تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء عربي 572



Haneen
2014-02-09, 11:56 AM
اقلام واراء عربي 572
17/12/2013

في هذا الملف:
رأي القدس ... مانديلا والمفاوضات الفلسطينية
بقلم: أسرة التحرير عن القدس العربي
منطقة الأغوار ومزاعم «الأمن الإسرائيلي»!
بقلم: مأمون الحسيني عن الوطن السورية
«لافاش».. كيري!
بقلم: محمد خروب عن الرأي الأردنية
من قتل «الربيع»؟
بقلم: غسان شربل عن الحياة اللندنية
«أمركة» إيران بالعصا وغصن الزيتون
بقلم: غسان الامام عن الشرق الأوسط
هل يفاجئنا تفاهم إيران وإسرائيل فى العام الجديد؟
بقلم: فهمي هويدي عن الشروق المصرية
أين علماء المسلمين مما يجري؟
بقلم: غسان حجار (http://www.annahar.com/author/23-%D8%BA%D8%B3%D8%A7%D9%86-%D8%AD%D8%AC%D8%A7%D8%B1) عن النهار البيروتية
المعنى التاريخي لانهيار الربيع العربي
بقلم: يوسف مكي عن الخليج الاماراتية
هل يستحق العرب الديمقراطية أم أنهم لا يحكمون إلا بالحزم؟!
بقلم: صفوق الشمري عن الرياض السعودية
لبنان... الحرب المذهبية تنتظر شرارة
بقلم: أحمد الجارالله عن السياسة الكويتية
الأمة العربية قادرة
بقلم: سمير البرغوثي عن الوطن القطرية










رأي القدس ... مانديلا والمفاوضات الفلسطينية
بقلم: أسرة التحرير عن القدس العربي
غداة مواراة الزعيم نيلسون مانديلا الثرى في قريته كونو، تكثر التساؤلات حول ماذا سيبقى من ارثه والروح التي اشاعها بالعالم أجمع.
اكثر شعوب الارض ارتباطا وتعلقا بارث مانديلا هم الفلسطينيون الذين ما زالوا يناضلون ويسيرون على خطاه (او هكذا يأملون)، خاصة وهم يستعيدون عبارته الشهيرة حتى بعد انتصاره على النظام العنصري ‘حريتنا غير مكتملة بدون حرية الفلسطينيين’!
مانديلا كان ملهم الفلسطينيين بكفاحهم المسلح وفي السجن وفي الكفاح السلمي، واليوم في مفاوضاتهم مع اسرائيل.
وهنا نرى لزاما علينا التذكير بمانديلا الصلب في المفاوضات، والذي لم يساوم ابدا على الاساسيات من اجل تحرير شعبه من نظام الفصل العنصري.
العامل الهام ايضا الذي يفتقده الفلسطينيون بالمفاوضات والذي كان حاسما بانتصار مانديلا هو التغير الدولي من مساندة نظام الفصل العنصري الى الضغط عليه. فرئيسة الوزراء البريطانية في ذلك الحين مارغريت ثاتشر غيرت موقفها 180 درجة ومارست اشد الضغوط على رئيس الوزراء فردريك دي كليرك لتفكيك نظام الفصل العنصري، بعد ان كانت استخدمت كل قوتها لمنع فرض عقوبات اقتصادية على بريتوريا، معتبرة ان العقوبات ليس لها مفعول سوى تشديد المواقف، وامرت وزراءها في عام 1987 برفض اي اتصال مع المؤتمر الوطني الذي كانت تعتبره منظمة ‘ارهابية’.
ورغم انقسامات الحرب الباردة، امكن فرض عقوبات قاسية مبكرا، حيث طردت جنوب افريقيا من اليونسكو منذ اواسط الخمسينيات، وفي عام 1964 علقت اللجنة الاولمبية الدولية عضوية جنوب افريقيا، ثم طردتها عام 1970، كما طردت جنوب افريقيا العنصرية من الجمعية العامة للامم المتحدة عام 1974.
وخلال مراحل الكفاح في جنوب افريقيا، تمتع السود بتضامن افريقي واسع، وقد قاطعت 27 دولة افريقية الالعاب الاولمبية في مونتريال عام 1976 احتجاجا على جولة فريق نيوزيلندا للركبي في جنوب افريقيا. كل ذلك ساهم بصنع الانتصار الانساني العظيم الذي لا يخص شعب جنوب افريقيا وحده.
الفلسطينيون يفتقدون هذا الدعم القوي عربيا ودوليا، كما انهم يفتقدون ايضا وجود محاور اسرائيلي، فرئيس الوزراء الجنوب افريقي فردريك دي كليرك نجح بقيادة البيض واقناعهم بالتنازل عن نظام الفصل العنصري والتنازل عن المزايا التي يتمتعون بها والقبول بالمساواة.
واذا كان الرئيس باراك اوباما يعتبر بانه تأثر جدا بنضال مانديلا، واذا كان بنيامين نتنياهو اعلن بانه يعتبر مانديلا قدوة، فالحقيقة ان الاثنين لا يطبقان شيئا مما قالاه بالمناضل الافريقي، ولعلهما كانا يحاولان فقط الاقتراب من مانديلا الايقونة الاخلاقية والمعنوية، كي يوحيا للعالم بانهما يحملان قيمه، في حين ان الادارة الامريكية تسعى الآن تماما الى عكس ما كان يمكن ان يرضي مانديلا بالنسبة الى العدالة في حل القضية الفلسطينية. بل ان اوباما نسي انه اتخذ قرارا عام 2011 بمعاقبة منظمة اليونسكو وقطع المساهمة الامريكية عن ميزانيتها، لان دولها صوتت لضم دولة فلسطين الى عضويتها، وهو الذي اتخذ ايضا اشد المواقف تطرفا لمنع مجلس الامن من التصويت لقبول عضوية دولة فلسطين في المنظمة الدولية، واوباما هو نفسه الذي أمر ايضا بمحاربة كل تقارير مجلس حقوق الانسان ولجان التحقيق التي تتهم اسرائيل بارتكاب جرائم حرب. واوباما الذي يشيد بنضال مانديلا وتحقيقه لحل كامل وشامل ونهائي بانهاء نظام الابارتهايد، هو نفسه الذي يتآمر مع نتنياهو لفرض اتفاقيات مرحلية على الفلسطينيين والتي لا تديم الاحتلال فحسب، بل تشرعه باتفاقيات ثنائية، ومن دون ان يحسما مسألة الاستيطان وتوسعه المستمر.
لعل ارث مانديلا يساعد على تصعيد حركة مقاطعة اوروبا لبضائع المستوطنات الاسرائيلية لتؤدي الى فرض عقوبات على’اسرائيل، التي كانت اهم المتعاونين في الماضي مع نظام الفصل العنصري، وكان الرئيس الاسرائيلي الحالي شمعون بيريز اهم رموز هذا التعاون. حملة مقاطعة بضائع المستوطنات لا بد ان تتسع، لتشمل البضائع الاسرائيلية كافة، ولن يتم ذلك الا بجهود فلسطينية اولا وعربية ثانيا، ونستذكر هنا ان مانديلا، وبعد خروجه من السجن واثناء جولته في اوروبا وامريكا دعا الى الابقاء على العقوبات، ولم يتم رفع العقوبات عن جنوب افريقيا الا بعد ان طلب مانديلا ذلك، حيث ترك له ان يقرر متى تصبح جنوب افريقيا مؤهلة للخروج من نظام العقوبات.
وفي اسرائيل التي تصارع بالدفاع عن نفسها ورفض المقارنة بينها وبين النظام العنصري في جنوب افريقيا، تمارس كل انواع التمييز ضد العرب مسلمين ومسيحيين، وقد وصل هذا التمييز ضد اليهود السود، حيث امتنع فريق من هيئة الاسعاف الاسرائيلي عن قبول تبرع بالدم من نائبة بالكنيست ذات اصول اثيوبية، بدعوى ان دماء الاثيوبيين لا تطابق المواصفات المسموح اخذها لبنك الدم الاسرائيلي. وبعد ذلك يأتي نتنياهو ليقول انه يعتبر مانديلا قدوة. العالم وهو يودع مانديلا يدرك انه بحاجة للكثير لانهاء الظلم والتمييز والكراهية، والوفاء لمانديلا لا يكون بالكلمات المعسولة، بل بالسير على خطاه.

منطقة الأغوار ومزاعم «الأمن الإسرائيلي»!
بقلم: مأمون الحسيني عن الوطن السورية
من بين رزمة الملفات الحيوية الكبيرة والمعقدة والمتشعبة المتراكمة فوق طاولة المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية، والتي تجعل من جزم وزير الخارجية الأميركي جون كيري بـ«أننا أقرب من أي وقت مضى لاتفاق تسوية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل»، مجرد «حديث أجوف»، ومحاولة لـ«حقن» الملف الفلسطيني بالمزيد من المخدرات المنتهية الصلاحية، يبرز ملف منطقة الأغوار الفلسطينية التي يزعم الإسرائيليون بأنها تقع في مقدمة اهتماماتهم الأمنية، وذلك على رغم توضيح «المجلس الإسرائيلي للأمن والسلام» المكون، بشكل أساسي من جنرالات احتياط ومتقاعدين، وعبر تقرير نشر مؤخرا، بأن حدود عام 1967 هي حدود تضمن أمن إسرائيل، وأن كل تصريحات اليمين الإسرائيلي عن وجوب إبقاء غور الأردن تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية لا أساس لها من الصحة، انطلاقا من حقيقة أن الخطر الحالي على إسرائيل لا يشبه الأخطار السابقة بعد تلاشي «خطر» تسلل مجموعات فدائية من الجانب الأردني، والتيقن من أن تهديد الصواريخ، بأنواعها كافة، قائم بطبيعة الحال، ويطول كل مناطق إسرائيل.
لا بد، أولا، من تسجيل حقيقة أن إسرائيل، وبخلاف أي دولة طبيعية، ليس لها دستور يحدّد حدود سيادتها، وهل هي ما يسمى «الخط الأخضر» أم «حدود اوشفيتس» كما وصفها وزير الخارجية الأسبق أبا إيبان، أ حدود جدار الفصل العنصري، أم هي حدود الأمن من النهر إلى البحر. ومع ذلك، فإن ما قدمه كيري، بهذا الخصوص، والمندرج في إطار الخطة التي وضعها المستشار الخاص لوزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط الجنرال جون آلان وفريقه الأمني، يقترب، إلى حد كبير، من الطلبات الإسرائيلية. وحسب الصحافة العبرية، فإن وزير الخارجية الأميركي قبل بموقف تل أبيب التي تطالب بأن تكون الدولة الفلسطينية المقبلة منزوعة السلاح، وتصر على وجود جيشها في الغور، وتعرض استئجار أرضه لعشرات السنوات، وغضَ الطرف عن رفض الجانب الفلسطيني هذه المطالب، وموافقته على وجود عسكري دولي في الأغوار، مع وسائل تكنولوجية أميركية متطورة، وإنذار مبكر ووسائل قتال متميزة تساعد دولة الاحتلال في تقليص وجود جيشها، ومدة وجوده، بعد إقامة دولة فلسطين.
أما المثير للصدمة والفجيعة، والأكثر مرارة وهولا، وبصرف النظر عن إخفاق كيري الذريع، في تدوير الزوايا، وتفصيل ثوب أمني إسرائيلي لـ«سيادة» فلسطين المستقبل، فهو حديث صحيفة «معاريف» العبرية عن استجابة مسؤولين أردنيين لطلب إسرائيلي بالتوسط لدى واشنطن وإقناعها بأفضلية الإبقاء على وجود القوات الإسرائيلية في الجانب الفلسطيني من غور الأردن، انطلاقا من أن وجود هذه القوات على طول نهر الأردن «يشكل ترتيباً حيوياً للحفاظ على الأمن في المنطقة»!، وهو ما يمكن اعتباره خضوعا واستسلاماً تاماً لإرادة العدو وتفريطا، ليس فقط بالحقوق والمصالح الفلسطينية والعربية، وإنما كذلك بالمصالح الوطنية الإستراتيجية الأردنية التي يمكنها تحقيق رزمة مكاسب من بسط السيادة الفلسطينية على الحدود، بما في ذلك التخفف من الكلفة العسكرية اللازمة للحفاظ على هذه الحدود، وحل مشكلة نازحي العام 1967 المقيمين في الأردن، وخلق صيغة تعاون مشترك مع «الدولة الفلسطينية» المأمولة لحل «إشكالية» ازدواجية الجنسية للاجئين الفلسطينيين، وفتح الآفاق أمام قيام مشاريع تنموية ثنائية، أردنية- فلسطينية، مشتركة، وتأمين حرية التبادل التجاري، وإنشاء المشاريع المشتركة والتعاون الاقتصادي، بما يعود بالنفع على الجانبين.
في كل الأحوال، وبعيداً عن مزاعم ما يسمى «الأمن الإسرائيلي» الذي يمكن أن تؤمنه منطقة الأغوار التي تمتد على نحو 800 ألف دونم، وتضم 21 بلدة و6.500 نسمة، والتي أعلن نتانياهو عن إقامة جدار امني فيها تكريسا لتمسكه بما سماه «مشروع ألون زائد»، في إشارة إلى مشروع يغئال ألون القائم على أساس استمرار السيطرة الإسرائيلية على هذه المنطقة، فإن المصلحة الإسرائيلية في منطقة الأغوار تتجاوز قضية الأمن والحدود التي تحتل مركز الاهتمام الأول في كامل الإستراتيجية الإسرائيلية لمجمل معادلة الصراع في الشرق الأوسط، إلى استخدام هذه القضية كوسيلة التفافية لإخفاء الأطماع التوسعية في الغور الفلسطينية، وإلقاء القبض على السيادة والاستقلال الوطني للشعب الفلسطيني، فضلاً عن وضع الحواجز أمام اتصال الدولة الفلسطينية الموعودة بحدودها الشرقية مع الأردن خوفاً من أن يؤدي هذا الاتصال إلى تعزيز دور «الدولة الفلسطينية» ودور الكيان الأردني على حدٍّ سواء، و«ضبط» التدفق الفلسطيني إلى الدولة المنشودة والتحكم بالمعادلة الديمغرافية والموازنة الإسرائيلية لهذه المعادلة.
وسط ذلك كله، تحتل المكانة الاقتصادية لمنطقة الأغوار في أجندة الاحتلال موقعاً مركزياً دفع محمود عباس إلى القول إن المصلحة الإسرائيلية فيها «ليست أمنية بل اقتصادية»، كونها المنطقة الأكثر انخفاضا عن سطح البحر في العالم، والفريدة من نوعها من زاوية درجة الحرارة الموسمية في الشتاء والربيع والخريف، ما يجعلها منتجعاً شتوياً نادراً، وخصوصاً في منطقة البحر الميت، فضلا عن أنها تشكّل حوضاً زراعياً شديد الخصوبة، وكذلك لعديد من الزراعات الصناعية والأصناف المبكّرة عالية القدرة التنافسية، عدا عن أن الموسم الصيفي الخالي من الرطوبة يوفر البيئة المناسبة لزراعة النخيل التي يجني منها الإسرائيليون مئات ملايين الدولارات سنوياً، ما يجعل من الأغوار خزان الأمن الغذائي الفلسطيني في المستقبل، ومنطقة حاسمة في ميزان قدرات الدولة الوطنية الفلسطينية المستقلة، وتعزيز مواجهتها للابتزاز السياسي الممارس على الفلسطينيين راهنا، عبر البوابة الاقتصادية.

«لافاش».. كيري!
بقلم: محمد خروب عن الرأي الأردنية
ربما لم يسبق ضابط البحرية الاميركية الذي «حارب» في فيتنام (يزورها هذه الايام كرئيس الدبلوماسية الاميركية) لمدة اربع سنوات اواخر ستينات القرن الماضي, في عدد زياراته الى المنطقة, سوى العزيز هنري كيسنجر بعد حرب اكتوبر 1973 في اطار دبلوماسية الخطوة خطوة الكارثية التي تتكشف فيها «الان» حقائق مذهلة عن طبيعة «السلام» الذي سعى اليه انور السادات من خلال وثائق وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية التي زالت السرية عنها مؤخراً.
جون كيري.. المرشح الرئاسي الديمقراطي الخاسر أمام جورج بوش الابن, والسناتور طويل الامد في الكونغرس الاميركي, لا يكاد يغادر المنطقة حتى يعود اليها, يواصل هبوطه في عواصم المنطقة, متأبطاً ملفات عدة بدءاً من سوريا وليس انتهاء بمصر وخصوصاً الملف الفلسطيني, الذي منحه تسعة اشهر (أشْهُر الولادة الطبيعية لأي مولود بشري) كي يتم إنضاج تسوية نهائية, تضع حداً للصراع وتنتهي بدولة فلسطينية يزعمون انها ستكون «قابلة للحياة», ولم يفسّر احد حتى الان - فلسطينياً أو اسرائيلياً أو عربياً ودولياً-ما معنى هذا العبارة, وعما اذا كانت تعني مجرد تواصل جغرافي بطريق أرضي أو تحت ارضي, بين شمالي الضفة الغربية مع جنوبها (دع عنك غزة فالقطاع كما يرشح ويتضح عملياً, مؤجل في انتظار «نضوج» آخر قد يكون على شكل دولة فلسطينية «أخرى», أو بعد اطاحة حماس, أو الحاقه بمصر اذا ما عاد الاخوان المسلمون الى الحكم أو في حال تم رسم خرائط جديدة للمنطقة, بعد أن تسود الفوضى وتنشب الفتنة الكبرى بين السُنّة والشيعة, كما تخطط وتطبق ميدانياً عواصم غربية وعربية وهيئات دينية وفصائل سلفية, جهادية وتكفيرية» تعمل في المشرق العربي تماماً كما هي الحال في المغرب العربي.
كاد جون كيري الضاحك الدائم (والجدي احياناً) ان ينجح في لعبة «لبس الاقنعة» التي مارسها منذ أن قاد الطرف الفلسطيني «عنوة» الى طاولة المفاوضات (بلا شروط) بعد ان كانت السلطة قد «أقسمت» على أنها لن تذهب الى أي طاولة حتى لو كانت «مُذهّبة», الا في حال اعلنت اسرائيل التزامها التفاوض على قاعدة حدود العام 1967 وتجميد الاستيطان..
كل ذلك بات من الماضي بعد نيسان الماضي, وبدأ التفاوض من نقطة الصفر, وليس ابداً من النقطة التي انتهت اليها مفاوضات لفني-عريقات في عهد ايهود اولمرت, رغم عودة ليفني رئيسة لطاقم المفاوضات لكنها, ليست صاحبة قرار بل ثمة «مندوب» يراقبها نيابة عن نتنياهو هو مستشاره القانوني, اسحق مولخو.
ما علينا..
«بَقّ» جون كيري-في لحظة شجاعة نادرة او رغبة في مزيد من التمويه -.. البحصة، وقال في ما يشبه «الانقلاب» على التراث السياسي والدبلوماسي والعسكري والأمني بل الشراكة الاستراتيجية بين واشنطن وتل ابيب, أن المستوطنات غير شرعية وان اسرائيل اذا لم تُليّن مواقفها فان ستُواجَه بانتفاضة فلسطينية «ثالثة» لن تخرج منها رابحة..
جُنّت اسرائيل وبدأت هجوماً «مركزاً» على جون كيري, داخل اسرائيل وخصوصاً في الولايات المتحدة، أصاب الذعر السناتور الضاحك وبخاصة بعد التوقيع على (الاتفاق - الاطار) بين مجموعة 5+1 وطهران في شأن الملف النووي الايراني الذي بدت فيه حكومة نتنياهو غائبة او مغيبة، فهرول كيري الى تل ابيب معتذراً ملتزماً بقاء كل الخيارات على الطاولة تجاه ايران، وفي الاساس تبنى وجهة نظر نتنياهو في رؤيته الأمنية لأي تسوية مع الفلسطينيين, وليبقَ جنودها (هكذا أمر كيري) على حدود نهر الاردن اقله لعشر سنوات مقبلات ولا داعي للحديث عن الحدود او القدس او اللاجئين أو المستوطنات.. أمن اسرائيل اولاً.. قال كيري.
سقط القناع عن الدبلوماسية الاميركي التي بدأها رجل حلم بالجلوس على المكتب البيضاوي في البيت الابيض, ثم اراد ان يختم حياته «السياسية» بجائزة نوبل, اعتماداً على حل «المعضلة الأكبر» في الشرق الاوسط, على العكس من رئيسه الذي نالها بلا اي انجاز ميداني, بل بدا كأنه رئيس حرب (متخصص في حروب الطائرات بلا طيار) اكثر منه ساعياً الى السلام او راغباً في الانحياز للشرعية الدولية والقانون الدولي والانساني على حد سواء.

من قتل «الربيع»؟
بقلم: غسان شربل عن الحياة اللندنية
أين هم الشبان الذين احتشدوا قبل نحو ثلاثة أعوام في الميادين والساحات مطالبين بسقوط من سمّوه المستبد او الديكتاتور او الطاغية؟ وهل يتذكرون شارات النصر التي رفعوها حين بلغهم نبأ فراره أو تنحيه أو مقتله؟ هل يتذكرون الأحلام التي ارتكبوها في تلك الأيام وحديثهم عن الديموقراطية ودولة المؤسسات والشفافية وتداول السلطة واحترام حقوق الإنسان؟ هل تصرفوا فعلاً بدافع الحماسة أم البراءة أم السذاجة؟ وهل كانوا غرباء عن مجتمعاتهم لا يعرفون حجم الظلام المستحكم في أعماقها وآبار الكراهية التي كانت تتحين الفرصة للانفجار؟ هل غاب عن أذهانهم أن المشكلة ثقافية قبل أن تكون سياسية؟ وأنه لا يكفي فتح صناديق الاقتراع لقلب الصفحة السابقة؟ وأن قروناً من العتمة ساهمت في اعتقال العقل العربي وتعطيله وجعلت العربي عاجزاً عن تحريك المفاتيح التي تقود الى المستقبل؟
منذ أسابيع يطاردني سؤال مزعج هو من قتل «الربيع العربي»؟ لهذا أغتنم فرصة اللقاء بأي من المنخرطين البارزين في ذلك الربيع لأسأله عن تقويمه خصوصاً بعدما ضاقت بعض مسارح الربيع بمن كانوا دعاة الديموقراطية وبناء الدولة الحديثة. لن أورد أسماء من سألتهم لأن اللقاءات لم تكن مخصصة للنشر.
لعب الرجل دوراً مهماً في «ربيع» بلاده حين وجه ضربة مؤلمة الى المستبد الذي عمل سنوات تحت صورته. سألته فأجاب: «لا أدري. ربما جاء ما تسمّيه الربيع مبكراً وقبل أن تصبح مجتمعاتنا جاهزة لاستقبال تحول بهذا الحجم. تبين أننا لا نزال نعيش في أعماق التاريخ. مع سقوط المستبد بدأت مجتمعاتنا في إخراج كل ما تجمع في إحشائها من الدم والقيح والكراهيات والقهر والثارات. أعتقد أن المرحلة الانتقالية ستكون راعبة وطويلة. في أي حال احتاجت الثورة الفرنسية إلى ثمانية عقود كي تستقر».
وأضاف: «أننا في حالة رهيبة من التخلف. راقب الشاشات. استاذ جامعي يتحدث كأنه لم يدخل عصر القراءة والكتابة. انظر أن دولاً مثل العراق وسورية ولبنان والبحرين تدفع اليوم فاتورة ما حدث بين عليّ ومعاوية. نتحدث عن العولمة والتكنولوجيا ثم ننام في كهوف التاريخ. عواصمنا أقرب الى المسالخ تغص بالانتحاريين ومرتكبي الاغتيالات ودولنا تعجز حتى عن توفير الكهرباء بصورة منتظمة. مجتمعاتنا ساهمت في قتل الربيع خصوصاً حين تصدّر أسرى التاريخ الصفوف».
لاعب آخر قدم قراءة مختلفة. قال إن أبرز من قتل الربيع هم الذين سارعوا الى محاولة تكييفه مع مصالحهم. قال إن الغرب تصرف كدجال خصوصاً أميركا أوباما. أرادت واشنطن توجيه الظاهرة في خدمة سياسة كانت اعتمدتها قبل سنوات وجوهرها دعم وصول ما تسميه الإسلام السياسي المعتدل لاعتقادها أنه قادر على احتواء الإرهاب. وأضاف أن «الإخوان» الذين كانوا الأكثر تنظيماً وانتشاراً في المجتمع اعتبروا الفرصة تاريخية فانقضوا على الوليمة.
قال ايضاً إن تركيا لعبت دوراً في قتل «الربيع» حين اعتبرت أن انتصار «الربيع الإخواني» يعطيها ورقة ثمينة في تنافسها الاستراتيجي مع إيران. وأن قطر وظفت ثقلها المالي وعلاقاتها الدولية في خدمة «الربيع الإخواني» بالتوازي مع الدور التركي. لاحظ أن روسيا كانت مهتمة بقتل «الربيع الإسلامي» خوفاً من تحوله ورقة في يد الغرب وخوفاً من انتقاله الى جوارها وأراضيها. وقال إن روسيا وجدت في الأحداث السورية فرصة لقتل هذا الربيع والتقت معها في هذه المهمة إيران وإنْ كان لحسابات غير مطابقة.
رأيت في كلام الرجلين ما يساعد على فهم ما يجري حالياً في أكثر من بلد عربي. استوقفني أن «الربيع العربي» قتل على أيدي أكثر من طرف. أغلب الظن أننا في بدايات موسم العواصف. مرحلة انتقالية مؤلمة وطويلة. أول شروط الذهاب الى المستقبل هو الخروج من كهوف التاريخ وأوهام امتلاك حلول نهائية جاهزة لمشكلات جديدة مطروحة في عالم سريع متدفق.

«أمركة» إيران بالعصا وغصن الزيتون
بقلم: غسان الامام عن الشرق الأوسط
كان بنيتو موسوليني زعيم إيطاليا الفاشية يهدد الديمقراطيات الغربية بخمسة ملايين حربة. ثم ظهر أنها من عيدان السباغيتي (معكرونا). واضطر حليفه هتلر إلى إنقاذه، عندما دُحرت القوات الإيطالية التي غزت ألبانيا واليونان.
هل لموسوليني ضريح تذكاري في إيران؟ وإلا لماذا. ومن أين تنطلق هذه الصرخات الهستيرية لجنرالات الجيوش الميليشيوية، مهددة أميركا، بأسلحة سرية فتاكة، تجعلها هباء منثورا؟
هل إيران دولة «حربجية» حقا؟ هُزمت إيران في الحرب العبثية مع عراق صدام. ونصح رفسنجاني الخميني بوقفها، بعدما استهلكت في ثماني سنوات جيلين من الإيرانيين والعرب العراقيين. وسبق للشاه الأمِّي رضا بهلوي أن استسلم بلا مقاومة، للقوات الروسية والبريطانية التي احتلت طهران، خلال الحرب العالمية الثانية، واقتسمت إيران، عقوبة له على حماسته للفاشية الهتلرية.
ليس سرا أن إيران الخميني اشترت أسلحة من إسرائيل (1985/ 1986)، في حربها مع العراق. ولم تخض حربا مع الدولة العبرية. إنما أغرت حزبها اللبناني بالتجربة. فقتل 1200 شيعي لبناني (2006). ومات مائة فلسطيني بصواريخ الحزب التي أطلقت، بطريقة عشوائية، على إسرائيل. وخرج رئيس الحزب من مخبئه، ليعلن أن النصر كان «إلهيا»!
أُنشئ حزب الله كقوة دفاعية. غير أن إيران تستخدمه اليوم في سوريا، كقوة هجومية. الدفاع ليس كالهجوم. فعاد عدد كبير من المقاتلين محمولين بأكياس مغلقة. وقال حسن نصر الله إنه أرسلهم لإنقاذ السيدة زينب التي لم يمسّ أحد ضريحها بسوء، على مدى 1300 سنة. ثم ندم. فأعلن أنه يقتل السوريين، لينقذ الفلسطينيين. ثم طالب بحكومة لبنانية جديدة تدعم مجهوده الحربي. فرفضت الأحزاب والطوائف توزيره معها.
بات الحزب معزولا. وعاجزا. لا يملك عمقا استراتيجيا. ومع استفزازه السنة، وغزوه بيروت، نشأت تنظيمات سنية «جهادية» كالفطر هنا وهناك. ومع تدفق نحو مليون نازح سوري على لبنان، باتت السنّة، للطرافة المأسوية، أغلبية طائفية تفوق الغالبية الشيعية. فمنع الحزب الدولة سرا من السماح للدول المانحة، ببناء أكواخ للنازحين، كي لا يتحولوا إلى لاجئين، كالفلسطينيين، مقيمين لأجل طويل.
تاريخيا، فارس حضارة هجومية. في المجوسية الزرادشتية (عبادة النار)، وصلت الجيوش الفارسية إلى اليمن. مصر. المشرق العربي. وحاولت غزو أوروبا. فلاقت هزيمة مريرة أمام الإسكندر المقدوني الذي اخترقها وصولا إلى الهند.
أعز الإسلام العرب. كان العرب المسلمون من الوعي، بحيث استعادوا العراق والشام من الهيمنة الفارسية والبيزنطية. لم يكن الإسلام دينا عنصريا. تأسلمت واستعربت الأقوام السامية (الموالي) في البلدين. وكان الانصهار مع عرب الجزيرة الفاتحين كاملا. وأنتج حضارة ثقافية رائعة لم تجد في انفتاحها العقلاني، ما يمنعها عن الترجمة عن اللغات الإغريقية. والفارسية. والهندية.
كان الإسلام العربي رحيما. ترك العرب الحرية للشعوب الأجنبية. لم يتأسلم الإسبان. وتأسلم الفرس. والكرد. والأتراك، لكن لم يستعربوا، على الرغم من اختراق اللغة العربية لغاتهم. وظلت اللغة والثقافة العربية مزدهرة، إلى أن سقطت السلطة السياسية من أيدي العرب.
كان موقف الفرس من العرب سلبيا. كان الفتح العربي لفارس صدمة نفسية هائلة للنفس الفارسية. وكان استشهاد آل البيت (علي ونجلاه الحسن والحسين) فرصة للفرس لشق الإسلام إلى مذهبين، بفروق واهية بينهما تلغي الحاجة إلى الصراع المذهبي. يقول المؤرخون إن القائد الفارسي الذي استعار اسما عربيا (الطاهر بن الحسين)، وفتح بغداد، وأعمل السيف في عربها، لم يكن أقل وحشية. وهمجية، من هولاكو.
الاستقلال في القرن العشرين كان فرصة تاريخية للعرب لتحقيق وحدة لم يعرفها تاريخهم. لكن الاستقلال تمسك بمصالح السيادة المحلية الضيقة. فضاعت الفرصة. ثم ما لبث أن حل تعب المادة بالنسيج الاجتماعي، نتيجة لعوامل كثيرة، في مقدمتها: هزيمة المشروع القومي. أرستقراطية النظام العربي. تسييس الدين. التكاثر البشري العشوائي. كل ذلك أدى إلى ضعف الثقافة. والتربية. واللغة. فبات هوان حياة الإنسان العربي سهلا على الرصاص. والاغتيال. والقتل الجماعي بالتفخيخ بالمتفجرات، باسم الدين. والطائفة. بلا رادع أخلاقي. وإنساني.
خرجت القمة الخليجية بلغة كويتية هادئة. ومصالِحة لإيران. تأجل مشروع «الاتحاد» الذي قدمته القيادة السعودية إلى قمة أخرى. اعتذرت عُمان عن عدم قبول الاتحاد، انسجاما مع دورها في الوصل بين أميركا وإيران. وبقيت السياسة الإيرانية على حالها: ابتسامات شاكرة للخليج الذي أنقذت موانئه التجارية إيران من الركوع تماما أمام العقوبات الغربية. و«خط أحمر» رسمه رئيس «روحاني» أمام الثورة السورية.
على أية حال، لم تخرج القمة خالية الوفاض. فقد قدمت التنسيق العسكري، على ملف تحويل مجلس «التعاون»، إلى مجلس «اتحاد». العبرة بالتنفيذ. وإقامة الاستراتيجية الدفاعية الخليجية، على سلاح الطيران (السعودية ثاني أقوى دولة جوية في المنطقة). وسلاح الصواريخ. ثم الدبابات الألمانية الخفيفة الحركة على الرمال، وذلك في مواجهة الكثافة البشرية للقوات الإيرانية.
بالإضافة إلى التنسيق العسكري، جاء قرار إنشاء مركز للبحوث الاستراتيجية شديد الأهمية. نعم، فالسياسة والإعلام في الخليج بحاجة إلى معرفة أعمق بالتاريخ السياسي العربي الحاضر والغابر، لا سيما بعدما انتقل مركز الثقل السياسي والمادي العربي إلى الخليج، لتزويد الإعلاميين بالمعلومات، كي يأتي التعليق السياسي بعيدا عن التكرار، وأكثر ثراء ودقة في عرض التطورات والتحولات المتسارعة.
«العلمو نُورُنْ». باتت مراكز البحوث والدراسات الأميركية تعج بأنصار إسرائيل والباحثين الإيرانيين الأميركيين. هؤلاء الذين ورطوا إدارة بوش بالتضليل. وشجعوها على ضرب العرب بغزو العراق وتسليمه لإيران. هؤلاء يعصرون أدمغتهم للترويج إلى ما أسميه إجراء عملية «ماكياج» لملالي إيران وحزب الله، وتقديمهم كحلفاء لأميركا وإسرائيل. كأنموذج لئيم، أشير إلى تعليق في «نيويورك تايمز» يوم الثلاثاء الماضي طافح بالمعلومات التاريخية غير الصحيحة. ومحاولة النيل من السعودية وأهمية النفط العربي.
هل يمكن الثقة بإيران؟ «أمركة» إيران هي اللغة الرائجة اليوم على المسرح السياسي الغربي. صنّاع القرار السياسي والتعليق الإعلامي في الغرب، يراهنون على انتقال إيران من دولة مارقة إلى دولة مؤدبة تتحرك في صميم العلاقات الدولية، بعد تحييدها وتجريدها من مسدسها النووي.
لماذا تعثرت مؤقتا المفاوضات بين إيران والغرب؟ الطرفان يتكتمان الحقيقة. أميركا تستعجل استكمال وقف تخصيب اليورانيوم ومنعها من إنتاج البلوتونيوم. في حين انصرفت إيران إلى الإلحاح على الإفراج عن كنزها المالي (مائة مليار دولار) المجمد، بسبب العقوبات، في المصارف الغربية، كحصيلة عقود بيع النفط.
إيران بحاجة إلى تمويل أوسع وأسرع للعمليات العسكرية للقضاء على الثورة السورية، وتسديد ديون بشار لروسيا. ولتعويض «حزب الله» عن خسائره البشرية. وأخيرا إعادة تعويم الاقتصاد الإيراني. وتفادي غضب الإيرانيين الذين يرون ثرواتهم ومواردهم تتبدد على المشروع الإيراني الخارجي.
في مشروع «أمركة» إيران، تعتمد إدارة أوباما دبلوماسية مزدوجة: الكونغرس يلوح بعصا الردع لفرض مزيد من العقوبات. والبيت الأبيض ووزير الخارجية جون كيري يلوحان بغصن الزيتون، لإغراء الجمهور الإيراني الذي صوَّت لترئيس روحاني، بالتمتع بلذائذ الحلف القديم مع أميركا، والمصالحة واستعادة العلاقة الشاهنشاهية مع إسرائيل.
ثمة مساومة طويلة ومعقدة، ليس لاستكمال تحييد إيران نوويا، وللإفراج عن كنزها المالي، وإنما أيضا على مصير سوريا ولبنان: هل تبقيان في عهدة إيران، على أن تستغني عن خدمات بشار الذي لا يمكن الظهور معه في الصورة، لارتفاع عدد ضحاياه؟ وكيف يمكن دق رأس نظامه مع رأس «الائتلاف» المعارض داخل حكومة وفاقية (مستحيلة)؟
جون كيري المكلف بالمساومة يقول إنه «ليس مازوشيا». بمعنى أنه في النهاية ليس مستعدا لحمل عدة قضايا شائكة وملتهبة بقبضة واحدة، ويمشي بها على حبل دبلوماسي في سيرك صاخب. بوتين الشهير بالمغالطة ينصب كمينا «لشركائه» الأَلِدَّاء الأميركيين في جنيف. هو أيضا يريد حصة في التسوية. يقول إنه أنقذ مجلس الأمن (عطَّله بالفيتو). باع أميركا «كراكيب» بشار الكيماوية. وأنقذ السلام من القنبلة النووية الإيرانية! وحمى إسرائيل! ثم يرسل وزيره لافروف إلى طهران، لقبض فاتورة الحساب.

هل يفاجئنا تفاهم إيران وإسرائيل فى العام الجديد؟
بقلم: فهمي هويدي عن الشروق المصرية
السيناريوهات المرشحة للعام الجديد باتت تحتمل طرح السؤال التالى: هل يكون التفاهم بين إيران وإسرائيل أحد خيارات إعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط؟
أدرى أن مجرد طرح السؤال يعد من المحرمات لدى كثيرين ممن يعتبرون أن التفكير فيه يجرح شرعية الثورة الإسلامية التى كانت مخاصمة إسرائيل من ثوابتها، باعتبار أن معركة الإمام الخمينى كانت منذ وقت مبكر ليست مع نظام الشاه وحده. وإنما كانت له أيضا حساباته المعادية للولايات المتحدة والرافضة لإسرائيل. وبعد سقوط الشاه كان هتاف الموت لأمريكا يقترن بتمنى المصير ذاته لإسرائيل. وهى الخلفية التى جعلت قادة الثورة ورموزها منذ وقت مبكر يتحدثون عن ان تحرير فلسطين يمر بطهران، ومنهم من ظل يكرر فى العلن الإشارة إلى زوال إسرائيل من خريطة المنطقة باعتباره مصيرا حتميا سيتحقق إن عاجلا أو آجلا.
ذلك كله أفهمه ولدى قرائن أخرى عديدة تعزز فكرة أن الثورة الإسلامية طوال الخمس وثلاثين سنة الماضية لم تتبن موقف العداء لإسرائيل فحسب، ولكنها أيضا ساندت بقوة حركات المقاومة المناوئة لها فى فلسطين ولبنان. وإذ أسجل أن كثيرين بين النخبة الإيرانية لا يزالون عند التزامهم بذلك الموقف، وليسوا على استعداد للتراجع عنه، لكنى أزعم أن ثمة متغيرات فى القضاء السياسى. على الصعيدين الإقليمى والدولى استدعت رؤى جديدة وشجعت البعض على فتح باب الاجتهاد فيما اعتبر من ثوابت الثورة. ولئن أسفرت تلك المتغيرات عن نوع من المصالحة مع الولايات المتحدة التى عدت فى ثقافة الثورة التقليدية رمزا للشيطان الأكبر، فإن ذلك قد يفتح الباب لقبول فكرة التفاهم مع من دونه فى الشيطنة خصوصا إذا اقتضت المصلحة ذلك. وإسرائيل تحتل مكانة بارزة فى ذلك التصنيف الأخير.
(2)
منذ توقيع اتفاق جنيف النووى فى 24 نوفمبر الماضى والمعلقون السياسيون يتنافسون على رصد خلفياته وملابساته وتداعياته. والاتفاق منعقد بين أغلبهم عن انه يمثل طورا جديدا فى العلاقات وموازين القوى العالمية والإقليمية، فمن قائل إن إدارة الرئيس أوباما اتجهت إلى إغلاق ملف عسكرة السياسة الخارجية وإنهاء الحرب فى سبيل الشرق الأوسط الكبير، من ثم قررت اتباع سياسة واقعية تعترف فيها واشنطن بنفوذ إيران ودورها، فى حين تعترف طهران بالواقع الإقليمى. وفى ظل هذه السياسة الواقعية فقد اعتبرت الإدارة الأمريكية أن طهران هى نافذة واشنطن إلى طى مغامراتها سيئة المآل (فى العراق وأفغانستان).
شجعها على ذلك تراجع اهتمامها بالعالم العربى خصوصا فى ظل المؤشرات القوية الدالة على احتمالات اكتفائها من النفط والغاز إزاء وفرة الاحتياطيات التى تم اكتشافها فى بحر الشمال (اندرو باسيفيتش أستاذ التاريخ بجامعة بوسطن ــ الواشنطن بوست 6/12)، محرر صحيفة «لوبوان» الفرنسية نيكولا بافاريز لم يبتعد كثيرا عن الفكرة السابقة فى تحليله المنشور فى 5/12. إذ ذكر أن واشنطن مهجوسة بالحفاظ على زعامتها فى وجه الصين، وقررت الانتقال من المحيط الأطلسى إلى المحيط الهادى، ساعدها على ذلك أنها بصدد الاستقلال فى مجال الطاقة والتقليل مما تستورده من نفط الشرق الأوسط. وفى تحولها ذاك تراجعت الأهمية النسبية للمنطقة فى استراتيجيتها، ووجدت ان اتفاقها مع إيران يمكن أن يسهم فى استقرارها. يوجين روبنسون كتب فى الواشنطن بوست (فى 30/11) ينبه إلى أن الاتفاق مع إيران يكتسب أهمية من عناصر عدة، فى مقدمتها أنه الوسيلة الأكثر حسما فى استقرار الشرق الأوسط وتجنيبه احتمالات التوتر والتصعيد المؤدى إلى محظور الحرب التى لا تريدها الولايات المتحدة أو أوروبا، وأشار فى هذا الصدد إلى أن قدرة إيران على تصنيع القنبلة النووية تزداد بمضى الوقت رغم الحصار المفروض عليها.
ودلل على ذلك بقوله إن الأمم المتحدة حين فرضت عقوباتها على إيران فى سنة 2006 فإنها كانت تملك آنذاك 3000 جهاز للطرد المركزى. وهى تملك الآن 18000 جهاز، وتستطيع تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 فى المائة. وهى تسعة أعشار الطريق نحو إنتاج الوقود اللازم للقنبلة. فى إيران كتب كيهان برزكر محرر صحيفة «تابناك» الصادرة فى 9/12 قائلا ان اتفاق جنيف فتح الطريق أمام تعاون أوسع مع الدول الغربية لحل القضايا الإقليمية والدولية، الأمر الذى يساعد على خروج المنظومة السياسية والأمنية من توازن القوى إلى استراتيجية توازن المصالح والتعاون الإقليمى. ولخص تلك المصالح فى الحفاظ على الأنظمة السياسية ومكافحة الإرهاب والتطرف والتعاون من أجل شرق أوسط خال من أسلحة الدمار الشامل.
(3)
أرجو أن تكون قد لاحظت أن التحليلات السابقة ــ وغيرها كثير ــ لم تأت على ذكر أى دور للعالم العربى فى الحديث عن الخريطة الجديدة للمنطقة أو موازين القوى فيها. وإن الولايات المتحدة التى جعلت مواجهة الصين على رأس أولويات سياستها الخارجية، والتى بصدد تحقيق اكتفائها الذاتى من النفط والغاز، لم تعد تطلب من المنطقة فى الوقت الراهن سوى الهدوء والاستقرار وأمن إسرائيل بطبيعة الحال. ولأن العالم العربى بأوضاعه غير المستقرة وبالوهن الذى أصابه لم يعد قادرا على توفير الاستقرار المنشود، فقد اتجهت الأبصار إلى عناصر من خارجه يمكن أن تقوم بهذه المهمة.
فى هذا الصدد فإن الاتفاق مع إيران أصبح مهما، ليس فقط بسبب أهميتها الاستراتيجية وثبات أوضاعها السياسية وقدرتها النفطية وقوتها العسكرية، لكن أيضا لأنها أصبحت لاعبا أساسيا فى المنطقة. إذ هى موجودة فى سوريا ولبنان والعراق فضلا عن أصابعها الممتدة إلى البحرين واليمن. ثم إنها متحالفة مع روسيا ومدعومة من الصين. ورغم أن تركيا طرف لا يمكن تجاهله سواء لأنها عضو فى حلف الأطلنطى أو لأهميتها الاستراتيجية والاقتصادية من ناحية ولكونها صارت طرفا فى المشهد السورى وفى الساحة العراقية من جهة أخرى. إلا أن الدور الإيرانى أصبح أثقل وزنا، خصوصا بعد توتر العلاقات بين أنقرة والقاهرة، بحيث ما عاد لتركيا حليف فى العالم العربى سوى دولة قطر.
إسرائيل تبرز فى هذا السياق، سواء لأن واشنطن لا تستطيع أن تتجاهلها، أو لأنها تمثل قوة عسكرية ونووية تعاظم دورها منذ خرج العالم العربى من معادلة القوة، بعد تدمير الجيشين العراقى والسورى، وإزاء استغراق الجيش المصرى فى أوضاع الداخل وحربه المفتوحة فى سيناء. ولأن الأمر كذلك فإن حضور إسرائيل فى كواليس الخرائط الجديدة بدا أمرا مفروغا منه، باعتبارها طرفا لا غنى عنه فى مخططات الاستقرار المنشود. ناهيك عن أنها فى الأساس أحد أسباب التوتر منذ اغتصابها فلسطين فى أربعينيات القرن الماضى وحتى اللحظة الراهنة التى تمارس فيها سياسة التهويد ولا تكف عن التوسع فى الاستيطان.
إذا صح ذلك التحليل فمعناه أن مسار الخرائط الجديدة يضع إيران وإسرائيل فى مربع واحد (تركيا ليست بعيدة تماما عنه)، على الأقل من حيث إن الولايات المتحدة تعول عليها فى الحفاظ على الاستقرار ومكافحة ما يسمى بالتطرف فى المنطقة. وفى الولايات المتحدة أصوات تدعى أن التطرف المذكور يخرج فى أغلبه من عباءة أهل السنة. ولذلك ينبغى الاسعانة بالشيعة فى مواجهته. ومن أهم الداعين إلى هذه الفكرة المستشرق المعروف برنارد لويس.
(4)
فى وقت سابق قلت فى التعقيب على اتفاق جنيف إنه من الناحية المنطقية فإن إيران لا تستطيع أن تعقد صفقة تفاهم مع الولايات المتحدة فى حين تستمر فى دعمها للمقاومة الفلسطينية، وتساءلت عن الثمن الذى سوف تدفعه طهران لضمان إنجاح اتفاقها مع واشنطن، خصوصا أنها تحت الاختبار الآن ولمدة ستة أشهر لاحقة.
لم تكن لدى معلومات تسمح بالإجابة على السؤال، لكننى اعتبرته أن طرحه يعد أمرا منطقيا فى الأجواء الراهنة. كنت أعرف أن القوميين الإيرانيين ومعهم بعض الليبراليين والإصلاحيين لا يرون غضاضة فى إقامة علاقات مع إسرائيل خصوصا بعد تطبيع بعض الدول العربية علاقاتها معها. وسمعت من بعضهم أن الإمام الخمينى لم يقطع علاقات بلاده مع مصر بعد معاهدة السلام التى وقعها السادات مع إسرائيل سنة 1979 إلا بطلب وضغط من الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات. إلا أننى ظللت طوال الوقت اعتبر أن تلك الأصوات ليس لها تأثير على دائرة صنع القرار فى طهران. وكان ذلك واضحا فى الموقف الحازم الذى تبناه الإمام الخمينى إزاء إسرائيل، وفى مضى السيد على خامنئى ــ المرشد الحالى ــ على ذات الدرب. وحتى حين قيل لى ذات مرة أن السيد محمد خاتمى رئيس الجمهورية الأسبق لا يمانع فى عودة العلاقات مع إسرائيل، فإن هذا الكلام سمعته بعد خروجه من السلطة فى عام 2005 وقد رجانى محدثى وقتذاك أن أكتم الأمر، إلا أننى وجدت أن الظرف الراهن يسمح لى بإفشائه.
صورة العلاقات الإيرانية ــ الإسرائيلية التى استقرت عندى طوال العقود الثلاثة السابقة اهتزت حين وقعت على تقرير نشرته مجلة نيوزويك الأمريكية فى 25 نوفمبر الماضى تحت عنوان «القنوات الخلفية فى بورجوندى»، كتبه محررها أوين ماتيوس. وقد تحدث فيه عن اجتماعات سرية عقدت فى أحد قصور تلك المقاطعة الفرنسية بين عسكريين إيرانيين سابقين من الحرس الثورى وبين آخرين من إسرائىل ومجموعة ثالثة من الصين نوقشت خلالها النقاط التى كانت محل خلاف بين إيران وبين الدول الكبرى التى عطلت الاتفاق حول مشكلة البرنامج النووى.
وكان للنتائج التى تم التوصل إليها فى تلك الاجتماعات السرية دورها فى تذليل العقبات التى اعترضت توقيع الاتفاق. ذكر التقرير أن الاجتماعات تمت فى قصر «شاتو دى سيلور» بالمقاطعة المذكورة، وان المجتمعين كانوا فى ضيافة شخص باسم حين كريستوف فون فيتين (يرجح أنه هولندى الجنسية) وهو يعمل مستشارا للجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى. وكان من الوسطاء الذين أسهموا فى ترتيب اللقاء ومن الأسماء التى وردت فى عملية الوساطة روبرت هوك رئيس الوزراء الاسترالى السابق. وقد ذكر التقرير أسماء آخرين شاركوا فى المحادثات، منهم الجنرال الإسرائيلى دورون افيتال القائد السابق للقوات الخاصة بالجيش وعضو لجنة الأمن القومى بالكنيست ووزير الدفاع الفرنسى الأسبق ميشيل اليوت، لكنه لم يشر إلى أسماء الإيرانيين من قيادات الحرس الثورى السابقين.
من الملاحظات المهمة التى أوردها التقرير أن حضور الصين فى تلك الاجتماعات السرية لا يرجع فقط إلى كونها عضوا فى مجموعة الدول التى شاركت فى اجتماعات جنيف، ولكن أيضا لأن القيادة الصينية ترى أنها ينبغى أن تكون حاضرة فى أى مباحثات تتعلق بمستقبل العالم العربى خصوصا منطقة الخليج لأنها تستورد 70٪ من احتياجاتها النفطية منها. وهى ليست على استعداد ان يتولى غيرها رسم مستقبلها الصناعى.
لا استبعد أن يكون الإسرائيليون وراء تسريب خبر الاجتماعات التى عقدت فى بورجوندى، لأن معلومات التقرير تحدثت عن حميمية العلاقات التى نشأت بين الإيرانيين والإسرائيليين أثنائها. وقد تأكد لدى هذا الظن حين قرأت أن راديو تل أبيب بث هذا الأسبوع خبرا عن عقد اجتماع تاريخى بين السعوديين والإسرائيليين فى فرنسا، هو الأول الذى يعلن عنه صراحة دون غيره من الاجتماعات التى تعقدها الأجهزة الأمنية بعيدا عن الأعين. كأنهم يريدون أن يخرجوا ألسنتهم لنا فى كل مرة ويثبتون أننا مضحوك علينا من الجميع.
رغم دقة التفاصيل التى وردت فى تقرير نيوزويك، فإننى أقاوم تصديقها، وأفضل أن أحولها إلى سؤال أرجو أن يجيب عليه الإيرانيون بالنفى.

أين علماء المسلمين مما يجري؟
بقلم: غسان حجار (http://www.annahar.com/author/23-%D8%BA%D8%B3%D8%A7%D9%86-%D8%AD%D8%AC%D8%A7%D8%B1) عن النهار البيروتية
أين مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ومفتو المناطق؟ أين علماء المسلمين والمفكرون والمجتهدون؟ كيف لا يعلن هؤلاء لاولئك المجرمين ان مآلهم جهنم حتماً، وان لا مكان لهم في جنة ونعيم، ولا حوريات تنتظر القتلة، قتلة المظلومين والمأمورين والمستضعفين والفقراء؟ كيف لا يعلن هؤلاء ان الاسلام ليس ارهابياً ولا يبارك القتل، و الاعتداء على الناس، وتيتيم الاطفال، وترميل الزوجات، وتمزيق قلوب الوالدين؟ كيف لا يعلنون للقتلة الانتحاريين ما سبق ان سمعته من أحد العلماء ان العمليات الاستشهادية (وهي انتحارية) تتطلب اولاً موافقة الوالدين، لا الزوجة والاولاد، وتحتاج الى هدف نبيل وقضية كبرى حقيقية ومحقة؟
ولا يكفي ما أعلنه امس مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان من ان "الاعتداء على الجيش مسيء للاسلام والمسلمين"، اذ وجد المجرمون من يبرر لهم فعلتهم بقول المفتي محمد علي الجوزو إن "ما حصل في صيدا هو نتيجة لغياب العدالة في الاقتصاص من المجرمين".
كأن رجال الدين باتوا يحضرون حملاتهم الانتخابية فلا يجرؤون على الجهر بالحقيقة، وادانة الافعال الشنيعة وتسمية الاشياء بأسمائها. يساومون على القيم، بل على الله الذي نهى عن القتل لأنه حرام، وتحدث في كتاب المسلمين عن أخ لك في الدين وأخ لك في الانسانية. لكننا نرى في ما يحصل اليوم، وتحديداً في الاعتداء على الجيش اللبناني، نسفاً واضحاً لكل المفاهيم وتجاوزاً للتعاليم من رجال امتهنوا الدين عملا ووظيفة لبلوغ مآربهم الدنيئة، او جنّدتهم اجهزة المخابرات العالمية في المؤسسات الدينية لتحقيق اهداف التفرقة والانقسام والتباعد.
على رجال الدين ان يكونوا صوت الضمير، ويعلنوا للمجرمين ان قضاياهم زائفة، وهي غير محقة، وان تبريراتها لا تمت الى التعاليم الالهية بصلة، وان احلامهم بالجنة ضرب من الخيال، اذ كيف يمكن قتلة لم يقاتلوا يوماً عدو الامة وفق تعبيرهم، ولم يسترجعوا المسجد الاقصى، ولا ذرة من تراب فلسطين (فلسطين القضية لمن يتذكر)، ان يفجروا انفهسم في الجيش اللبناني، في ابناء الوطن والامة والانسانية؟
يحتاج الظرف العصيب الى هزة ضمير، وتحرك سريع، ووقفة اسلامية لإعلان واضح وصريح من العلماء ان ما يحصل لا يعدو كونه انتحاراً لا اكثر، ولا يحتمل اي تأويل آخر، بل انه ارهاب وموت مجاني لا يفيد شيئاً، ولا يفتح طريق الجنة. واذا تخاذل هؤلاء فهم متواطئون بطريقة او اخرى مع الواقع المر، وعليهم مسؤولية أمام التاريخ والله الذي يعبدونه، وهو إله حق من دون شك، حتى ولو حادوا هم عن طريقه واختبأوا في عباءة ادّعوا انها له.

المعنى التاريخي لانهيار الربيع العربي
بقلم: يوسف مكي عن الخليج الاماراتية
الربيع العربي، هو تعبير استخدمه الإعلام الغربي، للدلالة على الأحداث التي أخذت مكانها في عدد من الأقطار العربية، إثر حادثة البوعزيزي في تونس، الذي أضرم النار في جسده . ويصادف هذا اليوم الذكرى الثالثة على بدء اندلاع الحركة الاحتجاجية في تونس الخضراء، لتنتقل بسرعة إلى مصر وليبيا وسوريا، وبشكل أقل حدة في عدد آخر من البلدان العربية .
والدلالة الغربية للمعنى، تشير إلى تشابه ما جرى بالوطن العربي، بالأحداث التي عمّت أوروبا الشرقية، مع بداية التسعينات من القرن المنصرم، حيث سقطت الكتلة الاشتراكية، وسقط معها الاتحاد السوفييتي . وقد ساد في حينه توصيف ما جرى بربيع أوروبا، مع أن الفارق كبير بين ما جرى في أوروبا الشرقية وبين ما جرى في الوطن العربي .
قراءة ما جرى في أوروبا الشرقية، تؤكد جملة من الحقائق، أهمها أن التطور التاريخي في تلك البلدان يفرض تحولاً لا مناص من تحققه نحو الانتقال من الأنظمة الشمولية، إلى النظام الديمقراطي على النمط السائد في الغرب . فالتكامل الاقتصادي الذي تحقق بين بلدان أوروبا الشرقية، بقيادة الاتحاد السوفييتي، القطب الآخر، في معادلة التوازن الدولي، أدى إلى ارتقاء عملية التصنيع في تلك البلدان، وأسهم في خلق هياكل اجتماعية، ما كان لها أن تواصل القبول بالنظام الشمولي، الذي فرض عليها . فكان التحوّل إلى قيم الليبرالية، قد جاء باتجاه موضوعي وصحيح .
ولأن التوجه كان من النظام الشمولي، إلى النظام الديمقراطي، كان مطلباً أساسياً لأغلبية الجمهور في أوروبا الشرقية، تم التحول من غير عنف يستحق الذكر . ولم تجر حوادث قتل للزعماء، باستثناء ما حدث في رومانيا، واقتصر على إعدام الرئيس نيقولاي شاوشيسكو وزوجته . ولا شك أن شيخوخة الإمبراطورية الشيوعية السوفييتية، التي كانت على وشك السقوط، قد حال دون استخدام العنف، لقمع الحراك الشعبي، الذي دشّن بإسقاط حائط برلين .
رغم الفراغ السياسي الذي ساد أثناء الحقبة الشمولية، فإن تجانس التشكيلات الاجتماعية، مع مطلب التحول الديمقراطي، قد عجّل في ملء الفراغ بعد التحول نحو الديمقراطية . ولم يكن إعداد المسرح للعملية السياسية الجديدة سوى مسألة وقت قصير .
في البلدان العربية، التي مر عليها "الربيع العربي"، الوضع مختلف جداً عما جرى في أوروبا الشرقية . فالأنظمة التي انطلقت منها الحركات الاحتجاجية، وتحديداً تونس ومصر، هي أنظمة حليفة للغرب . وكان اللافت هو التحول السريع في السياسة الأمريكية من هذه الأحداث، واعترافها بالأوضاع الجديدة، التي أكدت من دون مواربة صواب مقولة، أن ليست هناك صداقات دائمة .
في الوطن العربي، لم يتوافر أي من شروط التحول نحو الدولة المدنية، فلا الهياكل الاجتماعية كانت جاهزة له، ولا الحياة السياسية كانت مهيأة له . فبعد عقود طويلة، من غياب الحريات، نتج عنه تجريف يكاد يكون شاملاً للحياة السياسية، لم يكن منتظراً أن يحدث حراك منظم، ينقل الواقع السياسي القائم من الحالة الشمولية إلى الحكم الديمقراطية، والدولة المدنية .
ولذلك فإن من المنطقي ألا يمتلك الشبان اليافعون الذي قادوا الحراك في الميادين بالمدن الرئيسية التي شملها "الربيع العربي"، أي برنامج وتصور لشكل الدولة المرتقبة . فكان أن اتسم الحراك بالعفوية، وردود الأفعال المنفعلة، والتسرع في اتخاذ خطوات الانتقال من النظام السابق، إلى أنظمة جديدة لا تختلف كثيراً عن السابق، ولا تلبي المطالب الأساسية التي حملتها شعارات المحتجين، وعلى رأسها مطلب التنمية والقضاء على الفساد، وتلبية المطالب الأساسية والحياة الحرة الكريمة للمواطنين .
في ظل الفراغ السياسي، قفز الإسلام السياسي، ممثلاً في جماعة الإخوان المسلمين، الذين التحقوا مؤخراً بالحراك الاجتماعي إلى واجهة الأحداث . ولم يكن ذلك مستغرباً، فهم وحدهم الذين ظلوا قوة متماسكة، بسبب تكتيكاتهم، وتحالفاتهم الخفية والمعلنة مع أقطاب النظام السابق . وأيضاً، بسبب تحكمهم في مؤسسات العمل الخيري والدعوي، وادعاءاتهم المتكررة، بأنهم ليسوا سوى جماعات دعوية، ليس لها مطمع في الحكم .
يضاف إلى ذلك، أن القوى الاجتماعية الحليفة للأنظمة السابقة، قد راكمت خبرات سياسية لعقود عدة، وتمكنت من الهيمنة على المفاصل الاقتصادية، ومطالب التغيير لم تكن موجهة مباشرة نحوها . فرغم أن الحزبين الحاكمين في تونس ومصر، جرى حلهما، لكن ذلك لم يترافق مع قرارات باجتثاث أعضائهما، بل إن هناك من رأى في قوة هذه الطبقة، دعماً للاقتصاد المهترئ، وسبيلا للنهوض من جديد بالبلدان التي طالتها الحركة الاحتجاجية .
الحل الوحيد، والممكن للحيلولة دون تمكين جماعة الإخوان المسلمين من تسلم السلطة، في تونس ومصر وليبيا، هو إطالة فترة الحكم الانتقالي، لفترة لا تقل عن الخمس سنوات، وخلق مناخات إيجابية فيها لنشوء حركات سياسية قوية، قادرة على التعبير عن مصالح أغلبية الناس، وأيضا تعميم روح المواطنة، ودولة القانون، والتبشير بقيم الحرية والديمقراطية .
إن نشوء حركات سياسية، وتحقيق تحالفات قوية فيما بينها، وعدم الاستعجال في إصدار الدستور، ربما يمكّن من خلق وضع جديد، يحقق التكافؤ بين الأحزاب المدنية، والتنظيمات السياسية الأصولية . وفي هذه الحالة، ستكون الأوضاع أفضل بكثير، سواء تمكنت جماعة الإخوان من الوصول إلى السلطة عبر صناديق الاقتراع، أو فشلت في ذلك، وتمكنت الأحزاب المدنية من حصد أغلبية الأصوات . فهناك فرق كبير، بين أن تحتكر الجماعة الشارع السياسي والسلطة، وبين أن تكون في السلطة فقط، وتواجه معارضة سياسية قوية في الشارع، بما يلجم تصرفاتها وسعيها المحموم نحو أخونة الدولة والمجتمع .
الدستور هو مشروع توافقي، معبّر عن مختلف مكونات النسيج الاجتماعي، ولا يكفي في اعتماده اللجوء إلى صناديق الانتخابات، وكان بروزه عن طريق الاقتراع، وليس التوافق قد خدم جماعة الإخوان المسلمين . والمفترض ألا تتكرر تجربة ذلك مرة أخرى . ونأمل أن يستفاد من تجربة الاقتراع السابقة . وتبقى نقاط أخرى، في هذه المقاربات والقراءة النقدية للربيع العربي، بحاجة إلى تأصيل وتحليل في قراءة قادمة بإذن الله .

هل يستحق العرب الديمقراطية أم أنهم لا يحكمون إلا بالحزم؟!
بقلم: صفوق الشمري عن الرياض السعودية
منذ أن وضع الفيلسوف كانت أسس نظرية (السلم الديمقراطي) في عام 1795 واحدثت عليها عدة تطويرات من بعده من خلال عدة مفكرين الى ان تبلورت بشكلها الحالي في ستينيات القرن الماضي وهي تتمحور تقريبا حول 5 عناصر! فببساطة النظرية تقول: ان الدول الديمقراطية تميل الى السلم لذلك العملية الديمقراطية في البلدان تؤدي لتوقف الحروب! وتؤكد على صحة مقولتها من خلال 5 عناصر هي:
- ان القادة في الدول الديمقراطية لا يدخلون نزاعات خوفا على قاعدتهم الشعبية وخوفا من خسارة أصوات الناخبين.
- الدول الديمقراطية عادة ما تكون غنية لذلك تخشى من خسارة مواردها وتطورها الاقتصادي بالحرب.
- الدول الديمقراطية لا تملك عقيدة هجومية او عدوانية في دساتيرها وقوانينها ضد الغير.
- الدول الديمقراطية تسعى غالبا لحل المشاكل والخلافات بالطرق الدبلوماسية والمواثيق الدولية.
- الدول الديمقراطية تحوي مؤسسات ومراكز أبحاث وجماعات ضغط لها نفوذ ومصالح وهذه المؤسسات غالبا تكون ضد الحروب والنزاعات.
بعد تكوّن الاتحاد الأوروبي الذي يحوي دولا مختلفة العادات واللغات والنفوذ وكانت في يوم ما متحاربة مع بعضها لكن يجمعها شيء واحد هو الديمقراطية وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي السابق وانضمام دول أوروبا الشرقية للاتحاد الأوروبي اصبح منظّرو (نظرية السلم الديمقراطي) في أوج مجدهم واصبحت كأنها النظرية التي ستحل مشاكل العالم ! لذلك حتى المحافظين الجدد تحمسوا للنظرية وأتت حرب العراق لكي يطبقوا عليها النظرية وزعموا ان جعله ديمقراطيا سيؤثر في بقية العالم العربي من خلال نظرية أحجار الدويمنو او كما سماها بعضهم بالعدوى الحميدة للديمقراطية ! لكن الفشل الذريع للمشروع في العراق وأفغانستان سبب صدمة كبيرة لمناصري ومتحمسي نظرية السلم الديمقراطي !
وحدث بعض النقاش الذي مفاده ان وصفة السلم الديمقراطي لا تصلح لكل الاماكن ولا تعطي نفس النتائج الإيجابية في كل الأوقات لاختلاف الثقافات وطبيعة البلدان والعوامل المؤثرة فيها! واصبح النقاش يعوم بين منطقين (المثاليين ضد الواقعيين). لكن الضربة الكبرى التي تلقتها نظرية السلم الديمقراطي كانت الأزمة السورية! حيث أثبتت ان النظرية اصبحت عبئاً واصبحت مقيدة لدول الاتحاد الأوروبي اكبر المتحمسين لها! لانها تمنعهم الى حد ما من القيام باي عمل إنساني لإيقاف الاعمال غير الانسانية لان شعوبهم ترفض الدخول بالحروب حتى لو كانت عادلة! ما افقد الأوروبيين مصداقياتهم عن العالم الجديد وأفقدهم حتى نفوذهم للتأثير بالأحداث وأضر بمصالحهم.
كما ان صعود قوى اخرى كروسيا والصين واضمحلال النفوذ الغربي أدى لمراجعة ولبروز نجم السياسة الواقعية من جديد.
الدول العربية مرت منذ استقلالها بعدة مراحل لكن المتشابه والمميز في اغلب تلك المراحل انها تبدأ بحكم الحزب الواحد ومن ثم يقوم هذا النظام بإسقاط او ازالة اي قوى اخرى في الساحة ومن ثم بعد ان يصفي القوى الاخرى يبدأ عملية تصفية داخلية لتضييق دائرة القوى لمجموعة اصغر ومن ثم مع الوقت يتجه لتضييق دائرة الحكم الى النمط العائلي والأمثلة عديدة مثل ثورة الضباط الاحرار في مصر ومن ثم تصفية بقية القوى كالوفد والإخوان ومن ثم تصفية بعض الضباط الاحرار لبعضهم كما حدث مع محمد نجيب ومن ثم صعود الناصرية ومراكز القوى ومن بعدها أتى السادات وأطاح برجالات عبدالناصر وسجنهم وبعدها مبارك والتحول للنسق العائلي وهذا ما حدث في سورية قبل ومع الاسد تماماً وفي ليبيا قبل ومع القذافي وفي العراق مع صدام والبعث.. الخ..
ودائما ما يجمع بين كثير من الدول العربية ويخلفها عن ركب الامم هو شيء واحد الفساد! والفساد يجر بقية المشاكل من تخلف وفقر وضيق اجتماعي واقتصادي وحتى ضعف عسكري,,, وللحديث بقية...

لبنان... الحرب المذهبية تنتظر شرارة
بقلم: أحمد الجارالله عن السياسة الكويتية
مجددا: لبنان الى اين؟
كل ما يجري في هذا البلد يحمل نُذر حرب اهلية ادواتها اصبحت شبه مكتملة, ولا ينقصها الا الشرارة, فيما الجميع يحمل مشاعله ويلوح بها في وجه الاخر.
كان من الممكن ان يتفادى اللبنانيون تجرع مرارة كأس الحرب لو عملوا منذ البدء على كبح استكبار "حزب الله" عليهم مستقويا بسلاحه الذي بات اليوم في ظل تسويات كبرى تتجه اليها المنطقة مرعوبا على مصيره, مستعدا للانتحار ونحر اللبنانيين ايضا في سبيل ان يبقي على شيء من تحكمه بالدولة العاجزة المستسلمة له.
دولة تقبل على نفسها ممارسة دورها الامني بالتراضي وبالتسويات, بعدما تركت مدنها وضواحيها تتحول مربعات امنية تحكمها جماعات مسلحة وعصابات خطف وقتل...
دولة غارقة في فراغ حكومي بسبب العناد والكيدية العبثية, مشرعة الحدود على تهريب السلاح والمخدرات, فيما قبضة الانهيار الاقتصادي تقرع الابواب بشدة. دولة كهذه لن تستطيع مواجهة دويلة اصبحت اقوى منها, ما دفع بالطوائف الخائفة على مصيرها, الى التسلح حماية لنفسها ولبلد لها فيه اكثر مما لهذا الحزب المأجور لايران.
هذه صورة لبنان اليوم, وهي لا تختلف كثيرا عنها في العام 1975, يوم اندلعت الحرب الاهلية التي دامت 17 عاما.
امام هول الفراغ الداهم, رئاسيا وحكوميا وتشريعيا, لم تعد هناك سلطة او مؤسسة قادرة على حماية الناس, اما في ما يتعلق بالجيش المنهك من الفصل بين المتقاتلين في اكثر من مدينة فانه بات اقرب الى التشرذم من اي وقت مضى جراء الاختراقات والعجز في مواجهة تسلط الدويلة على الدولة.
رغم هذا الوضع المخيف استنسب زعماء سنة البقاء في الخارج, مستقيلين من دورهم الوطني, تاركين طائفتهم التي كانت طوال القرون الماضية طائفة الاعتدال والتوازن بين مختلف اطياف المجتمع عرضة للغبن والابتزاز والقمع المذهبي, ما حولها اشبه ببرميل بارود وليس عنصر توازن وطني.
ففي حين يعمل "حزب الله" المنتشي بدماء السوريين ويستثمر ارهابه وجرائمه ضد الانسانية في فائض قوة ضد اللبنانيين, فإنه يسعى إلى قلب المشهد معرضا الطائفة السنية لواحدة من ابشع عمليات العزل من خلال اتهامه لها بالارهاب والتطرف, فيما الارهابي الحقيقي والمتطرف والمسلح الى اسنانه لا يحاسب على افعاله.
القلق على المصير لم يعد محصورا في الطائفة السنية او معارضي "حزب الله" انما يطال الدروز والمسيحيين الذين يدفعون ثمن التعلق بأرضهم ما دفع ببعض القوى المسيحية الى التسلح ليقينها ان ما يعمل عليه "حزب الله", اكبر بكثير من مخاطر الماضي, وبدأت تدعو الى المواجهة علنا بعدما وجدت ان الرهان على تفاهمات قوى مسيحية اخرى مع هذا الحزب لم تؤد الى اي مكان, بل زادت الغبن والقهر وساهمت بنشر البطالة في صفوف المسيحيين الى حد لا يطاق.
يمكن للبنانيين منع بلدهم من الوقوع في فخ الحرب الاهلية من خلال اعادة تعويم مؤسساتهم, أكان بتشكيل حكومة وانتخاب رئيس جديد للجمهورية, وايضا بعودة من يفترض انهم زعماء الطائفة السنية والوقوف الى جانب جماهيرهم, ومواجهة "حزب الله" لانهاء هيمنته على الدولة, فلا يكتفون بادارة معاركهم السياسية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي من على الشواطىء الاوروبية.

الأمة العربية قادرة
بقلم: سمير البرغوثي عن الوطن القطرية
الدول العربية حفرت الخنادق، ونصبت الصواريخ طويلة وقصيرة المدى، واستدعت 10 ملايين جندي لمواجهة «يأجوج ومأجوج» ! وتحرير الدول المحتلة والدول المغتصبة وإعادة تسيير جيوش بقيادة غلمان بعمر محمد القاسم لإعادة افتتاح المدن التي ارتدت واعتنقت مذاهب إسلامية وليست إسلامية بعد أن امتلكت القوة النووية!!، الدول العربية تسلحت بـ«صوت الغرب» عفوا صوت العرب، لكن النقطة على العين لا تقدم ولا تؤخر، كما تسلحت بقنوات فضائية قاذفة صواريخ طراز «قاهر وظافر» وهما صاروخان روج لهما أعلام حكم العسكر في مصر في الستينيات أثناء التحضير للمعركة من أجل استرداد فلسطين الحبيبة فانطلقا للخلف فسقط الملك السنوسي وحل محله قائد معتوه أعاد ليبيا للقرون الوسطى رغم سعيه لأن يكون ملكا لإفريقيا وزعيما للأمة، وسقط نظام السنة في دمشق ليحل في أقدم مدينة بالتاريخ نظام علوي وتسقط بغداد ويحل في عاصمة المنصور نظام صفوي وكل منهما مدعوم من نظام يشحذ السكين للانقضاض على عثمان وعمر.
الدول العربية استعدت للوقوف في وجه من يؤجج عواصف الصحراء ويمأجج البحر، استعدت بشباب تكحلوا بالزيت وحمروا الشفاه بالروج وبيضوا الوجه وأجادوا رقص الروك والتانغو وبنوا العضلات لحمل المسطولات من الحانات وأجادوا فن السهر على ثغور البارات.
فويل لمن يعادينا من كسرى ملك الفرس إلى نقفور ملك الروم، فالقعقاع نهض من الباكستان وهارون الرشيد نهض من طاجيكستان، نعم نحن أمة قادرة، فسوف نقصف تل أبيب بخنجر يماني، ونقصف عواصم السواد بعود هند قرشي وسنحررالقدس بـ«علي الكوفية ولولح فيها»
نحن أمة ضحكت لقوتها الأمم فلن يجرؤ أحد أن يجهلنا أو يتجاهلنا فأول جندي في شارع الهرم وآخر جندي في شارع الحمراء وويل لكم وويل لنا إذا طغى الطوفان قبل أن نفيق من غفلتنا ولم نع ما أساء فهمه صديقنا الأسمر في واشنطن وشقيقنا الأصفر في بكين.