تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 480



Haneen
2013-12-05, 12:49 PM
اقلام واراء اسرائيلي 480
11/11/2013


<tbody>
في هــــــذا الملف

من ‘المنفى’ الى ‘الشتات’ الفلسطينيون كمرآة لليهود
بقلم:سيفر بلوتسكر،عن يديعوت

سُذج وأغبياء
بقلم:اليكس فيشمان،عن يديعوت

‘استسلام امريكي’
بقلم:شلومو تسيزن،عن اسرائيل اليوم

سياسة اوباما: انا وبعدي الطوفان
بقلم:دان مرغليت،عن اسرائيل اليوم

واخيرا صدق نتنياهو!
بقلم:حاييم شاين،عن اسرائيل اليوم

نتنياهو يهدد لكن اسرائيل بلا ذخيرة
بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس

رأس اسرائيل
بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس

عديمو الحماية من الصواريخ
بقلم:رؤوبين بدهتسور،عن هآرتس

التنازلات الامريكية على حساب الاسرائيليين
بقلم:شالوم يروشالمي،عن معاريف








</tbody>


من ‘المنفى’ الى ‘الشتات’ الفلسطينيون كمرآة لليهود

بقلم:سيفر بلوتسكر،عن يديعوت

صدر هذا الشهر كتاب يجمع مقالات لباحثات وباحثين اسرائيليين، فلسطينيين واردنيين، يشذون عن الخطاب السياسي الدارج والمتبع لغرض بث نفحة جديدة في الشعلة الخابية لحل الدولتين (‘الاثار الاقليمية لاقامة دولة فلسطينية’ من منشورات مركز دانييل ابرهام للحوار الاستراتيجي في الكلية الاكاديمية نتانيا، مركز عمان للسلام والتنمية، المعهد الفلسطيني للاستشارة والتحليل وصندوق كونرد اديناور). وقد وجدت اهتماما خاصا في المناهج الجديدة نحو لباب الخلاف الاسرائيلي الفلسطيني: مسألة اللاجئين ومسألة المستوطنين.
في العقدين منذ الاتفاق الانتقالي بين حكومة اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، فعلت الديموغرافيا فعلها: مئات الاف اليهود استوطنوا في يهودا والسامرة، النمو الطبيعي وسع الامة الفلسطينية عديمة الدولة الى ملايين من بني البشر. ويبدو أن نشوء عوائق غير قادرة على اجتياز الطريق الى اتفاق يقوم على اساس تقسيم بلاد اسرائيل الانتدابية الى دولتين قوميتين مستقلتين بات من الماضي.
أحقا؟ في مقال ‘الدولة الفلسطينية والشتات الفلسطيني’ يجري البروفيسور ماتي شتاينبرغ تمييزا بين ‘المنفى الفلسطيني’ و ‘الشتات الفلسطيني’. فالعيش في ‘المنفى’ معناه الشعور كلاجيء غريب عديم الجذور، يتطلع الى الارض التي اضطر الى الفرار منها. اما العيش في ‘الشتات’، بالمقابل، فمعناه أن يكون مواطنا ذا حقوق كاملة في دولة الهجرة وكذلك اتصال عاطفي خاص بالبلاد القديمة، البلاد الاصل، الدولة القومية.
حسب هذا التمييز، فان الشتات الفلسطيني في العالم يعد اليوم 11 مليون نسمة. أما المنفى الفلسطيني فأقل بكثير: كان يعد 5 ملايين نسمة تعرفهم الامم المتحدة كلاجئين ويسكنون في المناطق وفي دول عربية مجاورة. في مخيمات اللاجئين خارج بلاد اسرائيل الانتدابية يسكن نحو 700 ألف، نحو نصفهم في الاردن، وهم النواة الصلبة للمنفى الفلسطيني.
اقامة دولة فلسطينية ذات سيادة، كما يعتقد البروفيسور شتاينبرغ، ستسرع وتؤطر مسيرة تحول المنفى الفلسطيني الى شتات فلسطيني، أي الى تجمع من البشر ليس له، مثلما لكل شتات، رغبة ونية لترك مكان سكنه. وهذا سيكون مثابة الاغلبية الحاسمة من الفلسطينيين، وهو سيصفي فكرة حق العودة. معقول الافتراض أن في اوساط الفلسطينيين الذين يعانون من التمييز في دول سكناهم ستتعاظم الرغبة في العيش في الدولة القومية وهم سيهاجرون الى فلسطين التي ستشكل مصدر جذب لكل فلسطيني بصفته هذه.
التمييز بين ابن القومية الفلسطينية والمنفي الفلسطيني (وبين ارض الوطن والدولة القومية) يقبع ايضا في اساس مقال بقلم مجموعة من الباحثين في معهد الاستشارات الفلسطيني وعنوانه ‘اللاجئون الفلسطينيون، تقدم أم جمود’. في تسوية سلمية نهائية والتسوية السلمية يجب، برأي كاتبي المقال، ان تكون نهائية كي تبقى ستوافق اسرائيل على أن تستوعب عددا محددا مسبقا من اللاجئين من المنفى ‘الصلب’. بالمقابل، ستطالب السلطة الفلسطينية بالحصول على اراض بلا مستوطنين.
لحل الخلافات على الاعداد يقترح الباحثون السماح للمستوطنين اليهود في يهودا والسامرة البقاء في منازلهم كأفراد وليس كفرع لاسرائيل. ومقابل ‘حق العودة’ للاجئين سيكون ‘حق البقاء’ للمستوطنين: عدد الفلسطينيين الذين سيحصلون على الاذن بالعودة الى اسرائيل، سيكون مساويا لمضاعف متفق عليه من عدد اليهود الذين سيختارون البقاء في فلسطين. كل هذا ‘دون تغيير الطابع القومي للدولتين’. ومن المتوقع للاعداد أن تكون قليلة؛ فالمستوطنون سيفضلون الاخلاء الى اسرائيل والا يخلقوا شتاتا يهوديا جديدا في فلسطين. والفلسطينيون سيفضلون العيش في الشتات القائم او الهجرة الى دولتهم القومية.
مكان واسع في مجموعة البحوث، بتحرير د. روبين بدهتسور، مكرس للاردن، سواء كدولة منحت المواطنة الكاملة للفلسطينيين، وبذلك جعلتهم شتاتا أم كشريك جوهري لكل تسوية سلمية مستقبلية. والاستنتاج الناشيء عن البحوث: دون تحطيم المسلمات التي شكلت حتى الان اساسا دائما لمفاوضات اسرائيلية فلسطينية، لن يتحقق اختراق، وبدونه ستذوي وستموت قريبا فكرة الدولتين للشعبين.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


سُذج وأغبياء

بقلم:اليكس فيشمان،عن يديعوت

في يوم الخميس الاخير حينما نظر نتنياهو واوباما بعضهما في بياض عيني الآخر بواسطة محادثة فيديو، أدركا أنهما قريبان جدا من الطلاق. في أحاديث الفيديو تكون النظرات وحركات الجسم أهم احيانا من الكلمات، وفي هذا الحديث صرخت لغة الجسم تُبين عن ازمة بين الرجلين اللذين أصبح التقدير المتبادل بينهما في الدرك الأسفل.
تُدوَّر الزوايا حينما لا توجد ثقة. وقد تحدثت فندي شيرمن، ممثلة الولايات المتحدة في المحادثات مع الايرانيين في الاسبوع الماضي عن أن الحديث عن صفقة صغيرة هي ‘تأجيل بازاء تأجيل’: فالايرانيون سيؤجلون تخصيب اليورانيوم والامريكيون سيؤجلون تشديد العقوبات. وكانوا يعلمون أن المطالب الايرانية لا تقف عند هذا الحد وأن الامريكيين تواقون الى السير باتجاههم. لكن ماذا يكون الكذب الصغير والابيض اذا قيس ببدء ضخم لمسيرة دبلوماسية تاريخية.
ثم جلس وزير الخارجية الامريكي جون كيري في يوم الاربعاء مع القيادة السياسية الاسرائيلية. فبيّن لهم أنه في المرحلة الاولى التي ستستمر نحو من نصف سنة، سيبدأ الطرفان مباحثات في المواضيع الجوهرية التي تتعلق بنقض المشروع الذري الايراني. وتحدث هو ايضا عن ‘صفقة صغيرة’، تشتمل على ‘عوض صغير’. فالايرانيون سيعطون القليل ويحصلون على القليل، طمأن كيري، ولا يوجد أي شيء لا يمكن الرجعة عنه. وقال إنهم قد وافقوا في جنيف على رقابة شديدة على البرنامج الذري ويشمل ذلك أجوبة عن اسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية كانوا يرفضون الى الآن الاجابة عنها وعلى الالتزام بوقف النشاط الذري في مسار البلوتونيوم في مفاعل أراك، وهو التزام لا معنى له لأنهم لم ينهوا بناءه الى الآن. وتحدث كيري آخر الامر عن أن الايرانيين وعدوا بأن يحولوا اليورانيوم الذي تم تخصيبه بدرجة 20 بالمئة الى قضبان ذرية للمفاعل الذري العلمي، وسيفرج الامريكيون عوضاص عن ذلك أموال ايرانية مجمدة تبلغ 3 مليارات دولار وربما يُسهلون تصدير منتوجات بتروكيماوية ما الى الجمهورية الاسلامية.
ما المشكلة؟ المشكلة هي أن لا شيء من الخطوات التي التزم بها الايرانيون سيوقف الانطلاق نحو القنبلة الذرية فضلا عن اعادة الساعة الى الوراء. وصدقت اسرائيل كيري فقد حصلت على معلومات مشابهة من جهة اخرى ايضا وكررت زعمها أن الحديث عن اتفاق سيء. إن تكتيك الاتفاقات التدريجية التي لا تشمل اتفاقا واضحا على نقض قدرات ايران الذرية في نهاية المطاف، يُمكّن طهران من تضليل العالم بأن يكون اسقاط تدريجي للعقوبات وعودة الى حضن أسرة الشعوب دون أن تلتزم مسبقا بالتخلي عن المشروع الذري. وحينما أوقف كيري في نهاية الاسبوع الماضي جولته في الشرق الاوسط ليلتقى في جنيف وزير الخارجية الايراني محمد ظريف أدركت اسرائيل ما داهمها من السوء.
لم يكن الايرانيون من جهتهم ينوون في أية مرحلة الاكتفاء بما تم اقتراحه، فقد طلبوا عوض التنازلات أموالا اخرى بطريقة تخفيف العقوبات المصرفية، وتخفيفات في مجال تجارة الذهب، وتخفيفات في تجارة النفط وقطع غيار وطائرات وصناعة السيارات التي ستُمكّن الاقتصاد الايراني من العودة الى تأدية عمله. وقد سموا ذلك في جنيف ‘ازمة توقعات’، لكن يمكن أن نسمي الولد باسمه وذلك أن نقول إن أحد الطرفين في هذه الاتصالات ساذج أو أحمق أو هذان الاثنان معا، وليس هو الايرانيين.
بيد أن الامريكيين تواقون الى التوصل الى اتفاق بسبب وضع الولايات المتحدة في الساحة الدولية ووضع اوباما في الداخل والخارج. فالازمة التي نشأت أمس في سويسرا جعلت الرئيس الامريكي يقف في وضع غير سهل: فنتنياهو هائج، والعربية السعودية ودول الخليج غاضبة، وكلهم يتجهون الى مجلس النواب الامريكي. وفي الاسبوع القادم سيزور نتنياهو الرئيس الروسي فلادمير بوتين، واذا لم يكن ذلك كافيا لتصبح الازمة قنبلة متكتكة عالمية فان اوباما يتذكر ايضا أن لاسرائيل القدرة على حصد أوراق اللعب والهجوم على ايران.
وهكذا زادت المحادثات في عمق الانقسام بين تل أبيب وواشنطن. فقد كانت اسرائيل تؤمن حتى نهاية الاسبوع بأن الادارة الامريكية لن توقع على تسوية مع ايران تخالف موقفها مخالفة مطلقة. وأدركت اسرائيل في نهاية الاسبوع أنها تلقت لطمة على وجهها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ




‘استسلام امريكي’

بقلم:شلومو تسيزن،عن اسرائيل اليوم

غضب شديد في القيادة السياسية في تل أبيب على الرئيس الامريكي براك اوباما. وذلك على خلفية الاتصالات المتقدمة بين القوى العظمى وايران لبلورة اتفاق على برنامج طهران النووي.
في اسرائيل يرون الرئيس الامريكي كمن يضغط على باقي الدول التي تجري المفاوضات للوصول الى اتفاق يصفونه في تل أبيب بانه ‘سيء جدا’ مع الايرانيين. من ناحية اسرائيل، الاتفاق السيء هو الاتفاق الذي يسمح للايرانيين بان يصبحوا ‘دولة حافة’ دولة ذات قدرة للوصول الى قنبلة نووية في غضون وقت قصير.
وأطلقت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس أمس تصريحات حادة اللهجة ضد الادارة في واشنطن. فقد قال مصدر محلي أن’الامريكيين استسلموا للمناورات الايرانية’. واضاف مسؤول كبير آخر قال ان ‘جون كيري يريد اتفاقا بكل ثمن والايرانيين يقتادون الامريكيين من الانف’.
ويرى المسؤولون في تل أبيب أن ما تحقق حتى الان مع الايرانيين كاتفاق سيسمح للايرانيين بالحصول على شرعية وضوء اخضر لتخصيب اليورانيوم الى مستوى 3.5 في المائة وبناء مفاعل المياه الثقيلة في اراك. ومع ان الايرانيين تعهدوا بعدم استخدام مفاعل المياه في النصف سنة القريبة القادمة موعد الالتزام في الاتفاق الانتقالي ولكن خطة اقامته ستستمر نحو نصف سنة، بحيث أنه لا يوجد هنا أي تنازل من جهتم. ورغم انهم لم يقدموا أي تنازل ذي مغزى فانه حسب الاتفاق المتبلور سيحظى الايرانيون بتسهيلات اقتصادية، بتسهيلات في تنفيذ العقوبات والامر كفيل بان يؤدي الى تدهور في متابعة لتنفيذ باقي العقوبات ضد ايران.
‘في القدس يدعون بانه بفضل المحادثات التي أجراها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع سلسلة من الزعماء رؤساء دول ووزراء خارجية فان الاتفاق الذي كان سيوقع أمس تأخر والاحساس في اسرائيل هو أنهم يستمعون الى صوتها ولا يزال ليس متأخرا تغيير القرارات في جنيف. مواجهة حادة على نحو خاص بين اسرائيل والولايات المتحدة اندلعت اول أمس في اعقاب تقدم دراماتيكي في المفاوضات بين القوى العظمى وايران بعد أن فوجئوا في القدس من التنازلات الكبرى التي عرضت على الايرانيين. وحسب مصادر سياسية رفيعة المستوى، فقد فهمت اسرائيل بان العقوبات التي سترفع والتسهيلات التي ستعطى هامشية، اما عمليا فهذه تسهيلات ذات مغزى. وفي هذه المرحلة ترحب أوساط مكتب رئيس الوزراء بموقف فرنسا الذي سيصل رئيسها فرانسوا اولاند الى اسرائيل الاسبوع القادم لاصرارها على وقف بناء المفاعل في اراك مما ادى الى خلاف ذي مغزى صحيح حتى الان منع التوقيع على الاتفاق.

أخذوا ولم يعطوا شيئا

لقد فهم رئيس الوزراء عمق الفجوات بين موقف اسرائيل وبين الاتفاق المتبلور صباح يوم الجمعة حين التقى بوزير الخارجية الامريكي جون كيري. فقد وصل الاخير من الاردن وقبل أن يقلع الى جنيف عقد في مطار بن غوريون حديثا مع نتنياهو وصفته محافل سياسية بانه ‘صعب جدا وعسير’. في ختام اللقاء لم يصدر تصريح مشترك بل ولم يقف الرجلان لالتقاط صورة مشتركة لهما.
واطلق نتنياهو تصريحا الى وسائل الاعلام بدا فيه غاضبا على نحو خاص. ‘ذكرت كيري باقواله حين قال: ‘من الافضل عدم التوصل الى صفقة على الاطلاق من التوصل الى صفقة سيئة’. وأضاف ‘الصفقة التي تبحث الان في جنيف هي صفقة سيئة جدا’، ‘فايران لا تطالب بتفكيك حتى جهاز طرد مركزي واحد، ولكن الاسرة الدولية تخفف من العقوبات على ايران لاول مرة منذ سنوات عديدة. ايران تأخذ كل ما ارادت في هذه المرحلة ولا تعطي شيئا بالمقابل، وهذا بينما تعيش ايران تحت ضغط شديد. وانا ادعو وزير الخارجية الى عدم المسارعة في التوقيع بل الانتظار واعادة النظر من اجل تحقيق صفقة جيدة. هذه صفقة القرن بالنسبة لايران ولكنها سيئة وخطيرة جدا للسلام وللاسرة الدولية’.
‘وقبل ذلك نشر مكتب رئيس الوزراء بيانا اقتبس منه ماقاله نتنياهو: ‘افهم ان الايرانيين جد راضين الان وينبغي لهم أن يكونوا راضين. فقد أخذوا كل شيء ولم يعطوا شيئا. اسرائيل ترفض الصفقة تماما والكثيرون من المنطقة يشاركونني فيما اقوله، سواء كانوا يعربون عن ذلك علنا أم لا. اسرائيل غير ملتزمة بهذا الاتفاق واسرائيل ستفعل كل ما ينبغي لها ان تفعله كي تدافع عن نفسها وعن أمن مواطنيها’.
مكالمة تهدئة من اوباما

غضب نتنياهو على كيري أدى بعد بضع ساعات الى مكالمة بين نتنياهو والرئيس اوباما. في مكتب رئيس الوزراء لم يبلغوا عن المكالمة أول أمس، ولكن في بيان للبيت الابيض جاء ان ‘الرئيس أوباما اطلع′ رئيس الوزراء نتنياهو على الاتصالات في جنيف وشدد على التزامه العميق لمنع السلاح النووي عن ايران. هذا هو هدف المفاوضات الجارية بين ايران والقوى العظمى. واتفق الرئيس ورئيس الوزراء على البقاء على اتصال’.
‘والى ذلك، قال وزير الاستخبارات يوفال شتاينتس في نهاية الاسبوع ان ‘الصيغة التي عرضت على اسرائيل حتى قبل بضعة ايام، بما في ذلك في اثناء الحوار الاستراتيجي في واشنطن، كانت تختلف جوهريا عما يدور الحديث عنه الان’. واضاف شتاينتس بانه ‘مقابل شروى نقير تكسب ايران في مجال العقوبات وفي المجال النووي على حـد سواء. الاتفاق المتبلور هو مثابة خلل تاريخي’.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

سياسة اوباما: انا وبعدي الطوفان


بقلم:دان مرغليت،عن اسرائيل اليوم

قبل اربعة ايام فوجيء بنيامين نتنياهو وموشيه يعلون أنهما سمعا في خلال زيارة جون كيري أن الغرب ينوي أن يفرج لأجل ايران عن ثلاثة مليارات دولار مجمدة في بنوك امريكية. وتبين لاسرائيل أول أمس أن الامريكيين مستعدون لتنازل أكبر. ففي جعبتهم استعداد لنقض تدريجي لعقوبات في فروع اقتصادية مختلفة.
وقد حذر نتنياهو من صفقة سيئة بل شديدة السوء. وأيدت فرنسا موقفه وقد يكون مجلس النواب الامريكي له نفس رأيه. وأدركت بريطانيا جوهر المشكلة، لكن ديفيد كامرون يحرص منذ تلقت حكومة بريطانيا لطمة على وجهها في مجلس العموم في الشأن السوري، يحرص على التمسك بموقف براك اوباما.
من حسن الحظ أن مقولة الحكماء ‘اذا أمسكت بالكثير فكأنما لم تُمسك بالشيء’ لم تترجم للغة الفارسية. فقد طلبوا توسيع حل العقوبات ليشمل سوق النفط ايضا. ونشأ احتكاك وبدأوا في هذه الاثناء في الغرب يصغون الى اصوات نتنياهو ومسؤولين كبار في مجلس النواب الامريكي وفي باريس، وأمس بقي وزراء الخارجية يجتمعون في جنيف مع مُحادثيهم الايرانيين لكن الأقلام لم تُسحب للتوقيع بعد.
ما هو وزن المعارضة الاسرائيلية للصفقة التي أخذت تُصاغ مع ايران التي لا تتخلى في واقع الامر عن زخمها الذري ما عدا تسليم اليورانيوم الذي خُصب بدرجة 20 بالمئة؟.
في مدة ولاية الحكومة السابقة كان نتنياهو واهود باراك ووزراء الثُمانية ايضا في أكثر الحالات يمسكون بأوراق اللعب قريبة من صدورهم. وقد أثاروا انطباع أن اسرائيل قد تستعمل خيار الهجوم العسكري على المشروع الذري الايراني. وقد خاف الغرب ما بقي هذا الامكان يُرى صادقا، وتفضل بفرض عقوبات حقيقية على ايران كي لا يتحرك الجيش الاسرائيلي فقط نحوها. وكان الانجاز الاسرائيلي لامعا.
وتلاشى هذا التهديد الخفي الذي كان يشبه لعبة ‘بوكر’ سياسية. وقد أشار آري شبيط من صحيفة ‘هآرتس′ في حضوره أول أمس منتدى أيلاه حسون في القناة الاولى الى ثرثرة شمعون بيرس ومئير دغان ويوفال ديسكن وغابي اشكنازي باعتبارها حديثا فارغا. ومنذ ذلك الحين ضعف بالتدريج تأثير التهديد الاسرائيلي باستعمال القوة العسكرية. وهذا مؤسف.
من الواضح تماما أن عالم الاعمال في الغرب يغمض عينيه ويتمنى عودة الاتجار مع ايران، وكل دولة ستنافس جارتها. وقد قال وزراء المالية في أنحاء العالم ذلك لنظيرهم الاسرائيلي يئير لبيد. هذا واضح، ولا يجوز تصديع السد، إلا اذا كانت توجد دول في العالم المستنير لا يهمها أن ترى ايران ذات قدرة ذرية. إن اوباما هو رئيس قصير المدة. وإن سند دينه سيُقدم ليُقضى في خلال ثلاث سنوات. واذا لم يوجد لايران قنبلة ذرية حتى ذلك الحين فسيصيب هدفه ويقول ‘ليكن الطوفان بعدي’. لكن العالم ينظر في قلق الى قصر رؤية واشنطن. وليس العالم وحده بل كل حليفات الولايات المتحدة في الشرق الاوسط ايضا.
إن الاتفاق سيء جدا لأنه يُقرب آيات الله من هدفهم الذري. وهو سيء لأنه يترك حليفات الولايات المتحدة في الشرق الاوسط العربية السعودية ودول الخليج ومصر بلا حماية وفاغرات الأفواه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

واخيرا صدق نتنياهو!

بقلم:حاييم شاين،عن اسرائيل اليوم

إن امتحان الزعامة الحقيقي هو القدرة على التوقع وعلى الرد على مسارات جغرافية سياسية، تتجاوز فترة ولاية للحكم. حينما أثار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في برنامج العمل العالمي موضوع تسلح ايران بالسلاح الذري، هز كثيرون رؤوسهم في شك وعدم ثقة. ولم يدرك رؤساء دول مهمة في الوقت جوهر الخطر الذي يلوح من دولة ارهابية تملك سلاح إبادة جماعية، وهو سلاح يُمكّن متطرفين لا يردعهم شيء من أن يهددوا الحضارة الغربية كلها.
إن مسؤولين كبارا في المؤسسة الامنية الاسرائيلية في الماضي والحاضر، ومنهم رؤساء موساد و’شباك’، في فساد عام ومع تغطية وتشجيع من وسائل اعلامية ليست بذات مسؤولية، خرجوا في معركة متزامنة على رئيس الوزراء، وقد هددوا مواطني الدولة من الصباح الى المساء بالنتائج المتوقعة لهجوم على ايران. وقدموا رئيس الوزراء على أنه مُهيج حرب وحاولوا أن يسلبوا حكومة منتخبة شرعيتها. وأصبح واضحا اليوم كم كانت مزاعمهم مثيرة للسخرية.
حينما وقف رئيس الوزراء على منبر الجمعية العمومية للامم المتحدة ورسم مراحل تقدم المشروع الذري الايراني، سخر منه كثيرون في البلاد وفي العالم. وقد رفضوا أن يؤمنوا بأنه أخذ ينشأ في ايران بنى تحتية للسلاح الفظيع يرعاها التسويف العالمي.
بذلت اسرائيل جهودا ضخمة كثيرة وكانت جهودا جعلت ايران تقف آخر الامر في مواجهة عقوبات ثقيلة وهي عقوبات أفضت الى تبديل الحكم في طهران والى ازمة اقتصادية والى فقدان كثيرين ثقتهم بآيات الله. وقبل الاستسلام الايراني بلحظة وكأن ذلك عمل الشيطان، خطا الايرانيون خطوة مُحكمة بصورة عجيبة تآلفت جيدا مع ضعف الولايات المتحدة واوروبا. وأصبحوا في تكتيك لين قاتل مع حفل أقنعة هاذٍ على شفا نجاح سيحرر أعناقهم من القبضة المؤلمة.
إن اتفاقا مع ايران دون وقف مسار التسلح فورا سيصبح ندبا لحقب متطاولة. والعقوبات التي ستُزال لن تُعاد أبدا ويبدو أنه لا جديد البتة في الغرب. يوجد خط مستقيم مهدد مقلق يربط بين ميونيخ في 1938 وجنيف في 2013. وقد ثبت مرارا كثيرة في تاريخ البشر أن اليهود لا يستطيعون أن يعتمدوا إلا على أنفسهم. إننا لنحمد الله على أننا حظينا بدولة مستقلة ذات جيش قوي يستطيع أن يؤمن مستقبل اليهود. ومن المهم جدا في هذه الايام أن تقوم كل قيادة الدولة من اليمين واليسار موحدة من وراء المصالح الحيوية لوجود الدولة. فقد ثبت أكثر من مرة في الماضي أننا نستطيع بسبب الوحدة أن نواجه كل ازمة وعدو قريب أو بعيد.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
نتنياهو يهدد لكن اسرائيل بلا ذخيرة

بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس

يجب أن يفاجئنا القليل جدا مما حدث في جولة المحادثات الذرية الثانية بين القوى العظمى وايران. كان تسلسل الامور معروفا برمته تقريبا منذ لحظة انتخاب حسن روحاني لرئاسة ايران. وكان هناك فرضيتان واضحتان قُبيل تجديد المحادثات: الاولى أن روحاني انتُخب لاعادة الاقتصاد الايراني الى خطه الاول بازالة العقوبات بأقل كلفة للمشروع الذري. والثانية أنه ليس لادارة اوباما أي اهتمام بأن تُجر الى هجوم عسكري. وفي هذين الظرفين فان للطرفين مصلحة واضحة في التوصل الى مصالحة ولو مؤقتة تُمكّن كل واحد منهما أن يثبت عند هدفه الذي انطلق اليه. ولم يُحرز هذا أمس، لكن قد يحدث في جولة المحادثات التالية بعد عشرة ايام.
توقع روبرت آينهورن، وهو مسؤول رفيع سابق في فريق التفاوض الامريكي زار اسرائيل قبل اسبوعين، توقع التطورات بدقة. فقد قال في مقابلة مع صحيفة ‘هآرتس′ إنه سيُبذل حتى نهاية السنة جهد لصوغ تسوية مرحلية توقف ايران في اطارها تخصيب اليورانيوم بدرجة 20 بالمئة مدة ستة أشهر عوض تخفيف في العقوبات.
وفي الفترة المرحلية سيجري تباحث في التسوية النهائية التي احتمالات التوقيع عليها ليست واضحة البتة. والامريكيون أكثر تفاؤلا بقليل، أما الاوروبيون فمتشككون.
إن الشك الذي تُظهره اسرائيل في اليومين الاخيرين له ما يقوم عليه لأن واشنطن تواقة الى التوصل الى صفقة، ولأن الايرانيين كانوا الى اليوم أكثر حنكة من خصومهم، ولهذا يبدو أن التسوية التي ستُصاغ لا تبشر اسرائيل بالخير. وعلى حسب الأنباء المشربة من جنيف فان الامريكيين والاوروبيين (إن فرنسا هي المتحفظة الوحيدة) مستعدون لأن يزنوا تخفيفا كبيرا للعقوبات لا إفراجا محدودا عن أملاك مجمدة وتعليق عقوبات هامشية. والتسوية المرحلية المقترحة لا تدفع ايران الى الخلف فيما يتعلق بقدرات التخصيب، وتُبقيها نظريا على مبعدة أشهر معدودة عن انتاج أول قنبلة. لكن يبدو الى الآن أن هجوم نتنياهو السافر على الولايات المتحدة قد جاء سابقا لأوانه شيئا ما. فقد تناول نتنياهو أولا اتفاقا لم يتم التوقيع حتى عليه. وثانيا يلوح رئيس الوزراء في هذه المرحلة بمسدس غير محشو. إن التهديد الاسرائيلي بهجوم أسهم اشهاما كبيرا في الحقيقة مع العقوبات في اعادة طهران الى طاولة المحادثات. لكن هذه العملية الآن تجري في ظل دعم المجتمع الدولي الذي يؤيد المصالحة وسيكون ثمنها عزلة قاسية لاسرائيل.
تبدو الدبلوماسية الآن وكأنها اللعبة الوحيدة في المدينة. فالامريكيون يؤمنون، بعد نجاح التسوية الفعالة بصورة مفاجئة في تجريد الاسد من السلاح الكيميائي، بأنه يمكن التوصل الى انجازات مماثلة في القناة الايرانية ايضا. إن امكانية عملية عسكرية اسرائيلية قد يُثار مرة اخرى في الربيع القادم فقط اذا فشلت الاتصالات لاحراز تسوية نهائية (ويزعم خبراء كثيرون أن اسرائيل لن تستطيع بسبب التقدم الايراني أن تُسبب ضررا كبيرا اذا هاجمت وحدها). ومن المؤكد أن اوباما قد سأل نفسه أول أمس عن نتنياهو: لماذا يقفز؟.
اذا كان نتنياهو ما زال يملك امكانات ضغط على الامريكيين فانها موجودة في مسارين غير مباشرين. الاول في مجلس النواب الامريكي بواسطة حث قاعدة الدعم الواسعة من الحزبين التي تؤيد اسرائيل لجعل حياة الادارة الامريكية صعبة. والثاني في القناة الفلسطينية حيث يستطيع نتنياهو أن يحبط جهود جون كيري للتقدم ما بقيت واشنطن تتجاهل طلبات اسرائيل في الشأن الايراني. وفي الحالين يصعب أن نُقدر ما هي قدرة اسرائيل على المساومة. إن التحفظات في واشنطن من عملية عسكرية في ايران واسعة ومشتركة بين كثيرين من الحزبين. أما في المسألة الفلسطينية، ودونما صلة بتهديد كيري الفظ الذي لا داعي إليه بنشوب انتفاضة ثالثة، فاننا نشك في أن يخدم جمود طويل وعدم فعل سياسي اسرائيل في الأمد البعيد.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
رأس اسرائيل

بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس

في مسار العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة آخذ عائق يتراكم يهدد بشرخها ان لم يكن بتحطيمها. التعبير الاكثر بروزا عن الخلاف العميق بين الحكومتين كان التعقيب عدم الكوابح لرئيس الوزراء على الجهد الدبلوماسي الذي يبذله جون كيري مع ايران في مسألة النووي. وبينما يقترب الطرفان من حافة التوقيع على اتفاق اختراقي في جنيف كفيل بان يشق الطريق بتقليص التهديد النووي الايراني، يرى نتنياهو في مجرد الخطوة الدبلوماسية خطرا وجوديا إذ أنه يترك ايران مع قدرة نووية من شأنها أن تتحول في فترة زمنية قصيرة لانتاج قنبلة. مؤكدا أن اسرائيل غير ملتزمة باي اتفاق يتحقق في جنيف، فيما دفع اسرائيل الى موقع الدولة التي تهدد الاجماع العالمي.
مثل هذا الاجماع بالفعل يمكنه أن يضلل. فليس هناك بعد أي تأكيد على أن ايران لا تتوق لتحقيق سلاح نووي، ويحتمل أن تترك الاتفاقات التي تتحقق في جنيف، في المرحلة الاولى مجالا ما لمواصلة تخصيب اليورانيوم وتخفف من شدة العقوبات المفروضة عليها. ومع ذلك سيكون من الخطأ التاريخي اغلاق القناة الدبلوماسية بشكل لا يدع امكانية لاستنفاد الاحتمال لانهاء الازمة دون استخدام الخيار العسكري الذي لا يمكن تقدير مخاطره وآثاره.
يمكن لنتنياهو أن يسجل لنفسه انجازا هاما ومثيرا للانطباع في أنه وضع التهديد الايراني في رأس جدول الاعمال العالمي. بل ان تهديدات اسرائيل بالهجوم حظيت بالثناء من جانب الادارة الامريكية التي رأت فيها احد الدوافع لاستعداد ايران لدفع المفاوضات الدبلوماسية الى الامام. غير أن قوة اسرائيل متعلقة بالاسناد الامريكي والدولي. فبدونه لا أمل لها في ان تتصدى ليس فقط للتهديد الايراني بل وللتهديدات الاقليمية الاقرب ايضا، ولا سيما حين تكون الولايات المتحدة تقف كالسور المنيع ضد المطالبة بمراجعة وتعطيل القدرة النووية الكاملة لاسرائيل.
مع ان من حق نتنياهو أن يختلف مع المفهوم الامريكي من الشكل المناسب لاحباط تطلعات ايران، غير أن التباهي المتبجح بقدرة اسرائيل على الاستخفاف بالخطوة الدبلوماسية الدولية هو تهديد خطير بحد ذاته. سهم سياسي مرتد يشق طريقه مباشرة نحو . على نتنياهو أن يشد على اسنانه، ان يضن في التصريحات التي لن تؤدي الا الى توسيع الشرخ بين اسرائيل والولايات المتحدة وترك المفاوضات مع ايران تمر الى مرحلة التجربة. قدراته الخطابية ومصادر قلقه يفضل أن يساهم بها حاليا في دفع المسيرة السياسية مع الفلسطينيين الى الامام.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
عديمو الحماية من الصواريخ

بقلم:رؤوبين بدهتسور،عن هآرتس

ليس الدكتور نتان فاربر هو العدو اللدود لمنظومات مُدافعة الصواريخ، فالعكس هو الصحيح. إن فاربر جزء أساسي من جهاز الامن. وهو محاضر في معهد الدراسات الجوية في التخنيون وعمل في الماضي عالما رئيسا في قسم الصواريخ في الصناعات الأمنية. ولا شك في أنه يفهم شيئا أو اثنين في قضية مُدافعة الصواريخ. وقد نشر فاربر في هذه الايام مقالة واسعة تحدى فيها ‘تصور مُدافعة الصواريخ والقذائف الصاروخية’ الذي تبناه جهاز الأمن.
يُبين تحليل فاربر أن السياسة الحالية التي تقوم على نظم دفاعية صاروخية (حيتس 2 وحيتس 3 والصولجان السحري وباتريوت والقبة الحديدية)، مخطئة من أساسها وقد تفشل فشلا ذريعا في ساعة الامتحان، وكلفتها الاقتصادية غير منطقية وهي في الأساس تغرس أوهاما تُري أن الجبهة الداخلية محمية من اصابات الصواريخ.
يقول ‘في موضوع اعتراض الصواريخ البالستية لا يوجد في العالم أي علم ذي شأن’،وأضاف ‘أُجريت في الحقيقة عدة تجارب اعتراض حقيقية على صاروخ حيتس 2 لكنه فشل في نصفها. ولوحظت الأعطال وأُصلحت لكن لما كان من غير الممكن تنفيذ قدر أكبر من التجارب (لاعتبارات تجارية) فمن الواضح أن أعطالا كثيرة ستظهر في حرب حقيقية فقط’.
وهو يزعم في تلخيصه للتحليل العملياتي أننا في وضع الحيتس 3 غير موجود فيه (ولن يكون عملياتيا ايضا في السنوات القريبة)، ولا يعلم أحد ما هي قدرات حيتس 2 حتى ولا في مواجهة صواريخ سكاد القديمة. والوضع أكثر غموضا فيما يتعلق بالصولجان السحري الذي هو في طور التطوير. وفيما يتعلق بصاروخ باتريوت يصعب أن نقول فيه في الحقيقة قولا طيبا. فيكفي أن نتذكر ‘التاريخ المجيد’ الذي سطره في حرب الخليج الاولى. ويقول فاربر في تلخيصه لهذا الفصل إنه ‘لا يوجد اليوم لاسرائيل حماية من الصواريخ البالستية وإن نجاعتها في المستقبل القريب ايضا مشكوك فيها’.
ويشك فاربر في دعاوى الجيش الاسرائيلي عن نجاح منظومة القبة الحديدية في عملية ‘عمود السحاب’ (اعتراض بنسبة 90 بالمئة). فبحسب حساباته وصل الى مناطق مأهولة أقل من نصف عدد الصواريخ التي أدى الجيش الاسرائيلي تقارير عنها (أدى الجيش تقارير عن 479 حاول اعتراضها). وفي مقابل ذلك أصابت أهدافها (أي أن القبة الحديدية فشلت في اعتراضها) أكثر من ضعف الصواريخ الـ 58 التي أعطى الجيش الاسرائيلي تقارير عنها. ومن هنا فان ادعاء وجود 90 بالمئة من الاعتراضات الناجحة هو في أحسن الحالات ‘مبالغ فيه’. ويضيف أن ‘القبة الحديدية لا تنقذ الحياة. فالتي تنقذ الحياة هي الملاجيء والغرف الآمنة. وقد كان أكثر من 90 بالمئة من المصابين في حرب لبنان الثانية خارج الملاجيء حينما أُصيبوا. وهذا ما كان ايضا في الرصاص المصبوب وعمود السحاب’.
وقد وجد فاربر في تناوله لخطط الحرب التي يعرضها جهاز الامن أن كلفة مواجهة التهديد المتوقع بالمنظومات الدفاعية ستبلغ الى أكثر من 35 مليار شيكل. و’من الواضح أنه بعد هذه المواجهة فورا ستفرغ مخازن الذخيرة وتضطر دولة اسرائيل الى انفاق مبلغ مساوٍ لملئها. ويبدو أن لا أحد يؤمن بهذه الحماقة وإلا ما كنا موجودين في وضع تكون فيه الكميات الحالية بعيدة جدا عن الكميات المطلوبة’. وفي واقع الامر سيقضي الجيش الاسرائيلي في حال الحرب ‘على كل احتياطه من الصواريخ الدفاعية في ايام معدودة’.
ويوصي فاربر بالفحص بجدية عن بديل عن المنظومة الدفاعية يقوم على الليزر وهو ‘سكاي غارد’، وأن يُدمج في المنظومة الدفاعية مع المنظومات الموجودة. وعلى كل حال فان ‘الاعتماد الكلي على منظومات دفاعية صاروخية لم تُثبت قط قدرتها العملياتية في صراع جدي (لأنه لم يوجد كهذا) هو خطأ ساحق’.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

التنازلات الامريكية على حساب الاسرائيليين

بقلم:شالوم يروشالمي،عن معاريف

يروي النائب تساحي هنغبي، المقرب من نتنياهو وأحد كبار الخبراء في المواضيع الايرانية، النكتة عن الرجل الذي عانى من آلام الاسنان الشديدة. استغرقه وقت طويل الى أن وصل الى الطبيب. وفي ختام العلاج تنفس المريض الصعداء. ‘كم يتعين علي أن ادفع لك’، سأل المريض طبيبه. فأجاب الطبيب: ‘اعطني ما كنت مستعدا لان تدفع لي عندما كنت تتسلق الحيطان’.
” الفكرة واضحة. الايرانيون يعيشون في هذه اللحظة ذروة الألم. فوضعهم السياسي والاقتصادي في الدرك الاسفل. والعقوبات تفعل فعلها جيدا. وهذا هو الوقت لمزيد من الضغط. تشديد ألم الاسنان الى أن يفقدوا الوعي ويكونوا مستعدين لكل طلب او في مثل هذه الحالة: التفكيك التام للمشروع النووي. فما الذي يعرضه عليهم الامريكيون؟ أن يوقفوا البرنامج النووي فيلغي العالم بعضا من العقوبات.
” بتعبير آخر: يتحرر المريض من ألم الاسنان الفظيع، يتلقى علاجا وقائيا، والان، فرح وطيب القلب، لن يتوجه الى وقف المشروع الذي بدأه. ويشكو رئيس الوزراء نتنياهو فيقول ‘حسنا، احقا، يا لها من صفقة سيئة هذه’. ولكن هذا هو الوضع. الطبيب، في هذه اللحظة وزير الخارجية جون كيري، مستعد لان يجبي ثمنا عاليا، ولكن ليس من الايرانيين، وليس من الفلسطينيين، بل من اسرائيل. الشكاوى الشديدة لنتنياهو لم تعد تعنيه. كيري يصل الى البلاد، يمنح مقابلة مناهضة لاسرائيل في القناة 2 ويفر الى جنيف كي يغلق الامور مع الايرانيين، بخلاف رأي اسرائيل.
” نتنياهو يخرج عن طوره، والرئيس اوباما يتصل به كي يهدىء روعه أو يوبيخه. هذا لا يهم. نتنياهو، يعطي الانطباع، يفقد نقاط الضغط على الادارة، الصحافة الامريكية تخرج ضده بكل القوى، والان يتجه الى المسارات المعروفة الاخرى: الكونغرس، مركز الشيوخ واللوبي اليهودي. في الماضي كانت هذه القنوات ناجعة، وسيواصل نتنياهو التهديد المبطن بهجوم اسرائيلي مستقل ضد ايران، فيصعد فقط الانتقاد عليه في العالم.
” داني ايالون كان نائب وزير الخارجية وسفير اسرائيل في الولايات المتحدة. ولا يوجد الكثير من الدبلوماسيين الذين يعرفون مثله العلاقات بين اسرائيل والادارة الأمريكية. ويشبه ايالون بين وزير الخارجية كيري وبين وزير الخارجية في عهد الرئيس جورج بوش الاول جيمس بيكر، الذي يعتبر أحد وزراء الخارجية القاسين من ناحية اسرائيل. ‘فقد كان بيكر هو الرجل الذي قرر في حينه ترك الاسرائيليين والفلسطينيين لحالهم. ‘رقم الهاتف في البيت الابيض هو 242-338. اتصلوا، درج بيكر على القول، ملمحا بقراري الامم المتحدة الشهيرين اللذين رفض الجميع تبنيهما.
” كيري، يقول ايالون، لم يترك المعركة بل دخل فيها بكل القوة. ‘فهو يمارس علينا ضغطا وحشيا’، يقول ايالون. ‘انظروا ماذا يحصل في المفاوضات، الامريكيون طالبوا اسرائيل بخريطة الدولة الفلسطينية. اسرائيل طالبت قبل ذلك بترتيبات امنية في غور الاردن. الفلسطينيون غير مستعدين لاي جندي اسرائيلي هناك. وهم ينتظرون الحل الوسط الذي يقترحه الامريكيون، بمعنى قوات دولية على حدود الغور. نتنياهو لا يمكنه أن يوافق على هذا ايضا. ولا باي حال’. جيمس بيكر او جون كيري في تل أبيب يأملان في ان تكون الازمة بين اسرائيل والادارة بشدة متدنية وليست عالية، ولكن الانتقاد الداخلي على كيري شديد.
يسأل سياسي كبير ‘لماذا توجه الينا بلغة التهديد في المقابلة الاخيرة؟’مؤكدا ‘ماذا ينبغي لهذا أن يكون؟ لماذا قال انه اذا لم تتقدم اسرائيل في المفاوضات فستكون هنا انتفاضة ثالثة؟ لماذا لم يقل انه اذا لم يتقدم الفلسطينيون فلن تكون لهم دولة؟’.
” باختصار، كيري تحيز في منظومة اشتراطاته التقدم مع الفلسطينيين كفيل بان يرتبط بمطالب اسرائيل في موضوع ايران. هذا هو الرابط المعروف التي حاولت اسرائيل دوما التملص منه. مشوق أن نعرف من سيحل المعضلة. ربما أفيغدور ليبرمان، وزير الخارجية الجديد القديم، الدبلوماسي البرغماتي والمعتدل، الذي كما يعرف الجميع، الغرب مفتوح امامه.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ