Haneen
2013-12-05, 12:59 PM
اقلام واراء اسرائيلي 492
29/11/2013
<tbody>
في هــــــذا الملف
التاريخ وحده يدرك قوة الجيش الاسرائيلي!
بقلم:د. غابي افيطال،عن اسرائيل اليوم
اتفاق جنيف ـ ليس ‘اتفاقا تاريخيا’ ولا ‘فشلا تاريخيا’
بقلم:عاموس يادلين،عن نظرة عليا
المخاوف الاسرائيلية من النووي الايراني
بقلم:ايلي بردنشتاين،عن معاريف
ذاكرة الاسرائيليين مع تشرين الثاني
بقلم:رون بونداك،عن‘رئيس منتدى منظمات السلام الاسرائيلي،عن هآرتس
كاثرين آشتون و’هورايزون 2020′
بقلم:تال نيف،عن هآرتس
أنا وأنت لن نغير العالم
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
‘موت مغن’
بقلم:اسرة التحرير،عن هآرتس
</tbody>
التاريخ وحده يدرك قوة الجيش الاسرائيلي!
بقلم:د. غابي افيطال،عن اسرائيل اليوم
تلبدت غيوم حرب الخليج الاولى قبل الحرب بسنة، وهو الوقت الذي احتاجت إليه الولايات المتحدة لترد على احتلال العراق للكويت. وليست هذه دعوى موجهة على القدرة العسكرية أو الاستراتيجية للولايات المتحدة آنذاك، بل هي وصف وضع اشكالي بالنسبة لاولئك الذين يعتقدون أنه يمكن الاعتماد على الدعامة الامريكية لأنه يوجد اتفاق محترم.
وهم مخطئون. في ذروة هجوم الصواريخ على اسرائيل في 1991 كتب البروفيسور دان ميرون مقالة خلاصتها العميقة هي أنه اذا كان ‘الجيش الاسرائيلي موجودا فلينهض’. أو بعبارة اخرى، شعر ميرون من أعماق الوجود اليهودي بأنه اذا لم أكن أنا لنفسي فلن يكون لي قوى كبرى متبدلة أو وعود على الورق. إن وجود اسرائيل لا يمكن أن يكون معلقا بكبح طاريء من الرئيس اوباما أو كلينتون أو ذاك الذي سيكون موجودا بعد ثلاث سنوات.
يعتمد وجود اسرائيل في جملة ما يعتمد عليه على الاعتقاد الأساسي مثل كل أمة أنها جاءت الى هذا العالم لا لتكون جنديا صغيرا في رقعة شطرنج. انشأت اسرائيل قدرة عسكرية مذهلة تمنع الحرب. وتثبت هذه القدرة مرة بعد اخرى، والدليل على ذلك أن الدول العربية تركت الطريق العسكري بعد حرب يوم الغفران. لكننا بحماقة منا أعطيناها مطلوبها برغم ذلك.
‘لكنه توجد حالات كما يحدث في هذه الايام قد تضطر فيها اسرائيل جدا الى استعمال قوتها العسكرية في واقع الامر لا باعتبارها عاملا رادعا فقط. إن الاتفاق الخطير والسيء يفضي الى أنه حتى لو وجدت رغبة خيّرة في التوصل الى تفاهمات دبلوماسية بواسطة الضغوط الاقتصادية، فان الجانب الحربي سيضطر الى الظهور بكامل قوته. وقد وجد من قبل سيناريو كهذا مشابه له جدا. ففي 30 أيلول 1980 قصفت طائرتا فانتوم ايرانيتان المفاعل الذري تموز في العراق وأضر ذلك بالمفاعل ضررا خفيفا. بل لم تنجح محاولة تخريب على أيدي أناس من الموساد من اسرائيل في المفاعل الذري العراقي. وآنذاك استقر رأي رئيس الوزراء مناحيم بيغن بحسب تقديرات للوضع أفضت الى استنتاج أن العراق يقترب سريعا من التسلح بقنبلة ذرية، على أن يضرب المفاعل الذري. وفي ذلك الوقت ايضا واجهت رئيس الوزراء الاسرائيلي عقبات مثل وزير الدفاع عيزرا وايزمن وآخرين. وسبقت ذلك بالطبع ثلاث سنوات محاولات دبلوماسية مع الامريكيين، لكن ذلك فشل.
‘واليوم وقد وضع في كفتي الميزان بضع عشرات وربما مئات معدودة من القتلى عقب رد ايراني محتمل، وفي الكفة الاخرى نحو من 20 ألف قتيل بقنبلة ذرية وهذا في حال الاستعداد الصحيح تأتي امريكا العظيمة واوروبا المتنورة وتقولان لليهود: يحسن أن تجلسوا في هدوء.
إن التاريخ مليء بشواهد على أنه حينما تدافع اسرائيل عن نفسها تكون النتائج طيبة جدا بالنسبة لليهود ولا سيما في المدى البعيد. إن الجيش الاسرائيلي موجود وقوته موجودة. ولاسرائيل قدرة عسكرية كبيرة في البر والجو والبحر لتؤخر بضع سنين طيبة نية ايران إبعادنا عن رقعة الشطرنج العالمية. وإن عيد الأنوار يمكن أن يُذكر الساذجين بين ظهرانينا بشيء ما من البطولة اليهودية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
اتفاق جنيف ـ ليس ‘اتفاقا تاريخيا’ ولا ‘فشلا تاريخيا’
بقلم:عاموس يادلين،عن نظرة عليا
‘ليس ‘اتفاقا تاريخيا’ وليس ‘اخفاقا تاريخيا’. هذه المعركة بعيدة عن النهاية.
من الردود الأولية للمسؤولين في اسرائيل كان يمكن الظن بأن الايرانيين تلقوا في جنيف الاذن بتطوير سلاح نووي، وأننا في بداية العد التنازلي لـ ‘خراب البيت الثالث’. ولكن من المهم أن نفهم بأن الاتفاق الذي تحقق هو مجرد اتفاق أولي وجزئي، يسري مفعوله لستة اشهر في اثنائها ستحاول القوى العظمى وايران الوصول الى اتفاق نهائي وشامل.
‘رئيس الوزراء يمكنه أن يعزو لنفسه تحسينا كبيرا في معايير الاتفاق مقارنة مع ما عُرض على الايرانيين قبل اسبوعين. فقد حول اتفاقا ‘سيئا جدا’ الى اتفاق يمكن التعايش معه لستة اشهر. وفي الجانب الايجابي يمكن أن نشير الى أن هذه هي المرة الاولى منذ 2003 التي يتوقف فيها البرنامج النووي الايراني بل ويتدحرج قليلا الى الوراء. وحتى لو كان الحديث يدور عن تراجع طفيف، فان تغيير الاتجاه هام. فوقف التخصيب الى 20 بالمئة، استبدال المادة المخصبة الى 20 بالمئة الى وقود لا يمكن استخدامها لانتاج قنبلة، تعليق المسار البلوتوني في أراك، وبالأساس تعزيز وتعميق الرقابة كل هذه هي انجازات هامة في الاتفاق الأولي. وهي بالطبع غير مقبولة للاتفاق النهائي.
في أعقاب الاتفاق أمس أُطلقت تصريحات هامة، والتزام متجدد من الرئيس اوباما ووزير الخارجية كيري بوقف البرنامج النووي الايراني وتراجعه بقدر كبير في الاتفاق النهائي. سمعنا ايضا ايضاحات بأن الاتفاق الأولي لن يصبح اتفاقا نهائيا، وسيسري مفعوله لستة اشهر فقط الفترة التي بعدها، اذا لم يتحقق اتفاق نهائي، فان الخيار العسكري ايضا سيعود الى الطاولة.
أحد نواقص الاتفاق الأولي هو تحرير ايران من مطالب مجلس الامن بالتفكيك التام لبنيتها التحتية النووية. كما أن القوى العظمى لا تطلب في الاتفاق الأولي من ايران أجوبة على مسائل مفتوحة بالنسبة للحجوم العسكرية في برنامجها النووي، رغم أن هذا مطلب للوكالة الدولية للطاقة الذرية. اضافة الى ذلك يمكن أن نحصي الاعتراف بـحكم الامر الواقع ‘دي فاكتو’ (وإن لم يكن بالقانون ‘دي يوره’) بالتخصيب الذي يوجد منذ الآن في ايران، وعدم التناول لمسألة الانشغال بتطوير منظومة السلاح. ومع ذلك ليس صحيحا مقارنة هذا الاتفاق بـ ‘اتفاق الأحلام’ بروح قرار مجلس الامن 1737، أو الوصف المثالي الذي يقول أنه لو لم يوقع الاتفاق في جنيف لكانت ايران انهارت اقتصاديا ولكانت مستعدة لأن تتحلل من قدراتها النووية.
” بتقديري، في سيناريو فشل المحادثات، ايران كانت بالتأكيد ستواصل تخصيب اليورانيوم الى مستوى 20 بالمئة، تشغل اجهزة الطرد المركزي المتطورة وتتقدم في بناء مفاعل المياه الثقيلة في أراك. فشل المحادثات، الذي كانت ستتهم به اسرائيل، كان من شأنه ايضا أن ينهي التعاون بين القوى العظمى حيال ايران، وكنتيجة لذلك كان سيتشقق نظام العقوبات.
عندما يكون هذا هو البديل المعقول، فان الاتفاق الأولي الذي وقع في جنيف هو بديل مفضل للستة اشهر التالية. لقد وصلت ايران الى مكانة ‘دولة حافة’ حتى قبل هذا الاتفاق وليس في أعقابه. وهي توجد هناك منذ عدة سنوات، وتقلص بشكل متواصل ومستمر زمن اختراقها نحو القنبلة!.
التوصيات للسياسة الاسرائيلية للتأثير الناجع على الاتفاق النهائي والاستعداد لعدم الوصول الى اتفاق:
1 ـ ‘ليس صحيحا أن اسرائيل ‘ستخرب’ على الاتفاق في الاشهر الستة التالية لا بهجوم عسكري ولا باستخدام اصدقائها في الكونغرس. ينبغي استنفاد المحاولة للوصول الى اتفاق جيد. واذا كان حكم التجربة أن تفشل، من المهم أن يكون واضحا بأن الذنب هو ‘في الملعب’ الايراني وليس الاسرائيلي.
2 ـ ينبغي السماح للقوى العظمى بوقف البرنامج النووي الايراني وإبعاده عن القنبلة من خلال الوصول الى اتفاق نهائي، يعطي جوابا على كل المسائل التي لم تعالج كما ينبغي في الاتفاق الأولي. للغرب رافعة ناجعة للتقدم في هذه الخطوة فالايرانيون يحتاجون الى مزيد من التسهيلات في العقوبات التي لا تزال تثقل عليهم جدا.
3 ـ’ينبغي التشديد على مسؤولية والتزام الاعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الامن والمانيا بمنع القدرة النووية العسكرية عن ايران المسؤولية التي تتعزز في ضوء الاتفاق الأولي المتحقق.
4 ـ’ينبغي التأكد’ من أن الرافعتين اللتين جلبتا ايران الى طاولة المفاوضات والتنازلات والتي لم تكن مستعدة لتقديمها في الماضي، تبقيتان ساريتي المفعول رافعة العقوبات ورافعة التهديد المصداق بهجوم عسكري.
5 ـ’ رافعة العقوبات ينبغي الحفاظ عليها من خلال منع صفقات جديدة من شركات دولية مع ايران، وتشريع واسع في الكونغرس بالنسبة لمزيد من العقوبات تفرض في حالة خرق الاتفاق أو نفاد مفعوله، ومحاولة ايرانية لكسب الوقت حتى عقد اتفاق نهائي.’
6 ـ’ رافعة الهجوم العسكري يجب تأكيدها من خلال تطوير خيار الهجوم الموضعي والمركز ضد البرنامج النووي الايراني فقط وايضاح امريكي تام بشأن قوة وحجم رد واشنطن على خرق الاتفاق أو اكتشاف شبكات نووية أخفاها الايرانيون أو لحالة توسيع الايرانيين المواجهة بعد الهجوم المركز.
7 ـ’ ‘ينبغي العودة الى الحوار الحميم والمكثف مع الامريكيين على مباديء الاتفاق النهائي. من المهم أن تكون تل أبيب وواشنطن منسقتين في المسائل السبعة الأساس للاتفاق النهائي: مستوى التخصيب في البرنامج الايراني. عدد اجهزة الطرد المركزي، مخزون المادة التي تخرج من ايران. مستقبل موقع فوردو. عدم تشغيل المفاعل البلوتوني في أراك، عمق الرقابة المستقبلية على البرنامج واغلاق الملفات المفتوحة في مسائل السلاح.
’8 ـ ‘كجزء من تعميق التعاون، على اجهزة الاستخبارات في اسرائيل أن تبلور مع نظيراتها الامريكية ردا على ‘الثقوب’ في الاتفاق الأولي من اجل اكتشاف الخروقات الايرانية للاتفاق، الجهود الايرانية في المجال العسكري أو النشاط في مواقع سرية.
‘من المهم وضع ايران في اختبار الاتفاق النهائي، الذي يعيد الى الوراء برنامجها ويمدد جدا فترة الاختراق في حالة خرقها للاتفاق، مثلما فعل الكوريون الشماليون. ومع ذلك، ليس واضحا هل يمكن تحقيق اتفاق نهائي كهذا مع الايرانيين ولا سيما اذا لم يتم الابقاء على الرافعتين الاقتصادية والعسكرية. وبالتالي فان على اسرائيل أن تستعد للخطة الثانية في حالة الفشل في الوصول الى ‘اتفاق جيد’ من ناحيتها:
التأكد مع الامريكيين بأنه لا يوجد تمديد للاتفاق الأولي، وأنه لا يتثبت كوضع نهائي.
‘الاتفاق المسبق على اعادة العقوبات التي خُففت، وحث تشريع منذ اليوم بعقوبات اخرى، تُتبع على الفور في ختام الاشهر الستة.
‘اعداد خطة عمل اسرائيلية مستقلة لحالة عدم تحقق اتفاق أو تحول الاتفاق المرحلي الى اتفاق نهائي ‘سيء’ يترك ايران على مسافة عدة اشهر من القنبلة.
‘بعد ستة اشهر فقط سنعرف حقا كيف نقف على جودة الاتفاق الذي وقع أمس. اذا كان يشبه اتفاق ميونيخ الذي في غضون سنة ظهر بكامل عيوبه حين بدأت الحرب العالمية الثانية، أم اتفاق كامب ديفيد الذي أدى في غضون سنة الى سلام بين مصر واسرائيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
المخاوف الاسرائيلية من النووي الايراني
بقلم:ايلي بردنشتاين،عن معاريف
بعد أقل من اسبوع على توقيع الاتفاق بين الغرب وايران: تقدر مصادر اسرائيلية رسمية بان الاتفاق المؤقت الذي تحقق مع ايران سيعيق قدرة انطلاقها نحو القنبلة النووية لاسبوعين فقط. وفي اطار ذلك، أعلنت ايران امس بانها ستواصل الاعمال في مفاعل المياه الثقيلة في اراك. اما البيت الابيض فأعلن ردا على ذلك بان ايران يحق لها القيام بأعمال التطوير في اراك والتي لا تتعلق بالوقود النووية أو بمفاعل المياه الثقيلة.
التخوف في اسرائيل هو أن يستغل الايرانيون أزمة دولية ما أو ازمة داخلية في الولايات المتحدة كي ينطلقوا الى القنبلة النووية انطلاقا من الافتراض بان الاسرة الدولية لن تتمكن من منعهم من ذلك. وحسب التقدير، الذي رفع ايضا الى دبلوماسيين اجانب ومحافل خارجية رفيعة المستوى، فانه اذا ما شعر الايرانيون بانهم جاهزون فانه سيكون بوسعهم تجاهل التفاهمات التي تحققت مع القوى العظمى على تجميد البرنامج النووي، فيشغلوا كل الـ 18 الف جهاز طرد مركزي (التي نحو 10 الاف فقط عاملة حتى هذه اللحظة) التي في حوزتهم فيخصبوا اليورانيوم الى مستوى عسكري في غضون 36 يوما.
حسب الاتفاق، يلتزم الايرانيون باستبدل كل اليورانيوم الذي في حوزتهم والمخصب الى مستوى متوسط من 20 في المئة الى عجائن أو قضبان وقود، الامر الذي بادعاء القوى العظمى يعيق قدرتهم على الاختراق نحو القنبلة. غير أن الاتفاق يتيح للايرانيين مواصلة تخصيب اليورانيوم الى مستوى منخفض بمعدل 3.5 في المائة. والقيد الوحيد الذي فرض على الايرانيين في اطار الاتفاق هو عدم تمكنهم من التخصيب لمزيد من اليورانيوم كما يوجد في حوزتهم اليوم، أي نحو 8 طن من اليورانيوم، الى مستوى 3.5 في المئة الكافية لبناء نحو خمس قنابل.
ولهذا لقاء كل كمية يقرر الايرانيون استبدالها الى 3.5 في المائة ـ فوق الـ 8 طن ـ يتعين عليهم أن يستبدلوا كمية مماثلة بديلة. وفي هذه الاثناء لا يوجد بعد لدى الايرانيين وسائل استبدال اليورانيوم المخصب الى مستوى منخفض.
اذا قرر الايرانيون تجاهل التفاهمات التي تحققت مع القوى العظمى في جنيف، فسيكون كما أسلفنا بوسعهم تخصيب اليورانيوم المخصب الى مستوى منخفض بحوزتهم حتى مستوى عسكري والحصول على المادة المشعة اللازمة للقنبلة في غضون اكثر بقليل من شهر.
‘وفي اليومين الاخيرين زار اسرائيل مندوب فرنسا الى محادثات النووي في جنيف جاك اوديبر، الذي يعمل كمدير عام سياسي في وزارة الخارجية الفرنسية، ومندوب بريطانيا الى المحادثات سايمون غاس. وكان هدف الزيارتين اقناع اسرائيل بالتسليم بالاتفاق المؤقت والدخول في حوار مع الدول العظمى على التسوية الشاملة مع ايران. وتعهد غاس في المحادثات: سنحرص على بقاء العقوبات الاساسية على المنظومة البنكية والنفط بتشدد. وعلى حد قول غاس فان العقوبات ‘ستشكل حافزا لايران للتقدم نحو اتفاق شامل’.
وفي هذه الاثناء، كشفت مصادر في الادارة الامريكية النقاب عن معلومات مقلقة تتعلق بتطوير مشترك لايران وكوريا الشمالية لمسرع صواريخ متطور يرمي ضمن امور اخرى الى اطلاق صواريخ بعيدة المدى.
وحسب التقرير فان زيارات علماء الصواريخ الايرانيين الى كوريا الشمالية انتشرت على مدى الاشهر الاخيرة، حيث كانت آخرها في نهاية شهر تشرين الاول، أي بالتوازي مع الاتصالات بين ايران والقوى العظمى حول الحل الوسط للبرنامج النووي.
كما تتضمن التقرير ان الوفد الايراني ضم مجموعة من الفنيين من الفريق الصناعي ‘شهيد عيمات’ المسؤولة عن تطوير منظومات صاروخية تستند الى محركات وقود سائلة.
وهدف الزيارة حسب التقرير الاستخباري كان الفحص عن كثب لامكانية تطوير كوري شمالي لمسرع متطور بوزن 80 طن قد يستخدم لاطلاق صواريخ بعيدة المدى او لاطلاق مكوك فضائي يمكنه أن يحمل رأس متفجر كيميائي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ذاكرة الاسرائيليين مع تشرين الثاني
بقلم:رون بونداك،عن‘رئيس منتدى منظمات السلام الاسرائيلي،عن هآرتس
أمس تلقينا التقرير الكامل للجنة’، كتب دافيد بن غوريون الى فولا زوجته في ايلول 1947، في اليوم الذي رفع فيه تقرير لجنة التحقيق عن الامم المتحدة، والذي أدى الى قرار التقسيم في 29 تشرين الثاني غدا قبل 66 سنة. وتقرأ رسالة بن غوريون كتقرير جاف يبلغ فيه عن جلسة دراماتيكية’ للجنة التنفيذية الصهيونية. واقترح بن غوريون الاعلان فورا عن تأييد اقتراح الاغلبية في التقرير (التقسيم). ‘لكن’، تحفظ، ‘ان نقول هذا دون طبول نصر ودون خلق انطباع وكأن اقتراح الاغلبية هو اقتراح يهودي’. وانتهت الرسالة الموضوعية بنبرة شخصية: ‘حنه سنيه لا تزال تبحث عن سترة لك ولكنها لم تجدها بعد. سلام جم وقبلات. كان هذا هو طابع هذا الرجل العظيم الذي بتعابير اليوم ‘ما كان لينجح في الشاشة’، ولكن بقدر كبير من اليقين يمكن القول ان بدونه ما كانت لتقوم دولة اسرائيل.
ولكن قبل أن تقبل قيادة الحاضرة اليهودية قرار الامم المتحدة، وقبل ان يلتصق الـ 600 الف يهودي الذين كانوا يعيشون في حينه في اسرائيل باجهزة الراديو ليستمعوا الى الاقتراح التاريخي كادت المعارك السياسية والايديولوجية داخل الحاضرة تؤدي الى وضع يقولون فيه لا لقرار التقسيم.
لقد تدحرجت فكرة التقسيم في أروقة الدبلوماسية العالمية والاقليمية على مدى اكثر من عقد قبل القرار. وكان للبريطانيين انتداب مؤقت من الامم المتحدة لادارة البلاد والسؤال ماذا بعد كان دوما على جدول الاعمال. ومنذ العام 1956 اقترحت لجنة بيل تقسيما، وان كان مغايرا، ولكن الفكرة كانت خيالية.
ينبغي قبول الحقيقة: معظم الكتل السياسية الصهيونية عارضت. اليمين البيتاري لم يعارض التقسيم فقط بل قضى بانه حتى لو اقترحوا علينا كل البلاد سنرفض وذلك لان الهدف الحصري يجب أن يكون ضفتين للاردن (كما يقول النشيد). معظم اعضاء ‘مباي’ عارضوا، ولا سيما مؤيدي بلاد اسرائيل الكاملة. اعضاء بريت شالوم، وعلى رأسهم ادباء كمارتين بوبر ويهودا لييف ماغنس، ايدوا فكرة الدولة ثنائية القومية التي يعيش فيها اليهود والعرب بشراكة كاملة. بن غوريون وان كان فضل دولة يهودية على كل الارض التي بين النهر والبحر، ولكنه فهم بانه يوجد فرق بين الحلم والواقع. وتمسك بالسياسة الواقعية التي تقول ان من الافضل اقامة وطن قومي للشعب اليهودي في بلاد اسرائيل، حتى وان لم يكن في كل اراضيها.
‘ما وجه خطاه كانت الحاجة الى ترجمة الرؤيا الى واقع. وما آلمه اكثر من أي شيء آخر كان ان الدولة لم تقم قبل أن تبدأ الابادة النازية. ‘اطلب منكم سادتي أن تتخيلوا لحظة واحدة لو أنه قبل اندلاع الحرب الاخيرة كان يتواجد 2 و 3 مليون يهودي في الدولة اليهودية لبلاد اسرائيل’، قال للجنة الامم المتحدة، واضاف بان الشعب اليهودي، ‘كان سائبا بلا بلاد خاصة به، بلا دولة خاصة به’. وكان استنتاجه قاطعا لا لبس فيه: ‘توجد فقط ضمانة امنية واحدة: وطن ودولة. وطن يمكن لكل يهودي أن يعود اليه بالحق وانطلاقا من الحرية التامة؛ دولة يكون فيها حاكما لمصيره’.
‘في الجانب الفلسطيني ارتسمت صورة مرآة: الاغلبية عارضت التقسيم، ومن قاد الجمهور كان الحاج امين الحسيني، سيء الصيت والسمعة في معارضته القاطعة للصهيونية وتأييده للنظام النازي. ولكن بالمقابل كانت عائلة النشاشيبي، التي تعاونت احيانا مع الحاضرة اليهودية وأيدت فكرة التقسيم.
في نهاية المطاف اتخذت الجمعية العمومية للامم المتحدة القرار 181، الذي قضى بتقسيم البلاد الى دولة يهودية ودولة عربية. وتقرر في القرار ان تقع حدود الدولة اليهودية على نحو 55 في المئة من اراضي فلسطين، أما للعرب فاعطي نحو 45 في المئة فقط. وفي نظرة الى الوراء يمكن القول انه من ناحية اقليمية، لم يكن القرار متوازنا بل وربما لم يكن عادلا. فحجم السكان الفلسطينيين كان ضعف حجم السكان اليهود. وكان هناك من ادعى بانهم بالتالي يستحقون ثلثي الارض. ولعل المنطق كان ينبغي أن يملي على الاقل تقسيما متساويا، بالمناصفة، ولكن الضمير العالمي ما بعد الحرب العالمية الثانية، وحقيقة أن مئات الالاف من الناجين من الكارثة سعوا للوصول الى الدولة التي على الطريق، ادى باللجنة الى منح اليهود أكثر.
من المهم أن نتذكر بان القرار قضى أيضا الا تكون القدس، الغربية والشرقية وكذا بيت لحم، بسيادة احد الطرفين بل ان يعلن عنها منطقة منفصلة بسيادة دولية لا عاصمة اسرائيل ولا عاصمة فلسطين.
ورغم أن القرار استقبل في الحاضرة بفرح كبير، بسبب الشرعية السياسية والقانونية لاقامة دولة، الا ان مندوبيها اعلنوا بانهم يأسفون للقرار ولكنهم يستجيبون له من أجل احلال السلام. اما في الطرف العربي فعارضوا وكانت النتيجة الفورية ان في الغداة بدأت المرحلة الاولى من الصراع العنيف بين اليهود والعرب، الذي تحول الى حرب حقيقية مع رحيل الجيش البريطاني بعد نحو خمسة اشهر من ذلك، والاعلان عن اقامة دولة اسرائيل في ايار 1948.
القرار التاريخي في تشرين الثاني 1947، يتداخل بالصدفة مع خمسة احداث تاريخية اخرى كل واحد منها يشكل مفصلا بحد ذاته اثرت على النزاع الاسرائيلي العربي وحله، جميعها وقعت في تشرين الثاني. في 2 تشرين الثاني 1917، نشر تصريح بلفور، الذي’ ثبت لاول مرة في الساحة الدولية فكرة الوطن القومي للشعب اليهودي في بلاد اسرائيل. في 22 تشرين الثاني 1967، اتخذ مجلس الامن في الامم المتحدة قرار 242 في اعقاب حرب الايام الستة، وثبت فكرة الارض مقابل السلام على اساس خطوط 67.
‘في 15 تشرين الثاني 1988 قرر المجلس الوطني الفلسطيني في دورته في الجزائر ترك فكرة الدولة على كل ارض فلسطين وتبني فكرة الدولتين للشعبين.
في 19 تشرين الثاني 1977، هبطت في اسرائيل طائرة الرئيس المصري انور السادات، وبدأت الرحلة التي أدت الى اتفاق السلام مع مصر. في 4 تشرين الثاني 1995، اغتيل رئيس الوزراء اسحق رابين، بسبب قراره الشجاع محاولة اغلاق الدائرة التي بدأت في 29 تشرين الثاني 1947، وانهاء النزاع الاسرائيلي العربي بخطوة تؤدي الى اقامة دولتين للشعبين.
هذا ما اراده رابين، وهذا ما نحتاجه اليوم. زعيم شجاع يقود الدولة بالطريق الوحيد الذي يخدم المصلحة الاسرائيلية: الطريق التي تؤدي الى اقامة دولة فلسطينية على 22 في المئة من الارض، الى جانب دولة اسرائيل التي تسيطر على 78 في المئة من الارض، أي، تقسيم جديد على اساس خطوط 67، افضل بلا قياس من ذاك الذي على أساسه اقيمت الدولة. في رسالته الى فولا ينهي بن غوريون فيكتب بان تحقيق مشروع التقسيم، ‘مع كل نواقصه’، هو، ‘حقا بداية الخلاص، وأكثر من بداية’.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
كاثرين آشتون و’هورايزون 2020′
بقلم:تال نيف،عن هآرتس
قبل اسبوع سخر مذيع الراديو اسحق نوي من منظر كاثرين آشتون، وقال إنها قبيحة. وأفرض أن آشتون لم يطرف لها جفن. ومن المنطق أن نفرض في الواقع أنها لم تسمع قط بنوي.
ومع ذلك فان كراهية ‘وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي’ التي عبر عنها نوي بطريقته السيئة، تثير الاهتمام جدا وهي مهمة لفهم المسار المبدئي الذي قد يفضي آخر الامر الى نجاة دولة اسرائيل من قصر رؤيتها.
إن التنديد بآشتون أنها غير حسناء، يُنذر بوضع علامة على وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي باعتبارها كارهة اسرائيل الجديدة، ويعبر عن الخوف الكبير الذي يغطي اسرائيليين يمينيين حينما ينظرون بعيون قلقة الى عالم الأغيار الذي وقع الآن على اتفاق مع ايران في جنيف. لكنه يعبر عن أكثر من ذلك، لأن من يندد بـ ‘كارهة اسرائيل’ هذه يبدو ايضا أنه يدرك جيدا أن آشتون التي قادت شخصيا في جنيف مسار انشاء اتفاق تاريخي لتجريد ايران من السلاح والاعتراف المتبادل بين ايران والقوى العظمى وفي مقدمتها الولايات المتحدة تقود بنيامين نتنياهو الى توقيع على اتفاق التعاون العلمي مع الاتحاد الاوروبي على خطة ‘هورايزون 2020′.
فهو يقبل بذلك الاتفاق في حقيقة الامر رأي أن المستوطنات ليست جزءا مشروعا من دولة اسرائيل. وقد فرضت آشتون على نتنياهو توقيعا على الاتفاق الذي سيفضي آخر الامر الى صنع السلم الذي يستطيع أن ينزل عليه المتمسكون بعقيدة الاستيطان عن الشجرة.
إن التوقيع على ‘هورايزون 2020′ سيُمكّن بحسب التقديرات من تحويل مليارات الشواقل للاكاديميا والبحث الاسرائيليين. وهذا الامر يُبعد اسرائيل الآن عن سيرها الممهد نحو وضع يشبه وضع كوبا بحيث تكون دولة مقطوعا معها ومعزولة حتى اقتصاديا لا تتلقى مساعدة ولا تعمل بتنسيق وتعاون مع حليفاتها وتكون آخر الامر دولة تخنقها العصيدة التي طبختها لنفسها.
أخرج الاتحاد الاوروبي لاسرائيل بالتوقيع على ‘هورايزون 2020′ التي تنطوي على ادراك أن المستوطنات ليست شرعية في نظر العالم، أخرج حبات الكستناء من النار. بل يستطيع زئيف إلكين الديمقراطي العظيم الذي بادر الى قانون القطيعة الذي يفرض عقوبات على من يدعون في اسرائيل الى القطيعة مع منتوجات المستوطنات، يستطيع أن يقول في نفسه: ليس هذا شيئا أراده نتنياهو أو أنا. فقد أرادت آشتون ولم يوجد مفر. وكذلك ايضا حتى وزير اسكان المستوطنين أوري اريئيل، وحتى يئير أنا يميني.
يستطيع الجميع معا أن يكرهوا آشتون واتحادها الاوروبي كما شاؤوا وسيوجد من يتهمونه ايضا. وهكذا ستُخلى المستوطنات لا لأن المستوطنين يضرون ضررا شديدا بكرامة البشر ويسلبون ارضا ليست لهم بحسب القانون الدولي بل لأنهم أجبروهم وأجبروا نتنياهو.
إن القطيعة مع منتوجات المستوطنات يمكن أن تنقذ اسرائيل من نفسها، لأن توسيع المستوطنات يعني انشاء دولة واحدة ذات قوميتين، مع نظام فصل مُطبق بالفعل. وآنذاك سيقول اولئك الذين يغمزون وكأنهم يدركون إن اموال المساعدة الامريكية والتصدير الامني والهاي تيك تكفينا. لكنهم ايضا يعلمون أن رئيس الولايات المتحدة في ولايته هذه يصغي كثيرا الى آشتون. ويستطيع نتنياهو الذي قد يصوره مؤيدوه وكأنه شمشون الجبار، يستطيع في هدوء شديد أن يوقع على الاتفاق برغم أنه يجعل المستوطنات منبوذة. إنه ليس هو يا إلكين بل كاثرين.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
أنا وأنت لن نغير العالم
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
كان لي في طفولتي التي كانت منذ زمان اريكون ثلاثة: اريك شارون الذي قرأت عن افعاله في إجلال في كتاب دان مرغليت ‘الوحدة 101′، الذي تلقيته هدية في يوم ميلادي؛ واريك مقلد الحيوانات، اريك أمير، الذي كان يقلد الأسد والقرد في حفلات يوم الميلاد والذي سكن في شقة في أول الشارع على مبعدة مبنيين عن مقصف ‘تنوفا’ والذي كنت ألاعب إبنته لعبة الاختباء في الحي؛ واريك آينشتاين. وحينما لم يعد الولد ولدا، حظيت باجراء لقاء صحفي مع آينشتاين لصحيفة ‘هآرتس′، وأكتب الآن وأقول ‘حظيت’ لأنني كنت أتجول مدة اسابيع طويلة بعد اللقاء الصحفي كمن أسكره الحب. فقد أحببت اريك حقا. ولم أكف عن الحديث عنه والتفكير في تجربة لقائه الممتعة.
‘كان ذلك في خريف سنة 1984، وقد ثارت جلبة في ‘كول بو شالوم’ حينما جاءت عوفرا حازا للتوقيع على شريطها المسجل، وكانت اسرائيل غارقة غرقا عميقا في الدم والوحل في لبنان، وأصدر آينشتاين شريط ‘مهلة’ وكان شريطه الـ 23. وكان قد أصبح في الخامسة والاربعين من عمره وكنت أنا في الواحدة والثلاثين، صحفيا صغيرا وأسرني سحره. وجلسنا مدة ثلاث ساعات في بيت صديقه، لا في بيته بالطبع، وتهرب من اسئلة كثيرة وبرغم ذلك أحببته. وأنا اقرأ الآن اللقاء الصحفي من الأرشيف وأحبه من جديد.
أردت أن يعاود العرض، وأردت أن يتحدث عن الانفصال عن أوري زوهر، ‘كيف مضيت أيها الصديق’، وأردت أن يتحدث عن شموليك كراوس، وأردت في الأساس أن يصبح مطرب احتجاج لكنه كان مُقبلا على شأنه: ‘إن ما يفعله شخص مثل ايلي ميلخ رون من الأحياء يُسهم في نظري أكثر من جون باز التي تغني معارضة الحرب. إن حقيقة أنني أشهر لا تجعلني أكثر عدلا. يا إله العالم أأن يكون انسان مشهورا بفضل غنائه، لا يعطيه ذلك حقا؟ لو أنني شعرت شخصيا بأنني أحقق اشياء لأصبح الاحتجاج والصراخ أسهل علي لكنني أخشى أن أخطيء’.
ولم أتفق معه آنذاك ولا أتفق معه اليوم ايضا، لكن التواضع والصدق فعلا فعلهما آنذاك (واليوم)، كأنما ذلك بعصا سحرية آينشتاينية.
مات أول أمس كموت اسحق رابين تقريبا، مع نفس الاعلان الدراماتي في نفس ساحة نفس المستشفى؛ ومع نفس الشموع في الشارع ونفس الحداد الشعبي الغامر والحقيقي والصادق حتى الألم؛ ومع نفس الشعور باليُتم الداحض عند رابين والداحض عند آينشتاين. فلم نصبح أيتاما آنذاك ولم نصبح أيتاما أول أمس، لكنه ألم مع كل ذلك.
كله غناء. كتبت عنه في بداية رحلته سلفي كيشت الاسطورية في صحيفة ‘هآرتس′: ‘جرثومة جديدة هاجت بين السكان. وهي تصيب في الأساس فتيات في الرابعة عشرة الى السابعة عشرة من جميع الأحجام. وهو يبدو طويلا ونحيلا وذا شعر طويل وعينين بنيتين تغمزان في عدم رؤية. وهو يغني على مسارح وفيه وقاحة أن يكون متواضعا. إنه يسمى اريك آينشتاين’. كما يكتبون الآن تقريبا عن مغنٍ وطني آخر أصبح يتردد ذكره في الأخبار.
‘ كله غناء، ومع كل ذلك فان هذا الحداد الوطني هو في هذه المرة حقيقي وعميق، وعميق الحزن في العيون، وأصبحت اسرائيل جميلة لحظة واحدة. كم تكون جميلة حينما تحد على مغن وشاعر، وكم تكون جميلة حينما تحد على بطل ثقافة لا على بطل آخر.
إن المفهوم من تلقاء نفسه هو أننا نحزن على أنفسنا أكثر من حدادنا على آينشتاين الذي نُسي الى حد ما في السنوات الاخيرة، بل لم يفز بجائزة اسرائيل. ونحن نحد لأننا سرنا طريقا طويلا قبيحا منذ كانت أغنية ‘قد يكون انتهى ذلك’ التي غناها آينشتاين الى أغنية ‘مامي، انتهى الامر’ لعومر آدم.
‘ لكن اريك نفسه ايضا قد غنى قبل سنوات قائلا: ‘يقولون إنه كان هنا ذات مرة حلم رائع، لكنني حينما جئت لأنظر لم أجد شيئا’ (يونتان غيفن).
ومع كل ذلك كان الوضع هنا ذات مرة أكثر فرحاً.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
‘موت مغن’
بقلم:اسرة التحرير،عن هآرتس
تحد اسرائيل على موت أريك آينشتاين. هذه المرة ليس هذا كليشيها فارغا من المحتوى. ويبدو أن الحداد حقيقي وجارف؛ ويشهد على ذلك عشرات الآلاف الذين جاءوا لتقديم الاحترام الأخير أمس عندما نُصب تابوته في ميدان رابين في تل ابيب. لقد كان آينشتاين مغنيا محبوبا من الكثير من الاسرائيليين، وأغانيه الجميلة رافقتهم على مدى عشرات السنين، أي أينما حلوا.
خسارة أن آينشتاين لم يحظ في حياته بوسام الشرف السامي للدولة، جائزة اسرائيل، وفقط في موته تمنحه الشرف النادر لحداد شعبي ووطني، بما في ذلك ما يقوله قادته عنه.
لقد كان آينشتاين بطلا ثقافيا، حتى وإن كان هو نفسه ينفر من اللقب. فعلى مدى عشرات السنين نجح في أن يُحدث اجماعا نادرا في المجتمع حول محبة أغانيه وحول عمله الثقافي المتفرع. كما أنه أعطى منصة وكشف أمام الجمهور مبدعين شباب وأكفاء مثل شالوم حانوخ، يعقوب روتبليت، ميكي جبريالوف، يوني ريختر، شم طوف ليفي واسحق كلابتر الذين أصبحوا مع الزمن هم ايضا أعمدة فقرية في الثقافة الاسرائيلية.
ومع ذلك، مع كل الألم والأسى على رحيله، فان أغاني آينشتاين لم تصمم الخطوط الهيكلية للدولة، بل فقط لطفت زمنها. اسرائيل التي تحد الآن على موته تحاول منحه ومنح أغانيه معان أعمق، ولكن عبثا. ما الذي جملته أغاني آينشتاين، بل حتى ما الذي جمله حبنا إليه. ليس قليلا، ولكن ليس كثيرا ايضا، فالمغني هو مجرد مغنٍ، وآينشتاين لم يدع أبدا ما ليس هو، ومحظور أن نُفسد بعد موته تواضعه واستقامته.
فضلا عن ذلك، اذا اصرينا على أن نرى في آينشتاين مقدمة للاسرائيلية، فان أغانيه رسمت اسرائيلية متواضعة، بريئة، أولية، علمانية وبالأساس محبة للانسان. كل هذه لم تعد تميز اسرائيل التي أخذت تُدير ظهر المجن لهذه القيم. وبهذا الفهم، فان الحزن على موت آينشتاين قد يكون تعبيرا عن الحزن على الدحر المتواصل والثابت لتلك القيم عن الثقافة الاسرائيلية.
بالتاكيد آينشتاين جدير بالشرف العظيم الذي أضفته عليه الدولة أمس، ولكن ليس أقل من ذلك احترام طريقه ايضا، الذي علم التواضع، الطبيعية والتوازن. آينشتاين كان أول من طلب ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
29/11/2013
<tbody>
في هــــــذا الملف
التاريخ وحده يدرك قوة الجيش الاسرائيلي!
بقلم:د. غابي افيطال،عن اسرائيل اليوم
اتفاق جنيف ـ ليس ‘اتفاقا تاريخيا’ ولا ‘فشلا تاريخيا’
بقلم:عاموس يادلين،عن نظرة عليا
المخاوف الاسرائيلية من النووي الايراني
بقلم:ايلي بردنشتاين،عن معاريف
ذاكرة الاسرائيليين مع تشرين الثاني
بقلم:رون بونداك،عن‘رئيس منتدى منظمات السلام الاسرائيلي،عن هآرتس
كاثرين آشتون و’هورايزون 2020′
بقلم:تال نيف،عن هآرتس
أنا وأنت لن نغير العالم
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
‘موت مغن’
بقلم:اسرة التحرير،عن هآرتس
</tbody>
التاريخ وحده يدرك قوة الجيش الاسرائيلي!
بقلم:د. غابي افيطال،عن اسرائيل اليوم
تلبدت غيوم حرب الخليج الاولى قبل الحرب بسنة، وهو الوقت الذي احتاجت إليه الولايات المتحدة لترد على احتلال العراق للكويت. وليست هذه دعوى موجهة على القدرة العسكرية أو الاستراتيجية للولايات المتحدة آنذاك، بل هي وصف وضع اشكالي بالنسبة لاولئك الذين يعتقدون أنه يمكن الاعتماد على الدعامة الامريكية لأنه يوجد اتفاق محترم.
وهم مخطئون. في ذروة هجوم الصواريخ على اسرائيل في 1991 كتب البروفيسور دان ميرون مقالة خلاصتها العميقة هي أنه اذا كان ‘الجيش الاسرائيلي موجودا فلينهض’. أو بعبارة اخرى، شعر ميرون من أعماق الوجود اليهودي بأنه اذا لم أكن أنا لنفسي فلن يكون لي قوى كبرى متبدلة أو وعود على الورق. إن وجود اسرائيل لا يمكن أن يكون معلقا بكبح طاريء من الرئيس اوباما أو كلينتون أو ذاك الذي سيكون موجودا بعد ثلاث سنوات.
يعتمد وجود اسرائيل في جملة ما يعتمد عليه على الاعتقاد الأساسي مثل كل أمة أنها جاءت الى هذا العالم لا لتكون جنديا صغيرا في رقعة شطرنج. انشأت اسرائيل قدرة عسكرية مذهلة تمنع الحرب. وتثبت هذه القدرة مرة بعد اخرى، والدليل على ذلك أن الدول العربية تركت الطريق العسكري بعد حرب يوم الغفران. لكننا بحماقة منا أعطيناها مطلوبها برغم ذلك.
‘لكنه توجد حالات كما يحدث في هذه الايام قد تضطر فيها اسرائيل جدا الى استعمال قوتها العسكرية في واقع الامر لا باعتبارها عاملا رادعا فقط. إن الاتفاق الخطير والسيء يفضي الى أنه حتى لو وجدت رغبة خيّرة في التوصل الى تفاهمات دبلوماسية بواسطة الضغوط الاقتصادية، فان الجانب الحربي سيضطر الى الظهور بكامل قوته. وقد وجد من قبل سيناريو كهذا مشابه له جدا. ففي 30 أيلول 1980 قصفت طائرتا فانتوم ايرانيتان المفاعل الذري تموز في العراق وأضر ذلك بالمفاعل ضررا خفيفا. بل لم تنجح محاولة تخريب على أيدي أناس من الموساد من اسرائيل في المفاعل الذري العراقي. وآنذاك استقر رأي رئيس الوزراء مناحيم بيغن بحسب تقديرات للوضع أفضت الى استنتاج أن العراق يقترب سريعا من التسلح بقنبلة ذرية، على أن يضرب المفاعل الذري. وفي ذلك الوقت ايضا واجهت رئيس الوزراء الاسرائيلي عقبات مثل وزير الدفاع عيزرا وايزمن وآخرين. وسبقت ذلك بالطبع ثلاث سنوات محاولات دبلوماسية مع الامريكيين، لكن ذلك فشل.
‘واليوم وقد وضع في كفتي الميزان بضع عشرات وربما مئات معدودة من القتلى عقب رد ايراني محتمل، وفي الكفة الاخرى نحو من 20 ألف قتيل بقنبلة ذرية وهذا في حال الاستعداد الصحيح تأتي امريكا العظيمة واوروبا المتنورة وتقولان لليهود: يحسن أن تجلسوا في هدوء.
إن التاريخ مليء بشواهد على أنه حينما تدافع اسرائيل عن نفسها تكون النتائج طيبة جدا بالنسبة لليهود ولا سيما في المدى البعيد. إن الجيش الاسرائيلي موجود وقوته موجودة. ولاسرائيل قدرة عسكرية كبيرة في البر والجو والبحر لتؤخر بضع سنين طيبة نية ايران إبعادنا عن رقعة الشطرنج العالمية. وإن عيد الأنوار يمكن أن يُذكر الساذجين بين ظهرانينا بشيء ما من البطولة اليهودية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
اتفاق جنيف ـ ليس ‘اتفاقا تاريخيا’ ولا ‘فشلا تاريخيا’
بقلم:عاموس يادلين،عن نظرة عليا
‘ليس ‘اتفاقا تاريخيا’ وليس ‘اخفاقا تاريخيا’. هذه المعركة بعيدة عن النهاية.
من الردود الأولية للمسؤولين في اسرائيل كان يمكن الظن بأن الايرانيين تلقوا في جنيف الاذن بتطوير سلاح نووي، وأننا في بداية العد التنازلي لـ ‘خراب البيت الثالث’. ولكن من المهم أن نفهم بأن الاتفاق الذي تحقق هو مجرد اتفاق أولي وجزئي، يسري مفعوله لستة اشهر في اثنائها ستحاول القوى العظمى وايران الوصول الى اتفاق نهائي وشامل.
‘رئيس الوزراء يمكنه أن يعزو لنفسه تحسينا كبيرا في معايير الاتفاق مقارنة مع ما عُرض على الايرانيين قبل اسبوعين. فقد حول اتفاقا ‘سيئا جدا’ الى اتفاق يمكن التعايش معه لستة اشهر. وفي الجانب الايجابي يمكن أن نشير الى أن هذه هي المرة الاولى منذ 2003 التي يتوقف فيها البرنامج النووي الايراني بل ويتدحرج قليلا الى الوراء. وحتى لو كان الحديث يدور عن تراجع طفيف، فان تغيير الاتجاه هام. فوقف التخصيب الى 20 بالمئة، استبدال المادة المخصبة الى 20 بالمئة الى وقود لا يمكن استخدامها لانتاج قنبلة، تعليق المسار البلوتوني في أراك، وبالأساس تعزيز وتعميق الرقابة كل هذه هي انجازات هامة في الاتفاق الأولي. وهي بالطبع غير مقبولة للاتفاق النهائي.
في أعقاب الاتفاق أمس أُطلقت تصريحات هامة، والتزام متجدد من الرئيس اوباما ووزير الخارجية كيري بوقف البرنامج النووي الايراني وتراجعه بقدر كبير في الاتفاق النهائي. سمعنا ايضا ايضاحات بأن الاتفاق الأولي لن يصبح اتفاقا نهائيا، وسيسري مفعوله لستة اشهر فقط الفترة التي بعدها، اذا لم يتحقق اتفاق نهائي، فان الخيار العسكري ايضا سيعود الى الطاولة.
أحد نواقص الاتفاق الأولي هو تحرير ايران من مطالب مجلس الامن بالتفكيك التام لبنيتها التحتية النووية. كما أن القوى العظمى لا تطلب في الاتفاق الأولي من ايران أجوبة على مسائل مفتوحة بالنسبة للحجوم العسكرية في برنامجها النووي، رغم أن هذا مطلب للوكالة الدولية للطاقة الذرية. اضافة الى ذلك يمكن أن نحصي الاعتراف بـحكم الامر الواقع ‘دي فاكتو’ (وإن لم يكن بالقانون ‘دي يوره’) بالتخصيب الذي يوجد منذ الآن في ايران، وعدم التناول لمسألة الانشغال بتطوير منظومة السلاح. ومع ذلك ليس صحيحا مقارنة هذا الاتفاق بـ ‘اتفاق الأحلام’ بروح قرار مجلس الامن 1737، أو الوصف المثالي الذي يقول أنه لو لم يوقع الاتفاق في جنيف لكانت ايران انهارت اقتصاديا ولكانت مستعدة لأن تتحلل من قدراتها النووية.
” بتقديري، في سيناريو فشل المحادثات، ايران كانت بالتأكيد ستواصل تخصيب اليورانيوم الى مستوى 20 بالمئة، تشغل اجهزة الطرد المركزي المتطورة وتتقدم في بناء مفاعل المياه الثقيلة في أراك. فشل المحادثات، الذي كانت ستتهم به اسرائيل، كان من شأنه ايضا أن ينهي التعاون بين القوى العظمى حيال ايران، وكنتيجة لذلك كان سيتشقق نظام العقوبات.
عندما يكون هذا هو البديل المعقول، فان الاتفاق الأولي الذي وقع في جنيف هو بديل مفضل للستة اشهر التالية. لقد وصلت ايران الى مكانة ‘دولة حافة’ حتى قبل هذا الاتفاق وليس في أعقابه. وهي توجد هناك منذ عدة سنوات، وتقلص بشكل متواصل ومستمر زمن اختراقها نحو القنبلة!.
التوصيات للسياسة الاسرائيلية للتأثير الناجع على الاتفاق النهائي والاستعداد لعدم الوصول الى اتفاق:
1 ـ ‘ليس صحيحا أن اسرائيل ‘ستخرب’ على الاتفاق في الاشهر الستة التالية لا بهجوم عسكري ولا باستخدام اصدقائها في الكونغرس. ينبغي استنفاد المحاولة للوصول الى اتفاق جيد. واذا كان حكم التجربة أن تفشل، من المهم أن يكون واضحا بأن الذنب هو ‘في الملعب’ الايراني وليس الاسرائيلي.
2 ـ ينبغي السماح للقوى العظمى بوقف البرنامج النووي الايراني وإبعاده عن القنبلة من خلال الوصول الى اتفاق نهائي، يعطي جوابا على كل المسائل التي لم تعالج كما ينبغي في الاتفاق الأولي. للغرب رافعة ناجعة للتقدم في هذه الخطوة فالايرانيون يحتاجون الى مزيد من التسهيلات في العقوبات التي لا تزال تثقل عليهم جدا.
3 ـ’ينبغي التشديد على مسؤولية والتزام الاعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الامن والمانيا بمنع القدرة النووية العسكرية عن ايران المسؤولية التي تتعزز في ضوء الاتفاق الأولي المتحقق.
4 ـ’ينبغي التأكد’ من أن الرافعتين اللتين جلبتا ايران الى طاولة المفاوضات والتنازلات والتي لم تكن مستعدة لتقديمها في الماضي، تبقيتان ساريتي المفعول رافعة العقوبات ورافعة التهديد المصداق بهجوم عسكري.
5 ـ’ رافعة العقوبات ينبغي الحفاظ عليها من خلال منع صفقات جديدة من شركات دولية مع ايران، وتشريع واسع في الكونغرس بالنسبة لمزيد من العقوبات تفرض في حالة خرق الاتفاق أو نفاد مفعوله، ومحاولة ايرانية لكسب الوقت حتى عقد اتفاق نهائي.’
6 ـ’ رافعة الهجوم العسكري يجب تأكيدها من خلال تطوير خيار الهجوم الموضعي والمركز ضد البرنامج النووي الايراني فقط وايضاح امريكي تام بشأن قوة وحجم رد واشنطن على خرق الاتفاق أو اكتشاف شبكات نووية أخفاها الايرانيون أو لحالة توسيع الايرانيين المواجهة بعد الهجوم المركز.
7 ـ’ ‘ينبغي العودة الى الحوار الحميم والمكثف مع الامريكيين على مباديء الاتفاق النهائي. من المهم أن تكون تل أبيب وواشنطن منسقتين في المسائل السبعة الأساس للاتفاق النهائي: مستوى التخصيب في البرنامج الايراني. عدد اجهزة الطرد المركزي، مخزون المادة التي تخرج من ايران. مستقبل موقع فوردو. عدم تشغيل المفاعل البلوتوني في أراك، عمق الرقابة المستقبلية على البرنامج واغلاق الملفات المفتوحة في مسائل السلاح.
’8 ـ ‘كجزء من تعميق التعاون، على اجهزة الاستخبارات في اسرائيل أن تبلور مع نظيراتها الامريكية ردا على ‘الثقوب’ في الاتفاق الأولي من اجل اكتشاف الخروقات الايرانية للاتفاق، الجهود الايرانية في المجال العسكري أو النشاط في مواقع سرية.
‘من المهم وضع ايران في اختبار الاتفاق النهائي، الذي يعيد الى الوراء برنامجها ويمدد جدا فترة الاختراق في حالة خرقها للاتفاق، مثلما فعل الكوريون الشماليون. ومع ذلك، ليس واضحا هل يمكن تحقيق اتفاق نهائي كهذا مع الايرانيين ولا سيما اذا لم يتم الابقاء على الرافعتين الاقتصادية والعسكرية. وبالتالي فان على اسرائيل أن تستعد للخطة الثانية في حالة الفشل في الوصول الى ‘اتفاق جيد’ من ناحيتها:
التأكد مع الامريكيين بأنه لا يوجد تمديد للاتفاق الأولي، وأنه لا يتثبت كوضع نهائي.
‘الاتفاق المسبق على اعادة العقوبات التي خُففت، وحث تشريع منذ اليوم بعقوبات اخرى، تُتبع على الفور في ختام الاشهر الستة.
‘اعداد خطة عمل اسرائيلية مستقلة لحالة عدم تحقق اتفاق أو تحول الاتفاق المرحلي الى اتفاق نهائي ‘سيء’ يترك ايران على مسافة عدة اشهر من القنبلة.
‘بعد ستة اشهر فقط سنعرف حقا كيف نقف على جودة الاتفاق الذي وقع أمس. اذا كان يشبه اتفاق ميونيخ الذي في غضون سنة ظهر بكامل عيوبه حين بدأت الحرب العالمية الثانية، أم اتفاق كامب ديفيد الذي أدى في غضون سنة الى سلام بين مصر واسرائيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
المخاوف الاسرائيلية من النووي الايراني
بقلم:ايلي بردنشتاين،عن معاريف
بعد أقل من اسبوع على توقيع الاتفاق بين الغرب وايران: تقدر مصادر اسرائيلية رسمية بان الاتفاق المؤقت الذي تحقق مع ايران سيعيق قدرة انطلاقها نحو القنبلة النووية لاسبوعين فقط. وفي اطار ذلك، أعلنت ايران امس بانها ستواصل الاعمال في مفاعل المياه الثقيلة في اراك. اما البيت الابيض فأعلن ردا على ذلك بان ايران يحق لها القيام بأعمال التطوير في اراك والتي لا تتعلق بالوقود النووية أو بمفاعل المياه الثقيلة.
التخوف في اسرائيل هو أن يستغل الايرانيون أزمة دولية ما أو ازمة داخلية في الولايات المتحدة كي ينطلقوا الى القنبلة النووية انطلاقا من الافتراض بان الاسرة الدولية لن تتمكن من منعهم من ذلك. وحسب التقدير، الذي رفع ايضا الى دبلوماسيين اجانب ومحافل خارجية رفيعة المستوى، فانه اذا ما شعر الايرانيون بانهم جاهزون فانه سيكون بوسعهم تجاهل التفاهمات التي تحققت مع القوى العظمى على تجميد البرنامج النووي، فيشغلوا كل الـ 18 الف جهاز طرد مركزي (التي نحو 10 الاف فقط عاملة حتى هذه اللحظة) التي في حوزتهم فيخصبوا اليورانيوم الى مستوى عسكري في غضون 36 يوما.
حسب الاتفاق، يلتزم الايرانيون باستبدل كل اليورانيوم الذي في حوزتهم والمخصب الى مستوى متوسط من 20 في المئة الى عجائن أو قضبان وقود، الامر الذي بادعاء القوى العظمى يعيق قدرتهم على الاختراق نحو القنبلة. غير أن الاتفاق يتيح للايرانيين مواصلة تخصيب اليورانيوم الى مستوى منخفض بمعدل 3.5 في المائة. والقيد الوحيد الذي فرض على الايرانيين في اطار الاتفاق هو عدم تمكنهم من التخصيب لمزيد من اليورانيوم كما يوجد في حوزتهم اليوم، أي نحو 8 طن من اليورانيوم، الى مستوى 3.5 في المئة الكافية لبناء نحو خمس قنابل.
ولهذا لقاء كل كمية يقرر الايرانيون استبدالها الى 3.5 في المائة ـ فوق الـ 8 طن ـ يتعين عليهم أن يستبدلوا كمية مماثلة بديلة. وفي هذه الاثناء لا يوجد بعد لدى الايرانيين وسائل استبدال اليورانيوم المخصب الى مستوى منخفض.
اذا قرر الايرانيون تجاهل التفاهمات التي تحققت مع القوى العظمى في جنيف، فسيكون كما أسلفنا بوسعهم تخصيب اليورانيوم المخصب الى مستوى منخفض بحوزتهم حتى مستوى عسكري والحصول على المادة المشعة اللازمة للقنبلة في غضون اكثر بقليل من شهر.
‘وفي اليومين الاخيرين زار اسرائيل مندوب فرنسا الى محادثات النووي في جنيف جاك اوديبر، الذي يعمل كمدير عام سياسي في وزارة الخارجية الفرنسية، ومندوب بريطانيا الى المحادثات سايمون غاس. وكان هدف الزيارتين اقناع اسرائيل بالتسليم بالاتفاق المؤقت والدخول في حوار مع الدول العظمى على التسوية الشاملة مع ايران. وتعهد غاس في المحادثات: سنحرص على بقاء العقوبات الاساسية على المنظومة البنكية والنفط بتشدد. وعلى حد قول غاس فان العقوبات ‘ستشكل حافزا لايران للتقدم نحو اتفاق شامل’.
وفي هذه الاثناء، كشفت مصادر في الادارة الامريكية النقاب عن معلومات مقلقة تتعلق بتطوير مشترك لايران وكوريا الشمالية لمسرع صواريخ متطور يرمي ضمن امور اخرى الى اطلاق صواريخ بعيدة المدى.
وحسب التقرير فان زيارات علماء الصواريخ الايرانيين الى كوريا الشمالية انتشرت على مدى الاشهر الاخيرة، حيث كانت آخرها في نهاية شهر تشرين الاول، أي بالتوازي مع الاتصالات بين ايران والقوى العظمى حول الحل الوسط للبرنامج النووي.
كما تتضمن التقرير ان الوفد الايراني ضم مجموعة من الفنيين من الفريق الصناعي ‘شهيد عيمات’ المسؤولة عن تطوير منظومات صاروخية تستند الى محركات وقود سائلة.
وهدف الزيارة حسب التقرير الاستخباري كان الفحص عن كثب لامكانية تطوير كوري شمالي لمسرع متطور بوزن 80 طن قد يستخدم لاطلاق صواريخ بعيدة المدى او لاطلاق مكوك فضائي يمكنه أن يحمل رأس متفجر كيميائي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ذاكرة الاسرائيليين مع تشرين الثاني
بقلم:رون بونداك،عن‘رئيس منتدى منظمات السلام الاسرائيلي،عن هآرتس
أمس تلقينا التقرير الكامل للجنة’، كتب دافيد بن غوريون الى فولا زوجته في ايلول 1947، في اليوم الذي رفع فيه تقرير لجنة التحقيق عن الامم المتحدة، والذي أدى الى قرار التقسيم في 29 تشرين الثاني غدا قبل 66 سنة. وتقرأ رسالة بن غوريون كتقرير جاف يبلغ فيه عن جلسة دراماتيكية’ للجنة التنفيذية الصهيونية. واقترح بن غوريون الاعلان فورا عن تأييد اقتراح الاغلبية في التقرير (التقسيم). ‘لكن’، تحفظ، ‘ان نقول هذا دون طبول نصر ودون خلق انطباع وكأن اقتراح الاغلبية هو اقتراح يهودي’. وانتهت الرسالة الموضوعية بنبرة شخصية: ‘حنه سنيه لا تزال تبحث عن سترة لك ولكنها لم تجدها بعد. سلام جم وقبلات. كان هذا هو طابع هذا الرجل العظيم الذي بتعابير اليوم ‘ما كان لينجح في الشاشة’، ولكن بقدر كبير من اليقين يمكن القول ان بدونه ما كانت لتقوم دولة اسرائيل.
ولكن قبل أن تقبل قيادة الحاضرة اليهودية قرار الامم المتحدة، وقبل ان يلتصق الـ 600 الف يهودي الذين كانوا يعيشون في حينه في اسرائيل باجهزة الراديو ليستمعوا الى الاقتراح التاريخي كادت المعارك السياسية والايديولوجية داخل الحاضرة تؤدي الى وضع يقولون فيه لا لقرار التقسيم.
لقد تدحرجت فكرة التقسيم في أروقة الدبلوماسية العالمية والاقليمية على مدى اكثر من عقد قبل القرار. وكان للبريطانيين انتداب مؤقت من الامم المتحدة لادارة البلاد والسؤال ماذا بعد كان دوما على جدول الاعمال. ومنذ العام 1956 اقترحت لجنة بيل تقسيما، وان كان مغايرا، ولكن الفكرة كانت خيالية.
ينبغي قبول الحقيقة: معظم الكتل السياسية الصهيونية عارضت. اليمين البيتاري لم يعارض التقسيم فقط بل قضى بانه حتى لو اقترحوا علينا كل البلاد سنرفض وذلك لان الهدف الحصري يجب أن يكون ضفتين للاردن (كما يقول النشيد). معظم اعضاء ‘مباي’ عارضوا، ولا سيما مؤيدي بلاد اسرائيل الكاملة. اعضاء بريت شالوم، وعلى رأسهم ادباء كمارتين بوبر ويهودا لييف ماغنس، ايدوا فكرة الدولة ثنائية القومية التي يعيش فيها اليهود والعرب بشراكة كاملة. بن غوريون وان كان فضل دولة يهودية على كل الارض التي بين النهر والبحر، ولكنه فهم بانه يوجد فرق بين الحلم والواقع. وتمسك بالسياسة الواقعية التي تقول ان من الافضل اقامة وطن قومي للشعب اليهودي في بلاد اسرائيل، حتى وان لم يكن في كل اراضيها.
‘ما وجه خطاه كانت الحاجة الى ترجمة الرؤيا الى واقع. وما آلمه اكثر من أي شيء آخر كان ان الدولة لم تقم قبل أن تبدأ الابادة النازية. ‘اطلب منكم سادتي أن تتخيلوا لحظة واحدة لو أنه قبل اندلاع الحرب الاخيرة كان يتواجد 2 و 3 مليون يهودي في الدولة اليهودية لبلاد اسرائيل’، قال للجنة الامم المتحدة، واضاف بان الشعب اليهودي، ‘كان سائبا بلا بلاد خاصة به، بلا دولة خاصة به’. وكان استنتاجه قاطعا لا لبس فيه: ‘توجد فقط ضمانة امنية واحدة: وطن ودولة. وطن يمكن لكل يهودي أن يعود اليه بالحق وانطلاقا من الحرية التامة؛ دولة يكون فيها حاكما لمصيره’.
‘في الجانب الفلسطيني ارتسمت صورة مرآة: الاغلبية عارضت التقسيم، ومن قاد الجمهور كان الحاج امين الحسيني، سيء الصيت والسمعة في معارضته القاطعة للصهيونية وتأييده للنظام النازي. ولكن بالمقابل كانت عائلة النشاشيبي، التي تعاونت احيانا مع الحاضرة اليهودية وأيدت فكرة التقسيم.
في نهاية المطاف اتخذت الجمعية العمومية للامم المتحدة القرار 181، الذي قضى بتقسيم البلاد الى دولة يهودية ودولة عربية. وتقرر في القرار ان تقع حدود الدولة اليهودية على نحو 55 في المئة من اراضي فلسطين، أما للعرب فاعطي نحو 45 في المئة فقط. وفي نظرة الى الوراء يمكن القول انه من ناحية اقليمية، لم يكن القرار متوازنا بل وربما لم يكن عادلا. فحجم السكان الفلسطينيين كان ضعف حجم السكان اليهود. وكان هناك من ادعى بانهم بالتالي يستحقون ثلثي الارض. ولعل المنطق كان ينبغي أن يملي على الاقل تقسيما متساويا، بالمناصفة، ولكن الضمير العالمي ما بعد الحرب العالمية الثانية، وحقيقة أن مئات الالاف من الناجين من الكارثة سعوا للوصول الى الدولة التي على الطريق، ادى باللجنة الى منح اليهود أكثر.
من المهم أن نتذكر بان القرار قضى أيضا الا تكون القدس، الغربية والشرقية وكذا بيت لحم، بسيادة احد الطرفين بل ان يعلن عنها منطقة منفصلة بسيادة دولية لا عاصمة اسرائيل ولا عاصمة فلسطين.
ورغم أن القرار استقبل في الحاضرة بفرح كبير، بسبب الشرعية السياسية والقانونية لاقامة دولة، الا ان مندوبيها اعلنوا بانهم يأسفون للقرار ولكنهم يستجيبون له من أجل احلال السلام. اما في الطرف العربي فعارضوا وكانت النتيجة الفورية ان في الغداة بدأت المرحلة الاولى من الصراع العنيف بين اليهود والعرب، الذي تحول الى حرب حقيقية مع رحيل الجيش البريطاني بعد نحو خمسة اشهر من ذلك، والاعلان عن اقامة دولة اسرائيل في ايار 1948.
القرار التاريخي في تشرين الثاني 1947، يتداخل بالصدفة مع خمسة احداث تاريخية اخرى كل واحد منها يشكل مفصلا بحد ذاته اثرت على النزاع الاسرائيلي العربي وحله، جميعها وقعت في تشرين الثاني. في 2 تشرين الثاني 1917، نشر تصريح بلفور، الذي’ ثبت لاول مرة في الساحة الدولية فكرة الوطن القومي للشعب اليهودي في بلاد اسرائيل. في 22 تشرين الثاني 1967، اتخذ مجلس الامن في الامم المتحدة قرار 242 في اعقاب حرب الايام الستة، وثبت فكرة الارض مقابل السلام على اساس خطوط 67.
‘في 15 تشرين الثاني 1988 قرر المجلس الوطني الفلسطيني في دورته في الجزائر ترك فكرة الدولة على كل ارض فلسطين وتبني فكرة الدولتين للشعبين.
في 19 تشرين الثاني 1977، هبطت في اسرائيل طائرة الرئيس المصري انور السادات، وبدأت الرحلة التي أدت الى اتفاق السلام مع مصر. في 4 تشرين الثاني 1995، اغتيل رئيس الوزراء اسحق رابين، بسبب قراره الشجاع محاولة اغلاق الدائرة التي بدأت في 29 تشرين الثاني 1947، وانهاء النزاع الاسرائيلي العربي بخطوة تؤدي الى اقامة دولتين للشعبين.
هذا ما اراده رابين، وهذا ما نحتاجه اليوم. زعيم شجاع يقود الدولة بالطريق الوحيد الذي يخدم المصلحة الاسرائيلية: الطريق التي تؤدي الى اقامة دولة فلسطينية على 22 في المئة من الارض، الى جانب دولة اسرائيل التي تسيطر على 78 في المئة من الارض، أي، تقسيم جديد على اساس خطوط 67، افضل بلا قياس من ذاك الذي على أساسه اقيمت الدولة. في رسالته الى فولا ينهي بن غوريون فيكتب بان تحقيق مشروع التقسيم، ‘مع كل نواقصه’، هو، ‘حقا بداية الخلاص، وأكثر من بداية’.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
كاثرين آشتون و’هورايزون 2020′
بقلم:تال نيف،عن هآرتس
قبل اسبوع سخر مذيع الراديو اسحق نوي من منظر كاثرين آشتون، وقال إنها قبيحة. وأفرض أن آشتون لم يطرف لها جفن. ومن المنطق أن نفرض في الواقع أنها لم تسمع قط بنوي.
ومع ذلك فان كراهية ‘وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي’ التي عبر عنها نوي بطريقته السيئة، تثير الاهتمام جدا وهي مهمة لفهم المسار المبدئي الذي قد يفضي آخر الامر الى نجاة دولة اسرائيل من قصر رؤيتها.
إن التنديد بآشتون أنها غير حسناء، يُنذر بوضع علامة على وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي باعتبارها كارهة اسرائيل الجديدة، ويعبر عن الخوف الكبير الذي يغطي اسرائيليين يمينيين حينما ينظرون بعيون قلقة الى عالم الأغيار الذي وقع الآن على اتفاق مع ايران في جنيف. لكنه يعبر عن أكثر من ذلك، لأن من يندد بـ ‘كارهة اسرائيل’ هذه يبدو ايضا أنه يدرك جيدا أن آشتون التي قادت شخصيا في جنيف مسار انشاء اتفاق تاريخي لتجريد ايران من السلاح والاعتراف المتبادل بين ايران والقوى العظمى وفي مقدمتها الولايات المتحدة تقود بنيامين نتنياهو الى توقيع على اتفاق التعاون العلمي مع الاتحاد الاوروبي على خطة ‘هورايزون 2020′.
فهو يقبل بذلك الاتفاق في حقيقة الامر رأي أن المستوطنات ليست جزءا مشروعا من دولة اسرائيل. وقد فرضت آشتون على نتنياهو توقيعا على الاتفاق الذي سيفضي آخر الامر الى صنع السلم الذي يستطيع أن ينزل عليه المتمسكون بعقيدة الاستيطان عن الشجرة.
إن التوقيع على ‘هورايزون 2020′ سيُمكّن بحسب التقديرات من تحويل مليارات الشواقل للاكاديميا والبحث الاسرائيليين. وهذا الامر يُبعد اسرائيل الآن عن سيرها الممهد نحو وضع يشبه وضع كوبا بحيث تكون دولة مقطوعا معها ومعزولة حتى اقتصاديا لا تتلقى مساعدة ولا تعمل بتنسيق وتعاون مع حليفاتها وتكون آخر الامر دولة تخنقها العصيدة التي طبختها لنفسها.
أخرج الاتحاد الاوروبي لاسرائيل بالتوقيع على ‘هورايزون 2020′ التي تنطوي على ادراك أن المستوطنات ليست شرعية في نظر العالم، أخرج حبات الكستناء من النار. بل يستطيع زئيف إلكين الديمقراطي العظيم الذي بادر الى قانون القطيعة الذي يفرض عقوبات على من يدعون في اسرائيل الى القطيعة مع منتوجات المستوطنات، يستطيع أن يقول في نفسه: ليس هذا شيئا أراده نتنياهو أو أنا. فقد أرادت آشتون ولم يوجد مفر. وكذلك ايضا حتى وزير اسكان المستوطنين أوري اريئيل، وحتى يئير أنا يميني.
يستطيع الجميع معا أن يكرهوا آشتون واتحادها الاوروبي كما شاؤوا وسيوجد من يتهمونه ايضا. وهكذا ستُخلى المستوطنات لا لأن المستوطنين يضرون ضررا شديدا بكرامة البشر ويسلبون ارضا ليست لهم بحسب القانون الدولي بل لأنهم أجبروهم وأجبروا نتنياهو.
إن القطيعة مع منتوجات المستوطنات يمكن أن تنقذ اسرائيل من نفسها، لأن توسيع المستوطنات يعني انشاء دولة واحدة ذات قوميتين، مع نظام فصل مُطبق بالفعل. وآنذاك سيقول اولئك الذين يغمزون وكأنهم يدركون إن اموال المساعدة الامريكية والتصدير الامني والهاي تيك تكفينا. لكنهم ايضا يعلمون أن رئيس الولايات المتحدة في ولايته هذه يصغي كثيرا الى آشتون. ويستطيع نتنياهو الذي قد يصوره مؤيدوه وكأنه شمشون الجبار، يستطيع في هدوء شديد أن يوقع على الاتفاق برغم أنه يجعل المستوطنات منبوذة. إنه ليس هو يا إلكين بل كاثرين.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
أنا وأنت لن نغير العالم
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
كان لي في طفولتي التي كانت منذ زمان اريكون ثلاثة: اريك شارون الذي قرأت عن افعاله في إجلال في كتاب دان مرغليت ‘الوحدة 101′، الذي تلقيته هدية في يوم ميلادي؛ واريك مقلد الحيوانات، اريك أمير، الذي كان يقلد الأسد والقرد في حفلات يوم الميلاد والذي سكن في شقة في أول الشارع على مبعدة مبنيين عن مقصف ‘تنوفا’ والذي كنت ألاعب إبنته لعبة الاختباء في الحي؛ واريك آينشتاين. وحينما لم يعد الولد ولدا، حظيت باجراء لقاء صحفي مع آينشتاين لصحيفة ‘هآرتس′، وأكتب الآن وأقول ‘حظيت’ لأنني كنت أتجول مدة اسابيع طويلة بعد اللقاء الصحفي كمن أسكره الحب. فقد أحببت اريك حقا. ولم أكف عن الحديث عنه والتفكير في تجربة لقائه الممتعة.
‘كان ذلك في خريف سنة 1984، وقد ثارت جلبة في ‘كول بو شالوم’ حينما جاءت عوفرا حازا للتوقيع على شريطها المسجل، وكانت اسرائيل غارقة غرقا عميقا في الدم والوحل في لبنان، وأصدر آينشتاين شريط ‘مهلة’ وكان شريطه الـ 23. وكان قد أصبح في الخامسة والاربعين من عمره وكنت أنا في الواحدة والثلاثين، صحفيا صغيرا وأسرني سحره. وجلسنا مدة ثلاث ساعات في بيت صديقه، لا في بيته بالطبع، وتهرب من اسئلة كثيرة وبرغم ذلك أحببته. وأنا اقرأ الآن اللقاء الصحفي من الأرشيف وأحبه من جديد.
أردت أن يعاود العرض، وأردت أن يتحدث عن الانفصال عن أوري زوهر، ‘كيف مضيت أيها الصديق’، وأردت أن يتحدث عن شموليك كراوس، وأردت في الأساس أن يصبح مطرب احتجاج لكنه كان مُقبلا على شأنه: ‘إن ما يفعله شخص مثل ايلي ميلخ رون من الأحياء يُسهم في نظري أكثر من جون باز التي تغني معارضة الحرب. إن حقيقة أنني أشهر لا تجعلني أكثر عدلا. يا إله العالم أأن يكون انسان مشهورا بفضل غنائه، لا يعطيه ذلك حقا؟ لو أنني شعرت شخصيا بأنني أحقق اشياء لأصبح الاحتجاج والصراخ أسهل علي لكنني أخشى أن أخطيء’.
ولم أتفق معه آنذاك ولا أتفق معه اليوم ايضا، لكن التواضع والصدق فعلا فعلهما آنذاك (واليوم)، كأنما ذلك بعصا سحرية آينشتاينية.
مات أول أمس كموت اسحق رابين تقريبا، مع نفس الاعلان الدراماتي في نفس ساحة نفس المستشفى؛ ومع نفس الشموع في الشارع ونفس الحداد الشعبي الغامر والحقيقي والصادق حتى الألم؛ ومع نفس الشعور باليُتم الداحض عند رابين والداحض عند آينشتاين. فلم نصبح أيتاما آنذاك ولم نصبح أيتاما أول أمس، لكنه ألم مع كل ذلك.
كله غناء. كتبت عنه في بداية رحلته سلفي كيشت الاسطورية في صحيفة ‘هآرتس′: ‘جرثومة جديدة هاجت بين السكان. وهي تصيب في الأساس فتيات في الرابعة عشرة الى السابعة عشرة من جميع الأحجام. وهو يبدو طويلا ونحيلا وذا شعر طويل وعينين بنيتين تغمزان في عدم رؤية. وهو يغني على مسارح وفيه وقاحة أن يكون متواضعا. إنه يسمى اريك آينشتاين’. كما يكتبون الآن تقريبا عن مغنٍ وطني آخر أصبح يتردد ذكره في الأخبار.
‘ كله غناء، ومع كل ذلك فان هذا الحداد الوطني هو في هذه المرة حقيقي وعميق، وعميق الحزن في العيون، وأصبحت اسرائيل جميلة لحظة واحدة. كم تكون جميلة حينما تحد على مغن وشاعر، وكم تكون جميلة حينما تحد على بطل ثقافة لا على بطل آخر.
إن المفهوم من تلقاء نفسه هو أننا نحزن على أنفسنا أكثر من حدادنا على آينشتاين الذي نُسي الى حد ما في السنوات الاخيرة، بل لم يفز بجائزة اسرائيل. ونحن نحد لأننا سرنا طريقا طويلا قبيحا منذ كانت أغنية ‘قد يكون انتهى ذلك’ التي غناها آينشتاين الى أغنية ‘مامي، انتهى الامر’ لعومر آدم.
‘ لكن اريك نفسه ايضا قد غنى قبل سنوات قائلا: ‘يقولون إنه كان هنا ذات مرة حلم رائع، لكنني حينما جئت لأنظر لم أجد شيئا’ (يونتان غيفن).
ومع كل ذلك كان الوضع هنا ذات مرة أكثر فرحاً.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
‘موت مغن’
بقلم:اسرة التحرير،عن هآرتس
تحد اسرائيل على موت أريك آينشتاين. هذه المرة ليس هذا كليشيها فارغا من المحتوى. ويبدو أن الحداد حقيقي وجارف؛ ويشهد على ذلك عشرات الآلاف الذين جاءوا لتقديم الاحترام الأخير أمس عندما نُصب تابوته في ميدان رابين في تل ابيب. لقد كان آينشتاين مغنيا محبوبا من الكثير من الاسرائيليين، وأغانيه الجميلة رافقتهم على مدى عشرات السنين، أي أينما حلوا.
خسارة أن آينشتاين لم يحظ في حياته بوسام الشرف السامي للدولة، جائزة اسرائيل، وفقط في موته تمنحه الشرف النادر لحداد شعبي ووطني، بما في ذلك ما يقوله قادته عنه.
لقد كان آينشتاين بطلا ثقافيا، حتى وإن كان هو نفسه ينفر من اللقب. فعلى مدى عشرات السنين نجح في أن يُحدث اجماعا نادرا في المجتمع حول محبة أغانيه وحول عمله الثقافي المتفرع. كما أنه أعطى منصة وكشف أمام الجمهور مبدعين شباب وأكفاء مثل شالوم حانوخ، يعقوب روتبليت، ميكي جبريالوف، يوني ريختر، شم طوف ليفي واسحق كلابتر الذين أصبحوا مع الزمن هم ايضا أعمدة فقرية في الثقافة الاسرائيلية.
ومع ذلك، مع كل الألم والأسى على رحيله، فان أغاني آينشتاين لم تصمم الخطوط الهيكلية للدولة، بل فقط لطفت زمنها. اسرائيل التي تحد الآن على موته تحاول منحه ومنح أغانيه معان أعمق، ولكن عبثا. ما الذي جملته أغاني آينشتاين، بل حتى ما الذي جمله حبنا إليه. ليس قليلا، ولكن ليس كثيرا ايضا، فالمغني هو مجرد مغنٍ، وآينشتاين لم يدع أبدا ما ليس هو، ومحظور أن نُفسد بعد موته تواضعه واستقامته.
فضلا عن ذلك، اذا اصرينا على أن نرى في آينشتاين مقدمة للاسرائيلية، فان أغانيه رسمت اسرائيلية متواضعة، بريئة، أولية، علمانية وبالأساس محبة للانسان. كل هذه لم تعد تميز اسرائيل التي أخذت تُدير ظهر المجن لهذه القيم. وبهذا الفهم، فان الحزن على موت آينشتاين قد يكون تعبيرا عن الحزن على الدحر المتواصل والثابت لتلك القيم عن الثقافة الاسرائيلية.
بالتاكيد آينشتاين جدير بالشرف العظيم الذي أضفته عليه الدولة أمس، ولكن ليس أقل من ذلك احترام طريقه ايضا، الذي علم التواضع، الطبيعية والتوازن. آينشتاين كان أول من طلب ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ