Haneen
2014-02-26, 11:30 AM
اقلام اسرائيلي 537
24/1/2014
<tbody>
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
رسالة الى متفائل لا يتعب!
بقلم:رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم
عمّن ستدافع القوة الدولية؟
بقلم:فيني نيدان شني/ من العاملين في الموساد سابقا والمستشار السياسي لايهود باراك، عن يديعوت
هل لنا صلة في مخيم اليرموك؟
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
الشاباك: ‘القاعدة’ في القدس لاستهداف السفارة الامريكية ومواقع حكومية
بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس
عاصمة بلا شهوة
بقلم:آري شبيط،عن هآرتس
إذهبوا الى سوريا
بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس
</tbody>
رسالة الى متفائل لا يتعب!
بقلم:رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم
إن طلب حكومة اسرائيل أن تعترف السلطة الفلسطينية، التي تريد أن تنشيء لاول مرة في تاريخها وتاريخ الشعوب دولة الى جانبنا، باسرائيل أنها دولة الشعب اليهودي، يثير علامات سؤال. فليس من المنطق في ظاهر الامر أن يطلب شعب قديم كشعب اسرائيل ثبتت حقوقه في ارض اسرائيل بالكتاب المقدس والكتب المقدسة الاخرى (وفي القرآن ايضا)، أن يطلب الاعتراف من الشعب الفلسطيني الذي ما زال جنينا. وليس من المعقول أن نطلب اعترافا من شعب أوجد في الفترة الاخيرة فقط ولا توجد في التاريخ أية شهادة على أنه كان موجودا ذات مرة في الماضي في صورة من الصور فوق هذا الكوكب.
تثير هذه المقالة سؤال هل من المناسب أصلا أن يطلب الشعب اليهودي الذي ثبتت صلاته بهذه الارض عميقة جدا في تاريخه الموثق واقترن تاريخه بتواريخ الأمم الضخمة التي احتلت ارضنا آلاف السنين، اعترافا من الفلسطينيين وهم كيان غير مكتمل جديد منقسم ليست له أية مكانة تاريخية، جُمع في ارضنا من جميع أطراف الارض في العصور الاخيرة.
هل من كرامتنا نحن نسل بني اسرائيل أن نشترط تسوية سياسية مع الفلسطينيين الذين جاءوا من قريب باعترافهم بأن اسرائيل دولة الشعب اليهودي، كي نحظى فقط بحق التخلي لهم عن اجزاء من ارضنا؟ نقول واليد على القلب إنه يوجد من هذا المنظار في طلبنا من الفلسطينيين الاعتراف بنا شيء ما متناقض.
بيد أنه يجب على من يهتم حقا بالسلام لا بالتصريحات الغوغائية التي لا مسؤولية فيها، يجب عليه أن يُثبته بحيث لا يترك فيه صراعات لم تُحل. ولا يمكن لتحقيق السلام الاكتفاء برجاء قلوبنا المتفائلة بل ينبغي الفحص عن استعداد الطرف الثاني للاعتراف بنا وبهويتنا وبحقوقنا. يُصنع السلام مع بناء الثقة وازالة الشكوك. تبدأ المشكلة بأبو مازن وهو عنواننا لمطلب الاعتراف بيهودية اسرائيل. إن أبو مازن لا يعتبر بين الجاليات الفلسطينية في العالم والمناطق ممثلا متفقا عليه للشعب الفلسطيني، وهم يرون أن كل اتفاق معه لا يساوي الورقة التي كتب فيها.
يعلم أبو مازن ورجاله جيدا أن معنى الاعتراف باسرائيل دولة لليهود يشمل في حقيقة الامر تخليا فلسطينيا عن طلبهم حق العودة ومعنى ذلك انهاء الصراع والقضاء فورا عليهم. وهم لا يلقون الوزيرة لفني لاجل ذلك، فاذا كان الامر كذلك فما قيمة اتفاق من غير الاعتراف المطلوب؟ قد يكون من يؤيدون ذلك يعتقدون انه اذا وقع على الاتفاق فاننا نستطيع ان نلوح به بصفته اتفاقا ‘تاريخيا’ مع الفلسطينيين ونستطيع ان نتهمهم في اليوم الذي ينكث فيه (ومن الواضح أن نهاية الامر معلومة قبل ذلك).
الحقيقة هي أن لأبو مازن ورجاله أجندة تختلف غاية الاختلاف عن رؤيا ‘دولتين للشعبين’. إن هذه الأجندة تشمل طلبهم الذي لا يتنازلون عنه وهو عودة اللاجئين الى اسرائيل والقضاء على الكثرة اليهودية فيها وانشاء ‘فلسطين من البحر الى النهر’. ولهذا لا يستطيع أبو مازن ولا يريد الاعتراف بأن اسرائيل دولة الشعب اليهودي. وهذا مثير للاهتمام لكن أبو مازن يصر على رفض الاعتراف هذا ‘بسبب مواطنيها الفلسطينيين الذين سيظلمون’ ايضا. ولما كان الامر كذلك فانه يرى نفسه ايضا راعيا للارهابيين العرب من مواطني اسرائيل ويطلب الافراج عن ‘فلسطينييه’ من السجون الاسرائيلية. وتشير هذه الرعاية الى صلة الملكية التي يشعر بها ‘الرئيس′ نحو مواطني اسرائيل العرب. لو أن أبو مازن أراد حقا أن يؤسس دولة فلسطينية الى جانبنا لسارع الى تبني اقتراح الوزير ليبرمان و’حرر فلسطينييه’ الذين يخضعون للاحتلال و’الفصل العنصري’ ووسع دولته. لو .
إن لأبو مازن ايضا ‘مشكلة اسلامية’. فلو أن أبو مازن اعترف بأن اسرائيل دولة الشعب اليهودي لقبل ما جاء في القرآن من آيات تُبين أن ارض اسرائيل اعطاها الله لبني اسرائيل، الشعب المختار. ولأوجب ذلك على المسلمين بعامة أن يعترفوا بأننا بنو اسرائيل ورثة الارض في القرآن (لا ذكر للفلسطينيين في القرآن)، ولأفضى ذلك الى ‘نهاية الصراع′. ويفضل أبو مازن التفسير الاسلامي المتطرف الذي يرى أن اليهود مؤقتون في فلسطين لأنهم فقط طائفة دينية موزعة في العالم نزل بها الغضب الالهي الأبدي، وليسوا شعبا يستحق دولة. إن كل ‘متفائل’ يوافق على أن معنى طلب اسرائيل اعتراف الفلسطينيين بأن اسرائيل دولة الشعب اليهودي هو انهاء الصراع. وهذا طلب منطقي واجب من اجل السلام وينبغي ألا يتم التخلي عنه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
عمّن ستدافع القوة الدولية؟
بقلم:فيني نيدان شني/ من العاملين في الموساد سابقا والمستشار السياسي لايهود باراك، عن يديعوت
في اطار رحلة وزير الخارجية الامريكي جون كيري المكوكية في المنطقة باعتبارها جزءا من التفاوض مع الفلسطينيين، يثور سؤال هل وبأية شروط علينا أن نخلي غور الاردن، وهل ستُخلى مستوطنات الغور. فلا احتمال في واقع الامر لنجاح التفاوض دون حل القضية التي هي غور الاردن.
يرى الفلسطينيون أن استمرار بقائنا على نهر الاردن يحيط الدولة الفلسطينية في واقع الامر بقوات عسكرية اسرائيلية وبجدران فصل من جميع الجهات، وهو ما سيجعل من الصعب على أبو مازن أن يروج في شعبه أن الدولة ذات السيادة توجد على هذا النحو. ويرى الاردنيون برغم أن لا أحد منهم يعترف بذلك علنا، أن تسليم الغور الى سيادة وسلطة فلسطينيتين سيجعل الجالية الفلسطينية في الاردن وهي 60 بالمئة من عدد سكان المملكة تتصل بالفلسطينيين في الضفة الغربية، وتعرض للخطر استقرار الحكم الهاشمي في الأمد البعيد. ولهذا من المنطق أن نفرض أن بعض المحادثات التي أجريت مؤخرا بين نتنياهو والملك عبد الله دار حول المعاني الامنية والسكانية لانسحاب اسرائيلي محتمل من غور الاردن.
اشتغلت مدة عشر سنوات بقضية القوات الدولية باعتبارها جزءا من حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. وفي هذا الاطار زرت كوسوفو ومقدونيا والبوسنة ولبنان، والتقيت مع جنرالات امريكيين وكنديين وفرنسيين والمانا وهولنديين واسبانيين خدموا في هذه القوات.
وشاركت في مقابل ذلك في عشرات الحلقات الدراسية مع عناصر من الادارة الاوروبية والامريكية والكندية بحثت فيها الاسئلة المركزية وهي ‘ماذا ستكون سلطة هذه القوة، وكيف ستكون تركيبتها واستعدادها للعمل في محيط معاد، وهل تستطيع اطلاق النار وتعريض حياة الفلسطينيين والاسرائيليين للخطر ممن لا يستجيبون للاوامر.
إن القوات الدولية في واقع الامر غير معنية بالتعرض للخطر وهي تفضل استعمال وسائل مراقبة متطورة قد تكون وسائل انذار لكنها لا تمنع تهريب الوسائل القتالية والعمليات الارهابية. وقد تكون خيبة الأمل والاحباط بسبب الخطة الامنية الامريكية التي تحاول أن تحل محل قوات عمليات على طول نهر الاردن بواسطة انذار الكتروني والتجاهل الامريكي للظروف الواقعية على الارض هي التي أفضت الى تصريحات وزير الدفاع يعلون التي لا داعي لها والمثيرة للغضب، التي وجهت الى كيري.
اذا كانت القوة الدولية مستعدة لتأدية المهمة المطلوبة لا أن تكون جيش سلام ومراقبين فقط، فثم مكان للتفكير في انسحاب من غور الاردن في اتفاق دائم. والسؤال كم سيكون عمق الشريط الامني في الغور هو سؤال تقني عسكري قد يتم الاتفاق عليه بين الطرفين. وعلى كل حال لا يوجد وضع تُسلم فيه السيطرة الامنية على طول الغور الى الفلسطينيين فسيُدمج ضباط ارتباط اسرائيليون وفلسطينيون في القوة الدولية ويتم انشاء نظام تحكم ورقابة وتعاون استخباري. والى ذلك يجب أن يستمر نشر القوة الدولية في المنطقة عقدين على الأقل أو أكثر من السنوات الخمس المقترحة الآن في اطار التفاوض.
اذا عمل نموذج القوات الدولية هذا بنجاح على طول غور الاردن فيمكن أن يصبح سابقة ايجابية لاماكن أشد تعقيدا كوجود نظام خاص في البلدة القديمة في القدس في الخمسين سنة القادمة يحافظ فيه كل طرف على مطالبه. فقد أصبح واضحا للجميع أن تقاسم السيادة في البلدة القديمة، في هذا الوقت على الأقل وهم، فانه لن يكون اتفاق اذا لم يوجد في القدس.
وتحتاج قضية السيطرة على الشريط البحري قبالة ساحل غزة اذا وحينما يتغير النظام هناك ويحل محله نظام يعترف بحق اسرائيل في الوجود الى أن يتم تناولها. وسنحتاج لاسقاط الحصار البحري الى وجود قوات بحرية تقوم بدوريات دائمة على طول قطاع غزة وتكون ذات قدرة على منع تهريب الوسائل القتالية والمخربين الى داخله. ومن المهم على الخصوص أن تكون هذه القوة البحرية مستعدة لاطلاق النار على اولئك المهربين وقت الحاجة. ولهذا فان السابقة التي سيتم احرازها في غور الاردن هي ذات معنى عظيم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
هل لنا صلة في مخيم اليرموك؟
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
من المؤكد أن هذه المقالة ستقع على آذان صماء أكثر حتى من مقالاتي الاخرى، ومع ذلك يجب أن تُكتب، فصور مخيم اليرموك لا تدعني. وكان يجب أن تؤثر هي على الأقل في قلوب الاسرائيليين، في خضم كل فظاعات سوريا.
إن دولة اسرائيل تتحمل مسؤولية اخلاقية عما يجري في مخيم اللاجئين هذا وإن لم يكن مباشرة، هي أولا المسؤولية التاريخية عن مصير سكان المخيم، وهم فلسطينيون من أبناء البلاد ونسلهم، طردوا أو اضطروا الى الفرار منها بسبب اسرائيل. وثانيا يوجد لغير قليل من مواطني الدولة ورعاياها من العرب الاسرائيليين ومن الفلسطينيين اقرباء في اليرموك حتى من الدرجة الاولى احيانا، فثم أخوات واخوة وأجداد وجدات واعمام وعمات يُجوعون حتى الموت وقد مات عشرات منهم جوعا.
يمكن أن نقارن ذلك بوضع مشابه وهو أن تحدث فظاعة على مبعدة بضع عشرات الكيلومترات عن حدود الدولة، ويموت اقرباء لمواطني الدولة اليهود جوعا ويحتضرون مع عدم وجود ادوية ومعدات، ويتجولون مثل هياكل عظمية وتطلق النار عليهم مثل حيوانات ضالة. فهل كانت اسرائيل ستبقى غير مبالية؟ أولم تكن تستخدم عملية لانقاذهم؟.
من السهل طرح المسؤولية عما يجري في اليرموك على ابواب العرب: على نظام الاسد الذي يمنع بوحشية تزويد سكان المخيم المحاصرين منذ اسابيع كثيرة؛ وعلى المسلحين الفلسطينيين الذين شاركوا في الحرب الاهلية وحكموا على المخيم بالفناء؛ وعلى منظمات الاسلام المتطرف التي تفوق قسوتها قسوة النظام؛ وعلى الدول العربية التي لم تفعل ما يكفي لحل مشكلة اللاجئين (وإن يكن مصيرهم قد تحسن شيئا ما في سوريا). وبعد كل ذلك تبقى مسؤولية اخلاقية على اسرائيل ايضا التي أفضى انشاؤها الى اللجوء والجلاء هذين. انها الدولة التي كان يجب عليها أن تحاول أن تنقذ بقدر استطاعتها عائلات مواطنيها وإن كانوا عربا ايضا. فلطفية العجوز التي تسكن في المخيم والذي يحاول أخوها عبد العابدي وهو فنان من حيفا نال جوائز كثيرة، يحاول انقاذها منذ سنين.
إن صور اليرموك لا تدعنا: فهناك الولد الفلسطيني الذي يمضغ ورقة لعدم وجود الطعام؛ والفتى الذي يصرخ أمام عدسات التصوير طالبا نجدة العالم بازاء مقتل أبيه؛ وصور الهياكل العظمية السائرة لناس أحياء موتى؛ وصفوف النساء والشيوخ الذين يحتشدون ساعات بأمل يائس أن يحصلوا على وجبة طعام أو على ادوية؛ والعجز الفظيع لآلاف البشر المحاصرين الذين دمرت بيوتهم وخرب عالمهم. وصف زميلي تسفي برئيل هنا قبل بضعة ايام ما يجري في المخيم: فلجنة التنسيق في المخيم تدعو السكان الى شرب لتر ماء مع ملعقة ملح ثم لتر ماء مع ملعقة سكر اذا كان ذلك في متناول اليد. انه ‘غيتو الحرب العالمية الثانية’، كتب برئيل الضابط لنفسه ووقع حتى هذا الوصف هنا على آذان صماء.
بقي عشرون ألف انسان فقط في المخيم الذي كان عدد سكانه قبل الحرب الاهلية 150 ألف انسان. فقد بقي الضعفاء والعاجزون فقط ليعيشوا في الانقاض والحصار، أما الباقون فوجهوا الى لجوئهم الثاني. واسرائيل لا تحرك ساكنا فهي تعيد سريعا القلة القليلة من الجرحى السوريين الذين تعالجهم، مع ثناء على النفس يثير الاشمئزاز، تعيدهم الى الجحيم. وفي حين تنقد جارتا سوريا الاخريان، الاردن وتركيا، بملايين اللاجئين، لا يخطر ببال اسرائيل أن تستوعب حتى الجرحى القليلين الذين نجحوا في الوصول اليها. كان يجب على اسرائيل أن تظهر شيئا من الانسانية في مواجهة فظاعة اليرموك. وكان يجب عليها أن تحاول أن تنظم الآن عملية لانقاذ الـ 20 ألفا من السكان المحاصرين ونعود ونُذكر بأنهم أبناء البلاد وأن تعلن أن ابوابها مفتوحة لهم ليلتئم شملهم مع عائلاتهم.
ربما كانت هذه الخطوة تلقى رفضا سوريا وربما لا. ولكن كانت اسرائيل تستطيع على الاقل أن تنظم حملة مساعدة أو حملة تبرع كما تعرف أن تفعل في كوارث طبيعية بعيدة ليست عليها أية مسؤولية فيها. لكن في اليرموك يموت لاجئون فلسطينيون وما علاقتنا بهم؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الشاباك: ‘القاعدة’ في القدس لاستهداف السفارة الامريكية ومواقع حكومية
بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس
أعلن ‘الشاباك’ يوم الاربعاء بأنه اعتقل ثلاثة فلسطينيين، منهم اثنان من سكان شرقي القدس ذوا بطاقة هوية اسرائيلية، بشبهة أنهم كانوا مشاركين في خطة طموحة لمنظمة مؤيدة للقاعدة لتنفيذ عمليات في اسرائيل. وقد تمت في جملة ما تم اجراءات أولية ترمي الى تنفيذ عمليتين انتحاريتين في نفس الوقت في مباني الأمة في القدس وفي سفارة الولايات المتحدة في تل ابيب.
واعتقل الثلاثة في 25 كانون الاول، وأُزيل أمر حظر النشر الذي فرض على تفاصيل القضية في ظهر يوم الاربعاء. فقال مسؤول رفيع المستوى في ‘الشباك’ في حديث الى صحفيين في تل ابيب أن الثلاثة جندهم بواسطة شبكة الانترنت نشيط من احدى منظمات الجهاد العالمي المتصلة بالقاعدة، وتعمل من قطاع غزة. وقال لهم الشخص الذي عرض نفسه فقط بلقبه الديني ‘غريب الشام’ إنه يعمل من قبل ايمن الظواهري زعيم القاعدة منذ اغتال الامريكيون اسامة بن لادن في أيار 2011.
يزعمون في ‘الشباك’ أن طريقة التجنيد ـ بواسطة الفيس بوك والسكايب وبواسطة برنامج اتصال مشفر في الانترنت في حالة واحدة ـ ليست شاذة وأن أكثر منظمات الجهاد العالمي التي تعمل في الشرق الاوسط تعمل على هذا النحو اليوم، أي بالبحث عن مجندين محتملين بواسطة الانترنت، ونقل توجيهات وتعليم طرق عمل ولقاء مع المستعملين بعد ذلك، وفترة تدريب قصيرة وانطلاق الى المهمة. وبرغم أن كثيرا من هذه المحاولات يتم التشويش عليها، أو تُحبطها الاجسام الاستخبارية في الدول المختلفة فان خطة مشابهة لعمليات نجحت في غير قليل من الحالات.
قد نحسب مما نشره ‘الشباك’ أن المنظمات الجهادية لم تستعد بعد لعصر ما بعد كشوف ادوارد سنودن عن سعة التنصت والمراقبة من الوكالات الاستخبارية في الغرب (والاسرائيلية ايضا بصورة غير مباشرة) على ما يجري في الانترنت، وأنها لم تستعمل ما يكفي من الحذر كي لا يُطلع على احاديث ظاهرة في الشبكة. إن سياسة المنظمة المتعلقة باسرائيل قد جرى عليها تطرف آخر مؤخرا: فقد نشر الظواهري نفسه في أيار 2013 فيلم فيديو قصيرا فيه دعوة للمسلمين الى المشاركة في الجهاد ضد اسرائيل واستغلال اجتماع نشطاء المنظمات الارهابية على حدود اسرائيل (في سوريا وسيناء على الخصوص) في تنفيذ عمليات عليها. إن زعم وجود صلة بين الظواهري ومستعمل الثلاثة غير مؤكد وهو يعتمد على اقوال قالها المعتقلون بحسب ما يقول ‘الشباك’، في التحقيق معهم.
إن المعتقلين الثلاثة في القضية هم اياد أبو سارة ابن الرابعة والعشرين من رأس خميس في شرقي القدس، وروبين أبو نجمة ابن الواحدة والثلاثين من أبو طور في شرقي القدس وعلاء غانم ابن الثانية والعشرين من قرية العقبة في منطقة جنين. وبلغت الاتصالات بأبو سارة المرحلة الاكثر تقدما بين الثلاثة. ففي حديث بالانترنت مع المجنِّد تم بحث خطة متشعبة لعملية مركبة: فقد كان يفترض أن يحصل أبو سارة الذي كان يعمل في الماضي سائق شاحنة، على شاحنة من أحد اصدقائه وأن يركب فيها شحنة متفجرة. وقد أبلغه مُجنده من غزة أنه سيجب عليه في المستقبل أن يساعد خمسة منتحرين سيدخلون الى اسرائيل ببطاقات هوية روسية مزورة، استعدادا لتنفيذ العمليات.
بحسب الخطة التي تباحث فيها الاثنان، كان يفترض أن يفجر ثلاثة من المنتحرين أنفسهم وقت اجتماع أو عرض في مباني الأمة مع محاولة ضرب قوات الانقاذ ايضا. وكان يفترض أن يأتي بعدهما أبو سارة ايضا ويستعمل السيارة المفخخة. وفي الوقت نفسه كان يجب على منتحرين آخرين أن يفجرا أنفسهما عند مدخل مبنى سفارة الولايات المتحدة في تل ابيب. وهم في ‘الشباك’ يعتقدون أن الخطة المتعلقة بمباني الأمة كانت في مرحلة أكثر تقدما، لكن احتمالات تنفيذ عملية في السفارة الامريكية كانت ضعيفة.
يقول ‘الشباك’ إن المجند أرسل الى أبو سارة مجاميع حاسوب فيها توجيهات الى تركيب شحنات متفجرة. واستعد الاثنان ايضا لخروج أبو سارة الى التدريب في معسكر الجهاد العالمي في سوريا. وقد أجرى لذلك استيضاحات تتعلق بشراء تذكرة سفر الى تركيا حيث كان يفترض أن يلقى نشطاء المنظمة الذين يساعدونه على عبور الحدود الى سوريا كما يفعل اليوم متطوعون كثيرون في صفوف الجهاد الاسلامي ضد نظام الرئيس بشار الاسد.
تبرع أبو سارة نفسه ايضا باموال للجهاد في غزة. إن والد أبو سارة الذي علم أن ابنه نشيط في حلقات متصلة بالاسلام المتطرف، حذره من المشاركة في هذه المنظمات. ويُبينون في ‘الشباك’ أنه بسبب أن الخطة تقدمت سريعا كانت ثمة حاجة الى التدخل ووقف أبو سارة قبل أن تنضج لتصبح عملية.
‘إن المسافة القصيرة الموجودة اليوم بين تجنيد نشيط بالانترنت وتنفيذ خطة بواسطته لا تُمكننا من الصبر والانتظار’، أوضح رجل ‘الشباك’.
في الاحاديث بين الاثنين تم بحث امكانات عمليات اخرى ايضا منها ‘عملية تضحية’ (هجوم باطلاق النار ثم معركة مع قوات الامن) فكر أبو سارة في تنفيذها في حافلة في شارع القدس معاليه ادوميم. وباحث روبين أبو نجمة المجند في خطط لعمليات مختلفة منها اختطاف جندي من محطة حافلات في القدس ووضع شحنات متفجرة في مبنى يسكنه يهود في حي أبو طور. وتعلم ايضا كيف يركب شحنات متفجرة بحسب التوجيه الذي حصل عليه من الانترنت.
وباحث المعتقل الثالث غانم المجند في انشاء خلية جهاد عالمي في شمال السامرة، لكن الخطة لم تبلغ بعد الى مرحلة عملية. وقد تمت الاتصالات بين المجند والثلاثة بصورة منفصلة ولم يعرف بعضهم بعضا برغم أنهم اعتقلوا على التوازي.
في نهاية تشرين الثاني قتل أفراد شرطة من وحدة الشرطة الخاصة ومن ‘الشباك’ ثلاثة فلسطينيين في بلدة يطا في جنوب جبل الخليل. وقال ‘الشباك’ إن الثلاثة الذين كانوا مسلحين انشأوا قاعدة جهادية سلفية في جنوب الضفة وخططوا لعمليات على اسرائيليين. إن الحادثة السابقة تعتبر أول شهادة حقيقية على وجود منظمات مؤيدة للقاعدة في الضفة برغم أن أدلة مختلفة على ذلك تجمعت في السنوات السابقة. ويقولون في ‘الشباك’ إن هذه الظاهرة في الضفة ما زالت في مراحلها الاولى وأنه ما زال صدها ممكنا.
قال مسؤول ‘الشباك’ الكبير إنه قد لوحظ في السنوات الاخيرة اهتمام متزايد من حركات الجهاد العالمي بتنفيذ عمليات على اهداف اسرائيلية. ويقترن هذا الاهتمام بتدفق نشطاء جهاد على المنطقة ولا سيما بسبب قتال نظام الاسد في سوريا وحكم الجنرالات في مصر. وقال إن سلطة حماس في القطاع تلتزم بموقف مركب في مواجهة هذه المنظمات. فحماس قلقة من عمليات عليها وتتدخل في حالات ما كي تصد عمليات من داخل القطاع على اهداف اسرائيلية خشية أن يورطها ذلك. وينشط في قطاع غزة مئات اعضاء منظمات الجهاد العالمي.
لا تعارض حماس عمليات تُدبرها هذه المنظمات قد يتم تنفيذها في المستقبل عن طريق الضفة الغربية ولا تتدخل لوقفها. وتستعمل منظمات الجهاد العالمي بقدر ما الآن خلايا في الضفة عن طريق غزة كما تفعل حماس نفسها. وقد نشر في ‘هآرتس′ في كانون الاول الاخير أن قيادة عسكرية تابعة لحماس تعتمد في الأساس على قتلة اسرائيليين أُفرج عنهم بصفقة شليط وطردوا من الضفة والقطاع، تُدبر محاولات كثيرة للقيام بعمليات في الضفة واسرائيل.
لا اعتقالات في غزة
إن ‘الشباك’ لا يشارك في تأثر مسؤولين كبار آخرين في جهاز الامن والجيش بالخطوات التي تخطوها حماس لكف اطلاق القذائف الصاروخية من غزة في الايام الاخيرة. ويقول رجل ‘الشباك’ إنه يجب التفريق بين نشاط محدود تستعمله سلطة حماس كنشر قوات أمن لمنع اطلاق القذائف الصاروخية بالقرب من الحدود مع اسرائيل واستدعاء نشطاء في فصائل اصغر الى احاديث تحذير وردع وبين اعتقالات ما زالت حماس تمتنع عنها في هذه المرحلة.
ومع ذلك يقولون في ‘الشباك’ ايضا إن حماس غير معنية الآن بصدام عسكري مع اسرائيل وإن المنظمة تحاول أن تحتال بين تقديرات وضغوط مختلفة منها العلاقات المضعضعة بحكم الجنرالات في القاهرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
عاصمة بلا شهوة
بقلم:آري شبيط،عن هآرتس
نزل ثلج ثقيل هذا الاسبوع على واشنطن فأصبح البيت الابيض أشد بياضا وكذلك ايضا تل الكابتول والتماثيل الحجرية الجليلة لجورج واشنطن وتوماس جيفرسون وابراهام لنكولن. وكانت الحركة مشلولة، وأكدت الشوارع المثلجة على ضفتي نهر بيتوماك الجمال المنضبط والقوة المقيدة لعاصمة العالم الغربي، أكدتها أكثر. الى أين تتجه امريكا؟ انها لا تتجه الى أي مكان، بقدر كبير؛ فهي منطوية على نفسها تلعق جراحها دون أن تتخذ قرارات حاسمة تتعلق بمستقبلها.
لا أحد يعلم بوضوح ما هو الوضع الاقتصادي الصحيح: أهو انتعاش تدريجي أم ايهام بانتعاش. ولا يتضح لأحد ما هو الوضع الاستراتيجي على وجه الحقيقة فايران وسوريا وروسيا والصين ايضا تبدو الآن غامضة. وليس من الواضح لأحد ما الذي يخبئه المستقبل السياسي هل أضرت فضيحة الجسر لكريس كريستي، وهل توشك أن تعود هيلاري كلينتون الى البيت الابيض؟ إن الشتاء جميل بالنسبة لواشنطن وهو يلائم مزاجها الحالي. فكل شيء هنا منضبط مقيد دون وضوح ودون رؤية ودون شهوة.
في أول ربيع من حرب العراق قمت بجولة شاملة عميقة في مدينة تختلف غاية الاختلاف إذ كانت واشنطن تهب الى المعركة في حماسة. كانت اشجار الكرز مزهرة وفي كل ركن من اركان الشوارع كانت تقرع طبول الازرق والابيض والاحمر. وكان يسير في أروقة الادارة أشباه تشرتشل صغار آمنوا بحرب كبيرة. بل سُمعت وسائل الاعلام الليبرالية والحزب الديمقراطي كما لم يُسمعا منذ الايام البهيجة لجون كنيدي ولندون جونسون.
لن أنسى أبدا حديثا لاذعا أجريته مع محافظ جديد لامع رفيع المستوى كان من حكام المدينة آنذاك. وسألته ألا يخشى أن تكون هذه الحرب التي بدأت الآن حرب فيتنام ثانية. وقلت له إن ما حدث لاسرائيل في بيروت وغزة قد يحدث للولايات المتحدة في بغداد. فنظر المحافظ إلي كما يُنظر الى ضيف قروي لا يفهم شيئا من السلوك في المدينة الكبيرة. وأجاب: ليست امريكا هي اسرائيل، وليست امريكا هي امريكا فيتنام. فعندها ما يكفي من القوة لتبديل النظام في العراق والمتابعة الى ايران ايضا ولتغير صورة الشرق الاوسط. إن الرئيس بوش شخص ذو مباديء وذو شخصية سيحدث ثورة ديمقراطية في العالم العربي وينشيء نظاما دوليا جديدا تقوده الولايات المتحدة الجديدة.
أزهرت اشجار الكرز عشر مرات منذ ذلك الحين، وذوت ازهار الكرز عشر مرات، وغطيت المدينة بالثلج الابيض. إن القوة العظمى أفنت كل مواردها النفسية وكثيرا من مواردها الاقتصادية في وحل العراق وافغانستان. وفقدت ثقتها المعروفة بنفسها في حربين بلا فائدة وفي ازمة اقتصادية طويلة. بحيث أصبحت واشنطن الآن عاصمة ما بعد الصدمة، فهي لم تعد تؤمن بافكار عظيمة ولا بصراعات كبيرة ولم تعد تثق بنفسها. وهي تبغض كل امر تنبعث منه رائحة التبجح بالقوة وكل امر يثير ذكرى رامبو. وإن الكابوس الأفظع هو كابوس وجود جنود على الارض. فالعاصمة الامريكية تحترس غاية الاحتراس ألا تكرر ذلك وألا تعود اليه ولهذا فان صورة سلوكها الحالي في العالم هي صورة سلوك من يقود سيارته في الثلج ببطء وحذر ودون انعطاف حاد ودون انطلاق سريع بلا كوابح الى غاية مأمولة.
تحب اسرائيل امريكا، واسرائيل متعلقة بامريكا، لكن اسرائيل لا تفهم امريكا دائما. كانت القدس توهم نفسها فترة طويلة بأن واشنطن هي واشنطن جمهورية لكنها ليست كذلك. وقد افترضت القدس زمنا طويلا أن واشنطن موضوعة في جيبها لكنها ليست كذلك. إن وضع الوعي الامريكي الجديد وهو السياقة الحذرة في الثلج يوجب على اسرائيل أن تستعد لحالات ازمات يصبح فيها الفرق في الوعي العميق بينها وبين حليفتها خطيرا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
إذهبوا الى سوريا
بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس
وجدت حكومة اليمين في دولة اسرائيل لها نقطة انطلاق جديدة: سوريا، التي تختنق تحت حرب أهلية ضروس. في كل مرة يحاول فيها نائب عربي اسرائيلي انتقاد ما يجري في اسرائيل، يسارع اعضاء الحكومة فيطرحوا عليه ‘اذهب الى سوريا. وكلما اراد وزير في الحكومة او نائب من اليمين ان يتباهى بالديمقراطية الاسرائيلية يسارع الى مقارنتها بما يجري تحت نظام بشار الاسد.
المثال الاخير على ذلك حصل هذا الاسبوع. فبعد أن اعرب رئيس الكنيست، النائب احمد الطيبي عن احتجاجه مع بعض من رفاقه على خطاب رئيس وزراء كندا ستيفان هاربر، صعد الى المنصة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تباهى امام الضيف بالديمقراطية الاسرائيلية.
‘هنا في البرلمان’، قال نتنياهو، ‘كل واحد يمكنه ان يقول رأيه، يا ستيفان، مثل هذا لا يمكن عمله في دمشق’. وفي نقاش آخر في الكنيست، قبل نحو شهر، قالت وزيرة الثقافة ليمور لفنات للنائب محمد بركة: ‘سأبعثك الى نظام الاسد. هناك تتحدث عن التنور وعن الثقافة’. رئيس الجلسة، النائب الطيبي، وبخ الوزيرة فقال: ‘لا يمكن انه في كل مرة يبدي فيها نائب عربي ملاحظة لكِ، تذكرين سوريا’ وفي القاعة نشبت جلبة.
المقارنات بسوريا والاقوال عن ارسال النواب العرب اليها مخجلة ولا تطاق. قسم هام من النواب العرب وقفوا غير مرة منددين بشدة بالدكتاتوريات في العالم العربي، بما في ذلك في سوريا. وهم نواب في الكنيست وليس في أي برلمان آخر. هنا مكانهم بالفضل وليس باي صدقة من اليمين.
مجرد الاحتياج الى المقارنات بالنظام الدموي في سوريا يدل على ضعف الديمقراطية الاسرائيلية، وبالتأكيد ليس على حصانتها. فالديمقراطية الراسخة والمتينة، كتلك المنتهجة في الدول السليمة، لا تحتاج الى ان تقارن نفسها بأسوأ الانظمة كي تتباهى بنفسها، مثلما يفعل رئيس الوزراء.
هل حقا ترد دولة اسرائيل أن تقارن بسوريا الاجرامية؟ هل ترغب حقا في أن تقارن بانظمة الطغيان العربية؟ هل بالفعل تكفي حقيقة ان النظام المتبع في دولة اسرائيل جيد بلا قياس مع النظام المتبع في الدول العربية من أجل ضمان حصانتها وجودتها؟
بدلا من التلويح بالعرض العنصري لارسال عرب اسرائيل الى سوريا يجمل بمندوبي الحكومة واليمين ان يهتموا بتثبيت الديمقراطية الاسرائيلية، فهي بحاجة ماسة الى ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
24/1/2014
<tbody>
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
رسالة الى متفائل لا يتعب!
بقلم:رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم
عمّن ستدافع القوة الدولية؟
بقلم:فيني نيدان شني/ من العاملين في الموساد سابقا والمستشار السياسي لايهود باراك، عن يديعوت
هل لنا صلة في مخيم اليرموك؟
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
الشاباك: ‘القاعدة’ في القدس لاستهداف السفارة الامريكية ومواقع حكومية
بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس
عاصمة بلا شهوة
بقلم:آري شبيط،عن هآرتس
إذهبوا الى سوريا
بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس
</tbody>
رسالة الى متفائل لا يتعب!
بقلم:رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم
إن طلب حكومة اسرائيل أن تعترف السلطة الفلسطينية، التي تريد أن تنشيء لاول مرة في تاريخها وتاريخ الشعوب دولة الى جانبنا، باسرائيل أنها دولة الشعب اليهودي، يثير علامات سؤال. فليس من المنطق في ظاهر الامر أن يطلب شعب قديم كشعب اسرائيل ثبتت حقوقه في ارض اسرائيل بالكتاب المقدس والكتب المقدسة الاخرى (وفي القرآن ايضا)، أن يطلب الاعتراف من الشعب الفلسطيني الذي ما زال جنينا. وليس من المعقول أن نطلب اعترافا من شعب أوجد في الفترة الاخيرة فقط ولا توجد في التاريخ أية شهادة على أنه كان موجودا ذات مرة في الماضي في صورة من الصور فوق هذا الكوكب.
تثير هذه المقالة سؤال هل من المناسب أصلا أن يطلب الشعب اليهودي الذي ثبتت صلاته بهذه الارض عميقة جدا في تاريخه الموثق واقترن تاريخه بتواريخ الأمم الضخمة التي احتلت ارضنا آلاف السنين، اعترافا من الفلسطينيين وهم كيان غير مكتمل جديد منقسم ليست له أية مكانة تاريخية، جُمع في ارضنا من جميع أطراف الارض في العصور الاخيرة.
هل من كرامتنا نحن نسل بني اسرائيل أن نشترط تسوية سياسية مع الفلسطينيين الذين جاءوا من قريب باعترافهم بأن اسرائيل دولة الشعب اليهودي، كي نحظى فقط بحق التخلي لهم عن اجزاء من ارضنا؟ نقول واليد على القلب إنه يوجد من هذا المنظار في طلبنا من الفلسطينيين الاعتراف بنا شيء ما متناقض.
بيد أنه يجب على من يهتم حقا بالسلام لا بالتصريحات الغوغائية التي لا مسؤولية فيها، يجب عليه أن يُثبته بحيث لا يترك فيه صراعات لم تُحل. ولا يمكن لتحقيق السلام الاكتفاء برجاء قلوبنا المتفائلة بل ينبغي الفحص عن استعداد الطرف الثاني للاعتراف بنا وبهويتنا وبحقوقنا. يُصنع السلام مع بناء الثقة وازالة الشكوك. تبدأ المشكلة بأبو مازن وهو عنواننا لمطلب الاعتراف بيهودية اسرائيل. إن أبو مازن لا يعتبر بين الجاليات الفلسطينية في العالم والمناطق ممثلا متفقا عليه للشعب الفلسطيني، وهم يرون أن كل اتفاق معه لا يساوي الورقة التي كتب فيها.
يعلم أبو مازن ورجاله جيدا أن معنى الاعتراف باسرائيل دولة لليهود يشمل في حقيقة الامر تخليا فلسطينيا عن طلبهم حق العودة ومعنى ذلك انهاء الصراع والقضاء فورا عليهم. وهم لا يلقون الوزيرة لفني لاجل ذلك، فاذا كان الامر كذلك فما قيمة اتفاق من غير الاعتراف المطلوب؟ قد يكون من يؤيدون ذلك يعتقدون انه اذا وقع على الاتفاق فاننا نستطيع ان نلوح به بصفته اتفاقا ‘تاريخيا’ مع الفلسطينيين ونستطيع ان نتهمهم في اليوم الذي ينكث فيه (ومن الواضح أن نهاية الامر معلومة قبل ذلك).
الحقيقة هي أن لأبو مازن ورجاله أجندة تختلف غاية الاختلاف عن رؤيا ‘دولتين للشعبين’. إن هذه الأجندة تشمل طلبهم الذي لا يتنازلون عنه وهو عودة اللاجئين الى اسرائيل والقضاء على الكثرة اليهودية فيها وانشاء ‘فلسطين من البحر الى النهر’. ولهذا لا يستطيع أبو مازن ولا يريد الاعتراف بأن اسرائيل دولة الشعب اليهودي. وهذا مثير للاهتمام لكن أبو مازن يصر على رفض الاعتراف هذا ‘بسبب مواطنيها الفلسطينيين الذين سيظلمون’ ايضا. ولما كان الامر كذلك فانه يرى نفسه ايضا راعيا للارهابيين العرب من مواطني اسرائيل ويطلب الافراج عن ‘فلسطينييه’ من السجون الاسرائيلية. وتشير هذه الرعاية الى صلة الملكية التي يشعر بها ‘الرئيس′ نحو مواطني اسرائيل العرب. لو أن أبو مازن أراد حقا أن يؤسس دولة فلسطينية الى جانبنا لسارع الى تبني اقتراح الوزير ليبرمان و’حرر فلسطينييه’ الذين يخضعون للاحتلال و’الفصل العنصري’ ووسع دولته. لو .
إن لأبو مازن ايضا ‘مشكلة اسلامية’. فلو أن أبو مازن اعترف بأن اسرائيل دولة الشعب اليهودي لقبل ما جاء في القرآن من آيات تُبين أن ارض اسرائيل اعطاها الله لبني اسرائيل، الشعب المختار. ولأوجب ذلك على المسلمين بعامة أن يعترفوا بأننا بنو اسرائيل ورثة الارض في القرآن (لا ذكر للفلسطينيين في القرآن)، ولأفضى ذلك الى ‘نهاية الصراع′. ويفضل أبو مازن التفسير الاسلامي المتطرف الذي يرى أن اليهود مؤقتون في فلسطين لأنهم فقط طائفة دينية موزعة في العالم نزل بها الغضب الالهي الأبدي، وليسوا شعبا يستحق دولة. إن كل ‘متفائل’ يوافق على أن معنى طلب اسرائيل اعتراف الفلسطينيين بأن اسرائيل دولة الشعب اليهودي هو انهاء الصراع. وهذا طلب منطقي واجب من اجل السلام وينبغي ألا يتم التخلي عنه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
عمّن ستدافع القوة الدولية؟
بقلم:فيني نيدان شني/ من العاملين في الموساد سابقا والمستشار السياسي لايهود باراك، عن يديعوت
في اطار رحلة وزير الخارجية الامريكي جون كيري المكوكية في المنطقة باعتبارها جزءا من التفاوض مع الفلسطينيين، يثور سؤال هل وبأية شروط علينا أن نخلي غور الاردن، وهل ستُخلى مستوطنات الغور. فلا احتمال في واقع الامر لنجاح التفاوض دون حل القضية التي هي غور الاردن.
يرى الفلسطينيون أن استمرار بقائنا على نهر الاردن يحيط الدولة الفلسطينية في واقع الامر بقوات عسكرية اسرائيلية وبجدران فصل من جميع الجهات، وهو ما سيجعل من الصعب على أبو مازن أن يروج في شعبه أن الدولة ذات السيادة توجد على هذا النحو. ويرى الاردنيون برغم أن لا أحد منهم يعترف بذلك علنا، أن تسليم الغور الى سيادة وسلطة فلسطينيتين سيجعل الجالية الفلسطينية في الاردن وهي 60 بالمئة من عدد سكان المملكة تتصل بالفلسطينيين في الضفة الغربية، وتعرض للخطر استقرار الحكم الهاشمي في الأمد البعيد. ولهذا من المنطق أن نفرض أن بعض المحادثات التي أجريت مؤخرا بين نتنياهو والملك عبد الله دار حول المعاني الامنية والسكانية لانسحاب اسرائيلي محتمل من غور الاردن.
اشتغلت مدة عشر سنوات بقضية القوات الدولية باعتبارها جزءا من حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. وفي هذا الاطار زرت كوسوفو ومقدونيا والبوسنة ولبنان، والتقيت مع جنرالات امريكيين وكنديين وفرنسيين والمانا وهولنديين واسبانيين خدموا في هذه القوات.
وشاركت في مقابل ذلك في عشرات الحلقات الدراسية مع عناصر من الادارة الاوروبية والامريكية والكندية بحثت فيها الاسئلة المركزية وهي ‘ماذا ستكون سلطة هذه القوة، وكيف ستكون تركيبتها واستعدادها للعمل في محيط معاد، وهل تستطيع اطلاق النار وتعريض حياة الفلسطينيين والاسرائيليين للخطر ممن لا يستجيبون للاوامر.
إن القوات الدولية في واقع الامر غير معنية بالتعرض للخطر وهي تفضل استعمال وسائل مراقبة متطورة قد تكون وسائل انذار لكنها لا تمنع تهريب الوسائل القتالية والعمليات الارهابية. وقد تكون خيبة الأمل والاحباط بسبب الخطة الامنية الامريكية التي تحاول أن تحل محل قوات عمليات على طول نهر الاردن بواسطة انذار الكتروني والتجاهل الامريكي للظروف الواقعية على الارض هي التي أفضت الى تصريحات وزير الدفاع يعلون التي لا داعي لها والمثيرة للغضب، التي وجهت الى كيري.
اذا كانت القوة الدولية مستعدة لتأدية المهمة المطلوبة لا أن تكون جيش سلام ومراقبين فقط، فثم مكان للتفكير في انسحاب من غور الاردن في اتفاق دائم. والسؤال كم سيكون عمق الشريط الامني في الغور هو سؤال تقني عسكري قد يتم الاتفاق عليه بين الطرفين. وعلى كل حال لا يوجد وضع تُسلم فيه السيطرة الامنية على طول الغور الى الفلسطينيين فسيُدمج ضباط ارتباط اسرائيليون وفلسطينيون في القوة الدولية ويتم انشاء نظام تحكم ورقابة وتعاون استخباري. والى ذلك يجب أن يستمر نشر القوة الدولية في المنطقة عقدين على الأقل أو أكثر من السنوات الخمس المقترحة الآن في اطار التفاوض.
اذا عمل نموذج القوات الدولية هذا بنجاح على طول غور الاردن فيمكن أن يصبح سابقة ايجابية لاماكن أشد تعقيدا كوجود نظام خاص في البلدة القديمة في القدس في الخمسين سنة القادمة يحافظ فيه كل طرف على مطالبه. فقد أصبح واضحا للجميع أن تقاسم السيادة في البلدة القديمة، في هذا الوقت على الأقل وهم، فانه لن يكون اتفاق اذا لم يوجد في القدس.
وتحتاج قضية السيطرة على الشريط البحري قبالة ساحل غزة اذا وحينما يتغير النظام هناك ويحل محله نظام يعترف بحق اسرائيل في الوجود الى أن يتم تناولها. وسنحتاج لاسقاط الحصار البحري الى وجود قوات بحرية تقوم بدوريات دائمة على طول قطاع غزة وتكون ذات قدرة على منع تهريب الوسائل القتالية والمخربين الى داخله. ومن المهم على الخصوص أن تكون هذه القوة البحرية مستعدة لاطلاق النار على اولئك المهربين وقت الحاجة. ولهذا فان السابقة التي سيتم احرازها في غور الاردن هي ذات معنى عظيم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
هل لنا صلة في مخيم اليرموك؟
بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
من المؤكد أن هذه المقالة ستقع على آذان صماء أكثر حتى من مقالاتي الاخرى، ومع ذلك يجب أن تُكتب، فصور مخيم اليرموك لا تدعني. وكان يجب أن تؤثر هي على الأقل في قلوب الاسرائيليين، في خضم كل فظاعات سوريا.
إن دولة اسرائيل تتحمل مسؤولية اخلاقية عما يجري في مخيم اللاجئين هذا وإن لم يكن مباشرة، هي أولا المسؤولية التاريخية عن مصير سكان المخيم، وهم فلسطينيون من أبناء البلاد ونسلهم، طردوا أو اضطروا الى الفرار منها بسبب اسرائيل. وثانيا يوجد لغير قليل من مواطني الدولة ورعاياها من العرب الاسرائيليين ومن الفلسطينيين اقرباء في اليرموك حتى من الدرجة الاولى احيانا، فثم أخوات واخوة وأجداد وجدات واعمام وعمات يُجوعون حتى الموت وقد مات عشرات منهم جوعا.
يمكن أن نقارن ذلك بوضع مشابه وهو أن تحدث فظاعة على مبعدة بضع عشرات الكيلومترات عن حدود الدولة، ويموت اقرباء لمواطني الدولة اليهود جوعا ويحتضرون مع عدم وجود ادوية ومعدات، ويتجولون مثل هياكل عظمية وتطلق النار عليهم مثل حيوانات ضالة. فهل كانت اسرائيل ستبقى غير مبالية؟ أولم تكن تستخدم عملية لانقاذهم؟.
من السهل طرح المسؤولية عما يجري في اليرموك على ابواب العرب: على نظام الاسد الذي يمنع بوحشية تزويد سكان المخيم المحاصرين منذ اسابيع كثيرة؛ وعلى المسلحين الفلسطينيين الذين شاركوا في الحرب الاهلية وحكموا على المخيم بالفناء؛ وعلى منظمات الاسلام المتطرف التي تفوق قسوتها قسوة النظام؛ وعلى الدول العربية التي لم تفعل ما يكفي لحل مشكلة اللاجئين (وإن يكن مصيرهم قد تحسن شيئا ما في سوريا). وبعد كل ذلك تبقى مسؤولية اخلاقية على اسرائيل ايضا التي أفضى انشاؤها الى اللجوء والجلاء هذين. انها الدولة التي كان يجب عليها أن تحاول أن تنقذ بقدر استطاعتها عائلات مواطنيها وإن كانوا عربا ايضا. فلطفية العجوز التي تسكن في المخيم والذي يحاول أخوها عبد العابدي وهو فنان من حيفا نال جوائز كثيرة، يحاول انقاذها منذ سنين.
إن صور اليرموك لا تدعنا: فهناك الولد الفلسطيني الذي يمضغ ورقة لعدم وجود الطعام؛ والفتى الذي يصرخ أمام عدسات التصوير طالبا نجدة العالم بازاء مقتل أبيه؛ وصور الهياكل العظمية السائرة لناس أحياء موتى؛ وصفوف النساء والشيوخ الذين يحتشدون ساعات بأمل يائس أن يحصلوا على وجبة طعام أو على ادوية؛ والعجز الفظيع لآلاف البشر المحاصرين الذين دمرت بيوتهم وخرب عالمهم. وصف زميلي تسفي برئيل هنا قبل بضعة ايام ما يجري في المخيم: فلجنة التنسيق في المخيم تدعو السكان الى شرب لتر ماء مع ملعقة ملح ثم لتر ماء مع ملعقة سكر اذا كان ذلك في متناول اليد. انه ‘غيتو الحرب العالمية الثانية’، كتب برئيل الضابط لنفسه ووقع حتى هذا الوصف هنا على آذان صماء.
بقي عشرون ألف انسان فقط في المخيم الذي كان عدد سكانه قبل الحرب الاهلية 150 ألف انسان. فقد بقي الضعفاء والعاجزون فقط ليعيشوا في الانقاض والحصار، أما الباقون فوجهوا الى لجوئهم الثاني. واسرائيل لا تحرك ساكنا فهي تعيد سريعا القلة القليلة من الجرحى السوريين الذين تعالجهم، مع ثناء على النفس يثير الاشمئزاز، تعيدهم الى الجحيم. وفي حين تنقد جارتا سوريا الاخريان، الاردن وتركيا، بملايين اللاجئين، لا يخطر ببال اسرائيل أن تستوعب حتى الجرحى القليلين الذين نجحوا في الوصول اليها. كان يجب على اسرائيل أن تظهر شيئا من الانسانية في مواجهة فظاعة اليرموك. وكان يجب عليها أن تحاول أن تنظم الآن عملية لانقاذ الـ 20 ألفا من السكان المحاصرين ونعود ونُذكر بأنهم أبناء البلاد وأن تعلن أن ابوابها مفتوحة لهم ليلتئم شملهم مع عائلاتهم.
ربما كانت هذه الخطوة تلقى رفضا سوريا وربما لا. ولكن كانت اسرائيل تستطيع على الاقل أن تنظم حملة مساعدة أو حملة تبرع كما تعرف أن تفعل في كوارث طبيعية بعيدة ليست عليها أية مسؤولية فيها. لكن في اليرموك يموت لاجئون فلسطينيون وما علاقتنا بهم؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الشاباك: ‘القاعدة’ في القدس لاستهداف السفارة الامريكية ومواقع حكومية
بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس
أعلن ‘الشاباك’ يوم الاربعاء بأنه اعتقل ثلاثة فلسطينيين، منهم اثنان من سكان شرقي القدس ذوا بطاقة هوية اسرائيلية، بشبهة أنهم كانوا مشاركين في خطة طموحة لمنظمة مؤيدة للقاعدة لتنفيذ عمليات في اسرائيل. وقد تمت في جملة ما تم اجراءات أولية ترمي الى تنفيذ عمليتين انتحاريتين في نفس الوقت في مباني الأمة في القدس وفي سفارة الولايات المتحدة في تل ابيب.
واعتقل الثلاثة في 25 كانون الاول، وأُزيل أمر حظر النشر الذي فرض على تفاصيل القضية في ظهر يوم الاربعاء. فقال مسؤول رفيع المستوى في ‘الشباك’ في حديث الى صحفيين في تل ابيب أن الثلاثة جندهم بواسطة شبكة الانترنت نشيط من احدى منظمات الجهاد العالمي المتصلة بالقاعدة، وتعمل من قطاع غزة. وقال لهم الشخص الذي عرض نفسه فقط بلقبه الديني ‘غريب الشام’ إنه يعمل من قبل ايمن الظواهري زعيم القاعدة منذ اغتال الامريكيون اسامة بن لادن في أيار 2011.
يزعمون في ‘الشباك’ أن طريقة التجنيد ـ بواسطة الفيس بوك والسكايب وبواسطة برنامج اتصال مشفر في الانترنت في حالة واحدة ـ ليست شاذة وأن أكثر منظمات الجهاد العالمي التي تعمل في الشرق الاوسط تعمل على هذا النحو اليوم، أي بالبحث عن مجندين محتملين بواسطة الانترنت، ونقل توجيهات وتعليم طرق عمل ولقاء مع المستعملين بعد ذلك، وفترة تدريب قصيرة وانطلاق الى المهمة. وبرغم أن كثيرا من هذه المحاولات يتم التشويش عليها، أو تُحبطها الاجسام الاستخبارية في الدول المختلفة فان خطة مشابهة لعمليات نجحت في غير قليل من الحالات.
قد نحسب مما نشره ‘الشباك’ أن المنظمات الجهادية لم تستعد بعد لعصر ما بعد كشوف ادوارد سنودن عن سعة التنصت والمراقبة من الوكالات الاستخبارية في الغرب (والاسرائيلية ايضا بصورة غير مباشرة) على ما يجري في الانترنت، وأنها لم تستعمل ما يكفي من الحذر كي لا يُطلع على احاديث ظاهرة في الشبكة. إن سياسة المنظمة المتعلقة باسرائيل قد جرى عليها تطرف آخر مؤخرا: فقد نشر الظواهري نفسه في أيار 2013 فيلم فيديو قصيرا فيه دعوة للمسلمين الى المشاركة في الجهاد ضد اسرائيل واستغلال اجتماع نشطاء المنظمات الارهابية على حدود اسرائيل (في سوريا وسيناء على الخصوص) في تنفيذ عمليات عليها. إن زعم وجود صلة بين الظواهري ومستعمل الثلاثة غير مؤكد وهو يعتمد على اقوال قالها المعتقلون بحسب ما يقول ‘الشباك’، في التحقيق معهم.
إن المعتقلين الثلاثة في القضية هم اياد أبو سارة ابن الرابعة والعشرين من رأس خميس في شرقي القدس، وروبين أبو نجمة ابن الواحدة والثلاثين من أبو طور في شرقي القدس وعلاء غانم ابن الثانية والعشرين من قرية العقبة في منطقة جنين. وبلغت الاتصالات بأبو سارة المرحلة الاكثر تقدما بين الثلاثة. ففي حديث بالانترنت مع المجنِّد تم بحث خطة متشعبة لعملية مركبة: فقد كان يفترض أن يحصل أبو سارة الذي كان يعمل في الماضي سائق شاحنة، على شاحنة من أحد اصدقائه وأن يركب فيها شحنة متفجرة. وقد أبلغه مُجنده من غزة أنه سيجب عليه في المستقبل أن يساعد خمسة منتحرين سيدخلون الى اسرائيل ببطاقات هوية روسية مزورة، استعدادا لتنفيذ العمليات.
بحسب الخطة التي تباحث فيها الاثنان، كان يفترض أن يفجر ثلاثة من المنتحرين أنفسهم وقت اجتماع أو عرض في مباني الأمة مع محاولة ضرب قوات الانقاذ ايضا. وكان يفترض أن يأتي بعدهما أبو سارة ايضا ويستعمل السيارة المفخخة. وفي الوقت نفسه كان يجب على منتحرين آخرين أن يفجرا أنفسهما عند مدخل مبنى سفارة الولايات المتحدة في تل ابيب. وهم في ‘الشباك’ يعتقدون أن الخطة المتعلقة بمباني الأمة كانت في مرحلة أكثر تقدما، لكن احتمالات تنفيذ عملية في السفارة الامريكية كانت ضعيفة.
يقول ‘الشباك’ إن المجند أرسل الى أبو سارة مجاميع حاسوب فيها توجيهات الى تركيب شحنات متفجرة. واستعد الاثنان ايضا لخروج أبو سارة الى التدريب في معسكر الجهاد العالمي في سوريا. وقد أجرى لذلك استيضاحات تتعلق بشراء تذكرة سفر الى تركيا حيث كان يفترض أن يلقى نشطاء المنظمة الذين يساعدونه على عبور الحدود الى سوريا كما يفعل اليوم متطوعون كثيرون في صفوف الجهاد الاسلامي ضد نظام الرئيس بشار الاسد.
تبرع أبو سارة نفسه ايضا باموال للجهاد في غزة. إن والد أبو سارة الذي علم أن ابنه نشيط في حلقات متصلة بالاسلام المتطرف، حذره من المشاركة في هذه المنظمات. ويُبينون في ‘الشباك’ أنه بسبب أن الخطة تقدمت سريعا كانت ثمة حاجة الى التدخل ووقف أبو سارة قبل أن تنضج لتصبح عملية.
‘إن المسافة القصيرة الموجودة اليوم بين تجنيد نشيط بالانترنت وتنفيذ خطة بواسطته لا تُمكننا من الصبر والانتظار’، أوضح رجل ‘الشباك’.
في الاحاديث بين الاثنين تم بحث امكانات عمليات اخرى ايضا منها ‘عملية تضحية’ (هجوم باطلاق النار ثم معركة مع قوات الامن) فكر أبو سارة في تنفيذها في حافلة في شارع القدس معاليه ادوميم. وباحث روبين أبو نجمة المجند في خطط لعمليات مختلفة منها اختطاف جندي من محطة حافلات في القدس ووضع شحنات متفجرة في مبنى يسكنه يهود في حي أبو طور. وتعلم ايضا كيف يركب شحنات متفجرة بحسب التوجيه الذي حصل عليه من الانترنت.
وباحث المعتقل الثالث غانم المجند في انشاء خلية جهاد عالمي في شمال السامرة، لكن الخطة لم تبلغ بعد الى مرحلة عملية. وقد تمت الاتصالات بين المجند والثلاثة بصورة منفصلة ولم يعرف بعضهم بعضا برغم أنهم اعتقلوا على التوازي.
في نهاية تشرين الثاني قتل أفراد شرطة من وحدة الشرطة الخاصة ومن ‘الشباك’ ثلاثة فلسطينيين في بلدة يطا في جنوب جبل الخليل. وقال ‘الشباك’ إن الثلاثة الذين كانوا مسلحين انشأوا قاعدة جهادية سلفية في جنوب الضفة وخططوا لعمليات على اسرائيليين. إن الحادثة السابقة تعتبر أول شهادة حقيقية على وجود منظمات مؤيدة للقاعدة في الضفة برغم أن أدلة مختلفة على ذلك تجمعت في السنوات السابقة. ويقولون في ‘الشباك’ إن هذه الظاهرة في الضفة ما زالت في مراحلها الاولى وأنه ما زال صدها ممكنا.
قال مسؤول ‘الشباك’ الكبير إنه قد لوحظ في السنوات الاخيرة اهتمام متزايد من حركات الجهاد العالمي بتنفيذ عمليات على اهداف اسرائيلية. ويقترن هذا الاهتمام بتدفق نشطاء جهاد على المنطقة ولا سيما بسبب قتال نظام الاسد في سوريا وحكم الجنرالات في مصر. وقال إن سلطة حماس في القطاع تلتزم بموقف مركب في مواجهة هذه المنظمات. فحماس قلقة من عمليات عليها وتتدخل في حالات ما كي تصد عمليات من داخل القطاع على اهداف اسرائيلية خشية أن يورطها ذلك. وينشط في قطاع غزة مئات اعضاء منظمات الجهاد العالمي.
لا تعارض حماس عمليات تُدبرها هذه المنظمات قد يتم تنفيذها في المستقبل عن طريق الضفة الغربية ولا تتدخل لوقفها. وتستعمل منظمات الجهاد العالمي بقدر ما الآن خلايا في الضفة عن طريق غزة كما تفعل حماس نفسها. وقد نشر في ‘هآرتس′ في كانون الاول الاخير أن قيادة عسكرية تابعة لحماس تعتمد في الأساس على قتلة اسرائيليين أُفرج عنهم بصفقة شليط وطردوا من الضفة والقطاع، تُدبر محاولات كثيرة للقيام بعمليات في الضفة واسرائيل.
لا اعتقالات في غزة
إن ‘الشباك’ لا يشارك في تأثر مسؤولين كبار آخرين في جهاز الامن والجيش بالخطوات التي تخطوها حماس لكف اطلاق القذائف الصاروخية من غزة في الايام الاخيرة. ويقول رجل ‘الشباك’ إنه يجب التفريق بين نشاط محدود تستعمله سلطة حماس كنشر قوات أمن لمنع اطلاق القذائف الصاروخية بالقرب من الحدود مع اسرائيل واستدعاء نشطاء في فصائل اصغر الى احاديث تحذير وردع وبين اعتقالات ما زالت حماس تمتنع عنها في هذه المرحلة.
ومع ذلك يقولون في ‘الشباك’ ايضا إن حماس غير معنية الآن بصدام عسكري مع اسرائيل وإن المنظمة تحاول أن تحتال بين تقديرات وضغوط مختلفة منها العلاقات المضعضعة بحكم الجنرالات في القاهرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
عاصمة بلا شهوة
بقلم:آري شبيط،عن هآرتس
نزل ثلج ثقيل هذا الاسبوع على واشنطن فأصبح البيت الابيض أشد بياضا وكذلك ايضا تل الكابتول والتماثيل الحجرية الجليلة لجورج واشنطن وتوماس جيفرسون وابراهام لنكولن. وكانت الحركة مشلولة، وأكدت الشوارع المثلجة على ضفتي نهر بيتوماك الجمال المنضبط والقوة المقيدة لعاصمة العالم الغربي، أكدتها أكثر. الى أين تتجه امريكا؟ انها لا تتجه الى أي مكان، بقدر كبير؛ فهي منطوية على نفسها تلعق جراحها دون أن تتخذ قرارات حاسمة تتعلق بمستقبلها.
لا أحد يعلم بوضوح ما هو الوضع الاقتصادي الصحيح: أهو انتعاش تدريجي أم ايهام بانتعاش. ولا يتضح لأحد ما هو الوضع الاستراتيجي على وجه الحقيقة فايران وسوريا وروسيا والصين ايضا تبدو الآن غامضة. وليس من الواضح لأحد ما الذي يخبئه المستقبل السياسي هل أضرت فضيحة الجسر لكريس كريستي، وهل توشك أن تعود هيلاري كلينتون الى البيت الابيض؟ إن الشتاء جميل بالنسبة لواشنطن وهو يلائم مزاجها الحالي. فكل شيء هنا منضبط مقيد دون وضوح ودون رؤية ودون شهوة.
في أول ربيع من حرب العراق قمت بجولة شاملة عميقة في مدينة تختلف غاية الاختلاف إذ كانت واشنطن تهب الى المعركة في حماسة. كانت اشجار الكرز مزهرة وفي كل ركن من اركان الشوارع كانت تقرع طبول الازرق والابيض والاحمر. وكان يسير في أروقة الادارة أشباه تشرتشل صغار آمنوا بحرب كبيرة. بل سُمعت وسائل الاعلام الليبرالية والحزب الديمقراطي كما لم يُسمعا منذ الايام البهيجة لجون كنيدي ولندون جونسون.
لن أنسى أبدا حديثا لاذعا أجريته مع محافظ جديد لامع رفيع المستوى كان من حكام المدينة آنذاك. وسألته ألا يخشى أن تكون هذه الحرب التي بدأت الآن حرب فيتنام ثانية. وقلت له إن ما حدث لاسرائيل في بيروت وغزة قد يحدث للولايات المتحدة في بغداد. فنظر المحافظ إلي كما يُنظر الى ضيف قروي لا يفهم شيئا من السلوك في المدينة الكبيرة. وأجاب: ليست امريكا هي اسرائيل، وليست امريكا هي امريكا فيتنام. فعندها ما يكفي من القوة لتبديل النظام في العراق والمتابعة الى ايران ايضا ولتغير صورة الشرق الاوسط. إن الرئيس بوش شخص ذو مباديء وذو شخصية سيحدث ثورة ديمقراطية في العالم العربي وينشيء نظاما دوليا جديدا تقوده الولايات المتحدة الجديدة.
أزهرت اشجار الكرز عشر مرات منذ ذلك الحين، وذوت ازهار الكرز عشر مرات، وغطيت المدينة بالثلج الابيض. إن القوة العظمى أفنت كل مواردها النفسية وكثيرا من مواردها الاقتصادية في وحل العراق وافغانستان. وفقدت ثقتها المعروفة بنفسها في حربين بلا فائدة وفي ازمة اقتصادية طويلة. بحيث أصبحت واشنطن الآن عاصمة ما بعد الصدمة، فهي لم تعد تؤمن بافكار عظيمة ولا بصراعات كبيرة ولم تعد تثق بنفسها. وهي تبغض كل امر تنبعث منه رائحة التبجح بالقوة وكل امر يثير ذكرى رامبو. وإن الكابوس الأفظع هو كابوس وجود جنود على الارض. فالعاصمة الامريكية تحترس غاية الاحتراس ألا تكرر ذلك وألا تعود اليه ولهذا فان صورة سلوكها الحالي في العالم هي صورة سلوك من يقود سيارته في الثلج ببطء وحذر ودون انعطاف حاد ودون انطلاق سريع بلا كوابح الى غاية مأمولة.
تحب اسرائيل امريكا، واسرائيل متعلقة بامريكا، لكن اسرائيل لا تفهم امريكا دائما. كانت القدس توهم نفسها فترة طويلة بأن واشنطن هي واشنطن جمهورية لكنها ليست كذلك. وقد افترضت القدس زمنا طويلا أن واشنطن موضوعة في جيبها لكنها ليست كذلك. إن وضع الوعي الامريكي الجديد وهو السياقة الحذرة في الثلج يوجب على اسرائيل أن تستعد لحالات ازمات يصبح فيها الفرق في الوعي العميق بينها وبين حليفتها خطيرا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
إذهبوا الى سوريا
بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس
وجدت حكومة اليمين في دولة اسرائيل لها نقطة انطلاق جديدة: سوريا، التي تختنق تحت حرب أهلية ضروس. في كل مرة يحاول فيها نائب عربي اسرائيلي انتقاد ما يجري في اسرائيل، يسارع اعضاء الحكومة فيطرحوا عليه ‘اذهب الى سوريا. وكلما اراد وزير في الحكومة او نائب من اليمين ان يتباهى بالديمقراطية الاسرائيلية يسارع الى مقارنتها بما يجري تحت نظام بشار الاسد.
المثال الاخير على ذلك حصل هذا الاسبوع. فبعد أن اعرب رئيس الكنيست، النائب احمد الطيبي عن احتجاجه مع بعض من رفاقه على خطاب رئيس وزراء كندا ستيفان هاربر، صعد الى المنصة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تباهى امام الضيف بالديمقراطية الاسرائيلية.
‘هنا في البرلمان’، قال نتنياهو، ‘كل واحد يمكنه ان يقول رأيه، يا ستيفان، مثل هذا لا يمكن عمله في دمشق’. وفي نقاش آخر في الكنيست، قبل نحو شهر، قالت وزيرة الثقافة ليمور لفنات للنائب محمد بركة: ‘سأبعثك الى نظام الاسد. هناك تتحدث عن التنور وعن الثقافة’. رئيس الجلسة، النائب الطيبي، وبخ الوزيرة فقال: ‘لا يمكن انه في كل مرة يبدي فيها نائب عربي ملاحظة لكِ، تذكرين سوريا’ وفي القاعة نشبت جلبة.
المقارنات بسوريا والاقوال عن ارسال النواب العرب اليها مخجلة ولا تطاق. قسم هام من النواب العرب وقفوا غير مرة منددين بشدة بالدكتاتوريات في العالم العربي، بما في ذلك في سوريا. وهم نواب في الكنيست وليس في أي برلمان آخر. هنا مكانهم بالفضل وليس باي صدقة من اليمين.
مجرد الاحتياج الى المقارنات بالنظام الدموي في سوريا يدل على ضعف الديمقراطية الاسرائيلية، وبالتأكيد ليس على حصانتها. فالديمقراطية الراسخة والمتينة، كتلك المنتهجة في الدول السليمة، لا تحتاج الى ان تقارن نفسها بأسوأ الانظمة كي تتباهى بنفسها، مثلما يفعل رئيس الوزراء.
هل حقا ترد دولة اسرائيل أن تقارن بسوريا الاجرامية؟ هل ترغب حقا في أن تقارن بانظمة الطغيان العربية؟ هل بالفعل تكفي حقيقة ان النظام المتبع في دولة اسرائيل جيد بلا قياس مع النظام المتبع في الدول العربية من أجل ضمان حصانتها وجودتها؟
بدلا من التلويح بالعرض العنصري لارسال عرب اسرائيل الى سوريا يجمل بمندوبي الحكومة واليمين ان يهتموا بتثبيت الديمقراطية الاسرائيلية، فهي بحاجة ماسة الى ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ