تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء حماس 173



Haneen
2012-09-30, 10:07 AM
أقلام وآراء حماس (173){nl} فن الخطابة لدى نتانياهو وعباس{nl}المركز الفلسطيني للإعلام،،فلسطين الآن،،، د.فايز أبو شمالة{nl} مشعل من الاغتيال إلى التنحّي{nl}المركز الفلسطيني للإعلام،،، وائل أبوهلال{nl} منظمة التحرير واللاجئون.. الثمن المطلوب لشرعية التمثيل{nl}المركز الفلسطيني للإعلام،، عز الدين أحمد ابراهيم{nl} فرصة الغرب الثالثة للتعامل مع حماس{nl}المركز الفلسطيني للإعلام،،، د.عصام شاور{nl} تنسيق أمني من الطراز الأول{nl}المركز الفلسطيني للإعلام،،، د. أيمن أبو ناهية{nl} لا تقتلوا غزة ولا تحرجوا مرسي{nl}فلسطين أون لاين،،، أ.د. يوسف رزقة{nl} مجتمع حِشَري{nl}إذاعة صوت الأقصى،،، د. ديمة طارق طهب{nl}فن الخطابة لدى نتانياهو وعباس{nl}المركز الفلسطيني للإعلام،،فلسطين الآن،،، د.فايز أبو شمالة{nl}كلاهما تحدث من على نفس المنصة، وكلاهما عبر عن رؤيته السياسية، التي يحسب أنها تمثل أحلام بني قومه! لقد افترق الرجلان ولكنها التقيا في التخويف! فقد حذر نتانياهو بني قومه من مصير مظلم ينتظر دولتهم في حالة حصول إيران على السلاح النووي، محرضاً بذلك دول العالم على الالتفاف العملي من حول إسرائيل لمحاربة إيران، بينما حذر محمود عباس الفلسطينيين من نكبة ترتبها إسرائيل للفلسطينيين، دون أن يحرض أيا من دول العالم لالتفاف عملي حول الفلسطينيين من أجل محاربة إسرائيل!{nl}لو أخذنا بعين الاعتبار أن الإسرائيليين يعيشون أرقى حالات الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، ندرك أن التخويف من المستقبل يهدف إلى هز وجدانهم، لتحقيق الالتفاف الشعبي حول قيادة "نتانياهو" في خطواته القادمة ضد إيران. ولكن ما الهدف من تخويف الفلسطينيين من نكبة جديدة، وهم يعيشون أحلك أيامهم السياسية، وأدنى أوضاعهم الأمنية، مع اقتصاد يفتش في صناديق المتبرعين عن لقمة العيش، فالتخويف من نكبة لن يهز شعرة في جسد طفل فلسطيني، لأن الغريق لا يخشى البلل! ولأن محمود عباس لا يعد العدة لضرب إسرائيل، ليطلب التفافا جماهيريا خلف استعداداته العسكرية!.{nl}من على منصة الأمم المتحدة يعترف محمود عباس بالفشل، ويقول: "بعد19 عاماً من التوقيع على اتفاقية "أوسلو"، ووفقاً للمواقف الرسمية الإسرائيلية، فإن الخارطة والحدود النهائية التي يمكن رسمها، ستظهر لنا مناطق فلسطينية صغيرة محاصرة بالكتل الاستيطانية الضخمة وبالجدران والحواجز والمناطق الأمنية الواسعة والطرق المخصصة للمستوطنين!.{nl}ومن على نفس المنصة جاء رد "نتانياهو" صريحاً، حين توجه إلى عباس قائلاً: إننا لن نحل مشكلتنا بالخطابات في الأمم المتحدة، بل من خلال العمل والجلوس معاً، والتفاوض، للوصول إلى حل وسط: فلسطين منزوعة السلاح مقابل الاعتراف بالدولة اليهودية!{nl}لقد أدرك محمود عباس استحالة الحل الوسط، وأدرك عبثية المفاوضات، ولكنه يصر على الانتظار، والالتفاف على الحلم الفلسطيني حين قال: ونحن في مسعانا لا نهدف إلى نزع الشرعية عن دولة قائمة هي إسرائيل؛ بل إلى تكريس دولة يجب أن تقام، هي فلسطين.{nl}وجاء رد "نتانياهو" الحاسم والقاطع، حين قال: لقد عبر الزمن على الاعتراف بإسرائيل، الآن نعطيك فلسطين منزوعة السلاح مقابل الاعتراف بالدولة اليهودية!{nl}ومن على منصة الأمم المتحدة قال "نتانياهو" إن إسرائيل تريد أن يحقق الشرق الأوسط تقدماً، وأن تتعايش اليهودية والمسيحية مع الإسلام، إلا أن القوى الراديكالية الإسلامية، لا تريد ذلك، وتريد أن تمحو إسرائيل من الوجود!. لقد اتهم "نتانياهو" القوة الراديكالية الإسلامية كما أسماها، ولم يذكر التطرف الديني اليهودي العدواني نهائياً.{nl}فماذا قال عباس: إن الخطاب السياسي الإسرائيلي لا يتردد في إبراز المواقف العدوانية المتطرفة، ويقود إلى الصراع الديني، لما يقدمه من وقود للمتطرفين من مختلف الجهات؛ خاصة أولئك الذين يحاولون استخدام الأديان السماوية السمحة كمبرر أيديولوجي لإرهابهم.{nl}في جملة "المتطرفون من مختلف الجهات" يكون محمود عباس قد جمع بين التطرف الديني اليهودي الذي ينادي باستعادة كل أرض بني إسرائيل، والذي يسعى إلى تدمير المسجد الأقصى، وإقامة الهيكل المزعوم، وبين الحركات الإسلامية التي لا تعترف بسيطرة الوجود الديني اليهودي المتطرف على كل أرض فلسطين.{nl}من على منصة الأمم المتحدة اعترف عباس بفشل مشروعه حين قال: إن إسرائيل ترفض إنهاء الاحتلال، وترفض أن يحصل الشعب الفلسطيني على حريته واستقلاله، وترفض قيام دولة فلسطين!. فماذا يقول أصحاب مشروع المقاومة؟!.{nl}مشعل من الاغتيال إلى التنحّي{nl}المركز الفلسطيني للإعلام،،، وائل أبوهلال{nl}من الموت الذي أراده له عدوّه؛ إلى الحياة التي قدّرها الله له ينطلق "خالد مشعل" غير عابئ بما دُبِّر ويُدبّر له من عدوّ تهابه الدول، وكأنّه استمدّ ممّا رآه في الموت عزيمةً مضاعفةً على ما يمتلكه من همّة تتوقّد تميّز بها منذ أن كان "أخاً مسلماً" يافعا يترأس "قائمة الحق" في جامعة الكويت. {nl}ففي مثل هذه الأيام قبل خمسة عشر عاماً، وهو لـمّا يكمل السنتين بعدُ في رئاسته للمكتب السياسي لحركة حماس الفتيّة (في ذلك الوقت)، وقبل أن يكون ذلك الاسم الخالد في تاريخ الصراع مع العدوّ الصهيوني، يتعرض "مشعل" لمحاولة اغتيال هي الأفشل في تاريخ الاغتيالات السياسية الصهيونية – بل روربما العالمية – من جهة آلية إفشالها! {nl}يفيق هذا الشاب الأربعيني المتديّن الهادئ ليزاحم "عتاولة" السياسة و"دهاقنة" الفصائل؛ فإذا استقامته تغلب مراوغتهم وهدوؤه يسبق ثورتهم. وبدأ الساسة يكتشفون شيئا فشيئا ما يمتلكه هذا القادم الجديد "لنادي الكبار" من مقومات ذاتية وإمكانات قيادية؛ بالإضافة لما أعطته هذه المحاولة الفاشلة من بعدٍ عالميّ لشخصيته. وقدّر المراقبون عندها أنّه لولا إدراك العدو الصهيوني لأهمية هذه الشخصية – غير المشهورة في ذلك الوقت – لما أقدم على اغتياله معرّضاً سمعته الاستخباراتية للتشويه ورصيد علاقاته السياسية الناشئة في المنطقة للخطر وبالذات مع دولة كالأردن بقيادة الملك حسين.{nl}ويمضي الشهيد الحيّ - كما أصبح يُلقّب بعد ذلك - في قيادة الحركة التي شارك في تأسيسها، تصحبه ثلة عزّ نظيرها في التاريخ الفلسطينيّ، على رأسها الشيخ أحمد ياسين – رحمه الله؛ إذ أنّ هذه المحاولة كانت سبباً في الافراج عنه – وهو أحد أهمّ الأحداث التي يعتزّ بها "خالد مشعل" في حياته. {nl}وعندما نستحضر تلك القامات السامقة التي كانت تحت قيادته في تلك الفترة وهو شابٌّ على أعتاب الأربعين ندرك الفرادة التي توفرت "لمشعل" في القيادة؛ ففي الضفة مثالاً لا حصراً القادة: حسن القيق وجمال سليم وجمال منصور ويوسف السركجي وناجي صبحا رحمهم الله جميعاً، وفي غزة: الشيخ أحمد ياسين والدكتور الرنتيسي واسماعيل أبو شنب وإبراهيم المقادمة وصلاح شحادة رحمهم الله جميعاً ... إنّنا إذ نستحضر هذه الكوكبة العظيمة من القادة في هذه الأيّام ندرك عظمة هؤلاء الرجال الذين خَلُصَت نفوسُهم من حظّ نفوسِهم من جهة، والفرصة التي حباها الله "لخالد مشعل" أن يعمل مع هؤلاء العظماء قائداً لهذه الحركة العظيمة التي أنجبتهم جميعأ. {nl}إنّ من يستطيع قيادة هؤلاء العمالقة لا شكّ أنّه واحدٌ منهم!{nl}فطوبى لمن مضى شهيداً والدعاء بالثبات لمن بقي وما بدّل.{nl}ومع أن بداية "مشعل" الوطنيّة والثورية تمتدّ منذ منتصف سبعينيات القرن الماضي؛ إلا أن مشوار القيادة والرمزية على مستوى الحركة والشعب بل والأمّة بدأ من هنا ... من الموت!! إنّها "السُنّة" الإلهية: أطلب الموت توهب لك الحياة، بل ربّما يوهب معها لك المجد الذي يستحقّه من يزهد "بالزخرف"!{nl}ستة عشر عاماً قاد خلالها جيشاً من القادة في الداخل والخارج، منهم المعروف ومنهم حسبه أنّ الله يعرفه، لم يكلّ ولم يملّ، رغم ما تعرّضت له الحركة – وبالتالي هو شخصياً – لصعوبات ومنعطفات وأحداث لا شكّ أنّ التاريخ سيسجّلها، بل سجّلها كمحطّات فاصلة في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني وتاريخ المنطقة ككلّ، فالإبعاد من الأردن، وانتفاضة الأقصى الثانية، وما تبعها من اغتيال العظماء من القادة السياسيين والعسكريين، والانسحاب الصهيوني من القطاع، والانتخابات الفلسطينية التي تصدرتها حماس، وما تبعها من حسم في غزة، ثم حرب الفرقان، وأخيراً الربيع العربي وتداعياته التي كانت منها الشتات القيادي لحماس إثر خروجها من سوريا ... كلّ هذه المحطّات وغيرها عبرتها "حماس" بقيادة "خالد مشعل" منتصرة حيناً وصامدةً حينا آخر، لم تهِن ولم تتلوّث ولم يُكتب عليها تنازلٌ عن حقّ أو تفريطٌ بمبدأ، لم تخلف وعدا للشعب أو تخُن عهداً للأرض والمقدّسات، ذمّتها نقيّة بيضاء وسجِّلُها دماء وشهداء...{nl} إنّها صفحات مشرقة في سفرِك الوضّاء يا "أبا الوليد"، تطغى على هِنةٍ بشريةٍ هنا أو لممٍ غير مقصود هناك!{nl}ففي كلّ هذه المحطات كنتَ – بتوفيق الله أولاً وعونِ إخوانك ثانياً - قائداً صلباً عنيداً أمام التهديدات والأخطار التي تحيط بحركته، ومبدعاً محنّكاً موفّقا في استثمار كلّ فرصة تلوح له لوضعها في مقدّمة الركب الوطني، وبالذات في بناء منظومة علاقاتٍ سياسية معقدة تجمع بين أقصى التناقضات أحياناً.{nl}لا شكّ أنّ "خالد مشعل" عبْر مروره كلّ هذه المحطّات من الانتصارات والمحن أصبح رمزاً فلسطينياً تاريخياً، بل وتعدّت هذه الرمزية لتصل إلى الأمة العربية والاسلامية سواء الشعبية أم الرسمية، وبلغ ألَقاً ومكانةً نافست رموزاً تاريخيين في الإجماع عليه منهجاً وفكرا وعاطفة وحبّا...{nl}والآن وبعد خمسة عشر عاماً؛ وفي خطوة تاريخية لم يسبقه لها إلاّ الحسن بن عليّ رضي الله عنهما عندما وحّد الأمّة في عام الجماعة، وفي ذروة هذا الألَق ومِن أعلى سنامةِ المجد، ومِن على صهوة النّجومية والحضور يقرّر هذا القائد - بابتسامته التي لا تفارقه - أنْ يلويَ عنق جواد الشهرة والسلطة، ويروّضَ نَفْساً توّاقةً للشهادة – التي ذاق بعضاً من رحيقها - أكثر من رغبتها في الجاه والحياة، ليترجّل بإرادته الحرة – دون ثورة!! بل الثورة تدعوه أنْ يبقى الربّانَ الذي يقود السفينة والفارسَ الذي يحمل الراية، لا لعقمٍ في الحركة الولود للقادة فهي مازالت فتيّة ولاّدة، ولا لنضْبٍ في الرجال فَجُلُّ رجال حماس قادة؛ وإنّما وفاءً لمن وفّى وتحيةً أحسن لمن أدّى!! لكنّ "مشعل" يصرّ مطمئنّا أن يعود جندياً في الحركة التي شارك في تأسيسها وقادها ستة عشر عاماً، مؤكّداً رغبته أن يكرّس نموذجاً "ثورياً" في التخليّ عن السلطة والمجد.{nl}قد وفِّقتَ للخير يا "أبا الوليد" وقد أراد الله بك خيرا إن شاء الله؛ فإنّك إنْ ترجّلت عن صهوة القيادة في حماس فقد اعتليت سنام القلوب في الأمّة! فالنّاس تحبّ من يزهد في دنياهم! ومثلُك من القادة لا يخرجون من ساحة الفعل والأثر حتى لو تركوا الموقع؛ فهم يعطون للموقع قيمة بعكس من تصنعهم المواقع! {nl}"أبا الوليد" هذه خطوة سيرفع الله بها ذكرك في الدنيا والآخرة بإذن الله؛ فمن ترك شيئا لله عوّضه الله خيرا منه؛ وأنت البارّ بوالديه والحافظ لكتاب الله ولا نزكّيك على الله.{nl}وطِبْ نفساً "أبا الوليد" فسيقيّض الله لهذه الحركة من يحمل رايتها من بعدك قويٌّ أمينٌ فالأمناء في حماس كثرٌ، يمضي بالرّكب مع إخوانه من حيث انتهى مشوارك المضيء، يبني على ما بنيت ويكمل ما بدأت .. حتى تقرّ عيوننا جميعا بنصر عظيم، أو نلتقى سويّا شهداء في مقعد صدق عند ربّ كريم!{nl}مديح الرجال للرجال درب ما سلكتُه و"كارٌ" ما خبرتُه؛ لكنّ الحرّ من الرّجال من راعى وداد لحظة مع الأحرار، ويزداد الوفاءُ وجوباً إذ تيقّنتُ مغادرتَكَ مواقعَ النّفوذ المرتجى وساحات السلطة المهابة!{nl}وإلى لقاء يا "خالد" في الخالدين!{nl}منظمة التحرير واللاجئون.. الثمن المطلوب لشرعية التمثيل{nl}المركز الفلسطيني للإعلام،، عز الدين أحمد ابراهيم{nl}أنشئت "دائرة العائدين" في منظمة التحرير الفلسطينية لغاية نبيلة تتضح من اسمها، قبل تغيير اسمها إلى دائرة اللاجئين، لتكون مهمتها متابعة شؤون اللاجئين الفلسطينيين في أماكن الشتات إلى حين إنجاز حق العودة.{nl}هذه الدائرة التي يفترض أن تكون مسؤولة عن ملايين الفلسطينيين في الخارج، تقف اليوم عاجزة عن القيام بالدور الذي أنشئت من أجله، حالها كحال كل مؤسسات المنظمة التي أضحت هيكلاً خالياً من الروح. وهنا يقول الباحث المعروف د. سلمان أبو ستة عن هذه الدائرة: "ميزانيتها من أضعف الميزانيات، وإنتاجها شبه معدوم، ومعنوية كادرها شبه منهارة".{nl}فقد شهدت العقود الثلاثة الأخيرة حضوراً كبيراً لمسألة اللاجئين، بدءاً من حرب الخليج الثانية وخروج الفلسطينيين من الكويت، مروراً بالعدوان على العراق ومسلسل المذابح والتهجير الذي تعرض له فلسطينيو العراق، وليس انتهاءً بما يجري الآن في سورية ومحاولات الزجّ بالفلسطينيين بما يجري هناك، وطبعاً من دون إغفال ما يجري في مخيمات لبنان من استهداف ممنهج للفلسطينيين.{nl}هذه التطورات تفرض على أي حكومة أو سلطة أو منظمة تحترم نفسها وتحترم نضالات شعبها، بذل كل جهد في سبيل التخفيف من معاناة هؤلاء البشر الذين عاشوا ويعيشون هم وأبناؤهم الآن أكثر من لجوء وأكثر من نكبة متواصلة.{nl}الجهد المنشود والمطلوب هنا، إنساني فقط، ولا يتجاوز بذل جهد حقيقي يلامس الحياة اليومية للاجئين وأماكن لجوئهم وشتاتهم. أما الموقف والجهد السياسي فميؤوس منهما، في ظل وجود قيادة غير شرعية وغير منتخبة، منها من تآمر فعلاً على حق العودة وساوم عليه وليس آخره استمرار مهزلة لقاءات يوسي بيلين وياسر عبد ربه الذي لا يزال حتى اللحظة أمين سر للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.{nl}الجهد الإنساني المطلوب من منظمة صدّعت حركة فتح والفصائل الملحقة بها رؤوسنا بأنها الممثل الوحيد والشرعي للشعب الفلسطيني، هو أهم بكثير من الجهود المنصبة إعلامياً وسياسياً نحو تحصيل عضوية غير مكتملة لفلسطين في المنظمة الدولية لا تقدم ولا تؤخر، ولو بذلت نصف ما بذلته في قضية الذهاب للأمم المتحدة، على قضية مثل قضية اللاجئين الفلسطينيين في العراق لما كان هذا هو حالهم من الشتات والتشرد والاستهداف.{nl}من المعيب أن يتقزم دور المنظمة في هذا المجال لينحصر في دور الشجب والاستنكار، في ظل دور كبير ومحترم تبذله هيئات مدنية وشعبية يُشرف عليها شباب جلّهم لم يدرك من اللجوء إلا حياة المخيم، على عكس القائمين على دائرة شؤون اللاجئين الذين عاشوا النكبة والنكسة بفصولها.{nl}ويجب القول هنا إن التمثيل الشرعي والوحيد للفلسطينيين له ثمنه واستحقاقاته، والثمن المطلوب هو الاهتمام بشؤون اللاجئين عملياً، والعمل على رفع معاناتهم المستمرة، والتحدي هو في مخيمات الفلسطينيين وأماكن شتاتهم.{nl}من حق اللاجئين اليوم التساؤل: أين هو دور منظمة التحرير في الالتفات إلى لاجئي العراق، سواء من هم داخل العراق حتى الآن تحت مقصلة الطائفيين أو ممن تقاذفتهم يد اللجوء مجدداً إلى قارات العالم البعيدة ولا يجدون قوت يومهم، وما الذي قدمته لهم؟!{nl}ومن حقهم التساؤل كذلك عن دورها في حماية اللاجئين في مخيمات لبنان المحرومين أدنى الحقوق الإنسانية، عن دورها في ما تتعرض له المخيمات الفلسطينية في سورية ومحاولات زج جيش التحرير الفلسطيني التابع لها في أتون ما يجري هناك؟!{nl}التقدم الذي أحرزته حركتا حماس وفتح في إعلان الدوحة للمصالحة من خلال "تأكيد الاستمرار بخطوات تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وتطويرها، من خلال إعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني"، يجب أن يشكل قاعدة انطلاق لاستعادة الدور المنشور للمنظمة ليس باتجاه الأداء السياسي فحسب، بل باتجاه الأداء الإنساني والوطني، وهو الأولوية في هذا الوقت.{nl}استعادة هذا الدور تأتي من خلال وقفة جادة من كل الفصائل الفلسطينية - إن أرادت ستر سوءتها وتعويض تقصيرها - ليكون إعادة بناء وتأهيل دائرة اللاجئين والاستعانة بجهود العديد من الهيئات الشعبية والمدنية العاملة في هذا المجال من سنوات وتركت بصمة واضحة في التخفيف من معاناة شريحة فلسطينية تاجرت بمعاناتها قيادات وتربحت على ظهورهم فصائل وأحزاب.{nl}فرصة الغرب الثالثة للتعامل مع حماس{nl}المركز الفلسطيني للإعلام،،، د.عصام شاور{nl}كتب الصحفي الأمريكي ناثان ثرول _محلل في شؤون الشرق الأوسط_ مقالا بعنوان "انقسام حماس والخيار السياسي" استعرض فيه المتغيرات التي طرأت على حركة حماس منذ الانقسام الفلسطيني حتى قيام الثورة العربية وصعود التيار الإسلامي وخلص إلى ضرورة تحرك المجتمع الغربي للتعامل مع الحركة وعدم تضييع الفرصة مثلما فعل بعد نجاحها في المجلس التشريعي 2006 وكذلك بعد تشكيل حكومة الوحدة على اثر اتفاق مكة.{nl}قراءة المختص بشؤون الشرق الأوسط لواقع حماس يظهر مدى السطحية التي تتمتع بها مراكز الدراسات الأمريكية وربما الغربية بشكل عام، قد يكون ذلك لأسباب مقصودة لإظهار حماس وكأنها حركة منقسمة تائهة في ظل الثورة العربية أو لقصور لديهم في الوصول إلى المعلومة الصحيحة وبالتالي للتحليل الدقيق، فحركة حماس متماسكة سواء قبل الثورة العربية أو بعدها، وليس هناك من دلائل تشير إلى عكس ذلك،أما مسألة فقدان حماس لحلفاء مثل سوريا وإيران فإن حماس نفسها تعترف بأن علاقتها بإيران وسوريا لا تختلف عن علاقتها بالدول العربية والإسلامية الأخرى وقد أكد السيد خالد مشعل على تلك الحقيقة في إحدى زياراته للمملكة العربية السعودية، وكذلك فإنه من السذاجة أن نصف علاقة حركة مقاومة محاصرة في قطاع غزة مع دولة مثل إيران على أنها تحالف أو محورية أو غير ذلك من المسميات التي اخترعتها أمريكيا وإسرائيل من اجل ضرب المقاومة في غزة واستمرار الحصار.{nl}رغم الخلط الذي شاب مقال الصحفي الأمريكي حول حركة حماس إلا انه اقر بأن الحركة ما زالت بعيدة عن الرضوخ لشروط الرباعية الدولية( الاعتراف بإسرائيل ونبذ ما يسمى بالإرهاب والاعتراف باتفاقات منظمة التحرير مع العدو الإسرائيلي) وإنها ما زالت متمسكة بمواقفها الأساسية" الثوابت"، وأن سياسة الغرب ساهمت في سيطرة كاملة لحماس في غزة وإضعاف السلطة الفلسطينية في الضفة.{nl}النتيجة التي وصل إليها الصحفي الأمريكي هي ضرورة العمل على تغيير شروط الرباعية إلى مطالب أكثر قبولا من حماس مثل: هدنة أكثر رسمية مع " إسرائيل" ،تفويض الرئيس محمود عباس لإجراء مفاوضات الحل النهائي واحترام الاستفتاء الشعبي على نتائج متعلقة بالتفاوض وذلك مقابل وقف الهجمات على قطاع غزة وتحسين وضعه الاقتصادي واعتراف المجتمع الدولي بحكومة وحدة تشارك فيها حماس.{nl}ختاما ،فإننا نقول ربما يكون مقال الصحفي الأمريكي مجرد بالون حتى تتعلق به الأطراف الفلسطينية لا أكثر ولا ينبغي التفاعل معه اكثر مما يجب، وكذلك نذكر بأن السيد الرئيس محمود عباس طالب من جانبه المجتمع الدولي _في خطابه أمام الجمعية العمومية_للتحرك من اجل إنقاذ عملية السلام التي دمرتها إسرائيل، فإسرائيل هي التي تعطل ما يسمى بالعملية السلمية سواء أعطت حماس تفويضا للرئيس ام لم تعطه، فاليهود لا يريدون السلام والغرب يتآمر معهم ضد فتح وضد حماس وضد الشعب الفلسطيني بأكمله.{nl}تنسيق أمني من الطراز الأول{nl}المركز الفلسطيني للإعلام،،، د. أيمن أبو ناهية{nl}إن محاولة السلطة غسل الجريمة التي ترتكبها بحق الشرفاء من اختطاف وتعذيب ومصادرة أموال وإغلاق المؤسسات المدنية والإعلامية وسياسة تكميم الأفواه وقمع الاحتجاجات وامتصاص الغضب الشعبي ضدها، لتبرئة نفسها منها وتعليق فشلها السياسي والاقتصادي في الضفة على شماعة حركة حماس.{nl}فقد سبق للسلطة أن اتهمت الحركة قبل ذلك بتهم عديدة ثبت عدم صحتها، فتارة تتهمها بأنها حركة خارجة عن القانون تستعمل المساجد لتخزين الأسلحة، وتارة تتهمها بأنها حركة إرهابية محظورة تخطط للانقضاض على السلطة، وتارة أخرى تتهمها بأنها حركة تحريضية تقف وراء الحراك الشعبي المنتفض ضدها في الضفة، واليوم تتهمها بامتلاكها مخابئ وسجونا، والغريب أن ما يسمى بالأجهزة الأمنية لم تلق القبض في المكان على أي شخص لا سجين ولا حارسه، وكل ما تدعيه هو وجود أجهزة اتصال ورايات، التي يمكن اصطناعها لتلفيق التهمة بكل سهولة للحركة.{nl}لربما تمتلك الحركة مخابئ فوق أو تحت الأرض، وهذا شيء طبيعي، كونها حركة مقاومة وملاحقة من الاحتلال وأجهزة التنسيق والتعاون الأمني، لكن المصيبة الكبرى في استمرار الأجهزة الأمنية في حملات الاعتقالات والاستدعاءات التي تطال الشرفاء من أبناء شعبها -أغلبهم من الأسرى المحررين والطلبة الجامعيين والمعتقلين السابقين- لأنها تعمل على نسف جهود المصالحة عن بكرة أبيها وتعميق شرخ الانقسام إلى ابد الآبدين وفاء للتنسيق الأمني وخدمة لصديق أوسلو (إسرائيل.{nl}فقد اشتدت حدة حملات الاعتقالات والمداهمات منذ شهر رمضان الماضي ولا زالت مستمرة إلى اليوم، لم يسلم منها الشباب ولا الشياب. ووفقاً لشهادات أهالي بعض المعتقلين فإن هذه الاعتقالات تأتي بعدما تعرض المعتقلون وخاصة الأسرى المحررين منهم للاستجواب والتحقيق من قبل الوقائي والمخابرات، فور الإفراج عنهم من سجون الاحتلال، إمعانا في القهر والتعذيب وزيادة المعاناة والإهمال، وكلها دروس وتوجيهات عملية وتطبيقية مأخوذة من نظرية التنسيق الأمني، التي تتبناها أجهزة السلطة الأمنية، بدليل تجديد الدعم الغربي والأمريكي للسلطة الفلسطينية، اعترافاً واضحاً بالهدف الذي لأجله وجدت السلطة وهو العمل وفق اتفاقية التنسيق الأمني.{nl}ومما لا شك فيه أن هذه المساعدات المالية الطارئة، وقد سبقها طلب السلطة مساعدات عسكرية وأسلحة، لا تأتي من باب مقاومة الاحتلال والتصدي للاستيطان والتهويد، فهي لم يسبق لها فعل ذلك ولم تجرؤ عليه لارتباطها الأمني الوثيق مع الاحتلال، وإنما تأتي لدعم موقف السلطة الهزيل والمحرج أمام موجة الاحتجاجات العارمة التي جابت محافظات الضفة والتي من المتوقع أن تنفجر بقوة خلال المرحلة المقبلة، حيث فسرت على أنها بداية الربيع الفلسطيني، بسبب حالة الغليان الشعبي في المناطق الفلسطينية التي سأمت سياساتها ووعودها الإصلاحية وعدم جديتها في إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة وإعادة اللحمة الوطنية.{nl}من الواضح أن التظاهرات التي خرجت في مدن الضفة المحتلة لم تخرج في معظمها من أجل غلاء المعيشة والرواتب، بل لرفض سياسة الاعتقالات وتكميم الأفواه وفشل مشروع التسوية والاتفاقيات الظالمة التي كبلت الشعب الفلسطيني واقتصاده وكافة مناحي حياته وكبدته الثمن غاليا تجاه قضاياه ومصيره والتفريط والتنازلات المستمرة في القضايا والثوابت الوطنية، وتعتبر محاولة الأسيرة عبير عودة بإحراق نفسها وسط مدينة رام الله قبل أيام على طريقة "البوعزيزي" رسالة إلى السلطة على ممارساتها التعسفية.{nl}إن حديث الضميري عن امتلاك حماس سجونا في الضفة الغربية، يأتي في سياق تبرير ما تقوم به أجهزة السلطة الأمنية من حملات استئصال مستمرة ضد الحركة في الضفة، من أجل إجهاض خيارها المقاوم في الوقت الذي تفشل فيه السلطة في كل خياراتها التفاوضية.{nl}فالسلطة في أحسن حالها وأحوالها لم تكن يوما مصطفة إلى جانب شعبها وقضيته، بل كانت ولا زالت سلطة مسلطة وعصا تبطش أبناء شعبها وأداة من أدوات حماية الاحتلال ومستوطنيه، وأصبحت أجهزتها الأمنية سيفا مسلطا على رقاب أبناء شعبها المظلوم، وكنا نعتقد أنها ستكون السيف الذي سيحميه من الاحتلال والاستيطان والتهويد، وهو ما ترتب عليه من انقسام في القرار والصف الفلسطيني، وتردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفتح شهية الاحتلال للانقضاض على أراضينا ومقدساتنا والاستفراد بأسرانا ومسرانا وإلغاء حق العودة.{nl}لا تقتلوا غزة ولا تحرجوا مرسي{nl}فلسطين أون لاين،،، أ.د. يوسف رزقة{nl}مواضيع متعلقةالفلسطينيون يحتفلون بفوز مرسي رئيساً لمصر انتخابلات الرئاسة المصرية أزمة الكهرباء تدفع "المياه العادمة" نحو البحر{nl}الأنفاق ظاهرة استثنائية في العلاقات التجارية ,وقد لجأت إليها غزة مضطرة بسبب الحصار الظالم الذي ضربه الاحتلال ومن تعاونوا معه على غزة بعد فوز حماس في انتخابات حرة ديمقراطية .{nl}لعل أهم السلع التي تدخل من الأنفاق إلى قطاع غزة هي : ( مواد الإعمار من حصمة وحديد واسمنت ، إضافة إلى الوقود ) وهذه سلع يمنع الاحتلال مرورها عبر معابر القطاع مع الأراضي المحتلة ، بحجة أنها تستخدم في أعمال المقاومة .{nl}مرت أعوام قاسية على غزة بعد الحرب الأخيرة في نهاية 2008 ومطلع 2009 وتراكمت حاجة قطاع غزة إلى الشقق السكنية حتى بلغت (60 ألف شقة ) ، ولم تعد المدارس تستوعب الزيادة السنوية للطلاب ، وكذا الحال في المشافي ، فلجأ القطاع إلى الأنفاق .{nl}في عهد حكم مبارك حاول جاهداً منع تجارة الأنفاق واستجاب للضغوط الأميركية والإسرائيلية وحاول إقامة حاجز من الفولاذ الحديدي تحت الأرض ، ولكنه فشل في مهمته ، لأن الشعب المصري كان ضد هذه الإجراءات ولأن الشعب الفلسطيني قاوم هذه المحاولة بكل الوسائل والسبل ، وانتهى مشروع الحصار من تحت الأرض بنجاح الثورة المصرية المجيدة في 25 يناير 2011م .{nl}مثلت الأنفاق المتنفس الحقيقي لأعمال البناء وإعادة الإعمار في غزة ، وصارت بمثابة شريان الحياة ، الذي تقف الحياة بدونه ، وأخضعت الحكومة في غزة الأنفاق إلى مراقبة صارمة لمنع الإخلال بالأمن ، أو التهريب ونشر المخدرات ، وقدمت الأنفاق فرص عمل عديدة في الجانبين الفلسطيني والمصري ، وعاشت من ورائها أسر كثيرة ، ومات من أجل بقائها ، ومن أجل لقمة العيش العشرات من أبناء قطاع غزة .{nl}في السياسة صرحت الحكومة في غزة أنها جاهزة لإنهاء الأنفاق وإغلاقها حين يتوفر للشعب الفلسطيني في غزة ممر تجاري فوق الأرض مع مصر ، وحين يفتح الاحتلال ممراته مع غزة ويسمح بدخول مواد الاعمار إليها ، وبدون الممر التجاري الطبيعي ، لا تستطيع غزة القبول بإغلاق الأنفاق لأنها بإغلاقها تقتل نفسها ، أو قل تنتحر ، وتحكم على الشعب بالإعدام .{nl}ثمة فرصة جيدة في عهد الرئيس محمد مرسي لإغلاق الأنفاق وفتح معبر تجاري طبيعي مع غزة ، كمعبر مصر مع ليبيا ، ومعبرها مع السودان ، وهذا قدر مصر ، وحكم الجغرافيا السياسية ، وقد أبدى محمد مرسي أنه ضد حصار غزة ، وأنه سينفذ كل مطالب الثورة المصرية ، ومن مطالبها إنهاء حصار غزة .{nl}المؤسف أنه في ضوء الجريمة الأخيرة ضد الجنود المصريين في سيناء والتي يقف خلفها الموساد الإسرائيلي ، سارعت جهات من بقايا نظام مبارك القديم للإفادة من الأجواء السلبية القاتمة للجريمة وإغلاق أنفاق ( الاعمار والبناء ) فأغلقوا عددا كبيرا منها لم يتمكن حسني مبارك ونظامه من إغلاقها ، وأحسب أن هذه الجرأة تستهدف إحراج الرئيس محمد مرسي وحكومته والإساءة إليه، ومعاقبة غزة في الوقت نفسه تحت حجة الأمن .{nl}اليوم غزة تعاني من شح في مواد البناء والاعمار ، وتعاني من ارتفاع الأسعار ، وقطر بدأت الخطوة الأولى في إعادة الاعمار ، ومن يسارع إلى الإغلاق إنما يستهدف خنق غزة ، وقتلها، ومنع قطر من العمل في غزة ، وهذا أمر ترفضه غزة بكل قوة ، وتنزه محمد مرسي أن يحدث في عهده ، وهي ستقاومه كما قاومت محاولات مبارك ، لأن الحق في الحياة دين ، ومقدس أيضا ً.{nl}مجتمع حِشَري{nl}إذاعة صوت الأقصى،،، د. ديمة طارق طهب{nl}زرناها بعد شهر من زواجها فإذا بالنساء يسألنها: «حوّشت؟» «في ايشي عالطريق؟» فاكتفت العروس بالسكوت والتبسم! استغربت يومها لماذا تسألها النساء عن مدخراتها المادية وعن زوارها!! وضحكت من غبائي عندما اكتشفت أني لم أفهم لغة النسوان يومها!!{nl}أم أخرى تتصل بابنها صبيحة عرسه وتسأله أكثر من عشر مرات عن الأحوال وتظل تصر عليه ولا يبدو أن إجابته بالحمد لله تشفي غليلها ثم تأخذ الهاتف الى الداخل لتنفرد بابنها ثم تخرج بابتسامة وتقول للحاضرين والحاضرات من العائلة «كله تمام»!{nl}مأدبة تجتمع فيها العائلة وتغيب عنها قصدا الصبايا غير المتزوجات، فقد سئمن من السؤال المتكرر عن العرسان وسماع أخبار من تزوجت وحملت وطلقت وسافرت واشترت، فقررن الانقطاع عن مجالس العائلة؛ مخافة أن يملأ الأسى أو الحسد قلوبهن!{nl}مجتمعاتنا العربية حشرية الى ابعد الحدود، وهي تخلط بين الاهتمام والمساعدة والحرص، وبين التدخل في أمور شخصية لا تعني سوى دائرة ضيقة جدا من الأشخاص، والمؤلم أن الأسئلة أيضا تشيع حالة من عدم الرضى وعدم القناعة بالموجود، فمن أنجبت بنتا تنتظر ولدا، لأن النساء يدعين لها بالعوض، وكأنما كان إنجاب البنت البكر خسارة! وإذا أنجبت ولدا ينصحنها بإنجاب أخ له حتى لا يبقى وحيدا، وهكذا تدخل المرأة في الحلقة المفرغة، والعَزَبة لا ترضى بوضعها وتستثمر حياتها وطاقتها بالمفيد حتى يجيء النصيب، بل تحصر نفسها وعالمها بانتظار أن تتزوج مثل ابنة عمتها وابنة خالتها حتى تعود الى حلقة المجتمع بقلب قوي دون خوف من الأسئلة المحرجة، ونظرات الهمز والاستصغار والشفقة، ناهيك عن أن هذه الأسئلة من غير أصحاب العلاقة قد تساهم في كسر حاجز الحياء والحرمات والخصوصية التي يجب أن تكون محفوظة مستورة بأمر الله.{nl}وهذه الحالة من الحشرية والتدخل غير المبرر تمارسها نساء ورجال، يحاولون أن يشغلوا أوقاتهم الفارغة بالتسلي على حياة الآخرين؛ لأن» الفاضي بيعمل قاضي»، وهذه تدمر أكثر مما تعمر، وتوجد مشاكل بين الناس أكثر من حلول.{nl}وإذا أردنا الجانب الإيجابي من هذه الأسئلة بغية المساعدة، فإن بذلها لا يحتاج الى معرفة تاريخ العائلة ومن باض البيضة، فقد كان الناس يعرفون بعضهم، والمهموم منهم بسيماهم دون شكوى صريحة او استفسار، وكانت العين تعلم من عين محدثها ما يخفيه قلبه من شكوى أو حاجة.{nl}وعلى الرغم من أننا مجتمع نهانا رسولنا صلى الله عليه وسلم عن القيل والقال وكثرة السؤال، وأمرنا بحفظ أسرار الأسرة والزوجية، الا أننا ما زلنا نلوك حياة بعضنا، ونعتبر الحديث في الناس فاكهة المجالس، ونبرره بقناع الاطمئنان الزائف ثم نغادر دون ترك بصمة طيبة، وقليل من العائلات مَن تجعل من اجتماعاتها ودواوينها مجالس تراحم وتكافل وتعاضد، لا مجالس غيبة وتنافس في الدنيا!{nl}قال الدكتور مأمون طربية: «هناك فرق بين حشر أنفك في أمور الآخرين، وبين وضع قلبك في شجونهم».{nl}وهناك فرق كبير بين التكاتف والمناكفة، فحتى الحب إذا زاد على حده انقلب الى ضده.<hr>