Haneen
2012-10-02, 10:24 AM
أقلام وآراء اسرائيلي 170{nl}في هــــــذا الملف{nl}كيف سترد روسيا على هجوم في ايران ؟{nl}بقلم: تسفي مغين – ترجمة القدس العربي- معهد بحوث الامن القومي ـ جامعة تل ابيب{nl}باراك اوباما والشرق الاوسط...ميزان السنوات الثلاث الاولى {nl}بقلم: مارك هيلر _معهد بحوث الامن القومي .{nl}خطوط سوداء لصورتنا {nl}بقلم: اسرة التحرير _ هارتس{nl}كيف سترد روسيا على هجوم في ايران ؟{nl}بقلم: تسفي مغين – ترجمة القدس العربي- معهد بحوث الامن القومي ـ جامعة تل ابيب{nl}مع تصاعد النشاط الدولي حول البرنامج النووي الايراني، يبدو ان مسألة الحرب المحتملة ضد ايران تطرح على مركز جدول الاعمال في روسيا ايضا. يمكن ان نلاحظ ايضا تصاعد النشاط الدبلوماسي، وكذا الاستعداد الامني ووجود نقاش جماهيري آخذ في الاتساع، يعكس خلافات الرأي في النظام الروسي.{nl}على المستوى الدبلوماسي والاعلامي يجري نشاط روسي متفرع منذ زمن، آخذ في نيل الزخم بالتوازي مع اشتداد الضغوط الدولية في الموضوع الايراني. والى ذلك، فان الموقف الروسي بالنسبة للبرنامج النووي الايراني اجتاز عدة تغييرات، وبخاصة، منذ نشر تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.{nl}فاذا كانت قبل ذلك رفضت روسيا الاعتراف بوجود البرنامج الايراني، فان الموقف الحالي يعتقد بأن روسيا تتعاطى بسلبية مع البرنامج النووي وترى فيه تهديدا على المنظومة الدولية وعلى روسيا نفسها، ولكن لا يزال لا توجد أدلة لا لبس فيها عن وجوده (وإن كان هناك من يعتقد بأن ايران في الطريق لأن تصبح دولة، أو أصبحت منذ الآن، دولة على الحافة)؛ على الأسرة الدولية ان تعمل على احتواء البرنامج، ولكن ليس من خلال العقوبات، التي على أي حال ليست ناجعة ولن تحقق هدفها؛ وبالطبع، لا يجب العمل بالطريق العسكري، والذي يعرض بأنه 'كارثة' تنطوي على آثار هدامة سواء على المستوى الاقليمي أم على المستوى العالمي.{nl}الحل الوحيد هو الحل الدبلوماسي، وروسيا اليوم تؤيد عقد مفاوضات بين الأسرة الدولية وايران، في ظل تعاون روسي مع الغرب. {nl}والى ذلك، تؤمن روسيا بأن لديها القدرة الحقيقية في التأثير على ايران ومعقول ان تتوقع ترجمة ذلك الى نقاط استحقاق في الساحة الدولية. وبالفعل، من المتوقع لروسيا ان تشارك مشاركة فاعلة في محادثات 'الستة' القريبة القادمة.{nl}هذا، على المستوى الدبلوماسي. ولكن بالتوازي، تنطلق في روسيا اصوات، ذات صلاحية كبيرة كما يجدر القول، واثقة من ان الهجوم على ايران هو موضوع منته ومرتقب في الاشهر القريبة القادمة. خلف هذا الهجوم، حتى لو نفذته اسرائيل، هناك من يشخص نية الولايات المتحدة لحرب شاملة ضد ايران. ويفسر الامر كتهديد على المصالح الروسية، بسبب هجوم على حليف لها وعضو في محور سياسي تقوده روسيا. فضلا عن ذلك، فان هذه الحرب ستنتقل الى خارج حدود ايران، ضمن امور اخرى الى مجال المصالح الجغرافية السياسية لروسيا، ولا سيما في القوقاز، حيث ان دول المنطقة 'ستُجتذب اليها'. {nl}هذه الدول هي اذربيجان وجورجيا، اللتين تشكلان معا عنصرا في محور استراتيجي غربي (وفي هذا السياق دُرج على ذكر اسرائيل ايضا، مما يمنع، في واقع الامر، مسارات الوصول الروسية جنوبا، ضمن امور اخرى الى حدود ايران. من جنوبهما توجد ارمينيا، التي تُعرض كعضو في محور روسي ايراني، حيث تنتشر ايضا وحدات عسكرية روسية. في هذا الاطار يُذكر السيناريو الذي بموجبه قد تقع مواجهة بين دول القوقاز هذه، بينها وبين نفسها (ويوجد لذلك ما يكفي من الاسباب التي تراكمت في السنوات الاخيرة)، وسيتعين على روسيا ان تتدخل وتشق طريقها الى الجنوب، في اراضي هذه الدول، لتقديم المساعدة لحلفائها ـ ارمينيا وايران. فضلا عن ذلك، فمنذ زمن بعيد تنطلق رسائل ذات طابع مقلق من تيار اللاجئين الكبير المرتقب، لسبب ما، في ان يفر شمالا من ايران المتعرضة للهجوم، نحو اراضي دول القوقاز وأخيرا الى روسيا نفسها. وحتى لو بدت هذه الحجة ضعيفة بعض الشيء، فانها أصبحت مبررا (اعلاميا) مركزيا لتقديرات روسية أمنية في المجال. الموضوع قيد البحث لم يتبق في البُعد النظري فقط، حيث انه في الاشهر الاخيرة تنفذ في روسيا استعدادات للحرب موضع الحديث في المستوى العملي ايضا، بما في ذلك بلورة حلول عملياتية ولوجستية لاعداد الرقابة الاقليمية الجنوبية لروسيا لمواجهة محتملة، في ظل تنفيذ مناورات للقيادات الاستراتيجية وللفيالق، وعلى رأسها في مجال القتال الكيماوي. يتم تعزيز للقوات المنتشرة أمام ساحة المواجهة، والتي يفترض ان تشمل مناطق خلف القوقاز، بما في ذلك مناطق بحر قزوين، البحر الاسود والبحر المتوسط.{nl}بالفعل، يجدر بنا ان نذكر هنا التوتر الروسي التركي الحالي، حيث ان تركيا من شأنها ان تصبح خصما عمليا لروسيا؛ وكذا عمل الاسطول الروسي في الحوض الشرقي من البحر المتوسط، عقب الاحتكاك مع الاتراك في مياه قبرص واستعراض التواجد المتواصل أمام شواطيء سوريا، حليفة روسيا في ذات المحور (وسيكون من المعقول ان نرفق في هذا السياق موضع الحديث سلوك روسيا في السنة الاخيرة في الموضوع السوري).{nl}كل ما قيل أعلاه بدأ مؤخرا يتسلل الى وسائل الاعلام حيث أنه بالتوازي يبدو أنه يجري نوع ما من النقاش الجماهيري حول المسألة الايرانية، يشارك فيه كبار السياسيين، العسكريين، الخبراء من الاكاديميا في روسيا. عموما، يمكن ان نشخص في هذا النقاش الجماهيري معسكرين اثنين: معسكر مؤيدي الحرب، وعلى ألسنتهم شعارات مناهضة للغرب ودعوة الى عمل عنيف تحقيقا للمصالح الروسية الاقليمية والعالمية، في ظل استغلال الوضع ايضا لحل مسائل جغرافية مرافقة سواء في القوقاز أم في الشرق الاوسط. ثمة من يدعون الى ازالة التهديد عن حليفتهم، ايران، من خلال عرقلة العقوبات، بلورة تحالف مناهض للغرب بل والتهديد بسلاح استراتيجي. بعضهم، يتبنون حتى الرأي الايجابي بالنسبة للنية الايرانية لتحقيق السلاح النووي، كوسيلة لتعظيم الاستقرار الاقليمي، بالذات.{nl}من الجهة الاخرى، يلحظ وجود محافل، اكاديمية وجماهيرية، تقف ضد طبول الحرب في روسيا. وعلى ألسنتهم الحجة بأنه في روسيا توجد عناصر معنية باندلاع حرب في ايران وبتدخل روسي فيها. وهؤلاء يحذرون من الآثار الهدامة لهذا النهج ويدعون الى إبقاء الطموح الدولي في الظل، ووقوف روسيا بوضوح الى جانب الأسرة الدولية والعمل المشترك لاحتواء البرنامج النووي لايران، سواء من خلال الحوار أم من خلال ممارسة الضغوط الدولية المنسقة.{nl}ينشأ الانطباع بأنه في روسيا لا يزال لا يوجد موقف متبلور وموحد، على الأقل تجاه الخارج، في موضوع السلوك اذا ما تعرضت ايران للهجوم اذا ما وعندما يتم. سطحيا يبدو انه يوجد خلاف، يعكس ترددات الى جانب طموحات، على حد سواء. ولكن، الاستعدادات لرد عسكري على هجوم على ايران تبدو هي ايضا 'حقيقية'. في هذا السياق، لا يدور الحديث أغلب الظن عن اهتمام روسيا بتدخل عسكري مباشر في الاراضي الايرانية بل عن عملية وفقا لواحد من السيناريوهين التاليين، مع امكانية اندماجهما:{nl}1 ـ السيناريو الاول يستهدف استعراض القوة، يحتمل من خلال تحريك وحدات عسكرية الى الحدود الايرانية، وربما ايضا 'رفع علم' في أرجاء بحر قزوين، الاسود والمتوسط، وذلك، في ظل اطلاق خطاب بارز من اجل نيل نقاط استحقاق دولية (يكفي ان نذكر الحاجة الروسية الى اصلاح اضرار 'الربيع العربي').{nl}2 ـ في السيناريو الثاني يحتمل ان يكون الحديث يدور عن استغلال الهجوم على ايران، اذا ما تطورت الظروف المناسبة لذلك، للدفع الى الأمام بالمصالح الجغرافية السياسية الروسية في منطقة القوقاز، في ظل تحريك القوات نحو اذربيجان وجورجيا، من اجل مساعدة حلفائهم، حل مشاكل انسانية (مثل تدفق اللاجئين) وشروحات اخرى هنا وهناك.{nl}على أي حال، يبدو أنه في روسيا توجد معضلة، في سياقها يجري الآن نقاش مشحون وذو آثار على كل الأطراف ذات الصلة. {nl}باراك اوباما والشرق الاوسط...ميزان السنوات الثلاث الاولى {nl}امريكا ستقرر قيادة الهجوم من الخلف كما حدث في ليبيا في حال استخدام القوة العسكرية في الشرق الاوسط{nl}بقلم: مارك هيلر _معهد بحوث الامن القومي{nl}القليل من الرؤساء الامريكيين في السنوات الاخيرة بدأوا رئاستهم مع جدول أعمال شرق اوسطي بل وعالمي على هذا القدر من الطموح مثلما فعل ذلك براك اوباما في بداية 2009. في نظرة اولى كانت هذه مفاجأة لان مواطني الولايات المتحدة الذين انتخبوه كانوا منشغلي البال حصريا تقريبا في الازمة المالية والاقتصادية التي سادت في الدولة منذ العام 2008. ولم تلعب الشؤون الخارجية عمليا أي دور في الحملة الانتخابية. ويكاد اوباما لا يكون جمع المعلومات والتجربة في كل ما يتعلق بالسياسة الخارجية في اثناء حياته المهنية القصيرة في السياسة الداخلية الامريكية قبل أن يعرض ترشيحه للرئاسة. ولكن اوباما ورث عن الرئيس جورج بوش الابن وفرة من المشاكل الجدية التي ما كان يمكن تجاهلها: ترد في ثقة دول العالم بزعامة الولايات المتحدة، نزعة مناهضة لامريكا واسعة الانتشار في الشرق الاوسط بل حتى في اوساط حلفاء تقليديين للولايات المتحدة في اماكن اخرى، ودور متواصل في حربين بريتين، وكذا حرب عديمة الحدود ضد الارهاب. كل هذا نصب تحديات أمنية ومس ايضا بشكل مباشر او غير مباشر بفرص انتعاش الاقتصاد العالمي والمحلي. وعقب ذلك شرع اوباما فور تسلمه مهام منصبه في سلسلة مبادرات تحت مظلة 'الانخراط' (engagement)، والذي يستهدف تحسين سمعة الولايات المتحدة وترميم شعبيتها في العالم. هذا الانخراط توزع على جبهة واسعة واستهدف جملة متنوعة من الاهداف، ولكنه توجه أساسا لجماهير في العالم الاسلامي من خلال التركيز على مواضيع الشرق الاوسط. {nl}في الوقت الذي دخلت فيه الولايات المتحدة الى فترة انتخابات جديدة للرئاسة (والكونغرس) بدت علائم الانتعاش الاقتصادي، ولكن هذه ليست مستقرة بعد، وبقي الوضع الاقتصادي مصدر القلق الاساس لمعظم مواطني الولايات المتحدة ومعظم السياسيين الامريكية. ومع ذلك، فقد استثمر جمهوريون طموحون قسما من وقتهم على انتقاد أداء اوباما في السياسة الخارجية، ولا سيما في الشرق الاوسط؛ ناطقون بلسان الحكم دافعوا بالطبع عن السياسة التي اتخذها الرئيس والمادة الخام لفحص السنوات الثلاثة لولايته بدأت تتبلور. {nl}حسب المقاييس المطلقة لاكثر مؤيديه مثالية في بداية فترة هذه السنوات الثلاثة، او لمعارضيه الاكثر غضبا في نهاية هذه الفترة، فان اوباما فشل. فهو لم يثبت ديمقراطية جفرسونية في العراق، في افغانستان أو في أي مكان آخر في المنطقة، لم ينجح في أن يحقق اتفاق سلام اسرائيلي فلسطيني، لم ينزع سلاح ايران ولم يدفع لان يحترم العالم بأسره الولايات المتحدة، حبها، يرهبها ويطيعها. ذوو نزعة الكمال وليس فقط الجمهوريون في مسار حملة الانتخابات، كفيلون بالتالي بان يغرون في أن يلصقوا به شارة فشل شامل. ولكن حسب المقاييس الدارجة أكثر، والتي قررتها ادارات سابقة، او حسب المعقول في العالم الحقيقي، فان ميزانه ملتبسا أكثر بكثير. {nl}اوباما والربيع العربي{nl}استنتاج يتناسب مع اجمال الميزان هو ان نهج اوباما حقق نتائج متواضعة، باستثناء، وللمفارقة، مجال واحد، في بداية عهد حكمه لم يشدد عليه بشكل بارز، ولكن يعتبر موضوعا تتميز به سياسة الشرق الاوسط لسلفه في المنصب التحول الديمقراطي. في هذا ايضا، كان الانجاز حقيقيا فقط بالنسبة للشرط المسبق اللازم للتحول الديمقراطي وهو- اضعاف او ابعاد أنظمة الحكم المطلق ولكن يمكن ان نعزو هذا الانجاز فقط بقدر محدود لنشاط ادارة اوباما. ففي بداية العام 2012 لم تتوفر أدلة كثيرة على أن سقوط الحكام المطلقين بالفعل حفز نشوء ثقافات ومنظومات سياسية ديمقراطية. الفرضية خلف رد الفعل التلقائي للثورات في تونس، في مصر، في ليبيا، في اليمن والانفجازات ضد النظام السوري، والمغلفة جدا بتعبير 'الربيع العربي' هي ان مثل هذه التطورات ستحصل بالفعل. ولكن التطورات منذئذ تشير الى الامكانية الاكثر احتمالا، في أن تكون القوى الاسلامية هي الرابح الاكبر من الوضع الناشئ. وحتى لو حظيت النزعة الاسلامية بتأييد أوسع من ذاك الذي حظي به الديمقراطيون، والذين سمح سقوطهم لها بالازدهار، فان النظام الجديد من شأنه، في نهاية المطاف الا يكون اكثر ليبرالية من النظام القديم، بل ويحمي بقدر اقل من سلفه الاقليات والنساء. باختصار، بعد مظاهر العطف الاولية نحو موجة غير مسبوقة من النشاط الشعبي ضد النظام، يأتي في أعقابها التخوف المتعاظم من أن 'الربيع العربي' قد يتحول الى 'شتاء اسلامي'.{nl}اوباما كزعيم حرب: العراق وافغانستان{nl}بالفعل فتحت على الاقل نافذة، وإن لم تكن متوقعة للتحول الديمقراطي. اشارات مشابهة تبشر بتغيير ايجابي محتمل لم تتوفر في معظم مجالات الاهتمام التي كرس لها اوباما كل جهده. في العراق توفرت ظاهرا ظروف أتاحت انسحابا مرتبا للقوات الامريكية. ومع أنه كانت أحداث متكررة من العنف بين الطوائف في العراق، ولكن الهجمات على قوات التحالف تقلصت جدا. فضلا عن ذلك، فان أداء الحكومة العراقية داخل في حالة اعتيادية معينة، وادارة شبه الحكم الذاتي تؤدي دورها جيدا في اقليم كردستان. وهكذا نجح اوباما في أن يفي بالتعهد، الذي في واقع الامر تعهد به بوش (واوباما أعاد تأكيده)، بالكف عن حملات القتال النشطة للقوات الامريكية في العراق في آب 2010 وسحب القوات تماما في نهاية 2011. وقد أرضى الامر الناخبين الامريكيين، الذين وافقوا على الانسحاب بأغلبية ثلاثة الى واحد. ولكن هذا النجاح كانت نتيجة لقرار من طرف واحد، لم يكن ممكنا تكراره لو كانت الخطوات اللازمة لغرض تحقيقه متعلقة بالتعاون من الاخرين. وهكذا لم يكن بوسع الولايات المتحدة ان تضمن اتفاقا بتواجد مستمر، للمشورة والتدريب. وأخطر من ذلك، بقيت تحفظات جدية حول قدرة العراق على اقامة ديمقراطية مستقرة وآمنة بعد مغادرة الامريكيين. شكوك متعاظمة تثور بالنسبة لامكانية بناء هوية وطنية عراقية شاملة وتوافق في عدة مواضيع مختلف عليها (مثلا، توزيع متفق عليه للمداخيل من النفط). توجد شكوك في رغبة حكومة العراق في مواصلة سياسة لا تضرب مصالح امريكية اخرى في المنطقة في ضوء القرب والنفوذ الايراني. تلميح بالتوجه الاقليمي المستقبلي بالعراق يمكن أن نجده منذ الان في امتناعه عن القرار بتجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، او الانضمام الى العقوبات التي فرضت عليها.{nl}انعدام يقين مشابه رافق الاحداث في افغانستان. مع أن اوباما ايد الحملة في افغانستان بصفتها 'حربا لا مفر منها' (مقابل الحرب الخيارية في العراق، التي عرضها بثبات)، تطورت الحرب في افغانستان في أول سنة لولايته بذات الشكل الباعث على اليأس، مع خسائر فادحة، تحديات اكثر فأكثر جسارة من جانب طالبان، وتقدم غير مثير للاهتمام في بناء قوات الامن المحلية. وردا على ذلك بادر اوباما الى اعادة تقويم الاستراتيجية وفي نهاية المطاف اختار الحل الذي تبناه بوش في العراق ـ 'اندفاع' (surge) هدفه توسيع صلاحية الدولة المركزية، وكسب الوقت حتى التسليم النهائي للمسؤولية لحكومة أفغانستان. وأعطت الاستراتيجية بضع نتائج ايجابية: بناء الجيش الوطني الافغاني وتطوره بسرعة، معاقل طالبان انتقلت أكثر فأكثر الى سيطرة الحكومة التحالف، وفي العام 2011 هبط عدد هجمات الثوار بنحو 25 في المائة. كل هذا سمح لاوباما بان يبدأ بسحب القوات، والعودة الى إقرار تعهده بانهاء التدخل الحربي في افغانستان حتى العام 2014. ولكن مثلما في العراق، الاستقرار الذي تحقق من خلال التدخل المكثف لقوة المساعدة الامنية الدولية (ISAF) بقيادة الولايات المتحدة موضع شك بسبب عنف فئوي عنيد لا يتوقف، وبسبب شكوك في صدق بل وفي قدرة الحكومة الافغانية على البقاء بعد انهاء الادوار القتالية لقوة المساعدة الامنية الدولية (وانتهاء ولاية الرئيس حميد كرزاي). اضافة الى ذلك، فان قسما كبيرا من التقدم تحقق في أعمال منع الطالبان من اللجوء الى ما وراء الحدود في الباكستان، ولا سيما من خلال هجمات الطائرات بدون طيار. ولكن كنتيجة للخسائر في أوساط المدنيين، والتي اوقعتها هذه الهجمات (وكذا للاتهامات الامريكية بالازدواجية الاخلاقية الباكستانية في العلاقة مع الطالبان) طرأ تدهور جدي في علاقات الولايات المتحدة الباكستان. ولهذا فقد طرحت مخاوف من أن تستغل الباكستان نقاط الضعف الافغانية بعد 2014 فتلغي باسرع وقت ممكن الانجازات التي ستتبقى بعد أن ينتهي التواجد الامريكي في افغانستان. {nl}ايران نووية: خطوة الى الوراء خطوة ونصف الى الامام{nl}اذا كان هذا الاستعراض للتطورات في موضوع التحول الديمقراطي ومسألتي العراق وافغانستان يؤكد الاستنتاج بان 'المحلفين لم يتوصلوا بعد الى قرار'، فانه لا يمكن قول ذلك عن بنود هامة اخرى على جدول أعمال اوباما بالنسبة للشرق الاوسط. الابرز بين هذه البنود، مع آثار مباشرة على الامن القومي، هو ايران. فقد كرر اوباما الالتزام الذي اورثه له سلفه في المنصب الرئيس بوش، في عدم السماح لايران باقتناء قدرة نووية عسكرية. ولكن نهجه الاولي كان الوصول الى هذا الهدف بوسائل مختلطة. فقد قدم اوباما عدة بوادر مصالحة طيبة تعامل بشكل ودي مع الجمهورية الاسلامية، بعث للشعب الايراني بالتهنئة بالسنة الجديدة بل وحتى امتنع عن أي تعبير للتأييد للحركة الخضراء التي نهضت بهدف الاحتجاج على الغش في الانتخاب المتجدد لمحمود احمدي نجاد في منتصف العام 2009 وواصلت طرح تحدٍ جدي أمام النظام. ولكن عندما استجيبت 'اليد المفتوحة' التي مدها اوباما في خطاب تتويجه 'بقبضة شديدة'، انتقل الى مسار عمل مختلف. فقد نسقت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية دولية ومن طرف واحد، وفرضت عقوبات اخرى اشد. بل وطرح ايضا ظن بشأن دور لها في عدة خطوات نشطة ضد ايران، مثل التخريب الالكتروني للمنشآت المتعلقة بالنووي، وتصفية عدة خبراء يشاركون في برنامج السلاح النووي. ومع ذلك لم ينجح اوباما في تجنيد دعم دولي جارف لما وصفته وزيرة الخارجية ذات مرة بعقوبات 'شالة'، وذلك رغم المساعي 'لاشراك' لاعبين دوليين رئيسيين، مثل روسيا، الصين وتركيا. وقد رفض حتى نهاية العام 2011 ـ ربما ردا على انتقاد تعاظم من جانب الجمهوريين الذين يشاركون في السباق الى ترشيح حزبهم للرئاسة اتخاذ الخطوات الاقتصادية احادية الجانب الاكثر حدة التي حثه آخرون على اتخاذها (مثل وقف كل علاقة بالبنك المركزي الايراني)، او التصريح علنا بوجود تهديد عسكري مصداق، اذا ما فشلت كل الخطوات الاخرى. في أعقاب النشاطات التي ذكرت هنا عانى برنامج السلاح الايراني من نقاط خلل وتأخيرات، وأظهر الاقتصاد الايراني اعراض ضغط جدي (ارتفاع حاد للاسعار وانخفاض سعر العملة)، وبدأ النظام يبدي علائم واضحة من ثوران الاعصاب.{nl}ومع ذلك، تكاد لا تكون هناك ادلة تشير الى أن البرنامج النووي نفسه قد شل، او حتى اصيب بازعاج حرج ما، ولا دليل يشير الى أن النظام يفكر بجدية بهجر برامجه تماما.{nl}المسيرة السياسية: الجبل الذي تمخض فولد فأرا{nl}مساعي اوباما لدفع المسيرة السلمية الاسرائيلية ـ الفلسطينية الى الامام اعطت في نهاية المطاف القليل من الثمار هذا اذا كانت أعطت شيئا بالاصل. {nl}التقدم في هذه المسيرة كان ربما العنصر الحقيقي الاهم في جدول أعماله الشرق اوسطي، وكذا بؤرة اهتمام رمزية له كما بدا بسبب الفرضية بان نهج الولايات المتحدة من هذه المسألة هو موضوع مقلق جدا، إن لم يكن مقلقا للغاية، في علاقات الولايات المتحدة مع العالم العربي والاسلامي، وكذا مع العديد من الحلفاء في اوروبا. وعليه فقد بدأ اوباما يعنى بهذا الموضوع يكاد يكون من يومه الاول في منصبه، بل وأبدى تدخلا شخصيا، وليس فقط كي يصد الاتهامات التي وجهت الى اسلافه في أنهم لم فعلوا القليل جدا وعملوا متأخرا جدا. وتضمن هذا التدخل ضغطا على رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو لتبني مواقف لا تخرج جوهريا عن التفضيلات السياسية للادارات الامريكية السابقة. ولكن مطالب الادارة طرحت بشكل خلق احتكاكا جديا بين اوباما ونتنياهو. ومع ذلك قدمت تنازلات جديرة بالاشارة من جانب نتنياهو، بما في ذلك تأكيد متجدد، أثار صدى اعلامي قوي بين الجمهور، على المبدأ بان النزاع سيحل على أساس 'دولتين للشعبين'، وتجميد لعشرة اشهر للبناء في المستوطنات. ومع ختام تسعة اشهر من التجميد اقتيد رئيس م.ت.ف ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أو اجبر على العودة الى المفاوضات التي علقت منذ أواخر 2008، ولكن بعد أقل من شهر من الاتصالات العقيمة وعديمة الهدف رفض عباس المواصلة، الا اذا مدد نتنياهو فترة التجميد وقبل بشروط الاطار التي يقترحها الفلسطينيون، ولا سيما بالنسبة للبعد الاقليمي. هذه الشروط يحتمل الا تكون مقبولة على أي حال في ائتلاف نتنياهو، والاحتمالات للتأييد لها لم تتحسن جراء عدم قدرة اوباما على ضمان تنازلات لفظية من عباس، وعلى رأسها التزام متبادل بصيغة مبدئية للدولتين للشعبين، او حتى خطوات لبناء الثقة، متواضعة في طبيعتها، من جانب دول عربية اخرى. وواصلت الولايات المتحدة الضغط لاستئناف المفاوضات احيانا بنفسها وفي احيان اخرى من خلال الرباعية الدولية، ولكن في منتصف العام 2011 خبت الحماسة للتدخل الامريكي المتواصل والمكثف فيما سمي بالمسيرة السلمية 'المزعومة'.{nl}ليس واضحا اذا كانت هذه نتيجة تقدير التعقيدات التي بدت في البداية كمهمة بسيطة للغاية، احباط اوباما رغم نزعة الود تجاه العالم العربي والاسلامي والاستعداد للصدام مع اسرائيل ـ في أنه لم يتمكن من تحقيق أكثر من أسلافه في جسر الفوارق بين مواقف اسرائيل ومواقف الفلسطينيين، صرف الانتباه الى الاحداث الدراماتيكية التي لقبت بالربيع العربي، او حساسية زائدة لاعتبارات سياسية داخلية في الوقت الذي بدأت فيه امريكا تتقدم نحو انتخابات 2012. اذا كان التفسير هو السياسة الداخلية فقط، او حتى بالاساس، فانه يمكن عندها ان يكون اوباما، اذا ما انتخب مرة اخرى، سيبدأ من جديد مساعيه الحثيثة في هذه الجبهة في العام 2013. اما اذا كان التفسير هو خليط من كل هذه العوامل، فان سياسة الولايات المتحدة في المستقبل ـ سواء بقيادة اوباما أم بقيادة رئيس جمهوري ـ ستكون بقدر أقل نزاعة أقل الى الفاعلية واتخاذ اعمال مبادر اليها اقل.{nl}يمكن بالطبع الادعاء بان تغيير السياسة واتخاذ خط عمل جديد من جانب اوباما في بداية حكمه كان خطوة مغلوطة كون الفلسطينيين ما كان يمكنهم أن يظهروا كمرنين اكثر من الولايات المتحدة وهكذا عمليا نشأ الجمود في المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين. {nl}ولكن ليس هذا هو العامل الذي سرع الجمود. كان هذا شيء ورثه اوباما بسبب عدم قدرة الرئيس عباس ورئيس الوزراء ايهود اولمرت على الوصول الى اتفاق في المفاوضات التي اجرياها ورفض عباس لمزيد من الاتصالات كرد على 'رصاص مصبوب' في أوائل العام 2008. على أي حال، لا يمكن أن نعرف اذا كانت ادارة اخرى او نهج آخر لهذه الادارة سيحدثان تغييرا جذريا. كل ما يمكن قوله بثقة ما هو انه بعد ثلاث سنوات من التطلع الى اتفاق سلام اسرائيلي فلسطيني او على الاقل الى شيء ما كفيل بان يبدو كمسيرة سلمية قابلة للحياة، بقيت فجوة واسعة جدا بين ما هو مرغوب من اوباما وبين ما هو ممكن. {nl}سياسة 'الانخراط' والرغبة في أن يكون محبوبا{nl}مع ذلك يمكن التوقع بان تمنح مجرد المحاولة اوباما نقطة استحقاق سياسية في عيون عربية/اسلامية (وان كان هذا اثار شكوكا تجاهه في اسرائيل وفي اوساط المؤيدين لها في الولايات المتحدة، من يهود وغير يهود). ولكن حتى هذه الامنية بقيت متملصة. نزعة الفاعلية لدى اوباما في الموضوع الاسرائيلي الفلسطيني كانت جزءا من مسعى أوسع للانخراط (engagement) كانت ترمي الى اعادة توصيف الولايات المتحدة وترميم سمعتها. عناصر اخرى للانخراط كانت اعادة نظر واسعة النطاق للقاموس الدبلوماسي الامريكي مع شطب عبارات 'الحرب ضد الارهاب' او حتى تعبير 'الارهاب' نفسه، وابعاد كل مفهوم يرمز الى الصلة الدينية بعدو أمريكا الذي يعاد تعريفه 'تطرف عنيف' (violent extremism) وكل هذا من أجل عدم المس بالمشاعر الاسلامية.{nl}وبدلا من ذلك شددت الادارة عن وعي على قيم، مصالح وتاريخ اسلامية امريكية مشتركة. وكان الناطق الاساس بلسان هذه الدبلوماسية العامة هو الرئيس نفسه، الذي نقل بشكل شخصي الرسالة في زيارات ذات تغطية اعلامية عالية الى عواصم الدول الاسلامية بما فيها أنقرة، الرياض، القاهرة وجاكرتا. {nl}السعي نحو التأييد الشعبي لم يكن بالضرورة هدفا بحد ذاته للسياسة الخارجية. فالنظر الى الولايات المتحدة بطريقة ايجابية كان لا بد سيفيد الدبلوماسيين الامريكيين بالعمل بتعاون مع نظرائهم في البلدان الاخرى براحة اكبر.{nl}ولكن الدافع الحقيقي كان على ما يبدو التوقع بان أجواءا أكثر راحة سيدفع الحكومات الاجنبية الى الاستجابة برغبة أكبر الى تفضيلات الولايات المتحدة.{nl}وسؤال لا يوجد له جواب بعد هو الى أي حد تترجم فيه بالفعل 'القوة الرقيقة' الى صيغ سياسية؛ ولكن حقيقة هي انه بينما دفع نهج اوباما هذا بالفعل الى الامام اعادة تموضع الولايات المتحدة في دول عديدة خارج الشرق الاوسط ولا سيما في اوروبا (حيثما كانت سمعة جورج بوش الابن في أسفل الدرك)، فانه فشل في اثارة انطباع جيد في اوساط من كانوا في الاصل جمهوره المستهدف الاول. {nl}اما بالنسبة للموضوع ذي الاثار الامنية الاكثر فورية، فقد أظهرت استطلاعات المواقف في الدول الاسلامية بان الامل في ان تصد رئاسة اوباما التأييد الاجتماعي للعنف الجهادي 'أثبت نفسه كحلم عابث'. وبشكل أكثر عمومية، فان المواقف من السياسة الامريكية، للولايات المتحدة بشكل عام، للشعب الامريكي ولاوباما نفسه، تتراوح من عدم الاكتراث حتى المواقف السلبية للغاية. {nl}استطلاع الرأي العام السنوي الذي تجريه جامع ميريلاند ونشر في تشرين الاول 2011 (واجري في مصر، الاردن، لبنان، المغرب، اتحاد الامارات العربية) أظهر بان لدى 26 في المائة من المستطلعين موقفا ايجابيا جدا او ايجابيا الى حد ما تجاه الولايات الولايات المتحدة (مقابل 15 في المائة في العام 2009)، وكان لـ 56 في المائة موقف غير ايجابي الى حد ما او جد غير ايجابي (مقابل 84 في المائة في العام 2009)؛ ولكن معدل الاراء الايجابية عن الرئيس نفسه انخفض الى 34 في المائة (من 39 في المائة في 2009).{nl}ومعدل الاراء السلبية ارتفع الى 43 في المائة (من 24 في المائة في العام 2009). فضلا عن ذلك، فان 20 في المائة فقط بقوا مفعمين بالامل من سياسة اوباما الشرق أوسطية (مقابل 47 في المائة في العام 2009)، و 52 في المائة كانوا عديمي الامل (مقابل 15 في المائة في 2009). نتائج معهد بيو (Pew Foundation) كانت اقل تشجيعا.{nl}ففي استطلاع العام 2011 والذي اجرى في 22 دولة في الشرق الاوسط وجنوب آسيا، تبينت آراء غير ايجابية عن الولايات المتحدة في مستويات عالية: في مصر (79 في المائة مقابل 75 في المائة سجلت في السنة الاخيرة لادارة بوش)؛ في الاردن (84 في المائة)؛ في تركيا (75 في المائة)؛ في الباكستان (75 في المائة). واضح أنه ينبغي التعاطي مع كل استطلاع كهذا ببعض الشك. {nl}فقد أظهر مشروع بيو بان 17 في المائة من المستطلعين في مصر فضلوا ان يقود 'الاخوان المسلمون' الحكومة التالية، بينما في الجولة الاولى في الانتخابات للبرلمان حصل 'الاخوان' على اكثر من 40 في المائة من الاصوات؛ وحسب استطلاع جامعة ميريلاند، فان نحو ثلث الناخبين سيؤيدون 'حزبا اسلاميا'، بينما اجترف 'الاخوان المسلمون' وحزب 'النور' الاكثر راديكالية ضعفي الاصوات تقريبا. ولكن رغم التحفظات على دقة استطلاعات كهذه، فان معظم الادلة تميل الى تأكيد الاستنتاجات بان الانخراط باسلوب اوباما فشل في محاولة تحسين مكانة الولايات المتحدة في معظم العالم العربي الاسلامي. {nl}وبالنسبة للمسألة المعينة المتعلقة بالنظرة العامة لامريكا، فان التفسير الاكثر معقولية لفشل اوباما، في البلدان العربية على الاقل، يبدو كامنا في بروز علاقات اسرائيل الولايات المتحدة.{nl}فقد كشف استطلاع جامعة ميريلاند في العام 2011 النقاب عن أن 46 في المائة اشاروا الى فلسطين/ اسرائيل بانه الموضوع الوحيد في السياسة الامريكية التي خيب امالهم اكثر من كل باقي المواضيع معا (العراق، المواقف من الاسلام، افغانستان، حقوق الانسان، الديمقراطية والمساعدة الاقتصادية). {nl}فضلا عن ذلك، فقد ذكر 55 في المائة اتفاق السلام الاسرائيلي الفلسطيني و 42 في المائة وقف المساعدة الى اسرائيل، كواحدة من خطوتين ستحسنان، أكثر من أي شيء آخر، رأيهم في الولايات المتحدة.{nl}مفهوم أنه لا يمكن ان نتوقع من أي رئيس للولايات المتحدة أن يفي بشروط كهذه، وذلك لان مضمون اتفاق السلام الذي ستكون الولايات المتحدة مطالبة بتوفيره يوجد على مسافة أبعد حتى مما وافقت عليه في أي وقت من الاوقات حكومات في الغرب والتي هي اكثر عطفا على الفلسطينيين، ناهيك عن الولايات المتحدة (فما بالك عن اسرائيل). فمثلا الاستطلاع المذكور لجامعة ميريلاند أظهر بان 37 في المائة من المستطلعين اعتبروا 'حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى ديارهم' بانه المسألة المركزية في النزاع الاسرائيلي الفلسطيني، اكثر من الدولة الفلسطينية المستقلة في الضفة الغربية وفي غزة أو السيادة العربية في شرقي القدس.{nl}في هذا السياق على الاقل يشير الامر الى جانب المفارقة في السعي وراء التأييد الشعبي، ليس كهدف بحد ذاته بل كبعد في 'القوة الرقيقة': القدرة على تشجيع آخرين على الموافقة على التفضيلات الامريكية مشروط باستعداد الولايات المتحدة للموافقة على تفضيلات الاخرين. {nl}وهذه معضلة لم يحلها اوباما أكثر مما حلها أسلافه، أو سيحلها اولئك الذين سيأتون بعده. {nl}قيود القوة الامريكية، مع اوباما او بدونه{nl}اوباما نفسه لم يبقَ ملتزما مبدئيا بنهجه الاولي. فقد طرح الانخراط كنظرية مضادة للنزعة احادية الجانب الحازمة التي نسبت بشكل جارف، ولكن تبسيطي، لادارة بوش (ولا سيما في الولاية الثانية) واضرت جدا بمكانة امريكا في العالم.{nl}ولكن الادارة سرعان ما استوعبت الفهم في أنه يجب ان يضاف الى الانخراط قدرا من البرغماتية والاستخدام لادوات اخرى، بما فيها تلك التي اخذت من مخزون ادارات لم يسبق ان اتهمت بالسذاجة أو بالمسالمة. وهكذا أخرج اوباما الى حيز التنفيذ فكرة الاندفاع (surge) في افغانستان ووسع استخدام هجمات الطائرات بدون طيار خلف الحدود في الاراضي الباكستانية، شدد الضغط على ايران، صادق على تصفية مركزة (بمعنى اعدام بدون محاكمة لارهابيين بارزين بمن فيهم اسامة بن لادن وانور العوالقي، المواطن الامريكي)، وتطبيق منظومة أمن داخلي مشددة ومحسنة احبطت عدة محاولات جدية لهجمات ارهابية في الولايات المتحدة. أيا من هذه الامور لا يدعم الادعاء بان كل فشل في تحقيق الاهداف للخارجية أو الامن ينبع من امتناع اوباما عن استخدام القوة. {nl}التفسير لحقيقة أن اوباما لا يمكنه أن يظهر تقدما جديا في مواضيع له مصلحة جوهرية فيها في الشرق الاوسط (وفي اماكن اخرى)، يكمن بقدر أقل في فهم جذري للعالم، يستند الى ميل العامل الاجتماعي المجتمعي للاعتماد على القوة الرقيقة، ويرتبط بقدر أكبر بالقيود البنيوية للقوة الامريكية.{nl}الولايات المتحدة تحتفظ بقوة عسكرية لا يمكن أن يقاس بها أي خصم محتمل، او جملة من الخصوم في الشرق الاوسط. هذه القوة تكفي لتهزم قوات عسكرية اقليمية وتدمر أنظمة معادية، مثلما حصل في العراق، في أفغانستان وحتى في ليبيا. ولكن استخدام القوة العسكرية منوط بوجود ارادة سياسية، وهذا منوط جزئيا بالشرعية التي تعطيها أطراف ثالثة، وجزئيا بالاعتراف بان القوة العسكرية لن تخلق فقط نتائج دمار، بل وبناء، بكلفة معقولة. التجربة في العراق وفي افغانستان ضعضعت الثقة بان يوجد ايضا النوع الثاني من النتائج، ولهذا توجد حماسة اقل لتجارب اخرى كهذه ولهذا فقد اختارت الولايات المتحدة 'قيادة الامور من الخلف' في ليبيا. {nl}فضلا عن القوة العسكرية، التي بدأت تنكشف بالقيود جراء الاحتياجات الاقتصادية العاجلة وفي كل الاحوال غير قابلة للتطبيق في معظم التحديات التي تقف أمامها الولايات المتحدة، لا توجد أدوات عديدة في صندوق الادوات الامريكي. فالمفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية كان يمكن أن تقاد بشكل مجد من الولايات المتحدة (اكثر مما من أي لاعب دولي آخر) لو كانت هناك ارادة قوية وعاجلة لدى الطرفين للوصول الى اتفاق سلام، ولكن ليست هذه هي الحال.{nl}فبناء الامم يمكن أن يتلقى المساعدة (حتى من خلال وسائل عسكرية) اذا كانت توجد مؤشرات على الهوية القومية، ولكن مشكوك فيه أن تكون هذه هي الحالة في العراق وفي افغانستان (او في اليمن او في ليبيا)، رغم ميل الناطقين الامريكيين الى توحيد تعبيري 'الامة' و'الدولة'. التحول الديمقراطي يمكن أن يشجع من خلال اشارات واضحة في أن الولايات المتحدة لم تعد تؤيد النظام القديم (حتى لو كان وقف الدعم للحكام المطلقين يفسر في نظر الحكام المطلقين الاخرين وكأن أمريكا لم تعد شريكا مصداقا)، ومن خلال دعم فني ومالي في بناء المؤسسات. {nl}ومع ذلك، فلمثل هذه الخطوات كفيل بان يكون تأثير ملموس للمدى البعيد فقط اذا ما تضمنت الثقافة الاجتماعية السياسية التي خلفها استعدادا لقبول أفكار التعددية، التسامح وسيادة الفرد، ولكن ليس هذا هو الوضع. يمكن أن نتبين، في افضل الاحوال، بوادر فقط لمثل هذه الثقافة، والتي توجد أساسا لدى الشباب من الطبقة الوسطى العلمانية. {nl}فقد كان هؤلاء اول من خرج الى شوارع تونس والقاهرة واجتذبوا اهتمام الجمهور في الغرب قبل أن تلقي بظلالها عليهم قوى اخرى اكثر تجذرا في مجتمعاتهم.{nl}بوادر هذه الثقافة كفيلة بان تتطور الى اتجاه ديمقراطي ليبرالي؛ ولكن اذا ما حصل هذا بالفعل، فانه لن يحصل بفضل هندسة امريكية للجنود، للاقتصاديين، للعاملين الاجتماعيين، المثقفين أو الرؤساء سواء كان هذا براك اوباما أم من سيأتي بعده.{nl}خطوط سوداء لصورتنا {nl} بقلم : اسرة التحرير _هارتس.{nl}عرض الرسم الصبياني للقنبلة من على منصة الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك والخط الاحمر الذي رسمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو جذب الانتباه الى الفصل الايراني من خطابه. {nl}فقد تجاهل نتنياهو الدعوة التي اطلقها رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، من على المنصة ذاتها، للتوقيع على اتفاق سلام على أساس مبادرة السلام العربية الصيغة التي تعرض على اسرائيل اعترافا بحدود الخط الاخضر وعلاقات طبيعية مع كل الدول العربية. {nl}ولم يتناول رئيس الوزراء ايجابا أم سلبا تحذير الزعيم الفلسطيني من انهيار السلطة والقضاء على حل الدولتين. وبدلا من ذلك وبخ عباس في خطابه إذ قال: 'لن نحل النزاع بيننا بخطابات تحريضية في الامم المتحدة'.{nl}وحيال النظام الايراني، الذي أسماه 'قوى العصور الوسطى للاسلام المتطرف'، وضد 'خطاب التحريض' لعباس، عرض نتنياهو اسرائيل كعضو عزيز في اسرة الحداثة، التي تعيش فيه اليهودية، المسيحية والاسلام بسلام واحترام متبادل. وتباهى رئيس الوزراء بانجازات اسرائيل في التعليم، في العلم وفي التكنولوجيا. {nl}وافتخر بالمساعدات التي تقدمها اسرائيل الى المتضررين بالكوارث الطبيعية في أرجاء العالم وبمساهمتها في منع الجوع في العالم الثالث، بل ومجد رئيس الوزراء وضع حقوق الانسان في اسرائيل ومكانة المرأة والاقليات في الدولة. {nl}وفي الوقت الذي يتباهى فيه نتنياهو بتنور اسرائيل، فان رجال الدين عنده يطلقون الفتاوى في مواضيع الامن والسلام، ويمنع الحاخامون عن الاطفال حق التعليم الاساس والنساء يدحرن الى مؤخرة الحافلات. {nl}وتحرم حكومة نتنياهو شعبا آخر من حريته، تطرد اللاجئين الى موتهم، تطارد منظمات حقوق الانسان وتمس بالحرية الاكاديمية. في الوقت الذي يعرض فيه نتنياهو خطوطا حمراء أمام الجيران، فان كل طفل ثالث في اسرائيل في العام 2012 يعيش تحت خطر الفقر وكل عالم رابع يبحث عن مستقبله خلف البحر. {nl}وبالفعل، لقد حققت اسرائيل انجازات مثيرة للانطباع واكتسبت لنفسها مكان شرف في عالم العلم، التكنولوجيا والثقافة. وتحت قيادة نتنياهو، ترسم قوى العصور الوسطى لليهودية المتطرفة ونزعة القومية المتشددة خطوطا سوداء لصورة اسرائيل.<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/10-2012/اسرائيلي-170.doc)