المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاخوان المسلمين 32



Haneen
2012-10-24, 08:14 AM
الاخوان المسلمين{nl}32{nl} في هذا الملف : {nl}• الإخوان المسلمون {nl}أنور السادات جريدة الجمهورية 19 سبتمبر 1954{nl}• لأول مرة بعد الثورة.. التنظيم الدولى للإخوان يعقد اجتماعاً مغلقاً بالسعودية بحضور القيادات العالمية.. صابر أبو الفتوح: المرشد ونائبه يشاركون بحضور الكتاتنى وفهمى.. والاجتماع مؤتمر عام لتوحيد الأهداف{nl}اليوم السابع {nl}• سياسيون: الخاسر الأكبر من نزول الجماعة إلى الميدان هو الإخوان{nl}التحرير – الأحد، 14 أكتوبر 2012{nl}• معركة باراشوتات الإخوان{nl}التحرير – الخميس، 18 أكتوبر 2012{nl}• مستقبل غامض بعد خسارة «المعركة الأخيرة» داخل «الإخوان» فوز «الكتاتنى» كرّس سيطرة المحافظين على الجماعة وأكمل مسلسل إقصاء منافسه.. وتساؤلات حول أسباب غياب أكثر من 300 عن المؤتمر العام{nl}اليوم السابع – الأحد، 21 أكتوبر 2012{nl}الإخوان المسلمون {nl}أنور السادات {nl}جريدة الجمهورية 19 سبتمبر 1954{nl}1-الإخوان يعملون بوجهين فكيف نثق فى صدق نواياهم؟{nl}بعد أن مدت لهم الثورة يدها -بحسن نية- وأخرجتهم من السجون ونفخت فيهم كانت -أى الثورة- تأمل أن يبدأ الإخوان فى تحقيق أهداف الدين لا أهداف تجار الدين، وفى تحقيق أهداف الدين الحقيقية خدمة كبرى للثورة.. أى للشعب.. لكن الهضيبى وأعوانه -وهم من ذوى الأطماع- استغلوا حسن النية هذا من الثورة، فبدؤوا يعملون بوجهين.{nl}فأمام رجال الانقلاب يظهرون بمظهر الصديق العامل على معاونتهم لبلوغ كل الأهداف.. هذا أحد الوجهين!{nl}والوجه الثانى للهضيبى وأعوانه هو أنهم بدؤوا يتجهون إلى العمل -السرى- وأين؟ بين صفوف القوات المسلحة.. بين الضباط وصف الضباط! فعملوا على تكوين خلايا سرية تخضع لتوجيهات الهضيبى وأعوانه.. وكان الهضيبى يخدع هؤلاء الضباط وجنود الصف بالأمانى العريضة، فكان يقول لهم مثلا: إن له نفوذا على الثورة وإنه سوف ينجح فى القضاء عليهم، ثم بعد ذلك يمكن أن توزع الأسلاب!{nl}وهكذا كان الهضيبى -يتعاون مع الثورة- وهكذا كان الإخوان يثبتون أقدام رجال الانقلاب.. وهكذا كان دورهم فى الثورة!{nl}بل لقد اتجه الهضيبى، صاحب الوجهين، إلى رجال البوليس.. فبدأ أيضا يمنيهم ويضللهم، ويكون من بينهم خلايا سرية استعدادا للقضاء على الثورة، كما كان يرجو ويحلم.. حتى تتحقق أهدافه التى جرفها الطوفان بعد إسقاط النظام الملكى.. هذا خلاف اتصالاته بالإنجليز ليمهد الطريق للانقلاب الذى يحلم به.. فأبدى استعداده للإنجليز بالاتفاق معهم وبعقد معاهدة سرية لا يعلم بها الشعب عندما يقفز إلى مقعد الحكم! وعرفت حكومة الثورة كل هذا فلم تقدم على إجراء عنيف لوقف هذا النشاط المدمر، فبدأت الحكومة تنصح وتنذر المرة تلو المرة، ربما ارتد هؤلاء المتآمرون عن غيهم فيعودوا إلى الجحور، لكن سياسة العمل بالوجهين استمرت وعين الثورة لا تنام.. وكان لا بد لكى لا تتعرض البلاد لنكسة تعصف بمستقبل هذا الشعب أن تأخذ الثورة هؤلاء المتآمرين بالشدة، خصوصا بعد أن بدؤوا يكونون تنظيمات سرية مسلحة!{nl}والثورة قد أعلنت أنها ما قامت إلا لكى تمهد الطريق أمام الشعب، فتقوم حياة ديمقراطية نيابية سليمة لا مثل تلك التى كانت قائمة فى الماضى، وكان الشعب فى كنفها ضائعا لا يملك من أمر نفسه شيئا.. ولما كان وجود تنظيمات سرية مسلحة تخضع لإحدى الهيئات ما يتنافى مع الحياة الديمقراطية النيابية التى تستهدفها الثورة، وتعمل على أن يعيش الشعب فى كنفها.. ولما كان من بين نشاط تلك التنظيمات السرية المسلحة إشاعة الإرهاب فى البلاد وأعمال التدمير والطعن من الخلف.. وبهذا تكون الثورة كأن لم تكن، وتكون قد خضعت البلاد من النظام الملكى ومن فاروق لتسلمها لقمة سائغة لصنيعة الهضيبى.{nl}فقد كان إذن من الضرورى -بل من المحتم- أن توقف الثورة هذا النشاط السرى المسلح، وتعيد الفئران إلى جحورها.. فكان أن اعتقل المرشد العام وأعوانه، لما شاءت الظروف الطارئة أن يعلن رجال الثورة فى مارس الماضى تنظيمهم عن المسؤولية، ولا أريد أن أناقش هنا تلك الظروف.. فموضوع اليوم خاص بالهضيبى وأعوانه..{nl}أقول: شاءت الظروف أن يعلن رجال الثورة تخليهم عن المسؤولية، وصدرت قرارات 25 مارس بعودة الأحزاب وإنهاء الثورة، وجاء الأستاذ فؤاد جلال للرئيس عبد الناصر ليتوسط للإخوان، فرجاه أن يقابل الدكتور عبد القادر سرور، أحد أعضاء جماعة الإخوان، وفعلا تمت المقابلة فى اليوم نفسه الذى صدرت فيه قرارات الثورة.{nl}وهذه هى حقيقة المسألة أسردها لكى لا يتوهم أحد ممن قرؤوا خطاب الهضيبى السرى أن ما رواه الإمام الكبير له قلل من الحقيقة..{nl}تحدث الدكتور عبد القادر سرور مع الرئيس جمال عن الموقف الذى كانت تقفه البلاد.. وقال للرئيس جمال: إن الأحزاب تستعد لمعركة الجمعية التأسيسية، وليس من الخير أن تدخل تلك الأحزاب المعركة دون الإخوان، وطلب عبد القادر من الرئيس جمال أن يضرب صفحا عن الماضى، وما همنا أن قررنا أن تقوم الجمعية التأسيسية فى 23 يوليو، فمن الخير أن يطبق على الإخوان ما سوف يسرى على جميع الأحزاب، فيخرج من اعتقل منهم ليمارسوا نشاطهم، ووافق جمال عبد الناصر وقال له بالحرف الواحد:{nl}سوف أصدر أمرا اليوم بإخراج الإخوان وإعادتهم، فنحن اليوم وقد انسحبنا من الميدان وحملنا المسؤولية للأحزاب لا أجد أمامى سببا لاستمرار اعتقالهم، وهنا طلب عبد القادر سرور الآتى:{nl}- الإفراج عن ضباط الجيش من الإخوان المتهمين بتكوين تنظيمات سرية.{nl}- أن تتم الثورة جميلها فتصدر بيانا تنفى فيه التهم التى وجهت للإخوان.{nl}ورفض الرئيس جمال هذه الطلبات، وبعد ذلك توجه فؤاد جلال وعبد القادر سرور مع أحد الضباط إلى المعتقل، ثم عادوا بعد ظهر 25 مارس، وقالوا: إنهم قابلوا المرشد العام، وأنه الآن بعد صدور قرارات 25 مارس يريد أن يخرج مع زملائه من المعتقل، حتى لا تفوتهم الفرصة المعطاة للأحزاب.{nl}وصدر الأمر بالإفراج عن جميع المعتقلين من الإخوان وغيرهم، وهذه هى الحقيقة، أما ما يقوله الهضيبى من أن رجال الانقلاب بعثوا إليه قبل الإفراج عنه من أنهم يأسفون أنهم يطلبون نسيان الماضى والتعاون.. إلخ.{nl}فهذا هو الكذب مجسما، فإن رجال الثورة كانوا قد قرروا الانسحاب نهائيا من ميدان السياسة، فلما يأسفون، ولماذا يتعاونون مع غيرهم؟! لقد قال الرئيس جمال عندما طلب منه فؤاد جلال وعبد القادر سرور زيارة الهضيبى فى بيته.{nl}إننى أقبل هذه الزيارة بكل سرور، لسبب واحد، وهو أننا أعلنا اعتزال السياسة والعودة إلى ثكناتنا، وفى هذه الحالة لن يقول قائل: إنى أذهب إلى الهضيبى طالبا معونته أو تأييده.. وأعتبر أن زيارتى له من باب تصفية الأعمال! وكان ما كان وثار الشعب على قرارات 25 مارس أو بعبارة أصح ثارت طبقات الشعب التى شعرت بأن مصالحها بعد اعتزال رجال الثورة السياسة أصبحت مهددة، وأن كل ما كانوا يفعلون فيه من أفعال تحقق تلك المصالح أصبح بعد تلك القرارات حلما مثلما كان يحلم فاروق، وألغيت قرارات 25 مارس على ضوء هذه الحقيقة وبناء على إرادة الشعب، وكان الإخوان قد استفادوا -طبعا- من قرارات 25 مارس، فهم قد خرجوا من المعتقلات، وهم يمارسون نشاطهم، فاستغلوا تلك الفرصة وبدؤوا ينشرون الأكاذيب والسموم بين الناس ويطلقون الشائعات، وعاد عبد القادر سرور مرة أخرى إلى الرئيس جمال عبد الناصر يعرض التعاون، فقال له جمال:{nl}إننى غير مستعد للتعاون معكم، فأنتم تعملون بسياستين! سياسة تواجهوننى بها وسياسة تبينونها فى الخفاء، ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.. وأراه الرئيس جمال المنشورات السرية التى يصدرها الإخوان ويهاجمون فيها الثورة بالأكاذيب والاختلاق..{nl}وعاد جمال يقول له:{nl}إننى لا أثق فى قيادتكم كما لا أثق فى صدق نواياهم.. لهذا فأنا لن أقبل التعاون إلا إذا عدتم إلى الحق وأنهيتم حملة الأكاذيب والشائعات والمنشورات المليئة بالكذب، ثم بعد هذا يمكن أن نحاول التفاهم، فإذا نجحنا فى التفاهم فلنحاول التعاون.{nl}فهل كفة حملة الشائعات.. وهل كف الإخوان أو الهضيبى وبطانته بمعنى آخر عن إصدار المنشورات الكاذبة التى سطرت بلون الحقد والضغينة والحسد واليأس من المستقبل.. مستقبل الرجعية والانتهازيين أقصد؟!{nl}لا، بل استمرت وزاد الكذب وتضاعف البهتان.. إن الهضيبى لا شك يريد أن يعوض ما فقده من هدوء ومهادنة أيام فاروق..{nl}لكنه ينسى أن سنة التطور تقضى بأن الشعب إذا ما حصل على مكاسب يستحيل لأى قوة أن تنتزعها منه، لهذا فكل ذلك النشاط المخرب إن دمر فسوف يدمر أصحابه، لا الشعب.{nl}جريدة الجمهورية 19 سبتمبر 1954{nl}2-حسن الهضيبى يتوسط مجموعة من الضباط الأحرار ويظهر بينهم جمال عبد الناصر{nl}إن موقف الأستاذ حسن إسماعيل الهضيبى من الثورة يدفعنا إلى مواجهته بهذه الحقائق التى تذاع لأول مرة على الرأى العام{nl}إن الثورة كانت دائما تتغاضى عن مثل هذه المواقف وتلتزم منها موقفًا سلبيًّا ثقة منها فى وعى الشعب وتمسكه بأهدافها العظمى التى تصنع مستقبله العظيم{nl}وكانت الثورة -ولا تزال- تؤمن بأن الشعب قد مرت به تجارب ضخمة هائلة تجعله يعرف أعداءه، وتجعله يكشف عن الزيف وأيضا تجعله يفهم أين الحق وأين الباطل{nl}إن ثقة الثورة فى وعى الشعب لن تتزعزع ولن يُضعفها -إطلاقا- ما يقوم به بعض الانتهازيين من نشاط مدمر هدفه العودة بهذا الشعب إلى الوراء.. إلى أيام الرجعية والاستبداد والفساد السياسى{nl}زعيم الانتهازيين{nl}وقد استغل الانتهازيون هذه الثقة المقدسة لمضوا -بعد أن عرفوا أن لا أمل لهم فى تحقيق مطامعهم- يحاولون النيل من وطنية القائمين على الثورة، ويشككون فى أهدافهم، وفى الأعمال الجليلة التى كافحوا السنين الطوال من أجل تحقيقها. وقد تزعم الأستاذ حسن الهضيبى هؤلاء الانتهازيين طلاب الأسلاب والغنائم والطامعين فى أهداف خيالية، وبدأ فعلًا يناقش نفسه وهو يحاول أن يظهر أمام جماعة الإخوان كإمام مُخلص حر، هدفه تحرير الشعب، بل والشعوب الإسلامية كلها، من الاستعمار والفساد والظلم!{nl}لهذا أرانى مضطرا -من أجل الشعب- إلى كشف الستار عن حقيقة ذلك الإمام الكبير وبطانته.{nl}معارضة الإخوان{nl}وقبل أن أبدأ فى سرد هذه الأسرار الخطيرة أحب أن أشير إلى أعجب فقرة وردت فى خطاب الإمام الكبير حسن الهضيبى، والذى أرسله إلى الجمعية التأسيسية فى أثناء اجتماعها الأخير، وأنا هنا -كما قلت- أتطوع بنشر خطابه على الرأى العام.{nl}قال الإمام الكبير بالحرف الواحد فى خطابه سالف الذكر:{nl}«هذا الذى فعله الإخوان المسلمون من معارضة الاتفاق مع المستعمرين ليس شهوة عندهم، وإنما هو أصل دينهم، فإن أحكام الإسلام تقتضى أنه إذا وطئت أقدام العدو أرض المسلمين وجب على كل واحد منهم صغيرًا وكبيرًا -والرجل والمرأة فى ذلك سواء- أن ينهضوا لدفع العدو أيا كان، حتى يعيدوه إلى عقر داره، وإذا كانت ليست لنا قدرة على ذلك حتى الآن، وإلى أن يمنحنا الله القوة لدفعهم، أو يوجد من أسباب ضعفهم ما يمكننا من ذلك، فليس لنا أن نرضى بوجودهم على أرض الإسلام بمقتضى اتفاقات نعقدها معهم، ولا أن نرضى بأن يربطنا معهم أى ارتباط كان. فإذا جلوا عن أرض الإسلام فللمسلمين أن يرتبطوا بالاتفاقات التى تقتضيها مصلحة الإسلام، وإذا كانت الحكومات ستضطر إلى قبول مثل هذه الاتفاقات فى ما يخالف هذا -الأصل- وجب على الإخوان المسلمين أن يحافظوا كل المحافظة على هذا الأصل حتى لا يقعوا فى ما وقع فيه غيرهم مختارين أو مضطرين إلى مخالفة الأصل الذى قدمته لكم».{nl}أصل الدعوة!{nl}ومنه ظهر أن فضيلته يرى أن أصل الدعوة -التى هو حريص عليها جدًا- تلتقى مع المسلمين رجالا ونساء أن يهبوا لمصارعة العدو، فلما وطئت أقدامه أراضيهم، وأن معارضة فضيلته لاتفاقية الجلاء ليست شهوة مثلا أو مِن بطانته، وإنما هو أصل فى دعوتهم.{nl}فهل كان -إذن- أصل الدعوة هذا غير موجود عند مكابدى فضيلته استعداده لمستر إيفانس فى أثناء مقابلته المشهورة له لعقد اتفاق سرى مع بريطانيا لا يعلم به الشعب أو الإخوان أنفسهم.{nl}بما تسمى هذا يا فضيلة المرشد؟! هل هذا أصل فى الدعوة، أم أنك تتفق مع المنطق فتسميه شهوة؟{nl}اتفاقية الهضيبى{nl}إن عقد اتفاق سرى يتعلق بمصير شعب مسلم فيه خداع تام للمسلمين، فهل يضمن -أصل الدعوة- الخديعة؟ وأنا هنا لا أريد أن أترك لك فرصة تكذِّب فيها هذه الحقيقة الضخمة، وأجدنى مضطرًا أن أقبلها حتى أقطع عليك الطريق.. طريق الادعاء والعمل بعديد من الوجوه.{nl}ما رأيك يا صاحب الفضيلة فى هذه الحقائق: فى أبريل عام 1953 وبعد أن عرف رجال الثورة أنك اتصلت بمستر إيفانس، ووصلت معه إلى تحديد الخطوط الرئيسية التى على أساسها سوف يتم الاتفاق مع بريطانيا. اجتمع فضيلته بالأساتذة: الدكتور خميس حميدة، وحسن العشماوى، وعبد القادر حلمى، وفريد عبد الخالق، وصالح أبو رقيق، ومنير الدلة، وبررت أمامهم أنك تباحث فعلا الإنجليز. وقلت أيضا: وهذه هى الحقيقة الثالثة: إنك تؤمن بأن بريطانيا هى الصديق التقليدى لمصر، ثم قلت وهذه هى الحقيقة الرابعة: إنك وافقت على بقاء قاعدة قنال السويس العسكرية، ووافقت وهذه هى الحقيقة الخامسة على حق عودة القوات الإنجليزية إلى تلك القاعدة فى حال الهجوم على مصر أو أى دولة عربية.. أو..{nl}وهذا عجيب جدا فى حال وقوع حرب عالمية ثم.. ثم قلت لهم يا فضيلة المرشد -وهذه هى الحقيقة السادسة- إنك وافقت فى أثناء مباحثاتك مع العدو على أن يبقى فنيون من جنود إنجلترا للمحافظة على القاعدة.{nl}اعترافات وشهود{nl}وإنى هنا فى حِل من إذاعة أمر آخر خطير لكى لا تجد فرصة تفلت بها من هذه الحقائق الرهيبة.. والسر تعرفه أنت ويعرفه الأساتذة الذين اجتمعت بهم لتبرر أمامهم اتصالاتك بالإنجليز.{nl}لقد حضر هذا الاجتماع -أيها الشعب- البكباشى جمال عبد الناصر، والصاغ صلاح سالم، والصاغ كمال الدين حسين، وعقد الاجتماع سالف الذكر فى منزل منير الدلة. ومن الشهود على مسألة اتصالاتك تلك بالإنجليز كثيرون، فمن بينهم أعضاء من مجلس قيادة الثورة، وأعضاء من جماعتك، وكلهم سمعوا اعترافاتك والمبررات التى تذرعت بها أمامهم لتوضيح موقفك العجيب.{nl}تصرفك هذا الذى ينطوى على الخداع وعلى الانتهازية وعلى الحقد الدفين نحو رجال قاموا فى غفلة منك بطرد صديقك فاروق وبالقضاء على المفاسد التى كنت أنت راضيًا بها بل ومدافعا عنها.{nl}وشهد شاهد من أهله..{nl}ولا تتسرع فتطلب كل ما ذكر -الآن- فسوف أسوق دليلا جديدا على خدعتك الكبرى تلك.. وهذا سر آخر خطى أجدنى مضطرا إلى إذاعته لكى أكشف نهائيًّا الأقنعة العديدة التى يضعها ذلك الرجل -الهضيبى- على وجهه..{nl}والسر الخطير هو:{nl}فى يوم الخميس الماضى -9 سبتمبر عام 1954- أى منذ ستة أيام فقط لا غير، وتحت سقف بيت الرئيس جمال عبد الناصر جلس الدكتور خميس، نائب مرشد الإخوان، والأستاذ عمر التلمسانى، والشيخ أحمد ثريت، والحاج محمد حمودة، وعدد آخر من شباب الإخوان المسلمين، وتكلم الدكتور خميس أمامهم جميعا، فشهد على كل تلك الحقائق الست التى ذكرتها أنا الآن.{nl}ولم يكد الدكتور خميس ينتهى من حديثه حتى قفزت علامات الدهشة تترسم على وجوه الحاضرين من شباب الإخوان ومن كبار الإخوان. الدهشة لا لأنهم عرفوا أنك اتصلت بالإنجليز -فعلا- أو لأنك أبديت استعدادك لعقد ذلك الاتفاق السرى معهم. أو لأنك وافقت على عودة القوات البريطانية بمجرد قيام حرب عالمية، بل لأنك أوهمتهم -أستغفر الله- بل أكدت للإخوان أن مسألة اتصالاتك بالإنجليز تلك ليست إلا من نسج خيال جمال عبد الناصر.{nl}إن جمال عبد الناصر رجل اعتاد أن يعمل ويعمل ويعمل.. لا أن يسرد حواديت..{nl}وأنتقل إلى ما قاله أخى صلاح سالم أمس فى بيانه عن موقفك من الكفاح المسلح. وتمالك أعصابك يا إمام يا كبير، فإنى والله اضطررت إلى تعريف الناس بك وبحقيقة نواياك. وبحقيقة وطنيتك، وحرصك المزعوم على مصالح الشعب وعلى قضايا المسلمين، فقد ضقنا ذرعا بالصمت والسكوت عن أبطال هذه الأيام، ضقنا ذرعا باتهامات الانتهازيين والمضللين، لكنهم أبطال كفاح ونحن الكاذبون ونحن الخارجون على الدين وعلى التعب!! أليس هذا رأيك يا خليفة الله فى الأرض؟!{nl}استعد إذن لسماع الحقائق لنقلها من تاريخك الملىء بالأكاذيب الكبيرة وبالبطولة المفتعلة المزيفة.. استعد لمواجهة الشعب عاريا ويلا لك.. تاجر الدين..{nl}تاجر الدين{nl}فأنت -مثلا- تقول فى خطابك الذى أرسلته من هيئتك إلى الجمعية التأسيسية للإخوان: إن الأصل فى الدين هو أنه إذا وطئت أقدام -عدو- أرض المسلمين وجب على رجالهم ونسائهم أن يهبِّوا لرد ذلك العدو عن تلك الأرض. أنت إذن وطنى وتؤمن بالله، يجب إخراج الغزاة والاشتباك معهم وردهم على الأعقاب، وأنت لا تطالب الرجال فقط فى بلاد المسلمين بأن يفعلوا هذا، بل وتطالب أيضا نساء المسلمين بخوض المعركة، وهذا كلام أوافقك عليه تماما يا سيدى، بل إن الذى لا يؤمن بهذا الذى قلته عن مصارعة المستعمرين والاشتباك معهم وردهم عن الديار ليس إلا عميلًا من خلافهم أو انتهازيًّا أو طامعًا فى غنم وفى أسلاب.. والذى لا يقول هذا ويفعله ما هو إلا مدعى ومضلل كبير ومتآمر على المسلمين وأوطان المسلمين.. والذى لا يقول هذا ويفعله ما هو إلا مخادع وذنب من الأذناب.. والذى لا يقول هذا الكلام الجميل ويفعله ليس مسلمًا ولا يؤمن -على الإطلاق- برسالة خاتم الأنبياء.. هذه وثائق يؤمن بها كل المخلصين المناضلين.. أحرار ولا تحتاج إلى أن يشير إليها الإمام الكبير.{nl}لأول مرة بعد الثورة.. التنظيم الدولى للإخوان يعقد اجتماعاً مغلقاً بالسعودية بحضور القيادات العالمية.. صابر أبو الفتوح: المرشد ونائبه يشاركون بحضور الكتاتنى وفهمى.. والاجتماع مؤتمر عام لتوحيد الأهداف{nl}اليوم السابع {nl}علم "اليوم السابع" أن جماعة الإخوان المسلمين ستعقد خلال الأيام القادمة – قبل العيد- اجتماعاً مغلقاً يضم قيادات الجماعة على مستوى العالم خلال فترة الحج بالسعودية، وذلك بحضور المرشد العام للجماعة الدكتور محمد بديع، والذى يتواجد الآن بالمملكة لأداء مناسك الحج، وبحضور الدكتور جمعة أمين نائب المرشد.{nl}وأكدت المصادر، فى تصريحاتها الخاصة، أن اللقاء الذى يجمع قيادات الجماعة على مستوى العالم، يتم التجهيز له فى أحد منازل كبار قيادات الجماعة بالسعودية، مشيرة إلى أنه فى الغالب سيكون فى منزل "المراقب العام الجديد للجماعة فى السعودية".{nl}وشددت المصادر، على أن اللقاء سيناقش العديد من الأمور السياسية فى الدولة العربية خاصة، والحالة الثورية التى ظهرت عليها بعض البلدان العربية، وكذلك كيفية تقديم الدعم المادى والمعنوى للشعب السورى فى مواجهاته الدامية أمام بشار الأسد، ومساندة الشعب الفلسطينى، أما على الجانب العالمى فتحقيق التقارب ونشر الدعوة فى بلاد العالم لتحقيق هدف الشيخ حسن البنا فى نشرها فى جميع دول العالم.{nl}وتابعت المصادر، أن الجماعة استغلت مناسبة أداء مناسك الحج بالسعودية وسفر معظم قيادتها إلى هناك لعقد هذا اللقاء الذى لم يتكرر كثيراً فى ظل الأحداث السياسية التى تمر بها العامل، والدول العربية خاصة بعد ثورات الربيع العربى، مشيرة إلى أن اللقاء سيضم قيادات الجماعة بسوريا والكويت، التى على مفاتيح انطلاق ثورة جديدة فيها.{nl}من جانبه، أكد صابر أبو الفتوح، القيادى الإخوانى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن التنظيم الدولى للجماعة سيتم عقده فى السعودية وذلك بالتوازى مع إجراء مناسك الحج، مشيراً إلى أن جميع قيادات الإخوان فى العالم يلتقون فى مثل هذه المناسبة الدورية التى تأتى كل عام.{nl}وأضاف القيادى بالجماعة، أن هذا اللقاء فرصة لتلاقى جميع أطراف الجماعة، مشيراً إلى أنه بمثابة مؤتمر عام دولى للمسلمين تتوحد فيه كل الأهداف وتتحقق فيه كل المطالب التى يتم مناقشتها خلال هذا المؤتمر العام، مشيراً إلى أن جميع قيادات الجماعة بالعالم ستكون موجودة فى هذه المناسبة.{nl}وأوضح أبو الفتوح أن هذه فرصة جيدة وخاصة أن قيادات الجماعة بمصر موجودة فيها مثل الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين، والدكتور جمعة أمين نائب المرشد، والدكتور سعد الكتاتنى والدكتور أحمد فهمى رئيس مجلس الشورى الحالى، فضلا عن تواجد أعضاء وقيادات الإخوان بدول العالم.{nl}يذكر أن وفداً من أعضاء مكتب الإرشاد يضم الدكتور محمود حسين، الأمين العام للجماعة، وجمعة أمين نائب المرشد العام، سافر إلى الخارج للمشاركة فى اجتماع مكتب الإرشاد العالمى، لبحث أزمة بين الإخوان المسلمين فى الأردن، لمناقشة عدد من الأمور الهامة أبرزها قرار الجماعة هناك بعدم المشاركة فى الانتخابات القادمة.{nl}وكان هذا الاجتماع هو الأول لمكتب الإرشاد العالمى منذ اندلاع ثورة 25 يناير، مشيرة إلى أن الاجتماع ناقش عدداًَ من القضايا الهامة التى تخص الجانب الأردنى، والانتخابات التشريعية القادمة، ورغبة الجماعة فى الانسحاب منها، وبحث تضامن أكبر مع الشعب السورى ضد نظام بشار الأسد، والشعب الفلسطينى.{nl}وكشفت مصادر، أن اجتماع مكتب الإرشاد العالمى، كان من المقرر له أن يعقد للمرة الأولى بعد الثورة فى القاهرة، ولكن حدثت هناك تغيرات فى الخطة وتم عقده فى الأردن بدلا من القاهرة لظروف سياسية، مضيفة أن الاجتماع كان مرتباً له بالفعل أن يعقد فى القاهرة، وتم إبلاغ جميع الأعضاء لذلك، ولكن تم تغييره، مشيرة إلى أن الاجتماع ضم والوفد المصرى والأردنى واللبنانى.{nl}من جانبه، أكد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بالأردن، الدكتور همام سعيد، أنه تم بالفعل انعقاد المكتب، مضيفاً أن مغادرة وفد من الحركة الإسلامية إلى بيروت أمس الأحد يأتى فى إطار اللقاءات الروتينية الدورية مع قيادة مكتب الإرشاد.{nl}وأضاف المراقب العام لجماعة الإخوان بالأردن، فى بيان رسمى له، عقب فيه على تحليلات تشير إلى أن اللقاء بنائب المرشد العام جمعة أمين يعود لخلافات داخلية، بالقول:" اللقاء طبيعى وليس له أى بعد آخر"، وأشار سعيد إلى أن "اللقاء تم بقرار من المكتب التنفيذى للجماعة بشكل رسمى".{nl}سياسيون: الخاسر الأكبر من نزول الجماعة إلى الميدان هو الإخوان{nl}التحرير – الأحد، 14 أكتوبر 2012{nl}النزول المفاجئ لجماعة الإخوان المسلمين إلى ميدان التحرير، بالتزامن مع نزول القوى السياسية المناوئة لحكم رئيسهم الدكتور محمد مرسى، والاعتداء عليهم فى حرب شوارع، يؤكدان أن الإخوان يسيرون على خطى الحزب الوطنى «المنحل» فى استخدام ميليشياتهم لوأد أى معارضة.{nl}المحلل السياسى الدكتور عمار على حسن أكد أن «نزول الإخوان المسلمين إلى الميدان فى وقت تظاهر القوى الأخرى ضد الرئيس الإخوانى، طريقة ألفوها، فكما تظاهروا وقت الانتخابات وكما تظاهروا بعد إقالة قيادات المجلس العسكرى أرادوا أن يتظاهروا هذه المرة أيضا لتأييد قرار إقالة النائب العام، ويبدو أن مرسى يأخذ القرار من مكتب الإرشاد والمكتب بعدها يتولى حشد ميليشيات الجماعة لتأييد القرار، وعلى المصريين أن يرضخوا للقرار»، مؤكدا أن «هذه المرة لم تُجد هذه الطريقة، لأن الإخوان وجدوا من يتصدى لهم، ولو مرت كانت الدولة ستدار بهذه الطريقة فى ما بعد وكانت ستصدر قرارات أكبر وأخطر وتمر بهذا الشكل» لافتا إلى أن «نزولهم كبّدهم الكثير من الخسائر، خصوصا أنه أظهرهم بمبدأ من يضيقون بالمعارضة والرأى الآخر، ولا يقبلون بالديمقراطية، وعلى الإخوان أن يعوا أن مصر أكبر منهم وأنهم ليسوا كل المصريين، وعلى الرئيس أن يدرك أنه يقول ما لا يفعله، فكل مرة يؤكد احترامه القانون ونجده ينتهكه بعدها».{nl}«ما ظهر مؤخرا يشير إلى أننا أمام رئيس يدير الدولة بعقلية التنظيم السرى، رئيس ينظر لذاته وجماعته وليس لمصلحة الشعب المصرى» ويضيف: «نعم عبد المجيد محمود ليس بالنائب العام الذى نريده ونعم اعترضنا عليه ونعم نريد إقالته، ولكن بطريقة قانونية وليس بهذه الطريقة، ثم إنه منذ متى والإخوان المسلمون قلبهم على الثوار ويستمعون لمطالبهم؟» مشيرا إلى أن «الرئيس مرسى أراد أن يكسر السلطة القضائية وينفرد بالسلطة، ويتمكن من مفاصل الدولة فهو يريد أن يبدأ بالنائب العام، مستغلا حكم براءة المتهمين فى موقعة الجمل كما يفعل دائما، يستغل كل ما يجرى لمصلحته ومصلحة جماعته»، لافتا إلى أن «النائب العام إذا رضخ للقرار سيلتفت مرسى بعدها إلى قضاة المحكمة الدستورية وباقى الهيئات القضائية، وبعدها ربما نجد قانونا جديدا للسلطة القضائية معدًّا فى الأدراج لمصلحة الرئيس وجماعته أيضا».{nl}عمار أشار إلى أن «المسألة تتعدى شخص عبد المجيد محمود»، وقال «الرئيس مرسى لو حريص على الشهداء وحقوقهم كما يدعى فكان الأولى به أن يحترم القانون الذى أقسم على احترامه ويسير بالطريق القانونى ويطلب من النائب العام أن يطعن على حكم التبرئة، ويستغل سلطته التنفيذية فى تقديم أدلة جديدة للمحكمة، ولكن يبدو أن الرئيس بلا مستشارين حقيقيين أو أنه ينفرد بالقرار بنفسه أو أن مكتب الإرشاد الذى ليس به فقهاء وقامات قانونية هو الذى يشير عليه بالقرارات»، وتابع «هذا الخطأ القانونى الثالث الذى يقع فيه الرئيس فى أقل من أربعة أشهر، فكيف يحدث هذا؟». عمار قال «لو النائب العام أصر على موقفه وهو سليم قانونيا، فإن ذلك سيكسر إرادة الرئيس ويجبره بعد ذلك على احترام القانون، ولكن إذا رضخ فستكون علامة سوداء فى تاريخ القضاء، وتاريخ مرسى أيضا».{nl}رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ضياء رشوان أكد بدوره أن «الطريقة التى تعامل بها الإخوان المسلمون فى الميدان أول من أمس، ليس لها أى علاقة من قريب أو بعيد بالديمقراطية» مضيفا «لو الإخوان المسلمون لديهم رغبة فى التظاهر لأى سبب مختلف عن أسباب تظاهر القوى السياسية الأخرى فمن حقهم ذلك، ولكن السؤال: لماذا ذهبوا إلى نفس أماكن تظاهر القوى السياسية؟»، مجيبا عن نفسه «كان ذلك مناورة مقصودة لإفشال تظاهرات القوى السياسية المضادة للرئيس، ومحاولة لجذب المتظاهرين إلى التظاهر ضد النائب العام وتأييد قرار إقالته بدلا من التظاهر ضد الرئيس الإخوانى»، وأنهى قائلا «همّ كانوا عاملين مناورة لإجهاض تظاهرات القوى السياسية وتوجيههم للتظاهر ضد النائب العام وليس الرئيس، ولكن مناورتهم هذه فشلت للغاية».{nl}أما القيادى السابق فى جماعة الإخوان المسلمين الدكتور كمال الهلباوى فأشار إلى أنه لم يكن يتوقع أن يأتى يوم بعد الثورة ويحدث فيه ما وقع فى ميدان التحرير بين شباب مصريين، لافتا إلى أن «هناك عدة جرائم ارتُكبت فى هذا اليوم، على رأسها هدم صورة الثورة الشعبية العظيمة واتحاد المصريين على هدف واحد، بالإضافة إلى ظهور درجة كبيرة جدا من الاستقطاب، فلا يكفى ما نعانيه من استقطاب بين المسلمين والمسيحيين، وما زلنا نسعى للتقريب بينهم فيأتى إلينا الاستقطاب الشعبى الذى تجلى فى التظاهرات، وكأننا انقسمنا فريقين، أو كأن مصر انقسمت قسمين وبينهما حدود، وكل قسم يريد أن ينتصر على القسم الآخر».{nl}القيادى السابق بالجماعة أشار إلى أن «الإخوان فوجئوا بقرار تبرئة المتهمين فى موقعه الجمل، وأرادوا أن يتظاهروا ضد القرار»، وأضاف «الإخوان من حقهم التظاهر فى أى مكان ولكن كان عليهم أن يحترموا قرار القوى السياسية التى أعلنت منذ فترة طويلة تظاهرها فى ميدان التحرير، خلال هذا اليوم، حتى من قبل ظهور حكم التبرئة، ويتركوهم يتظاهرون فى مكانهم ويتظاهرون هم فى مكان آخر أو فى يوم آخر، خصوصا أن القوى السياسية كان لديها هدفان من تظاهراتها، الأول كشف حساب لمرسى عن الـ100 يوم والثانى الوقوف ضد تبرئة المتهمين، وهذا لا يضر الإخوان فى شىء».{nl}معركة باراشوتات الإخوان{nl}التحرير – الخميس، 18 أكتوبر 2012{nl}رغم شعورى البالغ بالإهانة، وجرح غائر يطعن قلبى مما حدث يوم 12 أكتوبر، فإننى أوجه النصح لجماعة الإخوان المسلمين، لوجه الله، وبالراحة كده ينكن يفطنوا.{nl}■ يوم 12 أكتوبر:{nl}أدور فى غرفتى أحدث نفسى، أقف أمام البوتاجاز أتمتم بغيظ حتى يفور أو يحرق ما أضعه على النار، أقف أمام مرآة الحمام والصابون على وجهى أتحدث بغضب والدموع تشق طريقها بين رغاوى الصابون حتى أستفيق على التهابات تأكل وجهى فأتنبه وأغسله بالماء سريعًا وأنا ما زلت أبكى. قد لا يشعر أحد بحجم الإهانة والمرارة التى تتملكنى سوى رفقاء الاعتصامات والمواجهات الذين تعرضوا للاعتداءات معى يوم 12 أكتوبر من الإخوان. شعور ربما أعجز عن شرحه، لكنه يشبه شعور جنرال حرب واجه المخاطر فى الحروب ثم فوجئ بامرأة سليطة، سفيهة، تلقى عليه ماء قذرًا من الشرفة.. لا يفكر إلا فى: أنا يتعمل فىّ كده؟{nl}اللى هو نفسى صعبانة علىّ، واخدلى بالك؟ ذلك الشعور الذى دفع عددًا غفيرًا من الناس يوم الجمعة لأن يركضوا مندفعين نحو مصدر سيول الحجارة الملقاة علينا، وشرفت بأن أكون معهم، ونحن نصرخ ببعض من راعته المفاجأة: إثبت.. ماحدش يجرى.. بتجروا من الإخوان؟ إثبت.. دول الإخوان.. إنتو ناسيين؟ ذلك الشعور المختلط، صدمة مع غضب مع حزن عميق مع مرارة واسترجاع لكل آلام العامين الفائتين.{nl}صدمة، إذ لم نكن نتوقع أبدًا أن تهاجمنا جموع الإخوان بهذه الشراسة، وهم من هم، ونحن من نحن. للتوضيح: الوجوه التى كنت أقف معها فى الصف، هى ذات الوجوه التى وقفت إلى جوارها فى أحداث 28 يونيو 2011، وأحداث 9 سبتمبر، وأحداث ماسبيرو، وأحداث محمد محمود، ومجلس الوزراء، وشارع منصور، وأحداث العباسية -عدا «حازمون» الذين تغيبوا عن المواجهات وعن حتى الاستنكار لما فعلته جحافل الإخوان بنا، وبهذه المناسبة أحب أن أوجه إلى «حازمون» كلمة: إنتو أندال ومش رجالة.. من الآخر كده- أنا لا أستغرب وجهًا واحدًا قابلته يوم 12 أكتوبر، كل الوجوه أعرفها، وأرتبط بها، خصوصًا وجوه معركة محمد محمود، تلك المعركة التى حفرت فى قلوبنا وعقولنا، بنور، ودموع، ونار، ودم، فكما شعرنا بمرارة الغدر والحزن على الصديق، أكسبتنا معركة محمد محمود اعتزازا واعتدادا شديدين بالنفس، نحن نحب شارع محمد محمود، نطوف به، تلقى علينا أرواح شهدائه السلام، ترد علينا السلام، ترحب بنا بنسمات عليلة عبقة، والله العظيم.. والله العظيم كمان مرة. ومعركة محمد محمود هى التى دفعت أبناء محمد محمود إلى التدفق للميدان لحماية من اعتدى عليهم الإخوانُ بهدم منصتهم، وكان من بينهم إخوتنا فى محمد محمود.{nl}محمد محمود، تلك الرابطة الأبدية، والخصومة الأبدية. أبناء محمد محمود، توائم ملتصقون لا يفرقهم إلا الدم، وخصوم محمد محمود أعداء أبديون لا يجمعنا معهم طعام ولا سلام ولا حتى ابتسامة. كان محمد محمود حاضرًا بقوة لحظة أن هجم الإخوان على إحدى المنصات وقاموا بتحطيمها، ثم قاموا بالاعتداء على الناس بالحجارة والخرطوش والباراشوتات. وقد رأيت بعينىّ رأسى باراشوتًا ألقى علينا، وكان على بعد نصف متر منى. وللإخوة اللى مش صيّع مواجهات، الباراشوت هى تلك الطلقة التى يستخدمها البحارة لإطلاقها «SOS» حين تتوه السفينة فى البحر أو تواجه المخاطر، هذه الطلقة عادة ما تطلق فى الهواء، إلى أنها حين تطلق أفقيا تسير بشكل زجزاجى يمكن أن يودى بحياة العشرات، بس ربنا ستر، أطلقوا الباراشوت ولم يصب أحد على الإطلاق، ما هم خايبين برضه مش قدام فى المواجهات.{nl}وكونهم «خايبين» هو ما أفشل خطتهم.{nl}الغضب، بسبب الغدر والأخذ على خوانة.{nl}الحزن، على أنفسنا، ونحن الذين واجهنا الرصاص الحى، يجور علينا الزمن لنقف فى مواجهة سفهاء، جبناء، جبنوا عن كل مواجهة شريفة، وهم يعتدون علينا.{nl}المرارة، على أيام العيش والملح، والمشاركة فى اللقمة فى أثناء الـ18 يوما الأولى من الثورة، لا 14، أصل الإخوان مانزلوش إلا يوم 28، والتساؤل الذى لم ينفك يلح على رؤوسنا جميعًا ونحن نقف فى المواجهة: لما بتعرفوا تضربوا طوب وخرطوش وباراشوتات… أمّال كنتو فين فى محمد محمود؟ كنتو فين وست البنات بتتعرى؟ كنتو فين فى شارع منصور؟ كنتو فين فى العباسية؟{nl}■ الخطة:{nl}المعروف أن بعض القوى الوطنية قررت النزول يوم 12 أكتوبر وأطلق عليها جمعة كشف الحساب، وبالطبع استجاب للدعوة عدد لا بأس به، خصوصًا أولئك الذين يشعرون بمرارة تجاه الإخوان مما فعلوه بهم فى المواجهات السابقة، خصوصًا فى معركة محمد محمود. المسألة لا تقف عند حد تخلى جماعة الإخوان المسلمين عن الشباب الذى كان يقف فى مواجهة الداخلية، والجيش لا يسعى سوى للاحتفاظ بكرامته التى أراد المجلس العسكرى كسرها، لكنها تتعدى ذلك إلى نشاط الجماعة الإعلامى، والتعبوى، فى شحن الشارع المصرى ضد أبطال المواجهات والترويج لمنطق المجلس العسكرى وروايته، بنفس منهجهم فى حشد الناس للانتخابات. لو كان الأمر يقف عند تصريحات خيرت الشاطر لـ«لو فيجارو» بأننا فوضويون نريد إفساد عرس الديمقراطية، أو بيانات الجماعة المزرية، أو تصريحات نوابها فى البرلمان لهانت، المشكلة كانت تكمن فى قواعد الإخوان الناشطة على مواقع التواصل الاجتماعى لترويج خطاب معاد لنا، ونحن نقف فى مواجهة الموت، ونزول عناصر من الإخوان المسلمين إلى الميادين والشوارع لخلق حالة من العداء لنا والتثبيط عن نصرتنا.. كل ذلك وأكثر، دفع الكثير من الثوار إلى الهتاف بعنف ضد الإخوان والمرشد والرئيس. نحن لم ولن نسامح.{nl}لو كان للجماعة منطق إنسانى، يتفهم عمق جراحنا، لما تخلوا عنا من البداية، لكن لأنهم جماعة لا تعلم شيئا عن الإنسانية، فبدلا من ترك الناس وشأنهم للتعبير عن أوجاعهم، عسى أن يداوى الزمن، والبوح، والنوح، على ما اقترفته الجماعة بحقهم، قررت الجماعة النزول لإفساد ذلك اليوم، وكانت الخطة كالآتى: ستنزل عناصر من الإخوان المسلمين ليلة الجمعة وصباحها للانفراد بشرذمة قليلة من المتظاهرين الهاتفين ضد الرئيس، وستقصيهم خارج الميدان، ستهرب تلك الشرذمة، وستصرح الجماعة بأنها ليست بالميدان وأنها ستنزل فى الساعة الخامسة كما أعلنت، وأن من قام بطرد الهاتفين ضد الرئيس هم جماهير الشعب المحبة للرئيس، وهو ما صرح به غزلان فى بداية اليوم، وروجه نشطاء الإخوان على مواقع التواصل الاجتماعى، بعد طرد تلك الشرذمة، ستنزل الجماعة لاحتلال الميدان، ليصبح المشهد أن الثورة هى الإخوان والإخوان هم الثورة. {nl}ما لم تحسبه الجماعة، بسبب فقر تجربتها فى المواجهات، هو أن هذه «الشرذمة» لا تهرب، وأن هذه «الشرذمة» خلفها آلاف من القابعين فى بيوتهم، والذين سيستفزون من سلوك الجماعة، فيندفعون لمناصرة من يتم الاعتداء عليهم، وأن هذه المجموعات لا تترك المكان طالما استمر الاعتداء عليها، بل إننا إن شاء الله، سنكون ممن استجابوا فى ساعة العسرة، وسننزل الميدان يوم 19 أكتوبر. لم تتخيل الجماعة أن يركض الناس نحو مصدر الطوب والخرطوش، وكان ذلك باديا عليهم فى أثناء المواجهات، حيث كانوا ينهالون بالطوب علينا، فكان الناس يندفعون نحوهم لا فى الطريق المعاكس، فما يكون من عناصر الجماعة إلا أن تركض هربًا من الزاحفين عليهم. ما هو إنتو غلابة قوى، يعنى دى ناس وقفت قصاد مدرعة، حتجرى من الطوب؟ مانزلتوش مواجهات.. طب مابتتفرجوش على تليفزيون؟{nl}هذا التطور غير المحسوب، والذى أدى إلى امتلاء الميدان بشباب، ربما لم يكن فى نيته النزول ذلك اليوم، إلا أنه نزل خصيصا لمؤازرة من يتم الاعتداء عليهم من قِبل الإخوان، أربك حسابات الجماعة التى غيرت خطابها لتقول إن الجماعة موجودة، لكن من يقوم بضرب المتظاهرين هم طرف ثالث! ومع استمرار المواجهات، وثبات المعتدى عليهم، بل وازدياد أعدادهم، قررت الجماعة الانسحاب من الميدان، وقالت إنها ستنسحب، من الميدان الذى لم تكن فيه، حقنًا للدماء، التى لم تُرِقْها وإنما أراقها الطرف الثالث، وبعد انسحابهم، عمدوا إلى خطاب إعلامى جديد: رجالة حمدين والبرادعى ضربونا. الله.. إنتو مش قلتو طرف تالت وناس منتحلة شخصيتكو؟ ضربوكو إزاى بقى؟{nl}من الناحية الميدانية انتهت المعركة لصالح الطرف الذى لم يبدأها. من الناحية السياسية: يا شماتة الفلول. من الناحية الإنسانية: نحن لا نجد جنبًا ننام عليه هانئين. أنا باهرى وأنكت من ساعتها. ظننت أنها حالتى وحدى، لكننى فوجئت بأنها حالة كل أشقائى الذين حضروا المواجهة. يتملكنا الغيظ: إحنا ننضرب إحنا؟ بعد سنة ونص بهدلة؟ بعد أن استخدمت الجماعة أجسادنا وأعيننا وأرواحنا لتصعد سلمة سلمة حتى تصل إلى السلطة؟ بعد أن ذُقنا الأمرَّين وضربنا منهم ونحن نسير لنسلمهم السلطة فى مجلس الشعب؟ إحنا ننضرب؟{nl}الادعاء بأن الجماعة قررت النزول يوم الأربعاء بعد الحكم فى قضية موقعة الجمل ادعاء كاذب. فأنا أذكّر بأننى فى السابق، قبل أن أرمى طوبة الإخوان خالص، كنت أتصل بالدكتور محمد البلتاجى لأرجوه أن يحث الجماعة على النزول معنا فى الجُمع التى كنا ننزلها للمطالبة باستكمال أهداف الثورة، وذلك برضه قبل ما أرمى طوبة المجلس العسكرى، وأذكر جيدًا أنه كان يقول لى: يا نوارة إنتو بتقرروا متأخر، إحنا جماعة للأسف فيها شوية بيروقراطية، يعنى مثلا النهارده الثلاثاء وإنتو نازلين الجمعة الجاية دى على طول، إحنا اجتماع المكتب يوم الأربعاء، على ما نجتمع ونقرر نحشد الناس، وإحنا بنجيب ناسنا من المحافظات، ده بياخد وقت مش أقل من أسبوع، فاحنا حنقول إننا بندعم نزول الجمعة الجاية، لكن ممكن ننزل معاكو الجمعة اللى بعدها.{nl}هذا الحوار نصًّا دار بينى وبين الدكتور البلتاجى عن جمعة 1 يوليو والتى تلتها جمعة 8 يوليو 2011، وهناك شهود على هذا الحوار، لن أذكر أسماءهم حتى لا أسحب عليهم مواقفى، إن أرادوا الإعلان عن أنفسهم وتعضيد شهادتى سأكون شاكرة، وإن لم يرتؤوا ذلك، فعدم اللامؤاغزة، أنا شهادتى بألف. ماعلش إحنا بنتكلم يعنى.{nl}الشاهد أن الجماعة لم تقرر النزول جمعة 12 أكتوبر قبلها بيومين كما تدعى، وإنما قررت الإعلان عن النزول ذلك اليوم، خصوصًا أن الحشد لذلك اليوم كان مكثفا بشدة، وأوتوبيسات المقاطف تشهد بذلك، وعناصر الجماعة بالفعل كانت آتية من محافظات مختلفة، ووفقا لكلام البلتاجى فإن الجماعة لا تتمكن من حشد كل ذلك العدد من المحافظات فى خلال يومين.. أو الدكتور البلتاجى كان بيشتغلنى بقى؟{nl}فإما أن الجماعة قررت النزول لإفساد ذلك اليوم منذ أن علمت بنزول القوى السياسية الأخرى وقبل صدور الحكم فى قضية موقعة الجمل، أو إما أن الجماعة كانت تكذب علىّ للتهرب من مشاركتنا فى التظاهرات السابقة بحجة غير صحيحة.{nl}■ النصيحة:{nl}ما سبق كان بيان حالة، موجهًا إلى الإخوان عسى أن يفهموا لماذا يهاجمهم الجميع؟ إنتو مش واخدين بالكو إن ماحدش فى البلد كلها بيدافع عنكو دلوقت غير خالد عبد الله ودى لوحدها فى حد ذاتها تهمة؟{nl}وهنا أذكركم بمقولة وجدى غنيم، اللى هو وجدى غنيم، واللى باقول عليه وجدى غنيم، ومع ذلك قال لكم إبان تخاذلكم عن نصرة أبطال محمد محمود: أفى كل موطن لا تعقلون؟{nl}الجميع يستهجن سياسة الجماعة، وسلوكياتها المشينة، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وإليكم المفاجأة: حتى البسطاء الذين كنتم تراهنون على سذاجتهم ومشاعرهم الدينية، انقلبوا ضدكم.. ينفع كده يعنى؟ أفى كل موطن لا تعقلون؟{nl}ها أنتم تخاذلتم عن نصرة أبطال محمد محمود لتأخذوا البرلمان، وقد حل الله البرلمان وأحبط طمعكم نصرة لأرواح الشهداء، وستظل أرواح شهداء محمد محمود تطاردكم.. صدقونى أنا لما أقولكم كده. ولم تجنوا من وراء ذلك التخاذل إلا مرارة وكراهية فى قلوب أناس لم يكنُّوا لكم قبل ذلك أى كراهية.. أنا مثلا، هو أنا كنت باكرهكو؟ ما أنا ياما اتبهدلت فى المظاهرات عشانكو، وياما شتمت وحيد حامد عشان مستقصدكو.. شمتُّوه فىّ وطلع كلامه صح، وأنا اللى طلعت دغفة.. فماذا ربحت من نذالتكم؟ أفى كل موطن لا تعقلون؟{nl}الناس سارت إليكم، بعد أن خذلتموهم وهم يواجهون الموت، لتسلمكم السلطة، وتتخلص من المجلس العسكرى، فضربتم النساء، واعتديتم عليهن، ولو كان البرلمان تسلم السلطة من «العسكرى» لوجد الملايين تسانده ضد قرار الحل.. أفى كل موطن لا تعقلون؟{nl}وتوالت بعدها النذالات والمرارات، واحنا عمالين نخزن، ومع ذلك، كان من بعضنا نبلا أن ساندوا مرشحكم، والذى رشحتموه غدرًا وحنثا بالعهد، وأحمد الله أننى لم أكن منهم، ولم أنتخب مرسى، فما كان منكم إلا أن سلكتم سلوك سعاد حسنى فى حلقة «خالى البيه». وكلما وجه أحد النقد إليه تصدرت وتصديتم وكأنه رئيسكم الخصوصى.. أنا هتفت ضد رئيسى، فما شأن مواطن آخر كى يضربنى بالحجارة والخرطوش والباراشوت؟ والله لو ده رئيسكم الخصوصى خدوه فى حضنكو وحلّوا عنا، لو ده رئيس مصر يبقى ماينفعش تتصرف على إنه جوز خالتك. ثم إن هذا السلوك الأخرق سيجلب لمرسى السباب المقذع.. وورُّونا آخركو إيه؟{nl}ستعزى الجماعة استهجان جميع الناس لتصرفاتها إلى «الغيرة» كما تفعل دائمًا، وستقول لنا: موتوا بغيظكم. ذلك لأن الجماعة لا تريد أن تسمع النصح، خصوصا من الكفار من أمثالنا.{nl}«كفار».. هكذا قال لنا عناصر الجماعة وهم يقذفوننا بالحجارة، وقد قابلت أحد الشباب من حملة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والذى تعرض للضرب من الإخوان، ثم حين عرفوا شخصيته قالوا له: مش تقول إنك تبع الدكتور عبد المنعم ماكناش ضربناك! على أساس إن الدكتور عبد المنعم مش كافر وكده.{nl}طيب.. موضوع بنات كتير قوى من سنى بيغِيروا منى ده ينفع لما يكون عندك بنت دمها تقيل وعندها 14 سنة وصحابها فى المدرسة بيغلسوا عليها، فمش معقول تقول للبت إنت دمك تقيل وتعقدها فى سنها ده، فتقول لها: دول بيغِيروا منك عشان إنت حلوة وشاطرة. لكن هذا الأسلوب لا يليق بجماعة، وإن ارتأت الجماعة أن تتعامل مع عناصرها بوصفهم بنت عندها 14 سنة، فلا بأس، أنا بالفعل ألاحظ أن العمر العقلى لقواعد الجماعة التى تسير خلف المرشد دون تفكير لا يتجاوز 14 عاما. لكن إن أرادوا الدخول فى الحياة السياسية فيجب عليهم التعامل بشكل أنضج من ذلك.{nl}لا أحد يغار منكم، ولا أحد يحقد على الإسلام، وأنتم لستم الإسلام، ولو ظللتم سائرين فى غيِّكم فستخسرون كل ما أنفقتموه من أموال، وإن أبيتم سماع النصيحة، فالأيام بيننا.{nl}مستقبل غامض بعد خسارة «المعركة الأخيرة» داخل «الإخوان» فوز «الكتاتنى» كرّس سيطرة المحافظين على الجماعة وأكمل مسلسل إقصاء منافسه.. وتساؤلات حول أسباب غياب أكثر من 300 عن المؤتمر العام{nl}اليوم السابع – الأحد، 21 أكتوبر 2012{nl}ليست جماعة الإخوان المسلمين بالتنظيم الذى يمكن أن يدعو حزبه السياسى «الحرية والعدالة» إلى مؤتمر عام لينتخب ثانى رئيس له منذ تأسيسه فى أعقاب ثورة يناير، ثم يضطر إلى مد أجل التصويت لمدة ساعتين لأن النصاب القانونى لم يكتمل لبدء أعمال المؤتمر، ولحضور نسبة لا تصل إلى ربع عدد أعضاء المؤتمر، ولا تكمل هذه النسبة النصاب المحدد له 772 عضوا من بين نحو 1100.. الأمر لا يتصل بالتأكيد بتنقلات الأعضاء من المحافظات، فالجماعة معروفة قدرتها على التنظيم، وربما هو ما يميزها عن كل التيارات والقوى على الساحة السياسية المصرية، كذلك لا يتصل الأمر بحالة المرور، حيث موعد انعقاد المؤتمر كان أمس الأول، الجمعة، كما أن كل الطرق الدائرية تؤدى إلى مكان انعقاده بمدينة 6 أكتوبر.{nl}بعض من أسباب ذلك تلمح له مصادر بأن الأمر مرتبط بما تسعى قيادات الجماعة إلى نفيه على الدوام من وجود صراعات قوية كانت هى المحرك الأساسى لمشهد الانتخابات – الديمقراطية – التى جرت فى الحزب، وكانت الموجه الرئيسى لنتيجته، وحسمها لصالح الدكتور سعد الكتاتنى المدعوم من الجناح المحافظ داخل الجماعة، وعلى رأسه رجلها القوى المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام للإخوان، على حساب الدكتور عصام العريان آخر أبرز رموز ما كان يسمى بالجناح الإصلاحى بالجماعة، فالتوجه لدى قيادات الجماعة بدعم الكتاتنى كان واضحا، وتلمح المصادر إلى أنه تمت ترجمته إلى تعليمات لأعضاء المؤتمر العام بالمحافظات، مشيرة إلى أن هذه التوجيهات لم تكن مرضية لكثير من هؤلاء الأعضاء، وهو ما تكشف فى غياب هذا العدد الكبير عن عدم الحضور للتصويت، رغبة منهم فى عدم مخالفتها داخل صناديق الانتخاب.{nl}فى المقابل فإن قيادات بالجماعة ترتكب خطأ فادحا حين تحاول الترويج إلى أنها تنظيم «ملائكى» لا تأتيه الصراعات من أى جانب، دون أن تدرك أن الصراعات والمنافسة فى عالم السياسة أحد مظاهر التنوع، وتعدد الرؤى والديمقراطية، وإحدى ركائز تداول السلطة، مادام تم ذلك فى إطار سلمى واقتصرت ساحته على المنازلات الفكرية، وأن ما دون ذلك هو من مقتضيات التنظيمات الحديدية التى لا تسمح لأعضائها بالاختلاف مع رأى القادة أو القائد الأوحد. ونظرة إلى البرنامج الانتخابى لكل من المتنافسين – حتى عصر أمس الأول <hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/10-2012/الاخوان-المسلمين-32.doc)