المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المواقع الالكترونية التابعة لتيار دحلان 187



Haneen
2014-02-13, 11:54 AM
<tbody>
الاربعاء: 25-12-2013



</tbody>

<tbody>
شؤون فتح

مواقع موالية لمحمد دحلان 187



</tbody>

المواقع الالكترونية الموالية لتيار دحلان

اخبــــــــــــــار . . .

فيديو: موظف مقطوع راتبه يناشد الرئيس عباس بإستعادته
المواطن فتحي النجار يستصرخ لحل مشكلته التى مكثت 6 سنوات بتقرير قيدى


الكرامة برس

استمرارا لمعاناة الموظفين المقطوعة رواتبهم بتقارير كيدية ,المواطن فتحي النجار يعانى منذ ستة سنوات بسبب تقرير كيديي بحقه لحكومة رام الله أدى لقطع راتبه .

النجار لديه أطفال معاقين لا يوجد لديه أي وسيلة لتدبير حياتهم بعد قطع راتبه .

أطفال النجار يحتاجون للعلاج ..ماذا يفعل ولمن يتوجه؟هذا تساؤل الموظف المقطوع راتبه النجار ..للمزيد على الفيديو أدناه

رابط الفديو : http://www.youtube.com/watch?v=dzkSgn-ZGZU




مــــقــــــالات . . .


نفق غزة المسؤولية والتداعيات

الكوفية برس / د. صلاح الوادية

يعيش قطاع غزة أزمة حقيقية في مياه الشرب من حيث حجم الاستهلاك وعدم صالحيتها للشرب وتلاشيها على الأمد البعيد، وهو الأمر الذي حذر منه سابقا وزير الزراعة في الحكومة المقالة حيث قال أن أكثر من 95% من المياه الجوفية في قطاع غزة غير صالحة للشرب أو الاستخدام الآدمي بشكل عام، ما ينذر بانتشار العديد من الأمراض والأوبئة في صفوف المواطنين، كما طالب المواطنين بترشيد الاستهلاك حفاظا على الحد الأدنى الممكن من المياه الصالحة للشرب.

حكومة تعي درجة الخطر المحدق بالمواطنين وتحذر منه وجب عليها أن تعمل كل السبل الممكنة لدرء هذا الخطر، أو تبتدع حلول ممكنة وواقعية، أو تعلن عن عدم مقدرتها على حل مشاكل المواطنين، وبالتالي غير قادرة على إدارة الحياة اليومية للمواطنين.

عندما بدأ الحديث عن قدوم منخفض عميق للمنطقة وبأن فلسطين سينالها نصيب كبير من حمولة هذا المنخفض من مياه وثلوج سارع المسؤولون في حكومة غزة من وزارة التربية والصحة والبلديات وأولها بلدية غزة والأشغال للإعلان عن جاهزيتها لاستقبال المنخفض وأنها قامت بفحص وتنظيف مصافي الأمطار لاستيعاب الكميات المتزايدة من الأمطار، وكنت أتمنى أن يتم الإعلان عن عدة مشاريع إبداعية لاحتواء مياه الأمطار وتحويلها إلى مياه صالحة للشرب في ظل أزمة المياه الحالية ولكن هذا لم يتم.

جاء المنخفض وضرب فلسطين بقوة أحدثت أضرار عديدة في الضفة الغربية تصل كلفتها الملايين نتيجة الحجم المهول للثلج الذي أصاب قطاع الزراعة، أما قطاع غزة فاتضح أن مصافي الأمطار ليست نظيفة كما تم الإعلان عنها ومناهل الصرف الصحي أغرقت الشوارع نتيجة الأوساخ التي بها، والطامة الكبرى كانت في مدينة غزة في شارع النفق المجاور لبركة الشيخ رضوان التي يتم تجميع مياه الأمطار فيها ومن ثم إعادة ضخها آنيا إلى البحر عبر مضختين إحداها متوقفة عن العمل منذ سنوات، حيث تم تعطيل المضخة الوحيدة التي تعمل مما أدى إلى تراكم مياه الأمطار من عدة أماكن في بركة الشيخ رضوان وتزايدت بشكل متسارع فامتلأت وبدأت تخرج منها المياه العادمة ومياه الأمطار نحو المنطقة المنخفضة المجاورة لها وهي شارع النفق فأغرقت الشارع بأكمله تقريبا وبه عشرات البيوت التي أصبحت تحت المياه جزئيا أو كليا مما أدى إلى خروج السكان إلى المدارس كمأوى والبعض ما زال صامدا في بيته ولكن في الطوابق العليا التي لم تصلها المياه، وما زال شارع النفق وبيوته غارقة في المياه العادمة ومياه أمطار المنخفض الذي أعلنت حكومة غزة استعدادها له حتى الآن.

هنا يثار إتهام بين أوساط العامة من سكان المنطقة بأنه تم إيقاف المضخة عمدا حتى تحدث حالات غرق تصلح للبكاء على معاناة الغرقى من قبل المسؤولين لاستجلاب الدعم من الخارج، شخصيا أستبعد ذلك وأقول بأن السبب هو إهمال من قبل المسؤولين بدءا من رئيس البلدية وحتى الشخص المسؤول عن تشغيل تلك المضخة، ويجب محاسبتهم عن معاناة الناس ومحاسبة كل من أعلن عن جاهزية مؤسسته وهو غير جاهز بالمطلق لما فيه من استخفاف بعقول المواطنين، ولو حدثت تلك الكارثة في دولة محترمة لديها حكومة قادرة على إدارة شؤون المواطنين لتم محاسبة شريحة واسعة من المسؤولين وعلى رأسهم رئيس البلدية، فالمحطة تم إيقافها فعلا، أما السبب فهو غير معلوم بعد، وإن كانت الحجة نقص الوقود فالحكومة هي المسؤولة عن أزمة الوقود وليس الناس الأبرياء.

جدير بالذكر أن بيوت الأسر المتضررة لن تصبح صالحة للسكن بعد أن تنحصر المياه عنهم لأنها ضربت الأساسات، والمصانع والمحلات كلها أعدمت، فهل سيتم تعويض المتضررين بالحجم الحقيقي لضررهم أم هي أزمة وستنقضي بأقل التكاليف.


إختاروا الافضل لقيادة مؤسساتنا!!!

امد / رامي الغف

الجميع منا يعرف مقولة وضع الرجل المناسب بمكانه المناسب، وهذه المقوله تؤكد على اهمية الدقة في اختيار الاشخاص لقيادة الوزارات والمؤسسات والهيئات والسفارات الوطنية في وطننا، وذلك حسب الاختصاص والكفاءة والنزاهة والمهنية التي تتطلب هذا، وذلك من اجل ان يؤدي كل مسؤول او قائد المهمة الوطنية الموكلة اليه على اكمل وجه من اجل ديمومة العمل.

ان نا نلاحظه ونلمسه ان هذا المبدأ هو السائد في حميع الدول المتقدمة الغربية منها وحتى في بعض الدول العربية، ما عدا وطننا الذي تشكلت به العديد من الحكومات تلو الحكومات منذ تاسيس السلطة الوطنية الفلسطينة وحتى يومنا هذا، وهذا كان من اهم الاسباب من وراء تاخر العملية التنموية والاقتصادية والتعليمية والثقافية وحتى الخدماتية، الى ان وصل الوضع الى ما نحن عليه الآن، حيث يتم اختيار الاشخاص لقيادة اغلب مؤسساتنا وهيئاتنا ووزاراتنا الوطنية، على اساس انتمائه لهذا الفصيل او ذاك الحزب، او نتيجة تقربه لصاحب القرار، بغض النظر عن امكانياته ومؤهلاته وقدراته، المهم هو مدى اخلاص وتملق هذا المسسول، وهذا ما يحدد اهمية المنصب الذي سيقودة هذا الموظف، فكلما بالغ في التمجيد والتعظيم والنفاق والتملق، لولي نعمته ازدادت اهمية المنصب الذي سيتسلمة تبعا لذلك، فمصلحته عندئذ ستكون فوق اي اعتبار وحتى وطنه وشعبه.

ان اي تطور ونماء سواء كان على المستوى الخدماتي او العمراني وحتى الصحي والاقتصادي التنموي وهكذا بقية القطاعات الوطنية التي تتالف منها الجولة لا ياتي من خلال الصدفة ولا من خلال ضربه حظ، وانما يحصل ذلك التطور والازدهار اذا ما اتغقنا جميعا وفق مقولة وضع الرجل المناسب في مكانه المناسي، بغض النظر عن مكانته وافكارة ومعتقداته وخلفياته الدينية او المذهبية، فالمعيار الحقيقي لاختيار اي مسؤول او قائد يتم ترشيحة لشغل احد المناصي هو اولا واخيرا الكفاءة والنزاهة الوطنية والمهنية التي يتمتع يها، فالكفاءة الوطنية هي الاحساس الحقيقي بالانتماء للوطن والعمل من اجل خدمته وخدمه جماهيره دون اي تمييز بين هذا المواطن او ذاك، اما الكفاءة المهنية هو ان يتم اختيار هذا المسؤول وفق المعايير الاكاديمية والمهنية من شهادات واختصاص وخبرة في مجال عمله، تمكنه بان يكون اهلا لشغل ذلك المنصب، لا ان يتم اختيارة على اساس المحاملات المتبادلة والواسطات والمحسوبيات بين هذا وذاك.

ان ما نلاحظة ان معظم من يتبوؤن مناصب عليا وحساسة ليس لديهم خبية في مجاله ورغم ذلك نجدهم في مواقع متقدمه وحساسة ومهمة، وبعضهم لا يمتلم المؤهل العلمي والاكاديمي الذي يمكنه من ادارة مؤسسة او وزارة او حتى سفارة، ورغم ذلك نجدهم في مواقعهم منذ سنوات دون تغير في هيكلية هذه المؤسسات وتكليف من هو احق بالمنصب، اما العقول والكفاءات الحقيقية فهم يفترشون الارصفة لتامين لقمة العيش لابنائهم وعوائلهم، وهناك من ترك الوطن وهاجر خارجه من اجل تامين حياه كريمة له ولعائلته.

اننا نقف امام فرصه تاريخية ومفصلية لبناء نظام سياسي واقتصادي وتنموي ومؤسساتي ديمقراطي يعتمد التعددية والشراكة الحقيقية نامي وميتقر يتفيأ، بظله المواطن بالحرية والكرامة والنساواة وتكافؤ الفرص والسعاده، بعيدا عن كل انواع التمييز وان يتمتع الجميع بخيرات وطننا وبناءه، لذلك نحن جميعا بحاجة الى تكاتف الايادي والنوايا الصادقة من اجل بناء وطن قوي ومنيع وطوي المراحل المظلمة التي عاشتها جماهيرنا خاصة في ظل هذا الانقسام اللعين الذي قضى على احلامنا وامالنا وتطلعاتنا بمستقبل مشرق، فوطننا وجماهيرنا يستحقون ان نضحي اكثر نن التضخيه نفسها بمنصب هو زائل لا يجوم لصاحبه ابدا.


سامر العيساوي انتصارٌ من نوعٍ آخر

امد / د. مصطفى يوسف اللداوي

قامةٌ عظيمة لم تنحنِ، ورأسٌ شامخٌ لم يطأطئ، وعنفوانٌ كبيرٌ لم ينكسر، وإرادةٌ صلبة لم تلن، وعزمٌ جبارٌ لم يضعف، وفلسطينيٌ آخر قرر أن ينتصر رغم ضعفه، وعزم على إرغام سلطات الاحتلال رغم قوتهم، وأجبرهم على التراجع عن سياستهم رغم عنصريتهم.

إنه سامر العيساوي، الفلسطيني المقدسي ابن العيساوية، قاهر الجوع، المنتصر على القمع، والقابض على الجمر، والممسك على الطوى، والمقاوم بالأمعاء، والصامد بالأحشاء، والمقاتل بالأنفاس، الثائر الجديد، والمنتفض العنيد، بجسده النحيل، وعيونه الشاحبة، وقواه الخائرة، وضعفه البادي على جسمه، وكلماته القليلة التي لا تنكاد تبين، ولكنها كانت تشق عنان السماء، وتصدح في كل الدنيا، فتصغي لها كل الآذان.

سامر العيساوي، اسمٌ بات يعرفه الجميع، ويحفظه الإسرائيليون كما العرب، وتذكره المؤسسات الدولية والمنظمات الحقوقية والإنسانية، فقد دخل موسوعة غينتس للأرقام القياسية، كصاحب أطول إضرابٍ عن الطعام في السجون والمعتقلات، ولم يأبه بالموت الذي ينتظره، ولا بالشهادة التي يتمناها، بل مضى رغم ضعفه كالطود الشامخ، وكالجبل الأشم، يخوض غمار حربٍ، ويخترق صفوف عدوٍ، لا يحمل سيفاً، ولا يضع على كتفه بندقية، ولكنه يملك قلباً جسوراً، وعقلاً راسخاً، وإيماناً بالحق لا يلين.

ظنوه سيموت وسينتهي، وسيفارق الحياة غير مأسوفٍ عليه، ولكنه كان يعلم أنه سيبقى، شهيداً خالداً، أو رمزاً أبداً، حياً أو ميتاً، فهو لم يقاتل من أجل حريته، ولم يراهن على حياته من أجل مستقبله، ولم يكن يفكر فقط في العودة إلى أهله، بل قاتل بجسده لحماية إخوانه، والدفاع عن حقوقهم، لئلا يفكر الإسرائيليون في تكرار الحادثة مع غيره، فصمد ولم يفاوض، وثبت ولم يساوم، ووقف ولم يركع، وصدح بصوته ولم يسكت، فهابه الإسرائيليون، وخافوا من صوته الواهن الذي لم يعيد يبين، ومن مشيته التي لم يعد يستطيعها، وحركته التي أصبحت عليه مستحيلة، بعد أن لم تجد كل محاولات تركيعه باعتقال أفراد أسرته، أو التضييق عليهم، وهدم منزلهم، ولا غيرها من الاجراءات والممارسات التي لا يقوى على احتمالها الأصحاء.

ليس أعظمَ من رجلٍ يصنع خاتمته بنفسه، ويقرر مصيره بذاته، ويعرف أين تقوده خطواته، وقد بدت له أهدافه وغاياته، فلا يسمح للعدو أن ينال منه، أو ينتصر عليه، فكان قراره رغم خطورته أن يضحي ليبقى، ويصمد ليكون، وكذا كان عيسى، فقد رسم للعالم كله قصته، وروى لهم حكايته، وأنبأهم عن معاناة شعبه، وبين لهم حال إخوانه في السجون والمعتقلات، مسلطاً الضوء على ظروفهم القاسية، وسياسات سلطات الاحتلال العنصرية، المخالفة لكل القوانين، والمنافية لكل الأعراف، وقد أصغى له العالم وسمع، وأقر كلامه وصدق شهادته.

لا نقلل من حجم التأييد الشعبي والنصرة العربية والإسلامية لسامر، فقد ناصروه وساندوه، ووقفوا معه وانتصروا له، وتظاهروا من أجله، وتضامنوا في كل العالم مع معاناته، وعقدوا من أجله المؤتمرات والمهرجانات والمسيرات والوقفات، ولكن سامر وقف وحده، وتحدى بمفرده، وقاتل بجسده، واعتمد بعد الله على قدرته على الثبات والصمود، فما كان المظاهرات الشعبية لتقيم أوده، ولا تقوى مظاهر التضامن على شد صلبه، أو رفع صوته، وما كان للشعارات والخطابات أن تملأ جوفه، أو أن تسكت جوع معدته، وخواء أحشائه، ولكنه علم أنه قويٌ بأمته، ومنتصرٌ بشعبه، وقادرٌ بأهله، وأن أحداً لن يقهر أمةً رجالها يقاومون بأرواحهم، ويقاتلون بأنفاسهم، ويضحون من أجل غيرهم.

هنيئاً للأمة حرية سامر، هنئياً لهم عودته الميمونة، وحريته المظفرة، وانتصاره المدوي، فقد نجح في تحطيم الأغلال، وكسر القيود، وفتح أبواب الزنازين الصدئة، وقهر أوامر جلاوزة الاحتلال القاسية، وها هي فلسطين كلها قد خرجت له عن بكرة أبيها، به تحتفي، وله تحتفل، وقد ازدانت برجالها ونسائها، وأطفالها وشبابها، وقد رأى الجميع أنه قد حقق من خلاله نصراً، ووصل بثباته إلى الغاية المنشودة، إنهم اليوم بك يا سامر يرفعون الرأس، وبك يباهون ويفاخرون، فأنت ابنهم، وصانع مجدهم، وهازم عدوهم، وقاهر سجانهم، ورمز صمودهم، وعنوان ثباتهم.

265 يوماً هي عمر نضالك يا سامر، وأيام صمودك، قد أثبت فيها أنك الأقوى والأقدر، وأنك الأثبت والأكثر وعياً، وأنك تستحق الحياة بشرفٍ، وتستأهل الحرية بإباءٍ وشمم، اليوم تنسى معاناتك وأنت في بيتك، بين أهلك ووسط أصحابك، وفي بلدتك وبالقرب من قدسك، وأنت تقبل يد أمك وتسكن حضنها، وتعانق أختك، وتصافح أشقاءك، هنيئاً لنا سامر حريتك، وإن وطناً يسكن قلوب أمثالك من الرجال، يستحق التضحية بالمال والنفس، لهو جديرٌ بالحرية، وخليق بالتحرير والعودة.

إنه الإنسان الفلسطيني الذي ظنوه ضعيفاً، يائساً محبطاً، وأنه يفرط في حقه، ويتنازل عن وطنه، وعلى استعداد للمساومة والمفاوضة عليه، ولكنهم ما علموا أنه عنيدٌ صلبٌ لا يفرط، وأنه لا يلين ولا يستسلم، وأنه على استعداد للقتال حتى آخر نفس، والتضحية بآخر قطرةٍ من دمٍ تبقى في الجسد، ولو أن أرواحهم نزعت من أجسادهم نفساً نفساً ما فرطوا في حقوقهم، ولا تخلوا عن أرضهم، إنهم اخوانك يا سامر، ورفاق دربك، وأبناء شعبك، فارفع الرأس بهم مفاخراً، وواصل من أجلهم وفي سبيلهم مضحياً.


(( عيد ميلاد مجيد ))

امد / د. عبد الرحيم جاموس

رغم إختلاف الطوائف المسيحية حول التاريخ المحدد لميلاد السيد المسيح عيسى عليه السلام، إلا أن الحقيقة التي لا جدال عليها هي ولادته من السيدة العذراء مريم عليها السلام، ومريم تعني باللغة العربية ((الكثيرة العبادة)) تلك المعجزة الإلهية التي تؤكد قدرة الله عز وجل ووحدانيته وأحقيته بالربوبية والعبادة، ومضمون رسالة السيد المسيح نشر المحبة والسلام بين الناس، وتأكيد الربوبية والعبودية لله عز وجل وهي رسالة جميع الرسل من آدم إلى محمد عليهم السلام جميعاً.

وتضاف إلى معجزة الميلاد، الأمر الإلهي للسيدة مريم الذي أخبرت عنه الآية الكريمة (وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنيا) صدق الله العظيم، فإذا كان الميلاد في فصل الشتاء، ومعلوم لدينا أن الرطب وقته الصيف، فتكون المعجزة الأخرى أن تثمر النخلة بأمر الله لتوفر الطعام المناسب للسيدة النفاس، وما عليها سوى أن تهزّ جذع النخلة ليتوفر إليها الطعام، فالله قادر على كل شيء، ورغم ذلك كلفها للقيام بعملية الهز للجذع حتى يكون هناك عمل تقوم به أو تبذله ليكتمل استحقاقها للكسب والرزق، فلا كسب، أو رزق بدون سعي أو عمل، هذه التربية الربانية للبشر، التي تقوم على مبدأ أن الرزق من الله، والسعي على المخلوق أن يبحث، وأن يسعى، وأن يبذل الجهد المناسب ليحصل على كسبه ورزقه، والتي تنفي صفة التواكل وتؤكد صفة التوكل على الله الخالق جل في علاه، فدروس ميلاد السيد المسيح كثيرة ومتعددة، أراد الله أن يضرب لنا بها مثلاً على قدرته، وتوحيده في العبادة، وأن يؤكد على الفطرة التي فطر بها الخلق والكون، والمحبة والسلام والإيمان الذين يجب أن يسودوا هذا الكون.

ففي هذه الأيام التي بدأت تحتفل فيها الطوائف المسيحية، بذكرى ميلاد السيد المسيح عيسى بن مريم، يجب أن نأخذ العبرة من معجزة ميلاده ومعجزاته ومضمون رسالته القائمة على توحيد العبودية والربوبية لله الواحد ونشر قيم المحبة والسلام بين البشر، تلك الدروس التي يجب على البشر الإقتداء بها وقد جاءت الرسالة الإسلامية مشتملة ومكملة لما جاء به السيد المسيح عيسى عليه السلام وغيره من الرسل منذ آدم وصولاً إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعليهم جميعاً رضوان الله وسلامه.

فليتعظ المتعظون، وليتآخى المؤمنون تحقيقاً لرسالات الرسل وغاياتها النبيلة.

وكل عام والجميع بخير، وكل عام والسلام يعم بين بني البشر، بديلاً عن الحروب والإقتتال والدمار الذي يشيع كلما ابتعد الخلق عن رسالات الخالق عز وجل.


سلوك انقسامي جديد لحكومة "الحمدالله"!

امد / حسن عصفور

رغم الغضب الشعبي والوطني العام ضد قرار حكومة فتح برئاسة د.رامي الحمدالله الخاص بتكريس التمييز بين موظفي قطاع غزة ونظرائهم بالضفة، ورغم تسريبات قيادات فتحاوية في غزة أن الرئاسة قررت اعادة النظر في القرار، الا ان الحكومة العباسية سائرة في طريقها دون أن ترمش لها شعرة كونها تعلم يقينا أن كل ما حدث ضد قرارها ليس سوى "زوبعة في فنجان"، ولكي تثبت للعالم أجمع، وعلى رأسهم "الاسياد"، فهي تجاهلت كل التجاهل الكارثة الانسانية التي اصابت القطاع وأهله خلال اعصار اليكسا، ولولا "العطف الانساني القطري" بدفع أموال لما أفرجت تلك الحكومة عن وصول الوقود الصناعي لمحطة كهرباء غزة..

وبعد افتضاح أمرها، وانكشاف عورتها السياسية الانقسامية سارعت بعض الدوائر الى الاتصال الاعلامي كي تبدو وكأنها تقدم مساعدات لأهل غزة، وكلها اتصالات مجهولة الهوية ومن بين "الأسلاك الشائكة"، ولم يتم معرفة الحقيقة من الخيال في تلك التصريحات الاعلانية، سوى انها جاءت لستر ما يمكن ستره، واعتقاد المتشاطرين في الجزء الشمالي من "بقايا الوطن" أو "كينونة اوباما" القادمة بانهم نجحوا في اسكات اصوات كشفت كوارثهم، وبالتأكيد لم تفدهم لا اتصالات مشعل الشاكرة، ولا بيانات فئوية مادحة أريد لها التغطية على مصيبتهم..

ولأن السلوك الانقسامي للحكومة الفتحاوية في "كينونة أوباما" لم يكن من باب "الخطأ"، بل هو نهج مخزون منذ لحظة قسمها "اليمين الدستوري" للمرة الثانية، وكي لا يقال أن ذلك ليس سوى "إتهامات مرسلة" لها "حسابات خاصة" أو ضمن "أجندات تريد النيل من صمود الحكومة وموقفها البطولي جدا"، نذكر بما هو جديد من سلوك هذه الحكومة لتعزيز الانقسام، ولتؤكد للعامة انه منهج اختارته سبيلا لتكريس "وقائع سياسية" قبل التوصل لاتفاقية كيري التصفوية لوحدة القضية الفلسطينية، والدليل الجديد هو خبر نشرته وكالة الانباء الرسمية للسلطة، رئاسة وحكومة، وكالة "وفا"، وفحوى الخبر أن وزير الزراعة د.عساف وتنفيذا لقرار حكومي قام بتوزيع الأموال على المزارعين في الضفة الغربية الذين تضررتت مزارعهم وبيوتهم وأملاكهم جراء الاعصار الأخير..

وبداية هذا حق للمزارعين وواجب على الحكومة وليس هبة أو منة منها، وبالتأكيد هو جزء من "المال العام" الذي يفترض ان يكون ملكا عاما للشعب باسره، ولكن المأساة السياسية ان "الحكومة اياها" لم تدرك أن هناك قسم من مزارعي فلسطين يقطنون بالصدفة الجغرافية في جنوب فلسطين في رقعة اسمها قطاع غزة، هم أيضا تضرروا جدا من ذلك الاعصار، الذي لم يقف ضرره عند حدود الانقسام السياسي بين جناحي "بقايا الوطن"، ولم يقف ليفكر بأن ضرره سيقتصر فقط على جزء دون آخر، الحكومة التي أدت بعض واجبها تجاه بعض الأهل تجاهلت عن عمد وإصرار بعض الأهل في منطقة أخرى..

كان يمكن اعتبار ذلك "سهوا أخلاقيا" أو"خطأ بشري" جراء "تعقيدات الوضع العام" و"هموم الحكومة ووزراء يواصلون الليل بالنهار لخدمة الشعب والقضية"، الا أن سوء طالع هذه التشكيلة الحكومية الخاصة جدا، ان قرارها جاء ليكمل قرار سابق ضد موظفي قطاع غزة وسلوك مستهتر وغير مسؤول خلال أزمة الاعصار، ولم تكلف ذاتها لعقد اجتماع خاص وسريع لبحث ما يمكن تقديمه من مساعدات من "المال العام" لجنوب فلسطين المنكوبة بخطف منذ سنوات، فكان قرارها لتعويض المزارعين المتضررين لجزء دون آخر سياق تكميلي لنهجها الانقسامي، والذي تدل الشواهد أنه سيتعزز يوما بعد آخر كلما اقترب موعد "توقيع اتفاقية كيري"، وتحقيق "وعد أوباما الانقسامي" لبناء "دويلة الضفة الشمالية" لتحاكي بنموها نظيرتها "دويلة غزة الجنوبية"..

قد يخرج أحدهم ليقول أن ذلك مسؤولية حركة "حماس" ومجلسها التنفيذي، الخاطف لقطاع غزة، الا أن هذا القول لو خرج من احدهم سيزيد الطين بله ويؤكد حقيقة السلوك والنهج الانقسامي لحكومة فتح، ويعلنها صريحة أنها حكومة لبعض الضفة فقط، ولو كان ذلك هو قرارهم بترك مصير قطاع غزة بكل ما له وعليه لحماس وتحميلها المسؤولية العامة عن ما يتعرض له، فعلى الحكومة أن تعلن ذلك في بيان واضح وصريح وتعلن أن حدود "مسؤوليتها السياسية" و"ولايتها الوطنية" في المحلة الراهنة تقتصر على مناطق "أ" وبعض "ب"، وتحاول أن تمتد الى "ج" في الضفة لا غير، وأن قطاع غزة لم يعد ضمن ولايتها حتى تحقيق "نبوءة اوباما" باقامة "دولة الجدار" المزدهرة بالضفة ثم تطيح الجماهير الغزية بحماس وحكمها، وتعلن لاحقا ولاءها لـ"دولة الجدار" الشمالية..

ان كان ذلك ما تفكرون به، فأريحوا أهل قطاع غزة من السؤال الدائم عن مسؤولية الحكومة والرئاسة نحوهم، علهم يدركون أن "التمرد على الانقسام" ليس ضد حماس وحدها بل ضد الطرف الآخر في المعادلة الانقسامية.. ولا نعلم ما هو رأي قيادة فتح في هذا السلوك الانقسامي، الا يشكل خدمة للمؤامرة الكبرى على فلسطين..ليت أحدهم يخبرنا..

"التحالف الانقسامي" يتعزز يوما بعد آخر، ويكمل كل طرف منه سلوك الآخر رغم "الزوبعة الاعلامية"بي نهما، وأطراف مواجهته غائبون..هل حان الوقت لولادة بديل وطني عام كي لا تمر "المؤامرة الكبرى" بأركانها التفاوضية – الانقسامية..سؤال قد يفرض نفسه في قادم الأيام!

ملاحظة: الرئيس محمود عباس قال أن "دولة فلسطين" ستقوم يوما ما بعاصمتها القدس المحتلة..كلام أكيد وصحيح، لكن ما هي الخطوة الأولى للوصول الى الهدف في ظل تفاوض كارثي وانقسام تآمري!

تنويه خاص: حماس لجأت لمصر لوقف تصعيد العدوان الاسرائيلي ضد القطاع..متى تدرك هذه الحركة أن لا أمل لها الا مصر.. وكما يقول الغزازوة في جلساتهم .."مصر وبس والباقي خس"!


من غزة المنكوبة ... عيدكم مجيد

الكرامة برس / هنادي صادق

المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة ، أكتب لكم أخوتي من قلب غزة الصامد ، من قلب غزة الصابر ، أكتب لكم مهنئاً وصواريخ العدو تضرب يمنية ويسرة ، ترعب النساء وتقتل الأطفال ، فمع كل عيد يصر العدو أن يقتل فرحتنا وأن يسيل دمعتنا ، في مسلسل طويل متكرر لحالنا مع الأعياد ، لذلك لا أعتقد أن هذا العيد فريد من نوعه ، أو غريب ، فقد عشنا من قبل أعياداً مشابهة أو أسوأ منه ، ولكن تبقى للعيد سمته الخاصة ، حتى وإن توشح الحزن لباساً ، إلا أنه بالتأكيد لن يكون جديداً.

في هذا العيد أطير التهنئة على جناح المحبة للأخوة الذين لم يستطيعوا الذهاب إلى بيت لحم والإحتفال مع البقية بسبب القيود والحواجز والموانع الصهيونية ، فالهم مشترك والوطن واحد والعدو واحد لا يفرق بين مسلم ومسيحي ، عيدكم مجيد .

عيدٌ مجيدٌ لكل من فصل من عمله بتقرير كيدي ، لكل من قُرصنت منه العلاوات والمواصلات بسبب إلتزامه بالشرعية ، لمن شعر بالظلم والقهر من ذوي القربى ، لكل فرسان 2005 وموظفي شركة البحر والطيران ، لكل أصحاب الملفات المُلقاة والتي تنتظر أن يُنفض عنها الغبار ، لكل الأسر والأطفال الذين ينتظرون من يدخل الفرحة على قلوبهم ، عيدكم مجيد .

في هذا العيد أرسل التهاني إلى كل أسير ما زال قابعاً في زنزانته ، يعاني الوحدة والألم ، لكنه شامخ صامد فوق القمم ، أطير تحياتي لهم وأقبل الرأس والقدم ، أقبل يدي أم سامر الذي تحدى الجلاد بمعدة خاوية ولم تهن العزائم ، عيدكم مجيد أيها الصابرون .

قبلة على رأس الطفلة حلا التي أصر العدو أن يغتال فرحتها ويغتال براءتها ، وقبلة على رأس كل طفل سيمر عليه العيد وفي عينيه الدموع ومن داخل قلبه موجوع ، وتهنئة خاصة لكل من فقد عزيزاً عليه في هذا اليوم ، عيدكم مجيد .

في هذا العيد ننحنى إجلالاً وإكباراً لمزارعينا الأبطال ، والذين تعرضوا لكارثة بفعل المنخفض الجوي ، و لم يتم لحد الآن تعويضهم أو تقييم أضرارهم ، لكل العائلات المستورة ، ولكل العائلات المنكوبة في شارع النفق ، والذين ينتظرون الرحمة ممن رفع السماء ، عيدكم مجيد .

عيدكم مجيد يا أهل غزة الصابرون ، عيدكم مجيد وأنتم تصرون على الحياة وأنتم ترفضون أن تُكتب لكم شهادة الوفاة ، فأنتم شعب يصر على الفرحة بدلاً من الحزن والضحك بدلاً من البكاء والابتسامة بدلاً من الانزواء.

عيدٌ مجيد لكل من يسكن هذه الأرض الطاهرة والعظيمة ، والتي تثبت كل يوم أنها ليست عقيمة .

عيد مجيد وأعاده الله علينا وعليكم وأنتم جميعاً بخير وعز ووحدة .

المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام للحائزين رضاه .



معذرة سيادة الرئيس

الكرامة برس / غسان المصري

لايكفي ان تكون بلدوزر في العمل السياسي والدبلوماسي على الصعيد الخارجي

نريدك ايضا بلدوزر على صعيد العمل في اعادة بناء واصلاح الجبهة الداخليه .

بعد ان سقطت جميع المراهنات على قدرتك في مواجهة جميع التحديات والضغوطات خلال مسار العمل السياسي والدبلوماسي الفلسطيني في السنوات الماضيه وخصوصا في مجال المعارك السياسيه والدبلوماسيه وعلى كافة المستويات والجبهات العربية والدوليه وفي كافة المنابر الدوليه وخصوصا معركة الاعتراف بالعضويه غير الكامله لدولة فلسطين ( عضو مراقب ) وما تبع ذلك من انجازات في انتزاع المزيد من القرارات الدوليه لصالح القضيه الفلسطينيه ، وتحشيد المزيد من التأييد الاوروبي والدولي لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته العادله ، وتوسيع جبهة رفض سياسات الاحتلال الاسرائيلي وخصوصا الاستيطان والتهديدات الاوروبيه بالمزيد من المقاطعه ووقف التعامل مع حكومة الاحتلال في العديد من المجالات ، كل ذلك بات ملموسا وواضحا للجميع دون ادنى شك بأن حنكة وسياسات البلدوزر السياسي والدبلوماسي الفلسطيني يسقط جميع المراهنات والمزايدات التي انهالت بالاتهامات على سياسات رئيس القياده السياسيه للشعب الفلسطيني وسلطته الوطنيه الفلسطينيه الذي قاد جميع المعارك السياسية والدبلوماسيه بنجاح كبير .

لم يعد هناك مجال للشك بادارة كافة الازمات التي تعرض لها النظام السياسي الفلسطيني على الصعيد الخارجي بنجاح كبير ، والخروج بنتائج ومعطيات ايجابيه تخدم مسيرة استكمال انجاز المشروع الوطني الفلسطيني نحو التحرر والاستقلال ، ولعل الخلل وبعض الصعوبات والتحديات على صعيد الجبهة الداخليه واعادة ترتيب البيت الداخلي لمكونات النظام السياسي يجعل هذه النجاحات والانجازات ناقصه واقل من المطلوب للاستمرار في توسيع مساحة وحجم الانجازات ، ولعل البعض يتسائل عن المطلوب العمل به على صعيد الجبهه الداخليه .

ان ادارة شؤون المواطنين الفلسطينيين في المدن والقرى والمخيمات وتقديم الخدمات الاساسيه لهم امر ضروري وهام من شأنه أن يعزز صمودهم ويزيد من مستوى ثقتهم بالقياده السياسيه وعلى رأسها الاخ الرئيس ابو مازن ، ويجعل مواقفه وسياساته اكثر قوة وصلابه في معاركه السياسية والدبلوماسيه ، وهذا من العوامل الهامه في تقوية الموقف الفلسطيني على الصعيد الدولي ، ويتطلب ذلك اصلاح وتطوير في ادارة المؤسسات الرسميه خصوصا الوزارات التي تعتبر العنوان الرسمي الذي يوفر الخدمات الاساسيه للمواطن الذي يعاني من واقع صعب ويحتاج الى المزيد من الرعاية والخدمات وخصوصا في مجالات الصحة والتعليم والشؤون الاجتماعيه , وكذلك اغلب مؤسسات الحكم المحلي (البلديات والمجالس القرويه ) ليست قادره على مجارات ومتابعة شؤون المواطنين واحتياجاتهم الاساسيه اما بسبب عدم كفاءة ادارة مجالسها , او بسبب عدم توفر الموارد والامكانات الازمه لتوفير وتطوير الخدمات , وهذا يتطلب وضع نظام يوفر معايير مناسبه في عملية الترشح لانتخابات المجالس لا ان تتم على اساس العائليه والعشائريه والحزبيه ، وزيادة الدعم والامكانيات لهذه المجالس ومتابعتها وتوجيهها بشكل مباشر ودائم من قبل وزارة الحكم المحلي .

لاشك وأن الظروف والاوضاع الداخليه التي مر الشعب الفلسطيني بعد حدوث الانقلاب العسكري في قطاع غزه ، وخلف وضع الانقسام على المستويين الجغرافي والاداري السياسي قد انعكس على طبيعة اسلوب وطريقة تشكيل الحكومه (مجلس الوزراء ) حيث فرضت هذه الظروف والمعطيات الجديده تشكيل حكومات مؤقته وحكومات تسيير اعمال الامر الذي جعل عدم الاستقرار في سياسات ومتابعات الوزارات للخطط والمشاريع وقضايا المواطنين مبتوره وناقصه واحيانا متقلبه ومتغيره ، مما زاد من تذمر وشكاوي المواطنيين وتدني ثقتهم باداء السلطه ووزاراتها مما جعلهم يتوجهون الى مؤسسة المحافظه لانها تمثل الرئاسه في كل محافظه ، ولقناعة المواطنين ان المحافظه هي المرجعيه العليا في النظام الساسي الفلسطيني في كل محافظه من محافظات الوطن، وأن قوة هذه المؤسسه سوف تعمل على تلبية احتياجاتهم ومتابعة قضاياهم ، لذا كان لابد أن يعمل كل محافظ والكادر العامل معه بكامل طاقته والامكانات المتاحه والمتوفر لمجارات وتلبيه احتياجات وقضايا المواطنين العالقه في الوزارات الامر الذي اوجد لدى المواطن حاله من التشابك والاختلاط في الاختصاصات والصلاحيات والمسؤوليات ،وبدأ يتسائل عن عنوان قضاياه واحتياجاته .

ان هذا التشخيص للحاله يتطلب تدخل مباشر من البلدوزر الفلسطيني لتصويب الوضع والعمل باتجاهين وهما : - تقوية وتعزيز دور المحافظات (مؤسسات الرئاسه ) باعطائها الاستقلاليه عن مجلس الوزراء وان تكون مرجعبتها الادارية والماليه للرئاسه فقط ، دون تدخل مجلس الوزراء قي صلاحية الرئاسه وان الرئيس هو المرجعيه الادارية والماليه للمحافظه التي اصبحت في بعض الاحيان مقيده وخاضعه لقرارات هذا الوزير اوذاك في متابعة قضايا المواطنين مع التأكيد على صلاحيات واختصاصات المحافظين في المتابعه والاشراف على آداء الوزارات والتنسيق معها ، والاتجاه الاخر العمل على توفير المزيد من الدعم بالامكانيات الماديه وادوات ووسائل العمل للمحافظات ، واعتماد الهيكليه التي تتناسب مع حجم العمل والمهام لكل محافظه ، لان المحافظه هي مؤسسة الرئيس ويجب تقويتها والاهتمام بمكانتها ونفوذها لتكون هكذا في ذهن وتفكير كل مواطن كما هو الحال لمكانة الرئيس وقوته على جبهات العمل السياسي والدبلوماسي .

غسان المصري

مدير مركز كنعان للدراسات والاعلام


الارهابيون المتحضرون.. والديمقراطية المزعومة ..!!

الكرامة برس / طلعت الصفدي

مهما اختلف فقهاء القانون وعلماء الاجتماع والسياسة ،ورجال الاقتصاد والفكر ،ومراكز البحث وصناع السياسات الإقليمية والدولية ،حول تعريفهم للعنف والمقاومة ،فان الشعوب المحتلة أراضيها ،تدرك بوعيها وبحسها الوطني أن مقاومة المحتلين والغزاة بكل الوسائل وأدوات النضال المختلفة السياسية والدبلوماسية والانتفاضات الشعبية،بما فيها العنف والفعل المسلح هو اساس تحررها السياسي والاقتصادي والاجتماعي ،دون أن يمس كفاحها بحياة المدنيين وأملاكهم ،وضمن الحدود الجغرافية لبلدانهم المحتلة ،وهو حق كفله القانون والمجتمع الدوليين حيث منحت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 12/10/1970 الحق للشعوب باللجوء الى كل أشكال النضال بما فيها الكفاح المسلح من أجل نيل استقلالها ،ولن يسقط هذا الحق مهما حاولوا وصم نضال الشعوب ،وكفاحها من أجل حق تقرير مصيرها ،وانتزاع حقوقها المشروعة ،ونزوعها للحرية والاستقلال ،ولن تنجح كل محاولاتهم وصم هذا النضال المشروع بالإرهاب .

فالإرهابيون المتحضرون ،هم مجموعات الدول الغربية التي فقدت مصادر نهبها للشعوب المستعمرة بعد انسحابها ،ولا زالت تحلم بالعودة لنهبها ،وأنشأت حكوماتها التي تدعي التحضر وتفوق جنسها البشري ،وتعلن دفاعها عن قيم ألديمقراطية وحقوق الانسان ،وتنصب نفسها حامية لها ،مستخدمة كل وسائل القهر والعدوان بما فيها اسلحة الدمار الشامل ،ولا يرمش لها جفن جراء ضحايا عدوانها وإرهابها من القتلى والجرحى والمعاقين والمهجرين ،وما يخلفه من دمار وخراب على كل المستويات البشرية والمادية ....الخ ان مجموعة هذه الدول تنتمي الى تاريخ الاستعمار القديم تتقدمهم فرنسا صاحبة الثورة الفرنسية التي نادت بالحرية والمساواة ،وبريطانيا التي لم تغب عن مستعمراتها الشمس سابقا ،والولايات المتحدة الامريكية راعية الارهاب في العالم ،وإسرائيل التي يعتبرونها جزءا من قيمهم ،تولوا نسخ نموذجهم الارهابي ،ولصقه في فلسطين وفي وسط العالم العربي .

يدعون زيفا ايمانهم بالديمقراطية ،يحاولون فرض ديمقراطيتهم بالقوة على الآخرين ،انهم في الحقيقة لا يدافعون عن الديمقراطية ،بل يمثلون المصالح والطغم العسكرية والمالية ،يتناقضون مع دساتيرهم وقوانينهم ،يبحثون فقط عن مصالحهم فإذا تعرضت للخطر ،سرعان ما يظهر ارهابهم وتكشيرة اسنانهم ونزوعهم للعدوان ،يمارسون العنف تحت ذرائع كاذبة ،يلاحقون المناضلين والمعارضين ،وتشارك اجهزتهم البوليسية والأمنية واستخباراتهم العسكرية في اغتيال القادة والمعارضين لسياستهم في اسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ،وحتى الداعين للسلام الحقيقي في العالم. .

ان منبع الارهاب في العالم ،واشنطن ولندن وباريس وبون وتل ابيب وعملاؤهم ،فالنازية والفاشية والصهيونية ،وأحزاب اليمين المتطرف والتمييز العنصري والتطهير العرقي منبعها تلك الدول ،تنفذها تلك الطواغيت مباشرة عبر طائراتها وأساطيلها المدججة بأسلحة الدمار بكل أنواعه وشراسته حتى المحرمة دوليا ،أو منظماتها الارهابية العسكرية وشبه العسكرية تتولى تنفيذ سياستها ،وتلعب الشركات الاحتكارية المتعددة الجنسيات ،وصندوق النقد الدولي ،ومنظمة التجارة العالمية دور كبير في تنفيذ سياسة تلك الدول ،فالإرهاب هو صناعة تلك الدول الغربية التي تدعي التحضر ،وهي المسئولة عن انتاج اسلحة الدمار الشامل بكل اشكاله ،وتصديره لحلفائها ،ومع تلك الوقاحة فإنهم يرفعون شعار الحرب على الارهاب ،ويعتبرون أنفسهم حماة العالم من التطرف .

لقد تدخلوا في كل البلدان في الشرق الأوسط ،ولم ينج بلد في اسيا او افريقيا وحتى امريكا الجنوبية إلا وكان تدخلهم وإرهابهم بلا حدود ،تدخلوا في العراق وسوريا وفلسطين ولبنان ومصر وليبيا وتونس واليمن والصومال وأفغانستان ومالي وساحل العاج وتشيلي وكوبا ونيكارجوا وفي كوسوفو والآن في اوكرانيا ... الخ انهم جميعا ارهابيون متحضرون ،يمارسون الارهاب المنظم بطرق متعددة ومتنوعة عسكريا واقتصاديا فالتهديد المبطن والمكشوف وصل حتى الجمعية العامة للأمم المتحدة ،ومجلس الأمن .

اسرائيل التي يطلقون عليها واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط ،هي القاعدة الأمامية لإرهاب الدولة المنظم في المنطقة منذ قيامها غير الشرعي عام 1948 وما قبلها على ايدي عصاباتها الارهابية من الهاجاناه واسلي وشتيرن ،وهي في تزايد عبر متطرفيها العنصريين من غلاة المستوطنين ،والمدعومة من دول الارهاب الغربي ،فمصادرة الارض من الفلسطينيين ،وإقامة المستوطنات ،وتهويد القدس ومحاصرتها ،وبناء جدار الفصل العنصري ،وهدم البيوت ،والاعتداء على بيوت العبادة من المساجد والكنائس ونهب المياه ،وقطع الاشجار ،ومنع التواصل السكاني بين شعبنا في غزة والضفة الغربية ،وملاحقة الصيادين والعمال والحصار ،والقتل بدم بارد للمتضامنين الاجانب ،واحتجاز اكثر من 5000 اسير ومعتقل في سجونها ومعتقلاتها التي لا تتوفر فيها أدنى حقوقهم التي نصت عليها المواثيق الدولية وحقوق الاسرى والمعتقلين ،وسرقة التراث الفلسطيني والحضارة الفلسطينية ... الخ اليست كل هذه الممارسات والتعديات على الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ارهابا ؟؟ .

ان سياسة الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة ،وإصرارها على رفض الاعتراف بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني ،ومنعه من اقامة دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس ،خالية من المستوطنين والمستوطنات ،وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة لديارهم والتعويض طبقا للقرار 194 هو انتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ،وكل من يعيق هذه الحقوق في نظر شعبنا الفلسطيني وقوى السلام والتقدم في العالم هو ارهابي من الدرجة الاولى مهما تمسح بالديمقراطية وحقوق الانسان ،فالديمقراطية لا تتجزأ ،والحقوق الوطنية للشعب لا يجري المساومة عليها ،ولن تسقط بالتقادم مهما كانت موازين القوى لصالح المحتل ،ومهما كانت بشاعة ارهابه ومجازره ضد الشعب الفلسطيني ،وشعبنا الذي يمتلك تاريخا حضاريا ،ومخزونا كفاحيا ،يمتلك مقومات المقاومة والصمود .


'زيارة' فتوح وقرار حماس

الكرامة برس / محمد نجيب الشرافي

أثارت' زيارة 'السيد روحي فتوح إلى غزة ما كان مدفونا في النوايا, وارتباكا جعل من تصريحات قادة حماس نحو المصالحة يشوبها شك في المصداقية وإحباط في تحقيقها.

ما أعنيه تحديدا تطوع, أو تكليف, سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة حماس بإصدار تصريح صحفي يحمل فتوح المسؤولية عن رفض حماس دخوله إلى وطنه, مع أن من أصدر قرار المنع هو الحكومة, وتحديدا وزارة الداخلية ممثلة بالشرطة, وكان حريا أن نسمع من الوزارة المعنية توضيحا بملابسات ما حدث, وليس من المتحدث باسم الحركة .

تعرف حركة حماس وغيرها أن السيد فتوح شغل منصب رئيس السلطة وأمين سر المجلس التشريعي سابقا, ويكلف بمهام رسمية من قبل السيد الرئيس, والرجل بهذه الصفات الحالية والسابقة يعتبر شخصية اعتبارية لها مكانتها المرموقة محليا وعربيا.

رغم ذلك, فسلوك الرجل يبعده عن حب الإجراءات البرتوكولية الرسمية. فهو يمشي في الأسواق وحيدا, ويقوم بواجباته الاجتماعية وحيدا, يسافر وحيدا وقد عاد إلى وطنه وحيدا للمشاركة في مناسبة عائلية.

فهل يحتاج الأمر لترتيبات حكومية مسبقة لا تكليف لأحد فيها من استقبال ووداع كشخصية غير فلسطينية تزور البلاد ؟

ليس سرا القول, أن فتوح يتبادل الرأي والمشورة مع شخصيات على مستوى عال في حكومة غزة في أمور تتعلق بالمصالحة, ومشاريع واشكالات يقتضي حلها التعاون بين السلطة والحكومة المقالة.

صحيح أن ما حدث اثار استياءاً عاما وكان لا بد من توضيح لقرار خاطئ, غير أن ما جاء في تصريح أبو زهري يضيف غموضا على القرار وعلى مبادرة رئيس الحكومة المقالة ودعوته الاخيرة للرئيس بتشكيل حكومة توافق وطني والدعوة لعقد اجتماع للقوى الوطنية والاسلامية ومناقشة قضايا وطنية ملحة ...

قد يكون تصريح أبو زهري أوحى بما لم يقصده صاحبه, لكن الناس قرأت ما صدر وفهمت أن ما يلزم من ترتيبات خاصة ' يجب أن تسبق الزيارة' حتى وان كان الزائر مواطنا والا خلعت عنه صفة المواطنة التي تجد من موظفي الحدود عادة لغة الترحيب لا الرفض.

أو ربما استكثر المتحدث باسم حماس عودة مواطن الى وطنه فألقى باللوم على المواطن لتأخره في الاتصال المسبق لترتيب اجراءات الوصول وتحديد فترة الاقامة ومكانها قبل الانصراف !. مع أن عودة المواطن الى وطنه حق مقدس.

أظن, وبعض الظن ليس اثما, وحسب الانطباع الذي أحمله في ذاكرتي عن لقاءات محدودة مع أبو زهري, أن التصريح جعل من الرجل الهادئ كحمل وديع ذكر بط هائج في بحيرة ساكنة, ربما كان يقوم بتمرين جناحيه, فأثارما في البحيرة وحولها, وعكر مياهها عن غير قصد.

أيا ما كان الامر, جاء التصريح الصحفي تبريرا لقرار غير سار أو مقبول, وكان متزامنا مع تصريح للنائب يحيى موسى الذي استشاط غضبا واستهجانا – كما قال على صفحته الشخصية على 'فيس بوك' - لسماعه خبر اتصال رئيس المكتب السياسي مع السيد الرئيس, مع أن للسيد النائب تصريحات سابقة, توحي بالحكمة, عقب احتفال الشعب الفلسطيني في سرايا غزة بذكرى انطلاقة حركة 'فتح', دعا حركته الى أخذ العبرة من هذا الحشد الكبير, وتحقيق المصالحة الوطنية.

فأخذنا الظن خطأ أن للرجل رؤية مستقبلية. لكن يبدو أن الله سبحانه وتعالى أعطى بعض المتحدثين في الحركة بسطة في الفهم والعلم فعرفوا الشيئ وقالوا نصفه وعملوا بنقيضه, فانطبق عليهم مثل السائق الذي وجد نفسه فجأة وسط ضباب كثيف تعذر عليه رؤية الطريق فقرر تعقب السيارة كانت تتقدمه ببطء الى أن صدمها بعد توقفها المفاجئ فنزل يصرخ ويشتم سائقها على تصرفه هذا , فاكتشف أنه في مرأب الرجل ووسط حديقة منزله .

الأنكى, أن موسى يستخدم مفردات مل الاحتلال نفسه من ترديدها سابقا لتصغير المفاوض الفلسطيني وتغييب الموجود والتهرب من استحقاق السلام, فذهب مذهبهم فيما قال انه لا يوجد شريك في المصالحة!!

المصالحة يا أخي النائب لا تحتاج الى مقدمات أو اجراءات برتوكولية أو شخصية مناسبة لهذا الفعل أو ذاك. فنحن جميعا شركاء في هذا الوطن, ولكنها تحتاج الى قناعة ومبادرة واعتراف بالأخر, وفعل وطني جاد ولو من طرف واحد, وليس سلوكا خاطئا يعقبه تبرير خاطئ.



المواقف الأميركية المتقلبة

الكرامة برس / غازي السعدي

التصريح الذي أدلى به وزير خارجية الولايات المتحدة 'جون كيري' عشية جولته رقم (11) إلى المنطقة، والذي جاء فيه بأن السلام بين إسرائيل والفلسطينيين بات أقرب من أي وقت مضى، ما هو سوى خدعة، وأن زيارته التي جرت بتاريخ '12-12-2013' للمنطقة تهدف إلى إزالة التوتر والخلافات الأميركية-الإسرائيلية، في أعقاب الاتفاق الذي قادته الولايات المتحدة مع إيران، ومطلوب من الفلسطينيين دفع ثمن إزالة هذا الخلاف، ومن الأسهل للولايات المتحدة –العاجزة عن الضغط على إسرائيل- الضغط على الفلسطينيين، فـ 'كيري' يطالبهم بالموافقة على تأجيل الإفراج عن الدفعة الثالثة من الأسرى حسب الاتفاق للضغط عليهم، وهذا ما لا تقبل به السلطة الفلسطينية بأي شكل من الأشكال، إذ أنه يشكل الإنجاز الفلسطيني الوحيد من العودة إلى استئناف المفاوضات، وبينما كان الموقف الأميركي بأن تتصدر المفاوضات الإسرائيلية-الفلسطينية، موضوع الحدود ثم امن الجانبين، تراجع 'كيري' بتبنيه للموقف الإسرائيلي بأن يكون الأمن الإسرائيلي المدخل لهذه المفاوضات، كما أنه أصبح يتبنى الموقف الإسرائيلي، بتواجد قوات عسكرية إسرائيلية لمدة عشر سنوا، على طول حدود الأغوار البالغة نحو (29) كيلو متر، لتسطو إسرائيل على أراضي الأغوار تحت ذريعة الأمن، كذلك تواجد إسرائيلي على المعابر الحدودية، بشكل غير مرئي كما كان عليه الحال في الاتفاقية المرحلية، في كل من جسر الكرامة، ومعبر رفح، فضلاً عن إنشاء محطات إنذار مبكر على تلال الضفة الغربية، وهذه المطالب التي هدفها التوسع والهيمنة، لا مكان لها في عهد الصواريخ والأقمار الاصطناعية، وفي مرحلة السلام الآمن مع الأردن، على عكس توصيات الجنرال الأميركي 'جونز'، بتواجد قوات دولية على حدود نهر الأردن، بقيادة أميركية، مثل 'حلف الناتو'، ودول أخرى، دون أن يكون أي تواجد إسرائيلي، غير أن 'كيري' يسعى لتبني الرؤيا الإسرائيلية، سواء ما يتعلق بالأغوار، أو المعابر الحدودية، والمجال الجوي، وهذه الفاتورة التي يطالبون الفلسطينيين بدفعها، لامتناع إسرائيل من الاستمرار بالضغط على الكونغرس الأميركي، الذي يعمل على إقرار عقوبات جديدة على إيران، بدلاً من الضغط على إسرائيل بالشأن الفلسطيني، وفقاً للاتفاقات، وقرارات الشرعية الدولية.

الوزير'كيري'، كرر التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل، وحقها في الدفاع عن نفسها، فكان رد 'نتنياهو' عليه بكيل المديح للولايات المتحدة، رئيسها ووزير خارجيتها، مع أن السياسة الأميركية نحو إسرائيل خاصة، والشرق الأوسط عامة، تحتاج إلى متغيرات كثيرة، كي تحافظ الولايات المتحدة على ما تبقى لها من هيبة واحترام في المنطقة، مع قناعتنا بعدم وجود ود بين الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية، لكن هذا النفاق المتبادل بين الجانبين، رسالة لتطمين أصدقاء إسرائيل في الكونغرس ولوبياتها، ومع كل ذلك فإن السياسة الإسرائيلية متمسكة بأن أمنها من مسؤوليتها، وترفض الاعتماد على أحد- وحتى الولايات المتحدة- فذاكرة قادة إسرائيل قصيرة، فلولا الولايات المتحدة في حرب تشرين المصرية عام 1973، حين كان وزير دفاعها 'موشيه ديان' في طريقه إلى مبنى التلفاز، ليعلن عن انسحاب إسرائيل الكامل من سيناء، وإذ تفاجئه رئيسة الوزراء 'غولدا مائير' وتطلب منه العودة، لأن الجسر الجوي الأميركي من الأسلحة الحديثة، في طريقها إلى ساحة المعركة في سيناء مباشرة، ولولا هذا التدخل الأميركي لكانت خارطة المنطقة مختلفة.

المواقف الإسرائيلية لا أمل في تغييرها، إلا إذا مارست الولايات المتحدة ضغطاً حقيقياً عليها، وهذا مشكوك فيه، أو إذا ووجهت بحملة عسكرية شبيهة بحرب تشرين المصرية، أو إذا حدث تغيير جذري في الرأي العام الإسرائيلي، وهذه الاحتمالات بعيدة المنال، على الأقل في المرحلة الحالية، ففي خطاب رئيس الوزراء 'بنيامين نتنياهو' في إحدى المناسبات مؤخراً، عدد اشتراطاته للسلام التي لا نهاية لها، بل أضاف شرطاً جديداً هو: عدم حصول إيران على القنبلة النووية، أما الاشتراطات الأخرى المكررة فهي: عدم العودة إلى حدود عام 1967، إلغاء حق العودة، الاعتراف بيهودية الدولة، القدس الموحدة عاصمة إسرائيل الأزلية، إبقاء الحدود مع الأردن بيد إسرائيل، دولة منزوعة السلاح، بقاء الكتل الاستيطانية، بل وبقاء المستوطنات، بقاء جدار الفصل العنصري، سيطرة إسرائيل على المجال الجوي، سيطرة إسرائيل على مصادر المياه، عدم إبرام اتفاقيات عسكرية بين الدولة الفلسطينية ودول أخرى، ولا نعرف ماذا تبقى لدولة فلسطين المستقلة، كما لا ندري ماذا ستكون اشتراطاته القادمة.

هناك مجموعة من المواقف التي أثيرت في الشارع الإسرائيلي، معظمها نحو تشدد أكثر، فرئيس الوزراء 'نتنياهو' رد على تصريحات 'كيري'، بأن إسرائيل والسلطة الفلسطينية ليستا قريبتين لعقد اتفاق سلام، أما وزير الخارجية 'افيغدور ليبرمان'، فهو يعترف بأن الثقة معدومة بين الجانبين، وأن المهمة مستحيلة، وعاد ليكرر الأسطوانة القديمة عن عدم وجود شريك فلسطيني للمفاوضات وإسرائيل تتحفظ على الخطة الأمنية الأميركية، ووزير الحرب 'موشيه يعالون' يعرب عن استحالة التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين، أما وزير الاقتصاد 'نفتالي بينت' من حزب البيت اليهودي، فإنه يدعو إلى ضم الضفة الغربية لإسرائيل، ويعتبر أن المفاوضات للدعاية فقط، وأنه يعارض إعطاء الفلسطينيين أي قطعة أرض، متنكراً لحقوق الفلسطينيين، وقرارات الشرعية الدولية، مما دفع بالخارجية الإسرائيلية إلى التحذير بأن مثل هذه التصريحات تضر بإسرائيل على الصعيد الدولي، وتضع الدبلوماسية الإسرائيلية في موقف حرج، ويؤكد 'بينت' على مواصلة بناء المستوطنات في كل مكان، وكشفت وثيقة إسرائيلية أن موازنة الاستيطان الحالية تضاعفت بعشر مرات.



من جانبه أعرب الرئيس 'باراك أوباما' عن قناعته بأن السلام مبني على حل الدولتين على حدود عام 1967، مع تبادل أراضي، وكتبت جريدة 'هآرتس 8-12-2013' بأن لهجة 'أوباما' يجب أن تقلق معارضي التسوية، أما وزير الخارجية 'كيري' فيقول: إذا كنا نؤمن ونهتم بأمن إسرائيل ومستقبلها، وبمستقبل الفلسطينيين، علينا أن نؤمن بأن السلام ممكن، لكن هناك أصواتاً أخرى فالوزير السابق، 'دان مريدور' من حزب الليكود، هاجم بشدة زملاءه في الحزب، الذين يعملون على تشريع قانون يغبن حقوق المواطنين العرب داخل إسرائيل، كذلك الموقف من المفاوضات، وأن الأمر الوحيد الذي يهمهم الاستيطان، وضم الأراضي المحتلة، أما المساواة والديمقراطية وحقوق الإنسان فلا وجود لها في تفكيرهم، وهذا إقرار بسياسة التمييز العنصري 'هآرتس 19-11-2013'، ورئيس 'الشاباك' السابق 'يوفال ديسكن'، يهاجم نتنياهو لعدم تجميده الاستيطان، وأن حل القضية الفلسطينية من وجهة نظره أهم من الملف النووي الإيراني، فاستمرار الصراع مع الفلسطينيين أخطر على إسرائيل من الموضوع الإيراني، هذا ما قاله 'ديسكن' في محاضرة له في إحدى المراكز الدراسية في تل-أبيب، ومحافظ بنك إسرائيل 'ستانلي فيشر' قال: إسرائيل لا تبدو ساعية نحو السلام بصورة جدية، وهي منقسمة على نفسها ما بين الاستيطان، والسلام، أما النائب العمالي 'ايتان كابل': فيؤكد لا يوجد حتى الآن مفاوضات أو مسيرة سلام حقيقية'، والكاتب المعروف 'غدعون ليفي'، يدعو لفرض عقوبات على إسرائيل لإجبارها على إنهاء الاحتلال 'هآرتس 2-12-2013' وقال: لا يحق لـ 'نتنياهو' أن ينعى 'مانديلا' وهو يحتل أراضي الشعب الفلسطيني، وينتهج سياسة 'الابرتهايد'.

وخلاصة القول، فإن المفاوضات لا زالت تراوح مكانها، والمماطلة الإسرائيلية مبرمجة لشراء الوقت حتى الانتخابات الأميركية القادمة، وظهور إدارة أميركية جديدة تتبنى المواقف الإسرائيلية بالكامل، فالإدارة الأميركية الحالية، ما بين مصلحتها في إنهاء الصراع، وبين إرضاء إسرائيل ، وهي غير قادرة على إجبار إسرائيل على تحقيق السلام، حيث أن الكونغرس واللوبيات الصهيونية في أميركا، هم حماة إسرائيل والمدافعين عنها، والمتبنين لسياستها، فطريق السلام مغلق، وكان هذا واضحاً حتى قبل استئناف المفاوضات الحالية، ولا يغير من هذا الواقع تمديد المفاوضات لشهر أو أشهر.