Hamzeh
2013-12-30, 02:30 PM
<tbody>
الاربعاء: 13-11-2013
</tbody>
<tbody>
شؤون فتح
مواقع موالية لمحمد دحلان 155
</tbody>
المواقع الالكترونية الموالية لتيار دحلان
اخبــــــــار. . .
لو دعاني الزهار وعائلته لزيارة غزة سأُلبي الدعوة
سهى عرفات تتحدث عن علاقتها بدحلان وعباس وحركة حماس
الكرامة برس 12-11-2013
بعد يوم من بث الفيلم الوثائق الثاني لقناة الجزيرة القطرية والذي كشف بالتفصيل وأكد حقيقة اغتيال عرفات عبّرت زوجة الرئيس الراحل سهى عرفات عن شعورها بالغضب والحزن بعد ثبوت هذه الحقيقة , وقالت إنها تشعر الآن أن عرفات قد مات مرّة أخرى فهي تسترجع كل ذكريات مستشفى بيرسي الأليمة والأيام الأخيرة للزعيم الراحل .
وأثبت التقرير السويسري الذي صدر بناء على عينات مخبرية من رفات الرئيس الراحل ياسر عرفات حقيقة وفاته مسموماً بمادة البولونيوم المشع .
سهى عرفات تحدثت عن رحيل زوجها القائد أبو عمار ، وقالت أنه كان يتألم كثيرا أثناء مرضه ولم يكن قادرا على الكلام لكنها كانت ترى في عينيه أسئلة كثيرة وكأنه كان يقول لها بحسب سهى 'حاولي أن تعرفي حقيقة ما يحدث .. هناك شيء غريب يحدث' , وتضيف سهى بتأثّر شديد أن السم الذي وضع لأبو عمار كان يقتل في كل لحظة خلية جديدة من دمه وأنّ أبو عمار عانى معاناة قاسية خلال مرضه.
وتضيف سهى أن كل الحديث الذي كان يدور عن أن وفاة أبو عمّار طبيعية لأنه رجل كبير بالسن لم يكن منطقياً وليس له أي معنى , ولهذا قررت أن تكشف الحقيقة كنوع من الوفاء لأبو عمّار ولأن هذه الحقيقة هي ملك للتاريخ والأجيال القادمة .
وترى سها أنها بكشف الحقيقة انتصرت لأبو عمار وقدمت له الإجابة على السؤال الذي كانت تراه في عينيه .
وبخصوص تحقيق قناة الجزيرة تردّدت بعض الأحاديث عن أنّ الاتفاق بين زوجة الرئيس الراحل وقناة الجزيرة القطرية تم بمقابل مادي كبير , وتعليقاً على ذلك نفت سهى بشدّة هذه الأحاديث جملة وتفصيلاً : 'نحن لسنا مرتزقة ودم أبو عمار ليس للبيع' .
وتؤكد سهى أنها وافقت على التعاون مع قناة الجزيرة من أجل كشف حقيقة اغتيال أبو عمار كما وصفت أصحاب هذه الادعاءات بـ'الأقلام المأجورة' , مشيرة أنها 'لا تشترى ولا تباع' , وقالت أنها تتحدى أي شخص أن يثبت أنها تقاضت فلساً واحداً مقابل وثائقي الجزيرة .
وأوضحت سهى أنها تختلف في كثير من المواقف السياسية مع قناة الجزيرة وأنها كانت ستتعاون مع أي وسيلة أخرى لو تقدمت لها بنفس ما تقدمت به الجزيرة من أجل كشف الحقيقة .
وأضافت أنها لا تهتم بكل هذه الإشاعات التي تهدف إلى النيل من عزيمتها وتشويه صورتها وقالت أنها متصالحة مع نفسها وستمضي بالقضية إلى النهاية .
دور السلطة الفلسطينية
ثمّنت أرملة الزعيم الراحل دور السلطة الفلسطينية في دعم الجهود التي أفضت إلى كشف حقيقة اغتيال الرئيس أبو عمّار وقالت :'لولا الرئيس أبو مازن لما تم كشف الحقيقة , لقد كان من الممكن أن يرفض ابو مازن فتح الضريح أمام بعض الضغوطات العائلية , لكنه مضى في القضية للنهاية من أجل كشف الحقيقة , وقد تم بشكل مهني مع كل الفرق ولا أحد يمكنه أن يزايد على الرئيس أبو مازن في ذلك'.
وأعلنت جهات رسمية فلسطينية أن السلطة اقتربت من معرفة قاتل أبو عمار وأنها توصلت إلى دائرة ضيقة جداً وان التحقيقات قد تكشف قريبا عن قاتل الرئيس .. سهى عرفات قالت إنها لا تمتلك معلومات حول تلك التصريحات مشيرة أن هذه مسؤولية لجنة التحقيق الفلسطينية كما عبّرت عن ثقتها الكبيرة في اللواء توفيق الطيراوي رئيس لجنة التحقيق .
استبعدت أرملة الزعيم الراحل أن يكون قاتل أبو عمّار من المتضامنين الأجانب , مشيرة إلى أن المعلومات الطبية تؤكد أن أبو عمار تعرض للسم من خلال فنجان قهوة أو شاي أو من خلال حقنه طبية , فلا يمكن على حد وصفها لمتضامن أو شخص غير قريب من أبو عمار أن يقدم له القهوة أو الشاي أو يأتي ليحقنه بحقنة طبية .
وأوضحت أن الفحوصات المخبرية أثبتت أن نسبة البولونيوم في جسم أبو عمار أكثر بحوالي 36 % من النسبة الطبيعية والتي المتوقع وجودها في جسم أي إنسان عادي من خلال فحص العينات التي تم استخراجها من رفات عرفات , وأن الكمية التي أعطيت لأبو عمّار كفيلة لقتل 40 شخصاً .
وفي سياق آخر وحول علاقة سهى عرفات بالقيادات الفلسطينية ،قالت :' إنها ملك للشعب الفلسطيني ، وحول طبيعة العلاقة التي تربطها بالنائب في المجلس التشريعي محمد دحلان خاصة بعد الصور التي التقطت لها في منزل دحلان بدبي خلال دعوة وجهها لها دحلان وعائلته على الغداء , أكدت أنها تتبع نهج أبو عمار وأنها زوجة رئيس كل الشعب الفلسطيني .
وقالت سهى :'أنا اسمي سهى عرفات ورئيسي وتاج راسي هو ياسر عرفات مع تقديري واحترامي للرئيس أبو مازن الذي تربطني به علاقات جيدة , لكني زوجة رئيس كل الشعب الفلسطيني وعلي ان اتبع نهجه ومن الواجب أن أتعامل مع كل أطياف الشعب الفلسطيني , وأنا لا أحكم على الأشخاص وفقاً لخلافاتهم الخاصة وأنا لدي مواقفي الشخصية لكن من المفروض علي التعامل مع الجميع , وأنا سعيدة بتلبية دعوة وتكريم أبو فادي وأم فادي لي في بيتهم وكذلك علاقتي مع الرئيس أبو مازن دائما جيدة , ولو دعاني الدكتور محمود الزهار وعائلته إلى بيتهم في غزة سألبّي الدعوة ' .
وأضافت :'أنا لا أمارس السياسة ولا أتدخل بها , وأبو عمار وعائلته وذكراه دائما تجمّع ولا تفرق بين الفلسطينيين' .
اغتيال ابو عمار ... لماذا حاولت المخابرات الفلسطينية سرقة معلومات الصحفيين؟
ان لايت برس 12-11-2013
قال مسؤول أمني فلسطيني كبير ان المخابرات الفلسطينية العامة هي التي كانت تراقب طاقم الجزيرة بصورة لصيقة و ان اللواء ماجد فرج هو من امر باقتحام غرف الصحفيين في فندق ' موفنبك ' في رام الله بهدف سرقة الأدلة التي قد تكون بحوزة الطاقم .
و كشف المسؤول الأمني في معلومات خاصة لـ ان ايت برس ان احد الذين ظهروا في وثائقية الجزيرة ' مقتل عرفات ' هو المدعو ' م ج ' ، و هو ضابط مختص بالتنسيق مع الجانب الاسرائيلي ، و يعمل في دائرة العلاقات الدولية في الجهاز ، و يعد من المقربين لرئيس الجهاز اللواء فرج .
المدعو ' م ج ' ضابط تنسيق مع الجانب الاسرائيلي و وجوده في عملية مراقبة طاقم الجزيرة يثير أسئلة كبيرة و من واجب لجنة التحقيق استدعاء كل من ظهر في الوثائقية
وكانت قناة الجزيرة قد كشفت اول من أمس بالصورة و الصوت بان طواقمها قد تعرضت لاعتداءات متكررة من مراقبة و اقتحام و محاولات اعتداء خلال تغطيتها لفتح ضريح الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات العام الماضي بغرض استكمال التحقيقات حول أسباب وفاة الزعيم الراحل
و أضاف المسؤول الأمني الفلسطيني ' لا نعرف دوافع اللواء فرج ، لكننا حتما امام شبهات خطيرة ، تمكن اصحاب العلاقة المتضررين من مقاضاة اللواء فرج رسميا قد تصل الى حد اتهامه بمحاولة سرقة المعلومات و الأدلة الى جانب تهمتي الاقتحام و المراقبة '
الهدف من عملية المراقبة و الاقتحام كان ' سرقة الأدلة و الأفلام ' ، و ليس هناك ما يؤكد بانها تمت بقرار سياسي او قضائي فلسطيني
و استبعد المسؤول الفلسطيني ان تكون تلك العمليات قد تمت بقرار فلسطيني ، مضيفا ان ' من واجب لجنة التحقيق استدعاء من ظهروا بالصوت او الصورة في وثائقية الجزيرة للوقوف على حقيقة ما حصل ، فقد تكون هذه تقود الى مكان شئ ما في هذه العملية المعقدة ، خاصة و ان اللواء فرج يؤكد بان عملية ' عملية المراقبة و الاقتحام ' قد تمت دون علمه ' .
مصر طالبت عباس بالعمل على وحدة فتح باعتبارها عمود الكفاح الفلسطيني
ان لايت برس 12-11-2013
كشف مسؤول مصري كبير لـ ان لايت برس النقاب عن ان القيادة المصرية طالبت محمود عباس الرئيس المنتهية ولايته ببذل كل جهد مستطاع للملمة صفوف حركة فتح و توحيدها باعتبارها عمود الكفاح الفلسطيني على طريق الحرية و الاستقلال ، و العنصر الضامن لوحدة الشعب الفلسطيني في الداخل و الشتات .
عباس تفاجأ من الاصرار المصري على معالجة اوضاع فتح الداخلية ، مما افقده اعصابه وجعله يكيل الشتائم للدحلان
و اكد المسؤول المصري في حديث خاص مع ان لايت برس " ان ابو مازن سمع ذلك بوضوح على اقل في اجتماعين منفصلين مع جهات سيادية مصرية ، كانت الاولى خلال اجتماعه مع رئيس جهاز المخابرات المصرية في مساء اليوم الاول لوصوله ، اما الثانية فقد كانت خلال اجتماعه مع الفريق اول عبد الفتاح السيسي ، نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع و القائد العام للقوات المسلحة المصرية .
من جانبه قال مسؤول فلسطيني رافق عباس في زيارته الى القاهرة ان " الرسالة المصرية كانت مزدوجة " ، ففي شق منها استبعدت بشكل واضح اي انغماس من جانب القيادة المصرية في المصالحة بين فتح و حماس ، او على الأقل ليس قبل ان ينجلي الموقف بين مصر و حماس ، اما الشق الثاني فقد كان حث الرئيس عباس توحيد فتح ، و تلك إشارة واضحة الى خلافات الرئيس مع محمد الدحلان " .
و أضاف المسؤول الفلسطيني ان " الرئيس عباس رد على تلك المطالبة المصرية بقوله " فتح أوضاعها جيدة و هنالك بعض الخلافات البسيطة و غير المؤثرة " ، غير انه تفاجأ تماماً بتصميم الجانب المصري على ضرورة معالجة مشكلات فتح الداخلية و بأسرع وقت ممكن ، مما دفع عباس الى ابداء استغرابه من الإلحاح المصري الواضح بعد اجتماعاته في القاهرة
و ارفق ذلك بكيل من الشتائم بحق القيادي محمد الدحلان في الطائرة خلال رحلة العودة الى عمان " .
يذكر ان اخر جهود للمصالحة بين عباس و رجل فتح القوي محمد الدحلان تمت قبل اسبوع من قبل عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية السيد غسان الشكعة ، رفض خلالها الدحلان العرض المقدم من عباس ، و تزامنت تلك الجهود مع تصاعد حدة الخلافات بين المسؤولين بسبب إصرار عباس على الاستمرار في التفاوض مع اسرائيل في ظل استمرار و تصاعد وتيرة الاستيطان الاسرائيلي ، و رفض الدحلان لذلك باعتباره انتحارا فلسطينيا مجانيا و بلا اي طائل .
ولكنها تمكنت من الدخول رغم كل التحذيرات
الكشف عن شخصية في فتح تم التحذير من دخولها لعرفات في حصاره
الكرامة برس 11-11-2013
كشفت مصادر صحفية نقلا عن قيادات في حركة فتح مساء اليوم، تأكيداتها بأن الوصول لقاتل عرفات بات أقرب مما نتصور .
وقال المصدر أن أحد أعضاء اللجنة المركزية أكد قرب الكشف عن الأدارة التي أوصلت السم للشهيد أبو عمار خلال فترة قريبة للغاية .
وقال المصدر إن عضو لجنة مركزية أكد أن اللجنة المكلفة بالتحقيق باغتيال أبو عمار توصلت إلى طرف خيط سيوصلها إلى القاتل قريبا وأسرع مما نتخيل .
وأكد المصدر أن احد أعضاء اللجنة المركزية تحدث عن شكّه بأحد الأشخاص وقوله : 'حذرت رمزي يومها من دخول فلان إلى الرئيس عرفات لأنه شخص مشبوه ' .
وذكر المصدر أن اللجنة المكلفة بالتحقيق باغتيال أبو عمار تعمل على قدم وساق وتسابق الزمن للوصول إلى الأداة التي استخدمتها إسرائيل لوصول السم للشهيد أبو عمار , وأكد المصدر أن اللجنة تمكنت من حصر المشتبه بهم في دائرة ضيقة بناء على معطيات وحقائق علمية وجلسات أقيمت في زمن أبو عمار .
وكان اللواء سلطان أبو العينين عضو اللجنة المركزية لحركة فتح قد كشف أن لجنة التحقيق قريبة جدا من كشف قاتل الشهيد ياسر عرفات.
ورحل الزعيم الخالد ياسر عرفات في الحادي عشر من نوفمبر عام 2004 ، بعد تدهور وضعه الصحي بشكل مفاجئ، نتيجة تعاطيه لمادة مسمومة كشفت عنها تحاليل خبراء أجانب.
في ذكري ياسر عرفات..الغزيين يحيون ذكراه على صفحات التواصل
الكرامة برس11/11/2013
تعتبر ذكري رحيل الرئيس ياسر عرفات لدى الفلسطينيين خاصة شيء مؤلم وعصى على المواطن ، فإن فقدانه شكل خسارة كبيرة للكل الفلسطيني والعربي ،وبات تاريخ رحيله يذكر قبل موعده ، حيث اتضح ذلك من خلال تسارع العديد من الشباب لتغير صورهم الشخصية عبر صفحات التواصيل الاجتماعية ووضع صور أبو عمار ، كذلك انتشرت كتابات الرثاء والشوق والاحتياج الماس لهذا الرجل.
إتهم الراحل عرفات بتعذيبهم ومساعدة إسرائيل
الزهار يشن هجوما على الرئيس عباس ودحلان ويتهمها بقتل عرفات
الكرامة برس 12-11-2013
الكرامة برس-غزة-اتهم القيادي في حركة حماس محمود الزهار، حركة فتح بمقتل الرئيس الراحل ياسر عرافات، وقال حركة فتح هي المسؤوله عن قتله، وتحدى أن تتقدم حركة فتح للمؤسسات الدولية الرسمية واتهام 'إسرائيل' بالوقوف خلف عملية الاغتيال.
وقال:' لن تجرؤ حركة فتح على اتهام إسرائيل بقتل زعيمها.
وفى سياق منفصل وبشأن تمرد، اتهم الزهار أن القيادي فى فتح محمد دحلان بالوقوف خلف ما يسمى 'بتمرد' في غزة، وأنه وجماعته يديرونها من القاهرة، وأن أسماؤهم جميعاً معروفة لدى حماس، موضحاً أن فكرة تمرد في غزة هي فكرة سخيفة.حسب ما قال
وهدد الزهار بأن الذي سيقف مع تمرد سيدفع ثمن وقفته .
وفى معرض رده على سؤال حول الخلاف بين القيادى دحلان وعباس وإن كان الخلاف بينهما خلاف حقيقي أردف الزهار:'منْ من حركة فتح يحب زميله؟ قضية المشروع أصبح مشروع مصلحة، مصلحتي مع منْ، هل مع دحلان أو ابو مازن.
وتابع تهجمه على دحلان وقال :'الان لماذا فتح في الضفة ترفض عودة دحلان للمصالحة مع عباس؟. لأن تجربة عرفات ماثلة عندهم، دحلان وعباس اتحدوا ضد عرفات حتى يتم التخلص منه، وورثوه. والآن أبو مازن مرشح أن يفشل بعد تسعة أشهر من المفاوضات، ومن الذي يجب أن يرثه؟ يجب أن يأتي بشخص آخر عميل لاسرائيل، ودحلان هو المرشح من قبل دول عربية وأمركية وإسرائيل لتكملة هذا المشوار.
الذي يحكمهم هي المصلحة الشخصية. لا يوجد لديهم دين أو عقيدة أو ميثاق او اتفاق يحكمهم.
وواصل تبجحه على القيادى دحلان وقال :'دحلان لا وجود له في الضفة وغزة، وجماعته في غزة لو انقطعت عنهم مساعداته سيتركوه، وعلاقته بالضفة صفر، بالتالي كيف سيعود؟ وبالنسبة لغزة مستحيل أن يعود ، لأن كثير من الناس الذي أبناءهم قتلوا بسببه سواء من حماس أو فتح لا يمكن أن ينسوا أن دحلان هو المسؤول عنهم، فقد قتل أولادهم ودفعهم للقتال وهرب.حسب اتهامات الزهار
وختم الزهار حديثه بالعودة لسيرة الراحل عرفات وقال:'الان يحاولون بيع رفات ياسر عرفات كما باعوه في السابق. وأن الجماعة التي تبيع رفاته هم الذين قتلوه.. وأن الذي قتله هي 'حركة فتح) سواء كان شخص أو مجموعة من فتح، وحتى الان فتح مسؤولة عن قتله إلى أن يتم معرفة من الذي نفذ العملية. وحتى الان بعد تسعة سنوات لم نعرف من الذي قتل عرفات. نحن نعرف أن أيدي فتح هي من قتلته أو غير فتح ولكن الذي أوصلهم لعرفات هم من فتح. ونعرف أن قرار قتله هو قرار 'إسرائيلي' وأن المادة التي قتل بها مادة 'إسرائيلية' ولا أحد ينكر ذلك.. لكني أتساءل منْ الذي قتله بيده؟، ومنْ الذي دس له هذا السم؟ بالتأكيد هي حركة فتح أو ناس جاءوا بهم من فتح.
الآن في فتح يتحدثون أن إسرائيل هي التي تملك هذا السم، لكن هل رسمياً قدموا طلب اتهموا فيه اسرائيل (لا) ولن يجرؤوا على فعل هذا، وهل ذهبوا للامم المتحدة (لا) ولن يجرؤوا ، لان هذا يعني أنهم سيعملون بهم كما فعلوا بعرفات.
وأرى أن قضية عرفات ستضيع بين المشروعان الروسي والفرنسي المتواطئان، لانهم يقولون انهم ينتظرون التقرير الروسي والفرنسي، وفرنسا أخفت المواد قبل سنوات حتى تخرج من اللعبة والتقرير الطبي عندها موجود لكن لا تريد أن تعطيه لأحد خوفا من العدو الاسرائيلي والتداعيات السياسية والاقتصادية والمالية وبالتالي أنت امام موقف منافق.
حق الانسان في الحياة هُدر بسبب مصالح سياسية وخوف أمني وخوف مالي. وبالتالي فتح مسؤولة حتى هذه اللحظة عن قتل زعيمها . فليقولوا من هو الذي قتله.
الطيراوي قال ان 'إسرائيل' تقف خلف الموضع، لكن هل يستطيع أن يقول ذلك رسمياً ويذهب للأمم المتحدة ويقول إن 'إسرائيل' قتلت أبو عمار ، أن اتحداهم أن يفعلوا ذلك.
وعرفات هو الذي قاتلنا وصادر أسلحتنا وأدخلنا السجون وعذبنا عذاب شديد وتعاون أمنيا مع إسرائيل وكل هذا ليس في مصلحته ابداً، هو الذي جاء بابو مازن و دحلان وغيرهم ليضعهم في هذا الاطار.
أبناء حركة فتح في ج. م .ع يرفضون القرارات التي صدرت بشان إقليمهم
الكرامة برس 12-11-2013
شدد أبناء حركة فتح في جمهورية مصر العربية على رفضهم للقرارات الغير مدروسة والتي صدرت بشان إقليم حركة فتح بجمهورية مصر العربية.
وأعلن أبناء الحركة عن موقفهم إزاء هذه القرارات الغير مدروسة عبر حملة قاوم من أجل الإصلاح والذي يتمثل فى:'
-لا لأمين سر لا يتمتع بالقدرة على القيادة:'إقصائي لا يؤمن بالعمل الجماعي ويعمل على الوقيعة بين أبناء الحركة'.
-لا لإهدار حق أبناء حركة فتح من أبناء الجالية في التمثيل بلجنة الإقليم ..علماً أن تعداد الجالية الفلسطينية 120 ألف لاجئ'.
-لا لإختيار أعضاء لجنة إقليم على أساس المصلحة والمحسوبية'.
السلطة تمنع الانتفاضة الثالثة وقرار اشعالها بيد الرئيس
فراس برس 12-11-2013
قالت صحيفة معاريف العبرية صباح اليوم ان السلطة الفلسطينية تمنع اشعال الانتفاضة الثالثة بقرار من الرئيس الفلسطيني محمود عباس للاجهزة الامنية الفلسطينية بمنع الانتفاضة ومتابعة اي اعمال على الارض وفق ادعاء الصحيفة.
وقالت الصحيفة ان قرار ابو مازن بتهدئة الامور وعدم الذهاب الى انتفاضة ثالثة مرده ان اسرائيل ستستهدف السلطة الفلسطينية وتحاول انهاءها ومهاجمتها مشيرة الى ان القيادة الفلسطينية تدرك مدى تطرف ويمنية الحكومة الحالية التي تعتبر السلطة عدوا لها لانها تحاول احراجها على الصعيد الدولي .
واشارت الصحيفة الى ان السلطة منعت مسيرات وفعاليات احتجاجية تقود الى مواجهة مع الجيش الاسرائيلي حتى لا يتم تدهور الاوضاع الامر الذي سينعكس سلبا على الساحة الفلسطينية عموما والسلطة الفلسطينية خصوصا.
واوضحت معاريف الى ان كل ما جرى ويجري من احداث ما هو الى محاولات فردية سواء عمليات القاء الحجارة او المولوتوف مع التاكيد على ان حماس تحاول استثمار هذه الاحداث والضغط عبر وسائل اعلامها لاظهارها على انها مقدمات للانتفاضة الثالثة التي تخطط لها حماس .
كما اشارت الصحيفة الى ان المسؤولين الفلسطينين يعتقدون ان هناك محاولات لجر الضفة الغربية الى حالة من الفوضة كون هذه الحالة ستخدم جهات مختلفة منها حماس التي تريد نقل ازمتها وتوريدها الى الضفة الغربية بعد تشديد الحصار واغلاق المعابر والانفاق من مصر .
كما يرى المسؤولين الفلسطينيين ان من مصلحة اسرائيل وحكومة اليمين فيها بتدهور الاوضاع بالضفة واظهار عجز السلطة للتملص من الضغوط الدولية خصوصا بعد استطاعة السلطة احراج اسرائيل في اكثر من محفل دولي مما دفع الحكومة الاسرائيلية واقطابها الى اعتبار ان السلطة نظام معادي لاسرائيل بشكل ناعم لكنه يؤثر سلبا فيها ويجب محاربتها بكل قوة دون الظهور على انها هي من يحارب السلطة ورئيسها.
وبحسب الصحيفة فان هناك عامل مهم يساعد السلطة الفلسطينية الا وهو ان الغالبية من المواطنيين الفلسطينيين لا يرون في انتفاضة ثالثة مصلحة فلسطينية في ظل الظروف الصعبة اقتصاديا وسياسيا التي يعايشونها مما اعطى قدرة للاجهزة الامنية الفلسطينية حتى الان للسيطرة على مجريات الامور .
كما ادعت معاريف بوجود خلافات حتى داخل القيادة الفلسطينية نفسها فهناك من يرى بضرورة وقف المفاوضات وقطع العلاقات نهائيا مع اسرائيل على خلفية الاستيطان فيما يرى اخرون ان استمرار المفاوضات والتنسيق مع اسرائيل يعطي قدرة للقيادة الفلسطينية على الاستمرار بالمناورة على الساحة الدولية رغم الضغوط الداخلية.
مقـــــــــالات. . .
أبا عمار ..الريح التي حركت الجبل
الكوفية برس 11-11-2013 احمد الطيبي
سنوات تسع أزاحك فيها الموت ولم يغيبك.. ويُفتح جرحنا النازف في قلوبنا في ذكرى رحيلك من جديد .. رحيل وعدتنا أن يكون استشهاداً في سبيل فلسطين، يا سيد فلسطين، وهكذا كان .. ورغم مضي كل هذه الأعوام ما زال استشهادك يحير العالم والعلماء ولجنة تحقيق عازمة على إثبات أن يداً غادرة آثمة مجرمة هي التي قتلتك.. ومتهمون يحاولون التنصّل من المسئولية عن جريمة قتلك وقتل شعب وحلم ووطن .. ولكن لا تأسفن على غدر الزمان لطالما...رقصت على جثث الأسود كلاب.
اذكر ذلك اللقاء الأول في تونس حين مددت يدك لتتناول رغيفا من تحت كنبتك البالية لتقتسمه معي.. هكذا أنت عظيما وبسيطا, رمزا وابا, زعيما ومقاتلا, لينا وصلبا, غاضبا ومعانقا, قائدا ومرافقا وكنت سيدا وخادما.. كنت كل ذلك وكنت قبل كل ذلك 'السيد فلسطين'.
لا أستطيع أن أملأ ثقوب الذاكرة بالكلمات.. ولا أتجاوز الجراح .. لم تبكك عيوننا بل قلوبنا.. كان يوم رحيلك يوم أبكيت فيه السماء قبل الأرض.. وأبكيت الرجال قبل النساء والأطفال.. ودّعك الشجر والحجر.. كنت غضباً .. مسيرة وحلماً.
أشعلت بشعبك ناراً مؤجّجة تاريخاً ونضالاً.. بنيت فيه حلماً.. تحرسه الأمهات حارسات حلمك المقدس.. كسرت القيد وبددت الظلام ولعنت القهر وثرت على الظلم وتحديت الخوف..إنك عاصفة.. واشتقت منك العاصفة. كوفيتك وسام للثوار.. شعار لكل الأحرار..يا ختيار الثوار !
كم انحنى الموت أمامك.. والقذائف تنهمر بين ذراعيك وبين إصبعيك اللتين تشيران إلى النصر. ولا تنفجر حياءً من قوة أحلامك.. وها هما هاتان الاصبعان تخرجان من تحت التراب في إشارة نصر بوجه الظالمين لانبثاق الحقيقة التي أبت أن تبقى مدفونة ، وصرخت صرخة مدوية بأنك لا تُقهر حتى وأنت شهيد .. وستخرج الحقيقة الى النور لا محالة وسيدفع الطاغية الذي قتلك الثمن .. عندئذ ستثبت مجدداً أنه يموت الطاغية وينتهي حكمه ويموت الشهيد ويبدأ حكمه .. وفي حين تبكي شعوب لكي تتخلص من حكامها .. تبكي فلسطين دما لغياب زعيمها.
أبا عمار: في الضفة المحتلة يتنامى نظام الابارتهايد ويتكرس، وعندنا في الداخل تنمو العنصرية وترفع الفاشية رأسها. في كل اسبوع قانون اسود او اكثر. يضيقون علينا سياقات الحياة في الارض والمسكن في الرواية والهوية..
أبا عمار ما أحوجنا إليك في ظل الانقسام والتشرذم واليأس والاقتتال. طال ارتفاع الجدار وتوحشت حواجزهم بل زادت فاشيتهم.
قضية شعبنا تمر في اسوأ حالاتها، بل ان فكرة الدولتين تترنح انها آيلة للسقوط.
وما زال شجر الزيتون عدوا لهم ليقتلعوه.
أبا عمار يا زيتوننا وزيزفوننا.. من دون فلسطين لن نصل إليك ولن نفهم عليك، تلك لغتك التي أتقنتها بألف لهجة ولهجة ولكنها كانت لغة واحدة، تبدأ البسملة فيها بالأقصى المبارك وينتهي الحمد لله فيها بالفدائي الأول عيسى المسيح ومعنى القيامة 'انا فتحنا لك فتحاً مبينا'.
لن ندع الذين راهنوا على تفرق ريح هذا الشعب بغيابك يفرحون ويجعلون علامة الغياب عرساً لهم يرقصون على قبورنا، ولن نقبل بتحطيم البيت من داخله، بل ستبقى وصيتك وكوفيتك التي شرفتني بمداعبتها رمزاً لكرامة هذه الأمة وشرف هذا الشعب المتعطش للوحدة الوطنية والحرية. وكما قلت لك آنذاك ' إن سقطت هذه الكوفية سقطت كرامة العرب '..أنت يا سيد الكرامة !
ابا عمار..
ناديتك.. قم يا ياسر.. قم من نومك المؤقت.. قم معي يا طائر الفينيق... وأقولها لك للمرة التاسعة ألا تسمعني.. أم أنك غاضب منا..
اتأذن لي ثانية أن أطلب بأن أحملك بين يدي وأعتذر لروحي لأنها أيقظتك من زمنك الأبيض.. تأتي معي إلى الحلم ترى شوارعاً تعرفك، حارات وأطفالاً وخطوات وأشجاراً وأصدقاء وناسا.. ومخيماً ومعتقلات. فبأي نبض أزرع الوردة في مقامك الأسمى.. كل ما في المدينة من حزن ومن فوضى ومن موت واحتراب.. قم لنطرد الجراد عن المكان.. هنا وهناك.. اخرج معي إلى هذا الليل الطويل.. فالموت لا يدفن الحقوق وإن السلام غناء. ولن تسقط راية الفارس التي حملتها..
ما زلت أحبك رغماً عن غيابك .. .. أو قل أكثر بعد غيابك .. ما زلت اليوم حلماً.. وما زلت الحاضر غداً .. يا سيد الرجال . يا سيد الوفاء.
أيها الفارس الذي ترجل يا أيها الريح التي حركت الجبل..
كيف يكون الوفاء لياسر عرفات.. في ذكرى غيابه
الكوفية برس 11-11-2013 / خيرالله خيرالله
قبل تسع سنوات، غاب ياسر عرفات. في ذكرى رحيل الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني، برز مجددا في السنة 2013 الكلام عن أنّ الرجل قضى بالسمّ الذي دسّ له أثناء فترة الحصار التي قضاها في رام الله. قد يكون هذا الكلام صحيحا، خصوصا أن التحليلات الطبية التي أجريت في سويسرا رجحت ذلك. لكنّ ما قد يكون أهمّ من هذا الكلام، الظروف التي رافقت وضع «أبو عمّار» ابتداء من أواخر السنة 2001 في الإقامة الجبرية في «المقاطعة». مؤسف أن ذلك حصل ذلك فيما العالم، بمن فيه العالم العربي، يتفرّج.
كان هناك، على سبيل المثال، بعض العرب المتواطئين مع الاسرائيليين لمنع عرفات من الظهور، حتى بالصوت والصورة، في قمة بيروت التي انعقدت في آذار- مارس 2003. من يتذكّر وقتذاك كيف منعت السلطات اللبنانية، التي كانت تحت الوصاية السورية، الزعيم الفلسطيني من توجيه خطاب إلى القمة عبر الأقمار الاصطناعية، وذلك بحجج واهية؟
جاء هذا التطوّر الجديد المتمثل في وجود إثباتات معيّنة ترجح تسميم «أبو عمار»، في وقت بات معروفا أنّ المؤسسة العسكرية والأمنية والسياسية الحاكمة في اسرائيل، بكلّ اتجاهاتها تقريبا، راحت تعتبر ابتداء من بداية السنة 2001 أن وجود ياسر عرفات في رام الله بات عبئا. أصبح هناك شبه إجماع اسرائيلي على أنّه لم يعد ممكنا التعاطي معه بأي شكل.
كان مفروضا في البدء إعدام «أبو عمّار» سياسيا. وهذا ما حصل بالفعل. ظهر هذا الموقف جليا من خلال المؤتمر الذي ينعقد مطلع كلّ سنة في منتجع هرتسيليا، غير البعيد عن الحدود اللبنانية. تشارك في هذا المؤتمر شخصيات اسرائيلية نافذة تمثّل معظم مراكز القوى والاتجاهات والمؤسسات في دولة تمتلك قوة عسكرية كبيرة ولا تزال تعتقد أنّ في استطاعتها تكريس الاحتلال للأرض الفلسطينية، خصوصا لجزء من الضفة الغربية والقدس الشرقية.
تبلور الموقف الاسرائيلي الجديد من «أبو عمّار» نتيجة فشل قمة كامب ديفيد صيف العام 2000، وهي القمة التي ضمّت الزعيم الفلسطيني الراحل والرئيس بيل كلينتون، الذي كان في الشهور الأخيرة من ولايته الثانية، وإيهود باراك، رئيس الوزراء الاسرائيلي وقتذاك.
لم يقبل ياسر عرفات، في تلك القمة، ما كان مطلوبا أن يقبل به. في الواقع، لم يكن العرض الذي قدّمه باراك واضحا إلى درجة يمكن إلقاء اللوم في فشل القمّة على «أبو عمّار». على الرغم من ذلك، جرى الترويج أميركيا وإسرائيليا لمقولة أن ما قدّمه الجانب الاسرائيلي كان تنازلات كبيرة لم تحظ بلفتة من الزعيم الفلسطيني.
لاشكّ أن الظروف التي تلت تلك المرحلة لم تخدم الزعيم الفلسطيني الذي ارتكب خطأين فادحين في أسابيع ما بعد القمة. يتمثّل الخطأ الأوّل في رفضه الإطار العام للتسوية الذي عرضه كلينتون في الأيام الأخيرة من السنة 2000 والآخر في ما سمّي «عسكرة الانتفاضة». لم يضع «أبو عمار» في حساباته أن الرئيس الأميركي سيوصي خليفته جورج بوش الابن بوقف التعاطي معه بعدما خذله. والحقيقة أن بوش الابن لم يكن حتى في حاجة إلى مثل هذه النصيحة كي يسير فيها وكي يرفع الغطاء الأميركي عن «أبو عمّار». ساعده في ذلك العمل الإرهابي الذي أقدمت عليه «القاعدة» في الحادي عشر من أيلول- سبتمبر 2001 والذي جعل الأولوية الأميركية لما سمّي «الحرب على الإرهاب».
أمّا الخطأ الآخر فتمثّل في أنّ الزعيم الفلسطيني لم يفرّق بين وضع الضفة الغربية ووضع جنوب لبنان الذي انسحب منه الاسرائيلي في أيّار- مايو 2000. ظنّ أن مجرّد اندلاع انتفاضة جديدة يستخدم فيها السلاح وقتل بضع عشرات من الجنود الاسرائيليين، سيجعلان اسرائيل تنسحب من الضفة الغربية. لم يتفطن إلى مدى تعلّق اسرائيل باحتلال جزء من الضفة من منطلق أنها «أرض متنازع عليها»، فيما كانت مستعدة في كلّ وقت للانسحاب من جنوب لبنان، بموجب القرار 425، لقاء ضمانات معيّنة لم تحصل عليها عمليا إلا بعد حرب صيف 2006 وصدور القرار الرقم 1701 الذي وافق «حزب الله»، الذي كان يقود «المقاومة»، على كلّ حرف فيه.
المهمّ الآن، أن لا تطغى قضية تسمّم ياسر عرفات على التفكير في المستقبل. لا يختلف عاقلان على أن قضية التسمّم مهمّة وأن هناك مصلحة عربية وفلسطينية في كشف المجرم، خصوصا أن ارييل شارون خلف باراك في رئاسة الوزارة في شباط- فبراير 2001.. وكان لشارون حساب ذو طابع شخصي يودّ تصفيته مع الرجل الذي وضع فلسطين على الخريطة السياسية للشرق الأوسط.
ماذا يمكن أن يعني التفكير في المستقبل في ظلّ الانسداد السياسي التام في المفاوضات الهادفة، إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلّة «قابلة للحياة» عاصمتها القدس الشرقية؟ كيف يتصرّف الفلسطينيون في ضوء الرغبة الإسرائيلية في متابعة الاستيطان وقضم الأرض الفلسطينية؟
يفترض في الفلسطينيين أن يطرحوا على أنفسهم مثل هذا النوع من الأسئلة في حال كانوا يريدون البقاء أوفياء لذكرى ياسر عرفات الذي عاد إلى فلسطين بفضل اتفاق أوسلو، بايجابياته وسلبياته، وهو يطرق الآن أبواب القدس يوميا من حيث ووري الثرى في رام الله.
لاشكّ أن «أبو عمّار» استطاع تحقيق الكثير على طريق إنجاز المشروع الوطني الفلسطيني. لاشكّ أنّه لم يستطع استكمال المسيرة لأسباب كثيرة تحتاج إلى بحث مخصص لهذا الموضوع. ولكن، من يريد أن يكون وفيّا له يعمل أوّلا من أجل أن لا تكون الضفة الغربية أرضا طاردة لأهلها، استمرّت المفاوضات الدائرة مع اسرائيل بناء على رغبة أميركية، أم لم تستمرّ. ذلك هو التحدي المطروح، وهو تحدّ يمكن أن يساهم في صمود الشعب الفلسطيني الذي يمتلك سلاحا في غاية الأهمّية. إنّه شعب استطاع المحافظة على هويته الوطنية برغم كلّ الظلم الذي تعرّض له.. طوال قرن من الزمن.
لا يمكن شطب شعب صمد كلّ هذه السنوات من خريطة الشرق الأوسط بغض النظر عن مرحلة المخاض التي تمرّ بها المنطقة والتي جعلت ترتيب الأولويات العربية ينقلب رأسا على عقب.
ياسر عرفات
الكوفية برس 11-11-2013 / د.عاطف أبو سيف
لا يملك المرء في ذكرى ياسر عرفات إلا أن يكتب عنه. تظل ذكراه دائمة الحضور في كل وقت حتى قدوم تشرين يصبح الوقت عرفاتيا بامتياز. فالمزاج الشعبي العام يصبح عرفاتياً والنقاش في الشارع يكون حول عرفات وفي التاكسي كذلك؛ حتى في قاعة الجامعة وامام محل الأيس كريم.
فجأة يتحول كل شيء حولك إلى 'ياسر عرفات'، إلى شيء منه، من ذكراه. كأن الرجل لم يغادر أو هو لم يشأ أن يغادر.
رغب في أن يظل باقياً. وذهب مثل كل الأشياء الجميلة صدفة دون وداع ودون ان يظن أحد أنه لن يرجع.
حتى حين عادت به الطائرة إلى المنفى منهكاً تعباً يحمل آلام المرض، إلى حيث رقاده الأخير لم يكن أحد يتخيل أنه لن يرجع.
كنا نلوح بأيدينا للطائرة ونود لو أنها مربوطة بأصابعنا حتى نستطيع ان نسحبها ثانية إلى الأرض، مثلما كنا نفعل ونحن صغار بطائراتنا الورقية في أزقة المخيم.
لكن الطائرة ستعود حاملة ياسر عرفات. لكنه هذه المرة لن يلوح لنا بيده، ولن يرمينا بقبلاته ولن يرفع لنا شارة النصر.
سيوارى الثرى حيث مثواه الاخير. مثل حلم من كان يصدق أنه سينتهي. من كان يصدق أن ياسر عرفات سيذهب في الغياب متشحاً سواد الليل وعتمة البكاء وعويل الروح.
من كان يملك هذه الحاسة التي تجعله يعرف أن هذا سيحدث. مثل بطل خرافي لم نكن نتوقع أن يغيب عنا هكذا.
لكن عرفات مثل البطل الأسطوري لا يذهب من الحكاية. لأن الحكاية تظل دائماً ناقصة من دونه، ولأن الحكاية في جزء كبير منها مؤسسة على حضوره الأبدي، فلا حكاية من دونه كما لا أوديسة بلا عوليس.
فالحكاية الفلسطينية تشكلت حول الحضور العرفاتي فهو لم يكن مشاركاً فيها، كما لم يكن شخصية وردت في متنها، كما لم يكن راوياً في عالم أصواتها المتعدد؛ بل كان هو الحكاية برمتها. كان الحكاية في أنقى صورها. هل يمكن تخيل الحكاية أو الحدوتة الفلسطينية بلا ياسر عرفات. هل يمكن تخيل التاريخ السياسي الفلسطيني الحديث من دون ياسر عرفات. بالطبع لا يمكن ذلك. ليس لأن ياسر عرفات كان شخصية استثنائية في حياتنا بل لأن وجوده كان فعلاً مؤثرا لدرجة كبيرة للدرجة التي يصعب فيها التمييز بين وجوده ذاته وتأثيره، كما أنه تحول ليصبح جزءاً من القضية الوطنية، فهو لم يكن فاعلاً ومؤثراً فيها بل تماهى معها وصار مكوناً من مكوناتها.
فحين تتحدث عن القضية الفلسطينية فأنت بالطبع تشير إلى ياسر عرفات بطريقة أو بأخرى.
على الأقل هكذا يمكن أن يحس أبناء جيلي الذين ولدوا قبل أربعين عاماً فيما ياسر عرفات يفرض على العالم بقوة السلاح اسم فلسطين.
حين كنا أطفالاً وكنا نرى صورته على التلفاز، فيما توفر منه وقتها بالأسود والأبيض في أغلبه - وقتها كانت القنوات قليلة جداً – كان ظهور ياسر عرفات على الشاشة يجعل الطفل فينا يشعر بأنه موجود خلف الشاشة.
كان وجوده هو وجودنا وحضوره هو حضورنا. كانت أعيننا 'تبحلق' في التلفاز قبل أن تختفي الصورة خلف مذيع الأخبار حين يواصل نشرته، نحس بالحزن، لكنه سرعان ما يطالعنا في نشرة أخبار أخرى.
هكذا كان ياسر عرفات أول وعينا الوطني وأول تشكيل فهمنا حول فلسطين. كان مثل حكايات جداتنا عن مدننا وقرانا التي سلبها المغتصبون بعد أن تجمعوا من كل بقاع الأرض لينهبوا فلسطين. كان مثل تلك الحكايات يعمل على تخليق هذا الشعور الغريب في داخلنا (الوطنية) الذي يجعل الواحد منا مستعداً للموت من اجل استعادة هذه الحقوق المسلوبة.
كبرنا وكبر معنا ياسر عرفات لكنه ظل بالنسبة لنا هذا البطل الغامض الذي يتحدث باسمنا، الذي يحس بجراحنا.
ظل أفضل من يعبر عنا وعن آلامنا وأفضل من يشعرنا بالطمأنينة. ثم وجدناه فجأة بيننا. يمشي في الشوارع ويتفقد الناس ويقبل الأطفال والجرحى ويزور بيوت الشهداء. فجأة وجدنا بطلنا الأسطوري بيننا بعد تأسيس السلطة الوطنية العام 1994.
كان يمكن أن تمشي في الشارع فتجد ياسر عرفات في سيارته او يمشي على الأرض يزور بيتاً.
كان الشبان يمضون ساعات يرسمون صورته على الجدران في الانتفاضة الاولى (انا لم أكن جيداً في الرسم)، وكان يمكن لهذا ان يكلفهم عمرهم لو دهمتهم دورية من جيش الاحتلال.
لكن هذا لم يكن صورة على الجدار، لقد قفزت الصورة عن الجدار وصارت تمشي على الأرض. صار بطلنا الأسطوري شخصية واقعية. لكنه بفعله هذا كانه يمعن اكثر في اسطوريته. كانت عاديته تلك وهو يزور الناس ويتفقد الجميع ويعود المرضي ويمنح المحتاج، كانت تلك العادية تمنحه هالة اخرى من الغرابة والقداسة.
فكأنه كان يسافر بعيداً في الأسطورة ويتحول بهذه الأفعال أكثر وأكثر إلى حلم جميل سنفتقده حين يبعد عنا.
هكذا هي الأساطير تقوم ببناء البطل حتى يصبح رحيله مستحيلاً أو محتوماً، وفي الحالتين يكون الرحيل قاسياً وغير مصدقاً.
والحكاية الفلسطينية لو لم تكن كذلك لتغير الكثير من معالمها.
كأننا في كل مرة نحب أن نتذكر كل هذا، ونحب ان نتألم اكثر ونحن نتذكره، ويرغب البعض بمقارنة اليوم بالماضي لأن ثمة شيئا في الماضي يسحبنا إلى الحنين، فالماضي بطبعه أجمل وأبهى، أو أن هذه عادة البشر. لكن ثمة شيء من ياسر عرفات ناقص فينا. كأننا لم نحافظ على الوصايا او لم نحفظ العهد. فبكل المقاييس حالنا أسوأ ووضعنا أكثر صعوبة.
بمقدور كل واحد منا أن يرمي العبء والتهم على الآخر، ويمكن لنا أن ندخل في موجة سب وشتائم جديدة لكن هذا لن يغير شيئاً من حالنا بل سيكشف المزيد من سوء الحال وجلل المصاب وهول الواقعة.
فأيامنا للأسف لم تعد تشبه هذا الزمن العرفاتي الجميل.
عرفات: بوابة الذكريات !
الكوفية برس 12-11-2013 / بقلم رجب ابوسرية
قبل تسعة أعوام، وفي مثل يوم أمس (الإثنين) ورغم ان الفلسطينيين في كل مكان كانوا على علم بالحالة الصحية الصعبة لزعيمهم التاريخي، ياسر عرفات، ورغم أنهم كانوا يتابعون أخباره لحظة بلحظة، إلا أن خبر وفاته وقع عليهم كالصاعقة، لدرجة ان أهل غزة، حيث كنت أقيم، انزووا في بيتوهم وكأن على رؤوسهم الطير، كمن يتعرض لصدمة قاسية تفقده النطق والحركة، الحزن تام، والغضب يغلي في العروق، ثم كانت بعد ذلك الرايات السوداء تغطي سطوح المنازل والبيوت، إلى أن كان التشييع بعد ذلك.
يشبه اليوم البارحة تماما، وكأن الرجل قد رحل لتوه، وأشد ما يحزن شعبه أن حلمه برفع علم فلسطين فوق مآذن وكنائس القدس ما زال بعيدا، فيما القلوب ترتجف خوفا على وحدة كان طوال عقود صمام أمانها ومفتاحها، الذي سرعان ما ضاع في قاع البحر، بحر غزة، بعد أن رحل.
كان يمكن لقيادات الفلسطينيين أن تبقي على الحلم، بإحياء المناسبة، خاصة في غزة، لكن ولأكثر من سبب، لم يحدث هذا، فقد شهدت الأيام التي سبقت يوم الذكرى _ ورغم الإعلان الرسمي الصادر عن اللجنة الطبية التي بحثت في أسباب الوفاة، وأكدت انها لم تكن طبيعية، بل بفعل قاتل _ عودة التوتر بين فتح وحماس، وقد يكون السبب هو ما أعلنه بعض غامض من خارج حدود فلسطين، وتحديدا من خارج حدود غزة، عن تمرد فلسطيني على طريقة تمرد المصريين، ما دفع حكم حماس في غزة، لمحاولة احتواء هذا الاحتمال، أي احتمال ان يجعل هؤلاء من الذكرى مناسبة للاحتجاج او ‘الثورة ’ على حكم ‘حماس’، وذلك بشن حملة اعتقالات في صفوف كوادر فتح، في مشهد يعيد حالة التوتر بين الفصيلين الى المربع الأول!
بيانات تمرد غزة، ما زالت تصدر تباعا وبشكل افتراضي، وكأنها تروي فصولا لمسرحية، تعرض على شبكات ‘الفيسبوك’، لتعلن عن برنامج خلال الأيام التالية، الأمر الذي لا يتوقع كثيرون حدوثه، ولكن يبقى فن الممكن في السياسة هو الممكن وما غيره مستحيلا، والممكن كان يفترض أن تؤخذ الأمور بالعقل، اي أن تتم إعادة قيمة الوحدة لاسم الراحل الفلسطيني العظيم، كان يمكن، بل كان لا بد من ان يجتمع الفلسطينيون في كل مكان لإحياء الذكرى موحدين ومتراصين، ومطالبين بملاحقة القتلة الإسرائيليين في كل محاكم الدنيا.
في المناسبة لا بد من لحظ أن غياب عرفات عن قيادة الواقع والحالة السياسية الفلسطينية، ربما كان أحد الأسباب البعيدة للانقسام الواقع، وكل الخشية من أن يظن الإسرائيليون أن غيابه قد طوى ملف الكفاح الوطني تماما، وان تحقيق حلم الدولة والعودة وتحرير القدس قد بات دربا من دروب المستحيل.
وحيث ان الذكرى لا تزال طازجة وغالية، وأن استحضارها امر مهم وضروري وأحيانا يكون حاسما في صنع الحاضر والمستقبل، لكنه وحده لا يكفي، ولا بد لنا هنا من أن نستذكر أن كل الأحلام العربية والإسلامية في إعادة أمجاد مضت، والعيش على ذكرى الماضي، دون التفكير الجدي بواقعية وعقل وتعقل بمعالجة مشكلات الحاضر والتخطيط للمستقبل، لم تكن كافية لتغيير الواقع قيد أنملة.
من الواضح أن الفلسطينيين الحالمين بإنهاء الانقسام، خاصة من أهل وشباب غزة، فكروا في أن تكون ذكرى الراحل عرفات فرصة او مناسبة لإزالة عبء الانقسام عن كاهلهم، وذلك لأنهم يظنون ان لاسم الراحل وقع سحري، لكن لا بد من القول بأن النوايا لا تكفي، كما ان الرغبات لا تكفي لتحقيق ما يريده المرء، كما ان الزج بأحد أهم الملفات الداخلية في اتون ‘صراعات أو حتى خلافات’ إقليمية، لا يحقق المنشود، وان الفلسطينيين، الذين عاشوا أتون المعارك والحروب الطويلة على مدار سنوات طويلة مضت، تعلموا درسا مريرا، وهو انه لا يحك جلدك مثل ظفرك!
لقد انتظر الفلسطينيون عقدين من السنين بعد نكبة 48 الجيوش العربية أن تحرر لهم فلسطين، حتى أطلقوا ثورتهم العام 65، ثم انتظروا عقدين آخرين ان يجيء فارسهم الفلسطيني على الحصان الأبيض، من الخارج، ليحررهم من الاحتلال، قبل أن يطلقوا انتفاضتهم المجيدة العام 87، وهم ما زالوا يجوبون العواصم العربية، خاصة القاهرة، لتعيد لهم تصويب أوضاعهم، إن كانت تلك على الصعيد الداخلي او على الصعيد التفاوضي، وما من دخان أبيض في الأفق، لذا لا بد من القول بأن ‘حراكا ’ غير مرئي، وغليانا يمور تحت سطح مياه السياسة الراكدة، سيعلن في لحظة ما عن وجوده وعن قلب الطاولة على الجميع، دون إعلان مسبق ودون صخب أو ضجيج، تماما، كما حدث في عامي 65، 87، هذا ما على الجميع ان يدركه، حيث يمكن لأي أحد ان يتصدى لأي مشاكس أو مناكف او حتى عدو في الخارج، لكن لا أحد يمكنه أن يقهر إرادة الشعب في الداخل، والثورات لا تتم لا بريموت كنترول ولا بتخطيط مسبق ولا حتى بإرادة ذاتية لفرد أو جماعة، العقلاء فقط هم من يعالجون أسباب الثورات، قبل ان تحدث، بالرضوخ لإرادة الناس، ولما يرغب به الشعب، وإن كان ما زال هناك من عاقل في ‘صفي القيادة الفلسطينية’ فعليه أن يشرع فورا في إنهاء الانقسام قبل ان يعلن شبل فلسطيني او زهرة فلسطينية، رفع راية الوحدة والثورة ليس ضد الاحتلال الإسرائيلي فقط، بل ضد الجميع!.
العلاقة بين أزمات غزة والمصالحة
الكوفية برس 12-11-2013 / بقلم م. عماد عبد الحميد الفالوجي
هل هناك علاقة بين الأزمات التي يمر بها قطاع غزة وبين تعطل تنفيذ بنود المصالحة الفلسطينية ؟ أو بشكل أكثر دقة هل هناك علاقة بين هذه الازمات واستمرار حكم حماس لقطاع غزة ؟ وفي حالة قررت حركة حماس التخلي عن إدارة قطاع غزة عبر تشكيل لجنة عليا لإدارة شئون القطاع بدون أي تدخل مباشر لها في ذلك هل هذه الخطوة يمكن أن تكون العصا السحرية لحل كافة أزمات قطاع غزة ؟
البعض يتهرب من مواجهة الحقيقة وإن كانت صعبة وهي أن هذه الازمات مختلقة أو بشكل أكثر دقة يمكن إيجاد الحلول السريعة لها ولكن هذا التباطؤ في الحل هو للضغط على حركة حماس للتخلي عن حكم قطاع غزة طواعية وبدون إراقة دماء ، أو هو أسلوب لإقناع قيادة حركة حماس بأن مشروعها السياسي الخاص بها لن يتحقق بالسهولة التي تعتقد ولن تتمكن من توفير الحد الأدنى من احتياجات المواطن في قطاع غزة ، أو كل هذه الأزمات هي عقوبة واجبة من أطراف عدة على قطاع غزة لسكوته وانصياعه على الحال الحالي للقطاع ورد فعل طبيعي من قوى حليفة للاحتلال على الصواريخ التي أطلقت على الكيان الإسرائيلي أو التي تمتلكها فصائل المقاومة وتهدد بها ليل نهار الكيان الصهيوني .
وأيا كانت الاسباب فهي تدور في ذات الدائرة أن أزمات قطاع غزة سواء كانت في فتح معبر رفح أو رفع الحصار الشامل عن قطاع غزة ومشكلة الكهرباء والغاز والرواتب والتطوير والبطالة وغيرها مرتبط بتغيير نمط الحكم في قطاع غزة ولن تكون هناك حلول جذرية طالما بقي الأمر على ما هو عليه في القطاع .
هذه الرسالة أصبحت واضحة وضوح الشمس في ضحاها ولا لبس فيها ولا غموض واصبح اسلوب العقوبات رد فعل على فشل تنفيذ بنود المصالحة بغض النظر عن اسباب ذلك .
البعض ينظر بعينيه الى قيادة حماس لتتخذ الموقف المناسب في الوقت المناسب لإنقاذ الأوضاع في قطاع غزة وطالما أن وجودها بهذا الشكل في الحكم سيؤدي الى مزيد من انهيار الحال في قطاع غزة ، وهي الحركة التي وجدت وترعرعت من أجل تحرير الشعب والانسان والانتصار على العدو فيجب عليها اتخاذ الموقف الصعب في الوقت الصعب ، إذا وصلت الى هذه القناعة وسيسجل لها التاريخ هذا الموقف الذي لم يسبقها إليه أحد من قبل بل بقيت أنظمة تحكم بالدماء والنار على جماجم شعبها ، ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك فإن هناك واجب التحرك السريع لإنقاذ الأوضاع في قطاع غزة ، ويبقى السؤال لماذا قطاع غزة بالذات لديه مل هذه الإشكاليات والتعقيدات ؟
على سبيل المثال معبر رفح اصبح واضحا أن حل مشكلته مرتبط تماما الآن في الموقف المصري من حركة حماس ويرفض الجانب المصري تقديم تسهيلات على معبر رفح طالما بقيت حماس على رأس السلطة في قطاع غزة مع استمرار حالة التوتر بينهما بسبب تباعد المواقف من أحداث مصر .
مشكلة الكهرباء وهي المشكلة التي يعاني منها اليوم كل مناحي الحياة الفلسطينية في قطاع غزة سواء الصحة أو البلديات والخدمات العامة ويعاني منها كل بيت فلسطيني والسؤال لماذا لا تعاني الضفة الغربية من مشكلة الكهرباء ؟ وعندما هددت شركة الكهرباء الاسرائيلية بقطع الكهرباء عن بعض محافظات الضفة بسبب تراكم الديون سارعت السلطة بتسديد ما عليها ، فلماذا قطاع غزة لا تزداد كمية الكهرباء القادمة إليه من الكيان الإسرائيلي ، يجيب البعض بأن ذلك له علاقة بحكم حماس في القطاع ويمكن في حالة تغيير الوضع السياسي العام في قطاع غزة حل هذه المشكلة حتى الجانب المصري ألمح عن استعداده زيادة كمية الكهرباء الموردة لقطاع غزة في حالة تغيير نمط الحكم فيها .
وكذلك مشكلة الوقود المصري هناك تصريحات من بعض المسئولين المصريين لتزويد القطاع بالوقود المصري وبالسعر المصري للمواطن اذا تم تحسين العلاقة مع النظام الفلسطيني ، وهكذا بقية المشاكل البعض يحاول ربطها بنظام الحكم السائد في قطاع غزة .
ولكن كيف يمكن تغيير نظام الحكم والوصول الى افضل صيغة تحقق للجميع ما يريد دونما ظلم أو إجحاف لأي طرف ، الوسيلة الوحيدة بكل تأكيد هي تطبيق بنود المصالحة الفلسطينية بكافة بنودها على أرض الواقع وعدم تجاوز ذلك ، حركة حماس هي حركة فلسطينية لا يمكن تجاوزها أو تجاهلها ولكن الحكم والسيطرة له تبعات وأدوات فكيف يمكن تحقيق ذلك .
المسكوت عنه في اغتيال ياسر عرفات
الكوفية برس 12-11-2013 / بقلم هاني المصري
في الذكرى التاسعة لاغتياله، أبى ياسر عرفات أن يغيب عن المشهد، وكان حاضرًا وكأنه لم يغب. لقد لاحق أبو عمار قاتليه مرة أخرى من خلال نتائج التحقيقات السويسريّة التي أثبتت أنه مات بالسم عن طريق استخدام مادة ‘البولونيم’ النوويّة. هذه المادة لا تمتلكها سوى عدة بلدان من ضمنها إسرائيل صاحبة المصلحة في اغتياله، لاسيما وأن حكومتها قررت في أيلول 2004 إزالته، أي قبل شهرين من وفاته.
إذا عدنا إلى سيرة حياة عرفات سنجد أنه كان هدفًا دائمًا للحكومات الإسرائيليّة المتعاقبة، فقد جرت عدة محاولات فاشلة لاغتياله أثناء تواجده في بيروت، وقصفت الطائرات الإسرائيليّة مقرّه في ‘حمام الشط’ بتونس في محاولة جديدة فاشلة لاغتياله، وحاصرت قوات الاحتلال منذ العام 2002 مقره في رام الله ودمرت أجزاء منه، وتحكمت بزوّاره وطعامه وشرابه، وشنت الحكومة الإسرائيليّة حملة تحريضيّة ضده، وأعلنت أنه زعيم ‘إرهابي’، وهددت بقتله علنًا، وكشف أوري دان، الصحافي الإسرائيلي المقرب من شارون في كتابه حول حياة شارون، المكالمة التي جرت بين الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن وبين شارون ‘حين طلب الأول ترك أمر التخلص من عرفات للعناية الإلهيّة، فأجابه الآخر: ولكن العناية الإلهيّة بحاجة إلى مساعدة بشريّة، فصمت بوش، فيما اعتبره شارون ضوءًا أخضر لاغتيال عرفات’.
لم نكن بحاجة إلى دلائل جديدة لإثبات أن ياسر عرفات مات مسمومًا، فهذه المسألة محسومة منذ وقت مبكر، عندما تعرض عرفات لمرض مفاجئ أدى إلى وفاته خلال شهر واحد، وهو لم يكن يعاني من أي أمراض جديّة، ولكنا كنا منذ البداية ولا نزال بحاجة إلى موقف سياسي بمستوى الحدث وقادر على ملاحقة الجناة، موقف يجرؤ على اتهام حكومة شارون - موفاز رسميًا بارتكاب هذه الجريمة النكراء بحق رجل هو بكل المقاييس زعيم تاريخي، ومؤسس الهويّة الوطنيّة الفلسطينيّة، والحاصل على جائزة ‘نوبل’ للسلام، رغم أنه ذهب بعيدًا من أجل السلام على يد حكومة إسرائيل التي من المفترض أن تصنع السلام معه، وذلك عقابًا له لرفضه العرض الذي سمّي ‘سخيًّا’، والمقدم من أيهود باراك في قمة ‘كامب ديفيد’ وما هو بعرض سلام ولا سخي، وإنما عرض ‘تصفوي’ للقضيّة الفلسطينيّة من مختلف جوانبها، لذلك من الطبيعي أن يرفضه عرفات وأن يعود إلى المقاومة التي أوقفها بعد ‘اتفاق أوسلو’ لاعتقاده أن المفاوضات يمكن أن تؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينيّة وتحقيق حلم حياته الذي قضى شهيدًا من أجله.
السؤال المحوري الذي يطرح نفسه بقوة أكبر في الذكرى التاسعة لاغتياله: لماذا لم تُتخذ الخطوات الواجبة لملاحقة القتلة الإسرائيليين والسعي الجدي لمعرفة فيما إذا استخدموا عميلًا أو أكثر من الفلسطينيين لتنفيذ الجريمة؟
وينبثق عن ذلك السؤال أسئلة فرعيّة، مثل:
لماذا يأتي التحرك الفلسطيني دائمًا متأخرًا وكردة فعل على اكتشافات جديدة، أو على تحقيق ‘الجزيرة’ التي أتاح لها هذا التصرف الفلسطيني أن تبدو صاحبة الملف والمكلفة بتحقيق العدالة، وهي تفعل ذلك لغاية في نفس يعقوب؟
لماذا لا تلجأ القيادة الفلسطينيّة إلى الأمم المتحدة وتطالب بتشكيل لجنة تحقيق دوليّة، أسوة بما حصل بعد اغتيال رفيق الحريري، لملاحقة الجناة ومعاقبتهم، أو على الأقل حتى تكون الملاحقة الجديّة والدائمة سيفًا مسلّطًا على رؤوسهم بما يجعل جريمتهم حاضرة وتلاحقهم باستمرار؟
أقول ما سبق مع إدراكي أن تشكيل ‘محكمة خاصة’ للتحقيق في اغتيال ياسر عرفات يحتاج إلى قرار من مجلس الأمن، وهذا القرار ممنوع من الصدور جرّاء الفيتو الأميركي الذي يقف له بالمرصاد، لكن لا مفر من البدء بالعمليّة بنقل ملف التحقيق إلى الجمعيّة العامة للأمم المتحدة، كما طالب ناصر القدوة في كلمته بمناسبة مرور الذكرى التاسعة.
لماذا لا يتم اللجوء إلى ‘محكمة الجنايات الدوليّة’ والاكتفاء بمطالبة الجامعة العربيّة بتفعيل قرارها السابق بتشكيل ‘لجنة تحقيق دوليّة’؟. إن مجرد المطالبة لا تكفي. فعلى الفلسطينيين أن يقوموا بما عليهم كاملًا، خاصة بإجراء تحقيق يسعى لكشف من ساعد الجناة قبل مطالبة الآخرين بالقيام بواجبهم.
من أجل الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها لا بد من العودة إلى مستشفى ‘بيرسي’ الفرنسي بُعيد إعلان وفاة ياسر عرفات وصدور تقرير طبي يشير إلى ‘إمكانيّة أن تكون وفاة ياسر عرفات غير طبيعيّة وأن يكون السم المستخدم غير معروف لدينا’، أي لدى الأطباء الفرنسيين الذين أشرفوا على إعداد التقرير عن سبب الوفاة.
إن اكتشاف وجود مادة ‘البولونيم’ بعد أكثر من ثماني سنوات يعني أن هذه المادة كانت موجودة بشكل أكبر بكثير عند الوفاة وقبل دفن الجثمان، ما كان يغني عن كل التحقيقات التالية، ولكن فرنسا آثرت لسبب ما أن تخفي معالم الجريمة، ولعل هذا السبب نفسه هو الذي أدى إلى عدم تعاونها حاليًّا مع لجنة التحقيق الفلسطينيّة، كما أعلن عضو اللجنة علي مهنّا في المؤتمر الصحافي المخصص للإعلان عن نتائج الفحصين السويسري والروسي.
إن المسكوت عنه في مسألة التحقيق في اغتيال ياسر عرفات أن هناك توجهًا فرنسيًا دوليًا عربيًا إسرائيلي- وعلى ما يبدو أن القيادة الفلسطينيّة خضعت له - يقضي بدفن مسألة التحقيق باغتيال ‘أبو عمار’، لأن كشف ملابساتها من شأنه عمل زلزال في المشهد السياسي كله. فبعد اتهام إسرائيل بالجريمة رسميًا وتحميلها المسؤوليّة السياسيّة والجنائيّة وملاحقتها لمحاسبة المسؤولين عن ارتكابها، لا يصح بعدها أن يبقى الأمر على ما هو عليه الآن، فلا يكون اللقاء الفلسطيني - الإسرائيلي بعدها ممكنًا على طاولة المفاوضات واستمرار الالتزامات الفلسطينيّة المترتبة على الاتفاقيات، وخصوصًا التنسيق الأمني، في وقت لم تلتزم فيه إسرائيل بما عليها؛ وإنما يكون اللقاء في ساحات المواجهة في المدن والقرى والمخيمات وقاعات المحاكم، وعلى كل المستويات والأصعدة المحليّة والعربيّة والإقليميّة والدوليّة.
لو تحقق ذلك، لكان من غير الممكن استئناف المفاوضات حتى من دون مرجعيّة ولا وقف للاستيطان ولا إحياء أكذوبة ما يسمى ‘عمليّة السلام’، وما هي كذلك، وإنما هي عمليّة من دون سلام تستهدف فرض السلام الإسرائيلي على الفلسطينيين.
لقد بدأت القصة بنصيحة فرنسيّة للفلسطينيين بعدم إثارة مسألة اغتيال ياسر عرفات فور اغتياله، لأن الأمر الحاسم عندها، الذي له الأولويّة على ما سواه قبل اندلاع الفوضى هو تأمين الانتقال السلس للسلطة وانتخاب خليفة عرفات، وإثبات أن الفلسطينيين جديرون باحترام المجتمع الدولي لهم، وبالحصول على دولة من خلال حرصهم على توفير الأمن والاستقرار في المنطقة اللذين سيتضررا أشد الضرر من إثارة مسألة اغتيال ياسر عرفات وعواقبها التي لن تحمد عقباها.
وكرّت السبحة بعد ذلك ولم ينل الفلسطينيون دولة مقابل إثبات جدارتهم وبناء المؤسسات، بل تعرضوا لضغوط جديدة استجابوا لها لوقف توجههم للأمم المتحدة، وجمّدوا طلبهم بالانضمام للوكالات الدوليّة، وخصوصًا ‘محكمة الجنايات الدوليّة’، ولم يوقّعوا على الاتفاقيات الدوليّة رغم أن هذا الانضمام وذلك التوقيع يوفر للفلسطينيين مزايا سياسيّة وقانونيّة وأخلاقيّة من شأنها تقوية موقفهم وتدعيم نضالهم لتحقيق أهدافهم الوطنيّة.
الأسيرة وئام...صورة تبكي الحجر
الكوفية برس 12-11-2013 / بقلم خالد معالي
الإنسان الذي لا تؤثر فيه صورة أسيرة وهي معتقلة في قفص؛ يكون قد تجرد من المشاعر والأحاسيس الإنسانية النبيلة؛ فصورة الأسيرة وئام عصيدة وهي محجوزة في قفص الاعتقال والانتظار على حاجز حواره اللعين؛ تبكي حتى الحجر، وأشد القلوب قساوة، وتضرب أعماق كل من عنده ذرة من شرف وكرامة.
أليست مفارقة عجيبة؛ أن يلتف جنود مدججين بالأسلحة الفتاكة والقوية، حول فتاة ضعيفة عاجزة، لا تملك من أمرها شيئا، ولا ترى من حولها، ومقيدة اليدين؟! هل توجد في الدنيا خسة ونذالة كهذه التي لدى دولة الاحتلال؟!
تعسا لأمة المليار ونصف مسلم؛ وهي ترى صورة الأسيرة وئام، ولا تحرك ساكنا، وكأن وامعتصماه باتت من الماضي.
فقدان الحرية لوحده كفيل بتعذيب النفس وقهرها إن لم تصبر وتتحمل وتوكل أمرها إلى الله؛ فكيف بنا المشهد عندما يكون؛ فتاة مسلمة وفلسطينية، مكبلة، ومغمغة العينين وحولها جنود مدججين بمختلف أنواع الأسلحة، يزعمون أنهم من جيش لا يقهر.
أنت يا وئام برغم أسرك وضعفك؛ إلا انك قوية بإيمانك بالله وإرادتك التي لا تلين، وفخر الشعب الفلسطيني؛ لا بل فخر هذه الأمة؛ برغم تقاعسها وترددها في نصرتك وأخواتك الأسيرات وإخوانك الأسرى.
يصم الغرب وأمريكا آذاننا حول حقوق المرأة، ولكنهم يصمتون ولا نسمع لهم قولا عندما تعتقل وتعذب فيتات وطفلات ونساء فلسطين المحتلة.
صورتك يا وئام؛ أجبرت الأحرار ومن يجري في عروقه دم النخوة والشرف، على أن لا يناموا وهم يفكروا في خلاصك من القيد وزرد السلاسل. درسك قاس يا وئام، فأنت لم تنكسري ولم تعبئي بجنود الاجرام، الذين اعتقلوك بحجة زائفة كعادتهم.
كل من عنده غيرة وشرف، ويرى صورتك على الحاجز اللعين؛ يؤنبه ضميره، ويشعر بالتقصير والتقاعس عن نصرة الأسرى والأسيرات اللواتي يعانين من ظلم الاحتلال بأبشع صوره، وهو الأسر وبدون تهمة تذكر، اللهم سوى أنهن أحببن وطنهن وتمسكن به، ورفضن الظلم.
ذكرتنا صورتك يا وئام؛ بأن لا تخضع لظالم مهما علا ظلمه وغيه، وان الحق ينتزع من حلوق الأعداء نزعا، وان الاحتلال مهما طال زمانه إلى زوال بهمم الأبطال الشجعان الواثقين بنصر الله.
ما أثقل الدموع، وهي تنهمر حزنا بالنظر لصورتك، حزنا على ضعفنا وانقسامنا وهواننا على أعدائنا. أنت يا وئام؛ وجع في قلب كل حر وغيور في هذا العالم، ونخزة ضمير لكل حر وأبي في الوطن المأسور والمقهور.
نحني خجلا لك يا وئام، ول 16 أسيرة أخريات في سجون الاحتلال، اللواتي يوجعن ضمائرنا على الدوام، ويوجعن أيضا بقاء 5000 أسير في سجون الاحتلال، ولكن قليلا من الصبر، فالفجر، آت ...آت...، “أوليس الصبح بقريب”.
نداء الفرصة الأخيرة للقوى والقيادة الفلسطينية
الكوفية برس 12-11-2013 / بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
ماذا تنتظر القوى والقيادة الفلسطينية حتى تتنادى إلى لقاءٍ جامعٍ وتلتقي معاً، فقد آن الآوان لعقد خلية أزمة، تناقش فيها مختلف مستجدات القضية الفلسطينية، في ظل التطورات الكبيرة والخطيرة التي تشهدها المنطقة، وتلقي بظلالها وتداعياتها على القضية الفلسطينية، وتصيب بأخطارها الشعب في الوطن وفي الشتات، ولا تستثني من تداعياتها أحداً.
فقد أصبح لزاماً على المسؤولين الفلسطينيين، سلطةً وفصائل ومؤسسات مجتمع مدني، أن يتناسوا خلافاتهم، وأن يضعوا جانباً تناقضاتهم، ويلتفتوا إلى ما يهدد شعبهم، ويستهدف قضيتهم، إذ لن يبقَ بعد اليوم شيئاً يختلفون عليه، أو يتصارعون من أجله، فالأرض تتمزق وتضيع، والشعب يتشتت ويهاجر، والمقدسات تهود، ومعاناة الفلسطينيين في كل مكانٍ تزداد وتتعاظم.
ألا تتعلم القوى الفلسطينية من غيرها ومن أعدائها، الذين يشكلون عند الحروب والشدائد، خلايا أزمة، أو حكومات حرب، ويواجهون مجتمعين كل الخطوب والأحداث، ويتفقون في ظل وجودها على نسيان مشاكلهم، وتجاوز خلافاتهم، وتأجيل حساباتهم الخاصة، والالتفات إلى شعوبهم وقضاياهم الوطنية، فهذا هو سلوك العقلاء، وسبيل الحكماء، ومنهج الصادقين المخلصين لشعوبهم وقضاياهم.
ألا ترى القيادة الفلسطينية أن أبناء شعبهم في مخيمات اللجوء والشتات قد تركوا أماكن اللجوء، وركبوا البحر والخطر، بحثاً عن مهاجر جديدة، وأوطانٍ أخرى يجدون فيها بعضاً من كرامة، وشيئاً من الأمن والسلامة، التي فقدوها في أوطانهم، وعانوا منها في لجوئهم، فقد هاجر إلى دول أوروبا وغيرها آلاف الفلسطينيين، بعد تضحياتٍ جسيمة قدموها في البحار غرقاً، أو برصاص خفر السواحل قتلاً، وقد تكبدوا مشاق السفر، وأخطار الإبحار، فراراً بحياتهم من الموت.
ألا تدرك القيادة الفلسطينية أن أرضنا الفلسطينية تنتقص من أطرافها ومن القلب، وأن الحكومات الإسرائيلية تنهشها يوماً بعد آخر، فتنبني المزيد من المستوطنات، وتوسع القديم منها، على حساب المواطن الفلسطيني، وأنها بدأت بطرد آلاف البدو من سكان النقب، بعد أن دمروا قراهم، وهدموا بيوتهم، في محاولاتٍ مستميتة لتهويد الأرض، وطرد السكان العرب منها.
ألا يرون أن القدس تهود، ومسجدها الأقصى يقوض، وتكاد تنهار جدرانه، وتتهدم قواعده، فضلاً عن الاعتداءات المستمرة التي يقوم بها المستوطنون والمتدينون اليهود، الذين يزاحمون المسلمين على مسجدهم، ويخططون لاقتسامه قبل السيطرة عليه.
ألم يكف القيادة الفلسطينية انقساماً واختلافاً، وتناحراً واحتراباً، فقد تجزأ الوطن بل تفتت، وانقسم الشعب بل تمزق، وغدت أرضنا كانتوناتٍ أمنية، ومعازل عنصرية، لا نستطيع العيش فيها، أو الخروج منها، فلا فيها ما يكفينا، ولا يسمح لنا بإدخال ما نريد ولا ما نحتاج إليه، ولا نقوى على كسر الحصار، أو هزيمة القرار، في الوقت الذي بات فيه العدو ينعم بالأمن والسلام، فلا مقاومة تخيفه، ولا عملياتٍ عسكرية تقلقه وترهبه.
أين تكمن المشكلة، ومن الذي يمنع عقد هذا اللقاء، وأي جهةٍ تتعمد تأخيره، أو ترفض عقده، ألا يحق لنا نحن الفلسطينيين أن نتسائل، لماذا تتركنا قيادتنا وحدنا في مواجهة الطوفان، وفي تحدي الجلاد، وفي مواجهة الخطوب والأخطار، نواجه مصائرنا المجهولة، ونتلقى ضرباتٍ قاتلة، ونهان من كل الحكومات، ونطرد من كل البلاد، ولا يسمح لنا بأن نكون مع اللاجئين، نعيش معهم أو نموت بينهم.
إنها فرصة القوى والقيادة الفلسطينية لإثبات أنهم أحراراً، يملكون قرارهم بأنفسهم، ولا أحد يملي عليهم، ولا سطوةَ لنظامٍ على إرادتهم، فليأتوا وليجتمعوا، وليلتئموا وليلتقوا، وليناقشوا هموم وطنهم، وحاجات شعبهم، وليكونوا يداً لمساعدة أهلهم، ومد يد العون لهم، علهم يتمكنون من انتشالهم مما هم فيه من ضائقة، فهم بالغين راشدين، عاقلين واعين، يعرفون مصالحهم، ويدركون منافعهم، وليسوا بحاجةٍ إلى وصيٍ أو راعي، ولا إلى مضيفٍ أو وسيط، إذ لا أحد اليوم جاهزٌ لاستضافتهم، ولا يوجد دولة أو نظام مستعد للوساطة بينهم، أو رعاية حوارهم، فلتكن منهم المبادرة، وعندهم القرار، وليكونوا ولو مرةٍ واحدةٍ على قدر المسؤولية، ومستوى القرار، أهلاً للتصدي للصعاب والتحديات، ورجالاً في مواجهة الملمات والأزمات.
جدول أعمال اللقاء القيادي الفلسطيني جاهزٌ ومعد، يعرفه كل الفلسطينيين، ويدركه كل المواطنين، وهي قائمةٌ قديمة، يتصدرها الانقسام، ولا تنتهي بشتات الفلسطينيين الجديد، وتمزقهم بين دول أوروبا الغربية وأستراليا وكندا، ولكن الجديد فيها انخراط السلاح الفلسطيني في معارك جانبية، لا تمت للقضية الفلسطينية بصلة، ولا تتفق مع السياسات الفلسطينية القائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولةٍ عربية، وعدم الاحتكام إلى السلاح في التعامل مع المشاكل الخاصة.
إذا توفرت الإرادة الفلسطينية الصادقة، وتحقق العزم لدى القادة، فإنَّ عاصمة لبنان بيروت هي المكان الأنسب للقاء الفلسطيني الجامع، فبيروت كانت ولا زالت عاصمةً للمقاومة العربية، تلتقي تحت سمائها قوى الأمة المقاومة، الإسلامية والقومية، وتحتضن فوق أرضها شتاتاً فلسطينياً مقاوماً، يضم كافة أطياف الثورة الفلسطينية السياسية، فلا قوةً فلسطينية إلا ولها في لبنان ممثلٌ أو مندوب، ولها أتباعٌ ومريدون، وهو ما لا يتحقق في أي عاصمةٍ عربيةٍ أخرى، إذ أن ميزة اجتماع كل القوى على أرضٍ واحدة لا تتحقق إلا في غيره، فهي غير ميسرة في غزة ولا رام الله، كما يتعذر تحقيقها في عمان أو القاهرة أو غيرهما من العواصم العربية.
وفي لبنان تلتقي القوى الفلسطينية مجتمعة، دونَ الحاجة إلى راعي أو مضيف، ودون انتظار موافقةٍ أو ضياع الفرصة في البحث عن غطاءٍ سياسي، وإليه يستطيع أن يصل الجميع، فلا تمنع حكومته فصيلاً، ولا تضع فيتو على قوة، فكل فصيلٍ قادرٍ على تسمية مندوبه أو ممثله، بما يعزز استقلالية القرار، وحرية الخيار.
هنا في بيروت يلتقون بحرية، ويتجمعون بلا غطاء أو رعاية، فيتخلصون من كل ضغط، وينعتقون من كل قيد، فلا يكون تأثيرٌ عليهم إلا من شعبهم، ومصالح أهلهم، فهل تعجل القوى بالتنادي إلى اللقاء، أم أنهم يأبون إلا أن يثبتوا لنا أنهم جبناء عجزة، أو ربما هم عملاء خونة.
لك المجد يا صانع المجد ...على عهدك محافظون وعلى دربك سائرون
الكوفية برس 12-11-2013 / بقلم إبراهيم أبو النجا
كعادتنا قيادات فلسطينية فى كل مساء نثبت وجودنا في حضرة قائدنا ورئيسنا ومن أحبنا وأحب أبناء شعبه؛ لأننا كنا لا نقوى على عتبه إذا أطلنا عنه الغياب وحتى بعذر وجيه.
في تلك الليلة تواجدتُ بعد غياب أسبوع ، كنتُ على رأس وفد من وزارة الزراعة، حيث كنت وزيراً آنذاك عائداً من مدينة حلب السورية بعد أن أنهينا زيارتنا لمنظمة “إيكاردا”، وهي منظمة عالمية تختص بالزراعة في المناطق الجافة من العالم، واتخذت من مدينة حلب مقراً لها، حيث الزراعة بأنواعها والمختبرات وإجراء التجارب ، وتزويد الدول النامية بالتقاوي والدراسات والخبراء والإشراف على النهوض بالزراعة ، كان قد أُعد لنا برنامج مكثف للإطلاع على مكونات ومحتويات ومنتجات المنظمة كافة، المنظمة تضم أعداداً من الخبراء العالميين في مجال الزراعة والمياه والتربة والمبيدات وكل ما يخطر على بال أي شخص يُعنى بإنتاج الأرض.
لهذه المنظمة العملاقة رئيس ومعه معاونون كُثُر، والرئيس هو الدكتور مصطفى البلتاجي مصري الجنسية لا يمكن أن نفيه حقه مهما قلنا عنه، استقبال متميز، حفاوة غير محدودة، اهتمام يفوق التصور، استعداد تام لتبني أفكارنا ورؤانا وتطلعاتنا الفلسطينية؛ ليصبح منتجنا منتجاً منافساً لأكبر المنتجات الزراعية العالمية.
لقد كان لكل ذلك وقع كبير في نفسي وبدأت أتساءل ما سر ذلك ؟ صحيح أن قضيتنا عادلة وهي القضية المركزية للأمة العربية، وأننا تحت الاحتلال وفي حالة صدام وصراع وإثبات وجود، ونستحق أن يحنو علينا العالم ، ولكن للمنظمات الدولية سقف لا تتعداه، دفعني ذلك رغم أنني لست فضولياً إلى الجلوس مع الدكتور مصطفى البلتاجي وأسأله: ألا ترى أن الخبراء الأجانب العاملين في المنظمة قد لا ترون لهم هذه المعاملة المتميزة لنا ؟ قال : بلى ولكن لا تنسى يا معالي الوزير أن رئيسكم صديقي ورفيقي في الدراسة ، إنه الزعيم ياسر عرفات ، وأمام ذلك فلا أخشى ملامة أو انتقاداً من أحد، وأعرف أنها مسؤولية ولكنني أقوى عليها من أجل صديقي ورفيق شبابي طيلة سنوات دراستى في كلية الهندسة، وأخذ يسألني عنه، ويدعو له بدوام الصحة وطول العمر وحملني تحياته وأشواقه وطلب مني أرقام هواتفه، فأعطيتها له ليصار إلى استرجاعهما لماضيهما الجميل .
ليلة مغادرتنا مدينة حلب أقام لنا الدكتور مصطفى البلتاجي حفل عشاء ووداع حضره الخبراء والمدراء والعاملون كافة من الجنسين ، ألقى كلمة في وفدنا وكم كانت مؤثرة ، وحمّلنا تحياته لرفيقه ياسر عرفات وتمنياته لشعبنا بالحرية والاستقلال ، وتحقيق حقوقنا كافة.
كان عليَّ أن أبادله بكلمة اجترحت من العبارات ومفردات اللغة بحيث لم يستطع أحد أن ينقلها إلى اللغات المتداولة في المنظمة إلا هو شخصياً رغم أن هناك مترجمين متخصصين ، حيث صعب عليهم ذلك ، أما هو فقال: صحيح إنها لغة خطابة لم أسمعها منذ أمد، ولكنها أعادتني إلى عقود خلت ، فشكراً لك معالي الوزير فأنا استرجعت ما كان قد تفلت بحكم السنين الطويلة.
في نهاية الحفل قدم علبة خشبية كبيرة نُقشت بل حُفرت بأيدي حلبية وبطريقة فنية يعجز الفنانون عن وصفها، وقال بداخلها حلوى حلبية أرجو أن تتقبلها مني ، وطلب تغليفها بورق مخملي جميل وأحيطت بخيوط ذات ألوان جذابة، وعلق عليها بطاقته الحاملة لاسمه وأرقام هواتفه.
عودة إلى الليلة التي تواجدتُ فيها عند الزعيم الخالد “أبوعمار” وقد حملت العلبلة الخشبية معي، دخلتُ وسلمتُ عليه وهنأني بالسلامة حيث كنت قد استأذنته في السفر وقال ما بيدك؟ فأجبته :إنها هدية من صديقك وزميلك ورفيق كليتك الدكتور مصطفى البلتاجي.
ارتسمت السعادة كلها على محياه، وبدأ يمطرني بسيل من الأسئلة عن رفيقه، فحكيتُ له الحكاية كلها، وقلت هذه بطاقته كتب عليها ، ترسل له رسالة شكر وتقدير.
جاء وقت العشاء فطلب من الحاضرين كافةً وهم أعضاء في اللجنة المركزية والمجلس الثوري والتشريعي ووزراء حتى امتلأت غرفته بالطعام ، وهي في الوقت ذاته مكتبه ومكان استقباله لضيوفه.
أجلسني بجانبه وبدأ الجميع بتناول العشاء المكوّن من خبز وقطع من الجبن والحلوى وقليل من الفواكه، وأخذ كعادته يوزع بنفسه على الحاضرين قليلاً من معجون أسود على قطعة صغيرة من الخبز، أما هو فوضع في فمه ملعقة من الشوربة، وما إن دخلت إلى معدته أعادها ، وكأنها جسم غريب طردها جسمه فوضع يده على فمه مع إطلاقة صوت يوشي بأن هناك شيئاً.
أصبنا جميعاً بوجوم وذهول وتوقفنا عن الأكل وأنظارنا كلها صوبت باتجاهه، قلت له: سيدي الرئيس أخشى أن يكون شيء من البرد قد ألم بك ، سيما وكنت تجلس في الطابق الأعلى والشباك كان مفتوحاً وشهر تشرين في رام الله بارد، قال: معك حق أنا شعرت بالقشعريرة عندما كنت هناك وفتح قميصه، وقال: أنا لباسي خفيف ، حيث لم يكن تحت القميص سوى غلالة قطنية خفيفة.
طلب أن يرفع الطعام من أمامه، وطلبنا منه أن يخلد إلى الراحة ولكن علامات الإعياء ظهرت بأسرع من البرق على وجهه حيث الشحوب والإصفرار ، ولم تغادر يده معدته.
غادرنا جميعاً متخوفين متحسبين وغير معتادين من هذا الجبل الذي تحمل ما لا يطيقه كائن على ظهر البسيطة، ولكن لن نذهب بعيداً، جميعنا قال: إنها وعكة برد لا أكثر من ذلك .
صباح اليوم التالي غادرتُ إلى غزة بعد أن مررت على الوزارة في رام الله ، وصلتُ مساءً في الليل ، اتصل بي الأخ الدكتور رمزي الخوري مدير مكتبه، وسألني أين أنت، قلتُ : وصلت إلى غزة لأداوم صباحاً بمقر الوزارة وأطلع على شؤونها ، قال الأخ أبو عمار سأل عنك يرجى حضورك صباحاُ، غادرت صباحاً وتوجهت فوراً إلى مكتبه، سلمت عليه وسألته عن صحته ، قال استدعوا لي الأطباء أرجو أن تبقى في رام الله بين الوزارة ومكتبي ولا داعي للسفر الى غزة ، أجبته أسأل الله لكَ الشفاء يا ختيار ولا تقلق فأنت بخير وسأكون بجانبك إن شاء الله ، بقيت عنده حتى دخل عليه مجموعة من الأطباء فغادرت ، ولكنني وآخرون كنا نجلس خارج المكان الذي يعاين فيه الأطباء الأخ الرئيس.
حلَ شهر رمضان، أرسل ليَ مع الأخ روحي فتوح بأن أتناول معه إفطار ذلك اليوم ، وسأله من مع الأخ أبو وائل قال : اللواء فخري شقورة ، فأخبره أنكم ضيوفي وسنتناول الإفطار معا ً ، وكان صائماً رغم أن الأطباء تمنوا عليه أن يفطر من أجل أخذ الدواء في مواعيده.
قبل آذان المغرب تواجدنا عنده ثلاثتنا، وأحضر القائمون على إعداد طعامه طعام الإفطار حيث حان موعده ، تناولنا حبات التمر أما هو فلم يتناول شيئاً ، تمنيت عليه أن يأخذ ولو ملعقة صغيرة من اللبن الذي أمامه فتناول ملعقة صغيرة ولكنه لم يبلعها .
توقفنا عن الطعام فشعر أننا تأثرنا فألح علينا أن نكمل إفطارنا ، واستأذننا وغادر ليصلي في غرفة نومه ، أما نحن فقمنا إلى الغرفة المجاورة وصلينا المغرب، وما إن انتهينا حتى عاد ووجدنا لم نتناول شيئاً، فوجدنا حيث كنا نصلي، قال: أنتم ضيوفي لماذا لم تفطروا قلنا له: سيدي الرئيس أفطرنا والحمدلله ، وأراد أن يجلس معنا، فطلبنا منه بإلحاح أن يعود إلى غرفته وقمنا وأخذنا بيديه وقلنا: نحن لسنا ضيوفاً، نسأل الله لك العافية يا والدنا .
بدأنا نتلمس من الأطباء بعض المعلومات التي تبعث الطمأنينة في نفوسنا ، خاصة بعد أن استشعرت أن العد التنازلي قد بدأ ساعة أن طلب من الدكتور رمزي أن أحضر عنده وهي الليلة التي غادرته فيها المرة الأولى.
رغم تكتم الأطباء إلا أنني كنت عندما يغادره الأطباء أدخل عليه فلا أرى إلا ما يزيدني ألماً وحزناً وحسرة حتى صبيحة يوم نقله إلى فرنسا.
كنت أمامه ودموعي لم أسيطر عليها، نظر إليَ ومدَ يده وقبلته وسلمت عليه وكانت لحظة الفراق الأبدي.
عدتُ بعد أن أوصلناه إلى الطائرة وهو يرسل لنا ولمودعيه قبلاته، وكأنه يعرف أنها قبلات الوداع وهي كذلك.
وكم كانت قاسية الدقائق والساعات والأيام التي حالت دون رؤيتنا له حتى عاد إلينا محمولاً في طائرة ، ليوارى في فلسطين التي أحب، ولكننا عاهدناه أن يوارى في القدس بعد تحريرها إن شاء الله ، حيث ولد ومن أجلها استشهد .
تسع سنوات والألم يعتصر قلوبنا جميعاً، يعيش بيننا وفي تفاصيل حياتنا، ولم ولن يغيب عن ذاكرتنا لحظة واحدة ، واليوم يحرم هذا العملاق العظيم من أن تُحيى ذكرى استشهاده فوق أول قطعة أرض من فلسطين وطأتها قدماه.
قائدنا وفقيدنا وزعيمنا وقدوتنا وشهيدنا سنبقى نبكيك ونحيي ذكراك في قلوبنا ، فأنت الحي بتاريخك وعطائك ورمزيتك فلا تعتب علينا، فأنت أكبر من المهرجانات وتاريخك لا يزيده احتفال هنا واحتفال هناك.
فلك المجد يا صانع المجد، ولك الغار كله، ويكفيك فخراً أنك خالد، وأن عهدك لن ينساه أبناؤك، وأن حلمك سيتحقق إن شاء الله ، بأن يرفع شبل وزهرة من أشبال وزهرات فلسطين علم فلسطين على أسوار القدس ومآذن القدس وكنائس القدس.
فإلى جنات الخلد يا سيد الرجال، والمهرجان العالمي يوم يُنقل جسدك الطاهر إلى القدس التي أحببت.
غزة لا تحتاج “التبجح”!
الكوفية برس 12-11-2013 / بقلم حسن عصفور
وكأن أزمات أهل قطاع غزة باتت مجالا للتسلية السياسية بين “فصيلي الكارثة الوطنية”، أو مجالا للتعبير عن “الكبت السياسي” لبعض فصائل كان يعتقد أن قدرتها الجماهيرية ستعيد رسم تحديد مسار البحث عن أدوات غير التعبير عن حالة سخط وتذمر، كمواطن لا يملك من أمره سوى الدعاء على من تسبب بما وصل اليه، ومنظمات انسانية تجد فرصتها في التعايش مع الكارثة السياسية – الانسانية لأهل القطاع، بكتابة التقارير عنها كطريق لزيادة رصيدها البنكي..
لا يوجد من يجهل الكارثة الانسانية – السياسية التي تضرب القطاع من اركانه كافه، ولا نظن أن أهل القطاع ينتظرون من أي كان من يصف لهم ما يعرفونه عن ظهر قلب ويدفعون ثمنه من جلودهم وحياتهم ومستقبلهم، ولذا آخر ما يمكنهم الرغبة في سماعه تلك الأصوات التي تتحدث عما يعيشون أزمة ومعاناة بكل اشكالها الانسانية، قبل السياسية، بل لعلهم وصلوا الى قناعة أن أزمة القطاع السياسية باتت خلف ظهورهم الى حين ظهور معجزة سياسية إقليمية، وليس وطنية تفتح باب “الأمل الوطني” في الخلاص من مصيبة ظلام الانقسام..باتت مصيبتهم المباشرة في مناحي الحياة الانسانية، اليومية والمستقبلية..
فحماس صاحبة السيطرة على الواقع القائم وضعت قطاع غزة تحت وصايتها السياسية، ما أحاله الى “رهينة”، نتيجة لحسابات حماس الاخوانية الضيقة، التي تصرفت بسلوك لا صلة له بالانتماء للقضية الوطنية من الثورة المصرية، واعتقدت واهمة أن سلوكها وموقفها السياسي – الاعلامي والفكري من ثورة مصر التي أسقطت حكم المرشد والاخوان ليس سوى “لحظة حرجة” و”ساعة وتمر” لتعود الأحوال أحسن مما كان، وعاشت تلك الأوهام التي روجتها “الجماعة الإخوانية” بهوس عجيب أن “مرسي عائد الى القصر بعد العصر”، ققول تكرر بلا أي ادراك للحقيقة أن مصر أنهت والى دهر بلا زمن معلوم أي إمكانية لعودة الحقبة الإخوانية للحكم ليس في مصر وحدها، بل في المنطقة بأكملها، ذلك ما غاب عن قيادة حماس فأوقعت القطاع في “كمينها الإخواني”..
ولذا، وبدلا من “الولولة السياسية” اليومية للحديث عن معاناة أهل القطاع، عليها أن تتصرف بمسؤولية وطنية لو أرادت أن لا تدخل تاريخ “اللعنة الفلسطينية”، تبدأ وفورا بالاعتذار الى شعب مصر عن اي اساءة حدثت من قبلها الى ثورته، وأن “الخطأ – الخطيئة” يمكن معالجتها بروح من الانتماء القومي، وتضعها في شكل من أشكال “التوبة الوطنية”، تترافق مع اعلان رسمي من قيادة حركة حماس انهاء شكلها “الحكومي الخاص” في قطاع غزة، وتعلن في بيان بلسان مسؤولها الأول اسماعيل هنية بأن ما كان يسمى “حكومة ومجلس وزراء” لن يعد له مكان بعد اليوم، وأن الهياكل الحكومية في قطاع غزة هي جزء من هياكل السلطة الوطنية وحكومة د.رامي الحمدالله، وأن يعلن هنية أن قطاع غزة بانتظار رئيس الوزراء وحكومته للقدوم الى غزة لممارسة دورهم ومسؤوليتهم منها..بداية لا مفر منها وعنها كي تنتهي حماس من حالة “اللطم” على المعاناة الى وضع أسس لحل المعاناة..
ولأن حكومة الرئيس عباس التي يمثلها د.رامي الحمدالله ترى أنها حكومة لطرفي “بقايا الوطن” في الضفة والقطاع، فحتما لا تقتصر مسؤوليتها على لعبة استغلال موقف حماس للهروب من مسؤولياتها المباشرة عن القطاع، تبدأ بالكف عن الكذب بترداد نغمة نسبة ما تصرفه على القطاع، وهي ارقام لا تتطابق مطلقا مع الحقيقة، فلا عاقل يصدقها سوى من يبحث تبريرا للهروب من تحمل مسؤولية البحث عن حل للمأساة الانسانية قبل السياسية في قطاع غزة، وقائمة القضايا عديدة، ومعالجتها تبدأ فورا بالمساهمة في علاج مشكلة الكهرباء بذات السرعة التي عالجت بها مشكلة “وقود الضفة”، وتفي بما وعدت لادخال الوقود بدون ضريبة البلو، كما أعلن في لحظة “شجاعة” د.رام الحمدالله، قبل أن ينصحه باحثون عن ابقاء قطاع غزة تحت الكارثة، ويجدون له ذريعة معيبة اسموها بمسمى أن من الصعوبة اللعب بضريبة البلو.. والحقيقة هي أنهم يعتقدون أن تعميق أزمات القطاع الانسانية يعني تعميق أزمات حماس السياسية..وكأنهم الوجه الآخر لحماس..كل منهم يبحث اختطاف قطاع غزة لاستخدامه كرهان ضد الآخر..
يتناسى القائمون على مصير أهل “بقايا الوطن” من طرفي المصيبة أن “خطف قطاع غزة” لتصفية حساباتهم الخاصة لعبة باتت أكثر من مكشوفة، وأن “التمرد” على لعبة “الخطف المتبادل” ليس ببعيد، ودون تلك الحالة الكلامية التي ملأت الدنيا كلاما تمرديا، بلا فعل مناسب كون المسألة ليس ضمن حسابات “التمرد العام” ضد “خاطفي القطاع والمسألة الوطنية”..
لم تعد حالة قطاع غزة بحاجة الى تلك العبثية الدائرة في استخدامه، وليت فصائل العمل الوطني تدرك أن مسؤوليتها لا تقف عند حدود الغضب الانفعالي اللحظي لما يمر به الحال العام فيما تبقى من وطن..!
ملاحظة: قد لا يكون ملائما لرئيس دولة فلسطين أن يتحدث لاعلاميي مصر أنه نقل تحيات “كيري” للفريق “السيسي”..بدت وكأنه يبحث عن دور تلطيفي في مسألة تفوق كثيرا ذلك النوع من “التباسط الشخصي”!
تنويه خاص: أن يمر يوم 11 نوفمبر مرورا عاديا فيي قطاع غزة فذلك ليس نصرا لحماس..فكل عاقل كان يعرف أن الغضب على حماس ليس مقترنا بيوم خاص..فرحة قادة حماس بهدوء اليوم هو الوجه الآخر للخوف الذي كان يسكن بهم!
أبا عمار : باقون على العهد
فراس برس 11-11- 2013 سمير المشهراوي
ان الشعب الفلسطيني و أبناء حركة فتح لن يسلموا بالأمر الواقع أبدا قبل جلاء كامل حقائق جريمة اغتيال الزعيم و القائد ابو عمار، و القصاص من كل المتورطين فيها .
ولكن الحقيقة الواضحة كالشمس أن إسرائيل هي من إغتالت رمز الشعب الفلسطيني، ، وأيٍ كانت الأدوات الرخيصة والعميلة فهي لا تعدو كونها أقزام وأدوات قذرة وسيتم كشفها طال الزمن أم قصر !
ولكن هذا لا يلغي حقيقة أن إسرائيل هي من إغتالت ياسر عرفات، ، وأن القيادة الفلسطينية إن إمتلكت الإرادة والنية الصادقة وقليلاً من الرجولة والشجاعة، فعليها أن تعلن ذلك وأن تتحمل مسؤولياتها وتذهب بالقضية لمحكمة الجنايات الدولية، وأن تكف عن اللف والدوران والتسويف والتضليل والمماطلة، لأن البولونيوم المشع وحسب كافة التقارير التي أكدت وجوده وبكميات كبيرة، ، ذلك البولونيوم لا تمتلكه سوى دول معدودة، منها إسرائيل.
ان اقتراب الذكرى التاسعة لاستشهاد ابو عمار في 11 نوفمبر، يجدد عزيمة الشعب كله على المضي قدما في طريق النصر أو الشهادة الذي رسمه ابو عمار و الآباء المؤسسين للثورة الفلسطينية، لأن الواقع الأليم الذي تعيشه القضية الفلسطينية ليس أكثر من نتاج طبيعي للانقسام و الانحراف عن أهداف الثورة و أدواتها الكفاحية الفاعلة .
مروان البرغوثي
" يتردد هذه الأيام الحديث عن تعيين نائب لرئيس السلطة الفلسطينية و هناك تسريبات عن ترشيح الأخ القائد الأسير مروان البرغوثي لمثل ذلك المنصب، و في قناعتي ان صديقي مروان يستحق أكثر من ذلك بكثير، و نحن أبناء فتح ندعم اختياره لأرفع المناصب القيادية قلبا و قالبا، خاصة في ظل ما نشهده من تواطؤ على تحريره من الأسر الإسرائيلي خلال كلتا عمليتي تحرير و إطلاق اسرانا البواسل من سجون الاحتلال "
إذ لا يجوز الخلط بين نبل الفكرة، و تشوهات النفوس المريضة التي تحاول استغلال اسم قائد مميز مثل مروان لبعث الحياة و الروح في قيادة متهالكة لم تجلب للشعب الفلسطيني إلا الخراب و الهزائم المتلاحقة منذ عام 2004، إضافة الى تمزيقها لوحدة حركة فتح و الصف الوطني الفلسطيني .
إن المطلوب فعليا هو بعث الحياة مجددا في القيم و المبادئ و الوسائل الكفاحية للشعب الفلسطيني، و لا أرى لدى هذه القيادة المتهالكة أي من بوادر العزة و الكرامة لتقدم على مثل تلك الخطوة، لانها تعلم أنها تعني بداية النهاية للهيمنة و الفساد و الاستسلام لإرادة المحتل المغتصب ".
في ذكراك يا رمز الثوار نجدد العهد والقسم، أن نعيد الروح الكفاحية لثورتنا، ، وأن نعيد الإعتبار لقضيتنا
وأن نكون الأمناء على ميراث وأحلام الشهداء.
وإنها لثورة حتى النصر
ليس زهداً!!
ان لايت برس / 12-11-2013 خيري منصور
يخطىء من يتصور ان المثقف الذي يعزف عن أي منصب رسمي هو زاهد، فالأصح خصوصا في عالمنا العربي انه الادرى بهذه الشعاب، فهو حين يغادر موقعه التاريخي يصبح مجرد قطعة غيار في آلة، لهذا فهو قابل للاستبدال كأي مسمار.
وللانصاف علينا ان نلتمس الاعذار لمثقفين من العرب قرروا العودة بعد الربع الاول من الطريق، خصوصا من جربوا الخذلان والفاقة وسمعوا حتى من اقرب الناس اليهم بلوّا مكتباتكم واشربوها.. فالمضي في هذا الطريق الوعر حتى النهاية رهان شبه انتحاري، لانه طريق كما وصفه الشاعر أودن، موحش شحّ فيه الزاد والرفيق وقد يفقد فيه الانسان حتى ظله!
لهذا فان كل كتابة او رصد لما يسمى الانتلجنسيا العربية او النخبة لا تبدأ من جذر المسألة تبقى شبه جملة، أشبه بخبر بلا مبتدأ!
والمقارنة بين المثقف العربي وأنداده في العالم بها الكثير من التعسف، فهو في العالم العربي يتيم على مأدبة اللئام وعصامي عليه اذا كسرت ساقاه ان ينحت عكازه من عظم الظهر والرقبة، فهو يمارس مهنة بها الكثير من الالتباس، ولم تفرز حتى الآن بالقدر الذي يحولها الى حاجة وضرورة، لهذا فالمثقف غالبا ما يشعر بأنه فائض عن الحاجة، واذا اعترف له بأي دور فهو مجرد استكمال لنصاب وأشبه بمقعد هش ومزخرف للزينة في مدخل البيت لا يصلح للجلوس عليه لانه لا يقوى على حمل عصفور!
وأذكر ان الكاتب المغربي د. محمد برادة قال في اطروحته الاكاديمية عن ناقد مصري بأن تسعين بالمئة من المثقفين في تلك المرحلة كانوا موظفين ويعيشون من الوظيفة ليتوصل بعد ذلك الى استنتاج تاريخي بالغ الخطورة وهو عدم استقلالية النخبة بل ارتهانها للسلطة. لهذا يندر ان نجد مثقفين يتعاطفون مع زميل لحق به جور لأنهم أشبه بالقطيع الذي يلوذ بالفرار تاركاً أحد افراده بين أنياب النمور!
وحين نقرأ عن كاتب وزع من كتابه في لندن أو نيويورك او باريس ثلاثة ملايين نسخة نضحك حتى البكاء، لكن العجب يزول اذا عرفنا وفقا لآخر التقارير عن التنمية البشرية ان حصة خمسة عشر الف عربي كتاب واحد في السنة مقابل كتاب لكل خمسمئة انجليزي، ولو شئنا الاستطراد لمعرفة عدد الاسرة في المستشفيات وتحويل الموتى الى رهائن في ثلاجات المستشفى لشعر القارىء العزيز بما نشعر به من اختناق وغثيان!
لقد سبقنا المتنبي بقرون حين هنأ الجاهل على نعيمه وعزّى العارف على جحيمه، لكن المسألة ليست بهذا الشكل الثنائي الحاسم، لان الجاهل عدو نفسه أولاً، وعدو صاحبه ثانياً كالدّب في الحكاية المعروفة.
لقد مرّ وقت كان فيه الجاهل يخجل أو يحاول اخفاء جهله كالعورة، لكن ما يحدث الآن هو ان الثقافة تحولت الى عورة ويجب على المصاب بها التستر عليها!!
فاضل الربيعي يكتب لـ "ان لايت برس": " في غياب عرفات "
ان لايت برس 11-11-2013
انضم الى كتاب ان لايت برس الكاتب والاديب والسياسي العراقي المعروف فاضل الربيعي ، والربيعي وان كان بدأ مشاوره عراقيا وبقلب يساري الا انه سرعان ما حمل في ادبه ومقالاته ونشاطه السياسي هموم الامة وقضاياها ، وفلسطين كانت على الدوام في يسار صدره كما القلب تماما لم يتركه ولم تتركه ، وفي اولى مقالاته في ان لايت برس يكتب الربيعي عن قمر فلسطين الدائم وشمسها التى لا تغيب ، عن زعيمها الخالد ياسر عرفات وهو اختيار يؤكد ان قلب الربيعي مازال مفعما بهواه الفلسطيني حد التضحية وفيما يلي المقال المعنون :
لم يعد المسرح يحتمل وجود البطل، وكان يتوجب عليه أن يغيب عن المشهد ما قبل الختامي، وفوق ذلك، أن يترك غيابه في جمهور المتفرجين والنظّارة، كل أسباب الحيرة والقلق والخوف والتشوش. لقد كان مجرد بقاء واستمرار عرفات وحضوره في الحياة اليومية للفلسطينيين، معضلة بالنسبة لكثيرين هنا وهناك، وراء الكواليس أو في قلب المشهد، فهو حضور متأجّج المشاعر، يلهب الحماسة حتى عند خصومه في الخندق الفلسطيني. وكان هناك بالطبع من يرغب في وجود بطل بديل، باهت اللون والصوت وأكثر استعداداً لوضع نهاية باهتة للمأساة المروعة.
وفي الأساطير القديمة، قدّمت الآلهة لهرقل ثوباً، ما أن ارتداه حتى تهرأ جسده وراح يتلوى من الالم. لقد اصبح عائقاً أمام تطور مسارٍ محددّ للأحداث الماساوية ، يراد له أن يغدو هو الواقع. ولذا جرى ( تغييّبه).وهذا هو– بوجه ما من الوجوه- هو المغزى ما فوق السياسي لغياب عرفات. إنه غياب شبيه بموت الأبطال – في التاريخ- بواسطة السمّ.لقد ضاقت الآلهة ذرعاً بوجود البطل.
وبهذا المعنى ايضاً يصبح موته لغزاً محيراً شبيهاً بارتداء ثياب مسمّمة .
وفي غياب عرفات، يمكن لنا ان نسترد بعض الحقائق.
أولاها: أن حضوره في مسرح الأحداث، كان- وبقطع النظر عن كل خلاف حول سياساته وشخصه- بمثابة المادّة الصمغية التي تمكّن الشعب الفلسطيني بواسطتها من البقاء موحدّاً طوال عقود من الصراع العربي- الإسرائيلي. وحين جرت عملية زعزعة منظمّة لهذا الحضور- بواسطة حملات التشويه والشيطنة الإعلامية المسعورة التي لم تتوقف حتى مع موته- فقد تصدّعت وحدة الفلسطينيين وتمزّق النسيج. لقد تلاشت الماّدة الصمغية.
وثانيها : أن كل غياب للبطل الحقيقي، يعني صعوداً لبطل مزيف. ( هل دون معنى أن غياب عبد الناصر مثلاً، كان فرصة لصعود السادات ؟). أليس هذا ما كان ينشده الذين صمموا خطة البولونيوم ؟
وثالثها: أن القانون الثابت في تاريخ الصراعات التي عرفتها البشرية، وتوّجتها الحملات الاستعمارية القديمة والجديدة، يقوم على المبدأ التالي: لا سبيل للسيطرة على الأرض والهيمنة على السكان من دون تحطيم البطل. وحين تُجرّد أي أمّة أو شعب من بطله ، فأنت في الطريق للهيمنة على ارضه ومصير و ومقدراته.
ورابعها : أن الفلسطينيين في غياب عرفات باتوا يملكون أبطالاً موتى . أنهم قديسون ولكنهم شهداء. لم يعد لديهم بطل حيّ .
لم يعد المسرح يحتمل وجود بطل حيّ وحقيقي.
ذلك هو مغزى غيابه.
قراءة في المستقبل
الكوفية برس 12-11-2013 / بقلم مصطفى الفقي
لا بد من ارتياده بجسارة وقوة، إن غداً هو الأمس بعد غد، والأمم تحتاج إلى نظرة بعيدة، والشعوب تحتاج إلى استشراف المستقبل على مداه القريب والمتوسط والبعيد، وها أنا أطرق المدى الأول وأرجو أن يكون حديثي خفيفًا على القلب مقبولاً لدى العقل، خصوصاً أنه لا يحكمه هوى ولا يدفعه غرض إلا الرغبة في التفكير “خارج الصندوق” والتقليب في أوراق ما هو قادم، ولعلي أعبر الآن عن الأسلوب الذي أراه للخروج من المحنة الحالية للوطن والمأزق الصعب الذي نعيشه، وأفصّل ما أريد أن أقوله من خلال النقاط التالية:
أولاً: أرجو أن يتذكر من قرأ لي من قبل أنني كتبت في عصر الرئيس الأسبق “مبارك” وفي هذه الصحيفة تحديدًا أن “جمال مبارك” يمكن أن يكون وزيراً فقط فذلك هو أقصى ما يتواءم مع كفاءاته كاقتصادي متميز، ولكن ما فوق ذلك يحتاج إلى ما هو أعلى من القدرات، ومع الفارق الكبير بين الشخصيتين ،فإنني أرشح الفريق أول “عبد الفتاح السيسي” بطل 3 يوليو/تموز لمنصب رئيس الوزراء في هذه المرحلة وليس ذلك انتقاصاً من قدر رئيس الوزراء الحالي الصديق الدكتور “حازم الببلاوي” وحكومته ولكنني أحسب أننا محتاجون على المدى القصير إلى “حكومة طوارئ” أو “حكومة حرب” سمها ما تشاء فنحن نواجه صدامات داخلية وحرباً في سيناء .
لذلك فإن وزارة مصغرة تضم مجموعة من الاقتصاديين والعسكريين وخبراء الأمن والقانون والسياسة الخارجية يمكن أن تمثل أولوية عاجلة للوطن المصري في هذه الظروف الصعبة حيث يقتضي الأمر التفكير بشكل جدي في مواجهة حاسمة للموقف المتردي على جبهات مختلفة لبلد مرصود داخلياً ومستهدف خارجياً، وإذا قامت تلك الحكومة الطارئة بقيادة شخصية محترمة أجمع عليها المصريون لأنها جمعت بين حزم العسكري ودهاء السياسي فإن الفريق أول “السيسي” يكون قد قدم خدمة أخرى لشعبه، إذ إن صناع 3 يوليو/تموز ليسوا هم من يحكمون، وبالتالي فإن إنجاز الشعب المصري في ذلك اليوم قابل للتبديد والهدر في ظل أوضاع غير مستقرة وقرارات غير مدروسة رغم أنني لا أنكر أن الوزراء الحاليين هم أفضل مجموعة منذ ثورة 25 يناير حتى الآن، ولا ينتقص هذا الاقتراح من ترشح الفريق أول “السيسي” لمنصب الرئاسة بل قد يؤهله أكثر لذلك خصوصاً إذا ما توصلنا إلى دستور توافقي وانتخابات برلمانية شفافة ومتوازنة .
ثانياً: إن الرئيس الحالي وهو قاضٍ متميز يملأ موقعه في هدوء واقتدار لذلك، فإن وجوده للإشراف على الانتخابات الرئاسية سوف يكون ضمانة حقيقية ومصدر طمأنينة لكل الأطراف على أن تكون معظم الصلاحيات في الشهور القادمة متمركزة في مجلس الوزراء الذي يعبّر عن السلطة أكثر من تعبيره عن الشرعية، وأدعو هنا إلى تشكيل “مجلس استشاري” من المتخصصين في فروع السياسة والحياة وكبار المفكرين غير التقليديين لخدمة رئيس الوزراء وحكومته في المرحلة القادمة وليس ما أقوله بدعة فقد سبقتنا إليه دول مرت بظروف مشابهة واجتازتها بمجموعة من القرارات الصعبة التي لا نستطيع تجاهلها .
* ثالثاً: إنني لا أستسيغ تعبير المصالحة ولكنني في الوقت ذاته دعوت منذ سنوات إلى نوع من القبول الطوعي المتبادل بين القوى السياسية المختلفة بل ومراحل تاريخ السلطة في مصر الحديثة، ولقد أنصفت “العصر الملكي”، واحترمت زعامة “عبد الناصر”، وقدرت حكمة “السادات”، ولم أرفض توازنات “مبارك”، خصوصاً في سياسته الخارجية بل وقبلت من “مرسي” بعض تصريحاته ولكنني اكتشفت أنها كانت عبارات بلا معنى، وكلمات بغير مضمون، فالرجل لم يكن يحكم فقد قالت أمامي مسؤولة أمريكية كبيرة أثناء حكم الرئيس السابق “مرسي” إن ستة أشخاص يحكمون “مصر” ليس من بينهم “مرسي” ذاته! وها أنا أدعو اليوم إلى قبول الآخر وفتح مساحة كبيرة لأرضية مشتركة لكل من يقبل بالوطنية المصرية ركيزة ومنطلقاً وغاية شريطة ألا يكون قد تم تجريمه بقضاء مصر الشامخ الذي يثبت كل يوم أنه أقوى وأعرق مما تصورنا، إنني أطالب جماعة “الإخوان المسلمين” صراحة بالتخلي عن العناد والدخول في عملية سياسية متكافئة مبتعدين عن روح “الأخونة” ومغلبين الصالح العام على أن يكونوا أكثر حساسية لحدود مصر الجغرافية وأبعادها السياسية، إنني أريد شعباً يعيش على الاندماج في عملية سياسية مشتركة نحترم فيه اختلافاتنا بعد سنوات من الإنكار والتجاهل والإقصاء والانتقام، قد أكون “طوبائياً” فيما أقول ولكن الآمال الكبيرة تتحقق عندما تبدأ الأحلام الضخمة تغزو العقول الواعية، إنني لم أفقد الأمل في وطن يعيش فيه الجميع ليبراليين وإخواناً، يساريين وناصريين، سلفيين وصوفية، قوميين ودعاة فرعونية . . إنها مصر التي التقت على أرضها الثقافات، فكيف لا تتحاور على أرضها السياسات .
* رابعاً: إنني أدعو المصريين إلى مزيد من الثقة بالنفس وإبعاد الشعور بالاهتزاز أو الاستسلام لرعشة وطنية نتيجة الانتقادات الخارجية، فمصر بلد عرف عبر تاريخه الطويل الضغوط الخارجية والصراعات الداخلية ولم يهتز يوماً أمام الرياح العاتية والعواصف والأنواء التي تهب عليه من كل اتجاه، إنني أرى دولاً كثيرة تدير ظهرها عند اللزوم للضغوط الخارجية المتزايدة وتشعر الأطراف الضاغطة بأن مصر بلد عريق له سيادته ومكانته وسياسته أيضاً، أقول ذلك حتى يدرك الغرب أن “مصر” بلد يضم حشدًا هائلاً من العقول والخبرات والكفاءات ولن يستسلم لكل التهديدات .
* خامساً: إذا كانت هذه تصوراتنا على المدى القصير، فإن لنا آمالنا على المدى الوسيط وأحلامنا على المدى الطويل، إننا نريد أن نعبر النفق أولاً وأن نخرج من عنق الزجاجة قبل كل شيء بمزيد من العمل الجاد والإنتاج المتواصل والفكر الثاقب وبقليل من الاعتصامات والاحتجاجات والمظاهرات . إننا نريد صعود المجموعة الأولى وهبوط المجموعة الثانية ثم نأتي في المرحلة الوسيطة لنؤكد سيادة الدولة وهيبتها وخضوع كافة الأطراف المجتمعية والقوى السياسية لما نسعى إليه . أما على المدى الطويل فإننا نأمل حصاداً يتعلق بالارتقاء بالتعليم المصري وروافده في البحث العلمي والثقافة والإعلام على أن نمضي جميعاً لمواجهة حكيمة وعاقلة مع “ملف مياه النيل”، ونظرة جسورة للوضع في سيناء مع ضرورة تعميرها، فذلك حق الأجيال القادمة علينا بدلاً من الاستغراق في الصراعات وترديد الشعارات والابتعاد عن روح الوطنية المصرية، ولنتذكر جميعاً أن “العدالة الاجتماعية” هي الفيصل في النهاية في مشروعية الحكم والقبول به .
حمى الله “الكنانة” وشعبها وليس ذلك عليه بعزيز!
علامات على الطريق..المشاركة في أفق جديد
الكوفية برس 12-11-2013 / بقلم يحيي رباح
زيارة الرئيس الفلسطيني ابو مازن الى القاهرة التي بدات يوم الاحد الماضي ولمدة ثلاثة ايام ،هي زيارة مهمة جدا ، بل يمكن وصفها بانها زيارة تاريخية ،لانها لم تقتصر على التنسيق السياسي حول عملية السلام او المصالحة الفلسطينية او العلاقات الثنائية رغم الاهمية الخارقة لهذه الموضوعات الثلاثة ،بل هي في الاساس تركزت على البحث عن افق جديد ،افق عربي جديد في خضم الاحداث العاصفة منذ ثلاث سنوات ، وفي خضم هذه الانقلابات الحادة في العلاقات الدولية ،وتبدل الادوار والمفاهيم ،خاصة وان الشقيقة مصر التي لم ينقشع بعد دخان الصراع المحتدم فيها وعليها ،قد تخطت مرحلة الخطر ،فما يقوم به الاخوان المسلمون وتفريعاتهم لا يعدو كونه انتحارا مجانيا ، وقد تطول فترة الانتحار ، ولكن المعركة حسمت ، ومصر تتهيأ بكل ثقلها وأوراقها التي تمتلكها ابتداء من عبقرية المكان و خصوصية الشعب و هامش القوة ، للعودة الى دورها في هذه المنطقة اي في العالم ،وكيف تعود رافعة كبرى لقضايا المنطقة العادلة ،ولامن المنطقة الذي هو جزء رئيسي وهام من امن العالم سواء على صعيد الطاقة ،او الاستثمارات والعقود ،او على صعيد مواجهة الارهاب ،او على صعيد مستوى التوازن .
وقد كان الجزء الرئيسي من زيارة الرئيس ابو مازن الى الشقيقة مصر ،هو التبشير بهذا الافق الجديد ،وجذب الانتباه المصري الى هذا الافق الجديد ،والتشبيك بين مصر وشقيقاتها في العالم العربي والدول الكبرى من خلال القضية الفلسطينية التي هي موضوعيا ارض اللقاء المشترك لكل من لهم وزن ودور وطموح ، ذلك ان القضية الفلسطينية تتطور الى مستويات جديدة من التفاعل الدولي ،وربما تكون الهستيريا الاسرائيلية على مستوى الاستيطان وعلى مستوى السلوك الاجرامي اليوم ضد الشعب الفلسطيني ،انها تدرك ان المزاج الدولي لا يستطيع قبولها على علاتها كما في الماضي .
كنا نتمنى ان يكون في حماس من يقرا بوعي وجدية هذه التحولات ، وهذه الابواب المفتوحة على افق جديد ،وان يتطور اداء حماس السياسي بناء على ذلك ، ولكن مع الاسف الشديد فان حماس مرتهنة في ارادتهاوقرارها الى ما لاتعرف ، لان التنظيم الدولي للاخوان المسلمين هو اشبه بالحالة الشبحيةة منه الى حالة واقعية متراكمة ، قد يلعب دورا في الاعاقات الصغيرة ، ولكنها حالة افتراضية لا تستطيع ان تلعب دورا تاسيسيا جديدا وخاصة بعد هزيمتها المفجعة في مصر .
زيارة الرئيس ابو مازن الى مصر تركت ايحاءات كثيرة ،وفتحت ابواب متعددة ، واشارت الى اتجاهات واضحة نحو المستقبل ، واعطت النخبة السياسية المصرية والراي العام المصري جرعات كبيرة من الحقائق المباشرة .
هل اقتربنا من معرفة قاتل الرئيس؟
امد 12-11-2013 / عطا الله شاهين
لولا قناة الجزيرة في تحقيقها الاستقصائي حول اغتيال الرئيس، لما كان هذا الصدى الإعلامي والتحرك لمعرفة من هي الأداة التي نفذت عملية التخلص من رئيس أبى أن يوقع على معاهدة مجحفة في عام 2000
أنا شاهدت الفيلم وفيه الكثير من المغامرات التي قام بها الصحفي الأمريكي كلايتون سويشر من خلال قيامه بتصوير القبر من بعيد بعد أن منع من التصوير عن قرب، واستمر كلايتون في مهمته للفت الانتباه بأن إسرائيل لم تقم بعملية الاغتيال، وأنا هنا لست بصدد الانحياز لقناة الجزيرة، ولكن أثار هذا التحقيق من جديد قضية غامضة ألا وهي معرفة من قتل الرئيس، والشعب يريد أن يعرف الحقيقة.
لا شك بأن المشتبه الأول هي إسرائيل، لأنها كانت تراه يقف حجر عثرة أمام عملية السلام، ولكن هناك من قام بمساعدتها في قتله، وقائمة المشتبه بهم طويلة والتحقيق قد يستغرق وقتا طويلا. ومن الواضح إن لجنة التحقيق في اغتيال الرئيس بعد ما تأكدت بأن مادة البولونيوم وجدت في عظام الرئيس، وإنه تم تسميمه بهذه المادة، ولهذا ستحقق من جديد للوصول إلى الأداة، التي نفذت الجريمة.
هذه عملية ليس بمقدور شخص واحد أن يقوم بتنفيذها، لربما هناك كانت مؤامرة اشتركت بها دول لأجل مصالح معينة، وعليه تبقى نظرية المؤامرة قائمة حتى يمسك بالقاتل، الذي لديه علم من قام بالتخطيط للجريمة التي صداها ما زال يدوي في كل حارة وبيت في فلسطين.
يتساءل البعض هل فعلا اقتربنا من معرف القاتل؟ من خلال هذه الضجة الإعلامية التي تثار بشكل يومي عبر وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، التي تتابع كل ما هو جديد بهذه القضية الغامضة، والسر الذي ما زال في يد القاتل، نحن على يقين بأن الحقيقة سوف تبان إن آجلا أم عاجلا، لأن اغتيال الرئيس بهذه الطريقة يستدعي وقوف الجميع لكي نصل إلى الحقيقة التي طالما انتظرها الشعب الفلسطيني المحب لرئيسه ووطنه .
أصعب شيء يمكن أن تواجهه أي لجنة تحقيق في العالم، هو أن لا تعرف ما يجري في الدوائر المغلقة، فالمعلومات الجديدة ربما ستقود إلى المجهول وهو الشخص الذي تم شراؤه وقام بعملية التسميم ومن كان يقف خلفه ويدعمه، فالوصول إلى الأداة سيستغرق بعض الوقت للتأكد منه ومحاكمته .
علامات على الطريق..المشاركة في أفق جديد
امد 12-11-2013 / يحيي رباح
زيارة الرئيس الفلسطيني ابو مازن الى القاهرة التي بدات يوم الاحد الماضي ولمدة ثلاثة ايام ،هي زيارة مهمة جدا ، بل يمكن وصفها بانها زيارة تاريخية ،لانها لم تقتصر على التنسيق السياسي حول عملية السلام او المصالحة الفلسطينية او العلاقات الثنائية رغم الاهمية الخارقة لهذه الموضوعات الثلاثة ،بل هي في الاساس تركزت على البحث عن افق جديد ،افق عربي جديد في خضم الاحداث العاصفة منذ ثلاث سنوات ، وفي خضم هذه الانقلابات الحادة في العلاقات الدولية ،وتبدل الادوار والمفاهيم ،خاصة وان الشقيقة مصر التي لم ينقشع بعد دخان الصراع المحتدم فيها وعليها ،قد تخطت مرحلة الخطر ،فما يقوم به الاخوان المسلمون وتفريعاتهم لا يعدو كونه انتحارا مجانيا ، وقد تطول فترة الانتحار ، ولكن المعركة حسمت ، ومصر تتهيأ بكل ثقلها وأوراقها التي تمتلكها ابتداء من عبقرية المكان و خصوصية الشعب و هامش القوة ، للعودة الى دورها في هذه المنطقة اي في العالم ،وكيف تعود رافعة كبرى لقضايا المنطقة العادلة ،ولامن المنطقة الذي هو جزء رئيسي وهام من امن العالم سواء على صعيد الطاقة ،او الاستثمارات والعقود ،او على صعيد مواجهة الارهاب ،او على صعيد مستوى التوازن .
وقد كان الجزء الرئيسي من زيارة الرئيس ابو مازن الى الشقيقة مصر ،هو التبشير بهذا الافق الجديد ،وجذب الانتباه المصري الى هذا الافق الجديد ،والتشبيك بين مصر وشقيقاتها في العالم العربي والدول الكبرى من خلال القضية الفلسطينية التي هي موضوعيا ارض اللقاء المشترك لكل من لهم وزن ودور وطموح ، ذلك ان القضية الفلسطينية تتطور الى مستويات جديدة من التفاعل الدولي ،وربما تكون الهستيريا الاسرائيلية على مستوى الاستيطان وعلى مستوى السلوك الاجرامي اليوم ضد الشعب الفلسطيني ،انها تدرك ان المزاج الدولي لا يستطيع قبولها على علاتها كما في الماضي .
كنا نتمنى ان يكون في حماس من يقرا بوعي وجدية هذه التحولات ، وهذه الابواب المفتوحة على افق جديد ،وان يتطور اداء حماس السياسي بناء على ذلك ، ولكن مع الاسف الشديد فان حماس مرتهنة في ارادتهاوقرارها الى ما لاتعرف ، لان التنظيم الدولي للاخوان المسلمين هو اشبه بالحالة الشبحيةة منه الى حالة واقعية متراكمة ، قد يلعب دورا في الاعاقات الصغيرة ، ولكنها حالة افتراضية لا تستطيع ان تلعب دورا تاسيسيا جديدا وخاصة بعد هزيمتها المفجعة في مصر .
زيارة الرئيس ابو مازن الى مصر تركت ايحاءات كثيرة ،وفتحت ابواب متعددة ، واشارت الى اتجاهات واضحة نحو المستقبل ، واعطت النخبة السياسية المصرية والراي العام المصري جرعات كبيرة من الحقائق المباشرة .
القائد الخالد في ذكرى رحيله التاسعة
امد 12-11-2013 / اسماعيل عجوة
هذا الحب الجارف للرئيس الخالد ياسر عرفات من جانب أبناء شعبه في الوطن والشتات، له أسبابه وأبعاده ومعانيه السامية، فالرئيس أبو عمار مفجر أنبل ثورة عرفها التاريخ، وهو الذي خاض المعارك والحروب في الميدانين السياسي والعسكري حفاظا على أهداف ومبادىء هذه الثورة، وانتقل بها من مرحلة الى اخرى مدعوما من شعبه ومتحديا كافة أشكال العداء والتآمر، محافظا على مسيرة شعب لم تتوقف.
وياسر عرفات الذي نحيي الذكرى التاسعة لرحيله، حافظ على فلسطين في النسيج الدولي، واستمر في قيادة المسيرة وسط بحر هائج متلاطم الأمواج، متفايا الغرق والخضوع، رافضا الحصار والتطويع وبيع القرار بحكمة ودهاء وتفان، متحملا بصبر نادر الاعداء والخصوم والمتربصين، رافعا الراية متمسكا بالحقوق ومحتضنا الثوابت، وهذا هو سر عظمة القائد والزعيم ياسر عرفات الذي نحب ونسير على نهجه.. وهذا أيضا ما يفسر حنق وحقد الاعداء الذين فشلوا في ثنيه عن المضي قدما في مسيرة شعب، سلمه الأمانة ووثق به واختاره قائدا له، ليمضي واياه تحو تحقيق الأهداف كاملة.. بعد أن ارسى القواعد الصلبة لبنيان يستحيل هدمه، تفاني القائد أبو عمار وتضحياته وصدقه عوامل رئيسة ألزمت الشعب الفلسطيني أن يسير على نهجه والتمسك بالثوابت التي رحل من أجلها، وقطعه العهد بأن يبقى مدافعا عنها حتى تحقيق الأهداف التي نادى بها وأصر عليها منذ انطلاق المسيرة التي قادها وقضى نحبه وهو يصد عنها رياح الغدر والاقتلاع والخيانة، مضطلعا بمسؤوليته، محافظا على الامانة التي يحملها،مثل هذا القائد الذي أغاظ الاعداء والمشككين والمتآمرين يبقى في ذاكرة وقلب وضمير شعبه الذي يفتقده ويحيي ذكرى رحيله التاسعة، في وقت تحيط به تحديات كبيرة وصعوبات مريرة، وحصارات خانقة ومؤامرات بأشكال مختلفة من القريب والبعيد.. لكنه، الصمود الجماهيري الاسطورة الذي زرعه ياسر عرفات في قلوب أبناء شعبه، لذلك، مسيرة مقدسة وثورة فجرها القائد أبو عمار لن تتوقف قبل أن تصل نهاية الطريق وتستكمل الأهداف التي استشهد الزعيم الخالد دفاعا عنها، بعد أن ارسى القواعد التي تستند اليها في مواجهة الاحتلال والغدر والظلم.
تكالبت قوى الشر والحقد على مسيرة شعبنا، واغتالت اسرائيل القائد الرمز مستخدمة السم الاشعاعي الذي تمتلكه فهي دولة نووية بحوزتها مثل هذا السم.. اسرائيل اغتالت الزعيم الخالد الذي تحدى خططها ومخططاتها وجرائمها .. لقد عجزت عن مواجهته في ميدان القتال وفي ميدان السياسة، فلجأت الى الغدر وترسانتها النووية لتغتاله بالسم الاشعاعي، بعد أن هيأت الظروف لذلك، حصارا وتهديدا واستعداء وتحريضا.. ويعرف شعبنا منذ اللحظة الاولى لاغتياله أن اسرائيل وراء ذلك.. لكنها، فشلت في تطويع شعبه وحمله على التخلي عن الثوابت التي تمسك بها ياسر عرفات.
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة، وفي الذكرى التاسعة لرحيل القائد الرمز، هو: من هي الأداة التي سهلت لاسرائيل عملية الاغتيال، ومتى ستكشف حقيقة ذلك، هذا السؤال سيظل مطروحا الى أن تظهر كل الخيوط، انه حق لشعبنا، وحق القائد الرمز على شعبه.
في الذكرى التاسعة لرحيلك أيها القائد الخالد، ما زلت بيننا، ونهجك يقودنا، ملتزمون به، وعهدا على مواصلة السير على هديه، فأنت من حافظ على فلسطين وشعبها في النسيج الدولي.
في الذكرى التاسعة لرحيل مفجر الثورة، وباني المسيرة، والقائد الرمز، نقول: اننا نفتقدك.
- رئيس تحرير المنار المقدسية/ القدس
ياسر عرفات..صاحب الجنازات الثلاث
امد 12-11-2013 / أ.د.حسين أبو شنب
بعيداً عن الهرج والمرج، والتمرد وغير التمرد فإن ياسر عرفات ظاهرة أكبر من الكل، وفوق كل قول ومساحة الحب له أوسع كثيراً من تمّرد وإخوانه، ومن سرح في خيال التقليد والمحاكاة، ولأنه ياسر عرفات فقد علا الصوت تعبيراً عن الوفاء والعهد والقسم، وفجّر الكثير من دفقات الحب بالأشكال الوطنية المختلفة بعيداً عن المماحكات الفئوية والعصبية، فهو في القلوب والأفئدة، وملء العين والبصر، وشاهد حيّ يتجسّد وعياً في العقول والإدراك.
إنه ياسر عرفات، مفجّر الثورة، ومؤسس الوعي النضالي المقاتل، ورافع راية الحرية والإستقلال، وجامع القلوب وموحد الشعارات "كل البنادق إلى صدر العدو" "ديموقراطيتنا"، "ديموقراطية غابة البنادق" وحامل غصن الزيتون ونداؤه الرائع في الأمم المتحدة، لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي، من فلسطين يبدأ السلام ومن فلسطين تندلع الحرب، ولن يكتمل حلم القائد إلا بك ياقدس، عاصمة دولة فلسطين.
• ياسر عرفات علا فوق الخلافات وجعل البوصلة واضحة، جهاد حتى النصر، ننحني للشهداء ونشمخ في مواجهة الأعداء، ومرحى لفارس بني عودة، وأهلاً بالأحرار ومن كل مكان.
• هو ياسر عرفات الذي تحدى قمة الوفاق والإتفاق في نوفمبر عام 1987، ورفض كل اطروحات الإلتفاق والإحتواء والتجاوز، مصّراً على ما عاهد الله عليه، شهيداً شهيداً وليس طريداً أو شريداً، فكان الصمود منقطع النظير فكانت الإنتفاضة بعد شهر بالتمام والكمال من قمة "الوفاق والإتفاق" وكان الشموخ لشعب لا يقبل بغير الشموخ وبغير الحرية والإستقلال.
• ياسر عرفات يستعصي على الكسر ويتحدى صلباً عنيداً مؤمناً معاهداً يواجه الحصار والدمار الذي وصل حتى إلى حيث ينام، وحيث يتحرك، وخابت دبابات الصلف والإنكسار وظل ياسر عرفات مع رفاقه الصامدين يقاتل وينادي المقاتلين ويتطلع إلى لقاء ربّه راضياً.
• في الخامس والعشرين من أكتوبر عام 2004، اشتد به المرض، فانتقل إلى عمان حيث طبيبه الخاص والإمكانات الطبية الأردنية، وبالرغم من المعاناة فقد صعد إلى المروحيه وهو يودع شعبه وأحباءه بالقبلات، يبعث برقيات إلى الأمة العربية والإسلامية، القدس أمانة في أعناقكم.
• في التاسع والعشرين من أكتوبر عام 2004، تنقله الطائرة الفرنسية إلى باريس لعلاج أكثر دقة وأكبر في الإمكانيات، ويتحلق الأطباء حوله من كل مكان حباً وتحية ودون مقابل، لأنه ياسر عرفات الذي اعترف به العالم كله ممثلاُ لحركات التحرير في العالم.
• ويأتيه الرفاق والاصدقاء، وكان أمره للقيادة الفلسطينية، اصرفوا الرواتب، ويوقع وقلمه بين أصابعه مودعاً شعبه وأهله وأمته، هذه وصيتي، توحدوا، سيروا على الدرب، ولا تغمدوا سيوفكم..
• في الحادي عشر من شهر نوفمبر عام 2004، تصعد روحه الطاهرة إلى بارئها محفوفة بنداءات الحب وصرخات الألم ودفقات الوداع، وجميعها تبتهل إلى الله العظيم أن يشمله بنعمائه ورضوانه وأن يسكنه فسيح جناته.
• وتتجلى عظمة الله في الرعاية فيكون ياسر عرفات الأول في التاريخ صاحب الجنازات الثلاث، في باريس برعاية الرئيس الفرنسي "جاك شيراك" وفي القاهرة برعاية الرئيس "حسني مبارك" وفي فلسطين محمولاًُ في القلوب وفوق الأعناق، سابحاً في أنهار من الدموع حباً ووفاء..
ذلك هو ياسر عرفات..
رحم الله ياسر عرفات
الاربعاء: 13-11-2013
</tbody>
<tbody>
شؤون فتح
مواقع موالية لمحمد دحلان 155
</tbody>
المواقع الالكترونية الموالية لتيار دحلان
اخبــــــــار. . .
لو دعاني الزهار وعائلته لزيارة غزة سأُلبي الدعوة
سهى عرفات تتحدث عن علاقتها بدحلان وعباس وحركة حماس
الكرامة برس 12-11-2013
بعد يوم من بث الفيلم الوثائق الثاني لقناة الجزيرة القطرية والذي كشف بالتفصيل وأكد حقيقة اغتيال عرفات عبّرت زوجة الرئيس الراحل سهى عرفات عن شعورها بالغضب والحزن بعد ثبوت هذه الحقيقة , وقالت إنها تشعر الآن أن عرفات قد مات مرّة أخرى فهي تسترجع كل ذكريات مستشفى بيرسي الأليمة والأيام الأخيرة للزعيم الراحل .
وأثبت التقرير السويسري الذي صدر بناء على عينات مخبرية من رفات الرئيس الراحل ياسر عرفات حقيقة وفاته مسموماً بمادة البولونيوم المشع .
سهى عرفات تحدثت عن رحيل زوجها القائد أبو عمار ، وقالت أنه كان يتألم كثيرا أثناء مرضه ولم يكن قادرا على الكلام لكنها كانت ترى في عينيه أسئلة كثيرة وكأنه كان يقول لها بحسب سهى 'حاولي أن تعرفي حقيقة ما يحدث .. هناك شيء غريب يحدث' , وتضيف سهى بتأثّر شديد أن السم الذي وضع لأبو عمار كان يقتل في كل لحظة خلية جديدة من دمه وأنّ أبو عمار عانى معاناة قاسية خلال مرضه.
وتضيف سهى أن كل الحديث الذي كان يدور عن أن وفاة أبو عمّار طبيعية لأنه رجل كبير بالسن لم يكن منطقياً وليس له أي معنى , ولهذا قررت أن تكشف الحقيقة كنوع من الوفاء لأبو عمّار ولأن هذه الحقيقة هي ملك للتاريخ والأجيال القادمة .
وترى سها أنها بكشف الحقيقة انتصرت لأبو عمار وقدمت له الإجابة على السؤال الذي كانت تراه في عينيه .
وبخصوص تحقيق قناة الجزيرة تردّدت بعض الأحاديث عن أنّ الاتفاق بين زوجة الرئيس الراحل وقناة الجزيرة القطرية تم بمقابل مادي كبير , وتعليقاً على ذلك نفت سهى بشدّة هذه الأحاديث جملة وتفصيلاً : 'نحن لسنا مرتزقة ودم أبو عمار ليس للبيع' .
وتؤكد سهى أنها وافقت على التعاون مع قناة الجزيرة من أجل كشف حقيقة اغتيال أبو عمار كما وصفت أصحاب هذه الادعاءات بـ'الأقلام المأجورة' , مشيرة أنها 'لا تشترى ولا تباع' , وقالت أنها تتحدى أي شخص أن يثبت أنها تقاضت فلساً واحداً مقابل وثائقي الجزيرة .
وأوضحت سهى أنها تختلف في كثير من المواقف السياسية مع قناة الجزيرة وأنها كانت ستتعاون مع أي وسيلة أخرى لو تقدمت لها بنفس ما تقدمت به الجزيرة من أجل كشف الحقيقة .
وأضافت أنها لا تهتم بكل هذه الإشاعات التي تهدف إلى النيل من عزيمتها وتشويه صورتها وقالت أنها متصالحة مع نفسها وستمضي بالقضية إلى النهاية .
دور السلطة الفلسطينية
ثمّنت أرملة الزعيم الراحل دور السلطة الفلسطينية في دعم الجهود التي أفضت إلى كشف حقيقة اغتيال الرئيس أبو عمّار وقالت :'لولا الرئيس أبو مازن لما تم كشف الحقيقة , لقد كان من الممكن أن يرفض ابو مازن فتح الضريح أمام بعض الضغوطات العائلية , لكنه مضى في القضية للنهاية من أجل كشف الحقيقة , وقد تم بشكل مهني مع كل الفرق ولا أحد يمكنه أن يزايد على الرئيس أبو مازن في ذلك'.
وأعلنت جهات رسمية فلسطينية أن السلطة اقتربت من معرفة قاتل أبو عمار وأنها توصلت إلى دائرة ضيقة جداً وان التحقيقات قد تكشف قريبا عن قاتل الرئيس .. سهى عرفات قالت إنها لا تمتلك معلومات حول تلك التصريحات مشيرة أن هذه مسؤولية لجنة التحقيق الفلسطينية كما عبّرت عن ثقتها الكبيرة في اللواء توفيق الطيراوي رئيس لجنة التحقيق .
استبعدت أرملة الزعيم الراحل أن يكون قاتل أبو عمّار من المتضامنين الأجانب , مشيرة إلى أن المعلومات الطبية تؤكد أن أبو عمار تعرض للسم من خلال فنجان قهوة أو شاي أو من خلال حقنه طبية , فلا يمكن على حد وصفها لمتضامن أو شخص غير قريب من أبو عمار أن يقدم له القهوة أو الشاي أو يأتي ليحقنه بحقنة طبية .
وأوضحت أن الفحوصات المخبرية أثبتت أن نسبة البولونيوم في جسم أبو عمار أكثر بحوالي 36 % من النسبة الطبيعية والتي المتوقع وجودها في جسم أي إنسان عادي من خلال فحص العينات التي تم استخراجها من رفات عرفات , وأن الكمية التي أعطيت لأبو عمّار كفيلة لقتل 40 شخصاً .
وفي سياق آخر وحول علاقة سهى عرفات بالقيادات الفلسطينية ،قالت :' إنها ملك للشعب الفلسطيني ، وحول طبيعة العلاقة التي تربطها بالنائب في المجلس التشريعي محمد دحلان خاصة بعد الصور التي التقطت لها في منزل دحلان بدبي خلال دعوة وجهها لها دحلان وعائلته على الغداء , أكدت أنها تتبع نهج أبو عمار وأنها زوجة رئيس كل الشعب الفلسطيني .
وقالت سهى :'أنا اسمي سهى عرفات ورئيسي وتاج راسي هو ياسر عرفات مع تقديري واحترامي للرئيس أبو مازن الذي تربطني به علاقات جيدة , لكني زوجة رئيس كل الشعب الفلسطيني وعلي ان اتبع نهجه ومن الواجب أن أتعامل مع كل أطياف الشعب الفلسطيني , وأنا لا أحكم على الأشخاص وفقاً لخلافاتهم الخاصة وأنا لدي مواقفي الشخصية لكن من المفروض علي التعامل مع الجميع , وأنا سعيدة بتلبية دعوة وتكريم أبو فادي وأم فادي لي في بيتهم وكذلك علاقتي مع الرئيس أبو مازن دائما جيدة , ولو دعاني الدكتور محمود الزهار وعائلته إلى بيتهم في غزة سألبّي الدعوة ' .
وأضافت :'أنا لا أمارس السياسة ولا أتدخل بها , وأبو عمار وعائلته وذكراه دائما تجمّع ولا تفرق بين الفلسطينيين' .
اغتيال ابو عمار ... لماذا حاولت المخابرات الفلسطينية سرقة معلومات الصحفيين؟
ان لايت برس 12-11-2013
قال مسؤول أمني فلسطيني كبير ان المخابرات الفلسطينية العامة هي التي كانت تراقب طاقم الجزيرة بصورة لصيقة و ان اللواء ماجد فرج هو من امر باقتحام غرف الصحفيين في فندق ' موفنبك ' في رام الله بهدف سرقة الأدلة التي قد تكون بحوزة الطاقم .
و كشف المسؤول الأمني في معلومات خاصة لـ ان ايت برس ان احد الذين ظهروا في وثائقية الجزيرة ' مقتل عرفات ' هو المدعو ' م ج ' ، و هو ضابط مختص بالتنسيق مع الجانب الاسرائيلي ، و يعمل في دائرة العلاقات الدولية في الجهاز ، و يعد من المقربين لرئيس الجهاز اللواء فرج .
المدعو ' م ج ' ضابط تنسيق مع الجانب الاسرائيلي و وجوده في عملية مراقبة طاقم الجزيرة يثير أسئلة كبيرة و من واجب لجنة التحقيق استدعاء كل من ظهر في الوثائقية
وكانت قناة الجزيرة قد كشفت اول من أمس بالصورة و الصوت بان طواقمها قد تعرضت لاعتداءات متكررة من مراقبة و اقتحام و محاولات اعتداء خلال تغطيتها لفتح ضريح الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات العام الماضي بغرض استكمال التحقيقات حول أسباب وفاة الزعيم الراحل
و أضاف المسؤول الأمني الفلسطيني ' لا نعرف دوافع اللواء فرج ، لكننا حتما امام شبهات خطيرة ، تمكن اصحاب العلاقة المتضررين من مقاضاة اللواء فرج رسميا قد تصل الى حد اتهامه بمحاولة سرقة المعلومات و الأدلة الى جانب تهمتي الاقتحام و المراقبة '
الهدف من عملية المراقبة و الاقتحام كان ' سرقة الأدلة و الأفلام ' ، و ليس هناك ما يؤكد بانها تمت بقرار سياسي او قضائي فلسطيني
و استبعد المسؤول الفلسطيني ان تكون تلك العمليات قد تمت بقرار فلسطيني ، مضيفا ان ' من واجب لجنة التحقيق استدعاء من ظهروا بالصوت او الصورة في وثائقية الجزيرة للوقوف على حقيقة ما حصل ، فقد تكون هذه تقود الى مكان شئ ما في هذه العملية المعقدة ، خاصة و ان اللواء فرج يؤكد بان عملية ' عملية المراقبة و الاقتحام ' قد تمت دون علمه ' .
مصر طالبت عباس بالعمل على وحدة فتح باعتبارها عمود الكفاح الفلسطيني
ان لايت برس 12-11-2013
كشف مسؤول مصري كبير لـ ان لايت برس النقاب عن ان القيادة المصرية طالبت محمود عباس الرئيس المنتهية ولايته ببذل كل جهد مستطاع للملمة صفوف حركة فتح و توحيدها باعتبارها عمود الكفاح الفلسطيني على طريق الحرية و الاستقلال ، و العنصر الضامن لوحدة الشعب الفلسطيني في الداخل و الشتات .
عباس تفاجأ من الاصرار المصري على معالجة اوضاع فتح الداخلية ، مما افقده اعصابه وجعله يكيل الشتائم للدحلان
و اكد المسؤول المصري في حديث خاص مع ان لايت برس " ان ابو مازن سمع ذلك بوضوح على اقل في اجتماعين منفصلين مع جهات سيادية مصرية ، كانت الاولى خلال اجتماعه مع رئيس جهاز المخابرات المصرية في مساء اليوم الاول لوصوله ، اما الثانية فقد كانت خلال اجتماعه مع الفريق اول عبد الفتاح السيسي ، نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع و القائد العام للقوات المسلحة المصرية .
من جانبه قال مسؤول فلسطيني رافق عباس في زيارته الى القاهرة ان " الرسالة المصرية كانت مزدوجة " ، ففي شق منها استبعدت بشكل واضح اي انغماس من جانب القيادة المصرية في المصالحة بين فتح و حماس ، او على الأقل ليس قبل ان ينجلي الموقف بين مصر و حماس ، اما الشق الثاني فقد كان حث الرئيس عباس توحيد فتح ، و تلك إشارة واضحة الى خلافات الرئيس مع محمد الدحلان " .
و أضاف المسؤول الفلسطيني ان " الرئيس عباس رد على تلك المطالبة المصرية بقوله " فتح أوضاعها جيدة و هنالك بعض الخلافات البسيطة و غير المؤثرة " ، غير انه تفاجأ تماماً بتصميم الجانب المصري على ضرورة معالجة مشكلات فتح الداخلية و بأسرع وقت ممكن ، مما دفع عباس الى ابداء استغرابه من الإلحاح المصري الواضح بعد اجتماعاته في القاهرة
و ارفق ذلك بكيل من الشتائم بحق القيادي محمد الدحلان في الطائرة خلال رحلة العودة الى عمان " .
يذكر ان اخر جهود للمصالحة بين عباس و رجل فتح القوي محمد الدحلان تمت قبل اسبوع من قبل عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية السيد غسان الشكعة ، رفض خلالها الدحلان العرض المقدم من عباس ، و تزامنت تلك الجهود مع تصاعد حدة الخلافات بين المسؤولين بسبب إصرار عباس على الاستمرار في التفاوض مع اسرائيل في ظل استمرار و تصاعد وتيرة الاستيطان الاسرائيلي ، و رفض الدحلان لذلك باعتباره انتحارا فلسطينيا مجانيا و بلا اي طائل .
ولكنها تمكنت من الدخول رغم كل التحذيرات
الكشف عن شخصية في فتح تم التحذير من دخولها لعرفات في حصاره
الكرامة برس 11-11-2013
كشفت مصادر صحفية نقلا عن قيادات في حركة فتح مساء اليوم، تأكيداتها بأن الوصول لقاتل عرفات بات أقرب مما نتصور .
وقال المصدر أن أحد أعضاء اللجنة المركزية أكد قرب الكشف عن الأدارة التي أوصلت السم للشهيد أبو عمار خلال فترة قريبة للغاية .
وقال المصدر إن عضو لجنة مركزية أكد أن اللجنة المكلفة بالتحقيق باغتيال أبو عمار توصلت إلى طرف خيط سيوصلها إلى القاتل قريبا وأسرع مما نتخيل .
وأكد المصدر أن احد أعضاء اللجنة المركزية تحدث عن شكّه بأحد الأشخاص وقوله : 'حذرت رمزي يومها من دخول فلان إلى الرئيس عرفات لأنه شخص مشبوه ' .
وذكر المصدر أن اللجنة المكلفة بالتحقيق باغتيال أبو عمار تعمل على قدم وساق وتسابق الزمن للوصول إلى الأداة التي استخدمتها إسرائيل لوصول السم للشهيد أبو عمار , وأكد المصدر أن اللجنة تمكنت من حصر المشتبه بهم في دائرة ضيقة بناء على معطيات وحقائق علمية وجلسات أقيمت في زمن أبو عمار .
وكان اللواء سلطان أبو العينين عضو اللجنة المركزية لحركة فتح قد كشف أن لجنة التحقيق قريبة جدا من كشف قاتل الشهيد ياسر عرفات.
ورحل الزعيم الخالد ياسر عرفات في الحادي عشر من نوفمبر عام 2004 ، بعد تدهور وضعه الصحي بشكل مفاجئ، نتيجة تعاطيه لمادة مسمومة كشفت عنها تحاليل خبراء أجانب.
في ذكري ياسر عرفات..الغزيين يحيون ذكراه على صفحات التواصل
الكرامة برس11/11/2013
تعتبر ذكري رحيل الرئيس ياسر عرفات لدى الفلسطينيين خاصة شيء مؤلم وعصى على المواطن ، فإن فقدانه شكل خسارة كبيرة للكل الفلسطيني والعربي ،وبات تاريخ رحيله يذكر قبل موعده ، حيث اتضح ذلك من خلال تسارع العديد من الشباب لتغير صورهم الشخصية عبر صفحات التواصيل الاجتماعية ووضع صور أبو عمار ، كذلك انتشرت كتابات الرثاء والشوق والاحتياج الماس لهذا الرجل.
إتهم الراحل عرفات بتعذيبهم ومساعدة إسرائيل
الزهار يشن هجوما على الرئيس عباس ودحلان ويتهمها بقتل عرفات
الكرامة برس 12-11-2013
الكرامة برس-غزة-اتهم القيادي في حركة حماس محمود الزهار، حركة فتح بمقتل الرئيس الراحل ياسر عرافات، وقال حركة فتح هي المسؤوله عن قتله، وتحدى أن تتقدم حركة فتح للمؤسسات الدولية الرسمية واتهام 'إسرائيل' بالوقوف خلف عملية الاغتيال.
وقال:' لن تجرؤ حركة فتح على اتهام إسرائيل بقتل زعيمها.
وفى سياق منفصل وبشأن تمرد، اتهم الزهار أن القيادي فى فتح محمد دحلان بالوقوف خلف ما يسمى 'بتمرد' في غزة، وأنه وجماعته يديرونها من القاهرة، وأن أسماؤهم جميعاً معروفة لدى حماس، موضحاً أن فكرة تمرد في غزة هي فكرة سخيفة.حسب ما قال
وهدد الزهار بأن الذي سيقف مع تمرد سيدفع ثمن وقفته .
وفى معرض رده على سؤال حول الخلاف بين القيادى دحلان وعباس وإن كان الخلاف بينهما خلاف حقيقي أردف الزهار:'منْ من حركة فتح يحب زميله؟ قضية المشروع أصبح مشروع مصلحة، مصلحتي مع منْ، هل مع دحلان أو ابو مازن.
وتابع تهجمه على دحلان وقال :'الان لماذا فتح في الضفة ترفض عودة دحلان للمصالحة مع عباس؟. لأن تجربة عرفات ماثلة عندهم، دحلان وعباس اتحدوا ضد عرفات حتى يتم التخلص منه، وورثوه. والآن أبو مازن مرشح أن يفشل بعد تسعة أشهر من المفاوضات، ومن الذي يجب أن يرثه؟ يجب أن يأتي بشخص آخر عميل لاسرائيل، ودحلان هو المرشح من قبل دول عربية وأمركية وإسرائيل لتكملة هذا المشوار.
الذي يحكمهم هي المصلحة الشخصية. لا يوجد لديهم دين أو عقيدة أو ميثاق او اتفاق يحكمهم.
وواصل تبجحه على القيادى دحلان وقال :'دحلان لا وجود له في الضفة وغزة، وجماعته في غزة لو انقطعت عنهم مساعداته سيتركوه، وعلاقته بالضفة صفر، بالتالي كيف سيعود؟ وبالنسبة لغزة مستحيل أن يعود ، لأن كثير من الناس الذي أبناءهم قتلوا بسببه سواء من حماس أو فتح لا يمكن أن ينسوا أن دحلان هو المسؤول عنهم، فقد قتل أولادهم ودفعهم للقتال وهرب.حسب اتهامات الزهار
وختم الزهار حديثه بالعودة لسيرة الراحل عرفات وقال:'الان يحاولون بيع رفات ياسر عرفات كما باعوه في السابق. وأن الجماعة التي تبيع رفاته هم الذين قتلوه.. وأن الذي قتله هي 'حركة فتح) سواء كان شخص أو مجموعة من فتح، وحتى الان فتح مسؤولة عن قتله إلى أن يتم معرفة من الذي نفذ العملية. وحتى الان بعد تسعة سنوات لم نعرف من الذي قتل عرفات. نحن نعرف أن أيدي فتح هي من قتلته أو غير فتح ولكن الذي أوصلهم لعرفات هم من فتح. ونعرف أن قرار قتله هو قرار 'إسرائيلي' وأن المادة التي قتل بها مادة 'إسرائيلية' ولا أحد ينكر ذلك.. لكني أتساءل منْ الذي قتله بيده؟، ومنْ الذي دس له هذا السم؟ بالتأكيد هي حركة فتح أو ناس جاءوا بهم من فتح.
الآن في فتح يتحدثون أن إسرائيل هي التي تملك هذا السم، لكن هل رسمياً قدموا طلب اتهموا فيه اسرائيل (لا) ولن يجرؤوا على فعل هذا، وهل ذهبوا للامم المتحدة (لا) ولن يجرؤوا ، لان هذا يعني أنهم سيعملون بهم كما فعلوا بعرفات.
وأرى أن قضية عرفات ستضيع بين المشروعان الروسي والفرنسي المتواطئان، لانهم يقولون انهم ينتظرون التقرير الروسي والفرنسي، وفرنسا أخفت المواد قبل سنوات حتى تخرج من اللعبة والتقرير الطبي عندها موجود لكن لا تريد أن تعطيه لأحد خوفا من العدو الاسرائيلي والتداعيات السياسية والاقتصادية والمالية وبالتالي أنت امام موقف منافق.
حق الانسان في الحياة هُدر بسبب مصالح سياسية وخوف أمني وخوف مالي. وبالتالي فتح مسؤولة حتى هذه اللحظة عن قتل زعيمها . فليقولوا من هو الذي قتله.
الطيراوي قال ان 'إسرائيل' تقف خلف الموضع، لكن هل يستطيع أن يقول ذلك رسمياً ويذهب للأمم المتحدة ويقول إن 'إسرائيل' قتلت أبو عمار ، أن اتحداهم أن يفعلوا ذلك.
وعرفات هو الذي قاتلنا وصادر أسلحتنا وأدخلنا السجون وعذبنا عذاب شديد وتعاون أمنيا مع إسرائيل وكل هذا ليس في مصلحته ابداً، هو الذي جاء بابو مازن و دحلان وغيرهم ليضعهم في هذا الاطار.
أبناء حركة فتح في ج. م .ع يرفضون القرارات التي صدرت بشان إقليمهم
الكرامة برس 12-11-2013
شدد أبناء حركة فتح في جمهورية مصر العربية على رفضهم للقرارات الغير مدروسة والتي صدرت بشان إقليم حركة فتح بجمهورية مصر العربية.
وأعلن أبناء الحركة عن موقفهم إزاء هذه القرارات الغير مدروسة عبر حملة قاوم من أجل الإصلاح والذي يتمثل فى:'
-لا لأمين سر لا يتمتع بالقدرة على القيادة:'إقصائي لا يؤمن بالعمل الجماعي ويعمل على الوقيعة بين أبناء الحركة'.
-لا لإهدار حق أبناء حركة فتح من أبناء الجالية في التمثيل بلجنة الإقليم ..علماً أن تعداد الجالية الفلسطينية 120 ألف لاجئ'.
-لا لإختيار أعضاء لجنة إقليم على أساس المصلحة والمحسوبية'.
السلطة تمنع الانتفاضة الثالثة وقرار اشعالها بيد الرئيس
فراس برس 12-11-2013
قالت صحيفة معاريف العبرية صباح اليوم ان السلطة الفلسطينية تمنع اشعال الانتفاضة الثالثة بقرار من الرئيس الفلسطيني محمود عباس للاجهزة الامنية الفلسطينية بمنع الانتفاضة ومتابعة اي اعمال على الارض وفق ادعاء الصحيفة.
وقالت الصحيفة ان قرار ابو مازن بتهدئة الامور وعدم الذهاب الى انتفاضة ثالثة مرده ان اسرائيل ستستهدف السلطة الفلسطينية وتحاول انهاءها ومهاجمتها مشيرة الى ان القيادة الفلسطينية تدرك مدى تطرف ويمنية الحكومة الحالية التي تعتبر السلطة عدوا لها لانها تحاول احراجها على الصعيد الدولي .
واشارت الصحيفة الى ان السلطة منعت مسيرات وفعاليات احتجاجية تقود الى مواجهة مع الجيش الاسرائيلي حتى لا يتم تدهور الاوضاع الامر الذي سينعكس سلبا على الساحة الفلسطينية عموما والسلطة الفلسطينية خصوصا.
واوضحت معاريف الى ان كل ما جرى ويجري من احداث ما هو الى محاولات فردية سواء عمليات القاء الحجارة او المولوتوف مع التاكيد على ان حماس تحاول استثمار هذه الاحداث والضغط عبر وسائل اعلامها لاظهارها على انها مقدمات للانتفاضة الثالثة التي تخطط لها حماس .
كما اشارت الصحيفة الى ان المسؤولين الفلسطينين يعتقدون ان هناك محاولات لجر الضفة الغربية الى حالة من الفوضة كون هذه الحالة ستخدم جهات مختلفة منها حماس التي تريد نقل ازمتها وتوريدها الى الضفة الغربية بعد تشديد الحصار واغلاق المعابر والانفاق من مصر .
كما يرى المسؤولين الفلسطينيين ان من مصلحة اسرائيل وحكومة اليمين فيها بتدهور الاوضاع بالضفة واظهار عجز السلطة للتملص من الضغوط الدولية خصوصا بعد استطاعة السلطة احراج اسرائيل في اكثر من محفل دولي مما دفع الحكومة الاسرائيلية واقطابها الى اعتبار ان السلطة نظام معادي لاسرائيل بشكل ناعم لكنه يؤثر سلبا فيها ويجب محاربتها بكل قوة دون الظهور على انها هي من يحارب السلطة ورئيسها.
وبحسب الصحيفة فان هناك عامل مهم يساعد السلطة الفلسطينية الا وهو ان الغالبية من المواطنيين الفلسطينيين لا يرون في انتفاضة ثالثة مصلحة فلسطينية في ظل الظروف الصعبة اقتصاديا وسياسيا التي يعايشونها مما اعطى قدرة للاجهزة الامنية الفلسطينية حتى الان للسيطرة على مجريات الامور .
كما ادعت معاريف بوجود خلافات حتى داخل القيادة الفلسطينية نفسها فهناك من يرى بضرورة وقف المفاوضات وقطع العلاقات نهائيا مع اسرائيل على خلفية الاستيطان فيما يرى اخرون ان استمرار المفاوضات والتنسيق مع اسرائيل يعطي قدرة للقيادة الفلسطينية على الاستمرار بالمناورة على الساحة الدولية رغم الضغوط الداخلية.
مقـــــــــالات. . .
أبا عمار ..الريح التي حركت الجبل
الكوفية برس 11-11-2013 احمد الطيبي
سنوات تسع أزاحك فيها الموت ولم يغيبك.. ويُفتح جرحنا النازف في قلوبنا في ذكرى رحيلك من جديد .. رحيل وعدتنا أن يكون استشهاداً في سبيل فلسطين، يا سيد فلسطين، وهكذا كان .. ورغم مضي كل هذه الأعوام ما زال استشهادك يحير العالم والعلماء ولجنة تحقيق عازمة على إثبات أن يداً غادرة آثمة مجرمة هي التي قتلتك.. ومتهمون يحاولون التنصّل من المسئولية عن جريمة قتلك وقتل شعب وحلم ووطن .. ولكن لا تأسفن على غدر الزمان لطالما...رقصت على جثث الأسود كلاب.
اذكر ذلك اللقاء الأول في تونس حين مددت يدك لتتناول رغيفا من تحت كنبتك البالية لتقتسمه معي.. هكذا أنت عظيما وبسيطا, رمزا وابا, زعيما ومقاتلا, لينا وصلبا, غاضبا ومعانقا, قائدا ومرافقا وكنت سيدا وخادما.. كنت كل ذلك وكنت قبل كل ذلك 'السيد فلسطين'.
لا أستطيع أن أملأ ثقوب الذاكرة بالكلمات.. ولا أتجاوز الجراح .. لم تبكك عيوننا بل قلوبنا.. كان يوم رحيلك يوم أبكيت فيه السماء قبل الأرض.. وأبكيت الرجال قبل النساء والأطفال.. ودّعك الشجر والحجر.. كنت غضباً .. مسيرة وحلماً.
أشعلت بشعبك ناراً مؤجّجة تاريخاً ونضالاً.. بنيت فيه حلماً.. تحرسه الأمهات حارسات حلمك المقدس.. كسرت القيد وبددت الظلام ولعنت القهر وثرت على الظلم وتحديت الخوف..إنك عاصفة.. واشتقت منك العاصفة. كوفيتك وسام للثوار.. شعار لكل الأحرار..يا ختيار الثوار !
كم انحنى الموت أمامك.. والقذائف تنهمر بين ذراعيك وبين إصبعيك اللتين تشيران إلى النصر. ولا تنفجر حياءً من قوة أحلامك.. وها هما هاتان الاصبعان تخرجان من تحت التراب في إشارة نصر بوجه الظالمين لانبثاق الحقيقة التي أبت أن تبقى مدفونة ، وصرخت صرخة مدوية بأنك لا تُقهر حتى وأنت شهيد .. وستخرج الحقيقة الى النور لا محالة وسيدفع الطاغية الذي قتلك الثمن .. عندئذ ستثبت مجدداً أنه يموت الطاغية وينتهي حكمه ويموت الشهيد ويبدأ حكمه .. وفي حين تبكي شعوب لكي تتخلص من حكامها .. تبكي فلسطين دما لغياب زعيمها.
أبا عمار: في الضفة المحتلة يتنامى نظام الابارتهايد ويتكرس، وعندنا في الداخل تنمو العنصرية وترفع الفاشية رأسها. في كل اسبوع قانون اسود او اكثر. يضيقون علينا سياقات الحياة في الارض والمسكن في الرواية والهوية..
أبا عمار ما أحوجنا إليك في ظل الانقسام والتشرذم واليأس والاقتتال. طال ارتفاع الجدار وتوحشت حواجزهم بل زادت فاشيتهم.
قضية شعبنا تمر في اسوأ حالاتها، بل ان فكرة الدولتين تترنح انها آيلة للسقوط.
وما زال شجر الزيتون عدوا لهم ليقتلعوه.
أبا عمار يا زيتوننا وزيزفوننا.. من دون فلسطين لن نصل إليك ولن نفهم عليك، تلك لغتك التي أتقنتها بألف لهجة ولهجة ولكنها كانت لغة واحدة، تبدأ البسملة فيها بالأقصى المبارك وينتهي الحمد لله فيها بالفدائي الأول عيسى المسيح ومعنى القيامة 'انا فتحنا لك فتحاً مبينا'.
لن ندع الذين راهنوا على تفرق ريح هذا الشعب بغيابك يفرحون ويجعلون علامة الغياب عرساً لهم يرقصون على قبورنا، ولن نقبل بتحطيم البيت من داخله، بل ستبقى وصيتك وكوفيتك التي شرفتني بمداعبتها رمزاً لكرامة هذه الأمة وشرف هذا الشعب المتعطش للوحدة الوطنية والحرية. وكما قلت لك آنذاك ' إن سقطت هذه الكوفية سقطت كرامة العرب '..أنت يا سيد الكرامة !
ابا عمار..
ناديتك.. قم يا ياسر.. قم من نومك المؤقت.. قم معي يا طائر الفينيق... وأقولها لك للمرة التاسعة ألا تسمعني.. أم أنك غاضب منا..
اتأذن لي ثانية أن أطلب بأن أحملك بين يدي وأعتذر لروحي لأنها أيقظتك من زمنك الأبيض.. تأتي معي إلى الحلم ترى شوارعاً تعرفك، حارات وأطفالاً وخطوات وأشجاراً وأصدقاء وناسا.. ومخيماً ومعتقلات. فبأي نبض أزرع الوردة في مقامك الأسمى.. كل ما في المدينة من حزن ومن فوضى ومن موت واحتراب.. قم لنطرد الجراد عن المكان.. هنا وهناك.. اخرج معي إلى هذا الليل الطويل.. فالموت لا يدفن الحقوق وإن السلام غناء. ولن تسقط راية الفارس التي حملتها..
ما زلت أحبك رغماً عن غيابك .. .. أو قل أكثر بعد غيابك .. ما زلت اليوم حلماً.. وما زلت الحاضر غداً .. يا سيد الرجال . يا سيد الوفاء.
أيها الفارس الذي ترجل يا أيها الريح التي حركت الجبل..
كيف يكون الوفاء لياسر عرفات.. في ذكرى غيابه
الكوفية برس 11-11-2013 / خيرالله خيرالله
قبل تسع سنوات، غاب ياسر عرفات. في ذكرى رحيل الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني، برز مجددا في السنة 2013 الكلام عن أنّ الرجل قضى بالسمّ الذي دسّ له أثناء فترة الحصار التي قضاها في رام الله. قد يكون هذا الكلام صحيحا، خصوصا أن التحليلات الطبية التي أجريت في سويسرا رجحت ذلك. لكنّ ما قد يكون أهمّ من هذا الكلام، الظروف التي رافقت وضع «أبو عمّار» ابتداء من أواخر السنة 2001 في الإقامة الجبرية في «المقاطعة». مؤسف أن ذلك حصل ذلك فيما العالم، بمن فيه العالم العربي، يتفرّج.
كان هناك، على سبيل المثال، بعض العرب المتواطئين مع الاسرائيليين لمنع عرفات من الظهور، حتى بالصوت والصورة، في قمة بيروت التي انعقدت في آذار- مارس 2003. من يتذكّر وقتذاك كيف منعت السلطات اللبنانية، التي كانت تحت الوصاية السورية، الزعيم الفلسطيني من توجيه خطاب إلى القمة عبر الأقمار الاصطناعية، وذلك بحجج واهية؟
جاء هذا التطوّر الجديد المتمثل في وجود إثباتات معيّنة ترجح تسميم «أبو عمار»، في وقت بات معروفا أنّ المؤسسة العسكرية والأمنية والسياسية الحاكمة في اسرائيل، بكلّ اتجاهاتها تقريبا، راحت تعتبر ابتداء من بداية السنة 2001 أن وجود ياسر عرفات في رام الله بات عبئا. أصبح هناك شبه إجماع اسرائيلي على أنّه لم يعد ممكنا التعاطي معه بأي شكل.
كان مفروضا في البدء إعدام «أبو عمّار» سياسيا. وهذا ما حصل بالفعل. ظهر هذا الموقف جليا من خلال المؤتمر الذي ينعقد مطلع كلّ سنة في منتجع هرتسيليا، غير البعيد عن الحدود اللبنانية. تشارك في هذا المؤتمر شخصيات اسرائيلية نافذة تمثّل معظم مراكز القوى والاتجاهات والمؤسسات في دولة تمتلك قوة عسكرية كبيرة ولا تزال تعتقد أنّ في استطاعتها تكريس الاحتلال للأرض الفلسطينية، خصوصا لجزء من الضفة الغربية والقدس الشرقية.
تبلور الموقف الاسرائيلي الجديد من «أبو عمّار» نتيجة فشل قمة كامب ديفيد صيف العام 2000، وهي القمة التي ضمّت الزعيم الفلسطيني الراحل والرئيس بيل كلينتون، الذي كان في الشهور الأخيرة من ولايته الثانية، وإيهود باراك، رئيس الوزراء الاسرائيلي وقتذاك.
لم يقبل ياسر عرفات، في تلك القمة، ما كان مطلوبا أن يقبل به. في الواقع، لم يكن العرض الذي قدّمه باراك واضحا إلى درجة يمكن إلقاء اللوم في فشل القمّة على «أبو عمّار». على الرغم من ذلك، جرى الترويج أميركيا وإسرائيليا لمقولة أن ما قدّمه الجانب الاسرائيلي كان تنازلات كبيرة لم تحظ بلفتة من الزعيم الفلسطيني.
لاشكّ أن الظروف التي تلت تلك المرحلة لم تخدم الزعيم الفلسطيني الذي ارتكب خطأين فادحين في أسابيع ما بعد القمة. يتمثّل الخطأ الأوّل في رفضه الإطار العام للتسوية الذي عرضه كلينتون في الأيام الأخيرة من السنة 2000 والآخر في ما سمّي «عسكرة الانتفاضة». لم يضع «أبو عمار» في حساباته أن الرئيس الأميركي سيوصي خليفته جورج بوش الابن بوقف التعاطي معه بعدما خذله. والحقيقة أن بوش الابن لم يكن حتى في حاجة إلى مثل هذه النصيحة كي يسير فيها وكي يرفع الغطاء الأميركي عن «أبو عمّار». ساعده في ذلك العمل الإرهابي الذي أقدمت عليه «القاعدة» في الحادي عشر من أيلول- سبتمبر 2001 والذي جعل الأولوية الأميركية لما سمّي «الحرب على الإرهاب».
أمّا الخطأ الآخر فتمثّل في أنّ الزعيم الفلسطيني لم يفرّق بين وضع الضفة الغربية ووضع جنوب لبنان الذي انسحب منه الاسرائيلي في أيّار- مايو 2000. ظنّ أن مجرّد اندلاع انتفاضة جديدة يستخدم فيها السلاح وقتل بضع عشرات من الجنود الاسرائيليين، سيجعلان اسرائيل تنسحب من الضفة الغربية. لم يتفطن إلى مدى تعلّق اسرائيل باحتلال جزء من الضفة من منطلق أنها «أرض متنازع عليها»، فيما كانت مستعدة في كلّ وقت للانسحاب من جنوب لبنان، بموجب القرار 425، لقاء ضمانات معيّنة لم تحصل عليها عمليا إلا بعد حرب صيف 2006 وصدور القرار الرقم 1701 الذي وافق «حزب الله»، الذي كان يقود «المقاومة»، على كلّ حرف فيه.
المهمّ الآن، أن لا تطغى قضية تسمّم ياسر عرفات على التفكير في المستقبل. لا يختلف عاقلان على أن قضية التسمّم مهمّة وأن هناك مصلحة عربية وفلسطينية في كشف المجرم، خصوصا أن ارييل شارون خلف باراك في رئاسة الوزارة في شباط- فبراير 2001.. وكان لشارون حساب ذو طابع شخصي يودّ تصفيته مع الرجل الذي وضع فلسطين على الخريطة السياسية للشرق الأوسط.
ماذا يمكن أن يعني التفكير في المستقبل في ظلّ الانسداد السياسي التام في المفاوضات الهادفة، إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلّة «قابلة للحياة» عاصمتها القدس الشرقية؟ كيف يتصرّف الفلسطينيون في ضوء الرغبة الإسرائيلية في متابعة الاستيطان وقضم الأرض الفلسطينية؟
يفترض في الفلسطينيين أن يطرحوا على أنفسهم مثل هذا النوع من الأسئلة في حال كانوا يريدون البقاء أوفياء لذكرى ياسر عرفات الذي عاد إلى فلسطين بفضل اتفاق أوسلو، بايجابياته وسلبياته، وهو يطرق الآن أبواب القدس يوميا من حيث ووري الثرى في رام الله.
لاشكّ أن «أبو عمّار» استطاع تحقيق الكثير على طريق إنجاز المشروع الوطني الفلسطيني. لاشكّ أنّه لم يستطع استكمال المسيرة لأسباب كثيرة تحتاج إلى بحث مخصص لهذا الموضوع. ولكن، من يريد أن يكون وفيّا له يعمل أوّلا من أجل أن لا تكون الضفة الغربية أرضا طاردة لأهلها، استمرّت المفاوضات الدائرة مع اسرائيل بناء على رغبة أميركية، أم لم تستمرّ. ذلك هو التحدي المطروح، وهو تحدّ يمكن أن يساهم في صمود الشعب الفلسطيني الذي يمتلك سلاحا في غاية الأهمّية. إنّه شعب استطاع المحافظة على هويته الوطنية برغم كلّ الظلم الذي تعرّض له.. طوال قرن من الزمن.
لا يمكن شطب شعب صمد كلّ هذه السنوات من خريطة الشرق الأوسط بغض النظر عن مرحلة المخاض التي تمرّ بها المنطقة والتي جعلت ترتيب الأولويات العربية ينقلب رأسا على عقب.
ياسر عرفات
الكوفية برس 11-11-2013 / د.عاطف أبو سيف
لا يملك المرء في ذكرى ياسر عرفات إلا أن يكتب عنه. تظل ذكراه دائمة الحضور في كل وقت حتى قدوم تشرين يصبح الوقت عرفاتيا بامتياز. فالمزاج الشعبي العام يصبح عرفاتياً والنقاش في الشارع يكون حول عرفات وفي التاكسي كذلك؛ حتى في قاعة الجامعة وامام محل الأيس كريم.
فجأة يتحول كل شيء حولك إلى 'ياسر عرفات'، إلى شيء منه، من ذكراه. كأن الرجل لم يغادر أو هو لم يشأ أن يغادر.
رغب في أن يظل باقياً. وذهب مثل كل الأشياء الجميلة صدفة دون وداع ودون ان يظن أحد أنه لن يرجع.
حتى حين عادت به الطائرة إلى المنفى منهكاً تعباً يحمل آلام المرض، إلى حيث رقاده الأخير لم يكن أحد يتخيل أنه لن يرجع.
كنا نلوح بأيدينا للطائرة ونود لو أنها مربوطة بأصابعنا حتى نستطيع ان نسحبها ثانية إلى الأرض، مثلما كنا نفعل ونحن صغار بطائراتنا الورقية في أزقة المخيم.
لكن الطائرة ستعود حاملة ياسر عرفات. لكنه هذه المرة لن يلوح لنا بيده، ولن يرمينا بقبلاته ولن يرفع لنا شارة النصر.
سيوارى الثرى حيث مثواه الاخير. مثل حلم من كان يصدق أنه سينتهي. من كان يصدق أن ياسر عرفات سيذهب في الغياب متشحاً سواد الليل وعتمة البكاء وعويل الروح.
من كان يملك هذه الحاسة التي تجعله يعرف أن هذا سيحدث. مثل بطل خرافي لم نكن نتوقع أن يغيب عنا هكذا.
لكن عرفات مثل البطل الأسطوري لا يذهب من الحكاية. لأن الحكاية تظل دائماً ناقصة من دونه، ولأن الحكاية في جزء كبير منها مؤسسة على حضوره الأبدي، فلا حكاية من دونه كما لا أوديسة بلا عوليس.
فالحكاية الفلسطينية تشكلت حول الحضور العرفاتي فهو لم يكن مشاركاً فيها، كما لم يكن شخصية وردت في متنها، كما لم يكن راوياً في عالم أصواتها المتعدد؛ بل كان هو الحكاية برمتها. كان الحكاية في أنقى صورها. هل يمكن تخيل الحكاية أو الحدوتة الفلسطينية بلا ياسر عرفات. هل يمكن تخيل التاريخ السياسي الفلسطيني الحديث من دون ياسر عرفات. بالطبع لا يمكن ذلك. ليس لأن ياسر عرفات كان شخصية استثنائية في حياتنا بل لأن وجوده كان فعلاً مؤثرا لدرجة كبيرة للدرجة التي يصعب فيها التمييز بين وجوده ذاته وتأثيره، كما أنه تحول ليصبح جزءاً من القضية الوطنية، فهو لم يكن فاعلاً ومؤثراً فيها بل تماهى معها وصار مكوناً من مكوناتها.
فحين تتحدث عن القضية الفلسطينية فأنت بالطبع تشير إلى ياسر عرفات بطريقة أو بأخرى.
على الأقل هكذا يمكن أن يحس أبناء جيلي الذين ولدوا قبل أربعين عاماً فيما ياسر عرفات يفرض على العالم بقوة السلاح اسم فلسطين.
حين كنا أطفالاً وكنا نرى صورته على التلفاز، فيما توفر منه وقتها بالأسود والأبيض في أغلبه - وقتها كانت القنوات قليلة جداً – كان ظهور ياسر عرفات على الشاشة يجعل الطفل فينا يشعر بأنه موجود خلف الشاشة.
كان وجوده هو وجودنا وحضوره هو حضورنا. كانت أعيننا 'تبحلق' في التلفاز قبل أن تختفي الصورة خلف مذيع الأخبار حين يواصل نشرته، نحس بالحزن، لكنه سرعان ما يطالعنا في نشرة أخبار أخرى.
هكذا كان ياسر عرفات أول وعينا الوطني وأول تشكيل فهمنا حول فلسطين. كان مثل حكايات جداتنا عن مدننا وقرانا التي سلبها المغتصبون بعد أن تجمعوا من كل بقاع الأرض لينهبوا فلسطين. كان مثل تلك الحكايات يعمل على تخليق هذا الشعور الغريب في داخلنا (الوطنية) الذي يجعل الواحد منا مستعداً للموت من اجل استعادة هذه الحقوق المسلوبة.
كبرنا وكبر معنا ياسر عرفات لكنه ظل بالنسبة لنا هذا البطل الغامض الذي يتحدث باسمنا، الذي يحس بجراحنا.
ظل أفضل من يعبر عنا وعن آلامنا وأفضل من يشعرنا بالطمأنينة. ثم وجدناه فجأة بيننا. يمشي في الشوارع ويتفقد الناس ويقبل الأطفال والجرحى ويزور بيوت الشهداء. فجأة وجدنا بطلنا الأسطوري بيننا بعد تأسيس السلطة الوطنية العام 1994.
كان يمكن أن تمشي في الشارع فتجد ياسر عرفات في سيارته او يمشي على الأرض يزور بيتاً.
كان الشبان يمضون ساعات يرسمون صورته على الجدران في الانتفاضة الاولى (انا لم أكن جيداً في الرسم)، وكان يمكن لهذا ان يكلفهم عمرهم لو دهمتهم دورية من جيش الاحتلال.
لكن هذا لم يكن صورة على الجدار، لقد قفزت الصورة عن الجدار وصارت تمشي على الأرض. صار بطلنا الأسطوري شخصية واقعية. لكنه بفعله هذا كانه يمعن اكثر في اسطوريته. كانت عاديته تلك وهو يزور الناس ويتفقد الجميع ويعود المرضي ويمنح المحتاج، كانت تلك العادية تمنحه هالة اخرى من الغرابة والقداسة.
فكأنه كان يسافر بعيداً في الأسطورة ويتحول بهذه الأفعال أكثر وأكثر إلى حلم جميل سنفتقده حين يبعد عنا.
هكذا هي الأساطير تقوم ببناء البطل حتى يصبح رحيله مستحيلاً أو محتوماً، وفي الحالتين يكون الرحيل قاسياً وغير مصدقاً.
والحكاية الفلسطينية لو لم تكن كذلك لتغير الكثير من معالمها.
كأننا في كل مرة نحب أن نتذكر كل هذا، ونحب ان نتألم اكثر ونحن نتذكره، ويرغب البعض بمقارنة اليوم بالماضي لأن ثمة شيئا في الماضي يسحبنا إلى الحنين، فالماضي بطبعه أجمل وأبهى، أو أن هذه عادة البشر. لكن ثمة شيء من ياسر عرفات ناقص فينا. كأننا لم نحافظ على الوصايا او لم نحفظ العهد. فبكل المقاييس حالنا أسوأ ووضعنا أكثر صعوبة.
بمقدور كل واحد منا أن يرمي العبء والتهم على الآخر، ويمكن لنا أن ندخل في موجة سب وشتائم جديدة لكن هذا لن يغير شيئاً من حالنا بل سيكشف المزيد من سوء الحال وجلل المصاب وهول الواقعة.
فأيامنا للأسف لم تعد تشبه هذا الزمن العرفاتي الجميل.
عرفات: بوابة الذكريات !
الكوفية برس 12-11-2013 / بقلم رجب ابوسرية
قبل تسعة أعوام، وفي مثل يوم أمس (الإثنين) ورغم ان الفلسطينيين في كل مكان كانوا على علم بالحالة الصحية الصعبة لزعيمهم التاريخي، ياسر عرفات، ورغم أنهم كانوا يتابعون أخباره لحظة بلحظة، إلا أن خبر وفاته وقع عليهم كالصاعقة، لدرجة ان أهل غزة، حيث كنت أقيم، انزووا في بيتوهم وكأن على رؤوسهم الطير، كمن يتعرض لصدمة قاسية تفقده النطق والحركة، الحزن تام، والغضب يغلي في العروق، ثم كانت بعد ذلك الرايات السوداء تغطي سطوح المنازل والبيوت، إلى أن كان التشييع بعد ذلك.
يشبه اليوم البارحة تماما، وكأن الرجل قد رحل لتوه، وأشد ما يحزن شعبه أن حلمه برفع علم فلسطين فوق مآذن وكنائس القدس ما زال بعيدا، فيما القلوب ترتجف خوفا على وحدة كان طوال عقود صمام أمانها ومفتاحها، الذي سرعان ما ضاع في قاع البحر، بحر غزة، بعد أن رحل.
كان يمكن لقيادات الفلسطينيين أن تبقي على الحلم، بإحياء المناسبة، خاصة في غزة، لكن ولأكثر من سبب، لم يحدث هذا، فقد شهدت الأيام التي سبقت يوم الذكرى _ ورغم الإعلان الرسمي الصادر عن اللجنة الطبية التي بحثت في أسباب الوفاة، وأكدت انها لم تكن طبيعية، بل بفعل قاتل _ عودة التوتر بين فتح وحماس، وقد يكون السبب هو ما أعلنه بعض غامض من خارج حدود فلسطين، وتحديدا من خارج حدود غزة، عن تمرد فلسطيني على طريقة تمرد المصريين، ما دفع حكم حماس في غزة، لمحاولة احتواء هذا الاحتمال، أي احتمال ان يجعل هؤلاء من الذكرى مناسبة للاحتجاج او ‘الثورة ’ على حكم ‘حماس’، وذلك بشن حملة اعتقالات في صفوف كوادر فتح، في مشهد يعيد حالة التوتر بين الفصيلين الى المربع الأول!
بيانات تمرد غزة، ما زالت تصدر تباعا وبشكل افتراضي، وكأنها تروي فصولا لمسرحية، تعرض على شبكات ‘الفيسبوك’، لتعلن عن برنامج خلال الأيام التالية، الأمر الذي لا يتوقع كثيرون حدوثه، ولكن يبقى فن الممكن في السياسة هو الممكن وما غيره مستحيلا، والممكن كان يفترض أن تؤخذ الأمور بالعقل، اي أن تتم إعادة قيمة الوحدة لاسم الراحل الفلسطيني العظيم، كان يمكن، بل كان لا بد من ان يجتمع الفلسطينيون في كل مكان لإحياء الذكرى موحدين ومتراصين، ومطالبين بملاحقة القتلة الإسرائيليين في كل محاكم الدنيا.
في المناسبة لا بد من لحظ أن غياب عرفات عن قيادة الواقع والحالة السياسية الفلسطينية، ربما كان أحد الأسباب البعيدة للانقسام الواقع، وكل الخشية من أن يظن الإسرائيليون أن غيابه قد طوى ملف الكفاح الوطني تماما، وان تحقيق حلم الدولة والعودة وتحرير القدس قد بات دربا من دروب المستحيل.
وحيث ان الذكرى لا تزال طازجة وغالية، وأن استحضارها امر مهم وضروري وأحيانا يكون حاسما في صنع الحاضر والمستقبل، لكنه وحده لا يكفي، ولا بد لنا هنا من أن نستذكر أن كل الأحلام العربية والإسلامية في إعادة أمجاد مضت، والعيش على ذكرى الماضي، دون التفكير الجدي بواقعية وعقل وتعقل بمعالجة مشكلات الحاضر والتخطيط للمستقبل، لم تكن كافية لتغيير الواقع قيد أنملة.
من الواضح أن الفلسطينيين الحالمين بإنهاء الانقسام، خاصة من أهل وشباب غزة، فكروا في أن تكون ذكرى الراحل عرفات فرصة او مناسبة لإزالة عبء الانقسام عن كاهلهم، وذلك لأنهم يظنون ان لاسم الراحل وقع سحري، لكن لا بد من القول بأن النوايا لا تكفي، كما ان الرغبات لا تكفي لتحقيق ما يريده المرء، كما ان الزج بأحد أهم الملفات الداخلية في اتون ‘صراعات أو حتى خلافات’ إقليمية، لا يحقق المنشود، وان الفلسطينيين، الذين عاشوا أتون المعارك والحروب الطويلة على مدار سنوات طويلة مضت، تعلموا درسا مريرا، وهو انه لا يحك جلدك مثل ظفرك!
لقد انتظر الفلسطينيون عقدين من السنين بعد نكبة 48 الجيوش العربية أن تحرر لهم فلسطين، حتى أطلقوا ثورتهم العام 65، ثم انتظروا عقدين آخرين ان يجيء فارسهم الفلسطيني على الحصان الأبيض، من الخارج، ليحررهم من الاحتلال، قبل أن يطلقوا انتفاضتهم المجيدة العام 87، وهم ما زالوا يجوبون العواصم العربية، خاصة القاهرة، لتعيد لهم تصويب أوضاعهم، إن كانت تلك على الصعيد الداخلي او على الصعيد التفاوضي، وما من دخان أبيض في الأفق، لذا لا بد من القول بأن ‘حراكا ’ غير مرئي، وغليانا يمور تحت سطح مياه السياسة الراكدة، سيعلن في لحظة ما عن وجوده وعن قلب الطاولة على الجميع، دون إعلان مسبق ودون صخب أو ضجيج، تماما، كما حدث في عامي 65، 87، هذا ما على الجميع ان يدركه، حيث يمكن لأي أحد ان يتصدى لأي مشاكس أو مناكف او حتى عدو في الخارج، لكن لا أحد يمكنه أن يقهر إرادة الشعب في الداخل، والثورات لا تتم لا بريموت كنترول ولا بتخطيط مسبق ولا حتى بإرادة ذاتية لفرد أو جماعة، العقلاء فقط هم من يعالجون أسباب الثورات، قبل ان تحدث، بالرضوخ لإرادة الناس، ولما يرغب به الشعب، وإن كان ما زال هناك من عاقل في ‘صفي القيادة الفلسطينية’ فعليه أن يشرع فورا في إنهاء الانقسام قبل ان يعلن شبل فلسطيني او زهرة فلسطينية، رفع راية الوحدة والثورة ليس ضد الاحتلال الإسرائيلي فقط، بل ضد الجميع!.
العلاقة بين أزمات غزة والمصالحة
الكوفية برس 12-11-2013 / بقلم م. عماد عبد الحميد الفالوجي
هل هناك علاقة بين الأزمات التي يمر بها قطاع غزة وبين تعطل تنفيذ بنود المصالحة الفلسطينية ؟ أو بشكل أكثر دقة هل هناك علاقة بين هذه الازمات واستمرار حكم حماس لقطاع غزة ؟ وفي حالة قررت حركة حماس التخلي عن إدارة قطاع غزة عبر تشكيل لجنة عليا لإدارة شئون القطاع بدون أي تدخل مباشر لها في ذلك هل هذه الخطوة يمكن أن تكون العصا السحرية لحل كافة أزمات قطاع غزة ؟
البعض يتهرب من مواجهة الحقيقة وإن كانت صعبة وهي أن هذه الازمات مختلقة أو بشكل أكثر دقة يمكن إيجاد الحلول السريعة لها ولكن هذا التباطؤ في الحل هو للضغط على حركة حماس للتخلي عن حكم قطاع غزة طواعية وبدون إراقة دماء ، أو هو أسلوب لإقناع قيادة حركة حماس بأن مشروعها السياسي الخاص بها لن يتحقق بالسهولة التي تعتقد ولن تتمكن من توفير الحد الأدنى من احتياجات المواطن في قطاع غزة ، أو كل هذه الأزمات هي عقوبة واجبة من أطراف عدة على قطاع غزة لسكوته وانصياعه على الحال الحالي للقطاع ورد فعل طبيعي من قوى حليفة للاحتلال على الصواريخ التي أطلقت على الكيان الإسرائيلي أو التي تمتلكها فصائل المقاومة وتهدد بها ليل نهار الكيان الصهيوني .
وأيا كانت الاسباب فهي تدور في ذات الدائرة أن أزمات قطاع غزة سواء كانت في فتح معبر رفح أو رفع الحصار الشامل عن قطاع غزة ومشكلة الكهرباء والغاز والرواتب والتطوير والبطالة وغيرها مرتبط بتغيير نمط الحكم في قطاع غزة ولن تكون هناك حلول جذرية طالما بقي الأمر على ما هو عليه في القطاع .
هذه الرسالة أصبحت واضحة وضوح الشمس في ضحاها ولا لبس فيها ولا غموض واصبح اسلوب العقوبات رد فعل على فشل تنفيذ بنود المصالحة بغض النظر عن اسباب ذلك .
البعض ينظر بعينيه الى قيادة حماس لتتخذ الموقف المناسب في الوقت المناسب لإنقاذ الأوضاع في قطاع غزة وطالما أن وجودها بهذا الشكل في الحكم سيؤدي الى مزيد من انهيار الحال في قطاع غزة ، وهي الحركة التي وجدت وترعرعت من أجل تحرير الشعب والانسان والانتصار على العدو فيجب عليها اتخاذ الموقف الصعب في الوقت الصعب ، إذا وصلت الى هذه القناعة وسيسجل لها التاريخ هذا الموقف الذي لم يسبقها إليه أحد من قبل بل بقيت أنظمة تحكم بالدماء والنار على جماجم شعبها ، ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك فإن هناك واجب التحرك السريع لإنقاذ الأوضاع في قطاع غزة ، ويبقى السؤال لماذا قطاع غزة بالذات لديه مل هذه الإشكاليات والتعقيدات ؟
على سبيل المثال معبر رفح اصبح واضحا أن حل مشكلته مرتبط تماما الآن في الموقف المصري من حركة حماس ويرفض الجانب المصري تقديم تسهيلات على معبر رفح طالما بقيت حماس على رأس السلطة في قطاع غزة مع استمرار حالة التوتر بينهما بسبب تباعد المواقف من أحداث مصر .
مشكلة الكهرباء وهي المشكلة التي يعاني منها اليوم كل مناحي الحياة الفلسطينية في قطاع غزة سواء الصحة أو البلديات والخدمات العامة ويعاني منها كل بيت فلسطيني والسؤال لماذا لا تعاني الضفة الغربية من مشكلة الكهرباء ؟ وعندما هددت شركة الكهرباء الاسرائيلية بقطع الكهرباء عن بعض محافظات الضفة بسبب تراكم الديون سارعت السلطة بتسديد ما عليها ، فلماذا قطاع غزة لا تزداد كمية الكهرباء القادمة إليه من الكيان الإسرائيلي ، يجيب البعض بأن ذلك له علاقة بحكم حماس في القطاع ويمكن في حالة تغيير الوضع السياسي العام في قطاع غزة حل هذه المشكلة حتى الجانب المصري ألمح عن استعداده زيادة كمية الكهرباء الموردة لقطاع غزة في حالة تغيير نمط الحكم فيها .
وكذلك مشكلة الوقود المصري هناك تصريحات من بعض المسئولين المصريين لتزويد القطاع بالوقود المصري وبالسعر المصري للمواطن اذا تم تحسين العلاقة مع النظام الفلسطيني ، وهكذا بقية المشاكل البعض يحاول ربطها بنظام الحكم السائد في قطاع غزة .
ولكن كيف يمكن تغيير نظام الحكم والوصول الى افضل صيغة تحقق للجميع ما يريد دونما ظلم أو إجحاف لأي طرف ، الوسيلة الوحيدة بكل تأكيد هي تطبيق بنود المصالحة الفلسطينية بكافة بنودها على أرض الواقع وعدم تجاوز ذلك ، حركة حماس هي حركة فلسطينية لا يمكن تجاوزها أو تجاهلها ولكن الحكم والسيطرة له تبعات وأدوات فكيف يمكن تحقيق ذلك .
المسكوت عنه في اغتيال ياسر عرفات
الكوفية برس 12-11-2013 / بقلم هاني المصري
في الذكرى التاسعة لاغتياله، أبى ياسر عرفات أن يغيب عن المشهد، وكان حاضرًا وكأنه لم يغب. لقد لاحق أبو عمار قاتليه مرة أخرى من خلال نتائج التحقيقات السويسريّة التي أثبتت أنه مات بالسم عن طريق استخدام مادة ‘البولونيم’ النوويّة. هذه المادة لا تمتلكها سوى عدة بلدان من ضمنها إسرائيل صاحبة المصلحة في اغتياله، لاسيما وأن حكومتها قررت في أيلول 2004 إزالته، أي قبل شهرين من وفاته.
إذا عدنا إلى سيرة حياة عرفات سنجد أنه كان هدفًا دائمًا للحكومات الإسرائيليّة المتعاقبة، فقد جرت عدة محاولات فاشلة لاغتياله أثناء تواجده في بيروت، وقصفت الطائرات الإسرائيليّة مقرّه في ‘حمام الشط’ بتونس في محاولة جديدة فاشلة لاغتياله، وحاصرت قوات الاحتلال منذ العام 2002 مقره في رام الله ودمرت أجزاء منه، وتحكمت بزوّاره وطعامه وشرابه، وشنت الحكومة الإسرائيليّة حملة تحريضيّة ضده، وأعلنت أنه زعيم ‘إرهابي’، وهددت بقتله علنًا، وكشف أوري دان، الصحافي الإسرائيلي المقرب من شارون في كتابه حول حياة شارون، المكالمة التي جرت بين الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن وبين شارون ‘حين طلب الأول ترك أمر التخلص من عرفات للعناية الإلهيّة، فأجابه الآخر: ولكن العناية الإلهيّة بحاجة إلى مساعدة بشريّة، فصمت بوش، فيما اعتبره شارون ضوءًا أخضر لاغتيال عرفات’.
لم نكن بحاجة إلى دلائل جديدة لإثبات أن ياسر عرفات مات مسمومًا، فهذه المسألة محسومة منذ وقت مبكر، عندما تعرض عرفات لمرض مفاجئ أدى إلى وفاته خلال شهر واحد، وهو لم يكن يعاني من أي أمراض جديّة، ولكنا كنا منذ البداية ولا نزال بحاجة إلى موقف سياسي بمستوى الحدث وقادر على ملاحقة الجناة، موقف يجرؤ على اتهام حكومة شارون - موفاز رسميًا بارتكاب هذه الجريمة النكراء بحق رجل هو بكل المقاييس زعيم تاريخي، ومؤسس الهويّة الوطنيّة الفلسطينيّة، والحاصل على جائزة ‘نوبل’ للسلام، رغم أنه ذهب بعيدًا من أجل السلام على يد حكومة إسرائيل التي من المفترض أن تصنع السلام معه، وذلك عقابًا له لرفضه العرض الذي سمّي ‘سخيًّا’، والمقدم من أيهود باراك في قمة ‘كامب ديفيد’ وما هو بعرض سلام ولا سخي، وإنما عرض ‘تصفوي’ للقضيّة الفلسطينيّة من مختلف جوانبها، لذلك من الطبيعي أن يرفضه عرفات وأن يعود إلى المقاومة التي أوقفها بعد ‘اتفاق أوسلو’ لاعتقاده أن المفاوضات يمكن أن تؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينيّة وتحقيق حلم حياته الذي قضى شهيدًا من أجله.
السؤال المحوري الذي يطرح نفسه بقوة أكبر في الذكرى التاسعة لاغتياله: لماذا لم تُتخذ الخطوات الواجبة لملاحقة القتلة الإسرائيليين والسعي الجدي لمعرفة فيما إذا استخدموا عميلًا أو أكثر من الفلسطينيين لتنفيذ الجريمة؟
وينبثق عن ذلك السؤال أسئلة فرعيّة، مثل:
لماذا يأتي التحرك الفلسطيني دائمًا متأخرًا وكردة فعل على اكتشافات جديدة، أو على تحقيق ‘الجزيرة’ التي أتاح لها هذا التصرف الفلسطيني أن تبدو صاحبة الملف والمكلفة بتحقيق العدالة، وهي تفعل ذلك لغاية في نفس يعقوب؟
لماذا لا تلجأ القيادة الفلسطينيّة إلى الأمم المتحدة وتطالب بتشكيل لجنة تحقيق دوليّة، أسوة بما حصل بعد اغتيال رفيق الحريري، لملاحقة الجناة ومعاقبتهم، أو على الأقل حتى تكون الملاحقة الجديّة والدائمة سيفًا مسلّطًا على رؤوسهم بما يجعل جريمتهم حاضرة وتلاحقهم باستمرار؟
أقول ما سبق مع إدراكي أن تشكيل ‘محكمة خاصة’ للتحقيق في اغتيال ياسر عرفات يحتاج إلى قرار من مجلس الأمن، وهذا القرار ممنوع من الصدور جرّاء الفيتو الأميركي الذي يقف له بالمرصاد، لكن لا مفر من البدء بالعمليّة بنقل ملف التحقيق إلى الجمعيّة العامة للأمم المتحدة، كما طالب ناصر القدوة في كلمته بمناسبة مرور الذكرى التاسعة.
لماذا لا يتم اللجوء إلى ‘محكمة الجنايات الدوليّة’ والاكتفاء بمطالبة الجامعة العربيّة بتفعيل قرارها السابق بتشكيل ‘لجنة تحقيق دوليّة’؟. إن مجرد المطالبة لا تكفي. فعلى الفلسطينيين أن يقوموا بما عليهم كاملًا، خاصة بإجراء تحقيق يسعى لكشف من ساعد الجناة قبل مطالبة الآخرين بالقيام بواجبهم.
من أجل الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها لا بد من العودة إلى مستشفى ‘بيرسي’ الفرنسي بُعيد إعلان وفاة ياسر عرفات وصدور تقرير طبي يشير إلى ‘إمكانيّة أن تكون وفاة ياسر عرفات غير طبيعيّة وأن يكون السم المستخدم غير معروف لدينا’، أي لدى الأطباء الفرنسيين الذين أشرفوا على إعداد التقرير عن سبب الوفاة.
إن اكتشاف وجود مادة ‘البولونيم’ بعد أكثر من ثماني سنوات يعني أن هذه المادة كانت موجودة بشكل أكبر بكثير عند الوفاة وقبل دفن الجثمان، ما كان يغني عن كل التحقيقات التالية، ولكن فرنسا آثرت لسبب ما أن تخفي معالم الجريمة، ولعل هذا السبب نفسه هو الذي أدى إلى عدم تعاونها حاليًّا مع لجنة التحقيق الفلسطينيّة، كما أعلن عضو اللجنة علي مهنّا في المؤتمر الصحافي المخصص للإعلان عن نتائج الفحصين السويسري والروسي.
إن المسكوت عنه في مسألة التحقيق في اغتيال ياسر عرفات أن هناك توجهًا فرنسيًا دوليًا عربيًا إسرائيلي- وعلى ما يبدو أن القيادة الفلسطينيّة خضعت له - يقضي بدفن مسألة التحقيق باغتيال ‘أبو عمار’، لأن كشف ملابساتها من شأنه عمل زلزال في المشهد السياسي كله. فبعد اتهام إسرائيل بالجريمة رسميًا وتحميلها المسؤوليّة السياسيّة والجنائيّة وملاحقتها لمحاسبة المسؤولين عن ارتكابها، لا يصح بعدها أن يبقى الأمر على ما هو عليه الآن، فلا يكون اللقاء الفلسطيني - الإسرائيلي بعدها ممكنًا على طاولة المفاوضات واستمرار الالتزامات الفلسطينيّة المترتبة على الاتفاقيات، وخصوصًا التنسيق الأمني، في وقت لم تلتزم فيه إسرائيل بما عليها؛ وإنما يكون اللقاء في ساحات المواجهة في المدن والقرى والمخيمات وقاعات المحاكم، وعلى كل المستويات والأصعدة المحليّة والعربيّة والإقليميّة والدوليّة.
لو تحقق ذلك، لكان من غير الممكن استئناف المفاوضات حتى من دون مرجعيّة ولا وقف للاستيطان ولا إحياء أكذوبة ما يسمى ‘عمليّة السلام’، وما هي كذلك، وإنما هي عمليّة من دون سلام تستهدف فرض السلام الإسرائيلي على الفلسطينيين.
لقد بدأت القصة بنصيحة فرنسيّة للفلسطينيين بعدم إثارة مسألة اغتيال ياسر عرفات فور اغتياله، لأن الأمر الحاسم عندها، الذي له الأولويّة على ما سواه قبل اندلاع الفوضى هو تأمين الانتقال السلس للسلطة وانتخاب خليفة عرفات، وإثبات أن الفلسطينيين جديرون باحترام المجتمع الدولي لهم، وبالحصول على دولة من خلال حرصهم على توفير الأمن والاستقرار في المنطقة اللذين سيتضررا أشد الضرر من إثارة مسألة اغتيال ياسر عرفات وعواقبها التي لن تحمد عقباها.
وكرّت السبحة بعد ذلك ولم ينل الفلسطينيون دولة مقابل إثبات جدارتهم وبناء المؤسسات، بل تعرضوا لضغوط جديدة استجابوا لها لوقف توجههم للأمم المتحدة، وجمّدوا طلبهم بالانضمام للوكالات الدوليّة، وخصوصًا ‘محكمة الجنايات الدوليّة’، ولم يوقّعوا على الاتفاقيات الدوليّة رغم أن هذا الانضمام وذلك التوقيع يوفر للفلسطينيين مزايا سياسيّة وقانونيّة وأخلاقيّة من شأنها تقوية موقفهم وتدعيم نضالهم لتحقيق أهدافهم الوطنيّة.
الأسيرة وئام...صورة تبكي الحجر
الكوفية برس 12-11-2013 / بقلم خالد معالي
الإنسان الذي لا تؤثر فيه صورة أسيرة وهي معتقلة في قفص؛ يكون قد تجرد من المشاعر والأحاسيس الإنسانية النبيلة؛ فصورة الأسيرة وئام عصيدة وهي محجوزة في قفص الاعتقال والانتظار على حاجز حواره اللعين؛ تبكي حتى الحجر، وأشد القلوب قساوة، وتضرب أعماق كل من عنده ذرة من شرف وكرامة.
أليست مفارقة عجيبة؛ أن يلتف جنود مدججين بالأسلحة الفتاكة والقوية، حول فتاة ضعيفة عاجزة، لا تملك من أمرها شيئا، ولا ترى من حولها، ومقيدة اليدين؟! هل توجد في الدنيا خسة ونذالة كهذه التي لدى دولة الاحتلال؟!
تعسا لأمة المليار ونصف مسلم؛ وهي ترى صورة الأسيرة وئام، ولا تحرك ساكنا، وكأن وامعتصماه باتت من الماضي.
فقدان الحرية لوحده كفيل بتعذيب النفس وقهرها إن لم تصبر وتتحمل وتوكل أمرها إلى الله؛ فكيف بنا المشهد عندما يكون؛ فتاة مسلمة وفلسطينية، مكبلة، ومغمغة العينين وحولها جنود مدججين بمختلف أنواع الأسلحة، يزعمون أنهم من جيش لا يقهر.
أنت يا وئام برغم أسرك وضعفك؛ إلا انك قوية بإيمانك بالله وإرادتك التي لا تلين، وفخر الشعب الفلسطيني؛ لا بل فخر هذه الأمة؛ برغم تقاعسها وترددها في نصرتك وأخواتك الأسيرات وإخوانك الأسرى.
يصم الغرب وأمريكا آذاننا حول حقوق المرأة، ولكنهم يصمتون ولا نسمع لهم قولا عندما تعتقل وتعذب فيتات وطفلات ونساء فلسطين المحتلة.
صورتك يا وئام؛ أجبرت الأحرار ومن يجري في عروقه دم النخوة والشرف، على أن لا يناموا وهم يفكروا في خلاصك من القيد وزرد السلاسل. درسك قاس يا وئام، فأنت لم تنكسري ولم تعبئي بجنود الاجرام، الذين اعتقلوك بحجة زائفة كعادتهم.
كل من عنده غيرة وشرف، ويرى صورتك على الحاجز اللعين؛ يؤنبه ضميره، ويشعر بالتقصير والتقاعس عن نصرة الأسرى والأسيرات اللواتي يعانين من ظلم الاحتلال بأبشع صوره، وهو الأسر وبدون تهمة تذكر، اللهم سوى أنهن أحببن وطنهن وتمسكن به، ورفضن الظلم.
ذكرتنا صورتك يا وئام؛ بأن لا تخضع لظالم مهما علا ظلمه وغيه، وان الحق ينتزع من حلوق الأعداء نزعا، وان الاحتلال مهما طال زمانه إلى زوال بهمم الأبطال الشجعان الواثقين بنصر الله.
ما أثقل الدموع، وهي تنهمر حزنا بالنظر لصورتك، حزنا على ضعفنا وانقسامنا وهواننا على أعدائنا. أنت يا وئام؛ وجع في قلب كل حر وغيور في هذا العالم، ونخزة ضمير لكل حر وأبي في الوطن المأسور والمقهور.
نحني خجلا لك يا وئام، ول 16 أسيرة أخريات في سجون الاحتلال، اللواتي يوجعن ضمائرنا على الدوام، ويوجعن أيضا بقاء 5000 أسير في سجون الاحتلال، ولكن قليلا من الصبر، فالفجر، آت ...آت...، “أوليس الصبح بقريب”.
نداء الفرصة الأخيرة للقوى والقيادة الفلسطينية
الكوفية برس 12-11-2013 / بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
ماذا تنتظر القوى والقيادة الفلسطينية حتى تتنادى إلى لقاءٍ جامعٍ وتلتقي معاً، فقد آن الآوان لعقد خلية أزمة، تناقش فيها مختلف مستجدات القضية الفلسطينية، في ظل التطورات الكبيرة والخطيرة التي تشهدها المنطقة، وتلقي بظلالها وتداعياتها على القضية الفلسطينية، وتصيب بأخطارها الشعب في الوطن وفي الشتات، ولا تستثني من تداعياتها أحداً.
فقد أصبح لزاماً على المسؤولين الفلسطينيين، سلطةً وفصائل ومؤسسات مجتمع مدني، أن يتناسوا خلافاتهم، وأن يضعوا جانباً تناقضاتهم، ويلتفتوا إلى ما يهدد شعبهم، ويستهدف قضيتهم، إذ لن يبقَ بعد اليوم شيئاً يختلفون عليه، أو يتصارعون من أجله، فالأرض تتمزق وتضيع، والشعب يتشتت ويهاجر، والمقدسات تهود، ومعاناة الفلسطينيين في كل مكانٍ تزداد وتتعاظم.
ألا تتعلم القوى الفلسطينية من غيرها ومن أعدائها، الذين يشكلون عند الحروب والشدائد، خلايا أزمة، أو حكومات حرب، ويواجهون مجتمعين كل الخطوب والأحداث، ويتفقون في ظل وجودها على نسيان مشاكلهم، وتجاوز خلافاتهم، وتأجيل حساباتهم الخاصة، والالتفات إلى شعوبهم وقضاياهم الوطنية، فهذا هو سلوك العقلاء، وسبيل الحكماء، ومنهج الصادقين المخلصين لشعوبهم وقضاياهم.
ألا ترى القيادة الفلسطينية أن أبناء شعبهم في مخيمات اللجوء والشتات قد تركوا أماكن اللجوء، وركبوا البحر والخطر، بحثاً عن مهاجر جديدة، وأوطانٍ أخرى يجدون فيها بعضاً من كرامة، وشيئاً من الأمن والسلامة، التي فقدوها في أوطانهم، وعانوا منها في لجوئهم، فقد هاجر إلى دول أوروبا وغيرها آلاف الفلسطينيين، بعد تضحياتٍ جسيمة قدموها في البحار غرقاً، أو برصاص خفر السواحل قتلاً، وقد تكبدوا مشاق السفر، وأخطار الإبحار، فراراً بحياتهم من الموت.
ألا تدرك القيادة الفلسطينية أن أرضنا الفلسطينية تنتقص من أطرافها ومن القلب، وأن الحكومات الإسرائيلية تنهشها يوماً بعد آخر، فتنبني المزيد من المستوطنات، وتوسع القديم منها، على حساب المواطن الفلسطيني، وأنها بدأت بطرد آلاف البدو من سكان النقب، بعد أن دمروا قراهم، وهدموا بيوتهم، في محاولاتٍ مستميتة لتهويد الأرض، وطرد السكان العرب منها.
ألا يرون أن القدس تهود، ومسجدها الأقصى يقوض، وتكاد تنهار جدرانه، وتتهدم قواعده، فضلاً عن الاعتداءات المستمرة التي يقوم بها المستوطنون والمتدينون اليهود، الذين يزاحمون المسلمين على مسجدهم، ويخططون لاقتسامه قبل السيطرة عليه.
ألم يكف القيادة الفلسطينية انقساماً واختلافاً، وتناحراً واحتراباً، فقد تجزأ الوطن بل تفتت، وانقسم الشعب بل تمزق، وغدت أرضنا كانتوناتٍ أمنية، ومعازل عنصرية، لا نستطيع العيش فيها، أو الخروج منها، فلا فيها ما يكفينا، ولا يسمح لنا بإدخال ما نريد ولا ما نحتاج إليه، ولا نقوى على كسر الحصار، أو هزيمة القرار، في الوقت الذي بات فيه العدو ينعم بالأمن والسلام، فلا مقاومة تخيفه، ولا عملياتٍ عسكرية تقلقه وترهبه.
أين تكمن المشكلة، ومن الذي يمنع عقد هذا اللقاء، وأي جهةٍ تتعمد تأخيره، أو ترفض عقده، ألا يحق لنا نحن الفلسطينيين أن نتسائل، لماذا تتركنا قيادتنا وحدنا في مواجهة الطوفان، وفي تحدي الجلاد، وفي مواجهة الخطوب والأخطار، نواجه مصائرنا المجهولة، ونتلقى ضرباتٍ قاتلة، ونهان من كل الحكومات، ونطرد من كل البلاد، ولا يسمح لنا بأن نكون مع اللاجئين، نعيش معهم أو نموت بينهم.
إنها فرصة القوى والقيادة الفلسطينية لإثبات أنهم أحراراً، يملكون قرارهم بأنفسهم، ولا أحد يملي عليهم، ولا سطوةَ لنظامٍ على إرادتهم، فليأتوا وليجتمعوا، وليلتئموا وليلتقوا، وليناقشوا هموم وطنهم، وحاجات شعبهم، وليكونوا يداً لمساعدة أهلهم، ومد يد العون لهم، علهم يتمكنون من انتشالهم مما هم فيه من ضائقة، فهم بالغين راشدين، عاقلين واعين، يعرفون مصالحهم، ويدركون منافعهم، وليسوا بحاجةٍ إلى وصيٍ أو راعي، ولا إلى مضيفٍ أو وسيط، إذ لا أحد اليوم جاهزٌ لاستضافتهم، ولا يوجد دولة أو نظام مستعد للوساطة بينهم، أو رعاية حوارهم، فلتكن منهم المبادرة، وعندهم القرار، وليكونوا ولو مرةٍ واحدةٍ على قدر المسؤولية، ومستوى القرار، أهلاً للتصدي للصعاب والتحديات، ورجالاً في مواجهة الملمات والأزمات.
جدول أعمال اللقاء القيادي الفلسطيني جاهزٌ ومعد، يعرفه كل الفلسطينيين، ويدركه كل المواطنين، وهي قائمةٌ قديمة، يتصدرها الانقسام، ولا تنتهي بشتات الفلسطينيين الجديد، وتمزقهم بين دول أوروبا الغربية وأستراليا وكندا، ولكن الجديد فيها انخراط السلاح الفلسطيني في معارك جانبية، لا تمت للقضية الفلسطينية بصلة، ولا تتفق مع السياسات الفلسطينية القائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولةٍ عربية، وعدم الاحتكام إلى السلاح في التعامل مع المشاكل الخاصة.
إذا توفرت الإرادة الفلسطينية الصادقة، وتحقق العزم لدى القادة، فإنَّ عاصمة لبنان بيروت هي المكان الأنسب للقاء الفلسطيني الجامع، فبيروت كانت ولا زالت عاصمةً للمقاومة العربية، تلتقي تحت سمائها قوى الأمة المقاومة، الإسلامية والقومية، وتحتضن فوق أرضها شتاتاً فلسطينياً مقاوماً، يضم كافة أطياف الثورة الفلسطينية السياسية، فلا قوةً فلسطينية إلا ولها في لبنان ممثلٌ أو مندوب، ولها أتباعٌ ومريدون، وهو ما لا يتحقق في أي عاصمةٍ عربيةٍ أخرى، إذ أن ميزة اجتماع كل القوى على أرضٍ واحدة لا تتحقق إلا في غيره، فهي غير ميسرة في غزة ولا رام الله، كما يتعذر تحقيقها في عمان أو القاهرة أو غيرهما من العواصم العربية.
وفي لبنان تلتقي القوى الفلسطينية مجتمعة، دونَ الحاجة إلى راعي أو مضيف، ودون انتظار موافقةٍ أو ضياع الفرصة في البحث عن غطاءٍ سياسي، وإليه يستطيع أن يصل الجميع، فلا تمنع حكومته فصيلاً، ولا تضع فيتو على قوة، فكل فصيلٍ قادرٍ على تسمية مندوبه أو ممثله، بما يعزز استقلالية القرار، وحرية الخيار.
هنا في بيروت يلتقون بحرية، ويتجمعون بلا غطاء أو رعاية، فيتخلصون من كل ضغط، وينعتقون من كل قيد، فلا يكون تأثيرٌ عليهم إلا من شعبهم، ومصالح أهلهم، فهل تعجل القوى بالتنادي إلى اللقاء، أم أنهم يأبون إلا أن يثبتوا لنا أنهم جبناء عجزة، أو ربما هم عملاء خونة.
لك المجد يا صانع المجد ...على عهدك محافظون وعلى دربك سائرون
الكوفية برس 12-11-2013 / بقلم إبراهيم أبو النجا
كعادتنا قيادات فلسطينية فى كل مساء نثبت وجودنا في حضرة قائدنا ورئيسنا ومن أحبنا وأحب أبناء شعبه؛ لأننا كنا لا نقوى على عتبه إذا أطلنا عنه الغياب وحتى بعذر وجيه.
في تلك الليلة تواجدتُ بعد غياب أسبوع ، كنتُ على رأس وفد من وزارة الزراعة، حيث كنت وزيراً آنذاك عائداً من مدينة حلب السورية بعد أن أنهينا زيارتنا لمنظمة “إيكاردا”، وهي منظمة عالمية تختص بالزراعة في المناطق الجافة من العالم، واتخذت من مدينة حلب مقراً لها، حيث الزراعة بأنواعها والمختبرات وإجراء التجارب ، وتزويد الدول النامية بالتقاوي والدراسات والخبراء والإشراف على النهوض بالزراعة ، كان قد أُعد لنا برنامج مكثف للإطلاع على مكونات ومحتويات ومنتجات المنظمة كافة، المنظمة تضم أعداداً من الخبراء العالميين في مجال الزراعة والمياه والتربة والمبيدات وكل ما يخطر على بال أي شخص يُعنى بإنتاج الأرض.
لهذه المنظمة العملاقة رئيس ومعه معاونون كُثُر، والرئيس هو الدكتور مصطفى البلتاجي مصري الجنسية لا يمكن أن نفيه حقه مهما قلنا عنه، استقبال متميز، حفاوة غير محدودة، اهتمام يفوق التصور، استعداد تام لتبني أفكارنا ورؤانا وتطلعاتنا الفلسطينية؛ ليصبح منتجنا منتجاً منافساً لأكبر المنتجات الزراعية العالمية.
لقد كان لكل ذلك وقع كبير في نفسي وبدأت أتساءل ما سر ذلك ؟ صحيح أن قضيتنا عادلة وهي القضية المركزية للأمة العربية، وأننا تحت الاحتلال وفي حالة صدام وصراع وإثبات وجود، ونستحق أن يحنو علينا العالم ، ولكن للمنظمات الدولية سقف لا تتعداه، دفعني ذلك رغم أنني لست فضولياً إلى الجلوس مع الدكتور مصطفى البلتاجي وأسأله: ألا ترى أن الخبراء الأجانب العاملين في المنظمة قد لا ترون لهم هذه المعاملة المتميزة لنا ؟ قال : بلى ولكن لا تنسى يا معالي الوزير أن رئيسكم صديقي ورفيقي في الدراسة ، إنه الزعيم ياسر عرفات ، وأمام ذلك فلا أخشى ملامة أو انتقاداً من أحد، وأعرف أنها مسؤولية ولكنني أقوى عليها من أجل صديقي ورفيق شبابي طيلة سنوات دراستى في كلية الهندسة، وأخذ يسألني عنه، ويدعو له بدوام الصحة وطول العمر وحملني تحياته وأشواقه وطلب مني أرقام هواتفه، فأعطيتها له ليصار إلى استرجاعهما لماضيهما الجميل .
ليلة مغادرتنا مدينة حلب أقام لنا الدكتور مصطفى البلتاجي حفل عشاء ووداع حضره الخبراء والمدراء والعاملون كافة من الجنسين ، ألقى كلمة في وفدنا وكم كانت مؤثرة ، وحمّلنا تحياته لرفيقه ياسر عرفات وتمنياته لشعبنا بالحرية والاستقلال ، وتحقيق حقوقنا كافة.
كان عليَّ أن أبادله بكلمة اجترحت من العبارات ومفردات اللغة بحيث لم يستطع أحد أن ينقلها إلى اللغات المتداولة في المنظمة إلا هو شخصياً رغم أن هناك مترجمين متخصصين ، حيث صعب عليهم ذلك ، أما هو فقال: صحيح إنها لغة خطابة لم أسمعها منذ أمد، ولكنها أعادتني إلى عقود خلت ، فشكراً لك معالي الوزير فأنا استرجعت ما كان قد تفلت بحكم السنين الطويلة.
في نهاية الحفل قدم علبة خشبية كبيرة نُقشت بل حُفرت بأيدي حلبية وبطريقة فنية يعجز الفنانون عن وصفها، وقال بداخلها حلوى حلبية أرجو أن تتقبلها مني ، وطلب تغليفها بورق مخملي جميل وأحيطت بخيوط ذات ألوان جذابة، وعلق عليها بطاقته الحاملة لاسمه وأرقام هواتفه.
عودة إلى الليلة التي تواجدتُ فيها عند الزعيم الخالد “أبوعمار” وقد حملت العلبلة الخشبية معي، دخلتُ وسلمتُ عليه وهنأني بالسلامة حيث كنت قد استأذنته في السفر وقال ما بيدك؟ فأجبته :إنها هدية من صديقك وزميلك ورفيق كليتك الدكتور مصطفى البلتاجي.
ارتسمت السعادة كلها على محياه، وبدأ يمطرني بسيل من الأسئلة عن رفيقه، فحكيتُ له الحكاية كلها، وقلت هذه بطاقته كتب عليها ، ترسل له رسالة شكر وتقدير.
جاء وقت العشاء فطلب من الحاضرين كافةً وهم أعضاء في اللجنة المركزية والمجلس الثوري والتشريعي ووزراء حتى امتلأت غرفته بالطعام ، وهي في الوقت ذاته مكتبه ومكان استقباله لضيوفه.
أجلسني بجانبه وبدأ الجميع بتناول العشاء المكوّن من خبز وقطع من الجبن والحلوى وقليل من الفواكه، وأخذ كعادته يوزع بنفسه على الحاضرين قليلاً من معجون أسود على قطعة صغيرة من الخبز، أما هو فوضع في فمه ملعقة من الشوربة، وما إن دخلت إلى معدته أعادها ، وكأنها جسم غريب طردها جسمه فوضع يده على فمه مع إطلاقة صوت يوشي بأن هناك شيئاً.
أصبنا جميعاً بوجوم وذهول وتوقفنا عن الأكل وأنظارنا كلها صوبت باتجاهه، قلت له: سيدي الرئيس أخشى أن يكون شيء من البرد قد ألم بك ، سيما وكنت تجلس في الطابق الأعلى والشباك كان مفتوحاً وشهر تشرين في رام الله بارد، قال: معك حق أنا شعرت بالقشعريرة عندما كنت هناك وفتح قميصه، وقال: أنا لباسي خفيف ، حيث لم يكن تحت القميص سوى غلالة قطنية خفيفة.
طلب أن يرفع الطعام من أمامه، وطلبنا منه أن يخلد إلى الراحة ولكن علامات الإعياء ظهرت بأسرع من البرق على وجهه حيث الشحوب والإصفرار ، ولم تغادر يده معدته.
غادرنا جميعاً متخوفين متحسبين وغير معتادين من هذا الجبل الذي تحمل ما لا يطيقه كائن على ظهر البسيطة، ولكن لن نذهب بعيداً، جميعنا قال: إنها وعكة برد لا أكثر من ذلك .
صباح اليوم التالي غادرتُ إلى غزة بعد أن مررت على الوزارة في رام الله ، وصلتُ مساءً في الليل ، اتصل بي الأخ الدكتور رمزي الخوري مدير مكتبه، وسألني أين أنت، قلتُ : وصلت إلى غزة لأداوم صباحاً بمقر الوزارة وأطلع على شؤونها ، قال الأخ أبو عمار سأل عنك يرجى حضورك صباحاُ، غادرت صباحاً وتوجهت فوراً إلى مكتبه، سلمت عليه وسألته عن صحته ، قال استدعوا لي الأطباء أرجو أن تبقى في رام الله بين الوزارة ومكتبي ولا داعي للسفر الى غزة ، أجبته أسأل الله لكَ الشفاء يا ختيار ولا تقلق فأنت بخير وسأكون بجانبك إن شاء الله ، بقيت عنده حتى دخل عليه مجموعة من الأطباء فغادرت ، ولكنني وآخرون كنا نجلس خارج المكان الذي يعاين فيه الأطباء الأخ الرئيس.
حلَ شهر رمضان، أرسل ليَ مع الأخ روحي فتوح بأن أتناول معه إفطار ذلك اليوم ، وسأله من مع الأخ أبو وائل قال : اللواء فخري شقورة ، فأخبره أنكم ضيوفي وسنتناول الإفطار معا ً ، وكان صائماً رغم أن الأطباء تمنوا عليه أن يفطر من أجل أخذ الدواء في مواعيده.
قبل آذان المغرب تواجدنا عنده ثلاثتنا، وأحضر القائمون على إعداد طعامه طعام الإفطار حيث حان موعده ، تناولنا حبات التمر أما هو فلم يتناول شيئاً ، تمنيت عليه أن يأخذ ولو ملعقة صغيرة من اللبن الذي أمامه فتناول ملعقة صغيرة ولكنه لم يبلعها .
توقفنا عن الطعام فشعر أننا تأثرنا فألح علينا أن نكمل إفطارنا ، واستأذننا وغادر ليصلي في غرفة نومه ، أما نحن فقمنا إلى الغرفة المجاورة وصلينا المغرب، وما إن انتهينا حتى عاد ووجدنا لم نتناول شيئاً، فوجدنا حيث كنا نصلي، قال: أنتم ضيوفي لماذا لم تفطروا قلنا له: سيدي الرئيس أفطرنا والحمدلله ، وأراد أن يجلس معنا، فطلبنا منه بإلحاح أن يعود إلى غرفته وقمنا وأخذنا بيديه وقلنا: نحن لسنا ضيوفاً، نسأل الله لك العافية يا والدنا .
بدأنا نتلمس من الأطباء بعض المعلومات التي تبعث الطمأنينة في نفوسنا ، خاصة بعد أن استشعرت أن العد التنازلي قد بدأ ساعة أن طلب من الدكتور رمزي أن أحضر عنده وهي الليلة التي غادرته فيها المرة الأولى.
رغم تكتم الأطباء إلا أنني كنت عندما يغادره الأطباء أدخل عليه فلا أرى إلا ما يزيدني ألماً وحزناً وحسرة حتى صبيحة يوم نقله إلى فرنسا.
كنت أمامه ودموعي لم أسيطر عليها، نظر إليَ ومدَ يده وقبلته وسلمت عليه وكانت لحظة الفراق الأبدي.
عدتُ بعد أن أوصلناه إلى الطائرة وهو يرسل لنا ولمودعيه قبلاته، وكأنه يعرف أنها قبلات الوداع وهي كذلك.
وكم كانت قاسية الدقائق والساعات والأيام التي حالت دون رؤيتنا له حتى عاد إلينا محمولاً في طائرة ، ليوارى في فلسطين التي أحب، ولكننا عاهدناه أن يوارى في القدس بعد تحريرها إن شاء الله ، حيث ولد ومن أجلها استشهد .
تسع سنوات والألم يعتصر قلوبنا جميعاً، يعيش بيننا وفي تفاصيل حياتنا، ولم ولن يغيب عن ذاكرتنا لحظة واحدة ، واليوم يحرم هذا العملاق العظيم من أن تُحيى ذكرى استشهاده فوق أول قطعة أرض من فلسطين وطأتها قدماه.
قائدنا وفقيدنا وزعيمنا وقدوتنا وشهيدنا سنبقى نبكيك ونحيي ذكراك في قلوبنا ، فأنت الحي بتاريخك وعطائك ورمزيتك فلا تعتب علينا، فأنت أكبر من المهرجانات وتاريخك لا يزيده احتفال هنا واحتفال هناك.
فلك المجد يا صانع المجد، ولك الغار كله، ويكفيك فخراً أنك خالد، وأن عهدك لن ينساه أبناؤك، وأن حلمك سيتحقق إن شاء الله ، بأن يرفع شبل وزهرة من أشبال وزهرات فلسطين علم فلسطين على أسوار القدس ومآذن القدس وكنائس القدس.
فإلى جنات الخلد يا سيد الرجال، والمهرجان العالمي يوم يُنقل جسدك الطاهر إلى القدس التي أحببت.
غزة لا تحتاج “التبجح”!
الكوفية برس 12-11-2013 / بقلم حسن عصفور
وكأن أزمات أهل قطاع غزة باتت مجالا للتسلية السياسية بين “فصيلي الكارثة الوطنية”، أو مجالا للتعبير عن “الكبت السياسي” لبعض فصائل كان يعتقد أن قدرتها الجماهيرية ستعيد رسم تحديد مسار البحث عن أدوات غير التعبير عن حالة سخط وتذمر، كمواطن لا يملك من أمره سوى الدعاء على من تسبب بما وصل اليه، ومنظمات انسانية تجد فرصتها في التعايش مع الكارثة السياسية – الانسانية لأهل القطاع، بكتابة التقارير عنها كطريق لزيادة رصيدها البنكي..
لا يوجد من يجهل الكارثة الانسانية – السياسية التي تضرب القطاع من اركانه كافه، ولا نظن أن أهل القطاع ينتظرون من أي كان من يصف لهم ما يعرفونه عن ظهر قلب ويدفعون ثمنه من جلودهم وحياتهم ومستقبلهم، ولذا آخر ما يمكنهم الرغبة في سماعه تلك الأصوات التي تتحدث عما يعيشون أزمة ومعاناة بكل اشكالها الانسانية، قبل السياسية، بل لعلهم وصلوا الى قناعة أن أزمة القطاع السياسية باتت خلف ظهورهم الى حين ظهور معجزة سياسية إقليمية، وليس وطنية تفتح باب “الأمل الوطني” في الخلاص من مصيبة ظلام الانقسام..باتت مصيبتهم المباشرة في مناحي الحياة الانسانية، اليومية والمستقبلية..
فحماس صاحبة السيطرة على الواقع القائم وضعت قطاع غزة تحت وصايتها السياسية، ما أحاله الى “رهينة”، نتيجة لحسابات حماس الاخوانية الضيقة، التي تصرفت بسلوك لا صلة له بالانتماء للقضية الوطنية من الثورة المصرية، واعتقدت واهمة أن سلوكها وموقفها السياسي – الاعلامي والفكري من ثورة مصر التي أسقطت حكم المرشد والاخوان ليس سوى “لحظة حرجة” و”ساعة وتمر” لتعود الأحوال أحسن مما كان، وعاشت تلك الأوهام التي روجتها “الجماعة الإخوانية” بهوس عجيب أن “مرسي عائد الى القصر بعد العصر”، ققول تكرر بلا أي ادراك للحقيقة أن مصر أنهت والى دهر بلا زمن معلوم أي إمكانية لعودة الحقبة الإخوانية للحكم ليس في مصر وحدها، بل في المنطقة بأكملها، ذلك ما غاب عن قيادة حماس فأوقعت القطاع في “كمينها الإخواني”..
ولذا، وبدلا من “الولولة السياسية” اليومية للحديث عن معاناة أهل القطاع، عليها أن تتصرف بمسؤولية وطنية لو أرادت أن لا تدخل تاريخ “اللعنة الفلسطينية”، تبدأ وفورا بالاعتذار الى شعب مصر عن اي اساءة حدثت من قبلها الى ثورته، وأن “الخطأ – الخطيئة” يمكن معالجتها بروح من الانتماء القومي، وتضعها في شكل من أشكال “التوبة الوطنية”، تترافق مع اعلان رسمي من قيادة حركة حماس انهاء شكلها “الحكومي الخاص” في قطاع غزة، وتعلن في بيان بلسان مسؤولها الأول اسماعيل هنية بأن ما كان يسمى “حكومة ومجلس وزراء” لن يعد له مكان بعد اليوم، وأن الهياكل الحكومية في قطاع غزة هي جزء من هياكل السلطة الوطنية وحكومة د.رامي الحمدالله، وأن يعلن هنية أن قطاع غزة بانتظار رئيس الوزراء وحكومته للقدوم الى غزة لممارسة دورهم ومسؤوليتهم منها..بداية لا مفر منها وعنها كي تنتهي حماس من حالة “اللطم” على المعاناة الى وضع أسس لحل المعاناة..
ولأن حكومة الرئيس عباس التي يمثلها د.رامي الحمدالله ترى أنها حكومة لطرفي “بقايا الوطن” في الضفة والقطاع، فحتما لا تقتصر مسؤوليتها على لعبة استغلال موقف حماس للهروب من مسؤولياتها المباشرة عن القطاع، تبدأ بالكف عن الكذب بترداد نغمة نسبة ما تصرفه على القطاع، وهي ارقام لا تتطابق مطلقا مع الحقيقة، فلا عاقل يصدقها سوى من يبحث تبريرا للهروب من تحمل مسؤولية البحث عن حل للمأساة الانسانية قبل السياسية في قطاع غزة، وقائمة القضايا عديدة، ومعالجتها تبدأ فورا بالمساهمة في علاج مشكلة الكهرباء بذات السرعة التي عالجت بها مشكلة “وقود الضفة”، وتفي بما وعدت لادخال الوقود بدون ضريبة البلو، كما أعلن في لحظة “شجاعة” د.رام الحمدالله، قبل أن ينصحه باحثون عن ابقاء قطاع غزة تحت الكارثة، ويجدون له ذريعة معيبة اسموها بمسمى أن من الصعوبة اللعب بضريبة البلو.. والحقيقة هي أنهم يعتقدون أن تعميق أزمات القطاع الانسانية يعني تعميق أزمات حماس السياسية..وكأنهم الوجه الآخر لحماس..كل منهم يبحث اختطاف قطاع غزة لاستخدامه كرهان ضد الآخر..
يتناسى القائمون على مصير أهل “بقايا الوطن” من طرفي المصيبة أن “خطف قطاع غزة” لتصفية حساباتهم الخاصة لعبة باتت أكثر من مكشوفة، وأن “التمرد” على لعبة “الخطف المتبادل” ليس ببعيد، ودون تلك الحالة الكلامية التي ملأت الدنيا كلاما تمرديا، بلا فعل مناسب كون المسألة ليس ضمن حسابات “التمرد العام” ضد “خاطفي القطاع والمسألة الوطنية”..
لم تعد حالة قطاع غزة بحاجة الى تلك العبثية الدائرة في استخدامه، وليت فصائل العمل الوطني تدرك أن مسؤوليتها لا تقف عند حدود الغضب الانفعالي اللحظي لما يمر به الحال العام فيما تبقى من وطن..!
ملاحظة: قد لا يكون ملائما لرئيس دولة فلسطين أن يتحدث لاعلاميي مصر أنه نقل تحيات “كيري” للفريق “السيسي”..بدت وكأنه يبحث عن دور تلطيفي في مسألة تفوق كثيرا ذلك النوع من “التباسط الشخصي”!
تنويه خاص: أن يمر يوم 11 نوفمبر مرورا عاديا فيي قطاع غزة فذلك ليس نصرا لحماس..فكل عاقل كان يعرف أن الغضب على حماس ليس مقترنا بيوم خاص..فرحة قادة حماس بهدوء اليوم هو الوجه الآخر للخوف الذي كان يسكن بهم!
أبا عمار : باقون على العهد
فراس برس 11-11- 2013 سمير المشهراوي
ان الشعب الفلسطيني و أبناء حركة فتح لن يسلموا بالأمر الواقع أبدا قبل جلاء كامل حقائق جريمة اغتيال الزعيم و القائد ابو عمار، و القصاص من كل المتورطين فيها .
ولكن الحقيقة الواضحة كالشمس أن إسرائيل هي من إغتالت رمز الشعب الفلسطيني، ، وأيٍ كانت الأدوات الرخيصة والعميلة فهي لا تعدو كونها أقزام وأدوات قذرة وسيتم كشفها طال الزمن أم قصر !
ولكن هذا لا يلغي حقيقة أن إسرائيل هي من إغتالت ياسر عرفات، ، وأن القيادة الفلسطينية إن إمتلكت الإرادة والنية الصادقة وقليلاً من الرجولة والشجاعة، فعليها أن تعلن ذلك وأن تتحمل مسؤولياتها وتذهب بالقضية لمحكمة الجنايات الدولية، وأن تكف عن اللف والدوران والتسويف والتضليل والمماطلة، لأن البولونيوم المشع وحسب كافة التقارير التي أكدت وجوده وبكميات كبيرة، ، ذلك البولونيوم لا تمتلكه سوى دول معدودة، منها إسرائيل.
ان اقتراب الذكرى التاسعة لاستشهاد ابو عمار في 11 نوفمبر، يجدد عزيمة الشعب كله على المضي قدما في طريق النصر أو الشهادة الذي رسمه ابو عمار و الآباء المؤسسين للثورة الفلسطينية، لأن الواقع الأليم الذي تعيشه القضية الفلسطينية ليس أكثر من نتاج طبيعي للانقسام و الانحراف عن أهداف الثورة و أدواتها الكفاحية الفاعلة .
مروان البرغوثي
" يتردد هذه الأيام الحديث عن تعيين نائب لرئيس السلطة الفلسطينية و هناك تسريبات عن ترشيح الأخ القائد الأسير مروان البرغوثي لمثل ذلك المنصب، و في قناعتي ان صديقي مروان يستحق أكثر من ذلك بكثير، و نحن أبناء فتح ندعم اختياره لأرفع المناصب القيادية قلبا و قالبا، خاصة في ظل ما نشهده من تواطؤ على تحريره من الأسر الإسرائيلي خلال كلتا عمليتي تحرير و إطلاق اسرانا البواسل من سجون الاحتلال "
إذ لا يجوز الخلط بين نبل الفكرة، و تشوهات النفوس المريضة التي تحاول استغلال اسم قائد مميز مثل مروان لبعث الحياة و الروح في قيادة متهالكة لم تجلب للشعب الفلسطيني إلا الخراب و الهزائم المتلاحقة منذ عام 2004، إضافة الى تمزيقها لوحدة حركة فتح و الصف الوطني الفلسطيني .
إن المطلوب فعليا هو بعث الحياة مجددا في القيم و المبادئ و الوسائل الكفاحية للشعب الفلسطيني، و لا أرى لدى هذه القيادة المتهالكة أي من بوادر العزة و الكرامة لتقدم على مثل تلك الخطوة، لانها تعلم أنها تعني بداية النهاية للهيمنة و الفساد و الاستسلام لإرادة المحتل المغتصب ".
في ذكراك يا رمز الثوار نجدد العهد والقسم، أن نعيد الروح الكفاحية لثورتنا، ، وأن نعيد الإعتبار لقضيتنا
وأن نكون الأمناء على ميراث وأحلام الشهداء.
وإنها لثورة حتى النصر
ليس زهداً!!
ان لايت برس / 12-11-2013 خيري منصور
يخطىء من يتصور ان المثقف الذي يعزف عن أي منصب رسمي هو زاهد، فالأصح خصوصا في عالمنا العربي انه الادرى بهذه الشعاب، فهو حين يغادر موقعه التاريخي يصبح مجرد قطعة غيار في آلة، لهذا فهو قابل للاستبدال كأي مسمار.
وللانصاف علينا ان نلتمس الاعذار لمثقفين من العرب قرروا العودة بعد الربع الاول من الطريق، خصوصا من جربوا الخذلان والفاقة وسمعوا حتى من اقرب الناس اليهم بلوّا مكتباتكم واشربوها.. فالمضي في هذا الطريق الوعر حتى النهاية رهان شبه انتحاري، لانه طريق كما وصفه الشاعر أودن، موحش شحّ فيه الزاد والرفيق وقد يفقد فيه الانسان حتى ظله!
لهذا فان كل كتابة او رصد لما يسمى الانتلجنسيا العربية او النخبة لا تبدأ من جذر المسألة تبقى شبه جملة، أشبه بخبر بلا مبتدأ!
والمقارنة بين المثقف العربي وأنداده في العالم بها الكثير من التعسف، فهو في العالم العربي يتيم على مأدبة اللئام وعصامي عليه اذا كسرت ساقاه ان ينحت عكازه من عظم الظهر والرقبة، فهو يمارس مهنة بها الكثير من الالتباس، ولم تفرز حتى الآن بالقدر الذي يحولها الى حاجة وضرورة، لهذا فالمثقف غالبا ما يشعر بأنه فائض عن الحاجة، واذا اعترف له بأي دور فهو مجرد استكمال لنصاب وأشبه بمقعد هش ومزخرف للزينة في مدخل البيت لا يصلح للجلوس عليه لانه لا يقوى على حمل عصفور!
وأذكر ان الكاتب المغربي د. محمد برادة قال في اطروحته الاكاديمية عن ناقد مصري بأن تسعين بالمئة من المثقفين في تلك المرحلة كانوا موظفين ويعيشون من الوظيفة ليتوصل بعد ذلك الى استنتاج تاريخي بالغ الخطورة وهو عدم استقلالية النخبة بل ارتهانها للسلطة. لهذا يندر ان نجد مثقفين يتعاطفون مع زميل لحق به جور لأنهم أشبه بالقطيع الذي يلوذ بالفرار تاركاً أحد افراده بين أنياب النمور!
وحين نقرأ عن كاتب وزع من كتابه في لندن أو نيويورك او باريس ثلاثة ملايين نسخة نضحك حتى البكاء، لكن العجب يزول اذا عرفنا وفقا لآخر التقارير عن التنمية البشرية ان حصة خمسة عشر الف عربي كتاب واحد في السنة مقابل كتاب لكل خمسمئة انجليزي، ولو شئنا الاستطراد لمعرفة عدد الاسرة في المستشفيات وتحويل الموتى الى رهائن في ثلاجات المستشفى لشعر القارىء العزيز بما نشعر به من اختناق وغثيان!
لقد سبقنا المتنبي بقرون حين هنأ الجاهل على نعيمه وعزّى العارف على جحيمه، لكن المسألة ليست بهذا الشكل الثنائي الحاسم، لان الجاهل عدو نفسه أولاً، وعدو صاحبه ثانياً كالدّب في الحكاية المعروفة.
لقد مرّ وقت كان فيه الجاهل يخجل أو يحاول اخفاء جهله كالعورة، لكن ما يحدث الآن هو ان الثقافة تحولت الى عورة ويجب على المصاب بها التستر عليها!!
فاضل الربيعي يكتب لـ "ان لايت برس": " في غياب عرفات "
ان لايت برس 11-11-2013
انضم الى كتاب ان لايت برس الكاتب والاديب والسياسي العراقي المعروف فاضل الربيعي ، والربيعي وان كان بدأ مشاوره عراقيا وبقلب يساري الا انه سرعان ما حمل في ادبه ومقالاته ونشاطه السياسي هموم الامة وقضاياها ، وفلسطين كانت على الدوام في يسار صدره كما القلب تماما لم يتركه ولم تتركه ، وفي اولى مقالاته في ان لايت برس يكتب الربيعي عن قمر فلسطين الدائم وشمسها التى لا تغيب ، عن زعيمها الخالد ياسر عرفات وهو اختيار يؤكد ان قلب الربيعي مازال مفعما بهواه الفلسطيني حد التضحية وفيما يلي المقال المعنون :
لم يعد المسرح يحتمل وجود البطل، وكان يتوجب عليه أن يغيب عن المشهد ما قبل الختامي، وفوق ذلك، أن يترك غيابه في جمهور المتفرجين والنظّارة، كل أسباب الحيرة والقلق والخوف والتشوش. لقد كان مجرد بقاء واستمرار عرفات وحضوره في الحياة اليومية للفلسطينيين، معضلة بالنسبة لكثيرين هنا وهناك، وراء الكواليس أو في قلب المشهد، فهو حضور متأجّج المشاعر، يلهب الحماسة حتى عند خصومه في الخندق الفلسطيني. وكان هناك بالطبع من يرغب في وجود بطل بديل، باهت اللون والصوت وأكثر استعداداً لوضع نهاية باهتة للمأساة المروعة.
وفي الأساطير القديمة، قدّمت الآلهة لهرقل ثوباً، ما أن ارتداه حتى تهرأ جسده وراح يتلوى من الالم. لقد اصبح عائقاً أمام تطور مسارٍ محددّ للأحداث الماساوية ، يراد له أن يغدو هو الواقع. ولذا جرى ( تغييّبه).وهذا هو– بوجه ما من الوجوه- هو المغزى ما فوق السياسي لغياب عرفات. إنه غياب شبيه بموت الأبطال – في التاريخ- بواسطة السمّ.لقد ضاقت الآلهة ذرعاً بوجود البطل.
وبهذا المعنى ايضاً يصبح موته لغزاً محيراً شبيهاً بارتداء ثياب مسمّمة .
وفي غياب عرفات، يمكن لنا ان نسترد بعض الحقائق.
أولاها: أن حضوره في مسرح الأحداث، كان- وبقطع النظر عن كل خلاف حول سياساته وشخصه- بمثابة المادّة الصمغية التي تمكّن الشعب الفلسطيني بواسطتها من البقاء موحدّاً طوال عقود من الصراع العربي- الإسرائيلي. وحين جرت عملية زعزعة منظمّة لهذا الحضور- بواسطة حملات التشويه والشيطنة الإعلامية المسعورة التي لم تتوقف حتى مع موته- فقد تصدّعت وحدة الفلسطينيين وتمزّق النسيج. لقد تلاشت الماّدة الصمغية.
وثانيها : أن كل غياب للبطل الحقيقي، يعني صعوداً لبطل مزيف. ( هل دون معنى أن غياب عبد الناصر مثلاً، كان فرصة لصعود السادات ؟). أليس هذا ما كان ينشده الذين صمموا خطة البولونيوم ؟
وثالثها: أن القانون الثابت في تاريخ الصراعات التي عرفتها البشرية، وتوّجتها الحملات الاستعمارية القديمة والجديدة، يقوم على المبدأ التالي: لا سبيل للسيطرة على الأرض والهيمنة على السكان من دون تحطيم البطل. وحين تُجرّد أي أمّة أو شعب من بطله ، فأنت في الطريق للهيمنة على ارضه ومصير و ومقدراته.
ورابعها : أن الفلسطينيين في غياب عرفات باتوا يملكون أبطالاً موتى . أنهم قديسون ولكنهم شهداء. لم يعد لديهم بطل حيّ .
لم يعد المسرح يحتمل وجود بطل حيّ وحقيقي.
ذلك هو مغزى غيابه.
قراءة في المستقبل
الكوفية برس 12-11-2013 / بقلم مصطفى الفقي
لا بد من ارتياده بجسارة وقوة، إن غداً هو الأمس بعد غد، والأمم تحتاج إلى نظرة بعيدة، والشعوب تحتاج إلى استشراف المستقبل على مداه القريب والمتوسط والبعيد، وها أنا أطرق المدى الأول وأرجو أن يكون حديثي خفيفًا على القلب مقبولاً لدى العقل، خصوصاً أنه لا يحكمه هوى ولا يدفعه غرض إلا الرغبة في التفكير “خارج الصندوق” والتقليب في أوراق ما هو قادم، ولعلي أعبر الآن عن الأسلوب الذي أراه للخروج من المحنة الحالية للوطن والمأزق الصعب الذي نعيشه، وأفصّل ما أريد أن أقوله من خلال النقاط التالية:
أولاً: أرجو أن يتذكر من قرأ لي من قبل أنني كتبت في عصر الرئيس الأسبق “مبارك” وفي هذه الصحيفة تحديدًا أن “جمال مبارك” يمكن أن يكون وزيراً فقط فذلك هو أقصى ما يتواءم مع كفاءاته كاقتصادي متميز، ولكن ما فوق ذلك يحتاج إلى ما هو أعلى من القدرات، ومع الفارق الكبير بين الشخصيتين ،فإنني أرشح الفريق أول “عبد الفتاح السيسي” بطل 3 يوليو/تموز لمنصب رئيس الوزراء في هذه المرحلة وليس ذلك انتقاصاً من قدر رئيس الوزراء الحالي الصديق الدكتور “حازم الببلاوي” وحكومته ولكنني أحسب أننا محتاجون على المدى القصير إلى “حكومة طوارئ” أو “حكومة حرب” سمها ما تشاء فنحن نواجه صدامات داخلية وحرباً في سيناء .
لذلك فإن وزارة مصغرة تضم مجموعة من الاقتصاديين والعسكريين وخبراء الأمن والقانون والسياسة الخارجية يمكن أن تمثل أولوية عاجلة للوطن المصري في هذه الظروف الصعبة حيث يقتضي الأمر التفكير بشكل جدي في مواجهة حاسمة للموقف المتردي على جبهات مختلفة لبلد مرصود داخلياً ومستهدف خارجياً، وإذا قامت تلك الحكومة الطارئة بقيادة شخصية محترمة أجمع عليها المصريون لأنها جمعت بين حزم العسكري ودهاء السياسي فإن الفريق أول “السيسي” يكون قد قدم خدمة أخرى لشعبه، إذ إن صناع 3 يوليو/تموز ليسوا هم من يحكمون، وبالتالي فإن إنجاز الشعب المصري في ذلك اليوم قابل للتبديد والهدر في ظل أوضاع غير مستقرة وقرارات غير مدروسة رغم أنني لا أنكر أن الوزراء الحاليين هم أفضل مجموعة منذ ثورة 25 يناير حتى الآن، ولا ينتقص هذا الاقتراح من ترشح الفريق أول “السيسي” لمنصب الرئاسة بل قد يؤهله أكثر لذلك خصوصاً إذا ما توصلنا إلى دستور توافقي وانتخابات برلمانية شفافة ومتوازنة .
ثانياً: إن الرئيس الحالي وهو قاضٍ متميز يملأ موقعه في هدوء واقتدار لذلك، فإن وجوده للإشراف على الانتخابات الرئاسية سوف يكون ضمانة حقيقية ومصدر طمأنينة لكل الأطراف على أن تكون معظم الصلاحيات في الشهور القادمة متمركزة في مجلس الوزراء الذي يعبّر عن السلطة أكثر من تعبيره عن الشرعية، وأدعو هنا إلى تشكيل “مجلس استشاري” من المتخصصين في فروع السياسة والحياة وكبار المفكرين غير التقليديين لخدمة رئيس الوزراء وحكومته في المرحلة القادمة وليس ما أقوله بدعة فقد سبقتنا إليه دول مرت بظروف مشابهة واجتازتها بمجموعة من القرارات الصعبة التي لا نستطيع تجاهلها .
* ثالثاً: إنني لا أستسيغ تعبير المصالحة ولكنني في الوقت ذاته دعوت منذ سنوات إلى نوع من القبول الطوعي المتبادل بين القوى السياسية المختلفة بل ومراحل تاريخ السلطة في مصر الحديثة، ولقد أنصفت “العصر الملكي”، واحترمت زعامة “عبد الناصر”، وقدرت حكمة “السادات”، ولم أرفض توازنات “مبارك”، خصوصاً في سياسته الخارجية بل وقبلت من “مرسي” بعض تصريحاته ولكنني اكتشفت أنها كانت عبارات بلا معنى، وكلمات بغير مضمون، فالرجل لم يكن يحكم فقد قالت أمامي مسؤولة أمريكية كبيرة أثناء حكم الرئيس السابق “مرسي” إن ستة أشخاص يحكمون “مصر” ليس من بينهم “مرسي” ذاته! وها أنا أدعو اليوم إلى قبول الآخر وفتح مساحة كبيرة لأرضية مشتركة لكل من يقبل بالوطنية المصرية ركيزة ومنطلقاً وغاية شريطة ألا يكون قد تم تجريمه بقضاء مصر الشامخ الذي يثبت كل يوم أنه أقوى وأعرق مما تصورنا، إنني أطالب جماعة “الإخوان المسلمين” صراحة بالتخلي عن العناد والدخول في عملية سياسية متكافئة مبتعدين عن روح “الأخونة” ومغلبين الصالح العام على أن يكونوا أكثر حساسية لحدود مصر الجغرافية وأبعادها السياسية، إنني أريد شعباً يعيش على الاندماج في عملية سياسية مشتركة نحترم فيه اختلافاتنا بعد سنوات من الإنكار والتجاهل والإقصاء والانتقام، قد أكون “طوبائياً” فيما أقول ولكن الآمال الكبيرة تتحقق عندما تبدأ الأحلام الضخمة تغزو العقول الواعية، إنني لم أفقد الأمل في وطن يعيش فيه الجميع ليبراليين وإخواناً، يساريين وناصريين، سلفيين وصوفية، قوميين ودعاة فرعونية . . إنها مصر التي التقت على أرضها الثقافات، فكيف لا تتحاور على أرضها السياسات .
* رابعاً: إنني أدعو المصريين إلى مزيد من الثقة بالنفس وإبعاد الشعور بالاهتزاز أو الاستسلام لرعشة وطنية نتيجة الانتقادات الخارجية، فمصر بلد عرف عبر تاريخه الطويل الضغوط الخارجية والصراعات الداخلية ولم يهتز يوماً أمام الرياح العاتية والعواصف والأنواء التي تهب عليه من كل اتجاه، إنني أرى دولاً كثيرة تدير ظهرها عند اللزوم للضغوط الخارجية المتزايدة وتشعر الأطراف الضاغطة بأن مصر بلد عريق له سيادته ومكانته وسياسته أيضاً، أقول ذلك حتى يدرك الغرب أن “مصر” بلد يضم حشدًا هائلاً من العقول والخبرات والكفاءات ولن يستسلم لكل التهديدات .
* خامساً: إذا كانت هذه تصوراتنا على المدى القصير، فإن لنا آمالنا على المدى الوسيط وأحلامنا على المدى الطويل، إننا نريد أن نعبر النفق أولاً وأن نخرج من عنق الزجاجة قبل كل شيء بمزيد من العمل الجاد والإنتاج المتواصل والفكر الثاقب وبقليل من الاعتصامات والاحتجاجات والمظاهرات . إننا نريد صعود المجموعة الأولى وهبوط المجموعة الثانية ثم نأتي في المرحلة الوسيطة لنؤكد سيادة الدولة وهيبتها وخضوع كافة الأطراف المجتمعية والقوى السياسية لما نسعى إليه . أما على المدى الطويل فإننا نأمل حصاداً يتعلق بالارتقاء بالتعليم المصري وروافده في البحث العلمي والثقافة والإعلام على أن نمضي جميعاً لمواجهة حكيمة وعاقلة مع “ملف مياه النيل”، ونظرة جسورة للوضع في سيناء مع ضرورة تعميرها، فذلك حق الأجيال القادمة علينا بدلاً من الاستغراق في الصراعات وترديد الشعارات والابتعاد عن روح الوطنية المصرية، ولنتذكر جميعاً أن “العدالة الاجتماعية” هي الفيصل في النهاية في مشروعية الحكم والقبول به .
حمى الله “الكنانة” وشعبها وليس ذلك عليه بعزيز!
علامات على الطريق..المشاركة في أفق جديد
الكوفية برس 12-11-2013 / بقلم يحيي رباح
زيارة الرئيس الفلسطيني ابو مازن الى القاهرة التي بدات يوم الاحد الماضي ولمدة ثلاثة ايام ،هي زيارة مهمة جدا ، بل يمكن وصفها بانها زيارة تاريخية ،لانها لم تقتصر على التنسيق السياسي حول عملية السلام او المصالحة الفلسطينية او العلاقات الثنائية رغم الاهمية الخارقة لهذه الموضوعات الثلاثة ،بل هي في الاساس تركزت على البحث عن افق جديد ،افق عربي جديد في خضم الاحداث العاصفة منذ ثلاث سنوات ، وفي خضم هذه الانقلابات الحادة في العلاقات الدولية ،وتبدل الادوار والمفاهيم ،خاصة وان الشقيقة مصر التي لم ينقشع بعد دخان الصراع المحتدم فيها وعليها ،قد تخطت مرحلة الخطر ،فما يقوم به الاخوان المسلمون وتفريعاتهم لا يعدو كونه انتحارا مجانيا ، وقد تطول فترة الانتحار ، ولكن المعركة حسمت ، ومصر تتهيأ بكل ثقلها وأوراقها التي تمتلكها ابتداء من عبقرية المكان و خصوصية الشعب و هامش القوة ، للعودة الى دورها في هذه المنطقة اي في العالم ،وكيف تعود رافعة كبرى لقضايا المنطقة العادلة ،ولامن المنطقة الذي هو جزء رئيسي وهام من امن العالم سواء على صعيد الطاقة ،او الاستثمارات والعقود ،او على صعيد مواجهة الارهاب ،او على صعيد مستوى التوازن .
وقد كان الجزء الرئيسي من زيارة الرئيس ابو مازن الى الشقيقة مصر ،هو التبشير بهذا الافق الجديد ،وجذب الانتباه المصري الى هذا الافق الجديد ،والتشبيك بين مصر وشقيقاتها في العالم العربي والدول الكبرى من خلال القضية الفلسطينية التي هي موضوعيا ارض اللقاء المشترك لكل من لهم وزن ودور وطموح ، ذلك ان القضية الفلسطينية تتطور الى مستويات جديدة من التفاعل الدولي ،وربما تكون الهستيريا الاسرائيلية على مستوى الاستيطان وعلى مستوى السلوك الاجرامي اليوم ضد الشعب الفلسطيني ،انها تدرك ان المزاج الدولي لا يستطيع قبولها على علاتها كما في الماضي .
كنا نتمنى ان يكون في حماس من يقرا بوعي وجدية هذه التحولات ، وهذه الابواب المفتوحة على افق جديد ،وان يتطور اداء حماس السياسي بناء على ذلك ، ولكن مع الاسف الشديد فان حماس مرتهنة في ارادتهاوقرارها الى ما لاتعرف ، لان التنظيم الدولي للاخوان المسلمين هو اشبه بالحالة الشبحيةة منه الى حالة واقعية متراكمة ، قد يلعب دورا في الاعاقات الصغيرة ، ولكنها حالة افتراضية لا تستطيع ان تلعب دورا تاسيسيا جديدا وخاصة بعد هزيمتها المفجعة في مصر .
زيارة الرئيس ابو مازن الى مصر تركت ايحاءات كثيرة ،وفتحت ابواب متعددة ، واشارت الى اتجاهات واضحة نحو المستقبل ، واعطت النخبة السياسية المصرية والراي العام المصري جرعات كبيرة من الحقائق المباشرة .
هل اقتربنا من معرفة قاتل الرئيس؟
امد 12-11-2013 / عطا الله شاهين
لولا قناة الجزيرة في تحقيقها الاستقصائي حول اغتيال الرئيس، لما كان هذا الصدى الإعلامي والتحرك لمعرفة من هي الأداة التي نفذت عملية التخلص من رئيس أبى أن يوقع على معاهدة مجحفة في عام 2000
أنا شاهدت الفيلم وفيه الكثير من المغامرات التي قام بها الصحفي الأمريكي كلايتون سويشر من خلال قيامه بتصوير القبر من بعيد بعد أن منع من التصوير عن قرب، واستمر كلايتون في مهمته للفت الانتباه بأن إسرائيل لم تقم بعملية الاغتيال، وأنا هنا لست بصدد الانحياز لقناة الجزيرة، ولكن أثار هذا التحقيق من جديد قضية غامضة ألا وهي معرفة من قتل الرئيس، والشعب يريد أن يعرف الحقيقة.
لا شك بأن المشتبه الأول هي إسرائيل، لأنها كانت تراه يقف حجر عثرة أمام عملية السلام، ولكن هناك من قام بمساعدتها في قتله، وقائمة المشتبه بهم طويلة والتحقيق قد يستغرق وقتا طويلا. ومن الواضح إن لجنة التحقيق في اغتيال الرئيس بعد ما تأكدت بأن مادة البولونيوم وجدت في عظام الرئيس، وإنه تم تسميمه بهذه المادة، ولهذا ستحقق من جديد للوصول إلى الأداة، التي نفذت الجريمة.
هذه عملية ليس بمقدور شخص واحد أن يقوم بتنفيذها، لربما هناك كانت مؤامرة اشتركت بها دول لأجل مصالح معينة، وعليه تبقى نظرية المؤامرة قائمة حتى يمسك بالقاتل، الذي لديه علم من قام بالتخطيط للجريمة التي صداها ما زال يدوي في كل حارة وبيت في فلسطين.
يتساءل البعض هل فعلا اقتربنا من معرف القاتل؟ من خلال هذه الضجة الإعلامية التي تثار بشكل يومي عبر وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، التي تتابع كل ما هو جديد بهذه القضية الغامضة، والسر الذي ما زال في يد القاتل، نحن على يقين بأن الحقيقة سوف تبان إن آجلا أم عاجلا، لأن اغتيال الرئيس بهذه الطريقة يستدعي وقوف الجميع لكي نصل إلى الحقيقة التي طالما انتظرها الشعب الفلسطيني المحب لرئيسه ووطنه .
أصعب شيء يمكن أن تواجهه أي لجنة تحقيق في العالم، هو أن لا تعرف ما يجري في الدوائر المغلقة، فالمعلومات الجديدة ربما ستقود إلى المجهول وهو الشخص الذي تم شراؤه وقام بعملية التسميم ومن كان يقف خلفه ويدعمه، فالوصول إلى الأداة سيستغرق بعض الوقت للتأكد منه ومحاكمته .
علامات على الطريق..المشاركة في أفق جديد
امد 12-11-2013 / يحيي رباح
زيارة الرئيس الفلسطيني ابو مازن الى القاهرة التي بدات يوم الاحد الماضي ولمدة ثلاثة ايام ،هي زيارة مهمة جدا ، بل يمكن وصفها بانها زيارة تاريخية ،لانها لم تقتصر على التنسيق السياسي حول عملية السلام او المصالحة الفلسطينية او العلاقات الثنائية رغم الاهمية الخارقة لهذه الموضوعات الثلاثة ،بل هي في الاساس تركزت على البحث عن افق جديد ،افق عربي جديد في خضم الاحداث العاصفة منذ ثلاث سنوات ، وفي خضم هذه الانقلابات الحادة في العلاقات الدولية ،وتبدل الادوار والمفاهيم ،خاصة وان الشقيقة مصر التي لم ينقشع بعد دخان الصراع المحتدم فيها وعليها ،قد تخطت مرحلة الخطر ،فما يقوم به الاخوان المسلمون وتفريعاتهم لا يعدو كونه انتحارا مجانيا ، وقد تطول فترة الانتحار ، ولكن المعركة حسمت ، ومصر تتهيأ بكل ثقلها وأوراقها التي تمتلكها ابتداء من عبقرية المكان و خصوصية الشعب و هامش القوة ، للعودة الى دورها في هذه المنطقة اي في العالم ،وكيف تعود رافعة كبرى لقضايا المنطقة العادلة ،ولامن المنطقة الذي هو جزء رئيسي وهام من امن العالم سواء على صعيد الطاقة ،او الاستثمارات والعقود ،او على صعيد مواجهة الارهاب ،او على صعيد مستوى التوازن .
وقد كان الجزء الرئيسي من زيارة الرئيس ابو مازن الى الشقيقة مصر ،هو التبشير بهذا الافق الجديد ،وجذب الانتباه المصري الى هذا الافق الجديد ،والتشبيك بين مصر وشقيقاتها في العالم العربي والدول الكبرى من خلال القضية الفلسطينية التي هي موضوعيا ارض اللقاء المشترك لكل من لهم وزن ودور وطموح ، ذلك ان القضية الفلسطينية تتطور الى مستويات جديدة من التفاعل الدولي ،وربما تكون الهستيريا الاسرائيلية على مستوى الاستيطان وعلى مستوى السلوك الاجرامي اليوم ضد الشعب الفلسطيني ،انها تدرك ان المزاج الدولي لا يستطيع قبولها على علاتها كما في الماضي .
كنا نتمنى ان يكون في حماس من يقرا بوعي وجدية هذه التحولات ، وهذه الابواب المفتوحة على افق جديد ،وان يتطور اداء حماس السياسي بناء على ذلك ، ولكن مع الاسف الشديد فان حماس مرتهنة في ارادتهاوقرارها الى ما لاتعرف ، لان التنظيم الدولي للاخوان المسلمين هو اشبه بالحالة الشبحيةة منه الى حالة واقعية متراكمة ، قد يلعب دورا في الاعاقات الصغيرة ، ولكنها حالة افتراضية لا تستطيع ان تلعب دورا تاسيسيا جديدا وخاصة بعد هزيمتها المفجعة في مصر .
زيارة الرئيس ابو مازن الى مصر تركت ايحاءات كثيرة ،وفتحت ابواب متعددة ، واشارت الى اتجاهات واضحة نحو المستقبل ، واعطت النخبة السياسية المصرية والراي العام المصري جرعات كبيرة من الحقائق المباشرة .
القائد الخالد في ذكرى رحيله التاسعة
امد 12-11-2013 / اسماعيل عجوة
هذا الحب الجارف للرئيس الخالد ياسر عرفات من جانب أبناء شعبه في الوطن والشتات، له أسبابه وأبعاده ومعانيه السامية، فالرئيس أبو عمار مفجر أنبل ثورة عرفها التاريخ، وهو الذي خاض المعارك والحروب في الميدانين السياسي والعسكري حفاظا على أهداف ومبادىء هذه الثورة، وانتقل بها من مرحلة الى اخرى مدعوما من شعبه ومتحديا كافة أشكال العداء والتآمر، محافظا على مسيرة شعب لم تتوقف.
وياسر عرفات الذي نحيي الذكرى التاسعة لرحيله، حافظ على فلسطين في النسيج الدولي، واستمر في قيادة المسيرة وسط بحر هائج متلاطم الأمواج، متفايا الغرق والخضوع، رافضا الحصار والتطويع وبيع القرار بحكمة ودهاء وتفان، متحملا بصبر نادر الاعداء والخصوم والمتربصين، رافعا الراية متمسكا بالحقوق ومحتضنا الثوابت، وهذا هو سر عظمة القائد والزعيم ياسر عرفات الذي نحب ونسير على نهجه.. وهذا أيضا ما يفسر حنق وحقد الاعداء الذين فشلوا في ثنيه عن المضي قدما في مسيرة شعب، سلمه الأمانة ووثق به واختاره قائدا له، ليمضي واياه تحو تحقيق الأهداف كاملة.. بعد أن ارسى القواعد الصلبة لبنيان يستحيل هدمه، تفاني القائد أبو عمار وتضحياته وصدقه عوامل رئيسة ألزمت الشعب الفلسطيني أن يسير على نهجه والتمسك بالثوابت التي رحل من أجلها، وقطعه العهد بأن يبقى مدافعا عنها حتى تحقيق الأهداف التي نادى بها وأصر عليها منذ انطلاق المسيرة التي قادها وقضى نحبه وهو يصد عنها رياح الغدر والاقتلاع والخيانة، مضطلعا بمسؤوليته، محافظا على الامانة التي يحملها،مثل هذا القائد الذي أغاظ الاعداء والمشككين والمتآمرين يبقى في ذاكرة وقلب وضمير شعبه الذي يفتقده ويحيي ذكرى رحيله التاسعة، في وقت تحيط به تحديات كبيرة وصعوبات مريرة، وحصارات خانقة ومؤامرات بأشكال مختلفة من القريب والبعيد.. لكنه، الصمود الجماهيري الاسطورة الذي زرعه ياسر عرفات في قلوب أبناء شعبه، لذلك، مسيرة مقدسة وثورة فجرها القائد أبو عمار لن تتوقف قبل أن تصل نهاية الطريق وتستكمل الأهداف التي استشهد الزعيم الخالد دفاعا عنها، بعد أن ارسى القواعد التي تستند اليها في مواجهة الاحتلال والغدر والظلم.
تكالبت قوى الشر والحقد على مسيرة شعبنا، واغتالت اسرائيل القائد الرمز مستخدمة السم الاشعاعي الذي تمتلكه فهي دولة نووية بحوزتها مثل هذا السم.. اسرائيل اغتالت الزعيم الخالد الذي تحدى خططها ومخططاتها وجرائمها .. لقد عجزت عن مواجهته في ميدان القتال وفي ميدان السياسة، فلجأت الى الغدر وترسانتها النووية لتغتاله بالسم الاشعاعي، بعد أن هيأت الظروف لذلك، حصارا وتهديدا واستعداء وتحريضا.. ويعرف شعبنا منذ اللحظة الاولى لاغتياله أن اسرائيل وراء ذلك.. لكنها، فشلت في تطويع شعبه وحمله على التخلي عن الثوابت التي تمسك بها ياسر عرفات.
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة، وفي الذكرى التاسعة لرحيل القائد الرمز، هو: من هي الأداة التي سهلت لاسرائيل عملية الاغتيال، ومتى ستكشف حقيقة ذلك، هذا السؤال سيظل مطروحا الى أن تظهر كل الخيوط، انه حق لشعبنا، وحق القائد الرمز على شعبه.
في الذكرى التاسعة لرحيلك أيها القائد الخالد، ما زلت بيننا، ونهجك يقودنا، ملتزمون به، وعهدا على مواصلة السير على هديه، فأنت من حافظ على فلسطين وشعبها في النسيج الدولي.
في الذكرى التاسعة لرحيل مفجر الثورة، وباني المسيرة، والقائد الرمز، نقول: اننا نفتقدك.
- رئيس تحرير المنار المقدسية/ القدس
ياسر عرفات..صاحب الجنازات الثلاث
امد 12-11-2013 / أ.د.حسين أبو شنب
بعيداً عن الهرج والمرج، والتمرد وغير التمرد فإن ياسر عرفات ظاهرة أكبر من الكل، وفوق كل قول ومساحة الحب له أوسع كثيراً من تمّرد وإخوانه، ومن سرح في خيال التقليد والمحاكاة، ولأنه ياسر عرفات فقد علا الصوت تعبيراً عن الوفاء والعهد والقسم، وفجّر الكثير من دفقات الحب بالأشكال الوطنية المختلفة بعيداً عن المماحكات الفئوية والعصبية، فهو في القلوب والأفئدة، وملء العين والبصر، وشاهد حيّ يتجسّد وعياً في العقول والإدراك.
إنه ياسر عرفات، مفجّر الثورة، ومؤسس الوعي النضالي المقاتل، ورافع راية الحرية والإستقلال، وجامع القلوب وموحد الشعارات "كل البنادق إلى صدر العدو" "ديموقراطيتنا"، "ديموقراطية غابة البنادق" وحامل غصن الزيتون ونداؤه الرائع في الأمم المتحدة، لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي، من فلسطين يبدأ السلام ومن فلسطين تندلع الحرب، ولن يكتمل حلم القائد إلا بك ياقدس، عاصمة دولة فلسطين.
• ياسر عرفات علا فوق الخلافات وجعل البوصلة واضحة، جهاد حتى النصر، ننحني للشهداء ونشمخ في مواجهة الأعداء، ومرحى لفارس بني عودة، وأهلاً بالأحرار ومن كل مكان.
• هو ياسر عرفات الذي تحدى قمة الوفاق والإتفاق في نوفمبر عام 1987، ورفض كل اطروحات الإلتفاق والإحتواء والتجاوز، مصّراً على ما عاهد الله عليه، شهيداً شهيداً وليس طريداً أو شريداً، فكان الصمود منقطع النظير فكانت الإنتفاضة بعد شهر بالتمام والكمال من قمة "الوفاق والإتفاق" وكان الشموخ لشعب لا يقبل بغير الشموخ وبغير الحرية والإستقلال.
• ياسر عرفات يستعصي على الكسر ويتحدى صلباً عنيداً مؤمناً معاهداً يواجه الحصار والدمار الذي وصل حتى إلى حيث ينام، وحيث يتحرك، وخابت دبابات الصلف والإنكسار وظل ياسر عرفات مع رفاقه الصامدين يقاتل وينادي المقاتلين ويتطلع إلى لقاء ربّه راضياً.
• في الخامس والعشرين من أكتوبر عام 2004، اشتد به المرض، فانتقل إلى عمان حيث طبيبه الخاص والإمكانات الطبية الأردنية، وبالرغم من المعاناة فقد صعد إلى المروحيه وهو يودع شعبه وأحباءه بالقبلات، يبعث برقيات إلى الأمة العربية والإسلامية، القدس أمانة في أعناقكم.
• في التاسع والعشرين من أكتوبر عام 2004، تنقله الطائرة الفرنسية إلى باريس لعلاج أكثر دقة وأكبر في الإمكانيات، ويتحلق الأطباء حوله من كل مكان حباً وتحية ودون مقابل، لأنه ياسر عرفات الذي اعترف به العالم كله ممثلاُ لحركات التحرير في العالم.
• ويأتيه الرفاق والاصدقاء، وكان أمره للقيادة الفلسطينية، اصرفوا الرواتب، ويوقع وقلمه بين أصابعه مودعاً شعبه وأهله وأمته، هذه وصيتي، توحدوا، سيروا على الدرب، ولا تغمدوا سيوفكم..
• في الحادي عشر من شهر نوفمبر عام 2004، تصعد روحه الطاهرة إلى بارئها محفوفة بنداءات الحب وصرخات الألم ودفقات الوداع، وجميعها تبتهل إلى الله العظيم أن يشمله بنعمائه ورضوانه وأن يسكنه فسيح جناته.
• وتتجلى عظمة الله في الرعاية فيكون ياسر عرفات الأول في التاريخ صاحب الجنازات الثلاث، في باريس برعاية الرئيس الفرنسي "جاك شيراك" وفي القاهرة برعاية الرئيس "حسني مبارك" وفي فلسطين محمولاًُ في القلوب وفوق الأعناق، سابحاً في أنهار من الدموع حباً ووفاء..
ذلك هو ياسر عرفات..
رحم الله ياسر عرفات