المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاخون المسلمين 99_1



Hamzeh
2013-12-21, 11:58 AM
الاخوان المسلمين
99
السبت
23/11/2013
هكذا يحارب الإخوان المتأسلمين خصومهم
ينتهج التنظيم الإخواني في محاربة الخصوم أسلوب العزل الاجتماعي، فهو يحاول التشكيك في خصمه، وتنفير المجتمع منه، وذلك بإذكاء المصطلحات والألقاب الجاهزة التي يتم إلباسها دون مقدمات لمن شاء أفراد التنظيم إلباسها له، ومن ذلك، جامية السلطان، تابعي الأمن، إنتهازيين

مركز المزماه للدراسات والبحوث
السبت 23 نوفمبر 2013
بقلم: د. سالم حميد

لا أحد يشكّ في أن التنظيم الإخواني المتأسلم الذي بدأ بريقه ينطفئ تدريجياً عن ساحة السياسة الإقليمية والمحلية، رغم محاولاته المستميتة للتشبّث بالحياة في بعض البلدان المتناثرة هنا وهناك، أو محاولة الحياة بثوب جديد واسم جديد، فالتنظيم الإخواني في أيدلوجيته لا يؤمن بثوابت الفكر ولا السياسة ولا المبادئ، فالميكيافيلية تتجلى في كل خطواته التي انتقل بها من أقبية السريّة إلى اختطاف الثورات والوصول لكراسي الحكم، ما يؤكّد قدرة التنظيم على التلوّن في أشكال أخرى تتفق جميعها في رغبة الوصول لكرسي الحكم مهما كانت الفاتورة، فالبيعة التي ابتدعها التنظيم سواء لمنتسبيه العاديين أو رجالات التنظيم السري الذي ضمّخ تاريخه بأشهر الاغتيالات السياسية التي راح ضحيتها الكثير من الموالين والمناوئين للتنظيم، وأولهم حسن البنا، الذي ارتدت عليه صنيعة يده، لتغتاله قبل تسليم قوائم التنظيم لدوائر الدولة المصرية.

ارتباط التنظيم الإخواني بالخارج، خاصة وأن الاستخبارات البريطانية هي من صنعته قبل أن تتنازل عنه للمخابرات الأمريكية كما ورد في كتابات وأقوال العديد من قادته الصابئين الذين كانوا على اطّلاع بأدق شؤون التنظيم، أفاد التنظيم الإخواني كثيراً في علاقته المبكرة بالتكنولوجيا خاصة وأن طريقته في الاستقطاب تستهدف الشباب وطلاب المدارس، وتهمهم وزارة الإعلام كما التربية والشؤون الدينية والأوقاف، ولذلك برع أتباعه في إدارة واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت، وأيضاً أفلحوا في السيطرة على بعض المؤسسات الإعلامية المؤثرة، ما جعل التقدير العام لعددهم في كل مكان أشبه بحالة البالونة عند الانتفاخ، والتي لا تتناسب مع حجمها في حالتها الطبيعية، فوسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بالإنترنت، تملك جميعها شروط تصوير كثرة القلة مهما كان عددها، وتملك أيضاً شروط التأثير على الآخرين بمختلف الوسائل الخادعة.

علم النّفس الإعلامي الذي ظهر مؤخّراً كعلم استخباراتي ضروري هو ما برع التنظيم الإخواني في استخدامه، ما يعزز ارتباطه الوثيق بالاستخبارات الغربية، خاصة الأمريكية التي أجادت استخدام هذا العلم، وبثّ الشائعات المغرضة هو أول نظرية طبّقها الإخوان في هذا الجانب، فبعدما تمكن جيشهم الإلكتروني المنظّم من الانتشار على مختلف مواقع التفاعل الاجتماعي، وبعدما سيطر مجنّدوه على عدد من وسائل الإعلام، بدأ في إشاعة وبث بعض الجمل المركّزة، كسدنة النظام، الفساد الإداري، الدولة البوليسية، وما إلى ذلك من مسميات ترددها آلتهم الإعلامية لتحفيظها للمتلقين وتمليكها لقناعاتهم وألسنتهم، وهي خطوة من خطوات توسيع الفجوة بين الحاكم والمحكوم، ومطلوب من هذه الخطوة أيضاً أن تؤدي إلى إحداث انقسام بين مؤيدين للشائعات من الشعب ومعارضين له، وهي خطوات يعززها إعلام التنظيم الإخواني، وأيضاً من جنّدهم سلفاً لصياغة الفتاوى الجاهزة المعزّزة للشائعات، بعدما طرحهم إعلامياً ونفسياً كعلماء أمام الرأي العام.

وما أن ينبري أحد المعارضين للتنظيم الإخواني، بالحقائق والأدلّة الدامغة، حتى يتّحد مجندو التنظيم ويتكتلون كتلة واحدة تهدف لتشتيت ما كتبه المناوئ، خاصة في الكتابات التي تحتمل الردود والتحاور والدردشة، هنا انتهج التنظيم الإخواني من مدرسة علم النفس الإعلامي، نظرية تشتيت الموضوع، وذلك بأن يقوم من يرد عن التنظيم، بتتبّع نقطة هامشية في المادة المكتوبة وقيادة النقاش باتجاهها بدلاً عن عمق الموضوع، ويساعده على التشتيت مجموعة من المجندين الآخرين الذين يتداخلون بانتظام.

ومن الصور التي ينتهجها التنظيم الإخواني لمحاربة خصومه، هو الاغتيالات النفسية، فيقوم بالتشكيك في مسائل لا علاقة لها بمحور الصراع بين الطرف الآخر والتنظيم، ومن ذلك التّعرض لشخصه أو أهله، أو حتى التشكيك في قدراته، وأيضاً في تحصيله العلمي، والإيعاز للخصم أنه مكروه من جانب الكل، وتشكيكه في تناوله، ومدى منطقيته.

وينتهج التنظيم الإخواني في محاربة الخصوم أسلوب العزل الاجتماعي، فهو يحاول التشكيك في خصمه، وتنفير المجتمع منه، وذلك بإذكاء المصطلحات والألقاب الجاهزة التي يتم إلباسها دون مقدمات لمن شاء أفراد التنظيم إلباسها له، ومن ذلك، جامية السلطان، تابعي الأمن، إنتهازيين، وصوليين، كما يستخدم التنظيم الإخواني نظريات التشكيك في الأصول والنّسب، ويلعب على وتر القبيلة في المجتمعات القبيلية، والجهة في المجتمعات الجهوية.

ويعمل التنظيم على المحاربة الاستباقية لخصومه، ومن ذلك التشكيك في أحداث لم تقع بعد، وذلك لتهيئة الرأي العام لتقبُّل الحدث، ولكن بتحميل مساوئه للطرف الآخر، ومن ذلك التشكيك في المحاكمات، وتوقُّع النتائج التي يدرك التنظيم منطقيتها، ويهدف بذلك للمحافظة على صورة قادته، وفي ذات الوقت التأثير على الرأي العام وحكم القضاء، وهو أسلوب اتّبعه التنظيم كثيراً في تاريخه العام المليء بالصفحات السوداء القاتمة.

وبالمقابل يحاول التنظيم محاصرة خصومه عبر بثّ الشعارات التي لا تقبل الجدل من قبيل "الإسلام هو الحل"، "الصحوة الإسلامية"، وما إلى ذلك من شعارات فضفاضة حرموا الجهات المناوئة من رفعها وتطبيقها، بعدما أفلحوا في ربطها ذهنياً بتنظيمهم، وهو الحال مع الكثير من مفردات اللغة، وأيضاً فيما يتعلق بمظهر وهندام الفرد.

وفي الندوة التي أقامها مركز المزماة للدراسات والبحوث في جامعة الإمارات بالعين، أكّد المتحدثون وعلى رأسهم د. علي النعيمي، مدير جامعة الإمارات، ومصطفى بكري رئيس تحرير جرية الأسبوع المصرية، ومحمد الحمادي رئيس تحرير جريدة الاتحاد، ومنصور النقيدان مدير مركز المسبار للدراسات والبحوث، وزايد الشامسي رئيس جمعية المحامين والقانونيين، على اتفاقهم بأن هذه الأسلحة التي استخدمها التنظيم الإخواني في مواجهة خصومه، يجب أن تجد سلاحاً مضاداً من الفكر التنويري للمجتمع، حتى لا تنطلي عليه غشاوة الشائعة، وأيضاً للجندي المحارب بمواقفه أو كلماته، وتحصينه وحمايته حتى لا تهزّه هذه الأسلحة الزائفة التي يستخدمها الإخوان، وتثنيه عن مواصلة تعبيره الصادق عن مواقفه.