Haneen
2014-03-18, 11:14 AM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي (548) الخميس 06/02/2014 م
</tbody>
الليكود حاكما وحكيما
بقلم: ايتان هابر،عن يديعوت
‘يكون خطأ كبيرا اعتقاد ذلك من البدء، لكن الخلاصة الاخيرة في الـ 500 كلمة التالية هي أننا محظوظون لأن حكومات الليكود منذ 1977 اذا استثنينا بضع سنوات هي التي تدير الدولة. يغطي جبيننا عرق بارد في ليال لا نوم فيها لفكرة ساذجة جدا وهي ماذا كان سيحدث هنا وقد حدث لو كان الامر ضد ذلك. لو كان ذلك لأصبحت دولة اسرائيل منذ زمن مشتعلة.
الى سنة 1977 حكمنا هنا حزب العمل على اختلاف نسخه وكان ذلك في الاساس تحت اسم مباي وكان ذلك الحكم يشبه حكما استبداديا بقدر كبير. يصعب أن نصدق ما الذي سمح بفعله لأنفسهم قادة الدولة آنذاك، واليكم مثالا صغيرا: قبل بضع سنوات التقيت مع شخص كان يعمل في ‘الشباك’ من اوائل من خدموا في هذا الجسم الاستخباري، أمتعه أن يتحدث كيف كانت تدريباته الاولى أن يسرق وثائق كان يحتفظ بها مناحيم بيغن تحت الوسادة في غرفته في فندق في القدس حينما كان نائما. وقال: ‘كانت المشكلة في الاساس كيف نعيد الوثائق الى ما تحت الوسادة’.
إن الليكود كابوس اعضاء مباي تولى الحكم برئاسة بيغن ذاك قبل 37 سنة، أي أنه يتولى الحكم مدة نصف سني وجود الدولة تقريبا اذا استثنينا سنوات حكم اسحق رابين الثلاث والنصف وسنتين ونصفا لشمعون بيرس وسنة ونصفا تحت صولجان اهود باراك.
في الصراع الذي لا نهاية له بين المعسكر الاشتراكي وبين المعسكر القومي في طول التاريخ زعم اعضاء مباي على اختلاف اجيالهم أن الافكار التي انشأها زعيم الحركة التصحيحية غير قابلة للتنفيذ. إن ‘ضفتين للاردن واحدة لنا والاخرى لنا ايضا’ هو نشيد حسن للحمام والمغطس لا باعتباره قائد فكرة قومية وسياسية. وقد حطم الحلم بارض اسرائيل الكبرى الكاملة قبل ذلك البريطانيون بخطط التقسيم المختلفة، لكن كان دافيد بن غوريون هو الذي ضربه الضربة القاضية. فقد أعلن قيام الدولة في 1948 وخلف بيغن ورفاقه في احلامهم. بل يعترف اليوم كارهو مباي السافرون بأن تلك الاحلام كانت عبثا، فقد انتصرت براغماتية مباي.
بُعث الحلم القومي حيا مع الانتصار العسكري المدهش في حرب الايام الستة في 1967. ‘عدنا الى عنتوت والى شيلا والى بيت ايل كي لا نغادرها أبدا’، قال موشيه ديان بصورة شاعرية لكن المعسكر القومي واجه سريعا الواقع المر في نظره من جهة جغرافية وسكانية. وأصبح ذلك الواقع ملموسا اكثر حينما دخل مناحيم بيغن ديوان رئيس الوزراء. فقد تبين له فجأة الآن وفجأة اليوم أن الاغاني والاحلام في جهة والواقع الصعب القاسي في جهة.
حاولت حكومات الليكود المختلفة أن تحتال على الواقع وتتذاكى وأن تتجاهل ما يحيط بنا من قريب ومن بعيد. وقد حاولت ونجحت في اقرار حقائق على الارض وفي أن تستهين بما يقولون ويعتقدون ويفعلون في العالم. ونجح ذلك الى الآن وربما ينجح فيما سيأتي. لكن بيغن بل اسحق شمير مثل اريك شارون واهود اولمرت تعلموا في ديوان رئيس الوزراء على جلودهم حدود السلطة الاسرائيلية. فهذه ارض صغيرة وهذا شعب صغير يواجه عالما قاسيا. ولذلك يجب علينا أن ننتبه ونندد ونُجل القدر والتاريخ اللذين أجلسا ناسا من الليكود في رئاسة الوزراء، فهم يمزقون منذ سنوات بين الاحلام والواقع وهذا الوضع يعذبهم كثيرا ويقلب امورهم ويقلب آراءهم الاساسية ايضا.
لا يعترف التاريخ بكلمة ‘لو’. لكننا غير معفيين من الفكرة الكابوسية التي هي ماذا كان سيحدث هنا لو لم يخل بيغن منطقة يميت، ولم يخل شارون غوش قطيف، ولم يعرض اولمرت خريطة التنازلات الكبرى على الفلسطينيين. وكيف نعلم أن كل ذلك صحيح؟ لأن كل ذلك قد وقع: فقد حدثت هنا مظاهرات عاصفة ودعوات الى استعمال القوة وفتاوى حاخامين وقتل رئيس الوزراء على أقل من ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الاقتصاد ليس وهماً يا سيد كيري
بقلم: حازي شتيرنلخت،عن اسرائيل اليوم
‘انهارت في الاسابيع الاخيرة في ضجيج كبير عملات الاسواق الناهضة؛ فقد انهارت واحدة بعد اخرى ومنها الليرة التركية وهو ما اضطر اردوغان الى رفع الفائدة الى مستوى عال بلغ 11 بالمئة. وفي الارجنتين انهارت العملة المحلية في ضجيج كبير، فكيف الحال في اسرائيل. إن المحافظة بلوغ تتدخل بعنف وتبيع كل طالب شواقل أو بعبارة اخرى تشتري دولارات وبمقادير كبيرة. وهذه مشكلة للاغنياء. إن الاحتياطي في اسرائيل من العملات كبير جدا يبلغ أكثر من 80 مليار دولار. فلو كانت معنا مقاطعة حقا لكان المستثمرون الاجانب أول من يشمون ذلك ولانهار الشيكل ولارتفعت فوائد سندات الدين الحكومية الاسرائيلية ارتفاعا كبيرا بسبب المخاطرة المجنونة، وما كنا لنستطيع البقاء في محيط فائدة تبلغ 1 بالمئة على الشيكل.
زارنا في السنة الماضية رئيس فرنسا وحاشيته. وزارنا هنا في الفترة الاخيرة رئيس وزراء كندا وقال: ‘نحن معكم بالنار والماء’. ويشغل الجميع أنفسهم الآن بصندوق تقاعد ما في دول من دول شمال اوروبا تكره اسرائيل بصورة تقليدية. إن البلد الذي عاصمته اوسلو بدل أن يدفن نفسه بالثلج لأنه هو الذي يحمل اسم الاتفاق الذي جاءوا برعايته بأكبر القتلة عرفات من تونس الى رام الله عوض سفك الدماء والتحريض هو على الخصوص الذي يطعن اسرائيل في ظهرها ويدير السكين. فاذا كان هذا هو وجه ناس اوسلو فهل تفاجيء مقاطعاتهم أحدا؟.
إن الدانمارك والسويد وهولندة ايضا وهي دول تنفق على اعمال معادية للصهيونية بواسطة صناديق وجمعيات تعمل في اسرائيل وهي تقصد الى هدف سافر وهو الاتيان باليسار الى الحكم هنا ما زالت تعظنا من الخارج. وهي تحاول بلبلتنا بحركة مقصين ساخرة. وهي تريد أن نستمر في اجراءات يعلم كل ذي عقل اليوم أنها انتحار. لا يجب أن نتأثر أكثر مما ينبغي من قائمة مقاطعات بنك دانماركي قال إنه لن يستثمر في بنك العمال أو في إلبت معرخوت. إن كو لا بنك له عدة فروع اكثرها في الدول الاسكندنافية وجاراتها يوصي في صفحته المنزلية باستثمارات في بولندة.
لو كانت توجد مقاطعة معنا كايران أو كوريا الشمالية أو دول اخرى لما كانت عملتنا من اقوى العملات في العالم. ويستطيع جون كيري أن يستمر في الحديث عن وهم الاقتصاد الاسرائيلي، وعندي غير قليل من الكلام اقوله له عن وهم قوة الاقتصاد الامريكي. لكنني لست كثير الوسوسة. لكنني سأقول بضع كلمات. صحيح أن امريكا قوة من القوى العظمى لكن ديونها أبهظ الديون في تاريخها. وتدار اسرائيل مع نسبة بين الدين والانتاج ممتازة. هل نقول إن سياسة الحكومة الاقتصادية كاملة؟ لا في الحقيقة، لكن هل يقال إنها وهم؟.
ليس كل شيء وردي ولا يحبنا الجميع لكن الحراك الهستيري الذي يثيره اليسار بين ظهرانينا وكأننا سنقصى بعد لحظة واحدة مثل كوريا الشمالية هو رقصة اشباح شريرة هازلة ترمي الى أن تدفع قدما بأجندة غير سليمة فشلت مرة بعد اخرى في مواجهة ثقة الناخب في صناديق الاقتراع.
إن اوروبا تنكل باليهود مرة اخرى حينما تستطيع ويبرز بين روائح الكراهية ايضا غير قليل من نظرات الحسد ويوجد غير قليل مما تحسد اسرائيل عليه. سيكون من الجنون الرهان على أبو مازن أو على مستبد عربي ما في منطقتنا في الوضع الحالي لأن العرب لم يستقر رأيهم ببساطة الى الآن على الوجهة التي يتجهون اليها. قد يستغرق ذلك عشرات السنين لكن من المؤكد انه لا يجب علينا الآن أن نختار جانبا ما سوى جانبنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الضفة لن تصبح غزة
بقلم: ابرهام بن تسفي قائد سابق لوحدة سييرت متكال،عن معاريف
‘في الاسابيع الاخيرة رفعت الى البحث العام اهمية غور الاردن في اتفاق مستقبلي. خلافا للبحث الضحل والحزبي الذي بدأته النائبة ميري ريغف، فان الانشغال بالغور هو أمني، ويشتد ضمن امور اخرى بصدمة اطلاق قذائف الهاون والصواريخ من قطاع غزة. وقد بدأ اطلاق النار هذا قبل سنوات من الخروج من غزة. سنوات من الحدود السائبة بين القطاع وبين مصر، وكذا التمويل الايراني، جعلت غزة بقيادة حماس كيانا ذا قدرات خطيرة، ولكن ليست قدرات تهدد وجود اسرائيل. وعندما سنأتي للتوقيع على اتفاق لانهاء النزاع، فان نقطة المنطلق الامنية يجب أن توجه السيناريو الذي بموجبه في مثل هذه المرحلة او غيرها سيصعد نظام متطرف الى الحكم في الدولة الفلسطينية ويخرق الاتفاق. في مثل هذه الحالة سيكون هناك تهديدان محتملان على اسرائيل: واحد نظري وآخر ذو صلة.
التهديد النظري هو ‘جبهة شرقية’ جديدة: القوات التي ستهاجم من الشرق وتجتاز نهر الاردن. صحيح حتى اليوم، الجيشان العراقي والسوري مفككان، وللاردن جيش صغير نسبيا لا يشكل تهديدات استراتيجيا، بالتوازي بالطبع مع اتفاق السلام. وعلى فرض ايضا بانه في غضون بضع عقود سيتغير الوضع في الشرق الاوسط وستنشأ مرة اخرى ‘جبهة شرقية’، فان وجود بلدات اسرائيلية ومدرعات في قاطع طويل وضيق، متخلف طبغرافيا، بعرض نحو 15كم، لن يساعد بل العكس. اضافة الى ذلك، اذا ما كان غور الاردن جزء من الدولة الفلسطينية، واجتازت قوات العدو النهر الى اراضيها، فان الامر سيشكل للجيش الاسرائيلي انذارا جديرا بالاستعداد لهجوم مضاد.
التهديد الثاني، الحقيقي، هو تهديد الارهاب، الذي ليس وجوديا بالنسبة لنا. اليوم ايضا توجد امكانية لتنفيذ عمليات ارهابية من يهودا والسامرة (الضفة). وبهذا المفهوم فان الاتفاق مع الفلسطينيين يفترض أن يقلص هذا الخطر فقط.
من أجل منع تهريب الذخيرة والصواريخ من الاردن الى فلسطين، مثلما حصل على مدى السنين من مصر الى غزة، يجب خلق آلية رقابة مناسبة على طول نهر الاردن وفي معابر الحدود. يمكن الاكتفاء بتواجد جسدي على طول النهر، في قاطع بعرض 3 2 كم فقط، مثلما عرضت قبل بضعة اشهر في المبادرة السياسية التي نشرتها، ‘هذا في أيدينا’. وستمنع آلية الرقابة هذه تهريب الذخيرة ولن تسمح في كل سيناريو ان يكون التهديد من الضفة الغربية مشابها لذاك الذي من غزة.
يشكل الاتفاق لانهاء النزاع العمود الفقري في الامن القومي لاسرائيل وفي ترسيخها كدولة يهودية وديقراطية. اضافة الى ذلك، توجد فيه ايضا مخاطر ولكنها ليست وجودية. وذلك خلافا لتهديد الوضع الراهن، الذي من شأنه ان يجعلنا دولة ثنائية القومية. فالسيادة الاسرائيلية في غور الاردن مع او بدون بلدات اسرائيلية لا تشكل اي ضمانة لمنع هذه المخاطر بل ومن شأنها أن تشكل عائقا في وجه تحقيق الاتفاق نفسه وكذا للدفاع ضد التهديدات في ‘الجبهة الشرقية’.
ينبغي الكف عن الخوف والقرار ما هي السبل الاكثر نجاعة للحفاظ على الامن، واتخاذ مبادرة والقيادة. هكذا فعلت الصهيونية منذ بدايتها. وهكذا ينبغي لنا أن نفعل اليوم ايضا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
رجال الاعمال الاسرائيليون: إلى أين؟
بقلم: تسفي برئيل،عن هارتس
ليس من الواضح تماما متى اشترينا تذاكر لهذا العرض. ربما كان ذلك مبادرة من لجنة العمال وربما كان افضالا منحته لنا شركة بطاقات الاعتماد، لكن من الواضح أن شخصا ما وفر علينا. إن العرض الذي دفعنا اليه يسمى ‘مسيرة السلام’ أو ‘التفاوض السياسي’. واعتقدنا أنه سيعرض على المسرح الوطني فلبسنا لباسا يلائم ذلك لكن تبين أن ذلك عرض فرنج آخر واسوأ من ذلك أنه مسرح وحيد بلغة انجليزية امريكية.
إن الممثل على المسرح وهو جون فلان، يضع على رأسه جُمة رمادية ملصقة بصورة جيدة لم تعرق فيها أية شعرة وهو يسمعنا حوارات ذاتية عن الاخطار والتهديدات وعن المقاطعة والحروب وعن وضع راهن لا يقبله العقل، أو باختصار نصوصا قديمة. ولا يؤثرون على هذا النحو في جمهور جرت عليه المحرقة أو رأى على الاقل افلاما عنها، ولا يخيفون على هذا النحو من مر بمتساده أو بالانتفاضة الثانية فهذا شعب من لا يقتله يُقويه. شعب يقوى فقط في مواجهة التهديدات ويقوى مثل الفولاذ في مواجهة المقاطعات، أو بلغة الفيلسوف العسكري بوغي (ولا يحتاج الى اسم العائلة لأن سقراط وافلاطون وفرجيل اشتهروا باسمائهم الخاصة)، شعب سيعرف كيف سيرتب اموره ايضا حتى من غير وجود السلام.
من الذي قصده بوغي بالضبط حينما قال ‘سندبر امورنا’؟ هل قصد فرقة الصراخ تلك التي تكرر مرة بعد اخرى السطر الذي منحها المخرج إياه: ‘لن يجعلنا أي ضغط نتخلى عن مصالح دولة اسرائيل الحيوية وفي مقدمتها أمن مواطني اسرائيل’، كما قال بنيامين نتنياهو، أو ربما ‘لا يمكن اجراء تفاوض مع مسدس موجه الى الصدغ’، كما قال يوفال شتاينيتس شعرا؟ من المؤكد أنه يقصد مواطني اسرائيل البكم الذين يحدقون فقط الى هذه المسرحية المموهة وكأنها لا تتعلق بهم. إنهم لم يخرجوا للتظاهر على الاضرار بمستقبلهم، ولم يحتجوا على افساد العلاقات بالدول الاوروبية، بل إنهم لم يهزوا رؤوسهم حتى حينما دفنا الغام في المناطق بأفضل ما يدفعون من اموالهم. ‘سندبر امورنا’، يجيب الجمهور بعد المردد الفرد بوغي لأنه هل يوجد شيء اكثر اسرائيلية من هذه العبارة؟.
اجل يوجد. إن عند هذا الشعب القديم الذي كانت ارض اسرائيله ‘قبل أن يأتي الفلسطينيون بآلاف السنين’، كما قال مؤرخ الجنس اليهودي نفتالي بينيت، جوابا اسرائيليا جديدا. إن المعجزة الاقتصادية التي حولت المستنقعات العفنة الى روضة ناضرة انشأت طبقة منتخبة جديدة من العاملين في الهاي تيك، ثرية بعيدة عن الجمع المستسلم، وهي التي تضع الحقيقة الجديدة في مقدمة الشعب، فقد اجتمع عشرات من رجال الاعمال على اعلان واحد تحت صورة نتنياهو وهم يطلبون اليه أن يدفع بمسيرة السلام قدما كي يصد حملة المقاطعة مع اسرائيل. وهم اناس أعزاء نواياهم خيرة، ومن مثلهم يعلم أن الاقتصاد والاستقرار الامني والسياسي توأمان لا ينفصلان.
لكن اليكم المشكلة. فقد ‘دبروا امورهم’ من غير السلام ويستطيع اكثرهم الاستمرار على ‘تدبر امورهم’. واذا جاءت المقاطعة فانهم يستطيعون أن ينقلوا مصانعهم أو دور برمجتهم الى خارج الدولة وقد فعل عدد منهم ذلك. ويحصد كثير منهم ارباحا طيبة من استمرار الاحتلال والاشتغال بالسياسة عندهم هواية فقط، وهم الآن الذين يمثلون أكثر من الجميع الفرق في داخل الشعب ويتحدثون باسم ‘الشعب’، أو أصح أن نقول باسم ‘جيب الشعب’. وهم مشاهير السلام الجدد.
لكن لنراهم يعطلون مصانعهم يوما واحدا كي يجرب ‘الشعب’ أو الحكومة فقط معنى المقاطعة الاقتصادية. أو ليكتبوا فقط في مغلفات منتوجاتهم شعار ‘بيبي وقع على الاتفاق’ كما ورد في اعلانهم، وليقودوا احتجاجا سياسيا وليقاطعوا الحكومة التي ترى السلام كارثة وهي في نفس الوقت تدللهم بالانعام. سيكون ذلك عرضا مناسبا للمسرح الوطني.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
اليسار المثقف والمخادع
بقلم: : نداف هعتسني ،عن معاريف
بالفعل، محق ايلان لوكاتش يوجد تطابق واضح بين التعليم العالي والنزعة اليسارية، ولهذا فان معظم صحفيي اخبار 2 والصحفيين بشكل عام هم ذوو نزعة يسارية. ولهذا، بالمناسبة، عند استعراض عصبة العباقرة التي تفسر لنا في الندوات في التلفزيون من الصعب الا ينفجر المرء من التقدير. فالواحد إثر الاخر، من أمنون ابرموفيتش وحتى اودي سيغال اثبت أنفسهم الخبراء اليساريون على مدى السنين، وجسدوا كم هم محللون للواقع ومستشرفون للمستقبل بدقة.
يروجون لنا منذ الازل باننا مذنبون في كل شيء ويشرحون باننا فقط لو سلمنا العرب الاراضي، القتلة’ واعتذرنا، سنحظى برؤيا الاخرة. فقد ثقفونا في 1993 كم غير عرفات جلدته وهو سيحمينا من الان فصاعدا ضد حماس. ووعدوا باننا ما أن نوقع على اتفاقات اوسلو حتى ينفتح امامنا كل العالم العربي: سنربط شبكات الكهرباء بالخليج ونعقد صفقات استجمام في دبي. وبعد ذلك حصنوا اريئيل شارون ضد تحقيقات الفساد لانه قطعنا الى الابد عن المشاكل التي تأتينا من غزة، كما ادعوا. وتوقعوا بان على خرائب البلدات المدمرة في قطيف ستقام مشاريع زراعية وسياحية. وتوقعوا أن ينتهي النزاع بيننا وبين قطاع غزة مع الانسحاب، بالقبلات.
وبالفعل، من شدة مدى العقل والثقافة كل شيء تحقق. ووحدهم اليمينيون المتشنجون مثل كاتب هذا المقال كشروا عن وجوههم ورأوا السواد، وخاب ظنهم بالطبع. قليلو العقل من اليمين ادعوا بان عرفات لم يتوقف عن ان يكون ارهابيا، قاتلا وعدوا لنا، وأن في غزة ستقوم دولة ارهاب ستطلق نحونا الصواريخ وان الفلسطينيين ‘لم يغيروا القرص’ وسيواصلون السعي لابادتنا، وحيال التعليم للسلام والتسامح عندنا سيواصلون تعليم اطفالهم على محو اسرائيل من خريطة ‘فلسطين’. وقد حذروا من اعطاء الجولان للجزار من دمشق وادعوا بان في حارتنا الصعبة يجب أن نبقى أقوياء والا فانهم سيفترسوننا. وبالفعل كل شيء صفعهم على الوجوه واثبت كم هم مخطئون. ولهذا ايضا بقيت السيطرة التامة لليسار على معظم مواقع القوة في الصحافة الاسرائيلية ولا سيما في التلفزيون. وامام الشاشة الاذكياء من اليسار وحدهم يواصلون تحليل الوضع وتعليمنا ‘كي نفهم حقا ماذا يحصل.
هكذا ايضا في مجال الحساسية والتسامح العقائدي. محقون هم احينوعم نيني واعضاء لجنة جائزة الاعتبار في انه لا يعقل منح شخص متطرف مثل ارئيل زلبر جائزة على مشروع حياة. ولهذا فان دافيد ترتكوبر، الذي صاغ بيانا غرس فيه رمز الـ اس.اس النازي بين رموز وحدات الجيش الاسرائيلي، هو حاصل على جائزة اسرائيل. ولهذا فان يغئال تومركن الذي شرح بانه عندما يرى اصوليين يفهم النازيين، تلقى جائزة اسرائيل. ولهذا فان اوري افنيري، الذي بنى المقاطعة العالمية ضدنا وارتبط بياسر عرفات في حرب لبنان الاولى حصل على جوائز سكولوف ورابطة الصحفيين. ولهذا فان نيني التي وصفت اسرائيل بانها ‘دولة فاشية بامتياز′ وشاركت في احتفال يوم الاستقلال/الذكرى ‘البديل’ للفلسطينيين، حصلت على جائزة الاعتبار. فالثقافة، الاستقامة والنزاهة لقادة الرأي من اليسار تقدمنا الى الامام نحو مستقبل افضل مستقبل الحرب الثقافية.
وحقا، ايلان لوكاتش محق. عندما نرى كيف أن حكومات الليكود تواصل السماح للسياسيين من اليسار السيطرة على الصحافة الالكترونية وللمرشدين الستالينيين مثل احينوعم نيني وداليا رابين ليقرروا ما هو المسموح وما هو المحظور علينا التفكير به، واضح كم توجد لنا حكومة يمينيين اغبياء.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ما اصعب أن تكون يهوديا يمينيا
بقلم: رويت هخت،عن هأرتس
‘لا تكشف الردود على تهديدات مقاطعة اسرائيل عن الفروق بين المواقف بين اليمين واليسار فقط بل عن الاختلاف الجوهري بين منظومات الاستعمال لدى الطرفين. فهو فرق نفسي وجودي لا سبيل للتقريب بينه مثل لغتين دون أي قاسم لغوي مشترك. فمن جهة يغلي في معسكر اليسار ذعر من العقوبات التي فرضت الى الآن ومن تلك التي قد تأتي. ودون أن نقلل من اهمية صورة النظر المقلقة اليوم لاسرائيل المحتلة في نظر العالم الغربي، ليس من الداحض أن نقول إن اليسار يشغل نفسه بتعظيم التهديدات وبالترويج القوي لها: فاكثر الاسرائيليين حتى من اليساريين لم يسمعوا بصندوق التقاعد الهولندي بي.جي.جي.إم أو باتفاق هورايزون 2020 قبل أن يصبحا رمزين للتنديد باسرائيل.
‘ينبع هذا التضخيم ايضا من الحياء العميق الذي يشعر به اليسار الاسرائيلي الذي يرى نفسه جزءا من العالم الغربي الليبرالي مع قيم الحرية فيه من حكم اليمين الانفصالي، لكنه يخشى في الاساس من انخفاض مستوى العيش. وليس من العجب أن يمثل مؤيدي الاتفاق مع الفلسطينيين الآن في لافتات الشوارع 100 من رجال الاعمال الرواد في الجهاز الاقتصادي. فالخوف من المس بنعيم العيش هو من نصيب الشبعان.
ومن الجهة الاخرى يحاول اليمين وفي مقدمته كبار المسؤولين في حكومة اسرائيل مضاءلة التهديدات والغاء اهميتها. وهم لا يفعلون ذلك فقط لافشال التفاوض والامتناع عن اتفاق فهذه نتائج التصور العام اليميني لا اسبابه. ويرى اليمين أن تهديدات اسرائيل بالمقاطعة ليست اكثر من حلقة اخرى هامشية جدا في تاريخ معاد للسامية قديم. إن التهديد الحقيقي الذي يغطي اسرائيل والشعب اليهودي بعامة هو التهديد بالابادة بصورة حرفية حيث إن المقاطعة الاقتصادية ثانوية فقط بالنسبة اليه.
برغم اظهار القوة والسياسة العنيفة التي هي اقرار حقائق على الارض التي بلغت ذروتها في مشروع الاستيطان، يعمل جهاز الاستعمال اليميني صدورا عن قوة الخوف من الابادة الدائم والخوف من الموت. ويتخلى اليمين مسبقا عن الطموح الى اخلاق أو الى عيش في دولة ليبرالية زاهرة كالدول التي تهدد باقصاء اسرائيل، لانه يرى أن اسرائيل والشعب اليهودي ما زالا مشغولين بحرب لاجل الحياة نفسها وهي تملي وجودا بقائيا مقلصا وتسوغ وقت الضرورة ايضا استعمال العنف والعدوان على القانون الدولي. ولا يرى اليمين أن اسرائيل عضو ذات شرعية ومساوية في الحقوق في أسرة الشعوب بل يراها دولة أقلية مطاردة مظلومة يجب الدفاع عنها بكل ثمن حتى لو كان كسرة الخبز. فحرب البقاء هي من نصيب الجائع.
وفي هذا السياق يثير الاهتمام رد وزير الدفاع موشيه يعلون على تهديدات المقاطعة في مؤتمر الامن في ميونيخ. قال يعلون إنه يأمل أن تحرز تسوية مع الفلسطينيين لكنه ذكر قوله: ‘سندبر امورنا وإن لم يوجد اتفاق ايضا’. إن يعلون الذي كان ينتمي في الماضي الى حزب العمل لكنه غير رأيه واتجه الى اليمين على إثر اتفاق اوسلو، يمثل اسرائيليين كثيرين ليسوا على الخصوص من اولئك الذين يعدون الشركاء الطبيعيين في حلف المظلومين العقائدي والاجتماعي الذي جاء باليمين الى الحكم في اسرائيل لاول مرة.
إن الحافلات المتفجرة في قلب القدس وتل ابيب وحيفا، والجثث المهشمة وأنهار الدم صدعت في نظر اسرائيليين كثيرين الحلم المثالي بانهاء الاحتلال والحياة الطيبة في دولة اسرائيل والذي انتخبوا لاجله اسحق رابين في 1992 (في ضمن اسباب اخرى). إن كابوس اليمين قد أصبح له جسم وتم تفضيل ‘ادارة الصراع′ برغم كلفتها الباهظة وعيبها الاخلاقي على محاولات حله. وبدت محاولات البقاء اكثر منطقا من الأمل في تحسين العيش فتغلب الجوع على الشبع.
لم تفهم كرستيان امنفور لماذا يلوح لها نفتالي بينيت بورقة نقد عمرها ألفا سنة بدل أن يجيب عن اسئلتها عن البناء في المستوطنات. ومن المؤكد أن جون كيري لا يفهم لماذا لا ينقض الاسرائيليون على مبادرته السلمية. إذهب وبين لهم مبلغ صعوبة أن تكون يهوديا يمينيا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ضيق أمريكي من الهجوم على كيري
بقلم: حيمي شليف،عن هآرتس
‘إن جوديت مارتن المعروفة بأنها ‘سيدة التهذيب’، هي ‘حنه بابلي امريكا’. إن مارتن في اعمدتها الصحفية التي تنشر في نحو من 200 صحيفة توصي قراءها على نحو عام بالتغاضي عن الاهانات لان ردهم عليها قد يكون غير مهذب. وكتبت تقول ذات مرة: ‘اذا اغلقت السبل جميعا يمكن آنذاك أن ترد ولكن بأدب ايضا’.
إن تغريدات التوبيخ من مستشارة الامن القومي سوزان رايس ردا على الهجمات في اسرائيل على وزير الخارجية جون كيري، هي شهادة على أنه بلغ السيل الزبى في البيت الابيض وفي وزارة الخارجية. وفي هذا الايقاع وقد أصبح تيار الاهانات من القدس يبدو مثل موجة عكرة، قد تتجاوز الردود الامريكية قريبا الآداب المعروفة بالاسم العام ‘إيتكيت’، وهي كلمة ربما ليست لها ترجمة بالعبرية.
لم تكد تهدأ النفوس للكلام القاسي الذي وجهه وزير الدفاع موشيه يعلون وقذف به كيري ‘المسيحاني الموسوس′ قبل اسبوعين، حتى جاء عضو الكنيست موتي يوغاف من الائتلاف الحكومة كما تذكرون ووصف وزير الخارجية الامريكي بأنه ‘معاد للسامية’؛ ولم يكد يوغاف يبين أنه لم يكن يقصد ذلك ‘بصورة شخصية’ حتى جاء الآن الهجوم المشترك من القيادة العليا الحاكمة في البلاد على ‘تهديدات’ كيري ‘الذي يمسك بمسدس موجه الى صدغنا’ ويعمل مثل ‘بوق للمقاطعة المعادية للسامية’.
ليست هذه اول مرة بالطبع يتلقى فيها رؤساء ووزراء خارجية امريكيون اهانات منا ولا سيما حينما تسخن مسيرة السلام. فمنذ أن وقف قادة غوش ايمونيم خارج فندق الملك داود في 1974 وصاحوا بهنري كيسنجر قائلين إنه ‘يهودي صغير’ والى أن عُرف الرئيس اوباما ‘فرعون معاد للسامية’ قبل تجميد الاستيطان في 2010، كان قادة اليمين قد اعتادوا على الدوام أن يردوا بشدة زائدة على من جاءوا ليسلبوا اسرائيل ارضها بحسب تصورهم.
ليس الفرق الآن في توالي الاهانات ولا في المستوى المهتاج من رئيس الوزراء فمن دونه بل في المشاعر القاسية التي تقف وراء الشتائم. فرئيس الوزراء نتنياهو يشعر بأن الادارة الامريكية قد عملت من وراء ظهره بالتفاوض في احراز اتفاق مرحلي ذري مع طهران، وطعنته بسكين في ظهره، وما زال العاملون في الادارة الى الآن غاضبين جدا من تجند الايباك والمؤسسة اليهودية المعلن الشامل بقيادة نتنياهو من وجهة نظرهم تأييدا لقانون العقوبات في مجلس الشيوخ الذي تم صده الى الآن وهدفه كله كما يرون جعل سياسة الرئيس تتعثر.
إن شدة الاشتعال هذه ليست مفصولة بالطبع عن الشعور بالريبة وعدم الود اللذين نشآ بين اوباما ونتنياهو منذ توليا منصبهما في 2009. قال لي في هذا الاسبوع مقرب من الادارة الامريكية إن البيت الابيض يرى أنه يوجد خط مستقيم يصل توبيخ نتنياهو المعلن غير العادي لاوباما في لقائهما في واشنطن في أيار 2011 يمر بتشجيع نتنياهو لميت رومني في صيف 2012 وينتهي الى الاحداث المشتعلة الاخيرة. واضاف ذلك المقرب مبتسما إنه مما يقال في فضل نتنياهو أنه يتبرأ على نحو عام من شتائمه حتى قبل أن ينهي التلفظ بها.
يعرف الامريكيون اللغة الفظة التي تميز احيانا الحوار السياسي في البلاد، بيد أنهم لا يتوقعون أن يوجه هذا الاسلوب اليهم ايضا ولا سيما أن كل همسة في القدس في عصر الاتصالات الحديث تحظى بكشف فوري وبصدى عالمي. صحيح أن اوباما وكيري ينالهما في امريكا ايضا اهانات شديدة من خصومهما الجمهوريين لكن اسرائيل لا يفترض أن تتكلم مثل السناتور تيد كروز أو المذيع راشلمبو على دولة ما زالت حليفتها الكبرى وربما الاخيرة في العالم. وهم في امريكا يسمون ذلك وقاحة.
إن حقيقة أن اسرائيل اخذت تقيم آخر الامر مطلبها التقليدي من العرب وتقول ‘نحو الخارج ما تقوله نحو الداخل’ وبنفس الاسلوب لا تؤثر في الامريكيين. فهم يفضلون أن يعيدوا اسرائيل الى حوار دبلوماسي مقبول بحسب كل قواعد التهذيب والآداب مع اعتماد القدماء منهم شيوخ واشنطن على الايام التي كان فيها آبا ايبان الفصيح المهذب يمثل وجه الدولة وحده.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
أقــلام وآراء إسرائيلي (548) الخميس 06/02/2014 م
</tbody>
الليكود حاكما وحكيما
بقلم: ايتان هابر،عن يديعوت
‘يكون خطأ كبيرا اعتقاد ذلك من البدء، لكن الخلاصة الاخيرة في الـ 500 كلمة التالية هي أننا محظوظون لأن حكومات الليكود منذ 1977 اذا استثنينا بضع سنوات هي التي تدير الدولة. يغطي جبيننا عرق بارد في ليال لا نوم فيها لفكرة ساذجة جدا وهي ماذا كان سيحدث هنا وقد حدث لو كان الامر ضد ذلك. لو كان ذلك لأصبحت دولة اسرائيل منذ زمن مشتعلة.
الى سنة 1977 حكمنا هنا حزب العمل على اختلاف نسخه وكان ذلك في الاساس تحت اسم مباي وكان ذلك الحكم يشبه حكما استبداديا بقدر كبير. يصعب أن نصدق ما الذي سمح بفعله لأنفسهم قادة الدولة آنذاك، واليكم مثالا صغيرا: قبل بضع سنوات التقيت مع شخص كان يعمل في ‘الشباك’ من اوائل من خدموا في هذا الجسم الاستخباري، أمتعه أن يتحدث كيف كانت تدريباته الاولى أن يسرق وثائق كان يحتفظ بها مناحيم بيغن تحت الوسادة في غرفته في فندق في القدس حينما كان نائما. وقال: ‘كانت المشكلة في الاساس كيف نعيد الوثائق الى ما تحت الوسادة’.
إن الليكود كابوس اعضاء مباي تولى الحكم برئاسة بيغن ذاك قبل 37 سنة، أي أنه يتولى الحكم مدة نصف سني وجود الدولة تقريبا اذا استثنينا سنوات حكم اسحق رابين الثلاث والنصف وسنتين ونصفا لشمعون بيرس وسنة ونصفا تحت صولجان اهود باراك.
في الصراع الذي لا نهاية له بين المعسكر الاشتراكي وبين المعسكر القومي في طول التاريخ زعم اعضاء مباي على اختلاف اجيالهم أن الافكار التي انشأها زعيم الحركة التصحيحية غير قابلة للتنفيذ. إن ‘ضفتين للاردن واحدة لنا والاخرى لنا ايضا’ هو نشيد حسن للحمام والمغطس لا باعتباره قائد فكرة قومية وسياسية. وقد حطم الحلم بارض اسرائيل الكبرى الكاملة قبل ذلك البريطانيون بخطط التقسيم المختلفة، لكن كان دافيد بن غوريون هو الذي ضربه الضربة القاضية. فقد أعلن قيام الدولة في 1948 وخلف بيغن ورفاقه في احلامهم. بل يعترف اليوم كارهو مباي السافرون بأن تلك الاحلام كانت عبثا، فقد انتصرت براغماتية مباي.
بُعث الحلم القومي حيا مع الانتصار العسكري المدهش في حرب الايام الستة في 1967. ‘عدنا الى عنتوت والى شيلا والى بيت ايل كي لا نغادرها أبدا’، قال موشيه ديان بصورة شاعرية لكن المعسكر القومي واجه سريعا الواقع المر في نظره من جهة جغرافية وسكانية. وأصبح ذلك الواقع ملموسا اكثر حينما دخل مناحيم بيغن ديوان رئيس الوزراء. فقد تبين له فجأة الآن وفجأة اليوم أن الاغاني والاحلام في جهة والواقع الصعب القاسي في جهة.
حاولت حكومات الليكود المختلفة أن تحتال على الواقع وتتذاكى وأن تتجاهل ما يحيط بنا من قريب ومن بعيد. وقد حاولت ونجحت في اقرار حقائق على الارض وفي أن تستهين بما يقولون ويعتقدون ويفعلون في العالم. ونجح ذلك الى الآن وربما ينجح فيما سيأتي. لكن بيغن بل اسحق شمير مثل اريك شارون واهود اولمرت تعلموا في ديوان رئيس الوزراء على جلودهم حدود السلطة الاسرائيلية. فهذه ارض صغيرة وهذا شعب صغير يواجه عالما قاسيا. ولذلك يجب علينا أن ننتبه ونندد ونُجل القدر والتاريخ اللذين أجلسا ناسا من الليكود في رئاسة الوزراء، فهم يمزقون منذ سنوات بين الاحلام والواقع وهذا الوضع يعذبهم كثيرا ويقلب امورهم ويقلب آراءهم الاساسية ايضا.
لا يعترف التاريخ بكلمة ‘لو’. لكننا غير معفيين من الفكرة الكابوسية التي هي ماذا كان سيحدث هنا لو لم يخل بيغن منطقة يميت، ولم يخل شارون غوش قطيف، ولم يعرض اولمرت خريطة التنازلات الكبرى على الفلسطينيين. وكيف نعلم أن كل ذلك صحيح؟ لأن كل ذلك قد وقع: فقد حدثت هنا مظاهرات عاصفة ودعوات الى استعمال القوة وفتاوى حاخامين وقتل رئيس الوزراء على أقل من ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الاقتصاد ليس وهماً يا سيد كيري
بقلم: حازي شتيرنلخت،عن اسرائيل اليوم
‘انهارت في الاسابيع الاخيرة في ضجيج كبير عملات الاسواق الناهضة؛ فقد انهارت واحدة بعد اخرى ومنها الليرة التركية وهو ما اضطر اردوغان الى رفع الفائدة الى مستوى عال بلغ 11 بالمئة. وفي الارجنتين انهارت العملة المحلية في ضجيج كبير، فكيف الحال في اسرائيل. إن المحافظة بلوغ تتدخل بعنف وتبيع كل طالب شواقل أو بعبارة اخرى تشتري دولارات وبمقادير كبيرة. وهذه مشكلة للاغنياء. إن الاحتياطي في اسرائيل من العملات كبير جدا يبلغ أكثر من 80 مليار دولار. فلو كانت معنا مقاطعة حقا لكان المستثمرون الاجانب أول من يشمون ذلك ولانهار الشيكل ولارتفعت فوائد سندات الدين الحكومية الاسرائيلية ارتفاعا كبيرا بسبب المخاطرة المجنونة، وما كنا لنستطيع البقاء في محيط فائدة تبلغ 1 بالمئة على الشيكل.
زارنا في السنة الماضية رئيس فرنسا وحاشيته. وزارنا هنا في الفترة الاخيرة رئيس وزراء كندا وقال: ‘نحن معكم بالنار والماء’. ويشغل الجميع أنفسهم الآن بصندوق تقاعد ما في دول من دول شمال اوروبا تكره اسرائيل بصورة تقليدية. إن البلد الذي عاصمته اوسلو بدل أن يدفن نفسه بالثلج لأنه هو الذي يحمل اسم الاتفاق الذي جاءوا برعايته بأكبر القتلة عرفات من تونس الى رام الله عوض سفك الدماء والتحريض هو على الخصوص الذي يطعن اسرائيل في ظهرها ويدير السكين. فاذا كان هذا هو وجه ناس اوسلو فهل تفاجيء مقاطعاتهم أحدا؟.
إن الدانمارك والسويد وهولندة ايضا وهي دول تنفق على اعمال معادية للصهيونية بواسطة صناديق وجمعيات تعمل في اسرائيل وهي تقصد الى هدف سافر وهو الاتيان باليسار الى الحكم هنا ما زالت تعظنا من الخارج. وهي تحاول بلبلتنا بحركة مقصين ساخرة. وهي تريد أن نستمر في اجراءات يعلم كل ذي عقل اليوم أنها انتحار. لا يجب أن نتأثر أكثر مما ينبغي من قائمة مقاطعات بنك دانماركي قال إنه لن يستثمر في بنك العمال أو في إلبت معرخوت. إن كو لا بنك له عدة فروع اكثرها في الدول الاسكندنافية وجاراتها يوصي في صفحته المنزلية باستثمارات في بولندة.
لو كانت توجد مقاطعة معنا كايران أو كوريا الشمالية أو دول اخرى لما كانت عملتنا من اقوى العملات في العالم. ويستطيع جون كيري أن يستمر في الحديث عن وهم الاقتصاد الاسرائيلي، وعندي غير قليل من الكلام اقوله له عن وهم قوة الاقتصاد الامريكي. لكنني لست كثير الوسوسة. لكنني سأقول بضع كلمات. صحيح أن امريكا قوة من القوى العظمى لكن ديونها أبهظ الديون في تاريخها. وتدار اسرائيل مع نسبة بين الدين والانتاج ممتازة. هل نقول إن سياسة الحكومة الاقتصادية كاملة؟ لا في الحقيقة، لكن هل يقال إنها وهم؟.
ليس كل شيء وردي ولا يحبنا الجميع لكن الحراك الهستيري الذي يثيره اليسار بين ظهرانينا وكأننا سنقصى بعد لحظة واحدة مثل كوريا الشمالية هو رقصة اشباح شريرة هازلة ترمي الى أن تدفع قدما بأجندة غير سليمة فشلت مرة بعد اخرى في مواجهة ثقة الناخب في صناديق الاقتراع.
إن اوروبا تنكل باليهود مرة اخرى حينما تستطيع ويبرز بين روائح الكراهية ايضا غير قليل من نظرات الحسد ويوجد غير قليل مما تحسد اسرائيل عليه. سيكون من الجنون الرهان على أبو مازن أو على مستبد عربي ما في منطقتنا في الوضع الحالي لأن العرب لم يستقر رأيهم ببساطة الى الآن على الوجهة التي يتجهون اليها. قد يستغرق ذلك عشرات السنين لكن من المؤكد انه لا يجب علينا الآن أن نختار جانبا ما سوى جانبنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الضفة لن تصبح غزة
بقلم: ابرهام بن تسفي قائد سابق لوحدة سييرت متكال،عن معاريف
‘في الاسابيع الاخيرة رفعت الى البحث العام اهمية غور الاردن في اتفاق مستقبلي. خلافا للبحث الضحل والحزبي الذي بدأته النائبة ميري ريغف، فان الانشغال بالغور هو أمني، ويشتد ضمن امور اخرى بصدمة اطلاق قذائف الهاون والصواريخ من قطاع غزة. وقد بدأ اطلاق النار هذا قبل سنوات من الخروج من غزة. سنوات من الحدود السائبة بين القطاع وبين مصر، وكذا التمويل الايراني، جعلت غزة بقيادة حماس كيانا ذا قدرات خطيرة، ولكن ليست قدرات تهدد وجود اسرائيل. وعندما سنأتي للتوقيع على اتفاق لانهاء النزاع، فان نقطة المنطلق الامنية يجب أن توجه السيناريو الذي بموجبه في مثل هذه المرحلة او غيرها سيصعد نظام متطرف الى الحكم في الدولة الفلسطينية ويخرق الاتفاق. في مثل هذه الحالة سيكون هناك تهديدان محتملان على اسرائيل: واحد نظري وآخر ذو صلة.
التهديد النظري هو ‘جبهة شرقية’ جديدة: القوات التي ستهاجم من الشرق وتجتاز نهر الاردن. صحيح حتى اليوم، الجيشان العراقي والسوري مفككان، وللاردن جيش صغير نسبيا لا يشكل تهديدات استراتيجيا، بالتوازي بالطبع مع اتفاق السلام. وعلى فرض ايضا بانه في غضون بضع عقود سيتغير الوضع في الشرق الاوسط وستنشأ مرة اخرى ‘جبهة شرقية’، فان وجود بلدات اسرائيلية ومدرعات في قاطع طويل وضيق، متخلف طبغرافيا، بعرض نحو 15كم، لن يساعد بل العكس. اضافة الى ذلك، اذا ما كان غور الاردن جزء من الدولة الفلسطينية، واجتازت قوات العدو النهر الى اراضيها، فان الامر سيشكل للجيش الاسرائيلي انذارا جديرا بالاستعداد لهجوم مضاد.
التهديد الثاني، الحقيقي، هو تهديد الارهاب، الذي ليس وجوديا بالنسبة لنا. اليوم ايضا توجد امكانية لتنفيذ عمليات ارهابية من يهودا والسامرة (الضفة). وبهذا المفهوم فان الاتفاق مع الفلسطينيين يفترض أن يقلص هذا الخطر فقط.
من أجل منع تهريب الذخيرة والصواريخ من الاردن الى فلسطين، مثلما حصل على مدى السنين من مصر الى غزة، يجب خلق آلية رقابة مناسبة على طول نهر الاردن وفي معابر الحدود. يمكن الاكتفاء بتواجد جسدي على طول النهر، في قاطع بعرض 3 2 كم فقط، مثلما عرضت قبل بضعة اشهر في المبادرة السياسية التي نشرتها، ‘هذا في أيدينا’. وستمنع آلية الرقابة هذه تهريب الذخيرة ولن تسمح في كل سيناريو ان يكون التهديد من الضفة الغربية مشابها لذاك الذي من غزة.
يشكل الاتفاق لانهاء النزاع العمود الفقري في الامن القومي لاسرائيل وفي ترسيخها كدولة يهودية وديقراطية. اضافة الى ذلك، توجد فيه ايضا مخاطر ولكنها ليست وجودية. وذلك خلافا لتهديد الوضع الراهن، الذي من شأنه ان يجعلنا دولة ثنائية القومية. فالسيادة الاسرائيلية في غور الاردن مع او بدون بلدات اسرائيلية لا تشكل اي ضمانة لمنع هذه المخاطر بل ومن شأنها أن تشكل عائقا في وجه تحقيق الاتفاق نفسه وكذا للدفاع ضد التهديدات في ‘الجبهة الشرقية’.
ينبغي الكف عن الخوف والقرار ما هي السبل الاكثر نجاعة للحفاظ على الامن، واتخاذ مبادرة والقيادة. هكذا فعلت الصهيونية منذ بدايتها. وهكذا ينبغي لنا أن نفعل اليوم ايضا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
رجال الاعمال الاسرائيليون: إلى أين؟
بقلم: تسفي برئيل،عن هارتس
ليس من الواضح تماما متى اشترينا تذاكر لهذا العرض. ربما كان ذلك مبادرة من لجنة العمال وربما كان افضالا منحته لنا شركة بطاقات الاعتماد، لكن من الواضح أن شخصا ما وفر علينا. إن العرض الذي دفعنا اليه يسمى ‘مسيرة السلام’ أو ‘التفاوض السياسي’. واعتقدنا أنه سيعرض على المسرح الوطني فلبسنا لباسا يلائم ذلك لكن تبين أن ذلك عرض فرنج آخر واسوأ من ذلك أنه مسرح وحيد بلغة انجليزية امريكية.
إن الممثل على المسرح وهو جون فلان، يضع على رأسه جُمة رمادية ملصقة بصورة جيدة لم تعرق فيها أية شعرة وهو يسمعنا حوارات ذاتية عن الاخطار والتهديدات وعن المقاطعة والحروب وعن وضع راهن لا يقبله العقل، أو باختصار نصوصا قديمة. ولا يؤثرون على هذا النحو في جمهور جرت عليه المحرقة أو رأى على الاقل افلاما عنها، ولا يخيفون على هذا النحو من مر بمتساده أو بالانتفاضة الثانية فهذا شعب من لا يقتله يُقويه. شعب يقوى فقط في مواجهة التهديدات ويقوى مثل الفولاذ في مواجهة المقاطعات، أو بلغة الفيلسوف العسكري بوغي (ولا يحتاج الى اسم العائلة لأن سقراط وافلاطون وفرجيل اشتهروا باسمائهم الخاصة)، شعب سيعرف كيف سيرتب اموره ايضا حتى من غير وجود السلام.
من الذي قصده بوغي بالضبط حينما قال ‘سندبر امورنا’؟ هل قصد فرقة الصراخ تلك التي تكرر مرة بعد اخرى السطر الذي منحها المخرج إياه: ‘لن يجعلنا أي ضغط نتخلى عن مصالح دولة اسرائيل الحيوية وفي مقدمتها أمن مواطني اسرائيل’، كما قال بنيامين نتنياهو، أو ربما ‘لا يمكن اجراء تفاوض مع مسدس موجه الى الصدغ’، كما قال يوفال شتاينيتس شعرا؟ من المؤكد أنه يقصد مواطني اسرائيل البكم الذين يحدقون فقط الى هذه المسرحية المموهة وكأنها لا تتعلق بهم. إنهم لم يخرجوا للتظاهر على الاضرار بمستقبلهم، ولم يحتجوا على افساد العلاقات بالدول الاوروبية، بل إنهم لم يهزوا رؤوسهم حتى حينما دفنا الغام في المناطق بأفضل ما يدفعون من اموالهم. ‘سندبر امورنا’، يجيب الجمهور بعد المردد الفرد بوغي لأنه هل يوجد شيء اكثر اسرائيلية من هذه العبارة؟.
اجل يوجد. إن عند هذا الشعب القديم الذي كانت ارض اسرائيله ‘قبل أن يأتي الفلسطينيون بآلاف السنين’، كما قال مؤرخ الجنس اليهودي نفتالي بينيت، جوابا اسرائيليا جديدا. إن المعجزة الاقتصادية التي حولت المستنقعات العفنة الى روضة ناضرة انشأت طبقة منتخبة جديدة من العاملين في الهاي تيك، ثرية بعيدة عن الجمع المستسلم، وهي التي تضع الحقيقة الجديدة في مقدمة الشعب، فقد اجتمع عشرات من رجال الاعمال على اعلان واحد تحت صورة نتنياهو وهم يطلبون اليه أن يدفع بمسيرة السلام قدما كي يصد حملة المقاطعة مع اسرائيل. وهم اناس أعزاء نواياهم خيرة، ومن مثلهم يعلم أن الاقتصاد والاستقرار الامني والسياسي توأمان لا ينفصلان.
لكن اليكم المشكلة. فقد ‘دبروا امورهم’ من غير السلام ويستطيع اكثرهم الاستمرار على ‘تدبر امورهم’. واذا جاءت المقاطعة فانهم يستطيعون أن ينقلوا مصانعهم أو دور برمجتهم الى خارج الدولة وقد فعل عدد منهم ذلك. ويحصد كثير منهم ارباحا طيبة من استمرار الاحتلال والاشتغال بالسياسة عندهم هواية فقط، وهم الآن الذين يمثلون أكثر من الجميع الفرق في داخل الشعب ويتحدثون باسم ‘الشعب’، أو أصح أن نقول باسم ‘جيب الشعب’. وهم مشاهير السلام الجدد.
لكن لنراهم يعطلون مصانعهم يوما واحدا كي يجرب ‘الشعب’ أو الحكومة فقط معنى المقاطعة الاقتصادية. أو ليكتبوا فقط في مغلفات منتوجاتهم شعار ‘بيبي وقع على الاتفاق’ كما ورد في اعلانهم، وليقودوا احتجاجا سياسيا وليقاطعوا الحكومة التي ترى السلام كارثة وهي في نفس الوقت تدللهم بالانعام. سيكون ذلك عرضا مناسبا للمسرح الوطني.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
اليسار المثقف والمخادع
بقلم: : نداف هعتسني ،عن معاريف
بالفعل، محق ايلان لوكاتش يوجد تطابق واضح بين التعليم العالي والنزعة اليسارية، ولهذا فان معظم صحفيي اخبار 2 والصحفيين بشكل عام هم ذوو نزعة يسارية. ولهذا، بالمناسبة، عند استعراض عصبة العباقرة التي تفسر لنا في الندوات في التلفزيون من الصعب الا ينفجر المرء من التقدير. فالواحد إثر الاخر، من أمنون ابرموفيتش وحتى اودي سيغال اثبت أنفسهم الخبراء اليساريون على مدى السنين، وجسدوا كم هم محللون للواقع ومستشرفون للمستقبل بدقة.
يروجون لنا منذ الازل باننا مذنبون في كل شيء ويشرحون باننا فقط لو سلمنا العرب الاراضي، القتلة’ واعتذرنا، سنحظى برؤيا الاخرة. فقد ثقفونا في 1993 كم غير عرفات جلدته وهو سيحمينا من الان فصاعدا ضد حماس. ووعدوا باننا ما أن نوقع على اتفاقات اوسلو حتى ينفتح امامنا كل العالم العربي: سنربط شبكات الكهرباء بالخليج ونعقد صفقات استجمام في دبي. وبعد ذلك حصنوا اريئيل شارون ضد تحقيقات الفساد لانه قطعنا الى الابد عن المشاكل التي تأتينا من غزة، كما ادعوا. وتوقعوا بان على خرائب البلدات المدمرة في قطيف ستقام مشاريع زراعية وسياحية. وتوقعوا أن ينتهي النزاع بيننا وبين قطاع غزة مع الانسحاب، بالقبلات.
وبالفعل، من شدة مدى العقل والثقافة كل شيء تحقق. ووحدهم اليمينيون المتشنجون مثل كاتب هذا المقال كشروا عن وجوههم ورأوا السواد، وخاب ظنهم بالطبع. قليلو العقل من اليمين ادعوا بان عرفات لم يتوقف عن ان يكون ارهابيا، قاتلا وعدوا لنا، وأن في غزة ستقوم دولة ارهاب ستطلق نحونا الصواريخ وان الفلسطينيين ‘لم يغيروا القرص’ وسيواصلون السعي لابادتنا، وحيال التعليم للسلام والتسامح عندنا سيواصلون تعليم اطفالهم على محو اسرائيل من خريطة ‘فلسطين’. وقد حذروا من اعطاء الجولان للجزار من دمشق وادعوا بان في حارتنا الصعبة يجب أن نبقى أقوياء والا فانهم سيفترسوننا. وبالفعل كل شيء صفعهم على الوجوه واثبت كم هم مخطئون. ولهذا ايضا بقيت السيطرة التامة لليسار على معظم مواقع القوة في الصحافة الاسرائيلية ولا سيما في التلفزيون. وامام الشاشة الاذكياء من اليسار وحدهم يواصلون تحليل الوضع وتعليمنا ‘كي نفهم حقا ماذا يحصل.
هكذا ايضا في مجال الحساسية والتسامح العقائدي. محقون هم احينوعم نيني واعضاء لجنة جائزة الاعتبار في انه لا يعقل منح شخص متطرف مثل ارئيل زلبر جائزة على مشروع حياة. ولهذا فان دافيد ترتكوبر، الذي صاغ بيانا غرس فيه رمز الـ اس.اس النازي بين رموز وحدات الجيش الاسرائيلي، هو حاصل على جائزة اسرائيل. ولهذا فان يغئال تومركن الذي شرح بانه عندما يرى اصوليين يفهم النازيين، تلقى جائزة اسرائيل. ولهذا فان اوري افنيري، الذي بنى المقاطعة العالمية ضدنا وارتبط بياسر عرفات في حرب لبنان الاولى حصل على جوائز سكولوف ورابطة الصحفيين. ولهذا فان نيني التي وصفت اسرائيل بانها ‘دولة فاشية بامتياز′ وشاركت في احتفال يوم الاستقلال/الذكرى ‘البديل’ للفلسطينيين، حصلت على جائزة الاعتبار. فالثقافة، الاستقامة والنزاهة لقادة الرأي من اليسار تقدمنا الى الامام نحو مستقبل افضل مستقبل الحرب الثقافية.
وحقا، ايلان لوكاتش محق. عندما نرى كيف أن حكومات الليكود تواصل السماح للسياسيين من اليسار السيطرة على الصحافة الالكترونية وللمرشدين الستالينيين مثل احينوعم نيني وداليا رابين ليقرروا ما هو المسموح وما هو المحظور علينا التفكير به، واضح كم توجد لنا حكومة يمينيين اغبياء.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ما اصعب أن تكون يهوديا يمينيا
بقلم: رويت هخت،عن هأرتس
‘لا تكشف الردود على تهديدات مقاطعة اسرائيل عن الفروق بين المواقف بين اليمين واليسار فقط بل عن الاختلاف الجوهري بين منظومات الاستعمال لدى الطرفين. فهو فرق نفسي وجودي لا سبيل للتقريب بينه مثل لغتين دون أي قاسم لغوي مشترك. فمن جهة يغلي في معسكر اليسار ذعر من العقوبات التي فرضت الى الآن ومن تلك التي قد تأتي. ودون أن نقلل من اهمية صورة النظر المقلقة اليوم لاسرائيل المحتلة في نظر العالم الغربي، ليس من الداحض أن نقول إن اليسار يشغل نفسه بتعظيم التهديدات وبالترويج القوي لها: فاكثر الاسرائيليين حتى من اليساريين لم يسمعوا بصندوق التقاعد الهولندي بي.جي.جي.إم أو باتفاق هورايزون 2020 قبل أن يصبحا رمزين للتنديد باسرائيل.
‘ينبع هذا التضخيم ايضا من الحياء العميق الذي يشعر به اليسار الاسرائيلي الذي يرى نفسه جزءا من العالم الغربي الليبرالي مع قيم الحرية فيه من حكم اليمين الانفصالي، لكنه يخشى في الاساس من انخفاض مستوى العيش. وليس من العجب أن يمثل مؤيدي الاتفاق مع الفلسطينيين الآن في لافتات الشوارع 100 من رجال الاعمال الرواد في الجهاز الاقتصادي. فالخوف من المس بنعيم العيش هو من نصيب الشبعان.
ومن الجهة الاخرى يحاول اليمين وفي مقدمته كبار المسؤولين في حكومة اسرائيل مضاءلة التهديدات والغاء اهميتها. وهم لا يفعلون ذلك فقط لافشال التفاوض والامتناع عن اتفاق فهذه نتائج التصور العام اليميني لا اسبابه. ويرى اليمين أن تهديدات اسرائيل بالمقاطعة ليست اكثر من حلقة اخرى هامشية جدا في تاريخ معاد للسامية قديم. إن التهديد الحقيقي الذي يغطي اسرائيل والشعب اليهودي بعامة هو التهديد بالابادة بصورة حرفية حيث إن المقاطعة الاقتصادية ثانوية فقط بالنسبة اليه.
برغم اظهار القوة والسياسة العنيفة التي هي اقرار حقائق على الارض التي بلغت ذروتها في مشروع الاستيطان، يعمل جهاز الاستعمال اليميني صدورا عن قوة الخوف من الابادة الدائم والخوف من الموت. ويتخلى اليمين مسبقا عن الطموح الى اخلاق أو الى عيش في دولة ليبرالية زاهرة كالدول التي تهدد باقصاء اسرائيل، لانه يرى أن اسرائيل والشعب اليهودي ما زالا مشغولين بحرب لاجل الحياة نفسها وهي تملي وجودا بقائيا مقلصا وتسوغ وقت الضرورة ايضا استعمال العنف والعدوان على القانون الدولي. ولا يرى اليمين أن اسرائيل عضو ذات شرعية ومساوية في الحقوق في أسرة الشعوب بل يراها دولة أقلية مطاردة مظلومة يجب الدفاع عنها بكل ثمن حتى لو كان كسرة الخبز. فحرب البقاء هي من نصيب الجائع.
وفي هذا السياق يثير الاهتمام رد وزير الدفاع موشيه يعلون على تهديدات المقاطعة في مؤتمر الامن في ميونيخ. قال يعلون إنه يأمل أن تحرز تسوية مع الفلسطينيين لكنه ذكر قوله: ‘سندبر امورنا وإن لم يوجد اتفاق ايضا’. إن يعلون الذي كان ينتمي في الماضي الى حزب العمل لكنه غير رأيه واتجه الى اليمين على إثر اتفاق اوسلو، يمثل اسرائيليين كثيرين ليسوا على الخصوص من اولئك الذين يعدون الشركاء الطبيعيين في حلف المظلومين العقائدي والاجتماعي الذي جاء باليمين الى الحكم في اسرائيل لاول مرة.
إن الحافلات المتفجرة في قلب القدس وتل ابيب وحيفا، والجثث المهشمة وأنهار الدم صدعت في نظر اسرائيليين كثيرين الحلم المثالي بانهاء الاحتلال والحياة الطيبة في دولة اسرائيل والذي انتخبوا لاجله اسحق رابين في 1992 (في ضمن اسباب اخرى). إن كابوس اليمين قد أصبح له جسم وتم تفضيل ‘ادارة الصراع′ برغم كلفتها الباهظة وعيبها الاخلاقي على محاولات حله. وبدت محاولات البقاء اكثر منطقا من الأمل في تحسين العيش فتغلب الجوع على الشبع.
لم تفهم كرستيان امنفور لماذا يلوح لها نفتالي بينيت بورقة نقد عمرها ألفا سنة بدل أن يجيب عن اسئلتها عن البناء في المستوطنات. ومن المؤكد أن جون كيري لا يفهم لماذا لا ينقض الاسرائيليون على مبادرته السلمية. إذهب وبين لهم مبلغ صعوبة أن تكون يهوديا يمينيا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ضيق أمريكي من الهجوم على كيري
بقلم: حيمي شليف،عن هآرتس
‘إن جوديت مارتن المعروفة بأنها ‘سيدة التهذيب’، هي ‘حنه بابلي امريكا’. إن مارتن في اعمدتها الصحفية التي تنشر في نحو من 200 صحيفة توصي قراءها على نحو عام بالتغاضي عن الاهانات لان ردهم عليها قد يكون غير مهذب. وكتبت تقول ذات مرة: ‘اذا اغلقت السبل جميعا يمكن آنذاك أن ترد ولكن بأدب ايضا’.
إن تغريدات التوبيخ من مستشارة الامن القومي سوزان رايس ردا على الهجمات في اسرائيل على وزير الخارجية جون كيري، هي شهادة على أنه بلغ السيل الزبى في البيت الابيض وفي وزارة الخارجية. وفي هذا الايقاع وقد أصبح تيار الاهانات من القدس يبدو مثل موجة عكرة، قد تتجاوز الردود الامريكية قريبا الآداب المعروفة بالاسم العام ‘إيتكيت’، وهي كلمة ربما ليست لها ترجمة بالعبرية.
لم تكد تهدأ النفوس للكلام القاسي الذي وجهه وزير الدفاع موشيه يعلون وقذف به كيري ‘المسيحاني الموسوس′ قبل اسبوعين، حتى جاء عضو الكنيست موتي يوغاف من الائتلاف الحكومة كما تذكرون ووصف وزير الخارجية الامريكي بأنه ‘معاد للسامية’؛ ولم يكد يوغاف يبين أنه لم يكن يقصد ذلك ‘بصورة شخصية’ حتى جاء الآن الهجوم المشترك من القيادة العليا الحاكمة في البلاد على ‘تهديدات’ كيري ‘الذي يمسك بمسدس موجه الى صدغنا’ ويعمل مثل ‘بوق للمقاطعة المعادية للسامية’.
ليست هذه اول مرة بالطبع يتلقى فيها رؤساء ووزراء خارجية امريكيون اهانات منا ولا سيما حينما تسخن مسيرة السلام. فمنذ أن وقف قادة غوش ايمونيم خارج فندق الملك داود في 1974 وصاحوا بهنري كيسنجر قائلين إنه ‘يهودي صغير’ والى أن عُرف الرئيس اوباما ‘فرعون معاد للسامية’ قبل تجميد الاستيطان في 2010، كان قادة اليمين قد اعتادوا على الدوام أن يردوا بشدة زائدة على من جاءوا ليسلبوا اسرائيل ارضها بحسب تصورهم.
ليس الفرق الآن في توالي الاهانات ولا في المستوى المهتاج من رئيس الوزراء فمن دونه بل في المشاعر القاسية التي تقف وراء الشتائم. فرئيس الوزراء نتنياهو يشعر بأن الادارة الامريكية قد عملت من وراء ظهره بالتفاوض في احراز اتفاق مرحلي ذري مع طهران، وطعنته بسكين في ظهره، وما زال العاملون في الادارة الى الآن غاضبين جدا من تجند الايباك والمؤسسة اليهودية المعلن الشامل بقيادة نتنياهو من وجهة نظرهم تأييدا لقانون العقوبات في مجلس الشيوخ الذي تم صده الى الآن وهدفه كله كما يرون جعل سياسة الرئيس تتعثر.
إن شدة الاشتعال هذه ليست مفصولة بالطبع عن الشعور بالريبة وعدم الود اللذين نشآ بين اوباما ونتنياهو منذ توليا منصبهما في 2009. قال لي في هذا الاسبوع مقرب من الادارة الامريكية إن البيت الابيض يرى أنه يوجد خط مستقيم يصل توبيخ نتنياهو المعلن غير العادي لاوباما في لقائهما في واشنطن في أيار 2011 يمر بتشجيع نتنياهو لميت رومني في صيف 2012 وينتهي الى الاحداث المشتعلة الاخيرة. واضاف ذلك المقرب مبتسما إنه مما يقال في فضل نتنياهو أنه يتبرأ على نحو عام من شتائمه حتى قبل أن ينهي التلفظ بها.
يعرف الامريكيون اللغة الفظة التي تميز احيانا الحوار السياسي في البلاد، بيد أنهم لا يتوقعون أن يوجه هذا الاسلوب اليهم ايضا ولا سيما أن كل همسة في القدس في عصر الاتصالات الحديث تحظى بكشف فوري وبصدى عالمي. صحيح أن اوباما وكيري ينالهما في امريكا ايضا اهانات شديدة من خصومهما الجمهوريين لكن اسرائيل لا يفترض أن تتكلم مثل السناتور تيد كروز أو المذيع راشلمبو على دولة ما زالت حليفتها الكبرى وربما الاخيرة في العالم. وهم في امريكا يسمون ذلك وقاحة.
إن حقيقة أن اسرائيل اخذت تقيم آخر الامر مطلبها التقليدي من العرب وتقول ‘نحو الخارج ما تقوله نحو الداخل’ وبنفس الاسلوب لا تؤثر في الامريكيين. فهم يفضلون أن يعيدوا اسرائيل الى حوار دبلوماسي مقبول بحسب كل قواعد التهذيب والآداب مع اعتماد القدماء منهم شيوخ واشنطن على الايام التي كان فيها آبا ايبان الفصيح المهذب يمثل وجه الدولة وحده.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ