تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 514



Haneen
2014-02-09, 11:15 AM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي (514) الجمعــة 27/12/2013 م



</tbody>


<tbody>
في هــــــذا الملف

رفض الإعتراف هو رفض للسلام
بقلم:زلمان شوفال،عن اسرائيل اليوم

هزيمة حماس هي الحل
بقلم:تسفيكا فوغل/عميد احتياط،عن اسرائيل اليوم

حماس بين التهدئة والاستعداد للحرب
بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس

لا تكرروا أخطاء رابين وبيريس
بقلم:اسرائيل هرئيل،عن هآرتس

لهذه الأسباب يرونني عنصريا!
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

نتنياهو يرفع نسبة الحسم المبكر
بقلم:يونتان ليس،عن هآرتس

قبل أن يغوينا الهوى الصيني
بقلم:افرايم هليفي،عن يديعوت


















</tbody>


رفض الإعتراف هو رفض للسلام

بقلم:زلمان شوفال،عن اسرائيل اليوم

‘كلما اقتربت نهاية كانون الثاني وهي الموعد الذي ينوي الامريكيون فيه عرض ‘اتفاق اطار’، ارتفعت حيل التشويش والتسويف الفلسطينية درجة. أرسل أبو مازن وثيقة دبلوماسية الى اوباما تشتمل على كل مواقف الفلسطينيين المتطرفة التقليدية، وهو يحاول التعلق بالتفاهمات الامنية التي تم احرازها في عهد رئيس الوزراء اولمرت (وهي تفاهمات شرب عليها الدهر وأكل ولم تكن ذات صلة بالواقع ورُفضت آنذاك ايضا).
يحسن في هذا السياق أن ننتبه الى كلام الدكتور محمد اشتية الذي كان في الماضي عضوا في فريق التفاوض الفلسطيني، وهو من قادة فتح ومقرب من أبو مازن، في المؤتمر الصحفي الذي عقده في الاسبوع الماضي. عبر الدكتور اشتية صراحة عما يفضل أبو مازن نفسه ورئيس فريق التفاوض الفلسطيني صائب عريقات في هذه المرحلة عدم الحديث عنه علنا، فيما يتعلق بالاعتراف باسرائيل ‘دولة للشعب اليهودي’ أو ‘الدولة اليهودية’. لكن لا يمكن اظهار علامات مرونة واضحة في المواقف الفلسطينية من القضايا الاخرى (اللاجئين والقدس والحدود والامن وما أشبه)، لكن يبدو أن موضوع الاعتراف، أو اذا شئنا الدقة، عدم الاعتراف، يحتل المكان المركزي في سلوكهم.
يوجد عندنا من تعجبوا وسألوا، بعض بسذاجة وبعض بنية التنديد، ‘ماذا يكون اصرار نتنياهو هذا على الحصول على اعتراف من الفلسطينيين؟’ لكن الذين يزعمون ذلك يتجاهلون الشيء الأساسي أو لا يفهمون الاسباب الحقيقية التي تقف وراء الحرب التي لا هوادة فيها التي يقوم بها الفلسطينيون في هذا الشأن. فهم نحو الخارج يثيرون تعليلات كزعم أن تعريف اسرائيل بأنها دولة يهودية قد يضر بمكانة غير اليهود الذين يعيشون فيها بل قد يضر بوجودهم، وهذا زعم غوغائي هدفه الرئيس اساءة سمعة اسرائيل، لكن السبب الحقيقي كما قلنا مختلف وهو أن العالم الاسلامي في أكثره والفلسطينيين بخاصة يرفضون مجرد كون اليهود شعبا أو أمة لأن الحديث في رأيهم عن ديانة فقط وهم لا يستحقون دولة، ولهذا عاد وكرر الدكتور اشتية في المؤتمر الصحفي المذكور آنفا قوله: ‘ربما دولة لأجل اليهود لكن لا دولة لليهود’.
ينبع من هنا أنه بالرغم من أن الموقف الفلسطيني الرسمي يؤيد انشاء دولة فلسطينية يأمل غير قليل منهم أن تنشأ آخر الامر دولة واحدة للشعبين (يتحول اليهود فيها الى أقلية يسمح لهم في أحسن الحالات أن يعيشوا مواطنين من الدرجة الثانية كما كانت الحال مدة مئات السنين في البلدان العربية المختلفة). ‘توجد في الحقيقة دولة اسمها اسرائيل، واضطررنا غير مختارين الى الاعتراف بها حقيقة قائمة لأنها أقوى منا عسكريا ولأن لها حليفة كامريكا’، يقولون، ‘لكن اذا جاء يوم وتغيرت هذه المعطيات الاساسية فسنعرف كيف نعامل هذه الدولة غير الشرعية التي استوطنت بيننا والتي انشأتها أمم العالم على حسابنا لتعويض اليهود عما فعلوه بهم في المحرقة’.
كتب البروفيسور يحزقال درور في حينه أننا حتى لو توصلنا الى اتفاق مع الفلسطينيين، وهو يؤيده، فلا ضمان لذلك لانهاء الصراع، ويصدق هذا الامر كلام ككلام الدكتور محمد اشتية. إن الاعتراف باسرائيل دولة للشعب اليهودي هو اذا الامتحان الحقيقي للفلسطينيين في مسألة هل يتجهون الى السلام. والمعادلة بسيطة: إن عدم الاعتراف بأن اسرائيل دولة الشعب اليهودي يعني عدم الاعتراف بحق الشعب اليهودي في دولة له، أي بحق اسرائيل في الوجود.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
هزيمة حماس هي الحل

بقلم:تسفيكا فوغل/عميد احتياط،عن اسرائيل اليوم

يستغل العالم العربي ولا سيما الاسلامي المتطرف حتى النهاية ضعف الحراك السياسي الغربي ويختار كل زعماء العالم الغربي تقريبا التهرب من اتخاذ قرارات مصممة على محاربة الظاهرة الاسلامية المتطرفة التي تهدد العالم الحر. إن خشية قادة الغرب من خسارة سياسية داخلية في الوقت القريب المباشر تمنعهم من استعمال شجاعة الزعامة لاحداث واقع حياة طبيعية في المدى البعيد.
إن اسرائيل في عين العاصفة الاسلامية، وهي محاطة بدول عربية تجري فيها ثورات وحروب داخلية وفيها منظمات ارهابية تسعى بلا كلل الى ارض خصبة تؤسس فيها لنفسها وتخرج منها عمليات موجهة على اليهود أعداء الاسلام. وليس هذا فقط، بل يضغط اولئك الزعماء الغربيون في الوقت نفسه عن خشية من تدهور اسلامي عندهم في الداخل، يضغطون على اسرائيل للامتناع عن استعمال كامل قوتها العسكرية والسياسية المطلوبة للدفاع عن سكانها وعن حدودها. وهكذا ولدت ‘معركة لأجل الردع′ تعني أن تضطر اسرائيل مرة في كل بضع سنوات أو في كل بضعة اشهر في اسوأ الحالات الى القيام بمعركة عسكرية جديدة.
نحن في ذروة معركة بين معارك. وهذه فترة تميز وتعبر عن صورة حال دولة تضطر الى القيام بمعارك لأجل الردع بدل أن تقوم بمعارك لأجل الحسم. إن حرب لبنان الثانية وعملية ‘الرصاص المصبوب’ وعملية ‘عمود السحاب’ كانت كلها معارك ترمي الى تعظيم قدرة دولة اسرائيل الردعية لا الى هزيمة العدو. إن المعاني المباشرة التي تنبع من ذلك هي الحاجة الى الحفاظ على الردع بعد انقضاء العملية فورا والفحص عن رد العدو. ولم ينتظر حزب الله في الشمال وحماس في الجنوب كثيرا. بل بذلا كل جهدهما في شراء وتطوير قذائف صاروخية بعيدة المدى وبناء مدن كاملة تحت الارض وأنفاق تؤدي بالمخربين الى ما وراء الجيش المنتشر على الخط الحدودي بل الى داخل بلدات اسرائيلية في غلاف غزة.
أرى من وجهة نظري أنه كان ينبغي على إثر اطلاق القناص النار التي قتلت اسرائيليا عمل عند الجدار، كان ينبغي قصف بيوت اسماعيل هنية ومجموعة أتباعه لنُبين بلغة القوة أننا ننوي الدفاع عن أنفسنا بكل طريقة. صحيح أن هذه العملية تنطوي على احتمال نشوب حرب اقليمية وربما أكثر من ذلك، لكنني أرى أن هذه العملية المتطرفة هي فرصة لهزيمة حماس وابعاد موعد المعركة التالية، بل ربما تفضي بحماس الى الاعتراف بأنها لن تحرز شيئا ولا نصف شيء للشعب الفلسطيني في غزة باستعمال القوة. ولما كنا لم نحسن أن نتعلم من المصري كيف نعالج الارهاب الحماسي ولم ننجح في الحفاظ على الردع فان المعركة التالية على الابواب.
‘ إن 100 حادثة ارهاب بل أكثر من ذلك في كل شهر يتسع نطاقها وجرأتها في يهودا والسامرة، هي برهنة لا لبس فيها على أننا اذا اخترنا طريق المصالحة والمهادنة فسيبقى في الميدان باعث ايديولوجي متطرف يعترض على حقنا في العيش هنا. إن السلطة الفلسطينية التي تجري معنا تفاوضا في التعايش، غير قادرة ولا تريد في رأيي ايضا أن تواجه المتطرفين عندها. فاذا كان الامر كذلك فلم يبق لنا خيار سوى أن نُتم عمل هزم الارهاب في يهودا والسامرة ايضا. إن زعماء الغرب الذين يضغطون علينا للاستمرار في التنازل ودفع ثمن حياة أثقل من أن يحتمل، يجب أن يدركوا أن تقوية اسرائيل في مكافحتها للارهاب هي جزء من استراتيجية غربية عامة لمكافحة الارهاب، لمصلحتنا جميعا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
حماس بين التهدئة والاستعداد للحرب

بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس

بدت جولة تبادل اطلاق النار بين اسرائيل وقطاع غزة، وهي الأشد منذ سنة، بدت في صباح الاربعاء وكأنها توشك أن تنتهي. ولما لم يكن لحماس ولاسرائيل الآن مصلحة في تصعيد مستمر فقد بدا أن الطلب المصري القوي من الطرفين كان كافيا للافضاء الى تهدئة. وبرز عدم رغبة حماس في الاستمرار في الصدام أمس بعد سلسلة الهجمات الاسرائيلية (ردا على موت المواطن بالقرب من كفار عزة) التي قُتلت بها خطأ طفلة فلسطينية في الثالثة. لم تُطلق أية قذيفة صاروخية بعد القصف وهو ما بدا أنه علامة ساخرة على أن حماس تريد انهاء الجولة الحالية.
ليست هذه بالضرورة مصلحة المنظمات الفلسطينية التي هي أصغر في غزة. وقد تتغير الظروف مرة اخرى تحت الضغط الذي تحدثه الازمة الاقتصادية المتزايدة في القطاع وعدم رضى الجمهور الفلسطيني عن سلوك سلطة حماس. لكن اسرائيل وحماس تتشابهان الآن في رؤية الواقع برغم التصريحات المعلنة الشديدة للطرفين. إن القطاع بالنسبة لحكومة نتنياهو ما لم يشتعل له التفضيل الأدنى اذا قيس بمناطق اخرى. إن التصعيد المتزايد في الضفة في ذروة التفاوض السياسي مع السلطة الفلسطينية، وعدم الاستقرار الواضح في الحدود الاخرى، أكثر اقلاقا كما يبدو. ويبدو من وجهة نظر حماس أن صداما مع مصر وجها لوجه وهي التي تسيطر على الدخول الى القطاع عن طريق معبر رفح وتؤكد لحماس في كل فرصة رغبتها في أن تحافظ على تهدئة مع اسرائيل لا يرد في الحسبان الآن.
‘ لكن قد تنشأ مشكلة لاسرائيل في أمد أبعد. بدأت عملية ‘عمود السحاب’ في تشرين الثاني من العام الماضي بهجوم مباغت اسرائيلي اغتال به الجيش الاسرائيلي رئيس اركان حماس احمد الجعبري، وبعد ذلك فورا دمر أكثر منظومة القذائف الصاروخية ذات المدى المتوسط لحماس والجهاد الاسلامي. في ذلك الوقت كانت هاتان المنظمتان تملكان عددا قليلا نسبيا من القذائف الصاروخية وقواعد الاطلاق من طراز فجر الايراني، الذي يبلغ مداه اذا أطلق من شمال القطاع القدس وأكثر منطقة غوش دان.
‘ تغيرت الظروف منذ ذلك الحين تغيرا أساسيا. فقد اختلت العلاقات بين حماس وايران وهي المسلحة الرئيسة للقطاع، بعد أن قطع الغزيون العلاقة بنظام الاسد في سوريا، بسبب المذبحة المستمرة التي ينفذها النظام في مواطنين سنيين. وقضت سلسلة هجمات غامضة في السودان على قناة التهريب المركزية من هناك. وأتمت مصر هذا التوجه بعد تغير الحكم هناك في تموز من هذا العام، حينما استقرت آراء الجنرالات في القاهرة على اغلاق الأنفاق من سيناء الى القطاع في رفح وأحبطوا بذلك أكثر تهريب السلاح الباقي.
وتوجهت حماس غير مختارة الى صنع ذاتي لصواريخ ذات مدى يشبه مدى فجر الايراني، أي نحو من 80 كم. وفي التجارب المتوالية التي تقوم بها المنظمة في القطاع (تطلق القذائف الصاروخية نحو البحر المتوسط)، يلاحظ جهد لزيادة المدى أكثر. وتم تعجيل ايقاع الصناعة ايضا. يجب على اسرائيل أن تأخذ في حسابها امكانية أن تعرض حماس في المواجهة التالية اذا ما نشبت وحينما تنشب، قدرة أكبر على اصابة غوش دان وإن تكن ما زالت هامشية اذا قيست بقدرة حزب الله في لبنان.
إن حماس في الحقيقة في موقف ضعيف جدا اذا قيست بالجيش الاسرائيلي، لكن المنظمة تستغل الزمن بذكاء لتقوية نقاط ضعفها. وقد تكون حماس وجدت مع عدد أكبر من القذائف الصاروخية التي تستطيع اصابة تل ابيب، وعشرات الأنفاق لأجل الهجمات وعمليات الاختطاف على حدود القطاع ومنظومة متطورة من وسائل طيران بلا طيارين، قد تكون وجدت سبلا لزيادة قوة اصابة اسرائيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
لا تكرروا أخطاء رابين وبيريس

بقلم:اسرائيل هرئيل،عن هآرتس

انتقد بنيامين نتنياهو وافيغدور ليبرمان وتسيبي لفني (التي كانت آنذاك عضو ليكود ورعة) وآخرون في الحكومة الحالية مبدأ ‘سنجري تفاوضا وكأنه لا يوجد ارهاب، ونكافح الارهاب وكأنه لا يوجد تفاوض’، انتقادا شديدا. صيغ هذا المبدأ في مدرسة اسحق رابين وشمعون بيريس، حينما بدأ الفلسطينيون المخلصون لاتفاق اوسلو، يفجرون حافلات مع ركابها، وقتل عشرات الاسرائيليين في العمليات. وقد جاء موشيه يعلون الذي كان رئيس ‘أمان’ آنذاك المجلس الوزاري المصغر ببراهين قاطعة على المشاركة المباشرة للفائز بجائز نوبل للسلام ياسر عرفات ومسؤولين كبار آخرين كانوا مشاركين في اوسلو في العمليات، لكن بلا فائدة. فقد استمرت المحادثات لأجل دفعات اخرى. وطويت كراسة خاصة أُصدرت بغرض أن يُبرهن للعالم على مشاركة عرفات الشخصية في الارهاب، بأمر من رابين.
‘ انفجرت الحافلة في بات يام بعد أن نجح الركاب في الهرب، لكن يجب أن يكون الرد مع ذلك كأنها انفجرت مع ركابها. وهكذا يجب أن تُعامل عمليات اخرى ايضا ومنها الرشق بالحجارة والطعن والتي انتهت الى جراح بلا قتلى. اذا سلكت حكومة بنيامين نتنياهو سلوك حكومة اسحق رابين فقد تكون النتائج مشابهة وهي العودة الى العمليات الفظيعة في بداية الألفية الثالثة.
إن حقيقة أن ‘أقلية متطرفة’ لا السلطة الفلسطينية، متهمة الآن كما كان الحال آنذاك بالمسؤولية عن الارهاب المجدد تثبت أنه ليس لحكومة الليكود بيتنا البيت اليهودي الجرأة الداخلية للسلوك سلوكا يخالف القائمين على اوسلو. واذا لم تصحُ فقد تصبح قائمة على دعامة مكسورة كما وجد رابين وبيريس أنفسهما حينما قتل عشرات اليهود والمئات احيانا في كل شهر. إن الحكومة وهي توشك أن تفرج عن الدفعة التالية من الارهابيين القتلة مع زيادة الارهاب قوة، تتابع في واقع الامر ذلك المبدأ الكارثي.
أجل، إنه لتجديد صارخ: ‘أقلية متطرفة فقط’. إن كارثة اوسلو برهان ساطع على نتائج النشاط المدمر لأقلية ارهابية متطرفة. إن هذه ‘الأقلية’ صدعت في العقدين الاخيرين صدوعا خطيرة في الاعتقادات الأساسية ومشاعر الأمن المادية والايديولوجية عند مواطني اسرائيل اليهود. وقد نجحت في ذلك لأن الذي كان يفترض أن يقضي عليها كان ايمانه مضعضعا ولهذا لم يكن مصمما على حربها تصميما كافيا وقتا طويلا جدا. وحينما جاء آخرون وقضوا عليها في النهاية وثبت أنه يمكن القضاء على الارهاب رُئبت الصدوع في الاعتقادات الأساسية بسبب التردد الطويل في النضال لكن جزئيا.
ينبغي القضاء على موجة الارهاب الحالية وهي ما تزال في مهدها، وهكذا تُمنع جولة اخرى من عمليات جماعية مع أثمان الضحايا الفظيعة والركود الاقتصادي وفقدان الجيش والمواطنين الثقة بالنفس. ينبغي استعمال وسائل ضغط اخرى سوى المفهوم من تلقاء نفسه، أعني النشاط العسكري الأساسي الذي لا يعوزه التردد والذي يسعى الى الاحتكاك المباشر.
وقد ثبت أن وسائل الضغط الاقتصادية ناجعة هذا مع وقف ‘دفعات’ الافراج عن القتلة. إن للسلطة الفلسطينية المستقلة وسائل فرض القانون وينبغي أن تلقى المسؤولية عن القضاء على الارهاب عليها.
يجب على اسرائيل أن تعلن (وتفي) أنه: لن يوجد بعد ارهاب مخصخص، فاذا لم يكف محمود عباس عن اللعب كعرفات فستدخل اسرائيل في عملية.
‘ إن الخشية هي من أن يتردد نتنياهو بسبب ضغط خارجي (وداخلي بقدر لا يقل عن ذاك). وسيصدر كالعادة حينما يبلغ السيل الزبى كما كان الوضع قبل عشرين سنة أمرا بالعملية يجب أن يصدر في هذه الايام.
إن عمل رفاقه في الحكومة والمجلس الوزاري المصغر أن يساعدوه على التغلب على أكبر نقاط ضعفه: التردد والتأجيل. لأنه اذا هاج الارهاب بسبب ذلك فستقع المسؤولية عليهم ايضا ولا سيما وزير الدفاع.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
لهذه الأسباب يرونني عنصريا!

بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

‘الروس، الروس: إن جملة واحدة كتبتها في مقالتي عن العنصرية في معاملة المهاجرين وطالبي اللجوء من افريقيا (‘هآرتس′ 22/12)، أثارت غضبا كبيرا بين عدد من المهاجرين من روسيا. ‘إن مليون مهاجر من روسيا، ثلثهم ليسوا يهودا، وتبين في دم عدد منهم قدر من الكحول والجريمة، لم يكونوا مشكلة. لكن بضع عشرات آلاف من الافارقة هم الخطر’، هذا ما كتبته بعد أن ذكرت فورا أنه يوجد بين السكان الاسرائيليين القدماء جريمة بالطبع كانت حتى الفترة الاخيرة أقل منها بين الافارقة.
كان القصد بريئا وهو البرهنة على أن ادعاء أن الافارقة جاءوا بالجريمة الى اسرائيل هو تحريض، فالجريمة موجودة بين السكان جميعا، بين القدماء وبين الروس، لكن لا يوجه الغضب إلا على الافارقة، لكن مهاجرين كثيرين من روسيا شعروا بالاهانة وغضبوا واتهموني بالعنصرية، لا أقل من ذلك. فقد أصبحت مقالة معادية للعنصرية عنصرية، وتبين أني عنصري.
كتبوا إلي بدم قلوبهم، أكثرهم ضدي وأقلهم معي، وهدد واحد أو اثنان بالغاء الاشتراك في صحيفة ‘هآرتس′؛ وهاجت الشبكة ولا سيما الروسية النشيطة والفوارة جدا؛ وانتشرت فيها عريضتان مضادتان لي. بل إن وزيرة استيعاب الهجرة، صوفا لندفر، توجهت أمس الى المستشار القانوني للحكومة طالبة محاكمتي. وفي البرنامج الواقعي المركزي في القناة التاسعة ظهر العنوان: ‘صحيفة هآرتس ضد المهاجرين من روسيا’.
أنا آسف جدا لاولئك الذين شعروا بالاهانة بصفتي قد جربت الهجمات علي، لكن الحديث هنا عن عاصفة في كأس. ولا توجد أية صلة بين ما كتبته وبين العنصرية.
ما الذي أفضى الى الغضب؟ كلمتان مشحونتان: ‘الدم’ و’المهاجرون’. إن الكحول يمكن أن توجد في الدم لكن الجريمة لا توجد. فالجريمة تولد على نحو عام من العُسر عند الافارقة والروس والاسرائيليين. لكن الغضب كان أشد على استعمال عبارة ‘مهاجرين’ بدل عبارة ‘مهاجرين الى اسرائيل’. يجوز بين آن وآخر ألا نتبنى المصطلح الصهيوني. إن الجزء الأكبر من الهجرة الاخيرة من روسيا لم يأت الى هنا لاسباب صهيونية خصوصا. ذلك حقهم، وهو ثابت بقانون العودة لدولة اسرائيل. يجوز أن نسميهم مهاجرين من غير أن يمس ذلك أحدا ما.
لكن كان يجري تحت السطح مصدر غضب وشعور بالاهانة آخر ربما هو أكثر اتقادا وهو ذكر الروس مع الافارقة في نفس الوقت. وهنا خصوصا تظهر العنصرية الخفية للمهاجمين بغضب شديد والشاعرين بالاهانة حتى أعماق نفوسهم. صحيح أن الروس تم استيعابهم هنا بفعل قانون العودة لكنه يوجد لعدد ايضا من طالبي اللجوء من افريقيا حق قانوني في البقاء في اسرائيل، بفعل المواثيق الدولية التي وقعت الدولة عليها حتى لو كانت تتجاهلها تجاهلا فظا ولا تُجهد نفسها بالفحص عن مكانتها. ومهما يكن الامر فان الروس أو الافارقة كلهم بشر متساوون ولدوا على صورة الله وهم مهاجرون (أو مهاجرون الى اسرائيل اذا شئتم) في اسرائيل ينبغي علاج مشكلاتهم.
وقع من أضرت بهم الجملة التي كتبتها في شرك الفكرة المقولبة المسبقة للمهاجرين من روسيا التي يريدون هم أنفسهم التحرر منها ولهم الحق في ذلك. الجريمة والروس؟ إياك وأن تذكر ذلك. والجريمة والاسرائيليون، والجريمة والافارقة يجوز ذكرهما، لكن الجريمة والروس؟ لا يوجد مخلوق كهذا. كما هي الحال في موضوع مؤلم آخر وهو النضال لتحرير المرأة حيث تتحول السلامة السياسية هنا ايضا الى غول يحاول افتراس صانعه. أجل يجوز أن نذكر الجريمة والروس دون أن يعتبر ذلك عنصرية.
إن الهجرة الى اسرائيل أو الهجرة من روسيا هي قصة نجاح مبرهن عليها ولا توجد حاجة الى الثناء عليها. والعنصرية الموجهة على المهاجرين الى اسرائيل، اذا كانت موجودة، موجودة بعيدا في هوامش مجتمع مصاب بعنصرية أعمق كثيرا موجهة على مجموعات اخرى العرب والافارقة والشرقيين والحريديين.
أحاول منذ سنين أن أكتب مقاوما لها. لا يستحق المهاجرون من روسيا بالطبع معاملة عنصرية أو تمييزية، لكن يبدو أنهم أصبحوا أقوياء ولهم أسس متينة بقدر كاف كي لا تمس بهم جملة واحدة لم تُفهم كما ينبغي، أو لم تُصغ كما ينبغي. والمسؤولية عن عدم الفهم كلها تقع عليّ.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
نتنياهو يرفع نسبة الحسم المبكر

بقلم:يونتان ليس،عن هآرتس

اتفق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية افيغدور ليبران’ على رفع نسبة الحسم في’ اسرائيل من 2 الى 3.25 في المئة. وكان الرجلان التقيا هذا الاسبوع بعد اشهر طويلة تردد فيها رئيس الوزراء في الموضوع، في محاولة لبلورة مستوى متفق عليه كجزء من قانون قدرة الحكم الذي يشارك فيه حزبا اسرائيل بيتنا ويوجد مستقبل. وخفف ليبرمان حدة موقفه ليقترب من رئيس الوزراء ووزيرة العدل تسيبي لفني، التي تعارض الخطوة بحيث بلغت نسبة الحسم في نهاية المطاف 3.25 في المئة وليس 4 في المئة كما اراد في البداية.
‘ وقال مقرب من نتنياهو أمس ان الامور ‘غير منتهية تماما’. وسارعت مصادر في الليكود وفي اسرائيل بيتنا كانت أكدت التفاصيل الى التشديد على أنهما يعرفان بان ‘لفني غير راضية عن هذا الاتفاق’ ولكنهما قدرا بان القرار سيبقى على حاله.
هذا وسيجبر رفع نسبة الحسم الاحزاب العربية على الاتحاد في الانتخابات القادمة كي تحظى بتمثيل في الكنيست. كما أنها ستجعل من الصعب على الاحزاب الصغيرة مثل كديما والاحزاب الموسمية الوصول الى الكنيست.
ويعد الخلاف حول رفع نسبة الحسم احد المواضيع القليلة التي تمنع اعداد قانون قدرة الحكم للقراءة الثانية والثالثة والذي يتضمن قيدا آخر على عدد الوزراء ونواب الوزراء، تشديد المعايير في رفع مشاريع حجب الثقة وانشقاق الكتل. والاتفاق الذي توصل اليه نتنياهو وليبرمان هذا الاسبوع يشق الطريق الى استكمال التشريع. ‘الحركة’ هي الشريك الائتلافي الوحيد الذي يكافح اليوم ضد رفع نسبة الحسم في اسرائيل. فوزيرة العدل تسيبي لفني أعرب في الاسابيع الاخيرة عن الاستعداد لرفع المستوى الى 3 في المئة. اما ليبرمان ونتنياهو فقد قررا كما اسلفنا رفعه الى أكثر من ذلك بقليل.
هذا ومن المتوقع في الاسابيع القريبة القادمة أن يستكمل الائتلاف بلورة القوانين الثلاثة المركزية وعرضها على التصويت النهائي في الكنيست بكامل هيئتها في اطار ‘صفقة رزمة’ تلزم الاحزاب المختلفة بتأييدها جميعها. فالى جانب قانون قدرة الحكم سينهى ايضا القانون الاساس الاستفتاء الشعبي واصلاحات التجنيد اللذان يتصدرهما حزبا يوجد مستقبل والبيت اليهودي.
في الكنيست السابقة اجيز قانون يستوجب اجراء استفتاء شعبي على كل تنازل عن الاراضي بسيادة الدولة (أي على التنازلات في الجولان، في القدس أو في اطار تبادل الاراضي). القانون الذي لم يقر كقانون أساس كفيل بان ألا يعرض على اختبار محكمة العدل العليا. ولهذا فانهم يدفعون الى الامام الان في الكنيست بالقانون الاساس الجديد.
‘ وجعل يوجد مستقبل قانون قدرة الحكم احد الاعلام البارزة في الحملة الانتخابية، حين أعلن عن نيته رفع نسبة الحسم في اسرائيل الى 6 في المئة وخلق كتل من الاحزاب الكبرى بدلا من كثرة الكتل الصغيرة في الكنيست. وفي الاتفاق الائتلافي بين يوجد مستقبل والليكود اتفق على أن تبلغ نسبة الحسم في نهاية المطاف 4 في المئة.
وبالتوازي، عرض حزب اسرائيل بيتنا قانونا خاصا لقدرة الحكم دعا هو ايضا الى جعل نسبة الحسم 4 في المئة. اما في المعارضة فقد ادعوا بان ليبرمان يتبنى القانون كي يقلص التواجد في الكنيست للاحزاب العربية الذي لم ينجح أي منها في الحصول على 4 في المئة تأييد في الحملات الانتخابية الاخيرة.
وقدر مسؤول كبير في الائتلاف أمس بان مجال مناورة المعارضين لرفع نسبة الحسم، بمن فيهم لفني والمعارضة تقلص جدا ما أن قرر نتنياهو اعتماد الحل الوسط مع ليبرمان.
وعلى حد قوله فانه ‘طالما لا يعلن نتنياهو عن تأييده، فيمكن ادارة خطوات لمنع القرار. ولكن ما أن يقرر رئيس الوزراء ووزير خارجيته خطوة مشتركة حتى يصبح من الصعب جدا منعها. يمكن الحديث ضد القرار ولكن مشكوك أن يكون ممكنا تغييره’.
وعقب النائب دوف حنين من الجبهة الديمقراطية الذي تلقى حزبه في الانتخابات الاخيرة 3 في المئة فانتقد بشدة الخطوة المتبلورة وقال ان ‘هذا الرقم الغريب، 3.25 في المئة موجه بالتحديد لمنع الدخول الى الكنيست لاحزاب يصل التأييد لها من السكان العرب’.
وعلى حد قوله فان ‘التفكير المتعالي الذي نسمعه من اليمين المتطرف الذي يدعي بانه اذا كانت الاحزاب العربية ترغب في أن تنتخب عليها أن تتحد هو تفكير خطير. هذه الخطوة تحرم العرب الحق في البرلمانية وتترك لهم خيارا واحدا فيب الانتخابات. ولكن العرب ليسوا مجموعة موحدة من ‘الزعبيج’. فهذا جمهور متنوع يضم الاشتراكيين، الاسلاميين، القوميين او مؤيدي الشراكة. لا يوجد أي قاسم مشترك يتيح لهم التنافس بشكل مشترك’.
حنين، احد المعارضين المتصدرين لرفع نسبة الحسم، التقى مؤخرا مع نتنياهو وحاول اقناعه بترك الفكرة. قال: ‘ليس في رفع نسبة الحسم أي تعزيز لاستقرار الائتلاف او تعزيز قدرة الحكم. فالاحزاب الصغيرة لم يسبق لها أن تسببت بتقديم موعد الانتخابات في اسرائيل، لم تجلب قوائم أملاها الزعيم ولم تجري انتخابات تمهيدية فاسدة’. واضاف بان ‘ليبرمان اقترح في الماضي خطوات ترانسفير بحكم الامر الواقع للمواطنين العرب مثلما في دعوته فك الارتباط عن ام الفحم. اما الان فهو يقترح تنفيذ ترانسفير سياسي للمواطنين العرب الى خارج السياسة الاسرائيلية’.
وأعرب الكتل المدعومة من الجمهور العربي في الاشهر الاخيرة عن تخوفها من أنه مع أن رفع نسبة الحسم ستفرض الوحدة على القوائم المختلفة، الا انه من غير المؤكد ان تنجح جميعها في الانخراط في وحدة كهذه وبعضها ستجد نفسها خارج الكنيست القادمة.
وفي المعارضة قدروا أمس بانهم سيبذلون في الاسابيع القادمة جهودا كثيرة لانتقاد خطوة نتنياهو وسيجرون نقاشا مراثونيا معيقا في الكنيست بكامل هيئتها ضده.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
قبل أن يغوينا الهوى الصيني

بقلم:افرايم هليفي،عن يديعوت

أمكنني قبل بضعة اسابيع أن أكون حاضرا حينما حلل ايراني ذو مكانة دروس حكومته في مجال سياسة الخارجية والامن بعد التوقيع على اتفاق جنيف المتعلق بالشأن النووي. كان الانجاز الاول الذي عده هو احباط نية اسرائيل أن تجر الولايات المتحدة الى هجوم على ايران.
والثاني أن ايران أحبطت محاولة اسرائيلية لجعل مجلس النواب الامريكي يتمرد على الرئيس اوباما وسياسته. وانجاز آخر هو أن الايرانيين نجحوا في افشال مجموعة الضغط اليهودية القوية في واشنطن. وكذلك بالطبع حقيقة التوصل الى اتفاق مع الولايات المتحدة برغم أنف اسرائيل. وهو يرى أن النتيجة المجتمعة لهذه الانجازات هي زيادة عمق الصدع في العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة.
تبدو الامور مختلفة من وجهة نظر اسرائيلية: فعلاقات القدس بواشنطن ما زالت وثيقة في الصعيد الامني. لكن وجهة النظر الايرانية يجب أن تقلقنا وأن توجب محاسبة النفس قُبيل بدء 2014.
ستجدد المحادثات في جنيف في آذار، وستتم مباحثات مجلس النواب الامريكي في اقتراح مجموعة من الشيوخ تشديد العقوبات على ايران اذا فشلت الاتصالات، في الشهر القادم. وقد أعلن اوباما من جهته أنه سيعترض على القانون اذا تم اتخاذه. فما هي الفائدة التي ستجنيها اسرائيل من تدريب فاشل مكرر؟ اذا فشل التدريب فستصيبنا هزيمة وعي اخرى، واذا ‘نجحنا’ واستُعمل النقض فلن نحرز الهدف أصلا وسيتسع الفرق بين القدس وواشنطن. ويتوقع أن يربح الايرانيون ربحا مضاعفا وأن نخسر خسارة مضاعفة.
في حين بدأت الولايات المتحدة تبتعد عن اسرائيل أو تبعدها اسرائيل، أخذ قادة الدولة يتحدثون علنا عن ضعف امريكا وعن الحاجة الى توزيع علاقاتها الاستراتيجية والبحث عن شريكات اخرى، والصين هي واحدة من المرشحات لهذه السياسة الجديدة.
إن زيارة وزير الخارجية الصيني لاسرائيل قبل اسبوع أتاحت فرصة نادرة ليسمع من رئيس الوزراء مقدار الأهمية التي يوليها لهذه العلاقة الاستراتيجية. ويستحق اقتباسان الذكر. الاول: ‘إن للدولتين قيما مشتركة، فنحن معا نقدر التربية والعائلة’، وقال ايضا: ‘أريد أن أتحدث إليك عن سكة الحديد التي ستربط آسيا باوروبا، من ميناء ايلات على البحر الاحمر الى ميناء أسدود على البحر المتوسط، وأنا أعتقد أن ذلك مهم للتجارة العالمية وللتجارة الصينية’.
اعتاد زعماء اسرائيل الى الآن أن يمتدحوا باشتراك الشعب الامريكي والشعب الاسرائيلي في القيم نفسها ونحن الآن لا نتقاسم المصالح مع الصين فقط بل القيم ايضا.
وهذا تحول يستحق نقاشا عميقا في الكنيست التي لا يُسمع صوتها ألبتة في شؤون السياسة الخارجية العالمية.
ذُكر أكثر من مرة في اثناء زيارة وزير الخارجية الصيني الحرب العالمية الثانية حينما منحت الصين اليهود الذين فروا من اوروبا اللجوء. اجل من المناسب أن يشكر شعب اسرائيل الصين على عملها الرائع ذاك. لكن اذا تناولنا التاريخ فقد كان من الصواب ذكر تاريخ أقرب وهو علاقات الصين باسرائيل منذ أيار 1948، فقد ساعدت الصين مدة تزيد على اربعين سنة استقلال، أعداء اسرائيل ولم تنشيء علاقات دبلوماسية بها. وما زالت منذ أُنشئت في مطلع تسعينيات القرن الماضي تساعد حليفتين مركزيتين لها وهما ايران وسوريا، فما صلة ذلك بالقيم المشتركة التي نشترك نحن وبجين فيها؟.
حينما تبدأ الحكومة تغيير اتجاه سفينة اسرائيل في المحيط الواسع لـ ‘التجارة العالمية’، فمن المناسب أن نذكر أنه أخذ ينشأ بين الصين والولايات المتحدة صراع على السيطرة على الطرق البحرية. ويلوح هذا الصراع باعتباره من المعارك العالمية المهمة في القرن الواحد والعشرين. تحدث وزير خارجية الصين عن حلم السيطرة على ‘المحيطات الثلاثة’، وبُشرنا قبل اسبوعين في الحقيقة باتفاق بين الصين واليمن على تطوير ميناء عدن. وبذلك تُتم الصين تقريبا منظومة الموانيء التي تنشئها من البحر الجنوبي الصيني الى الغرب حتى الخرطوم على الساحل الافريقي الشرقي. وبقيت درة واحدة فقط في هذا العِقد: فهل ينوي رئيس الوزراء أن يضيفها الى كنز الصين في صراعها العالمي مع الولايات المتحدة؟.


ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ