Aburas
2012-10-29, 09:33 AM
أقلام وآراء{nl}ـــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ{nl}إعرفوا الاسرائيليين من فضلكم{nl}بقلم: جدعون ليفي عن هآرتس{nl}لذيذ جدا، نحن عنصريون ونحن نعيش الفصل العنصري. فقد برهن استطلاع الرأي 'ديالوغ' و'كيرن يسرائيلا غولدبلوم' الذي نشر أول أمس في صحيفة 'هآرتس' على ما كنا نعرفه دائما وبصورة أقل فظاظة ايضا. من المهم ان نعرف حقيقة قُذفت في وجوهنا وفي وجه العالم (حيث أثار استطلاع الرأي أصداءا كثيرة)، لكن أهم من ذلك ان نستخلص منها الاستنتاجات اللازمة.{nl}ان صنع السلام سيكون في الواقع الحالي عملا غير ديمقراطي تقريبا لأن أكثر الاسرائيليين لا يريدونه. والمجتمع المتساوي والعادل ايضا يعتبر خيانة لارادة أكثر الاسرائيليين لأنهم لا يريدونه ايضا. فهم يرغبون في العنصرية ويطيب لهم الاحتلال والفصل العنصري وعيشهم في هذا البلد جيد جدا بالنسبة اليهم، كما قالوا للمستطلعين.{nl}لا داعي الى تأميل تغيير يأتي من أسفل الى ان تنشأ قيادة شجاعة كتلك التي تظهر في احيان نادرة في التاريخ تحاول ان تغير المزاج العام القومي والعنصري. وهي لن تأتي ولا يمكن ان تأتي لأنها تعارض ارادة أكثر الاسرائيليين. وينبغي ان نعرف ذلك.{nl}ويجب ان يعرف العالم ذلك ايضا. ان من يطمح الى التوصل الى تسوية ويكتب خططا سلمية دورية يجب ان يعرف في نهاية الامر ان الاسرائيليين يقولون له ببساطة: لا، شكرا، لسنا معنيين. ويجب ان يعرف العالم العربي ايضا ان هذا الاستطلاع (وأشباهه) هو خطبة بار ايلان الحقيقية لاسرائيل.{nl}يصعب ان نشكوا الاسرائيليين. فقد أثرت فيهم سنوات من غسل الدماغ ونسبة العرب عامة والفلسطينيين خاصة الى الشيطانية وسلبهم انسانيتهم، مع سنوات الارهاب القاسي، وتركت فيهم ندوبا. ما الذي يريدونه من المواطن الاسرائيلي الذي يُعرض في كل يوم لاعلام يقول له مثلا ان زيارة أمير قطر لغزة، الذي جاء ليتبرع بمئات ملايين الدولارات لانشاء الشوارع، هي 'قطار للارهاب' (كما كان العنوان الصحافي الرئيس في صحيفة 'اسرائيل اليوم' أمس)؟ ولماذا يريد احراز سلام مع من يُعرض عليه بصورة منهجية منذ عشرات السنين بأنه لا يريد سوى القضاء عليه؟.{nl}ولماذا يوافق الاسرائيلي العادي على ان يتعلم في الفصل الدراسي لابنه طالب عربي وان تسكن عائلة عربية في بنايته اذا لم يكن قد لقي قط عربيا سوى المخرب أو المجرم أو الجاهل وهي الصور الوحيدة لهم التي تُعرض عليه؟ ولماذا يعتقد ان تمييز العرب في المكاتب الحكومية شيء سيء اذا كان الواقع الوحيد الذي يعرفه هو عمل العربي في المجاري أو في كنس الشوارع، ولا يعلم انه يوجد عرب قادرون على أكثر من ذلك؟.{nl}ان العلمانيين ايضا الذين أظهروا في استطلاع الرأي مواقف أكثر تسامحا، لا يعلمون عما يدور الحديث لأنه متى التقوا مع عربي؟ ومتى التقى معه ابنهم؟ وأي عربي التقوا به سوى المرسل من الحانوت أو بائع الخضراوات في الحي أو غاسل السيارات أو خالط الاسمنت احمد؟ ولن نتحدث عن الفلسطيني الذي التقوا معه آخر مرة (وأولها) اذا كانوا التقوا معه أصلا في خدمتهم العسكرية عن طريق فوهة البندقية باعتباره شيئا مريبا وخطيرا.{nl}ان غسل الدماغ هذا لا يعفي الاسرائيليين من المسؤولية. ان جهاز التربية وأكثر منه وسائل الاعلام يحرضان ويؤججان ويثيران الكراهية والخوف لكنهما يفعلان ذلك من اجل ملاءمة ذوق جمهورهما. وهذه حلقة مفرغة تثير اليأس لا يتضح فيها أي الأمرين هو الأسبق.{nl}لو ان وسائل الاعلام الاسرائيلية كانت تعتقد ان غسلها للدماغ قذى في عيون مستهلكيها لكفت عن ذلك منذ زمن. لكنها تعرف نفوسهم. ويعرف الجهاز السياسي ايضا نفس بهيمته. ولهذا دُفعنا الآن الى هذا السباق المجنون وراء اليمين الذي هو في دوار؛ فان يئير لبيد ينافس شيلي يحيموفيتش في أنه أيهما أكثر يمينية.{nl}ولهذا لا يمكن التحلل من هذا الواقع بذرائع التحريض فقط لأن الاسرائيليين سعداء دائما اذا حُرضوا على العربي من باقة أو الفلسطيني من القصبة. واعلام نسبة المشاهدة العالية وساسة الانتخابات التمهيدية يستغلونهم فقط.{nl}يريد ثلث الاسرائيليين منع المواطنين العرب من حق التصويت؛ ويريد نحو من نصف الاسرائيليين ترحيلهم؛ وتقول الأكثرية انه يوجد فصل عنصري. فينبغي ان نكف عن تأميل الخير آخر الامر.{nl}من صدام الى السيستاني: الأسلمة على الاسلوب العراقي {nl}بقلم: عوفره بنجيو مركز موشيه ديان لدراسة الشرق الاوسط وافريقيا جامعة تل أبيب{nl}في التحول الى القرن الواحد والعشرين ظهرت في الشرق الاوسط ثلاثة مراكز جديدة للأسلمة هي العراق وتركيا وحماس في غزة. وكانت موجة الأسلمة هذه تختلف عن الموجة التي ظهرت مع ظهور آية الله الخميني. وكانت الموجة الجديدة التي شملت العالم السني ردا على تطورات داخلية وخارجية مختلفة. وهذه المسيرة في العراق متميزة لأنها لم تحدث بصفة ثورة شعبية قامت بها جهات داخلية بل كانت نتيجة للحرب مع جهة خارجية جعلت عوامل نائمة تطفو فوق السطح. مع تولي البعث للحكم في العراق في تموز 1968 بدأ النظام مشروع علمنة واسعا. وخلال أكثر من عشرين سنة حاول الخميني وقادة ايران الذين جاؤوا بعده اسقاط الدولة العلمانية العراقية وانشاء جمهورية اسلامية بدلا منها على صورة ايران وشكلها. لكن وعلى نحو تناقضي لم تكن ايران المسلمة بل دولة مسيحية خارجية الولايات المتحدة بغزوها للعراق في 2003 هي التي أسقطت آخر الامر مشروع نظام البعث بمرة واحدة وأفضت، لمصلحتها أو لغير مصلحتها، الى صعود الاسلام السياسي في العراق على اختلاف اتجاهاته. وسأفحص في هذه المقالة عن هذا التناقض المنطقي على خلفية اعمال واجراءات نظام البعث والصلات بين هذا المشروع وبين بناء الهويات البديلة لقومية عراقية وعربية.{nl}ان الاسئلة التي سيتم الفحص عنها في هذا السياق هي: كيف استعمل نظام البعث سياسة علمنة وهل نجح في ذلك؟ وما الذي أدى الى فشل ذلك المشروع؟ وما هي اسباب ظهور الاسلام السياسي في الساحة العراقية بعد الحرب؟ وما هو نوع الطراز العراقي الجديد؟.{nl}منذ فجر ايام العراق حاول قادته ان يواجهوا قضية العلاقات بين الدين والدولة. وهذه القضية معقدة بصورة خاصة في العراق بسبب خلفيتها التاريخية المميزة: وهي نشوء الفُرقة السنية الشيعية على ارضه في القرن السابع للميلاد؛ واضطهاد الشيعة طوال أكثر ايام الدولة العثمانية؛ والمماهاة بين الحكم في العراق والسنيين. ولهذا كان يجب البحث عن مُعرّف لهوية العراقيين يكون بعيدا عن الرسم الديني ويستطيع ان يلائم الصدوع الدينية العرقية السياسية ويصهر المجتمع في بوتقة الصهر العراقية (على نحو يُذكر شيئا ما ببوتقة الصهر الاسرائيلية). وكان مُعرّف الهوية هذا هو القومية العلمانية.{nl}محاولات البعث غلغلة العلمانية في الشعور العام{nl}مع تولي نظام البعث الحكم في 1968 حاول قادته وعلى رأسهم صدام حسين استعمال سياسة علمنة أو اذا شئنا مزيدا من الدقة قلنا سياسة طمس على هوية دينية ظاهرة. وكان لذلك عدة اسباب. الاول ان حزب البعث في العراق استعمل طراز حزب البعث في سوريا الذي نقش في رايته العلمانية بتأثير الثقافة الفرنسية التي سادت في ذلك العصر. وأراد ميشيل عفلق، مفكر الحزب، زيادة على ذلك ان يطمس هويته المسيحية بواسطة تأكيد خطوط هوية فوق دينية. والسبب الثاني انه في العراق المقسم الى جماعات دينية مختلفة منها فصائل اسلامية مختلفة ومنها فصائل مسيحية كان يُحتاج فيه حاجة ملحة الى ايجاد قاسم مشترك فوق ديني للتغلب على الاختلافات والتوترات بين الأديان. وكان من الضروري بعبارة اخرى ابطال تأثير الدين باعتباره عاملا سياسيا وتنمية هوية قومية علمانية يستطيع كل فرد في العراق ان يشعر بالانتماء اليها. والسبب الثالث ان صدام حسين الذي طمح الى تأبيد التفوق السني أراد ان يطمس على السمات الدينية في حزب البعث العراقي نفسه كي يكون أكثر العوامل تأثيرا هو الولاء للحزب. ولذلك امتنعت وسائل الاعلام العراقية تماما تقريبا عن استعمال مصطلحي شيعي وسني، وهكذا أزاحت البساط من تحت أقدام اولئك الذين زعموا ان النظام يميز الشيعة على أساس ديني. وطمح صدام حسين ونظام البعث اذا الى القضاء على كل مركز هوية وولاء ينافس البعث سواء أكان سنيا أو شيعيا، دينيا أو عرقيا. وأكد صدام حسين ان الاعتقاد الديني للشخص هو مسألته الشخصية لكن الايمان بالبعث واجب عام.{nl}طور صدام حسين تصوره العام للقضايا الدينية في أعقاب أحداث شغب جرت في المنطقة الشيعية في 1977 فقال ما يلي: 'بدأت بعض القوى الرجعية تستعمل الدين لأهداف سياسية، لكن لا يجوز لك ان تستعمل الدين لأهداف سياسية ولا أن تتعامل معها بصورة مباشرة وبطرق تقليدية لأن هدفها ان تجر الثورة واجهزتها الى التدخل في الشؤون الدينية، وهو شيء سيُغضب دوائر شعبية هي جزء من الحركة الشعبية للثورة ومصالحها جزء من مصالح الثورة'.{nl}وفيما يتعلق بموقف حزب البعث من قضية الدين أكد صدام حسين: 'ليس حزبنا حياديا بين الكفر والايمان بل يؤيد الايمان، لكنه ليس حزبا دينيا ولا يجب ان يكون كذلك. ان المطلوب منا هو ان نكون ضدا لتسييس الدين على يد الدولة والمجتمع وضدا لتوريط الثورة في المسألة الدينية'. وقال ان نظرية البعث ليست نظرية دينية بل نظرية ارضية جديدة.{nl}وبيّن صدام حسين في إسهاب لماذا يجب على الحزب والدولة الابتعاد عن الاشتغال بالدين بقوله: 'اذا استعملت الدولة سياسة دينية وهو ما سيجعلها تشارك في الطقوس العادية فسنجعل جمهورنا يكون خارج مجال تأثيرنا، وسينقسم الجمهور وينقسم الحزب ويتضعضع المبنى الفكري الذي يقوم عليه حزبنا'.{nl}وأكد صدام حسين ايضا انه لا يجوز لاعضاء البحث ان يصبحوا رجال دين ولا يجوز لهم التدخل في الشؤون الدينية لأن هذا التدخل سيؤدي الى انقسام بين المتدينين أنفسهم 'بسبب التفسيرات والانتماءات الدينية والمذهبية المختلفة'، أي بين السنيين والشيعة.{nl}وقال كلامه التلخيصي بلغة التهديد: 'تعالوا نسمح للجميع باقامة شعائرهم الدينية المعتادة بحسب اختيارهم من غير ان نتدخل في شؤونهم، ولكننا نحذرهم من استعمال الدين غطاءا للسياسة. وستُفرض على نشاطات من هذا النوع بلا شك عقوبات باهظة وتُستعمل قبضة الثورة الحديدية'. {nl}برغم ان سياسة منع المظاهر الدينية في الفضاء العام كان يفترض ان تستعمل مع السنيين ومع الشيعة ايضا فانها توجهت بالفعل وفي الأساس على الشيعة. فبعد وقت قصير من تولي البعث للحكم بدأ صدام حسين الذي كان قد أصبح أقوى رجل في العراق يستعمل سياسة يمكن ان نُعرفها بأنها تأميم لجميع القضايا الدينية في الدولة. وكان الهدف الرئيس لهذا التأميم الاضرار بالحكم الذاتي النسبي الذي تمتعت به في الأساس المؤسسات الدينية الشيعية. وقد تجلى هذا الحكم الذاتي بادارة مستقلة للاماكن المقدسة وحرية نسبية في اقامة الشعائر الدينية الشيعية وجباية اموال من الجمهور الشيعي كله من اجل رجال الدين وهي اموال مكّنتهم من ان يكونوا غير متعلقين بالدولة ومنحتهم قوة تأثير عظيمة.{nl}ولاحراز البعث هدفه استعمل الوسائل التالية: حظر المسيرات الحسينية الى كربلاء التي قد تتحول الى اعمال شغب على النظام؛ والرقابة على خطبة يوم الجمعة؛ وتعيين 'رجال دين موالين' في الاماكن المقدسة؛ وانشاء لجان للتوعية الدينية غايتها الاشراف على الوسائل المقدسة وعلى المضامين التي تُدرس في المدارس؛ ومنع موارد لانشاء مساجد في المنطقة الشيعية. ومن نافل القول ان نذكر ان اضطهاد رجال الدين أصبح جزءا لا ينفصل عن هذه السياسة، فقد فرض على رجال دين كثيرين اقامة جبرية وسجن كثيرون أو تم القضاء عليهم خلال سني حكم البعث الـ 35. وبلغت هذه السياسة ذروتها بقتل آيتين لله كبيرين من عائلة الصدر: باقر الصدر ومحمد صادق الصدر. وكان اجراء قتل هؤلاء الفقهاء الكبار الاول في تاريخ العراق الحديث. وشهد بالخوف الكبير من ان تؤثر الثورة الاسلامية في ايران في العراق وتنتقل اليه. وشهد هذا الاجراء ايضا على ان النظام لم يحجم عن أية وسيلة لمنع تأثير رجال الدين في السياسة.{nl}متى ولماذا بدأ التحول؟{nl}بموازاة استعمال البعث لسياسة القبضة الحديدية في مواجهة كل ظاهرة دينية معلنة بدت مثل هذه الظواهر الدينية خاصة عند صدام حسين. فالتحول البطيء الذي جرى على صدام يميزه تمييزا واضحا عن زعماء آخرين تمسكوا بالعلمانية طوال سني حكمهم ومنهم زعيم تركيا أتاتورك أو حاكم ايران الشاه رضا بهلوي. ويميزه ايضا عن زعماء نشأوا في أطر دينية وفي قلب المؤسسة الدينية مثل الخميني في ايران أو رئيس حكومة تركيا اليوم رجب طيب اردوغان. فصدام التلفيقي ألّف بين الطرفين بشخصيته وقيادته. وتوجد تفسيرات كثيرة لهذا التغيير أحدها هو رغبته في ان يحصل مع توليه النهائي للحكم في 1979 على شرعية من الشيعة الذين كانوا متنكرين له تماما. وقد حصل على ذلك بزيارات لمساجد شيعية واختلاق شجرة نسب شيعية.{nl}بعد سنة فقط من تولي صدام حسين الحكم بدأ حربا على ايران واستعمل الدين لحاجات سياسية خلالها. وقد أظهر رئيس العراق منذ بدء الحرب انه بخلاف الحماسة الخلاصية التي منحها الدين للجنود الايرانيين، كانت نظرية البعث العلمانية بعيدة جدا عن ان تكون مركز حماسة، ولم تثر استعدادا للتضحية بين الجنود العراقيين البسطاء الذين كان أكثرهم من الشيعة. واستعمل صدام القاعدة التي تقول 'اذا لم تكن تستطيع ان تهزمهم فانضم اليهم'، فبدأ يجند الدين من اجل الحرب.{nl}فعل ذلك في المرحلة الاولى قطرة قطرة، وفي مسائل رمزية مثل ارسال رجال دين الى الجبهة واعطاء المعارك والوحدات العسكرية أسماء اسلامية. وكان هناك ارتفاع رتبة في أسلمة العراق بصورة معلنة والخطاب السياسي فيه ايضا في وقت قريب من بدء حرب الخليج في كانون الثاني 1991 وبعدها. ففي تلك الحرب واجه العراق تحالف من قوى مسيحية على رأسها الولايات المتحدة. وشارك في التحالف ايضا عدد من الدول العربية الرائدة مثل مصر وسوريا والعربية السعودية. وأراد رئيس العراق أمام هذا التحالف الكبير والمهدد جدا الذي اشتمل على نحو من ثلاثين دولة، أراد ان يستغل الاسلام والرموز الاسلامية لينقض تأييد الدول العربية التي كانت في التحالف وليجند تأييد العالم الاسلامي كله. وعلى أساس هذا التصور الساذج نقش في علم العراق قول 'الله أكبر'. ولا يظهر هذا القول في علم أية دولة عربية علمانية. واستعمل صدام في خطبه ايضا الرموز والرسائل والقيم الاسلامية استعمالا أخذ يزداد.{nl}وبعد الحرب بدأ صدام حسين حملة ايمانية كان هدفها تشجيع حفظ سور مخصوصة من القرآن عن ظهر قلب. وشملت هذه الحملة العراقيين جميعا ومنهم النساء والسجناء. وقد وعد هؤلاء الآخِرين بتخفيف عقوبتهم اذا نجحوا في حفظ سور مخصوصة عن ظهر قلب.{nl}لا شك في ان صدام حسين استعمل الدين استعمالا ساخرا لحاجاته السياسية في حين كان يقمع بالقوة رجال دين واحزابا أو تيارات دينية كـ 'الدعوة' اضطروا الى العمل السري أو الى العمل من اماكن نفيهم. ومع ذلك لا شك ايضا بأن عودته الشخصية الى الدين كانت صادقة وعن قناعة داخلية. وكان سبب ذلك الحروب والازمات الصعبة التي دُفع العراق اليها والحاجة الى وجود ملاذ في الحضن الدافيء الذي يهديء النفوس للايمان في ساعات الشدة. وكانت آخر ضربة وقعت عليه وعلى البعث هي حرب الخليج في 2003 وهي حرب أسقطت فيها قوى التحالف برئاسة الولايات المتحدة نظام البعث وهو نظام امتد أكثر من كل نظام سبقه في العراق. وزاد هروب صدام واختباؤه في بئر اشهرا طويلة (من نيسان الى كانون الاول 2003)، زاد حاجته الى الدين والرموز الدينية. وهكذا حينما اعتقلته قوات التحالف ظهر مثل رجل دين ذي لحية. وكان يمسك بيديه مصحفا اثناء محاكمته كلها، وحينما وقف أمام المشنقة في الثلاثين من كانون الاول 2006. ان صدام قطع اذا هو نفسه غصن العلمانية الذي قعد عليه والذي أراد ان يقيم نظام البعث فوقه.{nl}انفجار البركان بعد سقوط البعث{nl}لم يكن ظهور الاسلام بقوة في الساحة السياسية في العراق بعد ان وضعت المعارك الاولى أوزارها في ربيع 2003 مفاجئا بحقيقة ظهوره بل بسعته وقوته. وشمل الشيعة والسنيين وفريقا من الاكراد والتيار المتطرف الاجنبي بالطبع الذي وجد قاعدة عمل واسعة في العراق، أعني منظمة القاعدة. وحينما نتناول هذه الظاهرة في العراق ينبغي ان نفحصها في سياقيها التاريخي والسياسي الداخلي وفي سياق المنطقة الجغرافية التي توجد فيها. في بدء القرن العشرين جرى على تركيا وايران والعراق، وهي ثلاث الدول التي تكون اللبنة الشمالية، مسيرة علمنة كل واحدة منها بايقاع وقوة خاصين، أما في التحول الى القرن الواحد والعشرين فيجري على هذه الثلاث مسيرة معاكسة وبايقاع وقوة يميزان كل واحدة منها.{nl}تم التحول في العراق الى الأسلمة مثل انفجار بركان ردا على اضطهاد نظام البعث الطويل، لكنه كان ردا ايضا على الاحتلال المسيحي الاجنبي. حدثت الثورة اذا ردا مضادا على الغرب إثر الحرب بخلاف ما حدث في ايران التي كانت الثورة فيها انفجارا داخليا عفويا معاديا للغرب. وقد تم الانفجار بين الشيعة في العراق بسبب الحرية المفاجئة التي حظوا بها مع الاحتلال الاجنبي، أما بين السنيين فكان الاحتلال الاجنبي ومقاومته الوقود الذي حث على صعود التيارات الاسلامية. وينبغي ان نذكر ان الموجة الاسلامية ظهرت عند الاكراد قبل هذه الحرب. ففي نهاية السبعينيات مثلا أُنشئت الحركة الاسلامية في كردستان، وفي منتصف التسعينيات أُنشئت حركة دينية أكثر اعتدالا هي الاتحاد الاسلامي الكردستاني. وقد اقتطعت هذه الحركة الاخيرة من قواعد تأييد الاحزاب العلمانية المتقدمة وهي الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني. وكذلك نشأت حركات متطرفة دينية كردية اخرى منها أنصار الاسلام بتأثير ايران والقاعدة في افغانستان خاصة.{nl}وقد أثر في صعود التيارات الاسلامية بين الشيعة ايضا حقيقة ان الجماعات السرية الشيعية التي عملت في العراق أو خارجه منذ ستينيات القرن الماضي كانت تقوم على نقاء العقيدة الدينية الاسلامية. وقد عُد في الجماعات الرائدة حزب الدعوة والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق. وأصبحت جهات شيعية علمانية، إن وجدت أصلا، هامشية تماما. وكان هؤلاء اشخاصا أفرادا لم يعملوا في العراق نفسه بل في المنفى ولا سيما الولايات المتحدة. وبعد الحرب طفت فوق السطح جماعات شيعية دينية اخرى منها الحركة التي يقودها مقتدى الصدر وجيش المهدي التابع له وحركة الفضيلة بقيادة آية الله محمد يعقوب.{nl}وفيما يتعلق بالسنيين أُخرج حزب البعث، وهو الحزب العلماني الوحيد في العراق، خارج القانون بعد الحرب، ونشأ على إثر ذلك فراغ في الساحة السياسية. واستغلت هذا الفراغ جهات اسلامية سنية لتدفع الى الأمام ولتعزز مكانتها في المجتمع، وساعدتها حقيقة ان العراق كان في واحدة من أقسى الازمات في تاريخ الدولة بعامة وفي تاريخ السنيين حكام الدولة التقليديين بخاصة. ونمت الاحزاب الدينية السنية كالفطر تحت المطر. وكان أبرزها الحزب الاسلامي وهيئة علماء المسلمين. والحزب الاول منهما أكثر اعتدالا ويشارك مشاركة فاعلة في صوغ الساحة السياسية. والى ذلك نشأت جماعات سنية أكثر تطرفا كان هدفها الرئيس إفساد المسيرة السياسية والمس بالشيعة وطرد القوى الاجنبية من العراق.{nl}يشهد على قوة صعود الاسلام السياسي في العراق حقيقة انه حينما استُعملت المسيرة الديمقراطية للانتخابات الحرة في 2005 أعطى أكثر العراقيين اصواتهم لاحزاب ذات أسس طائفية دينية، أما الاحزاب العلمانية أو تلك التي مثلت قائمة مشتركة بين السنيين والشيعة فلم تحظ بنجاح. وكانت نتائج الانتخابات ان فازت الاحزاب الشيعية بـ 42.4 في المائة من اصوات الناخبين وفازت الاحزاب الكردية بـ 23 في المائة وفازت الاحزاب السنية بنحو من 20 في المائة، وفازت الأقليات المختلفة بـ 1.3 في المائة. وفي الحاصل العام أُعطي نحو من 87 في المائة من الاصوات للاحزاب الطائفية الدينية، أما الاحزاب العلمانية فحصلت على أقل من 10 في المائة. وعلى كل حال بدأ بعد الحرب تحول هو الاول في نوعه تقريبا منذ بدأ نشوء الاسلام في العراق وهو ان التيار الشيعي أصبح في واقع الامر التيار الحاكم وإن لم تكن سلطته مطلقة كما كان في فترة الهيمنة السنية.{nl}النموذج العراقي{nl}عرض الامريكيون وحكام العراق، عرضوا العراق على أنه نموذج ديمقراطي علماني يستحق ان تقلده دول عربية اخرى. وكان في حقيقة الامر نموذجا مميزا يستحق ان يُقارن بالنموذج الايراني. وقد نشأ عند الشيعة خلال التاريخ نموذجان: الحوزة الصامتة (رجل الدين الذي يُبعد نفسه عن السياسة) والحوزة الناطقة (رجل الدين الذي يتدخل في شؤون سياسية لمصلحة جمهور المؤمنين لبناء مجتمع أفضل وأكثر عدلا). وفي ايران تغلب النموذج الثاني وقد طور الخميني هذا النموذج ليصبح نظرية ولاية الفقيه. وفي العراق عارض رجل الدين الشيعي الأكبر آية الله علي السيستاني طريقة الحكم المستعملة في ايران وطور نموذج حكم رجل الدين من وراء ستار. ويمكن ان نقول ان السيستاني خلط بين النموذجين وانشأ نموذجا مختلفا يمكن ان نسميه الحوزة الصاطقة.{nl}لا يؤدي السيستاني أي دور سياسي عام ولا يكاد يخرج من مكان سكنه في النجف. وبرغم ذلك أصبح أقوى رجل في العراق، بحيث تتطور الامور بمقتضى ما يخرج من فمه وهو الذي يجذب الخيوط من وراء الستار ويرسم طريق الدولة، وقد تجلى ذلك بعدد من مفارق الحسم المهمة. فالسيستاني مثلا لم يدعُ الشيعة الى مقاومة الاحتلال الامريكي وكان لهذا الامر تأثير كبير حينما نأخذ في الحسبان ان رجال الدين الشيعة كانوا في 1920 رأس حربة مقاومة الاحتلال البريطاني وبتوا بذلك مصير الشيعة مدة 85 سنة. فالبريطانيون لم يغفروا لهم ذلك وأبعدوهم عن المراكز المؤثرة في فترة الانتداب البريطاني (1920 1932). ولم ينجح الشيعة بعد ذلك ايضا برغم انهم كانوا الأكثرية في الدولة في ان يغيروا ميزان القوى لمصلحتهم.{nl}وهناك مثال آخر على قوة السيستاني وهو اصراره على اجراء انتخابات في العراق برغم المعارضة الأولية للامريكيين. ونجح في ان يُخرج الى الشوارع مئات آلاف المتظاهرين لاقناع الولايات المتحدة بذلك. وأدرك السيستاني جيدا ان اجراء الانتخابات خاصة سيعبر تعبيرا مناسبا عن سلطة الأكثرية الشيعية ويعطيها شرعية كاملة. ولذلك قام من وراء انشاء الكتلة الشيعية 'الائتلاف العراقي الموحد'. وأحدثت هذه الخطوة توحدا ما للقيادة الشيعية وأفضت الى فوز في انتخابات 2005. وتم احراز فوز الشيعة في هذه الانتخابات ايضا بفضل فتوى أصدرها السيستاني دعا فيها النساء الى الخروج للانتخاب حتى لو عارض أزواجهن ذلك. وفي بعض الحالات ألقى بثقله كاملا لانهاء المعارك التي قادها مقتدى الصدر في مواجهة الامريكيين في آب 2004 في النجف وللافضاء الى استقالة رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري، الذي رفض فعل ذلك بضعة اشهر برغم الضغوط الثقيلة التي استعملتها عليه عناصر مختلفة من الطيف السياسي العراقي.{nl}لم يُظهر السيستاني انفتاحا وليبرالية لكل شأن ولم يطيعوه في كل شأن. فهو يملك من جهة سياسية دينية تأثير اقرار مصالحة واستقرار، أما من جهة اجتماعية فانه يسلك سلوكا متطرفا، فقد أصدر مثلا فتوى تبيح دم السحاقات واللوطيين في العراق. وطلب السيستاني كذلك ان يتم ترسيخ الدين في الدستور. وكان طلبه ان يجري اقرار ان الاسلام هو الدين الرسمي للدولة وانه مصدر التشريع الرئيس في الدولة في واحدة من مواد الدستور. لكن طلبه لم يقبل بسبب معارضة الاكراد، وفي هذا الشأن ايضا أدرك السيستاني ان سياسة المصالحة ستكون أنفع للشيعة وأنها ستُمكّن من استمرار التحالف بينهم وبين الاكراد.{nl}يمكن ان نستدل على قوة السيستاني وتأثيره من أن زعماء عراقيين شيعة بل أكرادا وسنيين يقصدونه بالزيارة ويأتون اليه في اوقات متقاربة قبل اتخاذ قرارات مهمة مثل اقرار الدستور أو اجراء الانتخابات أو التوقيع على اتفاق مع الولايات المتحدة على خروج قواتها من العراق حتى نهاية 2011. ويبلغ تأثير السيستاني أبعد كثيرا من العراق. فقد زاره مثلا في آذار 2009 الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى من جهة، ورئيس ايران السابق الذي أصبح اليوم رئيس مجلس الخبراء في الدولة، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، من جهة اخرى، وقال رفسنجاني فيه: 'أنا أرى السيستاني عاملا تنتظم وتتوحد حوله القوى السياسية في العراق'. ولا شك في أن هؤلاء الرجال وآخرين يُقدرون ان لنشر فتواه (أو عدم نشرها) تأثيرا كبيرا في صوغ طريق العراق السياسية بقدر لا يقل عن قرارات مجلس الشعب والحكومة مع كل المظهر الديمقراطي والعلماني الذي يعرضانه.{nl}أي تأثير للسيستاني ولتدخله السياسي في مسألة العلمانية وفصل الدين عن الدولة في العراق؟ ان السيستاني كما قلنا آنفا يرفض مبدأ ولاية الفقيه لكنه طور بالفعل توجها يمكن ان نسميه ولاية فقيه 'مخففة' أو بلغة علوم السياسة 'القوة الناعمة'. وبرغم ان السيستاني لم يشغل أي منصب سياسي رسمي فانه حشد قوة عظيمة في المجال الديني وفي المجال السياسي ايضا، وهو اليوم يملك موارد اقتصادية عظيمة مصدرها زكاة المؤمنين وله آلاف التلاميذ وملايين المؤيدين (من المقلدين) في أنحاء العالم الشيعي. وللسيستاني ايضا شبكة ممثلين (وكلاء) يدعون الى افكاره في اماكن مختلفة في العراق من كركوك في الشمال الى البصرة في الجنوب في المساجد والاسواق والمراكز المختلفة. وتمنحه قوته الكبيرة تأثيرا عظيما ايضا في الساحة السياسية في العراق. وقد أصبح حليفا للامريكيين بفضل اعتداله النسبي وحكمته السياسية وابتعاده عن الاضواء. وأسهم الامريكيون عمدا وعلى غير عمد في تعزيز مكانته. فهل القوة التي جمعها تدفع الى الأمام ايضا بمسألة فصل الدين عن الدولة وتفضي الى مصالحة وطنية ودينية في العراق؟ هذا سؤال مختلف.{nl}الخلاصة{nl}توجد عدة اسباب لاندفاع الاسلام بقوة الى الساحة السياسية في العراق بعد الحرب الاخيرة وهي: استعمال نظام البعث للعنف لاجتثاث الدين من الشيعة؛ ونظرة النظام المزدوجة للدين؛ والضربات الشديدة التي تلقاها مركز الانتماء الوطني العراقي نتيجة الحروب المتواصلة مع الاكراد. يمكن ان نقول ان صدام حسين أسهم كثيرا في ثورة المارد على خالقه. {nl}وفي أعقاب ذلك أصبح العراق اليوم في أعمق ازمة هوية في تاريخه، وسيمر زمن طويل الى ان يكون ممكنا ان نعلم هل ستتغلب القوى التي تجذب نحو الأسلمة أم تتغلب مع كل ذلك الهوية الوطنية العلمانية. فهذه هي المعضلة الحقيقية للدولة لأنه اذا تغلب التوجه الاول فانه يتوقع صراع عنيف طويل في الصعيد الديني بين السنيين والشيعة؛ واذا تغلب الاتجاه الثاني فقد ينشأ صراع في الصعيد الوطني بين الاكراد والعرب.{nl}ـــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ{nl}نتنياهو ومواطني غلاف غزة{nl}بقلم: ياعيل باز ميلميد عن معاريف{nl}في الوقت الذي تكتب فيه هذه الكلمات لم يتمكن بعد «طاقم ردود الفعل» هذا او ذاك من الشرح بان «اسرائيل لن تحتمل نار قذائف الهاون والصواريخ نحو البلدات القريبة من الحدود مع غزة وأنها ترى في حماس مسؤولة مباشرة عن هذه النار». كما سيضيف اعضاء الطاقم باننا سنعرف كيف نتصدى لهم ولن نترك السكان لمصيرهم، وها نحن نريهم هناك القوة الساحقة للجيش الاسرائيلي، وبالاساس لسلاح الجو. {nl}هذه الاقوال، التي سيطرح بعضها أغلب الظن على لسان رئيس الوزراء فيما يرفرف علم اسرائيل الى جانبه، سيسمعها سكان المنطقة التي تتعرض للقصف وهم في غرفهم الامنية، اذا كانوا محظوظين، أو مجرد في الشقق أو المباني غير المحصنة. وسيحركون رؤوسهم، باحتقار او بابتسامة مريرة، وسيفهمون ما نفهمه جميعا منذ سنوات عديدة – لن يتغير أي شيء. وهم سيواصلون العيش في الكابوس المتواصل من الخوف القاتل، دون أي امكانية لخلق نمط حياة عادي او منح أمن لاطفالهم، وسيواصل مقررو السياسة القول بوجوه جدية كما يتناسب والموقف ان اسرائيل ستحاسب من يطلق النار على بلداتنا. وبعد بضعة ايام قاسية على نحو خاص ستنتهي جولة التصعيد الحالية، ولن تعود صافرات الانذار الى الانطلاق الا مرة أو مرتين في اليوم، وعندها تأتي جولة اخرى، هدنة اخرى، وهلمجرا. ليس لحكومة اسرائيل الحالية أي نية لان تعالج حقا مصير مئات الاف الاشخاص الذين يعيشون في مدى النار من غزة. ليس لانهم لا يريدون. فلو كان ممكنا اخفاء هذه المشكلة بواسطة قصف سلاح الجو، او حتى بالنار الموجهة من الدبابات والمدفعية، لكان كل شيء خير. غير أنه من أجل المعالجة الحقيقية للمشكلة يتعين اتخاذ قرار. يجب أن تكون سياسة، شيء ما يتطلب جرأة بل حتى رؤيا. وعليه لا يوجد ما يمكن الحديث فيه. لا في الحكومة الحالية، ولا مع رئيس الوزراء المتوقع ان ينتخب لولاية اخرى ويعرف أن امكانية ان يحصل هذا تتطلب منه ان يواصل الا يعمل شيئا. الا يغير شيئا. الا يتخذ أي قرار. {nl}لا حاجة لان يكون المرء استراتيجيا عظيما كي يفهم بانه لا توجد سوى امكانيتين: إما التوجه الى محادثات سياسية مع حماس أو نحو حملة عسكرية واسعة النطاق، تقدم في افضل الاحوال سنتين من الهدوء. بالنسبة لسكان المنطقة، هذه ايضا بركة. اما المحادثات السياسية مع حماس، على هذا المستوى أو ذاك فليست محادثات سلام. هذه المحادثات ترمي الى انتاج آليات من جهتهم ومن جهتنا تحقق وقفا لجولات العنف وتحطم الدائرة الدموية للنار من جهتهم، للرد من جهتنا، للنار في أعقاب الرد، وهلمجرا. لا حاجة للانتظار الى أن يعربوا عن تأييدهم لدولة اسرائيل لان هذا لن يحصل في هذه اللحظة.{nl}اسرائيل هي الاخرى غير ملتزمة بالاعلان عن الاعتراف بحكم حماس في غزة. هذه محادثات بين عدوين، يجلسان للبحث كيف يمكنهما ان يخففا عن حياة المواطنين في الطرفين. مثلما فعلنا معهم، وبنجاح، في قضية جلعاد شاليط. غير أن هذا لن يحصل. ليس عندما يكون نتنياهو رئيس وزراء. الخوف من اليمين لا يسمح له بان يتخذ قرارات أكثر بساطة بكثير. {nl}فهو يفضل أن يترك مواطني غلاف غزة لمصيرهم من أن يخسر الحظوة لدى اليمين. لا يوجد هنا ادعاء بانه لا يكترث. فقط بانه لا يكترث بما يكفي. فهؤلاء السكان يُتركون لمصيرهم من جانب كل الساحة السياسية. فلا يتناول اي حزب قائم او جديد هذا الموضوع المشتعل والمزعج. وهو لا يندرج في تعريف الاشتراكية الديمقراطية، ليس جزء من الحرب ضد أصحاب المال، وعليه فهو غير موجود.{nl}لم يعقد أي مرشح حملة مغطاة اعلاميا في عسقلان أو في سديروت او في احدى البلدات في المنطقة. من أجل ماذا؟ ما الذي سيقوله؟ ماذا لديه من جديد؟ محادثات سياسية مع حماس على وقف العنف، حرصا على حياة ورفاه مئات الاف الفلسطينيين، لن تجلب نتائج طيبة في الاستطلاعات. حملة عسكرية واسعة النطاق يمكنها أن تضيف مقعدا أو اثنين لنتنياهو. من هنا واضح على ماذا سيسيرون، اذا ما وعندما يقررون بان يقرروا.{nl}توأم نتنياهو{nl}بقلم: أسرة التحرير عن هآرتس{nl}مع انه بقي أقل من ثلاثة اشهر حتى الانتخابات فان زعيمة حزب العمل، شيلي يحيموفتش تواصل التعاون مع ميل رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لازاحة الموضوع السياسي جانبا عن المعركة الانتخابية. فمن النبأ الذي نشره باراك رابيد في «هآرتس» امس الأول – عن المحادثات التي اجرتها يحيموفتش مع الرئيس الفرنسي ، فرانسوا اولند، في شهر تموز في باريس – يتبين أن رئيس الحزب الذي وقع قادته اتفاق اوسلو، تبنت بعضا من المواقف الاساس لزعيم لم يأل جهدا كي يفشل تحقيق هذا الاتفاق. {nl}وافاد دبلوماسيون اسرائيليون رافقوا لقاءات يحيموفتش بانها أعربت على مسمع من مضيفيها عن تأييدها لمطالبة الفلسطينيين بالاعتراف باسرائيل كدولة يهودية ورفضت الطلب الفلسطيني بتجميد البناء في المستوطنات كشرط لاستئناف المفاوضات. وفي تعقيب على نشر مضمون محادثاتها في باريس قال مستشارو رئيسة العمل، ان المشكلة المركزية لا تكمن في نقص المشاريع السياسية بل في الاستعداد لتنفيذها واجراء مفاوضات ناجعة. {nl}بالفعل، مطلب نتنياهو من الفلسطينيين بان يعترفوا باسرائيل كدولة يهودية – وهو نهج يحظى بتأييد يحيموفتش – يضع المصاعب في طريق تنفيذ خطة الدولتين للشعبين. بالفعل، رفض نتنياهو تجميد الاستيطان في اثناء المحادثات على التسوية الدائمة – الموقف الذي تبنته رئيسة العمل – لا يسمح بادارة مفاوضات ناجعة. فطرح شروط معرقلة، مثل الطلب من الفلسطينيين بان يعترفوا باسرائيل كدولة يهودية، واستمرار تطوير المستوطنات أصبح في يد نتنياهو رافعة لالقاء المسؤولية عن الازمة في الساحة السياسية على الفلسطينيين. والذريعة الممجوجة في أنه «لا شريك» استخدمت خشبة قفز للعمل برئاسة ايهود باراك للوصول الى حكومة نتنياهو. غير أن حتى بارا نفسه يدعي اليوم، بان هناك حاجة حقيقية للدفع الى الامام بالمسيرة السياسية مع الفلسطينيين.{nl}على حزب العمل برئاسة يحيموفتش ان يوضح بان الطلب من الفلسطينيين الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية ليس شرطا مسبقا. على يحيموفتش أن تتعهد الا تكون شريكا في حكومة تبني المستوطنات في المناطق، والتي على مستقبلها يفترض أن تجرى مفاوضات.{nl}ــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــ{nl}أمير قطر.. واسقاط مسؤولية اسرائيل عن القطاع{nl}بقلم: أوري هايتنر عن اسرائيل اليوم{nl}قبل سبع سنوات نفذت دولة اسرائيل واحدا من الاعمال الصادمة الأقسى والأشد ايلاما في تاريخها. فقد اقتلعت منطقة استيطان اسرائيلية كاملة، وانسحبت الى خطوط 1949 الى حدودها مع قطاع غزة وأحدثت شقاقا فظيعا في الشعب.{nl}كان يفترض ان يكون مقابل الانسحاب هدوءا على الحدود. وقد وعدونا بأنه اذا استمر الارهاب مع كل ذلك فان اسرائيل ستضرب الفلسطينيين بكامل القوة ضربة شديدة مؤلمة بعد الرصاصة الاولى، وسيؤيد العالم كله الرد الاسرائيلي القاسي.{nl}دفعت اسرائيل كامل الثمن وهو الانسحاب حتى آخر ملليمتر واقتلاع اليهودي الاخير. وقد أفضى الانسحاب في واقع الامر الى تصعيد لم يسبق له مثيل للارهاب واطلاق القذائف الصاروخية. وبرغم ذلك ضبطت اسرائيل نفسها ثلاث سنوات ونصف سنة الى ان ردت بهجمات عملية «الرصاص المصبوب». ولم يكن الرد فقط بعد الانسحاب بل بعد ضبط طويل للنفس، لكن الدعم الدولي عبرت عنه افتراءات غولدستون والقوافل البحرية على اختلافها.{nl}كان المقابل الرئيس عن الانسحاب يفترض ان يكون الانفصال عن غزة بالفعل. لكن كان انسحاب ولم يكن انفصال. واستمرت اسرائيل في السلوك وكأنها مسؤولة عن غزة، وعلى اطعام مطلقي النار عليها وعلى تزويد الفلسطينيين بالكهرباء من محطة مستهدفة لهم باعتبار ذلك هدفا نوعيا استراتيجيا. وفي الفترات القاسية جدا من ارهاب القذائف الصاروخية ايضا، حينما كانت الحياة في النقب الغربي غير محتملة، استمرت مئات الشاحنات تنقل السلع الى قطاع غزة في كل يوم.{nl}ولما كنا نرى أنفسنا مسؤولين عن غزة بعد ان انسحبنا منها، فان العالم يرانا كذلك ايضا. ان اسطورة الـ «الحصار» صار لها مستمسك في أنحاء العالم، وتتلقى اسرائيل التنديد بها من كل جهة بسبب ذلك. وحينما تم الكشف عن وثيقة تشير الى تخطيط اسرائيل كيف تمنع ازمة انسانية عن العدو الذي يطلق النار على مواطنين، وما هو التركيب الغذائي الضروري الذي ينبغي تزويد القطاع به لمنع ازمة كهذه، عُرضت على أنها «وثيقة تجويع». وفي المقابل فان السلطة في غزة لا يُطلب اليها تحمل مسؤولية ألبتة عن مواطنيها. فانها لو أصدرت فقط أمرا بسيطا بوقف اطلاق القذائف الصاروخية على مواطني اسرائيل لما وجدت كل القيود على التزويد بالسلع.{nl}حانت ساعة الانفصال بعد سبع سنوات من الانسحاب من غزة واقتلاع غوش قطيف. فيجب على اسرائيل ان تنفصل عن كل مسؤولية عن غزة. وعلى حكومة اسرائيل ان تعرض جدولا زمنيا قصيرا، تعرضه على الفلسطينيين والعالم وعلى نحو ثابت منظم من اجل الانفصال.{nl}لا يوجد ما يدعو الى ان يكون أنبوب أوكسجين الفلسطينيين في غزة اسرائيليا. فالفلسطينيون جزء من العالم العربي، وعلى العالم العربي ان يساعدهم. وان فتح الحدود بين مصر وقطاع غزة خطوة ايجابية من جهة المصلحة الاسرائيلية وكذلك ايضا المساعدة القطرية لحكومة حماس.{nl}نددت حكومة اسرائيل في رد بافلوفي بزيارة أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني لقطاع غزة وعرضتها على أنها خطوة تأييد لمنظمة ارهاب. وهذا رد خطأ. يجب على اسرائيل ان تبارك كل خطوة تفصل غزة عنا وتربطها بالعالم العربي. فكل خطوة تشجع التطوير المدني لقطاع غزة مرغوب فيها ومباركة، وأي الأطراف تستثمر في هذا التطوير إن لم تكن الدول العربية الغنية؟ يحسن ان تتحمل الدول العربية المسؤولية عن اعادة تأهيل «اللاجئين» ايضا لحل هذه المشكلة التي انشأتها بسياستها المعادية لاسرائيل. ان زيارة حاكم قطر خطوة ايجابية قد تدفع الى الأمام بانفصالنا عن قطاع غزة.{nl}ــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ{nl} ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/10-2012/اسرائيلي-188.doc)