Haneen
2014-02-09, 10:56 AM
اقلام واراء اسرائيلي 494
2/12/2013
<tbody>
في هــــــذا الملف
في مواجهة الدولة
بقلم:يوعز هندل،عن يديعوت
التمييز ضد البدو
بقلم:سامي ميخائيل /رئيس جمعية حقوق المواطن،عن يديعوت
رؤية اسرائيلية جديدة!
بقلم:افرايم سنيه،عن يديعوت
العرب واستغلال ضائقة البدو
بقلم:دورون ألموغ،عن‘ لواء احتياط، رئيس قيادة الاستيطان،عن معاريف
حان وقت العقوبات
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
الاتفاق الذري بين مخاوف السعودية وأهداف اسرائيل الجديدة
سجلت ايران لنفسها انجازا استراتيجيا بعد أن ساعدت مشاركتها في الحرب الأهلية السورية في الحفاظ على نظام الأسد
بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس
</tbody>
في مواجهة الدولة
بقلم:يوعز هندل،عن يديعوت
‘في المكان الذي لا توجد فيه سياسة حكومية، تنشأ فوضى. أكثر من ألفي مبنى غير قانوني تُبنى في أرجاء النقب كل سنة من قبل البدو. كل يفعل كما يراه مناسبا.
إن ظاهرة انعدام الحكم مُعدية. فهذا يبدأ بالتنقيط وينتهي بالطوفان. لقد اخطأت دولة اسرائيل بغض النظر، وثمن الاصلاح جسيم. خطة برافر بيغن ولدت انطلاقا من الرغبة في اغلاق الثقب الاسود الذي نشأ هناك على مدى السنين. وهي ليست جيدة بما يكفي لأي من الأطراف، ولكنها محاولة الزامية لخلق سياسة.
200 ألف بدوي يسكنون في النقب. 80 ألف منهم في الشتات، دون تراخيص ودون اعتراف. قسم كبير منهم اعتادوا على الحياة عديمة الهوية وعديمة التماثل مع دولة اسرائيل. وتتكون الخطة من قسمين: الاول هو تسوية لنصف البدو الذين يسكنون في الشتات، والآخر هو تعويض واخلاء للآخرين. في اليمين لم يستطيبوا الخطة لأن التسوية معناها اعطاء جائزة لمن بنى بشكل غير قانوني. وفي اليسار كان هناك من عارض اخلاء الناس من منازلهم. الازدواجية الاخلاقية هي ميزة توجد في كل المعسكرات. ومن واجب دولة القانون اخلاء من يبني بشكل غير قانوني. مسموح محاولة ايجاد تسويات، تعويضات مالية، أفكار إبداعية. وفي النهاية، عندما لا تكون هناك حلول، يتم الاخلاء.
دون فرق في الدين، العرق والجنس. هذا صحيح للمستوطنين الذين يسكنون على ارض خاصة، وصحيح ايضا على طوفان البناء غير القانوني الذي يقوم به البدو في النقب.
‘سيكون من الخطأ التفكير بأن هذا هو نزاع اراضي ومال الصراع هو على وجه دولة اسرائيل. قبل عدة اشهر علقت في مظاهرة بدو ضد قانون التسوية. وقد رفعوا أعلام م.ت.ف، بل وأعلام حماس ايضا. في كل مكان لا توجد فيه دولة اسرائيل، يدخل رجال الجناح الشمالي من الحركة الاسلامية. مخالفات الأملاك والبناء هي فقط مجرد تنفيس. 85 بالمئة من البدو هم شباب تحت سن 35، ونسبة التجنيد للجيش تتقلص كل سنة، حيث أن الاسلام المتطرف يعزز قوته. الوقت لاتخاذ القرار انتهى. في مظاهرات أمس انتصرت الاصوات الوطنية ضد اسرائيل فهي الأقلية التي أعطت النبرة. قسم هام من البدو يبحثون عن الاندماج داخل الدولة، والضرر الذي يلحقه هؤلاء المتظاهرون بهم وبنسيج العلاقات بين العرب واليهود هو ضرر جسيم.
‘السؤال المركزي الذي طُرح في الحكومة حول خطة برافر هو قدرة التطبيق: هل البدو سيقبلون الخطة؟ السؤال مغلوط. الجواب ليس مهما. الدولة بحاجة الى سياسة، دون صلة بالمظاهرات وبالاحتجاجات. النقب يبقى اختبارا للشعب، منذ عهد بن غوريون ولدولة اسرائيل لا يوجد ترف اذا مافشلت فيه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
التمييز ضد البدو
بقلم:سامي ميخائيل /رئيس جمعية حقوق المواطن،عن يديعوت
عاش البدو في النقب واقاموا بنمط حياتهم الذي يتميزون به منذ فجر التاريخ. وتسعى خطة برافر ـ بيغن الى سلبهم والفرض عليهم الانتقال الى بلدات مدينية مما يقضي عليهم بحياة ضائقة، فقر وبطالة. ولهذه المؤامرة معنى واحد: محظور على البدو أن يكونوا بدوا. هذا طرد واعادة اسكان وهما مفهومان جربناهما نحن اليهود، وهما لا يزالان كالندبة في ذكراتنا.
ان خطة برافر ـ بيغن هي مؤامرة ظلماء ضد سكان ذوي حقوق تاريخية. من حق المرشحين للطرد الاعتراض على الخطة والتظاهر، وواجب كل من يتبنى القيم الانسانية ان يمد يد الاخوة في الكفاح المرير ضد المحاولة الشريرة لسلب الارض من تحت أقدامهم. فليس لهم فقط الحق في التظاهر في مدن اسرائيل واطلاق صرختهم المريرة بل وهذا ايضا واجبنا ان نمنع كل شكل من اشكال قمع هذه المظاهرات.
حقيقة أنه كان بين المتظاهرين ايضا من استخدم العنف المرفوض ليس فيها ما يبرر القبضة الحديدية للشرطة تجاه الاحتجاج المدني. ان اسكات احتجاج البدو وقمعه هما وصمة عار سوداء على جبيننا كمجتمع.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
رؤية اسرائيلية جديدة!
بقلم:افرايم سنيه،عن يديعوت
بعد الضربة الاولى، هذا هو الوقت لأن نفحص بوعي معنى اتفاق جنيف. لقد حققت الولايات المتحدة تأخيرا مؤقتا في تقدم المشروع النووي الايراني. لا توجد في الصفقة أي خطوة تُبعد ايران عن التقدم المتجدد، حين تقرر عمل ذلك.
‘ايران تبقى مع منظومة التخصيب القائمة، مع مفاعل البلوتونيوم في أراك، ربما مع مادة مشعة ُأقل. وهي تبقى ايضا مع منظومة الصواريخ بعيدة المدى التي تستهدف حمل هذا السلاح. لقد حصل نظام آيات الله عمليا على الاذن من الديمقراطيات الغربية لمواصلة تفعيل منظمات الارهاب، التآمر على الحكومات في الشرق الاوسط، تهديد اسرائيل بأكثر من 70 ألف صاروخ ومقذوفة صاروخية، والقمع بوحشية للشعب الايراني نفسه.
بموافقة امريكية تنقسم المنطقة الى منطقتي نفوذ: واحدة ايرانية، وفيها العراق، غربي سوريا ولبنان؛ والثانية امريكية، وفيها السعودية، دول الخليج، الاردن واسرائيل. ولكن هذه ‘منطقة نفوذ’ عديمة المعنى. فقد قررت الولايات المتحدة ترك الشرق الاوسط. تكنولوجيات جديدة لانتاج النفط والغاز جعلتها مصدرة غاز ونفط وأوقفت تعلقها باستيرادهما. هذا هو أحد الاسباب لذلك. يجب أن نستوعب حقيقة أن امريكا لن تقف عمليا الى جانب حلفائها التاريخيين، اذا ما وقعوا في مشكلة.
إن الترك المتسرع لمبارك هو الذي بشر بذلك. والتسكع مع الاخوان المسلمين كان تواصله. فالسبيل التي سعت فيه الى تحقيق اتفاق جنيف أثبت ذلك. لقد تجاهلت الولايات المتحدة حلفائها كي تحقق اتفاقا يعفيها من المواجهة مع ايران، ويسمح ربما للرئيس اوباما بالتباهي في أنه في اثناء ولايته، حتى كانون الثاني 2017، لم يكن لايران سلاح نووي. أما ما سيحصل بعد ذلك، فلا مسؤولية له عنه.
ما الذي تبقى من التزام الولايات المتحدة بأمن اسرائيل؟ قبل كل شيء التصريحات. في مؤتمر ايباك في الربيع القريب سيطلق زعماؤه الاقوال عن ‘الصداقة مع اسرائيل صلبة كالصخر’ وغير قابلة للجدال. أما عمليا فستستمر المساعدة العسكرية بمبلغ نحو 3 مليارات دولار والمساعدة الخاصة لبرنامج الدفاع ‘القبة الحديدية’ و’حيتس 3′ و’العصا السحرية’. لا ينبغي الاستخفاف بهذه المساعدة. يجدر بالذكر بأنه تستفيد منها الصناعة الامريكية، وحكومة اسرائيل يمكنها أن تجبي 11 مليار شيكل أقل من مواطنيها.
‘ولكن فضلا عن ذلك، في كل وقفة اخرى ضد ايران لم تعد امريكا موجودة. لا معنا ولا مع أي أحد آخر. الحربان في العراق وافغانستان، ثمنهما بالدم والمال، نتائجهما مخيبة للآمال على أقل تقدير، أفرغتا منها كل استعداد للمواجهة، دون صلة بمبررها وجدواها.
وفي الاشهر القادمة سنرى شركات النفط الكبرى تدير مفاوضات سرية مع ايران على الاستثمارات المستقبلية. لا الادارة الامريكية ولا الحكومات الاوروبية ستصمد أمام الضغط الذي ستمارسه هذه الشركات، بعد ستة أشهر، لتحقيق ما اتفقوا عليه سرا مع ايران. فادارة اوباما أعطتهم نموذجا لمثل هذا الحوار السري. ومشكوك جدا أن يقف اصدقاؤنا الجمهوريون في الكونغرس ضد الشركات الكبرى من تكساس. وسينهار نظام الحكومات.
فأي شركاء بقي لاسرائيل أمام ايران التي لم تتغير وتمكنت فقط من تضليل الغرب الضعيف؟ بقيت السعودية ودول الخليج، التي خوفها من ايران أكبر من خوفنا. وهي قريبة منها جغرافيا أكثر وقوية أقل من ناحية عسكرية. حلف استراتيجي، اقتصادي وعسكري مع دول الخليج كفيل بأن يعطي نتائج عملية هائلة.
‘ولكن لا يمكن اقامة هذا الحلف، الأخير الذي تبقى كخيار، دون تسوية دائمة مع الفلسطينيين. فالحكومة التي يسيطر عليها الأكثر تطرفا بين المستوطنين لا أمل في أن تفعل ذلك. إن اسرائيل تدخل في فترة صعبة وهي تماما وحدها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
العرب واستغلال ضائقة البدو
بقلم:دورون ألموغ،عن‘ لواء احتياط، رئيس قيادة الاستيطان،عن معاريف
لا يعود هذا الاحتجاج على الاطلاق لضائقة البدو في النقب، فهو نتاج مظاهرات سياسية يُشعل نارها النواب العرب من التجمع الديمقراطي والحركة الاسلامية ممن يتطلعون الى جعل اسرائيل دولة كل مواطنيها مع اغلبية وحكم عربي. هذا لا يعود الى الخطة التي نعتزم تطبيقها في النقب التي تستند الى صيغة بني بيغن. لا يوجد لموضوع تسوية اراضي البدو في النقب أي صلة بعرب اسرائيل أو الفلسطينيين.
نحن نحاول حل نزاع اراضي مستمر منذ أكثر من اربعين سنة، في صالح كل البدو. ومن المهم أن نتذكر بأن 85 بالمئة من البدو ليس لهم على الاطلاق أي ادعاءات ملكية على الاراضي في النقب. وينبغي الفهم بأن في الواقع الحالي يعيش نحو 90 ألف بدوي داخل مدن فقر، في أكواخ دون بنى تحتية متطورة كالكهرباء، المجاري والمياه الدافقة ودون خدمات حديثة.
معظم البدو يؤيدون التسوية، رغم أنه في هذه المرحلة لا يزال لا يوجد قانون بل مجرد مشروع قانون لا بد سيجتاز تعديلات في المداولات التي ستُجرى عليه. والبدو أنفسهم يريدون تغييرا دراماتيكيا يُحسن جدا شروط حياتهم. فهم يريدون خطة توفر لهم ايضا شروطا معيشية مناسبة وتعليما وتشغيلا متطورين.
تستثمر الدولة في هذا الموضوع مالا طائلا. ومنذ اليوم، حتى دون أن يكون هناك قانون، تستثمر الحكومة مئات الملايين في البلدات القائمة والمعترف بها، حيث يعيش نحو 120 ألف بدوي. وفي السنتين الاخيرتين فان أكثر من 500 مليون شيكل تم استثمارها مضافا الى نحو 6000 وحدة سكن جديدة في رهط وبناء مناطق صناعية وتشغيلية متطورة مثل حديقة عيدان النقب.
ما نعرضه نحن على نحو 90 ألف بدوي يعيشون في الشتات هو قطعة ارض مجانية حتى لمن يعيش اليوم في خيمة أو في كوخ، اضافة الى مبلغ مالي للانتقال أدناه 100 ألف شيكل للعائلة حيث تأخذ الدول على عاتقها عملية تطوير البنى التحتية. وهذه تسوية عادلة بكل الآراء.
في الوضع القائم من يكسب من ضائقة البدو هذه، ممن يعيشون في النقب في شروط أدنى، هو الحركة الاسلامية وهيئات سياسية متطرفة اخرى. فمعنى خطة تسوية الاستيطان البدوي في النقب مثله كاستثمار نحو 10 مليارات شيكل في تحسين جودة حياة البدو في النقب. وتمزيق النواب العرب لصيغة القانون في لحظة القراءة الاولى في الكنيست، مثله مثل تمزيق شيك بمبلغ نحو 7 مليارات شيكل.
نقترح على النواب العرب، بدلا من اشعال نار المظاهرات وموجات الاحتجاج ضد الخطة، اعطاء كتف في نجاحها. فاحتجاج السياسيين العرب لا يأتي انطلاقا من مصلحة حقيقية لرفاه حياة البدو في النقب، بل انطلاقا من مصلحة سياسية تستخدم على نحو ساخر الفقر الذي يعيش فيه معظم البدو في النقب.
إن دولة اسرائيل تزدهر مقارنة بكل جيرانها. ومحاولة خلق احتجاج داخلي يربط البدو بعرب الشمال، الفلسطينيين في غزة، يهودا والسامرة وموجات الاحتجاج في سوريا ومصر، هي محاولة خاطئة وانتهازية. فالبدو هم مواطنون متساوو الحقوق وبالتأكيد جدير منحهم جودة حياة أعلى بكثير، من اجل ازدهار النقب ومن اجل مستقبل واعد لكل مواطني دولة اسرائيل بدو، عرب ويهود على حد سواء.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
حان وقت العقوبات
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
يتبين أن العقوبات الدولية تنجح، وأن القطيعة وسيلة ناجعة لا مثيل لها بل هي مشروعة، بل لقد اعترف رئيس وزراء اسرائيل بذلك، فقد دعا العالم الى عدم تخفيف العقوبات على طهران بل الى تشديدها، وعلى أثره تعمل ايضا مجموعة الضغط اليهودية الصارخة في الولايات المتحدة. فاذا كان الامر كذلك فان درس العالم واضح وهو أن هذه هي الطريق لمعاملة الدول العاصية لا ايران وحدها بل دولة اخرى ايضا لا تطيع قرارات المجتمع الدولي.
إن قرار التوقيع على مشروع ‘هورايزون 2020′ بالشروط التي أملاها الاتحاد الاوروبي هو البرهان الناصع على أن اسرائيل المنتصبة القامة نجع فيها التهديد بالقطيعة. ولا يمكن الطمس على الحقيقة وهي أن اسرائيل بموافقتها على التوقيع ساعدت على القطيعة الدولية الرسمية الاولى مع المستوطنات. ولا توجد أية طريقة اخرى لعرض ذلك حتى لو ضُم الى الموافقة ما لا نهاية له من رسائل الاحتجاج. فقد قبلت اسرائيل التي تسن قوانين آثمة تعارض الدعوة الى القطيعة، قبلت شروط القطيعة. واستسلمت لها في اللحظة التي بدأت فيها تؤثر في جيوبها.
‘الحديث الى الآن عن النذير الأول وعن عقوبة محدودة. أدارت الوزيرة تسيبي لفني التفاوض في شروط الاتفاق وهي التي يقع مكتبها في قلب شرقي القدس المحتل، لكن الاتحاد الاوروبي لسبب ما لم يقطع معها بسبب ذلك. إن التفاوض في عدم تحويل اموال تنتقل الى المستوطنات يجري مع وزيرة غُرس مكتبها بحسب موقف العالم كله في قلب الارض المحتلة في شارع صلاح الدين.
إن هذا التناقض كشف عن تلون القطيعة المحدودة في المستوطنات فقط: لأنه لا توجد منظمة أو مؤسسة أو سلطة اسرائيلية ليس لها موطيء قدم وراء الخط الاخضر. ولا يوجد بنك أو جامعة أو شبكة حوانيت أو مؤسسة طبية ليست لها فروع أو عمال أو زبائن بين المستوطنين. فالمستوطنات مشروع اسرائيلي عام ولا يمكن تحديد القطيعة فيها فقط كما لا يمكن بالضبط تحديد القطيعة مع جنوب افريقيا في مؤسسات الفصل العنصري فقط. فقد كان كل شيء هناك فصلا عنصريا وكل شيء هنا موبوء بالاحتلال. فاسرائيل تنفق على المستوطنات وتحميها وترعاها ولهذا فان اسرائيل كلها مسؤولة عن وجودها. فليس من العدل القطيعة مع المستوطنين فقط لأننا جميعا مذنبون. وفي مقابل ذلك فان القطيعة مع اسرائيل كلها قد تنتقل الى الاعتراض على مجرد حقها في الوجود، ولا يريد أكثر العالم ذلك، وبحق. ولهذا يجب أن نفرح بالقطيعة المحدودة وإن تكن تعيبها الاخلاق المزدوجة واستخلاص دروسها.
إن النجاح الذي قد سُجل مع ايران يجب أن يصبح خريطة طريق العالم حينما يتجه الى انهاء الاحتلال الاسرائيلي أو انهاء سلب الفلسطينيين حقوقهم. والخطة واضحة: فبعد الفشل الثابت للجهود الدبلوماسية، وبعد عشرات السنين من ‘مسيرة السلام’ وهي الأطول في التاريخ، وبعد ما لا يحصى من ‘خطط السلام’ التي دُفنت في الدروج؛ وفي حين ما زالت اسرائيل مستمرة في البناء في المستوطنات بوحشية مخالفة موقف العالم، . وحينما يُشعر بها في اسرائيل، وحينها فقط، يجب عقد مؤتمر دولي في جنيف أو في القدس أو في اوسلو أو في رام الله، يترجم فيه العالم العقوبات الاقتصادية الى انجازات سياسية. فقد نجح ذلك مع ايران وسينجح ايضا مع اسرائيل وسيمنع سفك الدماء. ولا داعي الى الاستمرار بعد في حفل الأقنعة الذي يسمى محادثات السلام فلم يعد أحد ينظر اليها بجدية سوى امريكي واحد هو جون كيري. وسيفهم هو ايضا آخر الامر أنه ما لم يدفع الاسرائيليون ثمنا عن الاحتلال أو ما بقوا عميانا عن ثمنه فليس هناك ما يدعوهم الى انهائه وهذه هي الحقيقة.
الحقيقة هي أن الحديث عن واقع مر لا يمكن أن يُفرح أي اسرائيلي. إن أكثر الاسرائيليين، مقطوعين عن الواقع الدولي، هم على يقين من أن الوضع الذي يعيش فيه شعبان جنبا الى جنب في وقت سُلب فيه أحدهما كل الحقوق وتمتع الثاني بكل الحقوق، يمكن أن يستمر الى الأبد. قد يكون هذا هو الانجاز التاريخي حقا للتفاوض مع ايران لأنه سيصبح ايقاظا للحسناء النائمة، اسرائيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الاتفاق الذري بين مخاوف السعودية وأهداف اسرائيل الجديدة
سجلت ايران لنفسها انجازا استراتيجيا بعد أن ساعدت مشاركتها في الحرب الأهلية السورية في الحفاظ على نظام الأسد
بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس
ما زال توجد مجاهيل كثيرة بعد اسبوع تقريبا من التوقيع على الاتفاق المرحلي بين القوى العظمى الست وايران في جنيف. ولا تستمر فقط الجدالات في نوع الاتفاق بل ما زال يُختلف في مجرد تفصيلاته. في يوم الثلاثاء بيّنت وزارة الخارجية الامريكية ردا على أسئلة صحفيين أنه بقيت ‘تفاصيل تقنية’ لم تُغلق، بعد أن اتهمت ايران الولايات المتحدة بنشر معطيات مضللة تتعلق بصيغة الاتفاق الكاملة، أي أن التفاوض فيما قد اتُفق عليه في التفاوض يتوقع أن يستمر بعد.
‘يفترض أن ينفذ الاتفاق المرحلي مدة ستة اشهر يبحث الجانبان في أثنائها في صوغ تسوية دائمة، لكن العد التنازلي لم يبدأ بعد بحيث إن ايران لم تلتزم بعد بالتنازلات التي التزمت بها في الاتفاق المرحلي، ولم تبدأ ساعة التفاوض الجديد التكتكة بعد.
‘لم يُفاجيء الاعلان الامريكي اسرائيليين تابعوا جولات المحادثات السابقة منذ كانت محادثات الثلاثية الاوروبية قبل نحو من عشر سنوات. وفي هذه الحال يبدو الكليشيه الثقافي دقيقا جدا وهو الذي يقول إنها ايران التقليدية. إن الايرانيين أذكياء جدا في اجراء تفاوض طويل مرهق. وهم يستخدمون الاتفاقات التي تُحرز أكثر من مرة لتكون نطقة انطلاق لمساومة جديدة.
لم تزحف طهران على ركبتيها الى جنيف كما أملت القيادة الاسرائيلية أن يحدث، ويبدو أنها لم تتخل ايضا عن المباديء الأساسية التي جاءت بها الى التفاوض. إن المشروع قد تمت تبطئته في الحقيقة لكن الايرانيين يستطيعون أن يروا التسوية اعترافا من العالم بالفعل بحقهم في تخصيب اليورانيوم. وقد سجلوا الى اليوم تقدما مهما في سلسلة طويلة من القضايا وإن لم يلائم ايقاع تطور الامور التنبؤات المتشائمة للجهات الاستخبارية في الغرب في العقدين الاخيرين.
إن مخزونات اليورانيوم الموجودة مع ايران تُمكنها من ‘انطلاق الى الأمام’ وإتمام التخصيب بدرجة عالية عسكرية في اشهر معدودة. وما زالت الصواريخ التي في حوزتها تهدد دولا كثيرة ومنها اسرائيل. ويُقدر خبراء كثيرون اليوم أنه قصرت جدا المدة التي يحتاجها الايرانيون لانتاج رأس ذري لهذه الصواريخ. والآن، بازاء الخطر المباشر الذي عرّضت المعارضة العالمية لتقدم البرنامج الذري بقاء النظام له وهو أهم الأهداف بالنسبة له دائما استقر رأي القيادة على التصالح. وقد أملى الضرر الاقتصادي وخيبة أمل الجمهور الايراني خاصة التصالح في جنيف، لكنه يبدو مثل تصالح يستطيع آيات الله العيش معه.
ما كان كل ذلك ليُحرز مع الرئيس السابق محمود احمدي نجاد. لكن النتيجة مختلفة تماما مع حسن روحاني المعتدل ومع وزير الخارجية محمد ظريف خريج الدراسة الاكاديمية في الولايات المتحدة وممثل طهران في الاتصالات. وقد عبر سلوك الوفد الايراني في جنيف حتى مع الصحافة الاجنبية عن عودة واثقة بنفسها الى حضن المجتمع الدولي. وخُيل إلينا للحظات أن الغرب كأنما اشتاق الى احتضان ايران، واستُقبل الامتعاض والشك الاسرائيليان في الاتفاق بعداوة.
يبدو أن القيادة الايرانية تتصرف الآن في حكمة وحذر نسبي؛ ويمكن أن نُخمن أن الاتفاق المرحلي لن يمنعها من الانطلاق قدما واعلان صنع قنبلة ذرية اذا أُتيحت في المستقبل فرصة مريحة حينما ينصرف انتباه الغرب الى مكان آخر. وهي ترى الآن أن ايران دولة على الحافة الذرية وقفت هناك لتقديراتها هي، وستضطر القوى العظمى الى الاعتراف بذلك.
تستطيع ايران أن تسجل لنفسها انجازا استراتيجيا آخر بعد أن ساعدت مشاركتها في الحرب الأهلية السورية (ولا سيما استقرار الرأي على ارسال مقاتلي حزب الله من لبنان الى المعركة هناك) في انقاذ نظام الاسد الى الآن. وهذا توجه دولة ترى نفسها قوة اقليمية ولها مصالح تشمل الشرق الاوسط كله. وقد أنتج الاتفاق الذري دعوة طهران الى المشاركة في صوغ مصير سوريا في مؤتمر آخر خُطط له في جنيف في جُهد لانهاء الحرب الأهلية. ومن جهة اخرى قد يوجب شهر العسل الجديد مع الغرب على طهران أن تكف شيئا ما عن مشاركتها في النشاط الارهابي ولا سيما التعاون مع حزب الله على الهجوم على أهداف اسرائيلية في الخارج.
في الولايات المتحدة. يوجد فرق لا يستهان به بين صورة انعكاس الاتفاق المرحلي في واشنطن وبين الردود في الشرق الاوسط. وبرغم أنه وُجه انتقاد الى سلوك ادارة اوباما من صقور الحزب الجمهوري (بين من يجهدون هناك في الاهتمام بالشؤون الخارجية) ومن اصدقاء اسرائيل في مجلس النواب الامريكي، يرى البيت الابيض ووزارة الخارجية الاتفاق انجازا. ويضاف الى التسوية التي تم احرازها في آخر لحظة في نهاية آب مع روسيا ومنعت هجوما امريكيا على سوريا عوض القضاء على مخزون السلاح الكيميائي لنظام الاسد.
إن اتفاق جنيف والقضية السورية قبله حينما هدد الرئيس باراك اوباما بالهجوم على سوريا ردا على قتل 1500 مواطن على يد النظام السوري بهجوم بالسلاح الكيميائي يقوي تفضيل الادارة للدبلوماسية والاتفاقات على استعمال كثيف للقوة العسكرية. وقد استعملت امريكا في العقد الماضي تقنية حديثة وقوة تدمير عظيمة في حربيها في افغانستان والعراق لكنها أنهتهما بنتيجة استراتيجية مُخيبة للآمال. وهي الآن تبحث عن طرق اخرى من استعمال القوة اللينة الدبلوماسية والاقتصادية الى حرب السايبر واعمال تخريب خفي.
وينضم هذا التوجه الى وجهين آخرين من وجوه سياسة الادارة. الاول وقد كُتب فيه كثيرا، يتعلق بنقل التأكيد الاستراتيجي نحو اقتصادات شرق آسيا الصاعدة. ويحث على ذلك حثا آخر التعلق الامريكي الذي أخذ يقل بالنفط من الشرق الاوسط والنفور المتزايد من الفوضى في العالم العربي. ويتصل الوجه الثاني بجهود واشنطن للبحث عن نقطة توازن بين الكتل المتعادية في داخل العالم الاسلامي.
توقعوا في اسرائيل في السنوات الاخيرة أن تقوي امريكا الكتلة السنية التي هي أكثر اعتدالا وفيها مصر والسعودية والاردن ودول الخليج في صراعها للكتلة الشيعية بقيادة ايران. لكن نشك في أن الامريكيين ما زالوا يقسمون المنطقة الى أشرار وأخيار.
حينما بيّن مستشارو اوباما قبل سنتين ونصف أن الرئيس تبنى استراتيجية ‘القيادة من الخلف’ (في سياق اسقاط نظام القذافي في ليبيا) أبدعوا مصطلحا يطارده حتى اليوم. فقد سمع السعوديون والمصريون والاسرائيليون مصطلح ‘القيادة من الخلف’ وفسروا ذلك بأنه اعداد لانسحاب تدريجي من الشرق الاوسط وبأنه تعبير عن عدم استعداد الادارة الامريكية للاستمرار في استعمال القوة العسكرية في المنطقة. إن مشكلة اوباما الرئيسة بعد الاتفاق كما أحسن أناس معهد واشنطن لبحوث الشرق الاوسط تشخيصها، هي عدم ثقة دول صديقة بقدرته على تحقيق تصريحاته. ويتذكرون في العواصم السنية للبيت الابيض التبرؤ السريع من نظام مبارك في مصر في كانون الثاني 2011، والاعوجاج في مسألة الاعتراف بالجنرالات الذين استولوا على الحكم في القاهرة في تموز من هذا العام، والانطواء عن العراق وافغانستان.
إن الدول السنية ولا سيما السعودية وامارات الخليج لا يقلقها فقط الانسحاب الامريكي من المنطقة بل ازدياد قوة ايران ايضا. وليست الدعاوى على طهران طموحاتها الى القدرة الذرية فقط ففي الخليج يلاحظون في قلق ايضا النشاط الارهابي المتشعب الذي يُديره طابور ‘القدس′ التابع لحرس الثورة، وتدخل ايران المتزايد في صراعات دامية بين الشيعة والسنة في المنطقة وفي مقدمتها الحرب في سوريا. إن اعلان المباركة السعودية لاتفاق جنيف بدا متشككا واضطراريا وبرز فيه قول إن الاتفاق يثير الأمل، ‘ما دامت النوايا طيبة’. وبيّن مسؤولون سعوديون كبار وجهوا صحفيين وأناس ومعاهد بحث في الغرب أن بلدهم سيضطر الى أن يزن شراء سلاح ذري يكون مُعادلا للسلاح الذري الايراني اذا لم يقتنع بأن الصفقة ستوقف المشروع الذري الايراني حقا.
‘إن اتفاق جنيف من وجهة نظر تل أبيب يعبر عن تحول حاد آخر في الواقع الذي يتزلزل تزلزلا عميقا في السنوات الثلاث الاخيرة. وقد جاء بعد موجة زلازل سابقة من سقوط مبارك الى القضاء على السلاح الكيميائي في سوريا. لكن يبدو أن ما يصعب على القيادة الاسرائيلية أن تهضمه هو أن القدس لم تعد في المركز سواء أكان ذلك حسنا أم سيئا. وكما لم تكن اسرائيل قط هي الهدف الوحيد للبرنامج الذري الايراني، فانه خُصص لها دور ثانوي فقط في الجهد العالمي لاحباط البرنامج. ليس الاتفاق كاملا لكنه ليس نهاية العالم ايضا. هذا هو الواقع؛ أُحرزت هنا مهلة حيوية تُمكن في ظاهر الامر من علاج أعمق للمشكلة الذرية ولاحتمال احراز تسوية دائمة تضائل تهديد اسرائيل.
عند نتنياهو بواعث جيدة للغضب على اوباما. فقد غضب حينما تبين له قبل أشهر التفاوض السري بين الولايات المتحدة وايران. إن التنسيق السياسي بين الولايات المتحدة واسرائيل في المسألة الايرانية متعثر منذ ترك توم دونيلون رئاسة مجلس الامن القومي في واشنطن. ومن الصحيح ايضا أن الامريكيين الذين أداروا اجراء العقوبات الدولية ادارة يُحتذى بها، فشلوا في المرحلة الحاسمة وعادوا من جنيف مع اتفاق مشحون بالعيوب. وخُيل الى مراقبين اسرائيليين أن الولايات المتحدة دهشت في اللحظة الاخيرة وخشيت الحرب بينما كان يجب أن يخاف الايرانيون في الحقيقة. ومع كل ذلك يبدو أن هذه هي اللحظة المناسبة للتنبه من أوهام العظمة الاسرائيلية. إن اسرائيل تعمل خلافا لمصلحتها حينما تُشاجر الولايات المتحدة زمنا طويلا على رؤوس الأشهاد. ويوجد فرق بين النقد الموضوعي وبين الجو المسموم الحالي.
لم تنته بعد المعركة الايرانية. ويفترض أن تبدأ المرحلة الحاسمة وهي التفاوض في التسوية الدائمة، الآن. ويجب على اسرائيل الآن أن تُقدر من جديد الهدف الذي هي معنية به في الاتفاق النهائي وأن تبذل أقصى ما تستطيع للتوصل إليه بتنسيق مع الامريكيين والاوروبيين. وما زالت توجد قضايا حاسمة يمكن احراز نتيجة طيبة فيها كضمان رقابة أقوى على ما يجري في المنشآت الذرية، وتطوير قدرة على جمع المعلومات الاستخبارية وتحليلها تكون مُنسقة مع الدول الغربية، ومحاولة ‘الدفع الى الوراء’ بقدر المستطاع بالنقطة التي ستبقى عندها القدرة الايرانية في التسوية النهائية. وتوجد أهمية ايضا لاعداد اجراء منسق مع ادارة اوباما لفرض عقوبات اخرى سريعا اذا تبين أن الايرانيين يخدعون واذا انهار الاتفاق.
يمكن أن يحدث كل ذلك فقط اذا كفت اسرائيل عن صدامات معلنة مع الولايات المتحدة. وإن تكرار نتنياهو الدائم لقوله إن الاتفاق سيء سيء سيء قد يجعله في وضع رجل الأمس. بقي رئيس الوزراء في وعي الاسرائيليين حتى حينما كان سفيرا في الامم المتحدة قبل ثلاثين سنة تقريبا، مُحذرا من التهديدات على الباب. وفي ذلك الزمان في ثمانينيات القرن الماضي البعيدة، كانت الموضوعات الحبيبة إليه هي خطر الارهاب الدولي وتنكيل سلطات الاتحاد السوفييتي بيهود روسيا. ومع مرور السنوات اقتنع كثيرون من الناخبين الاسرائيليين بأن نتنياهو هو الشخص المناسب حقا لحمايتهم من جملة التهديدات في الحي جد غير الصديق الذي نعيش فيه. لكن الأخطار تغيرت الآن. وفي هذه الجولة وبازاء عدو محنك مصمم كايران لن يكفي التأليف الغالب بين الخطب الفصيحة والتذكير بالمحرقة والتلويح بقدرات سلاح الجو الهجومية البعيدة المدى.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
2/12/2013
<tbody>
في هــــــذا الملف
في مواجهة الدولة
بقلم:يوعز هندل،عن يديعوت
التمييز ضد البدو
بقلم:سامي ميخائيل /رئيس جمعية حقوق المواطن،عن يديعوت
رؤية اسرائيلية جديدة!
بقلم:افرايم سنيه،عن يديعوت
العرب واستغلال ضائقة البدو
بقلم:دورون ألموغ،عن‘ لواء احتياط، رئيس قيادة الاستيطان،عن معاريف
حان وقت العقوبات
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
الاتفاق الذري بين مخاوف السعودية وأهداف اسرائيل الجديدة
سجلت ايران لنفسها انجازا استراتيجيا بعد أن ساعدت مشاركتها في الحرب الأهلية السورية في الحفاظ على نظام الأسد
بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس
</tbody>
في مواجهة الدولة
بقلم:يوعز هندل،عن يديعوت
‘في المكان الذي لا توجد فيه سياسة حكومية، تنشأ فوضى. أكثر من ألفي مبنى غير قانوني تُبنى في أرجاء النقب كل سنة من قبل البدو. كل يفعل كما يراه مناسبا.
إن ظاهرة انعدام الحكم مُعدية. فهذا يبدأ بالتنقيط وينتهي بالطوفان. لقد اخطأت دولة اسرائيل بغض النظر، وثمن الاصلاح جسيم. خطة برافر بيغن ولدت انطلاقا من الرغبة في اغلاق الثقب الاسود الذي نشأ هناك على مدى السنين. وهي ليست جيدة بما يكفي لأي من الأطراف، ولكنها محاولة الزامية لخلق سياسة.
200 ألف بدوي يسكنون في النقب. 80 ألف منهم في الشتات، دون تراخيص ودون اعتراف. قسم كبير منهم اعتادوا على الحياة عديمة الهوية وعديمة التماثل مع دولة اسرائيل. وتتكون الخطة من قسمين: الاول هو تسوية لنصف البدو الذين يسكنون في الشتات، والآخر هو تعويض واخلاء للآخرين. في اليمين لم يستطيبوا الخطة لأن التسوية معناها اعطاء جائزة لمن بنى بشكل غير قانوني. وفي اليسار كان هناك من عارض اخلاء الناس من منازلهم. الازدواجية الاخلاقية هي ميزة توجد في كل المعسكرات. ومن واجب دولة القانون اخلاء من يبني بشكل غير قانوني. مسموح محاولة ايجاد تسويات، تعويضات مالية، أفكار إبداعية. وفي النهاية، عندما لا تكون هناك حلول، يتم الاخلاء.
دون فرق في الدين، العرق والجنس. هذا صحيح للمستوطنين الذين يسكنون على ارض خاصة، وصحيح ايضا على طوفان البناء غير القانوني الذي يقوم به البدو في النقب.
‘سيكون من الخطأ التفكير بأن هذا هو نزاع اراضي ومال الصراع هو على وجه دولة اسرائيل. قبل عدة اشهر علقت في مظاهرة بدو ضد قانون التسوية. وقد رفعوا أعلام م.ت.ف، بل وأعلام حماس ايضا. في كل مكان لا توجد فيه دولة اسرائيل، يدخل رجال الجناح الشمالي من الحركة الاسلامية. مخالفات الأملاك والبناء هي فقط مجرد تنفيس. 85 بالمئة من البدو هم شباب تحت سن 35، ونسبة التجنيد للجيش تتقلص كل سنة، حيث أن الاسلام المتطرف يعزز قوته. الوقت لاتخاذ القرار انتهى. في مظاهرات أمس انتصرت الاصوات الوطنية ضد اسرائيل فهي الأقلية التي أعطت النبرة. قسم هام من البدو يبحثون عن الاندماج داخل الدولة، والضرر الذي يلحقه هؤلاء المتظاهرون بهم وبنسيج العلاقات بين العرب واليهود هو ضرر جسيم.
‘السؤال المركزي الذي طُرح في الحكومة حول خطة برافر هو قدرة التطبيق: هل البدو سيقبلون الخطة؟ السؤال مغلوط. الجواب ليس مهما. الدولة بحاجة الى سياسة، دون صلة بالمظاهرات وبالاحتجاجات. النقب يبقى اختبارا للشعب، منذ عهد بن غوريون ولدولة اسرائيل لا يوجد ترف اذا مافشلت فيه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
التمييز ضد البدو
بقلم:سامي ميخائيل /رئيس جمعية حقوق المواطن،عن يديعوت
عاش البدو في النقب واقاموا بنمط حياتهم الذي يتميزون به منذ فجر التاريخ. وتسعى خطة برافر ـ بيغن الى سلبهم والفرض عليهم الانتقال الى بلدات مدينية مما يقضي عليهم بحياة ضائقة، فقر وبطالة. ولهذه المؤامرة معنى واحد: محظور على البدو أن يكونوا بدوا. هذا طرد واعادة اسكان وهما مفهومان جربناهما نحن اليهود، وهما لا يزالان كالندبة في ذكراتنا.
ان خطة برافر ـ بيغن هي مؤامرة ظلماء ضد سكان ذوي حقوق تاريخية. من حق المرشحين للطرد الاعتراض على الخطة والتظاهر، وواجب كل من يتبنى القيم الانسانية ان يمد يد الاخوة في الكفاح المرير ضد المحاولة الشريرة لسلب الارض من تحت أقدامهم. فليس لهم فقط الحق في التظاهر في مدن اسرائيل واطلاق صرختهم المريرة بل وهذا ايضا واجبنا ان نمنع كل شكل من اشكال قمع هذه المظاهرات.
حقيقة أنه كان بين المتظاهرين ايضا من استخدم العنف المرفوض ليس فيها ما يبرر القبضة الحديدية للشرطة تجاه الاحتجاج المدني. ان اسكات احتجاج البدو وقمعه هما وصمة عار سوداء على جبيننا كمجتمع.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
رؤية اسرائيلية جديدة!
بقلم:افرايم سنيه،عن يديعوت
بعد الضربة الاولى، هذا هو الوقت لأن نفحص بوعي معنى اتفاق جنيف. لقد حققت الولايات المتحدة تأخيرا مؤقتا في تقدم المشروع النووي الايراني. لا توجد في الصفقة أي خطوة تُبعد ايران عن التقدم المتجدد، حين تقرر عمل ذلك.
‘ايران تبقى مع منظومة التخصيب القائمة، مع مفاعل البلوتونيوم في أراك، ربما مع مادة مشعة ُأقل. وهي تبقى ايضا مع منظومة الصواريخ بعيدة المدى التي تستهدف حمل هذا السلاح. لقد حصل نظام آيات الله عمليا على الاذن من الديمقراطيات الغربية لمواصلة تفعيل منظمات الارهاب، التآمر على الحكومات في الشرق الاوسط، تهديد اسرائيل بأكثر من 70 ألف صاروخ ومقذوفة صاروخية، والقمع بوحشية للشعب الايراني نفسه.
بموافقة امريكية تنقسم المنطقة الى منطقتي نفوذ: واحدة ايرانية، وفيها العراق، غربي سوريا ولبنان؛ والثانية امريكية، وفيها السعودية، دول الخليج، الاردن واسرائيل. ولكن هذه ‘منطقة نفوذ’ عديمة المعنى. فقد قررت الولايات المتحدة ترك الشرق الاوسط. تكنولوجيات جديدة لانتاج النفط والغاز جعلتها مصدرة غاز ونفط وأوقفت تعلقها باستيرادهما. هذا هو أحد الاسباب لذلك. يجب أن نستوعب حقيقة أن امريكا لن تقف عمليا الى جانب حلفائها التاريخيين، اذا ما وقعوا في مشكلة.
إن الترك المتسرع لمبارك هو الذي بشر بذلك. والتسكع مع الاخوان المسلمين كان تواصله. فالسبيل التي سعت فيه الى تحقيق اتفاق جنيف أثبت ذلك. لقد تجاهلت الولايات المتحدة حلفائها كي تحقق اتفاقا يعفيها من المواجهة مع ايران، ويسمح ربما للرئيس اوباما بالتباهي في أنه في اثناء ولايته، حتى كانون الثاني 2017، لم يكن لايران سلاح نووي. أما ما سيحصل بعد ذلك، فلا مسؤولية له عنه.
ما الذي تبقى من التزام الولايات المتحدة بأمن اسرائيل؟ قبل كل شيء التصريحات. في مؤتمر ايباك في الربيع القريب سيطلق زعماؤه الاقوال عن ‘الصداقة مع اسرائيل صلبة كالصخر’ وغير قابلة للجدال. أما عمليا فستستمر المساعدة العسكرية بمبلغ نحو 3 مليارات دولار والمساعدة الخاصة لبرنامج الدفاع ‘القبة الحديدية’ و’حيتس 3′ و’العصا السحرية’. لا ينبغي الاستخفاف بهذه المساعدة. يجدر بالذكر بأنه تستفيد منها الصناعة الامريكية، وحكومة اسرائيل يمكنها أن تجبي 11 مليار شيكل أقل من مواطنيها.
‘ولكن فضلا عن ذلك، في كل وقفة اخرى ضد ايران لم تعد امريكا موجودة. لا معنا ولا مع أي أحد آخر. الحربان في العراق وافغانستان، ثمنهما بالدم والمال، نتائجهما مخيبة للآمال على أقل تقدير، أفرغتا منها كل استعداد للمواجهة، دون صلة بمبررها وجدواها.
وفي الاشهر القادمة سنرى شركات النفط الكبرى تدير مفاوضات سرية مع ايران على الاستثمارات المستقبلية. لا الادارة الامريكية ولا الحكومات الاوروبية ستصمد أمام الضغط الذي ستمارسه هذه الشركات، بعد ستة أشهر، لتحقيق ما اتفقوا عليه سرا مع ايران. فادارة اوباما أعطتهم نموذجا لمثل هذا الحوار السري. ومشكوك جدا أن يقف اصدقاؤنا الجمهوريون في الكونغرس ضد الشركات الكبرى من تكساس. وسينهار نظام الحكومات.
فأي شركاء بقي لاسرائيل أمام ايران التي لم تتغير وتمكنت فقط من تضليل الغرب الضعيف؟ بقيت السعودية ودول الخليج، التي خوفها من ايران أكبر من خوفنا. وهي قريبة منها جغرافيا أكثر وقوية أقل من ناحية عسكرية. حلف استراتيجي، اقتصادي وعسكري مع دول الخليج كفيل بأن يعطي نتائج عملية هائلة.
‘ولكن لا يمكن اقامة هذا الحلف، الأخير الذي تبقى كخيار، دون تسوية دائمة مع الفلسطينيين. فالحكومة التي يسيطر عليها الأكثر تطرفا بين المستوطنين لا أمل في أن تفعل ذلك. إن اسرائيل تدخل في فترة صعبة وهي تماما وحدها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
العرب واستغلال ضائقة البدو
بقلم:دورون ألموغ،عن‘ لواء احتياط، رئيس قيادة الاستيطان،عن معاريف
لا يعود هذا الاحتجاج على الاطلاق لضائقة البدو في النقب، فهو نتاج مظاهرات سياسية يُشعل نارها النواب العرب من التجمع الديمقراطي والحركة الاسلامية ممن يتطلعون الى جعل اسرائيل دولة كل مواطنيها مع اغلبية وحكم عربي. هذا لا يعود الى الخطة التي نعتزم تطبيقها في النقب التي تستند الى صيغة بني بيغن. لا يوجد لموضوع تسوية اراضي البدو في النقب أي صلة بعرب اسرائيل أو الفلسطينيين.
نحن نحاول حل نزاع اراضي مستمر منذ أكثر من اربعين سنة، في صالح كل البدو. ومن المهم أن نتذكر بأن 85 بالمئة من البدو ليس لهم على الاطلاق أي ادعاءات ملكية على الاراضي في النقب. وينبغي الفهم بأن في الواقع الحالي يعيش نحو 90 ألف بدوي داخل مدن فقر، في أكواخ دون بنى تحتية متطورة كالكهرباء، المجاري والمياه الدافقة ودون خدمات حديثة.
معظم البدو يؤيدون التسوية، رغم أنه في هذه المرحلة لا يزال لا يوجد قانون بل مجرد مشروع قانون لا بد سيجتاز تعديلات في المداولات التي ستُجرى عليه. والبدو أنفسهم يريدون تغييرا دراماتيكيا يُحسن جدا شروط حياتهم. فهم يريدون خطة توفر لهم ايضا شروطا معيشية مناسبة وتعليما وتشغيلا متطورين.
تستثمر الدولة في هذا الموضوع مالا طائلا. ومنذ اليوم، حتى دون أن يكون هناك قانون، تستثمر الحكومة مئات الملايين في البلدات القائمة والمعترف بها، حيث يعيش نحو 120 ألف بدوي. وفي السنتين الاخيرتين فان أكثر من 500 مليون شيكل تم استثمارها مضافا الى نحو 6000 وحدة سكن جديدة في رهط وبناء مناطق صناعية وتشغيلية متطورة مثل حديقة عيدان النقب.
ما نعرضه نحن على نحو 90 ألف بدوي يعيشون في الشتات هو قطعة ارض مجانية حتى لمن يعيش اليوم في خيمة أو في كوخ، اضافة الى مبلغ مالي للانتقال أدناه 100 ألف شيكل للعائلة حيث تأخذ الدول على عاتقها عملية تطوير البنى التحتية. وهذه تسوية عادلة بكل الآراء.
في الوضع القائم من يكسب من ضائقة البدو هذه، ممن يعيشون في النقب في شروط أدنى، هو الحركة الاسلامية وهيئات سياسية متطرفة اخرى. فمعنى خطة تسوية الاستيطان البدوي في النقب مثله كاستثمار نحو 10 مليارات شيكل في تحسين جودة حياة البدو في النقب. وتمزيق النواب العرب لصيغة القانون في لحظة القراءة الاولى في الكنيست، مثله مثل تمزيق شيك بمبلغ نحو 7 مليارات شيكل.
نقترح على النواب العرب، بدلا من اشعال نار المظاهرات وموجات الاحتجاج ضد الخطة، اعطاء كتف في نجاحها. فاحتجاج السياسيين العرب لا يأتي انطلاقا من مصلحة حقيقية لرفاه حياة البدو في النقب، بل انطلاقا من مصلحة سياسية تستخدم على نحو ساخر الفقر الذي يعيش فيه معظم البدو في النقب.
إن دولة اسرائيل تزدهر مقارنة بكل جيرانها. ومحاولة خلق احتجاج داخلي يربط البدو بعرب الشمال، الفلسطينيين في غزة، يهودا والسامرة وموجات الاحتجاج في سوريا ومصر، هي محاولة خاطئة وانتهازية. فالبدو هم مواطنون متساوو الحقوق وبالتأكيد جدير منحهم جودة حياة أعلى بكثير، من اجل ازدهار النقب ومن اجل مستقبل واعد لكل مواطني دولة اسرائيل بدو، عرب ويهود على حد سواء.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
حان وقت العقوبات
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
يتبين أن العقوبات الدولية تنجح، وأن القطيعة وسيلة ناجعة لا مثيل لها بل هي مشروعة، بل لقد اعترف رئيس وزراء اسرائيل بذلك، فقد دعا العالم الى عدم تخفيف العقوبات على طهران بل الى تشديدها، وعلى أثره تعمل ايضا مجموعة الضغط اليهودية الصارخة في الولايات المتحدة. فاذا كان الامر كذلك فان درس العالم واضح وهو أن هذه هي الطريق لمعاملة الدول العاصية لا ايران وحدها بل دولة اخرى ايضا لا تطيع قرارات المجتمع الدولي.
إن قرار التوقيع على مشروع ‘هورايزون 2020′ بالشروط التي أملاها الاتحاد الاوروبي هو البرهان الناصع على أن اسرائيل المنتصبة القامة نجع فيها التهديد بالقطيعة. ولا يمكن الطمس على الحقيقة وهي أن اسرائيل بموافقتها على التوقيع ساعدت على القطيعة الدولية الرسمية الاولى مع المستوطنات. ولا توجد أية طريقة اخرى لعرض ذلك حتى لو ضُم الى الموافقة ما لا نهاية له من رسائل الاحتجاج. فقد قبلت اسرائيل التي تسن قوانين آثمة تعارض الدعوة الى القطيعة، قبلت شروط القطيعة. واستسلمت لها في اللحظة التي بدأت فيها تؤثر في جيوبها.
‘الحديث الى الآن عن النذير الأول وعن عقوبة محدودة. أدارت الوزيرة تسيبي لفني التفاوض في شروط الاتفاق وهي التي يقع مكتبها في قلب شرقي القدس المحتل، لكن الاتحاد الاوروبي لسبب ما لم يقطع معها بسبب ذلك. إن التفاوض في عدم تحويل اموال تنتقل الى المستوطنات يجري مع وزيرة غُرس مكتبها بحسب موقف العالم كله في قلب الارض المحتلة في شارع صلاح الدين.
إن هذا التناقض كشف عن تلون القطيعة المحدودة في المستوطنات فقط: لأنه لا توجد منظمة أو مؤسسة أو سلطة اسرائيلية ليس لها موطيء قدم وراء الخط الاخضر. ولا يوجد بنك أو جامعة أو شبكة حوانيت أو مؤسسة طبية ليست لها فروع أو عمال أو زبائن بين المستوطنين. فالمستوطنات مشروع اسرائيلي عام ولا يمكن تحديد القطيعة فيها فقط كما لا يمكن بالضبط تحديد القطيعة مع جنوب افريقيا في مؤسسات الفصل العنصري فقط. فقد كان كل شيء هناك فصلا عنصريا وكل شيء هنا موبوء بالاحتلال. فاسرائيل تنفق على المستوطنات وتحميها وترعاها ولهذا فان اسرائيل كلها مسؤولة عن وجودها. فليس من العدل القطيعة مع المستوطنين فقط لأننا جميعا مذنبون. وفي مقابل ذلك فان القطيعة مع اسرائيل كلها قد تنتقل الى الاعتراض على مجرد حقها في الوجود، ولا يريد أكثر العالم ذلك، وبحق. ولهذا يجب أن نفرح بالقطيعة المحدودة وإن تكن تعيبها الاخلاق المزدوجة واستخلاص دروسها.
إن النجاح الذي قد سُجل مع ايران يجب أن يصبح خريطة طريق العالم حينما يتجه الى انهاء الاحتلال الاسرائيلي أو انهاء سلب الفلسطينيين حقوقهم. والخطة واضحة: فبعد الفشل الثابت للجهود الدبلوماسية، وبعد عشرات السنين من ‘مسيرة السلام’ وهي الأطول في التاريخ، وبعد ما لا يحصى من ‘خطط السلام’ التي دُفنت في الدروج؛ وفي حين ما زالت اسرائيل مستمرة في البناء في المستوطنات بوحشية مخالفة موقف العالم، . وحينما يُشعر بها في اسرائيل، وحينها فقط، يجب عقد مؤتمر دولي في جنيف أو في القدس أو في اوسلو أو في رام الله، يترجم فيه العالم العقوبات الاقتصادية الى انجازات سياسية. فقد نجح ذلك مع ايران وسينجح ايضا مع اسرائيل وسيمنع سفك الدماء. ولا داعي الى الاستمرار بعد في حفل الأقنعة الذي يسمى محادثات السلام فلم يعد أحد ينظر اليها بجدية سوى امريكي واحد هو جون كيري. وسيفهم هو ايضا آخر الامر أنه ما لم يدفع الاسرائيليون ثمنا عن الاحتلال أو ما بقوا عميانا عن ثمنه فليس هناك ما يدعوهم الى انهائه وهذه هي الحقيقة.
الحقيقة هي أن الحديث عن واقع مر لا يمكن أن يُفرح أي اسرائيلي. إن أكثر الاسرائيليين، مقطوعين عن الواقع الدولي، هم على يقين من أن الوضع الذي يعيش فيه شعبان جنبا الى جنب في وقت سُلب فيه أحدهما كل الحقوق وتمتع الثاني بكل الحقوق، يمكن أن يستمر الى الأبد. قد يكون هذا هو الانجاز التاريخي حقا للتفاوض مع ايران لأنه سيصبح ايقاظا للحسناء النائمة، اسرائيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الاتفاق الذري بين مخاوف السعودية وأهداف اسرائيل الجديدة
سجلت ايران لنفسها انجازا استراتيجيا بعد أن ساعدت مشاركتها في الحرب الأهلية السورية في الحفاظ على نظام الأسد
بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس
ما زال توجد مجاهيل كثيرة بعد اسبوع تقريبا من التوقيع على الاتفاق المرحلي بين القوى العظمى الست وايران في جنيف. ولا تستمر فقط الجدالات في نوع الاتفاق بل ما زال يُختلف في مجرد تفصيلاته. في يوم الثلاثاء بيّنت وزارة الخارجية الامريكية ردا على أسئلة صحفيين أنه بقيت ‘تفاصيل تقنية’ لم تُغلق، بعد أن اتهمت ايران الولايات المتحدة بنشر معطيات مضللة تتعلق بصيغة الاتفاق الكاملة، أي أن التفاوض فيما قد اتُفق عليه في التفاوض يتوقع أن يستمر بعد.
‘يفترض أن ينفذ الاتفاق المرحلي مدة ستة اشهر يبحث الجانبان في أثنائها في صوغ تسوية دائمة، لكن العد التنازلي لم يبدأ بعد بحيث إن ايران لم تلتزم بعد بالتنازلات التي التزمت بها في الاتفاق المرحلي، ولم تبدأ ساعة التفاوض الجديد التكتكة بعد.
‘لم يُفاجيء الاعلان الامريكي اسرائيليين تابعوا جولات المحادثات السابقة منذ كانت محادثات الثلاثية الاوروبية قبل نحو من عشر سنوات. وفي هذه الحال يبدو الكليشيه الثقافي دقيقا جدا وهو الذي يقول إنها ايران التقليدية. إن الايرانيين أذكياء جدا في اجراء تفاوض طويل مرهق. وهم يستخدمون الاتفاقات التي تُحرز أكثر من مرة لتكون نطقة انطلاق لمساومة جديدة.
لم تزحف طهران على ركبتيها الى جنيف كما أملت القيادة الاسرائيلية أن يحدث، ويبدو أنها لم تتخل ايضا عن المباديء الأساسية التي جاءت بها الى التفاوض. إن المشروع قد تمت تبطئته في الحقيقة لكن الايرانيين يستطيعون أن يروا التسوية اعترافا من العالم بالفعل بحقهم في تخصيب اليورانيوم. وقد سجلوا الى اليوم تقدما مهما في سلسلة طويلة من القضايا وإن لم يلائم ايقاع تطور الامور التنبؤات المتشائمة للجهات الاستخبارية في الغرب في العقدين الاخيرين.
إن مخزونات اليورانيوم الموجودة مع ايران تُمكنها من ‘انطلاق الى الأمام’ وإتمام التخصيب بدرجة عالية عسكرية في اشهر معدودة. وما زالت الصواريخ التي في حوزتها تهدد دولا كثيرة ومنها اسرائيل. ويُقدر خبراء كثيرون اليوم أنه قصرت جدا المدة التي يحتاجها الايرانيون لانتاج رأس ذري لهذه الصواريخ. والآن، بازاء الخطر المباشر الذي عرّضت المعارضة العالمية لتقدم البرنامج الذري بقاء النظام له وهو أهم الأهداف بالنسبة له دائما استقر رأي القيادة على التصالح. وقد أملى الضرر الاقتصادي وخيبة أمل الجمهور الايراني خاصة التصالح في جنيف، لكنه يبدو مثل تصالح يستطيع آيات الله العيش معه.
ما كان كل ذلك ليُحرز مع الرئيس السابق محمود احمدي نجاد. لكن النتيجة مختلفة تماما مع حسن روحاني المعتدل ومع وزير الخارجية محمد ظريف خريج الدراسة الاكاديمية في الولايات المتحدة وممثل طهران في الاتصالات. وقد عبر سلوك الوفد الايراني في جنيف حتى مع الصحافة الاجنبية عن عودة واثقة بنفسها الى حضن المجتمع الدولي. وخُيل إلينا للحظات أن الغرب كأنما اشتاق الى احتضان ايران، واستُقبل الامتعاض والشك الاسرائيليان في الاتفاق بعداوة.
يبدو أن القيادة الايرانية تتصرف الآن في حكمة وحذر نسبي؛ ويمكن أن نُخمن أن الاتفاق المرحلي لن يمنعها من الانطلاق قدما واعلان صنع قنبلة ذرية اذا أُتيحت في المستقبل فرصة مريحة حينما ينصرف انتباه الغرب الى مكان آخر. وهي ترى الآن أن ايران دولة على الحافة الذرية وقفت هناك لتقديراتها هي، وستضطر القوى العظمى الى الاعتراف بذلك.
تستطيع ايران أن تسجل لنفسها انجازا استراتيجيا آخر بعد أن ساعدت مشاركتها في الحرب الأهلية السورية (ولا سيما استقرار الرأي على ارسال مقاتلي حزب الله من لبنان الى المعركة هناك) في انقاذ نظام الاسد الى الآن. وهذا توجه دولة ترى نفسها قوة اقليمية ولها مصالح تشمل الشرق الاوسط كله. وقد أنتج الاتفاق الذري دعوة طهران الى المشاركة في صوغ مصير سوريا في مؤتمر آخر خُطط له في جنيف في جُهد لانهاء الحرب الأهلية. ومن جهة اخرى قد يوجب شهر العسل الجديد مع الغرب على طهران أن تكف شيئا ما عن مشاركتها في النشاط الارهابي ولا سيما التعاون مع حزب الله على الهجوم على أهداف اسرائيلية في الخارج.
في الولايات المتحدة. يوجد فرق لا يستهان به بين صورة انعكاس الاتفاق المرحلي في واشنطن وبين الردود في الشرق الاوسط. وبرغم أنه وُجه انتقاد الى سلوك ادارة اوباما من صقور الحزب الجمهوري (بين من يجهدون هناك في الاهتمام بالشؤون الخارجية) ومن اصدقاء اسرائيل في مجلس النواب الامريكي، يرى البيت الابيض ووزارة الخارجية الاتفاق انجازا. ويضاف الى التسوية التي تم احرازها في آخر لحظة في نهاية آب مع روسيا ومنعت هجوما امريكيا على سوريا عوض القضاء على مخزون السلاح الكيميائي لنظام الاسد.
إن اتفاق جنيف والقضية السورية قبله حينما هدد الرئيس باراك اوباما بالهجوم على سوريا ردا على قتل 1500 مواطن على يد النظام السوري بهجوم بالسلاح الكيميائي يقوي تفضيل الادارة للدبلوماسية والاتفاقات على استعمال كثيف للقوة العسكرية. وقد استعملت امريكا في العقد الماضي تقنية حديثة وقوة تدمير عظيمة في حربيها في افغانستان والعراق لكنها أنهتهما بنتيجة استراتيجية مُخيبة للآمال. وهي الآن تبحث عن طرق اخرى من استعمال القوة اللينة الدبلوماسية والاقتصادية الى حرب السايبر واعمال تخريب خفي.
وينضم هذا التوجه الى وجهين آخرين من وجوه سياسة الادارة. الاول وقد كُتب فيه كثيرا، يتعلق بنقل التأكيد الاستراتيجي نحو اقتصادات شرق آسيا الصاعدة. ويحث على ذلك حثا آخر التعلق الامريكي الذي أخذ يقل بالنفط من الشرق الاوسط والنفور المتزايد من الفوضى في العالم العربي. ويتصل الوجه الثاني بجهود واشنطن للبحث عن نقطة توازن بين الكتل المتعادية في داخل العالم الاسلامي.
توقعوا في اسرائيل في السنوات الاخيرة أن تقوي امريكا الكتلة السنية التي هي أكثر اعتدالا وفيها مصر والسعودية والاردن ودول الخليج في صراعها للكتلة الشيعية بقيادة ايران. لكن نشك في أن الامريكيين ما زالوا يقسمون المنطقة الى أشرار وأخيار.
حينما بيّن مستشارو اوباما قبل سنتين ونصف أن الرئيس تبنى استراتيجية ‘القيادة من الخلف’ (في سياق اسقاط نظام القذافي في ليبيا) أبدعوا مصطلحا يطارده حتى اليوم. فقد سمع السعوديون والمصريون والاسرائيليون مصطلح ‘القيادة من الخلف’ وفسروا ذلك بأنه اعداد لانسحاب تدريجي من الشرق الاوسط وبأنه تعبير عن عدم استعداد الادارة الامريكية للاستمرار في استعمال القوة العسكرية في المنطقة. إن مشكلة اوباما الرئيسة بعد الاتفاق كما أحسن أناس معهد واشنطن لبحوث الشرق الاوسط تشخيصها، هي عدم ثقة دول صديقة بقدرته على تحقيق تصريحاته. ويتذكرون في العواصم السنية للبيت الابيض التبرؤ السريع من نظام مبارك في مصر في كانون الثاني 2011، والاعوجاج في مسألة الاعتراف بالجنرالات الذين استولوا على الحكم في القاهرة في تموز من هذا العام، والانطواء عن العراق وافغانستان.
إن الدول السنية ولا سيما السعودية وامارات الخليج لا يقلقها فقط الانسحاب الامريكي من المنطقة بل ازدياد قوة ايران ايضا. وليست الدعاوى على طهران طموحاتها الى القدرة الذرية فقط ففي الخليج يلاحظون في قلق ايضا النشاط الارهابي المتشعب الذي يُديره طابور ‘القدس′ التابع لحرس الثورة، وتدخل ايران المتزايد في صراعات دامية بين الشيعة والسنة في المنطقة وفي مقدمتها الحرب في سوريا. إن اعلان المباركة السعودية لاتفاق جنيف بدا متشككا واضطراريا وبرز فيه قول إن الاتفاق يثير الأمل، ‘ما دامت النوايا طيبة’. وبيّن مسؤولون سعوديون كبار وجهوا صحفيين وأناس ومعاهد بحث في الغرب أن بلدهم سيضطر الى أن يزن شراء سلاح ذري يكون مُعادلا للسلاح الذري الايراني اذا لم يقتنع بأن الصفقة ستوقف المشروع الذري الايراني حقا.
‘إن اتفاق جنيف من وجهة نظر تل أبيب يعبر عن تحول حاد آخر في الواقع الذي يتزلزل تزلزلا عميقا في السنوات الثلاث الاخيرة. وقد جاء بعد موجة زلازل سابقة من سقوط مبارك الى القضاء على السلاح الكيميائي في سوريا. لكن يبدو أن ما يصعب على القيادة الاسرائيلية أن تهضمه هو أن القدس لم تعد في المركز سواء أكان ذلك حسنا أم سيئا. وكما لم تكن اسرائيل قط هي الهدف الوحيد للبرنامج الذري الايراني، فانه خُصص لها دور ثانوي فقط في الجهد العالمي لاحباط البرنامج. ليس الاتفاق كاملا لكنه ليس نهاية العالم ايضا. هذا هو الواقع؛ أُحرزت هنا مهلة حيوية تُمكن في ظاهر الامر من علاج أعمق للمشكلة الذرية ولاحتمال احراز تسوية دائمة تضائل تهديد اسرائيل.
عند نتنياهو بواعث جيدة للغضب على اوباما. فقد غضب حينما تبين له قبل أشهر التفاوض السري بين الولايات المتحدة وايران. إن التنسيق السياسي بين الولايات المتحدة واسرائيل في المسألة الايرانية متعثر منذ ترك توم دونيلون رئاسة مجلس الامن القومي في واشنطن. ومن الصحيح ايضا أن الامريكيين الذين أداروا اجراء العقوبات الدولية ادارة يُحتذى بها، فشلوا في المرحلة الحاسمة وعادوا من جنيف مع اتفاق مشحون بالعيوب. وخُيل الى مراقبين اسرائيليين أن الولايات المتحدة دهشت في اللحظة الاخيرة وخشيت الحرب بينما كان يجب أن يخاف الايرانيون في الحقيقة. ومع كل ذلك يبدو أن هذه هي اللحظة المناسبة للتنبه من أوهام العظمة الاسرائيلية. إن اسرائيل تعمل خلافا لمصلحتها حينما تُشاجر الولايات المتحدة زمنا طويلا على رؤوس الأشهاد. ويوجد فرق بين النقد الموضوعي وبين الجو المسموم الحالي.
لم تنته بعد المعركة الايرانية. ويفترض أن تبدأ المرحلة الحاسمة وهي التفاوض في التسوية الدائمة، الآن. ويجب على اسرائيل الآن أن تُقدر من جديد الهدف الذي هي معنية به في الاتفاق النهائي وأن تبذل أقصى ما تستطيع للتوصل إليه بتنسيق مع الامريكيين والاوروبيين. وما زالت توجد قضايا حاسمة يمكن احراز نتيجة طيبة فيها كضمان رقابة أقوى على ما يجري في المنشآت الذرية، وتطوير قدرة على جمع المعلومات الاستخبارية وتحليلها تكون مُنسقة مع الدول الغربية، ومحاولة ‘الدفع الى الوراء’ بقدر المستطاع بالنقطة التي ستبقى عندها القدرة الايرانية في التسوية النهائية. وتوجد أهمية ايضا لاعداد اجراء منسق مع ادارة اوباما لفرض عقوبات اخرى سريعا اذا تبين أن الايرانيين يخدعون واذا انهار الاتفاق.
يمكن أن يحدث كل ذلك فقط اذا كفت اسرائيل عن صدامات معلنة مع الولايات المتحدة. وإن تكرار نتنياهو الدائم لقوله إن الاتفاق سيء سيء سيء قد يجعله في وضع رجل الأمس. بقي رئيس الوزراء في وعي الاسرائيليين حتى حينما كان سفيرا في الامم المتحدة قبل ثلاثين سنة تقريبا، مُحذرا من التهديدات على الباب. وفي ذلك الزمان في ثمانينيات القرن الماضي البعيدة، كانت الموضوعات الحبيبة إليه هي خطر الارهاب الدولي وتنكيل سلطات الاتحاد السوفييتي بيهود روسيا. ومع مرور السنوات اقتنع كثيرون من الناخبين الاسرائيليين بأن نتنياهو هو الشخص المناسب حقا لحمايتهم من جملة التهديدات في الحي جد غير الصديق الذي نعيش فيه. لكن الأخطار تغيرت الآن. وفي هذه الجولة وبازاء عدو محنك مصمم كايران لن يكفي التأليف الغالب بين الخطب الفصيحة والتذكير بالمحرقة والتلويح بقدرات سلاح الجو الهجومية البعيدة المدى.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ