Aburas
2012-10-16, 10:52 AM
أقلام وآراء (184){nl} عام على صفقة التبادل.. الأسرى الفلسطينيون إلى أين؟{nl}المركز الفلسطيني للإعلام،،، حسام بدران{nl} لا مرحباً بأمير قطر في القدس{nl}المركز الفلسطيني للإعلام،،، فايز أبو شمالة{nl} في العمق{nl} فلسطين الآن،،، يوسف رزقة{nl} بشائر النصر في سوريا (1){nl}أحمد نوفل{nl} مات اليهودي{nl}فلسطين الآن،،، خالد الخالدي{nl}عام على صفقة التبادل.. الأسرى الفلسطينيون إلى أين؟{nl}المركز الفلسطيني للإعلام،،، حسام بدران{nl}عام كامل مر على تنفيذ صفقة تبادل الاسرى بين حركة حماس والاحتلال الصهيوني والتي بموجبها تحررت انا واخواني من سجون الظلم والقهر.تلك الصفقة المعروفة باسم وفاء الاحرار.{nl}احداث كثيرة حدثت على المستوى الشخصي وتطورات عديدة توالت على المستوى المحلي والاقليمي.وحدهم الاسرى الفلسطينيون بقوا في اماكنهم تتلون اشكال معاناتهم وتتنوع همومهم وتكبر مصيبتهم يوما بعد يوم.وهو رغم صبرهم وثباتهم وايمانهم الا ان لسان حالهم يقول : الى متى ؟متى يأتي الفرج ومتى تفتح هذه الابواب المغلقة علينا ليل نهار.ومتى يتحرك الشعب وتنتفض الامة من اجل خلاصنا وحريتنا.أسئلة كثيرة مشروعة وستبقى مفتوحة امام الجميع الى ان يأتي الجواب الحاسم والقاطع.{nl}لا يعقل أن نطالب الاسرى بالصبر والثبات وانتظار المستقبل دون وجود خطة واقعية لتحريرهم ,فمسيرة صفقات التبادل عبر تاريخ الحركة الاسيرة لا تبشر بخير ,يكفينا ان نذكر بان آخر صفقة ناجحة قبل وفاء الاحرار كانت في العام 1985 أي قبل اكثر من ربع قرن على تحررنا في العام الماضي وهي فترة طويلة لا تتناسب مع تضحيات الاسرى ولا تتناغم مع مقاومتهم وجهادهم دفاعا عن شعبهم وامتهم.{nl}تحرير الاسرى هو الهدف الذي ينبغي ان يعمل من اجله الجميع دون استثناء وكلما كان الموقع الذي يشغله احدنا اكبر كلما زادت الامانة في عنقه نحو الاسرى.{nl}نحن لا نريد من احد على المستوى الرسمي او على صعيد المقاومة والفصائل ان يتحرك في اطار ادارة ملف الاسرى ولا يكفي ان يكون هذا هو السقف الذي نعمل تحته.المطلوب حاليا هو انهاء ملف الاسرى وذلك لا يكون الا بتحريرهم من سجون الاحتلال وطريق ذلك معروف ومجرب وهو صفقات التبادل التي ترغم العدو على اطلاق سراح الاسرى خاصة اصحاب المؤبدات والاحكام العالية.{nl}اما محاولة تحسين ظروف الحياة اليومية للاسرى ورعاية عائلاتهم فهو امر مطلوب وضروري لكنه لا يعطي الحق للفصائل التي تقوم بهذا الامر بأن تشعر بالراحة التامة وكأنها قد أدت ما عليها تجاه الاسرى.{nl}كما ان الاكتفاء بتحميل الاحتلال مسؤولية حياة الاسرى او التهديد بعمليات خطف للجنود هو أمر غير كاف ولا يغير من الواقع شيئا.{nl}لن تحل قضية الاسرى الا من خلال عمل جماعي منظم ضمن خطة معدة مسبقا وتكون الخيارات فيها مفتوحة وواسعة تتجاوز الحسابات الصغيرة هنا وهناك.وترتقي فوق المصالح السياسية المحدودة ويكون الاستعداد فيها كبيرا لدفع ثمن القرار الجريء.{nl}وهذا يستلزم تخصيص الامكانيات والطاقات اللازمة لتنفيذ هذه الخطة.والفشل مرة لا يدفع الى اليأس ولا يغير القرار بل يعطي مزيدا من الدافعية للوصول الى نجاح حقيقي ملموس وهو أمر مقدور عليه اذا وجد العزم والاصرار.{nl}وفي رأيي ان القيادات الفلسطينية على مختلف مواقعها هي المسؤولة اولا عن تحرير الاسرى ولها ان تضع مدة زمنية محددة للوصول الى شيء عملي في هذه القضية.فان عجزت عن ذلك فالأولى بها ان تترك مواقعها لغيرها.فلعل الله ان يكتب ذلك الخير على أيدي رجال آخرين. وليكن هذا احد معايير التنافس بين الجميع.{nl} {nl}لا مرحباً بأمير قطر في القدس{nl}المركز الفلسطيني للإعلام،،، فايز أبو شمالة{nl}لن نقول لأمير قطر: أهلاً وسهلاً بك في مدينة القدس التي تخضع للاحتلال الإسرائيلي، بل سنردد ما قاله الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان للأمير فيصل بن عبد العزيز حين زار مدينة القدس، وهي تحت السيادة البريطانية، قال طوقان:{nl}يا ذا الأمير أمام عينك شاعرٌ ضمت إلى الشكوى المريرة أضلعه{nl}المسجد الأقصى أجئت تزوره؟ أم جئت من قبل الضياع تودعه؟!{nl}لن نقول لأمير قطر: نرحب بك في القدس المغتصبة، وتعال لزيارتها، فمن العار المشين أن ندعو عربياً أو مسلماً لزيارة أرض عربية محتلة، لما تزل تخضع للسيادة الإسرائيلية، وتستوجب من الزائر العربي أن يختم جواز سفره بابتسامة المجندة الصهيونية، ولكننا سنقول لأمير قطر، أهلاً وسهلاً بك على أصغر قطعة أرض فلسطينية حررتها المقاومة من أيدي الغزاة، أهلاً وسهلاً بك على أفقر قطعة أرض لما تزل تجوع للكرامة العربية، أهلاً بأمير قطر على أرض غزة المحررة؛ وهي تخط بالدم حروف الدعوة لتحرير القدس.{nl}يا ذا الأمير؛ من يزر أرض غزة رغم الحصار يكتب اسمه بالأنوار، ويصير لصوته أزيز الرصاص، ويكتسب الفصاحة العربية من حروف المقاومة، يا ذا الأمير، الذي يزور غزة لا يحتاج للتنسيق الأمني مع الإسرائيليين، ولا يمد جواز سفره للمجندة الإسرائيلية كي تضع ختم نجمة داوود على قفاه. فالذي يزور أرض غزة المحررة لا يحتاج إلا الهبوط في مطار القاهرة العربي، ليركب حافلة عربية، تحرسها العيون المصرية، وهي تعبر أرض مصر العربية، حتى يصل إلى غزة العربية، ليستقبله أهل غزة بهتاف النصر والصبر والشفع والوتر، بعد أن عبدوا الطريق الممتد من معبر رفح إلى غزة بالتضحية، وافترشوه بالنقاء الفلسطيني، كي يضمنوا للزائر ألا يمد جواز سفره إلى الصهاينة، فالذي يزور غزة يودع رجال مصر، ليصافح مباشرة رجال غزة، ويصفح عن سنوات مزقت التواصل العربي، وفصلت بين نار الخنوع وجنة السطوع.{nl}يا ذا الأمير، إن الذي يزور القدس لا يمر إلا عبر البوابة الإسرائيلية، فهو لا يرى فلسطينياً في استقباله إلا بعد أن ترضى عنه اليهود، ولا يمر بأرض عربية إلا بعد أن تتحسس مفاتنها العيون الإسرائيلية، وتباركها المخابرات الإسرائيلية، وتحرسها القوات الإسرائيلية، وبعد أن تقبله على خده برقة شفاه الاستخبارات الإسرائيلية.{nl}يا ذا الأمير، الذي يزور غزة يزور المقاومة، وتسكن في عروقه النخوة العربية والكرامة، والذي يبارك غزة بالدعم تباركه الأرض المقدسة بالطهارة الروحية والنقاء السياسي. فغزة هي الصحوة الإسلامية التي سبقت جميع الثورات العربية، وغزة هي مدرسة الحسم الثوري التي سبقت ثوار مصر وليبيا وتونس وسوريا، وغزة هي الانتصار رغم الحصار، فمن يزورها لا يفك حصارها، وإنما يحاصر سياسياً كل أعداء غزة في مدنهم الخاوية، ويحشرهم في عروشهم الذاوية، ويُخْزِهم يوم الموقف العظيم.{nl}غزة في انتظارك يا أمير قطر، فلا يمنعنك عن زيارتها لوم المشككين، ولا يكسر عزمك للتواصل معها عزف الراجفين، إنها أرض غزة التي مشطت بالرصاص ترابها الأمين، وهي في انتظارك بشوق، لتكون أنت الأمير، وأنت أول الزائرين.{nl}في العمق{nl} فلسطين الآن،،، يوسف رزقة{nl}التصعيد العسكري الصهيوني ضد غزة جزء من رؤية وبرنامج. بعد انتهاء حرب الرصاص المصهور على غزة تشكلت عند الطرف الصهيوني رؤية للتهدئة تقوم على قاعدة فرضها وثبتها واستمر فيها بقوة الردع والقتل. ومن ثم انتهت مفاوضات التهدئة التي رعتها مصر بدون توقيع.لأن الطرف الصهيوني يرفض دفع ثمن للتهدئة ، وما زال يتمسك برفضه، الأمر الذي يعني أن التهدئة اضطرارية ويمكن أن تنتهي في أية لحظة وبدون سابق إنذار.{nl}سيناريو الردع يقوم على عدة إجراءات عنيفة: الأولى/ القتل على النية. وهذا يعني أن تقوم الطائرات الصهيونية بعمليات اغتيال لقادة ونشطاء في المقاومة إذا ما توفر لدى الجيش معلومات استخبارية، أو معلومات من عملاء تفيد أن فلانًا يخطط لعمل ما، ضد موقع ما، أو يستهدف أسر جندي ما. قد لا تكون هذه المعلومات صادقة أو حقيقية وكثيرًا ما تكون مزيفة، أو مفسرة تفسيرًا خاطئًا، غير أن قرار الاغتيال لا يقبل عندهم التأجيل، لأن غطرسة القوة ونظرية الردع والتخويف هي التي تحكم القرار.{nl}والثانية/ هو أن مع كل صاروخ يطلق من غزة لابد من الرد عليه بغارة جوية أقوى، حتى لونزل الصاروخ في منطقة صحراوية، وحتى لو لم يسبب أضرارا مادية أو معنوية.{nl}المجتمع الصهيوني بطبيعته البنيوية مجتمع حرب منذ عام 1948 وحتى الآن، وهي حالة بنيوية ممتدة لأزمان قادمة. وهو مجتمع يميني يتجه نحو اليمين المتطرف والمستعلي على البشر، وحتى على أوباما نفسه، وهذا المجتمع يشعر براحة نفسية عند سماع أنباء عن قتل واغتيال قادة وكوادر فلسطينية ويشعر أن القتل المستمر يبعد عنه الأخطار المحيطة، ويشعر أن لديه قيادة ورئيس وزراء قويا، ورجل دولة. وفي المقابل يرى رئيس الوزراء أن الواجب عليه إشباع رغبات شعبه ومجتمعه من دماء الآخرين.{nl}هذه الطبيعة البنيوية تزداد شراهة واستشراء في الظروف التي تشهد انتخابات داخلية، حيث إن الصوت الصهيوني يذهب عادة إلى الأقوياء والجنرالات من القادة، ويبدو أن نتنياهو حريص على تحقيق فوز أكبر من خلال سفك الدم الفلسطيني. فالقول بأن الدم الفلسطيني مرشح لنزيف أكثر في ظل الانتخابات الصهيونية هو قول صحيح، ويستند إلى تجارب تاريخية سابقة.{nl}أضف إلى ما تقدم أن الولايات المتحدة تشهد الأسابيع الأخيرة من المنافسة المحمومة على البيت الأبيض، وقد دخل الصوت الصهيوني في (إسرائيل) وفي أمريكا إلى جانب المرشح الجمهوري روميني، والمحافظون الجدد، باعتبارهم أصدقاء لنتنياهو، والأكثر فهما للعبة النار والحروب الاستباقية.{nl}في ظل هذه الرؤية البنيوية، وفي ظل نظرية الدرع الصهيونية، وفي ظل الانتخابات الداخلية في الكيان والانتخابات الخارجية في أمريكا، يأتي التصعيد العسكري الصهيوني، والذي نرشح استمراره وتصاعده، بسبب كل ما تقدم، وبسبب غياب العرب من المعادلة الناظمة للصراع، لذا يجدر بالمقاومة أن تكون حاضرة رغم حالة التوازن المختلة.{nl}بشائر النصر في سوريا (1){nl}أحمد نوفل{nl}أقيم في يوم الجمعة الماضية مهرجان لنصرة سوريا بالعنوان أعلاه، وكان لي في المهرجان كلمة، هذه بعض عناوينها أو موضوعاتها:{nl}1- أليس من المبكر الحديث عن النصر؟{nl}هذا سؤال مطروح ومشروع، بل نزيد على السؤال إضافة أخرى: هل يمكن النصر في ظل اختلال شديد لموازين القوي، فبينما يمنع السلاح عن الثوار في سوريا يتدفق على النظام السوري السلاح من روسيا ومن الدولة الباطنية في إيران، وأن أمريكا و»إسرائيل» اللتين تحركان السياسة في العالم والقرارات الدولية تقفان وراء النظام بكل ما أوتيتا من قوة وهيمنة وجبروت، وتمكن من التأثير في الدول التابعة كلها من أسف؟{nl}والجواب عن السؤال: كل ما قيل صحيح، ولكننا لم ننتصر في تاريخنا يوماً إلا في ظل موازين قوى مختلة. {nl}والقرآن الكريم سجّل هذا في محكم آياته: (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين) البقرة 249 واليوم الوحيد الذي كنا فيه كثرة كدنا نفقد النصر: (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنوداً لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين) التوبة 25-26.{nl}والحسابات المادية البشرية وموازين القوى شيء، وتدبير الله وتقديره لعباده وأوليائه وأحبائه شيء آخر. وآخر مواجهة للأمة مع العدو الإسرائيلي في غزة سنة 2009 هل كان ثمة أي نوع من التناسب في موازين القوى؟ هل يمكن أن يقاس بنسبة 1:100؟ أعتقد أنه لا يبلغ هذا المبلغ، وهل ننسى الحصار المحكم والخنق الشديد من نظام مبارك ومن السلطة وعملائها؟ وماذا كانت النتيجة؟ كانت نصراً بكل المقاييس والفضل لله.{nl}ومن هنا فإنا لسنا نعتد بموازين القوى، وإنما فوقها وقبلها: الروح المعنوية والتعبوية وهي لصالح الثوار المجاهدين.{nl}ثم إن الحسابات والمنظور البشري شيء والمفاجآت والتدبير القَدري شيء آخر، فلا تحبسن نفسك ولا تحصرن نظرك في المشاهد المنظور، بل مد بصرك إلى ما وراء ذلك، وثق بالذي يدبر الأمر، ويداول الأيام، ويدفع بعض الناس ببعض.{nl}2- عن أي نصر تتحدثون وقد دمرت البلد وهُجّر أهلها واستشهد خمسون ألفاً؟{nl}ونقول أيضاً: فعلاً إن الدمار الشامل قد لحق بجل المدن السورية والأرياف أشد، وهجر قرابة المليون داخل سوريا وخارجها، واستشهد الرقم الذي ذكر والمعتقلون ربما يكونون قد لحقوا بالشهداء منذ زمن، وقد نكتشفهم في قيعان الأنهار، فهذا نظام لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة. ونكرر ما قلنا دوماً إن مهمة مثل هذه الأنظمة أن تجعل الشعوب تترحم على المستعمر وأيام الاستعمار، وهذه بحد ذاتها مصيبة كبرى وطامة عظمى. ونضيف إلى السؤال: كيف تتحدثون عن الانتصار والبلد يحتاج إلى عشر سنوات لإعادة الإعمار وإصلاح ما أصابه الدمار؟{nl}وهو كذلك سؤال معقول ومقبول، وجوابه: إن إزاحة الكابوس الجاثم على صدر الشعب، والطاغوت المتحكم في رقاب الناس ومصائرهم ومستقبلهم أعظم انتصار، إن وضع سوريا على سكة الحرية وطريق البناء والشورى أو الديمقراطية أروع انتصار، وقديماً قال شوقي يخاطب سوريا وشعب سوريا: وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق{nl}ولا تغلو التضحيات أمام الطموحات وإنجاز المهمات، والحرية والسيادة والاستقلال وعودة السلطة المغتصبة من الشعب إلى الشعب تهون أمامها كل التقدمات والتضحيات، ومن يخطب الحسناء لم يغله المهر.{nl}ثم إن العبودية التي كان فيها البلد والناس أعظم دمار، وهل الدمار هو ما يصيب البنيان من هدم وانهيار؟ إنه الدمار النفسي بالخوف والقمع والترويع والسجن والتشريد والقتل والتهجير وفتح البلد أمام الزحف الفارسي هذا أعظم دمار!{nl}فإذا قارنت ما سينجز أمام ما قدم من تضحيات عددته بالفعل أعظم انتصار هذا القادم قريباً بإذن الله!{nl}3- ما مؤشرات هذا النصر الذي تتحدثون عنه؟{nl}أتذكر أيها المستمع العزيز أو القارئ الكريم سؤال هرقل لأبي سفيان عن أتباع النبي صلى الله عليه وسلم: أيزيدون أم ينقصون؟ فقال: بل يزيدون، وذلك ضمن أسئلة أخرى فقال هرقل معقباً ومعلقاً: لئن كان كما قلت ليرثن موضع قدميّ هاتين! وصدقت نبوءته فقد ورث أتباع النبي صلى الله عليه وسلم ما ذكر وزيادة وخرج هرقل من الشام كما سيخرج بشار المنشار، وقد قال هرقل يومها: وداعاً يا سوريا وداعاً لا لقاء بعده. وسيقولها بشار حين يلقى القصاص العادل ويقذف به إلى النار إن شاء العزيز الجبار. أتذكرون أيها الأعزة منظر الانشقاق الأول من عدد قليل من الجنود في مقدمتهم الهرموش والأسعد، والآن بلغ المتحررون من نظام القيد والعبودية عدداً أكبر من عدد الجيش النظامي لو وجدوا من يدعمهم بالسلاح لسقط النظام إلى جهنم قبل ستة شهور! ولكنه ساقط لا محالة وإن بعد ستة شهور!{nl}واليوم تسمعون وتشاهدون في الأخبار سقوط أحياء جديدة أو مدن أو قرى وأرياف في يد الثوار، فهذا بحد ذاته مؤشر قوي على قرب الانتصار للمؤمنين والاندحار للمارقين والمنافقين.{nl}4- والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون{nl}إن النظام لا يحارب الثوار فحسب، ولكنه يحارب الجبار سبحانه، أما قال مولانا للرسول صلى الله عليه وسلم: (فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون) الأنعام. وقال عن الذين يؤذون رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً)، وقال مولانا يعلن نصرته للمؤمنين: (إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور)، ولا شك أن الثوار مؤمنون يدافعون عن القرآن والسنة وشرف الأمة. وأشهر هتافاتهم وشعاراتهم: لبيك يا الله، ويا الله ما لنا غيرك. ولا شك أن النظام باطني يحارب الله ويريد إطفاء نور الإسلام، ومن قتل الدعاة والعلماء في سوريا منذ أكثر من أربعين سنة حين استلم البعث في الظاهر الحكم والطائفة في الباطن استلمت السلطة؟ إنه هؤلاء: (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون* هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) التوبة 32-33 ولاحظ المنهجية بين التوبة والصف:{nl}(يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون* هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) الصف 8-9.{nl}والآيات في هذا المعنى كثيرة جداً: (ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار ثم لا يجدون ولياً ولا نصيراً* سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً) الفتح 22-23، (وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون) آل عمران 111.{nl}واقرأ قوله تعالى في سورة الروم: (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين) وهو ينطبق على الروم الجدد -الأمريكان وحلفائهم من الباطنيين عبدة الشيطان-.{nl}واقرأ قوله تعالى في سورة الحج: (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير* الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز) 39-40.{nl}وفي المجادلة: (كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز) 21، والآيات فوق الحصر والإحصاء.{nl}ومؤشر مهم على أن هؤلاء عجّلوا حتفهم ومقتلهم ونصرة المؤمنين عليهم أنهم تحدوا الله بشكل فظ وقح سافر عندما أسجدوا الناس لصنمهم المسمى «بشار» الفشار!{nl}وما كان الله ليذر من بالغ في تحديه إلى هذا الحد، ما كان الله ليذره، دون أن يقصم ظهره، ويعفّي أثره، ويقطع خبره!{nl}والأيام بيننا وهي قريب، وما هي من هؤلاء ببعيد!{nl}مات اليهودي{nl}فلسطين الآن،،، خالد الخالدي{nl}يروي نظام الملك الطوسي في كتابه "سياست نامه" أو سير الملوك، والمتخصص في نصح الحكام والساسة، أن والي العراق في خلافة عمر بن الخطاب سعد بن أبي وقاص قد أقدم على تعيين يهودي مسئولاً عن جباية الأموال في سواد بغداد وواسط والأنبار وتلك النواحي إلى تخوم خوزستان والبصرة، وأن هذا المسئول اليهودي قد تطاول على المسلمين وأساء معاملتهم، فكتبوا إلى الخليفة عمر يشكونه، ويطالبون بعزله، وتعيين رجل من المسلمين، ولما قرأ أمير المؤمنين الرسالة قال: أيتسنى ليهودي يعيش على وجه الأرض سالماً أن يشعر بالتفوق والفضل على المسلمين؟!، وأمر بأن يُكتب إلى سعد بن أبي وقاص، اعزل ذلك اليهودي، وولِّ عمله مسلماً، ولما قرأ سعد الرسالة بحث بين المسلمين عرباً وعجماً فلم يجد فيهم من هو بكفاءة اليهودي وخبرته، فاضطر إلى إبقائه على رأس عمله، وكتب إلى عمر يقول:" لقد امتثلت أمر أمير المؤمنين، فأحضرت اليهودي، وعقدت مجلساً جمعت فيه كل العمال والمتصرفين في ديار العرب والعجم، فلم يكن في العرب من له دراية بأحوال العجم وشؤونهم، أما عمال العجم فتبين لي بعد استقراء أن ليس فيهم من له كفاية اليهودي ومهارته في المعاملة وحسن تصرفه وإدارته ومعرفته الناس، لقد اضطررت إلى إبقائه في عمله حتى لا يتسرب الخلل إلى شتى أنواع المعاملات، ولكي يستمر تحصيل الأموال، وإني في انتظار أمر أمير المؤمنين"، فلما وصلت الرسالة إلى عمر وقرأها تملكه العجب، فقال: يا للعجب!! يختار غير ما اخترت، ويرى غير ما رأيت! وتناول القلم وكتب في أعلى الرسالة نفسها: "مات اليهودي"، ثم أعادها إليه، ولما تسلم سعد الرسالة، وقرأ توقيع عمر في أعلاها عزل اليهودي فوراً، وعين مسلماً مكانه، وتسلم المسلم عمله، فتبين بعد سنة أن ما أنجز على يد العامل المسلم أفضل بكثير مما أُنجز على يد اليهودي، وأن شؤون العمران قد نمت وازدهرت، حينئذ قال سعد بن أبي وقاص لأمراء العرب: أنعم بأمير المؤمنين عمر رجلاً عظيماً، فقد كتبت في أمر ذلك اليهودي وشؤون الولاية رسالة طويلة لكنه أجابني بكلمتين فكان الأمر كما قال، لا كما كنت أعتقد، ونجانا مما كنا فيه.{nl}لقد تأمل نظام الملك هذه الحادثة، وعلق عليها مخاطباً حكام زمانه، والحكام في كل عصر فقال:" إن ما عناه عمر بقوله مات اليهودي، هو هب أن اليهودي قد مات، وكل نفس ذائقة الموت، فالموت بمثابة العزل عن العمل، واعلم أن العمل يجب ألا يتوقف بموت أي عامل أو عزله، بل ينبغي ندب رجل آخر له، فًلِمَ تظل عاجزاً؟!"، وقال:" إن الملك زينته العمال، عمال الخراج، وكبار الجيش، وان على رأس كل العمال والمتصرفين وزيراً، فحين يكون الوزير سيئاً خائناً ظالماً متطاولاً يكون العمال جميعهم كذلك، بل أسوأ، وأكثر خروجاً على القواعد والأصول المرعية، وإذا ما وجد ثمة عامل بارع في إدارة دفة الأمور، أو كاتبٍ أو مستوفٍ أو خبيرٍ في أنواع المعاملات، ممن لا نظير له في المملكة من ذوي المذاهب السيئة والعقائد الفاسدة، من مثل اليهود والنصارى والمجوس وآذى المسلمين واستخف بهم، لحجةٍ في العمل، أو الحساب، فتجب تنحيته ومعاقبته إذا ما تظلموا منه واشتكوا، ولا يغرنك قول شفعائه إنه لا يوجد في المملكة كلها كاتب أو محاسب أو عامل مثله، إن يُنَحَّ عن عمله فإن أضراراً بالغة ستلحق بالمعاملات جميعها، ولا يستطيع أحد أن يقوم بهذه المهمة بعده، إنهم يكذبون، وينبغي ألا يُصغى إلى كلامهم، بل يجب استبدال ذلك الشخص بآخر، مثلما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه.{nl}وأكد نظام الملك أن قول عمر:"مات اليهودي" سيظل مضرب المثل في العرب والعجم إلى يوم الدين، "فأنى وُجد عامل يجيد مهنة الكتابة، وله مهارة وخبرة في إدارة الأمور وتصريفها، لكنه متطاولٌ ظالمٌ خبيثُ المذهب، وأريد لهذا تنحيته، فيتصدى شفعاؤه، ومن يحدبون عليه، قائلين: يجب ألا يعزل فهو كاتب ممتاز، وعامل جلد، وليس ثمة من هو أفضل منه، هو في عمله، وأمثال هذا الكلام، فما على الحاكم إلا أن يقول: "مات اليهودي"، فبهاتين الكلمتين تُردُّ أقوالهم كلها وتبطل ويعزل ذلك العامل.<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/10-2012/حماس-184.doc)