Aburas
2012-10-29, 09:54 AM
أقـــــلام وأراء عربي (235) {nl}ــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ {nl}وسام الحسن{nl}رندة تقي الدين عن الحياة اللندنية{nl}ضيف غزة وزيارته المفاجئة{nl}رأي القدس العربي{nl}الإعلام الفلسطيني في ضوء زيارة أمير قطر إلى غزة{nl}أيمن خالد(كاتب فلسطيني) عن القدس العربي{nl}انكسر حصار غزة{nl}فهمي هويدي عن الشروق المصرية{nl}أيسر .. عنوان قضية{nl}صالح عوض عن الشروق الجزائرية {nl}مصر من عبدالناصر الى محمد مرسي : مـن الـتحرير والايمان بالقومية إلـى الـتـآمـر عـلـى القـضـيـة{nl}النفطي حولة (وحدوي مستقل وناشط نقابي وسياسي) عن الشروق التونسية{nl}ربيع ولا عروبة في أنظمة بديلة بإسلام أميركي{nl}طلال سلمان عن السفير اللبنانية{nl}حمد في غزة .. كسر الحصار أم تعميق الانقسام؟!{nl}عريب الرنتاوي عن الدستور الأردني{nl}شكراً "أبو مازن"!{nl}ميشيل تويني عن النهار اللبنانية{nl}مرسي يجدد عهد السادات{nl}ماهر الجعبري عن الزمان العراقية{nl}هل تحالفت القاعدة مع نظام دمشق؟!{nl}كلمة الرياض يوسف الكويليت{nl}إصلاح أم انقلاب؟{nl}عبدالعزيز التويجري عن القبس{nl}وسام الحسن{nl}رندة تقي الدين عن الحياة اللندنية{nl}يوم أعلن الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي عن ارتياحه لخروج اديت بوفييه الصحافية الفرنسية في جريدة «الفيغارو» التي كانت تغطي الحرب في سورية قال العميد وسام الحسن المحترف والكفوء لـ «الحياة» إنها لم تخرج بعد. وكان من الصعب أن يصدق أي كان أن الرئيس الفرنسي أخطأ وأعلن خروجها والعميد الحسن يقول إنها ما زالت في الأراضي السورية. وبعد دقائق من إعلان ساركوزي عن خروجها عاد واعتذر من الفرنسيين في إطلالة إعلامية قائلاً إنه أخطأ وأنها ما زالت في الأراضي السورية. ثم خرجت بوفييه وشكر ساركوزي المسؤولين اللبنانيين بمن فيهم الرئيس سعد الحريري لأنه كان على علم أن العميد وسام الحسن ساعد في إنقاذ وإخراج الصحافية من الجحيم السوري وهي مصابة بجروح خطيرة. فالعميد وسام الحسن كان شخصية استثنائية فكان بارعاً في عمله كرئيس شعبة المعلومات إضافة إلى انفتاحه وصراحته وتواضعه وتعامله مع الناس وأيضاً مع الإعلاميين. فلم يكن يخاف منهم وكانت شبكة علاقاته واسعة معهم ومبنية على انفتاح غير معهود وثقة من رجل مخابرات بالإعلاميين لأنه كان دائماً صادقاً.{nl}إن اغتياله الوحشي مع رفيقه الشهيد أحمد صهيوني مثل اغتيال معلمه الكبير الرئيس رفيق الحريري سببه احترافه الكبير ووفاؤه لبلده ورغبته في حماية بلده من تداعيات حرب النظام السوري على شعبه. فاغتيل وسام مثل الرئيس الحريري وجبران تويني وسمير قصير وبيار الجميل وجورج حاوي ووسام عيد ووليد عيدو واللائحة طويلة من الشهداء كما الشهداء من الشعب السوري الذين يقتلون بالمئات من جيش النظام. العميد وسام الحسن كان يعمل منذ أكثر من سنة على قضية ميشال سماحة لمراقبة أعماله وتحركاته لأنه كان يعرف أن النظام السوري يعد كارثة للبنان. وعندما عمد مع المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي إلى توقيف سماحة كانت البراهين صلبة وفادحة وكان حلفاء سورية في لبنان وفي طليعتهم «حزب الله» يدركون أن ما لدى ريفي والحسن من براهين صلب وقوي. وأسف الحسن كان شديداً لأن الحكومة اللبنانية لم تصدر مذكرة توقيف بحق رئيس الاستخبارات السورية الذي أوكل المهمة لسماحة. كما أنه كان عازماً على حماية سماحة الموقوف في لبنان من القتل من معلميه لأن بحوزته الكثير من المعلومات عنهم. فالحسن كان مسؤولاً من الجيل الصاعد له مستقبل واعد ليس فقط على الصعيد الأمني بل أيضاً على الصعيد السياسي. ولذا اغتالوه ومعه عدد من أهالي الأشرفية. فلم تتوقف يد الإجرام والقتل أمام المدنيين والمارين في الأشرفية من أولاد ونساء يسقطون مع العميد الشهيد. وقد اغتالوا قلب زوجته التي أرادها في باريس محمية من وحشية من كان يعرف أنه يتعرض لهم. ويتموا ولديه اللذين كانا يبكيان والداً حنوناً ومحباً يوم تشييعه والألم يثقل سنهم الصغير.{nl}إن جمهور ١٤ آذار أخطأ في دفع الناس إلى الهجوم على السرايا. فالمطالبة بإسقاط الحكومة لا تفيد الآن لا على الصعيد الانتخابي لأن قانون الانتخاب لن يمر بكل الأحوال ولا على الصعيد الأمني طالما النظام السوري ما زال موجوداً والتعطيل بكل الأحوال كان دائماً الوضع السائد منذ اغتيال الرئيس الحريري وسلسلة الاغتيالات التي تبعت. إن بقاء اللواء أشرف ريفي والعقيد عماد عثمان الذي عين خلفاً للعميد الحسن عنصر أساسي في مثل هذه المرحلة الدقيقة في المنطقة. أما إسراع سفراء الدول الكبرى في لبنان إلى الرئيس ميشال سليمان لمطالبته ببقاء الحكومة فهو لحرصهم على بقاء «حزب الله» في حكومة ستكون مسؤولة إذا حدثت أي كارثة على جنود الدول في قوات حفظ السلام. فهم يدركون أن أي كارثة تستهدف هذه القوات ستؤدي إلى سحبها وهذا خطر كبير على المنطقة. فلا شك أن بقاء حكومة «حزب الله» أفضل لهذه الدول من فراغ يجعل خطر تعرضها أكبر ولو أن الحكومة غير قادرة على منعه إذا أصرت إيران أو سورية على ذلك. فالأسرة الدولية لها حسابات خاصة بمصالحها وليست بالضرورة متناسبة مع مصالح الشعب السوري واللبناني. رحم الله عميدنا الحسن والأمل أن تقطع يد القتل بسرعة في سورية ولبنان.{nl}ضيف غزة وزيارته المفاجئة{nl}رأي القدس العربي{nl}عندما وصف السيد اسماعيل هنية رئيس الحكومة في قطاع غزة زيارة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بانها تاريخية، فانه لم يجاف الحقيقة، ولم يقل هذا الكلام من قبيل المجاملة، فاقدام زعيم عربي على هذه المخاطرة الامنية والسياسية في الوقت نفسه ليس بالامر الهين.{nl}قطاع غزة يواجه حصارا ظالما منذ سبع سنوات تقريبا، وتعرض لعدوان اسرائيلي ادى الى تدمير واتلاف حوالي 60'الف وحدة سكنية، واستشهاد 1400 انسان من جراء القصف من البر والبحر والجو معظمهم من الاطفال والنساء.{nl}امير قطر الذي وصل الى القطاع بصحبة عقيلته ووفد قطري كبير ضم رئيس الوزراء ووزير الخارجية حمل معه 450 مليون دولار لتمويل مشاريع اسكان وبناء مستشفى للمعاقين من جراء اصابات الحرب، وشق طريقين رئيسيين على طوال القطاع وهذا تبرع يحسب له ودولته وشعبه.{nl}من الطبيعي ان تتعرض هذه الزيارة الى انتقادات، وخاصة من وزارة الخارجية الاسرائيلية التي اصدرت بيانا اعتبرتها فيه انحيازا الى منظمة 'ارهابية' تطلق الصواريخ وتنفذ عمليات استشهادية تستهدف اهدافا اسرائيلية، وتكسر عزلة حركة 'حماس'.{nl}العدوان الاسرائيلي المستمر على قطاع غزة هو الذي اوصل ابناء القطاع والمتمثل بالحصار والقصف والتوغلات المستمرة، وهو الذي وضع مليوني انسان تقريبا في ظرف انساني مأساوي، وليس ادل على ذلك من تلك الوثيقة التي اضطرت الحكومة الاسرائيلية للافراج عنها وتبين فيها ان الجيش الاسرائيلي حدد عدد السعرات الحرارية لكل انسان في القطاع بحيث يبقى على حافة الموت جوعا.{nl}كنا نتمنى لو تمت هذه الزيارة في ظل مصالحة فلسطينية راسخة، وان يكون الرئيس الفلسطيني محمود عباس على رأس مستقبلي الضيف القطري والوفد المرافق له، تماما مثلما حدث اثناء زيارته الاولى عام 1999 عندما كان الرئيس الراحل ياسر عرفات يتربع'على قمة السلطة في القطاع، ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه ونقولها وفي الحلق غصة.{nl}تمويل هذه المشاريع الاسكانية سيخلق فرص عمل للعاطلين عنه في القطاع حيث تصل نسبة البطالة الى حوالي خمسين في المئة، كما سيساعد في تحريك الدورة الاقتصادية الراكدة، وهذا ما دفع نسبة كبيرة من السكان الى التعبير عن فرحتهم بهذه الزيارة.{nl}وربما يجادل البعض بان هذه المشاريع وقتية ولا توفر فرص العمل لقطاع الخريجين من ابناء القطاع وهم يعدون بعشرات الالاف، لان المطلوب تمويل مشاريع انتاجية تتسم بصفة الديمومة، وهذا جدل صحيح ولكن علينا ان نضع في الاعتبار انها خطوة اولى، يجب ان تتبعها خطوات اخرى من دولة قطر ودول الخليج العربية الاخرى، ليس في قطاع غزة فقط وانما في الضفة الغربية ايضا التي تواجه حصارا اسرائيليا من نوع مختلف، وتعاني اقتصاديا من جرائه.{nl}امير دولة قطر قد اصاب كبد الحقيقة عندما اكد ان زيارته والوفد المرافق له الى قطاع غزة، في كلمته التي القاها في الكلية الاسلامية ما كانت لتتم لولا نجاح الثورة المصرية المجيدة، والدعم الذي قدمه الرئيس المصري محمد مرسي لتذليل كل العقبات في طريقها. فهذه الثورة المصرية المباركة قلبت كل المعادلات السياسية والاستراتيجية رأسا على عقب، واعطت دفعة كبيرة من الامل في الحرية والكرامة ليس لابناء قطاع غزة وفلسطين بشكل عام فقط وانما لمصر وابناء الامتين العربية والاسلامية معا.{nl}انها ليست المرة الاولى التي تساهم فيها دولة قطر في اعمار ما دمره العدوان الاسرائيلي، فقد فعلت الشيء نفسه لاعمار جنوب لبنان بعد عدوان عام 2006 الذي حققت فيه المقاومة اللبنانية انتصارا كبيرا ما زالت دولة الاحتلال تعاني من اثاره ونتائجه حتى هذه اللحظة.{nl}انفاق الاموال العربية في اعادة الاعمار وخلق وظائف للعاطلين المحاصرين في لبنان او فلسطين او اي بقعة في العالمين العربي والاسلامي خطوة تستحق التقدير، ولهذا كان ابناء القطاع الذين رفعوا لافتات تقول 'شكرا قطر' ومن قبلهم ابناء جنوب لبنان محقين في ذلك. فما ينفع الناس هو الذي يمكث في الارض اما الزبد فيذهب جفاء.{nl}الإعلام الفلسطيني في ضوء زيارة أمير قطر إلى غزة{nl}أيمن خالد(كاتب فلسطيني) عن القدس العربي{nl}الموجة الاعلامية التي ظهرت قبيل زيارة أمير قطر إلى غزة تجعلني اقف عن حدود الإعلام والاعلاميين الذين بالطبع هم ليسوا صورة فريدة في ظل مؤسساتنا الاعلامية التي نكذب ونسميها مستقلة، ولكن أردت من الاعلاميين أن نتجاوز مقولة أن الاعلامي يقف في الوسط بين الطرفين، لأقول إن مهمة الاعلامي ليست الوقوف في الوسط ولكن مهمته هي الانحياز الى الضمير، وعندما يفقد الاعلامي ضميره ووجدانه فأنه يجلس تحت أعمدة المؤسسة التي تثريه، ولعل أسوأ ما في مهنتنا نسياننا لما كتبنا من قبل، فكم مدحنا أشخاصاً ثم نفينا ذلك عنهم، ونقيض ذلك فعلنا ونفعل في الظلال كثيرا.{nl}طوال عمرنا في السياسة الفلسطينية الداخلية والخارجية وقفنا الى جوار قادتنا وكانت صورة الاعلام الحزبي المقيت في الداخل والخارج، وإلى جوار الزعماء كنا من يسهل لهم الأدوار التي كانوا يقومون بها والتي جعلت القضية الفلسطينية مجرد أداة في أيدي دول كثيرة وساهمنا بقصد أو بغير قصد بوصول القضية الفلسطينية الى الأسوأ، لأننا كنا ومن خلال قربنا من السياسيين مجرد أقلام من الرصاص تكتب وتمحو.{nl}ولعل الباعث على الأزمة هو رؤيتنا نحن لفلسطين وفهمنا لها من خلال ما نسميه من خصوصية فلسطينية، وهي الافتراء بذاته، وهو ما ترجمناه حقبة من الزمن بالقرار الفلسطيني المستقل، الذي بنهاية المطاف انحاز مما جعل غالبية الشعب الفلسطيني الساحقة تصطف طوابير أمام الجمعيات الخيرية، فلا المقاومة متاحة كما يجب، ولا نلوم من بات همهم لقمة العيش لضحايا الواقع المر، فنحن في أفضل حالاتنا لم نتمكن من رسم حدود الصراع وحدود القضية وفهمنا للجميع وفهم الناس لنا وكل ذلك لأننا في عقلنا الباطن مجرد أسرى لأكذوبة القرار الفلسطيني المستقل.{nl}بعد الجوع الذي يضرب عشرات الالاف من العائلات نفهم ايضا في غزة وغير غزة، أن مؤسساتنا الاعلامية التي تنفق علينا وعلى غيرنا لا تستطيع اصلا أن تملأ الأفواه الجائعة وأن الاصطفاف لم يكن يوما بالنسبة لنا مصدر قوة، لأننا أصلا ضعفاء، فما يمكن أن نكتبه نحن لا يعني للناس شيئاً، فأهلنا قبلنا ومع أول أفول للجيوش العربية في فلسطين كانوا يدركون أن فلسطين ليست فلسطينية، لأنها مثل مكة، برابطها الديني دون المساواة بالطبع، وهي مثل قاهرة المعز ودمشق الامويين، فكل هذا النسيج يعني أن فلسطين هي الجزء الصغير من العالم الكبير المحيط بنا، وعندما تصبح أحلامنا صغيرة بحجم احلام السياسيين ويصبح الاعلامي والسياسي مجرد توأمان يستمتعان بالجهل ولا يحلمان بالأمومة.{nl}سياسيا وهذا الاهم، فعندما يكون القرار الفلسطيني مستقلاً تصبح علاقتنا بالآخرين وعلاقتهم بالقضية الفلسطينية علاقة طوعية فأصل العلاقة بفلسطين هي خصوصية فلسطين وسط هذا النسيج الذي هو مكون لها فيحول بينها وبين فكرة الكيانية التي تولد عليلة وتبيح شكلا عليلا لواقع يزيدنا تعقيدا، فما للعرب بفلسطين ما لنا نحن، ونحن لا نملك الا حق السكنى فحسب، وما لدى كل العالم الاسلامي كذلك، وأما الوطن وتفاصيل الأنشودة القديمة فهي متممات النسيج الكياني الذي أوصلنا الى ما نحن فيه.{nl}الأساس هو أن العرب معنيون بدعم فلسطين وقادتهم جميعا ملزمون بزيارة أي قسم يتحرر منها ودعمهم مسؤولية يؤدونها، وأما الدول الاوربية فدعمها للفلسطينيين ليس كرماً بل هو جزء من الالتزام الاخلاقي الذي تشعر فيه نخبها الثقافية والتي تزيد بالطبع، وذلك تعويضا عما لحق بفلسطين بفعل الاستعمار الذي كان أصل الكارثة، وأما دعم الدول الاسلامية فهو التزام ديني وواجب تتحمله كل دولة بمجرد أن تعلن أنها اسلامية، ونحن بفلسطين لسنا معنيين بمواقف تلك الدول السياسية بغض النظر عن اختلافها واتفاقها.{nl}نحن في فلسطين في ارض بيت المقدس نقطة التقاء العرب والمسلمين وكل العالم في صراع وتدافع الحق مع الباطل، ودعم الاطراف المختلفة لقضيتنا هو نقطة التقاء الفرقاء بوجود شر أكبر من كل الصراعات هو وجود هذا الكيان الغاصب. {nl}نحن بحاجة الى أموال ودعم كل الدول العربية والاسلامية، ويبقى أن على الاعلاميين الفلسطينيين الكف عن الحروب التي لا تفي بغرض ومطلوب منا قبل غيرنا في قضية عادلة ونبيلة أن يكون اصطفافنا الى جانب الضمير.{nl}انكسر حصار غزة{nl}فهمي هويدي عن الشروق المصرية{nl}قل ما شئت فى حق قطر وسياساتها. أو فى حق قناة الجزيرة وأدائها، إلا أنك لا تستطيع أن تنكر أن زيارة أمير قطر لقطاع غزة تعد خطوة شجاعة ونبيلة، تستحق الحفاوة والتقدير. ذلك أن الرجل فعل ما لم يفعله غيره من القادة أو حتى المسئولين العرب. سواء فى إقدامه على كسر حصار القطاع، أو فى قراره المساهمة فى تعمير ما دمرته أو خربته الغارات الإسرائيلية. {nl}فالرسالة السياسية غاية فى الأهمية، والمساندة العملية والمادية لا تقل أهمية. صحيح أن مدة الزيارة ست ساعات فقط، إلا أنها كافية فى توصيل الرسالة وإعلانها على الملأ. وعلى قصرها فإنها لم تخل من لفتة جديرة بالملاحظة، تمثلت فى اصطحاب الأمير لقرينته الشيخة موزة، التى ترعى مدرستين أقامتهما فى القطاع، إحداهما لذوى الاحتياجات الخاصة من ضحايا الاجتياح الإسرائيلى والغارات اللاحقة.{nl} لعلى لا أبالغ إذا قلت إن الدلالة السياسية للزيارة تتجاوز حدود غزة، لأنها بمثابة دعوة للدول والمنظمات العربية لكى تتحرك وتسهم فى إعمار القطاع، إلى جانب أنها تنبه الدول النفطية والخليجية منها بوجه أخص إلى أن ثمة نموذجا مشرفا يتعين احتذاءه وأن عليها واجبا ينبغى أن تبادر إلى أدائه، وليس لها عذر إن هى تقاعست عن ذلك.{nl}وإذا كان التقدير واجبا للمبادرة التى قام بها أمير قطر، فإن ذلك التقدير ينبغى أن ينسحب أيضا على السلطة صاحبة القرار فى مصر، من ناحية لأنها رعت الزيارة وتحمست لها ومن ناحية أخرى حين فهم أنها ستفتح معبر رفح لكى يستقبل مواد البناء اللازمة لخطة الإعمار التى قيل إنها ستتكلف مليارا ونصف المليار دولار. ومعروف أن مثل تلك الاحتياجات لم يكن يسمح بتوصيلها عبر المعبر، وكانت السلطات المصرية تصر فى السابق على توجيهها إلى معبر كرم أبوسالم الخاضع للسلطة الإسرائيلية، فى حين كان معبر رفح مفتوحا (إذا فتح) لمرور الأفراد والبضائع فقط.{nl}تبرز أهمية ترتيب زيارة أمير قطر لقطاع غزة من خلال معبر رفح، الذى يمثل نقطة الاتصال الوحيدة المباشرة مع فلسطين. حين نعلم أن السلطات المصرية لم تتحمس لمثل تلك الزيارات فى السابق. وكانت تبلغ الأطراف المعنية باعتذارها عن القيام بتلك الخطوة. وفى حدود علمى فإن ذلك حدث مرتين على الأقل مع رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان. مرة حين زار مصر فى عهد الرئيس السابق (سنة 2000) ومرة ثانية حين جاء إلى القاهرة فى شهر سبتمبر من العام الماضى. أثناء تولى المجلس العسكرى للسلطة. {nl}وكان الذهاب إلى غزة مقترحا ضمن جدول زيارة القاهرة. ولكن الرد السلبى وعدم الترحيب من السلطات المصرية أدى إلى إلغائها. وإذ علمت أن رئيس الوزراء التركى سيزور القاهرة يوم 17 نوفمبر القادم. فإننى سألت السفير التركى فى القاهرة ومن أعرف فى مكتب رئيس الوزراء بأنقرة عما إذا كان اقتراح زيارة غزة سيكون ضمن برنامج الزيارة القادمة، فقيل لى إن ذلك لم يتقرر بعد.{nl}لا ينسى أن أمير قطر كان قد دعا فى شهر يناير عام 2009 إلى عقد قمة عربية طارئة أثناء الاجتياح الإسرائيلى لقطاع غزة، ولكن دولا عربية أخرى قاومت الدعوة وأجهضتها. ولا ينسى أيضا أنه تعهد بإعمار القرى اللبنانية الجنوبية التى دمرها العدوان الإسرائيلى على لبنان عام 2006. وكانت تلك خطوة شجاعة وفريدة فى بابها. لأنه القائد العربى الوحيد الذى كان له إسهامه الكبير فى ذلك المضمار، ولذلك فإنه حين زار الجنوب فى عام 2010، بعد انتهاء عملية الإعمار، فإنه استقبل هناك من الجماهير استقبالا غير مسبوق لأى ضيف آخر فى تاريخ لبنان. {nl}ولا أستطيع أن أنسى ما قاله لى أحد المثقفين اللبنانيين آنذاك، حين أخبرنى بأن دولا عربية أخرى ضخت آنذاك أموالا طائلة فى لبنان، لكنها لم تخصص لإعمار ما دمرته الحرب، وإنما خصصت لشراء ولاءات بعض القوى السياسية.استطرادا ـ وللتاريخ ـ أشير إلى أن أمير قطر قام بزيارة سرية إلى دمشق بعد أشهر قليل من بداية الأحداث التى كان المتظاهرون فيها يطالبون بالإصلاحات الداخلية، وقبل أن ينفجر غضبهم ويطالبون بإسقاط النظام، وقتذاك ـ فى ربيع عام 2011 ـ حاول إقناع الرئيس بشار الأسد بالإقدام على الإصلاحات المطلوبة، متعهدا بأن يقدم إلى سوريا ما تحتاجه من تمويل واستثمارات لإنعاش اقتصادها، ولكن الرئيس السورى لم يتجاوب معه، رغم ما كان بينهما من علاقات شخصية قوية.{nl}أعرف أن البعض لهم ملاحظات يحسبونها على قطر. وهى ملاحظات تستوى فيها مع غيرها من دول منطقة الخليج المسكوت على ما يجرى فيها. لكننى أعرف أيضا أنه من الإنصاف أن نقول للمحسن أحسنت، ومن المروءة أن تسلط الأضواء على كل فعل شجاع وشريف يصدر من أى مسئول عربى، اتفقنا معه أم اختلفنا. وما فعله أمير قطر فى غزة ينطبق عليه ما قلت، وليته يكون بداية لربيع آخر بين الحكام العرب يلحق بربيع المحكومين. أدرى أن ذلك حلم بعيد المنال. لكننى أفهم أن حق الحلم لا يزال مكفولا، وقد فشلت حتى الآن كل محاولات حظره.{nl}أيسر .. عنوان قضية{nl}صالح عوض عن الشروق الجزائرية {nl}عسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله في خيرا كثيرا.. من مطار القاهرة الى معبر رفح ذهايا او ايابا رحلة لطالما دفع الفلسطينيون فيها من المعاناة والالم ما يجدد لهم الاحساس بأن صانعي قضيتهم ليس فقط الصهاينة والامريكان مع جريمتهما الكبرى .. يكتشف الفلسطينيون ان هناك اخوة لهم يشتركون في الحصار والايلام ..{nl}المهم على كراسي الحجز في مطار القاهرة وفي انتظار حافلة الترحيل في اليوم التالي يبحث كل واحد من المحجوزين عن سبيل لتفريغ المعاناة ولانني اعتدت على الحجز واراه احدى الوسائل التي تطارد في الوهم باحتمال ان الامور تتحسن وان هناك فسحة للامل.. كان علي سريع التوجه لتفحص وجوه المحجوزين والمجهوزين للرحيل.. كان أيسر شابا فلسطينيا تضرب التجاعيد في وجهه النحيل وراسه الاصلع وعينيه الزائغتين ..شاب ينطوي على نفسه سألته الى اين : فاجابني الى المغرب..{nl}وماذا ستفعل هناك فرد مسرعا اريد ان التقي ابي هناك فانا لم اره في حياتي.. كانت هذه الكلمات كافية لشد الانتباه اليه وتلاحقت الاسئلة وافاض بالاجابة ولضيق الحيز ساختصر قدر الامكان..قال ايسر انا هنا منذ اربعة ايام محجوز بالمطار انتظر رحلة سفري ولم يسمحوا لي بدخول مصر.. ابي ودع امي قبل ان تضعني بشهر واوضاها ان تسميني ايسر حينها كان عائدا من حرب لبنان سنة 1982 ونزلا بمصر ولأنه مبعد من فلسطين بعد ان القي عليه القبض وقضى في سجون الاحتلال سنين عدة لم يستطع العودة الى غزة اما امي التي جربت قسوة الابتعاد عن الوطن حتى لو كان محتلا فأصررت على العودة وفي مواجهة الظرف القاسي اصرت امي عليه ان يتزوج في مصروامعانا منها على تاكيد قرارها ذهبت وخطبت له..{nl}عادت امي لغزة لتضعني هناك وتسميني كمات اوصى ابي الذي وجد نفسه مضطرا للعودة الى القتال في طرابلس عندما شن المنشقون حربهم ضد قوات الثورة الفلسطينية..من ذلك اليوم غابت اخباره عنا..حاول العودة الى مصر فلم يسمحوا له ولم يسمحوا لزوجته اللحاق به..سافر الى تونس وبعد عودة المنظمة الى الارض المحتلة كان من المرفوضين امنيا فانتقل الى المغرب وهناك تزوج وانجب.. اما نحن فلقد اقمنا له بيت عزاء بعد ان بلغنا موته في حرب 1983 ..{nl}هنا كان السؤال المنطقي وكيف عرفتم انه لايزال حيا.. ففتح لنا ايسر قصة جديدة انه كان يعمل في حراسة ابوعمار وفي يوم حصل له مشكلة مع احدهم فاحيل الى الرئيس الذي ساله عن اسمه الحركي "قلقلة" فاجابه الشاب انه اسم حركة لابي الذي لم اره فسأله الزعيم وما اسم ابيك فأفاده باسمه، حينها قام الزعيم الوالد ليحتضن الشاب ويزف له خبرا عزيزا ان اباه لايزال حيا ويوجد في سفارة فلسطين بالمغرب.. وثوان قليلة واذا بالشاب يكلم اباه تلفونيا لاول مرة يسمع صوت ابيه وتبدا رحلة التعرف ويقوم الزعيم القائد بصرف ارض للاسرة وامر ببناء بيت من طابقين ووفر لهم راتبا شهريا ومنحة في كل عيد..{nl}انها المعاناة التي تتجدد وتجد فرصة لسردها في محتجزات بعض العرب وسجونهم فشكرا للحاجزين على حسن الضيافة.{nl}مصر من عبدالناصر الى محمد مرسي : مـن الـتحرير والايمان بالقومية إلـى الـتـآمـر عـلـى القـضـيـة{nl}النفطي حولة (وحدوي مستقل وناشط نقابي وسياسي) عن الشروق التونسية{nl}الحلقة الثانية : عبد الناصر والدور القومي{nl}كان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يبحث دائما عن المصالحة العربية العربية بين الأشقاء كلما دعت الحاجة الى ذلك وخاصة في حالة نشوب خلافات وصراعات حادة .{nl}فأثناء الأزمة العراقية الكويتية التي حصلت في عهد عبدالكريم قاسم رئيس الوزارء العراقي في 25 جوان 1961 عندما طالب بضم الكويت بحجة أنها فضاء تابع للبصرة حيث رفض الموقف العراقي معتبرا أن الكويت دولة مستقلة ولا يجوز التعامل في العلاقات العربية العربية بالتهديد والوعد والوعيد تحت السلاح والحرب بين الاشقاء وحتى في أوج الخلاف مع سوريا بعد الانفصال المشؤوم والذي كان صدمة أخطر من العدوان الثلاثي على مصر كما جاء على لسانه لم يتعامل بأسلوب تراشق الاتهامات أو تكريس الخلافات التي لا تعمل إلا على تدمير العلاقات بين الاشقاء حيث نقرأ في مجلة الفكر القومي «ومن مجموعة الأحاديث والخطب التي ألقاها في الأيام والأسابيع التي أعقبت يوم الانفصال يمكن تحديد موقفه السياسي على النحو الآتي:{nl}ـ حدث استثنائي: اعتبر ان حركة الانفصال أخطر من العدوان الثلاثي على مصر العام 1956{nl}ـ ضد التوجه ألاشتراكي أكد ان حركة الانفصال جاءت رداً على قرارات التأميم التي أصدرتها الجمهورية العربية المتحدة.{nl}ـ الوحدة غير عسكرية: وضح ان الوحدة تعبير عن إرادة شعبية. وبالتالي لا يمكن ان تتحول إلى «عملية عسكرية»، كما لا يجوز حمايتها بقوة العسكر. لهذا ألغى العمليات العسكرية التي أمر بتنفيذها، وأمر قوة المظليين التي وصلت إلى اللاذقية (120 مظلياً) بعدم إطلاق النار وتسليم نفسها إلى قائد المنطقة البحرية، متسائلاً لمصلحة من يمكن سفك الدماء وكيف نحارب بعضنا البعض والأعداء يتربصون بالآمة»{nl}وهذا وحده يقيم الدليل على أن القائد الخالد جمال عبدالناصر كان في أحلك الظروف وأشدها بين الأشقاء لا يعمل إلا على توطيد أواصر الصداقة وعرى الأخوة ورأب الصدع بين العرب مهما اختلفوا. كان عبدالناصر يصف منظمة التحرير الفلسطينية بأنها« أنبل ظاهرة وجدت لتبقى » خاصة بعد نجاحها في توجيه ضربات موجعة للعدو الصهيوني في معركة الكرامة سنة 1968 وفي اطار ايمانه بدعم الثورة الفلسطينية قام بزيارة موسكو مصطحبا معه الزعيم الراحل ياسر عرفات «ليدشن عهدا من العلاقات بين فتح وموسكو». و ما أن تطورت العلاقات الأردنية الفلسطينية حتى عملت الرجعية العربية المندسة في أجهزة مخابراتها ومؤسساتها الاقليمية جاهدة دون توقف على تسميم العلاقات وتفجيرها . وكاد ينشب صراع بين اللبنانيين والفلسطينيين حول استخدام المقاومة الفلسطينية للأراضي اللبنانية لولا تدخل عبدالناصر «وفي بداية 1969 ترأس الاجتماع الذي نتجت عنه اتفاقية بين اللبنانيين ومنظمة التحرير الفلسطينية والتي أصبحت معروفة باتفاقية القاهرة ... فانه من الواضح أن عبدالناصر اعتبر نفسه كحكم في الخلافات العربية وفي حالة العراقيين حكما على السلوك العربي » وهكذا أصبح معروفا أن « اصلاح الأوضاع المتطورة بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومات الأخرى كانت تقع على عاتق عبدالناصر»{nl}«وقد أثارت المواجهة المسلحة بين الأردن والفلسطينيين انزعاج عبد الناصر لإدراكه أن هناك قوي خارجية تنتظر هذه اللحظة لتحقيق أهدافها في تسوية غير مشروطة مع إسرائيل. لذا سارع عبد الناصر بالدعوة إلي عقد مؤتمر قمة عربي طارىء تستضيفه القاهرة يهدف إلى وقف إطلاق النار في الأردن، وبذل خلال المؤتمر كل قدراته لإقناع طرفي النزاع للتوصل إلى اتفاق مرضي يحفظ الكيان العربي أمام العالم».{nl}وفي هذا الصراع الدامي والذي استعمل فيه السلاح بين الفدائيين الفلسطينيين والدرك الملكي الذي انطلقت شرارته منذ 1969 و وصل أوجه في سنة 1970 حيث « قام الملك حسين بإبلاغ عبدالناصر بالتفصيل بسلوك منظمة التحرير الفلسطينية غير المقبول . {nl}فقد قام المقاومون الفلسطينيون بقيادة سيارات من دون لوحات ترخيص وسطوا على المستودعات وجمعوا الأتاوى وأهانوا أعضاء في جيش حسين وقوات أمنه و حاول بعضهم اغتيال الملك حسين بينما قام بعضهم بتحالفات مع ضباط في الجيش الأردني .. للإطاحة بالملك حسين .. وبعد أن ذهب عرفات الى حد عقد مؤتمر للمجلس الوطني الفلسطيني في عمان والطلب من أعضائه مناقشة استبدال الملك حسين على بعد مرمى من القصر الملكي ..» وعلى اثر هذه التداعيات الخطيرة على العرش الملكي وخاصة بعد المحاولة الفاشلة لاغتيال الملك الأردني الحسين ابن طلال كانت الخطة مضبوطة ومدروسة لوضع حد لمنظمة التحرير الفلسطينية في الأردن , ما عجل بإعلان الملك للمعركة المسلحة الحاسمة والتي سميت بمجزرة أيلول الأسود 1970 والتي كما ذكرنا كان الهدف الرئيسي منها هوة طرد المقاومة الفلسطينية وإخراجها من الأردن .{nl} وهو ما تم فعلا .ولم يكن ليهدأ له بال ذلك القائد التاريخي جمال عبدالناصر في تلك المرحلة سواء قبل تنفيذ الجيش الأردني لتلك المجزرة الوحشية أو بعدها وهو دائم السعي في المصالحة وتنقية الأجواء بين الأشقاء رغم ظروفه الصحية الصعبة في تلك الفترة حيث «عانى أزمات قلبية منذعام 1967 وتلقى أوامر من أطبائه بأن لا يعمل وعلى الرغم من ذلك ضغط عبدالناصر من أجل التوصل الى اتفاق بين عرفات والملك حسين» «وفي وسط القتال في 22 سبتمبر 1970 تدبر وفد من الجامعة العربية وجرت تسميتة من طرف عبدالناصر للذهاب الى عمان وأجرى اتصالا بعرفات.{nl}وكان الوفد متكونا من الرئيس السوداني جعفر النميري ورئيس الوزراء التونسي الباهي لدغم و وزير الدفاع الكويتي ورئيس الأركان المصري وكانت توجيهات عبدالناصرلهم هي «ألا تعودوا الى القاهرة دون جعل الجانبين يوافقان على وقف لإطلاق النار» ولقد كان الوفد موفقا في مهمته ». {nl}و لكن للأسف الشديد انقلب عرفات على الاتفاقية «وجدد دعوته للإطاحة بالملك حسين » وهكذا يواصل عبدالناصر رغم المرض والألم أيامه الأخيرة وهو يسعى للصلح دائما بين الأشقاء من أجل حل الأزمة بين المملكة الأردنية ومنظمة التحرير الفلسطينية حتى أصر على الالتزام بالاتفاق لمصلحة الشعبين الشقيقين تجاوزا منه للخطر المحدق بالأمة . «وبعد ساعات عديدة بعد أن ودع أمير الكويت القائد العربي الذي كان آخر المغادرين ,عانى عبدالناصر أزمة قلبية قوية ونقل الى منزله وتوفي بعد قليل ». فمن أجل تنقية الأجواء بين الأشقاء العرب بذل الغالي والنفيس فلم يترك بابا للصلح إلا وطرقه وتوصل الى حلول مرضية . ولعل تاريخ وفاته في 28 سبتمبر 1970- سبتمبر هو الذي يحكي سبب وفاته وبالأحرى استشهاده في سبيل قضايا أمته وشعبه . {nl}ويا خيبة المسعى , فبعد الدور الريادي الذي كانت تلعبه مصر العربية في حل الخلافات العربية بالطرق السلمية والدبلوماسية وبعد ما كانت مصر الناصرية رائدة في اتخاذ المبادرات والقرارات كاللاءات الثلاثة في قمة الخرطوم 1969« لاصلح لا تفاوض لااعتراف » و «ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة» فهاهي بعد تحييدها في عهد السادات وعزلها عن خوض الصراع الاستراتيجي ضد أعداء الأمة العربية وجرها الى مستنقع التطبيع والاستسلام للعدو وبعد انخراطها في المشاريع التصفوية للقضية الفلسطينية في عهد المخلوع مبارك والذي لم يؤمن «إلا بخيار السلام كخيار استراتيجي» والقيام بالتحالفات ضد الأشقاء كما جرى في العراق سواء في سنة 1990 أو اثر الغزو سنة 2003 فهاهي مصر الرئيس محمد مرسي تعود لنفس الأدوار وأخطرها بل وأقذرها على الاطلاق .{nl}فهاهو رئيس مصر الجديد محمد مرسي يرحب بالتطبيع مع الكيان الصهيوني ويطمئنه بأن اتفاقية كامب دايفد وجدت لتبقى . وفي أول عملية مشبوهة على الحدود مع العدو بعد 25 جانفي 2011 ثبت ضلوع الموساد فيها ففي شبكة زوووم نيوز الصادرة في 8 سبتمبر 2012 « كشفت مصادر أمنية رفيعة المستوى بسيناء أن أجهزة الامن تأكدت من ضلوع الموساد الإسرائيلي في مذبحة رفح ..... ومن جهة أخري اعتقلت قوات الجيش والشرطة في شمال سيناء السبت، احد قيادات التيار الجهادي وهو من المطلوبين امنيا ويدعى حمادة أبو شيتة» ونقرأ في روزاليوسف اليومية بتاريخ 9 سبتمبر 2012 «كشف تقرير للخارجية الأمريكية مكون من 8 صفحات ويحمل شعار سري للغاية حول خطة التعاون مع مصر واسرائيل بشأن مقاومة الارهاب وحماية الحدود المشتركة بين مصر واسرائيل »«المفاجأة أن التقرير الأمريكى اشترط على مصر لحصولها على المعونات الجديدة البدء فورًا فى التطبيع مع إسرائيل فى كل المجالات وعلى رأسها الأمن وتبادل المعلومات»و« الجدير بالذكر أن مبارك كان قد رفض الخطة الأمريكية التي يتم تطبيقها في الوقت الذي وافق عليها كل من الدكتور محمد مرسي ونتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي »{nl} و في الوقت الذي كان من المفروض على الدبلوماسية المصرية أن تكون محايدة في الصراع الدامي بين المعارضة والنظام السوري وأن تكون مصر صاحبة المبادرة وصاحبة الحل والربط في المصالحة نراها تصبح طرفا في الصراع وجزءا من المشكل عوض أن تكون جزءا من الحل . وهذا ان أكد على شيء فهو يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن الرئيس محمد مرسي ومصر الدور القومي الوطني في عهد عبدالناصر أصبحت ألعوبة في يد شيوخ النفط ومملكة الاخوان وإمبراطورية السلفيين بتحالف مع العثمانيين الجدد السلاجقة وبتوجيه من الامبريالية الأمريكية . فهل أصبحت لعنة مشيخات النفط تتحكم في مصر الكنانة ؟ فهل أصبحت مصر في قبضة المال الخليجي تنفذ مشروع التآمر على الأمة العربية المملى عليها من قطر والسعودية ؟. نحن نقول أن الشعب المصري الذي خلفت له الثورة الناصرية تراثا نيرا سينقض على كل المشاريع المشبوهة التي يحاول اعادة احيائها جماعة الاخوان المسلمين وحلفاؤهم من الاسلامويين وسوف لن تكون بوصلتهم إلا القدس وفلسطين شاء من شاء وأبى من أبى من الجهلة والرجعيين وعملاء الصهاينة والأمريكيين.{nl}ربيع ولا عروبة في أنظمة بديلة بإسلام أميركي{nl}طلال سلمان عن السفير اللبنانية{nl}كان الوقت خريفاً عندما تفجرت أول انتفاضة شعبية عربية في تونس مع إقدام محمد البوعزيزي على إحراق نفسه في قريته الجنوبية الفقيرة.{nl}وكان الشتاء قد دخل مع تفجر انتفاضة الميدان في القاهرة في 25 كانون الثاني - يناير 2011.{nl}..مع ذلك فقد جاء توصيف هاتين الانتفاضتين، وما سوف يليهما من انتفاضات في جهات عربية أخرى، مثل ليبيا ومن بعدها المغرب فاليمن ثم سوريا، جاهزاً، وله تسميته التي سوف تعتمد بغير نقاش: الربيع العربي.{nl}..هذا مع العلم أن أياً من الانتفاضتين وكذلك الانتفاضات التي أعقبتهما لم تشر الى «العرب» أو «العروبة» بحرف، بل إن «الإسلام» كان هو الشعار والراية، وهو ما تكرر مع الانتفاضات الأخرى.{nl}لم يكن العرب، في أي من هذه الأقطار، هم من أطلقوا هذا التوصيف على الانتفاضات التي توالت مبشرة بالتغيير عبر إسقاط أنظمة الطغيان.. لكنهم، وبحكم العادة قبلوا هذه التسمية التي أطلقتها واشنطن على انتفاضاتهم، مسلّمين بأن «عاصمة الكون» أدرى منهم بأنفسهم، وأعرف منهم بأحوالهم في حاضرهم، وبما يجب أن تصير إليه في مستقبلهم.{nl}وعلى تشوقهم إلى التغيير فقد فوجئ المواطنون العرب بانهيار مباغت أو بتصدع خطير في بنيان الأنظمة، كانت تتبدى عاتية وراسخة في الأرض، بحيث يستحيل تصور سقوطها بالانتفاضات الشعبية التي لا تملك سلاحاً، ولا تقف خلفها تنظيمات عريقة مؤهلة ولها امتدادتها المنظمة في مختلف أنحاء البلاد.{nl}سقط نظام زين العابدين بن علي بأسرع مما توقعت القيادات والقوى الشعبية، حتى أعظمها تفاؤلاً وثقة بالنفس... ولم يكن في «الميدان» من يستطيع أخذ السلطة، فتولاها الجيش على غير رغبة، وفي ظل توافق «دولي» ليسلمها وخلال أيام قليلة الى هيئة حكم مؤقتة، دعت إلى انتخابات سريعة فأنجبت صيغة ائتلاف سياسي بين قوى لم تكن أي منها مؤهلة ومستعدة لتسلم السلطة بمفردها.{nl}المفاجأة ان واشنطن، وبشخص وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، كانت بين الزوار الأوائل لتونس - الانتفاضة، وبين مهندسي الائتلاف بين «الإخوان المسلمين» والقوى الديموقراطية والسلفيين، مما مكن من إجراء انتخابات نيابية شرعنت تقاسم السلطة بين هذا الثلاثي بأرجحية خاصة لـ«الإخوان».{nl}أما في مصر فكان الأمر أوضح من ان يمكن تمويهه:{nl}اثر انتفاضة «الميدان» تحرك الجيش في ما يشبه الخروج على إرادة حكم الطغيان لكي يحمي تلك الأمواج البشرية التي جاءت من أربع جهات مصر مطالبة بالتغيير، واعتصمت في الميدان مطالبة بإسقاط عهد حسني مبارك برموزه كافة.{nl}..ومرة أخرى، كان لهيلاري كلينتون دورها الذي توج بأمر صريح أصدره الرئيس الاميركي باراك اوباما، فإذا بحسني مبارك يعين نائباً مفوضاً بصلاحيات الرئيس، ثم، فإذا بهذا النائب يعلن تنحي الرئيس، تاركاً مسؤولية الحكم في أيدي المجلس الأعلى للقوات المسلحة.{nl}وبدلاً من أن يلبي المجلس الأعلى مطالب الميدان بتكليف لجنة من كبار رجال القانون لإعداد الدستور الجديد والتمهيد لإنهاء المرحلة الانتقالية بانتخابات نيابية ومن ثم رئاسية على قاعدة دستورية صلبة، فإنه عمد إلى إصدار تعديل للدستور القديم لم يبدل في طبيعة النظام ومرتكزاته... ثم أجرى انتخابات نيابية متعجلة، وبعدها انتخابات مبتسرة لمجلس الشورى، قبل أن يتفرغ للإشراف على انتخابات رئاسية بمن استطاع الحضور، وسط هذه المهل المتعجلة، انتهت بفوز مرشح «الإخوان المسلمين»، ضمن الظروف المعلومة التي عاشتها مصر.{nl}وكانت واشنطن ترعى، على مدار الساعة، هذه التطورات، وتوفد المبعوثين للمتابعة، ثم تهل السيدة كلينتون على «الميدان» لتطمئن الى ان كل شيء يتم وفق الخطة الموضوعة، وليس ثمة ما يقلق في «المحروسة».{nl}ولم يكن ينقص إلا رسالة الرئيس محمد مرسي الى رئيس الكيان الإسرائيلي شيمون بيريز، مع سفيره الجديد، وبكل ما تضمنته من عبارات الود والتقدير حتى يتأكد، ما كان مجرد تقدير، من أن التغيير هدفٌ بعيد يتطلب حضوراً أعظم للميدان.{nl}وبقدرة قادر تفجرت الأوضاع في ليبيا التي كانت، ومنذ أمد بعيد، خارج الذاكرة، لا سيما أن «قائدها الأبدي» معمر القذافي كان قد لبى مطالب واشنطن جميعاً، وأولها وأخطرها النفط، وتخلى عن «مشاغباته» ودعمه للثوار وارتاح الى تتويجه «ملك ملوك أفريقيا».{nl}وكان ان اختيرت بنغازي، التي عندها ثأر قديم مع القذافي، لتكون عاصمة الانتفاضة... وجاءت السيدة كلينتون، ومعها وبعدها جاء القادة العسكريون، ثم ابتدعت تلك الصيغة العبقرية للتدخل جواً، وترك الأرض لليبيين يتصارعون عليها فيقتل بعضهم بعضاً، فإذا ما أنجزوا المهمة، جيء بالخارجين على النظام من أهله، والذين كانوا في المنافي، لكي يتولوا السلطة وينشئوا الديموقراطية الجديدة عبر انتخابات مارسها الليبيون بمتعة من تقدم له لعبة جديدة كان يتشهى التعرف عليها، وها قد جاءته الفرصة أخيراً.{nl}مع ذلك فإن الحديث عن «الربيع» في ليبيا يبدو أقرب الى الشعر، بينما تلك البلاد التي معظمها صحراء ذهبية تعيش على حافة الحرب الأهلية بين جهاتها والقبائل.{nl}لا مشكلة لواشنطن مع الجزائر.. ثم إن للإسلاميين فيها صورة منفرة، ويمكن لمساومة مع الحكم، وهو عسكري اولاً وأخيراً، أن تحقق المراد، فلتكن «تسوية» مع الحكم القائم تتصل بالقادم الى السلطة بعده، في ظل تفاهم أكيد مع واشنطن، والسلام.{nl}في المغرب، عرش تجاوز عمره الألف عـام، وأسـرة ملكـية تحـكم باسم أمير المؤمنين منذ أكثر من ثلاثمئة عام، والتغيير يكون تحت مطلب إسقاط النظام. ويمكن حصره عبر القول بملكية دستورية، تسلـم للحـكومة بالسلطة التنفيذية كاملة مبقية للعرش حق الفيتو، وتحدد الانتخابات النيابية الخ..{nl}في المشرق كانت المشكلة أكثر تعقيداً، إذ تدخل الطوائف والمذاهب والعنـاصر والأعـراق في الـلعبة السـياسية، فيصبح ضـرورياً ابتـداع حـلول مختلفـة، فالأنظـمة هنا لـها جـذورها في المجتمع الطوائفـي القـبلي، وللتغيير ارتداداته على أنظمة تحرص واشنطن على تجنيبها هذا الكأس.{nl}وهكذا تمت المساومة مع عبدالله صالح في اليمن، فكان العرض المذهب بأن يتخلى عن الموقع بالثمن، من دون أن يخرج من السلطة... وألزمت واشنطن السعودية ومعها مجلس التعاون الخليجي بأن تدفع تكاليف التخلي، مع الفوائد، مع إدراكها بأن خروج الرئيس سيفتح أبواب جهنم على اليمن، شمالاً وجنوباً، لأن المطالبين بالوراثة يتجاوزون - في بعض الحالات - الرئيس الى الدولة ذاتها، فثمة في الجنوب من يريد استعادة جنة عدن المفقودة، وثمة في الشمال من يطالب بتعويضه في السلطة الجديدة نصيباً عما لقيه من عنت الخارجين من السلطة الى... المعارضة.{nl}أي ربيع عربي؟{nl}إن أياً من هذه الأنظمة المستولدة حديثاً لا يقول بالعروبة ويكاد يرفض تصنيفه عربياً، فهو على الأغلب «إسلامي»، ثم انه يسعى الى تحرير نفسه من الماضي السياسي لبلاده، بالعداوات والمخاصمات والتحالفات فيها، والبداية والنهاية اسرائيل.{nl}وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن فلسطين قد أسقطت عمداً من كل بيانات الدعوة الى التغيير، ثم من البيانات الرئاسية، للذين تولوا السلطة باسم التغيير، في أكثر من قطر عربي.{nl}وإسرائيل لم تعد الى موقعها الطبيعي «كعدو»، كما هي الحال في أدبيات التنظيمات الإسلامية، بل إن الحرص كان أكيداً على تعزيز علاقات التعاون معها، مشفوعة بشيء من شميم التراث الديني الذي يدعو الى السلام بين الناس كافة.{nl}كذلك فإن توجه الأنظمة التي استولدت باسم الانتفاضات قيصرياً كان في اتجاه واشنطن والمؤسسات المالية الدولية التي تعتمدها لشؤون السيطرة على الاقتصاد العالمي: صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، حيث القروض والمساعدات بشروط أخفها اقتصادي وأثقلها سياسي.{nl}تبقى سوريا الغارقة في دمها والتي لا يعرف احد كيف ستنتهي «الحرب» فيها وقد دخلها العالم جميعاً بشرقه وغربه.{nl}... ويحدثونك عن ربيع عربي،{nl}إن ما تم حتى الآن انتقال للسلطة في غرف في البيت الواحد.{nl}سياسياً، لم يظهر بعد ما يؤكد ان مصر قد خرجت من عباءة السياسة الاميركية، التي بين بنودها أن تحافظ على المعاهدة التي تجرح الوطنية المصرية، ومن ثم الهوية العربية، مع العدو الإسرائيلي.{nl}ومع أن بعض الحكم الجديد في تونس يستذكر الفلسطينيين، إلا أن الموقف من إسرائيل ليس بين اهتماماته الملحة.{nl}وأما في المغرب فالعلاقة مع إسرائيل ثابتة ودائمة، بإسلاميين في السلطة ومن دونهم، طالما أنها تحت رعاية العرش مباشرة.{nl}ويبقى المشرق بهمومه الثقيلة وعواصفه الدموية، وعنوانه في هذه اللحظة سوريا، يعاني من معادلة ظالمة تكاد تتلخص في أن تغيير السلطة قد يعني تهديم الدولة والغرق في بحر حروب أهلية من طبيعة دينية أو طائفية أو مذهبية لا تنتهي.{nl}هذا إذا ما نسينا سبيكة العناصر والأعـراق التي تعود الى بدايـات التاريخ، والتي قد يخرج استخدامها في الصراع أهلها من الجغرافيا والتاريخ معاً.{nl}أين الربيع، اذن؟ وأين هوية هذه الأرض العربية وأهلها؟ وأينهم اليوم من غدهم؟{nl}الربيع آت.. ولكن عبر نفق دموي طويل قد يمتد لسنين طويلة.{nl}حمد في غزة .. كسر الحصار أم تعميق الانقسام؟!{nl}عريب الرنتاوي عن الدستور الأردني{nl}من حيث الشكل، ما كان لزيارة الأمير القطري لقطاع غزة أن تتم، من دون موافقةٍ إسرائيلية صريحةَ، أقله من باب حفظ أمن الزيارة والزائر، وعليه، فإن كل حديث عن “كسر الحصار” يصبح هذراً إعلامياً لا يصمد طويلاً أمام الحقائق الصلبة، وثمة في إسرائيل من كشف على أية حال، بأن الزيارة منسقة مع مكتب رئيس الوزراء بينيامين نتنياهو، وأن تصريحات “خارجية ليبرمان” الاعتراضية، لا تقدم ولا تؤخر، وأن لإسرائيل مصلحة في إتمام زيارة “إشكالية” من هذا النوع، لن يترتب عليها سوى تعميق الانقسام الفلسطيني وإطالته.{nl}أما من حيث المضمون، فإن زيارة الأمير حمد، لا يمكن أن تُقرأ بعيداً عن “التبني القطري للإخوان المسلمين” في عموم المنطقة، ومن ضمنها فلسطين، فهي تحتضن “الأب/ الشيخ الروحي” للجماعة، وتستقبل رئيس المكتب السياسي لحماس، وهي دعمت “النهضة” في تونس بكل أسباب الفوز في الانتخابات، ودعمت إخوان مصر، وتقدم المال والسلاح لإخوان سوريا، وليس بعيداً أن تكون على صلة عضوية بإخوان الخليج الذين تتحسب لهم دوله الخمس الأخرى، بدءاً بالإمارات العربية المتحدة.{nl}كما أن الزيارة لا يمكن أن تُقرأ إلا بوصفها انحيازاً لحماس، لا لمواجهة إسرائيل بالطبع، عندها كنا سندعم هذا الانحياز ونباركه، بل في مواجهة السلطة، ومن فوقها وبمعزل عنها، ولهذا السبب، نرى أنها زيارة تُسهم في تكريس الانشقاق الفلسطيني، وتشجع “”حماس/ غزة” على وجه التحديد، على المضي في موقفها الرافض “اتفاق الدوحة” وما تلاه، وبقية القصة معروفة.{nl}أما أن يُقال بأن أمير قطر هاتف الرئيس عباس عشية زيارته لغزة، للتدليل على “توازن واتزان” الموقف القطري، فذاك “عذرٌ أقبح من ذنب”، فما معنى “المهاتفة” إن كانت الزيارة حاصلة لا محالة، وترتيباتها قد أنجزت، وموعدها تقرر سلفاً، ودائماً من دون معرفة السلطة والمنظمة، بل وبالضد من إرادتيهما، أما ذروة الاستخفاف القطري بالقيادة والشرعية الفلسطينيتين، فتجلت في دعوة الشيخ حمد للرئيس عباس لزيارة غزة بمعيته، سبحان الله، أمير قطر يدعو رئيس فلسطين لزيارة محافظاتها الجنوبية؟!.{nl}لقد سمعنا من قبل، أن ثمة محاولة قطرية لاصطحاب رئيس المكتب السياسي لحماس لزيارة غزة، بمعية الشيخ حمد، تماماً مثلما اصطحب ولي عهده خالد مشعل في زيارته الشهيرة لعمان..لكن الأمر لم يحدث، ولا ندري من أين جاء الفيتو: هل رفضت إسرائيل زيارة مشعل، بوصفها “تجاوزاً” لحدود “السماحة” و”التسامح” الإسرائيليين، أم أن قادة حماس في غزة، لم يحبذوا هذه الفكرة، وربما نظروا لزيارة مشعل لغزة، بوصفها زيارة “انتخابية” لا سيما أن الحركة تقف على عتبات انتخابات مصيرية في الأسابيع المقبلة، هل هي مجرد شائعة لا أكثر ولا أقل، خصوصاً في ضوء الأنباء التي تحدثت عن تفضيل قطري لإتمام التغيير في قيادة حماس، وترشيح الدوحة لأبي الوليد لتولي منصب رفيعاً في قيادة التنظيم الدولي للإخوان، أم أن مشعل نفسه، لم يبدُ مرتاحاً ولا مطمئناً لزيارة خاطفة للقطاع، لا تسمن ولا تغني من جوع، ستكون الأنظار فيها متجهة صوب الأمير، وربما صوبه وحده فقط؟.{nl}في مطلق الأحوال، فإن زيارة أمير قطر للقطاع، هي زيارة سياسية بامتياز، رغم كل الضجي<hr>إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً (http://192.168.0.105/archive02/attachments/DocsFolders/10-2012/عربي-235.doc)