Haneen
2013-12-05, 12:46 PM
اقلام واراء اسرائيلي 476
6/11/2013
<tbody>
في هــــــذا الملف
هدايا سورية من البحر
بقلم: تسفي بارئيل،عن هآرتس
كواليس المفاوضات
بقلم: اليئور ليفي،عن يديعوت
أبو مازن والقتلى
بقلم: موشيه آرنس،عن هارتس
كيف ينظر الإسرائيليون إلى أمريكا؟
بقلم: ايتان هابر،عن يديعوت
ليبرمان يعود الى الواجهة
بقلم: أمنون لورد،عن معاريف
دولة دوف ليئور
بقلم: سافي رخلفسكي،عن هآرتس
</tbody>
هدايا سورية من البحر
بقلم: تسفي بارئيل،عن هآرتس
يحصل أن يجلب لنا البحر هدايا ليست كالهدايا العادية. يحصل أن من مياه البحر يخرج بشر متعبون ومنهكون. اصدقائي الاوروبيين، اخوتي الايطاليين، ارحموا السوريين. لا تخافوا وجوههم التعبة التي ألم بها الرعب، لا تفزعوا من ملابسهم المهترئة ومن شعرهم المنكوش، فان الطاغية بشار الاسد حرمهم من كل شيء. هم ليسوا غزاة وليسوا لاجئين، هم هدايا من البحر’.
‘هذه الرسالة التي نشرت على صفحة الفيسبوك لمجموعة شباب تسمي نفسها ‘نحن أبناء جيل الثورة’ وترجمت الى الانجليزية، الايطالية والاسبانية، حظيت منذ الان بانتشار كبير في اوروبا التي على شواطئها يدق الان مئات اللاجئين السوريين، الكثيرين منهم اطفال، ممن يفرون من الواقع الرهيب في بلادهم. ويناشد هذا التوجه حكومات اوروبا عدم طرد هؤلاء اللاجئين او التصرف معهم مثل التصرف مع لاجئي العمل الذين يصلون من دول شمالي افريقيا. ‘إمنحوهم اجازة من السماء’، يطلب محررو صفحة الفيسبوك الذين يتحدثون عن مئات اللاجئين الذين ينامون قرب محطة القطار في ميلانو والاخطر من ذلك، يموتون في البحر مثلما حصل لـ 500 لاجيء انقلبت سفينتهم او الاحرى قاربهم المتهالك في الطريق الى جزيرة لامبازودا.
‘وتيرة الهرب الى دول اوروبا آخذة في التسارع، لان الدول المجاورة لسوريا، مثل تركيا، الاردن ولبنان يجد اللاجئون صعوبة في ايجاد اماكن عمل وتلقي خدمات صحية. كما أن طرق العبور الرسمية تجعل حركتهم صعبة بعد أن قررت حكومات الدول المجاورة التشدد في فحص اللاجئين السوريين ومنع عبور الكثيرين منهم. ولكن بينما ينجح اللاجئون’ الفارون الى اوروبا في إثارة الرأي العام ولا سيما بعد المآسي التي تعصف بهم في البحر نحو مليون شخص لا يزالون محاصرين في اجزاء مختلفة من سوريا، بينها مدينة معضمية في جنوب غرب دمشق. هذه المدينة، التي تضررت من الهجوم بالسلاح الكيميائي في آب وقتل 75 من مواطنيها تعيش تحت الحصار منذ اكثر من سنة. فحواجز الجيش السوري تمنع عبور الغذاء والدواء، والكثير من سكانها يعانون من الجوع، الذي اسفر عن موت اطفال وشيوخ. في الايام الاخيرة نجح عاملو الصليب الاحمر، بعد جهود عديدة، في انقاذ نحو الفي شخص من المدينة، ولكن لا يوجد مكان يأويهم. بعضهم توجه الى مصر، آخرون سيحاولون الفرار الى اوروبا عبر شبكات التهريب التي جعلت التهريب فرعا تجاريا رابحا.
في المناطق التي تحت سيطرة النظام ايضا الحياة اليومية بعيدة عن المسار الطبيعي. فباحث فرنسي زار سوريا مؤخرا روى لـ ‘هآرتس′ بانه في مدينة حلب تعلم المواطنون اين بالضبط يتواجد القناصون، وهم يعرفون الى أين يمكن لهم أن يسيروا في الشارع دون أن يخاطروا باصابة. ‘احيانا يديرون مسابقات شجاعة في اطارها يأخذ فتى كرسيا ويجلس في منتصف الشارع ليثبت بان القناصة لا يمكنهم أن يصيبوه. ووجد اصحاب السيارات لانفسهم طرقا بديلة، من خلف المباني المدمرة التي تحميهم من القنص’. وروت احدى سكان حلب عن فرع تجاري جديد طوره نشطاء ‘الشبيحة’، مجموعة الزعران التي تعمل في خدمة النظام: فهم يصادرون او يبيعون سيارات المعتقلين او يجبون ‘رسوما’ بمبالغ طائلة مقابل حراسة السيارات في موقف السيارات الذي اقامه النظام لتخزين السيارات المصادرة فيه. ‘مقابل تحرير السيارة دفعت نحو 375 دولار ونحو 50 دولار آخر بدل حراسة، وبضعة دولارات اخرى لغسل السيارة، الخدمة التي قدمها لي رجال الشبيحة دون أن اطلبها’.
في حالات عديدة ، لا يجد اصحاب السيارات سياراتهم على الاطلاق لان هذه تكون قد بيعت لكل من يطلب.
جودة الحياة اليومية متعلقة اساسا بمنظمات متطوعين يعملون في أحياء المدن. وهكذا مثلا ساهمت مجموعة من رجال الاعمال من أصل حلبي بالمال لاعادة بناء حديقة الملاهي في المدينة، واشترى متطوعون سوريون جملة من الالعاب الرياضية والترفيهية، التي نصبت في الحديقة ويستخدمها أطفال الحي المحرر الذي يديره الجيش السوري الحر. مجموعة المتطوعين هذه التي تسمى ‘آية الامل’، بلغت عن أن ما لا يقل عن 500 طفل يستمتعون بحديقة الملاهي. ويتم النشاط تحت رعاية 15 متطوعا، حيث تصدح في الخلفية اصوات النار والانفجارات.
‘موقع شهير على الانترنت ينشر تعليمات للاهالي لكيفية العناية بالاطفال الذين اجتازوا انتهاكات جنسية. فقد اصبحت هذه الانتهاكات ظاهرة سائدة سواء في المناطق المحررة أم في الاحياء التي توجد تحت سيطرة الجيش السوري. وتفصل التعليمات كيفية العثور على الطفل الذي اجتاز انتهاكا جنسيا، وكيف يجب الحديث معه وما هي التفسيرات التي تعطى له وكيف يمكنه أن يحمي نفسه من مثل هذا الاصابة. ‘لا تتوقعوا من الاطفال ان يرووا لكم طواعية عما اصابهم، واحيانا يكون المعتدي قريب عائلة، واحيانا يهدد الطفل او يدفع له المال مقابل سكوته. لقد علموا الطفل كيف يقول لا لكل سلوك غير عادي حتى لو كان من قريب للعائلة وان يمتنع عن القبلات والعناقات حتى بين الاقرباء’.
هؤلاء الاهالي واطفالهم، مثل اللاجئين الذين فروا من سوريا، لا تعنيهم الاستعدادات لمؤتمر جنيف 2. فالخلافات السياسية، الخصومات بين روسيا والولايات المتحدة، التصريحات العالية والتقارير عن احتلال اخر أو هزيمة اخرى للجيش السوري الحر، لا تهم نمط الحياة الجديدة الذي يضطرون لتبنيه. فسنتان ونصف من الحرب صفت منذ الان مستقبل جيل سوري كامل.’
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
كواليس المفاوضات
بقلم: اليئور ليفي،عن يديعوت
يصل وزير الخارجية الامريكية جون كيري هذا المساء الى اسرائيل، ومستوى الضغط في المنطقة يصل الى الذروة. وفي موازاة ذلك القى رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن خطابا أمام كبار رجالات فتح وادعى بانه رغم جولات المحادثات العديدة لا يوجد اي تقدم في المفاوضات. كما هدد بان الربط الذي تجريه اسرائيل بين تحرير السجناء وبين تسريع البناء سيؤدي الى تفجير المحادثات.
‘تأتي أقوال ابو مازن في ختام ثلاثة اشهر من جولات المفاوضات بين الطرفين حيث أنه جرى حتى الان 15 لقاء نصفها في القدس ونصفها في اريحا. ومن أجل الحفاظ على السرية تجري المحادثات في كل مرة في مكان آخر، وكل لقاء يستغرق بالمتوسط بين 3 و 4 ساعات. ومنذ ايلول اصبحت المحادثات أكثر كثافة، ومع نهايتها ينضم ايضا مارتين ايندك، المبعوث الامريكي الذي يطلعه الطرفان على التقدم.
‘في اثناء اللقاءات يعد كل طرف عرضا، وفي اللقاء التالي يأتي الطرف الاخر مع أسئلة وايضاحات بشأنه. والتوافقات المبدئية هي أن في كل مرة تطرح مسألة واحدة من بين المسائل الجوهرية الستة بين الطرفين، ولكن حتى الان لم تبحث كل المسائل، وحسب الطلب الاسرائيلي عنيت معظم المحادثات في المسألة الامنية. بعضها تناول حتى الان موضوع الحدود، وقليل منها مسائل المياه. احدى المسائل الدراماتيكية التي طرحت على الطاولة حتى الان هي القدس. التفاصيل غير واضحة ولكن في احدى المداولات جرى الحديث عن منطقة ‘يكون فيها وصول مفتوح للطرفين’. في هذه النقطة برزت خلافات في الرأي بين المندوبين الاسرائيليين. فوزيرة العدل تسيبي لفني والمحامي اسحق مولخو، مندوبا اسرائيل في غرفة المفاوضات، يوجدان دائما معا، ولكن لفني هي المتصدرة اكثر في المحادثات. وغير مرة فوجيء الحاضرون باكتشاف أن الاثنين يعارضان الواحد الاخر، لا يعرضان موقفا موحدا بل احيانا ينزلقان الى جدالات صغيرة أمام الفلسطينيين. هكذ مثلا، في اللقاء الذي بحث فيه الطرفان في مسألة القدس وفي المنطقة التي سيكون فيها وصول حر للاسرائيليين والفلسطينيين. فقد طلب مولخو تصغير المنطقة حتى الحد الادنى الممكن، اما لفني فعرضت موقفا اكثر ليبرالية.
‘نقطة البدء الفلسطينية في موضوع الحدود كانت كما كان متوقعا، حدود 67 مع تبادل للاراضي. بالمقابل، نقطة البدء الاسرائيلية هي ان تدخل حدود الدولة الفلسطينية داخل مسار جدار الفصل، مع تواجد اسرائيلي في الغور. كما طرحت الرغبة في ربط بيت ايل، بساغوت ونوكاديم بالكتل الاستيطانية التي تبقى بيد اسرائيل.
قبل بضعة اسابيع عقد كيري لقاء غير رسمي في بيته في واشنطن، وصلت اليه وفوداً اسرائيلية، فلسطينية وامريكية. ويدعي شهود حضروا اللقاء بانه قال في اثنائه انه اذا لم يتوصل الطرفان الى اتفاق في غضون التسعة اشهر المخصصة لذلك، فانه لا يعود بوسعه منع الفلسطينيين من تحقيق نيتهم الانضمام الى محكمة الجنايات الدولية.
من مكتب وزيرة العدل جاء التعقيب التالي: لا يمكننا تناول مضمون الامور في ضوء الالتزام بعدم الكشف عن المحادثات بهدف العمل على انجاحها. في كل الاحوال، نوضح بان الوزيرة لفني والمحامي مولخو يعملان بتنسيق وتعاون كامل. وعقبت محافل رسمية في مكتب رئيس الوزراء بان ‘اسرائيل أوضحت للفلسطينيين في المحادثات بان القدس ستبقى موحدة تحت السيادة الاسرائيلية في الحدود البلدية الحالية’. وحسب ذات المحافل فان الحديث يدور عن تقرير غير مسنود من جهات معنية بالمس بالمفاوضات.’
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
أبو مازن والقتلى
بقلم: موشيه آرنس،عن هارتس
في معبد يسوكوني المقدس لأبناء ديانة الشنتو في اليابان، تسكن بحسب اعتقاد المؤمنين بديانة الشنتو، أرواح اولئك الذين ضحوا بحياتهم لأجل الوطن. وفيها ايضا أرواح الجنود الذين قُتلوا في الحروب التي أعلنتها اليابان’ للصين وكوريا، والجنود اليابانيين الذين سقطوا في الحرب العالمية الثانية.
‘ يوجد بين 2.5 مليون من الاسماء المكتوبة في كتاب الأرواح في المعبد، أكثر من ألف اسم لمجرمي حرب أُدينوا بعد الحرب العالمية الثانية. وكان أحدهم وهو هدكي توجو، قد تولى رئاسة حكومة اليابان في فترة الحرب وأُدين بجرائم حرب وأُعدم. وقد اعتاد يابانيون كثيرون أن يزوروا المعبد لتكريم المخلدين فيه لكن زيارات الساسة اليابانيين لذلك المكان أصبحت مختلفا فيها وهي تثير غضب الدول التي عانت من العدوان الياباني، على الخصوص. وقد امتنع رئيس الوزراء الياباني الحالي، شنزو آبا، بحكمة كبيرة من زيارة المعبد منذ أن تم انتخابه لمنصبه كي لا يمس بمن عانوا من قهر اليابان.
لم يظهر تقدير حكيم للامور كهذا عند رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، حينما استقبل في احتفال كبير السجناء الفلسطينيين الذين أفرجت عنهم اسرائيل مؤخرا بـ ‘بادرة حسن نية’. من الواضح أن مشاعر عائلات الضحايا الذين قتلهم هؤلاء السجناء لا تثير فيه أي عطف. ويجوز أن نسأل هل يعلم اذا كان يهمه أصلا أن أحد القتلة المحررين هو بشير قاسم حازم الذي قتل بفأس الناجي من المحرقة ازيك روتنبرغ في موقع بناء في بيتح تكفا؛ وأن مصطفى وزياد غنيمات قتلا مئير بن يئير وميخال كوهين في غابة مشوئه بالقرب من بيت شيمش؛ وأن عيسى عبد ربه قتل طالبي الجامعة رويتل ساري ورون ليفي بالقرب من دير كرميزان جنوبي القدس، وأن أناسا أبرياء قتلهم السجناء الذين أُفرج عنهم بـ ‘بادرة حسن النية’ من حكومة اسرائيل. إنه يرى أن هؤلاء القتلة هم ‘محاربو حرية’، وأن الافراج عنهم سبب للاحتفال. وهو لا يُظهر أي اعتبار لمشاعر مواطني اسرائيل الذين يرون هؤلاء القتلة يتحررون. فهل يفترض أن يشهد هذا على مبلغ رغبته الصادقة في السلام مع اسرائيل؟.
لماذا استقر رأي حكومة اسرائيل على الافراج عن هؤلاء القتلة؟ قال وزير الدفاع موشيه يعلون إن هذا هو ‘البديل الأقل سوءا’ الذي عرض لاسرائيل. فمن ذا الذي فرض على اسرائيل هذه البدائل التي هي كلها ‘سيئة’ كما قال؟ هل هو محمود عباس؟ أم هو باراك اوباما؟ أيوجد واحد منهما في موقع يستطيع منه أن يفرض على اسرائيل أن توافق على بديل سيء؟ وما الذي يمكن أن نستنتجه من زعم أن اسرائيل قبلت ‘البديل الأقل سوءا’؟ لأنه لولا ذلك لاضطرت الى قبول بديل اسوأ. إن اتخاذ قرارات تقوم على فرض أن اسرائيل يجب أن توافق على البدائل السيئة المعروضة عليها وأنها غير حرة في رفضها قد يفضي بنا الى منزلق دحض وهو يُنذر مستقبل اسرائيل بالسوء.
‘قال بنيامين نتنياهو إن ‘ضرورة الواقع′ اضطرت الحكومة الى أن تقترح ‘بادرة حسن نية’. وتوجب هذه الجملة ايضا توضيحات اخرى. ما هو الواقع الذي دُفعنا إليه؟ وهل نحن في ضائقة لا يمكن أن يخلصنا منها إلا الافراج عن قتلة فقط؟ وهل يتطلب استمرار هذا ‘الواقع′ منا الافراج عن قتلة آخرين؟ وهل يجب علينا أن نتوقع أن يستمر عباس ‘شريكنا في مسيرة السلام’ في الاحتفال بالافراج عنهم بابتهاج وفرح كبيرين متجاهلا مشاعر عائلات القتلى ومواطني اسرائيل؟ يبدو أنه قبل أن تُعرض علينا ‘بدائل قاسية’ اخرى للاختيار منها، يجب على الحكومة أن تبذل من وقتها للفحص عن المسار الذي أفضى بنا الى اتخاذ هذا القرار البائس كي لا تتكرر ‘أوضاع′ كهذه في المستقبل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
كيف ينظر الإسرائيليون إلى أمريكا؟
بقلم: ايتان هابر،عن يديعوت
تعلمون من رئيس الحكومة فمن دونه ويعلم المستوطنون في يهودا والسامرة جيدا أن اقتراحا امريكيا لتسوية بين الاسرائيليين والفلسطينيين سيأتي في يوم من الايام، وبحسب الافكار الامريكية في الـ 46 سنة الاخيرة لن يكون لـ 400 ألف مستوطن سبب للرقص فرحا.
كان الامريكيون يقولون لكل من أراد أن يسمع منذ اليوم السابع لحرب الايام الستة إنهم لا يعترفون بالمناطق التي احتُلت وحُررت واستولى عليها الجيش الاسرائيلي، وانهم لا يعترفون بالقدس عاصمة لاسرائيل وغير ذلك. بيد أنهم عندما لم يشاؤوا لا يريدون الاستماع. كان ليفي اشكول رئيس وزراء قصير المدة بعد الايام الستة ولم يفعل كثيرا، لكن كل رؤساء الوزراء تقريبا من غولدا مائير فمن بعدها خافوا حتى جسميا من المستوطنين في المناطق واختاروا تجاهل التحذيرات الامريكية. وقد قُتل وهو يحاول أن يأخذ في حسابه السياسة الامريكية.
كان الامريكيون دائما في نظر الاسرائيليين وقادتهم من الليكود وحزب العمل، بلهاء ومغفلين جازت عليهم الحيل التي جعلت قصر ثقافة في كرنيه تسفي ج بيت مساعدة للفقراء، وحيا جديدا في كرنيه تسفي 18 مخازن مؤقتة للبطانيات. وسكت الامريكيون ورأوا وسجلوا وتأثروا وصدرت عنهم هنا وهناك تنهدة أو اعلان تنديد غامض وانتقلوا بعد ذلك الى برنامج العمل. وفسرت حكومات اسرائيل وجهات الاستيطان صمت الامريكيين على أنه موافقة أو في اسوأ الحالات تقصير شخصي يبلغ مبلغ العجز.
وتجاهلهم زمبيش زئيف حفير، أكبر القائمين بالاستيطان في المناطق وبنى فوق كل تل وتحت كل شجرة نادرة. وكان الفرض وما زال أنه لم يتجرأ أحد على اجلاء آلاف وعشرات آلاف. هل 400 ألف؟ إنه كابوس، ربما في فينيكس، أريزونا لا في كدوميم وعوفرا وبيت إيل. إن 400 ألف هم بلدة متوسطة في الغرب الاوسط للولايات المتحدة. ولا يوجد في اسرائيل حتى اليوم وفي هذه اللحظات ايضا من يؤمنون بأن الامريكيين قادرون على أن يأمرونا بما نفعله. فنحن دولة ديمقراطية ومستقلة وحرة ولن يحدد أحد مستقبلنا. فنحن فقط سنحدد ما يحدث هنا، نحن فقط.
نحن والامريكيون بقدر قليل ايضا. فنحن متعلقون بالولايات المتحدة في كل شيء، والذي يجلس في الأعلى فقط يعرف معنى هذا الكلام. فمن غير امريكا ليست لنا حياة أمنية وسياسية واقتصادية، ومن هو مستعد لأن يتناول الخباز سنة أو سنتين يحسن أن يتذكر ايضا نصف مليون مواطن الذين كانوا يكظون شوارع الأيلون في كل يوم هربا من تل ابيب في حرب الخليج. فنحن أبطال بضمانات محدودة.
سيوجد من يقولون إن هذه مقالة انهزامية، فهكذا قالوا ايضا حينما قلنا قبل سنين طويلة لواحد من قادة غوش ايمونيم إن ارييل شارون هو لا غيره سيُخلي مستوطنات. وكذلك ضحكوا وسخروا حينما قالوا إنهم سيدعوننا لاستقبال جوناثان بولارد قبل 17 سنة.
ونقول باختصار إن من يخطط لزواج ابنته في الصيف القريب في كنيس كدوميم أو في أعالي ألون موريه يستطيع حتى أن يدعو ضيوفا لأن الحفل سيتم. أما من يخطط لفعل ذلك في الصيف الذي بعده فيحسن أن يتجه الى شركة تأمين اذا وجد كهذه توافق على تأمين الحفل. وهاكم ملاحظة مهمة: ليس هذا ما نريد أن يحدث، بيقين. لكن اذا كنا نعرف الامريكيين جيدا فان هذا هو ما سيحدث كما يبدو، والعياذ بالله.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ليبرمان يعود الى الواجهة
بقلم: أمنون لورد،عن معاريف
‘تتلخص قصة ليبرمان في الحسم المصيري: هل سيذهب الى البيت أم يستعد من جديد لاحتلال الحكم من اليمين. ادانة جارفة مع وصمة عار وكل الباقي يمكن ان يؤدي الى كل انواع التقلبات، ولكن بقدر ما يبدو الامر غريب فان الامكانية بالذات ان يواصل ليبرمان حياته السياسية هي امكانية أكثر تشويقا. كما أن هناك احتمالا غير قليل ايضا في أن يسمح قرار المحكمة بمواصلة حياته السياسية.
أحيانا يكون صعبا علينا أن نفهم او نتوقع خطوات ليبرمان إذ ثمة جمهورا كبيرا جدا في البلاد يعيش سياسة اخرى بلغة اخرى، بالمعنى المختلف لهذه الكلمة. ويبدو مع ذلك أن ليبرمان، الذي ضعف جدا كجهة سياسية في أعقاب رفع لائحة الاتهام ضده والفشل في الانتخابات، لن يفجر الحكومة بسبب إدانة تستبعده. في هذه اللحظة فانه مرة اخرى في ذروته. بعد هذه الايام من الانتظار عاد ليكون ذا صلة، وبالذات بعد فشل آخر في الانتخابات البلدية.
من وجهة نظر ليبرمان يوجد اعتباران مركزيان: الاول الاعتبار الانتخابي السياسي. الثاني، الاعتبار الوطني الاستراتيجي. الاعتبار الوطني الاستراتيجي يتغلب لديه على أي اعتبار، ناهيك عن أنه يندمج بالاعتبار السياسي. فليبرمان يعرف بان مسألة ايران والمسألة الفلسطينية تدخل في فترة حافة حرجة، وذلك بسبب المفاوضات وبسبب التقدم الايراني نحو القنبلة على حد سواء. الافضل من ناحيته العودة الى دائرة اصحاب القرار. الاعتبار السياسي يقول باتجاه توثيق العلاقة مع البيت اليهودي، ربما لدرجة الحلف، في اطار الائتلاف.
سيكون مشوقا أكثر بالذات اذا ما شعر ليبرمان غدا بالجنة. ‘كل شيء جنة’ معناه انه انطلقت رصاصة صراع الخلافة على قيادة اليمين في مدى سنتين وحتى خمس سنوات. هذه لن تكون محاولة للاطاحة بنتنياهو بل استعدادا لمعارك الخلافة المستقبلية. سيكون الوقت الان مناسبا لاحتلال المواقع وعقد التحالفات، وبعد نحو سنتين يطرح نفتالي بينيت، ليبرمان وبوغي يعلون التحدي العلني لبنيامين نتنياهو، كل واحد حسب طريقته واسلوبه.
توثيق العلاقة بين ليبرمان وبينيت معناه محاولة اولى وربما منذ الانتخابات القادمة لاحتلال الحكم من اليمين، على اساس انتخابي يميني فقط. حتى اليوم نجح الليكود في احتلال الحكم من اليمين عبر الوسط. هذا الربط او غيره مع محافل الوسط في الخريطة السياسية لاسرائيل. توجد مؤشرات، يبثها اساسا نفتالي بينيت، بانه في المعركة التالية على الحكم ستكون محاولة اولى لاحتلال الحكم بقوة يمينية فقط. ليبرمان سيرغب في أن يكون هناك. أمر آخر كفيل بان يكون على جدول الاعمال هو ضم شاس بمبادرة ليبرمان الى الحكومة. الائتلاف الذي فشل في القدس سيحاول بناء نفسه في الحكومة. وستصبح الحكومة يمينية اكثرية ليس فقط لان ليبرمان سيعود الى حقيبة الخارجية وسينفخ في قربة تسيبي لفني المسؤولة عن الملف الفلسطيني، بل وايضا بسبب شاس، اذا ما عادت الى الحكومة. الحكومة لن تصبح بالضرورة حكومة صقور في أكثريتها. فالظهور الموحد نسبيا لزعامة شاس، درعي وايلي يشاي، بعد وفاة الحاخام عوفاديا، يشير في هذا الاتجاه. المعضلة في كيفية الرد ستنتقل الى جانب يئير لبيد ولفني.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
دولة دوف ليئور
بقلم: سافي رخلفسكي،عن هآرتس
يمكن أن يُبين اعلان واحد احيانا كل شيء. فقد نُشر أول أمس في هذه الصفحة قبل يوم من الذكرى السنوية لقتل اسحق رابين اعلان عن الحاخام دوف ليئور. وهو ليس اعلانا يدعو الى محاكمته بل هو اعلان تأييد شامل لـ ‘العبقري الحاخام ليئور’ ‘استاذ عشرات الآلاف’، وهو هجوم ايضا على عضو كنيست تجرأ على أن يقول شيئا هامشيا عنه وحظي بسبب ذلك ببصقة في وجهه. ووقع على ذلك 105 حاخامين مهمين وهم حاخامون يتلقون أجورهم من الدولة.
من المهم أن نُذكر اولئك الذين طُمس على ذاكراتهم في اطار حملة التنسية العامة، أن نُذكرهم من هو العبقري الحاخام ليئور ‘استاذ عشرات الآلاف’. إنه الشخص الذي أشار اليه الحاخام يوئيل بن نون بأنه مصدر فتاوى ‘المضطهِّد’ و’المُسلِّم’ عن رابين التي قضت بموته؛ والذي اختلف إليه القاتل ليستمع الى نظريته. وكان حاخام باروخ غولدشتاين. وبعد المذبحة أثنى عليه ليئور وقال في جزم: ‘إن باروخ غولدشتاين أقدس من كل قدّيسي المحرقة’.
إن ليئور هو الذي يقف من وراء كتاب التحريض ‘نظرية الملك شرائع قتل غير اليهود’؛ وقد شهد على ليئور قائد الجبهة السرية اليهودية مناحيم لفني الذي أُدين بأعمال قتل بأنه هو الذي بادر وحث وأرسله وسائر المنفذين لقتل عرب ‘أبرياء’، وأن ‘العبقري ليئور’ ضغط في الأساس كي يفجروا ست حافلات مع ركابها. وهي حافلات ضُبطت الجبهة السرية في وقت تفخيخها.
وقد وقف من وراء هذا الشخص 105 حاخامين للدولة أو لمدينة أو مجلس ومدرسة دينية، ورؤساء مجالس المناطق وفيها ‘معتدلة’ مثل غوش عصيون. وقفوا من وراء من يُمجد القتل الجماعي ومن وراء من أشار قتلة أبرياء إليه بأنه هو الذي أرسلهم، ومن وراء من أشار حاخامون مهمون إليه باعتباره مصدر فتاوى المضطهِّد والمسلِّم في رئيس الوزراء. من ورائه. كي لا تسقط شعرة من كرامة الحاخام الذي يملأ البلد كله.
لو أن الحاخام ليئور كان زعيما دينيا مسلما لحُكم عليه في أحسن الحالات بناءا على أدلة أضعف كثيرا بعشرات فترات السجن المؤبد. وكان ‘يُغتال’ في حالة أفضل. لكن ليئور يهودي. وقد جزم في شأنه قبل سنة شريكه في الاشراف على مظاهرات ‘بالدم والنار سنطرد رابين’ بأن الحاخام ليئور هو ‘الدورية التي تقود دولة اسرائيل’. إن هذا الشريك هو بنيامين نتنياهو الذي انتقل بعد التحريض بسبعة أشهر الى بيت رابين وسريره.
لو كنا في دولة ربع سوّية لاختفى كل من شارك ولو بقليل في التحريض الذي أفضى الى قتل رئيس الوزراء عن المسرح العام الى الأبد. لكن حدث هنا العكس تماما. فقد وقفت الجريمة والعقاب على رأسيهما وأصبحت هذه الدولة منذ ذلك الحين دولة مخالَفة للقانون.
كم هو وقح لذلك قول من يعرض نفسه في هيئة وزير المالية المحتج على الشباب الذين يفرون الى المانيا. إن اسرائيل لم تعد موجودة بل احتلتها دولة ليئور. أما عارض الأزياء حينما يحتضن ‘أخاه’ نفتالي بينيت، ونتنياهو فانه يحتضن حزبا عيّن ثلثه الحاخام ليئور، ورئيس وزراء الحاخام ليئور هو دوريته الرائدة.
حان الوقت قبل أن يبتلع الظلام كل شيء لترك الأنانية السياسية البغيضة والكف عن خداع الذات بأن حكم نتنياهو بينيت ليئور هو الذي سيُجلي أكثر من 100 ألف مستوطن، وهذا شيء لن توجد تسوية بغيره. كانت هذه سنة ذكرى فظيعة حينما تمنوا في مسيرة إنكار قتل رابين عن ضعف أن يكون المحرض على السلام هو الذي يصنعه. فقد حان الوقت لفهم ما هو مفهوم من تلقاء ذاته: إما أن تكون اسرائيل قائد البلماح هرئيل أو دولة ليئور، ولا يوجد مكان ثالث.
وحتى حينما يبدو أن اسرائيل هزمتها دولة ليئور، فانه لا يوجد أشد مهانة من الخسارة بلا معركة. فالذي لا يدرك أن حلم الأجيال يقتله المؤمنون بقتل قائد البلماح هرئيل لن يتعلم شيئا. ما زال لا يوجد للحاخام ليئور أكثرية من الجمهور، لكن يُحتاج للانتصار عليه الى توحيد قوى حقيقي.
يجب أن ينهض كل من يعارض تأييد واطئي اسرائيل الـ 105 في الاعلان، للقتل، يجب أن ينهض ويدرك أنه إما أن تكون دولة ليئور وإما أن تكون اسرائيل. وأن ينهض ويترك حكومة نتنياهو بينيت. وينبغي ألا ينقذها بل أن يسقطها فورا. ومن غير لفني ولبيد ويحيموفيتش فليس لحكومة ليئور أكثرية، فهذه آخر لحظة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
6/11/2013
<tbody>
في هــــــذا الملف
هدايا سورية من البحر
بقلم: تسفي بارئيل،عن هآرتس
كواليس المفاوضات
بقلم: اليئور ليفي،عن يديعوت
أبو مازن والقتلى
بقلم: موشيه آرنس،عن هارتس
كيف ينظر الإسرائيليون إلى أمريكا؟
بقلم: ايتان هابر،عن يديعوت
ليبرمان يعود الى الواجهة
بقلم: أمنون لورد،عن معاريف
دولة دوف ليئور
بقلم: سافي رخلفسكي،عن هآرتس
</tbody>
هدايا سورية من البحر
بقلم: تسفي بارئيل،عن هآرتس
يحصل أن يجلب لنا البحر هدايا ليست كالهدايا العادية. يحصل أن من مياه البحر يخرج بشر متعبون ومنهكون. اصدقائي الاوروبيين، اخوتي الايطاليين، ارحموا السوريين. لا تخافوا وجوههم التعبة التي ألم بها الرعب، لا تفزعوا من ملابسهم المهترئة ومن شعرهم المنكوش، فان الطاغية بشار الاسد حرمهم من كل شيء. هم ليسوا غزاة وليسوا لاجئين، هم هدايا من البحر’.
‘هذه الرسالة التي نشرت على صفحة الفيسبوك لمجموعة شباب تسمي نفسها ‘نحن أبناء جيل الثورة’ وترجمت الى الانجليزية، الايطالية والاسبانية، حظيت منذ الان بانتشار كبير في اوروبا التي على شواطئها يدق الان مئات اللاجئين السوريين، الكثيرين منهم اطفال، ممن يفرون من الواقع الرهيب في بلادهم. ويناشد هذا التوجه حكومات اوروبا عدم طرد هؤلاء اللاجئين او التصرف معهم مثل التصرف مع لاجئي العمل الذين يصلون من دول شمالي افريقيا. ‘إمنحوهم اجازة من السماء’، يطلب محررو صفحة الفيسبوك الذين يتحدثون عن مئات اللاجئين الذين ينامون قرب محطة القطار في ميلانو والاخطر من ذلك، يموتون في البحر مثلما حصل لـ 500 لاجيء انقلبت سفينتهم او الاحرى قاربهم المتهالك في الطريق الى جزيرة لامبازودا.
‘وتيرة الهرب الى دول اوروبا آخذة في التسارع، لان الدول المجاورة لسوريا، مثل تركيا، الاردن ولبنان يجد اللاجئون صعوبة في ايجاد اماكن عمل وتلقي خدمات صحية. كما أن طرق العبور الرسمية تجعل حركتهم صعبة بعد أن قررت حكومات الدول المجاورة التشدد في فحص اللاجئين السوريين ومنع عبور الكثيرين منهم. ولكن بينما ينجح اللاجئون’ الفارون الى اوروبا في إثارة الرأي العام ولا سيما بعد المآسي التي تعصف بهم في البحر نحو مليون شخص لا يزالون محاصرين في اجزاء مختلفة من سوريا، بينها مدينة معضمية في جنوب غرب دمشق. هذه المدينة، التي تضررت من الهجوم بالسلاح الكيميائي في آب وقتل 75 من مواطنيها تعيش تحت الحصار منذ اكثر من سنة. فحواجز الجيش السوري تمنع عبور الغذاء والدواء، والكثير من سكانها يعانون من الجوع، الذي اسفر عن موت اطفال وشيوخ. في الايام الاخيرة نجح عاملو الصليب الاحمر، بعد جهود عديدة، في انقاذ نحو الفي شخص من المدينة، ولكن لا يوجد مكان يأويهم. بعضهم توجه الى مصر، آخرون سيحاولون الفرار الى اوروبا عبر شبكات التهريب التي جعلت التهريب فرعا تجاريا رابحا.
في المناطق التي تحت سيطرة النظام ايضا الحياة اليومية بعيدة عن المسار الطبيعي. فباحث فرنسي زار سوريا مؤخرا روى لـ ‘هآرتس′ بانه في مدينة حلب تعلم المواطنون اين بالضبط يتواجد القناصون، وهم يعرفون الى أين يمكن لهم أن يسيروا في الشارع دون أن يخاطروا باصابة. ‘احيانا يديرون مسابقات شجاعة في اطارها يأخذ فتى كرسيا ويجلس في منتصف الشارع ليثبت بان القناصة لا يمكنهم أن يصيبوه. ووجد اصحاب السيارات لانفسهم طرقا بديلة، من خلف المباني المدمرة التي تحميهم من القنص’. وروت احدى سكان حلب عن فرع تجاري جديد طوره نشطاء ‘الشبيحة’، مجموعة الزعران التي تعمل في خدمة النظام: فهم يصادرون او يبيعون سيارات المعتقلين او يجبون ‘رسوما’ بمبالغ طائلة مقابل حراسة السيارات في موقف السيارات الذي اقامه النظام لتخزين السيارات المصادرة فيه. ‘مقابل تحرير السيارة دفعت نحو 375 دولار ونحو 50 دولار آخر بدل حراسة، وبضعة دولارات اخرى لغسل السيارة، الخدمة التي قدمها لي رجال الشبيحة دون أن اطلبها’.
في حالات عديدة ، لا يجد اصحاب السيارات سياراتهم على الاطلاق لان هذه تكون قد بيعت لكل من يطلب.
جودة الحياة اليومية متعلقة اساسا بمنظمات متطوعين يعملون في أحياء المدن. وهكذا مثلا ساهمت مجموعة من رجال الاعمال من أصل حلبي بالمال لاعادة بناء حديقة الملاهي في المدينة، واشترى متطوعون سوريون جملة من الالعاب الرياضية والترفيهية، التي نصبت في الحديقة ويستخدمها أطفال الحي المحرر الذي يديره الجيش السوري الحر. مجموعة المتطوعين هذه التي تسمى ‘آية الامل’، بلغت عن أن ما لا يقل عن 500 طفل يستمتعون بحديقة الملاهي. ويتم النشاط تحت رعاية 15 متطوعا، حيث تصدح في الخلفية اصوات النار والانفجارات.
‘موقع شهير على الانترنت ينشر تعليمات للاهالي لكيفية العناية بالاطفال الذين اجتازوا انتهاكات جنسية. فقد اصبحت هذه الانتهاكات ظاهرة سائدة سواء في المناطق المحررة أم في الاحياء التي توجد تحت سيطرة الجيش السوري. وتفصل التعليمات كيفية العثور على الطفل الذي اجتاز انتهاكا جنسيا، وكيف يجب الحديث معه وما هي التفسيرات التي تعطى له وكيف يمكنه أن يحمي نفسه من مثل هذا الاصابة. ‘لا تتوقعوا من الاطفال ان يرووا لكم طواعية عما اصابهم، واحيانا يكون المعتدي قريب عائلة، واحيانا يهدد الطفل او يدفع له المال مقابل سكوته. لقد علموا الطفل كيف يقول لا لكل سلوك غير عادي حتى لو كان من قريب للعائلة وان يمتنع عن القبلات والعناقات حتى بين الاقرباء’.
هؤلاء الاهالي واطفالهم، مثل اللاجئين الذين فروا من سوريا، لا تعنيهم الاستعدادات لمؤتمر جنيف 2. فالخلافات السياسية، الخصومات بين روسيا والولايات المتحدة، التصريحات العالية والتقارير عن احتلال اخر أو هزيمة اخرى للجيش السوري الحر، لا تهم نمط الحياة الجديدة الذي يضطرون لتبنيه. فسنتان ونصف من الحرب صفت منذ الان مستقبل جيل سوري كامل.’
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
كواليس المفاوضات
بقلم: اليئور ليفي،عن يديعوت
يصل وزير الخارجية الامريكية جون كيري هذا المساء الى اسرائيل، ومستوى الضغط في المنطقة يصل الى الذروة. وفي موازاة ذلك القى رئيس السلطة الفلسطينية ابو مازن خطابا أمام كبار رجالات فتح وادعى بانه رغم جولات المحادثات العديدة لا يوجد اي تقدم في المفاوضات. كما هدد بان الربط الذي تجريه اسرائيل بين تحرير السجناء وبين تسريع البناء سيؤدي الى تفجير المحادثات.
‘تأتي أقوال ابو مازن في ختام ثلاثة اشهر من جولات المفاوضات بين الطرفين حيث أنه جرى حتى الان 15 لقاء نصفها في القدس ونصفها في اريحا. ومن أجل الحفاظ على السرية تجري المحادثات في كل مرة في مكان آخر، وكل لقاء يستغرق بالمتوسط بين 3 و 4 ساعات. ومنذ ايلول اصبحت المحادثات أكثر كثافة، ومع نهايتها ينضم ايضا مارتين ايندك، المبعوث الامريكي الذي يطلعه الطرفان على التقدم.
‘في اثناء اللقاءات يعد كل طرف عرضا، وفي اللقاء التالي يأتي الطرف الاخر مع أسئلة وايضاحات بشأنه. والتوافقات المبدئية هي أن في كل مرة تطرح مسألة واحدة من بين المسائل الجوهرية الستة بين الطرفين، ولكن حتى الان لم تبحث كل المسائل، وحسب الطلب الاسرائيلي عنيت معظم المحادثات في المسألة الامنية. بعضها تناول حتى الان موضوع الحدود، وقليل منها مسائل المياه. احدى المسائل الدراماتيكية التي طرحت على الطاولة حتى الان هي القدس. التفاصيل غير واضحة ولكن في احدى المداولات جرى الحديث عن منطقة ‘يكون فيها وصول مفتوح للطرفين’. في هذه النقطة برزت خلافات في الرأي بين المندوبين الاسرائيليين. فوزيرة العدل تسيبي لفني والمحامي اسحق مولخو، مندوبا اسرائيل في غرفة المفاوضات، يوجدان دائما معا، ولكن لفني هي المتصدرة اكثر في المحادثات. وغير مرة فوجيء الحاضرون باكتشاف أن الاثنين يعارضان الواحد الاخر، لا يعرضان موقفا موحدا بل احيانا ينزلقان الى جدالات صغيرة أمام الفلسطينيين. هكذ مثلا، في اللقاء الذي بحث فيه الطرفان في مسألة القدس وفي المنطقة التي سيكون فيها وصول حر للاسرائيليين والفلسطينيين. فقد طلب مولخو تصغير المنطقة حتى الحد الادنى الممكن، اما لفني فعرضت موقفا اكثر ليبرالية.
‘نقطة البدء الفلسطينية في موضوع الحدود كانت كما كان متوقعا، حدود 67 مع تبادل للاراضي. بالمقابل، نقطة البدء الاسرائيلية هي ان تدخل حدود الدولة الفلسطينية داخل مسار جدار الفصل، مع تواجد اسرائيلي في الغور. كما طرحت الرغبة في ربط بيت ايل، بساغوت ونوكاديم بالكتل الاستيطانية التي تبقى بيد اسرائيل.
قبل بضعة اسابيع عقد كيري لقاء غير رسمي في بيته في واشنطن، وصلت اليه وفوداً اسرائيلية، فلسطينية وامريكية. ويدعي شهود حضروا اللقاء بانه قال في اثنائه انه اذا لم يتوصل الطرفان الى اتفاق في غضون التسعة اشهر المخصصة لذلك، فانه لا يعود بوسعه منع الفلسطينيين من تحقيق نيتهم الانضمام الى محكمة الجنايات الدولية.
من مكتب وزيرة العدل جاء التعقيب التالي: لا يمكننا تناول مضمون الامور في ضوء الالتزام بعدم الكشف عن المحادثات بهدف العمل على انجاحها. في كل الاحوال، نوضح بان الوزيرة لفني والمحامي مولخو يعملان بتنسيق وتعاون كامل. وعقبت محافل رسمية في مكتب رئيس الوزراء بان ‘اسرائيل أوضحت للفلسطينيين في المحادثات بان القدس ستبقى موحدة تحت السيادة الاسرائيلية في الحدود البلدية الحالية’. وحسب ذات المحافل فان الحديث يدور عن تقرير غير مسنود من جهات معنية بالمس بالمفاوضات.’
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
أبو مازن والقتلى
بقلم: موشيه آرنس،عن هارتس
في معبد يسوكوني المقدس لأبناء ديانة الشنتو في اليابان، تسكن بحسب اعتقاد المؤمنين بديانة الشنتو، أرواح اولئك الذين ضحوا بحياتهم لأجل الوطن. وفيها ايضا أرواح الجنود الذين قُتلوا في الحروب التي أعلنتها اليابان’ للصين وكوريا، والجنود اليابانيين الذين سقطوا في الحرب العالمية الثانية.
‘ يوجد بين 2.5 مليون من الاسماء المكتوبة في كتاب الأرواح في المعبد، أكثر من ألف اسم لمجرمي حرب أُدينوا بعد الحرب العالمية الثانية. وكان أحدهم وهو هدكي توجو، قد تولى رئاسة حكومة اليابان في فترة الحرب وأُدين بجرائم حرب وأُعدم. وقد اعتاد يابانيون كثيرون أن يزوروا المعبد لتكريم المخلدين فيه لكن زيارات الساسة اليابانيين لذلك المكان أصبحت مختلفا فيها وهي تثير غضب الدول التي عانت من العدوان الياباني، على الخصوص. وقد امتنع رئيس الوزراء الياباني الحالي، شنزو آبا، بحكمة كبيرة من زيارة المعبد منذ أن تم انتخابه لمنصبه كي لا يمس بمن عانوا من قهر اليابان.
لم يظهر تقدير حكيم للامور كهذا عند رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، حينما استقبل في احتفال كبير السجناء الفلسطينيين الذين أفرجت عنهم اسرائيل مؤخرا بـ ‘بادرة حسن نية’. من الواضح أن مشاعر عائلات الضحايا الذين قتلهم هؤلاء السجناء لا تثير فيه أي عطف. ويجوز أن نسأل هل يعلم اذا كان يهمه أصلا أن أحد القتلة المحررين هو بشير قاسم حازم الذي قتل بفأس الناجي من المحرقة ازيك روتنبرغ في موقع بناء في بيتح تكفا؛ وأن مصطفى وزياد غنيمات قتلا مئير بن يئير وميخال كوهين في غابة مشوئه بالقرب من بيت شيمش؛ وأن عيسى عبد ربه قتل طالبي الجامعة رويتل ساري ورون ليفي بالقرب من دير كرميزان جنوبي القدس، وأن أناسا أبرياء قتلهم السجناء الذين أُفرج عنهم بـ ‘بادرة حسن النية’ من حكومة اسرائيل. إنه يرى أن هؤلاء القتلة هم ‘محاربو حرية’، وأن الافراج عنهم سبب للاحتفال. وهو لا يُظهر أي اعتبار لمشاعر مواطني اسرائيل الذين يرون هؤلاء القتلة يتحررون. فهل يفترض أن يشهد هذا على مبلغ رغبته الصادقة في السلام مع اسرائيل؟.
لماذا استقر رأي حكومة اسرائيل على الافراج عن هؤلاء القتلة؟ قال وزير الدفاع موشيه يعلون إن هذا هو ‘البديل الأقل سوءا’ الذي عرض لاسرائيل. فمن ذا الذي فرض على اسرائيل هذه البدائل التي هي كلها ‘سيئة’ كما قال؟ هل هو محمود عباس؟ أم هو باراك اوباما؟ أيوجد واحد منهما في موقع يستطيع منه أن يفرض على اسرائيل أن توافق على بديل سيء؟ وما الذي يمكن أن نستنتجه من زعم أن اسرائيل قبلت ‘البديل الأقل سوءا’؟ لأنه لولا ذلك لاضطرت الى قبول بديل اسوأ. إن اتخاذ قرارات تقوم على فرض أن اسرائيل يجب أن توافق على البدائل السيئة المعروضة عليها وأنها غير حرة في رفضها قد يفضي بنا الى منزلق دحض وهو يُنذر مستقبل اسرائيل بالسوء.
‘قال بنيامين نتنياهو إن ‘ضرورة الواقع′ اضطرت الحكومة الى أن تقترح ‘بادرة حسن نية’. وتوجب هذه الجملة ايضا توضيحات اخرى. ما هو الواقع الذي دُفعنا إليه؟ وهل نحن في ضائقة لا يمكن أن يخلصنا منها إلا الافراج عن قتلة فقط؟ وهل يتطلب استمرار هذا ‘الواقع′ منا الافراج عن قتلة آخرين؟ وهل يجب علينا أن نتوقع أن يستمر عباس ‘شريكنا في مسيرة السلام’ في الاحتفال بالافراج عنهم بابتهاج وفرح كبيرين متجاهلا مشاعر عائلات القتلى ومواطني اسرائيل؟ يبدو أنه قبل أن تُعرض علينا ‘بدائل قاسية’ اخرى للاختيار منها، يجب على الحكومة أن تبذل من وقتها للفحص عن المسار الذي أفضى بنا الى اتخاذ هذا القرار البائس كي لا تتكرر ‘أوضاع′ كهذه في المستقبل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
كيف ينظر الإسرائيليون إلى أمريكا؟
بقلم: ايتان هابر،عن يديعوت
تعلمون من رئيس الحكومة فمن دونه ويعلم المستوطنون في يهودا والسامرة جيدا أن اقتراحا امريكيا لتسوية بين الاسرائيليين والفلسطينيين سيأتي في يوم من الايام، وبحسب الافكار الامريكية في الـ 46 سنة الاخيرة لن يكون لـ 400 ألف مستوطن سبب للرقص فرحا.
كان الامريكيون يقولون لكل من أراد أن يسمع منذ اليوم السابع لحرب الايام الستة إنهم لا يعترفون بالمناطق التي احتُلت وحُررت واستولى عليها الجيش الاسرائيلي، وانهم لا يعترفون بالقدس عاصمة لاسرائيل وغير ذلك. بيد أنهم عندما لم يشاؤوا لا يريدون الاستماع. كان ليفي اشكول رئيس وزراء قصير المدة بعد الايام الستة ولم يفعل كثيرا، لكن كل رؤساء الوزراء تقريبا من غولدا مائير فمن بعدها خافوا حتى جسميا من المستوطنين في المناطق واختاروا تجاهل التحذيرات الامريكية. وقد قُتل وهو يحاول أن يأخذ في حسابه السياسة الامريكية.
كان الامريكيون دائما في نظر الاسرائيليين وقادتهم من الليكود وحزب العمل، بلهاء ومغفلين جازت عليهم الحيل التي جعلت قصر ثقافة في كرنيه تسفي ج بيت مساعدة للفقراء، وحيا جديدا في كرنيه تسفي 18 مخازن مؤقتة للبطانيات. وسكت الامريكيون ورأوا وسجلوا وتأثروا وصدرت عنهم هنا وهناك تنهدة أو اعلان تنديد غامض وانتقلوا بعد ذلك الى برنامج العمل. وفسرت حكومات اسرائيل وجهات الاستيطان صمت الامريكيين على أنه موافقة أو في اسوأ الحالات تقصير شخصي يبلغ مبلغ العجز.
وتجاهلهم زمبيش زئيف حفير، أكبر القائمين بالاستيطان في المناطق وبنى فوق كل تل وتحت كل شجرة نادرة. وكان الفرض وما زال أنه لم يتجرأ أحد على اجلاء آلاف وعشرات آلاف. هل 400 ألف؟ إنه كابوس، ربما في فينيكس، أريزونا لا في كدوميم وعوفرا وبيت إيل. إن 400 ألف هم بلدة متوسطة في الغرب الاوسط للولايات المتحدة. ولا يوجد في اسرائيل حتى اليوم وفي هذه اللحظات ايضا من يؤمنون بأن الامريكيين قادرون على أن يأمرونا بما نفعله. فنحن دولة ديمقراطية ومستقلة وحرة ولن يحدد أحد مستقبلنا. فنحن فقط سنحدد ما يحدث هنا، نحن فقط.
نحن والامريكيون بقدر قليل ايضا. فنحن متعلقون بالولايات المتحدة في كل شيء، والذي يجلس في الأعلى فقط يعرف معنى هذا الكلام. فمن غير امريكا ليست لنا حياة أمنية وسياسية واقتصادية، ومن هو مستعد لأن يتناول الخباز سنة أو سنتين يحسن أن يتذكر ايضا نصف مليون مواطن الذين كانوا يكظون شوارع الأيلون في كل يوم هربا من تل ابيب في حرب الخليج. فنحن أبطال بضمانات محدودة.
سيوجد من يقولون إن هذه مقالة انهزامية، فهكذا قالوا ايضا حينما قلنا قبل سنين طويلة لواحد من قادة غوش ايمونيم إن ارييل شارون هو لا غيره سيُخلي مستوطنات. وكذلك ضحكوا وسخروا حينما قالوا إنهم سيدعوننا لاستقبال جوناثان بولارد قبل 17 سنة.
ونقول باختصار إن من يخطط لزواج ابنته في الصيف القريب في كنيس كدوميم أو في أعالي ألون موريه يستطيع حتى أن يدعو ضيوفا لأن الحفل سيتم. أما من يخطط لفعل ذلك في الصيف الذي بعده فيحسن أن يتجه الى شركة تأمين اذا وجد كهذه توافق على تأمين الحفل. وهاكم ملاحظة مهمة: ليس هذا ما نريد أن يحدث، بيقين. لكن اذا كنا نعرف الامريكيين جيدا فان هذا هو ما سيحدث كما يبدو، والعياذ بالله.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ليبرمان يعود الى الواجهة
بقلم: أمنون لورد،عن معاريف
‘تتلخص قصة ليبرمان في الحسم المصيري: هل سيذهب الى البيت أم يستعد من جديد لاحتلال الحكم من اليمين. ادانة جارفة مع وصمة عار وكل الباقي يمكن ان يؤدي الى كل انواع التقلبات، ولكن بقدر ما يبدو الامر غريب فان الامكانية بالذات ان يواصل ليبرمان حياته السياسية هي امكانية أكثر تشويقا. كما أن هناك احتمالا غير قليل ايضا في أن يسمح قرار المحكمة بمواصلة حياته السياسية.
أحيانا يكون صعبا علينا أن نفهم او نتوقع خطوات ليبرمان إذ ثمة جمهورا كبيرا جدا في البلاد يعيش سياسة اخرى بلغة اخرى، بالمعنى المختلف لهذه الكلمة. ويبدو مع ذلك أن ليبرمان، الذي ضعف جدا كجهة سياسية في أعقاب رفع لائحة الاتهام ضده والفشل في الانتخابات، لن يفجر الحكومة بسبب إدانة تستبعده. في هذه اللحظة فانه مرة اخرى في ذروته. بعد هذه الايام من الانتظار عاد ليكون ذا صلة، وبالذات بعد فشل آخر في الانتخابات البلدية.
من وجهة نظر ليبرمان يوجد اعتباران مركزيان: الاول الاعتبار الانتخابي السياسي. الثاني، الاعتبار الوطني الاستراتيجي. الاعتبار الوطني الاستراتيجي يتغلب لديه على أي اعتبار، ناهيك عن أنه يندمج بالاعتبار السياسي. فليبرمان يعرف بان مسألة ايران والمسألة الفلسطينية تدخل في فترة حافة حرجة، وذلك بسبب المفاوضات وبسبب التقدم الايراني نحو القنبلة على حد سواء. الافضل من ناحيته العودة الى دائرة اصحاب القرار. الاعتبار السياسي يقول باتجاه توثيق العلاقة مع البيت اليهودي، ربما لدرجة الحلف، في اطار الائتلاف.
سيكون مشوقا أكثر بالذات اذا ما شعر ليبرمان غدا بالجنة. ‘كل شيء جنة’ معناه انه انطلقت رصاصة صراع الخلافة على قيادة اليمين في مدى سنتين وحتى خمس سنوات. هذه لن تكون محاولة للاطاحة بنتنياهو بل استعدادا لمعارك الخلافة المستقبلية. سيكون الوقت الان مناسبا لاحتلال المواقع وعقد التحالفات، وبعد نحو سنتين يطرح نفتالي بينيت، ليبرمان وبوغي يعلون التحدي العلني لبنيامين نتنياهو، كل واحد حسب طريقته واسلوبه.
توثيق العلاقة بين ليبرمان وبينيت معناه محاولة اولى وربما منذ الانتخابات القادمة لاحتلال الحكم من اليمين، على اساس انتخابي يميني فقط. حتى اليوم نجح الليكود في احتلال الحكم من اليمين عبر الوسط. هذا الربط او غيره مع محافل الوسط في الخريطة السياسية لاسرائيل. توجد مؤشرات، يبثها اساسا نفتالي بينيت، بانه في المعركة التالية على الحكم ستكون محاولة اولى لاحتلال الحكم بقوة يمينية فقط. ليبرمان سيرغب في أن يكون هناك. أمر آخر كفيل بان يكون على جدول الاعمال هو ضم شاس بمبادرة ليبرمان الى الحكومة. الائتلاف الذي فشل في القدس سيحاول بناء نفسه في الحكومة. وستصبح الحكومة يمينية اكثرية ليس فقط لان ليبرمان سيعود الى حقيبة الخارجية وسينفخ في قربة تسيبي لفني المسؤولة عن الملف الفلسطيني، بل وايضا بسبب شاس، اذا ما عادت الى الحكومة. الحكومة لن تصبح بالضرورة حكومة صقور في أكثريتها. فالظهور الموحد نسبيا لزعامة شاس، درعي وايلي يشاي، بعد وفاة الحاخام عوفاديا، يشير في هذا الاتجاه. المعضلة في كيفية الرد ستنتقل الى جانب يئير لبيد ولفني.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
دولة دوف ليئور
بقلم: سافي رخلفسكي،عن هآرتس
يمكن أن يُبين اعلان واحد احيانا كل شيء. فقد نُشر أول أمس في هذه الصفحة قبل يوم من الذكرى السنوية لقتل اسحق رابين اعلان عن الحاخام دوف ليئور. وهو ليس اعلانا يدعو الى محاكمته بل هو اعلان تأييد شامل لـ ‘العبقري الحاخام ليئور’ ‘استاذ عشرات الآلاف’، وهو هجوم ايضا على عضو كنيست تجرأ على أن يقول شيئا هامشيا عنه وحظي بسبب ذلك ببصقة في وجهه. ووقع على ذلك 105 حاخامين مهمين وهم حاخامون يتلقون أجورهم من الدولة.
من المهم أن نُذكر اولئك الذين طُمس على ذاكراتهم في اطار حملة التنسية العامة، أن نُذكرهم من هو العبقري الحاخام ليئور ‘استاذ عشرات الآلاف’. إنه الشخص الذي أشار اليه الحاخام يوئيل بن نون بأنه مصدر فتاوى ‘المضطهِّد’ و’المُسلِّم’ عن رابين التي قضت بموته؛ والذي اختلف إليه القاتل ليستمع الى نظريته. وكان حاخام باروخ غولدشتاين. وبعد المذبحة أثنى عليه ليئور وقال في جزم: ‘إن باروخ غولدشتاين أقدس من كل قدّيسي المحرقة’.
إن ليئور هو الذي يقف من وراء كتاب التحريض ‘نظرية الملك شرائع قتل غير اليهود’؛ وقد شهد على ليئور قائد الجبهة السرية اليهودية مناحيم لفني الذي أُدين بأعمال قتل بأنه هو الذي بادر وحث وأرسله وسائر المنفذين لقتل عرب ‘أبرياء’، وأن ‘العبقري ليئور’ ضغط في الأساس كي يفجروا ست حافلات مع ركابها. وهي حافلات ضُبطت الجبهة السرية في وقت تفخيخها.
وقد وقف من وراء هذا الشخص 105 حاخامين للدولة أو لمدينة أو مجلس ومدرسة دينية، ورؤساء مجالس المناطق وفيها ‘معتدلة’ مثل غوش عصيون. وقفوا من وراء من يُمجد القتل الجماعي ومن وراء من أشار قتلة أبرياء إليه بأنه هو الذي أرسلهم، ومن وراء من أشار حاخامون مهمون إليه باعتباره مصدر فتاوى المضطهِّد والمسلِّم في رئيس الوزراء. من ورائه. كي لا تسقط شعرة من كرامة الحاخام الذي يملأ البلد كله.
لو أن الحاخام ليئور كان زعيما دينيا مسلما لحُكم عليه في أحسن الحالات بناءا على أدلة أضعف كثيرا بعشرات فترات السجن المؤبد. وكان ‘يُغتال’ في حالة أفضل. لكن ليئور يهودي. وقد جزم في شأنه قبل سنة شريكه في الاشراف على مظاهرات ‘بالدم والنار سنطرد رابين’ بأن الحاخام ليئور هو ‘الدورية التي تقود دولة اسرائيل’. إن هذا الشريك هو بنيامين نتنياهو الذي انتقل بعد التحريض بسبعة أشهر الى بيت رابين وسريره.
لو كنا في دولة ربع سوّية لاختفى كل من شارك ولو بقليل في التحريض الذي أفضى الى قتل رئيس الوزراء عن المسرح العام الى الأبد. لكن حدث هنا العكس تماما. فقد وقفت الجريمة والعقاب على رأسيهما وأصبحت هذه الدولة منذ ذلك الحين دولة مخالَفة للقانون.
كم هو وقح لذلك قول من يعرض نفسه في هيئة وزير المالية المحتج على الشباب الذين يفرون الى المانيا. إن اسرائيل لم تعد موجودة بل احتلتها دولة ليئور. أما عارض الأزياء حينما يحتضن ‘أخاه’ نفتالي بينيت، ونتنياهو فانه يحتضن حزبا عيّن ثلثه الحاخام ليئور، ورئيس وزراء الحاخام ليئور هو دوريته الرائدة.
حان الوقت قبل أن يبتلع الظلام كل شيء لترك الأنانية السياسية البغيضة والكف عن خداع الذات بأن حكم نتنياهو بينيت ليئور هو الذي سيُجلي أكثر من 100 ألف مستوطن، وهذا شيء لن توجد تسوية بغيره. كانت هذه سنة ذكرى فظيعة حينما تمنوا في مسيرة إنكار قتل رابين عن ضعف أن يكون المحرض على السلام هو الذي يصنعه. فقد حان الوقت لفهم ما هو مفهوم من تلقاء ذاته: إما أن تكون اسرائيل قائد البلماح هرئيل أو دولة ليئور، ولا يوجد مكان ثالث.
وحتى حينما يبدو أن اسرائيل هزمتها دولة ليئور، فانه لا يوجد أشد مهانة من الخسارة بلا معركة. فالذي لا يدرك أن حلم الأجيال يقتله المؤمنون بقتل قائد البلماح هرئيل لن يتعلم شيئا. ما زال لا يوجد للحاخام ليئور أكثرية من الجمهور، لكن يُحتاج للانتصار عليه الى توحيد قوى حقيقي.
يجب أن ينهض كل من يعارض تأييد واطئي اسرائيل الـ 105 في الاعلان، للقتل، يجب أن ينهض ويدرك أنه إما أن تكون دولة ليئور وإما أن تكون اسرائيل. وأن ينهض ويترك حكومة نتنياهو بينيت. وينبغي ألا ينقذها بل أن يسقطها فورا. ومن غير لفني ولبيد ويحيموفيتش فليس لحكومة ليئور أكثرية، فهذه آخر لحظة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ