المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 528



Haneen
2014-02-26, 11:22 AM
اقلام اسرائيلي 528
14/1/2014
<tbody>




</tbody>


<tbody>
في هــــــذا الملف

الحرب الأهلية في سوريا أنقذت ‘القاعدة’
بقلم: عاموس هرئيل،عن هآرتس

وثيقة امريكية تفيد أن شارون عبر عن استعداد لمصالحة في القدس
بقلم: باراك ربيد،عن هآرتس

رئيس الحكومة ضد المفاوضات
بقلم: اسرة التحرير،عن هآرتس

جون كيري: مهندس سياسي أم مقاول تنفيذ؟
بقلم: ابراهام بن تسفي،عن اسرائيل اليوم

بانتظار نتنياهو
بقلم: موسي راز،عن معاريف

‘نكتة شارون’
بقلم: ايلي أفيدار،عن معاريف


















</tbody>


الحرب الأهلية في سوريا أنقذت ‘القاعدة’

بقلم: عاموس هرئيل،عن هآرتس

نجحت منظمة القاعدة في أن تنعش نفسها من موجة الاغتيالات الامريكية لقادتها وفي مقدمتهم اسامة بن لادن، وهي تثبت نفسها الآن من جديد في أنحاء الشرق الاوسط حاصرة جزءا كبيرا من جنودها في الحرب الاهلية في سوريا. يرى زعيم المنظمة الحالي أيمن الظواهري أن الحدود السورية في هضبة الجولان هي منطقة انطلاق لعمليات جهاد على اهداف اسرائيلية وهي عمليات يتوقع أن تتسع اذا انتصرت المنظمة وفروعها في نضالها لنظام الاسد. وهذا هو استنتاج باحثين اسرائيليين مختصان منذ سنوات كثيرة بالبحث في منظمات الجهاد العالمي المؤيدة للقاعدة. فقد نشر الاثنان وهما يورام شفايتسر وأفيف اوريغ مؤخرا بحثا جديدا شاملا عن نشاط المنظمة في اطار معهد بحوث الامن القومي في جامعة تل ابيب.
كتب شفايتسر واوريف أنه بخلاف التنبؤات والتقديرات التي صدرت بعد اغتيال ابن لادن في أيار 2011، لم تُمن المنظمة بهزيمة ساحقة وهي لا تواجه القضاء عليها ألبتة. وهما يريان أن القاعدة ومنظمات الجهاد العالمي التي تعمل بايحاء منها استغلت الزعزعة في العالم العربي للدفع بأهدافها قدما ولتوسيع دائرة شركائها والاستمرار في جهودها العنيفة لدفع رؤياها قدما. ويتوقع قريبا تخفيف آخر للضغط عليها بسبب انسحاب قوات حلف شمال الاطلسي من افغانستان هذه السنة بعد أن تم انسحاب القوات الامريكية من العراق، ويقدر الاثنان أن تنشأ فرص جديدة للقاعدة والمنظمات العاملة معها. لكن جزءا كبيرا من الفرص موجود في سوريا حيث أصبح فرعان مؤيدين للمنظمة وهما ‘الدولة الاسلامية في العراق وسوريا’ و’جبهة النصرة’ أبرز فصيلتين مسلحتين بين الحركات المعارضة لحكم الاسد.
ويقولان إن الظواهري مهتم قبل كل شيء ببقاء التنظيم وبتثبيت صفوف المنظمة مع تقوية قيادتها. وكتبا أنه يريد ‘استغلال الربيع العربي وجعله ربيعا اسلاميا مفضلا في هذه المرحلة الجهاد الداخلي والمحلي على الجهاد العالمي’ أي حصر العناية في النضال في داخل الدول الاسلامية بدل ضرب اهداف غربية في داخل الدول الغربية.
يرى شفايستر واوريغ أن القاعدة ستحاول تأجيج عدم استقرار الحكم في الدول الاسلامية كي تستطيع أن تثبت فيها مناطق تحكمها منظمات جهاد. وستساعد المنظمة بالامداد بمقاتلين يحشدون خبرة بالحروب الداخلية الدائرة رحاها الآن في العالم العربي مع ارهابيين آتين من الدول الغربية. وهما يريان الحرب الاهلية في سوريا ‘فرصة تاريخية من الطراز الاول’ من وجهة نظر المنظمة. وكتبا ايضا يقولان إن فشل نظام الاخوان المسلمين في مصر خاصة الذي أُسقط في تموز الاخير بانقلاب عسكري سيقوي زعم القاعدة أن النضال العسكري العنيف وحده سيؤدي الى حكم اسلامي.
يقتبس الاثنان من فيلم فيديو قصير نشره الظواهري في أيار العام الماضي قبيل يوم الاستقلال الـ 65 لاسرائيل. وزعم في الفيلم القصير أن جهاد اسرائيل فريضة يجب على كل مسلم أن يقيمها سواء أكان فلسطينيا أم لا. وقال إنه يجب على المسلمين لتحرير فلسطين أن يحتشدوا في داخل سوريا وأن يستعملوها نقطة انطلاق لاعمال جهاد على اسرائيل.
وهو يرى أنه في اللحظة التي يسقط فيها نظام الاسد ستنشأ أفضل الظروف لانشاء دولة اسلامية في سوريا تصبح مغناطيسا للمسلمين الذين سيتجندون للجهاد ضد اسرائيل. وستتلقى هذه الدولة مساعدة مددية واقتصادية وعسكرية من فرع القاعدة في العراق. وقد دعا المجاهدين في سوريا الى رفض وضع اسلحتهم حتى احراز الاهداف التي حددها ومنها ‘تحرير فلسطين كلها’.
يتوقع شفايستر واوريغ ازدياد نشطاء الجهاد والوسائل القتالية على الحدود بين سوريا واسرائيل ولا سيما اذا أعلن الظواهري أن اسرائيل هي ميدان الجهاد التالي اذا أحرزت المنظمات التي تعمل بوحي منه حسما في سوريا. ويقدر الاثنان أنه ‘اذا نشأت فرصة عملياتية فقد تستغلها مجموعات الجهاد وتنفذ عمليات متاحة على اسرائيل’، حتى مع حربها لنظام الاسد ونظام الجنرالات في مصر. وكتبا أن المشكلة في المواجهة الاسرائيلية لسوريا شديدة بصورة مميزة لأن فصائل الجهاد لا تضبط نفسها أي نوع من الضبط (خشية ضرب اسرائيل لها كما اعتادت منظمات الارهاب أن تفعل في الماضي).
وتوقع الاثنان أن تبقى سوريا مركزا لنشاط الجهاد العالمي وأن تجذب الحرب فيها اليها متطوعين من انحاء العالم. وكتبا أن نتائج المعركة في سوريا ستؤثر في استقرار الدول المجاورة. ترى القاعدة أن سوريا دفيئة لنشوء احتياطي جديد من النشطاء ذوي التجربة القتالية. وتنوي المنظمة أن تجند فريقا منهم لصفوفها وأن تعد آخرين لانشاء خلايا ارهابية في دول مختلفة. ويقدران أن تجدد القاعدة في السنوات القادمة الجهود لتنفيذ عمليات في الدول الغربية.
ويرى شفايتسر واوريغ انه يجب على القوى الكبرى الغربية أن تستمر في مطاردة قيادة القاعدة. ويجب على الولايات المتحدة أن تحتفظ لنفسها بحرية العمل في افغانستان وباكستان بعد الانسحاب المخطط ايضا باتفاقات مع حكومتي هاتين الدولتين وأن تدرب في الوقت نفسه قوات الامن فيهما كي تحسن القدرة على مواجهة القاعدة. وهما يريان حاجة حيوية الى استمرار سياسة الاغتيالات للجماعة القائدة من المنظمة وعلى رأسهم الظواهري.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


وثيقة امريكية تفيد أن شارون عبر عن استعداد لمصالحة في القدس

بقلم: باراك ربيد،عن هآرتس

كان أحد الاسئلة المركزية التي سئلت منذ غرق اريئيل شارون في رقاده قبل ثماني سنوات هل كان ينوي رئيس الوزراء السابق أن يتجه الى اجراءات سياسية اخرى مع الفلسطينيين بعد الانفصال عن قطاع غزة. تكشف برقيات لوزارة الخارجية الامريكية ووثائق داخلية لقسم التفاوض من منظمة التحرير الفلسطينية، سُربت في السنوات الاخيرة، عن أن شارون وعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ‘بتنفيذ خطوات اخرى في المستقبل’، بل عبر على مسامع مسؤولين امريكيين كبار عن استعداد لنقل أحياء عربية في القدس الى سيادة فلسطينية.
‘في 26 تشرين الاول 2004 أُجيزت خطة الانفصال بعد جلسة عاصفة في الكنيست. وبعد ذلك بأشهر التقى رئيس الوزراء شارون مع سلسلة طويلة من اعضاء مجلس النواب الامريكي وشيوخ امريكيين وعرض عليهم خطته السياسية. وتُبين سلسلة برقيات أرسلتها سفارة الولايات المتحدة في تل ابيب الى وزارة الخارجية في واشنطن وسُربت الى موقع ‘ويكيليكس′ أن شارون خطط للاجراء السياسي الكبير التالي قبل الانسحاب من غزة بأشهر.
في 30 تشرين الثاني 2004، بعد اجازة خطة الانفصال في الكنيست بشهر، التقى شارون في ديوانه شيخين امريكيين من مجلس الشيوخ. كان الاول هو تشاك هيغل الذي أصبح اليوم وزير الدفاع الامريكي، وكان الثاني جو بايدن الذي هو اليوم نائب الرئيس اوباما. وأكد شارون للاثنين بحسب البرقية الامريكية أنه ملتزم بالسلام مع الفلسطينيين برغم الصراع الداخلي في اسرائيل. وقال لهما شارون: ‘ليس لليسار قوة (سياسية) واليمين يعارض مبادرتي كليا’. وبين أنه على إثر موت عرفات قبل ذلك باسابيع معدودة ‘نشأت فرصة جديدة’ لتنفيذ الانفصال بتنسيق مع السلطة الفلسطينية.
”اذا نفذ الانفصال من غزة بنجاح، فسيمكن تحقيق خريطة الطريق على مراحل’، قال شارون للشيخين. وقصد رئيس الوزراء آنذاك بكلامه خطة رئيس الولايات المتحدة في تلك الايام جورج بوش التي تقول أن تتم مرحلة ثانية بعد المرحلة الاولى التي هي احراز هدوء أمني، تنشأ فيها دولة فلسطينية في حدود مؤقتة استعدادا للتوقيع على تسوية دائمة في المرحلة الثالثة.
في 27 كانون الاول 2004 زار ديوان رئيس الوزراء في القدس السناتور جو ليبرمان. وقال شارون إنه معني بعد الانفصال بالعودة الى تنفيذ خريطة الطريق لكنه أكد أن شرط التقدم السياسي هو محاربة الفلسطينيين للارهاب. ‘لا أتوقع من أبو مازن أن يكون صهيونيا لكن يجب عليه أن يخطو خطوات مضادة للارهاب’، قال للسناتور الامريكي. وبين كلام شارون في ذلك اللقاء كما وثقه السفير الامريكي آنذاك دان كيرتسر، بين بصورة أوضح أنه لم يقصد أن يقف عند الانسحاب من غزة بل أن ينفذ خطوات بعيدة المدى في الضفة الغربية بل في القدس.
‘عرض شارون المواضيع المهمة له (في التسوية الدائمة)’، كتب كيرتسر. ‘لن يعود اللاجئون الفلسطينيون الى دولة اسرائيل، وتبقى الكتل الاستيطانية متصلة باسرائيل بحسب الاتفاق مع الرئيس بوش. ولن تُجري اسرائيل تفاوضا في القدس عاصمتها الأبدية على نحو يفضي الى تقسيم القدس. قال شارون إنه قد يزن نقل بضعة أحياء عربية سُكنت بعد حرب 1967 لكنه أكد أنه لن يُسلم جبل الهيكل وجبل الزيتون ومدينة داود أبدا’. ويمكن أن نُخمن أن كيرتسر قصد أحياء أطراف شرقي القدس التي ليست هي جزءا من الحوض التاريخي مثل شعفاط وأبوديس وبيت حنينا التي كانت قائمة قبل حرب الايام الستة لكنها كبرت كثيرا بعدها.
بعد ذلك باسبوعين، في 10 كانون الثاني 2005، التقى شارون مرة اخرى وفدا من الشيوخ من مجلس الشيوخ برئاسة بايدن. وقال بحسب برقية السفير كيرتسر: ‘اذا قام الفلسطينيون بما يجب عليهم في موضوع الامن فيمكن العودة الى خريطة الطريق. قد يستغرق ذلك بضع سنين لكن التسوية الدائمة قابلة للاحراز. اذا خطا الفلسطينيون الخطوات المطلوبة فانهم يستطيعون احراز دولة في حدود مؤقتة وسنبدأ في موازاة ذلك تفاوضا في التسوية الدائمة’.
لكن في كل مرة حدثت فيها عمليات تفجيرية عاد مستوى غضب شارون الى الارتفاع. ففي 14 كانون الثاني 2005 بعد هجوم مخربين على مستوطنة موراغ وعملية تفجيرية في معبر كارني اتصل كيرتسر برئيس ديوان شارون دوف فايسغلاس للاطلاع على آخر الاخبار. وفي مرحلة ما اختطف شارون السماعة من فايسغلاس وبدأ يخرج ما استكن من حقده على السفير. ‘لست أرى أية محاولة من السلطة الفلسطينية لفعل شيء ما’، قال شارون بحسب البرقية التي ارسلها كيرتس في ذلك اليوم الى وزارة الخارجية في واشنطن. ‘ضقت ذرعا بأن أقول لكم إنني لن أهادن في الامن… لا تقولوا لي إنه يجب علي أن آخذ في الحسبان مشكلات الفلسطينيين، فلاسرائيل مشكلات ايضا وتوجد الآن جنازات في كل يوم تقريبا’.
وتكشف وثائق لقسم التفاوض من م.ت.ف، سُربت في كانون الثاني 2011 الى شبكة ‘الجزيرة’ عن أنه بعد موت ياسر عرفات في تشرين الثاني 2004 وبقدر أكبر بعد فوز عباس في انتخابات الرئاسة في كانون الثاني 2005، سعى شارون الى تنسيق الانسحاب من غزة مع السلطة الفلسطينية. وفي 8 شباط 2005 التقى شارون وعباس في شرم الشيخ. كان مؤتمر القمة حدثا سياسيا مهما كان يرمي الى الاشارة الى نهاية الانتفاضة وفتح صفحة جديدة بين اسرائيل والفلسطينيين. وسُرب محضر اللقاء لكنه لم يحظ بنشر. وتظهر الوثيقة وهي ست صفحات مكتوبة باللغة العربية أن اللقاء تم في جو ايجابي بل احتفالي حينما كان الطرفان يضاحك بعضهما بعضا.
أبو مازن: ‘ما زلت أنتظر دعوة الى المزرعة. هل كبرت الشياه؟’.
أبو العلاء: ‘كنا ذات مرة نستطيع أن نأتي الى المزرعة لزيارة رئيس الوزراء في خمس دقائق لكنها أصبحت تستغرق ساعة منذ انشاء الجدار’.
شارون: ‘ألا تخشيان أن يطلق أحد ما النار عليكما؟’.
أبو مازن: ‘لسنا خائفين ولا قلقين. ان شاء الله سيعود الوضع ليصبح طبيعيا’.
وأكد الرئيس الفلسطيني لشارون أنه يلتزم بالسيطرة على الوضع الامني، وأن يكافح الأنفاق في قطاع غزة وأن يوقف التحريض على اسرائيل في وسائل الاعلام. وطلب الى شارون أن يفرج عن السجناء الفلسطينيين المسجونين في اسرائيل قبل اتفاقات اوسلو وهم اولئك السجناء الذين أفرج عنهم بنيامين نتنياهو بعد ذلك بتسع سنوات، وبعد أن عرض الرئيس الفلسطيني سلسلة طلبات طويلة أثار اقتراحا يثير الاهتمام. ‘اذا أردت أن تستغل الوقت فيمكن انشاء قناة خلفية سرية للتفاوض في التسوية الدائمة’، قال لشارون.
وحينما حانت نوبة شارون للحديث عرض سلسلة بوادر حسن نية اسرائيل مستعدة لتنفيذها كانسحاب من عدة مدن فلسطينية في الضفة وازالة حواجز. ولم يوافق شارون على الافراج عن السجناء الذين طلبهم عباس لكنه وافق على الافراج عن 900 سجين آخر: ‘إن الافراج عن السجناء ليس أمرا سهلا في اسرائيل. كان عندنا في الاربع سنوات والنصف الاخيرة ألف قتيل وليس ذلك سهلا على العائلات لكننا سنتقدم ما بقي الهدوء موجودا. نحن نقول ببوادر حسن نية كثيرة لكن الارهاب مستمر في كل مكان’.
أبو مازن: ‘لحظة لحظة (باللغة العبرية)، أنا في منصبي منذ ثلاثة اسابيع فقط’.
شارون: ‘عندك مشكلة في انشاء الحكومة وعندي مشكلة في داخل الحكومة’.
محمد دحلان: ‘ربما نجري تبادل وزراء’.
شارون: ‘أنا مستعد لأن ننشيء لجنة من اجل ذلك. يرأسها صائب عريقات… ليست خطة الانفصال أمرا سهلا في اسرائيل. وقد اقترحت أن نلتقي في رام الله لأنني سأكون هناك أكثر أمنا’.
برغم الجو المريح تحول شارون في مرحلة ما الى لغة أكثر جدية وأكد أنه لن يوجد تقدم سياسي من غير مكافحة فلسطينية للارهاب. ‘أنا مصمم على تنفيذ خطة الانفصال وأريد أن تكون بتنسيق معكم ولا سيما موضوع الامن والممتلكات’، قال. ‘علينا أن نوثق التعاون الامني. أريد القيام باعمال كبيرة لكنني لا استطيع قبول الارهاب’.
أبو مازن: ‘إن الأمن في مقدمة اهتماماتنا… نريد أن يترك المستوطنون مع أزهار وورد’.
شارون: ‘لن نحصل على ازهار من المستوطنين. أريد أن تأتوا الى المزرعة. سأفكر في طعام طيب. سألتقي الفلاحين في المنطقة وأحدثكم في وزن العجول والشياه’.
أبو العلاء: ‘هل تأتي إلينا في أبوديس؟’.
شارون: ‘كيف آتي؟ وقد بنيت جدارا هناك’.
بيد أن الابتسامات اختفت بعد ذلك بثلاثة اشهر، وبدأ شارون يظهر عدم الصبر على عجز السلطة الفلسطينية في حربها للارهاب في غزة. في 30 أيار 2005 التقى شارون عضو مجلس النواب الامريكي جيم كولبي وتنبأ بصورة دقيقة بالمزاج العام الذي سيغلب على الجمهور الاسرائيلي بعد ذلك ببضع سنوات نحو المسيرة السلمية. ‘سيكون استعدادي واستعداد الاسرائيليين للتقدم في مسيرة السلام بعد الانفصال مشروطا بحرب الفلسطينيين للارهاب’، قال. وتحدث شارون عن أنه قبل ذلك بمساء واحد سقطت قذيفة قسام عند مدخل مزرعة شكميم. وأكد أن اطلاق القذائف من غزة يجعل الجمهور الاسرائيلي يفقد الثقة بسياسته. وقال: ‘كل عملية ارهاب تزيد في سوء وضعي الداخلي. انخفض تأييدي في استطلاعات الرأي من 70 بالمئة الى 54 بالمئة’.
بعد ذلك بثلاثة اسابيع في 22 من حزيران 2005، التقى شارون وعباس مرة اخرى وكان ذلك في بيت رئيس الوزراء في القدس هذه المرة. وكان اللقاء الذي تم قبل الانسحاب من غزة بشهرين أقل بهجة من اللقاء في شباط. فقد جاء في وثيقة تلخيص اللقاء التي كتبها قسم التفاوض من م.ت.ف أن عباس ومستشاريه خرجوا خائبين وعرفوا الوعود التي حصلوا عليها من شارون بأنها ‘تكرير’. وقد تخلى شارون في هذه المرة عن النكات وبدأ اللقاء بحديث ذاتي مدة ربع ساعة. ‘وعدتَ بأن تبدأ نقض البنى التحتية للارهاب لكن ذلك لم يحدث’، قال لعباس. ‘ما الذي تنوي فعله لوقف العمليات؟ أنا أعلم أنك مصمم على وقف العمليات… طلبت استخباراتنا أن توقفوا مطلوبين وتفضلنا عليكم بزيادات لكن لم يحدث شيء’.
‘وأشار شارون لعباس اشارة خفية الى أنه ينوي تنفيذ اجراءات سياسية اخرى بعد الانفصال لكنها متعلقة بالوضع الامني. ‘نطلب أن يكون الوضع في غزة هادئا في اثناء الانفصال’، قال لعباس. ‘سيزيد التنسيق بيننا في احتمال حدوث ذلك. فاذا كانت السلطة الفلسطينية مستعدة للتنسيق فستكون اسرائيل قادرة على تنفيذ خطوات اخرى في المستقبل، لكن اذا وقعت هجمات ارهابية فسنوقف الانفصال كله’.
وحاول الرئيس الفلسطيني أن يدافع عن نفسه وأجاب مازجا بين الدفاع والهجوم المضاد قائلا: ‘كل رصالة تطلق عليكم توجه إلينا ايضا فثمة أناس يريدون تدمير مسيرة السلام، لكن اذا طاردناهم وقتلناهم فسيضر ذلك فقط بمسيرة السلام. تفهم صعابي… ففي الاشهر الخمسة التي قضيتها في منصبي لم تفعل أنت شيئا لمساعدتي’.
شارون: ‘يجب مكافحة الارهاب… عندك من القوة والسيطرة أكثر مما أنت مستعد للاعتراف به… أنا أتفهم وضعك لكنني لا أستطيع أن أساعد بالافراج عن سجناء ما بقيت صواريخ القسام تسقط في اسرائيل ويخطط لعمليات انتحارية’.
أبو مازن أجاب بغضب: ‘أنت لا تعطيني أي شيء’.
تدخل محمد دحلان: ‘هذا اللقاء فكاهة’.
شارون: ‘أنتم في مفترق مهم… اذا أعطيت أكثر في الشأن الامني فسنعطي أكثر في الشؤون المهمة لك’.
أبو مازن: ‘ليست عندي الوسائل والقدرة لأجرد اولئك الذين يتعدون على وقف اطلاق النار من سلاحهم. إن توجهك يحدث انطباع أن السلطة الفلسطينية تشجع العنف في حين أن الوضع بعكس ذلك’.
شارون: ‘لم أقل إنكم تؤيدون الارهاب، لكنكم لا تفعلون ما يكفي لوقفه’.
أبو العلاء: ‘فعلنا كل ما نستطيع في شأن تنسيق الانسحاب من غزة، برغم أنكم قلتم إن الحديث عن اجراء من طرف واحد. إن الانفصال قد يقوي السلطة الفلسطينية أو يضعفها تماما والنتيجة في يد اسرائيل’.
بعد ذلك اللقاء مع عباس في بيت رئيس الوزراء بنصف سنة رقد شارون رقدته الطويلة. ويصعب أن نعلم هل كان سينفذ وكيف الخطط التي خططها على مسامع الامريكيين والفلسطينيين. فالوثائق الامريكية والفلسطينية تُبين كيف زاد شك شارون بالفلسطينيين وقوي كلما اقترب الانفصال. وبرغم ذلك لم يقدر تقديرا صحيحا ما سيحدث هناك بعد أقل من سنتين. ‘لا أتوقع أن تسيطر حماس على غزة’، قال للسناتور كارل لفين في 14 آذار 2004. ‘فهم يخشون أن نضربهم بقوة أكبر في اليوم الذي يلي الانسحاب
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ







رئيس الحكومة ضد المفاوضات
بقلم: اسرة التحرير،عن هآرتس

‘يوم الجمعة نشرت وزارة البناء والاسكان عطاءات لبناء 1.400 وحدة سكن في الضفة الغربية ويوم الخميس اعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بانه لن يتفاوض على القدس حتى بثمن تفجير المفاوضات. بل وقال رئيس الوزراء انه لن يوافق على وثيقة’ يذكر فيها حتى ولو بشكل عام اقامة عاصمة فلسطينية في ارض من اراضي القدس. هاتان الخطوتان، اللتان تمتا بعد لحظة من سفر وزير الخارجية الامريكي جون كيري من هنا تثيران تساؤلات عن مدى التزام حكومة اسرائيل بالمسيرة السياسية.
اتفاق الاطار ليس اتفاق سلام. عن هذا التطلع، كما يبدو تخلت كل الاطراف. واذا ما ولد شيء ما من هذه المباحثات، فستكون هذه وثيقة مبادىء قد يستند اليها، ربما، في المستقبل، اتفاق السلام. مثل هذه الوثائق ترافق تاريخ المفاوضات السياسية منذ اليوم الاول الذي صيغت فيه خريطة الطريق، التي تطلعت الى ترجمة رؤيا الرئيس جورج بوش من العام 2002، عبر مساعي الوساطة للمبعوث الخاص الى الشرق الاوسط، جورج ميتشيل، والاتفاق لتجميد البناء في المستوطنات، وحتى المفاوضات الحالية، التي خصصت لها تسعة اشهر آخذة في النفاد. ولكن حتى اتفاق الاطار هذا، مهما كان عاما وغامضا، يعتبر في اسرائيل تهديدا كبيرا ينبغي تعطيله قبل ان يتحقق.
وهكذا، اذا ما درجت الحكومة في الماضي على استقبال الوسطاء ببيان عن بناء المستوطنات، فانها تتذاكى هذه المرة من خلال فتح حساب منفصل اصبح مثابة اجماع في اطاره تبنى المستوطنات مقابل تحرير السجناء. اما التواصل السيادي الفلسطيني، الشرط الضروري لاقامة دولة، فهي تدمره مع مبادرة ضم الغور. والتطلع الفلسطيني الى سيطرة سيادية ما وان كانت رمزية، في القدس، يسحقه نتنياهو قبل الاوان، رغم أنه عمليا لا توجد مدينة منقسمة أكثر منها. وكأن هذا لا يكفي، فان اسرائيل تعرض الاعتراف بها كدولة يهودية كشرط هو مثابة ‘على جثتي’. مشكوك ان يكون ممكنا تحقيق اتفاق مما تبقى من فتات على طاولة المفاوضات.
ان سلوك واعلانات رئيس الوزراء تعزز الانطباع بان ليس اتفاق السلام هو الذي امام ناظريه بل الجهد للتملص منه بشكل ‘محترم’ لا يلقي على اسرائيل الذنب في احباطه. ان نتنياهو يرفض ان يفهم بانه حتى لو نجح في مهمته، فان الثمن الذي ستدفعه اسرائيل على تملصها سيكون باهظا، ولن يعود ممكنا طمسه.’
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

جون كيري: مهندس سياسي أم مقاول تنفيذ؟

بقلم: ابراهام بن تسفي،عن اسرائيل اليوم

إن واحدة من المواضعات الرائجة بين خبراء ومحللين يحاولون تتبع سلوك الولايات المتحدة في الفضاء الاسرائيلي الفلسطيني الحالي، هي أن الحديث عن عرض ممثل وحيد ألا وهو وزير الخارجية جون كيري. والحديث بحسب هذا التقدير الشائع عن باعث لا يُتحكم فيه ولا يكل عند متخذ قرارات وحيد يعمل في واقع مستقل منفصل عن ترتيب أفضليات البيت الابيض.
ثم من سيزعمون أنه كما كانت المبادرات السياسية البعيدة المدى لوزير الخارجية الامريكي وليام روجرز، لتسوية شاملة في الساحة المصرية والساحة الاردنية الفلسطينية قد صيغت في 1969 دون أن تعبر عن التصور العام للبيت الابيض، فانه ينبغي ايضا ألا يُرى نشاط كيري في الصعيد الاسرائيلي الفلسطيني تعبيرا خالصا عن ترتيب افضليات الرئيس الحالي.
لكن نظرة أكثر عمقا في عملية الوساطة الحالية تشير الى أنه يمكن ولا سيما على خلفية مطامح اوباما الى ترك أثر خاص له على المجتمع وعلى الاقتصاد الامريكي، الى أنه يمكن ألا نرى كيري أكثر من مقاول تنفيذ مخلص مطيع للرئيس وليس ‘مستقلا في الميدان’ يحرص البيت الابيض في ظاهر الامر على الحفاظ على مسافة مناسبة بعيدا عنه.
وتتساوق هذه الصورة مع القطع المختارة من مذكرات وزير الدفاع السابق روبرت غيتس التي نشرت في الاسبوع الماضي وتعرض مسار اتخاذ القرارات في مجالات الخارجية والامن في ادارة اوباما الاولى على أنها شديدة التركيز ولا تُمكن من وجود حواشي واسعة للاستقلال الفكري وانحراف ملحوظ عن الاستراتيجية الرسمية. فاذا كانت هذه هي الصورة في الفترة الحالية ايضا واذا اضفنا الى ذلك رأيا مركزيا آخر يظهر من كتاب غيتس وهو طموح الرئيس المتقد الى فصل أمته عن مراكز حرب وازمات وأن ينطوي في داخل الفضاء الامريكي، فانه يكون أمامنا حل للغز واغلاق للدائرة.
‘ونقول بعبارة اخرى إن الرئيس يرى أن تسوية القضية الاسرائيلية الفلسطينية (أو اقرار اوضاع المنطقة على الأقل) يرمي الى أن يكون لبنة مركزية، تُقرب الادارة الامريكية مع احراز التسوية الدائمة مع ايران الى هدفها المأمول وهو حصر العناية في برنامج العمل الداخلي وحده تقريبا وذلك دون أن يستمر ظل التصعيد المهدد الذي قد يجذبه بخلاف ارادته الى تدخل في الجبهة الفلسطينية أو في المنطقة كلها، على التحليق في الخلفية. وكما ابتدأ اوباما في 2009 خطته لتجميد البناء في المناطق مؤقتا بغرض تحريك وصوغ مسارات اقليمية أوسع تُمكن الولايات المتحدة من الانسحاب من العراق دون خشية الفوضى، يحاول اليوم ايضا بعد الفشل المدوي لسياسته الاولى أن يستنفد كل طريقة وكل مسار يُسهل عليه أن يدفع قدما بهدف الانفصال المأمول.
والسؤال الذي يسأل هو هل سينجح هذا التوجه، توجه ‘الرقصة (الدبلوماسية) الاخيرة والوداع′ على طريقة الرئيس لا وزير خارجيته، في كسر الجمود في هذه الجملة المشحونة المركبة وذلك بعد أن أحرق نشوب الربيع العربي اوراق اللعب كلها وقضى بصورة نهائية على محاولات ادارة اوباما في البدء شق طريق بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية. وعلى كل حال، وكما كانت هيلاري كلينتون بمنزلة تقنية خبيرة فصيحة للترويج للاجراءات السياسية التي صيغت في المكتب البيضوي في خلال سنوات ولاية اوباما الاولى الاربع، فان كيري ايضا مهيأ ليؤدي دور مترجم رؤيا الانسحاب من المنطقة الى لغة التسوية الاسرائيلية الفلسطينية التي ستُمكن من تنفيذه بالفعل.
‘وفيما يتعلق بالابتعاد النسبي الذي يحافظ عليه البيت الابيض من وزير الخارجية وجهوده التي لا تكل، فليس الحديث عن عدم تنسيق أو انقطاع عن المسيرة السياسية نفسها بل عن رغبة في مضاءلة الاضرار من وجهة نظر اوباما اذا ما دفعت المبادرة الحالية كسابقتها الى طريق مسدود. فلم يبق سوى أن ننتظر لنرى هل يتحقق هذا السيناريو حقا وهل ينفذ البيت الابيض انفصاله من طرف واحد لا عن المنطقة بل عن وزير خارجيته وذلك كي يحمي اسمه وفخامة شأنه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

بانتظار نتنياهو

بقلم: موسي راز،عن معاريف
في مقاله ‘ماذا تفكر الانتخابات’، 9/1/2014، يعجب زئيف كام كيف تتوقع النائبة غلئون من حكومة نتنياهو ان تنفذ سياسة اليسار ويخيب املها في أنها لا تفعل ذلك. كام محق في أنه يوجد توقع بان يفعل رئيس الوزراء الامر السليم لاسرائيل. فمنذ 1967 عانت اسرائيل من تدهور وضعها الامني (حروب الاستنزاف، يوم الغفران، حرب لبنان الاولى والثانية والانتفاضتين والارهاب) ومن تدهور مكانتها في العالم لدرجة خطر نزع الشرعية.
لقد فهم معظم رؤساء الوزراء من الليكود بانه من أجل تحسين وضع اسرائيل يجب الانسحاب من المناطق المحتلة. رئيس الوزراء الاول من الليكود، الراحل مناحيم بيغن، الذي وعد بانه ‘لن يتنازل عن ذرة رمل من ارض سيناء’، رأى من مكتبه امورا لم يرها من المعارضة، وعندما فهم بان السلام خير من السيطرة في الصحراء، انسحب من كل المناطق التي احتليناها من مصر.
رئيس الوزراء ارئيل شارون الراحل الذي قضى بان ‘حكم نتساريم كحكم تل أبيب’، فهم مع تسلمه المنصب بان حكم نتساريم هو الاخلاء ومعها كل المستوطنات في غزة. وكذا رئيس الوزراء اولمرت، الذي ترى كل حياته في الليكود، صحا وفهم اهمية انهاء الاحتلال واقترح على ابو مازن انسحابا اسرائيليا بنحو 100 في المئة من المناطق.
التوقع بان يهجر رئيس الوزراء نتنياهو الخطابة ويختار العمل من أجل سلامة وأمن اسرائيل ينبع ايضا من افعال نتنياهو. فقد انتخب نتنياهو في 1996 بعد أن عارض اتفاقات اوسلو والحوار مع عرفات، ولكن بعد انتخابه التقى بعرفات بل ووقع على ‘محضر الخليل’، الذي بموجبه أخلى قوات الجيش الاسرائيلي من معظم اجزاء المدينة بل ووعد بانسحاب من كل مناطق الضفة الغربية باستثناء المستوطنات وقواعد الجيش. وبعد انتخابه الثاني القى خطاب ‘بار ايلان’ الذي أعرب فيه عن تأييده لحل الدولتين. وعليه فان التوقع بان يعمل بعد انتخابه في المرة الثالثة من أجل مصالح اسرائيل منطقي اكثر من التوقع المعاكس لكام.
وفضلا عن ذلك، لا ينبغي التجاهل في أنه بينما توجد لغلئون توقعات من نتنياهو، في لحظة ما كانت لنتنياهو توقعات من غلئون وذلك لانه اذا ما تقدم رئيس الوزراء بالفعل في المسيرة السياسية فانه سيحتاج الى تأييد من المعارضة لخطواته. وكمن يفترض ان توفر شبكة امان للتسوية، فان لغلئون كل التفويض ايضا لانتقاد نتنياهو الذي خضع في هذه اللحظة لليمين المتطرف في حزبه ولا يعمل من أجل المصالح الاستراتيجية لاسرائيل.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

‘نكتة شارون’

بقلم: ايلي أفيدار،عن معاريف

وجوده عديدة كانت لاريك شارون، وكل من اتصل به تعرف على جانب ما من شخصيته. الزعيم العسكري، السياسي، رجل العائلة والصديق. وحس الدعابة لدى أريك كان أيضا من مزاياه الشهيرة، ولكن ما لا يعرفه كثيرون هو أن حس الدعابة هذا خدمه غير مرة كأداة عمل ايضا.
نلت شرف منصب المستشار السياسي لشارون عندما كان وزيرا للخارجية في حكومة نتنياهو. ومع تعيينه بدأت تنطلق اصوات عالية حول مدى التعاون الذي سيحظى به من زعماء العالم. لقد كان شارون يعتبر حتى ذلك الوقت في نظر الكثيرين شخصية غير مرغوب فيها.
رحلة أريك الاولى الى لقاءات سياسية في الخارج كانت الى الولايات المتحدة. وبدا الضغط ملموسا جيدا في الهواء. وكانت التعليمات هي الاستعداد لكل السيناريوهات. وخطط لشارون لقاء مع الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان في نيويورك. اعد موظفو وزارة الخارجية لاريك اوراق موقف في كل المواضيع على جدول الاعمال: بدء من المسيرة السلمية، عبر قوات الامم المتحدة على حدود اسرائيل وحتى الشكاوى الفلسطينية في مسائل مختلفة. ولكن لم تعد أي ورقة موقف شارون للكمين الذي اعده له الامين العام للامم المتحدة. فمع بداية الجلسة مع الامين العام للامم المتحدة توجه اليه عنان بالكلمات التالية: ‘سيدي وزير الخارجية. تلقيت هذا الصباح فاكسا عاجلا من رئيس وزراء لبنان (ولوح عنان بالفاكس) روى أن امس في الساعة الواحدة صباحا حطمت طائرات سلاح الجو فوق بيروت. كيف تعتقد أن الاطفال اللبنانيين، الذين استيقظوا على اصوات الانفجارات الفوق صوتية بفزع سيتعلمون العيش بسلام مع اسرائيل.
توجه فظ كهذا لوزير خارجية جديد كان اسوأ من كل اجلاس على كرسي منخفض. فليس الكياسة الدبلوماسية تغيب عن اقوال عنان لم تكن هنا أي كياسة على الاطلاق. كان واضحا بان عنان لا يقصد شارون نفسه، بل عناوين الصحف في الغد التي ستروي عن التوبيخ الذي تلقاه وزير الخارجية الاسرائيلي في زيارته الرسمية الاولى الى الامم المتحدة.
وساد الغرفة صمت مطبق. شارون فقط لم يفقد سكينته على الاطلاق. فقد انصت لعنان، واحتسى بعض الماء من كأس كان على الطاولة وأجاب بتلقائية، ونظرة بريئة على وجهه: |سيدي الامين العام، انا ابن نحو 70، واجدني ملزما بان اعترف باني بصعوبة جمة انجح في أن ابقى يقظا في ساعة متأخرة عن الساعة التاسعة ليلا. ليس عندي أي فكرة كيف يمكن للناس أن يؤدوا وظائفهم في الواحدة بعد منتصف الليل؟’ فانفجر طرفا الطاولة في ضحك صاخب. وما أن هدأ الضحك حتى قال الامين العام للامم المتحدة بابتسامة: ‘سيدي وزير الخارجية، سأقدر جدا اذا ما حرصت على ان تذهب طائرات سلاح الجو الاسرائيلية الى النوم هي الاخرى مبكرا في التاسعة ليلا’.
هذا ايضا كان شارون في عظمته. فقد فهم بالضبط الى اين يريد الامين العام ان يقود الجلسة. رأيت سياسيين خبراء ينفجرون بالاتهامات في مثل هذه اللحظة او بالاعتذارات. شارون لم يكن رجل اعتذار. ولكنه عرف ايضا بان’ المواجهة كانت ستخدم عنان. وفهم شارون الوضعية الصعبة، واختار لها الاداة المناسبة وخرج من الوضعية في افضل شكل ممكن. الهدوء الذي ميزه في ميدان المعركة ميزه أيضا في الجبهة السياسية. ‘
‘احد لا يقدر انحناء القامة’، درج اريك على القول. في حياته وفي موته، لم ينحني شارون.


ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ