تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 513



Haneen
2014-02-09, 11:15 AM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي (513) الخميس 26/12/2013 م



</tbody>


<tbody>
في هــــــذا الملف

ضعف سيطرة السلطة الفلسطينية على الشارع وضعف الوجود العسكري الاسرائيلي من اسباب زيادة اعمال العنف
بقلم: اليكس فيشمان،عن يديعوت

اسرائيل وحماس غير معنيتين بتصعيد المواجهة العسكرية بينهما
بقلم: اليكس فيشمان،عن يديعوت

بينيت: السلطة الفلسطينية لها صلة مباشرة بالعمليات
بقلم: غيلي كوهين ويونتان ليس،عن هآرتس

كلمات متقاطعة اسلامية غير قابلة للحل
بقلم: تسفي بارئيل،عن هآرتس

اشتراط بولارد باتفاق تحرير السجناء الفلسطينيين قد يعود كالسهم المرتد ليشكل عاملا آخر لتصليب موقف الولايات المتحدة ومنع تحريره
بقلم: أبراهام تيروش،عن معاريف

الأحداث بعد الربيع العربي أخذت تشكل المنطقة تشكيلا جديدا قد يكون لاسرائيل فيه دور أهم مما كان في الماضي
بقلم: د. كوبي ميخائيل/محاضر وباحث في جامعة اريئيل،عن اسرائيل اليوم
















</tbody>


ضعف سيطرة السلطة الفلسطينية على الشارع وضعف الوجود العسكري الاسرائيلي من اسباب زيادة اعمال العنف

بقلم: اليكس فيشمان،عن يديعوت

إن الجمر يتوهج في الضفة منذ أشهر كثيرة، لكن القتلى الفلسطينيين الاربعة في المواجهات الاخيرة مع الجيش الاسرائيلي هم الذين كانوا الريح الحارة التي زادت في ارتفاع لهب الارهاب. فالذي كان يظن أن هذه الحوادث ستمر بلا “شارة ثمن” فلسطينية، يبدو أنه لا يعرف المنطقة – فقد كان القتلى والجرحى في الجانب الفلسطيني هم دائما العامل المباشر في فقدان السيطرة ونشوب أحداث عنف كما كان في الانتفاضتين مثلا.
هذه الحقيقة غير غريبة على الجيش الاسرائيلي و”الشباك” اللذين يقولان على الدوام لأناسهم في الميدان: لا تُحدثوا الاحتكاك الذي لا داعي له الذي قد ينتهي الى قتلى. لكن للميدان قواعده الخاصة، وهكذا ينتهي عدد يزداد من اعمال الاعتقال الى اعمال شغب وقتلى. وإن مقدار الرد الفلسطيني على الاعتقالات عنيف جدا لأن الجيش الاسرائيلي لم يعد يعتقل رماة حجارة بل نشطاء في منظمات ارهاب ينتهي كل احتكاك بهم الى اطلاق نار. ولا يستطيع “الشباك” بالطبع أن يُبيح لنفسه التخلي عن وسائل الاعتقال، وهكذا تنشأ رقصة الموت الحالية بعملية فانتقام فاعتقال فرد وهكذا دواليك.
اذا كان مستوى العنف في الضفة قد حُدد حتى الشهر الاخير بأنه 3 من 10 فان موجة العمليات الحالية قد رفعته الى مستوى 5. ليست هذه انتفاضة الى الآن لأنها ليست مقاومة شعبية شاملة للجمهور الفلسطيني بل هي “فوضى” في مناطق ما.
إن اسباب المس بالسيطرة على الارض موجودة في الجانب الاسرائيلي وفي الجانب الفلسطيني ايضا. ففي الجانب الاسرائيلي ثم ضعف في الحماية التي يمنحها الجدار بسبب تضاؤل القوات على طول الجدار وبسبب اعمال اختراق كثيرة ايضا. وكذلك يوجد شعور بتسهيل اعطاء تصاريح عمل في اسرائيل – بسبب التفاوض السياسي والرغبة في تقوية أبو مازن – وكلما زاد عدد الماكثين القانونيين في اسرائيل زاد ايضا عدد الماكثين غير القانونيين الذين ينشأ الارهاب عنهم في حدود الخط الاخضر. وفي الجانب الفلسطيني في المقابل يُسجل ضعف شعار “سلاح واحد في يد السلطة فقط”، ويتجول مسلحون في الشوارع على الدوام. وفي مناطق ما مثل جنين ونابلس لا تنجح اجهزة الامن ألبتة في السيطرة على قوات التنظيم، وتقوم جهات معارضة من حماس والجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية بكل ما تستطيع للتشويش على المسيرة السياسية.
وفي هذه الاثناء فان الفرض في الارض الفلسطينية هو أن التفاوض الحالي مع اسرائيل قد فشل. وتفضي خيبة الأمل هذه الى مشاعر نفور من السلطة الفلسطينية وتشجع أخذ القانون باليدين وهو ما يسمى عندنا “أعراض مُجري العمليات الفرد”. إن اسرائيل والفلسطينيين – برغم مبادرة كيري – يدخلون فترة متوترة جدا ولهذا يحسن أن يفحص الجيش مرة اخرى هل يزيد عدد القوات الموجودة اليوم في اراضي الضفة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

اسرائيل وحماس غير معنيتين بتصعيد المواجهة العسكرية بينهما

بقلم: اليكس فيشمان،عن يديعوت

تعمل قيادة الجنوب بتوجيه صريح من رئيس هيئة الاركان وقائد المنطقة عنوانه: “ضرر عرضي صفر”. أي الامتناع عن كل عملية عسكرية فيها خطر سافر للمس بغير مشاركين.
في عملية “عمود السحاب” حينما جيء رئيس هيئة الاركان بني غانتس بأهداف هجوم كان فيها أدنى قدر من احتمال المس بمدنيين، أُلغيت الأهداف. وفي الظروف السياسية الحالية لن يوافق قائد اللواء مثلا على الهجوم على مبنى سكني من ستة طوابق فيه غرفة عمليات حربية لحماس أو للجهاد الاسلامي.
ونقول كي لا يكون أي شك إن حماس – التي تحكم القطاع – يجب أن تدفع الثمن عن قتل مواطن اسرائيلي في داخل اسرائيل. لأنه اذا كانت حماس تُخل بالتهدئة فيجب اعادتها بضربة نارية كبيرة. لكن الذي اختار أمس الاهداف وصورة الهجوم على القطاع تجاوز التوجيه المذكور أعلاه. فقذائف الدبابات تضمن على الدوام تقريبا اصابة غير دقيقة وإضرارا بما حول الهدف. ومن المؤكد أنه توجد أهداف اخرى كان يمكن اصابتها بقوة مع الوفاء بتوجيه عدم الاضرار.
إنهم في اسرائيل وفي غزة يجلسون الآن وينتظرون أن يروا ماذا سيكون رد حماس على اصابة المدنيين وكيف سترد اسرائيل على رد حماس. وليس للطرفين الآن مصلحة في فتح جبهة في الجنوب إلا اذا خلص أحدهم الى استنتاج أن اطلاق النار في الجنوب فرصة ذهبية لتأجيل رحلات كيري الى المنطقة الى أجل غير مسمى.
هاجت حدود غزة نسبيا في الايام الاخيرة، فقد وجدت عدة محاولات لدفن شحنات ناسفة، واطلاق نار من الجيش الاسرائيلي على واضعي الشحنات وعلى متظاهرين اقتربوا من الجدار، وصاروخ قسام أُطلق على اسرائيل، وكانت الذروة اطلاق قناص النار التي أصابت وقتلت. إن العلاج المطلوب لهذه الموجة الطاغية هو ضربة مقدرة تعيد الهدوء النسبي الى المنطقة.
ويعترفون في اسرائيل مع ذلك بأن حماس لم تتخل حتى الآن عن الجهد للحفاظ على التهدئة. ففي كل مرة يظهر فيها الجهاد الاسلامي علامات استقلال تحاول حماس أن توقفه. ويقبل الجهاد على نحو عام القواعد التي تمليها حماس ويطلق قذائف رجم حينما تدخل قوات الجيش الاسرائيلي الى منطقة الفصل في الجانب الشرقي من الجدار.
يرمي نشاط الجيش الاسرائيلي في الجانب الفلسطيني من الجدار الى ابعاد واضعي الشحنات الناسفة ومنع التصعيد بسبب انفجار شحنة ناسفة، لكن تكون النتيجة عكس ذلك احيانا وهي اطلاق قذائف رجم. بيد أن الجيش الاسرائيلي لا يستطيع التخلي عن النشاط في طول الجدار عن جانبيه وهذه نقطة احتكاك معروفة وثابتة. إن قوة حماس الخاصة التي كانت منتشرة على طول الجدار لابعاد المواطنين مشغولة في الايام الاخيرة بعلاج الفيضانات وأضرار الحالة الجوية بحيث انخفض مقدار رقابة المنظمة على الجدار، لكن هذا لا يُقلل من مسؤوليتها عن كل عمليات التحرش تلك لاسرائيل.
إن الصعوبة الحقيقية هي في أن حماس تستغل الهدوء لتعجيل استعدادها للجولة التالية. فهي تحفر أنفاق هجوم وتصنع وسائل طيران غير مشغلة بشريا، وتُطيل مدى قذائفها الصاروخية. وكل تحرش عسكري من حماس يمنح الجيش الاسرائيلي فرصة للمس بهذه القدرات وحماس من جهتها ليست لها مصلحة في أن تهب للجيش الاسرائيلي فرصة لهدم البنية التحتية العسكرية التي تبنيها. وقد يكون هذا هو الذي سيفضي الى أن تخفت جولة اطلاق النار الحالية رويدا رويدا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
بينيت: السلطة الفلسطينية لها صلة مباشرة بالعمليات

بقلم: غيلي كوهين ويونتان ليس،عن هآرتس

انتقد وزير الاقتصاد والتجارة، نفتالي بينيت، في مساء يوم الاثنين السلطة الفلسطينية انتقادا شديدا عقب عملية الطعن بالقرب من رام الله التي جُرح فيها شرطي اسرائيلي. “نحن مستمرون في المسيرة السياسية وكأنه لا ارهاب والفلسطينيون مستمرون في الارهاب وكأنه لا مسيرة سياسية”، كتب بينيت في صفحته في الفيس بوك، “إن زعم أن السلطة الفلسطينية لا صلة لها بالعمليات ينفجر في وجوهنا في كل يوم. لأنه حينما تربي الاولاد على الارهاب من سن صغيرة، وحينما تُصور برامج تلفازك اليهود أنهم غيلان، وحينما لا تكون حتى تل ابيب في خريطتك فأنت ارهابي”.
حدثت العملية حينما طُعن شرطي كان يوجه حركة السير في مفترق جبع عند مدخل رام الله في ظهره، طعنه فلسطيني هرب نحو قرية جبع. وجُرح الشرطي جرحا متوسطا الى بالغ. ومشطت قوات عسكرية كبيرة منطقة القريبة. إن مفترق جبع هو المفترق المركزي الذي يستقطب اليه كل حركة السير بين مستوطنتي عوفره وبيت إيل ومنطقة القدس، وكذلك حركة السير بين رام الله وجنوب الضفة. وتسود ذلك المكان على الدوام حركة سير كبيرة وفي ساعات العصر تساعد الشرطة في توجيه الحركة في ذلك المكان.
أمس مُنعت عملية كثيرة المصابين في بات يام بعد أن تفجرت شحنة ناسفة في حافلة أُخليت من ركابها بفضل تنبه أحد الركاب. وقد وضعت الشحنة الناسفة في حقيبة في باص في الخط 240، وحدث التفجير في زاوية شارعي كتسنلسون وعملية سيناء في المدينة.
وفي هذه الاثناء تشير معطيات “الشباك” عن أحداث الارهاب التي حدثت في داخل اسرائيل والضفة الغربية في الاشهر الخمسة الاخيرة الى ارتفاع بنسبة 100 بالمئة لعدد العمليات التي نفذها فلسطينيون. ففي حين نفذت في تموز 82 عملية منها 50 في الضفة، نُفذت في تشرين الثاني 167 عملية منها 107 في الضفة. وفي هذا الشهر قُتل الجندي عيدان أتياس في باص في المحطة المركزية في العفولة وطُعنت جندية في يافا فجُرحت جرحا طفيفا.
وتُبين المعطيات ايضا أنه نفذت في تشرين الاول 136 عملية منها 99 في الضفة. وفي هذا الشهر قُتل العقيد (احتياط) شريه عوفر في شمال غور الاردن وأُطلقت النار على بنت في التاسعة من عمرها وجرحت جرحا طفيفا في مستوطنة بسغوت.
وفي ايلول نُفذت 133 عملية منها 104 في الضفة. وفي هذا الشهر قُتل تومر حزان من بات يام الذي أغراه فلسطيني كان يعمل معه بأن يأتي الى قريته وقُتل هناك، وكذلك غال كوبي وهو جندي جفعاتي الذي أُطلقت عليه النار فأُردي قتيلا في منطقة مغارة الماكفيلا. وبيّنت المعطيات ايضا أنه حدث في آب 99 عملية منها 68 في الضفة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
كلمات متقاطعة اسلامية غير قابلة للحل

بقلم: تسفي بارئيل،عن هآرتس

في الطرف الجنوبي من بلدة رهانلي التركية في ضواحي محافظة التاي يقف معبر الحدود باب الهوى المؤدي الى سوريا. ومن خلال هذا المعبر تمر كل يوم شاحنات محملة بالبضائع من الشمال الى الجنوب ومن الطرف الثاني ينتقل كل ساعة عشرات المواطنين السوريين بحثا عن ملجأ وحياة جديدة في المدن التركية. كل هذا انتهى قبل نحو اسبوعين مع قرار تركيا اغلاق المعبر.
حين زرت باب الهوى قبل عدة اشهر، عرض عليّ شاب سوري كان يتجول دون عمل يقوم به، أن ينقلني عبر الحدود الى سوريا على دراجة. ليس عبر المعبر الرسمي بل عبر دروب ترابية ومسارات التفافية شقها لانفسهم مهربو الحدود بين الجبال. “من سينتظرنا في الطرف الآخر؟”، سألته، “من تريد ان ينتظر؟ اذا كنت تريد رجال الجبهة – يمكن لهذا أن يأخذك اليهم، إذا كنت تريد الاحرار، هذا سيكلفك أكثر لانهم أبعد قليلا، اذا كنت تريد الجيش الحر – هذه ليست مشكلة، فهم قريبون. السعر 50 دولار فقط”. تخليت.
“الجبهة” التي تحدث عنها الشاب هي “جبهة النصرة”، منظمة ثوار سُنة متطرفة تشكلت في 2012 وقبل بضعة اشهر انضمت الى منظمة القاعدة، عبر فرعها الاقليمي المعروف باسم “دولة الاسلام في العراق والشام”. “الاحرار” هي مجموعة اسلامية اخرى اسمها الكامل هو “أحرار الثورة”. ومع أن هؤلاء يمقتون القاعدة، ولكنهم يمقتون الحركات الدينية الاخرى ومستعدون لان يقتلوا اعضاء منظمات دينية بذات الحماسة التي يقتلون فيها جنود النظام السوري.
من هو من؟ هل يوجد أخيار واشرار، أم ربما كلهم يجلسون على مسطرة الشر؟ هذا بالضبط هو السؤال الذي تتردد فيه محافل الاستخبارات الغربية، الذين يجدون صعوبة في تصنيف المنظمات الاسلامية العاملة في سوريا في محاولة لان يجدوا بينها شركاء محتملين للحوار. إذ أنه عندما تعلن واشنطن بانها مستعدة لان تدير مفاوضات مع مجموعة تسمى “الجبهة الاسلامية” كي تضمها الى مؤتمر جنيف 2 وتوحدها مع الجيش السوري الحر في كتلة معارضة مقاتلة واحدة، فانها لا يمكنها أن تكون واثقة من أن قسما من نشطاء تلك الجبهة ليسوا ايضا رجال القاعدة. امكانية اخرى، لا تقل خطورة، هي أن قسما من النشطاء الذين تتشكل منهم تلك الجبهة كانوا شركاء قبل عشرة ايام في قطع الرؤوس في بلدة عدرا في محافظة دمشق.
خريطة المنظمات الاسلامية العاملة في سوريا هي كلمات متقاطعة معقدة للغاية على الحل. وهي تشبه متاهة متوزعة ومتفرعة تكاد تكون بلا نهاية. أجزاؤها ترتبط احيانا مع اجزائها السابقة واحيانا تنفصل عنها بغضب وعنف وفي الطريق يخلفون اكواما من جثث المواطنين الذين لم ينجحوا في الفرار. مثال مثير للاهتمام ومميز هو طريقة تصرف “الجبهة الاسلامية”، منظمة دينية متطرفة تعرف نفسها “بالمعتدلة” وحتى قبل شهر كانت جزء من الجيش السوري الحر. بين قيادة الجبهة وبين الجيش الحر نشبت خلافات قاسية على خلفية توزيع المساعدات الخارجية والسلاح الذي يصل من الدول العربية، الغرب وتركيا. وتدعي المنظمات الاسلامية بان قيادة الجيش الحر لا تنقل لهم نصيبهم الذي يستحقونه، سواء من المساعدة المالية أم من كميات الذخيرة. وعلى هذه الخلفية قررت 11 منظمة دينية الانسحاب من الجيش السوري الحر واقامة “جبهة” خاصة بهم. وفي الميثاق الذي صاغته على عجل تضم الجبهة الاسلامية 11 منظمة، ولكن يتبين أن عمليا لم ينضم اليها سوى 7. ماذا حصل بالباقي؟ بعضهم قرروا الانضمام الى كتلة جديدة من المنظمات التي اقيمت قبل شهرين فقط وتحمل اسم “جبهة ثوار سوريا”، التي تضم 15 منظمة ومنها “كتائب شهداء سوريا” التي يترأسها جمال معروف.
“جبهة ثوار سوريا” قامت بمبادرة الجيش السوري الحر بعد أن سيطرت الجبهة الاسلامية على قاعدة الجيش الحر قرب باب الهوى وصادرت وسائل قتالية وذخيرة كانت فيها. وللحظة بدا أن الجيش الحرب والجبهة الاسلامية يوشكان على فتح حرب داخلية بينهما، ولكن في اليوم الرابع نجح الطرفان، الى جانب “جبهة الثوار” في الوصول الى تفاهم والمصالحة والتوقيع على اتفاق تعاون. وفي الاتفاق تعهدت الجبهة الاسلامية بالتعاون مع الجيش الحر واعادة السلاح والذخيرة التي أخذت، ولكن ليس الانحلال وتوحيد الصفوف. والنتيجة هي ان الجبهة الاسلامية مع سبع منظمات، جبهة الثوار مع 15 منظمة والجيش السوري الحر سيواصل فتح عين واحدة على الجبهتين، واذا كانت حاجة ايضا القتال الواحد ضد الاخر، اذا ما أظهر أي منهما ميول مستقلة للسيطرة على الاراضي في ارجاء سوريا.
الانشقاق بين المنظمات الاسلامية ينبع ضمن امور اخرى من انها تتمتع بدعم مالي ولوجستي من دول مختلفة. هكذا مثلا تركيا تدعم الجبهة الاسلامية المعتدلة نسبيا، السعودية دعمت حتى وقت أخير مضى “كتائب شهداء سوريا – فرع إدلب” و “كتائب السوريين الاحرار في مدينة حلب”. ولكن عندما تبين لها بان الكتائب التي تدعمها قطر اكثر أهمية، بدأت “تسرقها” منها. احدى هذه المنظمات هي “كتيبة الاسلام” في بلدة الغوطة، التي تعرضت لهجوم كيميائي قبل بضعة اشهر.
حيال المنظمات الاسلامية السورية، تقف قوات “دولة الاسلام في العراق والشام” المتفرعة عن القاعدة. رجالها يقاتلون فيها ضد قوات النظام السوري وضد منظمات اسلامية “معتدلة”. هكذا مثلا هاجمت قواتها المحاكم التي اقامها رجال الجبهة الاسلامية في عدد من البلدات، وأعدموا عشرات المواطنين في بلدة سرمادا بدعوى أنهم تعاونوا مع الاسد. عمليا، كان هؤلاء مواطنون أبرياء، بعضهم مسيحيون وبعضهم مسلمون سُنة. كما سيطر مقاتلو “دولة الاسلام” ايضا على بعض من معابر الحدود الى العراق والى تركيا وظاهرا يشكلون التهديد الاكبر الذي يخشاه النظام السوري والدول الغربية على حد سواء.
ولكن اذا ما راجعنا ميثاق الجبهة الاسلامية “المعتدلة”، تلك التي تتعاون مع الجيش السوري الحر والكفيلة بان تكون الحليفة الجديدة لواشنطن، يتبين ان الحديث يدور عن كتلة من المنظمات الاسلامية التي هدفها اقامة دولة شريعة في سوريا. “هدفنا هو تعزيز الدين في أوساط الفرد والدولة، الحفاظ على الهوية الاسلامية، وبناء شخصية اسلامية كاملة. نحن نتطلع الى أن نبني سوريا كدولة تقوم على أسس العدل، الاستقلال والتكافل المتبادل بشكل يستوي مع مبادىء الاسلام”، كما ورد فيه.
هل الجبهة الاسلامية هي نوع مميز من حركة الاخوان المسلمين أم أخ شقيق لطالبان. يبدو أنهم في الولايات المتحدة سيحتاجون الى زجاجة تكبير شديدة القوة كي يلاحظوا الفروق. تخوف الجيش السوري الحر هو أن تقرر واشنطن بان كل منظمات الجبهة هي المسؤولة الحقيقية عن المعركة في سوريا فتدير له الظهر. إذ هكذا تصرفت واشنطن في العراق وفي افغانستان على حد سواء حين بدأت تدير حوار مع منظمات اسلامية متطرفة أو ما طالبان. هذا التخوف يدفع بعض قادة الجيش السوري الحر الى أن يتحدثوا علنا عن امكانية التعاون مع الجيش السوري ضد نشطاء القاعدة وعمليا ضد عموم المنظمات الدينية العاملة في الدولة. واذا لم يكن يكفي كل هذا التعقيد، فلا يجب أن ننسى دور المعارضة الكردية في القتال في سوريا. هي ايضا تتشكل من ذراع سياسي وعسكري وفي اطارها ايضا تعمل منظمة اسلامية تسمى “الجبهة الاسلامية الكردية”. هذه المنظمة ليست جزءاً من الجبهة الاسلامية السورية ولكنها تعمل ايضا دون تنسيق مع القوات المقاتلة الكردية الاخرى.
يبدو حاليا أن الاسد هو الأمل الوحيد المتبقي لسوريا. وزير الخارجية الامريكي كيري وإن كان يواصل الادعاء بانه لن يكون مكان للرئيس السوري في الحكم الذي سيقوم في نهاية الحرب الاهلية، الا انه لا يعرف ما يقوله أيضا عمن يمكن أن يحل محله. اليقين الوحيد هو جدول القتلى، الجرحى واللاجئين الذي يواصل تغذية هذه الحرب.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
اشتراط بولارد باتفاق تحرير السجناء الفلسطينيين قد يعود كالسهم المرتد ليشكل عاملا آخر لتصليب موقف الولايات المتحدة ومنع تحريره

بقلم: أبراهام تيروش،عن معاريف

دارج التقدير بان الاصرار الأمريكي على عدم تحرير جونتان بولارد نبع على مدى السنين اساسا من الرغبة في ردع اسرائيل وليس أقل من ذلك، يهود الولايات المتحدة، من أفعال مشابهة. غير أن هذا الردع قد تحقق بقدر كبير ، ولا يزال بولارد في السجن. وقد بات هذا الآن كانتقام لغرض الانتقام المحض أكثر من أي شيء آخر. ولا يزال بولارد يذوي في اسجن دون مبرر ودون أي توازن مقارنة بجواسيس آخرين قضوا محكومياتهم في الولايات المتحدة. ولم لم يتنازل أي رئيس حتى اليوم لاستجداءات لسرائيل لتحرير الرجلز وقد خضعوا بالفعل لمحافل الاستخبارلا والأمن لديهم ممن عارضوا بشدة تحريره، لدرجة التهديد بالاستقالة (رئيس السي آي ايه في عهد كلينتون). أما الفرضية اليوم بأن المسؤولين السابقين في الهيئات الامريكية يؤيدون اليوم تحريره فهي فرضية مغلوطة. فثمة في أوساطهم غير قليلين ممن يعارضون.
ولكن من الطبيعي ان يقفز البعض في اسرائيل اليوم على “اللقية” – الكشف عن التنصتات الامريكية على الزعماء الاسرائيليين، للمطالبة “مقابلها” بتحرير بولارد. أتفق تماما مع ما كتبه هنا أول امس بن – درور يميني بانه لا مجال للمقارنة بين التجسس الامريكي الذي انكشف الان امام الجمهور (وفي واقع الحال لا جديد فيه وبين تجسس بولارد وانه لا يمكن ان تقام على هذا المطالبة بتحريره. واتفق أقل مع اقتراحه بان تشترط اسرائيل استمرار تحرير المخربين الفلسطينيين الذي تعهدت به بتحرير الجاسوس اليهودي – الاسرائيلي.
اعتقد انه ليس صحيحا جر قضية بولارد الى الساحة الاسرائيلية – الفلسطينية وجعله ورقة مساومة في المفاوضات المتعثرة. وبالتأكيد ليس وضعه حتى ولو ضمنا، في مكانة متساوية القيمة مع مخربين قتلة. لقد اتخذ نتنياهو حتى الان جانب الحذر من عمل ذلك وعن حق، فاشتراط بولارد باتفاق تحريرهم قد يعود كالسهم المرتد ليشكل عاملا آخر لتصليب موقف الولايات المتحدة ومنع تحريره.
وخلافا لبن – درور لا اعتقد ان الامريكيين سيقبلون ربطا كهذا او يستسلموا لـ “تهديد” كهذا. بل العكس قد يرون في ذلك ذريعة اسرائيلية غير موضوعية لعرقلة المفاوضات. محاولة جرت في الماضي لربط موافقة اسرائيل على تحرير المخربين بتحرير بولارد رفضها الامريكيون، واذا ما اشترطت اسرائيل استمرار المفاوضات بذلك فانها ستكون مثابة خارقة للاتفاق. يحتمل أن يكون وزير الخارجية الامريكي كيري، المتحمس لتحقيق اتفاق مستعدا لادخال بولارد فيه. اما اوباما الذي يقرر فليس مؤكدا ذلك على الاطلاق.
إذن ما العمل؟ سؤال جيد. جواب جيد ليس عندي. الواضح هو أن كل قضية بولارد لا يجب أن تدار على رؤوس الاشهاد وفي ظل ربطها بمواضيع حساسة ومعقدة اخرى بل في حوار هاديء بين رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس اوباما على اساس انساني – اخلاقي. فهل هذا سيجدي؟ لست متأكدا. فالسلوك الامريكي في قضية بولارد بات منذ زمن بعيد يتجاوز كل منطق وكل رمز اخلاقي. قال حكماء مختلفون في صيغ مختلفة: الثأر الكامل هو الغفران. في الادارة الامريكية لم يسمعوا عن هذا.
نعود الى الجانب اليهودي – الامريكي من القضية. بعد نحو 10 سنوات من اندلاع قضية بولارد القيت كلمة في مؤتمر ما للصحفيين في الولايات المتحدة. تحدثت عن مواضيع مهنية. وفي نهاية المحاضرة نهض احد المشاركين وفاجأني بالسؤال، دون أي صلة بحديثي، هل انتقدت الصحافة الاسرائيلية حكومتها في قضية بولارد. أجبت ما اجبت. وفي ختام الاسئلة اجتذبني احد المشاركين، يهودي حميم، الى زاوية القاعة وقال: “هذا الذي سألك عن قضية بولارد هو ايضا يهودي. هذه القضية تقلقنا حتى اليوم. لقد ورطتنا اسرائيل وعرضتنا للخطر في هذه القضية”.
ما المقصود بـ “نحن”؟ سألت. “يهود الولايات المتحدة الذين يدعمونكم جدا”، اجاب. “اعلموا اسرائيل وبولارد شخصيا سيدفعان ثمنا باهظا على هذه القضية”. هكذا تنبأ وكان يعرف عما يتنبأ به. عندما عدت الى البلاد رويت ذلك لوزير كبير فاجاب: “دعك فهم سيهدأون، الامريكيون”. الحقيقة، لم يهدأوا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

الأحداث بعد الربيع العربي أخذت تشكل المنطقة تشكيلا جديدا قد يكون لاسرائيل فيه دور أهم مما كان في الماضي

بقلم: د. كوبي ميخائيل/محاضر وباحث في جامعة اريئيل،عن اسرائيل اليوم

تحول “الربيع العربي” الذي بدأ قبل اربع سنوات سريعا جدا الى زعزعة اقليمية أفضت الى ضعضعة نظم حكم وصعود الاسلام السياسي وانتقاض دول ومجتمعات واحتشادها مرة اخرى في البنية القبلية والطائفية. وهي بدورها تتحول الى زعزعة استراتيجية ترسم المنطقة ومستقبلها من جديد.
إن أبرز علامة للزعزعة هي زوال أمل القوى المحركة وجماعات الشباب والليبراليين الباحثين عن التغيير واولئك الذين أرادوا أن يغيروا فساد الحكم الذي صيغ فأصبح تراثا. إن تلك القوى التي جاءت بالطاقة والحماسة تشعر بأن الثورة سُرقت منها وأن مبادرتها سبتها قوى محافِظة معادية للديمقراطية إما باسم الاسلام وإما باسم الجيوش الوطنية.
إن النتيجة الواضحة للزعزعة الاقليمية هي تضعضع الاستقرار وزيادة الفوضى في مجتمعات ودول وتغلغل متزايد لجبهات ومنظمات اسلامية مسلحة وأصولية تكافح بقايا نظام كما في سوريا في سبيل الله والاخلاص للشريعة الاسلامية وللاسلام. وقد أصبحت سوريا وليبيا ولبنان ومصر دفيئات استنبات لمجموعات ومنظمات لا تنفر من استعمال الارهاب الوحشي على السكان المدنيين غير المشاركين في القتال، لكن منظمة ما تشتبه فيهم أنهم سكان موالون لمنظمة اخرى أو للنظام القائم. وتضطهد الأقليات الدينية ولا سيما المسيحيون اضطهادا لا هوادة فيه، ويُقتلون، وما زال تيار من مقاتلي الجهاد من جميع أنحاء العالم ومن اوروبا ايضا يتدفق على ميادين المواجهة العسكرية ويزيد في سفك الدماء.
لم تعد الزعزعة الاقليمية محدودة في المنطقة الجغرافية لدول المنطقة ويتغلغل تأثيرها الى المنطقة الخارجية، الى اوروبا وسواها. وتتصل تأثيراتها بقضايا تقلق المجتمع الدولي واستقرار وتوازن النظام الدولي. بيد أن التأثير لا يعمل فقط في اتجاه واحد لأن سلوك المجتمع الدولي بازاء ايران والتوتر بين الولايات المتحدة وروسيا والصين، وازدياد هاتين الاخيرتين قوة مع تحدي الولايات المتحدة التي أصبحت تُرى قوة ضعيفة، يؤثر في المزاج العام في ميادين القتال وليس فيها فقط بل في الأحداث نفسها ايضا.
تغيرت صورة مصطلح الولاء في سنوات الزعزعة وحل محله التشكك ومجالات المصالح الجديدة، وقد باعد بين صديقتين مثل تركيا وسوريا وقرّب بين عدوين شكاكتين مثل السعودية واسرائيل، أو أفضى الى زيادة قوة نسيج المصالح الاستراتيجية كما بين مصر واسرائيل. وفقدت الولايات المتحدة من جلالة شأنها ومكانتها، أما روسيا فأصبحت لاعبة مهمة وأعظم تأثيرا، في حين تتفحص الصين طريقها وتشق طرقا الى منزلة تأثير. ووجدت أقليات عرقية مثل الاكراد الوقت مناسبا لتحقيق مطامح قومية خابت سنين كثيرة، وهم يعملون في صوغ واقع سياسي جديد على هيئة نظام حكم ذاتي في العراق أو شبه حكم ذاتي في سوريا، والظروف الناشئة تُهييء الفرص في نظرهم لتوحيد حقيقي بين الاكراد من اربع جهات (ايران والعراق وسوريا وتركيا). وتشعر أقليات اخرى مثل المسيحيين في سوريا والعراق برائحة الخطر من الاسلاميين المتطرفين ويُجربون بصورة مأساوية عجز السلطات التي تكافح عن بقائها.
إن الشتاء الدامي الذي ولّده الربيع العربي يغير فضاء الأخطار والتحديات والفرص لاسرائيل، وتُثبت الأحداث صورتها المختلفة وشذوذها في المشهد الاقليمي. إن اسرائيل تُرى جزيرة سلامة عقل واستقرار، وهي أكثر من ذلك في نظر لاعبات اقليميات مهمات مثل مصر والسعودية تُرى أنها تقرأ الخريطة قراءة صحيحة، وأنها الوحيدة القادرة على العمل في تصميم على مواجهة ايران الساعية الى القدرة النووية.
وأصبحت الأقليات الدينية والعرقية في المنطقة تفهم ما كانت تفهمه دائما في الحقيقة وهو أن المكان الوحيد الذي تستطيع فيه أقليات مثلهم أن تعيش في كرامة وتحافظ على طابع حياتها واعتقادها هو اسرائيل. وفي هذا الواقع تتغير خرائط مصالح اللاعبات وتنتقض أحلاف قديمة وتتصدع ولاءات وتُستبدل، وأهم من كل ذلك أنه تُتاح ايضا الى جانب التهديدات والأخطار فرص لصوغ المنطقة من جديد.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ