المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقلام وآراء اسرائيلي 175



Haneen
2012-10-09, 10:29 AM
أقلام وآراء اسرائيلي 175{nl}في هــــــذا الملف{nl}من وإلى العراق: معنى خروج القوات الأمريكية{nl}بقلم: أفرايم كام، معهد بحوث الامن القومي جامعة تل أبيب{nl}.{nl}انباء طيبة من طهران{nl}بقلم: دافيد منشاري ، عن هآرتس{nl}أنقذوا الاردن{nl}بقلم :عمير بن دافيد ،عن يديعوت{nl} {nl}من وإلى العراق: معنى خروج القوات الأمريكية{nl}بقلم: أفرايم كام، تقدير استراتيجي ـ معهد بحوث الامن القومي جامعة تل أبيب.{nl}الان بات نهائيا. في نهاية العام 2011 انتهت عملية خروج قوات الجيش الامريكي من العراق. الادارة الامريكية وقادة القوات في العراق طلبوا الابقاء فيه لبضعة الاف جندي لمواصلة تدريب قوات الامن العراقية ومساعدتها أساسا في حماية الحدود والمجال الجوي، الفصل بين المنطقة الكردية في الشمال والمنطقة العربية وجمع المعلومات الاستخبارية. هكذا أراد أيضا معظم زعماء العراق بمن فيهم رئيس وزرائه، نور المالكي الشيعي. ولكن عقب ضغوط داخلية وضغوط ايرانية لم يتحقق اتفاق على مواصلة بقاء قوات امريكية في العراق، فقررت ادارة اوباما اخراج ما تبقى من قوات نحو 45 الف جندي في خريف 2011 حتى نهاية السنة. {nl}القرار المبدئي باخراج القوات من العراق اتخذ في العام 2007، في عهد ادارة بوش. السنوات 2004 2007 كانت هي السنوات الاصعب في العراق، وفي كل واحدة منها قتل أكثر من 820 جندي أمريكي و 20 الف مواطن عراقي. كثرة الخسائر ولدت في الولايات المتحدة الاحساس بان احتلال العراق كان خطأ وأن أهدافه غير قابلة للتحقق الكامل، وزادت الضغط على الادارة لانهاء قضية العراق. ولكن تطبيق القرار تأجل خشية فقدان الانجازات التي تحققت حتى الان، وتعاظم الارهاب في العراق أو محيطه وفقدان الولايات المتحدة مصداقيتها في نظر أصدقائها وأعدائها. منذ العام 2007 نجحت القوات الامريكية، بمساعدة قوات الامن العراقية، في أن تقلص بشكل كبير حجم العنف في العراق: عدد الخسائر للقوات الامريكية انخفض من رقم قياسي بنحو 900 قتيل في العام 2007 الى 54 قتيل في 2011، وحجم خسائر المواطنين العراقيين انخفض من رقم قياسي بلغ 34.500 في 2007 الى نحو 2.500 في 2010. الانجازات العسكرية، انخفاض العنف، بناء قوات الامن العراقية وادخالها في نشاط عملياتي بنجاح نسبي، وبداية بناء مؤسسات ديمقراطية في الدولة ولدت الامل في أن تستمر المسيرة، وسمحت باخلاء القوات. على هذه الخلفية وقعت الحكومتين الامريكية والعراقية في تشرين الثاني 2008 على وثائق أساس حددت مستقبل العلاقات الاستراتيجية بينهما، وقضت بخروج كل القوات الامريكية بالتدريج من العراق حتى نهاية العام 2011. {nl}العراق والولايات المتحدة على حد سواء دفعا ثمنا باهظا. فقد خسرت الولايات المتحدة نحو 4.500 جندي، منهم 160 في أثناء الاحتلال والباقي في السنوات التالية لذلك ونحو 32 ألف جريح. من قوات التحالف الاخرى قتل نحو 300 جندي، معظمهم بريطانيون. وتقدر نفقات الحرب بـ 900 مليار حتى تريليون دولار. عدد المواطنين العراقيين الذين قتلوا يقدر بـ 100 الف 12 الف، وتوجد تقديرات أعلى بكثير. نحو 10 الاف من قوات الامن العراقية قتلوا. أغلبية ساحقة من القتلى العراقيين وقعوا على أيدي ميليشيات ومنظمات عراقية. الاقتصاد العراقي تضرر بشدة. ورغم غنى النفط لديه فقد تدهور الى المرتبة الـ 161 بتعابير الانتاج القومي الخام للفرد. نحو 2.25 مليون عراقي فروا من العراق، وبالاساس الى الاردن والى سوريا، ومثل هذا العدد نزحوا من منازلهم داخل العراق. {nl}مشكلة العراق: مستوى العنف{nl}في أعقاب اسقاط نظام صدام حسين وضعت الولايات المتحدة لنفسها عدة أهداف في تصميم وجه العراق والنظام الذي سيسوده. فقد سعت الادارة الامريكية الى أن تبني العراق كدولة مستقرة، ديمقراطية، ذات نظام معتدل، لا تشكل قاعدة اخرى للارهاب والتهديد لجيرانها، وكشريك استراتيجي للولايات المتحدة على المدى البعيد. فكم حققت الولايات المتحدة من هذه الاهداف، أو ستحققها في المستقبل؟ {nl}المفتاح لتحقيق هذه الاهداف يوجد في مسألة الاستقرار الداخلي للعراق. العدد الهائل من القتلى واللاجئين في العراق، والضرر الشديد لاقتصاده هما نتيجة قتال منظمات مختلفة مثل 'القاعدة في العراق' والميليشيا الشيعية 'لواء اليوم الموعود' برئاسة الزعيم الراديكالي مقتدى الصدر للقوات الامريكية بهدف اخراجها من العراق. ولكن بالاساس يعكس نشاط هذه المنظمات العداء بين الطوائف الثلاثة الاساس في العراق، والذي تفجر الى الخارج في أعقاب التدخل العسكري الامريكي: السنة، الذين سيطروا في العراق منذ أجيال رغم كونهم أقلية 20 في المائة من السكان، دحروا الان من الحكم وهم يجدون صعوبة في التسليم بوضعهم ويكافحون في سبيل مكانهم؛ الشيعة، الذين قمعوا في العراق منذ أجيال رغم كونهم الاغلبية، ولكن اسقاط نظام صدام ومسيرة التحول الديمقراطي التي قادتها الولايات المتحدة خلقت بالنسبة لهم فرصة تاريخية ليتبوأوا مواقع السلطة، وهم لا يعتزمون التخلي عنها؛ والاكراد، الذين منحتهم حرب الخليج الاولى هم أيضا فرصة تاريخية ليبنوا لانفسهم مجالا من الحكم الذاتي، وهم يسعون الى تثبيته وتوسيعه. اندلاع العداء وكثرة ضحاياه يعكسان أيضا الضعف الشديد للحكم المركزي في العراق، والذي في أوساط كل واحدة من الطوائف اقيمت ميليشيات مسلحة تقاتل الواحدة ضد الاخرى، والسكان المدنيون هم الضحية الاساس لهذه الصراعات. {nl}الانخفاض البارز في حجم العمليات والخسائر في العراق منذ منتصف العام 2004 كان نتيجة النشاط العمليات الامريكي، ولكن ايضا نتيجة تشكيل وتأهيل قوات الامن العراقية، بمساعدة ملاصقة من الولايات المتحدة. وقد اتسعت هذه القوات من 30 الف رجل في حزيران 2003 الى 800 الف رجل في حزيران 2011، منهم 270 الف في الجيش والباقي في اذرع الشرطة.{nl}الجيش العراقي بالتعاون مع الجيش الامريكي أدى دورا هاما في تقليص العنف الذي ساد في بغداد بين أعوام 2005 و 2007. قادة الجيش الامريكي يتفقون على أن قوات الامن العراقية تتحسن بالتدريج وانها مستعدة اكثر مما في الماضي لتثبيت الاستقرار الداخلي بقواها الذاتية ايضا. الجانب المشجع هو أنه منذ منتصف العام 2010 لم تعنى القوات الامريكية بالاعمال القتالية، بل بتقديم المشورة، تدريب قوات الامن العراقية ومنح مساعدة لوجستية واستخبارية لهذه القوات. قسم صغير منها فقط استخدم في الدوريات المشتركة وفي نقاط المراقبة المشتركة مع الجيش العراقي، بحيث أن الاعمال القتالية ضد 'القاعدة في العراق' وضد محافل معارضة اخرى كلفت بها قوات الامن العراقية، وعلى الرغم من ذلك فان حجم العمليات والعنف لم يرتفع.{nl}ما الذي سيتغير في أعقاب خروج القوات الامريكية؟ رغم الارتفاع والتحسن الواضح في أداء قوات الامن العراقية، لا ضمان بان يستمر هذا التحسن على مدى الزمن بعد خروج القوات الامريكية. منذ بداية 2012 يتعين على العراقيين أن يتحملوا وحدهم كل عبء الامن الداخلي. وهم سيكونون مطالبين بالعمل في ظروف من عدم اليقين على نحو واضح وفي اوضاع اشكالية دون شبكة الامان التي يوفرها التواجد الامريكي، والاضطرابات التي تمر بالشرق الاوسط ستضيف من عدم اليقين. وقد تعلمت القوات العراقية كيف تتصدى لمنظمات من نوع القاعدة في العراق ومع ميليشيات سنية وشيعية متطرفة. ولكن القاعدة في العراق لا تزال منظمة خطيرة، وفي وسعها تنفيذ عمليات خطيرة واعادة بناء نفسها. الاعمال ضد الارهاب تعتمد على المعلومات الاستخبارية النوعية، وخروج القوات الامريكية من شأنه أن يضر بالقدرة على جمع مثل هذه المعلومات. احدى المناطق الاكثر حساسية في العراق هي منطقة التماس التي بين المنطقة الكردية والمنطقة العربية. في هذا المجال أدى الامريكيون دورا هاما في استقرار الوضع وتهدئته. مشكوك أن تتمكن القوات العراقية من التصدي لصدامات بين الاكراد والعرب، فما بالك وأنه في اوساط القوات نفسها توجد توترات طائفية. وأخيرا، فان استمرار المساعدة الامريكية في مجال التدريب، تأهيل القوات وتحقيق المعلومات الاستخبارية سيتطلب ميزانيات كبيرة، وليس واضحا اذا كانت هذه ستتوفر. {nl}عشية استكمال اخلاء القوات الامريكية من العراق أجمل قائد القوات الجنرال لويد اوستم معناه بالنسبة للمستقبل. بتقديره، منظمات متطرفة من نوع القاعدة في العراق او ميليشيا الصدر ستحاول ملء الفراغ الذي سينشأ في أعقاب الانسحاب وتوسيع حريتهم في العمل. عقب ذلك سيرتفع مستوى العنف في العراق، وان لم يكن متوقعا انهيار دراماتيكي للوضع الامني.{nl}الساحة السياسية في العراق الى اين؟{nl}التدخل العسكري الامريكي في العراق غير تماما وجه الساحة السياسية فيه، سواء عقب الفراغ الذي خلفه سقوط نظام صدام وبناه التحتية السياسي، أم كنتيجة لمساعي الولايات المتحدة لاحلال نظام ديمقراطي محله. هذه التغييرات تتلخص بعدة مزايا مركزية للساحة العراقية الجديدة: المسيرة الديمقراطية سمحت بالتعبير للاغلبية الشيعية، نحو 60 في المائة من السكان، والتي أصبحت المحفل السياسي الهام في العراق؛ السنة دحروا من مكانة الحكم ويكافحون في سبيل مكانتهم، احيانا أيضا بوسائل ارهابية؛ الاكراد وسعوا سيطرتهم في مجال حكمهم الذاتي في الشمال، وهم يشاركون ايضا في قيادة الدولة (لاول مرة رئيس العراق هو كردي)؛ الحكم المركزي في العراق ضعف بقدر كبير مقارنة مع سلفه، وهو مطالب بالتصدي لميليشيات مسلحة من الطوائف الثلاثة التي تقضم من قوته وصلاحياته، ولوضع اقتصادي صعب يثقل على ادائه لمهامه؛ ومحافل خارجية وعلى رأسها الولايات المتحدة وايران تتدخل عميقا في ما يجري في العراق. {nl}كتحصيل حاصل، لا تؤدي الساحة السياسية العراقية دورها كما ينبغي في كل المستويات وتعاني من شلل جزئي. عملية بناء التحالف الذي في اساس الحكومة الحالية استمرت ثمانية اشهر، ووزارتا الدفاع والداخلية بقيتا دون وزيرين لفترة طويلة عقب الخلافات بين الاطراف. وتتعارض الحكومة لضغوطات شديدة من اتجاهات مختلفة وهي منقسمة بين الخصوم. الزعيمات الكبيران في العراق لا يتحدثان الواحد مع الاخر. نتيجة كل هذا هو تآكل خطير في ثقة الجمهور بالقيادة وبالساحة السياسية الجديدة. الفرضية الدارجة هي أنه ستكون حاجة الى سنوات عديدة الى أن تؤدي الساحة السياسية دورها بنجاعة. {nl}مفتاح الاستقرار للساحة العراقية ستكون القدرة على تحقيق مصالحة حقيقية بين الطوائف الثلاثة. بضع خطوات هامة تمت في هذا الاتجاه في السنوات الاخيرة، بعضها بمساعدة وتشجيع الولايات المتحدة. ولكن عملية المصالحة التي جرت حتى الان لا تزال سطحية وواهية، ومن شأنها أن تتضعضع ولا سيما عقب العنف بين الطوائف. وحتى لو تقلص حجم العنف منذ 2007، فلا يزال 2.000 3.000 قتيل في السنة في أوساط السكان، مثلما حصل في الاعوام 2009 2011، فلا تزال هذه اعدادا عالية. واذا ما تحقق تقدير قائد القوات الامريكية، فان حجم العنف قد يتسع بعد خروج قواته. لا تزال للطوائف الثلاثة مصلحة في الحفاظ على وحدة العراق، ولكن كل طائفة من الطوائف تعتقد بان دفع مصالحها الى الامام منوط بتقليص قوة الطوائف الاخرى، وهي مستعدة لان تتنازل عن قسم من قوتها وتطلعاتها والتعاون فيما بينها فقط اذا كان واضحا لها بان النظام سيضمن مصالحها. المعنى هو أنه ستكون حاجة الى سنوات كي تتحقق مصالحة عميقة بين الاطراف.{nl}والى هذا ترتبط مسيرة التحول الديمقراطي التي قادتها الولايات المتحدة. لهذه المسيرة كانت عدة انجازات. فقد صوت ملايين العراقيين في الانتخابات البرلمانية والبلدية عدة مرات منذ العام 2005، جرى العمل على دستور للدولة وتشكلت أجزاء هامة من مؤسسات النظام الجديد. ولكن الانتخابات والدستور ليست بعد الديمقراطية، والمسيرة الديمقراطية لا تزال واهنة وليست عميقة بما فيه الكفاية، ومستقبلها سيكون منوطا بعمق المصالحة وبوضع العنف بين الطوائف. واذا لم تتعمق المصالحة بين الطوائف وتصاعد العنف، واذا بقي الحكم المركزي ضعيفا وغير مستقر، فان المسيرة الديمقراطية ستفشل هي الاخرى. هناك من يعتقدون بان خروج القوات الامريكية من العراق سيساعد على تعميق الديمقراطية في الدولة لان العراقيين سيضطرون الى أخذ المسؤولية عن مستقبلهم. ولكن من الصعب الافتراض بان مجرد الجلاء من العراق سيساعد في التحول الديمقراطية فيه. لقد كانت الولايات المتحدة عاملا مشجعا في اتجاه التحول الديمقراطي. في دولة الانشقاق بين الطوائف فيها عميقة بهذا القدر والعمليات الارهابية فيها لا تزال كثيرة، سيكون من الصعب التقدم في المسيرة الديمقراطية. واذا ما فشلت المسيرة الديمقراطية فلا ينبغي أن تستبعد امكانية صعود نظام دكتاتوري، بل وراديكالي. {nl}في ذروة العنف، في عام 2006 2007 كان هناك تخوف شديد من أن ينشق العراق الى دولتين او ثلاث دول، وفقا للتركيبة الطائفية. هذا التخوف لم يتحقق، وامكانية ان يتحقق الانشقاق في السنوات القريبة القادمة تبدو اليوم معقولة أقل، وان لم تشطب بعد تماما عن جدول الاعمال. يوجد لهذا عدة اسباب: رغبة أغلبية العراقيين في منع تفكك العراق، مما سيجعله صغيرا وضعيفا؛ تداخل الطوائف ولا سيما الشيعة والسنة الواحدة بالاخرى، وصعوبة الفصل بين السكان؛ وصعوبة تقسيم السيطرة في أماكن النفط، ولا سيما حين لا يكون في المناطق السنية نفط واقتصادها متعلق بالطوائف الاخرى. ولكن حتى لو لم يتفكك العراق، فانه لن يعود لان يكون ما كان عليه في الماضي دولة موحدة تحت حكم قوي. دستور العراق يقضي بان يكون ذا مبنى فيدرالي، والسؤال هو اي توازن سينشأ، وماذا سيكون توزيع القوة بين الحكومة المركزية والعناصر الطائفية، وكيف ستتصدى الحكومة للميليشيات الطائفة المسلحة.{nl}تدخل ايران{nl}الى جانب التحول الذي طرأ على الساحة الداخلية في العراق، فان النتيجة الابرز لاحتلال الجيش الامريكي هي نجاح ايران في التسلل الى الساحة العراقية وتوسيع نفوذها فيها. الادارة الامريكية لم تتوقع هذا على ما يبدو. {nl}وبالعكس، في أعقاب التدخل في العراق خشيت ايران من أن تكون الهدف التالي لخطوة عسكرية أمريكية. ولكن بالتدريج تقلص هذا التخوف، وان لم يختفِ تماما، وفيه ارتفاعات وانخفاضات. فضلا عن ذلك، سرعان ما استوعبت ايران الفضائل الكامنة في الوضع الجديد. من ناحية، ابعاد العراق عن مجال الخليج كلاعب عسكري مركزي أزاح عن ايران تهديدا استراتيجيا كبيرا لسنوات طويلة. كما ان العراق كان اللاعب الاقليمي الوحيد الذي كان بوسعه أن يصد ايران في مجال الخليج، والان اهتز التوازن ولم يتبقَ عامل اقليمي يمكنه أن يؤدي هذا الدور. ومن ناحية هامة بقدر لا يقل، فقد شخصت ايران ايضا امكانية التحول الى عامل هام ومؤثر في العراق نفسه. هذه الامكانية استندت الى تحول الشيعة ليصبحوا العامل صاحب الصدارة في العراق، والى ضعف الحكم المركزي والخصومات بين الميليشيات المسلحة. {nl}كان لتدخل ايران في العراق عدة اهداف. فقد سعت الى تشجيع اقامة نظام يستند الى الاغلبية الشيعية ويكون مرتبطا بها وخاضعا لنفوذها. ولهذا الغرض فقد ضغطت على الزعماء الشيعة للعمل على اخراج القوات الامريكية من العراق في اقرب وقت ممكن، ومنع نشوء علاقات استراتيجية بعيدة المدى بين الولايات المتحدة والعراق. وفي نفس الوقت كان مهما لايران ألا يشكل العراق مرة اخرى اي تهديد استراتيجي عليها والا ينافسها، ولكن أن يكون ايضا دولة مستقرة وموحدة، خشية ان ينتقل عدم الاستقرار الى داخل ايران نفسها. اهمية توسيع نفوذ الايرانيين ازدادت أكثر فأكثر في نظرهم لان العراق اصبح ميدان الصراع الاساس مع الولايات المتحدة، عقب اهميته لبناء المحور الشيعي، ولان العلاقة مع العراق يمكن أن تشكل بديلا ما للحلف بين ايران وسوريا في حالة تفكك هذا اذا ما سقط نظام الاسد. {nl}الاساس لبناء النفوذ الايراني في العراق هو علاقاتها مع الطائفة الشيعية. لقد أقامت ايران علاقات مع معظم الجهات الشيعية في العراق، بما في ذلك الاحزاب، الميليشيات المسلحة، الزعماء السياسيين، رجال الدين والمحافل الاقتصادية. ولغرض تعزيز علاقاتها معها بدأت ايران تدفع منذ العام 2003 بالاموال والسلاح المتطور الى الميليشيات الشيعية، وهي تساعدها في الارشاد والتدريب، بالمساعدات الفنية واللوجستية وبالمعلومات الاستخبارية، من خلال رجال قوة القدس في الحرس الثوري ورجال حزب الله الذين ادخلوا الى العراق. كما أن لايران دور في ضرب الجنود الامريكيين. حسب تقديرات الولايات المتحدة، وقفت ايران خلف عدة عمليات بما فيها قتل رجال حكم عراقيين، اطلاق الصواريخ واختطاف جنود أمريكيين. ايران مشاركة عميقا في السياسة العراقية، وكان لها نفوذ على الحملات الانتخابية، بلورة الكتل السياسية وتعيين رئيس الوزراء. وفي نفس الوقت توجد لايران علاقات ايضا مع منظمات كردية، بل وحتى مع منظمات سنية. وتبني ايران ايضا علاقات رسمية مع الحكومة العراقية من خلال الاستثمارات الاقتصادية، وتؤدي دورا متزايدا في الاقتصاد العراقي. كما تتسلل ايران الى قوات الامن العراقية.{nl}ايران حققت في الساحة العراقية انجازات هامة. ومع أنها لم تنجح في منع التوقيع على الاتفاق الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة في العام 2008، ولكنها افلحت في أن يدرج فيه بند يحظر استخدام الاراضي العراقية للهجوم على دول اخرى. وفضلا عن علاقات ايران مع جهات عديدة في العراق، في حكومة نور المالكي، التي تشكلت في العام 2010، الكثير من الاعضاء من حلفاء ايران، الامر الذي يزيد نفوذها في الدولة. كما كان لايران دور في ممارسة الضغوط على الحكومة، وهذه منعت تحقيق اتفاق لتمديد وجود القوات الامريكية في العراق الى ما بعد العام 2011. {nl}من الجانب الاخر توجد قيود على ممارسة نفوذ ايران في العراق. مساعيها لبناء علاقات مع جهات عديدة تخلق تضاربا للمصالح واغترابا تجاه جزء من المنظمات المرتبة بها. في العراق توجد مجموعات هامة تعارض النفوذ الايراني ولا سيما في أوساط السنة والاكراد، ولكن ايضا في اوساط الشيعة. كما أن صدمة الحرب العراقية الايرانية لم تنسَ لدى الطرفين، والتسللات العسكرية المحدود لايران الى الاراضي العراقية في السنوات الاخيرة، ولا سيما في الشمال الكردي، لم تعمق ثقة العراقيين بايران. كما أن تركيا لا بد قلقة من التدخل الايراني في العراق، ولعلها تجد سبيلا الى التعاون مع جهات عراقية ومع الولايات المتحدة لصد النفوذ الايراني.{nl}كيف سيؤثر جلاء القوات الامريكية على مكانة ايران في العراق؟ رغم مساعيها لم تنجح الولايات المتحدة حتى الان في صد الارتفاع في النفوذ الايراني. والامر لن يكون أسهل بعد الجلاء، وذلك لانه بدون التواجد العسكري سيقل نفوذ الولايات المتحدة بينما توجد لايران علاقات وثيقة في العراق اكثر مما للولايات المتحدة. مجرد الجلاء هو انجاز لايران: فقد سعت الى ذلك على مدى السنين، والخروج من العراق سيقلص التهديد الامريكي على ايران. وهام بقدر لا يقل، فان الجلاء سيجعل ايران الجهة الخارجية الاهم في العراق وسيفتح امامها سبل عمل اخرى لتوسيع نفوذها فيه وفي المنطقة. لا ريب أن ايران ستحاول استغلال كل فراغ وضعف في الساحة العراقية للدفع بنفوذها الى الامام. {nl}في المدى الابعد، مكانة ايران في العراق ستكون متعلقة بجملتين من العوامل. من جهة نهج الحكومة العراقية والوضع الداخلي في الدولة. العامل الاهم سيكون مدى استعداد وقدرة الحكومة العراقية على بناء شراكة استراتيجية بعيدة المدى مع الولايات المتحدة، بروح الاتفاق بينهما، للحفاظ على عدم تعلقها بايران والتشديد على الوطنية العراقية. وسيؤثر على ذلك ايضا الوضع الامني والعنف في العراق ومدى التوتر بين الشيعة والسنة. وبقدر ما تتصاعد هذه، وبقدر ما تكون الحكومة العراقية ضعيفة، ستزداد أيضا حاجة الجهات العراقية لايران، وبالعكس. ومن جهة اخرى، فان مساعي الولايات المتحدة ايضا كفيلة بان تؤثر على مكانة ايران في العراق. فبقدر ما تستخدم الادارة الامريكية كامل قدرتها على صد السعي الايراني الى الهيمنة الاقليمية، هكذا سيكون ممكنا تقليص النفوذ الايراني في العراق. وبحساب هذه العوامل، يخيل أنه في كل الاحوال ستنجح ايران في الحفاظ على قدر هام من النفوذ في العراق في المستقبل ايضا. {nl}مستقبل التعاون الاستراتيجي الامريكي العراقي{nl}القوات الامريكية تخرج من العراق، ولكنها ستبقي فيه تواجدا مدنيا وتواجدا عسكريا في محيطه. في العراق سيبقى 10 15 الف مواطن امريكي: دبلوماسيون، رجال شركات الامن الخاصة والمستشارون العسكريون والاقتصاديون، الذين سيعالجون مواضيع الامن، التدريب والتنمية الاقتصادية. كما أن دول الناتو كفيلة بان تساعد العراق في مجال التدريب. بعد الخروج من العراق سترابط في دول الخليج قوات امريكية معززة، لم يتحدد بعد حجمها، لمساعدة العراق في حالات الازمة، لردع ايران عن اتخاذ خطوات فظة ولتعزيز أمن دول الخليج. معظم زعماء العراق وقادة جيشه يفهمون بانه بحاجة الى المساعدة والى ضمانات امنية من الولايات المتحدة. فقوات الامن العراقية لا تزال متعلقة جدا بالولايات المتحدة لاغراض الامن الداخلي. ورغم اتساعها السريع والمثير للانطباع، وقدرتها على التصدي للعنف الداخلي فانها لا تزال تحتاج الى المساعدات الامريكية في المجال اللوجستي، الاستخباري، التدريبي وفي بناء القوات ولا سيما بعد أن تخرج القوات الامريكية من العراق. خطير بقدر أكبر الوضع بالنسبة للدفاع ضد الاعداء من الخارج. ليس للعراق اليوم أي قدرة حقيقية للدفاع عن نفسه في وجه تهديدات خارجية. ففي الجيش العراقي يوجد اليوم 13 فرقة مشاه، وهو يبني فرقة مؤللة اولى. ولكن تحت تصرفه فقط نحو 150 دبابة ابرامز ام 1، تلقاها من الولايات المتحدة، وفي نيته أن يشتري المزيد من الدبابات. ليس لديه سلاح جو حقيقي. والعراق سيتلقى 36 طائرة اف 16 من العام 2014 2015، وهو يطلب ان يشتري بالاجمال 96 طائرة من هذا الطراز. ليس لدى العراق قدرة مدفعية، ناهيك عن قدرة الصواريخ والمقذوفات الصاروخية.{nl}وحسب التقديرات الامريكية، ستكون حاجة الى عشر سنوات على الاقل ومقدرات مالية عديدة الى أن يبني العراق قوة عسكرية ناجعة. وكان بناء القوة تأخر عقب مصاعب الميزانية في العراق وفي الولايات المتحدة، وجلاء القوات الامريكية من شأنه أن يؤخره اكثر. في هذه الاثناء من غير المتوقع هجوم على العراق من جانب جيرانه، والولايات المتحدة ستشكل عامل ردع ضد تهديدات من الخارج. ولكن حتى بدون هجوم شامل، فان قوات ايرانية وتركية تجري بين الحين والاخر اجتياحات محدودة في الاراضي العراقية، في المنطقة الكردية، مستغلة ضعف العراق العسكري. فضلا عن ذلك، سيتعين على الادارة الامريكية أن تفكر في القوة العسكرية التي ستكون مستعدة لان تبنيها للعراق، بمراعاة امكانية ان يقوم فيه نظام راديكالي يهدد جيرانه، او يصبح جريرا للعراق. عشية الجلاء من العراق، قال قائد القوات الامريكية انه ليس واثقا من أن الحكومة العراقية ستطلب مساعدة عسكرية، واذا ما احتاجت الى المساعدة، فيحتمل أن تطلبها من دول اخرى. هذا الشك يدل على أن الادارة الامريكية لا تعول تماما على استعداد الحكومة العراقية لتطبيق الاتفاق الاستراتيجي مع الولايات المتحدة. كما أنه يعكس خيبة أمل معينة موجودة في الولايات المتحدة من أداء الحكومة العراقية ومن نهج رئيس وزرائها الحالي، نور المالكي، سواء في مسألة الصلة بالولايات المتحدة أم في مسألة المصالحة بين الطوائف. {nl}معنى الامر هو أن مستقبل العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والعراق سيكون منوطا بقرار الحكومة العراقية. ليس واضحا اذا كانت هذه قررت كيف تبني قوتها العسكرية، أي مساعدة سترغب فيها من الولايات المتحدة وكيف ستسعى الى تطبيق اتفاق الاطار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة. في ضوء التوترات الداخلية في العراق، الضغوط الايرانية وتحفظ بعض من الجهات في العراق من استمرار العلاقة مع الولايات المتحدة ليس واضحا الى اي قدر سيطبق اتفاق الاطار. في هذه الاثناء اتفق بين الطرفين على استمرار تدريب قوات الشرطة، ولكن لم يتفق بعد على تدريب الجيش بعد جلاء القوات الامريكية. وحتى حين يجمل الامر، ستبقى على حالها مسألة التمويل، وذلك لان الولايات المتحدة لن تتمكن من تمويل معظم الاحتياجات الامنية للعراق. {nl}الخلاصة: معنى الجلاء بالنسبة للولايات المتحدة وسياستها{nl}عشية الجلاء قال قائد القوات الامريكية في العراق ان ظروف اخراج القوات من العراق هي الافضل منذ العام 2003. وثمة بعض الحق في حديثه. فالولايات المتحدة تجلي قواتها في الوقت الذي انخفض فيه مستوى العنف في العراق بقدر واضح منذ العام 2007، وفيه بداية بناء مؤسسات ديمقراطية وقوات امن، ووقعت اتفاقات بشأن علاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة. من هذه الناحية يمكن للولايات المتحدة أن تدعي بان تدخلها في العراق لم يفشل لانها وضعت الاسس لعراق جديد، ومن الان فصاعدا سيكون مستقبل العراق في يد حكومته وسكانه.{nl}غير أن الصورة أكثر تعقيدا. في حساب شامل للنفس سيتعين على الولايات المتحدة أن تسأل نفسها اذا كانت نتائج الخطوة في العراق بررت الثمن الباهظ الذي دفعته هي والسكان العراقيون، بالارواح وبالمقدرات. وفي نظرة أشمل، اعتقدت ادارة بوش بان اسقاط نظام صدام يترك شرق اوسط افضل فهل هذه هي الصورة اليوم، وهل التغييرات التي طرأت في العراق وفي محيطه خلقت بالفعل مجالا استراتيجيا أحسن واكثر استقرارا؟ سيكون مطلوبا عدة سنوات اخرى على الاقل لفحص نتائج التدخل الامريكي في العراق ومشكوك جدا أن يكون الميزان ايجابيا. منذ البداية لم تكن اهداف الخطوة في العراق واضحة. فقد ارادت ادارة بوش اسقاط نظام صدام في أعقاب الهجوم الارهابي للقاعدة في الولايات المتحدة لانه بتقديرها كان هذا النظام مرتبطا بالارهاب وعني بتطوير سلاح الدمار الشامل. وسرعان ما تبين بان نظام صدام لم يكن مرتبطا بالقاعدة، ولم يعثر على مؤشرات على استمرار تطوير سلاح الدمار الشامل بعد حرب الخليج الاولى. أهداف الخطوة في العراق تحددت إذن من جديد: اسقاط نظام صدام لانه كان أحد مصادر الشر في الشرق الاوسط، واقامة نظام معتدل، ديمقراطي، مستقر ومرتبط بالولايات المتحدة والغرب بدلا منه. {nl}لقد وضعت الولايات المتحدة أساسا لتحقيق هذه الاهداف ولكن في المرحلة الحالية ليس أكثر من هذا. نظام صدام اسقط بسرعة، وكان في ذلك مثابة انجاز هام وتجسيد بان الولايات المتحدة مصممة على استخدام القوة للدفاع عن مصالحها. غير أنه لم يكن للادارة الامريكية اي فكرة واضحة كيف ستبني في العراق نظاما ومجتمعا جديدين ولم تأخذ بالحسبان بما يكفي الانقسام الطائفي في العراق، اندلاع العنف الطائفي فيه وامكانية أن تدخل ايران نفوذها. ومع ان الولايات المتحدة وضعت أسسا للديمقراطية في العراق، الا ان هذه لا تزال مهزوزة، وفي هذه الاثناء رفعت هذه الشيعة الى السلطة وشددت التوترات بين الطوائف. كما أنه لا ضمانة في ألا ينشأ في العراق مرة اخرى نظام راديكالي يهدد جيرانها. مستوى العنف انخفض، ولكنه لا يزال عاليا ومن شأنه أن يندلع مرة اخرى، والقيادة الامريكية في العراق قدرت بان هذا بالفعل سيزداد بعد الجلاء، وليس للادارة الامريكية وسيلة جيدة لصد النفوذ الايراني. وفي كل هذا، فان مستقبل العلاقة الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة لا يوجد في يد الولايات المتحدة، بل في يد الحكومة العراقية غير الناجعة والخاضعة للضغوط، بينما ستمارس ايران افضل قواها لتشويش هذه العلاقة. {nl}منذ العام 2003 اصبح العراق دولة مصابة بالارهاب بحجوم واسعة، اكثر من أي دولة اخرى في الشرق الاوسط. حتى الان وجه الارهاب الى الداخل الى المواجهة الطائفية والقتال ضد القوات الامريكية. وما أن ترابط هذه خارج العراق والارهاب لا يوجه ضدها، باستثناء ربما عدة الاف من المواطنين الامريكيين الذين سيساعدون الحكومة العراقية، ومن شأنهم ان يشكلوا هدفا لعمليات الارهاب، سيكون السؤال هل الطاقات الارهابية التي تجمعت في العراق ستبحث عن اهداف جديدة خارجة: انظمة عربية معتدلة، اهداف امريكية في الخليج وأهداف اسرائيلية. الامر لم يحصل حتى الان ولكن لا ينبغي استبعاد امكانية أن يحصل في المستقبل أن يتوجه الاف مقاتلي الجهاد الذين جمعوا تجربة في العراق الى اهداف اخرى، مثلما حصل بعد جلاء القوات الروسية من أفغانستان. {nl}الوضع في العراق وخروج القوات الامريكية منه يقلق جيران العراق المعتدلين السعودية ودول الخليج، الاردن وتركيا. وهؤلاء يخشون سواء من تسلل العنف وانعدام الاستقرار الى اراضيهم، أم من تحول العراق ليصبح حلقة هامة في المحور الشيعي بقيادة ايران، ولا سيما على خلفية الاضطرابات في العالم العربي. بعض من دول المنطقة تتدخل منذ الان في العراق لضمان مصالحها: ايران سبق أن ذكرنا؛ الجيش التركي يشن بين الحين والاخر عمليات عسكرية في المنطقة الكردية في شمالي العراق ضد معاقل محافل المعارضة الكردية وتركيا ايضا ترتبط بالكتلة السنية في البرلمان، تؤدي دورا اقتصاديا هاما في شمالي العراق، وهي المستثمرة الاكبر في المنطقة الكردية؛ السعودية تحول على ما يبدو الاموال الى العراق كي تعزز منظمات سنية. ولكن التوقع الاساس للدول المعتدلة هو أن تواصل الولايات المتحدة العمل على استقرار العراق وصد ايران على المستوى الاقليمي ايضا ولا سيما صد برنامجها النووي. وهي كفيلة بالتالي ان تتوجه الى الولايات المتحدة كي لا تنقطع عن العراق وان تحتفظ بقوات معززة في منطقة الخليج. {nl}هل مصداقية ومكانة الولايات المتحدة الامريكية قد تتضرر جراء قضية العراق؟ الكثير سيكون منوطا بجملتين من العوامل. الجملة الاولى هي التطورات في المنطقة، والتي ستكون في معظمها متعلقة بالولايات المتحدة: مستوى العنف والاستقرار في العراق، طبيعة النظام وتطورات التحول الديمقراطي، ولا سيما باي قدر ستتطور العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة على حساب النفوذ الايراني. ويجب أن تضاف الى ذلك التطورات المستقبلية في أعقاب الاضطرابات التي تمر بها الدول العربية. الجملة الثانية هي النشاط المستقبلي الامريكي لتعزيز مكانة الولايات المتحدة وقدرتها على الردع، والاختبار الاساس سيكون في المسألة الايرانية، ولا سيما في السياق النووي وفي النفوذ الايراني وتأثير ايران على ما يجري في العراق. وبهذه ترتبط مسألة استخدام القوة من جانب الولايات المتحدة. في العام 2003 أظهرت الولايات المتحدة تصميما وقدرة على استخدام القوة العسكرية الكبيرة في مسافات بعيدة لاسقاط نظام تجاوز في نظرها 'الخط الاحمر'. قبل سنة ونصف من ذلك فعلت ذات الامر في افغانستان. ولكن تورطها في هاتين الدولتين والثمن الذي دفعته قلص بقدر كبير امكانية أن تفعل ذلك مرة اخرى، فما بالك وان الظروف التي سادت عندما شنت هاتين الحملتين كانت خاصة في سياق الهجوم الارهابي للقاعدة في الولايات المتحدة. يمكن الافتراض بان احد الاعتبارات لامتناع الادارة الامريكية حتى الان عن عملية عسكرية في ايران كان عدم رغبتها في فتح جبهة اخرى بينما لا تزال متورطة على اي حال في العراق وفي افغانستان. فهل الخروج من العراق سيؤثر على نهج الادارة بالنسبة للهجوم في ايران في الوقت الذي لا يعود فيه الجنود الامريكيون ليشكلوا اهدافا لرد فعل ايراني؟ معقول الافتراض بان مجرد الجلاء من العراق، مع كل أهميته، لن يغير نهج الولايات المتحدة تجاه هجوم في ايران، لان الادارة لا تزال لديها اسباب اخرى للامتناع عن ذلك. لتغيير موقف الادارة من هذه المسألة ستكون حاجة على ما يبدو الى ظروف لا تزال بعضها غير قائمة. {nl}المعاني بالنسبة لاسرائيل{nl}اسرائيل ليست طرفا مباشرا في ما يجري في العراق، ولا يمكنها أن تؤثر بأي شكل من الاشكال على التطورات الداخلية في العراق، على التدخل الايراني فيه أو على السلوك الامريكي في هذه المسألة. ومع ذلك، فقد تأثرت اسرائيل وستتأثر بالتطورات في العراق. مكسبها الاستراتيجي الاساس من التدخل الامريكي في العراق استخلصته اسرائيل في العام 2003. فقد اختفى العراق عن الخريطة كلاعب عسكري، وشطب من خريطة التهديدات على اسرائيل. اليوم لا يمكن للعراق حتى أن يدافع عن نفسه ضد عدو خارجي لان ليس في حوزته جيش حقيقي، ناهيك عن انه لا يستطيع أن يهاجم أي دولة. اختفاء التهديد العراقي سيستمر لسنوات عديدة لان بناء القوة العسكرية لهذه الدولة سيستغرق على ما يبدو فترة طويلة. وحتى عندما يجمع القوة، يمكن الافتراض بان العراق لن يتمكن ولن يسمح له على مدى فترة اخرى من بناء قدرة استراتيجية في مجال أسلحة الدمار الشامل. كما أن مكانته السياسية ووضعه الاقتصادي سيبقيان عليلين لسنوات اخرى. {nl}صحيح أن الولايات المتحدة بدأت تسلح العراق كي تكسبه قدرة دفاعية في وجه أعداء خارجيين ولا سيما تجاه يران وبذلك تقلص النفوذ الايراني ايضا. ولكن يمكن الافتراض بان الادارة الامريكية ستحذر من منح العراق قدرة عسكرية بعيدة الاثر تؤثر على جيرانه، طالما لم يكن واضحا لها بان النظام في العراق سيكون معتدلا، سيواصل علاقاته مع الولايات المتحدة ولن يصبح جريرا لايران. ومع أنه لا يزال ممكنا أن تسلح دول اخرى ولا سيما روسيا العراق، اذا ما قرر هذا الانقطاع عن الولايات المتحدة، ولكن معقول الافتراض بان هذه المسيرة ايضا ستكون بطيئة وستستغرق سنوات عديدة، وأن الوضع الاقتصادي المتهالك للعراق لن يسمح له في السنوات القادمة بان يبني قدرة استراتيجية ذات مغزى، بما في ذلك القدرة غير التقليدية.{nl}ولكن من هنا فصاعدا، فان الاثار الاقليمية الناشئة عن الوضع في العراق وعن خروج القوات الامريكية منه كفيلة بان تؤثر سلبا على مصلحة اسرائيل. أولا وقبل كل شيء، المكانة الاقليمية لايران ونفوذها في المنطقة تعززا عقب التغييرات في العراق، ومن شأنهما أن يتعززا اكثر في أعقاب الجلاء، وحتى الان لم تنجح الولايات المتحدة في صد هذا التعزز.{nl}ثانيا، ضعف الادارة في العراق ترك مجال عمل ليس فقط لايران بل وايضا لمحافل متطرفة اخرى. وطالما كانت هذه المحافل تحصر نشاطها في العراق نفسه، فان التأثير على اسرائيل سيبقى محدودا. ولكن اذا ما عزز الأمر المعسكر المتطرف في المنطقة، فسيكون لهذا تأثير سلبي على المعسكر العربي المعتدل، ولا سيما على دول كالاردن والسعودية، وكذا ايضا على اسرائيل. ثالثا، انعدام الاستقرار في العراق قد يتسلل ايضا الى الاردن، فما بالك أنه في الخلفية توجد الاضطرابات في العالم العربي والتي سبق لها أن أسفرت عن ظواهر احتجاجية في الاردن. عدم استقرار النظام في الاردن سيبث أثره سلبا على اسرائيل ايضا، ولا سيما اذا ما اتسع النفوذ الايراني في العراق وتسلل منه الى الاردن. ورابعا، اذا حصل أن توجهت محافل الارهاب العاملة في العراق الى خارجه، فقد تكون اسرائيل احد أهداف هذا الارهاب. احد اعتبارات اسرائيل بالنسبة لعملية عسكرية ضد مواقع نووي في ايران هو الحاجة الى تنسيق مثل هذه العملية مع الولايات المتحدة، لان المجال الجوي العراقي كان ساحة عمل للقوات الامريكية. اهمية هذا الاعتبار تتقلص من الان فصاعدا، وان لم تختفِ، ما أن تكف الولايات المتحدة عن أن تكون المسؤولة عن المجال الجوي العراقي، وسلاح الجو العراقي ليس موجودا. {nl}وأخيرا، مسألة المكانة الاقليمية للولايات المتحدة ستخضع الان الى اختبار آخر. اخلاء القوات من العراق وتقليص مسؤولية الولايات المتحدة عما يجري فيه، سيحرر للادارة الامريكية القوى لمعالجة التهديد الايراني. ولكن اذا ما تبين في السنوات التالية بان مصداقيتها وقدرتها على الردع قد تضررا لان قضية العراق تعتبر فشلا وايران لم تصد، فسيكون لذلك تأثير سلبي على اسرائيل ايضا، ولا سيما في المسألة الايرانية.{nl}ــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ{nl}انباء طيبة من طهران{nl}بقلم: دافيد منشاري ، عن هآرتس {nl}عاد الاحتجاج العام الى شوارع طهران في الاسبوع الماضي. فقد عاد الرئيس محمود احمدي نجاد من الجمعية العامة للامم المتحدة ليتبين له ان الانتقاد عليه وعلى حكومته يطغى في الداخل. حتى لو كان من الصعب الى الآن ان نُقدر كيف ستتطور الامور فمن الواضح الآن انه حدث شيء في ايران. على خلفية الغضب العام المستمر بسبب عدم قدرة الثورة على تلبية توقعات القائمين بها، سُجل مؤخرا تدهور حاد للوضع الاقتصادي هو تأليف بين ادارة فاشلة والعقوبات التي زيدت منذ مطلع الصيف وسياسة اقتصادية غوغائية. وقد ضاعف الدولار سعره قياسا بالريال الذي خسر 40 في المائة من قيمته في عشرة ايام فقط. والتضخم (يزيد على 30 في المائة كل سنة) والبطالة (للشباب المتعلمين خاصة) هما عرضان آخران من أعراض الازمة. انه واقع شعب فقير في دولة غنية يُذكر كثيرين بنهاية أيام الشاه، وهذه مقارنة غير مُطرية للنظام الثوري.{nl}لا يقل عن ذلك أهمية ان الاحتجاج وصل الى داخل بازار طهران الذي هو قلب الحياة الاقتصادية وأداة قياس مشاعر رجال الاعمال. وليس صدفة ان بدأت هناك ايضا حركات الاحتجاج الايرانية ومنها حركة 1979. وللاحتجاج في البازار معنيان رئيسان: الاول ان عدم الارتياح للوضع الاقتصادي يقوى عند رجال الاعمال ايضا. ويمكن ان نجد شهادة على ذلك ايضا باعلان التأييد (المُستدعى) للحكومة الذي نشرته المكاتب التجارية للبازار في يوم الخميس. ان الاعلان يؤيد الحكومة في الحقيقة لكنه يتحفظ على ذلك بقول: 'برغم الانتقاد عندنا' للسياسة الاقتصادية.{nl}والثاني ان الثورات الايرانية دارت دائما حول محورين مركزيين: النضال من اجل العدل الاجتماعي والنضال من اجل العدل السياسي أي الخبز والحرية. كان الاحتجاج عقب الانتخابات الرئاسية في ايران في 2009 محصورا في النضال من اجل الحرية. وانضمام الجانب الاقتصادي قد يضيف اليه البعد الأوسع. ان التأثيرات في نظام الحكم ما تزال غير واضحة لكن يمكن ان نلاحظ عددا من علامات التغيير: فمن المريح أكثر للنظام ان يجعل احمدي نجاد كبش فداء. وقد زال حُسنه في نظر علي خامنئي منذ زمن، والحرس الثوري - طُرح مساعده في السجن حينما كان في نيويورك وسياسته الاقتصادية والادارة الفاشلة ليست قليلة المسؤولية عن الازمة.{nl}سيؤثر هذا الشيء في انتخابات الرئاسة المخطط لها في حزيران 2013. سينهي احمدي نجاد فترة ولاية ثانية هي الاخيرة بحسب الدستور واذا تجاوز الازمة ايضا فلن يستطيع ان يرشح نفسه لولاية اخرى. وقد يضاف الى طائفة المرشحين للمنصب مرشحون جدد قد يكونون من صفوف الاصلاحيين ومن بين رجال الاقتصاد. وقد يُدعى آخرون مثل هاشمي رفسنجاني، والد خطة اعادة البناء الاقتصادي بعد الحرب مع العراق وهو أكثر براغماتية في علاقته مع امريكا، الى خدمة العلم لمناصب مختلفة. وقد يكون لهذه التطورات تأثير في البرنامج الذري ايضا.{nl}ان ايران بخلاف الانطباع الذي نشأ هي دولة ضعيفة قابلة للضغط عليها. وقد كان النظام الاسلامي يسلك سلوكا عقلانيا، الى الآن على الأقل مع الأخذ في الحسبان الثمن الذي تجبيه سياسته. أشارت ايران مؤخرا في الحقيقة الى رغبتها في التوصل الى تفاهمات مع الغرب، لكن التنازلات التي اقترحتها لم تجدها الولايات المتحدة كافية. والآن وقد أصبح العالم يرى ان العقوبات تؤثر فهناك احتمال جيد لأن يستمر في التمسك بموقف صارم. وسيُمتحن هذا الشيء بعد بضعة ايام حينما تبدأ جولة اخرى من المباحثات الذرية بين ايران والقوى الكبرى.{nl}ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ{nl}أنقذوا الاردن{nl}بقلم :عمير بن دافيد ،عن يديعوت{nl}لم تشهد عين اسرائيلية منذ أكثر من ستين سنة تقريبا كامل هذه الأعجوبة الهندسية. لم تشهد كتلة المعدن العظيمة هذه التي يبدو الانسان صغيرا اذا وقف قربها. وهي أداة كبيرة جدا حينما نقف الى جانبها ندرك كم كان يجب ان يكون نهرا الاردن واليرموك هادرين كثيري الماء كي يُديراها ويُنتجا الكهرباء في محطة توليد الطاقة لـ "الشيخ من نهرايم". وكم هما صغيران بائسان اليوم.{nl} يُحتاج الى نهر ضخم ليُحرك محطة طاقة كهربائية تُنتج الكهرباء، وقد كان الاردن كذلك. فكان تجري فيه كل سنة 1.3 مليار كوب من الماء وهي كمية تساوي تقريبا كل كمية ماء الشرب التي تُستعمل في اسرائيل – للحاجات المنزلية والزراعية والصناعية معا. لكن الحال لم تعد كذلك منذ ستين سنة تقريبا. فقد انشأت اسرائيل والاردن وسوريا سدودا عند مصب طبرية وأُنشئت على اليرموك والاردن سدود حجزت ماء الجداول الذي تدفق فيهما من الجبال في الشرق. واختفى كل الماء تقريبا الذي كان يجري ذات مرة بين الاردن والبحر الميت.{nl} واذا لم يكن هذا كافيا فان اسرائيل قد أجرت الى الاردن بدل الماء العذب كميات ضخمة من ماء المجاري غير المصفى وماء المجاري المعالج جزئيا مع ماء مجاري مالح من برك الأسماك. وتُجرى من القرى على طول الاردن الى الجانب الاردني ومن القرى الفلسطينية في الجانب الاسرائيلي ماء مجاري يصل الى ما بقي من النهر. ونرى النتائج على طول الطريق كله وفي البحر الميت بالطبع حيث يفضي نقص الماء في موازاة النشاط الصناعي لمصانع البحر الميت في اسرائيل والاردن الى انخفاض مستواه بصورة أخذت تزداد حدة.{nl} يؤمن جدعون برومبرغ، مدير نشاط منظمة "اصدقاء الكرة الارضية" في اسرائيل، وهي منظمة بيئية اقليمية تعمل في اسرائيل والاردن والسلطة الفلسطينية، وزميله الاردني منقذ مهيار، يؤمنان بأنه يمكن اعادة الاردن الى ما كان عليه وبأنه يمكن جعل الحكومتين في اسرائيل والاردن تتعاونان وتُجريان ماءا كثيرا في النهر وتجعلاه مع السكان دُرة سياحة تفضي الى زخم اقتصادي.{nl} قبل خمس سنين خرجت أنا وعميت شابي المصور في رحلة على طول ضفة الاردن في الجانب الاسرائيلي وشواطيء البحر الميت المحتضر. وكانت تلك رحلة حزينة ذات استنتاجات كئيبة. وبعد ذلك بخمس سنين أردنا ان نرى كيف يبدو ذلك من الجانب الثاني، وكيف ينظرون في الاردن الى هذا النهر الذي تكفي خطوتان في ماء ضحل لاجتيازه والانتقال الى الدولة المجاورة. نجحنا مع برومبرغ ومعيار والعلاقات التي انشآها هما وناس منظمتهما في الحصول على تصاريح للوصول ايضا الى المناطق التي يمنع الجيش الاردني كنظيره في الجانب الاسرائيل الوصول اليها، أي الى النهر نفسه حقا.{nl} من مر من فوق سد دغانيا، في الشارع بين تسيمح وطبرية يرى الاردن الذي يجري من البحيرة الى الجنوب. لا يعرف كثيرون ان الماء الصافي النظيف يتابع الجريان بضعة كيلومترات اخرى فقط بعد ذلك. وبعد موقع المعمودية الذي يجذب اليه مئات آلاف الحجاج كل سنة أُقيم سد أدمه ومضخات تنقل الماء الى كيبوتسات غور الاردن. وبعد السد، سد ألوموت، يبدأ جريان مختلف وتُصب ملايين أكواب ماء المجاري غير المنقى من هناك الى الجنوب وينضم اليه ماء من أنبوب يجمع ماء الينابيع المالحة التي مُنع جريانها الى بحيرة طبرية.{nl} سلسلة سدود{nl} غير بعيد من هناك على مبعدة 7.5 كم بخط جوي في الأكثر، تحت الشارع المفضي من تسيمح الى الحمة، يوجد موقع اردني مغلق محروس حراسة عسكرية. يصل ماء اليرموك هناك الى سد ضخم ويُحول الى قناة تدخل الى مجرى منحوت في الجبل. وهذا السد، سد العدسية، هو الأخير في سلسلة سدود انشأها السوريون والاردنيون على اليرموك، ويكاد كل الماء الذي يصل اليه يُحول الى قناة عبد الله التي هي الناقل القطري للاردنيين. وحينما نقف هناك تحت رقابة ضابط اردني وننظر الى ماء اليرموك الذي يأتي من الشمال الشرقي ويجري الى المجرى في الجبل، والى المجرى الواسع الجاف لليرموك الذي كان يجري فيه ذات مرة نحو من 450 مليون كوب ماء كل سنة الى الجنوب، يقول برومبرغ في كآبة لشريكه: "هذا سدك البائس يا منقذ".{nl} تحدثنا الى عميتسور بولدو من غور الاردن الذي كان مدة سنين طويلة من المراقبين الاسطوريين في سلطة حماية الطبيعة والحدائق، قبل خمس سنين. لم يلتقي مع أبو رياض من قرية الكريمة في الاردن قط بل لا يعرف أحدهما حتى زميله، ومع كل ذلك يقصان القصة نفسها.{nl} "كان<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/10-2012/اسرائيلي-175.doc)