Haneen
2012-09-29, 11:36 AM
اقلام واراء عربي 215{nl}في هــــذا الملف:{nl}• الملك يعيد القدس وفلسطين الى صدارة الاهتمام العالمي{nl}• خطاب الملك .. جرس إنذار للعالم{nl}• معركة الحسم في حلب{nl}• الرئيس مرسي في أول إطلالة تلفزيونية!{nl}• غياب الشعب عن أعمال لجنة الدستور{nl}• سايكس- بيكو جديدة{nl}• حرائر سورية وسط أهوال الشتات!{nl}• هل تشعل الأزمة السورية حرباً إقليمية..؟{nl}• الأسلحة الإيرانية إلى سورية عبر العراق تطيح الثقة بإخلاصه للعلاقات الدولية{nl}الملك يعيد القدس وفلسطين الى صدارة الاهتمام العالمي{nl} راي الدستور{nl}استطاع جلالة الملك عبدالله الثاني في خطابه التاريخي بالامم المتحدة، وحديثه للصحفي الاميركي “جون ستيوارت” في برنامج “ذي ديلي شو” وخلال لقاءاته مع عدد من الزعماء ورؤساء الوفود ووزراء خارجية عدد من الدول الشقيقة والصديقة، ان يعيد الاهتمام للقضية الفلسطينية محاولاً وبمصداقيته المعروفة ان يسلط الاضواء على الظلم التاريخي الذي تعرض له الشعب الشقيق عبر أكثر من ستة عقود ولا يزال، فهو الشعب الوحيد في هذا العالم الذي لم يمارس حقه في تقرير المصير واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، ولم يحظ بأية حماية دولية، “فالربيع العربي نادى بالكرامة للجميع، ووضع حداً لسياسة الاستثناء”، مشدداً “على ان لا شيء يمكن ان يسبب قهراً أكبر من ان يقول لشعب بأسره انكم مستثنون من العدل الدولي، وان الصيف العربي لن يؤتي ثماره الا عندما يصل الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي الى نهاية عادلة، وتقوم الدولة الفلسطينية المستقلة التي تعيش بسلام جنباً الى جنب مع اسرائيل آمنة في المنطقة بأسرها”.{nl}جلالة الملك، جعل من دعم القضية الفلسطينية ودعم الشعب الشقيق اولوية قصوى بصفتها قضية الاردن المركزية، وعنوان الامن والاستقرار في المنطقة، فلا سلام بدون تحقيق حل عادل لهذه القضية، يستند الى حل الدولتين، باقامة الدولة الفلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين كسبيل وحيد لتحرير المنطقة من الارتهان للاحتلال والارهاب الصهيوني.{nl}لقد جاء تحذير جلالة الملك للعدو الصهيوني بضرورة عدم المس بالاقصى والمقدسات الاسلامية والمسيحية، ودعوته للمجتمع الدولي الى القيام بتوجيه رسالة الى اسرائيل بالكف عن ممارساتها العدوانية، والكف عن الاستيطان والتهويد، حيث تقوم بطمس المعالم العربية الاسلامية للمدينة الخالدة، وفق نهج خبيث تمهيداً لاستكمال تهويد المدينة، معتبراً ذلك امراً خطيراً يؤدي الى انفجار حرب دينية في المنطقة كلها؛ فالقدس والاقصى جزء من العقيدة الاسلامية وتهمان اكثر من 1.6 مليار مسلم من جاكرتا حتى طنجة، واي اعتداء عليها وعلى الاقصى, يعتبر اعتداء سافراً على العقيدة الاسلامية.{nl}مجمل القول: ان سيطرة الهم الفلسطيني على خطاب جلالة الملك في الامم المتحدة، وتسليطه الضوء بكل جرأة على الواقع المر الذي يعيشه هذا الشعب الشقيق، فهو المستثنى من الحماية والعدل الدوليين، وهو المستثنى من حق تقرير المصير، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، اسوة بباقي شعوب الارض، ما يعتبر ظلما لا مثيل له،يستدعي من الجميع ان يبادروا فوراً لتصحيح مسار سياساتهم, والزام العدو بالانسحاب من الاراضي المحتلة، واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف،{nl}واخيراً، لا نملك الا ان نكرر ما قاله جلالته في خطابه “كفى، كفى”.{nl}خطاب الملك .. جرس إنذار للعالم{nl}كتب : محرر الشؤون المحلية عن الدستور االاردنية{nl}وضع جلالة الملك عبدالله الثاني العالم في خطابه التاريخي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، المجتمع الدولي امام مسؤولياته بخصوص القضية الفلسطينية والقدس ومعاناة الشعب الفلسطيني، موجها رسائل تذكير وتحذير بأن أي اعتداء أو أي محاولة لمحو الهوية العربية أو الإسلامية أو المسيحية للقدس أمر لا يمكن قبوله أو السكوت عليه.{nl}إنَّ تشخيص جلالته لواقع الحال في المنطقة، جاء بمثابة جرس انذار للعالم، بأهمية العمل على تجاوز المخاطر الكارثية المحتملة في المنطقة، والسعي الحثيث لتجنب ما تثيره مخاوف عدم تحقيق السلام، جاء في هذا الوقت بالذات، لأن جلالته كان وسيبقى، صوت الحكمة العالمي، الذي يحذر من المخاطر القادمة ويستشرف الحلول، التي يتوجب على العالم تنفيذها، للحيلولة دون تفاقم الأزمات، ودون أزمات جديدة، وبما يضمن الاستجابة لنداء الشرعية والعدالة الدوليين، وضمان الأمن والاستقرار والسلم العالمي.{nl}لقد تضمن الحديث الملكي، رسائل تحذير مباشرة وواضحة، لكافة الأطراف الاقليمية والدولية، مفادها ضرورة إيجاد حلول عملية، لعدم اضاعة فرصة تحقيق السلام في المنطقة، ودفع اسرائيل الى اعادة النظر في مواقفها، التي من شأنها صب المزيد من الزيت، لأن عدم اكتراث حكومة نتنياهو بالشرعية الدولية وقراراتها، وتجاهلها للمطالب الشرعية العادلة للشعب الفلسطيني والأمة العربية، وضربها عرض الحائط، بالاتفاقيات التي سبق أن وقعتها، يعني، نسف ما تبقى من آمال، حول إمكانية تحقيق السلام، وإقامة الدولة الفلسطينية.{nl}إن تحذيرات جلالته، من الإجراءات الإسرائيلية الأحادية في الأراضي الفلسطينية المحتلة والقدس على وجه الخصوص، والتي تستهدف تغيير معالم القدس وتهدد الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية فيها، تجعل من القدس قنبلة موقوتة، قد تنفجر في أية لحظة: فالجرائم الاسرائيلية في القدس، لا يمكن السكوت عنها، والمقدسات الاسلامية والمسيحية فيها خط احمر اردني، مجددا جلالته التأكيد على الموقف الاردني الثابت والراسخ، الذي يقوم على اساس، قيام الهاشميين بمسؤولياتهم التاريخية والشرعية والدينية والقومية والانسانية، تجاه المدينة المقدسة، والاماكن الاسلامية والمسيحية فيها، على حد سواء: فالهاشميون كانوا على الدوام وسيبقون «سدنة» الاماكن المقدسة وحماتها.{nl}لقد وضع جلالته دول العالم أمام مسؤولياتها، التي توجب على اميركا واسرائيل، الانتقال من التنظير في السلام ومناقضته بأفعالها على الأرض، الى ترجمة للشرعية الدولية ومصالح الدول واستقلالها وسيادتها، والحيلولة دون تنفيذ أعداء السلام وأصحاب الأجندات الخفية لأهدافهم، باعتبار أن منعهم من ذلك بتحقيق السلام، كفالة لإنهاء الأزمات السياسية والاقتصادية وتحقيق الأمن والاستقرار العالمي، وذلك لا يمكن أن يتم إلا بتنفيذ الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية، لمضامين حديث جلالة الملك، الكفيلة بإزالة الإحباط وتحقيق خير العالم وأمنه وسلامه، وتجنب أزمات وحروب جديدة.{nl}أهمية الخطاب الملكي يأتي في الوقت الذي أدار العالم ظهره للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، فيما تتواصل الجهود والدور الكبير الذي يقوم به جلالة الملك عبدالله الثاني، في مساعدة الشعب الفلسطيني وسياسته المتبعة دوما في هذا الشأن، تأكيدا على أن الأردن مستمر في الدفاع عن الحق العربي في فلسطين، حتى يستعيد الشعب الفلسطيني، كامل حقوقه ويقيم دولته المستقلة على أرضه، وينعم فيها بالحرية والاستقلال والحياة الكريمة، الى جانب مواصلة الأردن تحركه السياسي، واستخدام كل المنابر في شتى أنحاء العالم، للدعوة لتحقيق السلام الدائم والشامل، الذي يضمن الحقوق، ويصون الكرامة لأصحابها.{nl}يحرص جلالة الملك دائما على ان تكون قضية فلسطين في طليعة الأجندة الأردنية، وفي كل مرة يؤكد جلالته على ان القضية الفلسطينية تشكل جوهر النزاع العربى الاسرائيلي، مؤكدا الحرص على التوصل الى تسوية سياسية عادلة ودائمة لهذه القضية بالاستناد الى قرارات الشرعية الدولية.{nl}لقد شكّل الموقف الأردني الثابت تجاة القضية الفلسطينية، الرديف والسند الحقيقي للشعب الفلسطيني، ويعكس وحدة وتلاحما اجتماعيا وسياسيا، يتجاوز الأحقاد ويكسر المؤامرات ومحاولات النيل من موقف الأردن او المزايدة عليه، وقد دفع الأردن ثمن هذا الموقف طيلة العقود الماضية، وتحمّل في سبيل القضية الفلسطينية، ما هو فوق طاقاته وإمكانياته.{nl}ومواقف الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، لم تكن يوما صوتية وترديدا لشعارات، بل اقترنت بالفعل والتضحيات الكبيرة، وقد أثبتت الأحداث والتاريخ، أصالة الموقف الأردني، ودوره المشرّف، والتضحيات الكبيرة التي قدمها الأردن «الشعب والقيادة على حد سواء»، فالاردن كان وسيبقى تحت ظل الراية الهاشمية المظفرة، البلد الذي لم يقصر أبدا، لا تجاه الأمة العربية، ولا تجاه القضية الفلسطينية، وتحمّل النتائج والآثار المدمرة للحروب، التي قاتلنا فيها للدفاع عن فلسطين، ودفع ثمن هذه الحروب، من تعبه ومعاناته وخبز أطفاله.{nl}لا يكاد يخلو خطاب أو مقابلة تلفزيونية او صحفية لجلالته من الإشارة إلى قضية العرب الأم القضية الفلسطينية ودرتها القدس الشريف، وتأكيد جلالته على الموقف الأردني الثابت من القضية الفلسطينية والقدس، وضرورة بقائها عربية خالصة والوقوف في وجه المحاولات العنصرية الصهيونية لتغير معالم المدينة المقدسة، والعبث بهويتها.{nl}ويمثل خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني إحد اهم الجهود السياسية التي اكدت على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة القابلة للحياة وآزرت القضية الفلسطينية منذ تعثر ثم جمود عملية السلام في الشرق الاوسط فالقضية الفلسطينية ظلت على الدوام قضية الأردن الوطنية القومية بامتياز، وبرغم الظروف المحلية والعربية الدولية التي رافقت نشأة الاردن كإمارة ابتداءً ومملكة لاحقاً فإنه بفضل الحنكة السياسية لقيادته الهاشمية لعب دوراً حاسماً في الدفاع عن عروبة فلسطين بقدسها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية على حد سواء.{nl}ان القدس خاصة والقضية الفلسطينية عامة وتخليصهما من الاحتلال الصهيوني ولا تزالان محور النشاط السياسي والدبلوماسي للأردن على الصعيد الوطني والعربي والإقليمي والدولي، فالمغفور له -بإذن الله- جلالة الملك الحسين بن طلال ظل يعتبر القدس «الرمز الحقيقي للسلام.. وعودتها للسيادة العربية هو المعيار الوحيد لصدق الداعين إلى السلام في المنطقة»، وجلالة الملك عبدالله الثاني ومنذ توليه لسلطاته الدستورية جعل الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس السبيل الوحيد، لا بل الفرصة الأخيرة لتجنيب المنطقة والعالم كارثة لا تنجو منها دولة بما في ذلك الدول العظمى، ومن هنا جاء تشديد جلالته على ضرورة أن ينهض العالم اجمع بمسؤولياته بتسوية الصراع العربي - الإسرائيلي من خلال حل الدولتين تقوم بموجبه دولة فلسطينية عاصمتها القدس إلى جانب دولة إسرائيل.{nl}إن الأردن وحفاظاً منه على القدس مواطنين ومقدسات إسلامية ومسيحية سنّ العديد من القوانين والأوامر الناظمة لعمل مؤسسات تعنى بشؤون القدس ومقدساتها وأبرزها لجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة، واللجنة الملكية لشؤون القدس، والصندوق الأردني الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة والمقدسات الإسلامية والمسيحية حيث كان جلالة الملك عبدالله الثاني أول المتبرعين للصندوق مضافاً لذلك مبالغ أخرى من الموازنة العامة للمقدسات الإسلامية والمسيحية للحفاظ على هوية القدس وطابعها العربي ودعم صمود أهلها في وجه الاحتلال وسياسة التهويد الاستيطانية الاستعمارية الاحلالية فضلاً عما تقوم به وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية ودائرة قاضي القضاة من رعاية وتحمل نفقات المؤسسات والمواطنين التابعين لها.{nl}ان جلالته يكرّس جهوده الشخصيّة وعلاقات الأردن الدولية والإقليمية المؤثرة لإعادة اطلاق عملية السلام وحشد تأييد المجتمع الدولي لها وصولا الى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي تعيش بسلام الى جانب اسرائيل وهو بذلك لا يتواني عن طرح عدالة القضية الفلسطينية في المحافل الدولية والتعبيّر بكل صراحة عن هموم وآمال الفلسطينيين تأكيدا على ثوابت النهج والرؤية لهذا الوطن الأصيل في مواقفه من فلسطين، منذ مطلع القرن العشرين، التي لا تحتمل التشكيك والتدليس، فالأردن بقيادة الشريف الهاشمي الماجد، جلالة الملك عبدالله الثاني، سند لفلسطين وحام للحرية وشرافة الخلق القويم، وشوكة في حلوق الماكرين والمارقين..{nl}معركة الحسم في حلب{nl}رأي القدس العربي{nl}بات الكثيرون يلجأون الى الصحف وبعض محطات التلفزة الغربية للحصول على صورة شبه محايدة عن تطورات الاوضاع في سورية في ظل غرق معظم محطات التلفزة العربية في تقديم تغطيات احادية الجانب، تتضمن تقارير مبالغا فيها لصالح هذا الطرف او ذاك.{nl}لا شك ان الموضوع السوري، وبعد 19 شهرا من الانتفاضة الشعبية السلمية التي تحولت الى ثورة مسلحة، ما زال الاكثر اهمية على لائحة الاولويات الاعلامية، واذا كان الاهتمام قد تراجع قليلا، ولايام معدودة، بسبب ظهور افلام ورسوم مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، الا انه عاد ليحتل المرتبة الاولى بعد تصاعد وتيرة اعمال القتل والتدمير التي تستهدف مناطق مدنية يتمترس فيها مقاتلو الجيش السوري الحر ويلجأ النظام الى قصفها بالطائرات، او حدوث تفجيرات ناجمة عن عمليات للجهاديين الاسلاميين المتشددين في قلب العاصمة دمشق، وتستهدف مقر قيادة الجيش مثلما حدث يوم امس الاول.{nl}مراسل صحيفة 'التايمز' البريطانية في حلب تحدث عن تدمير اكثر من ستين في المئة من المدينة، وازدحام المستشفيات بجثث القتلى، وينقل عن اطباء قولهم انهم كانوا يسيرون فوق اجساد الجرحى في الممرات وهم يتوجهون الى غرف العمليات.{nl}الاخطر من ذلك نقله صورة قاتمة عن حالة الخذلان التي يشعر بها المدنيون المشردون المدمرة بيوتهم من ناحية، وعناصر الجيش السوري الحر. الخذلان من الغرب الذي وعدهم بالدعم والمساندة والتدخل عسكريا لحمايتهم ثم تخلى عنهم كليا ليواجهوا مصيرهم بانفسهم.{nl}حتى ان بعض الاهالي في المدينة المعادين للنظام، وحسب قول المراسل، باتوا يؤمنون بالنظرية التي تقول ان الهدف من هذه الحرب هو تدمير سورية وتمزيق جيشها واضعافه حتى تظل اسرائيل قوية.{nl}ليون بانيتا وزير الدفاع الامريكي اكد هذا الانطباع يوم امس عندما قال في مؤتمر صحافي ان التدخل العسكري الامريكي الاحادي في سورية سيكون 'خطأ فادحا'، وان الضغط الدبلوماسي والاقتصادي الدولي على الرئيس الاسد حتى يتنحى هو الطريق الافضل للتعاطي مع الوضع في سورية.{nl}الشغل الشاغل للمسؤولين الامريكيين وعلى رأسهم بانيتا، هو الاسلحة الكيماوية السورية، وكيفية تأمينها ومنع وصولها الى ايد جهادية متشددة في حال انهيار النظام السوري.{nl}بمعنى آخر ان ما يخشاه الامريكيون ليس استخدام النظام لهذه الاسلحة ضد الثوار الذين يريدون اسقاطه بالقوة العسكرية، وانما ضد اسرائيل، خاصة اذا جرى ارسال شحنات من هذه الاسلحة الى ميليشيا حزب الله في لبنان.{nl}الازمة الدموية في سورية ستطول في ظل تراجع الاهتمام الدولي، وغياب المبادرات السلمية للحل السياسي، وعجز الطرفين، الحكومة والمعارضة، عن حسم الامور لصالحهما عسكريا على الارض.{nl}سورية تتعرض للتدمير، وشعبها للتشريد، والحرب الاهلية التي تتبلور عناصرها شهرا بعد شهر باتت تهدد المنطقة برمتها، في عمليات الاستقطاب والتحريض الطائفي المسعورة.{nl}معركة حلب الحاسمة التي اشعل فتيلها الجيش السوري الحر يوم امس الاول، وترجمها الى صدامات شرسة مع قوات النظام في محاولة للسيطرة على المدينة لتحويلها الى ملاذ آمن قد تعطي مؤشرا لما يمكن ان يكون عليه الحال في الاشهر القادمة ولا بد من انتظار نتائجها.{nl}الرئيس مرسي في أول إطلالة تلفزيونية!{nl}سليم عزوز عن القدس العربي{nl}ظل الرئيس محمد مرسي محظوظاً إلى أن دخل القصر الجمهوري، فصار حاله من حالي، وقد سئل عسكري بمخفر شرطة يوماً عن راتبه فقال أنا و'البيه' المأمور راتبنا خمسة آلاف جنيه. راتبه هو خمسمائة جنيه، والباقي هو راتب المأمور!{nl}سوء الحظ يرافقني حتي في المنام، واذا كنت في يقظتي تخصصت في الانحياز 'للقضايا الخسرانة'، فهذه خياراتي وانا نائم أيضاً، وعبد الباري عطوان في مذكراته 'وطن من كلمات' يقول انه عندما جاء إلى مصر للدراسة شجع فريق نادي الترسانة، وهو فريق لم يفز في مباراة قط ولو لاعب فريق 'نجع عزوز' الدولي، وانا عندما قررت أن أشجع فريقاً في صباي شجعت الزمالك انحيازاً مني للأقليات، ثم توقفت عندما أيقنت انه من أراد ان يموت بالحسرة فليشجع الزمالك، وليستمع إلى فريد الأطرش، وليشاهد التلفزيون المصري.{nl}لقد رأيت فيما يرى النائم يا قراء، أنني اجلس بجوار الرجل القوي بجماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر، في القصر الجمهوري، بينما يقف الرئيس محمد مرسي ينظم دولابه أو مكتبته، وقد انتهت مدة ولايته الأولى، واذا بالشاطر يعلن انه سيترشح للدورة الجديدة، فترك الرئيس ما في يديه وخرج وترك القصر الجمهوري دون ان يتكلم، وبدلاً من أن اجلس أنا مع خيرت الشاطر في القصر، اذا بي أهرول خلف الرئيس بحثاً عنه، وقد ابتلعه الزحام، والي الآن لم أتمكن من مهمتي!{nl}هذه خياراتي حتي في المنام، وإذا كان هناك من اعتقدوا ان الدكتور محمد مرسي كان محظوظاً بنجاحه في الانتخابات الرئاسية، فاني اعتقد ان الحظ قد فارقه منذ ان أصبح رئيساً، يبدو أنها عين وأصابته، فالرجل يتخذ من المواقف ويعلن من الآراء ما ينتصر به لمصر الثورة، وفي كل مرة نجد ان هناك من انشغل عن ذلك بأمور أخرى، وفي الوقت الذي نشرت احدى الصحف الأمريكية مقابلة معه، أكد فيها ان مصر لا يمكن ان تكون تابعاً لواشنطن كما كانت في عهد النظام السابق، كان القوم مشغولين بقيام نجله برد إساءة متحاور معه على 'الفيس' بمثلها، وتمطع مذيع بقناة خالد الذكر نجيب ساويرس، وهاجم نجل الرئيس المتطاول، وفي اليوم التالي كان هناك من يحتفون بفيديو المذيع، ويصفونه بالشجاعة، وكأنه فعل ما كنت افعله، في مرحلة الطيش، وهاجم جمال مبارك.{nl}لم يرد نجل الرئيس محمد مرسي الإساءة بمثلها استناداً على ملك أبيه، وليس في الهجوم عليه، بل وسبه بالتالي، ما يمكن صاحب الهجوم والسب من صفة الشجاعة، لكن هناك من عز عليهم الآن أنهم لم يكونوا ضمن الواقفين في وجه مبارك الأب ومبارك الابن، فيقومون بتعويض ذلك بالتطاول على مرسي الأب ومرسي الابن، وعقب نجاح الثورة في 'خلع المخلوع'، شاهدنا أصنافاً من البشر جاءوا إلى ميدان التحرير، وكان خطابهم فيه مزايدة على الجميع، وكنا نعرفهم بسلوكهم بأنهم لم يشاركوا في الثورة، ولا زلت أذكر عندما تمت الدعوة إلى أول مليونية، وامتلأ ميدان التحرير بالبشر، كيف كنت أتحرك بحرية وسط هذا الطوفان، وكنت لا تجد ورقة فيه، الوضع تغير بعد ذلك فتجد من يدفعك بدون اعتذار، وتحول الميدان إلى مقلب قمامة، عندها أيقنت أن الثوار غادروا الميدان.{nl}لولا أن الهجوم على نجل الرئيس يعجب 'صاحب المحل' نجيب ساويرس لاعتبرنا أن في الأمر شجاعة من المذيع، الذي قيل ان نجل الرئيس اهانه هو شخصياً، وكل الروابط التي توضع وتحمل اهانات الفتي كانت لا تعمل.{nl}المواطن الرئيس{nl}ما علينا، فقد تجاوزت مصر المرحلة التي كان فيها الرئيس ملهماً، وابنه مفكراً بالضرورة باعتبار ان ابن الوز عوام، ونحن الآن في زمن المواطن الرئيس، الذي يدخل ابنه على 'الفيس بوك' حواراً مع الناس وقد يحتد عليهم بالعبارة، وكلنا نحتد، ومن ناحيتي فكثيراً ما أقوم بحذف من لا يروق لي من البشر، بعد درس على 'الانبوكس' في مكارم الأخلاق، ولكم حذرت القوم بأنني ابن سبعة، وكانت والدتي تقول إن ابن سبعة هذا صدره ضيق حرجاً كأنما يصعد في السماء، ولا يوجد ما يمنع من ان يكون ابن الرئيس قد جاء إلى الدنيا مثلي بعد ان حملته أمه سبعة أشهر فقط، وليس مطلوباً منا ان نطالبه بأن يكون مسيحاً يعطي خده الأيمن لمن صفعه على خده الأيسر، المهم ألا يجهل علينا بسلطان أبيه.. وأين هو سلطان أبيه، الذي يتضاءل بجانب سلطان قيادات في جماعة الإخوان المسلمين من نوعية الدكتور محمد البلتاجي، الذي يعد نفوذه عابراً لمؤسسات الدولة، أو عصام العريان الذي يزيد ارتفاعه شبرين ويزيد وزنه اثنين كيلو غرام عند مرور طيف انتصار او حتي وهم انتصار ببابه، وكل من يعرفونه والتقوا به هذه الأيام أعرض عنهم ولم يصافحهم، وعندما صافحوه هم بدا كما لو كان قد فقد الذاكرة، ومؤكد انه سيخسر ارتفاعه وما زاده من وزن وستعود إليه ذاكرته من جديد، عند أول هزيمة.. سبحانه وتعالى فرجه قريب.{nl}لم أر الدكتور العريان منذ هذه اللحظة التاريخية، إلا مرة واحدة كنا في حضرة وزير الإعلام، ودخل على اللقاء متأخراً واثق الخطوة يمشي ملكاً، وتحدث عندما طلب الكلمة بطبيعة الحال، وأعطى للوزير الوصايا العشر ثم انصرف، وقال انه لن يهنئه بمنصبه الجديد، وسيؤخر التهنئة إلى حين ينجح الوزير في ان ينهي المهمة الموكولة اليه بأن يعيد هيكلة الإذاعة والتلفزيون استعداداً للرحيل ليكون بالفعل آخر وزير إعلام في مصر، ويبدو ان الإخوان استشعروا الحرج من استمرار حقيبة الإعلام في حكمهم، وهي المرتبطة بالأنظمة الشمولية، فقالوا ان زميلنا صلاح عبد المقصود هو آخر وزير للإعلام في مصر.{nl}بدا لي الحوار الدائر حينها أمامي اقرب إلى أفلام الكارتون، وكأنه لقطة من المسلسل التلفزيوني البديع إلى حين وفاة مخرجته: 'بكار'، بيد أني اعرف العريان جيداً ومنذ ان كان اصغر نائب في برلمان سنة 1987 وقال للنائب المخضرم الشيخ صلاح أبو إسماعيل والد الشيخ حازم، انه يستطيع بإشارة من إصبعه ان يصرف من حوله الأنصار.{nl}الخُلاصة، فلأن الرئيس محمد مرسي لم يعد محظوظاً فيشاء ان تكون أول إطلالة له عبر التلفزيون المصري، مع مراسل قناة النيل للأخبار في الرئاسة وواضح ان محبيه كثر، فانشغلوا به، وشغلوا الناس بذلك عما قاله الرئيس في هذا الحوار، وضاع تهليل الصحف القومية ومحاولتها التأكيد على حدوث فتح بهذه المقابلة، التي مثلت نقطة فارقة في تاريخ التلفزيون المصري.{nl}لست اخوانياً{nl}لست متابعاً للتاريخ الوظيفي للفتى، الذي بدأت عملية تخليقه كمذيع كبير بهذا الحوار، وبتصريحه بأنه ليس إخوانياً، مع ان أحداً لم يتهمه بذلك، وكيف يكون اخوانياً وقد كان مندوب التلفزيون في عهد المخلوع؟، وفي زمن لم يكن الحصول على تصريح العمل في مؤسسة الرئاسة يتم إلا بموافقة جهات أمنية، نعرف بعضها ولا نعرف البعض الآخر.{nl}لقد ظهر جلياً ان المحاور أراد ان يصنع لنفسه موضوعا، فيقول: لست اخوانياً، فيقال له احلف.. فيحلف، فيقال له لن نصدقك، وكيف وافق الرئيس ان يجري حواراً معك وأنت لست اخوانياً؟. لكنه كان يغني ويرد على نفسه بموضوع 'لست اخوانيا' هذا، فالذين هاجموه قالوا انه 'فلول'، وهناك من قال انه تم تعيينه واستبعاد من تفوقوا عليه في اختيارات التعيين بالمحطة، فانطلق الفتى يدافع عن نفسه، يوشك ان يقول انه إخواني: فقد غطى مؤتمراتهم، وحضر افتتاح مقر حزب 'الحرية والعدالة'، وصافح المرشد، لكنه نسي الأهم من المرشد وهو محمد البلتاجي، خليفة أحمد عز في المجال السياسي، في حين أن الشاطر هو خليفته في 'سكة التكويش الاقتصادي'، أما العريان فهو خليفته في الملاعب وفي التمدد طولاً وعرضا، وهما قصيران يتصرفان على انهما في قامة الرئيس السنغالي الراحل عبده ضيوف، وزميل لي أعطى عز ذات مرة صحيفته فقال انه لا يمسك صحفاً في يده. لقد انشطر احمد عز، وحلت روحه في الثلاثي سالف الذكر.{nl}الرئيس محمد مرسي رجل بسيط، وهذه هي المشكلة، ويؤتى المرء من مأمنه، ولبساطته فقد اختار مراسل قناة النيل للأخبار في الرئاسة ليطل معه على الجماهير عبر التلفزيون المصري، في أول مقابلة وليس في أول ظهور، فقد كان خطابه الأول من خلاله في يوم إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية، ووصفت الخطاب حينها بالبائس، وقد سعى الرئيس فيه لتأكيد بساطته فلم ينس توجيه التحية لسائقي 'التوك توك'، وهي وسيلة نقل تعمل بالمخالفة للقانون، لكن خطابه في ميدان التحرير بعد ذلك كان رائعاً، وصفناه بسببه بأنه قدر الثورة وان لم يكن خيارها.{nl}المسألة لا ينبغي ان تكون متروكة في يد الرئيس الذي قد تسبب له بساطته الفطرية مشكلات على النحو الذي حدث عندما وافق لمراسل النيل للأخبار على اول حوار بناء على طلبه، فقد شغل الشاغل الناس في من هذا الذي يجري أول حوار مع الرئيس، لمؤسسة إعلامية زاخرة بالكفاءات والكوادر؟!، ليؤثر في مصداقية الحوار ما قيل في وصف من أجراه بأنه من 'الفلول'، وأنا لا اعرفه لكي أقرر ما إذا كان من 'الفلول' أم أنه متذبذب بين هؤلاء وهؤلاء، لكني اعرف ان القائمة على هذه المحطة كانت كادراً معتبراً في تنظيم 'إحنا آسفين يا ريس'، والريس هو حسني مبارك.{nl}نكتة مبارك{nl}حسني كان رجلاً متفرغاً لمشاهدة التلفزيون، وهو لا يقرأ ولا يكتب، وعندما قالت احدى الصحف انه يكتب مذكراته اعتبر كثيرون ذلك نكتة فضحكوا، فلأنه اعتاد منذ عمله العسكري على الاستيقاظ مبكرا، ولم يهتم مثلا بقراءة كتاب أو رواية أو صحيفة فكان يشاهد التلفزيون، يتنقل بين قنواته، ليستقر به المطاف في النهاية على شاشة 'روتانا سينما مش ح تقدر تغمض عينيك'. ولهذا فقد كان يعرف معظم المذيعين والمذيعات بالاسم ويحدد من يحاوره، ولذا فان من كانت تستدعيه الرئاسة ليحاور الرئيس كأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها، وكل المذيعات اللاتي ذهبن إلى هناك قلن بعد الثورة ان سوزان مبارك كانت تغار من شياكتهن، وكأنه كان ينظم عرض أزياء في القصر الجمهوري.{nl}وفي كثير من الأيام فان مشاهدة مبارك للتلفزيون تكون ممتدة، فتبدأ من أول 'صباح الخير يا مصر' إلى مشاهدة برامج 'التوك شو' مساء، ويا حظها من يتصل الرئيس ببرنامجها، عندها يطير برج من عقلها من الفرحة، وذات مرة اتصل بمنى الحسيني هاتفياً على الهواء مباشرة، وعاشت الفتاة اللحظة، وأعربت عبر وسائل الإعلام عن سعادتها وكيف أنها توجت مشوارها الفني بهذا الاتصال، وكأنها حصلت على جائزة نوبل في علوم الذرة، حتي قلنا: ليتها تسكت، ولم تسكت إلا بقيام الثورة.{nl}المخلوع عندما لا يختار من المذيعين والمذيعات من يحاوره، فان قيادات ماسبيرو هي من تختار له، والرئيس محمد مرسي ترك الأمر للطلب، وعند أول طلب من مراسل وافق، ليعطي فرصة لمن يقفون له على 'الواحدة' فلا شك ان هناك من يتصيدون له، حسداً من عند أنفسهم، فلم يجدوا في هذه المقابلة سوى حديثه عن رخص سعر فاكهة المانجو، وربما قال هذا على قاعدة توجيه الشكر لسائقي 'التوك توك'، وبساطته لا تحتاج إلى إثبات يقدمه بين الحين والآخر لكن لا بأس، فالرئيس لم يعد محظوظاً مثلي تماماً، فبدلاً من ان ينصب الاهتمام على ما قاله في أول مقابلة للتلفزيون المصري، انشغلنا بهوية المحاور، واختياره لهذه المهمة خطأ، ما كان له ان يحدث لولا سوء الحظ الذي يحيط بالرئيس.. يبدو انها عين، والعين فلقت الحجر.{nl}غياب الشعب عن أعمال لجنة الدستور{nl}بقلم: عبدالغفار شكر عن الاهرام المصرية {nl}يحظي إعداد دستور جديد في أي بلد في العالم باهتمام خاص, لأن الدستور هو الذي يحدد طبيعة الدولة ومقوماتها, وحريات المواطنين وحقوقهم الأساسية, وعلاقة الدولة بالمواطنين, ومؤسسات الدولة التنفيذية والتشريعية والقضائية وعلاقتها ببعضها.{nl}وهي جميعا أمور تؤثر في حياة المواطنين وتدفع المجتمع اما إلي الاستقرار أوالصراع حسب ما يتضمنه الدستور من أحكام. من هنا كانت أهمية أن تطرح لجنة إعداد الدستور في أي بلد أعمالها علي الشعب وأن تنظم السلطات حوارا مجتمعيا مفتوحا حول ما تنتهي إليه اللجنة من نتائج وصياغات, وتتاح الفرصة للقوي السياسية ومنظمات المجتمع المدني وخبراء القانون ووسائل الإعلام الإطلاع علي أعمال اللجنة أولا بأول لكي تشرك الشعب وقواه الحية في متابعة أعمال اللجنة. وعندما تطرح مسودة الدستور للنقاش العام فإنها تكون موضع جدل وصراع متصاعد في أن تتم الصياغة النهائية للمسودة, وعندما يطرح مشروع الدستور للإستفتاء بعد أن يكون قد إستوعب آراء أوسع قطاعات الشعب وأصبح وثيقة توافقية بحق تعبر عن أوسع توافق ممكن بين مكونات المجتمع, وفي أغلب الأحوال فإن معظم الدول أتاحت لعملية إعداد الدستور الوقت الكافي للإعداد والمناقشة, ووصل الأمر ببعض هذه الدول إلي إصدار دستور مؤقت لضمان أطول فترة ممكنة لإنضاج عملية إعداد الدستور الجديد وطرحه لنقاش حقيقي يكفل توافق المجتمع حوله بعد أن يتم تعديله من خلال هذا النقاش. ولكننا في مصر نقوم بسلق الدستور حسب التعبير الشعبي, فاللجنة التي شكلت لا تعبر بصدق عن كل مكونات المجتمع بل يسيطر علي أعمالها تيار واحد, والوقت المتاح أمامها للإنتهاء من إعداد مشروع الدستور لا يتجاوز ثلاثة أشهر, تتم العملية في غرف مغلقة بعيدا عن الشعب, وفي تكتم وسرية فلا تتاح لوسائل الإعلام معرفة ما تصل إليه اللجنة من نتائج. بل وصل الأمر في تغييب الشعب عن هذه العملية والتشويش عليه أن الموقع الإلكتروني للجنة ينشر أخبارا متناقضة, وينشر صياغات معينة لبعض المواد ثم يسحب ما نشره وينشر صياغات أخري, بينما تتسرب للصحف صياغات مخالفة لهذا وذاك. وكلما حاول باحث مدقق أن يناقش ما يصله من صياغات يتم الرد عليه بأن ما يناقشه ليس صحيحا وأن هناك صياغات أخري, ونتيجة لهذا التضارب فيما ينشر عن أعمال اللجنة فإن عملية إعداد الدستور لم تعد جزءا من الحوار في المجتمع, إلي درجة أن الكثيرين يدعو إلي تشكيل لجنة موازية تمثل كل أطياف الشعب تضع دستورا يعبر بصدق عن احتياجات الشعب المصري ويكون نموذجا بديلا للدستور الذي تقوم اللجنة الرسمية بإعداده. كما أقيمت دعاوي قضائية لإبطال تشكيل اللجنة والدعوة إلي تشكيل لجنة جديدة بالإنتخاب المباشر من بين المواطنين.{nl}ولأن معظم القوي السياسية لم تعد تطمئن إلي أعمال اللجنة ولديها ملاحظات عديدة حول أدائها وحول ما نشر حتي الآن عن المواد التي تمت صياغتها وتضمنها تقارير اللجان التي ستعرض علي الاجتماع العام للجنة, فان هذه القوي تعتزم القيام بحملة جماهيرية وإعلامية مكثفة تعرض من خلالها رأيها حول هذه الصياغات, وهناك كثير من المواد التي تعترض عليها هذه القوي التي تؤكد حرصها علي العمل سويا من أجل إصدار دستور مصري وطني يرسخ دعائم دولة القانون الوطنية الديمقراطية الحديثة وحقوق الإنسان حسب تعبيرهم الصادر في أول بيان عن عملهم المشترك لرفض هذه الصياغات, ويدعون إلي تأكيد حقوق المواطنة دون أي تمييز, والمبادئ والحقوق والحريات الأساسية المستقرة في الدساتير المصرية المتعاقبة, وتأكيد اعتراضهم علي بعض مواد الباب الأول المقترحة المنشورة علي موقع اللجنة والمتعلقة بمقومات الدولة والتي تقترح تعديل المادة الثانية بالمخالفة للتوافق العام حول ضرورة الحفاظ علي نصها الحالي, ومواد أخري تعكس مقومات وملامح الدولة الدينية وولاية الفقيه, وكذا بعض مواد الحقوق والحريات خاصة المتعلقة بحرية العقيدة وممارسة الشعائر الدينية, وحقوق المرأة والأطفال, وحرية الصحافة, والتراجع عن إلغاء الحبس في جرائم النشر, وعدم إقرار حظر الرق والإتجار في البشر, والتراجع عن حظر الأحزاب ذات الطابع العسكري أو القائمة علي أساس ديني أو جغرافي أو أي مرجعية تتعارض مع المبادئ والحقوق والحريات الواردة في الدساتير السابقة بالإضافة إلي ملاحظات علي النصوص المتعلقة بالعدالة الاجتماعية وضرورة النص علي الحقوق الاقتصادية والاجتماعية بالتفصيلة وتحديد أبعاد هذه الحقوق في التعليم والعمل والعلاج والسكن والتأمينات الاجتماعية النص علي مسئولية الدولة عنها وتؤكد حق المواطن فيها بما يؤهله للقيام بمسئولياته في القرن الحادي والعشرين في مجتمع يتطلع لمواكبة العصر وما يفرضه من تحديات. هذه الملاحظات التي تبديها القوي السياسية علي ما تم من صياغات لبعض المواد وما تحرص علي توفيره من حقوق وحريات في الدستور الجديد ليست بعيدة عن ثورة25 يناير التي دفع الشعب فيها ثمنا غاليا من أجل تغيير الأوضاع القائمة وإسقاط دستور1971 الذي أقام دولة إستبدادية أدت إلي خراب مصر, وإصدار دستور جديد يفتح الباب أمام تحقيق أهداف الثورة وإقامة دولة ديمقراطية حديثة, فهل يسمح الشعب المصري بإصدار دستور جديد يجهض الثورة أم يناضل من أجل دستور يقيم هذه الدولة الديمقراطية. كما أن المعركة حول الدستور الجديد ليست بعيدة عن الدعاوي القضائية ببطلان تشكيل الجمعية الحالية والمقرر نظرها أمام القضاء يوم2 أكتوبر المقبل. المهم في هذا كله الإرادة الشعبية في استكمال ثورة25 يناير بإصدار دستور جديد يرسي الأساس القانوني لشرعية نظام جديد يختار فيه المصريون حكامهم ويغيرونهم دوريا بإرادتهم الحرة.{nl}أحكام شغب أهل الدولة على فراش "أم" السلطة{nl}عندما ترى أهل السلطة يتحرشون بالغلابة من شعبهم، ويحرضونهم بأدوات الاستفزاز المحرم أخلاقيا على الشغب المباح سياسيا، باستهدافهم في قوت العيال كما تفعل الحكومة اليوم بالمقتاتين من فتات السوق الموازية، فاعلم أن العلية تكون قد دخلت مرحلة عض الأصابع على "أم" السلطة بقصر المرادية، بكسر بعض عظام كثير من "الزوالية".{nl}الاستعداد الجاري على نصف قدم وربع ساق لتجديد المجالس المحلية، بقانون الانتخابات الذي أثبت جدارته في الاستحقاق التشريعي الأخير كأداة تزوير شرعية، دون تسجيل أدنى قلق حيال مشاركة الناخبين من عدمه، لا يخرج عن أحد الأمرين: إما أن السلطة قد اهتدت بين الاستحقاق الأخير والاستحقاق القادم إلى علاج ثوري لمرض عزوف الناخبين عن المشاركة، أو أنها باتت ترى أن أفضل استحقاق لا يتهم بالتزوير هو الاستحقاق الذي تقترب فيه نسبة المشاركة من الصفر.{nl}التزوير مع سبق الإصرار والترصد{nl}إصرار السلطة على تنظيم استحقاق المحليات بنفس الأداة المطعون فيها، وفي أجواء من الاستفزازات المتعاظمة للمواطن الناخب، هو بلا شك خطيئة سياسية، وإجرام سياسي لا يغتفر، وهو في الحد الأدنى حالة من سوء التسيير، وهدر مفضوح لموارد البلاد، لا يختلف عن إصرار مسؤول مؤسسة إنتاجية، يصر على صناعة منتج معيب، فيه كثير من العور والعيوب، وهو يعلم مسبقا أن السوق سوف يطعن فيه ويكون مصيره البوار.{nl}فقد ارتكبت الخطيئة الأولى حين أصرت السلطة على إدارة الانتخابات التشريعية بقانون، كانت تعلم مسبقا أنه سوف ينتج مجلسا غير متوازن، مختل، غير كاشف للتمثيل الحقيقي لإرادة الناخب، وأنه سوف يتعرض للطعن السياسي والشعبي، حتى حين تعجز الأطراف الخاسرة عن تقديم الدليل المادي عن التزوير.{nl}وقد كان بوسع رئيس الجمهورية، وهو صاحب الإصلاح، أن يمنع البرلمان السابق من تزوير إرادة الإصلاح، التي كان يفترض أن يوسع البرلمان من هامشها، لا أن يتجرأ على تفريغ مشروع الإصلاح المحدود أصلا من محتواه، وإنتاج ذلك "الإصلاح" المسخ في قانون الأحزاب والانتخابات، خاصة وأن البلد لم يكن وقتها في مناعة من مفاعيل الربيع العربي، وهو لا يزال تحت التهديد، وكانت السلطة تعلم أكثر من غيرها مقدار الإحباط المتراكم عند المواطن الناخب، وتعاظم الشك والريبة عنده حيال سلامة الاستحقاقات الانتخابية.{nl}"حين تلجأ السلطة إلى استفزاز الغلابة من الشعب، تدفع بهم دفعا إلى المشاغبة في الشارع، علينا أن نثق أنها سياسة مقصودة محسوبة، لها محصول متوقع، يخدم مصلحة سلطوية لا ندركها في العادة حتى يحصل ما يراد له أن يحصل".{nl}قطيعة السفيانية الحديثة مع شعرة معاوية{nl}وللأمانة، فإني أجد، مثل كثير من المواطنين، صعوبة في فهم منطق الحكم الذي أجاز للسلطة الدخول في هذه المجازفة، وكأن جهة ما في السلطة تبيت بإصرار لترسانة من الإجراءات الاستفزازية، تتوقع لها أن تنتج الصاعق الذي يفجر الغضب الشعبي المرجو، وإلا كيف يفسر ذلك الحزم الذي أظهرته السلطات في معالجة السوق الموازية عند المصب وليس عند المنبع، باستهداف عشرات الألوف من الباعة المتجولين في الأسواق الموازية، وحرمانهم من مصدر رزق ليس لهم غيره، إجراء قد يحولهم بسهولة إلى وقود لشغب شارع منفلت، أسابيع قبل موعد الانتخابات المحلية.{nl}فن إدارة الشعوب، حتى وإن لم يرق بعد إلى مصاف العلوم الدقيقة، لكنه يستفيد من تقنيات مجربة، تسمح اليوم للسياسي المسير توقع ردة الفعل الشعبي بقدر من الدقة في التوقيت والحجم والحدة، على غرار ما نرى في العبث الغربي بالشارع العربي والمسلم بأدوات الاستفزاز والتحرش بالمقدسات، ولم يعد من المقبول القول بجهل الساسة وولاة الأمر، لأنهم في العادة يعلمون ما يفعلون حين يتعلق الأمر بما قد يهدد سلطانهم، بالاستعانة بأدوات المعرفة أحيانا، وبالسليقة والفطرة حين تغيب المغرفة، ولابد أن نقرأ في ما يصدر عنهم من إجراءات استفزازية لشعوبهم قد تدفع بها إلى المشاغبة في الشارع، لا بد أن نقرأ فيها أنها سياسة مقصودة محسوبة، لها محصول متوقع، يخدم مصلحة سلطوية لا ندركها في العادة حتى يحصل ما يراد له أن يحصل.{nl}الوجهان الخبيثان لعملة الحكم الفاسدة{nl}وفي هذا السياق لنا في تاريخ السلطة عندنا كما عند غيرنا من الأمثلة، ما لو توقفت عنده الشعوب، وأشبعته دراسة لكانت مثل ولاة الأمر، قادرة على توقع واستشراف الغايات والأهداف من أي إجراء سلطوي يخرج عن المألوف، لتدرك أخيرا أن الاستقرار والفوضى هما على الدوام وجهان لعملة واحدة في سياسة إدارة الشعوب، وأنه كما يكون الاستقرار حاجة سلطوية، تشتغل عليه السلطة بكل ما تملك من أدواتها الناعمة والصلبة، بما في ذلك خفض جناح الذل مؤقتا لمواطنيها، والتراخي في تفعيل القوانين، والذهاب حد رشوة المواطنين، أو على الأقل رشوة الطائفة النشطة منهم، فإن الدفع نحو الفوضى المتحكم فيها، الموجهة عن بعد، بتفعيل نفس الأدوات الناعمة والصلبة، من أجل تأجيج الغضب الشعبي حتى تقضى الحاجة المضمرة في نفس يعقوب، هو أيضا حاجة سلطوية لا يتردد حكام هذا العصر في استعمالها.{nl}قبل شهور قليلة، كانت كل سياسة الدولة مجندة لامتصاص الغضب الشعبي، خوفا من انتقال مفاعيل الربيع العربي إلى الشارع الجزائري، وكنت وقتها من الذين حمدوا ذلك للسلطة، وأثنوا على جملة من الإجراءات الأمنية والإدارية والمالية، التي لطفت من حدة التوتر والغضب، الممزوجين بقدر هائل من الإحباط، حتى وإن كنت أعتبر أن كثيرا منها كان محض إهدار لموارد مالية، كان يفترض أن توظف بطريقة أسلم، وأن فتح خزانة الدولية وقتها على مصراعيها، والإنعام بسخاء على شرائح واسعة من الموظفين، ليست سوى خدعة، وإقراض لأجل مسمى، يعلم الجميع أن سيطرة الدولة على أدوات التضخم سوف يلتهم في أقل من عام ما منحته الدولة بسخاء، لكنه كان وقتها إجراء محمودا، سمح للبلاد بالإفلات مؤقتا من مفاعيل الربيع العربي المسير، المدمر لمقدرات الشعوب ولاستقرار دولها الهش أصلا.{nl}"ليس بأيدي المواطنين حلولا كثيرة، سوى الامتناع الطوعي الواعي عن الانسياق للعبة، كما انساق بعضنا لشغب أكتوبر حين سوّق لنا كما سوّق اليوم ربيع الشعوب لبعض العربية"..{nl}قراءة المسحور في فنجان الساحرة{nl}عودة السحرة هذه الأيام للعبث بأدوات الاستفزاز السياسي والإداري والأمني، والتحرش الفاضح بالطبقات الأكثر تعرضا للاستفزاز، وهي التي لم تستفد أصلا من عوائد مرحلة التهدئة والمهادنة، مثل ما هو حال شعب الاقتصاد الموازي، والإصرار في الوقت نفسه على تعطيل الحياة السياسة المعوقة ابتداء بالإغلاق المستديم لقنوات الحوار مع الآخر، والذهاب مجددا إلى انتخابات محلية مهددة بتزوير مسبق لإرادة الناخب، كل ذلك لا يمكن أن يكون محض خطأ ترتكبه السلطة، أو سقطة غير محسوبة العواقب لا تصدر إلا عن سفيه، لأنه لا يصدق أن تكون السلطة عدوة نفسها، تبحث عن حتفها بظلفها، وتهدر قبل موعد سياسي هام ما أنفقته من جهد وسخاء ولينة قبل شهور قليلة مضت.{nl}وحيث أن الأمر ليس كذلك، فلا بد أن نبحث عن تفسير آخر، وقراءة أخرى تستند إلى سوابق موثقة اكتشفنا خلالها، أن حالات "التأزيم الاصطناعي" وتسخير الغضب الشعبي، بل وصناعته أحيانا، عادة ما تكون عرضا إكلينيكيا لصراعات تجري داخل أروقة السلطة وبين مكوناتها، فيلجأ أحد الأطراف لتوظيف الشارع وتسخيره كأداة ضغط. وحتى مع جهلنا لطبيعة هذه الصراع، فإن اقتراب نهاية العهدة الثالثة وربما الأخيرة لرئيس الجمهورية، دون أن تسجل مؤشرات ذات معنى على بداية حصول توافق بين أركان النظام، مع التعطيل الحاصل في المسار الإصلاحي المحتشم والمحدود، وانفراط عقد التحالف الرئاسي القديم دون بروز مسار لبناء تحالف رئاسي جديد لإنهاء العهدة، كلها مؤشرات كاشفة لقيام أزمة من داخل النظام حول موقع الرئاسة، وهو الموقع الوحيد من بين مؤسسات الدولة الذي بيده أدوات السلطة الفعلية، قبل وبعد الانتقال من نظام الحزب الواحد، وسوف يبقى كذلك، ما لم يقبل النظام طواعية بإصلاحات سياسية فعلية تعيد توزيع السلطات بين مؤسسات الحكم.{nl}كمواطنين ليس بأيدينا حلولا كثيرة، سوى الامتناع الطوعي الواعي عن الانسياق للعبة، كما انساق بعضنا لشغب أكتوبر الذي سوّق لنا كما سوّق اليوم ربيع الشعوب لبعض الشعوب العربية، إلى أن تكتشف ما اكتشفناه نحن بعد سنة ونصف سنة، من أن من خرج منا وقتها يتظاهر ويتصادم مع الآلة القمعية للدولة، إنما كان مجرد أداة لعبت بها القوة الصلبة من قلب النظام، لتحقق ما تحقق لها بعد أكتوبر، ثم تأتي رجفة ما بعد تشريعيات91 لتسرح بنا أكثر من عقد من الزمن، في دوامة العنف التي خرج منها خاسر واحد هو "شعيب لخديم" كما كنا نصفه، من الذين لا يجيدون، أو ليس لهم قدرة على ركوب العربة المناسبة في القطار المناسب مع الفريق الرابح.{nl}عض الأصابع بين العلية بكسر عظام "الزوالية"{nl}ليس صحيحا أن عموم الشعب خرج خاسرا من اللعبة، وهي تتجدد أكثر من مرة، فقد أبعدت طائفة من المتنفذين من العهد السابق لشغب أكتوبر دون أن تنتف منها ريشة واحدة، وحلت طوائف جديدة اعتلفت وتعتلف بلا حدود مع من اعتلف وهم يرقصون على أشلاء أبناء شعيب لخديم من أرياف التيتري وغليزان، و"المغرر بهم" من أحياء القصدير في الضاحية.{nl}وليس صحيحا أن مغارم الفتنة الكبرى قد وزعت بعدل، أو أن مغانم عودة السلم والوئام قد وصل بعض فتاتها لـ"المحروم" الذي لا نتركه اليوم يستر عياله - وهو آمن من الملاحقة- تحت سقف من القصدير، أو يتدبر قوت أبنائه من السوق الموازية، وكأنه كان مخيرا بين القصر والقبو، فاختار القبو من القصدير، أو أن حقول التوظيف الشريف قد ساومته على العمل المنتظم والأجر المضمون، فآثر التقوت من تسويق بضاعة "الشناوة" بين دوريتين للشرطة. وقد كان بوسع الحكومة أن تنهي السوق الموازية بدورية واحدة تطوف على بيوت أرباب السوق الموازية عند المنبع، بدل إنفاق كل ذلك الجهد البوليسي عند المصب، في مطاردة صغار الباعة من الشباب الذي لم ينجرف بعد، لا نحو الحرقة المهينة له ولشعبه، ولا نحو الجريمة المنظمة أو الإرهاب، أو نحو الشغب الفوضوي، وهو ما يبقى له حين تنتهي حملة تفكيك الأسواق الموازية.{nl}لأجل ذلك آمل أن يفشل السحرة في الدفع مجددا بهذه الشريحة الواسعة من "شعيب لخديم" نحو اليأس والقنوط، قبل تسخيرها في لعبة عض الأصابع، وكسر العظام بين العلية من القوم على أم السلطة بقصر المرادية، وهي اللعبة التي تكون قد بدأت أو هي قادمة بلا ريب، إلا أن تكذب السلطة توقعاتنا، بالمبادرة إلى إصلاح سياسي حقيقي يخرج البلد من هذا العبث السياسي القاصر، والتسويف في بناء دولة مؤسسات متوازنة، توفر فرص التراضي بين الحاكم والمحكوم، كلما كانت البلد بحاجة إلى توافق وتراضي لمواجهة التهديدات التي تحيط بنا من كل جانب.{nl}"لم يعد مقبولا التسويف في بناء دولة مؤسسات متوازنة، توفر فرص التراضي بين الحاكم والمحكوم، كلما كانت البلد بحاجة إلى توافق وتراضي لمواجهة التهديدات التي تحيط بنا من كل جانب"{nl}إصلاح الدولة حتى يصلح أهل السلطة{nl}فالإصلاح السياسي، وإعادة بناء الدولة بما يضمن استقرارها وتوازنها، ويعفي حكامها من الحاجة إلى توظيف الوسائل الساقطة في إدارة المجموعة الوطنية، لم يعد فقط مطلبا أو حاجة تسترضى بها الطبقة السياسية المنشغلة مثلها بالاقتتال على السلطة، أو هي فقط مطلب مشروع لطبقة وسطى من شباب متعلم منفتح على ما يجري في العالم، يريد أن يتفسح له جيل "طاب جنانو" الآن وليس بعد الغد عن موطئ قدم تحت الشمس، ولا هي حتى حق شعبي صرف، يقول الدستور كذبا أن الشعب هو المالك الأصلي والوحيد للسلطة، لكن الإصلاح بات ضرورة ينبغي أن تدرج وتدار كضرورة أمن قومي، لا يمكن للدولة أو أية سلطة أن تعبث به، أو تسوف ساعة زمن في أمر لم يعد يحتمل التسويف.{nl}سايكس- بيكو جديدة{nl} سرى <hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/09-2012/عربي-215.doc)