Haneen
2014-02-13, 11:51 AM
<tbody>
الاربعاء: 18-12-2013
</tbody>
<tbody>
شؤون فتح
مواقع موالية لمحمد دحلان 182
</tbody>
المواقع الالكترونية الموالية لتيار دحلان
اخبــــــــــــــار . . .
هل تمثّل تصريحات الزهار بحق الرئيس حركة حماس؟ قيادات نافذة في حماس تتبرأ من الزهار عند الرئيس عباس
الكرامة برس
كشف الدكتور محمود الهباش وزير الأوقاف والشؤون الدينية عن تلقي الرئيس محمود عباس عدة اتصالات من قيادات نافذة في حركة حماس تتبرأ فيها الأخيرة من 'تفوهات' الدكتور محمود الزهار بحق الرئيس عباس.
وأكدت تلك القيادات في اتصالات منفصلة ومتتالية مع الرئيس 'أن الزهار غير العضو في المكتب السياسي لا يمثل إلا نفسه وأن تصريحاته التي تطاول فيها على شخص الرئيس لا علاقة لها بموقف الحركة المعلن والواضح'، مؤكدين احترامهم وثقتهم بالرئيس عباس.
وكان الزهار قد شنّ هجوما على الرئيس عباس متهما إياه بأنه وراء مايحدث للفلسطينيين في قطاع غزة وأنه وراء الحصار المفروض على القطاع.
يذكر أن الرئيس عباس وحركة فتح في رام الله تسعى لإنهاء الحصار على غزة ، وتقوم بالاتصال بعدد من الدول لتقديم المساعدات للشعب الفلسطيني.
وكان رئيس الإدارة المدنية لحماس إسماعيل هنية قد تباحث مع الرئيس عباس عقب المنخفض الجوي الذي ضرب الأراضي الفلسطيني حول سبل تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.
مصدر في مكتب الرئيس: التسريبات 'حكي فاضي' من حماس
مصادر رسمية في فتح تنفي أي أنباء حول حكومة الوحدة الوطنية
الكرامة برس
نفت قيادات في اللجنة المركزية لحركة فتح مساء اليوم ، ما تناولته وسائل الإعلام حول موافقة حماس على تشكيل حكومة وحدة وطنية , وان الجانبين يناقشان مدة الحكومة المذكورة وما إن كانت ستكون لمدة 100 يوم كما نص اتفاق القاهرة واعلان الدوحة أم أنها ستمتد لفترة أطول .
عزام الأحمد رئيس وفد حركة فتح للمصالحة الفلسطينية نفى تلك التسريبات موضحاً أنّ القيادة الفلسطينية توافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية حسب الإتفاقات الموقعة.
وقال الأحمد موجهاً رسالة لحركة حماس 'فلتأتوا إلينا' لنقوم بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية , موضحاً أنه لا داعي للتسريبات والكرة بملعب حماس .
مصدر مسؤول وقريب من دوائر صنع القرار علّق على تلك التسريبات بكلمتين 'حكي فاضي' , وأكد المصدر أن ما تم تسريبه جاء من قبل ما وصفها 'مصادر حمساوية' .
وفي ذات السياق نفي مصدر في مكتب الرئاسة في رام الله نفى تلك الأنباء جملة وتفصيلاً مؤكداً أنّ القضية بيد حركة حماس وأنه وفي حالم موافقة حماس على تنفيذ الإتفاقات السابقة بينها وبين فتح ، وهي تشكيل حكومة المستقلين التي يرأسها الرئيس أبو مازن والموافقة على التحضير لإجراء الانتخابات عندها يمكن القول أن حكومة الوحدة الوطنية التي سيرأسها الرئيس أبو مازن ستكون على الأبواب , أما ما يتم من تسريبات بحسب المصدر فهي مجهولة , في حين تمنّى المصدر أن تكون تلك التسريبات صحيحة بموافقة حماس على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية فعلاً وليس قولاً , ملمحاً المصدر أن القرار لا يصدر من 'خالد مشعل' وحده وأن هناك أطر في حركة حماس ستعارض الاتفاق كما كان في السابق .
أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح أمين مقبول أكد أنه لا يستطيع نفي أو تأكيد تلك الأنباء لأنها صادرة من مصدر مجهول له . وتمنى مقبول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية .
مقـــــــــالات . . .
كأنها جريمة أو كفر ... وماذا يعني اتصل دحلان بحماس ؟؟؟
الكرامة برس / رمزي نارد
تناقلت عدد من وسائل الإعلام خبر اتصال من النائب دحلان عبر القيادي سفيان أبو زايدة مع حماس من اجل تقديم مساعدات إنسانية واغاثية لأهل غزة بعد المنخفض الذي ضرب الأراضي الفلسطينية وتسبب في كوارث إنسانية كان الأكثر تأثرا فيها قطاع غزة المحاصر والأكثر كثافة سكانية على وجه الأرض في بقعة مغلقة من كافة الاتجاهات .
المنخفض الجوي ترك بصماته في كافة مناحي الحياة الغزية , حيث خلف خسائر بملاين الدولارات في القطاع الزراعي والحيواني والإنساني وخلف عدد من الضحايا البشرية تركزت في وفاة عدد من طفلات فلسطين جراء البرد الشديد وغرق مئات المنازل في كل أرجاء القطاع وانسداد معظم شوارع قطاع غزة ونزوح آلاف من المواطنين لمراكز إيواء عاجلة لا تقل سوءا عن البيوت المنكوبة التي تركها أصحابها .
المشهد في غزة كان أكثر بشاعة نتيجة لغياب مقومات الحياة من غاز طهي وسولار لتشغيل الآلات وانعدام وسائل التدفئة وغياب الاسمنت لترميم البيوت المتضررة وشبه انعدام في التيار الكهربائي ,وغياب كامل للآلات التي تساعد في الحد من الكارثة الطبيعية فواجه الغزيين المنخفض بسواعدهم وآلاتهم المتواضعة والبالية .
غزة المنكوبة حتى قبل تلك الكارثة الطبيعية فهي تعيش حالة من السوء المتواصل نتيجة لتفشي الفقر والبطالة المتعاظمة وسط شبابها الذي بات يشعر بالعجز المبكر أمام انسداد الأفق لأسباب مختلفة , إلى جانب تدني الدخل للفرد وشبه انعدام لفرص العمل ويأتي هذا المنخفض الذي مازالت تتكشف سلبياته على المجتمع الغزي حيث خلف خسارة آلاف من الطيور التي يعتمد عليها فقراء فلسطين للتغذية والحصول على البروتين وكذلك الأمر في قطاع الخضروات الأمر الذي سيتسبب في ارتفاع حاد في أثمانها .
فما هو المطلوب أن يستمر الجميع بالنظر إلى معاناة الناس دون أن يحرك احد ساكن , استغرب من أي جهة تقوم بعرقلة أي مساعدات إنسانية من أي طرف كان فان الحالات الإنسانية يجب أن تفصل بشكل كامل عن التشابكات السياسية وتعقيداتها ,فان الألم والبرد الذي أصاب مواطني القطاع لم يميز ولم يختار في طريقه من يصيب ومن يترك فماذا يعني تعميم اتصال دحلان من اجل مساعدة أبناء غزة ؟ وكأنها جريمة أو كفر ...
اعتقد أن ما قام به دحلان يحسب له ولا يحسب عليه واعتبرها شجاعة انه استطاع تجاوز خلافه السياسي من اجل تغليب شعوره الإنساني بألم أبناء شعبه في غزة واعتقد انه واجب على كل قيادي فلسطيني تغليب انتماءه الوطني وإعلاء الضمير الإنساني الذي يجب أن يذوب معه الاختلاف السياسي عندما يشعر الشعب الفلسطيني بالألم ويتعرض إلى أي خطب من الخطوب.
وان الألم والحرمان الذي يعيشه أبناء غزة وضيق المعايش هي مسئولية الجميع , ولا يجوز التنصل من المسئولية تحت أي حجة فان جميع الحجج التي تساق مع تعاظم الخطوب على غزة لا يصل صداها إلى المواطنين فيها ,بل إن العار سيظل يلاحق كل من ترك غزة وأهلها يواجهون مصيرهم وحدهم وسط هذا الكم المتصاعد من المعاناة .
وان كان الاختلاف مؤذي للناس بقدر الكوارث التي تعصف بالوطن إلا أن الإنسانية ومعالجة اثر الكوارث لا تنتظر حتى إصلاح هذا الاختلاف فان وجبة طعام لفقير أو غطاء لطفل يرتجف من البرد لن تنتظر إصلاح ما أفسده الانقسام ,ولا اعلم أين وجه الاستغراب في أن يقوم أي كان بنجدة أهل غزة في الوقت الذي يهب فيه العربي لنجدة العجم في كل أطراف الأرض فلماذا الاستغراب أن يقوم الفلسطيني بنجدة الفلسطيني .
ولا اعلم ما سبب هذه الضجة التي افتعلها البعض ومحاولة تأصيل العداء والخلاف بين أبناء الشعب الواحد إن الفقراء والمحتاجين من أبناء شعبنا وعشرات الحالات الإنسانية المنتشرة في كل شبر من ارض القطاع تحتاج إلى كل الجهود الممكنة من اجل التخفيف عنها وسد جزء يسير من حاجاتها الملحة ولا اعتقد بان الفقراء والمحتاجين والمنكوبين تعنيهم الخلافات السياسية بقدر ما يعنيهم تخطي اثر الكوارث التي ألمت بهم وتجاوزها .
واني أخاطب كل من لديه ضمير إنساني أن يساند غزة وأهلها لتخطي مِحْنَاتها المتلاحقة وأطالب كل من لم يتحرك ضميره بعد أن يأتي ليرى غزة بعينه لعل بشاعة ما لحق بغزة من أذى يحرك لديه بقايا الإنسان في داخله فالإنسانية لا تحتاج إلى توافق سياسي .
اليكسا تكشف معادن الرجال!!!
الكرامة برس / داليا العفيفي
المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني تكاد لا توصف ولا يمكن وضعها تحت أي مسمي فهي تفوق كل وصف ، أينما كان الفلسطيني وأينما وجد يعاني الأمرين ليس فقط في هذه اللحظات بل منذ النكبة الممتدة عشرات السنين ، ولكن ما يعيشه اليوم تحديداً فلسطينيو قطاع غزة أعظم بكثير مما مضي وهو تعبير عن المعاناة المستمرة موجة وراء موجة ، حيث الافتقار لأدنى مقومات الحياة التي يمكن لأي انسان العيش بها من مسكن ومشرب وعمل وكرامة وحرية ..إلخ ، وعلاوة على ذلك زاد الطين بلة الكارثة الطبيعية التي تمثلت في المنخفض الجوى (أليكسا ) الذي ترتبت على مروره الثقيل كارثة طبيعية بمعنى الكلمة ، وخلف وراءه ما لا يُطاق من المآسي الاجتماعية والاقتصادية والانسانية في بيئة أصلاً هي مدمرة ولا يتوفر الحد الأدنى من سبل العيش الكريم فيها .
هذا المنخفض الجوي القادم من الأصقاع الروسية القطبية النادر من نوعه في الوصول بهذه القوة العاصفة إلى بلادنا ، ولم يكن من المتوقع أن يكون بهذه القوة والتأثير المدمر ، ولم تأخذ الجهات صاحبة القرار أي أهمية خاصة للتعامل مع الاحتياطات المطلوبة والاستعداد اللازمة سواء من الناحية الوقائية أو عند وقوع مثل هذه الأنواع من الكوارث الطبيعية ، وكيفية التعاطي معها من النواحي الاجرائية والعملياتية ، ولا غرابة في ذلك كون حماس لايقع ضمن أولوياتها هموم ومعاناة المواطن بل ركزت جهودها في كيفية إمتصاص دمه وقهره ، ولا هم لقادتها سوى جباية الأموال والضرائب بكل أنواعها دون تقديم أي خدمات حقيقية خاصة في مجال تطوير وإعداد البنى التحتية الضرورية ؟!! لكن ما حدث من حالة دمار واسع وإغراق الأحياء الشعبية والمخيمات في القطاع بشكل شبه كامل وتهجير مئات العائلات من منازلها بسبب طوفان مياه الأمطار الذى وصل إلى عدة أمتار من الإرتفاع وبسرعة عالية داهمت الناس وأتى على كل مقتنياتها البسيطة وتحويشة العمر وخرجت لا تلوى على شيء إلى العراء هرباً بأرواح أطفالها في ظل البرد القارس ، وفي كل الحالات جاءت عمليات الإنقاذ من سلطة حماس متأخرة ، وكان السبق دائما للجيران من السكان في المناطق المنكوبة ، ولا يخفى على أحد أن البنية التحتية لقطاع غزة قد طالها التدمير والعبث ولم تمتد لها يد بالتطوير أو التجديد أو الاضافة منذ وقوع الانقلاب الدموي على الشرعية الفلسطينية منتصف 2007 وسيطرة مليشيات حماس على مقاليد الامور هناك ، وما قامت به سلطة الانقلاب خلال السنوات الماضية لا يتعدى كونه عبارة عن حقن مسكنة للظهور امام الداعم والمواطن أن هناك شيء جديد قد حدث ، يضاف لذلك أن الحرب الثانية العدوانية التي شنها العدو الاسرائيلي على قطاع غزة كان لها دور بارز أيضا في زيادة مستوى الدمار والخراب التي تعانى منه البنية التحتية المهلهلة أصلاً ، كما ظهر للجميع مستوى الاهمال المتعمد في تصريحات رئيس بلدية غزة الحمساوي قد أكد ذلك عندما إستنجد به المواطنون لحل مشاكلهم وأجابهم أن الذي لا يعجبه عليه تبليط البحر!! ، إن هذا الجواب هو عنوان سلطة 'حماس' التي كانت دوماً تتغني بالأمن والامان وخدمة المواطن في حين أن الحقائق الميدانية تعصف بكل تلك الشعارات الزائفة ،،،
ليس من المهم الان من هو المسئول عن وقوع وتزايد الكوارث والمآسي المختلفة ، بقدر ما هو الأهم في كيفية الخروج من تداعياتها الانسانية والاقتصادية العظمي والعمل على إيجاد الحلول الملائمة لتعويض الناس المنكوبين على خسائرهم واعادة الحياة لهم من جديد ، حقيقة عندما سمعت خبراً مفاده مسارعة السلطة في تقديم المساعدات للضحايا شعرت بنوع من السعادة ولكن بمرارة كبيرة خاصة أن العدو الإسرائيلي كان أسبق منها في الاعلان عن تقديم مساعدات إنسانية لأهلنا في قطاع غزة ، بعد أن ظلت حكومة رام الله تشترط توفير ما يسمى ضريبة ( بلو ) قبل تزويد القطاع بالسولار اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء ، ولم تقم بذلك إلا بعد أن تعهدت دويلة قطر بدفع الفرق في ضريبة السولار ، لكن إحساس حماس بأنها في ضائقة حقيقية في ظل ضغط الاحداث المتلاحقة أيضا دفعها للبحث عن كل وسيلة ممكنة للاتصال بالنائب في المجلس التشريعي والقيادي الفتحاوي محمد دحلان للمساهمة في تقديم العون اللازم لإغاثة ضحايا الكارثة بالرغم أنها كانت تعتبره عدوها اللدود وخصمها العنيد ، وكان النائب دحلان قد سبق وأعلن عن قيامه ببذل جهود عملية من أجل تقديم المساعدات لأبناء قطاع غزة المنكوبين جراء الكارثة ، وهو بلا شك تصرف يسجل لحركة حماس ومبادرة جريئة نابعة من كونها تعرف قدرة دحلان في تجنيد الدعم المطلوب لهذه المهمة ، وأنه لن يتأخر عن القيام بواجبه الوطني والإنساني إتجاه أبناء شعبه دون أي حسابات أو حساسيات أخرى ، وبالرغم أن حماس هي من قامت بتسريب خبر الاتصالات التي جرت لغاية في نفس يعقوب وقالت أن دحلان هو من إتصل بقادتها مع أن ما حصل هو العكس تماما ، إلا أن الاهم هو العمل وتحقيق الهدف المنشود وليس من إتصل بمن ومن البادئ في الاتصال !!!
لكن يبقي السؤال هل ستصل المساعدات إلى أصحابها بالعدل والمساواة ، وهل فعلاً ستعودا لعائلات والأسر المنكوبة من ضحايا العاصفة أليكسا إلى الحياة من جديد ؟!!! وهل سيتم الاستعداد لمواجهة مثل هذا النوع من الكوارث الطبيعية في المستقبل القريب وتهيئة البنية التحتية بشكل صحيح ؟!!! أم أنه سيبقي الاعلان عن كل هذه المساعدات مجرد شكليات وفرقعات اعلامية؟!!! لا تغني ولا تسمن من جوع ؟!!! وننتظر المأساة القادمة لا حول ولا قوة !!... لعل وعسى .
إن قطاع غزة اليوم بات بحاجة إلى كل يد ممدودة له وهو ليس بحاجة إلى مساعدات تمثل حقن مسكنة وأولية بل بحاجة ماسة إلى أيادي وقرارات كبرى وتاريخية تحمل الحلول الجذرية والنهائية والدائمة في كل المجالات للتخفيف من معاناة شعبنا ، استفيقوا يا قيادات فلسطين ، إن غزة هي من دفعت كل الضرائب الغالية والتضحيات الجسيمة لأجل الوطن ولا تستحق هذا المصير المسكون بالموت في كل المحطات، فلتتحد جميع الأيادي من أجل إنقاذها ولتعلن حماس من منطلق الإحساس بالمسؤولية الاخلاقية أنها وصلت إلى طريق مسدود في إدارة قطاع غزة ، لأن هذا الفشل الذريع والسافر يدفع ثمنه كل أبناء شعبنا الفلسطيني ، نعم حماس فشلت بإمتياز في القيام بالحد الادنى من الواجبات والاحتياجات الانسانية والوطنية الضرورية ، ولتكن مأساة غزة التي حملتها ' أليكسا ' بوابة لتجديد الأمل وإنهاء مقومات الخراب والدمار على المستويين الوطني والبنيوي ألا وهو الإنقسام اللعين !!.
هل ذكرتنا العاصفة الثلجية ...... بالواقع اللئيم؟
الكرامة برس / مصطفى البرغوثي
في البداية ومن منطلق العرفان بالجميل، لا بد من توجيه التحية لكل من ساهم على المستوى الوطني أو المحلي في إسناد أبناء وبنات شعبنا والتخفيف بكل ما أمكن من آثار العاصفة غير المسبوقة، التي تعرضنا لها.
ولا بد في البداية أيضا من الإشادة بصبر وثبات أهلنا في قطاع غزة في مواجهة ما يتحملونه من معاناة تفوق طاقة احتمالات البشـر.
ولعلها مفارقة ذات مغزى أن أهالي الضفة الغربية بما فيها القدس، وهم يعانون من انقطاع الكهرباء لبضعة أيام قد أدركوا بعمق التجربة المباشرة معاناة شعبنا في غزة وهو يعاني من انقطاع الكهرباء لأشهر وسنوات.
وفي الحالتين فان الذي عانى ويعاني هو الشعب الفلسطيني بكل مكوناته، ولعل أفدح المعاناة تلك التي عاشها اللاجئون للمرة الثالثة في مخيمات لبنان وسوريا....وكأن القدر أراد أن يذكر الأجيال الجديدة بما عاناه اللاجئون في مخيمات اللجوء عام 1950 بعد عامين من النكبة وفي شتاء ثلجي كانت قسوته مشابهة لما عشناه خلال هذه الأيام مع الفارق الكبير في الإمكانيات والموارد.
قبل أشهر نشر الكاتب الإنساني تشومسكي، والمناصر لقضية فلسطين مقالا تحدث فيه عن أساليب الإلهاء التي تتبع لأشغال الشعوب عن قضاياها، ومنها...إستراتيجية الإلهاء....كإغراق الناس في القروض او خلق تعارض وهمي بين الهم الإنساني الفردي...وخاصة الاقتصادي وبين الهم العام والمعاناة العامة.
وفي حالتنا صار غلاء المعيشة وتسديد الإقساط عند البعض مفصولا عن الاهتمام بما يقوم به الاحتلال من ضم وتهويد و اضطهاد اقتصادي، دون إدراك أن الغلاء نفسه هو إلى حد كبير حصيلة سياسات عامة تمارسها إسرائيل لقهرنا وتجويعنا.
العاصفة الثلجية قدمت صورة صادمة وصارخة لحقيقة الواقع المر الذي نعيشه.
فما الذي سبب انقطاع الكهرباء عن مئات الآلاف لأيام طويلة، فجعل الأطفال وإباءهم وأمهاتهم عرضة لبرد قارس وشلل تام وأمراض ستتفاقم. وكيف يفهم تبرير مسؤولي السلطة بأن السبب يعود لإسرائيل التي قطعت عنا الكهرباء؟
نفس إسرائيل التي تحرم غزة من المياه في الصيف القائظ وتفتح السدود لتطلق عليها الفيضان القاتل في الشتاء. كيف وصلنا إلى هذه الحالة؟
لماذا لا نملك نحن القدرة على الأقل للتحكم بكهربائنا؟ ولماذا لا ننتج الكهرباء؟ رغم كل أموال الدول المانحة والضرائب الجامحة وست سنوات مما سمي 'بناء المؤسسات'.والى متى نبقى رهائن لقرارات إسرائيل وحكوماتها؟
في الماضي كانت شركة كهرباء القدس شركة منتجة للكهرباء، فحوصرت وهددت ، ومنعت من تجديد محطات التوليد لديها واجبرت على خدمة المستوطنات للحفاظ على ترخيصها ، حتى تحولت الى مجرد وكيل توزيع وجباية للشركة القطرية الإسرائيلية، وأصبحت أسيرة بالكامل لقرارات الشركة الإسرائيلية.
ما الذي قطَع أوصال الأراضي الفلسطينية الى أ / ب / ج ؟ وحرمنا من القدرة على الاستقلال بقدرتنا على إنتاج الكهرباء؟ أليس اتفاق أوسلو....الذي يروج الآن لنسخة جديدة منه.
ومن أعطى اسرائيل الحق في محاصرة غزة والتنكيل بها واغراقها بالعطش حينا وبالفيضان حينا آخر؟ اليس الانقسام والصراع على سلطة منتهكة الصلاحيات وعديمة السيادة وواقعة تحت الاحتلال هو احد العوامل المسببة لذلك؟
وعندما يعطي الاسرائيليون الأولوية لمستوطناتهم غير الشرعية للتزود بالكهرباء وتبقى مدننا وقرانا في عتمة الظلام والبرد القارس، اليس هذا هو نظام الأبارتهايد؟ ولعل اوضح المفارقات تكمن في معاناة سكان القدس الشرقية والبلدة القديمة بالمقارنة مع الخدمات المميزة التي تقدمها بلدية القدس للمستوطنات والجزء الغربي من المدينة. وعندما نجبر على دفع ما يقارب ضعف ما يدفعه الاسرائيلي ثمناً للكهرباء، رغم ان دخلهم يزيد عن دخلنا بعشرين ضعفا، أليس ذلك ظلما وعدوانا وتمييزا عنصريا؟
البعض روج ويروج، بسبب مصالحه ومنافعه الخاصة، للواقعية المزعومة بمعنى القبول بما هو واقع وليس فهمه لتغييره. والكثيرون روجوا لما سموه سلاما اقتصاديا على حساب السلام الحقيقي الذي يؤمن الحقوق السياسية والكرامة والسيادة والاستقلال.
ولعدة سنوات نظّر البعض لنظرية بناء المؤسسات، لنجد انفسنا بعد ذلك معتمدين في مائنا وكهربائنا واتصالاتنا على الاحتلال الذي يقهرنا ويتحكم بنا وتجد اغلب المحافظات الفلسطينية نفسها محرومة من البنية التحتية. والحجة كانت ....تحسين احوال المعيشة، على حساب الحرية السياسية.
هذه العاصفة الثلجية اطاحت بكل هذا الهراء مرة واحدة وأظهرت ان القبول بنهج أوسلو ، وما سيشابهه في المستقبل يعني فقدان الحرية السياسية وفقدان مقومات المعيشة ايضا. ويعني ان نسحق كل يوم بنار غلاء المعيشة والضرائب الباهظة ولا نجد عند هبوب العواصف ما ندفئ به أطفالنا وما ننير به ظلماتنا وما نحمي به بيوتنا من فيضان المياه.
والعبرة ان فقدان الحرية السياسية يعني ان نفقد القدرة على الحياة، وهذا ما تخطط له السياسة الاسرائيلية. وكل من يروج لاتفاق انتقالي جديد، بدون القدس وبدون السيطرة على الحدود وببقاء المستوطنات والتوسع الاستيطاني.
ماذا سنقول لأولئك اللاجئين في مخيمات لبنان والذين فقد بعضهم أبناءه مثلما فقد اجدادهم ابناءهم في عاصفة عام 1950، عندما نتحدث عن اتفاق محتمل لا يضمن لهم العودة ولا الخلاص من الظروف البائسة التي يعيشونها؟
الحقيقة التي لا يستطيع احد التهرب منها، ان معيشتنا وتدفئتنا وكهرباءنا وسلامة بيوتنا تعتمد على تحقيق تحررنا من هذا الاحتلال العنصري البغيض.
والحقيقة الثانية....اننا ونحن نخوض صمودنا ونضالنا ضد هذا الاحتلال فان الأولوية في استخدام مواردنا وضرائبنا ومقدراتنا يجب ان تعطى لاحتياجات الناس وقدرتهم على الصمود..... قبل اي شيء آخر. والحقيقة الثالثة ان الاحتياجات الامنية الاسرائيلية اصبحت ترزح على صدورنا كاطنان من الركام الذي يخنق انفاس اقتصادنا وموازنتنا وحياتنا اليومية.
الواقعية الحقيقية والثورية لم تكن يوماً الاستسلام للواقع ...بل فهمه وادراكه من أجل تغييره للأفضل، ومن دون السماح لأي وسيلة الهاء او خداع بحرفنا عن ذلك.
التنقيب عن النساء في القمر
الكرامة برس / توفيق أبو شومر
'أصحاب الملايين العرب، يشترون حقوق التنقيب عن النساء في القمر، ويشترون نصف شركة مرسيدس، وشركات المأكولات والملبوسات، ولكنهم يرفضون أن يتبنوا قصيدة، أو مشروعا ثقافيا'.
نعم، ما أكثر أغنياءنا، ولكن ما أقلَّ الأثرياء العرب ممن يستثمرون نقودَهم في الثقافة العربية!! وما أندر مَن يؤسسون بنية ثقافية عربية واعية، تنفع الأجيال!! هناك شحٌ في استثمار الأموال في تأسيس مراكز الأبحاث والدراسات، وفي مجالات التربية والتعليم!! فقلةٌ هم مَن (يُغامرون) بالاستثمار في هذه المجالات، لأنهم يعتبرونها مشاريع غير مُربحة، في الأجل القصير، وهم يحسبون ثرواتهم بحساب سنوات عمرهم فقط، لذا فإنهم لا يستثمرون.
كتبت المقدمة السابقة، وأنا أتابع مؤتمر سابان العاشر في واشنطن، وهو مؤتمر ينظمه مركز سابان للدراسات والأبحاث، والمؤتمر يعقد كل عام، يوم 6-8 ديسمبر، ويستضيف شخصيات عالمية بارزة، وهو مؤتمر شامل، ولكن موضوعه الرئيس هو الشرق الأوسط وإسرائيل. وهو يقدم توصياتٍ مهمةً عقب كل مؤتمر من المؤتمرات، تقود السياسيين في إسرائيل وأمريكا.
شارك في المؤتمر بأبحاث كلٌ من: نتنياهو ، وأوباما وجون كيري وتسفي ليفني وليبرمان، وعددٍ آخرٍ من الشخصيات الفلسطينية والعربية والدولية..
بقي أن أشير، إلى أن المؤتمر أسَّسَه، المخرجُ السينمائي اليهودي الأمريكي (حايم سابان)،وقد أسَّس المركز بمنحةٍ قدرها، ثلاثة عشر مليون دولار، وكان شعاره الرئيس هو [ تعزيز فرص السلام بين العرب والإسرائيليين]أُسس المركزُ عام 2002 يديره طاقمٌ مكون من جنسيات مختلفة، منهم ثلاثة من الباحثين العرب.
وللمركز فروعٌ عديدةٌ في دول العالم، ولعل أبرز فروعه ، فرعُه في الدوحة في قطر، ويسمى (منتدى أمريكا والعالم الإسلامي). أخيرا فإن هناك حقيقةً يتجاهلُها العربُ للأسف:
' إن بعض مراكز الأبحاث في العالم، تُعتبر مصانع لإنتاج النظريات السياسية، التي تقود العالم في عصر الألفية الثالثة، وما الحكامُ والرؤساء والملوك، سوى أدواتٍ لتنفيذ برامج وسياسات تلك المراكز، ولهذه المراكز كتائبُ عسكريةٌ، توجه الرأي العالمي بذكاء ودهاء، باستخدام أحدث الأسلحة وأمضاها، وهو مستحضر قياس الرأي العام، ويتولى سلاح الإعلام توزيع نتائج الأبحاث واستطلاعات الرأي في كل وسائل الإعلام، لتصنع الثورات والانقلابات وما في حكمها ، بلا جيوش احتلال، وبلا حروب!.
نيلسون مانديلا واحمد نجم... يضيئان شجرة الميلاد في بيت لحم...
الكرامة برس / عيسى قراقع
تقف شجرة الميلاد باسقة وجميلة في ساحة مهد المسيح عليه السلام، تتلقف الثلج و البرد من الأعلى، اجنحة ملائكة بيضاء تحوم حول الكنيسة، وترانيم ميلاد مفعمة بالأمل من شعب لا زال يصلي للسلام والعدالة والحرية.
وفي وقت يختلط فيه كلام الله بكلام الضحايا، رأينا روحين يهبطان من السماء يضيئان الشجرة، ويطوفان بنجمة بيت لحم الفضية في كل الأنحاء، يشعان في المسافة الواقعة بين القدس والبحر، ينثران حبات الزيت وروح العسل التلحمي على الحجيج والناس، يتجاوزان السور المسلح وبرج المراقبة والمستوطنة المتوحشة، ويرسلان لفلسطين وشعبها البرق والتحية.
إنهما المناضلان نيلسون مانديلا واحمد فؤاد نجم، اللذان رحلا عن الدنيا وسافرا إلى ساعة الميلاد، نزلا عن صليبهما وخلعا المسامير عن خشبة القهر والاستعباد ليعانقا هواءنا وماءنا وخبزنا، يتوحدان في لغتنا التي هي لغتهم منذ ان كان السجن أول الكلام وصار السجن آخر الكلام، ومنذ ان قال لنا مانديلا: دعوا الحرية تسود فالشمس لا تغيب عن الأرامل والشهداء والمحشورين خلف الحديد.
مدينة بيت لحم التي تستفيق كل عام من الخراب، تبني مذودها و رجاءها مرة أخرى وأخرى على ميقات أنشودة كنعانية أزلية، ستقرأ على الناس في منتصف ليلة الميلاد المقدسة سيرة المناضل نيلسون مانديلا العائد بعد سبعة وعشرون عاماً من السجن إلى رئاسة دولة جنوب أفريقيا الحرة، منتصراً على نظام الفصل العنصري البغيض، ورافعاً راية العدالة والمساواة والمصالحة، محطماً الأغلال وبؤس الفقر والذل والخوف، ومبشراً بانتصار الإنسان على العبودية ومشاريع الموت.
ستقرأ مدينة بيت لحم ليلة الميلاد قصائد الشاعر المصري الكبير احمد نجم، قصيدة قصيدة، قافية قافية، منذ ان حاصر صوته الطغاة وصادروه من أغاني الشيخ الكفيف إمام وهو يهتف:
وأنا بِدَي أسافرْ حَداكو
ناري في إيدَية
وإديَة تِنْزِلْ مَعاكو
على راس الحَيَة
وتموتْ شَريعةْ هُلاكو
تحت شجرة الميلاد صلينا، كنيسة المهد أمامنا والقدس تتحرك نحونا، أطفالنا يلعبون في الحارات، ومانديلا يوزع الهدايا على الأولاد الناجين من الملاحقة، يوعدهم بفجر آخر، وبيت آمن وليس بسجن وأسلاك، قائلاً: اصعدوا إلى أعماركم الآتية، أمامكم حياة حافلة، لا تخافوا من الطائرة ولا من حاجز عسكري عابر، سماؤكم مسقوفة بنبضات قلوبكم الواعدة، واراضيكم لا تتسع إلا لكم حجراً حجراً وشجرة شجرة.
تحت شجرة الميلاد سمعنا صوت الريح في نايات احمد فؤاد نجم، يستدعي أحلام الفقراء على وقع الكلمات، فتصير المدينة العتيقة جسداً في أغنية، يناديها الشاعر كالحنين إلى أباريق القهوة وماء البئر ونشيد الرعاة:
ونجيب حليب العندليب
في المهد
للطفل الوليد
ضليله
ونشجّر التين والزتون
فوق راس الشهيد
تتنفس بيت لحم مع المطر، تحتفل بالنجوم، صدى للآيات والأجراس والغزلان ورائحة الميرمية والقرنفل، صلوات في الكنائس، بخور حول جنازات تحمل الصليب الثقيل من سجن جزيرة 'روبن ايلاند' إلى سجن عسقلان، صور لمانديلا وكريم يونس واحمد أبو السكر، قصائد تنزف دما في الشوارع للشاعر احمد نجم، نبوءة تقول لنا: ان نظام الأبرتهايد في جنوب أفريقيا قد سقط، وان ظلام المؤبد عن الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي قد سقط... ويستمر المطر والصلاة...
نيلسون مانديلا يتفقد مغارة الميلاد، وصوت الذين ذبحوا في الحصار، يغسل ملابسهم وقلوبهم ويعلقها على ستة وأربعين عموداً في الكنيسة، يسال عن مروان البرغوثي و أحمد سعدات وأبونا إبراهيم عياد، يلبس الكوفية السمراء ويخاطب العالمين: هنا ولد رسول الحرية، هنا ولد ياسر عرفات، هنا زهر الحب لمحمود درويش، هنا الحياة والروح العنيدة.
هنا ابنائي وبناتي في الزنازين يخيطون لي مهداً وليس كفناً، يقول احمد فؤاد نجم وهو يلقي أغلاله ويفتح باب كل سجن ومعسكر، يمسح الوجع الإنساني عن وجه المدينة وعظام الأجداد، يشتعل النص، تضيء الآية وهو ينادي على شمس الحقيقة:(طلي عليكي الامان).
إسرائيل: المفاوضات للخروج من المقاطعة الدولية
الكرامة برس / مصطفى ابراهيم
سيعود وزير الخارجية الامريكية جون كيري هذا الاسبوع لزيارة منطقتنا لتكون الزيارة الثانية عشر له خلال هذا العام، في سعي منه لحث السلطة الفلسطينية وإسرائيل على التقدم في العملية التفاوضية، بعد ان اعلن أن تقدماً حصل في جهوده الرامية إلى التوصل لاتفاق انتقالي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، من دون الكشف عن مضمون هذا التقدم.
يجري ذلك في الوقت الذي تضع اسرائيل العراقيل ومحاولتها إضافة ملفات تفاوضية جديدة إلى مفاوضات الوضع النهائي لم تكن معروفة سابقاً، مثل “يهودية الدولة”، فإسرائيل بدأت حملة تهدف إلى الحصول على اعتراف الدول الأوروبية بها دولة لليهود.
بالإضافة الى محاولتها وضع ملف جديد اسمه غور الأردن على الطاولة، من خلال تقديم ملف الغور على أنه منفصل عن الملف الأمني، علماً أن اتفاقات أوسلو تنص على ست قضايا لمفاوضات الوضع النهائي يجري التفاوض عليها للتوصل إلى اتفاق سلام شامل، هي، الحدود والقدس واللاجئون والمستوطنات والأمن والمياه.
إسرائيل تهدف من ذلك الى استمرار التفاوض من اجل فرض وقائع جديدة على الارض، و الخروج من العزلة الدولية التي تتعزز يوميا والتأثير على حركات التضامن والمقاطعة الدولية، وإفشال نشاطاتها و التي نجحت في احراج اسرائيل وعزلها في كثير من القضايا، كما تم مؤخراً من قيام اكبر جمعية اكاديميين امريكية بإقرار مشروع قرار بفرض المقاطعة الاكاديمية على اسرائيل.
وكانت شركة مياه الشرب الهولندية “فيتنز” قطعت الأسبوع الماضي، على خلفية هذا النشاط، علاقاتها مع شركة المياه الإسرائيلية “مكوروت”. كما أبلغت الحكومة الرومانية نظيرتها الإسرائيلية بأنها ستتوقف عن إرسال عمال بناء إلى إسرائيل لرفض الأخيرة التعهد عدم تشغيلهم في مشاريع بناء في تلك المستوطنات.
كذلك توقفت جنوب أفريقيا عن استيراد منتجات يتم تصنيعها في البحر الميت “لأن مصدرها خارج الخط الأخضر”. كما ذكرت تقارير صحافية اسرائيلية إلى أن جنوب أفريقيا أبلغت شركات بريطانية وفرنسية كبيرة نيتها وقف نشاطها في أراضيها لتعاطيها مع المستوطنات. بالإضافة إلى التحذيرات التي أطلقتها الحكومة البريطانية هذا الأسبوع لرجال الأعمال فيها من مغبة الاستثمار أو تحويل أموال أو اقتناء عقارات في المستوطنات “خشية تضرر سمعتها وتعرضها إلى المقاضاة”.
كيري يسعى بشدة من اجل انجاز اتفاق تصفية للقضية الفلسطينية، و ممارسة الضغط على القيادة السلطة وتقديم الاغراءات المالية، في المقابل لم يستطع الضغط على اسرائيل من اجل تجميد الاستيطان، وفي نفس الاطار يقوم الاتحاد الأوروبي بنفس الدور حيث جد استعداده لتقديم صفقة غير مسبوقة من الدعم السياسي والاقتصادي والأمني للفلسطينيين والإسرائيليين عند التوصل إلى اتفاق سلام نهائي.
كما جاء البيان الذي أصدره عقب اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد في بروكسل أمس الاثنين 16/12/2013، وقال فيه: ” إن الوصول إلى اتفاق سلام سيفتح مجموعة واسعة من الفرص للتعاون مع الاتحاد الأوروبي لكل من إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية، بما في ذلك زيادة الوصول إلى الأسواق الأوروبية، كما سيعزز الترابط الثقافي والروابط العلمية، والاستثمار في الاتحاد الأوروبي في دعم الوصول وتيسير التجارة والترتيبات التجارية، فضلاً عن تعزيز التعاون الأمني مع كلتا الدولتين”.
المفاوضات الجارية هي مفاوضات مصلحة و مستوجبة وضرورية لإسرائيل، الهدف الأسمى لها هو ان تكون دولة يهودية في حدود آمنة، وايهام العالم ان اسرائيل معنية بالتوصل على حل سياسي فهي مستمرة بالمفاوضات من اجل رفع العزلة عنها فهي لن تقدم أي شي في القضايا الاساسية ولن تتنازل عن أي شبر من وأن هناك إجماعاً صهيونياً على ذلك، ولن تسمح للفلسطينيين بحق العودة بالعودة الى وطنهم الأم، الذي اقتلعوا منه بالقوة.
غالبية الفلسطينيون أصبحوا على قناعة ان المفاوضات الجارية هي مفاوضات من اجل تصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية، فالشك قائم في عدم وضوح وجدية القيادة الفلسطينية التي تدير المفاوضات، ويعبرون عن قلقهم من استمرارها في ظل التعنت الاسرائيلي ووضوح الاهداف لديهم.
وعلى رغم من التصريحات الصحافية الخجولة التي تصدر عن بعض المسؤولين في السلطة الفلسطينية عن تعنت الحكومة الإسرائيلية وعدم التقدم في المفاوضات، إلا انه على السلطة الفلسطينية ان تعمل على وقف تلك المفاوضات التي تعطي الجانب الاسرائيلي ضوءاً اخضر في الاستمرار ببناء المستوطنات و شرعنتها، و فرض العقوبات الجماعية ضد الفلسطينيين، والتنكر الاسرائيلي لحقوق الفلسطينيين العادلة.
وما التصريحات الخجولة التي صدرت وتتحدث عن انه أمام الشعب الفلسطيني خيارات سلمية كثيرة للنضال من اجل دحر الاحتلال، ما هي إلا تصريحات تتردد منذ سنوات من دون القيام بفعل أي شيئ حقيقي على الارض، و يحب تفعيلها من خلال موقف وطني موحد، وإنهاء الانقسام، والاتفاق على استراتيجية فلسطينية تعيد للقضية الفلسطينية الاعتبار وحيويتها ووهجها في الساحة الفلسطينية والعربية والدولية.
مشروعنا الوطني يمر بمرحلة صعبة وخطيرة، والأوضاع تزداد سوء يوما بعد الاخر منذ اكثر من عشرين عاماً، وحالنا في تراجع و أهدافنا غير واضحة وليست موحدة ومضطربة والانهيارات متتالية والانقسام عمقها، ولا قيمة للوقت لدينا لنجترع تجاربنا، من دون ان نفكر في مراجعتها وتقييمها، وإعادة البناء لمؤسساتنا المثخنة بالفساد والإقصاء والتفرد والاستئثار.
المواطن أغلى ما نملك .... ليكن قادم الايام عليه افضل من سابقه
الكرامة برس / حسن سليم
هو الشعار الذي لا يأخذه المواطن أبداً على محمل الجد، فهو يعرف ان ذلك شعاراً ليس اكثر، وجملة جميلة تصلح في أفضل حالاتها لتملأ لوحة اعلانية على مداخل المدن او على معابر الحدود .
ما تعرضت له البلاد ولا زالت اثاره حاضره نتاج العاصفة الثلجية يكشف مرة اخرى المستور، من ضعف الامكانيات وهشاشة البنية التحتية وفقر التخطيط لمواجهة الازمات.
هي عاصفة ثلجية وليست زلزالا، وحولت البلاد الى ارض منكوبة، سكانها اسيرين لمنازلهم، انقطاع لخدمات الكهرباء والمياه، ووفاة العديد من المواطنين بعد ان لم تنجح طواقم الاسعاف الوصول اليهم في الوقت اللازم بسبب انغلاق الشوارع ومداخل منازلهم، والمزروعات 'حدث ولا حرج' .
الارصاد الجوية ومنذ اكثر من اسبوع سبق على بداية الازمة حذرت من صعوبة الاحوال الجوية القادمة، فيما جهات الاختصاص والمكلفة بمواجهة الازمة دخلت مارثونا للاجتماعات، تجتمع وتعلن بعد كل اجتماع عن جاهزيتها الكاملة للمواجهة.
شعور تسلل لوعي المواطنين بانهم في آمان كامل، هكذا أعلنت جهات الاختصاص ' كل شيء تحت السيطرة'، ولكن الرياح جاءت على غير ما اشتهت السفن .
دخلت العاصفة واعلن الوطن استسلامه لارادة الرب، ومن هو مكلف بالمواجهة للعاصفة الثلجية بدأ يلهث متعبا منذ لحظة بداية المواجهة، دون تخطيط، او منهجية بالعمل . عمل رغم اهميته وتقدير لجنوده الا انه كان يفتقر للمنهجية والتنظيم الصحيح، ولعل فتح الشوارع وازالة الثلوج منها لتسيير الحركة فيما تم وضع الثلوج على مداخل البنايات كان خير شاهد .
لم يكن مطلوب من تلك الجهات توفير الكماليات للمواطن، بل الحد الادنى المتمثل بفتح الشوارع ومداخل المنازل، ليتسنى له الحركة وقت الضرورة – وفي ذلك مساعدة لهم وتخفيف عن كاهلهم في مواجهة الازمة - ولكن للاسف حتى ذلك الحد الادنى لم يتحقق، رغم مرور اكثر من اربعة ايام في كثير من المناطق.
وللتقييم واخذ العبر ولا اقول للمحاسبة – غريب اننا لم نسمع عن استقالة احد المكلفين او بعضهم- لا بد من عملية جرد حساب لتلك التجربة، والوقوف علي نتائجها، حتى لا يكون القادم من الايام كسابقها. وأسئلة قد تدور بالذهن باحثة عن اجابة : هل تم تشكيل خلية ازمة تعمل وفق منهجية عمل قادرة على المواجهة ؟ وخلية ازمة تمتلك من قاعدة البيانات ما يمكنها من بناء الية عمل سليمة واتخاذ القرار السليم وقت الحاجة ؟ وخلية ازمة لديها من الامكانيات ما يؤهلها لمواجهة الازمة ؟ والسؤال الاهم هل ما تم تشكيله من لجان او مجالس يرقى لمستوى خلية ازمة ؟
لست من انصار المركزية في اتخاذ القرار لكن الحالة التي مررنا بها اثبتت اهمية مركزة القرار وتوزيع العمل بناء على بنك المعلومات المركزي المتضمن لبيانات اهل الاختصاص والمالكين لادوات المساعدة( ان تم بناؤه اصلا ).
جهات الاختصاص والمكلفة وفق اختصاصها حسب القانون بالمواجهة وحماية المواطن من نتائج الازمة تضم الكثيرين من المؤسسات والجهات على رأسها وزارة الداخلية التي تنضوي تحتها ( المحافظات، جهاز الدفاع المدني، قوات الامن الوطني، جهاز الشرطة ) - وزارة الحكم المحلي وهي مظلة للهيئات المحلية ( البلديات – المجالس القروية- لجان المخيمات) ، وزارة الاشغال العامة والإسكان - وزارة الصحة - وزارة الشؤون الاجتماعية - وزارة المواصلات - وزارة الاتصالات - وزارة التربية والتعليم - وزارة المالية - وزارة التخطيط والتعاون الدولي.
ولكن الدفاع المدني وهو العنوان الابرز والاول الذي يتوجه اليه المواطن لطلب المساعدة كان الضحية الثانية بعد المواطن حيث الفقر المدقع للامكانيات ونقص الكادر. وحالة من التيه والتشتت نشأت لدى المواطن، في أي جهة يتصل ويطلب المساعدة ومن هي الجهة التي تملك الامكانيات ؟ وقد يتصل البعض في اكثر من جهة كالغريق المتعلق بقشة طمعا بالنجاة . وهذا بالطبع يخلق حالة من الارباك الشديد لدى جهات الاختصاص المكلفة بالمساعدة .
وفي كثير من الاحيان كان الحال ' لا بلح الشام ولا عنب اليمن '، فلم يصل الدفاع المدني ولا شركاؤه، وبقي المواطن ينتظر فرج ربه بذوبان الجليد، حتى يتحرر من أسره. وعند الاتصال لطلب المساعدة يكون الاكثر حضورا في الرد : اما عدم الرد او انشغاله، او تحويله لجهة اخرى لا ترد، او العين بصيرة واليد قصيرة ( لا يوجد اليات )، والبلديات في كثير من الحالات يكون الاتصال بها ليس اكثر من رفع عتب، ولا ننسى المتجولين من سائقي الجرافات الذين احترفوا الابتزاز للاهالي بطلب 100 شاقل على فتح المدخل.
ومن باب العدالة لا من الاشارة الا انقراض العمل التطوعي والدور السلبي للمواطن في الشراكة مع المؤسسات سواء بالفعل بالمساعدة، لو بالامتناع عن الفعل بعدم اعاقة العمل او التهور في الحركة .
ما هو جدير بالنقاش في هذا المقام ما يتضمنه قانون الدفاع المدني الفلسطيني من صلاحيات ونفوذ لم يتم استخدامها .
وبالرجوع لنص لقانون الدفاع المدني الفلسطيني رقم '3' لسنة 1998، وباستعراض للمواد التي تنظم ادارة الكوارث وكيفية التعامل معها فقد نصت المادة [12] على انه مع مراعاة أحكام هذا القانون يختص المجلس الأعلى للدفاع المدني وفق الفقرة [4] اتخاذ الإجراءات الضرورية لمواجهة أي حدث طارئ . وبالتالي واعتمادا على النص السالف فان معالجة اثار الكوارث والتعامل معها محددة بنص القانون، وبالتالي هي واجب تلك الجهات وحق للمواطن عليها ان تقوم بواجبها تجاهه دون تقصير او تمييز .
ولتسهيل العمل ورفع الجاهزية في حال قلة الامكانيات والحاجة للغير اعطى القانون وفق المادة [16] وبما لا يتعارض مع أحكام هذا القانون لوزير الداخلية وفق الفقرة [3] إصدار الأوامر عند الضرورة بالاستيلاء مؤقتاً على العقارات والأبنية اللازمة لإعداد الملاجئ العامة والمستشفيات والمراكز العامة للإسعاف ولكافة شؤون الدفاع المدني الأخرى، ويعوض المالك عما قد يصيبه من أضرار تعويضاً عادلاً.
وكذلك ووفق المادة ]26[ يجوز لوزير الداخلية في حالات الطوارئ أن يتخذ الإجراءات الإضافية التالية من أجل مصلحة الدفاع المدني ومن ضمنها حسب الفقرة [1] وضع اليد على جميع وسائل النقل وأدواتها، وقطع غيارها وجميع لوازمها وتقييد بيعها وتنقلاتها وتنقلات سائقيها. وحسب الفقرة [3] تكليف أي شخص من ذوي المقدرة والخبرة أن يساهم في خدمات الدفاع المدني، وإذا كان من ذوي المهن الحرة فعليه أن يضع الأدوات التي يعمل بها تحت تصرف سلطات الدفاع المدني. كما أعطى القانون الحق لوزير الداخلية الحق أيضا وفق الفقرة [6] وضع اليد على مصادر المياه والكهرباء وأدواتها وجميع لوازمها وتكليف المسؤولين عن إدارة تلك المصادر والموظفين بإدارتها بصورة فعالة.
بالتالي فانه من غير المبرر لجهات الاختصاص التذرع بضعف الإمكانيات لمواجهة الأزمات والكوارث، فقد أعطاها القانون مساحة واسعة للنفاذ الى الإمكانيات واتخاذ ما يلزم من تدابير، لكنها للأسف تخلت عن ذلك الحق ، إما غفلة منها لما منحها إياها القانون، أو طواعية لسوء تقدير بحجم القادم من الكارثة . كما من حق المواطن عليها، أن يبقى السؤال الكبير برسم الإجابة، بأنه ما دامت تلك الجهات تعرف قلة إمكانياتها، فلماذا لم تقم بالاستعانة بالقطاع الخاص والياته ومعداته وإمكانياته - وفقا للقانون - بما يساهم في التعامل الفعال مع الأزمة.
على لسان الناطق باسم الدفاع المدني ورد في مقابلة له على اثير ' اجيال ' عصر اليوم الاثنين، انهم قد وجهوا الدعوة للقطاع الخاص لتقديم المساعدة بالياتهم، البعض استجاب والبعض الاخر لم يستجب، وفي ذلك بالطبع سقطة اخرى للسلطة التنفيذية في كيفية التعامل مع الازمة، حيث انه في مثل تلك الحالة لا توجه دعوات بل اوامر تحت طائلة المسؤولية وفقا لنص القانون لمواجهة الازمة.
والجدير ذكره أيضا انه وفقا للقانون أيضا فان عدم تنفيذ الأوامر الصادرة عن وزير الداخلية فيما يتعلق باختصاصه المبين بالقانون في التعامل مع الكوارث ليس طوعيا، بل جنحة يعاقب عليها القانون وفقا للمادة [28] التي نصت على مع عدم الإخلال بما ورد في قانون العقوبات يعاقب كل من يخالف حكماً من أحكام هذا القانون ( قانون الدفاع المدني ) بغرامة لا تزيد على (500) خمسمائة دينار أردني أو ما يعادلها بالعملة المتداولة قانوناً أو بالحبس لمدة لا تزيد على ستة أشهر أو بكلتا هاتين العقوبتين.
وما أوردته من نصوص قانونية ليس أكثر من إشارة لجهات الاختصاص أنكم تخليتم عن صلاحيات لو تم استخدامها لكان الحال أفضل مما كان عليه.
وحتى لا يكون الرد من قبل جهات الاختصاص الوعد بتشكيل لجنة، أو الإقرار بقصور حدث هنا أو هناك، فانه من الضرورة الاستباق والقول أن الاعتراف بالذنب فضيلة، ولكن بالطبع ليس هذا ما يبحث عنه او ينتظره المواطن، فلن يغني أو يسمن من جوع، بل ما سبق هو ناقوس خطر دقته عاصفة ثلجية، أو حجر حرك الماء الراكد ، توجب الصحوة، وحاجة ملحة لإعادة ترتيب البيت من جديد حتى لا نغرق في أحلام 'الجاهزية الواهمة '. وبالطبع لسنا بحاجة لكارثة أخرى حتى نصحو ....
اما غزة فالطبع حاجتها اكبر من مواد تموينية او ايواء لمن اصبح في العراء. غزة حاجتها للعودة لحضن الوطن والتخلص من الظروف المعاشة هناك. حاجتها ان تتواصل مع الام فلسطين.
ما سبق كان محاولة لمسائلة السلطة التنفيذية، اما فيما يتعلق بالقطاع الاهلي فهو كما وصفه صديقي ' دخل حالة البيات الشتوي ' .
لقاء حزبي إسرائيلي فلسطيني
الكرامة برس / حمادة فراعنه
بعد انتخابه رئيساً لحزب العمل الإسرائيلي، وتوليه قيادة المعارضة الرسمية في الكنيست، استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إسحق هيرتسوك، في رام الله بدعوة رتبها محمد المدني، مفوض العلاقات الإسرائيلية لدى اللجنة المركزية لحركة فتح، وأدلى بتصريح قال فيه إنه ضد الاستيطان والمستوطنات، وإنه مع دولة فلسطينية مستقلة، وذهب إلى واشنطن والتقى سوزان رايس، مستشارة الرئيس الأميركي للأمن القومي، وعرض رؤيته للحل، وتنسيق المواقف مع العاصمة الأميركية.
هيرتسوك لديه 15 نائباً في البرلمان، إضافة إلى حزب ميرتس، والكتل العربية الثلاث لديها 11 نائباً من الجبهة والتجمع وحزب الوحدة العربية (الحركة الإسلامية)، والأطراف الثلاثة (العمل وميرتس والكتل العربية الثلاثة) يشكلون قوة نيابية قوية، غير قادرة على إسقاط حكومة نتنياهو ونهجها الاستيطاني التوسعي، ولكنهم يشكلون قوة جاذبة لدى الرأي العام الإسرائيلي يمكنها ترسيخ تقاليد وعلاقات بين الفلسطينيين والإسرائيليين يمكن الاعتماد عليها والعمل من خلالها، لتكون البديل لما هو قائم ولما يجري، من سياسات رسمية وإجراءات عدوانية وخطوات توسعية مدمرة بين الشعبين، يقودها الليكود مع اليمين المتطرف الاستيطاني الاستعماري على أرض فلسطين.
شعبنا الفلسطيني، بمختلف مكوناته الثلاثة، أبناء 48 في الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، وأبناء 67 في الضفة والقدس والقطاع، وأبناء اللجوء في المخيمات وبلدان الشتات بحاجة لرافعة إسرائيلية تقف معهم، على أرضية بناء تفاهمات مشتركة، لن تُحول الإسرائيليون إلى فلسطينيين، مثلما لن تُحول الفلسطينيون إلى إسرائيليين، ولن يتخلى الإسرائيليون عن ثقافتهم مثلما لن يتخلى الفلسطينيون عن تاريخهم، فكلاهما لديه رؤيته وروايته، ولكنهما وصلا إلى طريق مسدود في إلغاء الآخر ونفيه، الإسرائيليون فشلوا في رمي الفلسطينيين إلى الصحراء، وإنهاء وجودهم وارتباطهم بفلسطين وعلى أرضها، والفلسطينيون فشلوا في هزيمة الإسرائيليين ورميهم إلى البحر، وحصيلة ذلك تحولت فلسطين إلى وطن للشعبين، ستة ملايين يهودي إسرائيلي وأكثر من خمسة ملايين ونصف المليون عربي فلسطيني، لا خلاص لهما إلا بالتعايش والشراكة والتوصل إلى تفاهمات وحلول مشتركة، إما بتقاسم الأرض عبر الدولتين وفق قرار التقسيم، أو بتقاسم السلطة عبر دولة واحدة ثنائية القومية، متعددة الديانات من المسلمين والمسيحيين واليهود، تحتكم لنتائج صناديق الاقتراع، ولا حل ثالثا سوى القتل والخراب ونفي الآخر، وهو حل تم استعماله لعشرات السنين، وتم اختباره على أرض الواقع، ومني بالفشل المصحوب بكل آثار الموت والتدمير والتخلف.
مجيء هيرتسوك، قد يفتح بوابة للطرفين، كي يعملا ويفعلا ويضعا خطوات عملية وإجرائية، وسياسية، لتوسيع شبكة العلاقة كي تشمل قطاعات أوسع من المجتمع الإسرائيلي، من الكتاب والمثقفين والمهنيين وقادة الرأي، ليماثلهم من الفلسطينيين لخلق طرف ثالث تقدمي ديمقراطي، يتفوق على اليمين الإسرائيلي العنصري والاستعماري، ويتفوق على اليمين الفلسطيني الانعزالي الذي لا يرى أبعد من أنفه.
حركة فتح مدعوة لخلق الصلة والعلاقات اليومية، الندية المتكافئة المتوازنة مع الأطراف الثلاثة، داخل المجتمع الإسرائيلي، كي يتحرر من عزلته وعدائيته وعنصريته نحو الفلسطينيين مثلما يجب على اليسار الفلسطيني أن ينهض بنفسه ليكون في الموقع القيادي الذي يستحقه، كما كان لدى كل حركات الشعوب التي هزمت أعداءها وانتصرت بانفتاحها وحسها الديمقراطي، ولهفتها لتوسيع قاعدة الشراكة ليكون المنطق الجبهوي هو السائد وليس المنطق الحزبي الانفرادي هو المهيمن، حيث تستطيع فصائل اليسار الفلسطيني تشكيل رافعة لنفسها ولشعبها عبر العمل مع حركة فتح بهدف اختراق المجتمع الإسرائيلي.
اليسار الفلسطيني مطالب بالانفتاح على قوى المجتمع الإسرائيلي المؤيد نسبياً لحقوق شعبنا، أو بعض لهذه الحقوق، دون المساس بكامل حقوق شعبنا أو التنازل عنها أو المساومة عليها: حقه في المساواة في مناطق 48، وحقه في الاستقلال في مناطق 67، وحق اللاجئين في العودة واستعادة ممتلكاتهم، وأن يبقى اليسار كما كان، وكما يجب أن يكون ضمير شعبنا الفلسطيني وبوصلة عمله ومساره على الطريق الطويل طريق النضال لاستعادة كامل حقوق الشعب العربي الفلسطيني المنهوبة، وتعاون حركة فتح مع فصائل اليسار الفلسطيني، يمكن أن يشكلا الضمانة لفرز الفرق ما بين اختراق المجتمع الإسرائيلي وبين التطبيع مع المؤسسة الإسرائيلية، فالأولى رافعة كفاحية لخدمة الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الكاملة غير منقوصة، والثانية لمصلحة العدو الإسرائيلي الذي يسعى لتعزيز شرعية مشروعه الاستعماري على أرض وحقوق وكرامة شعبنا الفلسطيني، والفرق بينهما كبير ونوعي وجوهري.
رأيت رام الله .. أعتذر عن التأخير
الكرامة برس / أسامه الفرا
كلما التقيت بجارنا العجوز أستحضر قصته مع حفلة أم كلثوم، كان يحرص على ممارسة طقوسه الخاصة رغم ما يصاحبها من نقد يأخذ طابع السخرية، كان جارنا ينتظر بفارغ الصبر يوم الخميس مطلع كل شهر حيث تحيي أم كلثوم حفلتها، ويتكفل صوت العرب بنقلها على أثيره، وتحضيرات جارنا تبدأ مبكراً في ذلك اليوم حيث ينتقي أفضل ما لديه من ثياب، ويطيل الوقت أمام المرآة وكأنه على موعد مع رؤية عروسه، ويجلس ورفاقه في غرفة 'الضيوف' في إنتظار أن تطل عليهم كوكب الشرق بصوتها، يسود الصمت المكان بإستثناء بعض كلمات الاعجاب التي يطلقها الجار بين الفينة والأخرى.
نحن نفعل الشيء ذاته إن تعلق الأمر بلقاء مهم، سواء كان مع مسؤول من اصحاب المكانة المرموقة بغض النظر إن كان أهل لها أم غير ذلك، ونمارس ذات السلوك إن كان اللقاء له علاقة بإختيار شريكة الحياة، ونسعى جاهدين لأن نصل مبكراً، ونطيل الاعتذار وخلق المبررات إن تأخرنا لدقائق معدودة، لم يخطر ببالي أن اعتذر لكتاب لإقتنائي له متأخراً، ولم يتبادر لذهني أن الكتاب القيم مثل شريكة الحياة يلازمك بأفكاره وما يحتويه طيلة حياتك، وبالتالي يفرض عليك نمطاً محدداً وأنت تقلب صفحاته وتغوص في أعماقه، الكتاب بما يحتويه يتطلب طقوساً خاصة، حاله كحال فنجان القهوة يتأثر مذاقه بجملة من العوامل المحيطة به والمرتبطة بصياغة نكهته، لا يكفي أصل البن وفصله وإنما المتمم والمكمل لذلك كيف ومتى وأين نتناوله.
لا أعرف لماذا تذكرت قصة الجار وفنجان القهوة وأنا أقلب رواية الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي 'رأيت رام الله'، تملكتني أهمية الاعتذار للكتاب لا الكاتب، فالأخير إلتقيته مراراً عبر دواوينه الشعرية، فيما 'رأيت رام الله' كان لقائي الأول به، 'رأيت رام الله' التي حاول فيها الشاعر أن يبتعد عن الموسيقى الشعرية ليستسلم إلى متطلبات الرواية إلا أنها خرجت كمعزوفة جمعت بينهما، بالطريقة ذاتها التي جمع في سطورها حكاية الشتات الفلسطيني بين المأساة والملهاة، كم هو مؤلم أن يستوقفك ما ذهب إليه الشاعر بأن على الكاتب أن يكتب بالانجليزية ليقرأه الغرب كي يعرفه العرب، هل كان لزاماً علي أن أعرف أن روايته 'رايت رام الله' حاز بها على جائزة نجيب محفوظ للابداع الادبي التي تمنحها الجامعة الأمريكية بالقاهرة كي أقرأها وأطلع على مكنوناتها الثرية، بقدر ما يسرد الشاعر سيرته الشخصية وهو يغادر المكان ليستقر في الزمان، بقدر ما تمثل تأريخاً انسانياً للقضية الفلسطينية، بعيداً عن الخطب العصماء التي تطربنا ولا تطرب سوانا.
رأيت رام الله .. تسرد تفاصيل عقد الزواج الكاثوليكي بين الوطن والغربة، فلا الغربة المفروضة على الكثير من أبناء شعبنا قادرة على سلخ أصحابها عن الوطن، ولا الوطن ذاته بمقدوره أن يتجاهلها، أجمل ما في الرواية أنها تنقل إليك الصورة مجردة، لم يستعن الكاتب بأدوات التجميل التي اعتاد عليها الكثيرفي سرد تاريخهم، لذلك تجبرك الكلمات على العيش بين حروغها والامعان في تفاصيلها، كأنها تدفعك رغماً عن أنفك لإكتشاف عالمك المخفي داخلك، لتعيد بها انسانيتك قبل اي شيء آخر، أن تكون أنساناً شيء وأن يعيش الفلسطيني انسانيته بعيداً عن الوطن شيء آخر، وأن ترى رام الله بعيون المندهش وهي تتحول من قرية إلى مدينة شيء، وأن تراها بذكريات الماضي والحاضر شيء مغاير، وأنا امضي بصفحات الرواية إلى نهايتها وجدت لزاماً علي أن اعتذر لها، أعتذار يليق بقامة ثقافية كبيرة هي أهل لمكانتها ومكانة كاتبها.
ما اصعب ان تكون فلسطينيا (لذكرى القائد الوطني يونس الكتري)
الكوفية برس / يحيى رباح
من المؤكد ان الذاكرة الفلسطينية المفعمة بالرموز ،سوف تؤرخ لرحيل يونس الكتري القائد الوطني المعروف على طريقتها الخاصة ،فتقول انه رحل عن هذه الدنيا في عام الثلجة الكبرى .
يونس الكتري ،ابن قرية سمسم ، لمع اسمه في منتصف الخمسينات حين تم انشاء حركة الفدائين الفلسطينين في قطاع غزة في العام 1955 ، حين كان القطاع تحت الادارة المصرية ،وقد اختار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي نبتت فكرة الثورة المصرية لديه من قلب حصار الفالوجا ، واحدا من المع ضباطه وهو الشهيد مصطفى حافظ الذي تحمل بعض شوارع غزة ومدارسها اسمه حتى اليوم .
وكان يونس الكتري من الطلائع الاولى ، ومن المعروف ان حركة الفدائين الفلسطينين في قطاع غزة –ارض البدايات ، ذلك الشريط الضيق المحشور بين الماء والصحراء –جاءت استجابة لهبة جماهيرية واسعة النطاق ، تطالب الادارة المصرية انذاك بان تفعل شيئا ازاء الاعتداءات والجرائم والمجازر التي كان يرتكبها الاسرائيليون ،ومعظمها كان يتم بقيادة ضابط اسرائيلي يقود ابرز احدى الوحدات الخاصة الدموية في الجيش الاسرائيلي اسمه ارئيل شارون ،الذي حقق شهرة واسعة لدى المجتمع الاسرائيلي نتيجة تلك المجازر ، التي نفذتها وحدته ضد محطة السكة الحديد في الاطراف الشمالية لمدينة غزة وفي وادي غزة ، وفي مستشفى الامراض الصدرية شرقي مخيم البريج ، وضد مركز الشرطة في مدينة خان يونس وغيرها الكثير من الاهداف التي خلفت دماءا بريئة مسفوحة ، فهب اهل القطاع يطالبون بالسلاح ، وقد نشات حركة الفدائيين الفلسطينين استجابة لتلك الهبة العظيمة ، وقد تحولت تلك الهبة الى مفصل اساسي في تحول التوجهات الاستراتيجية للثورة المصرية وللمنطقة كلها بعد ذلك .
منذ منتصف الخمسينات وحتى منتصف الستينات كان التعبير السياسي المسيطر على اهل قطاع غزة ،هو انتمائهم الى الاحزاب الفلسطينية السائدة في ذلك الوقت والتي تشكلت منها الحركة الوطنية الفلسطينية (القوميين العرب ، الاخوان المسلمون ، الشيوعيون ، حزب البعث ...... الخ )وقبل نهاية عقد الخمسينات تاسست حركة فتح لتكون البديل الوطني والصوت الوطني الفلسطيني ، وفي منتصف الستينات اعلنت حركة فتح انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة ، فتحول عقد السينيات كله الى انبثاقات للحركات والفصائل الفلسطينية الثورية المسلحة .
ممن كان بامكانه ان يقاوم الاغراءات مع انه لو اراد لكان في الصدارة ؟؟؟
انه يونس الكتري
الفدائي الفلسطيني ، المقاوم الفلسطيني ، المستقل الفلسطيني ، الذي لم يجعل بينه وبين فلسطين اي وسيط ، هو فلسطيني حتى النخاع الشوكي، ويريد ان تظل فلسطين عنوانه الاول والوحيد ، وانتمائه الاول والاخير ، وحبه الاول والنهائي ، وقضيته التي هي اول الكلام واخر الكلام .
يونس الكتر ي :عضو المجلس الوطني والمجلس المركزي الخبير المتعمق ، في قضية اللاجئين ، خفيض الصوت عالي الهمة ، المحفور بدماثته ، طويل النفس ، الذي يحبه الناس ويحترمونه لانه حمل قضيتهم في قلبه ، حمل جرحها العميق ، وعدالتها التي لا تضاهى ،واملها الذي لا ينطفيء مع السنين .
يا ايتها الاجيال الفلسطينية :
اكتبي في سجل الذاكرة المقدس ان الفدائي القديم ، المناضل بلا القاب ، القائد بدون قرارات ، يونس الكتري قد بدا مشوره الطويل في منتصف الخمسينات ،حين داهم الاعصار البحري خيامنا فاقتلعها ، فرحل بعد ان ادى ما عليه في عام الثلجة الكبرى وانه اصبح الان جاهزا ليضيء شجرة الذاكرة الفلسطينية وان يكون حيا في نسيج الحكايات .
خطوة من الجبهة الشعبية تستحق الاحترام
امد / د. إبراهيم أبراش
لا يسعنا إلا أن نوجه التهنئة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على عقدها المؤتمر السابع ،وللجبهة الشعبية أيضا التقدير والاحترام للخطوة المتميزة التي أقدمت عليها قيادات تاريخية بترك مناصبهم القيادي ، ومن المعلوم أن للجبهة الشعبية سابقة في هذا السياق عندما تخلى قائد الجبهة الرفيق والقائد التاريخي جورج حبش عن القيادة بالرغم من تاريخه النضالي المشرف والاحترام الشديد الذي يحظى به فلسطينيا وعالميا .
ليس المهم عدد القيادات التي تخلت عن مواقع كانت تشغلها ،ولا يهم حتى وإن تخلى البعض عن موقع واستمر يشغل موقع آخر،ويمكن أيضا التغاضي عن منطوق البندين الخامس والسادس من المادة الحادية والثلاثين من النظام الداخلي المُصادَق عليه في المؤتمر السادس 2000 واللتان تحددان مدة عضوية الهيئات القيادية بعشرة سنوات فقط ، المهم أن قيادات كانت قررت الانسحاب لتفسح المجال لقيادات جديدة وخصوصا للشباب ليأخذوا دورهم النضالي ويختبروا قدرتهم على العمل الحزبي والوطني وتغيير الأوضاع العامة التي باتت لا تسر صديقا وتفرح كل عدو.
في واقع الأمر فإن خروج قيادات لها احترامها الكبير وتاريخها الذي يشهد لهم عليه حتى الخصوم السياسيين، مثل الرفيق عبد الرحيم ملوح وجميل المجدلاوي وغيرهم ،وإن كان يعزز الممارسة الديمقراطية ويُشَبِب الحياة السياسية إلا انه يُفقد الساحة الفلسطينية قيادات لها كل الاحترام والتقدير ، ولكن العزاء أن هذا الانسحاب من مواقعهم وكما يقول الرفيقان ملوح والمجدلاوي لا يعني التخلي والانسحاب من العمل والحياة السياسية بل سيستمرون في القيام بالواجب في مواقع نضالية أخرى ،كما أن العزاء أن من سيتولى المسؤولية قد تسمح لهم فتوتهم في إبداع وسائل نضالية جيدة .
مبادرة قيادات الجبهة الشعبية ترسل رسائل بأن القيادة تكليف وليس تشريفا ، وعندما تشعر القيادة أنها قدمت ما تستطيع ، وأن هناك من يستطيع تقديم الأفضل فالأفضل لها أن تنسحب من أجل المصلحة الوطنية حتى وإن كان ذلك يُفقدها بعض الامتيازات. أيضا قد يكون الانسحاب إحساسا من القيادات بأنه لم يعد لديهم ما يقدمونه للوطن أو للجبهة في ظل وضع مأساوي باتوا فيه مجرد شهود زور ،بالرغم من ذلك نتمنى أن يتم الاقتداء بهذه الخطوة في الساحة الفلسطينية التي تعج بـ (القادة والزعماء) وخصوصا في الأحزاب والحركات السياسية .
سنخص بالحديث القيادات في منظمة التحرير وحركة فتح لأنهم يمثلون قيادة الشعب الفلسطيني ويتحملون المسؤولية أكثر من غيرهم ، ولأن الشعب يراهن عليهم أكثر من غيرهم . لا شك أن فصائل منظمة التحرير وخصوصا حركة فتح قدمت اكبر عدد من الشهداء والجرحى والأسرى وكان لها الدور الأول والأكبر في استنهاض الوطنية الفلسطينية، إلا أن واقعها اليوم مثير للقلق مما يجعلنا نتخوف عليها وعلى القضية الوطنية. استنهاض الحالة الوطنية لن يكون إلا باستنهاض منظمة التحرير وحركة فتح ، وحال النخبة القيادية فيهما لا يبشر بقدرتها على القيام بهذه المهمة .
في منظمة التحرير وحركة فتح قيادات تجاوزت السبعين وحتى الثمانيين من العمر وما زالوا يتولون مواقع قيادية وبعضهم في مواقع القيادة والمسؤولية منذ تأسيس المنظمة و الحركة، وكأن المواقع التي يشغلونها نالوها بالوراثة من عائلاتهم أو أن الشعب الفلسطيني عاقر ولم يُنجب (عبقريا أو فلتة زمانه) مثلهم . ولا ندري لماذا هؤلاء مصرون أن يستمروا في مواقع القيادة حتى يتولاهم ربهم وهم على رأس عملهم ؟ ولماذا يصرون أن يستمروا في مواقع القيادة بالرغم من أن عمرهم لا يُمَكِنهم من متابعة ما يدور حولهم وباتوا يعيشون على ذكريات الماضي ، ونضالهم السياسي يقتصر على تكرار الحديث عن التمسك بالثوابت وبالحقوق الوطنية وعدم التفريط بها ! وكأن القول بالتمسك بالثوابت يُغني عن الثوابت وعن انجاز الحقوق الوطنية . بعض هذه القيادات يستغرق أغلب وقته وكل ما تبقى له من جهد وتفكير في إدارة ممتلكاته ومشاريعه الخاصة ،أو في البحث عن أحدث صابغات الشعر أو ما استجد في عالم الطب والعقاقير من وصفات وبراشيم وربما من رقيات وأحجبة شيوخ دجالين الخ حتى يظهروا أمام الملأ في المؤتمرات والمناسبات وعلى شاشات التلفزيون بصحة جيدة ، وحتى يستطيعوا السفر من بلد لبلد للتمتع بمباهج الحياة مع أبنائهم وأحفادهم وربما أبناء أحفادهم ،وبطبيعة الحال كل ذلك على حساب ومن حساب الأموال العامة وما يتيحه موقعهم القيادي من امتيازات .
كان من الممكن تجاوز مسألة عمر القيادات ، بل وندعو لها بطول العمر، لو أن هناك مؤسسات وبنيات تنظيمية تشتغل بشكل صحيح ، ولو كان هناك انجازات وطنية تجعل مسألة عمر القيادة أمرا ثانويا، فالانجازات الكبيرة تغطي على الهفوات الصغيرة - كما هو الحال في الصين وكوبا وحتى في السعودية – ولكن عندما تصل القضية الوطنية في ظل نفس القيادات التاريخية لأوضاع غير مسبوقة من السوء ،وعندما يصبح الشعب والقضية في حالة ضياع وتيه ، فإن مسألة القيادة يجب أن يتم طرحها بقوة ،فحيث إن القيادة تكليف،والتكليف يعني المسؤولية عن المهمة المكلف بها القائد فإنه في حالة عدم القيام بالمهمة فالتكليف يسقط حكما وشرعا.
لا نطالب بالانقلاب على القيادات الحالية،ولا نطالب بتجريدهم من رواتبهم وامتيازاتهم فتاريخهم النضالي يعطيهم الحق بتقاعد مريح وبحياة كريمة،ولكن نتمنى عليهم من أجل المصلحة الوطنية ولمصلحتهم حتى تبقى سمعتهم ومكانتهم محترمة عند الشعب، أن يتخلوا عن مواقعهم أو بعضها ، حتى ندفع بقيادات شابة وجديدة لتأخذ فرصتها وتحاول إصلاح ما افسد الزمن ولتبدع أشكال نضالية جديدة تتناسب مع معطيات العصر ومستفيدين من خبرة الأولين وتجاربهم،ويمكن للقيادات التي تتخلى عن مواقعها أن تستمر في مواقع الاستشارة والنصح .
الشيخان الياسينان عبد السلام وأحمد (2)
امد / د.مصطفى يوسف اللداوي
قدرُ الاسم قد جمعهما، وإرادةُ الله قد وحدت هدفيهما، فهذا عبد السلام ياسين، وذاك أحمد ياسين، مغربيٌ في أقصى الوطن العربي، وفلسطينيٌ في أقصى المشرق العربي، عالمان جليلان، ومربيان فاضلان، وأستاذان قديران، ومؤسسان عظيمان.
الشيخ عبد السلام القدير تجربةً، والعظيم علماً، والواضح سلوكاً ومنهجاً، بدأ دعوته في المغرب، متحدياً الظروف الصعبة، ومواجهاً الإرادات القوية، والسلطات الحاكمة.
وأحمد ياسين بدأ في غزة، وهي تحت الإحتلال، تعاني من قيد السجان، وأغلال الاعتقال، وممارسات الكيان الصهيوني القاسية، ولكنه تجلد وتحمل، وصبر وتأنى، حتى كانت النتيجة التي كان إليها يتطلع.
كلاهما أسس تنظيماً قوياً، وأرسى قواعد عملٍ أصيل، فكانت للأول جماعة العدل والإحسان، الصوفية الحركية، والسياسية التعبدية، وكانت للثاني حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، كلتاهما، الجماعة والحركة، أصبحتا ملء سمع الدنيا وبصرها، قد ذاعا شهرةً، وامتدا نجاحاً، وتغلغلا عملاً وابداعاً.
ولعل اليوم يصادف الذكرى السادسة والعشرين لانطلاق حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي أطلق شرارتها من قطاع غزة، إلى فلسطين كلها، وإلى الأمة العربية والإسلامية، سماحة الشيخ الشهيد أحمد ياسين، وها هي حركته من بعده أقوى مما يتوقع، وأكثر اتساعاً مما ظن وتخيل، وأعمق امتداداً وأثبت وأكثر رسوخاً من قدرة العدو على استئصالها والنيل منها.
ولعلني لا أبالغ كثيرا،ً ولا أذيع سراً خطيراً، إذا قلت أن لجماعة العدل والإحسان دورٌ كبيرٌ في هذه الحركة، ومساهمةٌ عظيمةٌ في انطلاقها واستمرارها، إذ ما تأخرت يوماً هذه الجماعة وأبناؤها عن دعم حركة حماس واسنادها، فقد أعطت من حر مالها، وقدمت دعماً لها الكثير مما تملك، ولم تبخل عليها بجهدٍ ولا بنصحٍ ومال، فنظمت المسيرات تضامناً معها، ونصرةً لقضاياها، وعقدت المهرجانات والاحتفالات إحياءً لمناسباتها، ووفاءً لشهدائها، وسيرت القوافل نصرةً لغزة، وتضامناً مع أهلها، ومساهمةً في رفع الحصار عنها، ما جعل جماعة العدل والإحسان، امتداداً لحركة حماس، ومواصلةً لدورها الجهادي، وهو الذي جعل من حماس امتداداً لعمق المغرب، وتواصلاً معه.
كلاهما مجددٌ في بلاده، وباعثُ دعوة الإسلام من جديدٍ في أوطانه، قد أحسنا الدعوة، وتميزا في نقل الفكرة، وجاهدا في الدعوة إلى الله، وتحملا الصعاب والشدائد، وتحديا الخطوب والمحن، ولكن إيمانهما بالله كان غالباً، ويقينهما بدعوتهما كانت عظيمة، فقدر الله لهما النجاح في مهمتهما، والفلاح في مسعاهما، وما أصابهما القنوط، ولا حل بهما السأم، ولا سيطر عليهما التعب، ولا هيمن عليهما اليأس.
بل انطلقا بهمةٍ وحيوية، يعملان في كل الأوساط، ووسط جميع الصفوف، فكان لهما عظيم الدور بين الأساتذة المربين، والمتعلمين من الأطباء والمهندسين والمحامين وغيرهم من حملة الشهادات، ولم ينسيا العمال ولا الفلاحين، ولم يهملا الطلاب ولا التلاميذ، بل انتشرا بين جميع الطبقات، ونشطا في كل الاتجاهات، حتى قدر الله لهما النجاح الذي نحتفي به اليوم، وتتغنى به أجيالنا غداً.
قد آمنا بالإسلام ديناً وعقيدة، ومنهجاً وطريقاً، وقائداً وموجهاً، وأحسنا الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى بالحسنى والموعظة الحسنة، ولم يفرطا في شئٍ من دينهما، ولم يساوما على حقيقةٍ من إسلامهما، ولم يضيعا حقاً، ولم يسقطا فرضاً، ولم يهملا من الإسلام ركناً صغيراً أو كبيراً.
وكانا على يقينٍ بالنصر، وتسليمٍ مطلقٍ بقدر الله لهما ولدعوتهما بالتمكين، فهما يسيران على هدي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، يقتدون به، ويتأسون بسيرته، والذي نصر نبيه، هو ناصرهم وحافظهم، وهو الذي يرعاهم ويكلأوهم، وهذه كانت لديهما عقيدةً وإيماناً، لم تزعزعها الخطوب، ولم تضعفها المحن والابتلاءات.
وقد آمن الشيخان بأن الخير في أمتهما، وأن المستقبل لدينهما، وأن وعد الله سيتحقق، ونوره الذي بدأ سيتواصل، ورسالته التي حملها رسول الله صلى الله عليه وسلم ستعم العالم، وستنتشر بين الخلق، فلم يشكا في إيمان الأمة وخيريتها، ولا في أفضليتها ولا وسطيتها، فهي التي نص عليها الله سبحانه وتعالى في كتابه.
عملا للأمة ومعها، من أجل الأهداف المرجوة، والغايات المأمولة للعرب والمسلمين معاً، ووظفا قدرات الأمة كلها، واستفادا من أبنائها، وسخرا كلَ من يستطيع أن يقدم ويساهم، فلم يعزلا أحداً، ولم يستثنيا طاقة، ولم يستبعدا جهداً، ولم يقاطعا مجتهداً، بل استفادا من كل المقدرات، واستوعبا كل الألوان والطاقات والكفاءات، ليكون للجميع دورٌ في اسنتهاض الأمة، وتحقيق أهدافها التي تتطلع لها.
آمن الرجلان بأن الأمانة الملقاة على عاتقهما كبيرة، والمهمة التي يسعيان إلى تحقيقها شاقة، فالمغرب بحاجةٍ إلى جيلٍ جديد، يتجاوز الإرث القديم، ويتخلص من المعوقات الموروثة، ويكون قادراً على القيام بالمهام الموكولة إليه، وهذه المهمة ليست سهلة، فهي تتعلق بالنفوس والقلوب، وتتعامل مع الأمزجة والأهواء، والطبائع والتقاليد والعادات، وقد أثر الاستعمار في الناس، وترك آثاره عليهم، سلوكاً وفهماً واعتقاداً، الأمر الذي جعل المهمة صعبة، والتحدي كبير.
وكذا الشيخ أحمد ياسين الذي أدرك أن مهمته في فلسطين أصعب مما يتوقع، وأخطر مما يعتقد، فهو يواجه احتلالاً صهيونياً غاصباً خبيثاً وماكراً، قد تغلغل وسط الصفوف، وأثر في الناس، وربط بعضهم، وتعامل مع آخرين، وتعاقد على تغيير سلوك الشعب، وحرفه عن مساره ومعتقداته.
ولكن الشيخ أحمد ياسين الذي تسلح بالإيمان، وتزنر بالإسلام، كان أقوى من خبثهم، وأصلب من مكرهم، فمكنه الله عليه، وأنبت غرسه، وقوى عوده، ومد فروع حركته في أرجاء الأمة.
قد وفقهما الله في الدعوة والحركة، فنجحا معاً، وتجاوزا الصعاب وكأنهما معاً، وأخرجا للأمة أجيالاً ربانية، نورانية بالحق الذي تحمل، ومحمدية بالإسلام الذي تؤمن، فكانت أحيالٌ مختلفة، لا تعرف الخوف ولا الجزع، ولا تؤمن بالمستحيل، ولا تقف عند الصعاب، بل تؤمن بالوعد الإلهي وتعتقد به، وتعمل لأجله وبمقتضاه.
يتبع ...
غزة ... الذبح الحلال
امد / هنادي صادق
غزة هذا الشريط الساحلي الضيق بالمساحة الفائض في السكان ، العزيز بأهله وثقافته ، المتجذر في التاريخ بنضاله وصلابته ، حامي الكينونة النضالية للشعب الفلسطيني ، فيه تشكلت أول حكومة فلسطينية ، ومنه إنطلقت شرارة الانتفاضة الأولى ، وهو أول السلطة وأول حلم للدولة ، خاضت الحروب وما ركعت ، وما ذلت جباه أبنائها لأنها لغير الله ما ركعت ، غزة كانت وما زالت ممراً للغزاة ومقبرة لهم .
سأحدثكم اليوم عن مدينتي غزة ..جرح الوطن الغائر ووجه الوطن الثائر ، عن غزة التي لم ولن تموت عن غزة التي ما فتئت تذود ، سأحدثكم عن غزة التي يراد لها أن تلقى مصير أصحاب الأخدود ، وبعد أن أُلقيت في بطن الحوت ، وساد الظلام والجبروت ، نادت وصاحت من حبسها رب السموات والملكوت ، لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين .
لن أحدثكم عن حكومة الأنفاق والنفاق صانعة الفرقة والشقاق فلقد تساقطت الأوراق التي يتسترون بها تساقط أوراق الشجر في الخريف ، ولقد ظهر ذلك جلياً في حجم الفشل في التعاطي مع أزمات المنخفض الجوي برغم التحذيرات التي أطلقها الرصد الجوي ، ولن أتحدث عن ظلمهم فلهذا حديث آخر .
لكني اليوم سأحدثكم عن الحكومة الشرعية ، حكومة دولة فلسطين ، والتي لها نحن منتمين وعنها مدافعين وسأخبركم عن بعض جوانب الظلم الذي وقع على كاهل الموظفين في غزة على حين غرة ، وبدون سابق إنذار أو تحذير ومن قبل حكومتهم الشرعية التي دفعوا ضريبة الدفاع عنها من دمائهم وأجسادهم ، وكان جزائهم طعنهم من الخلف وتركهم ينزفون فلقد منع أو توارى المسعفون ، والذين هم في أتفه الأسباب يتحدثون ، وعلى أي شاردة يعلقون ، ولكنهم أصيبوا بالطرش فهم لا يسمعون ، فذبحنا حلال في نظرهم هكذا أوعز لهم كما يقال المحاسبون ، حسبوها حسابات مادية ولعبوها بمناطقية في فضيحة عنصرية وأغفلوا العواقب السياسية والإجتماعية .
سأحدثكم اليوم عن مهرجانات الذبح من الوريد إلى الوريد ومن القريب إلى البعيد ، عن شعور آلاف الموظفين بجرحهم العميق ، وبخذلان الأخ والصديق ، هذا الجرح الذي يؤسس لثورة ، يؤسس لرفض ملتهب بالأحزان رفضاً لكل من يتاجرون بمعاناة أهل غزة .
وشيئاً فشيئاً تتكشف أبعاد المؤامرة ، فالحديث عن وحدة الوطن والتعامل معه على قدم وساق أصبح حديثاً مرناُ ومطاطياً جدا ً، أصبح حديثاُ ممجوجاً ، يمكن أن يكون في سياق التنظير والتأطير أو في سياسة المتاجرة بمعاناة أهلنا في القطاع الحبيب ، وفي سبيل تعزيز فعالية إدارة الإنقسام لا إنهاؤه ، كما يمكنها أن تكون َ ورق تواليت في حمام السيد المسؤول أو في حمام السيد الداعم .
سأحدثكم اليوم عن حال موظفي الشرعية في ظل سياسة التهميش التي يعيشونها ، وفي ظل سياسة الاهمال التي يواجهونها ، وفي ظل سياسة القهر والإذلال التي يرونها ، في ظل سياسة الخصومات التي تدبر وتنفذ بليل .
في ظل الضرب بعرض الحائط بكافة أخلاقيات الزمالة و بكافة الشرائع والمواثيق التي تربط رب العمل بموظفيه ، ترقيات متوقفة ، علاوات متوقفة ، معاملات بالقطارة ، وفقط لأصحاب الشطارة ، أمراض مزمنة فراغ قاتل ، آلاف بدون كيان ، فالعمل هو الميزان ، والشخص بدون عمل ليس له قيمة و لا وزن في المجتمع ، مياه تجري وأنت لا تدري ، ترقيات تحدث هناك ، وأنت مغضوب عليك هنا .
سأحدثكم اليوم عن حال كثير من القيادات التي من المفترض أن تدافع بكل قوة عن مصالح أبنائها فهم قادة يتحدثون وبهمهم كثيراً ما يتشدقون ، وإذا قيل لهم ماذا أنتم فاعلون ، ولماذا بالحق لا تصدحون ، وفي وجه الكذب والخداع لا تقفون كيف تقبلون بمن يسوفون ؟؟!!!!، وبمن بقوت الناس يتلاعبون .
يجيبونك وهم يتوارون ، نحن لسنا على بالهم ولا ما يحزنون نحن ملف يتبارى به المتحدثون يقولون ويقولون ... يتباكون .. يلومون .. ولكن لا يفعلون .
فأجابتهم العيون قبل أن يكملون ..
ما كانت الحسناء ترفع سترهـا ... لو أن في هذي الجموع رجـال .. وللحديث بقية .
تنويه : مبادرة النائب أبو هولي الخاصة بإستعداد الموظفين العموميين للعودة لأماكن أعمالهم ، مبادرة جديرة بالإحترام ونأمل أن تلتقطها النقابة وتعمل على تطوير آلياتها وطرحها كمبادرة هجومية بدلاً من الوقوف الدائم في خط تلقي الصدمات والضربات.
الوزراء ما بين التواضع والكبرياء
امد / رأفت حمدونة
قد يتبادر لذهن البعض أن هذا المقال يحمل صيغة نفاق أو مداهنة ، وقبل نشره سألت نفسى مرات حول النية الحقيقية منه ، وحينما تأكدت أن عمق الخطاب لا يحمل سوى الإعجاب والاحترام ليس إلا ، والتأثر من موقف إيجابي متواضع انعكس على نفسيتي وأحببت أن يتحلى كل المسئولين والوزراء والقيادات السياسية به فقررت الكتابة به وأعدت النظر مرات في نشره . كنت عاجز عن فعل أي شيء حينما تهددني الأمر بضياع الدكتوراة لقرب الامتحانات دون معرفة الوسيلة التي سأقنع بها الجانب المصري لتقديم الامتحانات المرتقبة ، فقد طلب من الضابط المصري بعض المعاجز للدخول في ظل عدم توفير واحدة منها " ورقة قيد 2013 + شيك الدفع للفصل + اسم على كشف السفارة " فأملك ورقة قديمة بدون قسيمة شيك دفع والاسم غير مدرج على كشف السفارة وضاقت بي السبل ، وكموظف قلت لزوجتي سأتصل بالوزير فقالت أحوال البلد غير مستقرة ومشاكلها كثيرة وقد لا يرد على الجميع ، كنت على ثقة بمصداقية هذا الانسان قبل أي اعتبار ، وضعت الرقم السلام عليكم .... وعليكم السلام... كيف الحال يا أبو خالد .... أهلا رأفت .... وضعي 1 2 3 4 .... بسيطة .... التعليم في غاية الأهمية وخاصة للأسرى .... لا تقلق .... ابعث لي صورة من جواز السفر وورقة القيد ولا يهمك .
في اليوم التالي قمت بإرسال الأوراق ، وجلست مع أحد الأصدقاء ، وإذ برقم خاص يرن : السلام عليكم .... وعليكم السلام ... كيف الحال يا رأفت .... أهلا أبو خالد .... أعطينى اسمك رباعى واسم الجامعة ؟؟ أعطيته ، ان شاء الله خير .
سألني صديقي الذى يتابع قضيتي للاطمئنان على صاحب المكالمة ؟ فأجبت " الوزير أبو خالد " .
لم يصدق جدية المتابعة ، وقال بإمكانه تحصيل المعلومات عن طريق مدير مكتبه ، وهل هنالك شخصيات لها رمزيتها ومكانتها وقيمتها بكل هذا التواضع ؟؟ فأجبت وأنا مدرك ما هو تاريخ هذا الشخص .... أبو خالد . والذين أجمعوا بالقول عنه في مقال لم أصل لاسم كاتبه رغم البحث :
الوزير أبو خالد الأسير قبل كل شيء والأديب والكاتب، تجده يجوب شوارع وأزقة وحواري المدن والمخيمات والقرى بحسه المرهف ليقبل يد عجوز أنهكتها سنوات الجلوس الطويلة على بوابات السجون بانتظار الإفراج عن فلذة كبدها.
وهو الوزير الوحيد في العالم الذي ابتكر وطبق فكرة المكتب المتنقل، التي تلائم الواقع الفلسطيني المرير، فمكتبه: خيام الاعتصام، والمظاهرات الشعبية، وبيوت الأسرى، وأفراح وأتراح عوائلهم، إنه على احتكاك مباشر مع الهم الإنساني لكل أسير بشكل فردي، وهذا ما يجعله مناضلاً وإنساناً مميزاً لأنه يلاقي استحسان الأسرى ويلامس مشاعرهم، ففي عهده لم يعد الأسير يعني رتبة وراتب وإنما عاد ليتجسد كائناً حياً ينبض باسمه وانسانيته!!
وبما أن إرضاء الناس غاية لا تدرك، إلا أن أبا خالد الذي يخطو على درب الآلام ، ويستخدم وقت فراغه وإجازته العائلية ليكتب عن أوجاع ومعاناة المعتقلين بدموعه لا بقلمه، يحظى على اجماع الأسرى وأهاليهم خارج السجون .
وصفه أحد الأسرى : يذكرني هذا الإنسان بالرعيل الأول من المناضلين، وبعمله الرائع لصالح قضية الأسرى أثبت كفاءته وإخلاصه، حيث أثبت لي أنه مازال هناك أناس شرفاء في هذا الزمن الرديء!!
ووصفه أسير آخر : أبو خالد إنسان حقيقي، ويستحق وسام نجمة القدس بعد النقلة النوعية التي أحدثها في وزارة الأسرى، حيث نقل قضيتنا إلى العالمية، ونجح في إلغاء التمييز بين الأسرى على أساس الانتماء، فهو الرجل المناسب في المكان المناسب، وبفضله تعيش الوزارة عصرها الذهبي، مما يجعلنا كأسرى نفخر ونعتز بهذا الإنسان المناضل!!
ووصفه أسير محرر قيادي معارض : عجبتُ بهذا الرجل الثائر، إذ قلّما يجمع صاحب مسؤوليات حرجة - مثل صديقنا ، قلباً نابضاً بالعاطفة الصادقة مع قوة في الموقف الواضح، وقلماً وبياناً سيالاً بمعاني الإنسانية مع رباطة جأش في خدمة قضية شائكة مليئة بالتحدي والعنفوان كقضية الأسرى الثائرين، وأذكر كيف عاجل بلقائي ليهنئني بخروجي من السجن عام 2008 ضارباً مثلاً حياً في الترفع عن تأزمات "العلاقات الحزبية"، فقضية الأسرى تمثل في منهجه جسراً متيناً تتجسد من فوقه لحمة الشعب الواحد، ووحدة النضال الشعبي، وقد يحتار المرء وهو يتابع وزيرنا "أبا خالد" ويراه يتنقل دون كلل بين البيوت حاملاً عبرات الأسرى والأسيرات إلى قلوب ذويهم وعوائلهم، ماسحاً بيده الحانية على رؤوس اطفالهم دون تمييز لبيت عن بيت أو فصيل وطني عن آخر، فهلا أوفيناه بعض ما يستحق؟!
ووصفه قيادي إسلامي : أرى في أبي خالد "الفلسطيني الجديد" الذي يتوخاه حلم وطموح كل فلسطيني وطني حر، في سياق إعادة إنتاج الشعب الفلسطيني من جديد "شعب جديد" يتصرف أبناؤه وقياداته كشعب واحد وبروح وطنية جامعة وليس كقبائل، كل قبيلة تعمل لمصالحها ولصالحها ولو كانت على حساب مصالح الشعب وحاجاته.
وأضاف: " أبو خالد " يعني لي "الفلسطيني الجديد" بمهنيته الجادة ومثابرته التي لا تعرف الملل وبمنهجيته الدائمة في العمل، لأن أهداف عمله العام تشمل كافة أبناء الشعب الفلسطيني بغض النظر عن الانتماءات والأطياف، أتمنى عليك يا أبو خالد، لو بين الفينة والأخرى تكسر تجهمك ببسمة أو ضحكة حتى لا تشعرني بالذنب، مع علمي أن هم خمسة ألاف أسير وذويهم تقصم ظهر أعتى جبل من جبال الوطن!!.
ويداخل أحد أسرى اليسار الفلسطيني قائلاً: مع أبى خالد لم نعد مجرد رقم وراتب، فهو الذي قرع كل الجدران لإحياء قضيتنا وجعلها على أجندة العالم ومؤسساته، والشعب وقياداته، فأعادنا للوطن وأعاد الوطن لنا، فطوبى لهذا الخالد فينا!!
أما أحد أسرى الجولان السوري المحتل سابقاً ، فكان رأيه : تفاني هذا الرجل وإخلاصه ونزاهته بهذه المهمة تجعلك تحترمه وتقدره، حتى وإن لم يحقق كل ما نصبوا اليه، فما بالكم وهو يسعى اليوم بكل تفاني ليحقق متطلبات الأسرى وحماية الحركة الأسيرة، إنه إنسان بكل ما للكلمة من معنى، فله التقدير والاحترام!!
هذا هو الرأي السائد في أوساط الحركة الأسيرة حول معالي وزير الأسرى ، مع العلم أن مواقفه الجريئة والشجاعة في تجريم الاحتلال وفضح انتهاكاته اليومية بحق الأسرى، جعلته الوزير الوحيد الذي لم يتمكن من زيارة السجون حتى اليوم، لأنه يرفض أن يُخضع حقوق الناس ومعاناتهم الإنسانية لقواعد العمل الدبلوماسي التي لا تنطبق على السجين والسجان، وما نطرحه عبر هذه المقالة المتواضعة لا يتجاوز حدود نسْب الفضل لأهله، لأنه بحق وجدارة وزير برتبة مناضل!!
في النهاية أختم بموقف وهو في مؤتمر الأسرى في العراق ، أحد الأخوة قال له : رأفت غاضب بسبب عدم تمثيل مركز الأسرى للدراسات في المؤتمر ، وفوراً طلب رقمي من هناك وبأقل الكلمات الصادقة قال لي : العراق ليست جميلة بدونك يا رأفت ... فشكرته ورضيت .
ما الذى خسره هذا الشخص من كل هذا التواضع ، وكم خسر غيره دنيا وآخرة من الكبرياء على أقل مكانة منه ، التواضع دليل على طهارة النفس وسلامة القلب من الأمراض ، وهو محل قوة قوة ليس مكان ضعف ، نتمنى يا أبا خالد أن تستقبل الأسرى كما تطمح دوماً وتقول محررين معززين مكرمين لا محمولين على الأكتاف ، لأنك تستحق أن تحمل هذا الوسام .
أعرفتم من هو أبو خالد " انه الأسير المحرر وزير شئون الأسرى والمحررين عيسى قراقع "
صراع السياسيين في فلسطين إلى اين؟
امد / د. ناجى صادق شراب
بداية سأستخدم مصطلح الدولة الفلسطينية لأمنية ورغبة في النفس أن تكون لدينا دولة يمكن أن تساهم في إحتواء الصراع بين السياسيين والقوى السياسية الفلسطينية الذي يشكل اليوم فارقة غير مسبوقة بين حركات التحرر والقوى التي تسعى من أجل الحرية والإستقلال، فالمقبول إن يكون هذا الصراع على توزيع الغنيمة السياسية بعد الإستقلال وقيام الدولة الفلسطينية الكاملة ، لكن في الحالة الفلسطينية هذا الصراع قبل قيام الدولة وإنهاء الإحتلال، وإذا كان هذا الصراع بهذا الشكل قبل قيام الدولة ، فكيف سيكون بعد ذلك؟حاولت إن أبحث عن حقيقة وأسباب هذا الصراع بين السياسيين ، بإستعادة ناريخ فلسطين الحديث والمعاصر ، وبالأحرى منذ نشؤ القضية الفلسطينية ، وظهور الحركة الصهيونية ، فاكتشفت حقيقة تاريخية قد تفسر لنا لماذا نجحت الحركة الصهيونية في تحقيق أحد أهدافها في قيام إسرائيل كدولة ، وبالمقابل فشل الفلسطينيين في عدم أولا إستيعاب اهداف الحركة الصهيونية ، وتفويت العديد من الفرص لقيام دولة فلسطينية حتى قبل إن تظهر مشاكل مثل اللاجئيين والقدس والمستوطنات ، وغيرها من القضايـا وجدت أن أحد ألأساب ولن أقول السبب الوحيد هو الصراع بين القيادات السياسية الفلسطينية في كل المراحل التاريخية ، صراعات بين قيادات دينية وعلمانية ، وبين قيادات عائلية ، وحزبية ضيقة كل منها تعتقد انها هى الصح وغيرها خطأ، في الوقت الذي فيه ورغم كل التناقضات والصراعات بين قادة الحركة الصهيونية ، إلا أنهم جميعا توحدوا حول برنامج بال الذي صاغه هيرتزل في أول مؤتمر صهيونى عام 1897، وتوافقوا حول الآليات التى يمكن أن توصل لهذا الهدف خلال مرحلة زمنية معينه ، وكان لهم ما يريدون ، اما في الجانب الفلسطينى ظلت ظاهرة الصراع بين السياسيين ظاهرة ثابته، وصولا إلى حالة الصراع التي لم يسبق لنا إن رأينا مثيلا لها ،وتاتى في أخطر مراحل القضية الفلسطينية ، وهى مرحلة تذويب القضية الفلسطينية والتخلص منها لحسابات ومصالح دول إقليمية ودولية ، وكل هذا سببه الصراع بين القيادات السياسية الفلسطينية التي تبحث عن مصالح خاصة ضيقة ، وعن حكم وسلطة ،وياليتها كاملة بل هى منقوصة بسبب استمرار الإحتلال الإسرائيليى الذي يتغذى على هذا الصراع.وهذا الصراع ليس قاصرا فقط على القيادات السياسية بين حركتى حماس وفتح، بل يمتد لجميع القيادات والتنظيمات الفلسطينية ، وحتى تلك التي تحتمي بمنظمة التحرير ، فالصراع بينها قائم ، وان تواجدها قد تقف ورائه اسبابا غير القضية الفلسطينية ، وقد تقف ورائه أسابا مادية ومصالح خاصة على مستوى ألأشخاض او التنظيم نفسه. فالمنظمة ورغم إنتزاعها بحقها الشرعى في تمثيل الشعب الفلسطينى ، ونجاحها في الحفاظ على كينونتها السياسية إلا أنها بقيت إطارا يجمع ويوحد التناقضات الفلسطينة دون أن يوحدها ، فمن ناحية فشلت في توسيع دائرة تمثيلها لكل الشعب الفلسطيني ، وفشلت في تطوير مشروع وطنى فلسطينى توافقى بين كل القوى الفلسطينية يجسد آمال وطموحات الشعب الفلسطينى ، وليس طموحات قياداته السياسية الطامحة لتحقيق مكاسب شخصية . وألأنكى من ذلك أن هذا الصراع قد اخذ أبعادا أخرى خطيرة على مستوى كل تنظيم سياسيى فلسطينى وفى داخل كل حركة دون إستثناءـ وذلك لرغبة في الحكم والسلطة على مستوى كل تنظيم وحركة ، فكان من أشكال هذا الصراع بين القيادات العمرية ، وصراع حول الرؤيةوالمشروع الفلسطينى ، لدرجة انه بات لدينا مئات الرؤى والمشاريع السياسية الفلسطينية ، كل سياسى يمتلك مشروعا سياسيا، والعلاقة بينها تقوم على الإقصاء والإلغاء إعتقادا من كل واحد أنه يملك الحقيقة المطلقة ، وفى كل هذا الصراع الشعب الفلسطينى الذي يدفع ثمن المعاناة وهذا الإنقسام مغيب بالقوة القسرية والآلة ألأمنية التي قد تأسست لكتم أفواه هذا الشعب ، وليس تحرير الأرض ، وللحفاظ على مكتسبات وإنجازات القيادات الفلسطينية الشخصية ، ولأبناء هذه القيادات ، ولا اريد أن اقول من يعانى منهم في معبر أو مطار أو منفذ، ومن منهم لا يعمل ولا يحصل علي عمل، ومن منهم لايحمل بطاقة هوية للرجال المهمين ، وانا لا أمانع في ذلك ، ففى كل نظام توجد هذه الصور لكن لا تكون علي حساب معاناة هذا الشعب والإتجار بقضيته ومعاناته، كل شى بتنا نحوله بما يخدم مصالح هؤلاء السياسيين ، وحتى لا أتهم باننى قد تجاوزت الحقيقة ، فلا شك أن هناك قادة قد دفعوا ثمن حياتهم ، ومنهم من فقد أبنائهم ، فلهم كل حب وتقدير شعبهم ، ولكن أنا أتحدث عن ظاهرة الصراع التي نرى صورها الكريهة على شاشات الفضائيات والتي تصل حد التلاسن بالفاظ تضر بالقضية الفلسطينية ، وبنضال الشعب الفلسطينى ، معتقدين ان هذا السباب هو جواز الدخول للوطنية . ومن المفارقات التي تدعو للحيرة هذا السؤال الذي سأله لي أحد المواطنيين ، متسائلا كيف تفسر لي إبتسامات وقهقهات هذه القيادات ، ومصافحاتهم ، وحتي تعازيهم لبعضهم ، قلت له بإختصار وبعيدا عن الأبعاد ألإنسانية والوطنية ، هى الحفاظ علي المكتساب التي يسعى كل منهم للحفاظ عليها وكأن القضية الفلسطينية قد اصبحت غنمية سياسية كبيرة .وامتدت سرطانية هذا الصراع إلى الصراع المجتمعى والذى حول الشعب الفلسطينى إلى مجموعات وكتل وحتى افرادا العلاقة بينهم تقوم على الصراع ، ونبذ كل واحد للآخر، وهذا الصراع ببعديه السياسى والمجتمعى يعنى إن يحول الشعب الفلسطينة وقضيتة إلى حالة من الإنصهار والذوبان الداخلى ، ومن ثم فقداننا جميعا لهويتنا الوطنية النضالية . والتاريخ ليس بعيدا وسيأتى اليوم الذي سيحكم فيه التاريخ كما حكم على قيادات سابقة كيف أن سياسيينا غارقين في الكبرياء في الوقت الذي فيه العالم كله يتحول من حولنا ، وغير مدركين إن القضية الفلسطينية باتت تفقد مقوماتها ومكوناتها الإقليمية والدولية بل الداخلية بسبب هذا الصراع ، ففى كل مرة نقترب فيها من المصالحة تبرز رؤوس هذا الصراع لتدفن آي أمل في المصالحة وعودة اللحمة الوطنية للشعب الفلسطينى وقضيته. ففى ساعات ألأزمات والمعاناة يوجد من يتسامى فوق الرواسب الشخصية ، والمناكفات والمنافسات التي تغرق وستغرق معها الشعب الفلسطينى في دوامة الصراع والحقد والكبرياء ، فهل سينجح الرئيس محمود عباس وخالد مشعل وإسماعيل هنية ، وغيرهم من القيادات الفلسطينية الكثير التي لا يتسع مداد هذه المقالة تعداد أسمائهم في الترفع عن الخلافات والمناكفات السياسية والحزبية وينقذوا شعبهم وقضيته من معاناة لا تقوى عليها كل الشعوب ، إنها لحظة حكم التاريخ ، وسيكتب التاريخ لهذه القيادات نجاحها من فشلها ، ومعيار الوطنية هو بالمصالحة الفلسطينية وليس بالصراع والإنقسام ، وهل سيوقفوا الخطر المحدق بالشعب الفلسطينى ؟
الوحدة الوطنية وأعياد الميلاد
امد / أسامة سدر
هي قيمة عليا وهدف لكل أفراد الوطن يسعون للحفاظ عليها وإعلائها في المجتمع وتعتبر شرطا لنهضة الوطن والوصول إلى أهدافه العليا، تعبت من البحث عن تعريف خاص بها فمن يجزئها ويبحث في القاموس عن مرادف لكلمة الوحدة: "الالتحام والترابط"، ثم يبحث عن كلمة الوطن فيتوه بين الأرض التي تضم الشعب أو الشعب الذي يلتحم بالأرض ويجمع أفراده تاريخ وحاضر ومستقبل؛ ومنهم من يرى الوحدة الوطنية كخاصية يميزها كل شعب حسب تركيبته والاختلاف الجغرافي أو السياسي أو العرقي أو الاجتماعي بين أفراده .
لكم نفتقد الوحدة الوطنية سياسيا في فلسطين ونعتبرها أمل نضحي من أجله بالغالي والنفيس، ونلوم ساستنا جميعا على إهدارها باتباع منهجين مختلفين يجب أن يكمل أحدهما الآخر، ولا يتفقان على بناء الوطن وهو أشد ما يرنوا إليه الشعب بعينه وعقله وقلبه، لكننا نملك وحدة وطنية تتجلى بالتحام الشعب بكل طوائفه وملله وأديانه التحاماً يميزه عن غيره في أي مكان، لا تشير إليه وثيقة ("كايروس أو وقفة حق") التي تؤكد على عدم استخدام نصوص الكتاب المقدس في الصراع السياسي، وأن أولوية الوجود الفلسطيني، مسيحيين ومسلمين، على الأرض ليس طارئا وإنما له جذور عميقة تعكس ارتباطا لا حق لأي كان أن يضعه في ميزان التفاوض أو التنازل، بل تعود جذوره إلى العهدة العمرية بين خليفة المسلمين وصفرونيوس بطريرك القدس، وليس ذلك غريبا لأن فلسطين مهد الديانات السماوية، وإليها يحج أكثر من نصف البشر أو يقدسون حجتهم.
يشكل المسيحيين بطوائفهم(كنائسهم)الأساسية الأرثوذكسية الخلقيدونية، الكنائس الأرثوذكسية غير الخلقيدونية، الكنائس الرومانية الكاثوليكية (اللاتينية والشرقية)، والكنائس البروتستانتية حسب تعداد السكان لعام 2012 أكثر من 47 ألف نسمة في الضفة الغربية و3 آلاف مسيحي في غزة بما نسبته 2%من مجموع السكان، وأكثر من 147 ألف في داخل ما يسمى الخط الأخضر بما نسبته 7% من السكان يعيشون قرب المشاهد المقدسة في القدس وبيت لحم والناصرة وغيرها، وهم من بقي بعد موجات الهجرة المستمرة منذ بداية القرن العشرين إلى أوروبا والأمريكيتين، ولو قدر لهم أن يعودوا جميعا لفلسطين لكانوا أكثر من 2 مليون إنسان أي 10% من مجموع الشعب الفلسطيني.
يعتبر الاحتفال بعيد الميلاد جزءا من شعائر الدين المسيحي، وتحتفل كل طائفة منهم بطريقتها الخاصة وفي موعد مختلف عن غيرها، والاحتفال في بيت لحم له طابع خاص، حيث يصل إليها آلاف السياح من كل أنحاء العالم فيصعدون في الطريق الجبلي المُتعرج بين القدس وبيت لحم ويدخلون كنيسة المهد وهو المكان الذي ولد فيه السيد المسيح فيحضرون صلاة القداس الكبير وبعده يخرجون ليشتروا منتجات بيت لحم المعروفة من مسابح وخشب زيتون ويشارك عدد كبير من الفلسطينيون بهذا الاحتفال معهم !!!
تعتمد الحكومة الفلسطينية أعياد الميلاد لكل طائفة من طوائف المسيحيين عطلة رسمية لكل أبناء الشعب الفلسطيني، أي أن 98% من الشعب الفلسطيني يأخذ عطلة لثلاث أيام في السنة خاصة بأقل من 2% منه على أكثر تقدير، ويشارك في الاحتفالات الرسمية أعداد كبيرة من الشباب غير المسيحي، يحتسي فيها المشروبات الروحية، ويفعل المنكرات، وينفق أموالا كثيرة، ويعطي صورة غير لائقة للسائحين عن المسلمين في هذا البلد.
لن تكفر خاتمة المقال بمقدمته فلا اعتراض على تهنئة المسيحيين بأعيادهم، ومشاركة الجيران لجيرانهم بمناسباتهم، فكلنا أبناء وطن واحد، ولهذه المناسبة اهتمام عند العالم المسيحي بأسره، ولكن الغلو الرسمي وغير الرسمي في ذلك يضع الكثير من علامات التعجب، ويدفعنا إلى السؤال عن أعياد المسلمين في الدول التي يغلب على سكانها المسيحية، بل كيف يتفاعل المسيحيون مع أعيادنا في فلسطين، وما جدوى تعطيل الحياة العامة لثلاث أيام، وكم ينفق المسلمون في الاحتفال بعيد الميلاد ومن المستفيد والأهم من كل ذلك ما حكم الشريعة الإسلامية في ذلك، هل تتفق الرواية القرآنية مع روايتهم عن هذا اليوم، أم أن بها تكذيب لعقيدة الإسلام والمسلمين، إذا وجدت الإجابة عن هذه الأسئلة ستجد أن .
تصريحات كيري..حقيقة أم “تخاريف”!
فراس برس / حسن عصفور
بعد أن غادر أرض “فلسطين التاريخية” في آخر رحلاته المكوكية، اعلن جون كيري وزير الخارجية الأميركي و”راعي” الحلقة النقاشية” المعروفة اعلاميا باسم “المفاوضات، ان هناك تقدم ملموس قد تم التوصل اليه في المفاوضات، واشاع الوزير في لقاء مع محطة تلفزية أميركية أجواءا “تفاؤلية” توهم كل من يستمع اليها أن العقبات الرئيسية في تلك “الحلقات” قد تم تخطيها، ولم يبق سوى انتظار شهر ابريل المقبل ( نيسان) ويعلن للعالم أجمع عن توصله لاتفاق فلسطيني – اسرائيلي للحل النهائي..
ولأن موضوع التفاوض لا يسير ضمن حالة واضحة من الشفافية بين الشعب الفلسطيني ومن يفترض انه ممثله بتلك المفاوضات، حتى لو كان قرار التفاوض بذاته جاء كفعل اغتصابي لارادة الشعب الرافض بغالبيته الكبيرة تلك “المهزلة”، لكن وقائع المشهد تفرض عدم تجاهل ما يحدث، ولذا سيبقى تناول العملية التفاوضية مستندة لما يتم الاعلان عنه من الأطراف كافة، وللحقيقة فالتسريبات والتصريحات العلنية تزيل كثيرا من “الغموض” المفروض على المفاوضات، أو بالأدق تكسر “الجدار الحديدي” حولها..
قبل أن يصل جون كيري الى فلسطين التاريخية قامت بعض المصادر الفلسطينية بنشر تسريبات اعلامية تشير الى أن الرئيس محمود عباس يرفض رفضا قاطعا “الخطة الأميركية للحل التي تقدم بها كيري” في جولته الأخيرة، بشقيها الأمني والسياسي، وحدد المصدر المجهول، أن الرئيس لن يقبل بوجود اي جندي اسرائيلي فوق أرض فلسطين، وكدنا أن نعتبر ذلك “موقفا تاريخيا” يستحق كل التهليل والترحيب حتى في ظل تلك المهزلة الدائرة، ولكن مصدر تسريبي آخر، قام بتوضيح الموقفسريعا، وبدلا من الكلام القطعي بعدم قبول أي جندي احتلالي، تحول الكلام الى امكانية الموافقة على الانسحاب التدريجي “طويل الأمد” للقوات الاسرائيلية، أي أن المسألة لم تعد قضية بقاء قوات اسرائيلية ولكن مدتها الزمنية، فبدلا من تواجد عشرات السنين يمكن ان تكون اقل من ذلك..
وعشية وصول كيري انتشرت شائعات اعلامية أن الرئيس عباس اعد رسالة مكتوبة وموقعة منه شخصيا مفادها رفضا كاملا للخطة الأميركية خاصة الشق الأمني منها، ومع وصول المندوب كيري ولقائه بعباس سارعت تلك المصادر “التسريبية” بنشر اشاعة مضافة للرسالة المكتوبة عن غضب الرئيس الحاد خلال النقاش ما أجبره على انهاء اللقاء خلال أقل من نصف ساعة..
وطارت الاشاعة لتحتل كل وسائل الاعلام المتعطشة لخبر مثير من دائرة “العك التفاوضي”، وللحقيقة فتلك الاشاعة اشاعت أملا غير محدود بأن المهزلة انتهت، ولكن وبعد أن اصبحت التسريبة الاشاعة ضمن التداول الاعلامي، وتأكد من أطلقها أنها باتت “واقعا اعلاميا”، بدأت أوساط مكتب الرئيس عباس تنشر اخبارا أخرى، بلسان الناطق باسمه، بالقول أن المفاوضات مستمرة، واتبعها عريقات بنفي ما يثار عن “ازمة” مع كيري وان المفاوضات مستمرة حتى أبريل ( نيسان)، ثم بدأت عملية توضيح حكاية الخروج السريع وتوقف المحادثات بين كيري وعباس، لنكتشف أن سبب ذلك كان الخوف الأمني الأميركي من أن يضرب اعصار “اليكسا” رام الله ويجبر وزير خارجية أمريكا ان ينام بها..
ولن نقف عند كل التسريبات وهدفها وأغراضها، كونها باتت واضحة المقصد والغاية وما ترمي اليه من نثر الاشاعات عن “صلابة موقف الفريق التفاوضي” بعد أن نشرت وسال الاعلام جوهر الخطة الأميركية للحل النهائي والتي تؤدي الى استمرار الاحتلال بطرق جديدة لكيان فلسطيني في بعض من ارض الضفة دون قطاع غزة، ولا تجنى ابدا في اختزال الخطة بهذه العبارات، وكل ما يليها بنود تفصيلية لطبيعة الهيمنة الاحتلالية وشروطها..
ولأن المسألة لم تعد بحثا عن اشاعة لموقف هنا أو هناك، بات لدينا أقوال مسجلة بالصوت والصورة لوزير الخارجية الأميركي بعد رحتله الأخيرة، بدأها في تل أبيب بالاشارة الى “تقدم ملموس” في مسار التفاوض، ثم تحدث باسهاب أوسع عن ذلك في اللقاء مع المحطة التلفزية الأميركية، مؤكدا أن الاتفاق سيرى النور في نهاية الشهور التسعة، مبشرا ان “المولد ذكر”،..
ولأن الكلام ليس تسريبا أو نثر اشاعة بل هو كلام رسمي وواضح جدا عن حصول تقدم جوهري في المسار التفاوضي، بات السؤال المفروض ان يكون له إجابة من الطرف الفلسطيني، ودون تلكؤ أو تأتأة سياسية، هل حقا ما يقوله هذا الأميركي كيري عن “تقدم ملموس”، أم انه كمن يبيع “الوهم” كي لا يبدو أنه وقع في مطب الفشل السريع ليضيف فشلا فوق فشل لادارة قد يصفها التاريخ الأميركي بأنها الأكثر “حماقة” أو “غباوة” في عالم السياسة، أم هو يقول بعض من “الحقيقة غير الواضحة” أو هو فعلا ينطق بالصدق وتم تحقيق اختراق ملموس..
هل من يتكرم أحد من فريق التفاوض القهري على احترام شعب فلسطين والحديث له ببعض الحقيقة، أم ستترك المسألة للاعلام الاسرائيلي ليكشف ما لا يحب هذا الفريق كشفه، وعندها يخرج من يخرج ليتحدث عن “مؤامرة” تستهدف “موقف الرئيس البطولي”..
القضية ليست لعبة اعلامية، فما تقدم به الأميركان وتصريحات أوباما وأقوال حكومة نتنياهو تنذر بأشد المخاطر عما ينتظر أهل فلسطين مما يتم نشره من خطط للحل النهائي..والسكوت على أقوال كيري ستمنح ما ينشر صدقا يفوق “بلاغة صمت فريق التفاوض الفتحاوي”..
ننتظر التوضيح: هل أقوال كيري حقيقة أم بعض الحقيقة أم تخاريف سياسية لرجل فقد “عقله”!
ملاحظة: ما قاله القيادي الحمساوي سامي خاطر عن عتاب مشعل لعباس عن كيف يذهب وحده للتفاوض، يمكن اعتبارها طلب كي يكون “شريكا”..طبعا ابو مازن وفتح “سعداء” بشهوة مشعل التفاوضية ولكنهم لن يحققوا له رغبته!
تنويه خاص: كي لا تصبح كارثة إعصار “اليكسا” مرتعا للتسول وحسب، لا بد من أن يكون هناك هيئة عمل وطني لمتابعة آثار تلك الكارثة ودراسة سبل مواجهتها لاحقا..
كارثة إنسانية في غزة ودحلان المهدى المنتظر !!!
فراس برس / على مظلوم
يشهد قطاع غزة كارثة إنسانية محققة نتيجة المنخفض الجوي الذي عصف بفلسطين خلال الأيام الماضية، ما يستدعي تحرك المؤسسات الرسمية والسلطة التنفيذية في غزة ورام الله على حدٍ سواء للتحرك لانقاذ القطاع المنكوب، بوصفها الجهات المسؤولة عن حياة المواطنين من جانب، وباعتبارها تمتلك الامكانات والقدرات كمؤسسة قادرة على التحرك على المستوى الجمعي وليس الفردي من جانب آخر، وهذا يمثل الوضع الطبيعي لمواجهة أي كارثة انسانية في أي دولة على مستوى العالم.
في مثل هذه الحالات فإن جهود الأفراد من خارج المؤسسة الرسمية محمودة وتصدر عن وازع ذاتي وارتباط وطني، خارج إطار الإلزام، ومن غير المنطق أن يحمل هؤلاء المسئولية نيابةً عن المؤسسة الرسمية تجاه شعب بأكمله، وفقاً لهذا الفهم فإن القاء اللوم على محمد دحلان واتهامه بالتقصير وعدم تحمل المسئولية يأتي في خارج السياق وبعيداً عن الفهم الصحيح لدور مؤسسات السلطة في غزة ورام الله تجاه مواطنيها، وعلى الرغم من أن دحلان لم يعد جزءاً في منظومة السياسة الحاكمة، كما أنه خارج الإطار السياسي والتنظيمي لحركة فتح وبعيداً عن صنع القرار وتوجيهه في مؤسسات السلطة والحركة الا أنه لم يتنصل أبداً من مسئوليته كمواطن فلسطينى وكقيادى وطنى .
وعلى الرغم من ذلك إلتصقت في السنوات الأخيرة شخصية دحلان بمطالب الشعب الفلسطيني من الفقراء والمحتاجين، وأرسى دعائم أعمال إنسانية أصبحت واضحة المعالم في إعادة البنية التحتية لمخيمات اللاجئين في لبنان،كذلك الحال في مخيمات الضفة الغربية وسوريا وغزة، وتقديم يد العون والمساعدة للمرضى والطلاب، وانعكس ذلك في الممارسة العملية للمواطنين في قطاع غزة، فلا عجب أن يناشد طلاب غزة دحلان للتدخل لحل أزمة معبر رفح، ومعالجة مشاكلهم الجامعيةوحجز شهادات تخرجهم لالتزامات مالية فاقت امكانياتعائلاتهم، ولبى دحلان كل هذه المسؤوليات بقدرة وبكامل المسؤولية الإنسانية والوطنية.
لقد نجح دحلان في مد جسور التعاون وخلق علاقات قوية على المستوي الإقليمي، تمكن من توظيفها لخدمة المشروع الوطني، وعندما يطلب المساعدة من بعض القوى الإقليمية الفاعلة تأتي في إطار العلاقات الشخصية والصداقة، وليس بوصفه مسؤولاً فلسطينياً أو جزءاً من المنظومة السياسية، أثراً لذلك فهو غير مطالب بالخروج إلى الإعلام والإعلان عن مساعيه لمعالجة قضية معينة تخص الشأن الفلسطيني، فمثل هذه المواقف لا تحتاج إلى جعجعاتٍ سياسية، وتسجيل مواقف إعلامية لمراكمة النقاط لهذا الطرف أو ذاك.
وتؤشر الممارسة العملية لدحلان إلى إهتمامه ومتابعته للشأن الفلسطيني بكل تفاصيله من ناحية، واتساق خطابه السياسي مع الممارسة العملية، فدحلان لن يخرج للإعلام إلا بعد إكتمال الاجراءات والمساعي، ويتأكد من حتمية التحقيق والتنفيذ، ويبقى على الآخريين مهمة تسهيل العمل لا وضع العصي في الدواليب، كما حدث في لبنان حيث عطلت السلطة مشروع إنساني يشرف عليه دحلان، ويحدث في غزة.
وفي سياق تحميل المسؤلية للأفراد خارج المنظومة السياسية بغض النظر عن من هم، يثور تساؤل في غاية الأهمية أين رجال الأعمال المتنفذين على المستوى الإقليمي أمثال ياسر وطارق عباس؟وأين رجال الأعمال مرافقي محمد عساف في رحلته الفنية؟ من الكارثة الإنسانية في غزة، لماذا لا يتم تحميلهم المسئولية تجاه الأزمة؟
من الطبيعي أن يتحمل المسئولية أولي الأمر “فكلكم راعٍ وكلكم مسئولٌ عن رعيته، الإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته ....” وتعني كلمة الإمام هنا الحاكم والرئيس، نظراً لذلك يتحمل رأس الهرم السياسي الرئيس أبو مازن وحركة حماس في غزة المسئولية كاملة أمام الله والمجتمع، فتحرك الرئاسة لم يكن على المستوى المطلوب، وجاء بعد الحصول على ضمانات من قطر بدفع مبلغ 10 ملايين دولار لإدخال الوقود الصناعي لمحطة كهرباء غزة، فماذا لو لم يكن هناك ضمانات قطرية؟.
ومن الصعوبة بمكان الجمع بين المتناقضات، فتارةً دحلان يحمل برنامج فئوي ويسعي للاستيلاء على السلطة والحركة، وأخرى يرعى مصالح شخصية ضيقة، واليوم يجب أن يتحمل مسؤولية الشعب الفلسطيني بأكمله بما يعفي المؤسسة الرسمية من مسئولياتها، بالله عليكم ورحمةً بشعوبكم كفاكم استخفافاً بعقول البشر.
إسرائيل: المفاوضات للخروج من المقاطعة الدولية
الكوفية برس / مصطفى ابراهيم
سيعود وزير الخارجية الامريكية جون كيري هذا الاسبوع لزيارة منطقتنا لتكون الزيارة الثانية عشر له خلال هذا العام، في سعي منه لحث السلطة الفلسطينية وإسرائيل على التقدم في العملية التفاوضية، بعد ان اعلن أن تقدماً حصل في جهوده الرامية إلى التوصل لاتفاق انتقالي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، من دون الكشف عن مضمون هذا التقدم.
يجري ذلك في الوقت الذي تضع اسرائيل العراقيل ومحاولتها إضافة ملفات تفاوضية جديدة إلى مفاوضات الوضع النهائي لم تكن معروفة سابقاً، مثل “يهودية الدولة”، فإسرائيل بدأت حملة تهدف إلى الحصول على اعتراف الدول الأوروبية بها دولة لليهود.
بالإضافة الى محاولتها وضع ملف جديد اسمه غور الأردن على الطاولة، من خلال تقديم ملف الغور على أنه منفصل عن الملف الأمني، علماً أن اتفاقات أوسلو تنص على ست قضايا لمفاوضات الوضع النهائي يجري التفاوض عليها للتوصل إلى اتفاق سلام شامل، هي، الحدود والقدس واللاجئون والمستوطنات والأمن والمياه.
إسرائيل تهدف من ذلك الى استمرار التفاوض من اجل فرض وقائع جديدة على الارض، و الخروج من العزلة الدولية التي تتعزز يوميا والتأثير على حركات التضامن والمقاطعة الدولية، وإفشال نشاطاتها و التي نجحت في احراج اسرائيل وعزلها في كثير من القضايا، كما تم مؤخراً من قيام اكبر جمعية اكاديميين امريكية بإقرار مشروع قرار بفرض المقاطعة الاكاديمية على اسرائيل.
وكانت شركة مياه الشرب الهولندية “فيتنز” قطعت الأسبوع الماضي، على خلفية هذا النشاط، علاقاتها مع شركة المياه الإسرائيلية “مكوروت”. كما أبلغت الحكومة الرومانية نظيرتها الإسرائيلية بأنها ستتوقف عن إرسال عمال بناء إلى إسرائيل لرفض الأخيرة التعهد عدم تشغيلهم في مشاريع بناء في تلك المستوطنات.
كذلك توقفت جنوب أفريقيا عن استيراد منتجات يتم تصنيعها في البحر الميت “لأن مصدرها خارج الخط الأخضر”. كما ذكرت تقارير صحافية اسرائيلية إلى أن جنوب أفريقيا أبلغت شركات بريطانية وفرنسية كبيرة نيتها وقف نشاطها في أراضيها لتعاطيها مع المستوطنات. بالإضافة إلى التحذيرات التي أطلقتها الحكومة البريطانية هذا الأسبوع لرجال الأعمال فيها من مغبة الاستثمار أو تحويل أموال أو اقتناء عقارات في المستوطنات “خشية تضرر سمعتها وتعرضها إلى المقاضاة”.
كيري يسعى بشدة من اجل انجاز اتفاق تصفية للقضية الفلسطينية، و ممارسة الضغط على القيادة السلطة وتقديم الاغراءات المالية، في المقابل لم يستطع الضغط على اسرائيل من اجل تجميد الاستيطان، وفي نفس الاطار يقوم الاتحاد الأوروبي بنفس الدور حيث جد استعداده لتقديم صفقة غير مسبوقة من الدعم السياسي والاقتصادي والأمني للفلسطينيين والإسرائيليين عند التوصل إلى اتفاق سلام نهائي.
كما جاء البيان الذي أصدره عقب اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد في بروكسل أمس الاثنين 16/12/2013، وقال فيه: ” إن الوصول إلى اتفاق سلام سيفتح مجموعة واسعة من الفرص للتعاون مع الاتحاد الأوروبي لكل من إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية، بما في ذلك زيادة الوصول إلى الأسواق الأوروبية، كما سيعزز الترابط الثقافي والروابط العلمية، والاستثمار في الاتحاد الأوروبي في دعم الوصول وتيسير التجارة والترتيبات التجارية، فضلاً عن تعزيز التعاون الأمني مع كلتا الدولتين”.
المفاوضات الجارية هي مفاوضات مصلحة و مستوجبة وضرورية لإسرائيل، الهدف الأسمى لها هو ان تكون دولة يهودية في حدود آمنة، وايهام العالم ان اسرائيل معنية بالتوصل على حل سياسي فهي مستمرة بالمفاوضات من اجل رفع العزلة عنها فهي لن تقدم أي شي في القضايا الاساسية ولن تتنازل عن أي شبر من وأن هناك إجماعاً صهيونياً على ذلك، ولن تسمح للفلسطينيين بحق العودة بالعودة الى وطنهم الأم، الذي اقتلعوا منه بالقوة.
غالبية الفلسطينيون أصبحوا على قناعة ان المفاوضات الجارية هي مفاوضات من اجل تصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية، فالشك قائم في عدم وضوح وجدية القيادة الفلسطينية التي تدير المفاوضات، ويعبرون عن قلقهم من استمرارها في ظل التعنت الاسرائيلي ووضوح الاهداف لديهم.
وعلى رغم من التصريحات الصحافية الخجولة التي تصدر عن بعض المسؤولين في السلطة الفلسطينية عن تعنت الحكومة الإسرائيلية وعدم التقدم في المفاوضات، إلا انه على السلطة الفلسطينية ان تعمل على وقف تلك المفاوضات التي تعطي الجانب الاسرائيلي ضوءاً اخضر في الاستمرار ببناء المستوطنات و شرعنتها، و فرض العقوبات الجماعية ضد الفلسطينيين، والتنكر الاسرائيلي لحقوق الفلسطينيين العادلة.
وما التصريحات الخجولة التي صدرت وتتحدث عن انه أمام الشعب الفلسطيني خيارات سلمية كثيرة للنضال من اجل دحر الاحتلال، ما هي إلا تصريحات تتردد منذ سنوات من دون القيام بفعل أي شيئ حقيقي على الارض، و يحب تفعيلها من خلال موقف وطني موحد، وإنهاء الانقسام، والاتفاق على استراتيجية فلسطينية تعيد للقضية الفلسطينية الاعتبار وحيويتها ووهجها في الساحة الفلسطينية والعربية والدولية.
مشروعنا الوطني يمر بمرحلة صعبة وخطيرة، والأوضاع تزداد سوء يوما بعد الاخر منذ اكثر من عشرين عاماً، وحالنا في تراجع و أهدافنا غير واضحة وليست موحدة ومضطربة والانهيارات متتالية والانقسام عمقها، ولا قيمة للوقت لدينا لنجترع تجاربنا، من دون ان نفكر في مراجعتها وتقييمها، وإعادة البناء لمؤسساتنا المثخنة بالفساد والإقصاء والتفرد والاستئثار.
معين.. بالأبيض كفناك
الكوفية برس / محمد اللحام
معين قصة دم رفض القسمة إلا على الوطن.. قصة عشق فاح عطرها من جنبات غرف وكالة الغوث في المخيم.. ففي حكايتك من المفارقات حد الوجع والهلع والألم والأمل.. فكل شباب العالم ينتظر عيد مولده ليحتفل بإشعال الشموع وتقطيع قالب الحلوى واستقبال الهدايا والعطور وقلوب الحب الحمراء.. اما أنت فقد خرجت مع صحبك لتحتفل في عيد مولدك بإشعال الإطارات في وجه الاحتلال ولترمي حجرك في وجه الغاصب وتتلقى الرصاصات ودمك ينزف ويفوح عطرا يزهر المكان بالوحدة والحب.
خرج دمك ليتضامن مع روح الشهيد احمد ياسين لترث مقعده وتسير وتسير لتصل حد ذكريات البطولة وتقرر الرحيل في ذكرى الجبهة الشعبية وبالقرب من عيد مولد سيدنا المسيح ..اي وطن هذا الذي نسجته بلحمك ولحمتك يا معين..
وقفت بمقبرة الشهداء انتظر وصول نعشك في يوم ثلجك.. وإذا بالمخيم يأتي حاملا ومحملا بالشهيد المعمد بالشهد وبالمشهد المهيب.. حملوك على الأكتاف من كل قرية ومدينة ومخيم.. كان الثلج يا معين قد تأخر الى ان صعدت روحك تناجيه وتلتقيه صعودا الى السماء وقلت للثلج خذوا من روحي وانثروها على رؤوس الأشهاد على جبين الأحبة لتحميهم البرد وتدفئ عيونهم وقلوبهم وتزهر بالحب دوما.. فسقط الثلج وجاء الناس من كل حدب وصوب رغم البرد والثلج ليلقوا عليك السلام ويقبلوك بدفء وحنان.. كنت متماسكا الى ان احتضنت شقيقك فارس معزيا والدموع الساخنة بعرض وجهه ويهمس في اذني.. ‘راح صاحبك يا محمد..’ جملة فارس كانت كافية لتخرجني من دائرة الضبط لدائرة الدمع وتنزع قدميّ من مكانهما وأطير للسماء لألحق بروحك اقبلها واحتضنها واعتذر منها باسم كل الأصدقاء لأننا سنبقى على خجل من حجم جرحك..
رحلت وتركت والدك ‘أبو فريد’ مع أجمل ذكريات لفتحاوي سكن قلبه وبيته وعقله وغادر بأجمل مشهد مؤلم وبصورة حبيبة حزينة.. الم اقل لك كانت روايتك جملة من المفارقات جعلت عمك عدنان يرتحل معك الى عمان والى أكثر من مكان بحثا عن علاج وهو بلا علاج وتسكنه الأوجاع.. وشقيقك فريد يوزع التحيات ويرصد الحقوق دون ان يرصد احد مدى القهر والصبر الذي يعيش في ثنايا نهاره وليله.. اما الأصدقاء فلا زال أكرم شعفوط يبتسم للسماء لعلها توصلك السلام ويقول لك سلم على مصطفى ومعتز ومحمود وسائد وجاد وكل الأسماء.
في المقبرة يا معين أُتليت على قبرك آيات من النضال وكلمات لا تقال في الممات وإنما للشهداء العظماء لأنك حقا عظيم وجميل.. كان يوما من أيام الوفاء بقلوب بيضاء كيوم ثلجك أحببناك وشيعناك وكفناك..
فسلامٌ عليك في الخالدين، سلام عليك وأنت تسرح وتمرحُ في جناتِ النعيم، سلام عليك وأنت في الملأ الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء، وحسن أولئك رفيقا، سلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم أن فاضت روحك الطاهرة إلى بارئها.
الاربعاء: 18-12-2013
</tbody>
<tbody>
شؤون فتح
مواقع موالية لمحمد دحلان 182
</tbody>
المواقع الالكترونية الموالية لتيار دحلان
اخبــــــــــــــار . . .
هل تمثّل تصريحات الزهار بحق الرئيس حركة حماس؟ قيادات نافذة في حماس تتبرأ من الزهار عند الرئيس عباس
الكرامة برس
كشف الدكتور محمود الهباش وزير الأوقاف والشؤون الدينية عن تلقي الرئيس محمود عباس عدة اتصالات من قيادات نافذة في حركة حماس تتبرأ فيها الأخيرة من 'تفوهات' الدكتور محمود الزهار بحق الرئيس عباس.
وأكدت تلك القيادات في اتصالات منفصلة ومتتالية مع الرئيس 'أن الزهار غير العضو في المكتب السياسي لا يمثل إلا نفسه وأن تصريحاته التي تطاول فيها على شخص الرئيس لا علاقة لها بموقف الحركة المعلن والواضح'، مؤكدين احترامهم وثقتهم بالرئيس عباس.
وكان الزهار قد شنّ هجوما على الرئيس عباس متهما إياه بأنه وراء مايحدث للفلسطينيين في قطاع غزة وأنه وراء الحصار المفروض على القطاع.
يذكر أن الرئيس عباس وحركة فتح في رام الله تسعى لإنهاء الحصار على غزة ، وتقوم بالاتصال بعدد من الدول لتقديم المساعدات للشعب الفلسطيني.
وكان رئيس الإدارة المدنية لحماس إسماعيل هنية قد تباحث مع الرئيس عباس عقب المنخفض الجوي الذي ضرب الأراضي الفلسطيني حول سبل تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.
مصدر في مكتب الرئيس: التسريبات 'حكي فاضي' من حماس
مصادر رسمية في فتح تنفي أي أنباء حول حكومة الوحدة الوطنية
الكرامة برس
نفت قيادات في اللجنة المركزية لحركة فتح مساء اليوم ، ما تناولته وسائل الإعلام حول موافقة حماس على تشكيل حكومة وحدة وطنية , وان الجانبين يناقشان مدة الحكومة المذكورة وما إن كانت ستكون لمدة 100 يوم كما نص اتفاق القاهرة واعلان الدوحة أم أنها ستمتد لفترة أطول .
عزام الأحمد رئيس وفد حركة فتح للمصالحة الفلسطينية نفى تلك التسريبات موضحاً أنّ القيادة الفلسطينية توافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية حسب الإتفاقات الموقعة.
وقال الأحمد موجهاً رسالة لحركة حماس 'فلتأتوا إلينا' لنقوم بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية , موضحاً أنه لا داعي للتسريبات والكرة بملعب حماس .
مصدر مسؤول وقريب من دوائر صنع القرار علّق على تلك التسريبات بكلمتين 'حكي فاضي' , وأكد المصدر أن ما تم تسريبه جاء من قبل ما وصفها 'مصادر حمساوية' .
وفي ذات السياق نفي مصدر في مكتب الرئاسة في رام الله نفى تلك الأنباء جملة وتفصيلاً مؤكداً أنّ القضية بيد حركة حماس وأنه وفي حالم موافقة حماس على تنفيذ الإتفاقات السابقة بينها وبين فتح ، وهي تشكيل حكومة المستقلين التي يرأسها الرئيس أبو مازن والموافقة على التحضير لإجراء الانتخابات عندها يمكن القول أن حكومة الوحدة الوطنية التي سيرأسها الرئيس أبو مازن ستكون على الأبواب , أما ما يتم من تسريبات بحسب المصدر فهي مجهولة , في حين تمنّى المصدر أن تكون تلك التسريبات صحيحة بموافقة حماس على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية فعلاً وليس قولاً , ملمحاً المصدر أن القرار لا يصدر من 'خالد مشعل' وحده وأن هناك أطر في حركة حماس ستعارض الاتفاق كما كان في السابق .
أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح أمين مقبول أكد أنه لا يستطيع نفي أو تأكيد تلك الأنباء لأنها صادرة من مصدر مجهول له . وتمنى مقبول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية .
مقـــــــــالات . . .
كأنها جريمة أو كفر ... وماذا يعني اتصل دحلان بحماس ؟؟؟
الكرامة برس / رمزي نارد
تناقلت عدد من وسائل الإعلام خبر اتصال من النائب دحلان عبر القيادي سفيان أبو زايدة مع حماس من اجل تقديم مساعدات إنسانية واغاثية لأهل غزة بعد المنخفض الذي ضرب الأراضي الفلسطينية وتسبب في كوارث إنسانية كان الأكثر تأثرا فيها قطاع غزة المحاصر والأكثر كثافة سكانية على وجه الأرض في بقعة مغلقة من كافة الاتجاهات .
المنخفض الجوي ترك بصماته في كافة مناحي الحياة الغزية , حيث خلف خسائر بملاين الدولارات في القطاع الزراعي والحيواني والإنساني وخلف عدد من الضحايا البشرية تركزت في وفاة عدد من طفلات فلسطين جراء البرد الشديد وغرق مئات المنازل في كل أرجاء القطاع وانسداد معظم شوارع قطاع غزة ونزوح آلاف من المواطنين لمراكز إيواء عاجلة لا تقل سوءا عن البيوت المنكوبة التي تركها أصحابها .
المشهد في غزة كان أكثر بشاعة نتيجة لغياب مقومات الحياة من غاز طهي وسولار لتشغيل الآلات وانعدام وسائل التدفئة وغياب الاسمنت لترميم البيوت المتضررة وشبه انعدام في التيار الكهربائي ,وغياب كامل للآلات التي تساعد في الحد من الكارثة الطبيعية فواجه الغزيين المنخفض بسواعدهم وآلاتهم المتواضعة والبالية .
غزة المنكوبة حتى قبل تلك الكارثة الطبيعية فهي تعيش حالة من السوء المتواصل نتيجة لتفشي الفقر والبطالة المتعاظمة وسط شبابها الذي بات يشعر بالعجز المبكر أمام انسداد الأفق لأسباب مختلفة , إلى جانب تدني الدخل للفرد وشبه انعدام لفرص العمل ويأتي هذا المنخفض الذي مازالت تتكشف سلبياته على المجتمع الغزي حيث خلف خسارة آلاف من الطيور التي يعتمد عليها فقراء فلسطين للتغذية والحصول على البروتين وكذلك الأمر في قطاع الخضروات الأمر الذي سيتسبب في ارتفاع حاد في أثمانها .
فما هو المطلوب أن يستمر الجميع بالنظر إلى معاناة الناس دون أن يحرك احد ساكن , استغرب من أي جهة تقوم بعرقلة أي مساعدات إنسانية من أي طرف كان فان الحالات الإنسانية يجب أن تفصل بشكل كامل عن التشابكات السياسية وتعقيداتها ,فان الألم والبرد الذي أصاب مواطني القطاع لم يميز ولم يختار في طريقه من يصيب ومن يترك فماذا يعني تعميم اتصال دحلان من اجل مساعدة أبناء غزة ؟ وكأنها جريمة أو كفر ...
اعتقد أن ما قام به دحلان يحسب له ولا يحسب عليه واعتبرها شجاعة انه استطاع تجاوز خلافه السياسي من اجل تغليب شعوره الإنساني بألم أبناء شعبه في غزة واعتقد انه واجب على كل قيادي فلسطيني تغليب انتماءه الوطني وإعلاء الضمير الإنساني الذي يجب أن يذوب معه الاختلاف السياسي عندما يشعر الشعب الفلسطيني بالألم ويتعرض إلى أي خطب من الخطوب.
وان الألم والحرمان الذي يعيشه أبناء غزة وضيق المعايش هي مسئولية الجميع , ولا يجوز التنصل من المسئولية تحت أي حجة فان جميع الحجج التي تساق مع تعاظم الخطوب على غزة لا يصل صداها إلى المواطنين فيها ,بل إن العار سيظل يلاحق كل من ترك غزة وأهلها يواجهون مصيرهم وحدهم وسط هذا الكم المتصاعد من المعاناة .
وان كان الاختلاف مؤذي للناس بقدر الكوارث التي تعصف بالوطن إلا أن الإنسانية ومعالجة اثر الكوارث لا تنتظر حتى إصلاح هذا الاختلاف فان وجبة طعام لفقير أو غطاء لطفل يرتجف من البرد لن تنتظر إصلاح ما أفسده الانقسام ,ولا اعلم أين وجه الاستغراب في أن يقوم أي كان بنجدة أهل غزة في الوقت الذي يهب فيه العربي لنجدة العجم في كل أطراف الأرض فلماذا الاستغراب أن يقوم الفلسطيني بنجدة الفلسطيني .
ولا اعلم ما سبب هذه الضجة التي افتعلها البعض ومحاولة تأصيل العداء والخلاف بين أبناء الشعب الواحد إن الفقراء والمحتاجين من أبناء شعبنا وعشرات الحالات الإنسانية المنتشرة في كل شبر من ارض القطاع تحتاج إلى كل الجهود الممكنة من اجل التخفيف عنها وسد جزء يسير من حاجاتها الملحة ولا اعتقد بان الفقراء والمحتاجين والمنكوبين تعنيهم الخلافات السياسية بقدر ما يعنيهم تخطي اثر الكوارث التي ألمت بهم وتجاوزها .
واني أخاطب كل من لديه ضمير إنساني أن يساند غزة وأهلها لتخطي مِحْنَاتها المتلاحقة وأطالب كل من لم يتحرك ضميره بعد أن يأتي ليرى غزة بعينه لعل بشاعة ما لحق بغزة من أذى يحرك لديه بقايا الإنسان في داخله فالإنسانية لا تحتاج إلى توافق سياسي .
اليكسا تكشف معادن الرجال!!!
الكرامة برس / داليا العفيفي
المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني تكاد لا توصف ولا يمكن وضعها تحت أي مسمي فهي تفوق كل وصف ، أينما كان الفلسطيني وأينما وجد يعاني الأمرين ليس فقط في هذه اللحظات بل منذ النكبة الممتدة عشرات السنين ، ولكن ما يعيشه اليوم تحديداً فلسطينيو قطاع غزة أعظم بكثير مما مضي وهو تعبير عن المعاناة المستمرة موجة وراء موجة ، حيث الافتقار لأدنى مقومات الحياة التي يمكن لأي انسان العيش بها من مسكن ومشرب وعمل وكرامة وحرية ..إلخ ، وعلاوة على ذلك زاد الطين بلة الكارثة الطبيعية التي تمثلت في المنخفض الجوى (أليكسا ) الذي ترتبت على مروره الثقيل كارثة طبيعية بمعنى الكلمة ، وخلف وراءه ما لا يُطاق من المآسي الاجتماعية والاقتصادية والانسانية في بيئة أصلاً هي مدمرة ولا يتوفر الحد الأدنى من سبل العيش الكريم فيها .
هذا المنخفض الجوي القادم من الأصقاع الروسية القطبية النادر من نوعه في الوصول بهذه القوة العاصفة إلى بلادنا ، ولم يكن من المتوقع أن يكون بهذه القوة والتأثير المدمر ، ولم تأخذ الجهات صاحبة القرار أي أهمية خاصة للتعامل مع الاحتياطات المطلوبة والاستعداد اللازمة سواء من الناحية الوقائية أو عند وقوع مثل هذه الأنواع من الكوارث الطبيعية ، وكيفية التعاطي معها من النواحي الاجرائية والعملياتية ، ولا غرابة في ذلك كون حماس لايقع ضمن أولوياتها هموم ومعاناة المواطن بل ركزت جهودها في كيفية إمتصاص دمه وقهره ، ولا هم لقادتها سوى جباية الأموال والضرائب بكل أنواعها دون تقديم أي خدمات حقيقية خاصة في مجال تطوير وإعداد البنى التحتية الضرورية ؟!! لكن ما حدث من حالة دمار واسع وإغراق الأحياء الشعبية والمخيمات في القطاع بشكل شبه كامل وتهجير مئات العائلات من منازلها بسبب طوفان مياه الأمطار الذى وصل إلى عدة أمتار من الإرتفاع وبسرعة عالية داهمت الناس وأتى على كل مقتنياتها البسيطة وتحويشة العمر وخرجت لا تلوى على شيء إلى العراء هرباً بأرواح أطفالها في ظل البرد القارس ، وفي كل الحالات جاءت عمليات الإنقاذ من سلطة حماس متأخرة ، وكان السبق دائما للجيران من السكان في المناطق المنكوبة ، ولا يخفى على أحد أن البنية التحتية لقطاع غزة قد طالها التدمير والعبث ولم تمتد لها يد بالتطوير أو التجديد أو الاضافة منذ وقوع الانقلاب الدموي على الشرعية الفلسطينية منتصف 2007 وسيطرة مليشيات حماس على مقاليد الامور هناك ، وما قامت به سلطة الانقلاب خلال السنوات الماضية لا يتعدى كونه عبارة عن حقن مسكنة للظهور امام الداعم والمواطن أن هناك شيء جديد قد حدث ، يضاف لذلك أن الحرب الثانية العدوانية التي شنها العدو الاسرائيلي على قطاع غزة كان لها دور بارز أيضا في زيادة مستوى الدمار والخراب التي تعانى منه البنية التحتية المهلهلة أصلاً ، كما ظهر للجميع مستوى الاهمال المتعمد في تصريحات رئيس بلدية غزة الحمساوي قد أكد ذلك عندما إستنجد به المواطنون لحل مشاكلهم وأجابهم أن الذي لا يعجبه عليه تبليط البحر!! ، إن هذا الجواب هو عنوان سلطة 'حماس' التي كانت دوماً تتغني بالأمن والامان وخدمة المواطن في حين أن الحقائق الميدانية تعصف بكل تلك الشعارات الزائفة ،،،
ليس من المهم الان من هو المسئول عن وقوع وتزايد الكوارث والمآسي المختلفة ، بقدر ما هو الأهم في كيفية الخروج من تداعياتها الانسانية والاقتصادية العظمي والعمل على إيجاد الحلول الملائمة لتعويض الناس المنكوبين على خسائرهم واعادة الحياة لهم من جديد ، حقيقة عندما سمعت خبراً مفاده مسارعة السلطة في تقديم المساعدات للضحايا شعرت بنوع من السعادة ولكن بمرارة كبيرة خاصة أن العدو الإسرائيلي كان أسبق منها في الاعلان عن تقديم مساعدات إنسانية لأهلنا في قطاع غزة ، بعد أن ظلت حكومة رام الله تشترط توفير ما يسمى ضريبة ( بلو ) قبل تزويد القطاع بالسولار اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء ، ولم تقم بذلك إلا بعد أن تعهدت دويلة قطر بدفع الفرق في ضريبة السولار ، لكن إحساس حماس بأنها في ضائقة حقيقية في ظل ضغط الاحداث المتلاحقة أيضا دفعها للبحث عن كل وسيلة ممكنة للاتصال بالنائب في المجلس التشريعي والقيادي الفتحاوي محمد دحلان للمساهمة في تقديم العون اللازم لإغاثة ضحايا الكارثة بالرغم أنها كانت تعتبره عدوها اللدود وخصمها العنيد ، وكان النائب دحلان قد سبق وأعلن عن قيامه ببذل جهود عملية من أجل تقديم المساعدات لأبناء قطاع غزة المنكوبين جراء الكارثة ، وهو بلا شك تصرف يسجل لحركة حماس ومبادرة جريئة نابعة من كونها تعرف قدرة دحلان في تجنيد الدعم المطلوب لهذه المهمة ، وأنه لن يتأخر عن القيام بواجبه الوطني والإنساني إتجاه أبناء شعبه دون أي حسابات أو حساسيات أخرى ، وبالرغم أن حماس هي من قامت بتسريب خبر الاتصالات التي جرت لغاية في نفس يعقوب وقالت أن دحلان هو من إتصل بقادتها مع أن ما حصل هو العكس تماما ، إلا أن الاهم هو العمل وتحقيق الهدف المنشود وليس من إتصل بمن ومن البادئ في الاتصال !!!
لكن يبقي السؤال هل ستصل المساعدات إلى أصحابها بالعدل والمساواة ، وهل فعلاً ستعودا لعائلات والأسر المنكوبة من ضحايا العاصفة أليكسا إلى الحياة من جديد ؟!!! وهل سيتم الاستعداد لمواجهة مثل هذا النوع من الكوارث الطبيعية في المستقبل القريب وتهيئة البنية التحتية بشكل صحيح ؟!!! أم أنه سيبقي الاعلان عن كل هذه المساعدات مجرد شكليات وفرقعات اعلامية؟!!! لا تغني ولا تسمن من جوع ؟!!! وننتظر المأساة القادمة لا حول ولا قوة !!... لعل وعسى .
إن قطاع غزة اليوم بات بحاجة إلى كل يد ممدودة له وهو ليس بحاجة إلى مساعدات تمثل حقن مسكنة وأولية بل بحاجة ماسة إلى أيادي وقرارات كبرى وتاريخية تحمل الحلول الجذرية والنهائية والدائمة في كل المجالات للتخفيف من معاناة شعبنا ، استفيقوا يا قيادات فلسطين ، إن غزة هي من دفعت كل الضرائب الغالية والتضحيات الجسيمة لأجل الوطن ولا تستحق هذا المصير المسكون بالموت في كل المحطات، فلتتحد جميع الأيادي من أجل إنقاذها ولتعلن حماس من منطلق الإحساس بالمسؤولية الاخلاقية أنها وصلت إلى طريق مسدود في إدارة قطاع غزة ، لأن هذا الفشل الذريع والسافر يدفع ثمنه كل أبناء شعبنا الفلسطيني ، نعم حماس فشلت بإمتياز في القيام بالحد الادنى من الواجبات والاحتياجات الانسانية والوطنية الضرورية ، ولتكن مأساة غزة التي حملتها ' أليكسا ' بوابة لتجديد الأمل وإنهاء مقومات الخراب والدمار على المستويين الوطني والبنيوي ألا وهو الإنقسام اللعين !!.
هل ذكرتنا العاصفة الثلجية ...... بالواقع اللئيم؟
الكرامة برس / مصطفى البرغوثي
في البداية ومن منطلق العرفان بالجميل، لا بد من توجيه التحية لكل من ساهم على المستوى الوطني أو المحلي في إسناد أبناء وبنات شعبنا والتخفيف بكل ما أمكن من آثار العاصفة غير المسبوقة، التي تعرضنا لها.
ولا بد في البداية أيضا من الإشادة بصبر وثبات أهلنا في قطاع غزة في مواجهة ما يتحملونه من معاناة تفوق طاقة احتمالات البشـر.
ولعلها مفارقة ذات مغزى أن أهالي الضفة الغربية بما فيها القدس، وهم يعانون من انقطاع الكهرباء لبضعة أيام قد أدركوا بعمق التجربة المباشرة معاناة شعبنا في غزة وهو يعاني من انقطاع الكهرباء لأشهر وسنوات.
وفي الحالتين فان الذي عانى ويعاني هو الشعب الفلسطيني بكل مكوناته، ولعل أفدح المعاناة تلك التي عاشها اللاجئون للمرة الثالثة في مخيمات لبنان وسوريا....وكأن القدر أراد أن يذكر الأجيال الجديدة بما عاناه اللاجئون في مخيمات اللجوء عام 1950 بعد عامين من النكبة وفي شتاء ثلجي كانت قسوته مشابهة لما عشناه خلال هذه الأيام مع الفارق الكبير في الإمكانيات والموارد.
قبل أشهر نشر الكاتب الإنساني تشومسكي، والمناصر لقضية فلسطين مقالا تحدث فيه عن أساليب الإلهاء التي تتبع لأشغال الشعوب عن قضاياها، ومنها...إستراتيجية الإلهاء....كإغراق الناس في القروض او خلق تعارض وهمي بين الهم الإنساني الفردي...وخاصة الاقتصادي وبين الهم العام والمعاناة العامة.
وفي حالتنا صار غلاء المعيشة وتسديد الإقساط عند البعض مفصولا عن الاهتمام بما يقوم به الاحتلال من ضم وتهويد و اضطهاد اقتصادي، دون إدراك أن الغلاء نفسه هو إلى حد كبير حصيلة سياسات عامة تمارسها إسرائيل لقهرنا وتجويعنا.
العاصفة الثلجية قدمت صورة صادمة وصارخة لحقيقة الواقع المر الذي نعيشه.
فما الذي سبب انقطاع الكهرباء عن مئات الآلاف لأيام طويلة، فجعل الأطفال وإباءهم وأمهاتهم عرضة لبرد قارس وشلل تام وأمراض ستتفاقم. وكيف يفهم تبرير مسؤولي السلطة بأن السبب يعود لإسرائيل التي قطعت عنا الكهرباء؟
نفس إسرائيل التي تحرم غزة من المياه في الصيف القائظ وتفتح السدود لتطلق عليها الفيضان القاتل في الشتاء. كيف وصلنا إلى هذه الحالة؟
لماذا لا نملك نحن القدرة على الأقل للتحكم بكهربائنا؟ ولماذا لا ننتج الكهرباء؟ رغم كل أموال الدول المانحة والضرائب الجامحة وست سنوات مما سمي 'بناء المؤسسات'.والى متى نبقى رهائن لقرارات إسرائيل وحكوماتها؟
في الماضي كانت شركة كهرباء القدس شركة منتجة للكهرباء، فحوصرت وهددت ، ومنعت من تجديد محطات التوليد لديها واجبرت على خدمة المستوطنات للحفاظ على ترخيصها ، حتى تحولت الى مجرد وكيل توزيع وجباية للشركة القطرية الإسرائيلية، وأصبحت أسيرة بالكامل لقرارات الشركة الإسرائيلية.
ما الذي قطَع أوصال الأراضي الفلسطينية الى أ / ب / ج ؟ وحرمنا من القدرة على الاستقلال بقدرتنا على إنتاج الكهرباء؟ أليس اتفاق أوسلو....الذي يروج الآن لنسخة جديدة منه.
ومن أعطى اسرائيل الحق في محاصرة غزة والتنكيل بها واغراقها بالعطش حينا وبالفيضان حينا آخر؟ اليس الانقسام والصراع على سلطة منتهكة الصلاحيات وعديمة السيادة وواقعة تحت الاحتلال هو احد العوامل المسببة لذلك؟
وعندما يعطي الاسرائيليون الأولوية لمستوطناتهم غير الشرعية للتزود بالكهرباء وتبقى مدننا وقرانا في عتمة الظلام والبرد القارس، اليس هذا هو نظام الأبارتهايد؟ ولعل اوضح المفارقات تكمن في معاناة سكان القدس الشرقية والبلدة القديمة بالمقارنة مع الخدمات المميزة التي تقدمها بلدية القدس للمستوطنات والجزء الغربي من المدينة. وعندما نجبر على دفع ما يقارب ضعف ما يدفعه الاسرائيلي ثمناً للكهرباء، رغم ان دخلهم يزيد عن دخلنا بعشرين ضعفا، أليس ذلك ظلما وعدوانا وتمييزا عنصريا؟
البعض روج ويروج، بسبب مصالحه ومنافعه الخاصة، للواقعية المزعومة بمعنى القبول بما هو واقع وليس فهمه لتغييره. والكثيرون روجوا لما سموه سلاما اقتصاديا على حساب السلام الحقيقي الذي يؤمن الحقوق السياسية والكرامة والسيادة والاستقلال.
ولعدة سنوات نظّر البعض لنظرية بناء المؤسسات، لنجد انفسنا بعد ذلك معتمدين في مائنا وكهربائنا واتصالاتنا على الاحتلال الذي يقهرنا ويتحكم بنا وتجد اغلب المحافظات الفلسطينية نفسها محرومة من البنية التحتية. والحجة كانت ....تحسين احوال المعيشة، على حساب الحرية السياسية.
هذه العاصفة الثلجية اطاحت بكل هذا الهراء مرة واحدة وأظهرت ان القبول بنهج أوسلو ، وما سيشابهه في المستقبل يعني فقدان الحرية السياسية وفقدان مقومات المعيشة ايضا. ويعني ان نسحق كل يوم بنار غلاء المعيشة والضرائب الباهظة ولا نجد عند هبوب العواصف ما ندفئ به أطفالنا وما ننير به ظلماتنا وما نحمي به بيوتنا من فيضان المياه.
والعبرة ان فقدان الحرية السياسية يعني ان نفقد القدرة على الحياة، وهذا ما تخطط له السياسة الاسرائيلية. وكل من يروج لاتفاق انتقالي جديد، بدون القدس وبدون السيطرة على الحدود وببقاء المستوطنات والتوسع الاستيطاني.
ماذا سنقول لأولئك اللاجئين في مخيمات لبنان والذين فقد بعضهم أبناءه مثلما فقد اجدادهم ابناءهم في عاصفة عام 1950، عندما نتحدث عن اتفاق محتمل لا يضمن لهم العودة ولا الخلاص من الظروف البائسة التي يعيشونها؟
الحقيقة التي لا يستطيع احد التهرب منها، ان معيشتنا وتدفئتنا وكهرباءنا وسلامة بيوتنا تعتمد على تحقيق تحررنا من هذا الاحتلال العنصري البغيض.
والحقيقة الثانية....اننا ونحن نخوض صمودنا ونضالنا ضد هذا الاحتلال فان الأولوية في استخدام مواردنا وضرائبنا ومقدراتنا يجب ان تعطى لاحتياجات الناس وقدرتهم على الصمود..... قبل اي شيء آخر. والحقيقة الثالثة ان الاحتياجات الامنية الاسرائيلية اصبحت ترزح على صدورنا كاطنان من الركام الذي يخنق انفاس اقتصادنا وموازنتنا وحياتنا اليومية.
الواقعية الحقيقية والثورية لم تكن يوماً الاستسلام للواقع ...بل فهمه وادراكه من أجل تغييره للأفضل، ومن دون السماح لأي وسيلة الهاء او خداع بحرفنا عن ذلك.
التنقيب عن النساء في القمر
الكرامة برس / توفيق أبو شومر
'أصحاب الملايين العرب، يشترون حقوق التنقيب عن النساء في القمر، ويشترون نصف شركة مرسيدس، وشركات المأكولات والملبوسات، ولكنهم يرفضون أن يتبنوا قصيدة، أو مشروعا ثقافيا'.
نعم، ما أكثر أغنياءنا، ولكن ما أقلَّ الأثرياء العرب ممن يستثمرون نقودَهم في الثقافة العربية!! وما أندر مَن يؤسسون بنية ثقافية عربية واعية، تنفع الأجيال!! هناك شحٌ في استثمار الأموال في تأسيس مراكز الأبحاث والدراسات، وفي مجالات التربية والتعليم!! فقلةٌ هم مَن (يُغامرون) بالاستثمار في هذه المجالات، لأنهم يعتبرونها مشاريع غير مُربحة، في الأجل القصير، وهم يحسبون ثرواتهم بحساب سنوات عمرهم فقط، لذا فإنهم لا يستثمرون.
كتبت المقدمة السابقة، وأنا أتابع مؤتمر سابان العاشر في واشنطن، وهو مؤتمر ينظمه مركز سابان للدراسات والأبحاث، والمؤتمر يعقد كل عام، يوم 6-8 ديسمبر، ويستضيف شخصيات عالمية بارزة، وهو مؤتمر شامل، ولكن موضوعه الرئيس هو الشرق الأوسط وإسرائيل. وهو يقدم توصياتٍ مهمةً عقب كل مؤتمر من المؤتمرات، تقود السياسيين في إسرائيل وأمريكا.
شارك في المؤتمر بأبحاث كلٌ من: نتنياهو ، وأوباما وجون كيري وتسفي ليفني وليبرمان، وعددٍ آخرٍ من الشخصيات الفلسطينية والعربية والدولية..
بقي أن أشير، إلى أن المؤتمر أسَّسَه، المخرجُ السينمائي اليهودي الأمريكي (حايم سابان)،وقد أسَّس المركز بمنحةٍ قدرها، ثلاثة عشر مليون دولار، وكان شعاره الرئيس هو [ تعزيز فرص السلام بين العرب والإسرائيليين]أُسس المركزُ عام 2002 يديره طاقمٌ مكون من جنسيات مختلفة، منهم ثلاثة من الباحثين العرب.
وللمركز فروعٌ عديدةٌ في دول العالم، ولعل أبرز فروعه ، فرعُه في الدوحة في قطر، ويسمى (منتدى أمريكا والعالم الإسلامي). أخيرا فإن هناك حقيقةً يتجاهلُها العربُ للأسف:
' إن بعض مراكز الأبحاث في العالم، تُعتبر مصانع لإنتاج النظريات السياسية، التي تقود العالم في عصر الألفية الثالثة، وما الحكامُ والرؤساء والملوك، سوى أدواتٍ لتنفيذ برامج وسياسات تلك المراكز، ولهذه المراكز كتائبُ عسكريةٌ، توجه الرأي العالمي بذكاء ودهاء، باستخدام أحدث الأسلحة وأمضاها، وهو مستحضر قياس الرأي العام، ويتولى سلاح الإعلام توزيع نتائج الأبحاث واستطلاعات الرأي في كل وسائل الإعلام، لتصنع الثورات والانقلابات وما في حكمها ، بلا جيوش احتلال، وبلا حروب!.
نيلسون مانديلا واحمد نجم... يضيئان شجرة الميلاد في بيت لحم...
الكرامة برس / عيسى قراقع
تقف شجرة الميلاد باسقة وجميلة في ساحة مهد المسيح عليه السلام، تتلقف الثلج و البرد من الأعلى، اجنحة ملائكة بيضاء تحوم حول الكنيسة، وترانيم ميلاد مفعمة بالأمل من شعب لا زال يصلي للسلام والعدالة والحرية.
وفي وقت يختلط فيه كلام الله بكلام الضحايا، رأينا روحين يهبطان من السماء يضيئان الشجرة، ويطوفان بنجمة بيت لحم الفضية في كل الأنحاء، يشعان في المسافة الواقعة بين القدس والبحر، ينثران حبات الزيت وروح العسل التلحمي على الحجيج والناس، يتجاوزان السور المسلح وبرج المراقبة والمستوطنة المتوحشة، ويرسلان لفلسطين وشعبها البرق والتحية.
إنهما المناضلان نيلسون مانديلا واحمد فؤاد نجم، اللذان رحلا عن الدنيا وسافرا إلى ساعة الميلاد، نزلا عن صليبهما وخلعا المسامير عن خشبة القهر والاستعباد ليعانقا هواءنا وماءنا وخبزنا، يتوحدان في لغتنا التي هي لغتهم منذ ان كان السجن أول الكلام وصار السجن آخر الكلام، ومنذ ان قال لنا مانديلا: دعوا الحرية تسود فالشمس لا تغيب عن الأرامل والشهداء والمحشورين خلف الحديد.
مدينة بيت لحم التي تستفيق كل عام من الخراب، تبني مذودها و رجاءها مرة أخرى وأخرى على ميقات أنشودة كنعانية أزلية، ستقرأ على الناس في منتصف ليلة الميلاد المقدسة سيرة المناضل نيلسون مانديلا العائد بعد سبعة وعشرون عاماً من السجن إلى رئاسة دولة جنوب أفريقيا الحرة، منتصراً على نظام الفصل العنصري البغيض، ورافعاً راية العدالة والمساواة والمصالحة، محطماً الأغلال وبؤس الفقر والذل والخوف، ومبشراً بانتصار الإنسان على العبودية ومشاريع الموت.
ستقرأ مدينة بيت لحم ليلة الميلاد قصائد الشاعر المصري الكبير احمد نجم، قصيدة قصيدة، قافية قافية، منذ ان حاصر صوته الطغاة وصادروه من أغاني الشيخ الكفيف إمام وهو يهتف:
وأنا بِدَي أسافرْ حَداكو
ناري في إيدَية
وإديَة تِنْزِلْ مَعاكو
على راس الحَيَة
وتموتْ شَريعةْ هُلاكو
تحت شجرة الميلاد صلينا، كنيسة المهد أمامنا والقدس تتحرك نحونا، أطفالنا يلعبون في الحارات، ومانديلا يوزع الهدايا على الأولاد الناجين من الملاحقة، يوعدهم بفجر آخر، وبيت آمن وليس بسجن وأسلاك، قائلاً: اصعدوا إلى أعماركم الآتية، أمامكم حياة حافلة، لا تخافوا من الطائرة ولا من حاجز عسكري عابر، سماؤكم مسقوفة بنبضات قلوبكم الواعدة، واراضيكم لا تتسع إلا لكم حجراً حجراً وشجرة شجرة.
تحت شجرة الميلاد سمعنا صوت الريح في نايات احمد فؤاد نجم، يستدعي أحلام الفقراء على وقع الكلمات، فتصير المدينة العتيقة جسداً في أغنية، يناديها الشاعر كالحنين إلى أباريق القهوة وماء البئر ونشيد الرعاة:
ونجيب حليب العندليب
في المهد
للطفل الوليد
ضليله
ونشجّر التين والزتون
فوق راس الشهيد
تتنفس بيت لحم مع المطر، تحتفل بالنجوم، صدى للآيات والأجراس والغزلان ورائحة الميرمية والقرنفل، صلوات في الكنائس، بخور حول جنازات تحمل الصليب الثقيل من سجن جزيرة 'روبن ايلاند' إلى سجن عسقلان، صور لمانديلا وكريم يونس واحمد أبو السكر، قصائد تنزف دما في الشوارع للشاعر احمد نجم، نبوءة تقول لنا: ان نظام الأبرتهايد في جنوب أفريقيا قد سقط، وان ظلام المؤبد عن الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي قد سقط... ويستمر المطر والصلاة...
نيلسون مانديلا يتفقد مغارة الميلاد، وصوت الذين ذبحوا في الحصار، يغسل ملابسهم وقلوبهم ويعلقها على ستة وأربعين عموداً في الكنيسة، يسال عن مروان البرغوثي و أحمد سعدات وأبونا إبراهيم عياد، يلبس الكوفية السمراء ويخاطب العالمين: هنا ولد رسول الحرية، هنا ولد ياسر عرفات، هنا زهر الحب لمحمود درويش، هنا الحياة والروح العنيدة.
هنا ابنائي وبناتي في الزنازين يخيطون لي مهداً وليس كفناً، يقول احمد فؤاد نجم وهو يلقي أغلاله ويفتح باب كل سجن ومعسكر، يمسح الوجع الإنساني عن وجه المدينة وعظام الأجداد، يشتعل النص، تضيء الآية وهو ينادي على شمس الحقيقة:(طلي عليكي الامان).
إسرائيل: المفاوضات للخروج من المقاطعة الدولية
الكرامة برس / مصطفى ابراهيم
سيعود وزير الخارجية الامريكية جون كيري هذا الاسبوع لزيارة منطقتنا لتكون الزيارة الثانية عشر له خلال هذا العام، في سعي منه لحث السلطة الفلسطينية وإسرائيل على التقدم في العملية التفاوضية، بعد ان اعلن أن تقدماً حصل في جهوده الرامية إلى التوصل لاتفاق انتقالي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، من دون الكشف عن مضمون هذا التقدم.
يجري ذلك في الوقت الذي تضع اسرائيل العراقيل ومحاولتها إضافة ملفات تفاوضية جديدة إلى مفاوضات الوضع النهائي لم تكن معروفة سابقاً، مثل “يهودية الدولة”، فإسرائيل بدأت حملة تهدف إلى الحصول على اعتراف الدول الأوروبية بها دولة لليهود.
بالإضافة الى محاولتها وضع ملف جديد اسمه غور الأردن على الطاولة، من خلال تقديم ملف الغور على أنه منفصل عن الملف الأمني، علماً أن اتفاقات أوسلو تنص على ست قضايا لمفاوضات الوضع النهائي يجري التفاوض عليها للتوصل إلى اتفاق سلام شامل، هي، الحدود والقدس واللاجئون والمستوطنات والأمن والمياه.
إسرائيل تهدف من ذلك الى استمرار التفاوض من اجل فرض وقائع جديدة على الارض، و الخروج من العزلة الدولية التي تتعزز يوميا والتأثير على حركات التضامن والمقاطعة الدولية، وإفشال نشاطاتها و التي نجحت في احراج اسرائيل وعزلها في كثير من القضايا، كما تم مؤخراً من قيام اكبر جمعية اكاديميين امريكية بإقرار مشروع قرار بفرض المقاطعة الاكاديمية على اسرائيل.
وكانت شركة مياه الشرب الهولندية “فيتنز” قطعت الأسبوع الماضي، على خلفية هذا النشاط، علاقاتها مع شركة المياه الإسرائيلية “مكوروت”. كما أبلغت الحكومة الرومانية نظيرتها الإسرائيلية بأنها ستتوقف عن إرسال عمال بناء إلى إسرائيل لرفض الأخيرة التعهد عدم تشغيلهم في مشاريع بناء في تلك المستوطنات.
كذلك توقفت جنوب أفريقيا عن استيراد منتجات يتم تصنيعها في البحر الميت “لأن مصدرها خارج الخط الأخضر”. كما ذكرت تقارير صحافية اسرائيلية إلى أن جنوب أفريقيا أبلغت شركات بريطانية وفرنسية كبيرة نيتها وقف نشاطها في أراضيها لتعاطيها مع المستوطنات. بالإضافة إلى التحذيرات التي أطلقتها الحكومة البريطانية هذا الأسبوع لرجال الأعمال فيها من مغبة الاستثمار أو تحويل أموال أو اقتناء عقارات في المستوطنات “خشية تضرر سمعتها وتعرضها إلى المقاضاة”.
كيري يسعى بشدة من اجل انجاز اتفاق تصفية للقضية الفلسطينية، و ممارسة الضغط على القيادة السلطة وتقديم الاغراءات المالية، في المقابل لم يستطع الضغط على اسرائيل من اجل تجميد الاستيطان، وفي نفس الاطار يقوم الاتحاد الأوروبي بنفس الدور حيث جد استعداده لتقديم صفقة غير مسبوقة من الدعم السياسي والاقتصادي والأمني للفلسطينيين والإسرائيليين عند التوصل إلى اتفاق سلام نهائي.
كما جاء البيان الذي أصدره عقب اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد في بروكسل أمس الاثنين 16/12/2013، وقال فيه: ” إن الوصول إلى اتفاق سلام سيفتح مجموعة واسعة من الفرص للتعاون مع الاتحاد الأوروبي لكل من إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية، بما في ذلك زيادة الوصول إلى الأسواق الأوروبية، كما سيعزز الترابط الثقافي والروابط العلمية، والاستثمار في الاتحاد الأوروبي في دعم الوصول وتيسير التجارة والترتيبات التجارية، فضلاً عن تعزيز التعاون الأمني مع كلتا الدولتين”.
المفاوضات الجارية هي مفاوضات مصلحة و مستوجبة وضرورية لإسرائيل، الهدف الأسمى لها هو ان تكون دولة يهودية في حدود آمنة، وايهام العالم ان اسرائيل معنية بالتوصل على حل سياسي فهي مستمرة بالمفاوضات من اجل رفع العزلة عنها فهي لن تقدم أي شي في القضايا الاساسية ولن تتنازل عن أي شبر من وأن هناك إجماعاً صهيونياً على ذلك، ولن تسمح للفلسطينيين بحق العودة بالعودة الى وطنهم الأم، الذي اقتلعوا منه بالقوة.
غالبية الفلسطينيون أصبحوا على قناعة ان المفاوضات الجارية هي مفاوضات من اجل تصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية، فالشك قائم في عدم وضوح وجدية القيادة الفلسطينية التي تدير المفاوضات، ويعبرون عن قلقهم من استمرارها في ظل التعنت الاسرائيلي ووضوح الاهداف لديهم.
وعلى رغم من التصريحات الصحافية الخجولة التي تصدر عن بعض المسؤولين في السلطة الفلسطينية عن تعنت الحكومة الإسرائيلية وعدم التقدم في المفاوضات، إلا انه على السلطة الفلسطينية ان تعمل على وقف تلك المفاوضات التي تعطي الجانب الاسرائيلي ضوءاً اخضر في الاستمرار ببناء المستوطنات و شرعنتها، و فرض العقوبات الجماعية ضد الفلسطينيين، والتنكر الاسرائيلي لحقوق الفلسطينيين العادلة.
وما التصريحات الخجولة التي صدرت وتتحدث عن انه أمام الشعب الفلسطيني خيارات سلمية كثيرة للنضال من اجل دحر الاحتلال، ما هي إلا تصريحات تتردد منذ سنوات من دون القيام بفعل أي شيئ حقيقي على الارض، و يحب تفعيلها من خلال موقف وطني موحد، وإنهاء الانقسام، والاتفاق على استراتيجية فلسطينية تعيد للقضية الفلسطينية الاعتبار وحيويتها ووهجها في الساحة الفلسطينية والعربية والدولية.
مشروعنا الوطني يمر بمرحلة صعبة وخطيرة، والأوضاع تزداد سوء يوما بعد الاخر منذ اكثر من عشرين عاماً، وحالنا في تراجع و أهدافنا غير واضحة وليست موحدة ومضطربة والانهيارات متتالية والانقسام عمقها، ولا قيمة للوقت لدينا لنجترع تجاربنا، من دون ان نفكر في مراجعتها وتقييمها، وإعادة البناء لمؤسساتنا المثخنة بالفساد والإقصاء والتفرد والاستئثار.
المواطن أغلى ما نملك .... ليكن قادم الايام عليه افضل من سابقه
الكرامة برس / حسن سليم
هو الشعار الذي لا يأخذه المواطن أبداً على محمل الجد، فهو يعرف ان ذلك شعاراً ليس اكثر، وجملة جميلة تصلح في أفضل حالاتها لتملأ لوحة اعلانية على مداخل المدن او على معابر الحدود .
ما تعرضت له البلاد ولا زالت اثاره حاضره نتاج العاصفة الثلجية يكشف مرة اخرى المستور، من ضعف الامكانيات وهشاشة البنية التحتية وفقر التخطيط لمواجهة الازمات.
هي عاصفة ثلجية وليست زلزالا، وحولت البلاد الى ارض منكوبة، سكانها اسيرين لمنازلهم، انقطاع لخدمات الكهرباء والمياه، ووفاة العديد من المواطنين بعد ان لم تنجح طواقم الاسعاف الوصول اليهم في الوقت اللازم بسبب انغلاق الشوارع ومداخل منازلهم، والمزروعات 'حدث ولا حرج' .
الارصاد الجوية ومنذ اكثر من اسبوع سبق على بداية الازمة حذرت من صعوبة الاحوال الجوية القادمة، فيما جهات الاختصاص والمكلفة بمواجهة الازمة دخلت مارثونا للاجتماعات، تجتمع وتعلن بعد كل اجتماع عن جاهزيتها الكاملة للمواجهة.
شعور تسلل لوعي المواطنين بانهم في آمان كامل، هكذا أعلنت جهات الاختصاص ' كل شيء تحت السيطرة'، ولكن الرياح جاءت على غير ما اشتهت السفن .
دخلت العاصفة واعلن الوطن استسلامه لارادة الرب، ومن هو مكلف بالمواجهة للعاصفة الثلجية بدأ يلهث متعبا منذ لحظة بداية المواجهة، دون تخطيط، او منهجية بالعمل . عمل رغم اهميته وتقدير لجنوده الا انه كان يفتقر للمنهجية والتنظيم الصحيح، ولعل فتح الشوارع وازالة الثلوج منها لتسيير الحركة فيما تم وضع الثلوج على مداخل البنايات كان خير شاهد .
لم يكن مطلوب من تلك الجهات توفير الكماليات للمواطن، بل الحد الادنى المتمثل بفتح الشوارع ومداخل المنازل، ليتسنى له الحركة وقت الضرورة – وفي ذلك مساعدة لهم وتخفيف عن كاهلهم في مواجهة الازمة - ولكن للاسف حتى ذلك الحد الادنى لم يتحقق، رغم مرور اكثر من اربعة ايام في كثير من المناطق.
وللتقييم واخذ العبر ولا اقول للمحاسبة – غريب اننا لم نسمع عن استقالة احد المكلفين او بعضهم- لا بد من عملية جرد حساب لتلك التجربة، والوقوف علي نتائجها، حتى لا يكون القادم من الايام كسابقها. وأسئلة قد تدور بالذهن باحثة عن اجابة : هل تم تشكيل خلية ازمة تعمل وفق منهجية عمل قادرة على المواجهة ؟ وخلية ازمة تمتلك من قاعدة البيانات ما يمكنها من بناء الية عمل سليمة واتخاذ القرار السليم وقت الحاجة ؟ وخلية ازمة لديها من الامكانيات ما يؤهلها لمواجهة الازمة ؟ والسؤال الاهم هل ما تم تشكيله من لجان او مجالس يرقى لمستوى خلية ازمة ؟
لست من انصار المركزية في اتخاذ القرار لكن الحالة التي مررنا بها اثبتت اهمية مركزة القرار وتوزيع العمل بناء على بنك المعلومات المركزي المتضمن لبيانات اهل الاختصاص والمالكين لادوات المساعدة( ان تم بناؤه اصلا ).
جهات الاختصاص والمكلفة وفق اختصاصها حسب القانون بالمواجهة وحماية المواطن من نتائج الازمة تضم الكثيرين من المؤسسات والجهات على رأسها وزارة الداخلية التي تنضوي تحتها ( المحافظات، جهاز الدفاع المدني، قوات الامن الوطني، جهاز الشرطة ) - وزارة الحكم المحلي وهي مظلة للهيئات المحلية ( البلديات – المجالس القروية- لجان المخيمات) ، وزارة الاشغال العامة والإسكان - وزارة الصحة - وزارة الشؤون الاجتماعية - وزارة المواصلات - وزارة الاتصالات - وزارة التربية والتعليم - وزارة المالية - وزارة التخطيط والتعاون الدولي.
ولكن الدفاع المدني وهو العنوان الابرز والاول الذي يتوجه اليه المواطن لطلب المساعدة كان الضحية الثانية بعد المواطن حيث الفقر المدقع للامكانيات ونقص الكادر. وحالة من التيه والتشتت نشأت لدى المواطن، في أي جهة يتصل ويطلب المساعدة ومن هي الجهة التي تملك الامكانيات ؟ وقد يتصل البعض في اكثر من جهة كالغريق المتعلق بقشة طمعا بالنجاة . وهذا بالطبع يخلق حالة من الارباك الشديد لدى جهات الاختصاص المكلفة بالمساعدة .
وفي كثير من الاحيان كان الحال ' لا بلح الشام ولا عنب اليمن '، فلم يصل الدفاع المدني ولا شركاؤه، وبقي المواطن ينتظر فرج ربه بذوبان الجليد، حتى يتحرر من أسره. وعند الاتصال لطلب المساعدة يكون الاكثر حضورا في الرد : اما عدم الرد او انشغاله، او تحويله لجهة اخرى لا ترد، او العين بصيرة واليد قصيرة ( لا يوجد اليات )، والبلديات في كثير من الحالات يكون الاتصال بها ليس اكثر من رفع عتب، ولا ننسى المتجولين من سائقي الجرافات الذين احترفوا الابتزاز للاهالي بطلب 100 شاقل على فتح المدخل.
ومن باب العدالة لا من الاشارة الا انقراض العمل التطوعي والدور السلبي للمواطن في الشراكة مع المؤسسات سواء بالفعل بالمساعدة، لو بالامتناع عن الفعل بعدم اعاقة العمل او التهور في الحركة .
ما هو جدير بالنقاش في هذا المقام ما يتضمنه قانون الدفاع المدني الفلسطيني من صلاحيات ونفوذ لم يتم استخدامها .
وبالرجوع لنص لقانون الدفاع المدني الفلسطيني رقم '3' لسنة 1998، وباستعراض للمواد التي تنظم ادارة الكوارث وكيفية التعامل معها فقد نصت المادة [12] على انه مع مراعاة أحكام هذا القانون يختص المجلس الأعلى للدفاع المدني وفق الفقرة [4] اتخاذ الإجراءات الضرورية لمواجهة أي حدث طارئ . وبالتالي واعتمادا على النص السالف فان معالجة اثار الكوارث والتعامل معها محددة بنص القانون، وبالتالي هي واجب تلك الجهات وحق للمواطن عليها ان تقوم بواجبها تجاهه دون تقصير او تمييز .
ولتسهيل العمل ورفع الجاهزية في حال قلة الامكانيات والحاجة للغير اعطى القانون وفق المادة [16] وبما لا يتعارض مع أحكام هذا القانون لوزير الداخلية وفق الفقرة [3] إصدار الأوامر عند الضرورة بالاستيلاء مؤقتاً على العقارات والأبنية اللازمة لإعداد الملاجئ العامة والمستشفيات والمراكز العامة للإسعاف ولكافة شؤون الدفاع المدني الأخرى، ويعوض المالك عما قد يصيبه من أضرار تعويضاً عادلاً.
وكذلك ووفق المادة ]26[ يجوز لوزير الداخلية في حالات الطوارئ أن يتخذ الإجراءات الإضافية التالية من أجل مصلحة الدفاع المدني ومن ضمنها حسب الفقرة [1] وضع اليد على جميع وسائل النقل وأدواتها، وقطع غيارها وجميع لوازمها وتقييد بيعها وتنقلاتها وتنقلات سائقيها. وحسب الفقرة [3] تكليف أي شخص من ذوي المقدرة والخبرة أن يساهم في خدمات الدفاع المدني، وإذا كان من ذوي المهن الحرة فعليه أن يضع الأدوات التي يعمل بها تحت تصرف سلطات الدفاع المدني. كما أعطى القانون الحق لوزير الداخلية الحق أيضا وفق الفقرة [6] وضع اليد على مصادر المياه والكهرباء وأدواتها وجميع لوازمها وتكليف المسؤولين عن إدارة تلك المصادر والموظفين بإدارتها بصورة فعالة.
بالتالي فانه من غير المبرر لجهات الاختصاص التذرع بضعف الإمكانيات لمواجهة الأزمات والكوارث، فقد أعطاها القانون مساحة واسعة للنفاذ الى الإمكانيات واتخاذ ما يلزم من تدابير، لكنها للأسف تخلت عن ذلك الحق ، إما غفلة منها لما منحها إياها القانون، أو طواعية لسوء تقدير بحجم القادم من الكارثة . كما من حق المواطن عليها، أن يبقى السؤال الكبير برسم الإجابة، بأنه ما دامت تلك الجهات تعرف قلة إمكانياتها، فلماذا لم تقم بالاستعانة بالقطاع الخاص والياته ومعداته وإمكانياته - وفقا للقانون - بما يساهم في التعامل الفعال مع الأزمة.
على لسان الناطق باسم الدفاع المدني ورد في مقابلة له على اثير ' اجيال ' عصر اليوم الاثنين، انهم قد وجهوا الدعوة للقطاع الخاص لتقديم المساعدة بالياتهم، البعض استجاب والبعض الاخر لم يستجب، وفي ذلك بالطبع سقطة اخرى للسلطة التنفيذية في كيفية التعامل مع الازمة، حيث انه في مثل تلك الحالة لا توجه دعوات بل اوامر تحت طائلة المسؤولية وفقا لنص القانون لمواجهة الازمة.
والجدير ذكره أيضا انه وفقا للقانون أيضا فان عدم تنفيذ الأوامر الصادرة عن وزير الداخلية فيما يتعلق باختصاصه المبين بالقانون في التعامل مع الكوارث ليس طوعيا، بل جنحة يعاقب عليها القانون وفقا للمادة [28] التي نصت على مع عدم الإخلال بما ورد في قانون العقوبات يعاقب كل من يخالف حكماً من أحكام هذا القانون ( قانون الدفاع المدني ) بغرامة لا تزيد على (500) خمسمائة دينار أردني أو ما يعادلها بالعملة المتداولة قانوناً أو بالحبس لمدة لا تزيد على ستة أشهر أو بكلتا هاتين العقوبتين.
وما أوردته من نصوص قانونية ليس أكثر من إشارة لجهات الاختصاص أنكم تخليتم عن صلاحيات لو تم استخدامها لكان الحال أفضل مما كان عليه.
وحتى لا يكون الرد من قبل جهات الاختصاص الوعد بتشكيل لجنة، أو الإقرار بقصور حدث هنا أو هناك، فانه من الضرورة الاستباق والقول أن الاعتراف بالذنب فضيلة، ولكن بالطبع ليس هذا ما يبحث عنه او ينتظره المواطن، فلن يغني أو يسمن من جوع، بل ما سبق هو ناقوس خطر دقته عاصفة ثلجية، أو حجر حرك الماء الراكد ، توجب الصحوة، وحاجة ملحة لإعادة ترتيب البيت من جديد حتى لا نغرق في أحلام 'الجاهزية الواهمة '. وبالطبع لسنا بحاجة لكارثة أخرى حتى نصحو ....
اما غزة فالطبع حاجتها اكبر من مواد تموينية او ايواء لمن اصبح في العراء. غزة حاجتها للعودة لحضن الوطن والتخلص من الظروف المعاشة هناك. حاجتها ان تتواصل مع الام فلسطين.
ما سبق كان محاولة لمسائلة السلطة التنفيذية، اما فيما يتعلق بالقطاع الاهلي فهو كما وصفه صديقي ' دخل حالة البيات الشتوي ' .
لقاء حزبي إسرائيلي فلسطيني
الكرامة برس / حمادة فراعنه
بعد انتخابه رئيساً لحزب العمل الإسرائيلي، وتوليه قيادة المعارضة الرسمية في الكنيست، استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إسحق هيرتسوك، في رام الله بدعوة رتبها محمد المدني، مفوض العلاقات الإسرائيلية لدى اللجنة المركزية لحركة فتح، وأدلى بتصريح قال فيه إنه ضد الاستيطان والمستوطنات، وإنه مع دولة فلسطينية مستقلة، وذهب إلى واشنطن والتقى سوزان رايس، مستشارة الرئيس الأميركي للأمن القومي، وعرض رؤيته للحل، وتنسيق المواقف مع العاصمة الأميركية.
هيرتسوك لديه 15 نائباً في البرلمان، إضافة إلى حزب ميرتس، والكتل العربية الثلاث لديها 11 نائباً من الجبهة والتجمع وحزب الوحدة العربية (الحركة الإسلامية)، والأطراف الثلاثة (العمل وميرتس والكتل العربية الثلاثة) يشكلون قوة نيابية قوية، غير قادرة على إسقاط حكومة نتنياهو ونهجها الاستيطاني التوسعي، ولكنهم يشكلون قوة جاذبة لدى الرأي العام الإسرائيلي يمكنها ترسيخ تقاليد وعلاقات بين الفلسطينيين والإسرائيليين يمكن الاعتماد عليها والعمل من خلالها، لتكون البديل لما هو قائم ولما يجري، من سياسات رسمية وإجراءات عدوانية وخطوات توسعية مدمرة بين الشعبين، يقودها الليكود مع اليمين المتطرف الاستيطاني الاستعماري على أرض فلسطين.
شعبنا الفلسطيني، بمختلف مكوناته الثلاثة، أبناء 48 في الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، وأبناء 67 في الضفة والقدس والقطاع، وأبناء اللجوء في المخيمات وبلدان الشتات بحاجة لرافعة إسرائيلية تقف معهم، على أرضية بناء تفاهمات مشتركة، لن تُحول الإسرائيليون إلى فلسطينيين، مثلما لن تُحول الفلسطينيون إلى إسرائيليين، ولن يتخلى الإسرائيليون عن ثقافتهم مثلما لن يتخلى الفلسطينيون عن تاريخهم، فكلاهما لديه رؤيته وروايته، ولكنهما وصلا إلى طريق مسدود في إلغاء الآخر ونفيه، الإسرائيليون فشلوا في رمي الفلسطينيين إلى الصحراء، وإنهاء وجودهم وارتباطهم بفلسطين وعلى أرضها، والفلسطينيون فشلوا في هزيمة الإسرائيليين ورميهم إلى البحر، وحصيلة ذلك تحولت فلسطين إلى وطن للشعبين، ستة ملايين يهودي إسرائيلي وأكثر من خمسة ملايين ونصف المليون عربي فلسطيني، لا خلاص لهما إلا بالتعايش والشراكة والتوصل إلى تفاهمات وحلول مشتركة، إما بتقاسم الأرض عبر الدولتين وفق قرار التقسيم، أو بتقاسم السلطة عبر دولة واحدة ثنائية القومية، متعددة الديانات من المسلمين والمسيحيين واليهود، تحتكم لنتائج صناديق الاقتراع، ولا حل ثالثا سوى القتل والخراب ونفي الآخر، وهو حل تم استعماله لعشرات السنين، وتم اختباره على أرض الواقع، ومني بالفشل المصحوب بكل آثار الموت والتدمير والتخلف.
مجيء هيرتسوك، قد يفتح بوابة للطرفين، كي يعملا ويفعلا ويضعا خطوات عملية وإجرائية، وسياسية، لتوسيع شبكة العلاقة كي تشمل قطاعات أوسع من المجتمع الإسرائيلي، من الكتاب والمثقفين والمهنيين وقادة الرأي، ليماثلهم من الفلسطينيين لخلق طرف ثالث تقدمي ديمقراطي، يتفوق على اليمين الإسرائيلي العنصري والاستعماري، ويتفوق على اليمين الفلسطيني الانعزالي الذي لا يرى أبعد من أنفه.
حركة فتح مدعوة لخلق الصلة والعلاقات اليومية، الندية المتكافئة المتوازنة مع الأطراف الثلاثة، داخل المجتمع الإسرائيلي، كي يتحرر من عزلته وعدائيته وعنصريته نحو الفلسطينيين مثلما يجب على اليسار الفلسطيني أن ينهض بنفسه ليكون في الموقع القيادي الذي يستحقه، كما كان لدى كل حركات الشعوب التي هزمت أعداءها وانتصرت بانفتاحها وحسها الديمقراطي، ولهفتها لتوسيع قاعدة الشراكة ليكون المنطق الجبهوي هو السائد وليس المنطق الحزبي الانفرادي هو المهيمن، حيث تستطيع فصائل اليسار الفلسطيني تشكيل رافعة لنفسها ولشعبها عبر العمل مع حركة فتح بهدف اختراق المجتمع الإسرائيلي.
اليسار الفلسطيني مطالب بالانفتاح على قوى المجتمع الإسرائيلي المؤيد نسبياً لحقوق شعبنا، أو بعض لهذه الحقوق، دون المساس بكامل حقوق شعبنا أو التنازل عنها أو المساومة عليها: حقه في المساواة في مناطق 48، وحقه في الاستقلال في مناطق 67، وحق اللاجئين في العودة واستعادة ممتلكاتهم، وأن يبقى اليسار كما كان، وكما يجب أن يكون ضمير شعبنا الفلسطيني وبوصلة عمله ومساره على الطريق الطويل طريق النضال لاستعادة كامل حقوق الشعب العربي الفلسطيني المنهوبة، وتعاون حركة فتح مع فصائل اليسار الفلسطيني، يمكن أن يشكلا الضمانة لفرز الفرق ما بين اختراق المجتمع الإسرائيلي وبين التطبيع مع المؤسسة الإسرائيلية، فالأولى رافعة كفاحية لخدمة الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الكاملة غير منقوصة، والثانية لمصلحة العدو الإسرائيلي الذي يسعى لتعزيز شرعية مشروعه الاستعماري على أرض وحقوق وكرامة شعبنا الفلسطيني، والفرق بينهما كبير ونوعي وجوهري.
رأيت رام الله .. أعتذر عن التأخير
الكرامة برس / أسامه الفرا
كلما التقيت بجارنا العجوز أستحضر قصته مع حفلة أم كلثوم، كان يحرص على ممارسة طقوسه الخاصة رغم ما يصاحبها من نقد يأخذ طابع السخرية، كان جارنا ينتظر بفارغ الصبر يوم الخميس مطلع كل شهر حيث تحيي أم كلثوم حفلتها، ويتكفل صوت العرب بنقلها على أثيره، وتحضيرات جارنا تبدأ مبكراً في ذلك اليوم حيث ينتقي أفضل ما لديه من ثياب، ويطيل الوقت أمام المرآة وكأنه على موعد مع رؤية عروسه، ويجلس ورفاقه في غرفة 'الضيوف' في إنتظار أن تطل عليهم كوكب الشرق بصوتها، يسود الصمت المكان بإستثناء بعض كلمات الاعجاب التي يطلقها الجار بين الفينة والأخرى.
نحن نفعل الشيء ذاته إن تعلق الأمر بلقاء مهم، سواء كان مع مسؤول من اصحاب المكانة المرموقة بغض النظر إن كان أهل لها أم غير ذلك، ونمارس ذات السلوك إن كان اللقاء له علاقة بإختيار شريكة الحياة، ونسعى جاهدين لأن نصل مبكراً، ونطيل الاعتذار وخلق المبررات إن تأخرنا لدقائق معدودة، لم يخطر ببالي أن اعتذر لكتاب لإقتنائي له متأخراً، ولم يتبادر لذهني أن الكتاب القيم مثل شريكة الحياة يلازمك بأفكاره وما يحتويه طيلة حياتك، وبالتالي يفرض عليك نمطاً محدداً وأنت تقلب صفحاته وتغوص في أعماقه، الكتاب بما يحتويه يتطلب طقوساً خاصة، حاله كحال فنجان القهوة يتأثر مذاقه بجملة من العوامل المحيطة به والمرتبطة بصياغة نكهته، لا يكفي أصل البن وفصله وإنما المتمم والمكمل لذلك كيف ومتى وأين نتناوله.
لا أعرف لماذا تذكرت قصة الجار وفنجان القهوة وأنا أقلب رواية الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي 'رأيت رام الله'، تملكتني أهمية الاعتذار للكتاب لا الكاتب، فالأخير إلتقيته مراراً عبر دواوينه الشعرية، فيما 'رأيت رام الله' كان لقائي الأول به، 'رأيت رام الله' التي حاول فيها الشاعر أن يبتعد عن الموسيقى الشعرية ليستسلم إلى متطلبات الرواية إلا أنها خرجت كمعزوفة جمعت بينهما، بالطريقة ذاتها التي جمع في سطورها حكاية الشتات الفلسطيني بين المأساة والملهاة، كم هو مؤلم أن يستوقفك ما ذهب إليه الشاعر بأن على الكاتب أن يكتب بالانجليزية ليقرأه الغرب كي يعرفه العرب، هل كان لزاماً علي أن أعرف أن روايته 'رايت رام الله' حاز بها على جائزة نجيب محفوظ للابداع الادبي التي تمنحها الجامعة الأمريكية بالقاهرة كي أقرأها وأطلع على مكنوناتها الثرية، بقدر ما يسرد الشاعر سيرته الشخصية وهو يغادر المكان ليستقر في الزمان، بقدر ما تمثل تأريخاً انسانياً للقضية الفلسطينية، بعيداً عن الخطب العصماء التي تطربنا ولا تطرب سوانا.
رأيت رام الله .. تسرد تفاصيل عقد الزواج الكاثوليكي بين الوطن والغربة، فلا الغربة المفروضة على الكثير من أبناء شعبنا قادرة على سلخ أصحابها عن الوطن، ولا الوطن ذاته بمقدوره أن يتجاهلها، أجمل ما في الرواية أنها تنقل إليك الصورة مجردة، لم يستعن الكاتب بأدوات التجميل التي اعتاد عليها الكثيرفي سرد تاريخهم، لذلك تجبرك الكلمات على العيش بين حروغها والامعان في تفاصيلها، كأنها تدفعك رغماً عن أنفك لإكتشاف عالمك المخفي داخلك، لتعيد بها انسانيتك قبل اي شيء آخر، أن تكون أنساناً شيء وأن يعيش الفلسطيني انسانيته بعيداً عن الوطن شيء آخر، وأن ترى رام الله بعيون المندهش وهي تتحول من قرية إلى مدينة شيء، وأن تراها بذكريات الماضي والحاضر شيء مغاير، وأنا امضي بصفحات الرواية إلى نهايتها وجدت لزاماً علي أن اعتذر لها، أعتذار يليق بقامة ثقافية كبيرة هي أهل لمكانتها ومكانة كاتبها.
ما اصعب ان تكون فلسطينيا (لذكرى القائد الوطني يونس الكتري)
الكوفية برس / يحيى رباح
من المؤكد ان الذاكرة الفلسطينية المفعمة بالرموز ،سوف تؤرخ لرحيل يونس الكتري القائد الوطني المعروف على طريقتها الخاصة ،فتقول انه رحل عن هذه الدنيا في عام الثلجة الكبرى .
يونس الكتري ،ابن قرية سمسم ، لمع اسمه في منتصف الخمسينات حين تم انشاء حركة الفدائين الفلسطينين في قطاع غزة في العام 1955 ، حين كان القطاع تحت الادارة المصرية ،وقد اختار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي نبتت فكرة الثورة المصرية لديه من قلب حصار الفالوجا ، واحدا من المع ضباطه وهو الشهيد مصطفى حافظ الذي تحمل بعض شوارع غزة ومدارسها اسمه حتى اليوم .
وكان يونس الكتري من الطلائع الاولى ، ومن المعروف ان حركة الفدائين الفلسطينين في قطاع غزة –ارض البدايات ، ذلك الشريط الضيق المحشور بين الماء والصحراء –جاءت استجابة لهبة جماهيرية واسعة النطاق ، تطالب الادارة المصرية انذاك بان تفعل شيئا ازاء الاعتداءات والجرائم والمجازر التي كان يرتكبها الاسرائيليون ،ومعظمها كان يتم بقيادة ضابط اسرائيلي يقود ابرز احدى الوحدات الخاصة الدموية في الجيش الاسرائيلي اسمه ارئيل شارون ،الذي حقق شهرة واسعة لدى المجتمع الاسرائيلي نتيجة تلك المجازر ، التي نفذتها وحدته ضد محطة السكة الحديد في الاطراف الشمالية لمدينة غزة وفي وادي غزة ، وفي مستشفى الامراض الصدرية شرقي مخيم البريج ، وضد مركز الشرطة في مدينة خان يونس وغيرها الكثير من الاهداف التي خلفت دماءا بريئة مسفوحة ، فهب اهل القطاع يطالبون بالسلاح ، وقد نشات حركة الفدائيين الفلسطينين استجابة لتلك الهبة العظيمة ، وقد تحولت تلك الهبة الى مفصل اساسي في تحول التوجهات الاستراتيجية للثورة المصرية وللمنطقة كلها بعد ذلك .
منذ منتصف الخمسينات وحتى منتصف الستينات كان التعبير السياسي المسيطر على اهل قطاع غزة ،هو انتمائهم الى الاحزاب الفلسطينية السائدة في ذلك الوقت والتي تشكلت منها الحركة الوطنية الفلسطينية (القوميين العرب ، الاخوان المسلمون ، الشيوعيون ، حزب البعث ...... الخ )وقبل نهاية عقد الخمسينات تاسست حركة فتح لتكون البديل الوطني والصوت الوطني الفلسطيني ، وفي منتصف الستينات اعلنت حركة فتح انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة ، فتحول عقد السينيات كله الى انبثاقات للحركات والفصائل الفلسطينية الثورية المسلحة .
ممن كان بامكانه ان يقاوم الاغراءات مع انه لو اراد لكان في الصدارة ؟؟؟
انه يونس الكتري
الفدائي الفلسطيني ، المقاوم الفلسطيني ، المستقل الفلسطيني ، الذي لم يجعل بينه وبين فلسطين اي وسيط ، هو فلسطيني حتى النخاع الشوكي، ويريد ان تظل فلسطين عنوانه الاول والوحيد ، وانتمائه الاول والاخير ، وحبه الاول والنهائي ، وقضيته التي هي اول الكلام واخر الكلام .
يونس الكتر ي :عضو المجلس الوطني والمجلس المركزي الخبير المتعمق ، في قضية اللاجئين ، خفيض الصوت عالي الهمة ، المحفور بدماثته ، طويل النفس ، الذي يحبه الناس ويحترمونه لانه حمل قضيتهم في قلبه ، حمل جرحها العميق ، وعدالتها التي لا تضاهى ،واملها الذي لا ينطفيء مع السنين .
يا ايتها الاجيال الفلسطينية :
اكتبي في سجل الذاكرة المقدس ان الفدائي القديم ، المناضل بلا القاب ، القائد بدون قرارات ، يونس الكتري قد بدا مشوره الطويل في منتصف الخمسينات ،حين داهم الاعصار البحري خيامنا فاقتلعها ، فرحل بعد ان ادى ما عليه في عام الثلجة الكبرى وانه اصبح الان جاهزا ليضيء شجرة الذاكرة الفلسطينية وان يكون حيا في نسيج الحكايات .
خطوة من الجبهة الشعبية تستحق الاحترام
امد / د. إبراهيم أبراش
لا يسعنا إلا أن نوجه التهنئة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على عقدها المؤتمر السابع ،وللجبهة الشعبية أيضا التقدير والاحترام للخطوة المتميزة التي أقدمت عليها قيادات تاريخية بترك مناصبهم القيادي ، ومن المعلوم أن للجبهة الشعبية سابقة في هذا السياق عندما تخلى قائد الجبهة الرفيق والقائد التاريخي جورج حبش عن القيادة بالرغم من تاريخه النضالي المشرف والاحترام الشديد الذي يحظى به فلسطينيا وعالميا .
ليس المهم عدد القيادات التي تخلت عن مواقع كانت تشغلها ،ولا يهم حتى وإن تخلى البعض عن موقع واستمر يشغل موقع آخر،ويمكن أيضا التغاضي عن منطوق البندين الخامس والسادس من المادة الحادية والثلاثين من النظام الداخلي المُصادَق عليه في المؤتمر السادس 2000 واللتان تحددان مدة عضوية الهيئات القيادية بعشرة سنوات فقط ، المهم أن قيادات كانت قررت الانسحاب لتفسح المجال لقيادات جديدة وخصوصا للشباب ليأخذوا دورهم النضالي ويختبروا قدرتهم على العمل الحزبي والوطني وتغيير الأوضاع العامة التي باتت لا تسر صديقا وتفرح كل عدو.
في واقع الأمر فإن خروج قيادات لها احترامها الكبير وتاريخها الذي يشهد لهم عليه حتى الخصوم السياسيين، مثل الرفيق عبد الرحيم ملوح وجميل المجدلاوي وغيرهم ،وإن كان يعزز الممارسة الديمقراطية ويُشَبِب الحياة السياسية إلا انه يُفقد الساحة الفلسطينية قيادات لها كل الاحترام والتقدير ، ولكن العزاء أن هذا الانسحاب من مواقعهم وكما يقول الرفيقان ملوح والمجدلاوي لا يعني التخلي والانسحاب من العمل والحياة السياسية بل سيستمرون في القيام بالواجب في مواقع نضالية أخرى ،كما أن العزاء أن من سيتولى المسؤولية قد تسمح لهم فتوتهم في إبداع وسائل نضالية جيدة .
مبادرة قيادات الجبهة الشعبية ترسل رسائل بأن القيادة تكليف وليس تشريفا ، وعندما تشعر القيادة أنها قدمت ما تستطيع ، وأن هناك من يستطيع تقديم الأفضل فالأفضل لها أن تنسحب من أجل المصلحة الوطنية حتى وإن كان ذلك يُفقدها بعض الامتيازات. أيضا قد يكون الانسحاب إحساسا من القيادات بأنه لم يعد لديهم ما يقدمونه للوطن أو للجبهة في ظل وضع مأساوي باتوا فيه مجرد شهود زور ،بالرغم من ذلك نتمنى أن يتم الاقتداء بهذه الخطوة في الساحة الفلسطينية التي تعج بـ (القادة والزعماء) وخصوصا في الأحزاب والحركات السياسية .
سنخص بالحديث القيادات في منظمة التحرير وحركة فتح لأنهم يمثلون قيادة الشعب الفلسطيني ويتحملون المسؤولية أكثر من غيرهم ، ولأن الشعب يراهن عليهم أكثر من غيرهم . لا شك أن فصائل منظمة التحرير وخصوصا حركة فتح قدمت اكبر عدد من الشهداء والجرحى والأسرى وكان لها الدور الأول والأكبر في استنهاض الوطنية الفلسطينية، إلا أن واقعها اليوم مثير للقلق مما يجعلنا نتخوف عليها وعلى القضية الوطنية. استنهاض الحالة الوطنية لن يكون إلا باستنهاض منظمة التحرير وحركة فتح ، وحال النخبة القيادية فيهما لا يبشر بقدرتها على القيام بهذه المهمة .
في منظمة التحرير وحركة فتح قيادات تجاوزت السبعين وحتى الثمانيين من العمر وما زالوا يتولون مواقع قيادية وبعضهم في مواقع القيادة والمسؤولية منذ تأسيس المنظمة و الحركة، وكأن المواقع التي يشغلونها نالوها بالوراثة من عائلاتهم أو أن الشعب الفلسطيني عاقر ولم يُنجب (عبقريا أو فلتة زمانه) مثلهم . ولا ندري لماذا هؤلاء مصرون أن يستمروا في مواقع القيادة حتى يتولاهم ربهم وهم على رأس عملهم ؟ ولماذا يصرون أن يستمروا في مواقع القيادة بالرغم من أن عمرهم لا يُمَكِنهم من متابعة ما يدور حولهم وباتوا يعيشون على ذكريات الماضي ، ونضالهم السياسي يقتصر على تكرار الحديث عن التمسك بالثوابت وبالحقوق الوطنية وعدم التفريط بها ! وكأن القول بالتمسك بالثوابت يُغني عن الثوابت وعن انجاز الحقوق الوطنية . بعض هذه القيادات يستغرق أغلب وقته وكل ما تبقى له من جهد وتفكير في إدارة ممتلكاته ومشاريعه الخاصة ،أو في البحث عن أحدث صابغات الشعر أو ما استجد في عالم الطب والعقاقير من وصفات وبراشيم وربما من رقيات وأحجبة شيوخ دجالين الخ حتى يظهروا أمام الملأ في المؤتمرات والمناسبات وعلى شاشات التلفزيون بصحة جيدة ، وحتى يستطيعوا السفر من بلد لبلد للتمتع بمباهج الحياة مع أبنائهم وأحفادهم وربما أبناء أحفادهم ،وبطبيعة الحال كل ذلك على حساب ومن حساب الأموال العامة وما يتيحه موقعهم القيادي من امتيازات .
كان من الممكن تجاوز مسألة عمر القيادات ، بل وندعو لها بطول العمر، لو أن هناك مؤسسات وبنيات تنظيمية تشتغل بشكل صحيح ، ولو كان هناك انجازات وطنية تجعل مسألة عمر القيادة أمرا ثانويا، فالانجازات الكبيرة تغطي على الهفوات الصغيرة - كما هو الحال في الصين وكوبا وحتى في السعودية – ولكن عندما تصل القضية الوطنية في ظل نفس القيادات التاريخية لأوضاع غير مسبوقة من السوء ،وعندما يصبح الشعب والقضية في حالة ضياع وتيه ، فإن مسألة القيادة يجب أن يتم طرحها بقوة ،فحيث إن القيادة تكليف،والتكليف يعني المسؤولية عن المهمة المكلف بها القائد فإنه في حالة عدم القيام بالمهمة فالتكليف يسقط حكما وشرعا.
لا نطالب بالانقلاب على القيادات الحالية،ولا نطالب بتجريدهم من رواتبهم وامتيازاتهم فتاريخهم النضالي يعطيهم الحق بتقاعد مريح وبحياة كريمة،ولكن نتمنى عليهم من أجل المصلحة الوطنية ولمصلحتهم حتى تبقى سمعتهم ومكانتهم محترمة عند الشعب، أن يتخلوا عن مواقعهم أو بعضها ، حتى ندفع بقيادات شابة وجديدة لتأخذ فرصتها وتحاول إصلاح ما افسد الزمن ولتبدع أشكال نضالية جديدة تتناسب مع معطيات العصر ومستفيدين من خبرة الأولين وتجاربهم،ويمكن للقيادات التي تتخلى عن مواقعها أن تستمر في مواقع الاستشارة والنصح .
الشيخان الياسينان عبد السلام وأحمد (2)
امد / د.مصطفى يوسف اللداوي
قدرُ الاسم قد جمعهما، وإرادةُ الله قد وحدت هدفيهما، فهذا عبد السلام ياسين، وذاك أحمد ياسين، مغربيٌ في أقصى الوطن العربي، وفلسطينيٌ في أقصى المشرق العربي، عالمان جليلان، ومربيان فاضلان، وأستاذان قديران، ومؤسسان عظيمان.
الشيخ عبد السلام القدير تجربةً، والعظيم علماً، والواضح سلوكاً ومنهجاً، بدأ دعوته في المغرب، متحدياً الظروف الصعبة، ومواجهاً الإرادات القوية، والسلطات الحاكمة.
وأحمد ياسين بدأ في غزة، وهي تحت الإحتلال، تعاني من قيد السجان، وأغلال الاعتقال، وممارسات الكيان الصهيوني القاسية، ولكنه تجلد وتحمل، وصبر وتأنى، حتى كانت النتيجة التي كان إليها يتطلع.
كلاهما أسس تنظيماً قوياً، وأرسى قواعد عملٍ أصيل، فكانت للأول جماعة العدل والإحسان، الصوفية الحركية، والسياسية التعبدية، وكانت للثاني حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، كلتاهما، الجماعة والحركة، أصبحتا ملء سمع الدنيا وبصرها، قد ذاعا شهرةً، وامتدا نجاحاً، وتغلغلا عملاً وابداعاً.
ولعل اليوم يصادف الذكرى السادسة والعشرين لانطلاق حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي أطلق شرارتها من قطاع غزة، إلى فلسطين كلها، وإلى الأمة العربية والإسلامية، سماحة الشيخ الشهيد أحمد ياسين، وها هي حركته من بعده أقوى مما يتوقع، وأكثر اتساعاً مما ظن وتخيل، وأعمق امتداداً وأثبت وأكثر رسوخاً من قدرة العدو على استئصالها والنيل منها.
ولعلني لا أبالغ كثيرا،ً ولا أذيع سراً خطيراً، إذا قلت أن لجماعة العدل والإحسان دورٌ كبيرٌ في هذه الحركة، ومساهمةٌ عظيمةٌ في انطلاقها واستمرارها، إذ ما تأخرت يوماً هذه الجماعة وأبناؤها عن دعم حركة حماس واسنادها، فقد أعطت من حر مالها، وقدمت دعماً لها الكثير مما تملك، ولم تبخل عليها بجهدٍ ولا بنصحٍ ومال، فنظمت المسيرات تضامناً معها، ونصرةً لقضاياها، وعقدت المهرجانات والاحتفالات إحياءً لمناسباتها، ووفاءً لشهدائها، وسيرت القوافل نصرةً لغزة، وتضامناً مع أهلها، ومساهمةً في رفع الحصار عنها، ما جعل جماعة العدل والإحسان، امتداداً لحركة حماس، ومواصلةً لدورها الجهادي، وهو الذي جعل من حماس امتداداً لعمق المغرب، وتواصلاً معه.
كلاهما مجددٌ في بلاده، وباعثُ دعوة الإسلام من جديدٍ في أوطانه، قد أحسنا الدعوة، وتميزا في نقل الفكرة، وجاهدا في الدعوة إلى الله، وتحملا الصعاب والشدائد، وتحديا الخطوب والمحن، ولكن إيمانهما بالله كان غالباً، ويقينهما بدعوتهما كانت عظيمة، فقدر الله لهما النجاح في مهمتهما، والفلاح في مسعاهما، وما أصابهما القنوط، ولا حل بهما السأم، ولا سيطر عليهما التعب، ولا هيمن عليهما اليأس.
بل انطلقا بهمةٍ وحيوية، يعملان في كل الأوساط، ووسط جميع الصفوف، فكان لهما عظيم الدور بين الأساتذة المربين، والمتعلمين من الأطباء والمهندسين والمحامين وغيرهم من حملة الشهادات، ولم ينسيا العمال ولا الفلاحين، ولم يهملا الطلاب ولا التلاميذ، بل انتشرا بين جميع الطبقات، ونشطا في كل الاتجاهات، حتى قدر الله لهما النجاح الذي نحتفي به اليوم، وتتغنى به أجيالنا غداً.
قد آمنا بالإسلام ديناً وعقيدة، ومنهجاً وطريقاً، وقائداً وموجهاً، وأحسنا الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى بالحسنى والموعظة الحسنة، ولم يفرطا في شئٍ من دينهما، ولم يساوما على حقيقةٍ من إسلامهما، ولم يضيعا حقاً، ولم يسقطا فرضاً، ولم يهملا من الإسلام ركناً صغيراً أو كبيراً.
وكانا على يقينٍ بالنصر، وتسليمٍ مطلقٍ بقدر الله لهما ولدعوتهما بالتمكين، فهما يسيران على هدي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، يقتدون به، ويتأسون بسيرته، والذي نصر نبيه، هو ناصرهم وحافظهم، وهو الذي يرعاهم ويكلأوهم، وهذه كانت لديهما عقيدةً وإيماناً، لم تزعزعها الخطوب، ولم تضعفها المحن والابتلاءات.
وقد آمن الشيخان بأن الخير في أمتهما، وأن المستقبل لدينهما، وأن وعد الله سيتحقق، ونوره الذي بدأ سيتواصل، ورسالته التي حملها رسول الله صلى الله عليه وسلم ستعم العالم، وستنتشر بين الخلق، فلم يشكا في إيمان الأمة وخيريتها، ولا في أفضليتها ولا وسطيتها، فهي التي نص عليها الله سبحانه وتعالى في كتابه.
عملا للأمة ومعها، من أجل الأهداف المرجوة، والغايات المأمولة للعرب والمسلمين معاً، ووظفا قدرات الأمة كلها، واستفادا من أبنائها، وسخرا كلَ من يستطيع أن يقدم ويساهم، فلم يعزلا أحداً، ولم يستثنيا طاقة، ولم يستبعدا جهداً، ولم يقاطعا مجتهداً، بل استفادا من كل المقدرات، واستوعبا كل الألوان والطاقات والكفاءات، ليكون للجميع دورٌ في اسنتهاض الأمة، وتحقيق أهدافها التي تتطلع لها.
آمن الرجلان بأن الأمانة الملقاة على عاتقهما كبيرة، والمهمة التي يسعيان إلى تحقيقها شاقة، فالمغرب بحاجةٍ إلى جيلٍ جديد، يتجاوز الإرث القديم، ويتخلص من المعوقات الموروثة، ويكون قادراً على القيام بالمهام الموكولة إليه، وهذه المهمة ليست سهلة، فهي تتعلق بالنفوس والقلوب، وتتعامل مع الأمزجة والأهواء، والطبائع والتقاليد والعادات، وقد أثر الاستعمار في الناس، وترك آثاره عليهم، سلوكاً وفهماً واعتقاداً، الأمر الذي جعل المهمة صعبة، والتحدي كبير.
وكذا الشيخ أحمد ياسين الذي أدرك أن مهمته في فلسطين أصعب مما يتوقع، وأخطر مما يعتقد، فهو يواجه احتلالاً صهيونياً غاصباً خبيثاً وماكراً، قد تغلغل وسط الصفوف، وأثر في الناس، وربط بعضهم، وتعامل مع آخرين، وتعاقد على تغيير سلوك الشعب، وحرفه عن مساره ومعتقداته.
ولكن الشيخ أحمد ياسين الذي تسلح بالإيمان، وتزنر بالإسلام، كان أقوى من خبثهم، وأصلب من مكرهم، فمكنه الله عليه، وأنبت غرسه، وقوى عوده، ومد فروع حركته في أرجاء الأمة.
قد وفقهما الله في الدعوة والحركة، فنجحا معاً، وتجاوزا الصعاب وكأنهما معاً، وأخرجا للأمة أجيالاً ربانية، نورانية بالحق الذي تحمل، ومحمدية بالإسلام الذي تؤمن، فكانت أحيالٌ مختلفة، لا تعرف الخوف ولا الجزع، ولا تؤمن بالمستحيل، ولا تقف عند الصعاب، بل تؤمن بالوعد الإلهي وتعتقد به، وتعمل لأجله وبمقتضاه.
يتبع ...
غزة ... الذبح الحلال
امد / هنادي صادق
غزة هذا الشريط الساحلي الضيق بالمساحة الفائض في السكان ، العزيز بأهله وثقافته ، المتجذر في التاريخ بنضاله وصلابته ، حامي الكينونة النضالية للشعب الفلسطيني ، فيه تشكلت أول حكومة فلسطينية ، ومنه إنطلقت شرارة الانتفاضة الأولى ، وهو أول السلطة وأول حلم للدولة ، خاضت الحروب وما ركعت ، وما ذلت جباه أبنائها لأنها لغير الله ما ركعت ، غزة كانت وما زالت ممراً للغزاة ومقبرة لهم .
سأحدثكم اليوم عن مدينتي غزة ..جرح الوطن الغائر ووجه الوطن الثائر ، عن غزة التي لم ولن تموت عن غزة التي ما فتئت تذود ، سأحدثكم عن غزة التي يراد لها أن تلقى مصير أصحاب الأخدود ، وبعد أن أُلقيت في بطن الحوت ، وساد الظلام والجبروت ، نادت وصاحت من حبسها رب السموات والملكوت ، لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين .
لن أحدثكم عن حكومة الأنفاق والنفاق صانعة الفرقة والشقاق فلقد تساقطت الأوراق التي يتسترون بها تساقط أوراق الشجر في الخريف ، ولقد ظهر ذلك جلياً في حجم الفشل في التعاطي مع أزمات المنخفض الجوي برغم التحذيرات التي أطلقها الرصد الجوي ، ولن أتحدث عن ظلمهم فلهذا حديث آخر .
لكني اليوم سأحدثكم عن الحكومة الشرعية ، حكومة دولة فلسطين ، والتي لها نحن منتمين وعنها مدافعين وسأخبركم عن بعض جوانب الظلم الذي وقع على كاهل الموظفين في غزة على حين غرة ، وبدون سابق إنذار أو تحذير ومن قبل حكومتهم الشرعية التي دفعوا ضريبة الدفاع عنها من دمائهم وأجسادهم ، وكان جزائهم طعنهم من الخلف وتركهم ينزفون فلقد منع أو توارى المسعفون ، والذين هم في أتفه الأسباب يتحدثون ، وعلى أي شاردة يعلقون ، ولكنهم أصيبوا بالطرش فهم لا يسمعون ، فذبحنا حلال في نظرهم هكذا أوعز لهم كما يقال المحاسبون ، حسبوها حسابات مادية ولعبوها بمناطقية في فضيحة عنصرية وأغفلوا العواقب السياسية والإجتماعية .
سأحدثكم اليوم عن مهرجانات الذبح من الوريد إلى الوريد ومن القريب إلى البعيد ، عن شعور آلاف الموظفين بجرحهم العميق ، وبخذلان الأخ والصديق ، هذا الجرح الذي يؤسس لثورة ، يؤسس لرفض ملتهب بالأحزان رفضاً لكل من يتاجرون بمعاناة أهل غزة .
وشيئاً فشيئاً تتكشف أبعاد المؤامرة ، فالحديث عن وحدة الوطن والتعامل معه على قدم وساق أصبح حديثاً مرناُ ومطاطياً جدا ً، أصبح حديثاُ ممجوجاً ، يمكن أن يكون في سياق التنظير والتأطير أو في سياسة المتاجرة بمعاناة أهلنا في القطاع الحبيب ، وفي سبيل تعزيز فعالية إدارة الإنقسام لا إنهاؤه ، كما يمكنها أن تكون َ ورق تواليت في حمام السيد المسؤول أو في حمام السيد الداعم .
سأحدثكم اليوم عن حال موظفي الشرعية في ظل سياسة التهميش التي يعيشونها ، وفي ظل سياسة الاهمال التي يواجهونها ، وفي ظل سياسة القهر والإذلال التي يرونها ، في ظل سياسة الخصومات التي تدبر وتنفذ بليل .
في ظل الضرب بعرض الحائط بكافة أخلاقيات الزمالة و بكافة الشرائع والمواثيق التي تربط رب العمل بموظفيه ، ترقيات متوقفة ، علاوات متوقفة ، معاملات بالقطارة ، وفقط لأصحاب الشطارة ، أمراض مزمنة فراغ قاتل ، آلاف بدون كيان ، فالعمل هو الميزان ، والشخص بدون عمل ليس له قيمة و لا وزن في المجتمع ، مياه تجري وأنت لا تدري ، ترقيات تحدث هناك ، وأنت مغضوب عليك هنا .
سأحدثكم اليوم عن حال كثير من القيادات التي من المفترض أن تدافع بكل قوة عن مصالح أبنائها فهم قادة يتحدثون وبهمهم كثيراً ما يتشدقون ، وإذا قيل لهم ماذا أنتم فاعلون ، ولماذا بالحق لا تصدحون ، وفي وجه الكذب والخداع لا تقفون كيف تقبلون بمن يسوفون ؟؟!!!!، وبمن بقوت الناس يتلاعبون .
يجيبونك وهم يتوارون ، نحن لسنا على بالهم ولا ما يحزنون نحن ملف يتبارى به المتحدثون يقولون ويقولون ... يتباكون .. يلومون .. ولكن لا يفعلون .
فأجابتهم العيون قبل أن يكملون ..
ما كانت الحسناء ترفع سترهـا ... لو أن في هذي الجموع رجـال .. وللحديث بقية .
تنويه : مبادرة النائب أبو هولي الخاصة بإستعداد الموظفين العموميين للعودة لأماكن أعمالهم ، مبادرة جديرة بالإحترام ونأمل أن تلتقطها النقابة وتعمل على تطوير آلياتها وطرحها كمبادرة هجومية بدلاً من الوقوف الدائم في خط تلقي الصدمات والضربات.
الوزراء ما بين التواضع والكبرياء
امد / رأفت حمدونة
قد يتبادر لذهن البعض أن هذا المقال يحمل صيغة نفاق أو مداهنة ، وقبل نشره سألت نفسى مرات حول النية الحقيقية منه ، وحينما تأكدت أن عمق الخطاب لا يحمل سوى الإعجاب والاحترام ليس إلا ، والتأثر من موقف إيجابي متواضع انعكس على نفسيتي وأحببت أن يتحلى كل المسئولين والوزراء والقيادات السياسية به فقررت الكتابة به وأعدت النظر مرات في نشره . كنت عاجز عن فعل أي شيء حينما تهددني الأمر بضياع الدكتوراة لقرب الامتحانات دون معرفة الوسيلة التي سأقنع بها الجانب المصري لتقديم الامتحانات المرتقبة ، فقد طلب من الضابط المصري بعض المعاجز للدخول في ظل عدم توفير واحدة منها " ورقة قيد 2013 + شيك الدفع للفصل + اسم على كشف السفارة " فأملك ورقة قديمة بدون قسيمة شيك دفع والاسم غير مدرج على كشف السفارة وضاقت بي السبل ، وكموظف قلت لزوجتي سأتصل بالوزير فقالت أحوال البلد غير مستقرة ومشاكلها كثيرة وقد لا يرد على الجميع ، كنت على ثقة بمصداقية هذا الانسان قبل أي اعتبار ، وضعت الرقم السلام عليكم .... وعليكم السلام... كيف الحال يا أبو خالد .... أهلا رأفت .... وضعي 1 2 3 4 .... بسيطة .... التعليم في غاية الأهمية وخاصة للأسرى .... لا تقلق .... ابعث لي صورة من جواز السفر وورقة القيد ولا يهمك .
في اليوم التالي قمت بإرسال الأوراق ، وجلست مع أحد الأصدقاء ، وإذ برقم خاص يرن : السلام عليكم .... وعليكم السلام ... كيف الحال يا رأفت .... أهلا أبو خالد .... أعطينى اسمك رباعى واسم الجامعة ؟؟ أعطيته ، ان شاء الله خير .
سألني صديقي الذى يتابع قضيتي للاطمئنان على صاحب المكالمة ؟ فأجبت " الوزير أبو خالد " .
لم يصدق جدية المتابعة ، وقال بإمكانه تحصيل المعلومات عن طريق مدير مكتبه ، وهل هنالك شخصيات لها رمزيتها ومكانتها وقيمتها بكل هذا التواضع ؟؟ فأجبت وأنا مدرك ما هو تاريخ هذا الشخص .... أبو خالد . والذين أجمعوا بالقول عنه في مقال لم أصل لاسم كاتبه رغم البحث :
الوزير أبو خالد الأسير قبل كل شيء والأديب والكاتب، تجده يجوب شوارع وأزقة وحواري المدن والمخيمات والقرى بحسه المرهف ليقبل يد عجوز أنهكتها سنوات الجلوس الطويلة على بوابات السجون بانتظار الإفراج عن فلذة كبدها.
وهو الوزير الوحيد في العالم الذي ابتكر وطبق فكرة المكتب المتنقل، التي تلائم الواقع الفلسطيني المرير، فمكتبه: خيام الاعتصام، والمظاهرات الشعبية، وبيوت الأسرى، وأفراح وأتراح عوائلهم، إنه على احتكاك مباشر مع الهم الإنساني لكل أسير بشكل فردي، وهذا ما يجعله مناضلاً وإنساناً مميزاً لأنه يلاقي استحسان الأسرى ويلامس مشاعرهم، ففي عهده لم يعد الأسير يعني رتبة وراتب وإنما عاد ليتجسد كائناً حياً ينبض باسمه وانسانيته!!
وبما أن إرضاء الناس غاية لا تدرك، إلا أن أبا خالد الذي يخطو على درب الآلام ، ويستخدم وقت فراغه وإجازته العائلية ليكتب عن أوجاع ومعاناة المعتقلين بدموعه لا بقلمه، يحظى على اجماع الأسرى وأهاليهم خارج السجون .
وصفه أحد الأسرى : يذكرني هذا الإنسان بالرعيل الأول من المناضلين، وبعمله الرائع لصالح قضية الأسرى أثبت كفاءته وإخلاصه، حيث أثبت لي أنه مازال هناك أناس شرفاء في هذا الزمن الرديء!!
ووصفه أسير آخر : أبو خالد إنسان حقيقي، ويستحق وسام نجمة القدس بعد النقلة النوعية التي أحدثها في وزارة الأسرى، حيث نقل قضيتنا إلى العالمية، ونجح في إلغاء التمييز بين الأسرى على أساس الانتماء، فهو الرجل المناسب في المكان المناسب، وبفضله تعيش الوزارة عصرها الذهبي، مما يجعلنا كأسرى نفخر ونعتز بهذا الإنسان المناضل!!
ووصفه أسير محرر قيادي معارض : عجبتُ بهذا الرجل الثائر، إذ قلّما يجمع صاحب مسؤوليات حرجة - مثل صديقنا ، قلباً نابضاً بالعاطفة الصادقة مع قوة في الموقف الواضح، وقلماً وبياناً سيالاً بمعاني الإنسانية مع رباطة جأش في خدمة قضية شائكة مليئة بالتحدي والعنفوان كقضية الأسرى الثائرين، وأذكر كيف عاجل بلقائي ليهنئني بخروجي من السجن عام 2008 ضارباً مثلاً حياً في الترفع عن تأزمات "العلاقات الحزبية"، فقضية الأسرى تمثل في منهجه جسراً متيناً تتجسد من فوقه لحمة الشعب الواحد، ووحدة النضال الشعبي، وقد يحتار المرء وهو يتابع وزيرنا "أبا خالد" ويراه يتنقل دون كلل بين البيوت حاملاً عبرات الأسرى والأسيرات إلى قلوب ذويهم وعوائلهم، ماسحاً بيده الحانية على رؤوس اطفالهم دون تمييز لبيت عن بيت أو فصيل وطني عن آخر، فهلا أوفيناه بعض ما يستحق؟!
ووصفه قيادي إسلامي : أرى في أبي خالد "الفلسطيني الجديد" الذي يتوخاه حلم وطموح كل فلسطيني وطني حر، في سياق إعادة إنتاج الشعب الفلسطيني من جديد "شعب جديد" يتصرف أبناؤه وقياداته كشعب واحد وبروح وطنية جامعة وليس كقبائل، كل قبيلة تعمل لمصالحها ولصالحها ولو كانت على حساب مصالح الشعب وحاجاته.
وأضاف: " أبو خالد " يعني لي "الفلسطيني الجديد" بمهنيته الجادة ومثابرته التي لا تعرف الملل وبمنهجيته الدائمة في العمل، لأن أهداف عمله العام تشمل كافة أبناء الشعب الفلسطيني بغض النظر عن الانتماءات والأطياف، أتمنى عليك يا أبو خالد، لو بين الفينة والأخرى تكسر تجهمك ببسمة أو ضحكة حتى لا تشعرني بالذنب، مع علمي أن هم خمسة ألاف أسير وذويهم تقصم ظهر أعتى جبل من جبال الوطن!!.
ويداخل أحد أسرى اليسار الفلسطيني قائلاً: مع أبى خالد لم نعد مجرد رقم وراتب، فهو الذي قرع كل الجدران لإحياء قضيتنا وجعلها على أجندة العالم ومؤسساته، والشعب وقياداته، فأعادنا للوطن وأعاد الوطن لنا، فطوبى لهذا الخالد فينا!!
أما أحد أسرى الجولان السوري المحتل سابقاً ، فكان رأيه : تفاني هذا الرجل وإخلاصه ونزاهته بهذه المهمة تجعلك تحترمه وتقدره، حتى وإن لم يحقق كل ما نصبوا اليه، فما بالكم وهو يسعى اليوم بكل تفاني ليحقق متطلبات الأسرى وحماية الحركة الأسيرة، إنه إنسان بكل ما للكلمة من معنى، فله التقدير والاحترام!!
هذا هو الرأي السائد في أوساط الحركة الأسيرة حول معالي وزير الأسرى ، مع العلم أن مواقفه الجريئة والشجاعة في تجريم الاحتلال وفضح انتهاكاته اليومية بحق الأسرى، جعلته الوزير الوحيد الذي لم يتمكن من زيارة السجون حتى اليوم، لأنه يرفض أن يُخضع حقوق الناس ومعاناتهم الإنسانية لقواعد العمل الدبلوماسي التي لا تنطبق على السجين والسجان، وما نطرحه عبر هذه المقالة المتواضعة لا يتجاوز حدود نسْب الفضل لأهله، لأنه بحق وجدارة وزير برتبة مناضل!!
في النهاية أختم بموقف وهو في مؤتمر الأسرى في العراق ، أحد الأخوة قال له : رأفت غاضب بسبب عدم تمثيل مركز الأسرى للدراسات في المؤتمر ، وفوراً طلب رقمي من هناك وبأقل الكلمات الصادقة قال لي : العراق ليست جميلة بدونك يا رأفت ... فشكرته ورضيت .
ما الذى خسره هذا الشخص من كل هذا التواضع ، وكم خسر غيره دنيا وآخرة من الكبرياء على أقل مكانة منه ، التواضع دليل على طهارة النفس وسلامة القلب من الأمراض ، وهو محل قوة قوة ليس مكان ضعف ، نتمنى يا أبا خالد أن تستقبل الأسرى كما تطمح دوماً وتقول محررين معززين مكرمين لا محمولين على الأكتاف ، لأنك تستحق أن تحمل هذا الوسام .
أعرفتم من هو أبو خالد " انه الأسير المحرر وزير شئون الأسرى والمحررين عيسى قراقع "
صراع السياسيين في فلسطين إلى اين؟
امد / د. ناجى صادق شراب
بداية سأستخدم مصطلح الدولة الفلسطينية لأمنية ورغبة في النفس أن تكون لدينا دولة يمكن أن تساهم في إحتواء الصراع بين السياسيين والقوى السياسية الفلسطينية الذي يشكل اليوم فارقة غير مسبوقة بين حركات التحرر والقوى التي تسعى من أجل الحرية والإستقلال، فالمقبول إن يكون هذا الصراع على توزيع الغنيمة السياسية بعد الإستقلال وقيام الدولة الفلسطينية الكاملة ، لكن في الحالة الفلسطينية هذا الصراع قبل قيام الدولة وإنهاء الإحتلال، وإذا كان هذا الصراع بهذا الشكل قبل قيام الدولة ، فكيف سيكون بعد ذلك؟حاولت إن أبحث عن حقيقة وأسباب هذا الصراع بين السياسيين ، بإستعادة ناريخ فلسطين الحديث والمعاصر ، وبالأحرى منذ نشؤ القضية الفلسطينية ، وظهور الحركة الصهيونية ، فاكتشفت حقيقة تاريخية قد تفسر لنا لماذا نجحت الحركة الصهيونية في تحقيق أحد أهدافها في قيام إسرائيل كدولة ، وبالمقابل فشل الفلسطينيين في عدم أولا إستيعاب اهداف الحركة الصهيونية ، وتفويت العديد من الفرص لقيام دولة فلسطينية حتى قبل إن تظهر مشاكل مثل اللاجئيين والقدس والمستوطنات ، وغيرها من القضايـا وجدت أن أحد ألأساب ولن أقول السبب الوحيد هو الصراع بين القيادات السياسية الفلسطينية في كل المراحل التاريخية ، صراعات بين قيادات دينية وعلمانية ، وبين قيادات عائلية ، وحزبية ضيقة كل منها تعتقد انها هى الصح وغيرها خطأ، في الوقت الذي فيه ورغم كل التناقضات والصراعات بين قادة الحركة الصهيونية ، إلا أنهم جميعا توحدوا حول برنامج بال الذي صاغه هيرتزل في أول مؤتمر صهيونى عام 1897، وتوافقوا حول الآليات التى يمكن أن توصل لهذا الهدف خلال مرحلة زمنية معينه ، وكان لهم ما يريدون ، اما في الجانب الفلسطينى ظلت ظاهرة الصراع بين السياسيين ظاهرة ثابته، وصولا إلى حالة الصراع التي لم يسبق لنا إن رأينا مثيلا لها ،وتاتى في أخطر مراحل القضية الفلسطينية ، وهى مرحلة تذويب القضية الفلسطينية والتخلص منها لحسابات ومصالح دول إقليمية ودولية ، وكل هذا سببه الصراع بين القيادات السياسية الفلسطينية التي تبحث عن مصالح خاصة ضيقة ، وعن حكم وسلطة ،وياليتها كاملة بل هى منقوصة بسبب استمرار الإحتلال الإسرائيليى الذي يتغذى على هذا الصراع.وهذا الصراع ليس قاصرا فقط على القيادات السياسية بين حركتى حماس وفتح، بل يمتد لجميع القيادات والتنظيمات الفلسطينية ، وحتى تلك التي تحتمي بمنظمة التحرير ، فالصراع بينها قائم ، وان تواجدها قد تقف ورائه اسبابا غير القضية الفلسطينية ، وقد تقف ورائه أسابا مادية ومصالح خاصة على مستوى ألأشخاض او التنظيم نفسه. فالمنظمة ورغم إنتزاعها بحقها الشرعى في تمثيل الشعب الفلسطينى ، ونجاحها في الحفاظ على كينونتها السياسية إلا أنها بقيت إطارا يجمع ويوحد التناقضات الفلسطينة دون أن يوحدها ، فمن ناحية فشلت في توسيع دائرة تمثيلها لكل الشعب الفلسطيني ، وفشلت في تطوير مشروع وطنى فلسطينى توافقى بين كل القوى الفلسطينية يجسد آمال وطموحات الشعب الفلسطينى ، وليس طموحات قياداته السياسية الطامحة لتحقيق مكاسب شخصية . وألأنكى من ذلك أن هذا الصراع قد اخذ أبعادا أخرى خطيرة على مستوى كل تنظيم سياسيى فلسطينى وفى داخل كل حركة دون إستثناءـ وذلك لرغبة في الحكم والسلطة على مستوى كل تنظيم وحركة ، فكان من أشكال هذا الصراع بين القيادات العمرية ، وصراع حول الرؤيةوالمشروع الفلسطينى ، لدرجة انه بات لدينا مئات الرؤى والمشاريع السياسية الفلسطينية ، كل سياسى يمتلك مشروعا سياسيا، والعلاقة بينها تقوم على الإقصاء والإلغاء إعتقادا من كل واحد أنه يملك الحقيقة المطلقة ، وفى كل هذا الصراع الشعب الفلسطينى الذي يدفع ثمن المعاناة وهذا الإنقسام مغيب بالقوة القسرية والآلة ألأمنية التي قد تأسست لكتم أفواه هذا الشعب ، وليس تحرير الأرض ، وللحفاظ على مكتسبات وإنجازات القيادات الفلسطينية الشخصية ، ولأبناء هذه القيادات ، ولا اريد أن اقول من يعانى منهم في معبر أو مطار أو منفذ، ومن منهم لا يعمل ولا يحصل علي عمل، ومن منهم لايحمل بطاقة هوية للرجال المهمين ، وانا لا أمانع في ذلك ، ففى كل نظام توجد هذه الصور لكن لا تكون علي حساب معاناة هذا الشعب والإتجار بقضيته ومعاناته، كل شى بتنا نحوله بما يخدم مصالح هؤلاء السياسيين ، وحتى لا أتهم باننى قد تجاوزت الحقيقة ، فلا شك أن هناك قادة قد دفعوا ثمن حياتهم ، ومنهم من فقد أبنائهم ، فلهم كل حب وتقدير شعبهم ، ولكن أنا أتحدث عن ظاهرة الصراع التي نرى صورها الكريهة على شاشات الفضائيات والتي تصل حد التلاسن بالفاظ تضر بالقضية الفلسطينية ، وبنضال الشعب الفلسطينى ، معتقدين ان هذا السباب هو جواز الدخول للوطنية . ومن المفارقات التي تدعو للحيرة هذا السؤال الذي سأله لي أحد المواطنيين ، متسائلا كيف تفسر لي إبتسامات وقهقهات هذه القيادات ، ومصافحاتهم ، وحتي تعازيهم لبعضهم ، قلت له بإختصار وبعيدا عن الأبعاد ألإنسانية والوطنية ، هى الحفاظ علي المكتساب التي يسعى كل منهم للحفاظ عليها وكأن القضية الفلسطينية قد اصبحت غنمية سياسية كبيرة .وامتدت سرطانية هذا الصراع إلى الصراع المجتمعى والذى حول الشعب الفلسطينى إلى مجموعات وكتل وحتى افرادا العلاقة بينهم تقوم على الصراع ، ونبذ كل واحد للآخر، وهذا الصراع ببعديه السياسى والمجتمعى يعنى إن يحول الشعب الفلسطينة وقضيتة إلى حالة من الإنصهار والذوبان الداخلى ، ومن ثم فقداننا جميعا لهويتنا الوطنية النضالية . والتاريخ ليس بعيدا وسيأتى اليوم الذي سيحكم فيه التاريخ كما حكم على قيادات سابقة كيف أن سياسيينا غارقين في الكبرياء في الوقت الذي فيه العالم كله يتحول من حولنا ، وغير مدركين إن القضية الفلسطينية باتت تفقد مقوماتها ومكوناتها الإقليمية والدولية بل الداخلية بسبب هذا الصراع ، ففى كل مرة نقترب فيها من المصالحة تبرز رؤوس هذا الصراع لتدفن آي أمل في المصالحة وعودة اللحمة الوطنية للشعب الفلسطينى وقضيته. ففى ساعات ألأزمات والمعاناة يوجد من يتسامى فوق الرواسب الشخصية ، والمناكفات والمنافسات التي تغرق وستغرق معها الشعب الفلسطينى في دوامة الصراع والحقد والكبرياء ، فهل سينجح الرئيس محمود عباس وخالد مشعل وإسماعيل هنية ، وغيرهم من القيادات الفلسطينية الكثير التي لا يتسع مداد هذه المقالة تعداد أسمائهم في الترفع عن الخلافات والمناكفات السياسية والحزبية وينقذوا شعبهم وقضيته من معاناة لا تقوى عليها كل الشعوب ، إنها لحظة حكم التاريخ ، وسيكتب التاريخ لهذه القيادات نجاحها من فشلها ، ومعيار الوطنية هو بالمصالحة الفلسطينية وليس بالصراع والإنقسام ، وهل سيوقفوا الخطر المحدق بالشعب الفلسطينى ؟
الوحدة الوطنية وأعياد الميلاد
امد / أسامة سدر
هي قيمة عليا وهدف لكل أفراد الوطن يسعون للحفاظ عليها وإعلائها في المجتمع وتعتبر شرطا لنهضة الوطن والوصول إلى أهدافه العليا، تعبت من البحث عن تعريف خاص بها فمن يجزئها ويبحث في القاموس عن مرادف لكلمة الوحدة: "الالتحام والترابط"، ثم يبحث عن كلمة الوطن فيتوه بين الأرض التي تضم الشعب أو الشعب الذي يلتحم بالأرض ويجمع أفراده تاريخ وحاضر ومستقبل؛ ومنهم من يرى الوحدة الوطنية كخاصية يميزها كل شعب حسب تركيبته والاختلاف الجغرافي أو السياسي أو العرقي أو الاجتماعي بين أفراده .
لكم نفتقد الوحدة الوطنية سياسيا في فلسطين ونعتبرها أمل نضحي من أجله بالغالي والنفيس، ونلوم ساستنا جميعا على إهدارها باتباع منهجين مختلفين يجب أن يكمل أحدهما الآخر، ولا يتفقان على بناء الوطن وهو أشد ما يرنوا إليه الشعب بعينه وعقله وقلبه، لكننا نملك وحدة وطنية تتجلى بالتحام الشعب بكل طوائفه وملله وأديانه التحاماً يميزه عن غيره في أي مكان، لا تشير إليه وثيقة ("كايروس أو وقفة حق") التي تؤكد على عدم استخدام نصوص الكتاب المقدس في الصراع السياسي، وأن أولوية الوجود الفلسطيني، مسيحيين ومسلمين، على الأرض ليس طارئا وإنما له جذور عميقة تعكس ارتباطا لا حق لأي كان أن يضعه في ميزان التفاوض أو التنازل، بل تعود جذوره إلى العهدة العمرية بين خليفة المسلمين وصفرونيوس بطريرك القدس، وليس ذلك غريبا لأن فلسطين مهد الديانات السماوية، وإليها يحج أكثر من نصف البشر أو يقدسون حجتهم.
يشكل المسيحيين بطوائفهم(كنائسهم)الأساسية الأرثوذكسية الخلقيدونية، الكنائس الأرثوذكسية غير الخلقيدونية، الكنائس الرومانية الكاثوليكية (اللاتينية والشرقية)، والكنائس البروتستانتية حسب تعداد السكان لعام 2012 أكثر من 47 ألف نسمة في الضفة الغربية و3 آلاف مسيحي في غزة بما نسبته 2%من مجموع السكان، وأكثر من 147 ألف في داخل ما يسمى الخط الأخضر بما نسبته 7% من السكان يعيشون قرب المشاهد المقدسة في القدس وبيت لحم والناصرة وغيرها، وهم من بقي بعد موجات الهجرة المستمرة منذ بداية القرن العشرين إلى أوروبا والأمريكيتين، ولو قدر لهم أن يعودوا جميعا لفلسطين لكانوا أكثر من 2 مليون إنسان أي 10% من مجموع الشعب الفلسطيني.
يعتبر الاحتفال بعيد الميلاد جزءا من شعائر الدين المسيحي، وتحتفل كل طائفة منهم بطريقتها الخاصة وفي موعد مختلف عن غيرها، والاحتفال في بيت لحم له طابع خاص، حيث يصل إليها آلاف السياح من كل أنحاء العالم فيصعدون في الطريق الجبلي المُتعرج بين القدس وبيت لحم ويدخلون كنيسة المهد وهو المكان الذي ولد فيه السيد المسيح فيحضرون صلاة القداس الكبير وبعده يخرجون ليشتروا منتجات بيت لحم المعروفة من مسابح وخشب زيتون ويشارك عدد كبير من الفلسطينيون بهذا الاحتفال معهم !!!
تعتمد الحكومة الفلسطينية أعياد الميلاد لكل طائفة من طوائف المسيحيين عطلة رسمية لكل أبناء الشعب الفلسطيني، أي أن 98% من الشعب الفلسطيني يأخذ عطلة لثلاث أيام في السنة خاصة بأقل من 2% منه على أكثر تقدير، ويشارك في الاحتفالات الرسمية أعداد كبيرة من الشباب غير المسيحي، يحتسي فيها المشروبات الروحية، ويفعل المنكرات، وينفق أموالا كثيرة، ويعطي صورة غير لائقة للسائحين عن المسلمين في هذا البلد.
لن تكفر خاتمة المقال بمقدمته فلا اعتراض على تهنئة المسيحيين بأعيادهم، ومشاركة الجيران لجيرانهم بمناسباتهم، فكلنا أبناء وطن واحد، ولهذه المناسبة اهتمام عند العالم المسيحي بأسره، ولكن الغلو الرسمي وغير الرسمي في ذلك يضع الكثير من علامات التعجب، ويدفعنا إلى السؤال عن أعياد المسلمين في الدول التي يغلب على سكانها المسيحية، بل كيف يتفاعل المسيحيون مع أعيادنا في فلسطين، وما جدوى تعطيل الحياة العامة لثلاث أيام، وكم ينفق المسلمون في الاحتفال بعيد الميلاد ومن المستفيد والأهم من كل ذلك ما حكم الشريعة الإسلامية في ذلك، هل تتفق الرواية القرآنية مع روايتهم عن هذا اليوم، أم أن بها تكذيب لعقيدة الإسلام والمسلمين، إذا وجدت الإجابة عن هذه الأسئلة ستجد أن .
تصريحات كيري..حقيقة أم “تخاريف”!
فراس برس / حسن عصفور
بعد أن غادر أرض “فلسطين التاريخية” في آخر رحلاته المكوكية، اعلن جون كيري وزير الخارجية الأميركي و”راعي” الحلقة النقاشية” المعروفة اعلاميا باسم “المفاوضات، ان هناك تقدم ملموس قد تم التوصل اليه في المفاوضات، واشاع الوزير في لقاء مع محطة تلفزية أميركية أجواءا “تفاؤلية” توهم كل من يستمع اليها أن العقبات الرئيسية في تلك “الحلقات” قد تم تخطيها، ولم يبق سوى انتظار شهر ابريل المقبل ( نيسان) ويعلن للعالم أجمع عن توصله لاتفاق فلسطيني – اسرائيلي للحل النهائي..
ولأن موضوع التفاوض لا يسير ضمن حالة واضحة من الشفافية بين الشعب الفلسطيني ومن يفترض انه ممثله بتلك المفاوضات، حتى لو كان قرار التفاوض بذاته جاء كفعل اغتصابي لارادة الشعب الرافض بغالبيته الكبيرة تلك “المهزلة”، لكن وقائع المشهد تفرض عدم تجاهل ما يحدث، ولذا سيبقى تناول العملية التفاوضية مستندة لما يتم الاعلان عنه من الأطراف كافة، وللحقيقة فالتسريبات والتصريحات العلنية تزيل كثيرا من “الغموض” المفروض على المفاوضات، أو بالأدق تكسر “الجدار الحديدي” حولها..
قبل أن يصل جون كيري الى فلسطين التاريخية قامت بعض المصادر الفلسطينية بنشر تسريبات اعلامية تشير الى أن الرئيس محمود عباس يرفض رفضا قاطعا “الخطة الأميركية للحل التي تقدم بها كيري” في جولته الأخيرة، بشقيها الأمني والسياسي، وحدد المصدر المجهول، أن الرئيس لن يقبل بوجود اي جندي اسرائيلي فوق أرض فلسطين، وكدنا أن نعتبر ذلك “موقفا تاريخيا” يستحق كل التهليل والترحيب حتى في ظل تلك المهزلة الدائرة، ولكن مصدر تسريبي آخر، قام بتوضيح الموقفسريعا، وبدلا من الكلام القطعي بعدم قبول أي جندي احتلالي، تحول الكلام الى امكانية الموافقة على الانسحاب التدريجي “طويل الأمد” للقوات الاسرائيلية، أي أن المسألة لم تعد قضية بقاء قوات اسرائيلية ولكن مدتها الزمنية، فبدلا من تواجد عشرات السنين يمكن ان تكون اقل من ذلك..
وعشية وصول كيري انتشرت شائعات اعلامية أن الرئيس عباس اعد رسالة مكتوبة وموقعة منه شخصيا مفادها رفضا كاملا للخطة الأميركية خاصة الشق الأمني منها، ومع وصول المندوب كيري ولقائه بعباس سارعت تلك المصادر “التسريبية” بنشر اشاعة مضافة للرسالة المكتوبة عن غضب الرئيس الحاد خلال النقاش ما أجبره على انهاء اللقاء خلال أقل من نصف ساعة..
وطارت الاشاعة لتحتل كل وسائل الاعلام المتعطشة لخبر مثير من دائرة “العك التفاوضي”، وللحقيقة فتلك الاشاعة اشاعت أملا غير محدود بأن المهزلة انتهت، ولكن وبعد أن اصبحت التسريبة الاشاعة ضمن التداول الاعلامي، وتأكد من أطلقها أنها باتت “واقعا اعلاميا”، بدأت أوساط مكتب الرئيس عباس تنشر اخبارا أخرى، بلسان الناطق باسمه، بالقول أن المفاوضات مستمرة، واتبعها عريقات بنفي ما يثار عن “ازمة” مع كيري وان المفاوضات مستمرة حتى أبريل ( نيسان)، ثم بدأت عملية توضيح حكاية الخروج السريع وتوقف المحادثات بين كيري وعباس، لنكتشف أن سبب ذلك كان الخوف الأمني الأميركي من أن يضرب اعصار “اليكسا” رام الله ويجبر وزير خارجية أمريكا ان ينام بها..
ولن نقف عند كل التسريبات وهدفها وأغراضها، كونها باتت واضحة المقصد والغاية وما ترمي اليه من نثر الاشاعات عن “صلابة موقف الفريق التفاوضي” بعد أن نشرت وسال الاعلام جوهر الخطة الأميركية للحل النهائي والتي تؤدي الى استمرار الاحتلال بطرق جديدة لكيان فلسطيني في بعض من ارض الضفة دون قطاع غزة، ولا تجنى ابدا في اختزال الخطة بهذه العبارات، وكل ما يليها بنود تفصيلية لطبيعة الهيمنة الاحتلالية وشروطها..
ولأن المسألة لم تعد بحثا عن اشاعة لموقف هنا أو هناك، بات لدينا أقوال مسجلة بالصوت والصورة لوزير الخارجية الأميركي بعد رحتله الأخيرة، بدأها في تل أبيب بالاشارة الى “تقدم ملموس” في مسار التفاوض، ثم تحدث باسهاب أوسع عن ذلك في اللقاء مع المحطة التلفزية الأميركية، مؤكدا أن الاتفاق سيرى النور في نهاية الشهور التسعة، مبشرا ان “المولد ذكر”،..
ولأن الكلام ليس تسريبا أو نثر اشاعة بل هو كلام رسمي وواضح جدا عن حصول تقدم جوهري في المسار التفاوضي، بات السؤال المفروض ان يكون له إجابة من الطرف الفلسطيني، ودون تلكؤ أو تأتأة سياسية، هل حقا ما يقوله هذا الأميركي كيري عن “تقدم ملموس”، أم انه كمن يبيع “الوهم” كي لا يبدو أنه وقع في مطب الفشل السريع ليضيف فشلا فوق فشل لادارة قد يصفها التاريخ الأميركي بأنها الأكثر “حماقة” أو “غباوة” في عالم السياسة، أم هو يقول بعض من “الحقيقة غير الواضحة” أو هو فعلا ينطق بالصدق وتم تحقيق اختراق ملموس..
هل من يتكرم أحد من فريق التفاوض القهري على احترام شعب فلسطين والحديث له ببعض الحقيقة، أم ستترك المسألة للاعلام الاسرائيلي ليكشف ما لا يحب هذا الفريق كشفه، وعندها يخرج من يخرج ليتحدث عن “مؤامرة” تستهدف “موقف الرئيس البطولي”..
القضية ليست لعبة اعلامية، فما تقدم به الأميركان وتصريحات أوباما وأقوال حكومة نتنياهو تنذر بأشد المخاطر عما ينتظر أهل فلسطين مما يتم نشره من خطط للحل النهائي..والسكوت على أقوال كيري ستمنح ما ينشر صدقا يفوق “بلاغة صمت فريق التفاوض الفتحاوي”..
ننتظر التوضيح: هل أقوال كيري حقيقة أم بعض الحقيقة أم تخاريف سياسية لرجل فقد “عقله”!
ملاحظة: ما قاله القيادي الحمساوي سامي خاطر عن عتاب مشعل لعباس عن كيف يذهب وحده للتفاوض، يمكن اعتبارها طلب كي يكون “شريكا”..طبعا ابو مازن وفتح “سعداء” بشهوة مشعل التفاوضية ولكنهم لن يحققوا له رغبته!
تنويه خاص: كي لا تصبح كارثة إعصار “اليكسا” مرتعا للتسول وحسب، لا بد من أن يكون هناك هيئة عمل وطني لمتابعة آثار تلك الكارثة ودراسة سبل مواجهتها لاحقا..
كارثة إنسانية في غزة ودحلان المهدى المنتظر !!!
فراس برس / على مظلوم
يشهد قطاع غزة كارثة إنسانية محققة نتيجة المنخفض الجوي الذي عصف بفلسطين خلال الأيام الماضية، ما يستدعي تحرك المؤسسات الرسمية والسلطة التنفيذية في غزة ورام الله على حدٍ سواء للتحرك لانقاذ القطاع المنكوب، بوصفها الجهات المسؤولة عن حياة المواطنين من جانب، وباعتبارها تمتلك الامكانات والقدرات كمؤسسة قادرة على التحرك على المستوى الجمعي وليس الفردي من جانب آخر، وهذا يمثل الوضع الطبيعي لمواجهة أي كارثة انسانية في أي دولة على مستوى العالم.
في مثل هذه الحالات فإن جهود الأفراد من خارج المؤسسة الرسمية محمودة وتصدر عن وازع ذاتي وارتباط وطني، خارج إطار الإلزام، ومن غير المنطق أن يحمل هؤلاء المسئولية نيابةً عن المؤسسة الرسمية تجاه شعب بأكمله، وفقاً لهذا الفهم فإن القاء اللوم على محمد دحلان واتهامه بالتقصير وعدم تحمل المسئولية يأتي في خارج السياق وبعيداً عن الفهم الصحيح لدور مؤسسات السلطة في غزة ورام الله تجاه مواطنيها، وعلى الرغم من أن دحلان لم يعد جزءاً في منظومة السياسة الحاكمة، كما أنه خارج الإطار السياسي والتنظيمي لحركة فتح وبعيداً عن صنع القرار وتوجيهه في مؤسسات السلطة والحركة الا أنه لم يتنصل أبداً من مسئوليته كمواطن فلسطينى وكقيادى وطنى .
وعلى الرغم من ذلك إلتصقت في السنوات الأخيرة شخصية دحلان بمطالب الشعب الفلسطيني من الفقراء والمحتاجين، وأرسى دعائم أعمال إنسانية أصبحت واضحة المعالم في إعادة البنية التحتية لمخيمات اللاجئين في لبنان،كذلك الحال في مخيمات الضفة الغربية وسوريا وغزة، وتقديم يد العون والمساعدة للمرضى والطلاب، وانعكس ذلك في الممارسة العملية للمواطنين في قطاع غزة، فلا عجب أن يناشد طلاب غزة دحلان للتدخل لحل أزمة معبر رفح، ومعالجة مشاكلهم الجامعيةوحجز شهادات تخرجهم لالتزامات مالية فاقت امكانياتعائلاتهم، ولبى دحلان كل هذه المسؤوليات بقدرة وبكامل المسؤولية الإنسانية والوطنية.
لقد نجح دحلان في مد جسور التعاون وخلق علاقات قوية على المستوي الإقليمي، تمكن من توظيفها لخدمة المشروع الوطني، وعندما يطلب المساعدة من بعض القوى الإقليمية الفاعلة تأتي في إطار العلاقات الشخصية والصداقة، وليس بوصفه مسؤولاً فلسطينياً أو جزءاً من المنظومة السياسية، أثراً لذلك فهو غير مطالب بالخروج إلى الإعلام والإعلان عن مساعيه لمعالجة قضية معينة تخص الشأن الفلسطيني، فمثل هذه المواقف لا تحتاج إلى جعجعاتٍ سياسية، وتسجيل مواقف إعلامية لمراكمة النقاط لهذا الطرف أو ذاك.
وتؤشر الممارسة العملية لدحلان إلى إهتمامه ومتابعته للشأن الفلسطيني بكل تفاصيله من ناحية، واتساق خطابه السياسي مع الممارسة العملية، فدحلان لن يخرج للإعلام إلا بعد إكتمال الاجراءات والمساعي، ويتأكد من حتمية التحقيق والتنفيذ، ويبقى على الآخريين مهمة تسهيل العمل لا وضع العصي في الدواليب، كما حدث في لبنان حيث عطلت السلطة مشروع إنساني يشرف عليه دحلان، ويحدث في غزة.
وفي سياق تحميل المسؤلية للأفراد خارج المنظومة السياسية بغض النظر عن من هم، يثور تساؤل في غاية الأهمية أين رجال الأعمال المتنفذين على المستوى الإقليمي أمثال ياسر وطارق عباس؟وأين رجال الأعمال مرافقي محمد عساف في رحلته الفنية؟ من الكارثة الإنسانية في غزة، لماذا لا يتم تحميلهم المسئولية تجاه الأزمة؟
من الطبيعي أن يتحمل المسئولية أولي الأمر “فكلكم راعٍ وكلكم مسئولٌ عن رعيته، الإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته ....” وتعني كلمة الإمام هنا الحاكم والرئيس، نظراً لذلك يتحمل رأس الهرم السياسي الرئيس أبو مازن وحركة حماس في غزة المسئولية كاملة أمام الله والمجتمع، فتحرك الرئاسة لم يكن على المستوى المطلوب، وجاء بعد الحصول على ضمانات من قطر بدفع مبلغ 10 ملايين دولار لإدخال الوقود الصناعي لمحطة كهرباء غزة، فماذا لو لم يكن هناك ضمانات قطرية؟.
ومن الصعوبة بمكان الجمع بين المتناقضات، فتارةً دحلان يحمل برنامج فئوي ويسعي للاستيلاء على السلطة والحركة، وأخرى يرعى مصالح شخصية ضيقة، واليوم يجب أن يتحمل مسؤولية الشعب الفلسطيني بأكمله بما يعفي المؤسسة الرسمية من مسئولياتها، بالله عليكم ورحمةً بشعوبكم كفاكم استخفافاً بعقول البشر.
إسرائيل: المفاوضات للخروج من المقاطعة الدولية
الكوفية برس / مصطفى ابراهيم
سيعود وزير الخارجية الامريكية جون كيري هذا الاسبوع لزيارة منطقتنا لتكون الزيارة الثانية عشر له خلال هذا العام، في سعي منه لحث السلطة الفلسطينية وإسرائيل على التقدم في العملية التفاوضية، بعد ان اعلن أن تقدماً حصل في جهوده الرامية إلى التوصل لاتفاق انتقالي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، من دون الكشف عن مضمون هذا التقدم.
يجري ذلك في الوقت الذي تضع اسرائيل العراقيل ومحاولتها إضافة ملفات تفاوضية جديدة إلى مفاوضات الوضع النهائي لم تكن معروفة سابقاً، مثل “يهودية الدولة”، فإسرائيل بدأت حملة تهدف إلى الحصول على اعتراف الدول الأوروبية بها دولة لليهود.
بالإضافة الى محاولتها وضع ملف جديد اسمه غور الأردن على الطاولة، من خلال تقديم ملف الغور على أنه منفصل عن الملف الأمني، علماً أن اتفاقات أوسلو تنص على ست قضايا لمفاوضات الوضع النهائي يجري التفاوض عليها للتوصل إلى اتفاق سلام شامل، هي، الحدود والقدس واللاجئون والمستوطنات والأمن والمياه.
إسرائيل تهدف من ذلك الى استمرار التفاوض من اجل فرض وقائع جديدة على الارض، و الخروج من العزلة الدولية التي تتعزز يوميا والتأثير على حركات التضامن والمقاطعة الدولية، وإفشال نشاطاتها و التي نجحت في احراج اسرائيل وعزلها في كثير من القضايا، كما تم مؤخراً من قيام اكبر جمعية اكاديميين امريكية بإقرار مشروع قرار بفرض المقاطعة الاكاديمية على اسرائيل.
وكانت شركة مياه الشرب الهولندية “فيتنز” قطعت الأسبوع الماضي، على خلفية هذا النشاط، علاقاتها مع شركة المياه الإسرائيلية “مكوروت”. كما أبلغت الحكومة الرومانية نظيرتها الإسرائيلية بأنها ستتوقف عن إرسال عمال بناء إلى إسرائيل لرفض الأخيرة التعهد عدم تشغيلهم في مشاريع بناء في تلك المستوطنات.
كذلك توقفت جنوب أفريقيا عن استيراد منتجات يتم تصنيعها في البحر الميت “لأن مصدرها خارج الخط الأخضر”. كما ذكرت تقارير صحافية اسرائيلية إلى أن جنوب أفريقيا أبلغت شركات بريطانية وفرنسية كبيرة نيتها وقف نشاطها في أراضيها لتعاطيها مع المستوطنات. بالإضافة إلى التحذيرات التي أطلقتها الحكومة البريطانية هذا الأسبوع لرجال الأعمال فيها من مغبة الاستثمار أو تحويل أموال أو اقتناء عقارات في المستوطنات “خشية تضرر سمعتها وتعرضها إلى المقاضاة”.
كيري يسعى بشدة من اجل انجاز اتفاق تصفية للقضية الفلسطينية، و ممارسة الضغط على القيادة السلطة وتقديم الاغراءات المالية، في المقابل لم يستطع الضغط على اسرائيل من اجل تجميد الاستيطان، وفي نفس الاطار يقوم الاتحاد الأوروبي بنفس الدور حيث جد استعداده لتقديم صفقة غير مسبوقة من الدعم السياسي والاقتصادي والأمني للفلسطينيين والإسرائيليين عند التوصل إلى اتفاق سلام نهائي.
كما جاء البيان الذي أصدره عقب اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد في بروكسل أمس الاثنين 16/12/2013، وقال فيه: ” إن الوصول إلى اتفاق سلام سيفتح مجموعة واسعة من الفرص للتعاون مع الاتحاد الأوروبي لكل من إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية، بما في ذلك زيادة الوصول إلى الأسواق الأوروبية، كما سيعزز الترابط الثقافي والروابط العلمية، والاستثمار في الاتحاد الأوروبي في دعم الوصول وتيسير التجارة والترتيبات التجارية، فضلاً عن تعزيز التعاون الأمني مع كلتا الدولتين”.
المفاوضات الجارية هي مفاوضات مصلحة و مستوجبة وضرورية لإسرائيل، الهدف الأسمى لها هو ان تكون دولة يهودية في حدود آمنة، وايهام العالم ان اسرائيل معنية بالتوصل على حل سياسي فهي مستمرة بالمفاوضات من اجل رفع العزلة عنها فهي لن تقدم أي شي في القضايا الاساسية ولن تتنازل عن أي شبر من وأن هناك إجماعاً صهيونياً على ذلك، ولن تسمح للفلسطينيين بحق العودة بالعودة الى وطنهم الأم، الذي اقتلعوا منه بالقوة.
غالبية الفلسطينيون أصبحوا على قناعة ان المفاوضات الجارية هي مفاوضات من اجل تصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية، فالشك قائم في عدم وضوح وجدية القيادة الفلسطينية التي تدير المفاوضات، ويعبرون عن قلقهم من استمرارها في ظل التعنت الاسرائيلي ووضوح الاهداف لديهم.
وعلى رغم من التصريحات الصحافية الخجولة التي تصدر عن بعض المسؤولين في السلطة الفلسطينية عن تعنت الحكومة الإسرائيلية وعدم التقدم في المفاوضات، إلا انه على السلطة الفلسطينية ان تعمل على وقف تلك المفاوضات التي تعطي الجانب الاسرائيلي ضوءاً اخضر في الاستمرار ببناء المستوطنات و شرعنتها، و فرض العقوبات الجماعية ضد الفلسطينيين، والتنكر الاسرائيلي لحقوق الفلسطينيين العادلة.
وما التصريحات الخجولة التي صدرت وتتحدث عن انه أمام الشعب الفلسطيني خيارات سلمية كثيرة للنضال من اجل دحر الاحتلال، ما هي إلا تصريحات تتردد منذ سنوات من دون القيام بفعل أي شيئ حقيقي على الارض، و يحب تفعيلها من خلال موقف وطني موحد، وإنهاء الانقسام، والاتفاق على استراتيجية فلسطينية تعيد للقضية الفلسطينية الاعتبار وحيويتها ووهجها في الساحة الفلسطينية والعربية والدولية.
مشروعنا الوطني يمر بمرحلة صعبة وخطيرة، والأوضاع تزداد سوء يوما بعد الاخر منذ اكثر من عشرين عاماً، وحالنا في تراجع و أهدافنا غير واضحة وليست موحدة ومضطربة والانهيارات متتالية والانقسام عمقها، ولا قيمة للوقت لدينا لنجترع تجاربنا، من دون ان نفكر في مراجعتها وتقييمها، وإعادة البناء لمؤسساتنا المثخنة بالفساد والإقصاء والتفرد والاستئثار.
معين.. بالأبيض كفناك
الكوفية برس / محمد اللحام
معين قصة دم رفض القسمة إلا على الوطن.. قصة عشق فاح عطرها من جنبات غرف وكالة الغوث في المخيم.. ففي حكايتك من المفارقات حد الوجع والهلع والألم والأمل.. فكل شباب العالم ينتظر عيد مولده ليحتفل بإشعال الشموع وتقطيع قالب الحلوى واستقبال الهدايا والعطور وقلوب الحب الحمراء.. اما أنت فقد خرجت مع صحبك لتحتفل في عيد مولدك بإشعال الإطارات في وجه الاحتلال ولترمي حجرك في وجه الغاصب وتتلقى الرصاصات ودمك ينزف ويفوح عطرا يزهر المكان بالوحدة والحب.
خرج دمك ليتضامن مع روح الشهيد احمد ياسين لترث مقعده وتسير وتسير لتصل حد ذكريات البطولة وتقرر الرحيل في ذكرى الجبهة الشعبية وبالقرب من عيد مولد سيدنا المسيح ..اي وطن هذا الذي نسجته بلحمك ولحمتك يا معين..
وقفت بمقبرة الشهداء انتظر وصول نعشك في يوم ثلجك.. وإذا بالمخيم يأتي حاملا ومحملا بالشهيد المعمد بالشهد وبالمشهد المهيب.. حملوك على الأكتاف من كل قرية ومدينة ومخيم.. كان الثلج يا معين قد تأخر الى ان صعدت روحك تناجيه وتلتقيه صعودا الى السماء وقلت للثلج خذوا من روحي وانثروها على رؤوس الأشهاد على جبين الأحبة لتحميهم البرد وتدفئ عيونهم وقلوبهم وتزهر بالحب دوما.. فسقط الثلج وجاء الناس من كل حدب وصوب رغم البرد والثلج ليلقوا عليك السلام ويقبلوك بدفء وحنان.. كنت متماسكا الى ان احتضنت شقيقك فارس معزيا والدموع الساخنة بعرض وجهه ويهمس في اذني.. ‘راح صاحبك يا محمد..’ جملة فارس كانت كافية لتخرجني من دائرة الضبط لدائرة الدمع وتنزع قدميّ من مكانهما وأطير للسماء لألحق بروحك اقبلها واحتضنها واعتذر منها باسم كل الأصدقاء لأننا سنبقى على خجل من حجم جرحك..
رحلت وتركت والدك ‘أبو فريد’ مع أجمل ذكريات لفتحاوي سكن قلبه وبيته وعقله وغادر بأجمل مشهد مؤلم وبصورة حبيبة حزينة.. الم اقل لك كانت روايتك جملة من المفارقات جعلت عمك عدنان يرتحل معك الى عمان والى أكثر من مكان بحثا عن علاج وهو بلا علاج وتسكنه الأوجاع.. وشقيقك فريد يوزع التحيات ويرصد الحقوق دون ان يرصد احد مدى القهر والصبر الذي يعيش في ثنايا نهاره وليله.. اما الأصدقاء فلا زال أكرم شعفوط يبتسم للسماء لعلها توصلك السلام ويقول لك سلم على مصطفى ومعتز ومحمود وسائد وجاد وكل الأسماء.
في المقبرة يا معين أُتليت على قبرك آيات من النضال وكلمات لا تقال في الممات وإنما للشهداء العظماء لأنك حقا عظيم وجميل.. كان يوما من أيام الوفاء بقلوب بيضاء كيوم ثلجك أحببناك وشيعناك وكفناك..
فسلامٌ عليك في الخالدين، سلام عليك وأنت تسرح وتمرحُ في جناتِ النعيم، سلام عليك وأنت في الملأ الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء، وحسن أولئك رفيقا، سلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم أن فاضت روحك الطاهرة إلى بارئها.