Haneen
2013-12-08, 01:31 PM
اقلام عربي 531
27/10/2013
في هذا الملــــف:
نوافذ .. للقدس سلام
عاصم الشيدي – عمان العمانية
بديل الإخوان
عمرو الشوبكي (http://www.almasryalyoum.com/staff/%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%88%D8%A8 %D9%83%D9%8A)- المصري اليوم
تسريبات وأزمات المصالحة
عمرو خفاجى –الشروق المصرية
أول التقسيم برقة
مفتاح شعيب-الخليج الإماراتية
قضايا أمام القمة المغربية - الأميركية
محمد الأشهب- الحياة اللندنية
بدلاً من إطفاء حرائق أفريقيا.. إشعال آسيا!
د. عبدالله المدني (http://www.alittihad.ae/wajhatauthor.php?AuthorID=237&id=75424)
خطة التخلص من حزب الله و«القاعدة»!
عبدالرحن الراشد- الشرق الأوسط
نوافذ .. للقدس سلام
عاصم الشيدي – عمان العمانية
كنت أسير في هضبة درويش بعد ان عبرت باب الساهرة، أحد أبواب القدس السبعة، عندما انتبهت أنني لا أسمع صوت فيروز يخرج من الدكاكين القديمة التي بقيت من فلسطين. التفت يمينا ويسارا وحاولت أن أسيخ السمع رغم أنني متشوق لدخول الحرم المقدسي.. لا صوت يأتي ولو خافتا لفيروز وهي تنشد “زهرة المدائن”.. وأنا ذاهب للصلاة، وعيوني ترحل إلى هذه المدينة منذ سنوات وكذلك أشواقي قبل أن أكتشف أنني أسير في طرقاتها وأحث المسير نحو أقصاها.
ثمة حزن كبير في الوجوه، ثمة ألم مختزل، وثمة جراح لا تندمل، ولكن ثمة صمود لا يمكن أن يتخطاه متأمل في هذه الوجوه الشاحبة.. وثمة سلام يتأبطه كل مقدسي وكل فلسطيني وهو يسير في هذه الدهاليز الضيقة إلا من فسحة قلوب أهلها.. وهذه مفارقة غريبة جدا، رغم كل سنوات الاحتلال والقتل والتهجر والذل لكن الفلسطيني يتحدث دائما عن ثنائية الصمود.. والسلام.
حاولت أن أستحضر فيروز وهي تنشد “يا ليلة الإسراء، يا درب من مروا الى السماء،
عيوننا اليك ترحل كل يوم، وانني اصلي”. هذه الهضبات لا تنتهي، وكل هضبة تقودنا إلى هضبة، من هضبة درويش إلى هضبة الشيخ حسن.. وبين الهضبة والهضبة ثمة أمواج من البشر الذاهبون للصلاة.. فجأة بدت قبة الصخرة، صامدة في شموخ، لا تختلف عن صمود الفلسطينيين، ولا أعرف حتى الآن أيهم يستمد صموده من الآخر. ورغم جلال اللحظة وقداستها إلا أنني كنت أحاول أن أستحضر التاريخ وأحداثه الجسام التي مرت من هنا، وسارت في هذه الشوارع، وعبرت هذه الهضاب والدهاليز والأبواب، حاولت أن أستذكر كل الانتصارات والانكسارات، الهزائم والخيبات، النكسات والخيانات، الآلام والأحلام، كلها مرت من هنا، وكلها مختزلة في الوجوه من أكبر شيخ معمر هنا إلى أصغر طفل جعلته الظروف يكون اكثر وعيا، لكنه أكثر بعدا عن طفولته. كل تلك التفاصيل والثنائيات يمكن أن تجدها تسير إلى جوارك وأنت تمشي في باحات الأقصى الشريف.. لكن ما يمشي بجوارك أيضا إنسان مقدسي لا يمكن إلا ان تصفه بالصمود والإيمان بالقضية وأنها ستنتصر في يوم من الأيام. والتاريخ يقول أن عمر الظلم والاحتلال قصير وإن طال.
في باحة قبة الصخرة كنت أحاول أن استمع إلى الصوت الآتي من البعيد هل هو صوت فيروز التي تقر باستشهاد السلام في وطن السلام أم هو صليل سيوف صلاح الدين الأيوبي أتت فاتحة من جديد.. وربما كانت قادمة الآن من الشارع الذي مازال يحمل اسمه ويمتد مقابل باب الساهرة رغم أنف الغاصبين. لكن عندما التفت يمينا ورأيت جنود الاحتلال يمرون ببنادقهم بهدوء بين باب القطانين وباب المغاربة وما بينهما وما حولهما تيقنت أن الصوت صوت فيروز وأن لا صوت هنا يعلو على صوتها رغم الغياب: “وسقط العدل على المداخل، حين هوت مدينة القدس، تراجع الحب، وفى قلب الدنيا استوطن الحرب”.
لكن لا غضب آت أبدا، لا غضب ساطع أبدا، وكل هذه الطرقات للمحتل، وأقفلت أبواب المدينة يا فيروز، اقفل باب المغاربة، وأقفل غيره وهدمت حارتهم وتحولت إلى حائط مبكى.
لا أثق بالنبوءات ولكن أثق في أن هذا الصمود الذي لم أذهب إلى مكان إلا سمعته، من أكبر رجل في السلطة الوطنية إلى السياسيين والمثقفين، وإلى أمهات الشهداء والأسرى أنه سيثمر في يوم من الأيام، وأثق كذلك في حكاية التاريخ التي تثبت أن لا ظلم يدوم ولا احتلال وكما قال أبو عمار “أحنا وراهم والزمن طويل”. ولذلك ثقي يا فيروز أنك ستصلي، كنت أحسب أننا نمارس الحلم أكثر من الحقيقة ولكن بعد أن سمعت ورأيت الناس هنا يتنفسون الصمود، ويشربونه مع حليب أمهاتهم أيقنت أنك ستصلي يا فيروز وسيصلي المسلمون في المسجد الأقصى فاتحين بإذن الله، وسيصلي المسيح في “قيامتهم” جوارا بجوار. وشعب الجبارين كما وصفه الشهيد ياسر عرفات قادر أن يعيد بهاء القدس وسيغسل نهر الأردن في يوم من الأيام آثار القدم الهمجية. “وبأيدينا للقدس سلام للقدس سلام”.
بديل الإخوان
عمرو الشوبكي (http://www.almasryalyoum.com/staff/%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%88%D8%A8 %D9%83%D9%8A)- المصري اليوم
منذ عزل الرئيس محمد مرسى، فى 3 يوليو الماضى، عقب انتفاضة شعبية واسعة، مازال كثير من المصريين لا يجد بديلا سياسيا لحكم الإخوان، ومازالت حالة الفراغ الكبير فى الحياة السياسية مخيمة على الجميع وتقلق الكثيرين.
فبلا شك هناك مشاكل كثيرة فى أداء الحكومة، بعضها يتحمله رئيسها، وبعضها الآخر يتحمله الإخوان، وبعضها الثالث عابر للأحزاب والأفكار، لأنه يتعلق بمشاكل مصر التى تبدو مستعصية على أى حل مهما كان توجه الحكومة.
والحقيقة أن إجماع غالبية المجتمع المصرى على رفض حكم الإخوان وحالة التضامن الهائل مع الدولة عنت فى الحقيقة اتفاقها على المبدأ فى رفض الوضع السابق، ووضعت على خلاف 25 يناير خريطة طريق واضحة لإدارة المرحلة الانتقالية بعد 30 يونيو، لكن ظلت المشكلة فى غياب المشروع السياسى القادر على إقناع الناس بوجود بديل لحكم الإخوان.
لقد سقط نظام الإخوان لأن الناس نظروا إليهم كأنهم طائفة من خارج المجتمع، لكنهم لم يجدوا نخبة حاكمة تتحدث معهم فى أى قضية، فالرئيس، بحكم وضعيته الانتقالية، يتحدث فى المناسبات والأعياد القومية، ووزير الدفاع يؤثر فى الناس، لكن عليه أكثر من قيد (مشروع) أهمها أنه وزير دفاع وليس رئيس حكومة ولا مرشحا فى انتخابات، أما رئيس الحكومة، فرغم كفاءته وتاريخه المهنى المشرف، فإنه لم يلتفت إلى أن هناك قطاعا واسعا من المصريين انتظر منه أداء أفضل وشرحا لطبيعة المشاكل والصعوبات التى تواجهها البلاد.
سقوط الإخوان كان بانتفاضة شعب ودعم دولة، لكن ما بعد الإخوان من الصعب استمراره بنفس الطريقة القديمة: أحزاب مفككة ودولة تقاوم هجمات الإخوان بالطريقة القديمة، ومن المستحيل أن تحقق نجاحا حاسما فى معركتها دون حضور السياسة.
إن رفض قطاع واسع من الشعب المصرى جماعة الإخوان لم يعن أن أوضاعهم الاجتماعية تحسنت (رغم أنها سياسيا تحسنت دون شك)، لأن التخلص من حكم الإخوان عنى، بشكل ما، العودة إلى الأوضاع القديمة قبل 25 يناير، حتى لو كان هامش الديمقراطية والمشاركة السياسية أوسع بكثير.
إن الدولة التى تخوض حربا حقيقية ضد الإرهاب وتواجه ممارسات الجماعة فى الشوارع والميادين، لم يحدث فيها أى تغيير، فنفس الهيئات البيروقراطية التى لم تتغير منذ مبارك هى التى تدافع عن المسار الجديد فى الداخل والخارج، ونفس الإعلام الرسمى بمشاكله التى لم تحل هو الذى يخوض الحرب الإعلامية دفاعا عن النظام الجديد، ونفس الأجهزة الأمنية بطريقتها القديمة هى التى تواجه الانفلات الأمنى والإرهاب والتظاهر غير السلمى.
مصر لم يصلح فيها شىء، بل ربما عادت أوضاعها إلى الوراء، ضعفت فيها الدولة ولم يقو المجتمع ولا الأحزاب وتلك أخطر مشكلة يمكن أن يواجهها مجتمع من المجتمعات، هى أن يكون تفكيك القديم لصالح الفوضى والفراغ. رجال الدولة يقولون إن الوضع ضاغط، ولا يمكن أن نقيم أى إصلاح فى هذه الظروف، لأن له ثمنا لا نقدر عليه، ورجال السياسة يقولون مستحيل أن تربح مصر معاركها والدولة تدار على الطريقة القديمة، حتى لو كانت هناك نوايا حسنة وحتى لو كان هناك تحسن فى بعض الجوانب، إلا أن ضعف الدولة وترهل أدائها وعجز السياسيين عن إصلاحها، ستجعل البديل لحكم الإخوان، عمليا، أمرا مؤجلا.
تسريبات وأزمات المصالحة
عمرو خفاجى –الشروق المصرية
عادت من جديد تسريبات بدء التفاوض بين الدولة وما يسمى بتحالف دعم الشرعية، وربما كانت التسريبات هذه المرة أوضح من المرات السابقة، حيث حددت أسماء المفاوضين، كما أشارت إلى لقاءات جرت بين مندوبى التحالف وأجهزة سيادية، ولا يمكن أن يكون كل ذلك من فراغ، بقدر أنه ليس بالضرورة أن يكون دقيقا وصحيحا بكامله، وما بينهما أن هناك رغبات، ربما متبادلة، للحوار من أجل تهدئة الأجواء القلقة الصاخبة التى تشهدها البلاد، أما الجديد هذه المرة فإن الأصوات المعارضة للحوار خفتت بدرجة أقرب للتلاشى، وهو أمر جيد على أية حال، ولا يبقى سوى أن تخفت الأصوات العصبية الصبيانية التى تتبنى فكرة الاستمرار فى المظاهرات العبثية للجماعة الإخوانية، باعتبار أن أى حوار هو خيانة للمعركة ووأد للمقاومة، وهو كلام أقل ما يوصف بأنه كلام لا يرقى إلى أى مستوى من مستويات المسئولية، فضلا عن انه غير صحيح، سواء على مستوى المعلومات أو على مستوى الموقف السياسى، لكن فى نهاية الأمر كل ذلك يمثل مدخلا آمنا للحوار، ولا يتبقى سوى إخلاص النوايا حتى تتحقق النتائج على الأرض، وتستريح البلاد من هذا الضجيج الكاذب قليلا.
أعرف جيدا، وأتفهم موقف الغالبية الشعبية الرافضة لفكرة المصالحة، خاصة أن الجماعة، قائد التحالف، تعلن يوما بعد آخر كراهيتها لهذا الشعب، والرغبة فى إفساد حياته، أو على الأقل هذا ما يعتقده الغالبية، المشكلة بالطبع ليست فى هؤلاء، إنما فى النخب المختلفة التى تتبنى خطاب رفض المصالحة، على أساس أن الجماعة إرهابية وتمارس الإرهاب ولا يمكن التصالح مع إرهابى، وربما يكون كل ذلك كقاعدة عامة متفق عليه، لكن هل الكافة ممن نطلق عليهم جماعات الإسلام السياسى يمكن وصفهم بالإرهاب؟ هنا بالضبط تكمن المشكلة وتظهر الأزمة، فهذا ليس صحيحا على إطلاقه، ولا يمكن نسبة الأعمال الإرهابية، ببساطة لجماعة الإخوان والمتحالفين معها، حتى لو كانت هناك أصوات من بين أصوات التحالف تدافع عن هذه العمليات، فهذا لا يعنى بالمرة أن الجماعة متورطة فى ذلك، والفرز هنا يصبح ضرورة، خاصة أن كل من وجهت إليهم اتهامات العنف، هم بالأساس خارج إطار المصالحة، ولا يستطيع أحد التدخل فى شئون القضاء، لكننا جميعا مطالبين بالتدخل فى شئون السياسة وإعلاء قدرها ومحاولة استخدامها كوسيلة أساسية فى حل ما نحن فيه.
الغريب فى معسكر الساسة، أنهم يميلون للحل الأمنى، ولا يطالبون بالحلول السياسية، وكأنهم لا يرغبون فى ممارسة مهامهم الأساسية، وكأن المطلوب منهم الانسياق وراء الجماهير ببلاهة بدعوى أن «الشعب يريد»، وكأن ليس مطلوبا منهم قيادة الجماهير لما فيه صالح الأمة، وهذا ما نستغربه فى نخبنا التى عشقت فجأة الخصام الأبدى مع الجماعة، وهى تدرك أن ذلك لا يستقيم، فليس معنى أن الجماعة أخطأت، أو حتى أجرمت، أن تخرج من كل معادلات الوجود على أرضية الواقع السياسى، لأن الحلول الأمنية فى حد ذاتها، عادة ما تكون ضربة البداية من أجل بدء الحلول السياسية، ترك الأمور للقوة، فى أحسن الأحوال، لا يتجاوز كونه حلا مؤقتا، أما الحل الدائم النهائى لتلك المعضلة، فيتوزع بين تطبيق القانون، والدخول فى حوارات وطنية حقيقية، على الأقل مع القوى التى ترغب فى ذلك من تيارات الإسلام السياسى.
أول التقسيم برقة
مفتاح شعيب-الخليج الإماراتية
ليس أعجب من إعلان أنصار الفيدرالية في الشرق الليبي حكومة لإدارة إقليم برقة، إلا رد الفعل البارد الصادر من الحكومة المركزية في العاصمة طرابلس، فبعد مرور يوم من الإعلان لم يظهر أي موقف صارم لمواجهة هذا التطور باستثناء تصريح عرضي لرئيس البرلمان النوري أبوسهمين أكد فيه أن تشكيل حكومة في الإقليم الشرقي يعتبر عملاً خارجاً على الشرعية .
تصريح أبوسهمين قدم رأياً وشخّص الموقف السياسي الذي يتوجب اتخاذه إزاء ما صدر من مدينة اجدابيا، ولكنه في الواقع لم يغير شيئاً، فحكومة برقة المحلية بدأت فعلاً في تنفيذ ترتيبات عملها وشرعت ميليشياتها المسلحة في الانتشار حول المواقع الاستراتيجية وبينها حقول النفط ومصافيه استعداداً لعقد صفقات تصديره عنوة على حكومة علي زيدان . وإذا كان من أطرف الانتقادات التي وجهت إلى “حكومة برقة” خلوها من النساء، فإن غياب حقيبتي الداخلية والدفاع عن تشكيلتها المؤلفة من 24 حقيبة، فسره البعض على أنه رسالة طمأنة إلى السلطة في طرابلس بأن نية أنصار الفيدرالية في الإقليم الذي يضم نحو 60 بالمئة من ثروات النفط الليبي لا يعني الانفصال أو الاستقلال بالإقليم في الوقت الحالي على الأقل . ولكن هذه النية من المرجح أن تتغير وفق الظروف المتقلبة في البلاد الليبية، لا سيما أن عدوى الفدرلة لها أكثر من مبرر لانتشارها في أقاليم أخرى خاصة في الجنوب الصحراوي، حيث يحاول بعض أهالي فزان النسج على المنوال نفسه الرامي بلا مواربة إلى تقسيم البلاد على أسس جهوية وقبلية .
أغلبية معتبرة في الشارع الليبي، خاصة في طرابلس، رأت في الخطوة تجاوزاً خطيراً و”أمراً غير دستوري ولا قيمة له”، إلا أن تلك المواقف لا تستطيع أن تجبر أصحاب المشروع الفيدرالي على التراجع، طالما أن الدولة لا وجود لها ولا سلطة مادية أو معنوية لديها تستطيع أن تفرض بقوة الشرعية الحفاظ على سيادة البلاد ووحدتها، بينما يستغرق بعض النواب في البرلمان والمسؤولين الثانويين في إطلاق الأمنيات من قبيل أن إقليم برقة سيعود إلى حاضنة الدولة الأم وأن ما حصل هو “زوبعة في فنجان” .
واقع الحال يؤكد أن الأمر زوبعة حقيقية، وأي اعتبار غير ذلك أو تهوين من خطر بات مسلطاً على وحدة ليبيا ووحدة دول جوارها هو شطط وعمى عن مشاريع للتقسيم باتت تنفذ على الأرض . فإقليم برقة لم يعلن حكومته فجأة، بل إن ذلك كان منتظراً منذ أن أعلن أحمد الزبير السنوسي، ابن عم الملك الراحل ادريس السنوسي، العام الماضي عن هذا المشروع الفيدرالي . وهذا المشروع قابل للانتشار في مناطق أخرى، فهاهم بعض أهالي إقليم فزان الصحراوي بالجنوب ينشؤون مجلساً تشريعياً لإدارة إقليمهم، بعد أن تبنوا في وقت غير بعيد فكرة الفدرلة . وقد لا يمر وقت طويل حتى يعلن آخرون تطبيق الخطة نفسها، وعندها سيكون الحديث اللاحق عن “دول مستقلة”، وفي أحسن الأحوال عن دولة تتمزق وتنقسم كانت تسمى ليبيا .
قضايا أمام القمة المغربية - الأميركية
محمد الأشهب- الحياة اللندنية
ذهل وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول، يوم استقبله العاهل المغربي الملك محمد السادس في مراكش، وقال له: «كنت أتمنى لو تبدأ جولتك إلى المنطقة بزيارة القدس». كانت الأحداث ملتهبة في الشرق الأوسط. واحتفظ باول كما غيره من المسؤولين الأميركيين بمنطق المصارحة شبه الجارحة في كلام العاهل المغربي.
بعد أكثر من عقد يتوقع أميركيون ومغاربة أن تنطبع القمة التي ستجمع العاهل المغربي إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما الشهر المقبل في واشنطن بدرجة عالية من الصراحة. ليس أبعدها أن القمة تأتي في أعقاب أزمة طاولت علاقات البلدين الحليفين، على خلفية اقتراح أميركي لجهة توسيع صلاحيات بعثة «المينورسو» في الصحراء، كي تشمل رقابة أوضاع حقوق الإنسان، وعلى رغم التراجع الأميركي، فإن قضية الصحراء تظل حجر الزاوية في انشغالات الرباط محلياً وإقليمياً. وبعد أن كان الملك الراحل الحسن الثاني يريد من الغرب معاملة بلده كعضو في نادي الانتساب إلى المنظومة الغربية التي قال إن بلدانها تتصرف كأعضاء في نادٍ، وليس كقرار سياسي، خلال فترة الحرب الباردة، يرغب خلفه محمد السادس في حيازة دعم أكبر لخطة الحكم الذاتي، كونها تستند إلى معايير التدبير الديموقراطي لقضايا السكان.
وإذ يجتمع إلى الرئيس أوباما سيضع في الاعتبار الوصفة الأميركية التي دفعت في اتجاه قيام تعاون أشمل في محاور التحديات الأمنية في الساحل جنوب الصحراء والأزمة السورية، وجمود المفاوضات في الشرق الأوسط. وفي غضون ذلك يستند إلى «الهدية» الأميركية التي جعلت بلاده عضواً مراقباً في حلف «الناتو» واتساع حجم التعاون العسكري بين البلدين ومقتضيات اتفاق التجارة الحرة. إضافة إلى هاجس التوازنات الإقليمية. وكما لا تبدو الإدارة الأميركية في وارد فقدان صداقات دول عربية حليفة، فإنها مدعوة للإصغاء إلى الهواجس التي تهيمن على آفاق هذه العلاقات، وليس صدفة أن العاهل المغربي سيبدأ زيارته المرتقبة إلى واشنطن بعد زيارة خاصة لدولة. إذ يسود اعتقاد أن الرباط في ضوء شراكتها الإستراتيجية مع بلدان مجلس التعاون الخليجي ستحمل بعضاً مما يجول في الخواطر حول الوضع في المنطقة.
فالمغرب ظل ملتزماً دعم الموقف الإماراتي في قضية الجزر الثلاث. بل إنه قطع علاقاته الديبلوماسية مع طهران بسبب ما يعتبره تدخلاً في الشؤون الداخلية ومحاولات زعزعة استقرار دول عربية عدة. واستبق زيارته بإعلان صريح حول تفهم الموقف السعودي إزاء رفض عضوية مجلس الأمن الدولي. والأهم في الموقف المغربي أن الرباط سبق لها أن تحملت العام الماضي مسؤوليات في مجلس الأمن، وبذلك فهي أكثر إلماماً بالعوائق التي تحول دون اضطلاع المنتظم الدولي بما يعول عليه لفائدة ترسيخ أسس السلام والاستقرار.
لكن العاهل المغربي أعلن في آخر خطاب أن قضية الصحراء تواجه صعوبات وأن الأمر لم يحسم بعد. ما يضفي على مباحثاته المرتقبة مع المسؤولين في البيت الأبيض والكونغرس أبعاداً مهمة، لجهة امتزاج الرأي إزاء حظوظ الحل السياسي للنزاع الإقليمي الذي يراوح مكانه منذ حوالى أربعة عقود. ويفهم من زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري للمنطقة أن واشنطن ترغب في الإلمام بكافة حيثيات وخلفيات التوتر القائم، على ضوء المعطيات الجديدة. ومن ذلك أن الموفد الدولي كريستوفر روس سيكون عرض أمام مجلس الأمن تقريراً وافياً حول نتائج زيارته إلى المنطقة.
بيد أن أهم تطور حدث يكمن في الربط بين الأوضاع في الساحل واستمرار نزاع الصحراء. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى تسريع حل التوتر لقطع الطريق أمام الانفلات الأمني الذي يهدد المنطقة برمتها. فيما ذهب الديبلوماسي الأميركي روس إلى اعتبار انفراج العلاقات المغربية – الجزائرية مؤشراً إيجابياً، في حال حدوثه، لجهة تسريع الحل السياسي وتطبيع علاقات البلدين الجارين.
هي حزمة قضايا متشابكة ستكون محور القمة المغربية – الأميركية. ولا يبدو أن الرباط وواشنطن تلتفتان إلى الوراء في خلافات كادت تعكر أجواء التحالف التقليدي. وحين طرح العاهل المغربي فكرة إقامة حوار مغاربي – إفريقي يطاول بلدان الشمال الإفريقي والساحل، لم يكن يتوجه إلى الأوروبيين الذين زادت انشغالاتهم، بخاصة باريس حيال مخاطر الأوضاع الأمنية فحسب، بل كان يضع في الاعتبار أن الأميركيين دخلوا على الخط قبل سقوط شمال مالي في يد المتمردين والتنظيمات الإسلامية المتطرفة.
بهذا المعنى فإن الدعم الذي يتوخاه المغرب يزيد عن تثبيت ما يعتبره حقوقاً في إقليم الصحراء، نحو طرح مبادرة وفاقية تتخذ من صيغة الحكم الذاتي منطلقاً لمعاودة تفعيل الاتحاد المغاربي، وبناء محور جديد بين شمال إفريقيا وامتدادها الجنوبي. والراجح أن الفكرة التي قوبلت بدعم أوروبي لن تكون بعيدة من انشغالات واشنطن في إطار ترتيب المنطقة، إذ تذوب المسافات بين شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
بدلاً من إطفاء حرائق أفريقيا.. إشعال آسيا!
د. عبدالله المدني- الإتحاد الإماراتية
تسعى إدارة أوباما منذ توليها السلطة في واشنطن إلى تركيز بوصلتها على منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مستعدية الصين التي لها مصالح استراتيجية معروفة في هذا الجزء من العالم، ومستغلةً العداوات التاريخية بين الصين والهند من جهة، والصين واليابان من جهة أخرى، كي تلعب نيودلهي وطوكيو أدواراً لصالح أجندتها. غير أن واشنطن فؤجئت باندلاع حريق هائل في أفريقيا التي للصين فيها نفوذ ويد طولى. وهذا الحريق لا يتجسد فقط في الفوضى الجارية في ليبيا ما بعد القذافي، ولا في الأزمة السياسية التي تعيشها دولتان مجاورتان لليبيا، أي مصر وتونس واللتان لعبت إدارة أوباما دوراً خبيثاً فيهما قبل وبعد ما سُمي «الربيع العربي»، وإنما أيضاً في النشوة التي تلبّست المجاميع الجهادية المتطرفة في دول جنوب الصحراء وشرق أفريقيا، والتي كان من ثمارها حادثة استيلاء الجهاديين الصوماليين في أكتوبر على مجمّع تجاري مكتظ في وسط العاصمة الكينية، ناهيك عن تحركات الجهاديين والمتشددين في دول جنوب الصحراء، وما تقوم به جماعة «بوكو حرام» النيجيرية من أعمال حمقاء.
والمعروف أن دول شرق أفريقيا تقاسمتها الدول الاستعمارية ونهبت خيراتها ثم تركتها تئن من الفقر والجوع والمرض. ولعل مما ساهم في سوء أوضاعها الأنظمة الوطنية المدعومة من الغرب والتي توالت على حكمها ففشلت في إقامة الدولة المدنية المنيعة وراحت تحكم بمنطق قبلي ديكتاتوري. وقد وجدت الصين في مثل هذه البيئة الفوضوية المتفسخة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، فرصتها لمد نفوذها فيها أملا في استحلاب خيراتها من المعادن والطاقة الضرورية لبرامجها الصناعية والاقتصادية وخططها لتبوء مركز مهاب على الساحة الدولية، لكن - على الأقل - مقابل بناء المدارس والملاعب والسدود والجسور والموانئ وشق الطرق، وغير ذلك من مظاهر البنية التحتية التي يتلمسها الإنسان الأفريقي.
وبدلا من أن يسعى أوباما - نصف الأفريقي - إلى إطفاء الحرائق التي أشعلتها سياساته في قارة أجداده، راحت إدارته تطارد الصين لتقليص نفوذها في القارة السمراء على اعتبار أنها تمثل خطراً على مصالحها بسبب نجاح النموذج الصيني في اختراق القارة. وقد رأينا كيف أن الأميركيين بالتعاون مع حلفائهم الأوروبيين نجحوا في طرد أكثر من ثلاثين ألف عامل صيني من ليبيا، أثناء حربهم ضد القذافي، لكنهم غير مكترثين بوجود عشرات الآلاف من الإيرانيين وأتباع «حزب الله» الإرهابي في سوريا، رغم ما يشكله هؤلاء من خطورة على مجمل أوضاع الشرق الأوسط، خطورة يفوق تأثيرها عشرات المرات الخطر الصيني المزعوم في أفريقيا.
والحقيقة التي لا تخفيها إدارة أوباما، بل صرحت بها مراراً وتكراراً خلال السنوات الماضية، هي التصدي للنفوذ الصيني المتنامي أينما وجد، وتحديداً في آسيا. ونجد التجليات العملية لهذه السياسة الأوبامية في العمل من الآن وحتى عام 2020 لتجميع 60 بالمئة من إجمالي القوة البحرية الأميركية ومشاة المارينز في مواجهة الصين في مياه بحر الصين والمحيط الهادئ، وانتزاع تعهد واضح من الحكومة اليابانية ببناء جيش حديث مدعم بأحدث الأسلحة الأميركية كي تكون رديفة للقوات الأميركية في المنطقة، وتحرش الأميركيين المتزايد بالسفن الصينية في مياه بحري جنوب وشرق الصين حيث تتنازع بكين وطوكيو السيادة على مجموعة جزر سينكاكو - ديايو الصخرية، هذا إضافة إلى أنظمة الصواريخ الباليستية اليابانية الأميركية الموجودة في «كيوتو» اليابانية والموجهة تحديداً نحو الصين. وفيما يتعلق بالضغوط التي تتعرض لها طوكيو من قبل الأميركيين فإنه من المهم الإشارة في هذا السياق إلى البيان المشترك الصادر مؤخراً عن اجتماعي وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين بنظيريهما اليابانيين، والذي عُنوِن بـ«نحو تحالف أقوى»، ووُصف بأنه رؤية لتحالف أميركي ياباني جديد قائم على التوازن والتأثير، حيث استعيضت فيه مفردات قديمة مثل «دور» و«إمكانيات» بمفردات جديدة مثل «الانخراط الإقليمي» و«تحمل المسئوليات والالتزامات». ويرى المحلل الياباني «يوكي تاتسومي» أن طوكيو، ولئن كانت متحمسة - كما كانت دوماً - للتحالف مع واشنطن، فإن هذا التحالف هو من أجل الأمن والاستقرار في محيطها، مع الضغط على الصين لكي تكون أكثر انفتاحاً وشفافيةً لجهة بناء جيوشها، وليس من أجل القيام بمغامرات عسكرية خارجية، خصوصاً وأن دستور اليابان يمنع ذلك. هذا الدستور الذي صاغه الأميركيون أنفسهم بعد الحرب العالمية الثانية ويريدون اليوم تغييره لأن مصالحهم الخاصة تقتضي ذلك.
على أن هذا ليس كل شيء. فقاعدة غوام التي استخدمها الأميركيون بشراسة أثناء حربهم في فيتنام، عادت اليوم إلى الواجهة كأكبر تجمع للقوات والأسلحة في المحيط الهادئ منذ انتهاء حروب الهند الصينية، حيث يحتشد اليوم أكثر من تسعة آلاف من مشاة المارينز، وعشرات الطائرات العسكرية القاذفة العملاقة من طراز «بي- 52».
وطبقاً لـ«جون بيلجر» في «آسيا تايمز»، فإن إدارة أوباما تريد من استراليا أن تلعب هي كذلك دوراً إلى جانبها، شبيهاً بدورها أثناء حرب فيتنام، فيما يتعلق بمحاصرة النفوذ والطموحات الصينية في آسيا. والدليل هو الحملة الإعلامية الضخمة التي قامت بها كانبرا مؤخراً من أجل تبرير قيام واشنطن بزيادة حشودها العسكرية فوق الأراضي الأسترالية من مدينة بيرث غرباً وحتى دارون شمالا. والمعروف أن واشنطن تحتفظ بقاعدة عسكرية منيعة في «باين كاب» بالقرب من «أليس سبرينج»، تستخدم لأغراض التجسس في المنطقة بأسرها. لكن الكاتب يستدرك ليقول إن وقوف الاستراليين مع الأميركيين في مخططاتهم ضد الصين، يشوبه الحذر والتردد. ففضلا عن مناهضة الرأي العام الاسترالي للانجرار كالتابع الذليل وراء الحماقات الأميركية، لما قد ينشأ من ردود أفعال خطيرة تؤزم علاقاتهم بجيرانهم الآسيويين، فإن حكومة كانبرا لا تريد استعداء الصين التي تعتبر أكبر شريك تجاري لها، ناهيك عن أنها أنقذت استراليا من تداعيات كساد عام 2008 الاقتصادي. إذ لولا الصين لما استطاعت استراليا أن تعيش طفرة في استخراج المعادن، وأن تتلقى خزينتها بليون دولار أسبوعياً من تصديرها.
وتقول بعض المصادر الصحفية إنه، بسبب هذا الموقف الاسترالي، لجأت واشنطن إلى البريطانيين، أصحاب السيادة الاسمية على استراليا في نطاق الكومنولث البريطاني، للضغط على كانبرا من أجل التماهي مع سياسات أوباما الآسيوية.
خطة التخلص من حزب الله و«القاعدة»!
عبدالرحن الراشد- الشرق الأوسط
نسب حديث لأحد الأميركيين يعلق فيه على طول الحرب في سوريا التي تجاوزت مواجهاتها العامين ونصف العام، قال إن من الأفضل استمرار القتال حتى يجهز حزب الله و«القاعدة» بعضهما على بعض، وتتخلص الولايات المتحدة من عدوين شرسين. وقد سبق أن ناقشت ما قيل بأن سوريا تمثل «مصيدة الذباب»، أي إنها الحلوى التي تغري الجماعات الجهادية من أنحاء العالم بالذهاب للقتال هناك، حيث يتم التخلص منهم جميعا. وعيب هذين المنطقين المتقاربين أنهما لن ينجحا، بل قد تكون النتيجة عكسية تماما، وهي زيادة قواعد التنظيمين وقدراتهما على خوض حروب إقليمية أكبر لاحقا. هناك فارق كبير بين الحروب الفكرية، الدينية في الحالة السورية، وحروب العصابات التي تحدث في أميركا الجنوبية أو حتى في ضواحي لوس أنجليس. «القاعدة»، تنظيم آيديولوجي ديني، وكذلك حزب الله. وكلا التنظيمين، المتشابهين عقلا وعملا، ترعرعا وازدهرا بسبب المواجهات المختلفة. تنظيم القاعدة خسر معظم صفوفه الأولى التي بدأت معه في التسعينات، لكن رغم الملاحقة والتصفيات زاد وتوسع، ليس لأنه كان ينتصر عسكريا، بل كان يستخدم هزائمه، وانتصاراته كذلك، ضمن الترويج لطروحاته المتطرفة. الخطأ الجسيم ترك سوريا ساحة حرب مفتوحة، تسهل على الجماعات المتطرفة أن تنمو في أجوائها. وقد عرف النظامان الإيراني والسوري قيمة هذه الجماعات في تخويف الغرب، ونتيجة لذلك استخدما «القاعدة» في العراق واليمن والسعودية. كما استخدما قبل ذلك حزب الله منذ الثمانينات في تنفيذ عمليات انتحارية وخطف طائرات والحرب بالوكالة عنهما.
مأساة سوريا هي التي رفعت عدد المجندين إلى الرقم المخيف الذي نراه اليوم، ومكنت «القاعدة» من العودة بقوة إلى الشارع الإسلامي رافعة لواء الدفاع عن الشعب السوري المضطهد. والنظام السوري لم يمانع في وجود تنظيم القاعدة، عبر «داعش» و«جبهة النصرة»، مدركا أن مقاتلي «القاعدة» سيرتكبون من الجرائم أبشعها بما يحقق للنظام تحسين وضعه كخيار أمام العالم؛ إما «القاعدة» أو نظام الأسد، ونحن نعرف أن الاثنين بعضهما مثل بعض، مرفوضان من قبل أغلبية السوريين.
وحزب الله، بدوره، حصل على دور جديد وإضافي سياسي وعسكري ويكافأ عليه ماديا كذلك، نتيجة دخوله الحرب في سوريا، وهو يعرف أنه يستطيع تعويض ضحاياه لو خسر آلافا من مقاتليه بآخرين. باسم الدين يستطيع تجنيد آلافا آخرين. وبالتالي، يخطئ من يعقد مقارنة بين عصابات المخدرات والجماعات الدينية المتطرفة ويبني عليها استنتاجاته من أن هذه التنظيمات سيقضي بعضها على بعض. يستطيع المتطرفون، مثل «داعش» وحزب الله، التقاتل أو التعايش داخل الصراع السوري لعشر سنوات أخرى، خاصة أن «القاعدة» كانت - ولا تزال - تتعامل مع إيران، ولا يزال بعض قادتها يعيشون على أراضيها. ومن سوريا المدمرة يمكن لهم الانطلاق نحو دول المنطقة والعالم كما فعلت «القاعدة» عندما نفذت عملياتها التي هزت العالم في شرق أفريقيا ثم هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
27/10/2013
في هذا الملــــف:
نوافذ .. للقدس سلام
عاصم الشيدي – عمان العمانية
بديل الإخوان
عمرو الشوبكي (http://www.almasryalyoum.com/staff/%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%88%D8%A8 %D9%83%D9%8A)- المصري اليوم
تسريبات وأزمات المصالحة
عمرو خفاجى –الشروق المصرية
أول التقسيم برقة
مفتاح شعيب-الخليج الإماراتية
قضايا أمام القمة المغربية - الأميركية
محمد الأشهب- الحياة اللندنية
بدلاً من إطفاء حرائق أفريقيا.. إشعال آسيا!
د. عبدالله المدني (http://www.alittihad.ae/wajhatauthor.php?AuthorID=237&id=75424)
خطة التخلص من حزب الله و«القاعدة»!
عبدالرحن الراشد- الشرق الأوسط
نوافذ .. للقدس سلام
عاصم الشيدي – عمان العمانية
كنت أسير في هضبة درويش بعد ان عبرت باب الساهرة، أحد أبواب القدس السبعة، عندما انتبهت أنني لا أسمع صوت فيروز يخرج من الدكاكين القديمة التي بقيت من فلسطين. التفت يمينا ويسارا وحاولت أن أسيخ السمع رغم أنني متشوق لدخول الحرم المقدسي.. لا صوت يأتي ولو خافتا لفيروز وهي تنشد “زهرة المدائن”.. وأنا ذاهب للصلاة، وعيوني ترحل إلى هذه المدينة منذ سنوات وكذلك أشواقي قبل أن أكتشف أنني أسير في طرقاتها وأحث المسير نحو أقصاها.
ثمة حزن كبير في الوجوه، ثمة ألم مختزل، وثمة جراح لا تندمل، ولكن ثمة صمود لا يمكن أن يتخطاه متأمل في هذه الوجوه الشاحبة.. وثمة سلام يتأبطه كل مقدسي وكل فلسطيني وهو يسير في هذه الدهاليز الضيقة إلا من فسحة قلوب أهلها.. وهذه مفارقة غريبة جدا، رغم كل سنوات الاحتلال والقتل والتهجر والذل لكن الفلسطيني يتحدث دائما عن ثنائية الصمود.. والسلام.
حاولت أن أستحضر فيروز وهي تنشد “يا ليلة الإسراء، يا درب من مروا الى السماء،
عيوننا اليك ترحل كل يوم، وانني اصلي”. هذه الهضبات لا تنتهي، وكل هضبة تقودنا إلى هضبة، من هضبة درويش إلى هضبة الشيخ حسن.. وبين الهضبة والهضبة ثمة أمواج من البشر الذاهبون للصلاة.. فجأة بدت قبة الصخرة، صامدة في شموخ، لا تختلف عن صمود الفلسطينيين، ولا أعرف حتى الآن أيهم يستمد صموده من الآخر. ورغم جلال اللحظة وقداستها إلا أنني كنت أحاول أن أستحضر التاريخ وأحداثه الجسام التي مرت من هنا، وسارت في هذه الشوارع، وعبرت هذه الهضاب والدهاليز والأبواب، حاولت أن أستذكر كل الانتصارات والانكسارات، الهزائم والخيبات، النكسات والخيانات، الآلام والأحلام، كلها مرت من هنا، وكلها مختزلة في الوجوه من أكبر شيخ معمر هنا إلى أصغر طفل جعلته الظروف يكون اكثر وعيا، لكنه أكثر بعدا عن طفولته. كل تلك التفاصيل والثنائيات يمكن أن تجدها تسير إلى جوارك وأنت تمشي في باحات الأقصى الشريف.. لكن ما يمشي بجوارك أيضا إنسان مقدسي لا يمكن إلا ان تصفه بالصمود والإيمان بالقضية وأنها ستنتصر في يوم من الأيام. والتاريخ يقول أن عمر الظلم والاحتلال قصير وإن طال.
في باحة قبة الصخرة كنت أحاول أن استمع إلى الصوت الآتي من البعيد هل هو صوت فيروز التي تقر باستشهاد السلام في وطن السلام أم هو صليل سيوف صلاح الدين الأيوبي أتت فاتحة من جديد.. وربما كانت قادمة الآن من الشارع الذي مازال يحمل اسمه ويمتد مقابل باب الساهرة رغم أنف الغاصبين. لكن عندما التفت يمينا ورأيت جنود الاحتلال يمرون ببنادقهم بهدوء بين باب القطانين وباب المغاربة وما بينهما وما حولهما تيقنت أن الصوت صوت فيروز وأن لا صوت هنا يعلو على صوتها رغم الغياب: “وسقط العدل على المداخل، حين هوت مدينة القدس، تراجع الحب، وفى قلب الدنيا استوطن الحرب”.
لكن لا غضب آت أبدا، لا غضب ساطع أبدا، وكل هذه الطرقات للمحتل، وأقفلت أبواب المدينة يا فيروز، اقفل باب المغاربة، وأقفل غيره وهدمت حارتهم وتحولت إلى حائط مبكى.
لا أثق بالنبوءات ولكن أثق في أن هذا الصمود الذي لم أذهب إلى مكان إلا سمعته، من أكبر رجل في السلطة الوطنية إلى السياسيين والمثقفين، وإلى أمهات الشهداء والأسرى أنه سيثمر في يوم من الأيام، وأثق كذلك في حكاية التاريخ التي تثبت أن لا ظلم يدوم ولا احتلال وكما قال أبو عمار “أحنا وراهم والزمن طويل”. ولذلك ثقي يا فيروز أنك ستصلي، كنت أحسب أننا نمارس الحلم أكثر من الحقيقة ولكن بعد أن سمعت ورأيت الناس هنا يتنفسون الصمود، ويشربونه مع حليب أمهاتهم أيقنت أنك ستصلي يا فيروز وسيصلي المسلمون في المسجد الأقصى فاتحين بإذن الله، وسيصلي المسيح في “قيامتهم” جوارا بجوار. وشعب الجبارين كما وصفه الشهيد ياسر عرفات قادر أن يعيد بهاء القدس وسيغسل نهر الأردن في يوم من الأيام آثار القدم الهمجية. “وبأيدينا للقدس سلام للقدس سلام”.
بديل الإخوان
عمرو الشوبكي (http://www.almasryalyoum.com/staff/%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%88%D8%A8 %D9%83%D9%8A)- المصري اليوم
منذ عزل الرئيس محمد مرسى، فى 3 يوليو الماضى، عقب انتفاضة شعبية واسعة، مازال كثير من المصريين لا يجد بديلا سياسيا لحكم الإخوان، ومازالت حالة الفراغ الكبير فى الحياة السياسية مخيمة على الجميع وتقلق الكثيرين.
فبلا شك هناك مشاكل كثيرة فى أداء الحكومة، بعضها يتحمله رئيسها، وبعضها الآخر يتحمله الإخوان، وبعضها الثالث عابر للأحزاب والأفكار، لأنه يتعلق بمشاكل مصر التى تبدو مستعصية على أى حل مهما كان توجه الحكومة.
والحقيقة أن إجماع غالبية المجتمع المصرى على رفض حكم الإخوان وحالة التضامن الهائل مع الدولة عنت فى الحقيقة اتفاقها على المبدأ فى رفض الوضع السابق، ووضعت على خلاف 25 يناير خريطة طريق واضحة لإدارة المرحلة الانتقالية بعد 30 يونيو، لكن ظلت المشكلة فى غياب المشروع السياسى القادر على إقناع الناس بوجود بديل لحكم الإخوان.
لقد سقط نظام الإخوان لأن الناس نظروا إليهم كأنهم طائفة من خارج المجتمع، لكنهم لم يجدوا نخبة حاكمة تتحدث معهم فى أى قضية، فالرئيس، بحكم وضعيته الانتقالية، يتحدث فى المناسبات والأعياد القومية، ووزير الدفاع يؤثر فى الناس، لكن عليه أكثر من قيد (مشروع) أهمها أنه وزير دفاع وليس رئيس حكومة ولا مرشحا فى انتخابات، أما رئيس الحكومة، فرغم كفاءته وتاريخه المهنى المشرف، فإنه لم يلتفت إلى أن هناك قطاعا واسعا من المصريين انتظر منه أداء أفضل وشرحا لطبيعة المشاكل والصعوبات التى تواجهها البلاد.
سقوط الإخوان كان بانتفاضة شعب ودعم دولة، لكن ما بعد الإخوان من الصعب استمراره بنفس الطريقة القديمة: أحزاب مفككة ودولة تقاوم هجمات الإخوان بالطريقة القديمة، ومن المستحيل أن تحقق نجاحا حاسما فى معركتها دون حضور السياسة.
إن رفض قطاع واسع من الشعب المصرى جماعة الإخوان لم يعن أن أوضاعهم الاجتماعية تحسنت (رغم أنها سياسيا تحسنت دون شك)، لأن التخلص من حكم الإخوان عنى، بشكل ما، العودة إلى الأوضاع القديمة قبل 25 يناير، حتى لو كان هامش الديمقراطية والمشاركة السياسية أوسع بكثير.
إن الدولة التى تخوض حربا حقيقية ضد الإرهاب وتواجه ممارسات الجماعة فى الشوارع والميادين، لم يحدث فيها أى تغيير، فنفس الهيئات البيروقراطية التى لم تتغير منذ مبارك هى التى تدافع عن المسار الجديد فى الداخل والخارج، ونفس الإعلام الرسمى بمشاكله التى لم تحل هو الذى يخوض الحرب الإعلامية دفاعا عن النظام الجديد، ونفس الأجهزة الأمنية بطريقتها القديمة هى التى تواجه الانفلات الأمنى والإرهاب والتظاهر غير السلمى.
مصر لم يصلح فيها شىء، بل ربما عادت أوضاعها إلى الوراء، ضعفت فيها الدولة ولم يقو المجتمع ولا الأحزاب وتلك أخطر مشكلة يمكن أن يواجهها مجتمع من المجتمعات، هى أن يكون تفكيك القديم لصالح الفوضى والفراغ. رجال الدولة يقولون إن الوضع ضاغط، ولا يمكن أن نقيم أى إصلاح فى هذه الظروف، لأن له ثمنا لا نقدر عليه، ورجال السياسة يقولون مستحيل أن تربح مصر معاركها والدولة تدار على الطريقة القديمة، حتى لو كانت هناك نوايا حسنة وحتى لو كان هناك تحسن فى بعض الجوانب، إلا أن ضعف الدولة وترهل أدائها وعجز السياسيين عن إصلاحها، ستجعل البديل لحكم الإخوان، عمليا، أمرا مؤجلا.
تسريبات وأزمات المصالحة
عمرو خفاجى –الشروق المصرية
عادت من جديد تسريبات بدء التفاوض بين الدولة وما يسمى بتحالف دعم الشرعية، وربما كانت التسريبات هذه المرة أوضح من المرات السابقة، حيث حددت أسماء المفاوضين، كما أشارت إلى لقاءات جرت بين مندوبى التحالف وأجهزة سيادية، ولا يمكن أن يكون كل ذلك من فراغ، بقدر أنه ليس بالضرورة أن يكون دقيقا وصحيحا بكامله، وما بينهما أن هناك رغبات، ربما متبادلة، للحوار من أجل تهدئة الأجواء القلقة الصاخبة التى تشهدها البلاد، أما الجديد هذه المرة فإن الأصوات المعارضة للحوار خفتت بدرجة أقرب للتلاشى، وهو أمر جيد على أية حال، ولا يبقى سوى أن تخفت الأصوات العصبية الصبيانية التى تتبنى فكرة الاستمرار فى المظاهرات العبثية للجماعة الإخوانية، باعتبار أن أى حوار هو خيانة للمعركة ووأد للمقاومة، وهو كلام أقل ما يوصف بأنه كلام لا يرقى إلى أى مستوى من مستويات المسئولية، فضلا عن انه غير صحيح، سواء على مستوى المعلومات أو على مستوى الموقف السياسى، لكن فى نهاية الأمر كل ذلك يمثل مدخلا آمنا للحوار، ولا يتبقى سوى إخلاص النوايا حتى تتحقق النتائج على الأرض، وتستريح البلاد من هذا الضجيج الكاذب قليلا.
أعرف جيدا، وأتفهم موقف الغالبية الشعبية الرافضة لفكرة المصالحة، خاصة أن الجماعة، قائد التحالف، تعلن يوما بعد آخر كراهيتها لهذا الشعب، والرغبة فى إفساد حياته، أو على الأقل هذا ما يعتقده الغالبية، المشكلة بالطبع ليست فى هؤلاء، إنما فى النخب المختلفة التى تتبنى خطاب رفض المصالحة، على أساس أن الجماعة إرهابية وتمارس الإرهاب ولا يمكن التصالح مع إرهابى، وربما يكون كل ذلك كقاعدة عامة متفق عليه، لكن هل الكافة ممن نطلق عليهم جماعات الإسلام السياسى يمكن وصفهم بالإرهاب؟ هنا بالضبط تكمن المشكلة وتظهر الأزمة، فهذا ليس صحيحا على إطلاقه، ولا يمكن نسبة الأعمال الإرهابية، ببساطة لجماعة الإخوان والمتحالفين معها، حتى لو كانت هناك أصوات من بين أصوات التحالف تدافع عن هذه العمليات، فهذا لا يعنى بالمرة أن الجماعة متورطة فى ذلك، والفرز هنا يصبح ضرورة، خاصة أن كل من وجهت إليهم اتهامات العنف، هم بالأساس خارج إطار المصالحة، ولا يستطيع أحد التدخل فى شئون القضاء، لكننا جميعا مطالبين بالتدخل فى شئون السياسة وإعلاء قدرها ومحاولة استخدامها كوسيلة أساسية فى حل ما نحن فيه.
الغريب فى معسكر الساسة، أنهم يميلون للحل الأمنى، ولا يطالبون بالحلول السياسية، وكأنهم لا يرغبون فى ممارسة مهامهم الأساسية، وكأن المطلوب منهم الانسياق وراء الجماهير ببلاهة بدعوى أن «الشعب يريد»، وكأن ليس مطلوبا منهم قيادة الجماهير لما فيه صالح الأمة، وهذا ما نستغربه فى نخبنا التى عشقت فجأة الخصام الأبدى مع الجماعة، وهى تدرك أن ذلك لا يستقيم، فليس معنى أن الجماعة أخطأت، أو حتى أجرمت، أن تخرج من كل معادلات الوجود على أرضية الواقع السياسى، لأن الحلول الأمنية فى حد ذاتها، عادة ما تكون ضربة البداية من أجل بدء الحلول السياسية، ترك الأمور للقوة، فى أحسن الأحوال، لا يتجاوز كونه حلا مؤقتا، أما الحل الدائم النهائى لتلك المعضلة، فيتوزع بين تطبيق القانون، والدخول فى حوارات وطنية حقيقية، على الأقل مع القوى التى ترغب فى ذلك من تيارات الإسلام السياسى.
أول التقسيم برقة
مفتاح شعيب-الخليج الإماراتية
ليس أعجب من إعلان أنصار الفيدرالية في الشرق الليبي حكومة لإدارة إقليم برقة، إلا رد الفعل البارد الصادر من الحكومة المركزية في العاصمة طرابلس، فبعد مرور يوم من الإعلان لم يظهر أي موقف صارم لمواجهة هذا التطور باستثناء تصريح عرضي لرئيس البرلمان النوري أبوسهمين أكد فيه أن تشكيل حكومة في الإقليم الشرقي يعتبر عملاً خارجاً على الشرعية .
تصريح أبوسهمين قدم رأياً وشخّص الموقف السياسي الذي يتوجب اتخاذه إزاء ما صدر من مدينة اجدابيا، ولكنه في الواقع لم يغير شيئاً، فحكومة برقة المحلية بدأت فعلاً في تنفيذ ترتيبات عملها وشرعت ميليشياتها المسلحة في الانتشار حول المواقع الاستراتيجية وبينها حقول النفط ومصافيه استعداداً لعقد صفقات تصديره عنوة على حكومة علي زيدان . وإذا كان من أطرف الانتقادات التي وجهت إلى “حكومة برقة” خلوها من النساء، فإن غياب حقيبتي الداخلية والدفاع عن تشكيلتها المؤلفة من 24 حقيبة، فسره البعض على أنه رسالة طمأنة إلى السلطة في طرابلس بأن نية أنصار الفيدرالية في الإقليم الذي يضم نحو 60 بالمئة من ثروات النفط الليبي لا يعني الانفصال أو الاستقلال بالإقليم في الوقت الحالي على الأقل . ولكن هذه النية من المرجح أن تتغير وفق الظروف المتقلبة في البلاد الليبية، لا سيما أن عدوى الفدرلة لها أكثر من مبرر لانتشارها في أقاليم أخرى خاصة في الجنوب الصحراوي، حيث يحاول بعض أهالي فزان النسج على المنوال نفسه الرامي بلا مواربة إلى تقسيم البلاد على أسس جهوية وقبلية .
أغلبية معتبرة في الشارع الليبي، خاصة في طرابلس، رأت في الخطوة تجاوزاً خطيراً و”أمراً غير دستوري ولا قيمة له”، إلا أن تلك المواقف لا تستطيع أن تجبر أصحاب المشروع الفيدرالي على التراجع، طالما أن الدولة لا وجود لها ولا سلطة مادية أو معنوية لديها تستطيع أن تفرض بقوة الشرعية الحفاظ على سيادة البلاد ووحدتها، بينما يستغرق بعض النواب في البرلمان والمسؤولين الثانويين في إطلاق الأمنيات من قبيل أن إقليم برقة سيعود إلى حاضنة الدولة الأم وأن ما حصل هو “زوبعة في فنجان” .
واقع الحال يؤكد أن الأمر زوبعة حقيقية، وأي اعتبار غير ذلك أو تهوين من خطر بات مسلطاً على وحدة ليبيا ووحدة دول جوارها هو شطط وعمى عن مشاريع للتقسيم باتت تنفذ على الأرض . فإقليم برقة لم يعلن حكومته فجأة، بل إن ذلك كان منتظراً منذ أن أعلن أحمد الزبير السنوسي، ابن عم الملك الراحل ادريس السنوسي، العام الماضي عن هذا المشروع الفيدرالي . وهذا المشروع قابل للانتشار في مناطق أخرى، فهاهم بعض أهالي إقليم فزان الصحراوي بالجنوب ينشؤون مجلساً تشريعياً لإدارة إقليمهم، بعد أن تبنوا في وقت غير بعيد فكرة الفدرلة . وقد لا يمر وقت طويل حتى يعلن آخرون تطبيق الخطة نفسها، وعندها سيكون الحديث اللاحق عن “دول مستقلة”، وفي أحسن الأحوال عن دولة تتمزق وتنقسم كانت تسمى ليبيا .
قضايا أمام القمة المغربية - الأميركية
محمد الأشهب- الحياة اللندنية
ذهل وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول، يوم استقبله العاهل المغربي الملك محمد السادس في مراكش، وقال له: «كنت أتمنى لو تبدأ جولتك إلى المنطقة بزيارة القدس». كانت الأحداث ملتهبة في الشرق الأوسط. واحتفظ باول كما غيره من المسؤولين الأميركيين بمنطق المصارحة شبه الجارحة في كلام العاهل المغربي.
بعد أكثر من عقد يتوقع أميركيون ومغاربة أن تنطبع القمة التي ستجمع العاهل المغربي إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما الشهر المقبل في واشنطن بدرجة عالية من الصراحة. ليس أبعدها أن القمة تأتي في أعقاب أزمة طاولت علاقات البلدين الحليفين، على خلفية اقتراح أميركي لجهة توسيع صلاحيات بعثة «المينورسو» في الصحراء، كي تشمل رقابة أوضاع حقوق الإنسان، وعلى رغم التراجع الأميركي، فإن قضية الصحراء تظل حجر الزاوية في انشغالات الرباط محلياً وإقليمياً. وبعد أن كان الملك الراحل الحسن الثاني يريد من الغرب معاملة بلده كعضو في نادي الانتساب إلى المنظومة الغربية التي قال إن بلدانها تتصرف كأعضاء في نادٍ، وليس كقرار سياسي، خلال فترة الحرب الباردة، يرغب خلفه محمد السادس في حيازة دعم أكبر لخطة الحكم الذاتي، كونها تستند إلى معايير التدبير الديموقراطي لقضايا السكان.
وإذ يجتمع إلى الرئيس أوباما سيضع في الاعتبار الوصفة الأميركية التي دفعت في اتجاه قيام تعاون أشمل في محاور التحديات الأمنية في الساحل جنوب الصحراء والأزمة السورية، وجمود المفاوضات في الشرق الأوسط. وفي غضون ذلك يستند إلى «الهدية» الأميركية التي جعلت بلاده عضواً مراقباً في حلف «الناتو» واتساع حجم التعاون العسكري بين البلدين ومقتضيات اتفاق التجارة الحرة. إضافة إلى هاجس التوازنات الإقليمية. وكما لا تبدو الإدارة الأميركية في وارد فقدان صداقات دول عربية حليفة، فإنها مدعوة للإصغاء إلى الهواجس التي تهيمن على آفاق هذه العلاقات، وليس صدفة أن العاهل المغربي سيبدأ زيارته المرتقبة إلى واشنطن بعد زيارة خاصة لدولة. إذ يسود اعتقاد أن الرباط في ضوء شراكتها الإستراتيجية مع بلدان مجلس التعاون الخليجي ستحمل بعضاً مما يجول في الخواطر حول الوضع في المنطقة.
فالمغرب ظل ملتزماً دعم الموقف الإماراتي في قضية الجزر الثلاث. بل إنه قطع علاقاته الديبلوماسية مع طهران بسبب ما يعتبره تدخلاً في الشؤون الداخلية ومحاولات زعزعة استقرار دول عربية عدة. واستبق زيارته بإعلان صريح حول تفهم الموقف السعودي إزاء رفض عضوية مجلس الأمن الدولي. والأهم في الموقف المغربي أن الرباط سبق لها أن تحملت العام الماضي مسؤوليات في مجلس الأمن، وبذلك فهي أكثر إلماماً بالعوائق التي تحول دون اضطلاع المنتظم الدولي بما يعول عليه لفائدة ترسيخ أسس السلام والاستقرار.
لكن العاهل المغربي أعلن في آخر خطاب أن قضية الصحراء تواجه صعوبات وأن الأمر لم يحسم بعد. ما يضفي على مباحثاته المرتقبة مع المسؤولين في البيت الأبيض والكونغرس أبعاداً مهمة، لجهة امتزاج الرأي إزاء حظوظ الحل السياسي للنزاع الإقليمي الذي يراوح مكانه منذ حوالى أربعة عقود. ويفهم من زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري للمنطقة أن واشنطن ترغب في الإلمام بكافة حيثيات وخلفيات التوتر القائم، على ضوء المعطيات الجديدة. ومن ذلك أن الموفد الدولي كريستوفر روس سيكون عرض أمام مجلس الأمن تقريراً وافياً حول نتائج زيارته إلى المنطقة.
بيد أن أهم تطور حدث يكمن في الربط بين الأوضاع في الساحل واستمرار نزاع الصحراء. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى تسريع حل التوتر لقطع الطريق أمام الانفلات الأمني الذي يهدد المنطقة برمتها. فيما ذهب الديبلوماسي الأميركي روس إلى اعتبار انفراج العلاقات المغربية – الجزائرية مؤشراً إيجابياً، في حال حدوثه، لجهة تسريع الحل السياسي وتطبيع علاقات البلدين الجارين.
هي حزمة قضايا متشابكة ستكون محور القمة المغربية – الأميركية. ولا يبدو أن الرباط وواشنطن تلتفتان إلى الوراء في خلافات كادت تعكر أجواء التحالف التقليدي. وحين طرح العاهل المغربي فكرة إقامة حوار مغاربي – إفريقي يطاول بلدان الشمال الإفريقي والساحل، لم يكن يتوجه إلى الأوروبيين الذين زادت انشغالاتهم، بخاصة باريس حيال مخاطر الأوضاع الأمنية فحسب، بل كان يضع في الاعتبار أن الأميركيين دخلوا على الخط قبل سقوط شمال مالي في يد المتمردين والتنظيمات الإسلامية المتطرفة.
بهذا المعنى فإن الدعم الذي يتوخاه المغرب يزيد عن تثبيت ما يعتبره حقوقاً في إقليم الصحراء، نحو طرح مبادرة وفاقية تتخذ من صيغة الحكم الذاتي منطلقاً لمعاودة تفعيل الاتحاد المغاربي، وبناء محور جديد بين شمال إفريقيا وامتدادها الجنوبي. والراجح أن الفكرة التي قوبلت بدعم أوروبي لن تكون بعيدة من انشغالات واشنطن في إطار ترتيب المنطقة، إذ تذوب المسافات بين شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
بدلاً من إطفاء حرائق أفريقيا.. إشعال آسيا!
د. عبدالله المدني- الإتحاد الإماراتية
تسعى إدارة أوباما منذ توليها السلطة في واشنطن إلى تركيز بوصلتها على منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مستعدية الصين التي لها مصالح استراتيجية معروفة في هذا الجزء من العالم، ومستغلةً العداوات التاريخية بين الصين والهند من جهة، والصين واليابان من جهة أخرى، كي تلعب نيودلهي وطوكيو أدواراً لصالح أجندتها. غير أن واشنطن فؤجئت باندلاع حريق هائل في أفريقيا التي للصين فيها نفوذ ويد طولى. وهذا الحريق لا يتجسد فقط في الفوضى الجارية في ليبيا ما بعد القذافي، ولا في الأزمة السياسية التي تعيشها دولتان مجاورتان لليبيا، أي مصر وتونس واللتان لعبت إدارة أوباما دوراً خبيثاً فيهما قبل وبعد ما سُمي «الربيع العربي»، وإنما أيضاً في النشوة التي تلبّست المجاميع الجهادية المتطرفة في دول جنوب الصحراء وشرق أفريقيا، والتي كان من ثمارها حادثة استيلاء الجهاديين الصوماليين في أكتوبر على مجمّع تجاري مكتظ في وسط العاصمة الكينية، ناهيك عن تحركات الجهاديين والمتشددين في دول جنوب الصحراء، وما تقوم به جماعة «بوكو حرام» النيجيرية من أعمال حمقاء.
والمعروف أن دول شرق أفريقيا تقاسمتها الدول الاستعمارية ونهبت خيراتها ثم تركتها تئن من الفقر والجوع والمرض. ولعل مما ساهم في سوء أوضاعها الأنظمة الوطنية المدعومة من الغرب والتي توالت على حكمها ففشلت في إقامة الدولة المدنية المنيعة وراحت تحكم بمنطق قبلي ديكتاتوري. وقد وجدت الصين في مثل هذه البيئة الفوضوية المتفسخة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، فرصتها لمد نفوذها فيها أملا في استحلاب خيراتها من المعادن والطاقة الضرورية لبرامجها الصناعية والاقتصادية وخططها لتبوء مركز مهاب على الساحة الدولية، لكن - على الأقل - مقابل بناء المدارس والملاعب والسدود والجسور والموانئ وشق الطرق، وغير ذلك من مظاهر البنية التحتية التي يتلمسها الإنسان الأفريقي.
وبدلا من أن يسعى أوباما - نصف الأفريقي - إلى إطفاء الحرائق التي أشعلتها سياساته في قارة أجداده، راحت إدارته تطارد الصين لتقليص نفوذها في القارة السمراء على اعتبار أنها تمثل خطراً على مصالحها بسبب نجاح النموذج الصيني في اختراق القارة. وقد رأينا كيف أن الأميركيين بالتعاون مع حلفائهم الأوروبيين نجحوا في طرد أكثر من ثلاثين ألف عامل صيني من ليبيا، أثناء حربهم ضد القذافي، لكنهم غير مكترثين بوجود عشرات الآلاف من الإيرانيين وأتباع «حزب الله» الإرهابي في سوريا، رغم ما يشكله هؤلاء من خطورة على مجمل أوضاع الشرق الأوسط، خطورة يفوق تأثيرها عشرات المرات الخطر الصيني المزعوم في أفريقيا.
والحقيقة التي لا تخفيها إدارة أوباما، بل صرحت بها مراراً وتكراراً خلال السنوات الماضية، هي التصدي للنفوذ الصيني المتنامي أينما وجد، وتحديداً في آسيا. ونجد التجليات العملية لهذه السياسة الأوبامية في العمل من الآن وحتى عام 2020 لتجميع 60 بالمئة من إجمالي القوة البحرية الأميركية ومشاة المارينز في مواجهة الصين في مياه بحر الصين والمحيط الهادئ، وانتزاع تعهد واضح من الحكومة اليابانية ببناء جيش حديث مدعم بأحدث الأسلحة الأميركية كي تكون رديفة للقوات الأميركية في المنطقة، وتحرش الأميركيين المتزايد بالسفن الصينية في مياه بحري جنوب وشرق الصين حيث تتنازع بكين وطوكيو السيادة على مجموعة جزر سينكاكو - ديايو الصخرية، هذا إضافة إلى أنظمة الصواريخ الباليستية اليابانية الأميركية الموجودة في «كيوتو» اليابانية والموجهة تحديداً نحو الصين. وفيما يتعلق بالضغوط التي تتعرض لها طوكيو من قبل الأميركيين فإنه من المهم الإشارة في هذا السياق إلى البيان المشترك الصادر مؤخراً عن اجتماعي وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين بنظيريهما اليابانيين، والذي عُنوِن بـ«نحو تحالف أقوى»، ووُصف بأنه رؤية لتحالف أميركي ياباني جديد قائم على التوازن والتأثير، حيث استعيضت فيه مفردات قديمة مثل «دور» و«إمكانيات» بمفردات جديدة مثل «الانخراط الإقليمي» و«تحمل المسئوليات والالتزامات». ويرى المحلل الياباني «يوكي تاتسومي» أن طوكيو، ولئن كانت متحمسة - كما كانت دوماً - للتحالف مع واشنطن، فإن هذا التحالف هو من أجل الأمن والاستقرار في محيطها، مع الضغط على الصين لكي تكون أكثر انفتاحاً وشفافيةً لجهة بناء جيوشها، وليس من أجل القيام بمغامرات عسكرية خارجية، خصوصاً وأن دستور اليابان يمنع ذلك. هذا الدستور الذي صاغه الأميركيون أنفسهم بعد الحرب العالمية الثانية ويريدون اليوم تغييره لأن مصالحهم الخاصة تقتضي ذلك.
على أن هذا ليس كل شيء. فقاعدة غوام التي استخدمها الأميركيون بشراسة أثناء حربهم في فيتنام، عادت اليوم إلى الواجهة كأكبر تجمع للقوات والأسلحة في المحيط الهادئ منذ انتهاء حروب الهند الصينية، حيث يحتشد اليوم أكثر من تسعة آلاف من مشاة المارينز، وعشرات الطائرات العسكرية القاذفة العملاقة من طراز «بي- 52».
وطبقاً لـ«جون بيلجر» في «آسيا تايمز»، فإن إدارة أوباما تريد من استراليا أن تلعب هي كذلك دوراً إلى جانبها، شبيهاً بدورها أثناء حرب فيتنام، فيما يتعلق بمحاصرة النفوذ والطموحات الصينية في آسيا. والدليل هو الحملة الإعلامية الضخمة التي قامت بها كانبرا مؤخراً من أجل تبرير قيام واشنطن بزيادة حشودها العسكرية فوق الأراضي الأسترالية من مدينة بيرث غرباً وحتى دارون شمالا. والمعروف أن واشنطن تحتفظ بقاعدة عسكرية منيعة في «باين كاب» بالقرب من «أليس سبرينج»، تستخدم لأغراض التجسس في المنطقة بأسرها. لكن الكاتب يستدرك ليقول إن وقوف الاستراليين مع الأميركيين في مخططاتهم ضد الصين، يشوبه الحذر والتردد. ففضلا عن مناهضة الرأي العام الاسترالي للانجرار كالتابع الذليل وراء الحماقات الأميركية، لما قد ينشأ من ردود أفعال خطيرة تؤزم علاقاتهم بجيرانهم الآسيويين، فإن حكومة كانبرا لا تريد استعداء الصين التي تعتبر أكبر شريك تجاري لها، ناهيك عن أنها أنقذت استراليا من تداعيات كساد عام 2008 الاقتصادي. إذ لولا الصين لما استطاعت استراليا أن تعيش طفرة في استخراج المعادن، وأن تتلقى خزينتها بليون دولار أسبوعياً من تصديرها.
وتقول بعض المصادر الصحفية إنه، بسبب هذا الموقف الاسترالي، لجأت واشنطن إلى البريطانيين، أصحاب السيادة الاسمية على استراليا في نطاق الكومنولث البريطاني، للضغط على كانبرا من أجل التماهي مع سياسات أوباما الآسيوية.
خطة التخلص من حزب الله و«القاعدة»!
عبدالرحن الراشد- الشرق الأوسط
نسب حديث لأحد الأميركيين يعلق فيه على طول الحرب في سوريا التي تجاوزت مواجهاتها العامين ونصف العام، قال إن من الأفضل استمرار القتال حتى يجهز حزب الله و«القاعدة» بعضهما على بعض، وتتخلص الولايات المتحدة من عدوين شرسين. وقد سبق أن ناقشت ما قيل بأن سوريا تمثل «مصيدة الذباب»، أي إنها الحلوى التي تغري الجماعات الجهادية من أنحاء العالم بالذهاب للقتال هناك، حيث يتم التخلص منهم جميعا. وعيب هذين المنطقين المتقاربين أنهما لن ينجحا، بل قد تكون النتيجة عكسية تماما، وهي زيادة قواعد التنظيمين وقدراتهما على خوض حروب إقليمية أكبر لاحقا. هناك فارق كبير بين الحروب الفكرية، الدينية في الحالة السورية، وحروب العصابات التي تحدث في أميركا الجنوبية أو حتى في ضواحي لوس أنجليس. «القاعدة»، تنظيم آيديولوجي ديني، وكذلك حزب الله. وكلا التنظيمين، المتشابهين عقلا وعملا، ترعرعا وازدهرا بسبب المواجهات المختلفة. تنظيم القاعدة خسر معظم صفوفه الأولى التي بدأت معه في التسعينات، لكن رغم الملاحقة والتصفيات زاد وتوسع، ليس لأنه كان ينتصر عسكريا، بل كان يستخدم هزائمه، وانتصاراته كذلك، ضمن الترويج لطروحاته المتطرفة. الخطأ الجسيم ترك سوريا ساحة حرب مفتوحة، تسهل على الجماعات المتطرفة أن تنمو في أجوائها. وقد عرف النظامان الإيراني والسوري قيمة هذه الجماعات في تخويف الغرب، ونتيجة لذلك استخدما «القاعدة» في العراق واليمن والسعودية. كما استخدما قبل ذلك حزب الله منذ الثمانينات في تنفيذ عمليات انتحارية وخطف طائرات والحرب بالوكالة عنهما.
مأساة سوريا هي التي رفعت عدد المجندين إلى الرقم المخيف الذي نراه اليوم، ومكنت «القاعدة» من العودة بقوة إلى الشارع الإسلامي رافعة لواء الدفاع عن الشعب السوري المضطهد. والنظام السوري لم يمانع في وجود تنظيم القاعدة، عبر «داعش» و«جبهة النصرة»، مدركا أن مقاتلي «القاعدة» سيرتكبون من الجرائم أبشعها بما يحقق للنظام تحسين وضعه كخيار أمام العالم؛ إما «القاعدة» أو نظام الأسد، ونحن نعرف أن الاثنين بعضهما مثل بعض، مرفوضان من قبل أغلبية السوريين.
وحزب الله، بدوره، حصل على دور جديد وإضافي سياسي وعسكري ويكافأ عليه ماديا كذلك، نتيجة دخوله الحرب في سوريا، وهو يعرف أنه يستطيع تعويض ضحاياه لو خسر آلافا من مقاتليه بآخرين. باسم الدين يستطيع تجنيد آلافا آخرين. وبالتالي، يخطئ من يعقد مقارنة بين عصابات المخدرات والجماعات الدينية المتطرفة ويبني عليها استنتاجاته من أن هذه التنظيمات سيقضي بعضها على بعض. يستطيع المتطرفون، مثل «داعش» وحزب الله، التقاتل أو التعايش داخل الصراع السوري لعشر سنوات أخرى، خاصة أن «القاعدة» كانت - ولا تزال - تتعامل مع إيران، ولا يزال بعض قادتها يعيشون على أراضيها. ومن سوريا المدمرة يمكن لهم الانطلاق نحو دول المنطقة والعالم كما فعلت «القاعدة» عندما نفذت عملياتها التي هزت العالم في شرق أفريقيا ثم هجمات الحادي عشر من سبتمبر.