلون الاهتمام بها. يعلم كل صحفي مبتديء الفرق بين كلب عض انسانا ليست هذه قصة وانسان عض كلبا. وهذا التفاوض ينتمي في هذه الاثناء الى فئة غير القصة.
إن الذي يُفرق بين هذه الجولة وجولات سابقة هو جون كيري، فقد طور كيري علاقات خاصة بصراعنا. وقد استقر رأيه في السنوات التي كان يعمل فيها رئيسا للجنة الخارجية في مجلس الشيوخ وربما قبل ذلك على أن يحل هذا الصراع. هذا هو برنامج عمله، وهذه هي الفانتازيا. وقد كانت سلفه هيلاري كلينتون حذرة من إدخال رأسها في هذا السرير المريض، لكن كيري قفز إليه على رأسه.
ضرب أجلا مسمى لانهاء التفاوض، وهو الرابع من آذار 2014. ويتمنى وزراء في المجلس الوزاري المصغر يدركون أنه لا احتمال لانهاء التفاوض في أجله، يتمنون الآن تأجيل بضعة اسابيع. ولا يمكن احراز أكثر من هذا لأنه كلما اقترب موعد الانتخابات النصفية في امريكا في تشرين الثاني القادم سيقل احتمال التوصل الى اتفاق. وسينفد صبر الفلسطينيين ويستخف الاسرائيليون بالامر، فهم يعلمون أن البيت الابيض لن يريد استعمال ضغط عليهم في فترة الانتخابات.
إن الزعم الذي يثيره الامريكيون في أحاديثهم مع اسرائيل بسيط وهو أن استمرار الاحتلال سيء لاسرائيل. ولا يوافق على هذا اليسار الاسرائيلي فقط بل بنيامين نتنياهو ايضا، فهذا هو ما يقوله في خطب الدولتين التي يخطبها. إن الفترة الحالية ليست مثالية لاحراز اتفاق، لكنه لن توجد فترة أفضل منها. فاسرائيل هي أقوى قوة في المنطقة؛ ووضعها الاقتصادي مستقر؛ ولا يوجد ارهاب؛ والعالم العربي حولها ضعيف ومنقسم وأصبح أكثر ميلا مما كان في الماضي الى التعاون مع اسرائيل بل ربما الى انشاء علاقات سلام معها؛ ويوجد وزير خارجية امريكي مستعد لأن يخصص وقته وتأثيره وفخامة شأنه لاحراز اتفاق. إن عدم اهتمام أكثر الاسرائيليين يقلق الامريكيين: فهم يرون الضغوط المستعملة على نتنياهو من اليمين، ويعلمون أنه لن يُلين مواقفه دون أن يُستعمل عليه ضغط مضاد. وينصحهم اسرائيليون يريدون الاتفاق من يوسي بيلين الى عاموس يادلين أن يسعوا الى اتفاق مرحلي بدل اتفاق عام. ويسألون: ما هي جدوى اتفاق مرحلي. فبهذا الاتفاق ستعطي اسرائيل فقط ولن تحصل على شيء سوى تأجيل آخر ووقت آخر. وسيكره اليمين الاتفاق بسبب التنازلات ويكرهه الوسط بسبب عدم وجود مقابل، ويكرهه اليسار بسبب تأجيل الحسم. وسيتهم الجميع نتنياهو بأنه صنع الاتفاق ليُطيل أمد حكمه فقط.
إن نتنياهو على يقين من أنه يركب الحصان وأن اوباما مُحتاج إليه. وسيتجه في القريب الى مجلس النواب الامريكي لاقناع اعضائه بأنه يجب عليهم تخفيف العقوبات عن ايران. ويستطيع نتنياهو أن يُجند اصدقاء اسرائيل في مجلس النواب لحرب لا هوادة فيها للرئيس أو للتحفظ من التخفيفات بحذر وليترك للرئيس أن يحرز ما يشاء.
‘آمن عدة محللين في الماضي بصفقة بوشهر في مقابل يتسهار: فالامريكيون سيقصفون بوشهر ونُخلي نحن يتسهار عوض ذلك، بل إن نتنياهو تلهى فترة ما بهذه المعادلة.
‘إن الصفقة التي يتقدم نحوها نتنياهو اليوم هي بوشهر مع يتسهار بحيث تُسلم اسرائيل بوجود بوشهر، ولا يتهم الامريكيون اسرائيل بوجود يتسهار ولينته التفاوض مع أبو مازن على أي نحو كان لكن اسرائيل لن تُعاقَب. ولن يعلن أحد هذه الصفقة على رؤوس الأشهاد ولن يقيم أحد لها مراسم في مرج البيت الابيض، لكننا سنتوصل الى هذه التسوية بالطريق الذي يسير فيه نتنياهو.
وحينها لن يبقى لنا سوى أن ننتظر ونرى أيٌ من الاثنتين ستقضي على الحلم الصهيوني أولا هل هي بوشهر أم يتسهار. وقد تكون المنافسة قاسية جدا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
عميدرور: اسرائيل تواجه خطرا وجوديا

بقلم: باراك رابيد،عن هآرتس
حضر مستشار الامن القومي، يعقوب عميدرور، جلسة الحكومة أمس لتقديم تقدير الوضع الاخير في ولايته. المسيرة السلمية مع الفلسطينيين، النووي الايراني، الحرب الاهلية في سوريا، عدم الاستقرار في مصر ومكانة الولايات المتحدة في العالم كانت فقط بعضا من المسائل التي تحدث عنها في الجلسة.
عميدرور، الذي كان في السنتين والنصف الاخيرة الرجل الاقوى في الساحة السياسية الامنية في اسرائيل وأحد أقرب المستشارين لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قدم للوزراء استعراضا وصفه بعض الحاضرين في الغرفة بانه ‘صادق وواعٍ’. فقد تحدث عن تهديدات ولكنه تحدث ايضا عن فرص. عن مخاطر وآمال.
واحتل الموضوع الايراني قسما هاما في استعراض عميدرور. وحسب بعض المصادر التي اطلعت على مضامين استعراض عميدرور، ادعى مستشار الامن القومي بانه طرأ في ايران تغيير في كل ما يتعلق بالاستعداد لخوض المفاوضات مع الغرب. ولكن هذا التغيير ينبع أولا وقبل كل شيء من الضغط الذي يعيشه النظام جراء العقوبات الدولية الشديدة. ومن الجهة الاخرى، فان الايرانيين لم يغيروا بعد سياستهم بالنسبة لتخصيب اليورانيوم.
‘بالضبط لهذا السبب من المهم الابقاء على العقوبات’، قال عميدرور. ‘فقط استمرار العقوبات الى جانب التهديدات الجادة بالهجوم سيؤثران على ايران للتقدم في المفاوضات مع الغرب’. وشدد بان على اسرائيل ان تطرح سقفا متصلبا في كل ما يتعلق بمزايا التسوية بين ايران والغرب وذلك رغم الانتقاد الذي يوجه اليها في العالم. ولفت إلى انه محظور ازالة الخيار العسكري عن الطاولة مؤكدا انه فقط اذا كان واضحا للعالم بان ‘لدينا قدرة حقيقية على تنفيذ عملية عسكرية في ايران’ فلن تتمكن الاسرة الدولية من تجاهل مطالب اسرائيل.
وأضاف ‘تواجه اسرائيل تهديد وجودي واحد واضح ويجب عمل كل شيء لازالته. اذا كان ذلك ممكنا بالمفاوضات فليكن. واذا لم يكن ممكناً فإن هناك وسائل أخرى’.
وكان عميدرور بدأ مهام منصبه في مكتب نتنياهو كصقر ايديولوجي وكرعب للدبلوماسيين الاجانب. ولكن في اطار منصبه أصبح أحد الشخصيات البراغماتية والمسؤولية في مكتب نتنياهو وأحد الموظفين الكبار الاسرائيليين الاكثر قبولا في واشنطن وفي العواصم الاوروبية.
من شخص في بداية ولايته اعتبر كمتماثل مع اليمين العميق، تحول عميدرور في نظر المستوطنين ومؤيديهم في الحكومة الى ‘يسروي’ مكتب نتنياهو، بل ان وزير الخارجية افيغدور ليبرمان كان يلذعه ويدعي بانه يمكنه ان ينتسب الى ميرتس.
وفي الاستعراض وجدت الامور تعبيرها جيدا. فقد شدد عميدرور بان استئناف المسيرة السلمية مع الفلسطينيين يساهم بشكل ذي مغزى في مكانة اسرائيل الدولية. وبالمقابل حذر من أن ‘فشل المفاوضات سيعمق فقط ميل المقاطعة والعزلة الدوليتين على اسرائيل’.’
في المسألة السورية شدد عميدرور على أن نظام الاسد طور تعلقا وثيقا للغاية بحزب الله في اطار حربه ضد الثوار. وعلى حد قوله، فان هذا التعلق يدفع السوريين الى ان ينقلوا سلاحا أكثر تطورا وفتكا الى حزب الله.
‘وبالمقابل، في الموضوع المصري بدا عميدرور أكثر تفاؤلا. فقد أوضح بان جنرالات الجيش المصري نجحوا في صد الموجة الاسلامية، وهكذا نقلوا رسالة لدول اخرى في المنطقة ايضا. وعلى حد قوله، فان التطورات في مصر أدت الى ضعف كبير لحماس في غزة.
مسألتان استراتيجيتان هامتان حظيتا أيضا بالاهتمام. الاولى تتعلق بمكانة الولايات المتحدة في العالم بشكل عام وفي الشرق الاوسط بشكل خاص. وعلى حد قوله فان العالم ينظر الى اسرائيل كفرع للولايات المتحدة ولهذا فاذا ما ضعفت مكانة الولايات المتحدة في العالم سيكون لذلك تأثير سلبي فوري على مكانة اسرائيل الدولية. ‘
اما المسألة الثانية التي طرحها عميدرور فكانت تتعلق بالسلاح النووي، الكيميائي والبيولوجي الذي تحوزه اسرائيل حسب منشورات أجنبية. فقد اشار المستشار الى أن التقدم في نزع السلاح الكيميائي من سوريا هو تطور ايجابي ولكن يكمن فيه تحدٍ مقلق بالنسبة لاسرائيل وقدر عميدرور بانه اذا تم نزع السلاح الكيميائي من سوريا كما هو مخطط، فستجد اسرائيل نفسها في حالة دفاع امام ضغط دولي يطالبها باظهار شفافية بالنسبة للسلاح غير التقليدي الذي يزعم انه في حوزتها. ‘
بعد جلسة الحكومة عقدت لعميدرور حفلة وداع في مكتب رئيس الوزراء، حضرها كل قادة جهاز الامن واسرة الاستخبارات. كما كانت هذه حفلة استقبال لبديل عميدرور في المنصب، يوسي كوهن، الذي كان حتى قبل بضعة اشهر نائبا لرئيس الموساد.’
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الفلسطينيون يريدون سيادتنا

بقلم: د. رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم
‘ذكّرنا الافراج عن القتلة العرب وزغاريد نسائهم في اراضي السلطة الفلسطينية في وقت كانت تتألم فيه العائلات الثكلى، بمرثية الملك داود المشهورة لهزيمة شاؤول ويونتان وسقوطهما في المعركة: ‘كي لا تفرح بنات الفلسطينيين ولئلا تبتهج بنات الغُلف (غير المختونين)’.
بيد أن عنوان ‘بنات الفلسطينيين’ مضلل لأنه لا توجد أية صلة بين الفلسطينيين القدماء اولئك وبين مجموعة العائلات العربية الرحالة والقبائل البدوية الغازية وجماعات المسلمين المتفرقة التي تجمعت في ارض اسرائيل في العصر الحديث وأصبحت تسمى الآن بلا حق ‘فلسطينيين’. إن هذه المجموعة التي تشكلت في ارض اليهود الخربة في المدة الاخيرة فقط إما هربا من الانتقام وإما في التنقل طلبا للمرعى والعمل الذي جاء به الصهاينة العائدون الى ارضهم وإما مصاحبين للجيوش المحتلة كل اولئك استوطنوا هنا وجعلوا اشجار البلاد فحما وجعلوا اراضيها مستنقعات موت، بل ادعوا أنهم مُلاكها.
يعلم الفلسطينيون الجدد جيدا أن هذه الارض أُعطيت لبني اسرائيل الى الأبد كما ورد في كتابهم المقدس، القرآن، ولا يوجد هناك اشارة واحدة الى الفلسطينيين، بل إنهم سرقوا اسم ‘فلسطين’. فبعد خراب مملكة اسرائيل سُميت البلاد ‘بلسطينه’ بالباء، ولما لم تكن الباء المشددة موجودة في اللغة العربية لم يكن هذا الاسم يمكن أن يكون الاسم الحقيقي للبلاد ولشعب عربي. ولهذا حُرف اسم البلاد الى ‘فلسطين’ بالفاء، كما حُرفت سائر أسماء اماكن بلدنا.
‘ما هو المشترك مع كل ذلك بين الفلسطينيين القدماء وكثير من العرب الذين يسمون اليوم فلسطينيين؟ إنه في الأساس الكذب ونهب البلاد والشهوة الى القتل والشماتة. إن القتلة المحررين بصيحات الابتهاج يُشبهون عملهم القاتل بعمليات الجيش الاسرائيلي ويزعمون أنه ‘في كل حرب يقع أبرياء من الطرفين’… أحقا؟.
‘إن الفلسطينيين يستقبلون ‘أبطالهم’ بالابتهاج ويتجاهلون على نحو ظاهر أن نشاطهم الآثم وجه من البداية الى قتل مواطنين أبرياء، في حين أنه في الحالات التي أُصيب بها فلسطينيون بنار قواتنا كانوا ضحايا خطأ مؤسف غير متعمد حدث في اثناء عملية نقطية موجهة على هؤلاء القتلة الذين وجدوا ملاذا على عمد بين السكان المدنيين.’
ويُطرح الآن للنقاش طلب الفلسطينيين بالافراج عن قتلة من عرب اسرائيل. إن المتظاهرين المتحمسين في تظاهرات الفرح بالافراج عن القتلة يؤمنون حقا بأنهم سيحصلون بعد مواجهة صبورة طويلة على ‘فلسطين’ كلها. ومسؤولو التفاوض الفلسطينيون على يقين هم ايضا من أن الحوار مع اسرائيل هو في سيادتهم على البلاد كلها. والشهادة على ذلك عدم استعدادهم للاعتراف بأن اسرائيل دولة الشعب اليهودي وطلبهم ‘عودة اللاجئين’. وأُضيف الى ذلك الآن ايضا طلبهم الحازم الافراج عن قتلة هم مواطنون اسرائيليون.
في طلب الفلسطينيين الافراج عن قتلة من رعايا اسرائيل بزعم أنهم أبناء الشعب الفلسطيني، منطق ما، لأن هؤلاء القتلة عملوا على مواجهة اسرائيل ومواطنيها لأجل الأهداف الفلسطينية برغم كونهم مواطنين اسرائيليين. ولما كان الامر كذلك فانه يحسن اذا تم الافراج عنهم أن يجدوا بيتا لهم في غزة والضفة الغربية وألا يُسمح لهم أن يعيشوا في البلد الذي حاربوه.
ينبغي أن نُمكّن ‘قتلتنا’ المجرمين من أن يختاروا على نحو ‘قومي’ عادل ونزيه مكان استقرارهم المستقبلي: هل يريدون أن يُفرج عنهم زعيمهم أبو مازن الى وطنهم ‘فلسطين’ المحرر؟ فليهبوا له بتوقيعهم المسؤولية عن مصيرهم وليُفرج عنهم الى ‘فلسطين’. هل يريدون البقاء مواطنين اسرائيليين؟ ينبغي اذا ألا يوقعوا وأن يتفضلوا بالبقاء في السجن الاسرائيلي الى أن تنتهي مدة عقوبتهم.
يُفرقع المخربون وعائلاتهم الآن بألسنتهم بالزغاريد. وحينما تخفت الزغاريد سيتذكر الجميع أنه اذا عاد القاتل مثل ‘ثور قد زلق’ الى ما كان عليه فسيعرف اولئك الذين أمسكوا به في الماضي أن يُمسكوا به مرة اخرى بل أن ‘يشتدوا’ عليه.
وفي ظروف الافراج عن القتلة هذه ينبغي أن نسأل وزير الخارجية الامريكي جون كيري ما هو التسويغ الاخلاقي لامريكا المنافقة حينما تضغط على اسرائيل لتنفذ بادرات حسن نية كالافراج عن قتلة قتلوا مواطنيها في حين ترفض الافراج عن بولارد وهو شيخ عجوز يذوي في سجنه وهو لم يُصب حتى عصفورا امريكيا ولم يضر بأمن الولايات المتحدة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
غمزة تركية نحو الشرق

بقلم: غاليا ليندنشتراوس ويورام عفرون،عن نظرة عليا
‘اعلان تركيا في 26 ايلول 2013 عن فوز الشركة الصينية CPMIEC بالعطاء لشراء منظومات دفاع جوية للمدى البعيد جاء بمفاجأة لا بأس بها لدى شركائها في حلف الناتو (وان كان قبل ذلك بعض الشائعات بان هكذا سيكون القرار)، وباحتجاج كبير. فقد تغلبت الشركة الصينية على اقتراحات شركات أمريكية (منتجة منظومات الباتريوت)، شركة روسية (منتجة S-300و S-400)، وشراكة ايطالية ذ فرنسية (منتجة SAMP/T Aster 30). وبالفعل، فان الرئيس التركي، عبدالله غول، قال ان القرار ليس نهائيا بعد ولا تزال مرحلة اخرى قبل التوقيع على الصفقة، ولكن حسب شروط العطاء التركي فانها ملزمة بالتقدم مع الصين ويبدو أنه سيكون مطلوبا اكثر من مجرد الشجب الحالي من جانب أعضاء الناتو لاقناع تركيا بتغيير قرارها. فضلا عن ذلك، فان القرار نفسه اتخذ في محفل ادارة الصناعات الامنية حيث يشغل رئيس الوزراء التركي، رجب طيب اردوغان، منصب الرئيس، ومن هنا فان القرار اتخذ باسناد كامل من جانبه.
بزعم الاتراك، فان ثلاثة أسباب مركزية حركتهم لاختيار العرض الصيني. الاول، مسألة السعر. الشركة الصينية عرضت سعرا أقل بنحو مليار دولار من باقي الشركات (الاتراك قرروا مسبقا سقفا أعلى بمقدار 4 مليار دولار للصفقة بينما كان العرض الصيني 3.4 مليار). ثانيا، أعربت الصين عن استعدادها لان تدرج ضمن الصفقة نقل تكنولوجيات وقسم من انتاج المنظومات الى تركيا، الامر الذي هي معنية فيه جدا في السنوات الاخيرة في ضوء نيتها لتعزيز قدرة الاعتماد الذاتي العسكري لديها. وأخيرا، مسألة موعد التوريد؛ فتركيا تقدر بان زمن التوريد للمنظومة الصينية سيكون اقصر نسبيا.
منتقدو القرار التركي لشراء منظومة الدفاع من الصين يطرحون عدة ادعاءات. الاول، شراء المنظومة الصينية سيطرح امام تركيا قيودا بالنسبة لاندماجها مع منظومات الدفاع لاعضاء الناتو (الامر الذي من شأنه أن يمس بقدرة الدفاع التركية)، وكذا التخوف من الاصابة بـ االنيران الصديقةب بسبب عدم التنسيق مع منظومات التشخيص الزميلةت – المفترسة الخاصة باعضاء الحلف. واضافة الى ذلك، زعم بان المنظومة الصينية لم تفحص في الظروف الحقيقية وهي ادنى مستوى مقارنة بمنظومة S-400 الروسية التي عرضت على الاتراك. فضلا عن ذلك، يطرح مسؤولون كبار في الناتو التخوف من أنه ليس فقط المنظومات حين تنصب يمكنها أن تشكل قاعدة معلومات للتجسس الصيني بل في مراحل التطوير المشتركة سيكون الصينيون مطلعين على معلومات ومعطيات معني اعضاء الناتو باخفائها. بالنسبة لمنتجة المنظومة الصينية، شركة CPMIEC، فانها تخضع لعقوبات امريكية بسبب خرق القانون الامريكي في موضوع التجارة العسكرية مع ايران، كوريا الشمالية وسوريا. وفي ردها على بعض هذه الملاحظات، تدعي تركيا بانها تخطط لتطوير منظومة مستقلة لتشخيص الزميلة ذ المفترسة، ولا يوجد طلب شامل من أعضاء حلف الناتو لشراء منظومات دفاع تتناسب وتلك الخاصة باعضاء الحلف الاخرين.
والدليل هو أن مؤيدي الصفقة يعرضون مثال اليونان، التي هي ايضا عضو في الناتو، واشترت منظومات S-300 من روسيا (وان كان يجدر الاشارة بان هذا الشراء كان في الاصل حلا وسط بعد أن استخدمت تركيا حق الفيتو على نية الجمهورية القبرصية شراء هذه المنظومات، وقد نصبت بدلا من ذلك في اليونان).
تعلى المستوى السياسي الاوسع يطرح انتقاد على استعداد أنقرة التعاون في المجال الاستراتيجي الحساس مع احد المنافسين الكبار لحليفتها الاقرب منذ سنوات عديدة، الولايات المتحدة. عمليا، امكانية ان تتعاون تركيا مع الصين في مجال عسكري كوزن مضاد او كبديل للولايات المتحدة ليست جديدة. فقد سبق ذلك شراء صواريخ واستيراد تكنولوجيا صاروخية من الصين في النصف الثاني من التسعينيات (وهي تسمى في تركيا T-300 كسيرجا و J-600 يلديريم) بعد فشل الاتصالات مع الولايات المتحدة لشراء منظومة متطورة لاطلاق الصواريخ واجراء مناورة جوية مشتركة مع الصين في 2010 بعد أن الغت واشنطن المشاركة في المناورة التي كانت ستجرى معها بعد أن الغت أنقرة مشاركة اسرائيل في هذه المناورة. فضلا عن ذلك، فان تطوير مستوى مركبات مجنزرة للجيش التركي (FNSS ACV) تم هو ايضا بالتعاون مع الصينيين.ت
ومع ذلك، لا ينبغي ان نرى في هذه الخطوات، ولا سيما الصفقة الاخيرة دليلا عن اقامة علاقات استراتيجية بين الدولتين، وذلك لانه تسود بينهما خلافات سياسية واستراتيجية أساسية تمنع الشراكة الحقيقية. وضمن امور اخرى يمكن الاشارة الى خطوات الصين لافشال خطوات دولية ضد نظام الاسد؛ عجز هائل لتركيا في علاقاتها التجارية مع الصين (نحو 18 مليار دولار في السنة)؛ وعدم قدرة تركيا على التوافق مع سياسة الصين تجاه الاقلية الايغورية في نطاقها (نحو 20 مليون نسمة) والتي توجد بينها وبين الشعب التركي صلة عرقية، ثقافية وتاريخية عميقة. في خلفية هذ الامور توجد علاقات تاريخية معقدة بين الدولتين، صممت صورة الصين في تركيا في ضوء سلبي على مدى عشرات السنين. وفي نفس الوقت، فان التطورات الاخيرة، ولا سيما تصعيد توتر العلاقات بين تركيا وسوريا، أبرزت التعلق بالتركي بالناتو. ورغم بعض البرود في العلاقات مع الولايات المتحدة، ضمن امور اخرى في ضوء خيبة الامل التركية من قرار الولايات المتحدة عدم التدخل عسكريا في سوريا والابتعاد بين اردوغان والرئيس اوباما، سارعت دول الناتو الى نشر منظومات دفاع جوي على مقربة من الحدود التركية السورية حين كان يبدو ان العلاقات بين الدولتين تتوتر. كما كان واضحا لتركيا الى أن تنجح في التقدم في المسار الطويل لبناء قدرة دفاعية مستقلة ضد الصواريخ فانها ستبقى متعلقة جدا بعضوية الناتو في هذا الشأن.
التفسير للصفقة يمكن أن نجده إذن في ملابسات محددة نشأت مؤخرا وفي مصالح استكمالية قائمة بين تركيا والصين. أولا، المصلحة التركية في تطوير قاعدة تكنولوجية عسكرية مستقلة وهو الدافع الاساسي على ما يبدو من ناحية أنقرة لاختيار الصين كموردة لمنظومة الدفاع مفهومة تماما من قبل بيجين، التي يحركها اعتبار مشابه من سنواتها الاولى. كما ان الدولتين تريان في ضوء مشابه رفض الولايات المتحدة والدول الاوروبية ان تنقل الى تركيا تكنولوجيات انتاج، ترتبط بمنظومات الدفاع ضد الصواريخ كخطوة موجهة لتخليد تفوق الدول المتطورة على الدول النامية وابقاء تعلقها بها قائما. ثانيا، حيال العلاقات التركية المعقدة مع الولايات المتحدة والغرب مثلا، الغضب التركي من الرفض الامريكي العمل في سوريا، المصاعب التي يضعها الاتحاد الاوروبي في وجه تركيا لقبولها في صفوفه، والتخوف من ان تكون دول الناتو تستغل تعلق تركيا بها في مجال الدفاع الجوي مريح لانقرة ان تظهر بانه يوجد بديل ما للحلف مع الغرب. كما ان الامر يلقى الترحاب في اوساط العناصر القومية في تركيا، الذين يلمح لهم احيانا نظام اردوغان. وبالنسبة للصين، حتى لو كانت واعية لقيود علاقاتها مع تركيا، فان الصفقة تخدم مصالحها جيدا في أنها تخلق فرصة لزرع وتد في سوق السلاح الشرق اوسطي، دق اسفين في العلاقات التركية الامريكية، وتعزيز علاقاتها مع قوة عظمى اقليمية هامة كتركيا.
وبالنسبة للزاوية الاسرائيلية، فرغم المصاعب التي تضعها تركيا اليوم أمام علاقات حلف الناتو مع اسرائيل، فان لاسرائيل مصلحة في أن تبقى تركيا حليفة مخلصة في الناتو، وعليه فان التطور الحالي ينبغي أن يثير القلق في القدس.
فضلا عن ذلك، فدليل على وضع العلاقات الاشكالية بين تركيا واسرائيل، هو حقيقة انه رغم العطش التركي لبناء قدرة عسكرية مستقلة، فانها تفضل الشراكة مع لاعبين اشكاليين كالصين على التعاون مع اسرائيل. اضافة الى ذلك فان الاختيار التركي لمنظومة الدفاع الصينية تدل على أنه حتى لو كانت المنظومة تقل في ادائها وجودتها عن المنظومات المنافسة فانها لا تزال جدة بما يكي كي تختارها دولة ترى نفسها عرضة لخطر تهديد عسكري حقيقي. ويشير الامر الى تحسن الصناعة الامنية الصينية وامكانية دخولها كلاعب هام في الساحة العسكرية الشرق أوسطية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
اوباما: هكذا يأفل المجد

بقلم:ابراهام بن تسفي،عن اسرائيل اليوم



ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ