المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاخوان المسلمين 89



Hamzeh
2013-12-21, 11:44 AM
<tbody>
ملف خاص (89)
الإخوان ومحاولاتهم الاخيرة لإنقاذ أنفسهم



</tbody>

<tbody>

الأحد
6/10/2013



</tbody>

<tbody>


</tbody>
الإخوان يشنقون أنفسهم بحبل مظاهرات الإرهاب


معا برس:6/10/2013

ثلاثة أهداف رئيسية يضعها ما تبقى من تنظيم الإخوان المسلمين لمظاهرات ومسيرات العنف والدم التى يطلقها فى عدد من ميادين وشوارع القاهرة وبعض المحافظات، وربما أيضا فى عدد من الجامعات من حين لآخر. لعل أهمها على الإطلاق شغل القواعد بمعارك جانبية تثنيهم نوعا ما عن التقاط الأنفاس ومن ثم التحول لمحاسبة القيادات على الأخطاء الفادحة التى ارتكبتها، ليس فقط فى السلطة، بعد وصول محمد مرسى إلى قصر الاتحادية، وإنما داخل الجماعة نفسها.

بينما لا تبدو تلك المظاهرات فى هدفها الثانى إلا بمنزلة الأداة الوحيدة والأخيرة المتاحة أمام التنظيم، للضغط على الحكومة وإنقاذ القيادات من الملاحقات القضائية تارة، وتصعيد العداء للجيش وقادته تارة أخرى، بما يوحى زورا للقواعد وغير التنظيميين أيضا أن الجماعة لديها قضية كبرى تناضل من أجلها، وأنها تؤمن بها لدرجة تدفعها إلى مواجهة أكبر مؤسسة فى الدولة، ألا وهى القوات المسلحة، وتارة ثالثة إيهام الغرب أن الحشود «النقالة» التى يسيرها الإخوان، ويتحركون بها من ميدان إلى آخر، ومن شارع إلى آخر، نابعة من غضب شعبى تجاه السلطة المؤقتة، وعليه يمكن الحفاظ على تعاطف دولى ومساندة غربية برجماتية بالأساس للتنظيم.

فى المقابل يرتكز الهدف الثالث للمظاهرات، وهو الأخطر، إلى صنع مفرخة غير مباشرة لالتقاط واقتناء أعضاء جدد للإخوان، من أجل حماية القواعد من تصدع آت لا محالة، بسبب كوارث التنظيم خلال العامين الماضيين. فمن لا يعلم فإن مسيرات وحشود الإخوان، وبعد ضرب خطوط الإمداد والتمويل، خصوصا فى المحافظات، والقبض على قيادات الربط الوسيطة بين القيادة العليا وشباب الجماعة وكوادرها العاديين، باتت تعتمد بالأساس على أعداد من السلفيين وبعض الإخوان المنشقين العائدين إلى حضن الجماعة بعد عزل مرسى وفض تجمعى رابعة العدوية ونهضة مصر غير السلميين، فضلا عن مجموعات يمكن أن يطلق على عناصرها أنهم محافظون أو متدينون بالفطرة، وبالتالى فإنهم يخرجون نصرة للإسلام الذى ظنوا أنه فى مأمن فى ظل وجود الإخوان فى الحكم كبديل لأى نظام علمانى آخر.. تلك المجموعات وبعد ترسيخ العلاقات بينها وبين التنظيم بخلق هدف وأرضية مشتركة تتجسد فى المظاهرات والهتافات وأحاديث الشهادة والكفاح ومواجهة الظلم والقهر، فضلا عن سقوط ضحايا ومصابين فى صفوفها، تعد صيدا مثاليا للتجنيد على يد الإخوان على المدى البعيد.

الكارثة أن الجماعة تنجح كذلك فى جذب تلك الشرائح لمظاهرات العنف والإرهاب التى تتولى الدعوة إليها، متشحة بغطاء ما يعرف بالتحالف الوطنى لدعم الشرعية، وللأسف استغلالا لأخطاء السلطة، التى لا تتردد فى اللجوء إلى حلولها الأمنية القديمة. فبدلا مثلا من مواجهة أزمة المظاهرات المتوقعة فى جامعة الأزهر، بالتنسيق مع الأساتذة على انتظام الدراسة، وتنظيم فاعليات منوعة لجذب الطلبة بعيدا عن الدعوات الإخوانية، فإن الدولة لوحت مرة باستخدام الضبطية القضائية، ما عاد عليها بانتقادات عنيفة، ثم كان حل «الكسالى» بقرار تأجيل الجامعة إلى 19 أكتوبر، وهو ما يمنح الإخوان ثقة أكثر فى أنفسهم، ويمنح شعورا لا يخطئه أحد أن الحكومة مرعوبة من جماعة حكمت على نفسها يوم أن وجهت إرهابها تجاه المصريين، بالإعدام شعبيا وأخلاقيا، قبل أن يتم حظرها بموجب حكم قضائى يتلكأ المسؤولون فى تنفيذه حتى الآن.

لكن تنظيما لم يتردد فى دعوة الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى للتدخل عسكريا لمواجهة الإرادة الشعبية بعزل مرسى، ولم يتوان فى توجيه إرهابه ضد المواطنين، يرتكب يوما بعد الآخر أخطاء تتجاوز حد المصائب، فى حق نفسه قبل حق الدولة المصرية، تزيد من عزلته وتوسع من رقعة الكره الشعبى له، وتكفى هنا الإشارة لدعوة الجماعة المسمومة للتظاهر ضد قيادات الجيش اليوم فى ذكرى أشرف انتصار للعسكرية والوطنية المصرية، انتصار أكتوبر المجيد، فإنه يخسر أكثر مما يكسب بالدعوة لتلك المظاهرات حتى ولو طال أمدها بعض الشىء.

إن عنف الإخوان فى مظاهراتهم الفاشلة أول من أمس، والتى سقط فيها ٥، فضلا عن عشرات المصابين فى اشتباكات بين ميليشيات التنظيم والأهالى فى القاهرة والمحافظات، إنما هى بروفة تؤشر على إمكانية إسالة الجماعة لمزيد من الدماء اليوم فى الذكرى الأربعين لانتصار الجيش فى حرب 1973، فى انفصال تام عن تاريخ الدولة المصرية، وعن هويتها، وأحداثها الفارقة.

الجماعة التى يلاحق قادتها بتهم قتل المصريين بدم بارد، وفى ظل عدائها التاريخى للجيش، وفى إطار رغبتها المحمومة لإفساد فرحته يوم ذكرى عرسه الأعظم فى التاريخ الحديث، تسعى جاهدة للدفع بأبنائها إلى معركة جديدة بغرض سقوط أكبر قدر ممكن من الضحايا، على غرار ما حدث أمام الحرس الجمهورى والمنصة وفى رابعة، لا لشىء إلا للمتاجرة بدمائهم فى الخارج، لإنقاذ رقبة المرشد ونوابه وكوادر الجماعة الكبرى من السجن وربما حبل المشنقة.

تنظيم الإخوان لا يعنيه حاليا غير سقوط المزيد من أبنائه، عبر الإصرار على دفعه فى محاولات لا جدوى منها لاقتحام ميدان التحرير وربما أيضا رابعة العدوية، لاستخدام ذلك كدليل إدانة على ما يسمونه انقلابا عسكريا أطاح بالرئيس المعزول محمد مرسى، فضلا عن تحميل القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع، الفريق أول عبد الفتاح السيسى، المسؤولية الجنائية، قبل السياسية، لذلك.

رغم قلق البعض وسئمه ربما من تكرار مظاهرات ودعوات التطرف على يد الإخوان وحلفائهم، فإن الواقع يؤكد أنهم يشنقون أنفسهم بأيديهم.