المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 500



Haneen
2014-02-09, 11:05 AM
اقلام واراء اسرائيلي 500
10/12/2013


<tbody>
في هــــــذا الملف

الغرب’ينزع شرعية الخيار العسكري ضد ايران
بقلم: زكي شالوم،عن نظره عليا

ماذا نعني حين نقول ‘فصل عنصري اسرائيلي’؟
بقلم:عميره هاس،عن هآرتس

ماذا لو انهار التفاوض مع الفلسطينيين؟
بقلم: أوري اليتسور،عن معاريف

ليس بالأمن وحده تنجز المفاوضات
بقلم: رون برايمن،عن اسرائيل اليوم

غزة بانتظار فان دام!
بقلم: تسفي برئيل،عن هأرتس

رؤية قاصرة
بقلم: يوسي بيلين،عن اسرائيل اليوم



</tbody>


الغرب’ينزع شرعية الخيار العسكري ضد ايران

بقلم: زكي شالوم،عن نظره عليا
ردا على الانتقاد العلني المتواصل لاتفاق جنيف يميل قادة الدول العظمة الخمسة زائد واحد الاعراب عن تفهم للشك السائد في اسرائيل وغيرها من الدول في المنطقة في مدى صدق ايران للايفاء بتعهداتها في اطار الاتفاق. ومع ذلك فانهم يشددون بان هذا اتفاق ذو طابع مؤقت ومحدود يرمي الى خلق اجواء اكثر راحة تمهيدا للمباحثات على التسوية الدائمة مع ايران في مسألة نشاطها النووي.
على هذه الخلفية من الصعب فهم مظاهر الفرح والتحبب للمندوبين الايرانيين الذي اجتاحت قادة الدول الخمسة زائد واحد بعد التوقيع على الاتفاق. من الصعب الافتراض بان’ مندوبي الدول العظمى لم يفهموا بان مكانة كهذه تنطوي على رسالة بانه طرأ تغيير دراماتيكي بالنسبة لايران في اعقاب الاتفاق.
ومن الان فصاعدا هكذا يفهم من حماية الدول العظمى. حتى وان لم تكن هذه نيتها، ينبغي النظر الى ايران كدولة تنخرط في ‘اسرة الشعوب’ وكذا جهة تساهم في حل الازمة اكثر مما هي جهة مسؤولة عن وجود هذه الازمة. عمليا يتخذ هذا التصوير معنى استراتيجيا هو أن ايران تبتعد عن مكانة الدولة المتطرفة والمنعزلة التي من الجدير ومن الشرعي العمل ضدها، في ظروف معينة، بوسائل عسكرية.
التصريحات ضد الخيار العسكري
منذ التوقيع على الاتفاق مع ايران، كثرت تصريحات قادة الدول العظمى وعلى رأسهم الرئيس اوباما ضد طرح الخيار العسكري حيال ايران كخيار واقعي. وفضلا عن ذلك، فقد’ اهتم الرئيس اوباما بالتعبير في كل خطاب له تقريبا عن انتقاد لاذع وان كان مبطنا على من يعرض، بغير صالحه، ورغم نفيه، كمروج لاستخدام الخيار العسكري رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
تشير هذه التصريحات على نحو ظاهر الى أن الدول العظمى ترد الرسالة التي تنطوي عليها تصريحات منتقدي الاتفاق على رأسهم نتنياهو وبموجبها: ايران ترى في المشروع النووي مصلحة وطنية عليا لها وهي لن تتخلى عن تحقيقه الا اذا ما تبين لها على نحو مؤكد بان ‘سيفا حادا’ موضوع على رقبتها، أي وجود خيار عسكري، والادارة الامريكية مصممة على تطبيقه اذا لم تستجب ايران لمطالبها. اما تصريحات قادة الدول العظمى فتعرض طريقة تفكير مختلفة جدا وبشكل تظاهري.
حتى قبل أن يوقع الاتفاق، تكبد الرئيس على ايضاح تحفظه على الخيار العسكري والاولوية العليا التي يعطيها لتحقيق تسوية بطرق سلمية. فقد قال الرئيس ان الولايات المتحدة في 14 تشرين الثاني 2013 تفضل ان تكون ايران هي التي تقرر بانها لا ترغب بسلاح نووي ونحن نراقب ذلك فقط. ولم يكتفِ الرئيس بذلك بل وتكبد عناء التشديد على اقوال مفهومة من تلقاء نفسها في سياق المخاطر التي ينطوي عليها العمل العسكري: الا يهم كم هو جيشنا جيد’، يقول الرئيس، ‘فالخيارات العسكرية هي دوما اشكالية (messy) صعبة الى التنفيذ وتنطوي على خطر نتائج لم يخطط لتحقيقهاب.
فضلا عن ذلك أعرب الرئيس عن شكه في جدوى الخيار العسكري حيال ايران. ليس واضحا على الاطلاق، كما أوضح، اذا كان مثل هذا الخيار سيؤدي الى وقف النشاط النووي الايراني. بل ربما يدفع ايران الى تسريع نشاطها في هذا الاتجاه بشدة أعظم (more vigorously). وفي هذه التصريحات تكمن رسالة واضحة من الرئيس: حتى لو انتهت العملية العسكرية بـ انجاحب فلا ضمانة في أن تردع ايران عن مواصلة نشاطها النووي بل وبشدة اعظم. ومن شبه المؤكد انه في اقوال الرئيس تكمن ايضا رسالة مبطنة لاسرائيل ذ اذا كانت الولايات المتحدة، التي قدراتها العسكرية أكبر بلا قياس من قدرة اسرائيل، تبدي شكوكا حول جدوى العمل العسكري حيال ايران، فان اسرائيل ملزمة بان تكون اكثر شكا بكثير.
في الخطاب الذي القاه في 23 تشرين الثاني 2013 كرر الرئيس اللازمة التالية: فهو يقول انه ‘في نهاية المطاف الدبلوماسية وحدها يمكنها أن تؤدي الى حل بعيد المدى للتحديات التي تطرحها نشاطات ايران النووية. والادارة ستفعل ما هو مطلوب كي تمنع ايران عن تحقيق قدرة نووية’. وفي السياق يسعى الرئيس الى تمييز نفسه عن زعماء آخرين (والمقصود على أي حال نتنياهو). فالرئيس يقول ان ‘من واجبي الاعلى حل المشاكل بالطرق السلمية وليس المسارعة نحو المواجهات’.
وفي الخطاب الذي القاه في 25 تشرين الثاني 2013 عاد وكرر الرسالة الانتقادية الواضحة لرئيس الوزراء نتنياهو: ‘لا يمكننا أن نغلق الباب امام الدبلوماسية’، يقول الرئيس في ظل هتاف الجمهور، ‘ولا يمكننا أن نستبعد حلولا بالطرق السلمية لمشاكل العالم. لا يمكننا أن نكون ملتزمين بدوائر لا تنتهي من المواجهات. الحديث الحازم والتهديدات العابثة قد تكون طريقا مريحا من ناحية سياسية، ولكن هذا ليس السبيل الافضل لتثبيت أمننا’.
ومرة اخرى في الغداة في 26 تشرين الثاني 2013 يكرر فيوضح تمسك الولايات المتحدة بالتزامها منع ايران من تحقيق قدرة نووية. اضافة الى ذلك يشدد على زياراته الكثيرة الى المستشفيات العسكرية حيث ينزل فتيان ارسلوا الى القتال من أجل بلادهم والثمن الباهظ الذي دفعوه على هذه الحروب. وبالتالي فانه يشدد ‘سأفعل كل ما في وسعي كي احل هذه الازمة دون الاضطرار الى مواجهة عسكرية. فنحن (وربما خلافا للاخرين) لا ننشغل هنا بالسياسة ولا في الالعاب. فالمخاطر التي تنطوي عليها قراراتنا عالية جدا. نحن (وربما خلافا لزعماء آخرين)، لا نتخذ القرارات على اساس المنفعة السياسية ولا على أساس قول يمنحنا عنوانا طيبا في صحيفة الغد.
وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ صاغ اقواله بشكل اكثر مباشر بل واكثر تهديدا ضد امكانية اتخاذ عمل عسكري ضد ايران يقوض الاتفاق القائم. وهو يشدد على أن بريطانيا ستوضح لكل جهة في الساحة الدولية، بما فيها اسرائيل، معارضتها لاتخاذ خطوات تؤدي الى تقويض الاتفاق. ويعد بان بريطانيا ستوضح هذا الموقف لكل ذوي الشأن.
وانضم الى المحذرين من استخدام الخيار العسكري وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ايضا. ففي مقابلة اعطاها في 25 تشرين الثاني 2013 اعرب عن رأيه بان في نهاية المطاف سيحسن الاتفاق مع ايران أمن دول المنطقة. وردا على سؤال هل توجد امكانية ضربة وقائية من جانب اسرائيل في اثناء الاشهر الستة القريبة أجاب الوزير بالنفي: ‘ليس في هذه المرحلة’، يقول فابيوس. لان ‘احدا لن يفهم هذا’.
الخلاصة
ان التصريحات المتكررة لرئيس الوزراء نتنياهو بموجبها اسرائيل لا ترى نفسها ملتزمة بالاتفاق مع ايران وفي انتقاده اللاذع للاتفاق، طرحت كما يمكن اخذ الانطباع مخاوف في اوساط الدول العظمى من هجوم عسكري اسرائيلي ضد ايران حتى في فترة الاتفاق في النصف سنة القريبة. مثل هذا الهجوم، كما يخشى، وعن حق، زعماء الدول العظمى سيؤدي الى انهيار الاتفاق التي بذلت لتحقيقه جهود جمة.
على هذه الخلفية تتضح جهود مكثفة من قادة الدول العظمى لخلق نزع الشرعية عن الخيار العسكري. كما يمكن أن نأخذ الانطباع فان هذه الجهود تتركز في هذه المرحلة، لمنع عملية عسكرية اسرائيلية حتى انتهاء مفعول الاتفاق الحالي. تصريحات الرئيس اوباما هي الابرز في هذا السياق.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

ماذا نعني حين نقول ‘فصل عنصري اسرائيلي’؟
بقلم:عميره هاس،عن هآرتس
الفصل العنصري الاسرائيلي لا يُطابق النظام الذي كان موجودا في جنوب افريقيا لكن يمكن المقارنة بينهما، ففي اسرائيل ايضا يوجد فصل متعمد بين الشعبين الاسرائيلي والفلسطيني – المصدر).
‘ت من المؤكد أننا لا نقصد العنصرية البيولوجية الرسمية والشعبية التي سيطرت هناك في جنوب افريقيا. لا تعوزنا في الحقيقة هنا معاملة عنصرية مستكبرة مع ملحقات دينية بيولوجية، لكن إذهبوا الى المستشفيات فستجدون عربا ويهودا بين المعالِجين والمعالَجين، فالمستشفيات من هذه الجهة هي المؤسسة الأصح عقلا في اسرائيل.
‘ت أجل إننا نقصد فلسفة االتطور المستقلب للشعبين التي سيطرت هناك، وهي لغة مغسولة لمبدأ عدم المساواة والفصل المتعمد بين الشعبين، وحظر االاختلاطب وسلب غير البيض اراضيهم ومواردهم الطبيعية واستغلالهم لرفاه الأسياد. وحتى لو كان ذلك ملفوفا عندنا بأغلفة التعليلات الامنية واوشفيتس وارض الله، فان الواقع يسير بحسب تلك الفلسفة التي تستعين بالقوانين وبقوة السلاح.
ماذا مثلا؟
‘ منظومتا القانون المستقلتان اللتان تحكمان الضفة الغربية، فثم قانون مدني لليهود وقانون عسكري للفلسطينيين؛ ونظاما البنية التحتية المستقلان (الشوارع والكهرباء والماء) ذ الفاخر والأعلى والمتسع لليهود، والمظلوم والمتضائل للفلسطينيين. والجيوب االكانتوناتب التي هي تحت حكم ذاتي فلسطيني محدود، ونظام رخص التنقل وحظره ذ الذي طُبق على الفلسطينيين في 1991 في موازاة الغائه في جنوب افريقيا.
أيعني ذلك أن الفصل العنصري هو في الضفة الغربية؟
لا، لا. إننا نتحدث عن فصل عنصري في الارض الكاملة من البحر الى النهر. وعن منطقة واحدة يعيش فيها شعبان وحكومة واحدة ينتخبها شعب واحد وتقرر مصير ومستقبل الشعبين. فالاختناق التخطيطي للبلدات الفلسطينية في اسرائيل مثلا يشبه ذاك الموجود في الضفة الغربية.
لكن الفلسطينيين مواطني اسرائيل يشاركون في عملية انتخاب الحكومة وهو ما لم يكن في جنوب افريقيا.
‘ صحيح جدا. لكننا نتناول المقارنة لا التطابق. إن المواطنين يقترعون لكنهم يُقصون عن القرارات المتعلقة بمصيرهم. وثم فرق آخر وهو أن التطابق في جنوب افريقيا بين المكانة والعرق، واستغلال مكانة العمال السود لأجل الثروة البيضاء كان عنصرا جوهريا. أما الرأسمالية في اسرائيل فغير متعلقة بعمل فلسطيني (وإن تكن معروفة أهمية القوة العاملة الفلسطينية الرخيصة لزيادة ثروة اوساط مختلفة في اسرائيل بعد 1967). كان يوجد في جنوب افريقيا تقسيم الى اربع مجموعات عنصرية (البيض والسود والملونين والهنود)، وكانت كل واحدة موضوعة في مرحلة مختلفة في سلم عدم التساوي لتأبيد حقوق البيض الزائدة. وعُرّف العنصر الابيض (من متحدثي الافريقية ومتحدثي الانجليزية) بأنه شعب واحد برغم الفروق الكبيرة بينهما. أما الافارقة فقُسموا الى عدة مجموعات قومية مختلفة وضمن ذلك أن يبقى الشعب الابيض هو الأكبر. لكن الفصل الأساسي عندنا الذي انشأته السلطات جغرافي يُستخدم للحفاظ على حقوق اليهود الزائدة وتنميتها.
لكن توجد تقسيمات ثانوية وتمييز عند اليهود ايضا.
‘ت هذا مؤكد. وهو بحسب الأصل (اليهودي الاوروبي بازاء اليهودي العربي)، والأطراف ذ الوسط، والماضي العسكري، والقديم والجديد. لكن المظلومين والضعفاء اليهود في مقابل الفلسطينيين هم أصحاب حقوق زائدة بين النهر والبحر. فعلى سبيل المثال ثم احق العودةب: لليهود (من كل أصل) لكن لا للفلسطينيين حتى من ولدوا هم أو آباؤهم في البلاد ويعيشون الآن في الغُربة. أو الحق في الانتقال من منطقة جغرافية الى اخرى: فالتل ابيبي يستطيع الانتقال للسكن في الضفة الغربية، أما أحد سكان بيت لحم فلا يحق له أن ينتقل للسكن في الساحل.
‘ في درجات سلم عدم المساواة يوجد على نحو مستقل سكان قطاع غزة والضفة الغربية وشرقي القدس، ثم فلسطينيون مواطنو الدولة يعيشون في اسرائيل السيادية. وتُسلب كل مجموعة كهذه حقوق الانسان والمواطن بطريقة مختلفة. وتوجد هنا ايضا تقسيمات فرعية ترمي الى تشظية الشعب الثاني، فثم الدروز والبدو والفلسطينيون والمسيحيون والمسلمون. وكل بيروقراطية تقوم بهذه التقسيمات الفرعية والتصنيفات الدقيقة يوجهها مبدأ عدم المساواة لأجل رفاه مجموعة واحدة مهيمنة.
هل توجد أمثلة اخرى؟
‘ت نذكر بايجاز قوانين برافر وبالمنطقة جب للافارقة. منذ بدء خمسينيات القرن الماضي نفذ نظام جنوب افريقيا سلسلة اعمال اقتلاع ذ للسود والملونين والهنود من بيوتهم واراضيهم لاخلاء الارض لسكن البيض. وكان كل ذلك بحسب القانون والمنطق القانوني الابيض السائد. وهذا هو الأساس الاستعماري الذي سبق الفصل العنصري من جهة زمنية. واستمر عندنا ايضا الأساس الاستعماري وهو سلب الشعب صاحب الارض أرضه موازيا لنظام االتطور المستقلب.
هل يوجد أمل؟
‘ إن الفصل العنصري الطبقي في جنوب افريقيا لم يُقض عليه ويتهم منتقدون من اليسار نلسون مانديلا وزعماء آخرين بأنهم في اثناء التفاوض الذي أجروه مع النظام توصلوا الى تسوية تفضي الى أن يحصل السود على حق في الاقتراع وأن يحافظ البيض على المال. وفي حين بقي الفقر ااسود’، أصبحت توجد مجموعة مهيمنة افريقية أثرت جدا. ومع كل ذلك ينبغي ألا نستهين بالانجاز الديمقراطي بالتغييرات الاجتماعية التي حدثت وبطريق النضال الذي خططه مانديلا ورفاقه. ولهذا رفع الفلسطينيون والاسرائيليون صوره في مظاهرات نهاية الاسبوع (التي فرقها جنود الجيش الاسرائيلي بالقوة).
لكن شمعون بيرس أبّن مانديلا بحرارة.
‘ت إن مانديلا غفور كبير. إن لبيرس إسهاما مهما في العلاقات الامنية والاقتصادية والسياسية التي انشأتها اسرائيل مع النظام العنصري في جنوب افريقيا ومؤسسيه أشباه النازيين. وله اسهام مهم باعتباره واحدا من آباء الاستيطان في الضفة ومُبدع االحل الوظيفيب في فلسفة االتطور المستقلب عندنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ



ماذا لو انهار التفاوض مع الفلسطينيين؟
بقلم: أوري اليتسور،عن معاريف
كان من المجدي لو أن المنتدى السياسي الاعتباري انعقد هنا في البلاد في مؤتمر هرتسليا بدلا من الكنيست وبأضعاف لو أن المباحثات الأكثر اعتبارية على مستقبل اسرائيل تُجرى في واشنطن، في مؤتمر خاص ينظمه ويموله ملياردير واحد ذي أجندة خاصة.
لا حاجة للمرء لأن يكون فنانا كي يعرف بأنه اذا نجح مالك في أن يخلط جيدا صحفيين كبار مع سياسيين كبار، بمن في ذلك الرئيس الامريكي نفسه، ستنشأ عن هذا عناوين كبرى. هكذا نشأ الانطباع المغلوط وكأنما في ذروة اسبوع سياسي عاصف بينما عمليا كل ذلك أحاديث في واشنطن البعيدة، والعاصفة الوحيدة الجارية هي في حالة الطقس.
في المنتدى نفسه تحدث عن ذلك شخصان: وزير الخارجية ليبرمان قال إن لا احتمال لتسوية سياسية في المستقبل المنظور وأن الفجوات بين مواقف اسرائيل والفلسطينيين غير قابلة للجسر.
رئيس حزب العمل هرتسوغ قال إنه توجد الآن أجواء طيبة جدا وفرصة محظور تفويتها. اذا ما استغل رئيس الوزراء الفرصة وتوجه الى ‘قرارات حاسمة تاريخية’، كما وعد، فان حزب العمل سيقدم له كل الدعم.
من هو المحق؟ ليبرمان أم هرتسوغ؟ لعله ينبغي استباق هذا بسؤال آخر: لمن منكما توجد فكرة عما يتحدث عنه؟ لهرتسوغ بالتأكيد لا توجد فكرة.
فالمحادثات بين اسرائيل والفلسطينيين سرية تماما، ومع كل الاحترام لمكانة هرتسوغ الجديدة كرئيس للمعارضة، من الصعب جدا الافتراض بأن رئيس الوزراء يبلغه عما يجري هناك في الغرف المغلقة.
واسمحوا لي بأن أُخمن بأن ليبرمان ايضا لا يعرف حقا. ومن غير السليم بالفعل أن يُستبعد وزير الخارجية عن تفاصيل المفاوضات السياسية. ولكن بقدر ما هو معروف فان هذا هو الوضع. ملف الاتصالات مع الفلسطينيين أخذته تسيبي لفني، وهي فقط ورجال رئيس الوزراء يعرفون ماذا يتقدم هناك وماذا لا.
الامر الوحيد الذي سُرب المرة تلو الاخرى من جهة وزراء الحكومة والمجلس الوزاري، هو شكوى عن أنهم لا يكشفون لهم شيئا أو نصف شيء.
المسؤولان الكبيران يقدمان لنا معلومات تستند كلها الى أمانيهما، فقد سار هرتسوغ شوطا بعيدا وانتقد تصريحات ليبرمان وقال إنها تتعارض والمصالح الاسرائيلية. وهاكم كل الاخفاق الاسرائيلي على ساق واحدة. السؤال الذي نتجادل فيه، هل يوجد للمفاوضات احتمال، هو سؤال يتعلق بالحقائق وليس بالايديولوجيا.
لا يوجد لهذا أي صلة بمصالح اسرائيل أو بآمال أي من المتحدثين. يحتمل أن أكون جد معني بالدولتين ولكني أعتقد أن ليس لهذا احتمال، ويحتمل أن أكون معارضا لمثل هذا الاتفاق بكل عواطفي ولكني أُقدر بأنه توجد احتمالات طيبة لتحقق الخطة.
كل السياسة الاسرائيلية وكل أدوات التفكير الاسرائيلية، بما فيها في الاكاديميا، أخضعت الحقائق للأماني. أحد ليس مستعدا لأن يواجه السؤال الجدي والهام بشكل حرج ماذا سيحصل اذا ما تبين بأن خطة الدولتين ليست واقعية.
كذاك الذي يحمل معتقدات تافهة ويؤمن بأننا اذا لم نُخرج من أفواهنا اسم المرض فانه لن يتمكن من اصابتنا، هكذا السياسي الاسرائيلي والمفكر الاسرائيلي والاكاديمي الاسرائيلي يمنع نفسه من التفكير بشكل يستند الى الحقائق في مسألة هل يوجد احتمال لخطة الدولتين ويمتنع عن ذكر السؤال ماذا سنفعل في حالة ألا ننجح في تحقيق الاتفاق، لا اليوم، لا بعد غد ولا بعد عشرين سنة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

ليس بالأمن وحده تنجز المفاوضات
بقلم: رون برايمن،عن اسرائيل اليوم
إن التقارير المقطعة من غرف التفاوض السياسي مقلقة فالحديث مع استمرار الربط الخاطيء بين السلام والدولة الفلسطينية (وهما الشيء وعكسه) عن حصر العناية في ‘ترتيبات امنية’ بدل الشيء الأساسي وهو حق اسرائيل في ارضها. وحينما تكون نقطة الانطلاق في التفاوض هي أن اسرائيل محتلة في ارضها يصعب الأمل بشق طريق للمسار، ولا يبدو الاتفاق نجاحا.
يمكن أن تُحل قضية الأمن في ظاهر الامر بوسائل تقنية كآلات تصوير ومحطات إنذار ومراقبين دوليين وضمانات امريكية. أو هي بعبارة اخرى أدوية غير ناجعة ثبت من قبل أنها ليست سوى تغطية على عملية خداع تتخلى اسرائيل في اطارها عن أملاك مقابل مزايدة.
ويُظهر الامريكيون برئاسة وزير الخارجية كيري مرة بعد اخرى تفاؤلا لا أساس له يقوم على جهل بالواقع في الشرق الاوسط، ويبادرون الى اقتراح ‘ترتيبات امنية’، ليُغروا بها الطرف الاسرائيلي الذي يبدو أنه غير ممثل ألبتة في غرف التفاوض: لأن عريقات ولفني واينديك يسعون جميعا الى الاتجاه نفسه والى الشرك نفسه وعينا الأول فقط مفتوحتان وهدفه واضح. إن خطبة وزير الخارجية ليبرمان في منتدى سبان تشهد بأنه يوجد في اسرائيل ايضا من يدرك أن السلام لن ينشأ عن مسيرة فروضها الأساسية كاذبة.
لا يجوز أن يكون الاشتغال بـ ‘ترتيبات امنية’ خطة لدفع السلام الى الأمام. ولا أحد كرئيس الوزراء نتنياهو يعلم أن السلام لا يمكن أن ينشأ عن مسيرة سياسية هدفها أفق سياسي للعدو لا لليهود. وعلى ذلك لا يجوز أن تكرر مرة بعد اخرى أكذوبة ‘حل’ الدولتين. ولا يجوز ايضا الافتخار بأن اسرائيل تتجه الى المباحثات دون شروط مسبقة. إن العدو يعمل في ذكاء ويشترط شروطا متشددة تصبح إملاءات بمساعدة امريكية، لكنه يُعد مرنا في حين تُعرض مرونة نتنياهو المبالغ فيها على أنها عناد. يجب على اسرائيل أن تتعلم من أعدائها وأن تشترط شروطا مسبقة.
ثم شرط ضروري يجب أن يشترطه الآن أنصار الدولة الفلسطينية خاصة وهو ألا تستطيع هذه الدولة، اذا نشأت لا سمح الله، استيعاب لاجئين عرب. والذي يُعلل الحاجة الى دولة كهذه بتقديرات سكانية يجب عليه هو نفسه أن يعارض عودة اللاجئين الى مكان ما غربي الاردن وجانب ما من ‘الخط الاخضر’، لأن هذه العودة هي التي ستفضي الى أكثرية عربية في البلاد. والاستنتاج هو أن من يثير التعليلات السكانية كاذب ببساطة لأنه لا يمكن التحذير من أكثرية عربية غربي الاردن والعمل على انشائها ايضا.
وثم شرط ضروري آخر يجب أن يشترطه من يهتفون بحقوق الانسان خصوصا، وهو أنه لا يجوز سلب الناس بيوتهم ومنهم اليهود.
فـ ‘السلام’ القائم على أنه لا يجوز لليهود أن يسكنوا منطقة ما في العالم فضلا عن أن تكون قلب ارض اسرائيل ليس يهوديا ولا ديمقراطيا ولا اخلاقيا ولا صهيونيا وليس سلاما.
إن من أراد السلام حقا بخلاف السلام بمعناه الحالي الكاذب يجب أن يتذكر لا حقوق الانسان لليهود فقط بل جذورهم التاريخية ايضا في ارض اسرائيل، ومن تجاهل ذلك سحب البساط من تحت أقدامهم لا في يهودا والسامرة فحسب بل في ‘وسط البلاد’ والسهل الساحلي ايضا لأنه اذا لم يكن لليهود حق في السكن في الخليل فكيف يكون لهم نصيب وحق في تل ابيب وبناتها. ولذلك فليست قضية الأمن هي التي يجب أن تكون في رأس جدول العمل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

غزة بانتظار فان دام!
بقلم: تسفي برئيل،عن هأرتس
أسكن غزة منذ زمن طويل وأشعر كأنني حي ولست حيا، فالكهرباء تنقطع 12 ساعة في اليوم. فأنا أنام وأستيقظ والكهرباء ما زالت مقطوعة. ويأتي الماء خصوصا والكهرباء مقطوعة حينما أريد أن أستحم بالضبط. ولا يجعل كل ذلك جان كلود فان دام أفضل مني، لكن من المؤسف جدا أنه لا بنزين في غزة’. وفي غضون ثوان تُبين الكلمات البسيطة التي ليست فيها دراما، التي يرددها شاب غزي بوجه لا يعبر عن شيء بمصاحبة الأغنية الحزينة للمطربة آنيا ‘أونلي تايم’ تُبين دور فان دام في الفيلم القصير. تبدأ الصورة بالانفتاح وحينها يظهر الممثل الغزي وهو يقف في وضع يقف فيه فان دام في فيلم دعايته القصير لشاحنات فولفو. بيد أن رجليه في غزة ترتكزان على سيارتي ‘كايا’ وحينما تأخذان في الابتعاد بعضهما عن بعض وتضطرانه الى التفريج بين رجليه تظهر الصورة كلها، فتظهر سيارتا الكايا يدفعهما عدة شباب بأيديهم. ‘شكرا لفان دام’، كُتب في نهاية الفيلم القصير، الذي أنتجته ورفعته الى اليو تيوب مجموعة فنانين تسمي نفسها ‘تشويش’.
يُشك في أن يحقق هذا الفيلم القصير طموح مجموعة الشباب التي أنتجته وأن يزيل الضغط الاقتصادي الثقيل على القطاع. ‘أستطيع أن أتفهم لماذا جعلت وسائل الاعلام في مصر حماس موضوعا للكراهية’، قال محمد أبو الشعر من غزة للصحيفة الاسبوعية المصرية ‘الأهرام ويكلي’، ‘لكن لنفرض أنه من بين مليون و750 ألف من سكان غزة، ينتمي 750 ألفا الى حماس، فما ذنب المليون ساكن الذين لا ينتمون الى المنظمة؟ ولماذا يجب عليهم أن يدفعوا ثمن اعمال آخرين؟’.
والثمن باهظ. فكما يقول عدنان أبو حسانة، متحدث وكالة الغوث في القطاع والذي اقتُبس في الاسبوعية المصرية: ‘تنبع الازمة من صعاب متراكمة. ومع عدم وجود كهرباء فان نظام الماء يعاني ايضا وهو على شفا انهيار. والنقص في الوقود يُعطل المخابز فيقف كل شيء. بل إن البلديات ليست قادرة على جمع القمامة والتقارير عن عمليات جراحية في المستشفيات التي تُجرى على ضوء شموع، غير نادرة’. وليس أبو الشعر الوحيد الغاضب للثمن الذي يضطر سكان غزة الى دفعه، لكن يبدو أن قدرة معارضي الادارة في غزة على العمل محدودة جدا. خُطط في تشرين الثاني لمظاهرة جماعية على حماس لكنها لم تنفذ. فالوسائل التي استعملتها حماس لمواجهة حركة ‘تمرد غزة’ كانت سريعة وناجعة وخشي مواطنون عاديون الانضمام للمظاهرة.
وفي هذا الوقت ما زالت الأحكام القاسية تنزل. ففي الاسبوع الماضي أعلنت وكالة الغوث للاجئين (الاونروا) أنها ستحذف 9 آلاف عائلة من قائمة الحاصلين على إتمام الدخل. ولم يثمر مؤتمر خاص عُقد في غزة على أثر الاعلان بمشاركة رجال اعمال واشخاص من الحياة العامة وساسة، نتائج حقيقية. ويقول عبد الحميد حمد، مدير مركز اللاجئين للتطوير الاجتماعي في غزة، إن الاونروا جمدت خطة الشبكة للامن الاجتماعي التي كان يتمتع بها نحو من 21 ألف عائلة. وأعدت بدلا منها خطة لتشغيل مؤقت لعائلات فقيرة، لكنها ستشمل 2000 لاجيء فقط. واقتطعت الاونروا نحوا من 50 بالمئة من النفقة الصحية المحولة الى غزة، وهو اقتطاع يعني وجود قدر أقل من الادوية وإضرارا بالقدرة على علاج المرضى ذوي الامراض المزمنة.
إن سبب هذه الاقتطاعات كما قال عدد من المتحدثين في المؤتمر هو تجديد المحادثات بين اسرائيل والفلسطينيين التي قل على أثرها كثيرا اهتمام الدول المانحة بالوضع في مخيمات اللاجئين في غزة، وقل استعدادها للتبرع بأموال الى الاونروا. وبدأت اسرائيل خصوصا تدرك في الفترة الاخيرة معنى التهديد الامني الذي تُحدثه الضائقة الاقتصادية في القطاع، وسمحت في ايلول بادخال مواد بناء الى هناك لتحريك عجلة العمل قليلا. لكن الاسهام الاسرائيلي لا يستطيع أن يُعادل الخسائر العظيمة التي سببها تدمير أكثر من ألف نفق على يد الجيش المصري، أو التعويض عن الضرر الذي تسببه القيود على التصدير من غزة.
نشرت اللجنة الشعبية لاسقاط الحصار التي تعمل في غزة في نهاية تشرين الثاني تقريرا بيّن أن نسبة البطالة في القطاع بلغت الى 50 بالمئة وأن دخل الفرد لا يزيد في المعدل على دولارين كل يوم. وحماس من جهتها غير قادرة على أن تفعل الكثير. فالقطيعة شبه المطلقة مع مصر وتجفيف المساعدة الايرانية يضطران المنظمة الى أن تعتمد في الأساس على تبرعات منظمات وناس أفراد من دول الخليج، وهي ايرادات لا تُمكّن من اقامة ميزانية منظمة أو الالتزام بمشاريع مستقبلية.
إن قطر وتركيا هما الدولتان الوحيدتان الآن اللتان ما زالتا تساعدان حماس، وقد التزمتا بأن تساعدا الادارة في غزة على شراء وقود لضمان عمل محطات توليد الطاقة. ووافقت قطر ايضا على الانفاق على بناء ‘دار العدل’ وهي مجموعة محاكم بكلفة 11 مليون دولار. والسؤال هو فقط هل تسمح اسرائيل بدخول مواد البناء لهذا البناء.
زالت غزة (مثل سدروت) عن شاشة الرادار الاسرائيلي لعدم وجود صواريخ قسام أو صواريخ غراد. ويبدو الفرح العظيم الذي تسببه الازمة بين غزة ومصر وتدمير الأنفاق المشهد العام وانتصارا مضمونا على حماس. لكن حماس هي القوة الوحيدة الآن القادرة على االاستمرار في ادارة غزة ما بقيت الازمة بينها وبين السلطة الفلسطينية على حالها. ومن المثير أن نعلم كيف تنوي اسرائيل أن تواجه مشكلة غزة اذا كفت حماس عن حكمها. ربما تُجند جان كلود فان دام لمساعدتها.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

رؤية قاصرة

بقلم: يوسي بيلين،عن اسرائيل اليوم
يمكن أن نفهم شيئا ما من كلام الرئيس اوباما المثير للاهتمام في منتدى سبان، عن تفاؤل وزير الخارجية الامريكي كيري. من الواضح الآن أن ليس الحديث عن محاولة جعل الطرفين يوقعان على اتفاق دائم بعد اربعة اشهر بمختلف تفاصيله وملحقاته، بل عن شيء أكثر تواضعا يمكن احرازه كما يؤمن اوباما وكيري برغم المدة القصيرة الباقية.
يتحدث اوباما عن اطار يملؤه الطرفان بكل ما يتفقان عليه حتى ذلك الحين دون انتظار الاتفاق على جميع التفاصيل الاخرى، وبذلك يُعرض في الربيع بعد الاشهر التسعة جزء فقط من مركبات البازل. فالحديث عن مخلوق سياسي جديد وقد يكون هذا هو الاسهام الدبلوماسي لادارة اوباما في علوم السياسة. لا يوجد في ظاهر الامر أي مانع في محاولة توليد شيء جزئي كهذا ليس اتفاق اطار بالضبط ولا اتفاقا مرحليا ولا اتفاقا دائما بيقين؛ ويُطرح في واقع الامر سؤال هل يوافق الطرفان على نشر التفاهمات بينهما على رؤوس الأشهاد، حتى لو اعتقدا أنه لا توازن بينها. اذا اتُفق مثلا على الترتيبات الامنية مع عدم الاتفاق على موضوع علاج اللاجئين، فقد يزعم الفلسطينيون أنه لا يمكن أن يُنشر ما يريح اسرائيل فقط. وبالعكس، ومع ذلك فمن الممكن في الوضع الحالي الذي تبتعد فيه حكومة اسرائيل جدا عن الاجماع العالمي فيما يتعلق بصورة الاتفاق الدائم ولا يستطيع الفلسطينيون أن يأتوا بغزة الى الطاولة وبحماس للتسليم بالاتفاق الذي سيُحرز، أن تكون الادارة قد وجدت أن طريقة البازل أسهل طريقة للسير في حقل ألغام المسيرة السياسية.
يقود الزعيمان في المنطقة مسيرة لا يؤمن كثيرون بامكان نجاحها، ويوجد غير قليلين مستعدون لبذل جهود لتعويقها. يوجد في الجانب الفلسطيني من يعتقدون أن مفاوضة حكومة يمين اسرائيلية يُضعف القدرة الفلسطينية على الصمود ويشل نشاط القيادة الدولي، ولهذا ينبغي وقفها. فالضغط يجعل المفاوضين يستقيلون في كل اثنين وخميس، ولا يقبل الرئيس محمود عباس استقالتهم ويستمر في التفاوض برغم كل شيء.
ويواجه نتنياهو صقور حزبه ويواجه البيت اليهودي، ويجب أن يصغي ايضا الى كلام وزير خارجيته الجديد القديم، ليبرمان الذي هو مستعد لأن يُبين لكل من هو مستعد للاستماع له أنه لن يحدث شيء وأنه لا يمكن التوصل الى اتفاق (وينسى أن يُبين أن هذه الصعوبة موجودة لاسباب منها أن مواقف كمواقفه لن تُمكن من اتفاق كهذا). والعالم لا يتأثر تأثرا زائدا على الحد بتقديرات ليبرمان لأن من الواضح للجميع أن لقبه أكبر من مضمونه، وبرغم ذلك فانه وزير الخارجية الرسمي. ويضيف كلامه الى الشعور بأن اسرائيل هي غير المستعدة لحل الصراع، وأنها لا تفهم ما يفهمه اوباما وهو أن اسرائيل ستفقد قريبا، من غير الحل، هويتها اليهودية والديمقراطية. وكان السؤال وما زال عن جرأة الزعماء في لحظة الحسم. وفي هذه الساعة يبدو أنهم لا يعلمون هل يجدونها في أنفسهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ