Haneen
2012-10-07, 10:14 AM
أقلام وآراء حماس (178){nl} "بوعزيزي" لا يشتعل في غزة{nl}المركز الفلسطيني للإعلام،،، د. فايز أبو شمالة{nl} أسرانا.. برشلونة.. شاليط{nl}المركز الفلسطيني للإعلام،،، ثامر سباعنة{nl} رسالة لسيادة الرئيس " محمد مرسي "{nl}المركز الفلسطيني للإعلام،،، محمد فايز الإفرنجي{nl} تحذيرٌ لأُولي الألباب من الاحتجاب والحُجَّاب{nl}فلسطين أون لاين،،، د. خالد الخالدي{nl}"بوعزيزي" لا يشتعل في غزة{nl}المركز الفلسطيني للإعلام،،، د. فايز أبو شمالة{nl}خلف الجامع الكبير وسط مدينة خان يونس، وضعت المرأة طفلها جانباً، وسكبت البنزين على جسدها، وأشعلت النار في نفسها، كان ذلك قبل سبع سنوات، حين كان أبو علاء قريع رئيس الوزراء الفلسطيني، وكان محمود عباس رئيس السلطة، أما سبب انتحار المرأة فيرجع إلى التحقير البالغ الذي سحقها من زوجها، ومن امرأته الثانية، ولا أبعاد سياسية لانتحارها.{nl}في محافظة خان يونس عثرت الشرطة على جثة طبيب يتدلي مع حبل المشنقة، لقد انتحر لأسباب نفسية، وبعد أن تركته زوجته وسافرت، كان ذلك قبل عدة أشهر، حين كان أبو العبد هنية رئيس الوزراء، ولا أبعاد سياسية لانتحار الطبيب!{nl}في مستشفى الشفاء بغزة، سكب أحد الشباب البنزين على نفسه، وأشتعل، ولم يكن السبب خلافاً عائلياً كما قيل، وإنما يرجع انتحار الشاب إلى التعامل الوحشي الذي يمارسه الأب مع أبنائه، وتشغيلهم بالسخرة، وقد خرج الشاب من البيت، وهو يلعن الساعة التي ولد فيها لهذا الأب، وانتحر، ولا علاقة سياسية لانتحار الشاب، رغم أوامر رئيس الوزراء أبو العبد هنية بأن بصرف لأسرته مبلغ من المال كمساعدة إنسانية؛ لم تكن في زمانها ومكانها!.{nl}قبل يومين، وفي ضواحي مدينة خان يونس، سكب ابن 20 سنة البنزين على نفسه، واشتعل لأسباب تعود إلى فشله في الدراسة، وفشله في التأقلم مع الحياة، وفشله في التفاهم مع أفراد أسرته، ولأسباب أخرى تؤكد أن لا علاقة بين اشتعال جسد الشاب وبين السياسة.{nl}عندما أشعل الشاب "محمد بوعزيزي" النار في جسده، كان يحتج على الممارسات الوحشية التي نفذتها بحقه الشرطة، ومن خلفها كل تلك الجهات السيادية التي تغلغلت فساداً في الدولة التونسية، وباعدت بينها وبين القيم الإنسانية، كان اشتعال "بوعزيزي" شرارة تحدٍ انتشر بريقها في ليل الشعب التونسي، فصار ثورة أطاحت بالفساد والاستبداد، صار ثورة تعبر عن احتقار الشعب التونسي لقيادة سياسية تخونه في نفسها علناً، بعد أن سلمت مقدرات تونس للمخابرات الأمريكية، واستسلمت طائعة ذليلة في فراش المخابرات الإسرائيلية!{nl}في قطاع غزة لن تتكرر ظاهرة "بوعزيزي"، حتى ولو اشتعلت النيرات بعشرة الأجساد المنتحرة! وفي غزة لن تتكرر ظاهرة "بوعزيزي" حتى ولو تحركت بلدية خان يونس مدعومة من الشرطة، وباشرت في إزالة التعدي عن شارع البحر، وفتحت الطريق المختنق بالباعة المتجولين في منطقة المخيم، وتعمدت إلى إزالتهم بالقوة، حتى ولو هدد بعض الباعة بحرق نفسه، واحترق حقيقية، فالشعب سيبصق عليهم، ويلعنهم، لأنهم متسلطون، ويغتصبون طرق الناس عامة.{nl}في قطاع غزة لن تتكرر ظاهرة "بوعزيزي" لأن الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة تعيش بلا امتيازات، وبلا حراسات، وبلا موكب سيارات تغلق لها الطرقات، ولأن غزة لم تخن فلسطين، ولم تتخل عن المقاومة، ولم تصافح يد المخابرات الأمريكية التي ترى في غزة بؤرة الإرهاب العالمي، ولان غزة لا تتسلم المال في آخر الشهر من المخابرات الإسرائيلية!.{nl}غزة في ضائقة اقتصادية لأنها تحت الحصار، وغزة تحت الحصار لأنها ترفض الاستسلام، وترفض القبول بشروط الرباعية المذلة لكل فلسطيني عزيز النفس، وهذا ما يعرفه عشرات آلاف الشاب في قطاع غزة، شباب المقاومة الذين يتدربون ليل نهار، ويتجهزون بمعداتهم القتالية سراً، ليكونوا "بوعزيزي" المقاوم ضد الغاصب الصهيوني.{nl}أسرانا.. برشلونة.. شاليط{nl}المركز الفلسطيني للإعلام،،، ثامر سباعنة{nl}نادي برشلونة الاسباني توجه بدعوة رسمية للجندي الاحتلالي جلعاد شاليط لملعب "كامب نو" الخاص بالنادي لتكريمه في السابع من الشهر المقبل، شاليط الذي أسر في قطاع غزة قبل 6 سنوات من داخل دبابته وهو يطلق النار والقذائف تجاه الآمنين والأطفال، وأطلق سراحه في صفقة تبادل في أكتوبر من العام الماضي.{nl}لست هنا لأحاسب نادي برشلونة انما للحديث عن ازدواجية وظلم بالتعامل بين الضحية والجلاد انتهجه العالم اجمع وهنا برشلونه مثال، هنالك انحياز للاحتلال وتشجيع للجرائم التي يرتكبها بحق أبناء شعبنا وأسرانا في السجون، ونصره للجاني على الضحية، إذ ان المطلع على وسائل الاعلام الغربية يدرك مدى التحيز في اظهار الاهتمام بشاليط وعدم الاكتراث بأعداد كبيرة من الفلسطينيين يقبعون في سجون الاحتلال، و في الواقع هناك من الاسرى الفلسطينيين الذين سجنوا قبل أن يولد شاليط اصلا. ومن الواضح ان الغرب يبالغ في تعامله المنحاز مع هذه القضية، اكثر من اربعة آلاف اسير فلسطيني وعربي في سجون الاحتلال لايجدون نصيرا او معينا، وحتى ان تم طرح ملفهم فهو طرح خجول وضعيف على الساحه الغربية والعالمية.{nl}الموضوع لايقف عند نادي برشلونة – بالرغم من العدد الكبير من العرب والمسلمين الذين يشجعون هذا الفريق ويدعمونه ويعتزون به في بلادنا العربية وفي فلسطين بالذات – لكن أتحدث عن أسرانا و الظلم الذي يتعرض له ملفهم عالميا وعلى كل المستويات الرسمية والشعبية، فتكريم جندي احتلالي ظالم في الوقت الذي لا يلتفت النادي أو غيره من المؤسسات إلى تكريم أسرانا الذين يموتون داخل سجون الاحتلال أو إلى المحررين الذين امضى بعضهم 32 عاماً في سجون الاحتلال، حيث دخل بعضهم السجون شابا يافعا وخرج منها شيخا كبيرا مريضا.{nl}لا اعتقد ان اسرانا يبحثون عن تكريم من أي مؤسسة او نادٍ او جمعية فلا يوجد أي تكريم مهما بلغ يستطيع ان يصل الى تضحيتهم وما قدموه من زهرة اعمارهم لاجل قضيتهم، لكن الحديث هنا عن الكيل بمكيالين وعن الظلم الواضح بالتعامل بين اسرانا وجندي احتلالي بل بين كل ما هو فلسطيني و الاحتلال.{nl}ان ملف الأسرى يجب ان يأخذ دوره في الاعلام العالمي و كذلك بالمؤسسات والجمعيات الدولية، وهنا لابد من تحرك فلسطيني واعٍ بدعم عربي واسلامي من اجل اخراج ملف الأسرى من الحال الذي يحياه الان وطرق كل الابواب العالمية من اجل ان يكون لاسرانا حضور واضح ومؤثر، ولكن الاصل ان تكون البداية هنا في ارضنا وبين شعبنا، فالبداية لابد ان تكون من فلسطين و الوطن العربي، فلابد للاعلام الفلسطيني والعربي ان يرتقي لمستوى تضحيات الأسرى وبأن يلعب دوره المطلوب منه من اجل نصرة قضايا الامة بشكل عم والاسرى بشكل خاص، بالاضافه الى الدور المهم الذي يجب ان يلعبه مشاهير العالم العربي سواء الفنانين او اللاعبين او الكتاب والصحفيين من تحدث عن الأسرى و ذكرهم في كل المحافل العربية والدولية بل واستضافة عائلاتهم ونشر معاناتهم بكل الطرق المتاحة، فنحن الان نلوم نادي برشلونة الاسباني على موقفه تجاه اسرانا بينما نسينا ان كل انديتنا العربية لم تقم اصلا بدعوة أي اسير فلسطيني او حتى القيام باي وقفة تضامن مع اسرانا!!{nl}لابد من تكاتف الجهود وترابط والعمل من اجل تحقيق شيء ملموس وحقيقي على ملف الأسرى في سجون الاحتلال، وهذا الموضوع مطلوب من كل الشخصيات والمؤسسات والجمعيات المخلصة.{nl}رسالة لسيادة الرئيس " محمد مرسي "{nl}المركز الفلسطيني للإعلام،،، محمد فايز الإفرنجي{nl}في المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية الديمقراطية في مصر, شارككم أبناء قطاع غزة كاتمين أنفاسهم, مترقبين ومتأهبين للنتيجة النهائية, ثم كتمناها في الإعادة؛ بانتظارٍ كاد أن يكون مسألة حياة أو موت بالنسبة لنا, فصمتت غزة بكافة شوارعها وأحيائها وأزقتها ومخيماتها, ونحن نرقب بأنفاس متلاحقة ما سيتم إعلانه من نتائج للانتخابات الرئاسية المصرية.{nl}ظهرت النتائج وقبل أن نهتف من هول فرحتنا, زغردت أصوات الرصاص في شوارع غزة معلنة انتصار الحق على الباطل؛ فهذا كان عنوان معركتنا السياسية في الانتخابات الرئاسية.{nl}نعم سيادة الرئيس؛ كنا ولازلنا نرى النور بازغًا من حكمكم الرشيد ليرفع عنا عناء سنوات طالت من حصار مرير فرضه العدو وتعاون في استمراره الحبيب !!{nl}سنوات عجاف مرت بالشعب الفلسطيني؛ مازال يعاني من أثرها وما يترتب عليها من أرواح تزهق وأطفال تحرق وغذاء لا يكفي ودواء شحيح وبيوت مهدمة ومدارس مهمشة, ومعالم حرب ضروس ما أبقت حياة في كثير من الأماكن التي كانت بالأمس القريب تزهو بحياة أصبحت من الماضي القريب.{nl}سياسة تتلاعب بأرواحنا وقوتنا وحياتنا؛ علها تثنينا عن مقارعة الاحتلال ورفع راية بيضاء نعلن من خلالها تخلينا عن الحق الفلسطيني, بل العربي والإسلامي في فلسطين ككل والضفة وغزة وعلى رأسهم القدس ومقدساتها تحديدًا. أبينا الخضوع والركوع لغير الله تعالى؛ فحاصرونا وقتلونا وأحرقونا وجوعونا واعتقلونا خلف حدود تحيط بنا, ما تركوا للطير ثغرة يمر من خلالها إلينا, حتى أسماك البحر هجروها لتكون بعيدة عن مرمى شباك صيادينا.{nl}تكالبت علينا الأمم؛ لحصار شعب كل جريمته أنه أراد الحرية وأصر على " مقاومةٍ " شرعتها كل القوانين والأعراف الدولية, تكالبت علينا الأمم الظالمة لثنينا عن الاستمرار في حياتنا التي نغصت عليهم مشاريعهم الاستيطانية والتصفوية لقضية شعب منذ عقود وهو صامد صابر يتعرض لكافة أنواع الظلم والجرائم دون إنصاف أو عدل يعيد إليه حقه المسلوب.{nl}لن نطيل عليك سيادة الرئيس فأنت تعلم ربما ما لا نعلم مما تعرض له هذا الشعب من نوايا لإبادته والقضاء عليه بكل السبل. فاليوم ما عاد لنا سوى أنفاق يمر من خلالها غذاؤنا ودواؤنا ووقودنا وما يلزمنا لتستمر الحياة فينا, ما اخترناها لتكون طريقا لنا بل فرضت علينا حينما ضاق علينا أفق السماء والعالم الذي يدعي الحرية ينظر إلينا, فقدنا العشرات من أبنائنا تحت ردم هذه الأنفاق وهم يجلبون لنا علبة دواء لطفل أو علبة حليب ورغيف خبز.{nl}لسنا بصدد أن تبقيها كما هي سيادة الرئيس بل نطالب سيادتكم بهدمها, وسنعينكم بأيدينا على ذلك, سنردمها بأكفنا كما حفرناها؛ فما عاد لوجودها معنى بظل حكمكم السديد لأرض الكنانة المجاورة لنا.{nl}اهدموها سيادة الرئيس ولا تبقي منها نفقًا ولكن تذكروا.....!! تذكروا أن هناك شعبا يعيش ويقتات على ما يدخل من خلالها إلى غزة من احتياجات ضرورية لاستمرار الحياة فيها, تذكروا سيادة الرئيس لسنا قطاع طرق أو متسولين, تذكروا أننا نريد أن نحيا بكرامة وعزة حاول الاحتلال نزعها منا عبر عقود فما أفلح بذلك.{nl}نريد منكم سيادة الرئيس أن تسمح لنا بالعيش بكرامة تغنينا عن هذه الأنفاق, بل لا تحوجنا إليها لربط حياة شعب بمصالحة فصائل أو أحزاب, فالشعب أبقى وأهم وأقدس من كل السياسة والسياسيين, فما عدنا قادرين على التحمل أكثر. سيادة الرئيس, إن شعبنا يرقب كل كلمة تهمسون بها؛ بل كل إشارة تلوحون بها علها تحمل بين طياتها بشرى لإنهاء حصارنا وإغلاق ملف الأنفاق إلى غير رجعة.{nl}سيادة الرئيس؛ نعلم ما عليك من أعباء ولكن أرواح ما يقارب من مليوني فلسطيني هي من أهم الأعباء حاجة لإنهاء معاناتها وإيقاف نزيف دام سنين طالت ,من حصار مرير لا معنى له سوى بقاء ذكرى بوجود من فرضه علينا ومن ساند في فرضه.{nl}لا يمكن أن تكونوا أنتم سيادة الرئيس من يقبل هذا الحصار لهذا الشعب, لا يمكن أن تقبلوا استمرار مسلسل القتل البطيء لحياة شعب يقارع محتلا غاصبا.{nl}وأخيرا سيدي الرئيس , فإننا شعب غزة نرقب منكم حلولًا تنهي مأساة حياة شعب أراد الحياة ولكن ليست أي حياة؛ فلا تجعلونا نعاني أكثر ونفقد من أرواح أبنائنا المزيد لا تجعلونا سيادة الرئيس نقهر أكثر!!!{nl}تحذيرٌ لأُولي الألباب من الاحتجاب والحُجَّاب{nl}فلسطين أون لاين،،، د. خالد الخالدي{nl}يتعمَّدُ كثيرٌ من الحكام والمسئولين، في ديار العرب والمسلمين، أن يحجبوا أنفسهم عن رعيتهم، في قصور مشيدة، أو في غرف بعيدة، أو في سيارات مظللة جديدة، أو بحُجَّابٍ وحراساتٍ شديدة، ولابد للوصول إليهم من رشى عديدة، تُدفع إلى الحُجَّابِ، أو إلى مسئولين في الحكومات العتيدة، وهكذا يشقى العباد، ويعمّ الفساد، ويبقى الظلم ويزداد، وتكثر على الحكام والمسئولين الأحقاد؛ فتندلع الثورات الشِّداد، وتُلحِق المتكبرين المحتجبين بفرعون وعاد.{nl}وقد نهى ديننا العظيم عن احتجاب المسئولين عن ذوي الحاجات، فقال النبي الكريم (عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم): "من ولّاه الله من المسلمين شيئًا، فاحتجب عن حاجتهم، ودائهم، وفاقتهم، احتجب الله يوم القيامة عن حاجته وخلّته وفاقته""{nl}وقد اضطر بعض الصحابة والتابعين من الخلفاء والمسئولين أمام ضغط العمل الإداري أن يتخذوا الحجاب في بعض الأحيان، دون أن يحتجبوا عن الناس، لكن قلوبهم كانت تهتز، وعيونهم تنهمر بالدموع عندما يُذَكَّرون بهذا الحديث، فيوصون حجابهم بعدم منع أحد من الدخول عليهم، ويبرءون إلى الله من منعهم الناس، فقد أقبل رجل من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقال له "أبو مريم" غازيًا، واستأذن على معاوية بدمشق حين مر بها، فلم يجد أحدًا يأذن له، فقال لبعض من على الباب: "أما منكم أحد رشيد يقول لأمير المؤمنين: "ها هنا أخوك أبو مريم"؟!"، فقال معاوية: "ويحكم حبستموه!، ائذنوا له"، فلما دخل عليه، قال معاوية: "مرحبًا، ها هنا ها هنا يا أبا مريم"، فقال أبو مريم: "إني لم أجئك طالب حاجة، ولكني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: (من أغلق بابه دون ذوي الفقر والحاجة أغلق الله عن فقره وحاجته باب السماء)"، فأكبَّ معاوية يبكي، ثم قال: "رُدَّ حديثك يا أبا مريم"، فردّه، ثم قال معاوية: "ادعوا لي سعدًا"، وكان حاجبه، فدُعي، فقال: "يا أبا مريم، حدثه أنت كما سمعت"، فحدثه أبو مريم، فقال معاوية لسعد: "اللهم إني أخلع هذا من عنقي، وأجعله في عنقك، من جاء يستأذن عليَّ فأذن له، يقضي الله على لساني ما قضى."{nl}وقال القاسم بن مخيمرة: "دخلت على عمر بن عبد العزيز وفي صدري حديث يتجلجل فيه، أريد أن أقذفه إليه، فقلت له: "بلغنا أنه من وُلِّي على الناس سلطانًا فاحتجب عن فاقتهم وحاجتهم احتجب الله عن فاقته وحاجته يوم يلقاه"، فقال: "ما تقول؟!"، ثم أطرق طويلًا"، قال (الراوي): "فعرفتها فيه، فإنه برز للناس". {nl}وقلد عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) سعد بن أبي وقاص الكوفة، فقضى فيها زمانًا بغير حاجب، ثم اتخذ حاجبًا، فعزل عمر حاجبه. وكان عمر بن الخطاب إذا بعث عاملًا اشترط عليه أربعًا: لا يركب البراذين، ولا يلبس الرقيق، ولا يأكل النقي، ولا يتخذ حاجبًا ولا يغلق بابًا عن حوائج الناس وما يصلحهم.{nl}ودرس فقهاء المسلمين موضوع اتخاذ الحجاب، وأجازوه لحاجات متعلقة بالإدارة والتنظيم، وحفظ أوقات المسئولين، ولإقدام الخلفاء الأوائل على ذلك، ولأنهم وجدوا أن وجود الحجّاب لا يعني الاحتجاب، بل يمكن أن يقابلوا _وبتنظيم من الحجاب_ كل من يريد مقابلتهم، لكنهم لاحظوا أن بعض الحجاب يتصرفون حسب أهوائهم ومصالحهم، فاشترطوا أن يتوافر في الحاجب صفات معينة، وبينوا أنها نوعان: واجب ومستحب، فأما الواجب فثلاثة: العدالة والعفة والأمانة، وأما المستحب فخمسة: أن يكون حسن المنظر، وجميل المخبر، وعارفًا بمقادير الناس، وبعيدًا عن الهوى والعصبية، ومعتدل الأخلاق، بين الشراسة واللين.{nl}وقد أدرك ملوك العجم ضرورة عدم الاحتجاب عن الناس، وعدّوا ذلك من العدالة، إذ تروي مصادرنا أن من عادة ملوك الصين أن يجعل أحدهم في الطريق القريب من باب بيته ناقوسًا، يصل إليه الناس بسهولة، وعندما يسمع الملك صوت الناقوس يأمر بإدخال المظلوم، ويستمع إليه، ويرفع عنه الظلم، وقد فعلوا ذلك حتى لا يحول الحجاب بين الملك والناس. {nl}وروي أن أحد ملوكهم قد أصيب بالصمم، فبكى طول يومه، فاجتمع إليه وزراؤه، يواسونه ويحثونه على الصبر، فقال: "أمَا إني لست أبكي للبلية النازلة بي، ولكني أبكي لمظلوم بالباب يصرُخُ ولا أسمعُ صوتَه"، ثم قال: "أما إذ ذهب سمعي فإن بصري لم يذهب، نادُوا في الناس ألّا يلبَسَ ثوبًا أحمرَ إلا متظلمٌ"، ثم كان يركب الفيل طرفَيْ نهاره، وينظر هل يرى مظلومًا.{nl}وبَغّض علماؤنا في احتجاب المسئولين، فقال خالد القسري: "لا يحتجب الوالي إلا لثلاث خصال: إما رجل عيِّيّ فهو يكره أن يطّلع الناس على عيِّه، وإما رجل مشتمل على سوء فهو يكره أن يعرف الناس ذلك، وإما رجل بخيل يكره أن يُسأل"، وواسى ميمون بن مهران المؤمنين الذين صدهم الحجاب، فقال: "إذا أتى رجل باب سلطان فاحتجب عنه، فليأت بيوت الرحمن، فإنها مفتَّحة، فليصلِّ ركعتين وليسأل حاجته".{nl}فيا أيها المسئولون المحتاجون إلى رحمة الله في الدنيا والآخرة، المحبون للعدل، الراغبون في الذكر الحسن، والدعاء المخلص في ظهر الغيب؛ لا تحتجبوا عن الناس.{nl}فلسطين أون لاين<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/10-2012/حماس-178.doc)