المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء حماس 509



Haneen
2014-02-23, 10:06 AM
<tbody>
اقلام وآراء
(509 )




</tbody>

<tbody>
السبت
25/01/2014



</tbody>


<tbody>

مختارات من اعلام حماس



</tbody>


<tbody>


<tbody>
فرّق تحكم
بقلم يوسف رزقة عن الرأي



</tbody>

<tbody>
الأجندات والامتدادات الخارجية
بقلم عصام شاور عن المركز الفلسطيني للاعلام



</tbody>

<tbody>
اعتذار واجب
بقلم يوسف رزقة عن فلسطين الان



</tbody>

<tbody>
هل حان وقت التوقيع على وثيقة عباس – بيلين؟
بقلم حلمي الأسمر عن فلسطين الان



</tbody>

<tbody>
احذروا الجوال.. لا يوجد اتصال آمن
بقلم مصطفى الصواف عن المركز الفلسطيني للاعلام



</tbody>

<tbody>
الحصاد الدبلوماسي لاستراتيجية التفاوض
بقلم نقولا ناصر عن فلسطين اون لاين



</tbody>

<tbody>
قررت أن أهاجم حركة حماس
بقلم فايز أبو شمالة عن المركز الفلسطيني للاعلام



</tbody>

<tbody>
قراءة في فرص نجاح كيري
بقلم حسام الدجني عن الرأي



</tbody>

<tbody>
جيل التحرير
بقلم أسامة العيسوي عن الرأي



</tbody>

<tbody>
خداع الصورة والتصور: حماس وحزب الله (1)
بقلم ساري عرابي عن المركز الفلسطيني للاعلام



</tbody>

















</tbody>


فرّق تحكم
بقلم يوسف رزقة عن الرأي
( التخوين، التخويف، التمزيق ) قواعد عمل متفرعة عن قاعدة استعمارية قديمة تقول: ( فرّق تسد ). ما يجري في البلاد العربية يقوم على تطبيق هذه القاعدة بعد تحوير بسيط يقولك: ( فرق تحكم منفردا). ومن نهر التفريق والتفرد في الحكم يأتي ( التخوين والتخويف والتمزيق ).
لقد نجحت الثورة المضادة في مصر مثلا من تمزيق القوى السياسية والشبابية التي صنعت ثورة يناير، فاتجهت القوى السياسية الى تخوين بعضها بعضا، واتهام بعضها بعضا بالتعاون مع العسكر، ومغادرة الثورة، وخيانة الدماء في محمد محمود، وماسبيرو، والاتحادية وغيرها، وانتهى التمزق والتخوين إلى تدحرج الثورة وقواها السياسية والشبابية إلى حضن العسكر، كما يقول الدكتور عبد الفتاح سيف ، استاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة. وهنا تفرد الجيش بقرار الحكم، واستعاد القمع على نحو غير مسبوق.
من ( التخوين، والتمزق )، جاءت قاعدة التخويف بعد إلصاق تهمة الإرهاب بالإخوان المسلمين، وهم أكبر حركة سياسية ودينية في مصر، ومن هذا الاتهام تولدت عمليات التفجير هنا وهناك، لإلصاقها بالإخوان، لإحداث أكبر قدر من الخوف عند المتظاهرين ،وعند المجتمع بشكل عام.
( القتل، والاعتقال، والسحل، والتفجيرات، والبلطجية، والمبالغة في أحكام القضاء)، هي بعض مفردات التخويف المتداولة يوميا في الساحة المصرية، والمزاد لم ينفض بعد، والمتنافسون يزدادون.
وفي المقابل، كان الأسبوع السابق على ذكرى ثورة يناير، هو أسبوع ( الاعتذارات) المتبادلة بين القوى السياسية والشبابية، يعتذر بعضها للآخر من ناحية، وللشعب من ناحية أخرى ، عن الأخطاء التي وقعت فيها الأطراف في السنوات التي تلت ثورة يناير ، وهي اعتذارات ربما تستهدف جمع الصف لمواجهة حكم العسكر، واستعادة الثورة، وإقامة شراكة حقيقية، وديمقراطية حقيقية.
يبدو أن اعتذار الإخوان وغيرهم فيما يمكن تسميته ( بأسبوع الاعتذارات )، قد أراح القواعد الشعبية والثورية، وأخاف في الوقت نفسه السلطات الحاكمة في مصر الآن. حيث باتت السلطات الحاكمة تخشى من توحد القوى السياسية والشبابية، ومن تحول المظاهرات من السلمية، إلى الثورية استجابة لمطالب الشباب ،ومن ثمة شهدت مصر أمس أكبر وأوسع انتشار أمني وعسكري، منذ ٣/٧/٢٠١٣.
(التخوين والتخويف والتمزيق )، ثالوث انظمة الحكم الفردي لإفساد الدولة والمجتمع معا، ومن ثمة الاحتفاظ بمقعد الحكم بلا تداول. الدول في ظل حكم الفرد تعاني من شلل رباعي، والمجتمع في حالة انقسام عميق ، وخوف، وتخوين، والطرفان يتجهان نحو المجهول، فلا يكاد أحد في سوريا أو مصر كمثال يعرف ماذا سيكون حال الدولة او المجتمع في اليوم التالي ليومنا. ( التخوين والتخويف والتمزيق) ، صناعة عربية بحتة، وليست بضاعة مستوردة، رغم أن أصولها استعمارية. والاعتذارات فكرة جيدة لمواجهة ( فرق تحكم)







قراءة في فرص نجاح كيري
بقلم حسام الدجني عن الرأي
جهود مكثفة يبذلها وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية جون كيري في منطقة الشرق الأوسط سواء في إنجاح مؤتمر جنيف 2 الخاص بالأزمة السورية، أو عملية التسوية بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي وتمرير اتفاق الإطار.
ويبقى التساؤل المطروح اليوم، هل ينجح كيري في جهوده..؟
كي نصل للإجابة لا بد من تفكيك المشهد، ومن ثم إعادة تركيبه، فاللاعبون الرئيسون هم (إسرائيل)، والسلطة الفلسطينية والإدارة الأمريكية، وبعض الفواعل الإقليمية والدولية.
*1-**اللاعب الأول هو (إسرائيل)، وهنا لابد من الوقوف على مرتكزات الموقف الإسرائيلي من بعض القضايا (يهودية الدولة-القدس- اللاجئون- الأرض)، وما هو السقف المسموح أن تلعب به.
فـ(إسرائيل) لن تتنازل عن طرح يهودية الدولة، ولن تجد فرصة أفضل مما هو موجود الآن لتضغط على الجانب الفلسطيني للقبول بذلك، كي تتخلص (إسرائيل) من أكبر تهديد وجودي لها متمثل بالقنبلة الديموغرافية بشقيها اللاجئين وعرب الداخل.
وبخصوص القدس، فـ(إسرائيل) حسمت غربي القدس المحتلة، وهي تفرض وقائع جديدة على الأرض في شرقي القدس المحتلة، حيث نجحت في تغيير التركيبة السكانية في شرقي القدس، إذ بلغت نسبة اليهود 40.7% مقابل 59.3% للعرب في عام 2010، وبذلك قد تقبل (إسرائيل) بأن تخضع شرقي القدس تحت إدارة السلطة الفلسطينية باستثناء منطقة الحوض المقدس، وما تعنيه المنطقة من قداسة للمتدينين اليهود، وبذلك ستكون تلك المنطقة خاضعة للوصاية الدولية.
أما المرتكز الإسرائيلي بخصوص اللاجئين، فهو رفض الإقرار بالمسئولية السياسية والقانونية والأخلاقية لقضية اللاجئين، وترفض حق العودة، وتدعم تصفية هذا الحق من خلال دعم دولي لتوطين اللاجئين في أماكن تواجدهم، مع إمكانية القبول بأعداد محدودة لا تشكل أي خطر على (إسرائيل).
وتبقى الأرض التي تحاول (إسرائيل) ترسيخ وجودها من خلال المستوطنات المنتشرة في الضفة الغربية، وبذلك قد تستخدم (إسرائيل) تلك الكتل البشرية التي ازدادت بالآونة الأخيرة في ظل حالة الأمن والأمان التي توفرها أجهزة أمن السلطة بالضفة الغربية، فـ(إسرائيل) قد ترفض إخلاء المستوطنات الكبرى، وقد تناور في مفاوضاتها ضمن مبدأ تبادل الأراضي بإقناع الجانب الفلسطيني بالقبول بضم منطقة المثلث ذات الكتلة البشرية التي تصل إلى 300000 فلسطيني للدولة الفلسطينية، مقابل إخلاء بعض المستوطنات الكبرى، أو التنازل عن منطقة الأغوار ذات الموقع الجيواستراتيجي المهم.
2-اللاعب الثاني هي السلطة الفلسطينية، وهي اللاعب الأضعف بالمعادلة ولكن رغم أوراق الضعف التي تمتلكها إلا أنها لن تستطيع تجاوز بعض المرتكزات والثوابت، وأهمها:
سقف التنازل عن برنامج الحد الأدنى الذي تتبناه منظمة التحرير، والمتمثل بدولة على حدود الرابع من حزيران/1967م، وعاصمتها "القدس الشرقية"، وعودة اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار 194.
رفض مطلق ليهودية الدولة وضم أي أراضٍ من منطقة المثلث، لما تدركه القيادة الفلسطينية من تداعيات خطيرة على مستقبل القضية.
اللاعب الثالث يتمثل بالإدارة الأمريكية، فهي جادة في تحقيق إنجاز على الأرض يضمن لـ(إسرائيل) مكاناً ودوراً ضمن خارطة الشرق الأوسط الجديد، ونجاحاً لإدارة أوباما، ولشخص جون كيري وطموحاته السياسية، ولكن لن تستطيع الإدارة الأمريكية الانقلاب على ثوابتها تجاه (إسرائيل)، وستجنبها أي ضغوط سياسية، وستتعامل ضمن ازدواجية معايير واضحة المعالم تصب في مصلحة (إسرائيل) وأمنها وبذلك لن تكون وسيطاً نزيهاً.
أما اللاعب الرابع فهم الفاعلون الدوليون التي تتقاطع رؤاهم في إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أياً كان الثمن، وهنا ستمنح الجامعة العربية الشرعية لأي اتفاق يوافق عليه الفلسطينيون.
في ضوء التحليل السابق، نجد أن الفجوة كبيرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفرص تحقيق التسوية ضعيفة للغاية، ولكن ما نخشاه هو غياب المؤسسة الفلسطينية القادرة على تحمل تلك الضغوطات ورفضها ووضع الخيارات والبدائل لمجابهتها، فالقضية الفلسطينية تعيش أخطر مراحلها، ومن هنا ينبغي على الكل الوطني تحمل مسئولياته، والترفع عن كل الخلافات، وإنهاء الانقسام، وتجديد الشرعية للمؤسسات الفلسطينية، فمن الممكن أن يكون الضامن للحقوق والثوابت الفلسطينية، ومدخلاً لرفض أطروحات كيري من قبل الرئيس محمود عباس كونها تعبر عن الخيار الشعبي بالداخل والخارج.





















جيل التحرير
بقلم أسامة العيسوي عن الرأي
بناءً على رغبة إبنتاي وإلحاحهما حضرت حفل اختتام المخيم الشتوي (مهندس المستقبل)، والذي أقامته نقابة المهندسين في مقرها بغزة. وحقيقة كنت سعيداً بهذه المشاركة لعدة أسباب، منها سبب عائلي، وهو تلبية رغبة إبنتاي ومشاركتهما فرحتهما، وخصوصاً أنهما كانتا سعيدتين طوال أيام المخيم.
وسبب خاص فهي مناسبة طيبة لزيارة هذه المؤسسة النقابية والمجتمعية الرائدة، والتي لها مكانة خاصة في القلب. وسبب عام يتعلق بالاحتفال نفسه. فقد جاءت فقرات الاحتفال التي قدمها الأطفال المشاركون بالمخيم لتعبر عن حقيقة الصفات والمبادئ والقيم والأخلاق التي يجب أن نربي عليها جيل المستقبل، أو قل جيل التحرير.
نعم لقد حملت هذه الفقرات بمضامينها ما يجب أن يكون عليه قادة الغد، الذين ندعو الله أن نرى فتح القدس على أيديهم، إن لم يكن قبل ذلك، وهذا ليس على الله ببعيد. فمن عرض مسرحي عن أهمية الالتزام بالصلاة والعبادات، إلى أنشودة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى فقرة عن العلم والهندسة، وما يقدمه المهندسون للمجتمع من أعمال بتخصصاتهم المتعددة، إلى أغنية تراثية عن حب الوطن، وقبلها شعار المخيم الذي ردده المشاركون بمعنوية عالية: بالبناء والتعمير نَوِّر أرضك يا مهندس... أنا المستقبل وكف النور والوجهة بيت المقدس.
نعم الوجهة بيت المقدس، ولن تكون كذلك إلا بجيل تتم تنشأته على الالتزام بتعاليم الدين الحنيف، وحب الوطن والانتماء إليه، وحب العلم والاهتمام به.
فمعركتنا مع الاحتلال معركة عقائدية، لن يقوى على الاستمرار فيها وتحقيق التحرير المنشود إلا من حمل بين أضلاعه شمولية هذا الدين، والذي كان الله غايته ومبتغاه في كل أموره التي يسير بها وفق أحكام هذا الدين ونهج النبي محمد عليه أزكى الصلاة والتسليم. وكم هي معبرة الأنشودة التي رددناها مراراً ومطلعها: فتية الحق أنيبوا وإلى الله استجيبوا... إن بشأن الدين قمنا جاءنا النصر القريب. ولن يدافع عن ثرى هذا الوطن إلا من ترعرع على حبه، واعتبر أن حب الأوطان من الإيمان، فعاش الوطن في داخله، فانتفضت كل جوارحه دفاعاً عنه وبحثاً عن الحرية المنشودة.
ولأن هذه الحرية لا تأتي بالتمني ولا بالعواطف الجياشة، وإنما بالعمل المبني على أسس صحيحة وقوامها العلم، فالاحتلال لا يمكن أن يتمكن من شعب متعلم، وهو إلى الشعب الجاهل أقرب وأكثر تمكناً، وهذا ما سعى إليه المصطفى عليه الصلاة والسلام عندما جعل عتق الأسير من كفار قريش مقابل تعليم عشرة من أبناء المسلمين، وكأنه يقول أن التعليم مساوٍ للحرية، وفي هذا العصر يعتبر العلم أساس كل شيء في المنظومة الحياتية، فما بالك في مقارعة الأعداء، وكما يقول الطيب أردوغان: (إننا نُحيي الإنسان كي تحيا الدولة).
ولأننا شعب يحب الحياة ويعشق الوطن ويعمل جاهداً على تحريره كانت مخيمات الفتوة التي أقامتها وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع وزارة الداخلية والأمن الوطني خطوة من خطوات الإعداد لتحرير فلسطين كما وصفها دولة رئيس الوزراء الأستاذ إسماعيل هنية، بل إن توجيهاته بفتح باب الفتوة للفتيات بدءاً من العام القادم لهي خطوة أيضاً في الطريق الصحيح نحو التحرير، فيقول المولى عز وجل: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض...).
وخلاصة القول أننا بحاجة إلى جيل تربى على الإسلام، والذي وصفه العلامة الدكتور يوسف القرضاوي بأنه الجامع للشتات والمُحيي بعد الموات والهادي بعد الضلالة والمعلم من الجهالة، ونشأ على حب الوطن، حباً يجعله يدافع عنه حتى آخر رمق من حياته، متحصناً بالعلم النافع وبالجسد القوي، فإن توفرت هذه الصفات في جيل فاعلم أنه بإذن الله جيل التحرير.



خداع الصورة والتصور: حماس وحزب الله (1)
بقلم ساري عرابي عن المركز الفلسطيني للاعلام
ثمة علاقة جدلية بين الصورة والتصور، فإذا كانت الصورة من مشكّلات التصور أو من معززاته، فإن التصور يعيد تأويل الصورة في حال خذلانها له، كي تعيد تعزيزه على المستويين الذهني والنفسي الذاتي، وعلى مستوى الدعاية التي تعيد إنتاج نفسها من خلال الصورة مرة أخرى.
المنتج الأهم لهذه العلاقة الجدلية، هو مخاتَلة الدعاية المضلِلة، لكن هذه العلاقة أكثر تركيبا، وتصدر عن عوامل أكثر، من أن تقتصر فقط على كل من الصورة والتصور، فإدراك هذه العلاقة لا يكتمل بمجرد ملاحظتها بين هذين الحدين، فليس المقصود من هذه الملاحظة الموجزة هو الإحاطة بهذه القضية.
دون إفاضة في المقدمات النظرية، يمكن اتخاذ حزب الله نموذجا لهذه العلاقة الجدلية، لا فيما يتصوره هو عن نفسه، وإن كان تصويره الخارجي لنفسه مهما في ملاحظتنا هنا، وإنما فيما يتصوره مؤيدوه وأنصاره والمتكفلون بالدعاية له خارج مجاله الحزبي والطائفي وحتى الجغرافي، وبالضرورة فإن الصورة التي برع حزب الله في تقديمها عن نفسه، هي واحدة من مصادرهم ومشكّلات تصورهم، بالرغم من الثغرات الكثيرة في هذه الصورة بحيث لا تحتاج حصيفا ولا بصيرا لإدراكها لشدة ظهورها.
الصورة التي اهتم حزب الله في اختصار نفسه فيها، هي صورة الحزب المقاوم وحسب، وهذه صورة تستدعي صورة خطيرة كنتيجة لها وهي اختصار المقاومة في حزب الله، فالمقاومة هي حزب الله وحزب الله هو المقاومة، أو بحسب التعبير الصوفي حلت المقاومة في الحزب، وجسد الحزب روح المقاومة، وبهذا فإن كل ما يفعله الحزب مقاومة، وكل تحالفاته مقاومة، وكل خطابه مقاومة، وطالما أن المقاومة فعل نبيل، يرقى في الوجدان العربي المكلوم من الاستعمار إلى رتبة القداسة، فإن حزب الله حزب مقدس، والمقدس لا يُسأل عما يفعل بل هو الذي يسائل، بمعنى أن الحزب هنا ليس كيانًا يمارس فعلاً مقدسًا، بل هو المقدس ذاته.
وبَسَطَ الحزبُ المقاومةَ غطاء على حقيقته الطائفية، فصار التشيع الاثني عشري ذو الطبيعة المغلقة، والإحياء السياسي له من خلال نظرية مذهبية طائفية هي ولاية الفقيه، ميزة للحزب، بدلاً من الدلالة على طائفيته وتحركه حصرا في إطار مصالح هوية ضيقة مغلقة هي الهوية الشيعية الاثني عشرية بطبعتها الخمينية، فالعمامة جرت أيقنتها بقرنها بالكلاشنكوف وتغليفها بكاريزما القائد، حتى صار هذا المعم "سيد الانتصارات والمقاومة"، هكذا بكل الإطلاق الذي تطيقه اللغة! واستُدعيت مظلمة الحسين عليه السلام وبطولته من التراث الشيعي للاستخدام في الخطاب الحزبي المعروض للتداول العام في مقاربة ثورية شعاراتية مثل "هيهات منا الذلة" و"الدم الذي هزم السيف"، وكأن التشيع لدى حزب الله هو عين ثورة الحسين لا أكثر ولا أقل! وبهذا خلقت صورة جديدة مخاتلة، لم تقتصر مفاعيلها على الحزب ولحظته الراهنة، بل تمددت بأثر رجعي إلى الماضي لإعادة تأويل التاريخ الشيعي الاثني عشري كتاريخ ثوري، بالرغم من الحالة السكونية الانتظارية التي غرق فيها هذا النمط من التشيع على وجه التحديد، ويتمدد هذا التأويل بعد أن يتمكن من الذهن كتصور راسخ لقرن الثورة والمقاومة بالتشيع، حتى أمّل الواقعون في فخ هذه المخاتلة على مقاومة شيعية حصرا لإخراج الاحتلال الأمريكي من العراق، وحتى أن المقاومة الفعلية التي أخرجت المحتل الأمريكي لم تحظ بوصف المقاومة هذا لأنها من ناحية لم تكن شيعية ومن ناحية أخرى لم تنل اعتراف حزب الله بها كمقاومة! ويمكن سماع الدوي المرعب للسقوط في قعر هذه المخاتلة و(يساري فلسطيني) يعيد تأويل المشهد العراقي ليجعل من نوري المالكي بطل إخراج القوات الأمريكية من العراق، وقد كان لا بد من إعادة تأويل صورة القادم على الدبابة الأمريكية إلى بطل ينتصر على الولايات المتحدة الأمريكية ويخرجها صاغرة من بلده، حينما جمعت الساحة السورية ذلك القادم على تيك الدبابة مع حزب الله في مناصرة النظام السوري، وحزب الله كما صرح سيده لا يربطه بالأمريكان رابط ولا يجمعه بهم مكان واحد!
وبهذا لم يعد الحزب طائفيا في تصور مناصريه، أو في الصورة المأوّلة للحزب، فالصورة التي أخرجها عن نفسه للتداول العام جنبها المقولة الطائفية إلا ما أعيد تثويره مقرونا بصورة المقاوم، وصارت هذه الصورة هي المرجع الوحيد لفهم الحزب من هذه الناحية، حتى في إطار النشاط المعرفي، فالأكاديمي الذي شكل تصوراته النهائية المقدِّسة عن الحزب لا يذهب إلى ما خلف هذه الصورة، ويصبح أي كشف معرفي يذهب إلى ما خلف الصورة مُتهمًا بالطائفية، بالرغم من أن المعرفة لا تنم عن طائفية إلا حين تحويلها إلى خطاب، وبهذا يصبح النشاط المعرفي الصرف متهما وموصوما بالطائفية حراسة لحمى المقدس الذي حلت فيه روح المقاومة، ويصبح نفي الطائفية عن حزب الله خطابا أيديولوجيا قائما بذاته غايته طمس حتى المعرفة المجردة بكل الاعتساف الممكن، وليس فقط حماية للمقدس من استخدام المعرفة كأداة لخطاب مناوئ!
وإعادة التأويل لهذا التاريخ، لها مفاعيل في إعادة تصوير عموم الأمة التي تضيق بها الهوية الطائفية الشيعية، بحيث يُصَوَرُ هذا العموم في صورة المحافظ والمستكين والخانع، بالرغم من أن الحالة القتالية منذ فجر الدعوة طبعت سلوك هذا التيار العام في ممارسة ثورية تحررية متصلة تمثلت في العمل على إخراج العباد من عبادة العباد، لكن وبدلاً من استعراض التاريخ الجهادي الحافل للتيار العام في الأمة، يكفي القول أن التارخ الحديث والمعاصر افتتح بجهاد هذا التيار لدفع الاستعمار عن بلادنا، من المغرب إلى بلاد الشام، حتى اللحظات القريبة والراهنة في غير مكان في هذا العالم، من أفغانستان والشيشان إلى العراق وفلسطين، حتى رأينا، ولا نزال نرى عيانًا، ذلك الرجل الممسك عنان فرسه في سبيل الله يطير على متنه كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه يبتغي القتل والموت مظانه كما وصفه النبي صلى الله عليه وسلم.
هذا التصور يعاد تدويره بإخراجه على شكل صورة إلى التداول العام، إما تعبيرا عن رأي غافل لأنه سقط أساسا في فخ هذه المخاتلة، أو غطاء على الحقيقة لتسويق ممارسات وأفعال تقبع أسفل هذا التصوير المضلل. والإشكال هنا كبير وأساسي، سواء تعلق الأمر بصاحب الرأي الغافل الذي يبدو معه الإشكال منهجيا لارتكازه عن حسن نية إلى تصور يحجب عن رؤية الأشياء كما هي، أو تعلق بذلك الذي يمارس عن وعي دعايته التضليلية بحجاب الأشياء عن إدراكها كما هي من خلال ترسيخ التصور المضلل في الوعي العام، إذ النتيجة واحدة، وهي إحلال المقاومة في حزب الله، وتقديمه كمجسد مطلق لها، بحيث لا تقتصر الخطورة على عملية التضليل وحسب، بل وفي استخدام هذا المرتكز كأداة سياسية في إسقاط كل من يختلف مع الحزب أو مع اصطفافاته، فالحزب في ذاته صار معيارا وهذه حتمًا تنطوي على إهانة بالغة.
علاقة حماس بهذا النقاش، وأمثلة على هذه الإشكالية في المقالة القادمة بإذن الله.












الأجندات والامتدادات الخارجية
بقلم عصام شاور عن المركز الفلسطيني للاعلام
يتهم الإسلاميون في ديمقراطيتهم، فيقولون بأنها ديمقراطية عود الكبريت؛ لمرة واحدة فقط، أي أنهم يستخدمون الديمقراطية للوصول إلى المناصب ثم يلتصقون بالكراسي بعد إقصاء الآخرين،والحقيقة أن الديمقراطية وأدعياها لا يحتملون وصول الإسلاميين من خلال صناديق الاقتراع، فبمجرد وصول الإسلاميين يتآمر العلمانيون عليهم ويحرقون البلد من اجل إقصائهم وهذا ما حدث في الجزائر قبل عقدين من الزمن وقد تكرر الأمر في مصر وفي غيرها.
اللادينيون يتهمون إخوان فلسطين بالتبعية لإخوان مصر، ويتهمون جماعة الإخوان في مصر بالتبعية لحماس، وهذه تهمة جاهزة يستخدمونها في معظم الدول العربية، والحقيقة أن تنظيم الإخوان العالمي إنما هو تطبيق عملي لاعتصام المسلمين في أنحاء الأرض بحبل الله المتين من أجل إعادة الحكم بما أنزل الله، وهذا لا يعني أن يفضل الفلسطيني مصر على فلسطين أو أن يقدم إخواني بلدا عن موطنه سواء بالأقوال أو بالأفعال، وكما يوجد تنظيمات إسلامية عالمية هناك تنظيمات علمانية ويسارية وشيوعية عالمية، ونحن لا نتهم الشيوعيين في فلسطين بتفضيل موسكو على فلسطين كما أننا لا نتهم الناصريين بالتحيز لمصر ضد فلسطين، مع فارق أن الإخوان يعتصمون بحبل الله أما الملحدون فيعتصمون بحبل الشيطان، هذه هي الحقيقة التي لا يراها من يجعجع ليل نهار مطالبا إخوان فلسطين بالتنصل من إخوان مصر.
الإسلاميون في أنحاء الأرض لديهم أجندة واحدة ومنهج واحد يتقيدون به؛ ليس مستوردا من مصر ولا من فلسطين ولا هو من أمريكا أو من روسيا وإنما هو من كتاب الله عز وجل، فهل هناك أي اعتراض على منهج واحد في فلسطين ومصر أو في كل بلاد العالم إن كان القرآن الكريم هو مصدره؟، ولكن ماذا عن الذين يستمدون أجنداتهم لاعتبارات سياسية ومبادئ أرضية أو أولئك الذين يطبقون أجندات لقاء أموال تودع في حساباتهم في داخل بلادهم وخارجها، هؤلاء عملاء وهم يشعرون ويعلمون.
في الختام نؤكد بأن التيارات الإسلامية هي تيارات وطنية بالمعنى الحقيقي للوطنية، وهي تيارات قومية بالمعنى المحمود للقومية، ولذلك فإننا ننصح أصحاب الوطنية المنتنة أو القومية المقيتة أن يكفوا أيديهم عن الإسلام والمسلمين، وان يتوقفوا عن لعب دور القضاة الفاسدين واتهام الإسلاميين بالتخابر مع أنفسهم أو الاعتصام بحبل ربهم.












قررت أن أهاجم حركة حماس
بقلم فايز أبو شمالة عن المركز الفلسطيني للاعلام
قررت أن أهاجم حركة حماس، لأدرأ عن نفسي النقد، ولأتبرأ من الاتهام بأنني لا أنتقد الحكومة في قطاع غزة، فكتبت مقالاً تحت عنوان "كهرباء وطنية، وبطيخ بلدي" ربطت فيه بين منع استيراد الفواكه الإسرائيلية طوال الفترة الماضية، بحجة حماية المنتج الوطني، وبين قيام مجموعة بتأسيس شركة توليد الكهرباء سنة 1998 بحجة الاستغناء عن الكهرباء الصهيونية، وإنتاج الكهرباء الفلسطينية المستقلة المتحررة.
في الحالة الأولى، حرمت وزارة الزراعة المواطنين في قطاع غزة من شراء الحمضيات الإسرائيلية بأسعار رخيصة، وفرضت على الناس شراء حمضيات قطاع غزة بسعر مضاعف، وهذا ينطبق على أنواع كثيرة من المنتجات الزراعية التي تمنع وزارة الزراعة دخولها لقطاع غزة، طالما تواجد في الأسواق منتج وطني مثل البطيخ والشمام والبرتقال، وقد ذهب بعض المنتقدين إلى حد اتهام حكومة حماس بالتواطؤ مع الشركات والجمعيات التابعة لحركة حماس، والتي تقوم بزراعة الحمضيات في المحررات.
أما في الحالة الثانية، فقد حرمت سلطة الطاقة التابعة للسلطة الفلسطينية المواطنين في قطاع غزة من التمتع بالكهرباء الإسرائيلية التي يصل سعر الكيلو وات إلى 6 أغورات، وفرضت عليهم شراء الكهرباء الوطنية التي يصل سعر الكيلو وات إلى 1.7 أغورات في حالة عدم توفر وقود مدعوم لمحطة التوليد، ويصل سعر الكيلو وات إلى 9 أغورات في حالة دعم الوقود.
فما هذه الوطنية التي تكلف المواطن أن يدفع مالاً مقابل المنتج الوطني أكثر بكثير من المنتج الصهيوني؟ وأي وطنية هذه التي تبتز المواطن بالمنتج الوطني الذي لا يضاهي المستورد؟.
لم أنشر المقال السابق، وذلك يرجع إلى لقاء ضمني مع وزير الزراعة وبعض المسؤولين في الوزارة عن التخطيط والاستيراد، حيث قاموا بتوضيح الأسباب التي تجعلهم يقررون عدم دخول الفواكه إلى قطاع غزة، ومنها.
1- وجود 48 ألف عائلة فلسطينية في قطاع غزة، تعتمد في عيشها على المنتجات الزراعية، لذلك يتوجب حماية هذه الأسر من المنتجات الإسرائيلية المدعومة من الحكومة، والمدعومة من الجمعيات والمؤسسات الصهيونية.
2- منع استيراد الفواكه الصهيونية محكوم بفترة زمنية محددة، تسمح بتسويق المنتج المحلي، وبعد ذلك نفتح باب الاستيراد كما هو حاصل الآن.
3- في حالة منع استيراد الحمضيات، كان الباب مفتوحاً لاستيراد الموز والتفاح والرمان الذي لا ينتج في قطاع غزة، وفي ذلك تعويض للمواطن.
4- نجحنا في تطوير زراعة البطيخ المحلي من خلال منع استيراد البطيخ الإسرائيلي، وقد ازدادت مساحة الأراضي المزروعة بالبطيخ والشمام، حتى صار لدينا فائض عن حاجة المواطنين في قطاع غزة.
5- والأهم من كل ما سبق هو الإحساس بالكرامة من خلال منع دخول المنتج الإسرائيلي من الفواكه، والاستعاضة عنه بالمنتج الوطني، لقد اعتمدنا على الذات، ولم نبق تحت رحمة الإسرائيليين في كل شئون حياتنا.
هذه بعض الأسباب، ولكن لدى وزارة الزراعة إحصائيات وأرقام تؤكد أن سياسة منع دخول الفواكه في كل أوقات السنة قد وفرت على الخزينة الفلسطينية مبالغ مالية كبيرة.



احذروا الجوال.. لا يوجد اتصال آمن
بقلم مصطفى الصواف عن المركز الفلسطيني للاعلام
عاد الاحتلال الصهيوني لسياسته القديمة الحديثة وهي سياسة الاغتيال والتصفية الجسدية، وهذا واضحا في اغتيال الشهيد سعد قبل عدة أيام واغتياله فجر أمس للشهيدين في بيت حانون من آل الزعانين، الشاهد أن علينا أن نضع في حساباتنا أن هذه الطريقة سيعتمدها العدو في الفترة القادمة قبل تنفيذ أي عدوان على القطاع ، وعليه علينا أن نأخذ الحيطة والحذر وأن يتوقف كل المجاهدين عن استخدام الجوال خلال قيامهم بالمهام الجهادية بل أن يتركوا مع اشتداد الأزمة وارتفاع وتيرة التهديدات الحديث عبر الجوال وإن كان هناك ضرورة يجب أن تكون بقدرها وتتضمن كلاما عموميا لثوان معدودة وإن كان هناك إمكانية للتخلص من الجوال بعيدا عن الأخ المجاهد فهذا أفضل من الاحتفاظ به، لأن غالبية عمليات الاغتيال تبين أن العميل هو جهاز الجوال إلى جانب عملاء الأرض، فالحذر الحذر حتى نفشل على العدو مخططاته وأن نواجه التخطيط بالتخطيط المحبط للهدف الذي يخطط له العدو.
الاستهتار مسألة خطيرة فلست وحدك من في الميدان فهناك من يتربص بك وينتهز الفرصة لقنصك من خلال ترصدك عبر مكالمتك الهاتفية فلا يوجد اتصال آمن ولا يوجد وقت من الزمن آمن لا في الليل ولا في النهار ولا يوجد أيضا مكان آمن للاتصال منه، ففي ظل التطور التكنولوجي والتقنية الحديثة للتنصت والتجسس عبر الاتصالات عالية جدا لذلك لابد من اتباع أساليب تعقد المسألة بالنسبة للعدو وتوفير بيئة آمنة للمجاهد والمقاوم رغم إيماننا العميق بأن الأعمار بيد الله ورغبتنا الأكيدة في طلب الشهادة والسعي إليها وأن الاستهتار هو باب من أبواب التهلكة يجب أن نتجنبها ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.
الوضع الأمني خطير وعدونا من خلال عمليات التصفية والاغتيال يريد أن يوصل رسالة اطمئنان لجبهته الداخلية بأنه لازال يحتفظ بقوة الردع التي تجبر المقاومة عن وقف التصدي لعدوانه المستمر بحق أبناء شعبنا، وفي نفس الوقت هو يريد أن يؤكد نظرية أن من حقه أن يفعل ما يريد تجاه قطاع غزة دون أن يكون للمقاومة رد على عدوانه المتكرر وفق القاعدة التي أقرتها المقاومة في نهاية عدوان 2012 معركة حجارة السجيل أن الهدوء يقابله هدوء وأن أي توغل أو عدوان سيقابل برد من قبل المقاومة.
الاحتياطات الأمنية ليست ضعفا بل هي حنكة أمنية تستخدم لقطع الطريق على العدو ولتفادي أي خسائر بشرية أو مادية واتباع الإرشادات الأمنية سواء في الاتصال او عن طريق التحرك على الأرض أو خلال التجهيز في مكان العمل الجهادي هي ضرورية ومطلوبة اليوم أكثر من أي وقت مضى، لذلك أصبحت واجبا شرعيا ووطنيا وهي في نفس الوقت عمل مقاوم لا يقل عن أي عمل آخر.
نحن شعب رأس مالنا هو بشري وإعداد المجاهد والمقاوم يكلف شعبنا ومقاومتنا الكثير من الجهد والمال والحفاظ على هذا الكادر من أهم الأولويات لدى الجميع فلا تفجعونا ولا تفجعوا شعبنا وحافظوا على أنفسكم ولا تكونوا صيدا سهلا للعدو.
نرجو من الله السلامة للجميع، والرحمة للشهداء، والشفاء العاجل للجرحى، والأمن والأمان لشعبنا، وندعو الله أن يجعل تدمير العدو في تدبيره، ولا تنسوا الدعاء ثم الدعاء ثم الدعاء.





هل حان وقت التوقيع على وثيقة عباس – بيلين؟
بقلم حلمي الأسمر عن فلسطين الان
يبدو أن خطة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للتسوية السياسية لقضية فلسطين مجرد طبعة منقحة عما يسمى «وثيقة عباس – بيلين» الشهيرة، وهي الوثيقة التي كانت نتيجة الاجتماعات التي عقدت على فترات متلاحقة استغرقت أكثر من عام ونصف، أجرت خلالها الطواقم المختلفة من الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني أكثر من عشرين اجتماعاً سرياً في كل من القدس وقبرص وأمستردام وأوسلو ولندن وأثينا وباريس؛ وقد نجح الجانبان في الحفاظ على سرية هذه اللقاءات بتبديل الوجوه وتناوبها باستمرار.
ومن أهم الجلسات التي تمت فيها بلورة بنود الوثيقة، تلك التي عقدت يومي13و14 مايو1995م في مقر المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (IFRI) في باريس بحضور مراقبين عن وزارة الخارجية الفرنسية.
تم إنجاز الوثيقة في الأسبوع الأخير من شهر تشرين الأول/ أكتوبر1995م، وقد أكد ذلك وزير الخارجية السويدي الأسبق المستر سـتين أندرسون في مقابلة إذاعية مع راديو الجيش الإسرائيلي أذيعت يوم 15تشرين الثاني/نوفمبر1995م قال فيها: «..إن مفاوضات سرّية مكثفة قد جرت بين متفاوضين إسرائيليين وآخرين فلسطينيين على مدى أكثر من عام في عدد من العواصم الأوروبية، أدت إلى التوصل إلى اتفاق مبادئ حظي بمباركة القيادتين، وإن تلك المفاوضات قد تُوّجت بصياغة وثيقـة تتضمن المبادئ الأساسية للحل النهائي بعلم كل من السيد ياسر عرفات وإسحق رابين الذي كان يريد الإعلان عنها قبل أسابيع قليلة من موعد الانتخابات الإسرائيلية لتكـون أساساً لبرنامجه الانتخابي في حزيران/يونيو 1996م»؛ غير أن الرصاصات التي عاجلته عند اغتياله الذي وقع بعد اثنـي عشـر يوماً فقط من تاريخ إنجاز الوثيقة (5/11/1995م) أدى إلى إبقاء ملفها السـرّي مغلقاً، إلى أن تسلّمه خلفه شـيمون بيريز الذي آثر الاحتفاظ بسرية الوثيقة وعدم الكشف عنها في حينه لأسباب انتخابية.
إلا أن جريدة هاآرتس الإسرائيلية، تلقت برقية من مراسلها في أثيـنا أماطت اللثام عن اللقاءات السرية المثيرة التي اقتـفى آثارها بمتابعة حثيثة بالغة التعقيد، أدت إلى الكشف عن هوية المتفاوضين وما توصـلوا إليه في الوثيقة المذكورة. وقد نشرت الصحيفة قنبلتها الإعلامية تلك في عددها الصادر يوم 23/2/1996م، واقتطفت من الوثيقة فقرة هامة تتحدث عن (إقامة دولة فلسطينية منزوعة السـلاح لها وضع الفاتيكان)، مضيفة عنصراً انتخابياً مثيراً في الحملة الدعائية الانتخابية المثيرة التي كانت محتدمة في إسرائيل آنذاك.
وكان هذا الخبر المثير الذي نشرته هـآرتـس لأول مرة عن الوثيقة المذكورة، أول خيط ضوء يميط اللثـام عن الوثيقـة اللغـز، أعقبتها مقابلة نشرتها مجلة الإكسبريس الفرنسية يوم 8/5/1996م مع رون بونـداك أحد المشاركين في صياغة الوثيقة، ألمح فيها بشكل موارب عن صحة الوثيقة بقوله:»..نعم..يوجد شيء من هـذا القبيل..»
ثم تلا ذلك تصريح ليوسـي بيليـن نشرته كل الصحف العبرية يوم31/7/1996م وآخر يوم29/11/1996م أقر فيهما بصحة تلك الوثيقـة(غير الموقعة) وبصحة الاتصالات التي شارك فيها عدة أكاديميين من الطرفين، وأفصح فيهما عن معظم البنود التي تضمنتها الوثيقة التي وضعت لتكون «مرجعاً للمفاوضين السياسيين لمرحلة الحل النهائي» كما أطلق عليها.
ثم تبع ذلك أيضاً تصريح أكثر وضوحاً أدلى به يائيـر هيرشفيلد المشارك الإسرائيلي في الاجتماعات المغلقة وفي صياغة الوثيقة، نشرته له صحيفة «تكـوداه» الإسرائيلية في عددها الصادر يوم7/8/1996م كشف فيها النقاب عن أهم بنودها، وأكد على ما ورد على لساني يوسي بيلين ورون بونداك.
وقد ذيلت الوثيقة بالملاحظة التالية: اتفق الجانبان على تعليق التوقيع على هذه الوثيقة والتصديق عليها وعلى ملحقاتها إلى حين الانتهاء من مفاوضات الحل النهائي حول التفاصيل الدقيقة!
ويبدو أن وقت التوقيع على هذه الوثيقة قد حان، ويمكن الرجوع إلى نصها المسرب كي نعرف تفاصيل خطة كيري بالتفاصيل!
اعتذار واجب
بقلم يوسف رزقة عن فلسطين الان
(يجب تغيير وظيفة السلطة إلى سلطة مقاومة، بدلاً من سلطة خدمات). هذا بعض ما جاء في كلمة محمد اشتية، الرجل الثاني بعد صائب عريقات في المفاوضات الأخيرة. ما قاله محمد اشتية كان في سياق كلمة له أمام مؤتمر ( فلسطين والقانون الدولي)، المنعقد في أريحا. ومما ورد في هذه الكلمة إضافة إلى ما تقدم:
١- في ٢٩ أبريل نيسان سيتم إغلاق ملف المفاوضات. ولن يتم تمديدها ولو ليوم واحد.
٢- عند الفشل سنقول وداعاً لحل الدولتين. ونتجه نحو خيار الدولة الواحدة.
٣- لا اتفاق أفضل ألف مرة من اتفاق هزيل.
٤- خطورة جولات ( جون كيري) هي إيجاد مرجعية جديدة للمفاوضات بديلة عن القانون الدولي، والشرعية الدولية. وهذا أخطر ما نتعرض له.
٥- السلطة عند تأسيسها كانت تخدم ( الشعب الفلسطيني - والمجتمع الدولي- وإسرائيل )، واليوم أصبحت تخدم ذات الأطراف ، ولكن بطريقة معكوسة، وهي ( إسرائيل - والمجتمع الدولي - والشعب الفلسطيني ) وعلينا طرح سؤال استراتيجي: إلى متى سيستمر هذا الأمر؟!
ما قاله اشتية في النقاط الخمس السالفة ، كلام في غاية الأهمية والإيجاز، وهو بعض ما قالته حماس وفصائل المقاومة الأخرى، لذا يمكن القول بأن ثمة تحولاً دراماتيكياً طرأ على قراءة محمد اشتية وفكره، وهو تحول ينبع من يأس من مشروع المفاوضات، لرجل خاض غمارها عن قناعة بها، وهي حالة من التحول ربما لا تقف عنده شخصياً، طالما أنه تحدث فيها في الإعلام. والمستغرب في هذا التحول أنه يدعو إلى سلطة مقاومة؟! وهو ما تدعو له حماس والفصائل الأخرى عينه ، لا سيما من رجل يعيش في الضفة الغربية حيث قمع المقاومة على أشده؟!
ومما ورد في كلمته النابعة من الإحساس بالمأزق المؤلم طرحه للبدائل ، ومنها:
١- يجب أن نصحح الخطأ الذي وقعت فيه القيادة بعدم الذهاب مباشرة إلى المؤسسات الدولية بعد التصويت في الأمم المتحدة.
٢- تدويل القضية ، حتى لا تكون مسألة إنهاء الاحتلال قضية تفاوضية. وطالب بمؤتمر جنيف فلسطيني.
٣- عقد المجلس الوطني ليكون مرجعية في حال انهيار السلطة بعد تآكل منظمة التحرير ؟!!
إن اعتذار محمد اشتية عن خطأ السلطة في ملف المفاوضات ، لا يكفي أن يصدر عن ( اشتية) في كلمة في مؤتمر، بل الشعب في حاجة لاعتذار رسمي من قيادة السلطة، لتكون بداية لتوحيد الصف الوطني على خيار بديل، وتحويل السلطة إلى سلطة مقاومة. حتى ولو ذهبنا إلى خيار السلطة. المهم أن يحدث الاعتذار ، أو الاعتراف بخطأ الاجتهاد.






الحصاد الدبلوماسي لاستراتيجية التفاوض
بقلم نقولا ناصر عن فلسطين اون لاين
لقد كان رئيس وزراء كندا ستيفن هاربر خلال زيارته الأخيرة لدولة الاحتلال الاسرائيلي إسرائيليا أكثر من الإسرائيليين، ومن المؤكد أن بضع عشرات ملايين الدولارات التي تقدمها بلاده كمساعدة للسلطة الفلسطينية في رام الله ليست ثمنا كافيا للصمت الفلسطيني الرسمي على التصريحات العنصرية والاستفزازية والمهينة للشعب الفلسطيني التي أطلقها خلال زيارته ولا على انحيازها السافر لدولة الاحتلال منذ تولي مقاليد الحكم فيها، وهي تصريحات وهو انحياز جديران بإغلاق كل الأبواب الفلسطينية في وجهه.
لكن استقبال الرئيس محمود عباس له كان مناسبة تذكر من ناحية بالإرث الكارثي الذي تركته الاتفاقيات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وبين دولة الاحتلال على المكانة الدولية للقضية الفلسطينية ولممثلها "الشرعي والوحيد"، وتذكر من ناحية ثانية بالعلاقات الدولية الاستراتيجية التي جنتها دولة الاحتلال من توقيع تلك الاتفاقيات، وتذكر من ناحية ثالثة بقول الشاعر: "من يهن يسهل الهوان عليه"!
إن إعلان السنة الحالية 2014 عاما لتضامن الأمم المتحدة مع الشعب الفلسطيني، وتأييد 138 دولة لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 67/19 بمنح فلسطين صفة دولة غير عضو فيها في 29/11/2012 إنما هي حقائق لا يمكن إغفالها أو عدم تقدير الشعب الفلسطيني لها ولأصحابها.
لكنها حقائق ترسم صورة زاهية للتضامن الدولي مع فلسطين تخفي الفشل الدبلوماسي الذريع الذي تمخض عن استراتيجية التفاوض التي يلتزم بها مفاوض المنظمة منذ انعقاد مؤتمر مدريد عام 1991.
فهذه الاستراتيجية لم تسقط المقاومة الوطنية لدولة الاحتلال فحسب، ولم تسقط المقاطعة الاقتصادية والدبلوماسية العربية لها فقط، بل أسقطت المقاطعة الدبلوماسية والسياسية الدولية لها كذلك، ليبلغ عدد الدول التي تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع دولة الاحتلال الآن (157) دولة، منها دولتان عربيتان هما الأردن ومصر.
والممثل "الشرعي والوحيد" لعرب فلسطين لم يعد يخيّر دول العالم بين علاقاتها مع ستة ملايين "إسرائيلي" وبين علاقاتها مع مليار ونصف المليار مسلم وعربي، ولم يعد موقف هذه الدول من دولة الاحتلال هو الذي يحدد علاقاتها مع فلسطين والدول العربية، بعد أن أعفاها مفاوض المنظمة من خيار صعب كهذا.
والملاحظ أن الصين والهند مثلا لم تقيما علاقات دبلوماسية مع دولة الاحتلال إلا عام 1992، أي في السنة التالية لمؤتمر مدريد، ومثلهما فعلت الجمهورية السوفياتية السابقة كازاخستان، لتلحق بها عام ألفين دولة صديقة للشعب الفلسطيني مثل سريلانكا، على سبيل المثال.
لكن الاحتفال السنوي ب"استقلال إسرائيل" في فنوم بنه، عاصمة فيتنام، التي كانت ثورتها منارة يهتدي بها ثوار فلسطين من أجل التحرر والحرية وتقرير المصير، قد يكون هو المثال الأبرز على الحصاد الدبلوماسي المر لاستراتيجية التفاوض الفلسطينية.
فهل يعود مستغربا أن تتبجح بعد ذلك سفيرة دولة الاحتلال السابقة في تايلاند يائيل روبنشتاين بالقول إن "إسرائيل جزء من آسيا. نحن ننتمي إلى آسيا وننظر إلى آسيا كبيتنا" (فنوم بنه بوست في 3/7/2009)؟!
لقد حققت دولة الاحتلال من توقيع تلك الاتفاقيات إنجازين استراتيجيين، الأول استعمارها الاستيطاني الذي حظي وما زال بتغطية إعلامية واسعة، لكن الإنجاز الدبلوماسي الذي حققته بفتح أبواب القارتين الإفريقية والآسيوية على مصاريعها أمامها ما زال مغيبا عن وعي الرأي العام بالرغم من كونه أبعد وأعمق أثرا في دعم الاحتلال ودولته واستيطانه.
فعلى سبيل المثال، لقد أصبح حجم التبادل الاقتصادي والدفاعي بين دولة الاحتلال وبين الهند والصين وغيرهما من الدول الاسيوية يعود عليها بدعم مالي يكاد يعادل ما يقدمه لها راعيها الاستراتيجي الأميركي.
ففي العشرين من الشهر الجاري، ذكرت دائرة الإحصاء المركزية في دولة الاحتلال أن صادراتها إلى آسيا ارتفعت بمعدل (21%) من إجمالي صادراتها عام 2013 الماضي، أي أقل بواحد في المائة فقط من صادراتها إلى الولايات المتحدة.
وفي سنة 2012 السابقة أصبحت الصين ثاني أكبر سوق أجنبي لدولة الاحتلال بعد الولايات المتحدة، وخلال النصف الأول من العام الماضي بلغ حجم التبادل التجاري الصيني مع دولة الاحتلال (10) بلايين دولار أميركي.
والعلاقات الهندية مع دولة الاحتلال اليوم "تشجع تعاونهما الاستراتيجي" كما كتب خلال الشهر الحالي د. يتسحاق جيربيرج الدبلوماسي السابق والأستاذ بجامعة حيفا في مجلة "دبلوماسي & فورين أفيرز" الهندية، التي تقرؤها النخبة الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية في الهند.
فالهند اليوم هي أكبر مشتر للأسلحة من دولة الاحتلال، وأكبر شريك عسكري لها، وأكبر شريك اقتصادي لها في آسيا بعد روسيا، وهذه "الشراكة" لا بد لها إن عاجلا او آجلا أن تحيّد، أو في الأقل أن تنعكس سلبا على استمرار دعمها السياسي الرسمي والشعبي الثابت للشعب الفلسطيني.
لقد وصف القرن التاسع عشر بالقرن البريطاني الذي هيمنت فيه الامبراطورية التي لم تكن تغيب الشمس عن مستعمراتها، ووصف القرن العشرين بالقرن الأميركي الذي هيمنت فيه امبريالية الولايات المتحدة، واليوم يوصف القرن الحادي والعشرين بالقرن الآسيوي أو بالقرن الصيني كونه يشهد صعود الصين والهند وروسيا كأقطاب عالمية في صنع القرار الدولي.
وفي القرون الثلاثة نجحت الحركة الصهيونية ثم دولتها في التعلق الطفيلي بأذيال القوى العظمى التي هيمنت عليها وسخرتها لخدمة مشروعها الاستعماري الاستيطاني في مركز الفصل بين مشرق الوطن العربي وبين مغربه، وكل الحقائق الراهنة تشير إلى أنها تكاد أن تكرر في "القرن الآسيوي" ما فعلته في سابقيه.
فهي تكاد أن تنجح في ذلك بمساعدة حيوية من استراتيجية التفاوض الفلسطينية، لتتحول "حقائق" التضامن الدولي المشار إليها إلى مجرد مظاهر لفظية للتضامن لا ترقى أبدا إلى علاقات دولة الاحتلال المتنامية بتسارع لن يمضي وقت طويل قبل أن تتحول إلى علاقات استراتيجية مع قوى عظمى صاعدة في آسيا، بخاصة الهند والصين.
وقد كانت مفارقة ذات دلالة حقا أن يعلن الرئيس عباس في جنوب إفريقيا خلال مشاركته مؤخرا في جنازة الزعيم الراحل نلسون مانديلا انه "لا نطلب من أحد مقاطعة إسرائيل" لأنه "لدينا اعتراف متبادل معها"في ذات الوقت تقريبا الذي دعت فيه "جمعية الدراسات الأميركية"، وهي الأقدم والأكبر في بلادها، إلى مقاطعة الجامعات ومراكز الأبحاث في دولة الاحتلال.
لقد كانت القارة الآسيوية حاضنة وداعمة تقليدية لفلسطين وشعبها وثورته المعاصرة قبل أن يعطيها مفاوض المنظمة ضوءا أخضر فلسطينيا يعفيها من موقف يمكن أن تكون فيه فلسطينية أكثر من "الممثل الشرعي والوحيد" للفلسطينيين في علاقاتها مع دولة الاحتلال، أو متضامنة أكثر من العرب مع أشقائهم في فلسطين.
ومفاوض المنظمة يفاوض اليوم وهو مجرد من سلاح المقاومة باختياره، وارتهانه للمظلة العربية لمفاوضاته قد حول هذه المظلة إلى سلاح للضغط عليه لا على دولة الاحتلال وداعميها، وبالرغم من رهانه على "تضامن " المجتمع الدولي، فإن إسقاطه لسلاح "المقاطعة" الدولية لدولة الاحتلال جرده من هذا السلاح كذلك.