Haneen
2013-12-08, 12:48 PM
اقلام عربي 495
10/9/2013
في هذا الملــــف:
حصاد الطريق الأوسلوي
بقلم: مأمون كيوان عن الخليج الاماراتية
سيناريوهات الغرب للضربة العسكرية
بقلم: حداد بلال عن القدس العربي
الربيع العربي... سقوط الأقنعة
بقلم: مصطفى الفقي عن الحياة اللندنية
في محنة الديمقراطية العربية
بقلم: خالد القشطيني عن الشرق الأوسط
ما وراء الأخبار.. صور أوباما
بقلم: عز الدين الدرويش عن تشرين السورية
هل ينتظرون الكونغرس إذا ضُرِبت إسرائيل؟
بقلم: سركيس نعوم (http://www.annahar.com/author/12-%D8%B3%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%B3-%D9%86%D8%B9%D9%88%D9%85) عن النهار البيروتية
حرب أوباما على سوريا.. لخدمة إسرائيل
بقلم: سلامة العكور عن الرأي الأردنية
وهل بقي للعروبة هوية؟!
بقلم: عادل فهد الطخيم عن القبس الكويتية
ماذا بعد سورية؟
بقلم: مريم أبو ادريس عن الوسط البحرينية
مصر: الدولة تنهار والمجتمع يضيع
بقلم: سهيل الخالدي عن الشروق الجزائرية
الإخوان والإرهاب
بقلم: محمد أبو الغار عن المصري اليوم
حصاد الطريق الأوسلوي
بقلم: مأمون كيوان عن الخليج الاماراتية
مر عقدان من الزمن على تاريخ 13 سبتمبر/أيلول 1993 الذي شكّل محطة نوعية في مسار الصراع العربي-الصهيوني في مستواه الفلسطيني-”الإسرائيلي” . حيث تم التوصل إلى اتفاق مبادىء فلسطيني- “إسرائيلي” لحل الصراع على أساس الاعتراف المتبادل، تلته رزمة اتفاقات وبروتوكولات تضع ملامح معالجة قضايا الحل النهائي المتمثلة في القضايا التالية: الأمن والحدود والمياه والقدس والمستوطنات وقضية اللاجئين .
وشكّل شهر سبتمبر/أيلول في ذاكرة الفلسطينيين رمزاً للتشاؤم أو شهراً أسود في تاريخ ويوميات الفلسطينيين لجهة الإخفاقات السياسية والمجازر والاغتيالات الصهيونية . ففي 29-9-1922 وضع مشروع صك وصاية على فلسطين موضع التنفيذ؛ وفي الشهر نفسه من العام 1939 فشل مؤتمر لندن (المائدة المستديرة) في إقناع العرب بتقسيم فلسطين .
وفي 3 سبتمبر/أيلول 1947 جعلت الأمم المتحدة من نفسها لجنة خاصة لبحث مشروعين: مشروع الأكثرية في الجمعية العامة للأمم المتحدة القاضي ب: 1- تقسيم فلسطين إلى دولتين يربط بينهما اتحاد اقتصادي .
2- تكون الدولة العربية على مساحة 88 .42% من المساحة لأرض فلسطين ويسكنها 725 ألف عربي و10 آلاف يهودي .
3- تكون الدولة اليهودية على مساحة 74 .56%،وسكانها 498 ألف يهودي و497 ألف عربي .
4- يوضع للقدس كيان مستقل خاضع لنظام دولي خاص، تتولى الأمم المتحدة إدارته عبر مجلس وصاية وتضم 105 آلاف عربي و100 ألف يهودي . ومشروع الأقلية الذي قدمته إيران والهند ويوغسلافيا، وتضمّن إقامة دولة اتحادية عاصمتها القدس، تضم حكومتين مستقلتين استقلالاً داخلياً .
وفي يوم 23 -9-1948 تم إعلان حكومة عموم فلسطين في مدينة غزة برئاسة أحمد حلمي عبد الباقي وفي 23-9-1952 أصدر مجلس جامعة الدول العربية قراراً يقضي بتوقف أعمال حكومة عموم فلسطين؛ و في 17-9-1970 انفجرت أحداث سبتمبر/أيلول أي الصراع الدامي بين الجيش الأردني وقوات المقاومة الفلسطينية، وذلك إثر إعلان الأحكام العرفية وتشكيل حكومة عسكرية مؤقتة في الأردن . وفي الشهر نفسه من العام نفسه فقد الفلسطينيون زعيماً قومياً لطالما اعتبروه محرراً ورمزاً محتملاً لهم ولعموم العرب، أي أنهم فقدوا جمال عبد الناصر .
وفي 17-9-1970 تم توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر و”إسرائيل” من جانب كل من الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء “الإسرائيلي” مناحيم بيغن والرئيس الأمريكي جيمي كارتر . وفي 16-9-1982 كانت مذابح صبرا وشاتيلا، وفي 13-9-1993 وقعت “إسرائيل” ومنظمة التحرير الفلسطينية إعلان المبادئ (اتفاقية أوسلو) في احتفال مهيب أقيم في حديقة البيت الأبيض . الذي شكل للفلسطينيين نصراً وهمياً وهزيمة ماحقة حقيقية، لكونه تضمن تنازلاً تاريخياً عن وطن تاريخي وإقراراً بشرعية وجود “إسرائيل”، بديلاً لفلسطين التاريخية في الحدود الانتدابية، لقاء سراب دولة أو دويلة تشبه الجبن السويسري مملوءة بثقوب كانتونات ومستوطنات أو تشبه أرخبيلاً من الجزر الفلسطينية في بحر من المستوطنات “الإسرائيلية” .
وأدى اتفاق “أوسلو” وما تلاه من اتفاقات جزئية ومكملة إلى بروز إشكاليات جديدة على صعيد الفكر السياسي الفلسطيني تتعلق بأهدافه وبنيته، وأيضاً على صعيد الأشكال السياسية-التنظيمية المعبرة عنه، وخصوصاً م .ت .ف ومؤسساتها كأطر منتجة لأولويات هذا الفكر، تجلت الإشكاليات في ما يلي:
1- نشوء تناقض حقيقي بين قانونية التزام م .ت .ف والسلطة الوطنية بالاتفاقات التي توصلت إليها مع الحكومة “الإسرائيلية” وبين شرعية استمرار المنظمة كمؤسسة وكإطار وطني، ملتزمة مع شعبها بقيادة النضال الوطني حتى العودة وتقرير المصير وبناء الدولة المستقلة .
2- صعوبة التوفيق بين متطلبات نهوض السلطة الوطنية بمهمة بناء مؤسساتها المدنية والعسكرية، وبمهماتها الزمنية والاقتصادية في غزة وأريحا، وبقية مناطق الضفة الغربية وبين متطلبات الحفاظ على مؤسسات م .ت .ف وعلى دورها كإطار وطني قيادي لكل الشعب يضم قوى متعددة متعارضة ومتناقضة في مواقفها من القضايا الجوهرية .
3- صعوبة تنظيم الصلة وانتظام آلية العلاقة العملية الضرورية بين السلطة الفلسطينية الموجودة في قطاع غزة أريحا وبين مؤسسات م .ت .ف .
وفي 24-9-1996 اندلعت انتفاضة النفق إثر افتتاح سلطات الاحتلال الصهيوني نفقاً تحت منطقة الحرم القدسي عشية (عيد الغفران اليهودي)، ويمتد النفق 400 متر تحت المجمع العربي الإسلامي مجاوراً لأساسات المسجد الأقصى . وكانت في 28-9-2000 زيارة أرييل شارون للحرم القدسي الشريف التي تسببت في اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في الضفة الغربية وقطاع غزة .
وبنظرة واقعية للواقع الموضوعي لجغرافية الدولة العتيدة المرتقبة المفرغة من ثرواتها وفي مقدمها المياه، والمنقوصة السيادة والتواصل الإقليمي بفعل المستوطنات والحواجز والجدار العازل، والمعوزة اقتصادياً، يبدو أن الحصول على عضوية كاملة أو ناقصة للدولة الأوسلوية المنشأ لن يشكّل إلا استنساخاً كاريكاتورياً لمشاريع كيانية قديمة . فضلاً عن أن هدف السلطة الفلسطينية من الاعتراف الدولي بالدولة هو إحياء العملية التفاوضية التي لا يمانع نتنياهو في استمرارها لعقود قادمة من الزمن .
ووفق هذا المسار لعملية سياسية تمحورت حول حل ساذج لصراع معقد ومفتوح، يبدو جلياً أن أزمة العمل الوطني الفلسطيني ستتفاقم ولا يلوح في الأفق حلول سبتمبر/أيلول فلسطيني جديد بلا نكسات .
سيناريوهات الغرب للضربة العسكرية
بقلم: حداد بلال عن القدس العربي
شكل قرار ايمكانية اجراء تدخل عسكري في سورية نقطة انعطاف في كثير من المواقف الدولية، مما ادى الى ظهور بوادر تساؤلية، عن ما هو سر القرار المفاجئ لمجلس العموم البريطاني القاضي بمنع رئيس الوزراء دايفيد كاميرون شن حرب على سورية؟ وهل حقا اوباما بحاجة الى تفويض من الكونغرس الامريكي حتى يقوم بتدخل عسكري في سورية؟
وسؤال اخر يلوح الى اين هي الديمقراطيات التي طالما تتغنى بحقوق الانسان خصوصا منها الغربية من استخدام الكيماوي في سورية؟ اوليست هذه جريمة في حق الانسانية تستلزم عليها العقاب، فلما لا نرى مجالس هذه الديمقراطية تطالب بمعاقبة مرتكبيها بمثل ما اتت عليه في العراق وليبيا، فهي اذن تساؤلات عدة ستعكر صفو امريكا بالاخص عند تبريرها مثل هذه التعقيدات.
فالاحتملات المسنونة لجحيم التدخلات العسكرية، قد بدت ملامح ردودها متسنجة في الدويلات الغربية بما فيها امريكا لما تنطوي عليه من مخاوف ان تصبح عواصمها قلب استهداف الحركات الجهادية العالمية، وبالاخص مراكزها الحيوية في القارة الاسيوية والافريقية،اضافة الى ما تحمله من تداعيات اقتصادية نلمح فيها استفاقة متسارعة من قبل الشعوب الغربية لرفض قرار حكوماتها المنصوص بالتدخل العسكري في سورية.
ومن عجيب العجاب الذي نقف عنده اليوم من حديث القيل والقال عن التباطا السلحفاتي في المواقف الامريكية لاحداث ثورتي مصر وسورية مقارنة بسرعة مواقف المشايخ الخليجية التي ابدت تأثيرا واضحا على ردود الفعل الامريكة، اضاقة الضغوطات الاسرائلية التي زادت من تازم الموقف الامريكي وجعلته يفقد نوعا من مناعته المصداقية لحيثيات بداهة اتخاد القرارات الحساسات والفاعلة في حل الازمات الدولية بعد ان كانت قدوة الكثير من الديمقراطيات في تشخيص الازمات وتقديم الحلول الانسب لها، فهل يعقل ان امريكا باعظم اجهزتها الاستخباراتبة وقوة ترسانتها الحربية اضحت اليوم غير قادرة على تحميل نفسها صلابة تصويب القرارات الرزينة تجاه مختلف الاحداث الدولية،دون ان تواجه ضغوطات التي تشهدها الان من اسرائيل ومشايخ الخليج و بعض الحكومات الغربية لتفقد بذلك مركزها القيادي العالمي في رسم خريطة الطريقة السياسة التي كانت قد بدات فيها في السابق.
وقد يجعل ذلك من امريكا تعاني الامرين من ناحية اعادتها لسناريوهات اثارة لبنيات الحروب الاهلية باسم الانسانية، علاوة على ما يحدث الان في افغانستان والعراق، او من جهة ثانية وهي ما قد تفقده من هيبتها الدولية شيئا فشيئا خصوصا عندما يتعلق الامر بجانب الشراكة مع الدول الاروبية التي انكشفت مؤخرا مؤامرة الخيانة التجسسية بينها وبين الطرف الامريكي، ما دفع ببعض رؤوس هذه الدول الى عدم التصديق والتشكيك من نوايا الامريكية في كثير من تدخلاتها العسركية التي اجرتها في السابق، فقررت اعلان المقاطعة ومناقضة قرراتها لاسيما حينما تتعلق بوجود مواد محضورة ومحرمة دوليا تتدخل باسمها امريكا عسكريا مثلما حدث في العراق الذي لم يثبت لحد الان امتلاكه لنووي.
ولاول مرة سيغيب عن امريكا صديقها الحميم الذي وقف معها في اغلب تدخلاتها العسكرية التي قامت بها وهو بلا شك بريطانيا التي اعلنت عدولها وامتناعها عن شن حرب عسكرية في سورية، ما يعني بذلك نكسة موجعة لامريكا، بعد ان تجد نفسها برفقة فرنسا وحيدان امام حربهما الجديدة في سورية،وعليه كذلك ان اختلاف بريطانيا مع امريكا بمثل هذا الشأن يعتبر بمثابة تغيير في موازين القوى لصالح كفة روسيا والصين التي قد تتوازي هذه المرة قرارتها مع امريكا وفرنسا في مجلس الامن، وزيادة على ذلك،كما يبدوا عليه الخلاف الاخير بين اسرائيل و امريكا الذي طرأ عليهما عند صدر قرار من اوباما مبني على تاجيل الضربة العسكرية، ما اثار زوبعة في اسرائيل بتجاه هذا الاخير الذي يلاقي مخاوف من رفض الكونغرس تفويضه القيام بذلك.
فمما لا شك فيه ان امريكا اصبحت محاصرة سياسيا و اقتصاديا جراء انعكاسات نتائج تدخلاتها العسكرية في افغانستان والعراق وليبيا، تبعا لردود الافعال الدولية المطالبة بالتخلي عن سياسة التدخلات العفوية التي من شانها ان تزيد الخناق على تدهور اقتصاديات العالم المتقدم، الذي يبدو انه تضرر اكثر مما هو متوقع بالمنعرجات الحاصلة في ثورات الربيع العربي، ما يفسر ارتباك بعض الاطراف الدولية من مشاركة قرار امريكا عسكريا خصوصا ان لم يثبت تورط النظام السوري في قضية الكيماوي، خذا بعبرة ما خلفته حرب العراق وانعكاساتها عليها.
وعليه، فهل ستكون حرب اليوم على سورية اخر عدوان عسكري تقوم به امريكا مع ان تكتفي فقط بالدعم اللوجستي لهذه الدول؟
الربيع العربي... سقوط الأقنعة
بقلم: مصطفى الفقي عن الحياة اللندنية
بعد أن اقتربنا من نهاية العام الثالث منذ قيام ثورات «الربيع العربي» في تونس ومصر وليبيا مع عدوى امتدت إلى اليمن وسورية أيضاً، أصبح في مقدورنا أن نلقي نظرة موضوعية على ما جرى وأن نقيم أحداث «الربيع العربي» في تجرد وصدقية بعيداً من المؤثرات الوقتية والانفعالات العابرة والشعارات الزاعقة مؤكدين أن أحداث «الربيع العربي» هي نقطة تحول كبرى في تاريخ المنطقة. وإذا كان البعض يراها في إطار تطبيق نظرية «الفوضى الخلاقة» فإن البعض الآخر يراها أيضاً في إطار مختلف هو إحياء روح «الخلافة الإسلامية» واستعادة تركيا زمام القيادة في منطقة «الشرق الإسلامي» إذ إن أنقرة تسعى إلى أن تكون عضواً في الاتحاد الأوروبي ولو في مؤخرته مستندة إلى أوراق اعتمادٍ هي زعامتها للشرق الأوسط ودوله الإسلامية. والذي يعنينا في هذه المناسبة هو إبراز طبيعة التحول والتي بلغت درجة التناقض في كثير من المواقف لدى زعامات وقيادات وشخصيات من منطلق التواؤم مع الظروف الجديدة واكتساب حظوة لدى السلطة أو ميزات جديدة في نظام الحكم، ويهمنا هنا أن نطرح النقاط الآتية:
أولاً: إننا لا نتباكى على النظم التي رحلت بل ندرك عن يقين أنها نظمٌ ترهلت وشاخت وانتهى عمرها الافتراضي ولم تتمكن من ضخ دماء جديدة أو تجديد أنسجتها. لذلك كانت ثورات «الربيع العربي» من هذا المنطلق هي انتفاضات شعبية لها ما يبررها حتى يصعب إنكار حتمية حدوثها مهما تفاوتت درجة حدتها أو مستوى العنف فيها، والهدم دائماً عملية سهلة ولكن تشييد الجديد على أنقاض الماضي هو الأمر الصعب، لذلك فإن القيمة الحقيقية لثورات الربيع العربي ليست بمجرد اندلاعها ولكن في المسار الذي تتخذه بعد ذلك واحتمال دخولها في دائرة العنف غير المبرر نتيجة الإحساس بأن إنجازاً كبيراً قد حدث وهو الذي يتمثل في إسقاط النظام تحت وطأة الرفض الشعبي.
ثانياً: إننا لو حاولنا المقارنة بين الحالة المصرية، على سبيل المثال، والحالة القائمة في دول الربيع العربي الأخرى فسوف نكتشف أن الاختلاف كبير حتى وإن تشابهت الظروف وتقاربت الأوضاع، فلكل قطر خصوصيته ولكل دولة ظروفها، وإن كانت حركة الجماهير العربية واحدة في النهاية إلا أنها تخضع لعوامل جغرافية وتاريخية تجعل لكل منها طبيعة مختلفة ولكنها تصب في النهاية في محاولة الخلاص من «القهر السياسي» و «التخلف الاجتماعي» و «الضيق الاقتصادي» و «التراجع الثقافي»، ولقد كانت ثورات «الربيع العربي» ـ إذا جاز لها أن تحتفظ بهذه التسمية ـ هي محاولات للفكاك من الواقع المتردي في عدد من الدول العربية، كما كانت بمثابة كشف للغطاء الذي كان يخفي كثيراً من عيوب الواقع العربي، لذلك فإننا نقول إن أحداث «الربيع العربي» قد أظهرت أفضل ما فينا كما أظهرت أيضاً أسوأ ما لدينا، فإذا كان هناك من يجاهر برفض الماضي وأعبائه فلقد ظهر أيضاً من ينتقد الحاضر وآثاره ويخشى المستقبل واحتمالاته، بل إن هناك تياراً جديداً يرفض أن يتحكم في شؤون البلاد والعباد نفر معين وسط تهليل وصخب ينتقد كل ما يجري على الساحة ويكاد يفقد كل شيء حتى تندر البعض بهتاف في إحدى دول الربيع العربي قائلاً (يسقط الرئيس القادم)!
ثالثاً: كان «الإخوان المسلمون» أو قل «التيار الإسلامي» عموماً أكثر جاهزية من أي قوى أخرى على الساحة وهو الأمر الذي أعطاهم ميزة نسبية للقفز على السلطة واحتلال مقاعدها من دون خبرة كافية في الحكم أو دراية بإدارة شؤون البلاد، وهنا بدأ الربيع العربي يتحول إلى خريف جاف تتساقط أوراقه تباعاً فانتشرت التظاهرات الاحتجاجية وشاعت الاعتصامات الفئوية وأصبحنا أمام موقف معقد حيث يرفض الشعب العهد الماضي بمعاناته ويستنكر الوقت الحاضر بأزماته وينظر بقلق إلى المستقبل باحتمالاته كافة، إن الذي يتأمل الأوضاع والأحوال سوف يكتشف أن بعض دول الربيع العربي قد واجهت متاعب بغير حدود وأصبحت مركز استهداف خارجي وضغط داخلي ولم تتمكن النظم السياسية الجديدة من ملء الفراغ الشاغر نتيجة غياب الرؤية البعيدة فضلاً عن عدم القدرة على فهم جوانب «الدولة العميقة» فكان عطاؤها سلبياً من منطلق حزبي ضيق ونظرة قصيرة للأمور وعجزٍ عن مواءمة الظروف السياسية وفهم نفسية الجماهير فكان الانقلاب الشعبي عليهم عنيفاً والصدام بهم في الشوارع والميادين ـ كما جرى في «مصر» ـ أمراً يذكر الناس بمحنتهم في الصدام مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1954.
رابعاً: إن العودة قليلاً إلى الوراء تذكرنا بتصريحات كوندليزا رايس عندما كانت وزيرة للخارجية الأميركية والتي طرحت فيها نظرية «الفوضى الخلاقة» وبشرت بها ودافعت عنها حيث يولد الجديد من رحم القديم وتبدو «الفوضى الخلاقة» أقرب ما تكون إلى نظرية «الانفجار العظيم» في تفسير نشأة الكون، ولذلك جاءت ثورات «الربيع العربي» وهي تحمل معها نوعاً من الرغبة في الانتقام من الماضي من دون النظر إلى تشييد دعائم المستقبل فتفرغت لتصفية الحسابات وتأليب الفئات ضد بعضها وخلق الفتن الطائفية وإثارة النعرات المختلفة.
خامساً: ذكرت من قبل أن أنباءً قد تواترت منذ سنوات عدة عن الدور القيادي لرجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي داخل التنظيم العالمي لجماعة «الإخوان المسلمين» ومحاولته تكتيل قوى مختلفة لممارسة دورها على المسرح السياسي المحلي ومواجهة أنظمة الحكم فيها، ولذلك بادر أردوغان ـ على رغم علاقات نظام مبارك الجيدة بأنقرة ـ إلى تأييد ثورة 25 يناير منذ لحظاتها الأولى مطالباً مبارك بالرحيل لأنه كان يعلم طبيعة المخطط العالمي الذي يدخل هو جزءاً منه، «فالعثمانيون الجدد» الذين يرفعون شكلياً «عمامة الإسلام» في مواجهة «قبعة أتاتورك» والجيش الذي يحافظ على تقاليده العلمانية، إن هؤلاء العثمانيين يحاولون استعادة أمجاد الماضي وفرض سيطرتهم على المنطقة مستعيدين تاريخهم الفظ متناسين جرائمهم في مشانق دمشق أو تحالفهم الاستراتيجي مع إسرائيل والعلاقات العسكرية المتنامية لسنوات طويلة بين أنقرة وتل أبيب، ويحاول أردوغان وجماعته استخدام «الإسلام» كغطاء لتحقيق مخططهم حيث وجدوا في ثورات الربيع العربي بيئة ملائمة للتنفيذ والانقضاض من جديد على شعوب المنطقة، وبذلك التقى المخطط الأميركي الخبيث الذي أعلنته وزيرة الخارجية كوندليزا رايس مع الطموحات العثمانية لحكام أنقرة وظنوا جميعاً أن مصر هي الركيزة ونقطة الانطلاق نحو دولة تقودها تركيا تحت مظلة «الخلافة الإسلامية» بدعم كامل من جماعة «الإخوان المسلمين» التي ولدت عام 1928 بعد أربع سنوات فقط من سقوط الخلافة العثمانية.
سادساً: يعاني «الإخوان المسلمون» تاريخياً من عقدة المواجهة مع من يسمونهم «العسكر» والعصر الناصري شاهد على المواجهة الدامية بين الجماعة والجيش المصري بعد ثورة 1952، ولقد دخل «الإخوان» في سراديب العمل السري لسنوات طويلة إلى أن عادوا إلى الضوء في ظل مرشدهم العام عمر التلمساني في عهد الرئيس الراحل أنور السادات الذي أعطاهم مساحة للعمل الدعوي والحركة السياسية للخلاص من فلول اليسار المصري وبقايا الحكم الناصري، ولكنهم لم يدركوا أن هناك فارقاً كبيراً بين إدارة جماعة دينية وقيادة دولة عصرية، فكان إخفاقهم واضحاً وفشلهم فاضحاً حيث اتجهوا نحو السلطة في نهم من دون أن تكون لديهم الكوادر الكافية من رجالات الدولة القادرين على سياسة الأمور.
سابعاً: إن من الأقنعة التي سقطت أيضاً بعد أحداث الربيع العربي هي تلك العمائم الكبيرة لعدد من علماء الإسلام الذين كانوا يحظون بشعبية واسعة في العالمين العربي والإسلامي، إذ ظهر تواطؤهم واضحاً وباتت فتواهم موظفة تماماً لخدمة أهدافٍ سياسية ومخططات دخيلة بينما ظهرت مؤسسات دينية رسمية بصورة أكثر إشراقاً، فالأزهر الشريف بوثائقه الشهيرة استطاع أن يتقدم نحو المستقبل في ريادة ورصانة واتزان، وأثبت أنه المرجعية الإسلامية للدولة المصرية بينما «التيار الإسلامي» يوظف الدين الحنيف لخدمة أهدافه وأغراضه وطموحاته... إن الإسلام السياسي الذي تعتبر جماعة «الإخوان المسلمين» الأم الشرعية الوحيدة له والذي تفرعت عنه تنظيمات وجماعات بعضها معتدل وبعضها دعوي وبعضها دموي، إن ذلك التيار مدين في النهاية بحق الريادة للجماعة التي وضع أسسها المرشد الأول الشيخ حسن البنا وما زال الحصاد يتوالى ونحن نرقب عن كثب ما سوف يؤول إليه الصراع بين هذه التيارات المختلفة.
... هذه نظرة آنية ومحاولة فاحصة لفهم ما جرى وما يجري على الساحة متطلعين إلى دخول العالمين العربي والإسلامي مرحلة من الاستقرار والهدوء الذي يقوم على الرضا الطوعي للناس خصوصاً أن الإسلام العظيم يتغلغل في أعماق أتباعه ولا يحتاج إلى وسيط دنيوي ولا دعاة لهم «أجندات» خاصة، إن المسلمين يتجهون إلى مستقبل تحوطه الشفافية والوضوح، فقد سقطت الأقنعة بفعل حركة البشر حتى تستقيم أوضاع البلاد وأحوال العباد.
في محنة الديمقراطية العربية
بقلم: خالد القشطيني عن الشرق الأوسط
وردتني تعليقات كثيرة على ما كتبته بشأن حق التصويت والحكم الديمقراطي. السيد غسان أيوب يسخر منا وبحق فيقول هذه هي صناديق الاقتراع التي ناديتم بها. ولكنكم بادرتم للاعتراض عليها حالما طبقت. فلماذا؟ أتريدون ديمقراطية في قالب مختلف؟ يا سيدي أنا شخصيا كررت باستمرار حصر حق التصويت بالمتعلمين، واعترضت باستمرار على إعطاء هذا الحق للأميين. فهذا سر تخبط الديمقراطية العربية وفشلها. وقد شاركني في هذا الرأي القارئ الفاضل عبد الله المستفن من فرنسا.
ويشير السيد إياد إلى حقيقة تاريخية، فيقول إن الأحزاب الإسلامية كانت موجودة في العالم العربي منذ زمن طويل. فلماذا كل هذه الضجة الآن وكل هذا الاعتراض عليها؟ لم تكن هناك في الواقع أحزاب إسلامية سياسية، ربما باستثناء مصر التي ظهرت فيها حركة الإخوان المسلمين. كانت هناك على الأكثر منظمات ومؤسسات إسلامية كجمعية الإخوان المسلمين. ولكن معظم نشاطها انحصر في الميدان الثقافي والاجتماعي، مثل الاحتفال بالمناسبات، كإحياء ذكرى مولد النبي عليه الصلاة والسلام، وإلقاء المحاضرات، والمشاركة في الأعمال الخيرية. هكذا كان الأمر في العراق. لا اعتراض على أي من ذلك. ظهرت المشكلة عندما تأسست أحزاب الإسلام السياسي التي سعت إلى انتزاع الحكم وفرض برامجها بالقوة حتى على غير المسلمين. وراحت تتدخل في سلوك الناس وحياتهم. تكفر البعض وتحث على القتل وتمارس الإرهاب. هذه هي المشكلة.
كنت قد خضت كثيرا في موضوع الربيع العربي في سوريا وسعي الأكثرية لاستعادة الحكم من أقلية طائفية. أيدت ذلك بحماس. بيد أن السيد جوزيف مطر كتب لنا من ألمانيا يعبر عن استغرابه من سكوتي في هذه الأيام وعدم الخوض في الموضوع. هذه ملاحظة قيمة منك يا أخانا جوزيف. وسكوتي أصبح جزءا من ظاهرة عالمية نلمسها في التردد الذي أصبح الآخرون، ولا سيما في الغرب، يشعرون به حيال الوضع في سوريا. هناك خوف حقيقي من وقوع الحكم في سوريا بيد إسلاميين متشددين بعد سقوط الأسد.
وردت تقارير كثيرة عن نشاط «القاعدة» وسواها من المنظمات الإسلامية الإرهابية والجهادية وتدخلها بكثافة في الساحة السورية. يا ليتهم يعون ذلك ويرعوون عن زج أفكارهم وأساليبهم في الشأن السوري. لقد أصبح الإسلامويون شوكة في جسم النضال العربي من أجل التحرر والتقدم ومحاربة الفساد. أصبحنا نخشى فعلا من سقوط مستقبل الأمة بأيديهم ليعيدونا إلى القرون الوسطى، ويزجوا ببلادنا في شتى المشاكل مع الدول الأخرى، ويحولوا بلادنا إلى قاعدة للإرهاب العالمي، ويتسببوا بهجرة النخبة المتعلمة وأبناء الطوائف غير الإسلامية. من أجل سوريا عليهم ألا يزجوا بأنفسهم في أمورها. أصبحوا عقبة ضد التغيير والتقدم.
كتب السيد شادو من أميركا يقول إنه أصبح يُسكت صوت التلفاز عندما يسمع المالكي وعزت الشابندر وسواهما من ساسة العراق يتكلمون. ويعود ويفتح الصوت عندما ينطلق من امرأة! نعم يا سيدي. هناك كثيرون يدعون لتسليم الحكم للنساء. على الأقل لديهن صوت رخيم. أنا شخصيا قلما أستمع لأي كلام من ساستنا ومعلقينا. أتابع فضائحهم وجرائمهم فقط.
ما وراء الأخبار.. صور أوباما
بقلم: عز الدين الدرويش عن تشرين السورية
على الرغم من أن أدلته لا يقبلها عقل سليم، وهي عبارة عن صور مجمّعة مركبة معدّة بطريقة بدائية تدل مباشرة على همجية مرّوجيها، ونشر بعضها على مواقع التواصل قبل الواقعة المحكي عنها في غوطة دمشق الشرقية، يصر الرئيس الأمريكي باراك أوباما على أن الجيش العربي السوري استخدم السلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية، ويتمسك برأيه، ولا يريد النقاش فيه لأي سبب كان.
وهذا الموقف الأمريكي المعد مسبقاً على ما يبدو نتيجة لتلك الصور المفبركة المعدة مسبقاً أيضاً عن «استخدام الجيش السوري السلاح الكيميائي»، والحالتان تدلان على أن التهديدات بشن عدوان أمريكي على سورية لها أسباب وخلفيات لا علاقة لها بالسلاح الكيميائي، وتتعلق مباشرة بمواقف الدولة السورية ونهجها المقاوم، وبرفضها تقبّل فكر وهابي تكفيري إرهابي يريد آل سعود تعميمه في المنطقة للتغطية على بدائيتهم وتسلطهم وتحكّمهم بأرض نجد والحجاز بقصد نهب ثرواتها النفطية.
قيل للرئيس الأمريكي عبر دول عظمى ونافذة ومن خلال أعضاء كونغرس وسياسيين أمريكيين مرموقين: لننتظر نتائج تقارير لجنة الخبراء الدوليين الذين زاروا سورية بتكليف من الأمم المتحدة لتقصي الحقائق، فكان رده عليهم تلك الصور التي لا يعرف أساسها من رأسها، ولا تعبر إلا عن حقد المجموعات الإرهابية التي أعدت هذه الصور عن سابق إصرار وتصميم، بقصد استجرار عدوان خارجي على سورية!.
وقيل له: لنتابع التحقيق والتحري بغية معاقبة الفاعل أشد عقاب فردّ بأنه متأكد من أن الجيش العربي السوري هو الفاعل!.
وقيل له: إن ما استخدم في غوطة دمشق قد يكون مواد سامة وليس سلاحاً كيميائياً فقال: إن الدليل واضح عنده وهو تلك الصور البدائية!.
ولم يبق أمام الرئيس الأمريكي سوى أن يقول: إن الإدارة الأمريكية تريد أن تشن عدواناً على سورية بذريعة «الكيميائي» ودونها.
هذا هو حال سورية وأصدقائها وحلفائها مع إدارة أوباما وعلى هذا الأساس تضع سورية في حسبانها كل الاحتمالات وتتهيأ للردّ على العدوان إذا ما وقع بكل ما تملك من قوة وإرادة وتصميم، يدعمها في ذلك حلفاء أكثر من استراتيجيين، يرون أن العدوان لا يستهدف سورية فقط بل يستهدفهم كذلك.
لذلك هناك من يقول ويؤكد إنه هذه المرة ليست أمهات الجنود والضباط السوريين المقاتلين سيبكين، بل ستبكي أمهات المعتدين أيضاً.
هل ينتظرون الكونغرس إذا ضُرِبت إسرائيل؟
بقلم: سركيس نعوم (http://www.annahar.com/author/12-%D8%B3%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%B3-%D9%86%D8%B9%D9%88%D9%85) عن النهار البيروتية
قد يكون الرافضون الأميركيون للضربة العسكرية "المحدودة" لنظام الأسد أكثر بقليل من 50 في المئة استناداً الى استطلاعات الرأي الأخيرة. لكن تشدُّدهم في الرفض انعكس على ممثليهم في الكونغرس وشجّع الرافضين منهم لها على خوض معركة مع زملائهم المؤيدين لها، الأمر الذي يجعل التكهن بنتيجة التصويت عليها وخصوصاً في مجلس النواب أمراً بالغ الصعوبة.
طبعاً يخوض الرئيس باراك أوباما معركة قاسية لاقناع الغالبية فيه بالموافقة، كما يخوض معركة مماثلة داخل المعسكرين الدولي والعربي الحليفين له للحصول على تأييد عدد كبير من دولهما بعد رفض البعض وتردُّد البعض الآخر، وتحفُّظ البعض الثالث. ساعده في معركة الداخل وزيرا الخارجية والدفاع ومسؤولون كبار في البيت الأبيض. ويكمل معركة الخارج التي بدأها هو ووزير الخارجية من باريس وعواصم أوروبية أخرى.
ولعل ما يحزن الرئيس الأميركي أنه وجد نفسه مضطراً الى البحث في تنفيذ ضربة عسكرية قد تورط بلاده في المنطقة والعالم، هو الذي انتُخب أساساً لتعهده بانهاء تورطها العسكري في الخارج. لكن ما يحزنه أكثر، استناداً الى متابعين جديين في واشنطن، هو أمور ثلاثة رغم أنه لم يتفاجأ بها لأنها من "حقائق" العمل السياسي والعلاقات الدولية القائمة على المصالح لا المُثُل. الأمر الأول هو انطلاق غالبية رافضي الضربة العسكرية من أعضاء الكونغرس، من مصالحهم الانتخابية. فالعام المقبل سيشهد تغيير أعضاء مجلس النواب بالانتخاب، وقسماً من أعضاء مجلس الشيوخ.
ومُغادِرو المجلسين يريدون العودة اليهما، وذلك سيكون مستحيلاً اذا استمرت غالبية الناخبين للأميركيين ضد أي تورُّط عسكري. علماً أن اللوبي اليهودي الأميركي، المؤيد لاسرائيل والنافذ عادة في الكونغرس بسبب تأثيره الانتخابي، يؤيد الضربة العسكرية لأسد سوريا ويعمل لاقناع أعضائه بالموافقة عليها.
فهل يعيد ذلك الأوضاع الكونغرسية لمصلحة أوباما وقراره، أم تبدأ أميركا فعلاً التحلُّل التدريجي من نفوذ اسرائيل الطاغي على الكونغرس فيها؟ وهل يفضِّل ممثلو شعب أميركا مصالحهم الانتخابية على بلادهم التي ستتأثر مصالحها ودورها وهيبتها اذا عاد أوباما عن قرار تنفيذ الضربة العسكرية؟ والأمر الثاني هو "غنج" أوروبا وامتناعها حتى الآن عن تأييده في قراره "العسكري". وأسبابه الخوف من تبعاته الاقتصادية ومضاعفاته الأمنية. علماً أنها تعرف أن رفاهيتها ناتجة أساساً عن التقليص المزمن لانفاقها العسكري جراء اعتمادها عسكرياً على الحماية الأميركية. فهل هكذا يُكافأ الحُماة؟ أما الأمر الثالث والأخير فهو تردُّد بعض العرب في التأييد أو في المشاركة وان لوجيستية رغم حماية أميركا لهم التي من دونها كان بعضهم غاب من زمان، ورغم تأييدهم في الغرف المغلقة ليس لتوجيه ضربة عسكرية الى نظام الأسد بل للتخلص منه دفعة واحدة.
هل ينفِّذ أوباما الضربة العسكرية رغم عدم موافقة الكونغرس أو أحد مجلسيه؟
يجب انتظار ما سيقوله في خطابه اليوم، يجيب المتابعون الأميركيون الجدّيون أنفسهم. لكنهم يلفتون الى اعتقاد "العارفين" في واشنطن والمعلِّقين وأصحاب الأوزان الثقيلة أنه سينفِّذها في أي حال. ويلفتون أيضاً الى تعهده تزويد الثوار بأسلحة وأعتدة تؤذي الأسد واخضاع المنشقين عن الجيش النظامي الى تدريب جدي وقاس وشامل. ويلفتون ثالثاً الى خيبة من الرئيس الروسي بوتين اذ كان عليه، في حال تأكده أن أوباما سيضرب، التقدم باقتراحات جدية بدلاً من توجيه الانتقادات الساخرة. ويلفتون رابعاً الى أن التحضير الأميركي للضربة والكلام عنها انعكس سلباً على الأسد وعسكره، اذ فقد المبادرة، وخصوصاً بعدما تأكد أن كتيبة أخيه العسكرية التي تتولى حمايته هي من ضمن "بنك أهداف" الضربة.
لكن ما يقلق هؤلاء المتابعين هو الأوضاع في لبنان التي قد تتأثر في حال ردّ "حزب الله" على الضربة لأنه سيستجلب ردّاً ضده. ولذلك فانهم يتمنون أن يسعى أصحاب العقول الباردة في طهران الى اقناع "الحزب" وقبله الأسد بعدم الرد على "الضربة المحدودة"؟
في النهاية يسأل المتابعون أنفسهم: هل تنتظر ادارة أميركا الكونغرس اذا هدَّدت ايران بضرب اسرائيل؟ هل تنتظر اسرائيل الكونغرس للرد على "حزب الله" اذا استعمل "الكيماوي" ضدَّها؟ وهل تنتظر أميركا الكونغرس اذا وجّهت كوريا الشمالية ضربة لحليفتها كوريا الجنوبية؟ ويقولون: ان شاء الله تنجح صفقة "الكيماوي"؟
حرب أوباما على سوريا.. لخدمة إسرائيل
بقلم: سلامة العكور عن الرأي الأردنية
لقد سئم الشعب الامريكي الذي خاضت بلاده حربين ضد العراق وحربا في افغانستان وحربا في ليبيا.. وكلفته هذه الحروب أثمانا باهظة في الأرواح والمعدات والاموال وعلى النحو الذي دمر الاقتصاد الامريكي أو كاد..مناهضة اوباما لهذه الحروب كانت سببا مباشرا مهما في انتخابه رئيسا لبلاده.. وخطاباته في القاهرة وفي اسطنبول التي ظهر فيها مناهضا قويا للحروب، كانت سببا في منحه جائزة نوبل للسلام.
الرئيس اوباما ووزير خارجيته جون كيري في حملتهما لحشد مؤيدين لضرب سوريا يزعمان أنهما يريدان معاقبة بشار الاسد..فهل قصف دمشق وغيرها من المدن السورية سينال من بشار الاسد واركان حكومته ؟.. أم أن القذائف الصاروخية المنطلقة من الجو او من البحر او البر لن تقتل سوى ابناء الشعب السوري واطفاله وشيوخه وحرائره الذين تتباكى عليهم واشنطن والعواصم الاوروبية وعواصم اقليمية معروفة.. وسؤال آخر يفرض نفسه بقوة: كيف نفهم أو نصدق ان ادارة اوباما تحارب المنظمات الارهابية في حين انها في ضربها لسوريا تتيح لهذه المنظمات إشاعة الفوضى والاضطرابات داخل سوريا.. ولربما تحصل على اسلحة كيمياوية تهدد سوريا ودول المنطقة وغيرها ؟
لقد حذر الرئيس الروسي بوتين واشنطن من مغبة احتمال قصفها مفاعلات نووية او مخازن لاسلحة كيميائية.. وعواقب ذلك لا تخفى على أحد.. وإليكم التالي: بعد أن فشل اوباما في استقطاب موقف اوروبي موحد يؤيد توجيه ضربة عسكرية لسوريا، عاد ليناشد الشعب الامريكي وأعضاء مجلسي الشيوخ والنواب تأييد ضرب سوريا.. وذلك لأنه في استطلاع للرأي تبين أن 19% من الشعب الامريكي يؤيدون ضرب سوريا.. و56% يعارضون ضرب سوريا.. وفي مجلس الشيوخ فإن 25 عضوا فقط يؤيدون الضربة و19 عضوا يعارضون والباقون لم يحسموا موقفهم بعد.. أما في مجلس النواب فان 14 عضوا يؤيدون الضربة و119 عضوا يعارضونها..وحتى التظاهرات أمام البيت الابيض هتفت مخاطبة اوباما بشعارات مثل «ارفع يدك عن سوريا».. والمؤسف جدا أنه في ان الشعب الامريكي وشعوب اوروبا تتظاهر ضد الحرب على سوريا، فإن دولا عربية تقرع طبول الحرب وتمارس ضغوطا على الرئيس اوباما لضرب سوريا !!
والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة هو: هل يتورط اوباما فعلا في هكذا حرب ملعونة متجاوزا شعبه وشعوب الدول الحليفة اولا، ومتجاوزا الشرعية الدولية ممثلة بمجلس الأمن الدولي ثانيا؟.. ثم هل سيقف نظام الاسد وحلفاؤه مثل ايران وحزب الله اللبناني ولربما روسيا ايضا مكتوفي الأيدي في مواجهة الضربات الامريكية؟
إن على الرئيس اوباما أن يحذر من التورط في حرب لا يستطيع تطويق حدودها ولا نوعية الاسلحة التي قد تستخدم فيها ولا الاطراف الاقليمية المرشحة للمشاركة فيها..وهي حرب ستكون مكلفة جدا لبلاده عسكريا وسياسيا واخلاقيا..وانتصار بلاده فيها ليس مضمونا..والرابح الاكبر فيها اسرائيل..وجميع الحروب الامريكية في المنطقة كانت ولا تزال من أجل اسرائيل..
وهل بقي للعروبة هوية؟!
بقلم: عادل فهد الطخيم عن القبس الكويتية
تاريخ الأمة مضمخ بالمآسي.. وما زلنا تحاك حولنا المؤامرات، ونحن في تنافس بين جهلنا وخبث إسرائيل.. وأميركا تضبط الإيقاع!
في ليلة معركة حطين التي انتصر فيها المسلمون ذهب صلاح الدين الأيوبي يتفقد خيام الجنود وأحوالهم، فوجد جميع أهل الخيام بين ساجد وقائم وقارئ، إلا خيمة واحدة كان أهلها نياماً، فقال لمن معه: من مثل هذه الخيمة سنؤتى! أي من مثل هذه الخيمة سنُهزم. وأمر بتسريح من فيها.
واليوم يبدو جلياً أن هذه الأمة قد غرقت في سُبات من الخنوع فقدت فيه هويتها بين مرتهن لتلك القوة او مرتمٍ تحت اقدام اخرى، ويسيرون خلفهم ويأتمرون بأوامرهم. مفجع ومحزن ما آلت إليه حال هذه الامة، ونكاد نفقد فيها القدرة على ان نبكي ونرثي حال خير امة اخرجت للناس، تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر، بعد ان غدت تفعل المنكر من دون خجل، وتصنع المعروف مع غير اهله، امة بلا هوية ولا طعم ولا رائحة سوى رائحة الذل والخذلان من كل لقاء او اجتماع او قمة!
اليوم، هناك عدوان غربي - عربي ضد سوريا لغايات في نفوس يعاقيبها (جمع يعقوب)، والله وحده يعلم ما ستؤول إليه تداعياته، تحت ذريعة حماية المدنيين من اي هجوم كيماوي جديد، كالذي حدث، لعن الله فاعله، وتحدى فيه النظام اميركا ان تقدم الدليل للرأي العالمي، لا سيما ان أقمارها الاصطناعية تجوب الفضاء ليلاً ونهاراً. وتستقي أميركائيل وملحقاتها دليلها على مكالمات هاتفية تزعم انها لمسؤولين سوريين بعد المجزرة، اي انها تريد تفجير العالم وازهاق ارواح آلاف المدنيين الذين تزعم انها تتحرك لحمايتهم، على اساس مكالمات هاتفية سهلة التركيب. اننا لا نبرئ النظام في سوريا من القتل، ولكنه يقاتل اكثر من 60 ألف قاتل مأجور من اكثر من 29 دولة يقاتلون من الحواري والاحياء والمناطق المأهولة.
لم يعد خافياً الدور الاميركائيلي في غليان المنطقة الا على من غشيت بصيرته عن هذه الحقيقة، وهو ما إلا هدف مرحلي من كل هذه الفوضى التي تعصف بالعرب، وتم التحضير لها منذ حرب الخليج الاولى، ثم تهيئة الظروف لحرب خليج ثانية، تقوم على انقاض حرب الخليج الاولى، كما دعا بريجنسكي، مستشار الامن القومي الاميركي عام 1980 ومؤسس «تنظيم القاعدة» وصاحب فكرة «مخطط برنارد لويس» لتفتيت العرب واعادة احتلالهم، وتم توريط بعض العرب فيه لتنفيذ اهم مراحله بإسقاط بعضهم بعضاً ببسالة ونخوة، فاقوا فيها ملوك الطوائف بالاندلس.
ووفقاً للمخطط تم التمهيد لغزو الكويت ثم تحريرها وصفقنا لهم، ثم افغانستان ثم غزو العراق وتدمير جيشه واسقطوا الطاغي صدام الذي صنعوه كما اسقطوا الشاه والسادات، ثم اخراج سوريا من لبنان بتدبير اغتيال الحريري عام 2005، ثم الحرب على لبنان في 2006، معلنين البدء بمشروع الفوضى الخلاقة الذي بشرت به الفاتنة كونداليسا رايس، والذي احبط بهزيمة اسرائيل امام «حزب الله»، فلجأوا الى اشعال نار الفتنة الطائفية والمذهبية بين السنّة والشيعة وتسعيرها عبر اعلام عربي مدسوس ومجموعات اصولية كرأس حربة، فأطاحوا بتونس ثم ليبيا ثم مصر، ولكنهم فشلوا في سوريا قبل ان تنهض مصر وتتخلص من قبضتهم، فكان لا بد من خلط الامور، فاستعانوا بهذا ضد ذاك، وبأولئك ضد هؤلاء وجلسوا في المقعد الخلفي يديرون ويراقبون ويتدخلون حيث تتطلب مصلحتهم.
تزعم اميركائيل، نبلاء العالم وملائكة الله في ارضه، ان اساطيلهم وصواريخهم هي لتدمير القدرات الكيماوية لنظام الرئيس بشار الأسد وردعه من ايذاء المدنيين الذين لم يكترثوا لهم طيلة 900 يوم، ولو بفرقاطة واحدة، ولن يكترثوا لمن بعدهم بقصف صواريخهم. لقد كذبتم في افغانستان وكذبتم في العراق وتكذبون اليوم في سوريا، وتذرفون الدموع على اطفالها ولم تذرف عيونكم على اطفال غزة ولبنان حين كانت إسرائيل تمزق أجسادهم وتحيلهم أشلاء بالقنابل الفوسفورية المحرّمة!
لا عتب عليكم يا نبلاء العالم، فنحن نعلم خبث اطماعكم منذ التاريخ، ولكن الحيف والاسى على من ارتهنوا انفسهم لكم وكأنكم اساس شرعيتهم وضمانها لا شعوبهم.. والله المستعان.
***
• على الهامش:
يقول مجرم التاريخ موشى ديان «إن العرب لا يقرأون، وإذا قرأوا لا يفهمون، وإذا فهموا لا يستوعبون، وإذا استوعبوا لا يطبّقون، وإذا طبّقوا لا يأخذون حذرهم».
ماذا بعد سورية؟
بقلم: مريم أبو ادريس عن الوسط البحرينية
تسير الأحداث بوتيرة متسارعة، العالم يمسك قلبه خشية ما سيحدث بعد تنفيذ الضربة العسكرية ضد سورية في ظل التحذيرات والتهديدات المتعاظمة من الدول الداعمة والمتحالفة مع سورية. حتّى اللحظة يهول البعض ما سيحدث، ويهوّن آخرون نتائج ذلك، متجاوزين عن وقوع الضربة العسكرية أم لا فإن تداعيات الحدث السوري على المنطقة يمتد لما هو أعمق من ذلك.
وهو أمرٌ ستواجهه دول العالم دون استثناء بعد انتهاء الأزمة السورية تحديداً، فالحديث هنا ليس عن التداعيات الأمنية بجميع جوانبها والاستعداد لكل الاحتمالات الطارئة التي قد تقع في حال التنفيذ، بل عن أولئك المقاتلين الذين سيعودون إلى بلدانهم حال انتهاء الوضع السوري وانتفاء الحاجة لوجودهم في صفوف الجيش الحر أو جبهة النصرة اللتين تقاتلان النظام في سورية بعد أن تضع الحرب أوزارها، ويصبح لزاماً عليهم العودة لاستئناف حياتهم في مرحلة ما بعد سورية، هذا في حال لم يقضوا نحبهم هناك خصوصاً مع توقعات بتوجيه ضربات للنظام السوري والتنظيمات الاسلامية المتطرفة المتدفقة لسورية على حدٍ سواء.
إنَّ خطورة الوضع تكمن في تكرار سيناريو مجاهدي الشيشان وأعضاء تنظيم القاعدة في أفغانستان الذين عادوا بعد انتهاء مهمتهم وصقل قدراتهم لإعدادهم كمقاتلين على الأرض بفنون قتالية عالية في أفغانستان بالأمس، وفي سورية اليوم تحت لواء جبهة النصرة، وهي امتداد لتنظيم القاعدة التي تعتبر الأشرس ممن يقاوم ضد النظام السوري الآن.
لقد فتح إعلان الجهاد في سورية من بعض شيوخ الدين الباب لتدفق الشباب من كل بقاع العالم للقتال في سورية، التي لا يمكن اعتبارها بالنسبة لهذه الجماعات أكثر من مصيدة يتم فيها القضاء عليهم دفعةً واحدة، مرةً بيد النظام نفسه وأخرى بضربات التحالف الدولي.
السؤال الذي يفرض نفسه، كيف تسمح الدولة بتدفق مواطنيها لمحاربة نظام دولة أخرى، أيحقُّ لنا ما لا يحق لغيرنا؟ ألا يُعتبر التغاضي عن توجّه المواطنين من نواب وشباب ورجال دين بصفة شخصية غير رسمية إلى سورية للقتال شخصياً أو جمع أموال تحت مسمى تجهيز غازي أو تسليم تلك الأموال للجهات المختلفة التي تقاتل هناك، تدخلاً سافراً في شئون دولة أخرى؟ ورغم دعوة وزير الداخلية في مايو/ أيار الماضي الشباب للابتعاد عن الدخول في الصراعات الإقليمية والدولية، والتأكيد على أن دعم حق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه، يكون في إطار جهود المجتمع الدولي والقرارات الدولية، محذراً من «الانسياق وراء الجماعات العنيفة والمتطرفة»، وقد جاء هذا التصريح عقب الإعلان عن مقتل الشاب البحريني عبدالرحمن الحمد (19 عاماً) في سورية، وقبل أيام أُعلن عن مقتل شاب آخر هو إبراهيم (22 عاماً) نجل الأمين العام لحركة العدالة محي الدين خان ما يترك الأسئلة ملحةً حول عدد الشباب البحرينيين المتواجدين حالياً للقتال في سورية، وما هي الإجراءات التي تقوم بها الدولة لمنع انزلاقهم في فخّ الموت المجاني هناك، وربما عودتهم بأفكار متطرفة وعنيفة قد يدفع المجتمع ثمنها بالغد.
في السياق ذاته، أبدى مسئولون في الدول الغربية قلقهم من خطر سفر مواطنيهم للقتال في سورية والعودة في يوم ما لشنّ هجمات على أراضي تلك الدول، معتبرين أنها مسألة أمن قومي. وكذلك عليه أن يكون الأمر لدينا، إذ تسير الأوضاع على وجهٍ غير مطمئن مع تزايد التطرّف الديني والتكفير والإقصاء الممارس من بعض الجهات والتنظيمات الإسلامية المتشدّدة، ناهيك عن ممارسة القتل باسم الله وفق الهوية وفي ظلّ محاكم الضمير المنصوبة علناً في الشوارع بين الشام والعراق تحديداً.
مصر: الدولة تنهار والمجتمع يضيع
بقلم: سهيل الخالدي عن الشروق الجزائرية
دون ريب أن الذي يجري في مصر خطير، فلم يعد مقبولا بعد شهرين من الخروج المتواصل للناس ضد الجنرال السيسي وعدم استطاعته السيطرة على ميادين مصر فضلا عن نجوعها وكفورها؛ أن نعتبر هدا الحراك هو مغالبة بين خصمين أو متنافسين سياسيين لها ضوابط سياسية وأخلاقية، ذلك أن هذه المدة من عدم قدرة الدولة التي يمسكها الجيش إنفاذ أوامرها على الناس أفرزت إضافة إلى هذا العجز البين للقوة المسلحة على إخافة الناس؛ مايأتي:
1 - بداية انهيار الدولة المصرية لأول مرة في التاريخ وعلامات ذلك:
- أ - الجنرال السيسي الذي لم يخض أي حرب في تاريخه العسكري، وحصل على رتبته بالأقدمية ولدراسته في المعاهد العسكرية الأمريكية، يفشل حتى في فرض النظام العام، مما يوحي بأن الجنرال وجيشه في حالة عجز شامل.
وأن هذه الرتب العسكرية مصطلحات لامضمون لها كما هو الحال عند معظم كل جنرالات الجيوش العربية الفاشلة داخليا وخارجيا.
- ب - انهيار القضاء المصري الذي انكشفت جميع عوراته ولم يعد يصلح للتفاخر والتباهي حتى أمام الدول العربية التي ينعدم فيها القضاء الحر والمستقل، فالقضاء المصري في حوزته رئيسان سابقان لمصر لم يستطع أن يقول في حق منهما أية كلمة مقنعة، مما يعني أنه مرتهن بالكامل للسياسة.
- ج - الإعلام المصري الذي عطل الجيش الرأي الآخر منه بهجمة شرسة على المؤسسات الإعلامية والإعلاميين، وأطلق لسان مجموعة من الجهلة في إعلامه لم يستطيعوا الدفاع عنه، فكانوا دببة يصادقون الجيش، فخسر هذا الجيش صوته وعقله كنتيجة حتمية لصداقة الدب، فبعض هؤلاء الجهلة تحدثوا عن أشخاص قالوا عنهم أنهم أحفاد سيد قطب وأعطوا رأيهم في الإخوان المسلمين المتوافق مع رأي نظام السيسي الذي تحت التأسيس، بينما يعرف القاصي والداني أن زعيم اإأخوان المسلمين الذي أعدمه جمال عبد الناصر في ستينيات القرن الماضي لم يكن له أولاد فضلا عن أن يكون له أحفاد. إضافة إلى اعتماد النظام على ساقطات وساقطي شارع الهرم للدفاع عن خطابه السياسي.
- د - تداعي الاقتصاد المصري على مختلف المستويات حتى السياحة التي قيل أن مرسي وجماعته الإسلامية - الإخونجية - تقاومها، انهارت والبورصة انهارت والشركات الدولية انسحبت ولم تفد حقن الإنعاش الضخمة والسريعة القادمة من الخليج في إنقاذ هذا الاقتصاد والسبب واضح، فالناس التي تنتج هي الآن في الشارع تتظاهر.. وبالتالي فإن الحقن لاتفيد سوى في دفع رواتب جيش لم يستطع أن يسيطر عليهم طوال الشهرين الماضيين.
- وهنا نسأل إذا كان الاقتصاد والقضاء والإعلام والجيش عماد أية دولة معاصرة، فماذا يبقى من الدولة المصرية وهذا هو حال عمادها!؟
2 - بداية انهيار واسع في المجتمع المصري وعلامات ذلك تظهر في:
أ - تمترس ديني واضح لقيادات الكنيسة القبطية يجر معه تمترسا للمسيحيين في خندق قومي ديني ضد المسلمين.
ب - فقد الأزهر مصداقيته لدى غالبية الشعب المصري السني المسلم، وهي عودة واضحة للمؤسسة الدينية الفرعونية التي كانت تطلب من الناس أن يكونوا على دين الفرعون التي يأمرها الفرعون بان تكون على دينه.
ج - انفصال يكاد يكون واضحا بين فلاحي وصعايدة مصر عن الدولة. فلم يتمكن الإعلام الموالي من حشد قواه في هذه المناطق التي بدأت تشهد مؤشرات لعمليات عسكرية أو شبه عسكرية ضد المؤسسة الأمنية العسكرية، وليس بالضرورة أن تكون تابعة لجماعة الإخوان، ففي مصر الملفات مفتوحة والفرص مواتية لكل من يرغب في تحقيق طموحات سياسية أو اقتصادية أو حتى شخصية.
د - وإذا كانت النكتة السياسية هي إحدى الوسائل الأقوى في المجتمع المصري للتعبير عن الراهن، فإن النكات المتداولة في مصر الآن هي نكات يقولها الجميع ضد الجميع ليضحك الجميع على الجميع.. أي أن انكسارا في حرمة العائلة والمرأة والدين والطائفة؛ بدأ في الاستقواء على منظومة القيم التقليدية التي كثيرا ما ادعت جماعة الإخوان أنها تحافظ عليها وتحتمي بها عبر تحالفاتها مع النظام العشائري التقليدي.. وهدا ما يعني أن جماعة الإخوان بدأت تخسر المجتمع الذي عاشت في بحوره ثمانين عاما كما يعيش السمك في الماء
وهنا مادام النظام يخسر الدولة وما دام أهل الدين يخسرون المجتمع، ألا يحق لنا أن نقول إن الدولة في مصر تنهار والمجتمع يضيع!؟
الإخوان والإرهاب
بقلم: محمد أبو الغار عن المصري اليوم
أعلنت جماعة الإخوان المسلمين عن شجبها لمحاولة اغتيال وزير الداخلية، وحقيقة الأمر أن جماعة الإخوان وعبر تاريخها الطويل منذ إنشائها عام 1928 كان لها الجهاز الخاص الذى قام بعمليات إرهابية من اغتيال شخصيات شهيرة نالت رؤساء جمهورية ورؤساء وزارة وكثيراً من المعارضين. وقد أعلنت الجماعة نبذ العنف فى أثناء حكم السادات ومبارك إلا أنها قد أفرزت جماعات مسلحة ومستقلة فى إدارتها وقامت بالعنف والقتل بأبشع صورة، وكان لكل منظمة اسم مختلف وقيادة خاصة، ولكن أثناء حكم الإخوان لهذه الفترة القصيرة ظهر أن العلاقات بين التنظيم الأم والإخوان وبين التنظيمات الإرهابية المسلحة علاقة وثيقة، فقد ثبت ذلك عند الإفراج عن جميع الإرهابيين الذين ارتكبوا جرائم وقتلوا مصريين وحكم عليهم بأحكام نهائية ولكن مرسى أصدر قراراً جمهورياً بعفو رئاسى شامل لهم.
لم يكن تعيين الإخوان لأحد قيادات الجماعة الإسلامية وأحد المتهمين باغتيال عشرات السياح فى الأقصر محافظاً للأقصر إلا ضمن إحدى مكافآت الإخوان المسلمين لتلاميذهم من الإرهابيين الذين نشأوا وتربوا فى حضنهم ثم خرجوا لتكوين جماعات إرهابية بمسميات مختلفة.
ثم حين ظهر رئيس الجمهورية السابق فى استاد القاهرة وبجانبه قادة الإرهاب فى الجماعات المختلفة، والذين تلطخت أيديهم بدماء المصريين، وكان الجميع فى سعادة بالغة يمسكون أيديهم فى أيدى بعض ويرفعونها مع الرئيس فى الهواء يعلنون وحدة المجموعة المؤسسة للإرهاب من القتلة والسفاحين. نعم إن هناك أعضاء كثيرين من الإخوان من الذين نراهم قد نبذوا العنف أو لم يشاركوا فيه، ولكن ذلك يؤكد أن هناك جماعات إرهابية منبثقة عن الإخوان قد غطت ربوع مصر وخاصة الصعيد وقامت بإرهاب الجميع وخاصة الأقباط الذين عانوا الكثير من الظلم والقهر وكانت حكومة مرسى تغض الطرف عن ذلك وربما لا تخفى سعادتها بما يحدث.
وعندى اعتقاد راسخ بأن الجماعة نفسها بعد ثورة يناير أعادت تكوين الميليشيات وأعادت معسكرات الجوالة وتدريب الشباب على الأعمال القتالية واستخدام السلاح، وقد ظهر تأثير ذلك واضحاً بعد عزل مرسى. لو كان المعتصمون فى رابعة غير مسلحين ولو كان قناصة الإخوان لم يبدأوا بإطلاق النار على رجال الشرطة وقتلهم لما سقط هذا العدد من الضحايا من الجانبين. إن تسليح رابعة كان عملاً إرهابياً واضحاً وكان السبب الرئيسى فى زيادة حجم القتلى.
ما حدث فى مظاهرات إخوانية فى أحياء القاهرة وغيرها من المدن من ضرب رصاص وخرطوش وقتل الشباب فى المنيل وفى بين السرايات بالسلاح الحى دليل واضح على وجود ميليشيات.
إن المسلحين فى منطقة قناة السويس الذين يهاجمون القوات المسلحة ويحاولون ضرب السفن فى القناة هم أبناء الإخوان البررة الذين يزاولون العنف من داخلها أو خرجوا منها لتكوين منظمة مستقلة ولكنهم روحياً وعاطفياً وربما تنظيمياً تابعون لها.
أعلم أن العمليات الإرهابية فى سيناء تقوم بها الجهادية السلفية والمرتبطة بإرهابيين من اليمن والصومال وباكستان وبعض البلاد العربية، بالإضافة إلى المصريين.. هذه القوى الإرهابية تلقت من التسهيلات والمساعدات ما ساعدها على مد جذورها فى شمال سيناء. وإعلان البلتاجى أن عودة مرسى سوف تعنى توقف الإرهاب فى سيناء هو دليل قوى على الصلة الوثيقة بين الجماعة وبين التنظيم الجهادى.
ثم نأتى إلى حماس، التنظيم الإسلامى الذى يعتبره الإخوان فرعاً لهم وأحد أبنائهم وسوف يكون أحد أركان الخلافة الاسلامية بقيادة المرشد العام، هل يعقل أن تسمح أى دولة بوجود مئات الأنفاق على حدودها يعبرها المسلحون والأسلحة؟ هذا أمر مستحيل، وقد ساعد الإخوان فى تسهيل العمليات الإرهابية والسماح بزيادة الأنفاق التى تسمح بمرور لوريات ومجهزة بقضبان سكك حديدية.
بعد كل ذلك.. كيف أقول إن الإخوان غير ضالعين فى الإرهاب. نعم لم يقتلوا بأيديهم لعدة سنوات ولكن أذنابهم وتلاميذهم وخلاياهم النائمة قامت بالواجب عند اللزوم.
التنظيمات السياسية السرية بطبيعتها مثل الإخوان المسلمين لا يعلم أعضاؤها بما يحدث داخلها، وبالتأكيد أغلبية أعضاء الإخوان أيديهم ليست ملوثة بالدماء بطريقة مباشرة، وأكاد أجزم أن بعض قياداتهم لا تعرف أن هناك ميليشيات وأن هناك أسلحة مكدسة، وأن هناك علاقة ما بين الجماعات الإرهابية التى انبثقت عن الجماعة الأم، وتاريخ الإخوان أثبت أن الهضيبى المرشد نفسه لم يكن يعلم عن العمليات الإرهابية التى يقوم بها جهاز سرى مسلح بقيادة السندى. فى تقديرى أن جماعة الإخوان ما زالت كما كانت جماعة زمان لها جناح إرهابى مسلح لا يعلم تفاصيله إلا قلة صغيرة وهى التى تعرف وتنسق العلاقة مع مجموعة إرهابية خرجت من عباءة الإخوان وزاولت وما زالت تزاول الإرهاب.
الإرهاب المسلح باسم الدين ظاهرة كارثية يجب أن يقف الشعب بأجمعه لمساندة الدولة فى القضاء عليه، وفى المقدمة يجب أن تقف جميع الأحزاب التى سوف تكون السند الأساسى على المدى الطويل فى الدفاع عن مصر.
10/9/2013
في هذا الملــــف:
حصاد الطريق الأوسلوي
بقلم: مأمون كيوان عن الخليج الاماراتية
سيناريوهات الغرب للضربة العسكرية
بقلم: حداد بلال عن القدس العربي
الربيع العربي... سقوط الأقنعة
بقلم: مصطفى الفقي عن الحياة اللندنية
في محنة الديمقراطية العربية
بقلم: خالد القشطيني عن الشرق الأوسط
ما وراء الأخبار.. صور أوباما
بقلم: عز الدين الدرويش عن تشرين السورية
هل ينتظرون الكونغرس إذا ضُرِبت إسرائيل؟
بقلم: سركيس نعوم (http://www.annahar.com/author/12-%D8%B3%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%B3-%D9%86%D8%B9%D9%88%D9%85) عن النهار البيروتية
حرب أوباما على سوريا.. لخدمة إسرائيل
بقلم: سلامة العكور عن الرأي الأردنية
وهل بقي للعروبة هوية؟!
بقلم: عادل فهد الطخيم عن القبس الكويتية
ماذا بعد سورية؟
بقلم: مريم أبو ادريس عن الوسط البحرينية
مصر: الدولة تنهار والمجتمع يضيع
بقلم: سهيل الخالدي عن الشروق الجزائرية
الإخوان والإرهاب
بقلم: محمد أبو الغار عن المصري اليوم
حصاد الطريق الأوسلوي
بقلم: مأمون كيوان عن الخليج الاماراتية
مر عقدان من الزمن على تاريخ 13 سبتمبر/أيلول 1993 الذي شكّل محطة نوعية في مسار الصراع العربي-الصهيوني في مستواه الفلسطيني-”الإسرائيلي” . حيث تم التوصل إلى اتفاق مبادىء فلسطيني- “إسرائيلي” لحل الصراع على أساس الاعتراف المتبادل، تلته رزمة اتفاقات وبروتوكولات تضع ملامح معالجة قضايا الحل النهائي المتمثلة في القضايا التالية: الأمن والحدود والمياه والقدس والمستوطنات وقضية اللاجئين .
وشكّل شهر سبتمبر/أيلول في ذاكرة الفلسطينيين رمزاً للتشاؤم أو شهراً أسود في تاريخ ويوميات الفلسطينيين لجهة الإخفاقات السياسية والمجازر والاغتيالات الصهيونية . ففي 29-9-1922 وضع مشروع صك وصاية على فلسطين موضع التنفيذ؛ وفي الشهر نفسه من العام 1939 فشل مؤتمر لندن (المائدة المستديرة) في إقناع العرب بتقسيم فلسطين .
وفي 3 سبتمبر/أيلول 1947 جعلت الأمم المتحدة من نفسها لجنة خاصة لبحث مشروعين: مشروع الأكثرية في الجمعية العامة للأمم المتحدة القاضي ب: 1- تقسيم فلسطين إلى دولتين يربط بينهما اتحاد اقتصادي .
2- تكون الدولة العربية على مساحة 88 .42% من المساحة لأرض فلسطين ويسكنها 725 ألف عربي و10 آلاف يهودي .
3- تكون الدولة اليهودية على مساحة 74 .56%،وسكانها 498 ألف يهودي و497 ألف عربي .
4- يوضع للقدس كيان مستقل خاضع لنظام دولي خاص، تتولى الأمم المتحدة إدارته عبر مجلس وصاية وتضم 105 آلاف عربي و100 ألف يهودي . ومشروع الأقلية الذي قدمته إيران والهند ويوغسلافيا، وتضمّن إقامة دولة اتحادية عاصمتها القدس، تضم حكومتين مستقلتين استقلالاً داخلياً .
وفي يوم 23 -9-1948 تم إعلان حكومة عموم فلسطين في مدينة غزة برئاسة أحمد حلمي عبد الباقي وفي 23-9-1952 أصدر مجلس جامعة الدول العربية قراراً يقضي بتوقف أعمال حكومة عموم فلسطين؛ و في 17-9-1970 انفجرت أحداث سبتمبر/أيلول أي الصراع الدامي بين الجيش الأردني وقوات المقاومة الفلسطينية، وذلك إثر إعلان الأحكام العرفية وتشكيل حكومة عسكرية مؤقتة في الأردن . وفي الشهر نفسه من العام نفسه فقد الفلسطينيون زعيماً قومياً لطالما اعتبروه محرراً ورمزاً محتملاً لهم ولعموم العرب، أي أنهم فقدوا جمال عبد الناصر .
وفي 17-9-1970 تم توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر و”إسرائيل” من جانب كل من الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء “الإسرائيلي” مناحيم بيغن والرئيس الأمريكي جيمي كارتر . وفي 16-9-1982 كانت مذابح صبرا وشاتيلا، وفي 13-9-1993 وقعت “إسرائيل” ومنظمة التحرير الفلسطينية إعلان المبادئ (اتفاقية أوسلو) في احتفال مهيب أقيم في حديقة البيت الأبيض . الذي شكل للفلسطينيين نصراً وهمياً وهزيمة ماحقة حقيقية، لكونه تضمن تنازلاً تاريخياً عن وطن تاريخي وإقراراً بشرعية وجود “إسرائيل”، بديلاً لفلسطين التاريخية في الحدود الانتدابية، لقاء سراب دولة أو دويلة تشبه الجبن السويسري مملوءة بثقوب كانتونات ومستوطنات أو تشبه أرخبيلاً من الجزر الفلسطينية في بحر من المستوطنات “الإسرائيلية” .
وأدى اتفاق “أوسلو” وما تلاه من اتفاقات جزئية ومكملة إلى بروز إشكاليات جديدة على صعيد الفكر السياسي الفلسطيني تتعلق بأهدافه وبنيته، وأيضاً على صعيد الأشكال السياسية-التنظيمية المعبرة عنه، وخصوصاً م .ت .ف ومؤسساتها كأطر منتجة لأولويات هذا الفكر، تجلت الإشكاليات في ما يلي:
1- نشوء تناقض حقيقي بين قانونية التزام م .ت .ف والسلطة الوطنية بالاتفاقات التي توصلت إليها مع الحكومة “الإسرائيلية” وبين شرعية استمرار المنظمة كمؤسسة وكإطار وطني، ملتزمة مع شعبها بقيادة النضال الوطني حتى العودة وتقرير المصير وبناء الدولة المستقلة .
2- صعوبة التوفيق بين متطلبات نهوض السلطة الوطنية بمهمة بناء مؤسساتها المدنية والعسكرية، وبمهماتها الزمنية والاقتصادية في غزة وأريحا، وبقية مناطق الضفة الغربية وبين متطلبات الحفاظ على مؤسسات م .ت .ف وعلى دورها كإطار وطني قيادي لكل الشعب يضم قوى متعددة متعارضة ومتناقضة في مواقفها من القضايا الجوهرية .
3- صعوبة تنظيم الصلة وانتظام آلية العلاقة العملية الضرورية بين السلطة الفلسطينية الموجودة في قطاع غزة أريحا وبين مؤسسات م .ت .ف .
وفي 24-9-1996 اندلعت انتفاضة النفق إثر افتتاح سلطات الاحتلال الصهيوني نفقاً تحت منطقة الحرم القدسي عشية (عيد الغفران اليهودي)، ويمتد النفق 400 متر تحت المجمع العربي الإسلامي مجاوراً لأساسات المسجد الأقصى . وكانت في 28-9-2000 زيارة أرييل شارون للحرم القدسي الشريف التي تسببت في اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في الضفة الغربية وقطاع غزة .
وبنظرة واقعية للواقع الموضوعي لجغرافية الدولة العتيدة المرتقبة المفرغة من ثرواتها وفي مقدمها المياه، والمنقوصة السيادة والتواصل الإقليمي بفعل المستوطنات والحواجز والجدار العازل، والمعوزة اقتصادياً، يبدو أن الحصول على عضوية كاملة أو ناقصة للدولة الأوسلوية المنشأ لن يشكّل إلا استنساخاً كاريكاتورياً لمشاريع كيانية قديمة . فضلاً عن أن هدف السلطة الفلسطينية من الاعتراف الدولي بالدولة هو إحياء العملية التفاوضية التي لا يمانع نتنياهو في استمرارها لعقود قادمة من الزمن .
ووفق هذا المسار لعملية سياسية تمحورت حول حل ساذج لصراع معقد ومفتوح، يبدو جلياً أن أزمة العمل الوطني الفلسطيني ستتفاقم ولا يلوح في الأفق حلول سبتمبر/أيلول فلسطيني جديد بلا نكسات .
سيناريوهات الغرب للضربة العسكرية
بقلم: حداد بلال عن القدس العربي
شكل قرار ايمكانية اجراء تدخل عسكري في سورية نقطة انعطاف في كثير من المواقف الدولية، مما ادى الى ظهور بوادر تساؤلية، عن ما هو سر القرار المفاجئ لمجلس العموم البريطاني القاضي بمنع رئيس الوزراء دايفيد كاميرون شن حرب على سورية؟ وهل حقا اوباما بحاجة الى تفويض من الكونغرس الامريكي حتى يقوم بتدخل عسكري في سورية؟
وسؤال اخر يلوح الى اين هي الديمقراطيات التي طالما تتغنى بحقوق الانسان خصوصا منها الغربية من استخدام الكيماوي في سورية؟ اوليست هذه جريمة في حق الانسانية تستلزم عليها العقاب، فلما لا نرى مجالس هذه الديمقراطية تطالب بمعاقبة مرتكبيها بمثل ما اتت عليه في العراق وليبيا، فهي اذن تساؤلات عدة ستعكر صفو امريكا بالاخص عند تبريرها مثل هذه التعقيدات.
فالاحتملات المسنونة لجحيم التدخلات العسكرية، قد بدت ملامح ردودها متسنجة في الدويلات الغربية بما فيها امريكا لما تنطوي عليه من مخاوف ان تصبح عواصمها قلب استهداف الحركات الجهادية العالمية، وبالاخص مراكزها الحيوية في القارة الاسيوية والافريقية،اضافة الى ما تحمله من تداعيات اقتصادية نلمح فيها استفاقة متسارعة من قبل الشعوب الغربية لرفض قرار حكوماتها المنصوص بالتدخل العسكري في سورية.
ومن عجيب العجاب الذي نقف عنده اليوم من حديث القيل والقال عن التباطا السلحفاتي في المواقف الامريكية لاحداث ثورتي مصر وسورية مقارنة بسرعة مواقف المشايخ الخليجية التي ابدت تأثيرا واضحا على ردود الفعل الامريكة، اضاقة الضغوطات الاسرائلية التي زادت من تازم الموقف الامريكي وجعلته يفقد نوعا من مناعته المصداقية لحيثيات بداهة اتخاد القرارات الحساسات والفاعلة في حل الازمات الدولية بعد ان كانت قدوة الكثير من الديمقراطيات في تشخيص الازمات وتقديم الحلول الانسب لها، فهل يعقل ان امريكا باعظم اجهزتها الاستخباراتبة وقوة ترسانتها الحربية اضحت اليوم غير قادرة على تحميل نفسها صلابة تصويب القرارات الرزينة تجاه مختلف الاحداث الدولية،دون ان تواجه ضغوطات التي تشهدها الان من اسرائيل ومشايخ الخليج و بعض الحكومات الغربية لتفقد بذلك مركزها القيادي العالمي في رسم خريطة الطريقة السياسة التي كانت قد بدات فيها في السابق.
وقد يجعل ذلك من امريكا تعاني الامرين من ناحية اعادتها لسناريوهات اثارة لبنيات الحروب الاهلية باسم الانسانية، علاوة على ما يحدث الان في افغانستان والعراق، او من جهة ثانية وهي ما قد تفقده من هيبتها الدولية شيئا فشيئا خصوصا عندما يتعلق الامر بجانب الشراكة مع الدول الاروبية التي انكشفت مؤخرا مؤامرة الخيانة التجسسية بينها وبين الطرف الامريكي، ما دفع ببعض رؤوس هذه الدول الى عدم التصديق والتشكيك من نوايا الامريكية في كثير من تدخلاتها العسركية التي اجرتها في السابق، فقررت اعلان المقاطعة ومناقضة قرراتها لاسيما حينما تتعلق بوجود مواد محضورة ومحرمة دوليا تتدخل باسمها امريكا عسكريا مثلما حدث في العراق الذي لم يثبت لحد الان امتلاكه لنووي.
ولاول مرة سيغيب عن امريكا صديقها الحميم الذي وقف معها في اغلب تدخلاتها العسكرية التي قامت بها وهو بلا شك بريطانيا التي اعلنت عدولها وامتناعها عن شن حرب عسكرية في سورية، ما يعني بذلك نكسة موجعة لامريكا، بعد ان تجد نفسها برفقة فرنسا وحيدان امام حربهما الجديدة في سورية،وعليه كذلك ان اختلاف بريطانيا مع امريكا بمثل هذا الشأن يعتبر بمثابة تغيير في موازين القوى لصالح كفة روسيا والصين التي قد تتوازي هذه المرة قرارتها مع امريكا وفرنسا في مجلس الامن، وزيادة على ذلك،كما يبدوا عليه الخلاف الاخير بين اسرائيل و امريكا الذي طرأ عليهما عند صدر قرار من اوباما مبني على تاجيل الضربة العسكرية، ما اثار زوبعة في اسرائيل بتجاه هذا الاخير الذي يلاقي مخاوف من رفض الكونغرس تفويضه القيام بذلك.
فمما لا شك فيه ان امريكا اصبحت محاصرة سياسيا و اقتصاديا جراء انعكاسات نتائج تدخلاتها العسكرية في افغانستان والعراق وليبيا، تبعا لردود الافعال الدولية المطالبة بالتخلي عن سياسة التدخلات العفوية التي من شانها ان تزيد الخناق على تدهور اقتصاديات العالم المتقدم، الذي يبدو انه تضرر اكثر مما هو متوقع بالمنعرجات الحاصلة في ثورات الربيع العربي، ما يفسر ارتباك بعض الاطراف الدولية من مشاركة قرار امريكا عسكريا خصوصا ان لم يثبت تورط النظام السوري في قضية الكيماوي، خذا بعبرة ما خلفته حرب العراق وانعكاساتها عليها.
وعليه، فهل ستكون حرب اليوم على سورية اخر عدوان عسكري تقوم به امريكا مع ان تكتفي فقط بالدعم اللوجستي لهذه الدول؟
الربيع العربي... سقوط الأقنعة
بقلم: مصطفى الفقي عن الحياة اللندنية
بعد أن اقتربنا من نهاية العام الثالث منذ قيام ثورات «الربيع العربي» في تونس ومصر وليبيا مع عدوى امتدت إلى اليمن وسورية أيضاً، أصبح في مقدورنا أن نلقي نظرة موضوعية على ما جرى وأن نقيم أحداث «الربيع العربي» في تجرد وصدقية بعيداً من المؤثرات الوقتية والانفعالات العابرة والشعارات الزاعقة مؤكدين أن أحداث «الربيع العربي» هي نقطة تحول كبرى في تاريخ المنطقة. وإذا كان البعض يراها في إطار تطبيق نظرية «الفوضى الخلاقة» فإن البعض الآخر يراها أيضاً في إطار مختلف هو إحياء روح «الخلافة الإسلامية» واستعادة تركيا زمام القيادة في منطقة «الشرق الإسلامي» إذ إن أنقرة تسعى إلى أن تكون عضواً في الاتحاد الأوروبي ولو في مؤخرته مستندة إلى أوراق اعتمادٍ هي زعامتها للشرق الأوسط ودوله الإسلامية. والذي يعنينا في هذه المناسبة هو إبراز طبيعة التحول والتي بلغت درجة التناقض في كثير من المواقف لدى زعامات وقيادات وشخصيات من منطلق التواؤم مع الظروف الجديدة واكتساب حظوة لدى السلطة أو ميزات جديدة في نظام الحكم، ويهمنا هنا أن نطرح النقاط الآتية:
أولاً: إننا لا نتباكى على النظم التي رحلت بل ندرك عن يقين أنها نظمٌ ترهلت وشاخت وانتهى عمرها الافتراضي ولم تتمكن من ضخ دماء جديدة أو تجديد أنسجتها. لذلك كانت ثورات «الربيع العربي» من هذا المنطلق هي انتفاضات شعبية لها ما يبررها حتى يصعب إنكار حتمية حدوثها مهما تفاوتت درجة حدتها أو مستوى العنف فيها، والهدم دائماً عملية سهلة ولكن تشييد الجديد على أنقاض الماضي هو الأمر الصعب، لذلك فإن القيمة الحقيقية لثورات الربيع العربي ليست بمجرد اندلاعها ولكن في المسار الذي تتخذه بعد ذلك واحتمال دخولها في دائرة العنف غير المبرر نتيجة الإحساس بأن إنجازاً كبيراً قد حدث وهو الذي يتمثل في إسقاط النظام تحت وطأة الرفض الشعبي.
ثانياً: إننا لو حاولنا المقارنة بين الحالة المصرية، على سبيل المثال، والحالة القائمة في دول الربيع العربي الأخرى فسوف نكتشف أن الاختلاف كبير حتى وإن تشابهت الظروف وتقاربت الأوضاع، فلكل قطر خصوصيته ولكل دولة ظروفها، وإن كانت حركة الجماهير العربية واحدة في النهاية إلا أنها تخضع لعوامل جغرافية وتاريخية تجعل لكل منها طبيعة مختلفة ولكنها تصب في النهاية في محاولة الخلاص من «القهر السياسي» و «التخلف الاجتماعي» و «الضيق الاقتصادي» و «التراجع الثقافي»، ولقد كانت ثورات «الربيع العربي» ـ إذا جاز لها أن تحتفظ بهذه التسمية ـ هي محاولات للفكاك من الواقع المتردي في عدد من الدول العربية، كما كانت بمثابة كشف للغطاء الذي كان يخفي كثيراً من عيوب الواقع العربي، لذلك فإننا نقول إن أحداث «الربيع العربي» قد أظهرت أفضل ما فينا كما أظهرت أيضاً أسوأ ما لدينا، فإذا كان هناك من يجاهر برفض الماضي وأعبائه فلقد ظهر أيضاً من ينتقد الحاضر وآثاره ويخشى المستقبل واحتمالاته، بل إن هناك تياراً جديداً يرفض أن يتحكم في شؤون البلاد والعباد نفر معين وسط تهليل وصخب ينتقد كل ما يجري على الساحة ويكاد يفقد كل شيء حتى تندر البعض بهتاف في إحدى دول الربيع العربي قائلاً (يسقط الرئيس القادم)!
ثالثاً: كان «الإخوان المسلمون» أو قل «التيار الإسلامي» عموماً أكثر جاهزية من أي قوى أخرى على الساحة وهو الأمر الذي أعطاهم ميزة نسبية للقفز على السلطة واحتلال مقاعدها من دون خبرة كافية في الحكم أو دراية بإدارة شؤون البلاد، وهنا بدأ الربيع العربي يتحول إلى خريف جاف تتساقط أوراقه تباعاً فانتشرت التظاهرات الاحتجاجية وشاعت الاعتصامات الفئوية وأصبحنا أمام موقف معقد حيث يرفض الشعب العهد الماضي بمعاناته ويستنكر الوقت الحاضر بأزماته وينظر بقلق إلى المستقبل باحتمالاته كافة، إن الذي يتأمل الأوضاع والأحوال سوف يكتشف أن بعض دول الربيع العربي قد واجهت متاعب بغير حدود وأصبحت مركز استهداف خارجي وضغط داخلي ولم تتمكن النظم السياسية الجديدة من ملء الفراغ الشاغر نتيجة غياب الرؤية البعيدة فضلاً عن عدم القدرة على فهم جوانب «الدولة العميقة» فكان عطاؤها سلبياً من منطلق حزبي ضيق ونظرة قصيرة للأمور وعجزٍ عن مواءمة الظروف السياسية وفهم نفسية الجماهير فكان الانقلاب الشعبي عليهم عنيفاً والصدام بهم في الشوارع والميادين ـ كما جرى في «مصر» ـ أمراً يذكر الناس بمحنتهم في الصدام مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1954.
رابعاً: إن العودة قليلاً إلى الوراء تذكرنا بتصريحات كوندليزا رايس عندما كانت وزيرة للخارجية الأميركية والتي طرحت فيها نظرية «الفوضى الخلاقة» وبشرت بها ودافعت عنها حيث يولد الجديد من رحم القديم وتبدو «الفوضى الخلاقة» أقرب ما تكون إلى نظرية «الانفجار العظيم» في تفسير نشأة الكون، ولذلك جاءت ثورات «الربيع العربي» وهي تحمل معها نوعاً من الرغبة في الانتقام من الماضي من دون النظر إلى تشييد دعائم المستقبل فتفرغت لتصفية الحسابات وتأليب الفئات ضد بعضها وخلق الفتن الطائفية وإثارة النعرات المختلفة.
خامساً: ذكرت من قبل أن أنباءً قد تواترت منذ سنوات عدة عن الدور القيادي لرجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي داخل التنظيم العالمي لجماعة «الإخوان المسلمين» ومحاولته تكتيل قوى مختلفة لممارسة دورها على المسرح السياسي المحلي ومواجهة أنظمة الحكم فيها، ولذلك بادر أردوغان ـ على رغم علاقات نظام مبارك الجيدة بأنقرة ـ إلى تأييد ثورة 25 يناير منذ لحظاتها الأولى مطالباً مبارك بالرحيل لأنه كان يعلم طبيعة المخطط العالمي الذي يدخل هو جزءاً منه، «فالعثمانيون الجدد» الذين يرفعون شكلياً «عمامة الإسلام» في مواجهة «قبعة أتاتورك» والجيش الذي يحافظ على تقاليده العلمانية، إن هؤلاء العثمانيين يحاولون استعادة أمجاد الماضي وفرض سيطرتهم على المنطقة مستعيدين تاريخهم الفظ متناسين جرائمهم في مشانق دمشق أو تحالفهم الاستراتيجي مع إسرائيل والعلاقات العسكرية المتنامية لسنوات طويلة بين أنقرة وتل أبيب، ويحاول أردوغان وجماعته استخدام «الإسلام» كغطاء لتحقيق مخططهم حيث وجدوا في ثورات الربيع العربي بيئة ملائمة للتنفيذ والانقضاض من جديد على شعوب المنطقة، وبذلك التقى المخطط الأميركي الخبيث الذي أعلنته وزيرة الخارجية كوندليزا رايس مع الطموحات العثمانية لحكام أنقرة وظنوا جميعاً أن مصر هي الركيزة ونقطة الانطلاق نحو دولة تقودها تركيا تحت مظلة «الخلافة الإسلامية» بدعم كامل من جماعة «الإخوان المسلمين» التي ولدت عام 1928 بعد أربع سنوات فقط من سقوط الخلافة العثمانية.
سادساً: يعاني «الإخوان المسلمون» تاريخياً من عقدة المواجهة مع من يسمونهم «العسكر» والعصر الناصري شاهد على المواجهة الدامية بين الجماعة والجيش المصري بعد ثورة 1952، ولقد دخل «الإخوان» في سراديب العمل السري لسنوات طويلة إلى أن عادوا إلى الضوء في ظل مرشدهم العام عمر التلمساني في عهد الرئيس الراحل أنور السادات الذي أعطاهم مساحة للعمل الدعوي والحركة السياسية للخلاص من فلول اليسار المصري وبقايا الحكم الناصري، ولكنهم لم يدركوا أن هناك فارقاً كبيراً بين إدارة جماعة دينية وقيادة دولة عصرية، فكان إخفاقهم واضحاً وفشلهم فاضحاً حيث اتجهوا نحو السلطة في نهم من دون أن تكون لديهم الكوادر الكافية من رجالات الدولة القادرين على سياسة الأمور.
سابعاً: إن من الأقنعة التي سقطت أيضاً بعد أحداث الربيع العربي هي تلك العمائم الكبيرة لعدد من علماء الإسلام الذين كانوا يحظون بشعبية واسعة في العالمين العربي والإسلامي، إذ ظهر تواطؤهم واضحاً وباتت فتواهم موظفة تماماً لخدمة أهدافٍ سياسية ومخططات دخيلة بينما ظهرت مؤسسات دينية رسمية بصورة أكثر إشراقاً، فالأزهر الشريف بوثائقه الشهيرة استطاع أن يتقدم نحو المستقبل في ريادة ورصانة واتزان، وأثبت أنه المرجعية الإسلامية للدولة المصرية بينما «التيار الإسلامي» يوظف الدين الحنيف لخدمة أهدافه وأغراضه وطموحاته... إن الإسلام السياسي الذي تعتبر جماعة «الإخوان المسلمين» الأم الشرعية الوحيدة له والذي تفرعت عنه تنظيمات وجماعات بعضها معتدل وبعضها دعوي وبعضها دموي، إن ذلك التيار مدين في النهاية بحق الريادة للجماعة التي وضع أسسها المرشد الأول الشيخ حسن البنا وما زال الحصاد يتوالى ونحن نرقب عن كثب ما سوف يؤول إليه الصراع بين هذه التيارات المختلفة.
... هذه نظرة آنية ومحاولة فاحصة لفهم ما جرى وما يجري على الساحة متطلعين إلى دخول العالمين العربي والإسلامي مرحلة من الاستقرار والهدوء الذي يقوم على الرضا الطوعي للناس خصوصاً أن الإسلام العظيم يتغلغل في أعماق أتباعه ولا يحتاج إلى وسيط دنيوي ولا دعاة لهم «أجندات» خاصة، إن المسلمين يتجهون إلى مستقبل تحوطه الشفافية والوضوح، فقد سقطت الأقنعة بفعل حركة البشر حتى تستقيم أوضاع البلاد وأحوال العباد.
في محنة الديمقراطية العربية
بقلم: خالد القشطيني عن الشرق الأوسط
وردتني تعليقات كثيرة على ما كتبته بشأن حق التصويت والحكم الديمقراطي. السيد غسان أيوب يسخر منا وبحق فيقول هذه هي صناديق الاقتراع التي ناديتم بها. ولكنكم بادرتم للاعتراض عليها حالما طبقت. فلماذا؟ أتريدون ديمقراطية في قالب مختلف؟ يا سيدي أنا شخصيا كررت باستمرار حصر حق التصويت بالمتعلمين، واعترضت باستمرار على إعطاء هذا الحق للأميين. فهذا سر تخبط الديمقراطية العربية وفشلها. وقد شاركني في هذا الرأي القارئ الفاضل عبد الله المستفن من فرنسا.
ويشير السيد إياد إلى حقيقة تاريخية، فيقول إن الأحزاب الإسلامية كانت موجودة في العالم العربي منذ زمن طويل. فلماذا كل هذه الضجة الآن وكل هذا الاعتراض عليها؟ لم تكن هناك في الواقع أحزاب إسلامية سياسية، ربما باستثناء مصر التي ظهرت فيها حركة الإخوان المسلمين. كانت هناك على الأكثر منظمات ومؤسسات إسلامية كجمعية الإخوان المسلمين. ولكن معظم نشاطها انحصر في الميدان الثقافي والاجتماعي، مثل الاحتفال بالمناسبات، كإحياء ذكرى مولد النبي عليه الصلاة والسلام، وإلقاء المحاضرات، والمشاركة في الأعمال الخيرية. هكذا كان الأمر في العراق. لا اعتراض على أي من ذلك. ظهرت المشكلة عندما تأسست أحزاب الإسلام السياسي التي سعت إلى انتزاع الحكم وفرض برامجها بالقوة حتى على غير المسلمين. وراحت تتدخل في سلوك الناس وحياتهم. تكفر البعض وتحث على القتل وتمارس الإرهاب. هذه هي المشكلة.
كنت قد خضت كثيرا في موضوع الربيع العربي في سوريا وسعي الأكثرية لاستعادة الحكم من أقلية طائفية. أيدت ذلك بحماس. بيد أن السيد جوزيف مطر كتب لنا من ألمانيا يعبر عن استغرابه من سكوتي في هذه الأيام وعدم الخوض في الموضوع. هذه ملاحظة قيمة منك يا أخانا جوزيف. وسكوتي أصبح جزءا من ظاهرة عالمية نلمسها في التردد الذي أصبح الآخرون، ولا سيما في الغرب، يشعرون به حيال الوضع في سوريا. هناك خوف حقيقي من وقوع الحكم في سوريا بيد إسلاميين متشددين بعد سقوط الأسد.
وردت تقارير كثيرة عن نشاط «القاعدة» وسواها من المنظمات الإسلامية الإرهابية والجهادية وتدخلها بكثافة في الساحة السورية. يا ليتهم يعون ذلك ويرعوون عن زج أفكارهم وأساليبهم في الشأن السوري. لقد أصبح الإسلامويون شوكة في جسم النضال العربي من أجل التحرر والتقدم ومحاربة الفساد. أصبحنا نخشى فعلا من سقوط مستقبل الأمة بأيديهم ليعيدونا إلى القرون الوسطى، ويزجوا ببلادنا في شتى المشاكل مع الدول الأخرى، ويحولوا بلادنا إلى قاعدة للإرهاب العالمي، ويتسببوا بهجرة النخبة المتعلمة وأبناء الطوائف غير الإسلامية. من أجل سوريا عليهم ألا يزجوا بأنفسهم في أمورها. أصبحوا عقبة ضد التغيير والتقدم.
كتب السيد شادو من أميركا يقول إنه أصبح يُسكت صوت التلفاز عندما يسمع المالكي وعزت الشابندر وسواهما من ساسة العراق يتكلمون. ويعود ويفتح الصوت عندما ينطلق من امرأة! نعم يا سيدي. هناك كثيرون يدعون لتسليم الحكم للنساء. على الأقل لديهن صوت رخيم. أنا شخصيا قلما أستمع لأي كلام من ساستنا ومعلقينا. أتابع فضائحهم وجرائمهم فقط.
ما وراء الأخبار.. صور أوباما
بقلم: عز الدين الدرويش عن تشرين السورية
على الرغم من أن أدلته لا يقبلها عقل سليم، وهي عبارة عن صور مجمّعة مركبة معدّة بطريقة بدائية تدل مباشرة على همجية مرّوجيها، ونشر بعضها على مواقع التواصل قبل الواقعة المحكي عنها في غوطة دمشق الشرقية، يصر الرئيس الأمريكي باراك أوباما على أن الجيش العربي السوري استخدم السلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية، ويتمسك برأيه، ولا يريد النقاش فيه لأي سبب كان.
وهذا الموقف الأمريكي المعد مسبقاً على ما يبدو نتيجة لتلك الصور المفبركة المعدة مسبقاً أيضاً عن «استخدام الجيش السوري السلاح الكيميائي»، والحالتان تدلان على أن التهديدات بشن عدوان أمريكي على سورية لها أسباب وخلفيات لا علاقة لها بالسلاح الكيميائي، وتتعلق مباشرة بمواقف الدولة السورية ونهجها المقاوم، وبرفضها تقبّل فكر وهابي تكفيري إرهابي يريد آل سعود تعميمه في المنطقة للتغطية على بدائيتهم وتسلطهم وتحكّمهم بأرض نجد والحجاز بقصد نهب ثرواتها النفطية.
قيل للرئيس الأمريكي عبر دول عظمى ونافذة ومن خلال أعضاء كونغرس وسياسيين أمريكيين مرموقين: لننتظر نتائج تقارير لجنة الخبراء الدوليين الذين زاروا سورية بتكليف من الأمم المتحدة لتقصي الحقائق، فكان رده عليهم تلك الصور التي لا يعرف أساسها من رأسها، ولا تعبر إلا عن حقد المجموعات الإرهابية التي أعدت هذه الصور عن سابق إصرار وتصميم، بقصد استجرار عدوان خارجي على سورية!.
وقيل له: لنتابع التحقيق والتحري بغية معاقبة الفاعل أشد عقاب فردّ بأنه متأكد من أن الجيش العربي السوري هو الفاعل!.
وقيل له: إن ما استخدم في غوطة دمشق قد يكون مواد سامة وليس سلاحاً كيميائياً فقال: إن الدليل واضح عنده وهو تلك الصور البدائية!.
ولم يبق أمام الرئيس الأمريكي سوى أن يقول: إن الإدارة الأمريكية تريد أن تشن عدواناً على سورية بذريعة «الكيميائي» ودونها.
هذا هو حال سورية وأصدقائها وحلفائها مع إدارة أوباما وعلى هذا الأساس تضع سورية في حسبانها كل الاحتمالات وتتهيأ للردّ على العدوان إذا ما وقع بكل ما تملك من قوة وإرادة وتصميم، يدعمها في ذلك حلفاء أكثر من استراتيجيين، يرون أن العدوان لا يستهدف سورية فقط بل يستهدفهم كذلك.
لذلك هناك من يقول ويؤكد إنه هذه المرة ليست أمهات الجنود والضباط السوريين المقاتلين سيبكين، بل ستبكي أمهات المعتدين أيضاً.
هل ينتظرون الكونغرس إذا ضُرِبت إسرائيل؟
بقلم: سركيس نعوم (http://www.annahar.com/author/12-%D8%B3%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%B3-%D9%86%D8%B9%D9%88%D9%85) عن النهار البيروتية
قد يكون الرافضون الأميركيون للضربة العسكرية "المحدودة" لنظام الأسد أكثر بقليل من 50 في المئة استناداً الى استطلاعات الرأي الأخيرة. لكن تشدُّدهم في الرفض انعكس على ممثليهم في الكونغرس وشجّع الرافضين منهم لها على خوض معركة مع زملائهم المؤيدين لها، الأمر الذي يجعل التكهن بنتيجة التصويت عليها وخصوصاً في مجلس النواب أمراً بالغ الصعوبة.
طبعاً يخوض الرئيس باراك أوباما معركة قاسية لاقناع الغالبية فيه بالموافقة، كما يخوض معركة مماثلة داخل المعسكرين الدولي والعربي الحليفين له للحصول على تأييد عدد كبير من دولهما بعد رفض البعض وتردُّد البعض الآخر، وتحفُّظ البعض الثالث. ساعده في معركة الداخل وزيرا الخارجية والدفاع ومسؤولون كبار في البيت الأبيض. ويكمل معركة الخارج التي بدأها هو ووزير الخارجية من باريس وعواصم أوروبية أخرى.
ولعل ما يحزن الرئيس الأميركي أنه وجد نفسه مضطراً الى البحث في تنفيذ ضربة عسكرية قد تورط بلاده في المنطقة والعالم، هو الذي انتُخب أساساً لتعهده بانهاء تورطها العسكري في الخارج. لكن ما يحزنه أكثر، استناداً الى متابعين جديين في واشنطن، هو أمور ثلاثة رغم أنه لم يتفاجأ بها لأنها من "حقائق" العمل السياسي والعلاقات الدولية القائمة على المصالح لا المُثُل. الأمر الأول هو انطلاق غالبية رافضي الضربة العسكرية من أعضاء الكونغرس، من مصالحهم الانتخابية. فالعام المقبل سيشهد تغيير أعضاء مجلس النواب بالانتخاب، وقسماً من أعضاء مجلس الشيوخ.
ومُغادِرو المجلسين يريدون العودة اليهما، وذلك سيكون مستحيلاً اذا استمرت غالبية الناخبين للأميركيين ضد أي تورُّط عسكري. علماً أن اللوبي اليهودي الأميركي، المؤيد لاسرائيل والنافذ عادة في الكونغرس بسبب تأثيره الانتخابي، يؤيد الضربة العسكرية لأسد سوريا ويعمل لاقناع أعضائه بالموافقة عليها.
فهل يعيد ذلك الأوضاع الكونغرسية لمصلحة أوباما وقراره، أم تبدأ أميركا فعلاً التحلُّل التدريجي من نفوذ اسرائيل الطاغي على الكونغرس فيها؟ وهل يفضِّل ممثلو شعب أميركا مصالحهم الانتخابية على بلادهم التي ستتأثر مصالحها ودورها وهيبتها اذا عاد أوباما عن قرار تنفيذ الضربة العسكرية؟ والأمر الثاني هو "غنج" أوروبا وامتناعها حتى الآن عن تأييده في قراره "العسكري". وأسبابه الخوف من تبعاته الاقتصادية ومضاعفاته الأمنية. علماً أنها تعرف أن رفاهيتها ناتجة أساساً عن التقليص المزمن لانفاقها العسكري جراء اعتمادها عسكرياً على الحماية الأميركية. فهل هكذا يُكافأ الحُماة؟ أما الأمر الثالث والأخير فهو تردُّد بعض العرب في التأييد أو في المشاركة وان لوجيستية رغم حماية أميركا لهم التي من دونها كان بعضهم غاب من زمان، ورغم تأييدهم في الغرف المغلقة ليس لتوجيه ضربة عسكرية الى نظام الأسد بل للتخلص منه دفعة واحدة.
هل ينفِّذ أوباما الضربة العسكرية رغم عدم موافقة الكونغرس أو أحد مجلسيه؟
يجب انتظار ما سيقوله في خطابه اليوم، يجيب المتابعون الأميركيون الجدّيون أنفسهم. لكنهم يلفتون الى اعتقاد "العارفين" في واشنطن والمعلِّقين وأصحاب الأوزان الثقيلة أنه سينفِّذها في أي حال. ويلفتون أيضاً الى تعهده تزويد الثوار بأسلحة وأعتدة تؤذي الأسد واخضاع المنشقين عن الجيش النظامي الى تدريب جدي وقاس وشامل. ويلفتون ثالثاً الى خيبة من الرئيس الروسي بوتين اذ كان عليه، في حال تأكده أن أوباما سيضرب، التقدم باقتراحات جدية بدلاً من توجيه الانتقادات الساخرة. ويلفتون رابعاً الى أن التحضير الأميركي للضربة والكلام عنها انعكس سلباً على الأسد وعسكره، اذ فقد المبادرة، وخصوصاً بعدما تأكد أن كتيبة أخيه العسكرية التي تتولى حمايته هي من ضمن "بنك أهداف" الضربة.
لكن ما يقلق هؤلاء المتابعين هو الأوضاع في لبنان التي قد تتأثر في حال ردّ "حزب الله" على الضربة لأنه سيستجلب ردّاً ضده. ولذلك فانهم يتمنون أن يسعى أصحاب العقول الباردة في طهران الى اقناع "الحزب" وقبله الأسد بعدم الرد على "الضربة المحدودة"؟
في النهاية يسأل المتابعون أنفسهم: هل تنتظر ادارة أميركا الكونغرس اذا هدَّدت ايران بضرب اسرائيل؟ هل تنتظر اسرائيل الكونغرس للرد على "حزب الله" اذا استعمل "الكيماوي" ضدَّها؟ وهل تنتظر أميركا الكونغرس اذا وجّهت كوريا الشمالية ضربة لحليفتها كوريا الجنوبية؟ ويقولون: ان شاء الله تنجح صفقة "الكيماوي"؟
حرب أوباما على سوريا.. لخدمة إسرائيل
بقلم: سلامة العكور عن الرأي الأردنية
لقد سئم الشعب الامريكي الذي خاضت بلاده حربين ضد العراق وحربا في افغانستان وحربا في ليبيا.. وكلفته هذه الحروب أثمانا باهظة في الأرواح والمعدات والاموال وعلى النحو الذي دمر الاقتصاد الامريكي أو كاد..مناهضة اوباما لهذه الحروب كانت سببا مباشرا مهما في انتخابه رئيسا لبلاده.. وخطاباته في القاهرة وفي اسطنبول التي ظهر فيها مناهضا قويا للحروب، كانت سببا في منحه جائزة نوبل للسلام.
الرئيس اوباما ووزير خارجيته جون كيري في حملتهما لحشد مؤيدين لضرب سوريا يزعمان أنهما يريدان معاقبة بشار الاسد..فهل قصف دمشق وغيرها من المدن السورية سينال من بشار الاسد واركان حكومته ؟.. أم أن القذائف الصاروخية المنطلقة من الجو او من البحر او البر لن تقتل سوى ابناء الشعب السوري واطفاله وشيوخه وحرائره الذين تتباكى عليهم واشنطن والعواصم الاوروبية وعواصم اقليمية معروفة.. وسؤال آخر يفرض نفسه بقوة: كيف نفهم أو نصدق ان ادارة اوباما تحارب المنظمات الارهابية في حين انها في ضربها لسوريا تتيح لهذه المنظمات إشاعة الفوضى والاضطرابات داخل سوريا.. ولربما تحصل على اسلحة كيمياوية تهدد سوريا ودول المنطقة وغيرها ؟
لقد حذر الرئيس الروسي بوتين واشنطن من مغبة احتمال قصفها مفاعلات نووية او مخازن لاسلحة كيميائية.. وعواقب ذلك لا تخفى على أحد.. وإليكم التالي: بعد أن فشل اوباما في استقطاب موقف اوروبي موحد يؤيد توجيه ضربة عسكرية لسوريا، عاد ليناشد الشعب الامريكي وأعضاء مجلسي الشيوخ والنواب تأييد ضرب سوريا.. وذلك لأنه في استطلاع للرأي تبين أن 19% من الشعب الامريكي يؤيدون ضرب سوريا.. و56% يعارضون ضرب سوريا.. وفي مجلس الشيوخ فإن 25 عضوا فقط يؤيدون الضربة و19 عضوا يعارضون والباقون لم يحسموا موقفهم بعد.. أما في مجلس النواب فان 14 عضوا يؤيدون الضربة و119 عضوا يعارضونها..وحتى التظاهرات أمام البيت الابيض هتفت مخاطبة اوباما بشعارات مثل «ارفع يدك عن سوريا».. والمؤسف جدا أنه في ان الشعب الامريكي وشعوب اوروبا تتظاهر ضد الحرب على سوريا، فإن دولا عربية تقرع طبول الحرب وتمارس ضغوطا على الرئيس اوباما لضرب سوريا !!
والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة هو: هل يتورط اوباما فعلا في هكذا حرب ملعونة متجاوزا شعبه وشعوب الدول الحليفة اولا، ومتجاوزا الشرعية الدولية ممثلة بمجلس الأمن الدولي ثانيا؟.. ثم هل سيقف نظام الاسد وحلفاؤه مثل ايران وحزب الله اللبناني ولربما روسيا ايضا مكتوفي الأيدي في مواجهة الضربات الامريكية؟
إن على الرئيس اوباما أن يحذر من التورط في حرب لا يستطيع تطويق حدودها ولا نوعية الاسلحة التي قد تستخدم فيها ولا الاطراف الاقليمية المرشحة للمشاركة فيها..وهي حرب ستكون مكلفة جدا لبلاده عسكريا وسياسيا واخلاقيا..وانتصار بلاده فيها ليس مضمونا..والرابح الاكبر فيها اسرائيل..وجميع الحروب الامريكية في المنطقة كانت ولا تزال من أجل اسرائيل..
وهل بقي للعروبة هوية؟!
بقلم: عادل فهد الطخيم عن القبس الكويتية
تاريخ الأمة مضمخ بالمآسي.. وما زلنا تحاك حولنا المؤامرات، ونحن في تنافس بين جهلنا وخبث إسرائيل.. وأميركا تضبط الإيقاع!
في ليلة معركة حطين التي انتصر فيها المسلمون ذهب صلاح الدين الأيوبي يتفقد خيام الجنود وأحوالهم، فوجد جميع أهل الخيام بين ساجد وقائم وقارئ، إلا خيمة واحدة كان أهلها نياماً، فقال لمن معه: من مثل هذه الخيمة سنؤتى! أي من مثل هذه الخيمة سنُهزم. وأمر بتسريح من فيها.
واليوم يبدو جلياً أن هذه الأمة قد غرقت في سُبات من الخنوع فقدت فيه هويتها بين مرتهن لتلك القوة او مرتمٍ تحت اقدام اخرى، ويسيرون خلفهم ويأتمرون بأوامرهم. مفجع ومحزن ما آلت إليه حال هذه الامة، ونكاد نفقد فيها القدرة على ان نبكي ونرثي حال خير امة اخرجت للناس، تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر، بعد ان غدت تفعل المنكر من دون خجل، وتصنع المعروف مع غير اهله، امة بلا هوية ولا طعم ولا رائحة سوى رائحة الذل والخذلان من كل لقاء او اجتماع او قمة!
اليوم، هناك عدوان غربي - عربي ضد سوريا لغايات في نفوس يعاقيبها (جمع يعقوب)، والله وحده يعلم ما ستؤول إليه تداعياته، تحت ذريعة حماية المدنيين من اي هجوم كيماوي جديد، كالذي حدث، لعن الله فاعله، وتحدى فيه النظام اميركا ان تقدم الدليل للرأي العالمي، لا سيما ان أقمارها الاصطناعية تجوب الفضاء ليلاً ونهاراً. وتستقي أميركائيل وملحقاتها دليلها على مكالمات هاتفية تزعم انها لمسؤولين سوريين بعد المجزرة، اي انها تريد تفجير العالم وازهاق ارواح آلاف المدنيين الذين تزعم انها تتحرك لحمايتهم، على اساس مكالمات هاتفية سهلة التركيب. اننا لا نبرئ النظام في سوريا من القتل، ولكنه يقاتل اكثر من 60 ألف قاتل مأجور من اكثر من 29 دولة يقاتلون من الحواري والاحياء والمناطق المأهولة.
لم يعد خافياً الدور الاميركائيلي في غليان المنطقة الا على من غشيت بصيرته عن هذه الحقيقة، وهو ما إلا هدف مرحلي من كل هذه الفوضى التي تعصف بالعرب، وتم التحضير لها منذ حرب الخليج الاولى، ثم تهيئة الظروف لحرب خليج ثانية، تقوم على انقاض حرب الخليج الاولى، كما دعا بريجنسكي، مستشار الامن القومي الاميركي عام 1980 ومؤسس «تنظيم القاعدة» وصاحب فكرة «مخطط برنارد لويس» لتفتيت العرب واعادة احتلالهم، وتم توريط بعض العرب فيه لتنفيذ اهم مراحله بإسقاط بعضهم بعضاً ببسالة ونخوة، فاقوا فيها ملوك الطوائف بالاندلس.
ووفقاً للمخطط تم التمهيد لغزو الكويت ثم تحريرها وصفقنا لهم، ثم افغانستان ثم غزو العراق وتدمير جيشه واسقطوا الطاغي صدام الذي صنعوه كما اسقطوا الشاه والسادات، ثم اخراج سوريا من لبنان بتدبير اغتيال الحريري عام 2005، ثم الحرب على لبنان في 2006، معلنين البدء بمشروع الفوضى الخلاقة الذي بشرت به الفاتنة كونداليسا رايس، والذي احبط بهزيمة اسرائيل امام «حزب الله»، فلجأوا الى اشعال نار الفتنة الطائفية والمذهبية بين السنّة والشيعة وتسعيرها عبر اعلام عربي مدسوس ومجموعات اصولية كرأس حربة، فأطاحوا بتونس ثم ليبيا ثم مصر، ولكنهم فشلوا في سوريا قبل ان تنهض مصر وتتخلص من قبضتهم، فكان لا بد من خلط الامور، فاستعانوا بهذا ضد ذاك، وبأولئك ضد هؤلاء وجلسوا في المقعد الخلفي يديرون ويراقبون ويتدخلون حيث تتطلب مصلحتهم.
تزعم اميركائيل، نبلاء العالم وملائكة الله في ارضه، ان اساطيلهم وصواريخهم هي لتدمير القدرات الكيماوية لنظام الرئيس بشار الأسد وردعه من ايذاء المدنيين الذين لم يكترثوا لهم طيلة 900 يوم، ولو بفرقاطة واحدة، ولن يكترثوا لمن بعدهم بقصف صواريخهم. لقد كذبتم في افغانستان وكذبتم في العراق وتكذبون اليوم في سوريا، وتذرفون الدموع على اطفالها ولم تذرف عيونكم على اطفال غزة ولبنان حين كانت إسرائيل تمزق أجسادهم وتحيلهم أشلاء بالقنابل الفوسفورية المحرّمة!
لا عتب عليكم يا نبلاء العالم، فنحن نعلم خبث اطماعكم منذ التاريخ، ولكن الحيف والاسى على من ارتهنوا انفسهم لكم وكأنكم اساس شرعيتهم وضمانها لا شعوبهم.. والله المستعان.
***
• على الهامش:
يقول مجرم التاريخ موشى ديان «إن العرب لا يقرأون، وإذا قرأوا لا يفهمون، وإذا فهموا لا يستوعبون، وإذا استوعبوا لا يطبّقون، وإذا طبّقوا لا يأخذون حذرهم».
ماذا بعد سورية؟
بقلم: مريم أبو ادريس عن الوسط البحرينية
تسير الأحداث بوتيرة متسارعة، العالم يمسك قلبه خشية ما سيحدث بعد تنفيذ الضربة العسكرية ضد سورية في ظل التحذيرات والتهديدات المتعاظمة من الدول الداعمة والمتحالفة مع سورية. حتّى اللحظة يهول البعض ما سيحدث، ويهوّن آخرون نتائج ذلك، متجاوزين عن وقوع الضربة العسكرية أم لا فإن تداعيات الحدث السوري على المنطقة يمتد لما هو أعمق من ذلك.
وهو أمرٌ ستواجهه دول العالم دون استثناء بعد انتهاء الأزمة السورية تحديداً، فالحديث هنا ليس عن التداعيات الأمنية بجميع جوانبها والاستعداد لكل الاحتمالات الطارئة التي قد تقع في حال التنفيذ، بل عن أولئك المقاتلين الذين سيعودون إلى بلدانهم حال انتهاء الوضع السوري وانتفاء الحاجة لوجودهم في صفوف الجيش الحر أو جبهة النصرة اللتين تقاتلان النظام في سورية بعد أن تضع الحرب أوزارها، ويصبح لزاماً عليهم العودة لاستئناف حياتهم في مرحلة ما بعد سورية، هذا في حال لم يقضوا نحبهم هناك خصوصاً مع توقعات بتوجيه ضربات للنظام السوري والتنظيمات الاسلامية المتطرفة المتدفقة لسورية على حدٍ سواء.
إنَّ خطورة الوضع تكمن في تكرار سيناريو مجاهدي الشيشان وأعضاء تنظيم القاعدة في أفغانستان الذين عادوا بعد انتهاء مهمتهم وصقل قدراتهم لإعدادهم كمقاتلين على الأرض بفنون قتالية عالية في أفغانستان بالأمس، وفي سورية اليوم تحت لواء جبهة النصرة، وهي امتداد لتنظيم القاعدة التي تعتبر الأشرس ممن يقاوم ضد النظام السوري الآن.
لقد فتح إعلان الجهاد في سورية من بعض شيوخ الدين الباب لتدفق الشباب من كل بقاع العالم للقتال في سورية، التي لا يمكن اعتبارها بالنسبة لهذه الجماعات أكثر من مصيدة يتم فيها القضاء عليهم دفعةً واحدة، مرةً بيد النظام نفسه وأخرى بضربات التحالف الدولي.
السؤال الذي يفرض نفسه، كيف تسمح الدولة بتدفق مواطنيها لمحاربة نظام دولة أخرى، أيحقُّ لنا ما لا يحق لغيرنا؟ ألا يُعتبر التغاضي عن توجّه المواطنين من نواب وشباب ورجال دين بصفة شخصية غير رسمية إلى سورية للقتال شخصياً أو جمع أموال تحت مسمى تجهيز غازي أو تسليم تلك الأموال للجهات المختلفة التي تقاتل هناك، تدخلاً سافراً في شئون دولة أخرى؟ ورغم دعوة وزير الداخلية في مايو/ أيار الماضي الشباب للابتعاد عن الدخول في الصراعات الإقليمية والدولية، والتأكيد على أن دعم حق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه، يكون في إطار جهود المجتمع الدولي والقرارات الدولية، محذراً من «الانسياق وراء الجماعات العنيفة والمتطرفة»، وقد جاء هذا التصريح عقب الإعلان عن مقتل الشاب البحريني عبدالرحمن الحمد (19 عاماً) في سورية، وقبل أيام أُعلن عن مقتل شاب آخر هو إبراهيم (22 عاماً) نجل الأمين العام لحركة العدالة محي الدين خان ما يترك الأسئلة ملحةً حول عدد الشباب البحرينيين المتواجدين حالياً للقتال في سورية، وما هي الإجراءات التي تقوم بها الدولة لمنع انزلاقهم في فخّ الموت المجاني هناك، وربما عودتهم بأفكار متطرفة وعنيفة قد يدفع المجتمع ثمنها بالغد.
في السياق ذاته، أبدى مسئولون في الدول الغربية قلقهم من خطر سفر مواطنيهم للقتال في سورية والعودة في يوم ما لشنّ هجمات على أراضي تلك الدول، معتبرين أنها مسألة أمن قومي. وكذلك عليه أن يكون الأمر لدينا، إذ تسير الأوضاع على وجهٍ غير مطمئن مع تزايد التطرّف الديني والتكفير والإقصاء الممارس من بعض الجهات والتنظيمات الإسلامية المتشدّدة، ناهيك عن ممارسة القتل باسم الله وفق الهوية وفي ظلّ محاكم الضمير المنصوبة علناً في الشوارع بين الشام والعراق تحديداً.
مصر: الدولة تنهار والمجتمع يضيع
بقلم: سهيل الخالدي عن الشروق الجزائرية
دون ريب أن الذي يجري في مصر خطير، فلم يعد مقبولا بعد شهرين من الخروج المتواصل للناس ضد الجنرال السيسي وعدم استطاعته السيطرة على ميادين مصر فضلا عن نجوعها وكفورها؛ أن نعتبر هدا الحراك هو مغالبة بين خصمين أو متنافسين سياسيين لها ضوابط سياسية وأخلاقية، ذلك أن هذه المدة من عدم قدرة الدولة التي يمسكها الجيش إنفاذ أوامرها على الناس أفرزت إضافة إلى هذا العجز البين للقوة المسلحة على إخافة الناس؛ مايأتي:
1 - بداية انهيار الدولة المصرية لأول مرة في التاريخ وعلامات ذلك:
- أ - الجنرال السيسي الذي لم يخض أي حرب في تاريخه العسكري، وحصل على رتبته بالأقدمية ولدراسته في المعاهد العسكرية الأمريكية، يفشل حتى في فرض النظام العام، مما يوحي بأن الجنرال وجيشه في حالة عجز شامل.
وأن هذه الرتب العسكرية مصطلحات لامضمون لها كما هو الحال عند معظم كل جنرالات الجيوش العربية الفاشلة داخليا وخارجيا.
- ب - انهيار القضاء المصري الذي انكشفت جميع عوراته ولم يعد يصلح للتفاخر والتباهي حتى أمام الدول العربية التي ينعدم فيها القضاء الحر والمستقل، فالقضاء المصري في حوزته رئيسان سابقان لمصر لم يستطع أن يقول في حق منهما أية كلمة مقنعة، مما يعني أنه مرتهن بالكامل للسياسة.
- ج - الإعلام المصري الذي عطل الجيش الرأي الآخر منه بهجمة شرسة على المؤسسات الإعلامية والإعلاميين، وأطلق لسان مجموعة من الجهلة في إعلامه لم يستطيعوا الدفاع عنه، فكانوا دببة يصادقون الجيش، فخسر هذا الجيش صوته وعقله كنتيجة حتمية لصداقة الدب، فبعض هؤلاء الجهلة تحدثوا عن أشخاص قالوا عنهم أنهم أحفاد سيد قطب وأعطوا رأيهم في الإخوان المسلمين المتوافق مع رأي نظام السيسي الذي تحت التأسيس، بينما يعرف القاصي والداني أن زعيم اإأخوان المسلمين الذي أعدمه جمال عبد الناصر في ستينيات القرن الماضي لم يكن له أولاد فضلا عن أن يكون له أحفاد. إضافة إلى اعتماد النظام على ساقطات وساقطي شارع الهرم للدفاع عن خطابه السياسي.
- د - تداعي الاقتصاد المصري على مختلف المستويات حتى السياحة التي قيل أن مرسي وجماعته الإسلامية - الإخونجية - تقاومها، انهارت والبورصة انهارت والشركات الدولية انسحبت ولم تفد حقن الإنعاش الضخمة والسريعة القادمة من الخليج في إنقاذ هذا الاقتصاد والسبب واضح، فالناس التي تنتج هي الآن في الشارع تتظاهر.. وبالتالي فإن الحقن لاتفيد سوى في دفع رواتب جيش لم يستطع أن يسيطر عليهم طوال الشهرين الماضيين.
- وهنا نسأل إذا كان الاقتصاد والقضاء والإعلام والجيش عماد أية دولة معاصرة، فماذا يبقى من الدولة المصرية وهذا هو حال عمادها!؟
2 - بداية انهيار واسع في المجتمع المصري وعلامات ذلك تظهر في:
أ - تمترس ديني واضح لقيادات الكنيسة القبطية يجر معه تمترسا للمسيحيين في خندق قومي ديني ضد المسلمين.
ب - فقد الأزهر مصداقيته لدى غالبية الشعب المصري السني المسلم، وهي عودة واضحة للمؤسسة الدينية الفرعونية التي كانت تطلب من الناس أن يكونوا على دين الفرعون التي يأمرها الفرعون بان تكون على دينه.
ج - انفصال يكاد يكون واضحا بين فلاحي وصعايدة مصر عن الدولة. فلم يتمكن الإعلام الموالي من حشد قواه في هذه المناطق التي بدأت تشهد مؤشرات لعمليات عسكرية أو شبه عسكرية ضد المؤسسة الأمنية العسكرية، وليس بالضرورة أن تكون تابعة لجماعة الإخوان، ففي مصر الملفات مفتوحة والفرص مواتية لكل من يرغب في تحقيق طموحات سياسية أو اقتصادية أو حتى شخصية.
د - وإذا كانت النكتة السياسية هي إحدى الوسائل الأقوى في المجتمع المصري للتعبير عن الراهن، فإن النكات المتداولة في مصر الآن هي نكات يقولها الجميع ضد الجميع ليضحك الجميع على الجميع.. أي أن انكسارا في حرمة العائلة والمرأة والدين والطائفة؛ بدأ في الاستقواء على منظومة القيم التقليدية التي كثيرا ما ادعت جماعة الإخوان أنها تحافظ عليها وتحتمي بها عبر تحالفاتها مع النظام العشائري التقليدي.. وهدا ما يعني أن جماعة الإخوان بدأت تخسر المجتمع الذي عاشت في بحوره ثمانين عاما كما يعيش السمك في الماء
وهنا مادام النظام يخسر الدولة وما دام أهل الدين يخسرون المجتمع، ألا يحق لنا أن نقول إن الدولة في مصر تنهار والمجتمع يضيع!؟
الإخوان والإرهاب
بقلم: محمد أبو الغار عن المصري اليوم
أعلنت جماعة الإخوان المسلمين عن شجبها لمحاولة اغتيال وزير الداخلية، وحقيقة الأمر أن جماعة الإخوان وعبر تاريخها الطويل منذ إنشائها عام 1928 كان لها الجهاز الخاص الذى قام بعمليات إرهابية من اغتيال شخصيات شهيرة نالت رؤساء جمهورية ورؤساء وزارة وكثيراً من المعارضين. وقد أعلنت الجماعة نبذ العنف فى أثناء حكم السادات ومبارك إلا أنها قد أفرزت جماعات مسلحة ومستقلة فى إدارتها وقامت بالعنف والقتل بأبشع صورة، وكان لكل منظمة اسم مختلف وقيادة خاصة، ولكن أثناء حكم الإخوان لهذه الفترة القصيرة ظهر أن العلاقات بين التنظيم الأم والإخوان وبين التنظيمات الإرهابية المسلحة علاقة وثيقة، فقد ثبت ذلك عند الإفراج عن جميع الإرهابيين الذين ارتكبوا جرائم وقتلوا مصريين وحكم عليهم بأحكام نهائية ولكن مرسى أصدر قراراً جمهورياً بعفو رئاسى شامل لهم.
لم يكن تعيين الإخوان لأحد قيادات الجماعة الإسلامية وأحد المتهمين باغتيال عشرات السياح فى الأقصر محافظاً للأقصر إلا ضمن إحدى مكافآت الإخوان المسلمين لتلاميذهم من الإرهابيين الذين نشأوا وتربوا فى حضنهم ثم خرجوا لتكوين جماعات إرهابية بمسميات مختلفة.
ثم حين ظهر رئيس الجمهورية السابق فى استاد القاهرة وبجانبه قادة الإرهاب فى الجماعات المختلفة، والذين تلطخت أيديهم بدماء المصريين، وكان الجميع فى سعادة بالغة يمسكون أيديهم فى أيدى بعض ويرفعونها مع الرئيس فى الهواء يعلنون وحدة المجموعة المؤسسة للإرهاب من القتلة والسفاحين. نعم إن هناك أعضاء كثيرين من الإخوان من الذين نراهم قد نبذوا العنف أو لم يشاركوا فيه، ولكن ذلك يؤكد أن هناك جماعات إرهابية منبثقة عن الإخوان قد غطت ربوع مصر وخاصة الصعيد وقامت بإرهاب الجميع وخاصة الأقباط الذين عانوا الكثير من الظلم والقهر وكانت حكومة مرسى تغض الطرف عن ذلك وربما لا تخفى سعادتها بما يحدث.
وعندى اعتقاد راسخ بأن الجماعة نفسها بعد ثورة يناير أعادت تكوين الميليشيات وأعادت معسكرات الجوالة وتدريب الشباب على الأعمال القتالية واستخدام السلاح، وقد ظهر تأثير ذلك واضحاً بعد عزل مرسى. لو كان المعتصمون فى رابعة غير مسلحين ولو كان قناصة الإخوان لم يبدأوا بإطلاق النار على رجال الشرطة وقتلهم لما سقط هذا العدد من الضحايا من الجانبين. إن تسليح رابعة كان عملاً إرهابياً واضحاً وكان السبب الرئيسى فى زيادة حجم القتلى.
ما حدث فى مظاهرات إخوانية فى أحياء القاهرة وغيرها من المدن من ضرب رصاص وخرطوش وقتل الشباب فى المنيل وفى بين السرايات بالسلاح الحى دليل واضح على وجود ميليشيات.
إن المسلحين فى منطقة قناة السويس الذين يهاجمون القوات المسلحة ويحاولون ضرب السفن فى القناة هم أبناء الإخوان البررة الذين يزاولون العنف من داخلها أو خرجوا منها لتكوين منظمة مستقلة ولكنهم روحياً وعاطفياً وربما تنظيمياً تابعون لها.
أعلم أن العمليات الإرهابية فى سيناء تقوم بها الجهادية السلفية والمرتبطة بإرهابيين من اليمن والصومال وباكستان وبعض البلاد العربية، بالإضافة إلى المصريين.. هذه القوى الإرهابية تلقت من التسهيلات والمساعدات ما ساعدها على مد جذورها فى شمال سيناء. وإعلان البلتاجى أن عودة مرسى سوف تعنى توقف الإرهاب فى سيناء هو دليل قوى على الصلة الوثيقة بين الجماعة وبين التنظيم الجهادى.
ثم نأتى إلى حماس، التنظيم الإسلامى الذى يعتبره الإخوان فرعاً لهم وأحد أبنائهم وسوف يكون أحد أركان الخلافة الاسلامية بقيادة المرشد العام، هل يعقل أن تسمح أى دولة بوجود مئات الأنفاق على حدودها يعبرها المسلحون والأسلحة؟ هذا أمر مستحيل، وقد ساعد الإخوان فى تسهيل العمليات الإرهابية والسماح بزيادة الأنفاق التى تسمح بمرور لوريات ومجهزة بقضبان سكك حديدية.
بعد كل ذلك.. كيف أقول إن الإخوان غير ضالعين فى الإرهاب. نعم لم يقتلوا بأيديهم لعدة سنوات ولكن أذنابهم وتلاميذهم وخلاياهم النائمة قامت بالواجب عند اللزوم.
التنظيمات السياسية السرية بطبيعتها مثل الإخوان المسلمين لا يعلم أعضاؤها بما يحدث داخلها، وبالتأكيد أغلبية أعضاء الإخوان أيديهم ليست ملوثة بالدماء بطريقة مباشرة، وأكاد أجزم أن بعض قياداتهم لا تعرف أن هناك ميليشيات وأن هناك أسلحة مكدسة، وأن هناك علاقة ما بين الجماعات الإرهابية التى انبثقت عن الجماعة الأم، وتاريخ الإخوان أثبت أن الهضيبى المرشد نفسه لم يكن يعلم عن العمليات الإرهابية التى يقوم بها جهاز سرى مسلح بقيادة السندى. فى تقديرى أن جماعة الإخوان ما زالت كما كانت جماعة زمان لها جناح إرهابى مسلح لا يعلم تفاصيله إلا قلة صغيرة وهى التى تعرف وتنسق العلاقة مع مجموعة إرهابية خرجت من عباءة الإخوان وزاولت وما زالت تزاول الإرهاب.
الإرهاب المسلح باسم الدين ظاهرة كارثية يجب أن يقف الشعب بأجمعه لمساندة الدولة فى القضاء عليه، وفى المقدمة يجب أن تقف جميع الأحزاب التى سوف تكون السند الأساسى على المدى الطويل فى الدفاع عن مصر.