المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 487



Haneen
2013-12-05, 12:54 PM
اقلام واراء اسرائيلي 487
21/11/2013


<tbody>
في هــــــذا الملف




نتنياهو يدعو ابو مازن الى الكنيست

''باراك رابيد' عن هآرتس


‘الدولة ضد المحكمة’

أسرة تحرير هآرتس


ماذا يفعل داني ديان في جبل الهيكل؟

يريف اوبنهايمر‘ أمين سر حركة ‘سلام الآن عن هآرتس


تاريخ السلب الاسرائيلي في قشرة جوز…

جدعون ليفي عن يديعوت أحرنوت


من الذي انشأ ‘الجو’؟

تسفي برئيل' عن هآرتس


السطو على الماء!

جدعون عيشت عن يديعوت


مريدور: الليكود يحث على تشريع أبارتهايد جديد

يونتان ليس عن هآرتس


حزب الله يقاتل في سورية ولبنان يدفع الثمن

عاموس هرئيل عن هآرتس


دور طــــــــــهـــــــــــــران

يورم شفايتسر‘ رئيس برنامج بحوث الارهاب في معهد بحوث الامن القومي عن معاريف


اتفاق سيء مع العدو!

بوعز بسموت عن اسرائيل اليوم








</tbody>


نتنياهو يدعو ابو مازن الى الكنيست

''باراك رابيد' عن هآرتس

القدس كعاصمة مشتركة لاسرائيل والدولة الفلسطينية ووقف البناء في المستوطنات. هذا هو الموقف الذي رسمه الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند، في جلسة خاصة عقدت على شرفه في الكنيست بكامل هيئتها. ودعا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في خطاب ألقاه امام اولاند’ الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) للمجيء الى الكنيست ودفع المسيرة السلمية الى الامام.

وشدد اولاند في حديثه على اهمية انهاء النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. ‘الوضع الراهن ليس قابلا للحياة، وهو يؤدي دوما الى الكراهية’، وأضاف ‘ثمة حاجة لان نكون واقعيين وايجاد حل. موقف فرنسا معروف حل للمفاوضات بحيث أن دولة اسرائيل ودولة فلسطين، مع القدس كعاصمة مشتركة، تعيشان الواحدة الى جانب الاخرى’. وعلى حد قوله، فان ‘على المستوطنات أن تتوقف، لانها تضر بفرص اقامة دولة فلسطينية’.

وكان نتنياهو تطرق قبل ذلك الى المسيرة السياسية وأعلن قائلا: ‘اني’ ادعو عباس: تعال نحطم الجمود. تعال الى كنيست اسرائيل، وأنا آتي الى رام الله. أنا أقبل حل الدولتين في إطار سلام’ حقيقي’، قال، رغم انه على حد قوله، ‘ليس كل النواب يتفقون مع أقوالي’. اما رئيس الكنيست يولي ادلشتاين من الليكود، الذي افتتح الجلسة، فقال ان ‘السلام الحقيقي لن يحل طالما تحاول جهات مختلفة التأثير على المفاوضات في ظل التهديد بالمقاطعة على اسرائيل’.

وفي وقت سابق من اليوم في لقائه مع ابو مازن في المقاطعة في رام الله، اوصى اولاند القيادة الفلسطينية بالمرونة في موضوع حق العودة مقابل مطلب تجميد البناء في المستوطنات، الذي اعرب عن التأييد له. وعقب الرئيس الفلسطيني على ذلك بان الفلسطينيين لا يمكنهم أن يطرحوا موقفا مختلفا عن الموقف الذي’ عرضته وأقرته الجامعة العربية. وقال انه ‘يوجد 5 مليون لاجيء فلسطيني نحن ملزمون لهم بحل’. ولكنه أضاف: ‘نحن مستعدون للجلوس والبحث في حل عادل ومتفق عليه اذا كانت حكومة اسرائيل مستعدة لعمل ذلك’. وتناول اولاند في حديثه ايضا المسألة الايرانية والاتصالات بين الغرب وطهران وقال ان ‘فرنسا لن تسمح لايران بالوصول الى سلاح نووي لانه يشكل تهديدا على اسرائيل، المنطقة والعالم، والجميع يفهم ذلك جيدا’. وقال اولاند انه يؤيد الحل الدبلوماسي ولكنه أضاف بان ايران ستختبر بافعال لا لبس فيها وان فرنسا لن توافق على رفع العقوبات عن ايران الا اذا تخلت هذه بشكل مطلق عن البرنامج النووي العسكري.

وعاد نتنياهو وقال متناولا الموضوع ان ‘السلاح النووي في يد ايران سيشكل خطرا ليس فقط على اسرائيل بل وعلى العالم بأسره’. وانضمت الى قوله رئيسة المعارضة، شيلي يحيموفيتش التي قالت انه رغم خلافات الرأي بينها وبين رئيس الوزراء ‘لا خلاف في هذا المجلس على أنه لا يجب السماح لايران بسلاح نووي’.

وشدد اولاند في حديثه على اهمية العلاقة بين بلاده واسرائيل وقال انه يجب تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الدولتين. واضاف اولاند: ‘أكرر الالتزام الفرنسي بالحفاظ بكل الظروف على أمن اليهود في فرنسا، فهو يساهم بعظمة دولتي’.








‘الدولة ضد المحكمة’

أسرة تحرير هآرتس

في قرار المحكمة الذي رفض القانون الذي يسمح للدولة بحبس طالبي اللجوء بثلاث سنوات، قضت قاضية محكمة العدل العليا عدنا أربيل بانه يجب الشروع باطلاق سراح نحو 1.750 شخصا في السجون فوريا. وقد اعطيت الدولة تسعين يوما لاستكمال هذا الاجراء. مر ثلثا الفترة، ورغم الالحاح الذي عبر عنه قرار المحكمة، لم تحرر الدولة حتى الان سوى أقل من خُمس المحبوسين.

في نقاش حول تحقير المحكمة الذي جرى في محكمة العدل العليا قبل نحو عشرة ايام بسبب عدم تنفيذ قرار المحكمة، أشار مندوبو الدولة بانه في نيتهم استكمال تحرير المحبوسين في الزمن المقرر. غير أنه في ذات اليوم نشر مشروع قانون بديل وان كان يرتب اقامة مركز مكوث ليس سوى أسم آخر لمنشأة الحبش الا أنه عمليا يسمح باستمرار حبس طالبي اللجوء. وفضلا عن تجاهل الدولة للمبررات الاخلاقية التي طرحتها محكمة العدل العليا، تظهر هنا ظاهرة مقلقة: التملص من تنفيذ قرار محكمة العدل العليا، في ظل تسويف اجراء التحرير للمحبوسين حتى تشريع القانون الجديد.

أمس، في اطار القرار الذي أصدرته محكمة العدل العليا لاخلاء بؤر استيطانية بنيت على أرض خاصة، هاجم رئيس المحكمة العليا آشر غرونيس سلوك الدولة وقال ان اجراءات التسوية تجري ببطء وكل ذلك في ظل استمرار الدولة لاطالة المدى الزمني لاوامر التخوم بالنسبة لتلك البؤر الاستيطانية… حان الوقت لاصدار الاوامر للدولة للايفاء بالتزاماتها وتنفيذها.

لقد وثقت ظاهرة تجاهل قرارات محكمة العدل العليا لاول مرة نائبة المستشار القانوني السابق، المحامية يهوديت كارب في مذكرة في العام 2010. ومع أنها اسندت لتعليمات اصدرها المستشار القانوني في اعقاب التقرير، كررت الظاهرة نفسها. وقرار المحكمة الذي أمر بانشاء مدرسة في البلدة اليهودية ابو تلول لم يطبق الا بعد اجراء التحقير، الذي قررت فيه المحكمة بان الدولة استخفت بشكل فظ بالتزاماتهم تجاهها. اما القرارات التي صدرت في موضوع جدار الفصل فلم تطبق الا بعد اجراءات تحقير، في احداها اضطرت القاضية دوريت بينيش الى التشديد على أن قرارات المحكمة ليست مثابة توصيات. معظم الحالات التي تجاهلت فيها الدولة قرارات المحكمة او تلبثت في تطبيقها كانت تتعلق بحقوق السكان المستضعفين مثل الفلسطينيين في المناطق، المواطنين العرب، مهاجري العمل والان ايضا طالبي اللجوء.

ان حقيقة ان الدولة نفسها تفرغ قرارات المحكمة من مضمونها تشكل خطرا حقيقيا على الديمقراطية ونظامه الاجتماعي. فكيف يمكن للدولة أن تطالب مواطنيها بالحفاظ على القانون واحترام قرارات المحكمة في الوقت الذي لا تفعل فيه هي ذلك؟.

ماذا يفعل داني ديان في جبل الهيكل؟

يريف اوبنهايمر‘ أمين سر حركة ‘سلام الآن عن هآرتس

هل تاب المتحدث العلماني الأبرز عن جمهور المستوطنين؟ تحدث رئيس مجلس ‘يشع′، داني ديان، في مدونة في الشبكة الاجتماعية عن زيارة قام بها منذ وقت قريب الى جبل الهيكل: ‘صعدت هذا الصباح الى جبل الهيكل وأنشدت همسا نشيد ‘هتكفاه’… إن الصعود الى جبل الهيكل في هذه الايام تجربة شعورية مؤثرة ومُهينة في الوقت نفسه، لكنها قبل كل شيء واجب. واجب ببساطة. فيا أيها اليهود إصعدوا الى الجبل!’. وتبين لي بفحص قصير أجريته أن داني ديان لا ‘يتقوى’ وأنه ينوي الحفاظ على صورة حياته العلمانية، بل أن يظهر فينة بعد اخرى في برامج التلفاز في ايام السبت.

إن داني ديان وهو علماني خالص اختار هو ايضا أن يستعمل الدين استعمالا هازلا للربح وليدفع بهدف سياسي الى الأمام. ويوافق ديان المتطرفين والخلاصيين من نشطاء اليمين ويدفع قدما هو نفسه بمسار قابل للانفجار وخطير كان في الماضي من نصيب مجموعات هامشية فقط من اليمين مثل ‘مُخلصي جبل الهيكل’ وأناس الهيكل. ومن كان يُعرف في الماضي في اليمين بأنه خلاصي وخطير أصبح اليوم يقود المعسكر اليميني كله ويستعمل الدين وسيلة الى التطرف السياسي. وغاية هذا المسار هي تحويل الصراع بيننا وبين الفلسطينيين من صراع سياسي الى صراع ديني، وأن يُرفض مسبقا كل تصالح على الارض ويُقضى على احتمال السلام بين الشعبين.

في الاشهر الاخيرة جُذبت الصهيونية الدينية وعلى أثرها اليمين العلماني ايضا وراء بدعة خطيرة هي الصعود الى جبل الهيكل، لا للصلاة والنشاط الديني بل لاظهار القوة والسيادة والتحرش بالفلسطينيين والمسلمين الذين يرون الجبل مكانا مقدسا ايضا. وليس عجبا أن اختار ديان أن ينشد ‘هتكفاه’ لا أن يقرأ من الكتب المقدسة والصلوات اليهودية.

لم يعد الصعود الى جبل الهيكل شعائر دينية للمؤمنين فقط بل أصبح تظاهرة سياسية قومية ترمي الى إقرار حقائق على الارض والزيادة في حدة المواجهة مع العالم العربي. إن الوضع الراهن الحالي يُمكّن كل يهودي يريد الصعود للصلاة في جبل الهيكل من فعل ذلك بشرط ألا يتحول ذلك الى تظاهرة سياسية ترمي الى إقرار ملكية وجعل المكان من نصيب اليهود فقط. وينظر العالم الاسلامي كله في قلق الى ما يجري فوق جبل الهيكل وتحته، وكل تغيير في الوضع الراهن يُهيج النفوس ويزيد في الخشية من أن اسرائيل تنوي أن تُبعد المسلمين عن الجبل. وهذه الخشية من أشد الوسائل فاعلية عند الاسلاميين المتطرفين لاحراز دعم لمقاومة اسرائيل العنيفة. إن داني ديان وأوري اريئيل والصاعدين الجدد الى الجبل يعملون لمصلحتهم بنشاطهم التحرشي حول الجبل.

إن محاولة الطمس على الفرق بين الصلة الدينية والسيادة السياسية من أشد الوسائل فاعلية عند اليمين لالغاء كل محاولة للمصالحة وتقسيم البلاد. ويمكن أن نرى نظير ذلك عند الفلسطينيين عند منظمات الرفض المختلفة ومنها حماس والجهاد الاسلامي اللذان يريان أن كل تخلي عن جزء من أجزاء البلاد هو عمل يعارض القيم الدينية ولهذا لا يمكن تنفيذه. والطرفان لا يُفرقان بين السيادة السياسية وحرية العبادة والتدين ويحاولان الربط بين الأمرين ورفض حق الشعب الآخر بذلك.

إن جبل الهيكل مكان مقدس للشعب اليهودي منذ أكثر من ألفي سنة، أي قبل أن يُكتب النشيد الوطني الاسرائيلي وقبل أن يُصور علم اسرائيل أول مرة بزمن بعيد. وجبل الهيكل مكان مقدس لليهود دونما صلة بالسيادة السياسية وكون المكان تحت سلطة الدولة. وجبل الهيكل مثل سائر الاماكن المقدسة يجب أن يبقى نقيا من الشعارات السياسية والقومية وأن يعود ليكون مكانا دينيا فيه حرية عبادة لكل انسان يهودي أو مسلم. ومحاولة إحداث صلة بين الديني والقومي، وبين القداسة والسيادة هي وسيلة المتطرفين من الجانبين لتفجير كل اتفاق وجعلنا جميعا نُقتل ونَقتل على مذبح الدين.

تاريخ السلب الاسرائيلي في قشرة جوز…

جدعون ليفي عن يديعوت أحرنوت

وُلد أول أمس حمَل في القرية البدوية غير المعترف بها أم الحيران في شمال شرق النقب، وحاول هذا المخلوق الصغير الضعيف أن يقف على قوائمه ويخطو خطواته الاولى، لكنه خطا وسقط، وخطا وتعثر في حين كانت أمه النعجة تلعق جسمه في رحمة، وكانت ما زالت تقطر الدم من الخلف. كان هذا المشهد مؤثرا في القلب. وأشك كثيرا في أن يستطيع هذا الحمَل قضاء ايامه في هذه القرية التي يغطيها خطر الهدم والطرد: فاليوم ستبحث المحكمة العليا، في جلستها بصفتها محكمة للاستئنافات، في طلب اثنين من سكان القرية وهما ابراهيم فرهود وعطوة أبو القيعان، بواسطة محامي منظمة ‘عدالة’، للاعتراض على أوامر الهدم والاخلاء التي صدرت عليهما. وفي ذلك الوقت حقا وفي تزامن غير عرضي، ستبحث لجنة الداخلية في الكنيست في قانون براور.

كان الوقت ظهرا في أم الحيران، وتلبدت السماء وعاد الاولاد من مدرستهم في البلدة البدوية المجاورة حورة، منحدرين في الطريق الرملي المؤدي الى بيوتهم، وحقائبهم على ظهورهم وسكاكر على عصي زهيدة السعر في أفواههم. قد لا يترعرعون هم ايضا هنا اذا ما تحققت نية دولتهم الآثمة. إن الشارع المؤدي الى القرية بُثت فيه الكتل الاسمنتية الموضوعة بالقرب من كل مجموعة رُعاة وتُحذر من منطقة نيران، فالدخول ممنوع بالعبرية والانجليزية من اجل خريجي أوكسفورد الذين ربما يسكنون هنا لكن لا بالعربية لغة المكان.
وانبعثت من الشارع ذي الندوب الذي تكثر الحفر فيه رائحة عفن فظيعة من قمامة حورة؛ ويؤدي هذا الشارع من منطقة ظلم هي ارض البدو في النقب الى منطقة ظلم اخرى هي جنوب جبل الخليل. فهناك وهناك ايضا عن جانبي الخط الاخضر يحدث الآن جهد اسرائيلي منهجي لاخلاء المكان من سكانه غير اليهود ولتخريب قرى وطرد مجموعات رُعاة الى الغابات. وتصرخ هذه المظلمة بصورة خاصة في أم الحيران، فهنا تريد الحكومة أن تخرب القرية التي يعيش فيها سكانها منذ 1956 بعد أن طردتهم إليها السلطات من اراضيهم بالقرب من كيبوتس شوفال، وأن تنشيء بدلا منها بلدة يهودية متدينة اسمها حيران.

إن تاريخ أم الحيران هو تاريخ السلب في قشرة جوزة فهم أولا يطردون أول مرة ويطردون بعد ذلك مرة ثانية. والسكان المطرودون هنا للمرة الثانية خرجوا للنضال وهم يحملون الآن صبغة قانونية لكنه قد تتحول الى نضال عنيف ايضا. وقد سمى في هذه الاثناء وزير تطوير النقب والجليل سلفان شالوم، السكان الذين طردتهم السلطات الى هنا قبل أكثر من يوبيل، سماهم ‘غُزاة’.

واليكم ما كُتب في موقع الانترنت لنواة حيران الذي ينتظر أن يرتفع على الأنقاض: ‘حيران بلدة شابة متطورة قامت في مكان ما في جنوب شرق النقب، بين متار وعراد، غير بعيدة عن حفيف أوراق اشجار الصنوبر في غابة يتير’. ولم نسمع ‘حفيف اشجار الصنوبر’ حقا أول أمس في أم حيران، بل سمعنا فقط اصوات الظهيرة لنساء واولاد في البلدة التي فيها حياة وليس فيها كهرباء أو ماء جارٍ، على مبعدة ربع ساعة عن بئر السبع. لكن نواة حيران مستمرة تقول: ‘والنواة مؤلفة من عائلات تدرك روح العصر… فهي تريد أن تسهم اسهاما كبيرا في التوازن السكاني يبعثها على ذلك شعور برسالة صهيونية… وفي ضوء ذلك جعلت النواة غايتها أن تنشيء مجتمعا ايمانيا يطمح الى الامتلاء والتعزيز والتقوي بالروح والمادة’. روح العصر والرسالة الصهيونية والتوازن السكاني هذا أفضل ما في المعجم القومي الديني. وقد أصبح يوجد حاخام للبلدة القادمة.

إن أطباق الاقمار الصناعية والألواح الشمسية ومولدات الكهرباء وحاويات الماء التي يشترونها بأسعار عالية تُمكّن هنا على نحو ما نحوا من 600 نسمة من العيش. وتوجد مبان ثابتة وأكواخ صفيح مبعثرة وحظائر غنم وبيوت سكنية، وهياكل سيارات وقمامة متناثرة، وقطة على صفيح ساخن ايضا، مع جهد ما لاعطاء هذا المكان منظر شبه مرعي. وإن أكثر السكان هنا أجراء من خارجه، عدد منهم اكاديميون منهم غير قليل من المعلمين وثلاثة محامين وهم يريدون بيتا في القرية لا بيتا في بلدة ضعيفة، وهم مستعدون للجلاء الى اراضيهم الأصلية، بالقرب من شوفال، لا الى حورة المكتظة كما تريد السلطات. ‘اذا كانت الدولة تأسف لأنها جاءت بنا الى هنا، واذا كانت تريد أن تعلن الغاء الصفقة التي أتمتها معنا في 1956، فلتُعدنا الى اراضينا في شوفال’، يقول زعيم النضال في القرية سليم أبو القيعان.

إن أبو القيعان الذي يسوق سيارة جيب مرسيدس صغيرة نسبيا هو تاجر وصانع أثاث، يوجد مشغله في حورة لأنه لا توجد كهرباء في قريته. وهو في الرابعة والخمسين من عمره يتكلم لغة عبرية اسرائيلية خالصة وعنده 11 ولدا، وله في القرية ثلاثة بيوت لنسائه الثلاث. وهو يسكن مع أفتاهن ختام ابنة الثامنة والعشرين في بيت أحلام كثير الدمى، يسيطر اللون الوردي في غرفة الضيوف عليه، وهو مغلف بالزينة وما لا يحصى من صور الزوجين الشابين على جدران غرفة النوم البيضاء، عش الغرام. تزوج أبو القيعان اول مرة في سن الخامسة عشرة والنصف، وولد إبنه البكر بعد ذلك بسنة. وخدم الابن رائد ثلاث سنوات في جفعاتي، في قطاع غزة أكثر الوقت. وجاء مرة الى الكنيست مع أمر تجنيد وأمر هدم في يده.

طُرد والدا سليم الى هنا في 1956 وولد في أم الحيران. وأُنشئت المحطة عند المفترق بيت كاما على اراضي أبيه. ولم يُسمح لهم منذ ثمانينيات القرن الماضي بفلاحة اراضيهم الضائعة. وفي شتاء 1997، حدثت عاصفة هوجاء في النقب وسُحب ثلاثة من أبناء القرية فماتوا في الوادي وهُدمت أكثر بيوت القرية. ويقول أبو القيعان إنه زار المكان بعد الكارثة الوزير اريئيل شارون ودعا السكان ‘الى اقامة بيوتهم من جديد’. وقدمت الدولة ايضا مساعدة مالية. وبعد ذلك ببضع سنين في بداية الألفية الثالثة بدأت تلك الدولة توزع أوامر الهدم والاخلاء. ‘قالوا إننا غُزاة وإنه لا حق لنا في أن نكون هنا. وأصدروا أوامر وطرحوها في يد شيخ هو محمد أبو القيعان، ولم يُبينوا له لمَ وعلام’. وبعد ذلك ببضعة اشهر فقط فهموا من الشرطة أن مصيرهم قد بُت. فتوجه سكان القرية الى منظمة عدالة التي هبت لمساعدتهم في نضالهم القانوني اعتراضا على اجلائهم.

صدرت الأوامر الى الآن في نحو من 30 عائلة، وستبحث المحكمة العليا في مصير اثنتين منها اليوم. وقد أجاز جهازا القضاء السابقان وهما محكمة الصلح في كريات غات واللوائية في بئر السبع، أجازتا الهدم والاخلاء. ويريد السكان الآن الاستئناف الى العليا. ولا استئناف على الحقائق. فقد جاء في قرار المحكمة اللوائية في بئر السبع أن ‘منظومة الحقائق البادية هي نقل مكان سكن العائلات الى الموقع المذكور قبل عشرات السنين باذن من السلطات المخولة بل بطلب منها. وتقرر بعد ذلك لاعتبارات مختلفة الغاء الاذن والافضاء الى اخلاء المنطقة’. فهل يوجد علم باستيطان يهودي في المنطقة السيادية لدولة اسرائيل استعملوا فيه ذلك ‘لاعتبارات مختلفة’؟. يقول سليم ‘إننا عاجزون في وجه الجهاز القضائي، كنت أستطيع أن أكتب قرار حكم كريات غات قبل أن يكتبه القاضي. يؤسفني أن الجهاز القضائي لا يعترف بوجودي. لكن الامر ليس في يد القضاة، فهذه مسألة سياسية لا قضائية. والامر واضح لكل واحد وهو أنهم يريدون طردنا لأننا بدو لا يهود. قلت للقاضي: هل تريد أن أُغير اسمي الى ابراهيم أو اسحق؟ إننا نسكن في المحكمة في السنوات الاخيرة. وتبحث السلطات عما تكسرنا به. وهي تعرض على المحكمة بديلا في حورة لكن لا يوجد في حورة قسيمة واحدة خالية. وفي الحي 12 ينتظر 350 انسان قسيمة. وهم مستحقون يقولون لهم: إنتظروا، وهذا يعني أنه لا يوجد أي بديل في حورة كما تزعم الدولة’.

‘لا نريد الانتقال الى حورة. يوجد هناك عملية قتل في كل اسبوع وفوضى بين الحمائل. فلماذا أمضي الى كارثة؟ شم رائحة القمامة في حورة. إن حورة مدينة. ونحن ولدنا في قرية ونريد الاستمرار في العيش في قرية قروية. تقول الدولة إنها تريد أن تجعل قريتنا قرية يهودية. فلينشئوا قرية يهودية، فلا تعوزهم الاراضي لذلك، لكن ليعترفوا بنا ايضا. أعطونا قطرة ماء وسنهتم بما عدا ذلك. إعترفوا بنا فقط ودعونا نبقى. لسنا ضد الدولة ولن نحاربها. فنحن مواطنو الدولة. نريد فقط مواطنة مساوية. ولا نريد عنصرية وكراهية أكثر. اختطف متسللون من الاردن أختي فاطمة في 1968. وخدم إبني في الجيش الاسرائيلي، ونحن دافعنا عن الدولة’.
آنتفاضة؟ ‘لا أريد أن أسمي ابني باسمه قبل أن يولد. آمل ألا يكون ذلك. لكن اذا فكروا في اخلاء القرية فسيأتي العالم كله الى هنا. في 2003 جاء 850 انسانا من البلاد كلها بسبب أمر هدم مسجد. إن أم الحيران الآن هي حديث الوسط العربي. هل تريدون أن تقتلوا الأم، وأن تأتوا بالولد، غرعين حيران. أنتم جئتم بنا الى هنا فما الذي تريدونه الآن اذا؟’.
وفي ذلك الوقت بالضبط سُمع صوت المؤذن الذي أذن لصلاة العصر، وهو صوت حزين لذيذ انتقل من طرف القرية الى طرفها الآخر.


من الذي انشأ ‘الجو’؟

تسفي برئيل' عن هآرتس

‘إن المعجم العسكري الذي سيطر على اللغة العبرية أوجد تجديدا مهما وهو: ‘عمليات جو’. والقصد الى عمليات ليس لها تفسير مسطور في كتب تفسير ‘الشباك’، وليس من ورائها ‘يد موجهة’ أو منظمة ارهاب منظمة ولا يوجد عنها معلومات استخبارية سابقة. فهل تدل على انتفاضة جديدة؟ يسأل السائلون الذين يعرفون حالتين أساسيتين فقط وهما الانتفاضة أو الهدوء، أو السيطرة أو العصيان.

”يوجد الآن نحو من 100 ألف فلسطيني لهم حساب مفتوح مع الجيش الاسرائيلي’، بيّن ضابط كبير في الجيش الاسرائيلي عن أسس التهديد الجديد. هل 100 ألف فقط؟ أليسوا ملايين المواطنين ممن لهم منذ 46 سنة حساب مفتوح مع دولة اسرائيل؟ وهل يشمل ذلك أصحاب البيوت التي هُدمت في غور الاردن وفي جنوب جبل الخليل؟ وعائلات عشرات آلاف الفلسطينيين ممن يمكث واحد من أبناء عائلاتهم على الأقل في السجن أو قضى فيه جزءا من حياته؟ أو اولئك الذين فصلهم سور الاسمنت عن اراضيهم أو بغّض إليهم حياتهم على حواجز تسلبهم اياما طويلة من حياتهم؟ من المثير أن نعلم كيف نجحت دولة اسرائيل في إحداث جو الابتهاج والفرح الذي يفصل سائر سكان المناطق عن اولئك الـ 100 ألف.

‘حينما لا توجد منظمة تتحمل مسؤولية عن العمليات ولا عنوان يمكن أن يُداهم في الليل، وحينما يصبح ولد فلسطيني في السادسة عشرة من عمره، ‘بلا قاعدة’، قتل الجندي الولد عيدان أتياس، حينما يصبح عدوا صغيرا جدا في مواجهة الطوابير الضخمة، فيجب ايجاد هدف مناسب. ويقوم التحريض و’الجو’ بهذا العمل. وهما يُستعملان الآن في الحقيقة لوصف الوعي الفلسطيني والثقافة الفلسطينية اللذين يجب إخرابهما ‘للقضاء’ على الارهاب. وسيحلان محل مصطلح ‘بنية تحتية’ الذي استُخدم الى الآن بدور تعريف العدو. إن ‘البنية التحتية’ خدمتنا جيدا في محاربتنا لفتح وحماس. ومنحتنا الشرعية لاغتيال زعماء أو مجرد نشطاء، ورمي بيوت المواطنين بالقنابل، ووسما الوعي الاسرائيلي في الأساس بشعور أن للارهاب بنية تحتية مستقلة، وضربا من كيان مستقل لا يتعلق ألبتة بالاحتلال أو بأفعال اسرائيل والعاملين معها في المناطق.

‘وماذا يفعلون حينما تظهر فجأة عمليات ‘دون بنية تحتية’؟ يجب أن يوجد مصطلح بديل يتابع مهمة ‘البنية التحتية’. مصطلح يعزز التفريق المطلق بين الاحتلال ونتائجه. إن مصطلح ‘الجو’ ليس في الحقيقة قويا ومحددا كـ ‘البنية التحتية’. لكنه كاف اذا نجحت اسرائيل في أن تنسب انشاءه الى الطرف الفلسطيني وفي أن تُحدد فيه أهدافا يمكن المس بها. اذا كان ‘الجو’ القاتل نتيجة لخيبة الأمل واليأس لعدم التقدم في المسيرة السلمية، والعجز في مواجهة قوات ضخمة أخذت تقضم ما بقي من الارض التي يجب أن تُستعمل لتكون الدولة الفلسطينية، فيجب أن تُطرح التهمة على الطرف الفلسطيني.

”ليست حماس بل السلطة الفلسطينية، والرسائل التي تُبث هي القضاء على اسرائيل… لا أعتقد أنه يمكن الوصول بمسيرة السلام الى نهاية ناجحة دون وقف مطلق للتحريض’، قال يوفال شتاينيتس وزير الشؤون الاستراتيجية بصورة قاطعة. هكذا تُبنى دعوى وهكذا ينشئون تهمة ويطرحون مسؤولية وينشئون جدار فصل بين الاحتلال و’الجو’. وكأن كتل الاسمنت في أفرات وعوفرا وجبل أبو غنيم وجبل براخا ليس لها ذنب في إحداث ‘الجو’. لأنه هل تستطيع الحجارة أن تُحرض، في الحقيقة؟ وهل تصدر عن الجرافات الكبيرة أقوال تشهير بالفلسطينيين؟ والوزراء ايضا لا يُحرضون. لأن مشروع الرياء لوزير الاسكان أوري اريئيل ليس موجها على الفلسطينيين، فوزير الاسكان يحارب امريكا اوباما. ولا يعنيه الفلسطينيون الذين لا يحسب لهم حسابا.

‘من المثير أن الجيش الاسرائيلي بخاصة يدرك من هو المسؤول عن ‘الجو’. ويشهد على ذلك ‘الحساب المفتوح’ الذي تحدث عنه الضابط الكبير. فهو يعلم أين توجد البنية التحتية الحقيقية التي تُحدث ‘الجو’؛ إنه يعلم ويسكت.

السطو على الماء!

جدعون عيشت عن يديعوت

قررت سلطة المياه أن تقلل كمية ماء البحر المُحلى التي ستُنتج في السنة القادمة بـ 150 مليون متر مكعب. ولم يحب منتجو الماء المحلى هذا القرار وكذلك ايضا من يشكون من أن ثمن الماء مرتفع جدا وينبغي خفضه لأن الماء المحلى أكثر تكلفة، والتقليل من استعماله يوجب خفض سعر الماء.

فهل سعر الماء مرتفع جدا؟ لا يوجد جواب سهل عن هذا السؤال. ما هو السعر المناسب للماء؟ اذا كان يفترض أن يعبر السعر عن تكاليف الاستخراج والتحلية والنقل في الأنابيب والتوزيع، فمن المنطق أن نفرض أن السعر الحالي يدور حول هذه الغاية، بشرط ألا تربح السلطات المحلية التي هي مالكة اتحادات الماء أرباحا من تلك الاتحادات. بيد أن النظر عن طريق التكاليف يُخطيء الامر. والامر هو أن المقياس الأصح وإن لم يكن الوحيد لسعر الماء هو ارتفاع سطح الماء في بحيرة طبرية. فاذا كانت بحيرة طبرية وسائر أحواض الماء ممتلئة في نهاية آذار فان ذلك يعني أن السعر لا بأس به، نسبيا.

إن ما يحدث للماء في منطقتنا هو سطو على أولاد. ويمكن أن يُزعم أن هذا ما ينبغي أن يكون، فنحن نُربيهم، فليدفعوا اذا، فنحن نشرب ماءا رخيصا من بحيرة طبرية وليختنقوا هم بماء بحر مُحلى باهظ الكلفة. وليس من الفضول أن نذكر أنه كانت وما زالت توجد سياسة لحكومات اسرائيل المتعاقبة. وحينما ركّعنا بحيرة طبرية فقط بدأوا يُحلون ماء البحر ويرفعون سعره.

إن حساب سعر الماء بحسب مقياس ارتفاع الماء جزئي. وقد نسينا أنه كان يوجد ذات مرة ماء في الاردن الجنوبي، وكان كما تقول كتب التاريخ يجري الى البحر الميت. وأصبح السطو على الماء يحرم البحر الميت منذ سنوات من مصدر حياته. والذي يبحث عن تفسير لكون الدولة تنفق مليارات على علاج الأملاح التي تتجمع بالقرب من فنادق البحر الميت، والذي يبحث عن تفسير لتزايد عدد الهوات المبتلعة هناك، والذي يبحث عن تفسير لكون البحر يتحول بالتدريج الى مستنقع آسن فان السطو على الماء هو التفسير. ولهذا فان بحيرة طبرية المليئة ليست مقياسا كافيا لسعر الماء. يجب أن تكون بحيرة طبرية مملوءة في نهاية الشتاء بعد أن يُفتح السد وتجري مئات ملايين الأمتار المكعبة من الماء الى الجنوب.

وهو شيء يعيدنا الى سلطة المياه والى استقرار رأيها على مضاءلة تحلية ماء البحر. إن منتجي الماء رتبوا أمورهم. والعقود معهم هي من نوع ‘خُذ أو إدفع′، وفي عقد كهذا يدفع المشتري سلطة المياه الى المنتج سواء أخذ ماءا أم لا. إن الدفع غير متساوٍ في الحقيقة ومن هنا يأتي تباكي المنتجين، لكنهم لا يخسرون بل يربحون أقل، وذلك غير خطير.

ولم يكن ذلك ليكون فظيعا لولا السطو على الماء. إننا ندفع الى المنتجين حتى حينما لا يُنتجون. وماذا عن بحيرة طبرية؟ وماذا عن حوض الجبل؟ وماذا عن الحوض الساحلي؟ إن الشيء المطلوب هو الغاء قرار الاقتطاع من كمية ماء البحر المحلى الذي تشتريه سلطة المياه، وأن تُترك مصانع تحلية البحر لتعمل بكامل قدرتها الانتاجية لتزودنا بماء للشرب والاستحمام (إن أكثر الماء في الزراعة هو ماء مجاري جرت عليه عملية تصفية). وأن يُرفع اذا احتيج الى ذلك السعر على المستهلك وألا يُسحب الماء في مقابل ذلك من بحيرة طبرية وأن يُترك سطحها ليرتفع وأن يُفتح السد وأن يُقدَّم للبحر الميت إنعاش بماء حي يحتاج إليه جدا.

مريدور: الليكود يحث على تشريع أبارتهايد جديد

يونتان ليس عن هآرتس

هاجم الوزير السابق دان مريدور بشدة شركائه السابقين في كتلة الليكود ممن يحثون تشريعا يميز ضد عرب اسرائيل واللاجئين وادعى بانهم يحاولون حث سياسة ابرتهايد. ‘الامر الوحيد الذي يعنيهم هو المناطق. اما حقوق الانسان، الديمقراطية، المساواة فكل هذا ليس′ موجودا في تفكيرهم’. وكان مريدور قال ذلك في مقابلة مسجلة لطالب في الولايات المتحدة تنشر مقاطع منها في موقع ‘والا’ اليوم. وعلى حد قوله: ‘سمعت احدهم يقول انه مع حقوق الانسان. ولكن ليس حقوق المواطن (للفلسطينيين). بمعنى أنهم اذا لم يصوتوا في الانتخابات، فان هذا مثلما في جنوب افريقيا. أعتقد أن هذا خطير.

هذا ليس الليكود. يوجد هنا انحراف دراماتيكي عن طريق الليكود التاريخي. وهاجم مريدور النائبة ميري ريغف التي وصفت مهاجري العمل السودانيين بـ ‘السرطان’، ونائب وزير الدفاع داني دانون الذي طالب بطرد المهاجرين الى معسكرات اعتقال. وعلى حد قوله فان ‘هذه لغة رهيبة وحين سمعت هذه التصريحات لم اصدق اننا ننتمي الى ذات الحزب. بشكل اساسي، على المستوى الانساني، غير مقبول على العقل سماع يهود يتحدثون هكذا عن الاقليات’. كما تطرق مريدور الى المعادلة التي يواظب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على عقدها بين احتمال التهديد الايراني على اسرائيل اليوم والتهديد الذي شكله الحكم النازي على يهود اوروبا في 1938.

‘لا يوجد هنا مجال للمقارنة. اسرائيل هي دولة قوية ونحن لسنا قريبين من 1938′.


حزب الله يقاتل في سورية ولبنان يدفع الثمن

عاموس هرئيل عن هآرتس

الاهتمام الدولي في ما يجري في الحرب الاهلية في سوريا، خبا بقدر كبير، ما أن اتضح بان الولايات المتحدة تراجعت عن خطتها للهجوم من الجو على اهداف لنظام الاسد ردا على استخدام السلاح الكيميائي ضد الثوار في آب الماضي. ولكن المذبحة في سوريا مستمرة بنشاط، وبين الحين والاخر تنتقل الى اراضي الدول المجاورة. العملية ضد السفارة الايرانية في بيروت تبدو كنتيجة مباشرة للحرب الاهلية السورية والدور الايراني ودور حزب الله الى جانب النظام في دمشق.

المنظمة التي اخذت على عاتقها مسؤولية العملية هي ‘كتائب عبدالله عزام’، وهي جناح سني متطرف تعمل فروعه في لبنان، في سوريا وفي مصر وتتماثل مع القاعدة. عزام، فلسطيني من مواليد منطقة جنين في الضفة الغربية، كان المعلم الروحي لاسامة بن لادن في الباكستان وقتل في حادث سير هناك في نهاية الثمانينيات. كتائب عزام في لبنان، منظمة صغيرة نسبيا، الكثير من اعضائها فلسطينيين، تبنوا في الماضي عمليات اطلاق كاتيوشا قصيرة المدى نحو الجليل. اما الهجمة المتدرجة والذكية امس انتحاري على دراجة اقتحم نطاق السفارة وهكذا أخلى السبيل لسيارة مفخخة الحقت ضررا شديدا – فتبدو كمحاولة للاستخدام ضد ايران وحزب الله ذات التقنيات الفتاكة التي استخدماها على مدى السنين ضد اعدائهما في المنطقة. السؤال الذي بقي مفتوحا هو هل المنظمة قادرة على تنفيذ هجوم كهذا بقواها الذاتية أم انها استعانت لهذا الغرض بدولة اجنبية ذات قدرات ارهابية اكثر تطورا.

في رد شبه شرطي، سارعت ايران الى اتهام اسرائيل بالمسؤولية عن الهجوم. هذا ادعاء مدحوض: فليس لاسرائيل اي مصلحة في توريط نفسها في المعركة النازفة في سوريا وفي لبنان، ومن الصعب ان نراها ترتبط بفصائل سنية متطرفة ترفض وجودها رفضا باتا. ومشوقة حقيقة أن وسائل الاعلام العربية ايضا تناولت باستخفاف هذه الادعاءات. الداعمة الاساس للمنظمات السنية المتطرفة في سوريا وفي لبنان هي السعودية وليس اسرائيل والسعودية تستثمر الان جهودا هائلة ايضا في اقناع الاسرة الدولية لمواصلة الضغط على ايران في مسألة النووي. في كل الاحوال يبدو أنه اولا وقبل كل شيء الصلة السورية واضحة. في بيان الكتائب وفيه اخذ المسؤولية عن العملية ادرج المطلب بالاخلاء الفوري لرجال الحرس الثوري الايراني ومقاتلي حزب الله من سوريا.
يحتمل الا يكون توقيت العملية مصادفا. ففي الايام الاخيرة’ تجري في الجانب السوري من الحدود معركة شديدة في المنطقة الجبلية التي تسمى القلمون، المشرفة على طريق دمشق حمص. يبدو أن نظام الاسد، بمساعدة حزب الله يحقق فيها نجاحا. هذه محاولة سورية لتكرار نجاح النجاح في حزيران، حين حقق له التدخل المكثف من حزب الله انتصارا تكتيكيا هاما في بلدة القصير. اكثر من 20 الف من سكان المنطقة هربوا حتى الان الى لبنان سبب المعارك. ومن المهم للمعارضة السورية أن تقلص مشاركة حزب الله الى جانب النظام.

العملية في السفارة امس تضاف الى سلسلة هجمات على مراكز قوة ايران وحزب الله في ايران بما فيها اطلاق الصواريخ وزرع عبوات ناسفة في منطقة الضاحية، الحي الشيعي في جنوب بيروت، قبل بضعة اشهر. لقد جرت هنا محاولة لتثبيت ميزان رعب لبناني، يكون واضحا فيها لحزب الله بانه سيدفع ثمن الجبهة الداخلية على تدخله المستمر في سوريا. ولا يزال من الصعب التصديق بان شيئا يمكن ان يصرف الايرانيين وحزب الله عن طريقهم في هذه المرحلة.

من ناحية ايران، الانفجار يأتي قبل لحظة من استئناف محادثات النووي في جنيف اليوم. ولا يزال لا يسمح لطهران بان تلعب دور الضحية بشكل مقنع: فالحرس الثوري التابع لها وقف خلف عدد كبير من الهجمات الارهابية المشابهة، وسفاراتها في العالم شكلت قيادات متقدمة لكثير من العمليات الاستخبارية والعمليات المضادة من أن يبدأ أحد ما في الغرب بالاشفاق عليها.

وبالنسبة لاسرائيل، يبدو أنها تتصرف بحكمة حين تحرص على الا تنجرف الى المعمعان السوري اللبناني. ولا يزال للاحداث في سوريا تأثير ضار هائل على كل الدول المجاورة: يكفي التفكير في الشتاء القاسي الاخر الذي ينتظر مئات الاف اللاجئين السوريين في المخيمات في الاردن وفي تركيا. وطالما تلخص التدخل الاسرائيلي بقص قوافل السلاح في سوريا، والذي يعزى له كل شهرين تقريبا، فان خطر تورطها في ما يجري لا يزال يبدو منخفضا.

دور طــــــــــهـــــــــــــران

يورم شفايتسر‘ رئيس برنامج بحوث الارهاب في معهد بحوث الامن القومي عن معاريف

العملية الانتحارية التي نفذت ضد السفارة الايرانية الواقعة في حي النجاح، معقل حزب الله في بيروت، تعبر عن تصعيد ومرحلة جديدة في المواجهة بين ايران وحزب الله وبين محافل المعارضة في سوريا وفي لبنان. ان تعميق تدخل ايران وحزب الله في الحرب الاهلية في سوريا في السنة الاخيرة جعل الطرفين السند الاساس لبقاء نظام الاسد. وقد أوضحت هذه الحقيقة للجهات التي تقاتل ضد نظام الاسد، وعلى رأسها محافل الجهاد العالمي في سوريا وفي لبنان، بانها ملزمة بان تعمل ضدهما في لبنان ايضا كي تحاول تغيير المعادلة في المعركة في سوريا.

ويمكن أن نجد تعبيرا عن ذلك قبل بضعة اشهر عندما هاجمت محافل الجهاد العالمي معقل حزب الله في الضاحية بواسطة سيارة متفجرة واطلاق صواريخ نحو مواقع تتماثل مع حزب الله في البقاع وفي سوريا.

هذه العمليات، ولا سيما في بيروت، كانت بين الاسباب التي دفعت حزب الله الى طلب تدخل الجيش اللبناني في ما يجري والسماح له في ادخال قواته الى الضاحية بعد أن كانت المنطقة خارج النطاق لاي جهة عسكرية امنية لبنانية، غير حزب الله.
متحدثون مختلفون من محافل الجهاد العالمي في لبنان وفي سوريا هددوا في الاشهر الاخيرة صراحة بانهم سيضربون حزب الله وسينتقمون من المنظمة على اجتياحها الاراضي السورية، تدخلها في ذبح المواطنين وقتالها الى جانب جيش الاسد في المعارك. وقد ازدادت هذه التهديدات بشكل خاص في اعقاب المعركة في القصير والتي ادت فيها قوات حزب الله دورا مركزيا. وبالفعل، في تموز من هذا العام احبطت عملية كبيرة في بيروت خططت لها محافل الجهاد في لبنان، بعد ان اعلنت وكالة الاستخبارات الامريكية للجيش اللبناني عن التخطيط لها. وأعطى أمين عام حزب الله حسن نصرالله الذي يعي الخطر المحدق به، تعبيرا عن ذلك في خطابه الاخير بتصريحه بان تهديدات ‘التكفيريين’، كما وصف المجاهدين في لبنان و سوريا، الذين يعملون على ضرب منظمته، لن يردعوه من التمسك باخلاصه للاسد.

ان اختيار السفارة الايرانية كهدف للهجوم يشكل بوضوح ارتفاع درجة في نشاط المنظمات السلفية الجهادية في سوريا ولبنان والرامي الى اثبات قدرتها على ضرب من يعتبر من قبلها كرأس الافعى وكمحور مركزي للنشاط العسكري الجاري ضدها في سوريا. تبني المسؤولية من كتائب عبدالله عزام اللبناني، الى جانب حقيقة ان العملية نفذت بواسطة مخرب انتحاري او اثنين، تعزز الفرضية بان الحديث يدور عن المجاهدين، الذين بالنسبة لهم يعتبر الاستشهاد هو رمز تجاري.
‘وتعبر العملية الاجرامية في بيروت بشكل واضح عن نهاية مجال الحصانة التي تمتعت بها ايران حتى الان. والرسالة التي اراد مخططوها نقلها واضحة: من الان فصاعدا كل الممثليات الايرانية، بما فيها السفارات وقوات الحرس الثوري في سوريا وفي لبنان تشكل هدفا مركزيا لنشاط عموم منظمات الجهاد العالمي في هاتين الدولتين، وعلى رأسها كتائب ‘عبدالله عزام’، ‘جبهة النصرة’ و ‘الدولة الاسلامية في العراق والشام’، التي تقود المعركة العسكرية الارهابية في سوريا، الى جانب نحو دزينة اخرى من المنظمات والشبكات الاسلامية المحلية.

والان ستضطر ايران وحزب الله الى ‘تذوق الدواء المرير’ الذي اسقوه العالم كله عندما كانوا أوائل من ادخلوا نمط العمليات الانتحارية الى سجل الارهاب العالمي.

فاستخدام الانتحاريين في الهجوم على السفارة الايرانية في بيروت يشكل النفي المطلق للمحاولات اليائسة من’ ايران وحزب الله لالقاء التهمة على اسرائيل وكأنها المسؤولة عن الهجوم الذي وقع في بيروت. ورغم الميل الطبيعي في اسرائيل للشعور بالشماتة من طهران وحزب الله اللتين تتعلمان على جلديهما الطعم المرير للارهاب، يجدر ب تل أبيب ان تتذكر بان مخططي هذه العمليات هم اعداء لدودون لاسرائيل وأنه في حلمهم، سلاحهم سيتجه في المستقبل نحوها ايضا.

اتفاق سيء مع العدو!

بوعز بسموت عن اسرائيل اليوم

للمرة الثالثة في غضون شهر ونصف تُستأنف اليوم في جنيف محادثات النووي بين ايران والقوى العظمى فيما يتفق الجميع هذه المرة: ‘لم يسبق أبدا أن كنا قريبين بهذا القدر من الاتفاق’. ايران، روسيا، الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لا يخفون رغبتهم في العودة الى الديار مع ‘اتفاق مرحلي’ لنصف سنة يرون فيه انجازا دبلوماسيا. غير أنه مثلما هو الحال دوما، هذه المرة ايضا يوجد احتمال في أنه مثلما قبل اسبوعين، سيحطم الوفد الفرنسي الحفلة للجميع.

قال مصدر اوربي مشارك في المفاوضات ل ‘اسرائيل اليوم’ ‘بالاجمال يمكن انهاء المحادثات في عشر دقائق ‘الايرانيون يعرفون بالضبط ما هو متوقع منهم ومع ذلك فقد عادوا الى الديار في طهران للتشاور. ومن غير المستبعد أن يكون الايرانيون بالذات، الذين يريدون جدا التوقيع على الاتفاق، هم الذين يؤخرون ويستغلون الايام الثلاثة المكرسة للمحادثات’، قال. والتفسير من ناحيته بسيط: ايران ستسعى لأن تُري العالم بأنها قدمت من ناحيتها تنازلا كبيرا. طهران، التي تريد الاتفاق، تريد ايضا أن تنتصر في كل الجبهات: أن ترفع العقوبات وأن تعتبر كمعتدلة وأن تُبقي لنفسها القدرة، اذا ما وعندما، على أن تطور في المستقبل القنبلة النووية، كله معا.’
وستبدأ محادثات النووي نفسها اليوم بعد وجبة الغداء المشتركة لوزيرة خارجية الاتحاد، كاثرين آشتون، ووزير الخارجية الايراني، محمد جواد ظريف. وفي ساعات المساء المبكرة ستبدأ المحادثات بين الوفود.

ثلاثة أمور أصر عليها الفرنسيون، أصبحت الموقف المتبلور للقوى العظمى: على ايران أن تنزع منها اليورانيوم المخصب الى مستوى 20 بالمئة، والذي يوجد منه لديها كميات كبيرة (185 كغم)؛ أن توقف بناء مفاعل المياه الثقيلة في أراك، والذي يسمح لايران بالوصول الى قنبلة نووية عبر مسار البلوتونيوم مثلما فعلت كوريا الشمالية والباكستان؛ وفتح مواقع النووي أمام الرقابة الدولية.

‘وبالمقابل، تُخفض العقوبات على المجال المالي الايراني. وستطرح كل العقوبات على طاولة المباحثات بعد نهاية النصف سنة، عند البحث في الاتفاق النهائي. وفي نفس الوقت، في جنيف أحد لا يختلف في حق ايران في تخصيب اليورانيوم الى مستوى منخفض وهذا موقف اشكالي من ناحية اسرائيل. ‘

الوفد الفرنسي سيطلب ضمن أمور اخرى أن تُثبت ايران نهائيا بأن مشروعها النووي ليس لاغراض عسكرية. كما أن باريس تريد الاتفاق ايضا كي تنزع الخيار العسكري الاسرائيلي الذي تأخذه على محمل الجد. غير أنه لن تكون للفرنسيين مشكلة في أن يمنعوا الاتفاق هذه المرة ايضا لأن باريس لا تزال غاضبة من واشنطن التي تركتها منعزلة في المعركة حيال نظام الاسد.

يهود ايران يُجندون ايضا

قبل يوم من بدء المحادثات تحدث رئيس وزراء بريطانيا، ديفيد كامرون، والرئيس الايراني حس روحاني واتفقا على تحسين العلاقات بين الدولتين. وفي نفس الوقت شددت وسائل الاعلام الايرانية نبرتها واتهمت علنا الحكومة الفرنسية ‘التي تخدم بزعمها الكيان الصهيوني’. وانطلق الوزر ظريف في حملة علاقات عامة، وعشية بدء المحادثات رفع الى اليو تيوب فيلما يدعو فيه العالم الى استغلال الفرصة الناشئة لحل أزمة النووي. ‘بصوت واثق وهاديء شرح ظريف لماذا هو شرعي البرنامج النووي الايراني. بالنسبة للايرانيين الطاقة النووية ليست سبيلا للانضمام الى أي نادي أو تهديد الاخرين. الطاقة النووية هي في نظرنا وعد لمستقبل ابنائنا. إما أن ننتصر معا، أو نخسر معا’.
وقبل وصول ظريف الى جنيف توقف في ايطاليا، واتهم اسرائيل بمحاولة تخريب المحادثات وقال: ‘لدينا أسباب للاشتباه بكل خطوة لهم وذلك لان كل خطوة يتخذونها تستهدف اثارة التوتر’.

وبالتوازي، احتشدت مجموعة من اليهود من ايران امام مكاتب الامم المتحدة في طهران للاعراب عن تأييدها للوفد الايراني للمحادثات. عضو البرلمان الايراني اليهودي، سيامك مورا تصيدق قال: ‘نحن هنا كي نقول للوقحين عديمي الخجل ومروجي الحروب مثل نتنياهو إن ليس لهم الحق في التدخل في الشؤون الداخلية لايران’. وحول منشأة التخصيب فوردو قرب قُم اقام طلاب سلسلة بشرية للاعراب عن تأييدهم ‘لبرنامج النووي لاغراض سلمية’.

وقبل يوم من بدء المحادثات انشغل رجال الادارة الأمريكية في محاولات اقناع اعضاء الكونغرس بعدم فرض عقوبات جديدة على ايران لاعطاء فرصة للاتصالات. والتقى الرئيس اوباما بسناتورات كبار من الحزبين، بمن فيهم اعضاء في لجان الخارجية، الامن والمالية. وجاء في بيان البيت الابيض: ‘أوضح الرئيس بان الوصول الى حل سلمي يمنع ايران من تحقيق سلاح نووي هو جزء هام من المصلحة الامنية الامريكية. اقتراح القوى العظمى لتسوية مرحلية من ستة اشهر ستوقف تقدم البرنامج النووي الايراني لاول مرة منذ عشر سنوات بل وستعيده الى الوراء في عدة جوانب مركزية’. وفي مقابلة مع ‘وول ستريت جورنال’ قال اوباما: ‘لا نعرف اذا كان يمكننا عقد صفقة مع ايران هذا الاسبوع أو في الاسبوع القادم’.