Haneen
2014-03-18, 11:28 AM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي (564) الثلاثـــاء 25/02/2014 م
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
دبابيس باسم يوسف
بقلم: تسفي برئيل،عن هآرتس
أهلا وسهلا يا أنجيلا
بقلم: شمعون شيفر،عن يديعوت
على الفلسطينيين الاعتراف بيهودية دولتنا
بقلم: اوري اليتسور،عن معاريف
لماذا يضحكني يئير لبيد؟
بقلم: اسحق ليئور،عن هآرتس
تاريخ أُعيد كتابته
بقلم: عاموس غلبوع،عن معاريف
فضح أكاذيب مناهضي الجدارالعازل
بقلم: لينا (افاييف) بكمان، عضو في معهد البحث إن.جي.أو مونتور عن اسرائيل اليوم
</tbody>
دبابيس باسم يوسف
بقلم: تسفي برئيل،عن هآرتس
كان الشعب المصري والطبقة المثقفة عدوين لكل مثقف ناجح في فترة مبارك وبقيا كذلك حتى بعد الثورة كما يُبين المثقف المصري صاحب برنامج ‘البرنامج’ باسم يوسف.
‘الزمان: آذار 2011، بعد الثورة بشهرين. والواقعة: اجتماع شعبي كثير المشاركين للاخوان المسلمين عنوانه ‘إسمع منا كما تسمع عنا’. وكان أحد المتحدثين صفوت حجازي وتناول الصفات المطلوبة للرئيس القادم فقال: ‘ينبغي ألا ننتخب رئيسا مثقفا فوق المطلوب’. أي أنه قصد ألا يُنتخب واحد من النخب وشخص ما تعلم في الخارج ويعرف اللغات فهذه صفات غير مطلوبة لأن ذلك الشخص سيستكبر على الشعب آنذاك. ونحن نريد رئيسا نستطيع العمل معه والحديث اليه’.
هكذا بُدئت مقالة باسم يوسف التهكمية في الصحيفة المصرية ‘الشروق’. وقد تحول يوسف، وهو المحرر والمقدم للبرنامج الساخر ‘البرنامج’ الى أيقونة ثقافية بعد أن هاجم بلسانه الحاد الاخوان المسلمين والجيش ايضا، واضطر الى الاستقالة في تشرين الثاني الماضي من الشبكة المصرية التي أذاعت برامجه لأن مالكها مقرب من النظام العسكري. وفي غضون ايام معدودة انتقل هو و’البرنامج’ الى الشبكة السعودية ‘إم.بي.سي’، وقد أصبح يوسف الآن يعمل في الكتابة ايضا. إن تفريقاته اللاذعة معروفة لكل مواطن مصري مثقف. وهو يخز بدبابيسه الدقيقة المؤلمة ايضا الجلد الثخين للنخبة المثقفة العلمانية.
اليكم ما كتبه يوسف في جملة ما كتب: ‘علمت أن الكراهية العمياء لكل انسان مثقف يفكر تفكيرا مختلفا هي جزء أساسي من طريقة تفكير كثيرين لا من طريقة تفكير اولئك الذين يُعدون في الحركات الاسلامية فقط بل من اعضاء الحلقات المثقفة الذين يرسلون أبناءهم للدراسة في الخارج. ‘فعلى سبيل المثال’ إن البرادعي عميل اجنبي في نظرهم لأنه عاش ودرس في الخارج (كان البرادعي الامين العام للجنة الدولية للطاقة الذرية ومرشحا للرئاسة في الانتخابات السابقة في مصر). فلو أن مصريا فاز بجائزة نوبل فلا شك أن الحديث عن مبلغ تدفعه القوى الدولية عن جهوده لهدم دولته، وحينما يُكرمونه في احتفالات دولية يكون ذلك تكريما لخيانته لمصر وهذا واضح كالشمس.
‘من المهم أن نعلم أن الشتائم الشخصية التي ترمي الى المس بشخص ما بقيت دون تغيير سواء كان الحديث عن فترة حكم مبارك أو فترة حكم الاخوان المسلمين أو في ايام النظام العسكري. إن الايديولوجيات تغيرت لكن ‘طيبة القلب’ بقيت. ألم نسخر من التيارات الاسلامية التي اتهمت زويل الذي فاز بجائزة نوبل بأن ذلك عوض عن تعاونه مع اسرائيل؟. إن التكريم الذي يناله شخص في الخارج هو شيء يُدفع له عن خيانته إلا اذا كنت المشير عبد الفتاح السيسي الذي ظهر على الصفحة الاولى للمجلة الاسبوعية ‘تايم’… البرادعي خائن لأنه عمل في فيينا، ووائل غنيم خائن لأنه نجح في الولايات المتحدة. والسيسي في المقابل ليس خائنا برغم أنه درس في ويست بوينت الامريكية.
‘وكُتب عني في صحيفة ‘الاسبوعي’: أنهى باسم يوسف الجامعة في 1999 وحصل على لقب ثان وعلى شهادة الدكتوراة من كلية الجراحة في بريطانيا في سبع سنوات فقط. فكيف كان يمكنه أن يفعل ذلك دون دعم قوى اجنبية؟ يبدو أن النجاح ذنب ايضا. فهل الفشل والخيبة وعدم الانجازات هي الاشياء الوحيدة التي يتم تقبلها بتفهم في هذه الدولة؟ لسنا نعيش الآن في عصر ماركسي بل ولا في عصر فاشي. إن عصرنا هو عصر احراق الساحرات. فاذا شككت في واحدة منهن فاطرحها في النهر، فاذا خرجت سالمة فمن الواضح أنها ساحرة ولهذا ينبغي احراقها. واذا غرقت فاننا اخطأنا، غفر الله لنا.
‘إن جو الخوف والكراهية الذي نشرته سلطة مبارك زاد تطرفا في فترة حكم الاخوان وهو الآن يلفنا من كل صوب. وقد أصبح مواطنو الدولة بمساعدة وسائل الاعلام كيانات تكره المنطق والثقافة والتنور لأنه من الواضح أنه يكمن وراءها دائما نية سيئة. من المؤكد أنكم تريدون شعبا يرتل الصلوات حينما يرى الكسوف ويختبيء حينما يرى البرق. أنتم تريدون دولة خارج التاريخ والتطور وشعبا يكون عدوا للعلم والتنوير’.
ما كان يمكن أن يوجد برهان أسطع على مزاعم يوسف من رد المحامي مرتضى منصور، الذي أعلن أنه توجه الى سفير السعودية في مصر وطلب اليه أن توقف المملكة بث برنامج يوسف في شبكة ‘إم.بي.سي’. إن يوسف مهرج في خيط تحركه امريكا. وإن قرار ‘إم.بي.سي’ أن تذيع برنامجه قد يفضي الى تدهور العلاقات بين مصر والسعودية. إن الشعب المصري لن يغفر لباسم يوسف أن يمس ولو بجندي مصري بسيط.
ليس عدلي منصور من الاخوان المسلمين بل كان قاضيا وانشأ بعد الثورة حزب ‘مصر الحرة’ للدفع بالديمقراطية قدما، وهو ينوي ايضا المنافسة في انتخابات الرئاسة في مصر. إن احتمالات انتخابه صفر لكن يمكنه على الأقل أن يهييء ليوسف مادة جيدة لبرنامجه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
أهلا وسهلا يا أنجيلا
بقلم: شمعون شيفر،عن يديعوت
ستتعهد المستشارة الالمانية انجيلا ميركيل اليوم مثلما فعلت على مدى فترة كل ولايتها منذ 2005 في أن تقف الى جانب اسرائيل وتضمن مستقبلها في المجالات التي تتعلق برفاهها وأمنها.
تعهداتها لا تحتاج الى اثبات. فهي تنفذها بشكل رائع. كلمتها هي كلمة في الصخر. الزعيمة الاهم اليوم في اوروبا ستعبر عن التزامها باللغة الالمانية لغة مفكرين مثل يوهن ولفكينغ فون غوتيه وموشيه مندلسون، وكذا قتلة الشعب اليهودي أدلف هتلر وهاينرخ هملر.
حتى بعد خمسين سنة من علاقاتهما الدبلوماسية الكاملة، لا يمكن لاسرائيل والمانيا أن تفرا من البحث في مسألة لماذا حاول النظام النازي ابادة الشعب اليهودي، أو كما كتب الكاتب اهرون أبلفيلد في كتابه ‘قصة حياة’: ‘لغة أمي كانت الالمانية، لغة قتلة أمي. كيف نعود ونتحدث بلغة مضرجة بدماء اليهود. هذه المعضلة، مع كل جسامتها، لم تمس بالاحساس بان ألمانيتي ليست لغة الالمان بل لغة امي’. أبلفيلد يقترح ربما الجواب الاعمق للتضارب البنيوي الذي في اساس العلاقات بين اسرائيل والمانيا. الحب والكراهية. البعد والقرب، الذكرى التي تثقل على هذه العلاقات الخاصة لا يمكن محوها، ولكن لا يمكن اقامتها فقط على اساس الذكرى. وبكلمات اخرى: اسرائيل لا يمكنها أن تحرم الالمان من امكانية انتقاد سلوكها تجاه الفلسطينيين.
من المحادثات التي أجريتها مؤخرا في المانيا علمت ان ميركيل مستعدة لان تقف الى جانب اسرائيل بشكل مطلق باستثناء مسألة واحدة الفلسطينيين. ميركيل لا تفهم ماذا يقصد نتنياهو عندما يتحدث عن حل دولتين وفي الوقت نفسه يشجع استمرار البناء في الضفة. مرات عديدة تحدثت ميركيل في احاديث مغلقة بان نتنياهو لم يحرص في الحديث معها على قول الحقيقة في كل ما يرتبط باستمرار البناء في المناطق. وتعتقد ميركيل بان واجب البرهان واعادة الثقة بينها وبين رئيس الوزراء ملقي على نتنياهو. ليس سرا ان العلاقات الشخصية بين ميركيل وايهود اولمرت في فترة ولايته كرئيس للوزراء وضعت مستوى عال نتنياهو بعيد عنه كالبعد بين الشرق والغرب.
تمنح الزيارة الحالية فرصة لطرح مسائل اخرى تتعلق بالعلاقات بين الدولتين على البحث. ففضلا عن استعداد القيادة الالمانية للاستجابة لاحتياجات اسرائيل الخاصة في مجالات الامن، مثل بناء ست غواصات تشكل، حسب منشورات اجنبية جزءاً من الردع النووي لاسرائيل، والتعاون غير المسبوق مع اسرة الاستخبارات توجد مسألة مفتوحة تتعلق بالجيل الالماني الجديد. فالاصوات التي تعبر عن الرغبة في فك الارتباط عن الالتزامات الخاصة التي يعود أصلها الى ما فعلته المانيا النازية لليهود تحتل مكانا واسعا في الخطاب الالماني. والتطلع هو الى التعاطي مع اسرائيل مثل كل دولة اخرى تريد أن تنتمي الى الدول التي تحافظ على حقوق الانسان.
وهكذا، عندما تزاود وزيرة الثقافة ليمور لفنات على رئيس البرلمان الاوروبي من على منصة الكنيست لتجرؤه على انتقادنا بلغة ‘المانية’ فان الالمان غير مستعدين لان يقدموا الخد الاخر، بل ببساطة يشعرون بالاهانة. وعليه نقول للسيدة انجيلا ميركيل أهلا وسهلا، ونقولها بالألمانية كذلك: Willkommen, Angela
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
على الفلسطينيين الاعتراف بيهودية دولتنا
بقلم: اوري اليتسور،عن معاريف
في إطار الجدل حول المفاوضات السياسية، يبرز الان بشكل كبير الجدال على طلب نتنياهو من الفلسطينيين الاعتراف باسرائيل كدولة الشعب اليهودي. ويبدو ان الامريكيين بالذات يفهمون المنطق الذي في هذا الطلب ويبذلون جهودا لادراجه في ورقة الاطار المتوقعة.
الفلسطينيون هم ايضا يفهمون معنى الطلب ولهذا فهم يرفضونه. ولكن الجناح الحمائمي الاسرائيلي، برئاسة رئيس الدولة، يثور ضده بدعوى أن هذا مجرد عقبة اخرى في الطريق الى اتفاق سياسي.
وهم يقولون، لماذا نحتاج نحن لان يعرف الاخرون طابع دولتنا؟ نحن نعرف دولتنا وهم يعرفون دولتهم.
ولكن ابو مازن وجون كيري على حد سواء يفهمان بان ليس الطلب هنا هو تعريف طابع دولة اسرائيل، بل الاعتراف بمجرد وجود الشعب اليهودي، في حقه في دولة خاصة به، وفي ان للشعب اليهودي صلة بهذه البلاد. من ينظر الى المفاوضات باستقامة ومن الخارج يفهم بان الحديث يدور عن طلب الحد الادنى من التبادلية. هذا الاعتراف الذي اعطي في 1922 من عصبة الامم، واقر بعد ذلك في الامم المتحدة، كان الاساس السياسي والقانوني لاقامة دولة اسرائيل. وهو يقول ان اليهود ليسوا غزاة ولا سالبين وليسوا استعماريين، بل أبناء شعب عتيق عاد الى وطنه عن حق وعدل بعد الفي سنة من المنفى. ومن الصعب اليوم التصديق باننا حصلنا على مثل هذا الاعتراف. فالعرب لم ينضموا الى هذا الاعتراف، ولعله ممكن فهمهم، ولكنهم طالما لم ينضموا فلا يمكن تقسيم البلاد بسلام حقا والنزاع التاريخي لن يحل.
‘المنتدى الجماهيري الذي انعقد أمس في القدس وضع الاصبع على نقطة الحقيقة في هذا الجدال. ليس اعتراف العرب هو المشكلة الاساس وبالتالي هذه ليست عقبة على طريق الاتفاق السياسي إذ قبل ان يدور الحديث عن جدال بيننا وبين الفلسطينيين هذا جدال بيننا وبين أنفسنا.
وهناك ينبغي ان يحسم الامر. مثلما في الكثير من الجدالات العاصفة الاخرى هنا ايضا الصورة ثنائية القطب مغلوطة. دولة اسرائيل هي دولة الشعب اليهودي وهي ايضا دولة كل مواطنيها. كل من يقرأ وثيقة الاستقلال عندنا دون أن يغالط، يرى بان هذا ما كتب فيها. فهي تبدأ باعلان واضح وجلي عن ‘دولة الشعب اليهودي’ وتنتهي بالتعهد بان تكون دولة كل مواطنيها دون فرق في الدين أو القومية. ومثلما في كل الجدالات الكبرى، هنا ايضا بين القطبين لا تناقض حتى لو كانت احيانا صدامات. ففكرة دولة كل مواطنيها تعنى بمستوى العلاقات التي بين الدولة والمواطن بينما دولة الشعب اليهودي تؤدي دورها على المستوى الذي بين الدول والشعوب. هذا مستويان لا يلتقيان ولا يتعارضان الواحد مع الاخر.
يرفض الفلسطينيون الاعتراف بوجود وبحق الشعب اليهودي ليس لانهم يحرصون على اخوانهم العرب مواطني اسرائيل بل لانهم يفهمون بانه بدون الشعب اليهودي وحقه لا وجود لدولة اسرائيل. واليهود الذين يرفضون الاعتراف بوجود وحق الشعب اليهودي يفعلون هذا بالذات لانهم لا يفهمون بانه بدون الشعب اليهودي وحقه لا وجود لدولة اسرائيل. ومعهم ينبغي خوض المفاوضات، معهم ينبغي خوض المباحثات العميقة، ومعهم أو ضدهم ينبغي في نهاية المطاف الحسم بالتشريع.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
لماذا يضحكني يئير لبيد؟
بقلم: اسحق ليئور،عن هآرتس
يمكن أن نوجز الآن بعد أن عادت الصهيونية كحمار ابيض يركبه يئير لبيد فنقول إن الصهيونية لم تعد كما كانت. فقد كانت تتحدث في الماضي كثيرا عن ‘ما الذي نريد فعله’، لا ‘عما يجب علينا أن نفعله بهم’، وقد فعلت بهم بالفلسطينيين واليهود مظالم كثيرة لكن شعار لبيد على الخصوص هو فقرة تثير الاهتمام من هيكل الماموث العظمي: إن الصهيونية التي ضايقت اليهود قد عادت. سنحلم مرة اخرى بشعر أصداغ مقصوص ونشكلهم على صورتنا ومشيئتنا. إن الخدمة العسكرية نفسها غير مهمة فالمهم هو وسواس الطبقة الوسطى. وكما هي الحال في كل وسواس وهو مادة فكاهية ممتازة يكون منطق الطلب دائما ‘ليكفوا عن التلذذ’ هناك في مدارسهم الدينية. ولا يكونوا مختلفين هناك في أحيائهم، وليكونوا مثلنا ولنكن جميعا ‘ككل الأغيار’.
ليس لبيد وحده مضحك بل عوفر شيلح ايضا وهو القطب ‘العملي’ لعرض المهرجين هذا هو ايضا مضحك حينما يُبين ‘أننا ننقذ اقتصاد اسرائيل’، إنه مضحك ولا مسؤولية عنده. فكل من يعلم عدد العاطلين قسرا في المجتمع الاسرائيلي يعلم أن ‘الحداثة’ التي يُهيئونها للحريديين، مع المواضيع الجوهرية أو من غيرها، هي فكاهة. وهي جزء من الوسواس لا غير. فالاقتصاد الاسرائيلي يقوم على بطالة ضخمة لا تقاس في الحقيقة للعرب والنساء والحريديين والجنود. فما أسهل ارسالهم الى العمل و’انقاذ الاقتصاد’.
لا يؤمن أحد في الحقيقة بأهمية القانون الجديد للتساوي في عبء الخدمة العسكرية ومع كل ذلك يتحدثون عنه لأن المجتمع السياسي محتاج اليه. إن شعبية طلبه هبطت منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي، في ذلك الوقت كان اليسار الصهيوني كله بأمل اسقاط بنيامين نتنياهو وحلفائه يصرخ على رؤوس الاشهاد بقوله ‘شعب واحد وتجنيد واحد’. ويكفي أن ننظر في صحف ذلك الوقت كي نصدق. ولم يعق ذلك هذا اليسار عن تحويل اعضائه الى ضباط تجنيد، وينبغي أن نقول لاجل الحقيقة التاريخية إن اليسار ليس من الغريب عليه تماما أن يكون شرطة. ومن المؤكد أن ذلك لم يكن غريبا عن روح اليسار الصهيوني في كل ما يتعلق بالجيش الاسرائيلي، لكن الامر انتهى مع كل ذلك.
إن خفوت طلب ‘التساوي في العبء’ قد جاء مع هبوط قدر التجنيد، فقد زادت نسبة المتهربين من الخدمة العسكرية ولا سيما من الطبقات التي تحدد الرأي العام. إن حملة ‘يوجد مستقبل’ الدعائية هي مراسم شكلية في زمن موت الايمان نفسه.
وبقينا مع الحد الادنى الفكاهي، أي مع كهنة التجنيد الذين لا ينبغي أن نصدق ولو كلمة واحدة منهم لا لأنهم يكذبون بل لأن ذلك غير مهم حقا، وهم يقولون للجمهور فقط إنه مهم. ويسمع الجمهور التواريخ والدرجات المئوية والاعداد وينظر الى كل ذلك في جدية شبه مُتروى فيها منتظرا أن تمر الثرثرة وأن يحدث شيء جديد. والمذيعون لا يصدقون في الحقيقة ولا يصدق المحللون ايضا والسخافة مقدمة للاعلانات التي لا نهاية لها وليس كل ذلك معا سوى مقدمة لمسابقات طبخ.
هذا هو جوهر السخرية الجديدة فهم يكررون نصوصا كتبها خبراء علاقات عامة وكُتاب خطب ومن شابههم ممن لا يؤمن أحد بهم ولا يكفر بهم وهم مع كل ذلك يكررونها مرة بعد اخرى. هذه هي وظيفة اللغة السياسية في عصر الليبرالية الرأسمالية لا كالخطب والشعارات في نظم الحكم الاستبدادية الايديولوجية، لكنها تشبهها. فهي ليست لا حقيقة ولا كذبا بل هي لغة فارغة. فلبيد قال كذا ونتنياهو قال كذا ونحن نتثاءب هكذا وهكذا.
ونقول بالمناسبة إن الصهيونية لم تغب قط بل استمرت تدمر حياة الفلسطينيين وهي الآن تعود بدل تجفيف الحولة ومشروع القناة القطرية وزرع الاشجار في منطقة عدولام وهي كل المشاريع الحديثة التي نشأنا عليها لسمعتها الطيبة تعود لتجند 5 آلاف من شباب المدارس الدينية في 2017، فلتطل أيامنا فقط لترى أعيننا العودة الى صهيون.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
تاريخ أُعيد كتابته
بقلم: عاموس غلبوع،عن معاريف
يمكن برأيي ان ينظر الى التنبؤات التي تعنى بالمستقبل بتسامح بل وربما بابتسامة. فاذا ما تعهد احد الوزراء في الحكومة في أن يبقى غور الاردن في يد اسرائيل ‘الى ابد الآبدين’، والثاني في أن يتجند بعد ثلاث سنوات 70 في المئة من الاصوليين. اذا ما وعدنا محللو وسائل الاعلام بان يقاطعنا كل العالم ويطرد فريق كرة السلة لمكابي تل ابيب من المباريات الاوروبية فثمة في ذلك وفرة من الاماني وكثرة من عدم المسؤولية، ولكن لا يزال يبقى شك صغير في ان تقع الامور حقا ذات مرة في المستقبل.
ولكن ماذا يمكن قوله بالنسبة لحقائق من الماضي تعرض اليوم في وسائلنا الاعلامية بشكل مغلوط وغير صحيح؟ وليس مجرد حقائق، بل حقائق ذات معنى خاص لامننا القومي. فما المقصود؟ هكذا، الاسبوع الماضي نشر محلل كبير، من اقدم المحللين وأكثرهم تقديرا مقالا تحت عنوان ‘أربعة أرقام فقط: 1967′. وجاء هناك ما يلي: ‘حكومة اسرائيل أخذت على نفسها في تشرين الثاني 1967 مهمة تنفيذ قرار 242 لمجلس الامن الذي تحدث عن انسحاب اسرائيلي الى خطوط الرابع من حزيران 1967، الى حدود آمنة ومعترف بها مع تعديلات طفيفة. والفلسطينيون يقولون: حسنا، مرت 47 سنة منذئذ’.
لن اخطيء اذا افترضت ان القسم الاكبر من قارئي المقال سيأخذون به ببساطته، في أن هكذا يقول قرار 242، ولن يشككوا فيما اذا كانت الحقيقة هكذا بالفعل. ولكن هذا ليس هكذا على الاطلاق. فماذا يقول قرار 242 بشأن الانسحاب؟ يقول التالي: ‘اخلاء قوات مسلحة اسرائيلية من مناطق احتلت في اطار النزاع الاخير؛ الغاء كل ادعاء أو حالة حرب واعتراف السيادة، الوحدة الاقليمية والاستقلال السياسي لكل دولة من دول المنطقة وحقها في العيش بسلام في اطار حدود آمنة ومعترف بها، دون تهديد أو اعمال عنف’.
عمليا، لا يتناول القرار على الاطلاق خطوط 67، لا يتناول الرابع من حزيران، لا يتناول تعديلات طفيفة، لا يتناول انسحاب اسرائيلي من كل المناطق (فقط من مناطق وليس من المناطق التي احتلت)، لا يأمر اسرائيل بالعودة الى ‘الوضع الراهن السابق’ ما قبل اندلاع المعارك، وبالمناسبة، لا يذكر القدس ايضا.
فمن صاغ القرار، السفير البريطاني في الامم المتحدة، اللورد كردون، شرح في مقابلة في 1976 معنى البند الذي يعنى بالانسحاب وهكذا قال: ‘كان بوسعنا أن نقول: عليكم الانسحاب الى خطوط 67. ولكني اعرف خطوط 67. هذه خط حدود اشكالي. لا يوجد خط اسوأ لحدود دولية دائمة. في هذا الخط توقفت القوات في احدى ليالي 1948، دون اي صلة بظروف الوضع القائم. لو كنا قلنا انه ينبغي أن يكون انسحاب الى خطوط 67، بمعنى لو كنا أشرنا صراحة الى انسحاب من كل المناطق المحتلة، لكنا ارتكبنا خطأ’.
عندما وافقت حكومة اسرائيل على قرار 242، شددت على أن الحديث يدور عن انسحاب الى حدود آمنة ومعترف بها تتقرر في المفاوضات مثلما يقول القرار في بنده الاخير. مصر والاردن، التي قبلت القرار (سوريا لم تقبله، وكذا ايضا م.ت.ف لان القرار لم يتناول الشعب الفلسطيني على الاطلاق) شددتا على أن تفسيرهما هو انسحاب من كل المناطق، وان القرار هو للتنفيذ وليس للمفاوضات.
منذ قبول قرار 242 بذل العرب والفلسطينيون وكل مؤيديهم في الساحة الدولية جهودا عليا لتشويش وطمس الانجازات التي كانت لاسرائيل في هذا القرار التأسيسي، وتزوير نية واضعيه والغرس في الوعي الدولي بان اسرائيل ملزمة بانسحاب في الضفة الغربية من كل المناطق التي احتلتها في 1967 الى خط الهدنة مع الاردن في 1948. مؤسف، ولكنهم نجحوا في ذلك، بدعم غير قليل من الاسرائيليين. يجدر بقرار 242 ان يعلم في مؤسسات التعليم عندنا في دروس التربية الوطنية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
فضح أكاذيب مناهضي الجدارالعازل
بقلم: لينا (افاييف) بكمان، عضو في معهد البحث إن.جي.أو مونتور عن اسرائيل اليوم
ستُجرى من الغد حتى الثاني من آذار عشرات المناسبات في العالم في اطار ‘اسبوع الفصل العنصري الاسرائيلي’ والذي يحتفل بمرور عشر سنوات على عمله. والحديث عن محاضرات ومنتديات في أحرام جامعية في الدول الغربية ترمي الى ‘توعية الناس بسياسة الفصل العنصري الاسرائيلي وانشاء حملات مقاطعة وسحب استثمارات وعقوبات تكون جزءا من حركة الـ بي.دي.إس الدولية التي تزداد كبراً’. وذلك باختصار توسيع لمحاربة اسرائيل سياسيا.
ليس الحديث عن انتظام أفراد، ففي هذا الاسبوع تشارك منظمات غير حكومية تدعي الدفع بحقوق الانسان قدما لكنها تدفع قدما في واقع الامر بحملة نسبة اسرائيل الى الشيطان. بل إن طائفة منها تنفق عليها حكومات اوروبية. وقد شاركت في سنين مضت منظمات مثل ‘تحالف نساء للسلام’ (وينفق عليه من جملة ما ينفق عليه الاتحاد الاوروبي وهولندة)، و’انتفاضة الكترونية’ (هولندة)، و’اللجنة الاسرائيلية لمكافحة هدم البيوت’ (ايرلندة) وغيرها. هذا الى أن مندوبين وافلاما وتقارير ومنشورات منظمات اخرى لا تشارك في الاحداث بصورة رسمية (كمنظمة ‘نكسر الصمت’)، تستعمل اسلحة في هذه المناسبات.
كانت جنوب افريقيا في السنة الماضية شديدة النشاط في الدفع باسبوع الفصل العنصري قدما. وهذه الحقيقة تثير العناية بصورة مميزة لأن كل شيء بدأ هناك بالضبط في دربن في 2001 حينما رسمت مئات المنظمات غير الحكومية ‘استراتيجية دربن’ للقضاء السياسي على اسرائيل في خلال مؤتمر الامم المتحدة لمكافحة العنصرية. وأنشيء معهد البحث إن.جي.أو مونتر المقدسي بعد ذلك فورا للبحث في المنظمات المشاركة في هذه الحرب السياسية وأصبح الوعي العام لهذا الموضوع اليوم أكبر.
يعقد اسبوع الفصل العنصري في الحقيقة مرة كل سنة، لكنه ليس واقعة نقطية بل هو مثال فقط على حملة بي.دي.إس التي تقوم على ‘استراتيجية دربن’ والتي تجري 52 اسبوعا في السنة كلها، كل سنة. ويمكن أن نحصي امثلة جديدة من الفترة الاخيرة ومنها حملة التشهير بسكارليت جوهانسون ومحاولة منع فنانين مثل نيل يانغ تقديم عروض في اسرائيل وغير ذلك. يقوم اسبوع الفصل العنصري على اكاذيب وعلى تزوير تاريخي وعلى تضليلات متعمدة. وتُعرف الصهيونية بحسب التصريح في موقع الحركة في الشبكة بأنها عنصرية، وتُعد اسرائيل فلسطين، ويُعرف عرب اسرائيل بأنهم فلسطينيون وبأنهم لا يحصلون على حقوق مساوية ككل المواطنين، وتُعرف اسرائيل كما قلنا آنفا بأنها دولة فصل عنصري. وتقوم مطالب قادة ‘اسبوع الفصل العنصري’ على تنفيذ استراتيجية دربن وتدعو اسرائيل الى انهاء الاحتلال لكل الاراضي العربية والى الافراج عن جميع السجناء السياسيين والى الدفع قدما بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى بيوتهم.
حان الوقت لنعترف بحقيقة أنه يجري صراع دولي على صورة اسرائيل يقوم على الكلمات والشعارات وعلى الاكاذيب خاصة، ولنقم بحملة مضادة اسمها ‘اسبوع كذب حركة الـ بي.دي.إس′. لو أن قضية حقوق الانسان كانت مهمة حقا عند قادة ‘اسبوع الفصل العنصري’ لحصروا عنايتهم في دول يضطهدون فيها أناسا لكونهم من ديانة مختلفة (النصارى واليهود)، وبسبب ميولهم الجنسية (المثليين) واختلافهم في الجنس (النساء). وكل ذلك لا يحدث في اسرائيل. ليست اسرائيل في الحقيقة كاملة لكنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط التي تحمي حقوق الانسان بسلطة القانون.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
أقــلام وآراء إسرائيلي (564) الثلاثـــاء 25/02/2014 م
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
دبابيس باسم يوسف
بقلم: تسفي برئيل،عن هآرتس
أهلا وسهلا يا أنجيلا
بقلم: شمعون شيفر،عن يديعوت
على الفلسطينيين الاعتراف بيهودية دولتنا
بقلم: اوري اليتسور،عن معاريف
لماذا يضحكني يئير لبيد؟
بقلم: اسحق ليئور،عن هآرتس
تاريخ أُعيد كتابته
بقلم: عاموس غلبوع،عن معاريف
فضح أكاذيب مناهضي الجدارالعازل
بقلم: لينا (افاييف) بكمان، عضو في معهد البحث إن.جي.أو مونتور عن اسرائيل اليوم
</tbody>
دبابيس باسم يوسف
بقلم: تسفي برئيل،عن هآرتس
كان الشعب المصري والطبقة المثقفة عدوين لكل مثقف ناجح في فترة مبارك وبقيا كذلك حتى بعد الثورة كما يُبين المثقف المصري صاحب برنامج ‘البرنامج’ باسم يوسف.
‘الزمان: آذار 2011، بعد الثورة بشهرين. والواقعة: اجتماع شعبي كثير المشاركين للاخوان المسلمين عنوانه ‘إسمع منا كما تسمع عنا’. وكان أحد المتحدثين صفوت حجازي وتناول الصفات المطلوبة للرئيس القادم فقال: ‘ينبغي ألا ننتخب رئيسا مثقفا فوق المطلوب’. أي أنه قصد ألا يُنتخب واحد من النخب وشخص ما تعلم في الخارج ويعرف اللغات فهذه صفات غير مطلوبة لأن ذلك الشخص سيستكبر على الشعب آنذاك. ونحن نريد رئيسا نستطيع العمل معه والحديث اليه’.
هكذا بُدئت مقالة باسم يوسف التهكمية في الصحيفة المصرية ‘الشروق’. وقد تحول يوسف، وهو المحرر والمقدم للبرنامج الساخر ‘البرنامج’ الى أيقونة ثقافية بعد أن هاجم بلسانه الحاد الاخوان المسلمين والجيش ايضا، واضطر الى الاستقالة في تشرين الثاني الماضي من الشبكة المصرية التي أذاعت برامجه لأن مالكها مقرب من النظام العسكري. وفي غضون ايام معدودة انتقل هو و’البرنامج’ الى الشبكة السعودية ‘إم.بي.سي’، وقد أصبح يوسف الآن يعمل في الكتابة ايضا. إن تفريقاته اللاذعة معروفة لكل مواطن مصري مثقف. وهو يخز بدبابيسه الدقيقة المؤلمة ايضا الجلد الثخين للنخبة المثقفة العلمانية.
اليكم ما كتبه يوسف في جملة ما كتب: ‘علمت أن الكراهية العمياء لكل انسان مثقف يفكر تفكيرا مختلفا هي جزء أساسي من طريقة تفكير كثيرين لا من طريقة تفكير اولئك الذين يُعدون في الحركات الاسلامية فقط بل من اعضاء الحلقات المثقفة الذين يرسلون أبناءهم للدراسة في الخارج. ‘فعلى سبيل المثال’ إن البرادعي عميل اجنبي في نظرهم لأنه عاش ودرس في الخارج (كان البرادعي الامين العام للجنة الدولية للطاقة الذرية ومرشحا للرئاسة في الانتخابات السابقة في مصر). فلو أن مصريا فاز بجائزة نوبل فلا شك أن الحديث عن مبلغ تدفعه القوى الدولية عن جهوده لهدم دولته، وحينما يُكرمونه في احتفالات دولية يكون ذلك تكريما لخيانته لمصر وهذا واضح كالشمس.
‘من المهم أن نعلم أن الشتائم الشخصية التي ترمي الى المس بشخص ما بقيت دون تغيير سواء كان الحديث عن فترة حكم مبارك أو فترة حكم الاخوان المسلمين أو في ايام النظام العسكري. إن الايديولوجيات تغيرت لكن ‘طيبة القلب’ بقيت. ألم نسخر من التيارات الاسلامية التي اتهمت زويل الذي فاز بجائزة نوبل بأن ذلك عوض عن تعاونه مع اسرائيل؟. إن التكريم الذي يناله شخص في الخارج هو شيء يُدفع له عن خيانته إلا اذا كنت المشير عبد الفتاح السيسي الذي ظهر على الصفحة الاولى للمجلة الاسبوعية ‘تايم’… البرادعي خائن لأنه عمل في فيينا، ووائل غنيم خائن لأنه نجح في الولايات المتحدة. والسيسي في المقابل ليس خائنا برغم أنه درس في ويست بوينت الامريكية.
‘وكُتب عني في صحيفة ‘الاسبوعي’: أنهى باسم يوسف الجامعة في 1999 وحصل على لقب ثان وعلى شهادة الدكتوراة من كلية الجراحة في بريطانيا في سبع سنوات فقط. فكيف كان يمكنه أن يفعل ذلك دون دعم قوى اجنبية؟ يبدو أن النجاح ذنب ايضا. فهل الفشل والخيبة وعدم الانجازات هي الاشياء الوحيدة التي يتم تقبلها بتفهم في هذه الدولة؟ لسنا نعيش الآن في عصر ماركسي بل ولا في عصر فاشي. إن عصرنا هو عصر احراق الساحرات. فاذا شككت في واحدة منهن فاطرحها في النهر، فاذا خرجت سالمة فمن الواضح أنها ساحرة ولهذا ينبغي احراقها. واذا غرقت فاننا اخطأنا، غفر الله لنا.
‘إن جو الخوف والكراهية الذي نشرته سلطة مبارك زاد تطرفا في فترة حكم الاخوان وهو الآن يلفنا من كل صوب. وقد أصبح مواطنو الدولة بمساعدة وسائل الاعلام كيانات تكره المنطق والثقافة والتنور لأنه من الواضح أنه يكمن وراءها دائما نية سيئة. من المؤكد أنكم تريدون شعبا يرتل الصلوات حينما يرى الكسوف ويختبيء حينما يرى البرق. أنتم تريدون دولة خارج التاريخ والتطور وشعبا يكون عدوا للعلم والتنوير’.
ما كان يمكن أن يوجد برهان أسطع على مزاعم يوسف من رد المحامي مرتضى منصور، الذي أعلن أنه توجه الى سفير السعودية في مصر وطلب اليه أن توقف المملكة بث برنامج يوسف في شبكة ‘إم.بي.سي’. إن يوسف مهرج في خيط تحركه امريكا. وإن قرار ‘إم.بي.سي’ أن تذيع برنامجه قد يفضي الى تدهور العلاقات بين مصر والسعودية. إن الشعب المصري لن يغفر لباسم يوسف أن يمس ولو بجندي مصري بسيط.
ليس عدلي منصور من الاخوان المسلمين بل كان قاضيا وانشأ بعد الثورة حزب ‘مصر الحرة’ للدفع بالديمقراطية قدما، وهو ينوي ايضا المنافسة في انتخابات الرئاسة في مصر. إن احتمالات انتخابه صفر لكن يمكنه على الأقل أن يهييء ليوسف مادة جيدة لبرنامجه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
أهلا وسهلا يا أنجيلا
بقلم: شمعون شيفر،عن يديعوت
ستتعهد المستشارة الالمانية انجيلا ميركيل اليوم مثلما فعلت على مدى فترة كل ولايتها منذ 2005 في أن تقف الى جانب اسرائيل وتضمن مستقبلها في المجالات التي تتعلق برفاهها وأمنها.
تعهداتها لا تحتاج الى اثبات. فهي تنفذها بشكل رائع. كلمتها هي كلمة في الصخر. الزعيمة الاهم اليوم في اوروبا ستعبر عن التزامها باللغة الالمانية لغة مفكرين مثل يوهن ولفكينغ فون غوتيه وموشيه مندلسون، وكذا قتلة الشعب اليهودي أدلف هتلر وهاينرخ هملر.
حتى بعد خمسين سنة من علاقاتهما الدبلوماسية الكاملة، لا يمكن لاسرائيل والمانيا أن تفرا من البحث في مسألة لماذا حاول النظام النازي ابادة الشعب اليهودي، أو كما كتب الكاتب اهرون أبلفيلد في كتابه ‘قصة حياة’: ‘لغة أمي كانت الالمانية، لغة قتلة أمي. كيف نعود ونتحدث بلغة مضرجة بدماء اليهود. هذه المعضلة، مع كل جسامتها، لم تمس بالاحساس بان ألمانيتي ليست لغة الالمان بل لغة امي’. أبلفيلد يقترح ربما الجواب الاعمق للتضارب البنيوي الذي في اساس العلاقات بين اسرائيل والمانيا. الحب والكراهية. البعد والقرب، الذكرى التي تثقل على هذه العلاقات الخاصة لا يمكن محوها، ولكن لا يمكن اقامتها فقط على اساس الذكرى. وبكلمات اخرى: اسرائيل لا يمكنها أن تحرم الالمان من امكانية انتقاد سلوكها تجاه الفلسطينيين.
من المحادثات التي أجريتها مؤخرا في المانيا علمت ان ميركيل مستعدة لان تقف الى جانب اسرائيل بشكل مطلق باستثناء مسألة واحدة الفلسطينيين. ميركيل لا تفهم ماذا يقصد نتنياهو عندما يتحدث عن حل دولتين وفي الوقت نفسه يشجع استمرار البناء في الضفة. مرات عديدة تحدثت ميركيل في احاديث مغلقة بان نتنياهو لم يحرص في الحديث معها على قول الحقيقة في كل ما يرتبط باستمرار البناء في المناطق. وتعتقد ميركيل بان واجب البرهان واعادة الثقة بينها وبين رئيس الوزراء ملقي على نتنياهو. ليس سرا ان العلاقات الشخصية بين ميركيل وايهود اولمرت في فترة ولايته كرئيس للوزراء وضعت مستوى عال نتنياهو بعيد عنه كالبعد بين الشرق والغرب.
تمنح الزيارة الحالية فرصة لطرح مسائل اخرى تتعلق بالعلاقات بين الدولتين على البحث. ففضلا عن استعداد القيادة الالمانية للاستجابة لاحتياجات اسرائيل الخاصة في مجالات الامن، مثل بناء ست غواصات تشكل، حسب منشورات اجنبية جزءاً من الردع النووي لاسرائيل، والتعاون غير المسبوق مع اسرة الاستخبارات توجد مسألة مفتوحة تتعلق بالجيل الالماني الجديد. فالاصوات التي تعبر عن الرغبة في فك الارتباط عن الالتزامات الخاصة التي يعود أصلها الى ما فعلته المانيا النازية لليهود تحتل مكانا واسعا في الخطاب الالماني. والتطلع هو الى التعاطي مع اسرائيل مثل كل دولة اخرى تريد أن تنتمي الى الدول التي تحافظ على حقوق الانسان.
وهكذا، عندما تزاود وزيرة الثقافة ليمور لفنات على رئيس البرلمان الاوروبي من على منصة الكنيست لتجرؤه على انتقادنا بلغة ‘المانية’ فان الالمان غير مستعدين لان يقدموا الخد الاخر، بل ببساطة يشعرون بالاهانة. وعليه نقول للسيدة انجيلا ميركيل أهلا وسهلا، ونقولها بالألمانية كذلك: Willkommen, Angela
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
على الفلسطينيين الاعتراف بيهودية دولتنا
بقلم: اوري اليتسور،عن معاريف
في إطار الجدل حول المفاوضات السياسية، يبرز الان بشكل كبير الجدال على طلب نتنياهو من الفلسطينيين الاعتراف باسرائيل كدولة الشعب اليهودي. ويبدو ان الامريكيين بالذات يفهمون المنطق الذي في هذا الطلب ويبذلون جهودا لادراجه في ورقة الاطار المتوقعة.
الفلسطينيون هم ايضا يفهمون معنى الطلب ولهذا فهم يرفضونه. ولكن الجناح الحمائمي الاسرائيلي، برئاسة رئيس الدولة، يثور ضده بدعوى أن هذا مجرد عقبة اخرى في الطريق الى اتفاق سياسي.
وهم يقولون، لماذا نحتاج نحن لان يعرف الاخرون طابع دولتنا؟ نحن نعرف دولتنا وهم يعرفون دولتهم.
ولكن ابو مازن وجون كيري على حد سواء يفهمان بان ليس الطلب هنا هو تعريف طابع دولة اسرائيل، بل الاعتراف بمجرد وجود الشعب اليهودي، في حقه في دولة خاصة به، وفي ان للشعب اليهودي صلة بهذه البلاد. من ينظر الى المفاوضات باستقامة ومن الخارج يفهم بان الحديث يدور عن طلب الحد الادنى من التبادلية. هذا الاعتراف الذي اعطي في 1922 من عصبة الامم، واقر بعد ذلك في الامم المتحدة، كان الاساس السياسي والقانوني لاقامة دولة اسرائيل. وهو يقول ان اليهود ليسوا غزاة ولا سالبين وليسوا استعماريين، بل أبناء شعب عتيق عاد الى وطنه عن حق وعدل بعد الفي سنة من المنفى. ومن الصعب اليوم التصديق باننا حصلنا على مثل هذا الاعتراف. فالعرب لم ينضموا الى هذا الاعتراف، ولعله ممكن فهمهم، ولكنهم طالما لم ينضموا فلا يمكن تقسيم البلاد بسلام حقا والنزاع التاريخي لن يحل.
‘المنتدى الجماهيري الذي انعقد أمس في القدس وضع الاصبع على نقطة الحقيقة في هذا الجدال. ليس اعتراف العرب هو المشكلة الاساس وبالتالي هذه ليست عقبة على طريق الاتفاق السياسي إذ قبل ان يدور الحديث عن جدال بيننا وبين الفلسطينيين هذا جدال بيننا وبين أنفسنا.
وهناك ينبغي ان يحسم الامر. مثلما في الكثير من الجدالات العاصفة الاخرى هنا ايضا الصورة ثنائية القطب مغلوطة. دولة اسرائيل هي دولة الشعب اليهودي وهي ايضا دولة كل مواطنيها. كل من يقرأ وثيقة الاستقلال عندنا دون أن يغالط، يرى بان هذا ما كتب فيها. فهي تبدأ باعلان واضح وجلي عن ‘دولة الشعب اليهودي’ وتنتهي بالتعهد بان تكون دولة كل مواطنيها دون فرق في الدين أو القومية. ومثلما في كل الجدالات الكبرى، هنا ايضا بين القطبين لا تناقض حتى لو كانت احيانا صدامات. ففكرة دولة كل مواطنيها تعنى بمستوى العلاقات التي بين الدولة والمواطن بينما دولة الشعب اليهودي تؤدي دورها على المستوى الذي بين الدول والشعوب. هذا مستويان لا يلتقيان ولا يتعارضان الواحد مع الاخر.
يرفض الفلسطينيون الاعتراف بوجود وبحق الشعب اليهودي ليس لانهم يحرصون على اخوانهم العرب مواطني اسرائيل بل لانهم يفهمون بانه بدون الشعب اليهودي وحقه لا وجود لدولة اسرائيل. واليهود الذين يرفضون الاعتراف بوجود وحق الشعب اليهودي يفعلون هذا بالذات لانهم لا يفهمون بانه بدون الشعب اليهودي وحقه لا وجود لدولة اسرائيل. ومعهم ينبغي خوض المفاوضات، معهم ينبغي خوض المباحثات العميقة، ومعهم أو ضدهم ينبغي في نهاية المطاف الحسم بالتشريع.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
لماذا يضحكني يئير لبيد؟
بقلم: اسحق ليئور،عن هآرتس
يمكن أن نوجز الآن بعد أن عادت الصهيونية كحمار ابيض يركبه يئير لبيد فنقول إن الصهيونية لم تعد كما كانت. فقد كانت تتحدث في الماضي كثيرا عن ‘ما الذي نريد فعله’، لا ‘عما يجب علينا أن نفعله بهم’، وقد فعلت بهم بالفلسطينيين واليهود مظالم كثيرة لكن شعار لبيد على الخصوص هو فقرة تثير الاهتمام من هيكل الماموث العظمي: إن الصهيونية التي ضايقت اليهود قد عادت. سنحلم مرة اخرى بشعر أصداغ مقصوص ونشكلهم على صورتنا ومشيئتنا. إن الخدمة العسكرية نفسها غير مهمة فالمهم هو وسواس الطبقة الوسطى. وكما هي الحال في كل وسواس وهو مادة فكاهية ممتازة يكون منطق الطلب دائما ‘ليكفوا عن التلذذ’ هناك في مدارسهم الدينية. ولا يكونوا مختلفين هناك في أحيائهم، وليكونوا مثلنا ولنكن جميعا ‘ككل الأغيار’.
ليس لبيد وحده مضحك بل عوفر شيلح ايضا وهو القطب ‘العملي’ لعرض المهرجين هذا هو ايضا مضحك حينما يُبين ‘أننا ننقذ اقتصاد اسرائيل’، إنه مضحك ولا مسؤولية عنده. فكل من يعلم عدد العاطلين قسرا في المجتمع الاسرائيلي يعلم أن ‘الحداثة’ التي يُهيئونها للحريديين، مع المواضيع الجوهرية أو من غيرها، هي فكاهة. وهي جزء من الوسواس لا غير. فالاقتصاد الاسرائيلي يقوم على بطالة ضخمة لا تقاس في الحقيقة للعرب والنساء والحريديين والجنود. فما أسهل ارسالهم الى العمل و’انقاذ الاقتصاد’.
لا يؤمن أحد في الحقيقة بأهمية القانون الجديد للتساوي في عبء الخدمة العسكرية ومع كل ذلك يتحدثون عنه لأن المجتمع السياسي محتاج اليه. إن شعبية طلبه هبطت منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي، في ذلك الوقت كان اليسار الصهيوني كله بأمل اسقاط بنيامين نتنياهو وحلفائه يصرخ على رؤوس الاشهاد بقوله ‘شعب واحد وتجنيد واحد’. ويكفي أن ننظر في صحف ذلك الوقت كي نصدق. ولم يعق ذلك هذا اليسار عن تحويل اعضائه الى ضباط تجنيد، وينبغي أن نقول لاجل الحقيقة التاريخية إن اليسار ليس من الغريب عليه تماما أن يكون شرطة. ومن المؤكد أن ذلك لم يكن غريبا عن روح اليسار الصهيوني في كل ما يتعلق بالجيش الاسرائيلي، لكن الامر انتهى مع كل ذلك.
إن خفوت طلب ‘التساوي في العبء’ قد جاء مع هبوط قدر التجنيد، فقد زادت نسبة المتهربين من الخدمة العسكرية ولا سيما من الطبقات التي تحدد الرأي العام. إن حملة ‘يوجد مستقبل’ الدعائية هي مراسم شكلية في زمن موت الايمان نفسه.
وبقينا مع الحد الادنى الفكاهي، أي مع كهنة التجنيد الذين لا ينبغي أن نصدق ولو كلمة واحدة منهم لا لأنهم يكذبون بل لأن ذلك غير مهم حقا، وهم يقولون للجمهور فقط إنه مهم. ويسمع الجمهور التواريخ والدرجات المئوية والاعداد وينظر الى كل ذلك في جدية شبه مُتروى فيها منتظرا أن تمر الثرثرة وأن يحدث شيء جديد. والمذيعون لا يصدقون في الحقيقة ولا يصدق المحللون ايضا والسخافة مقدمة للاعلانات التي لا نهاية لها وليس كل ذلك معا سوى مقدمة لمسابقات طبخ.
هذا هو جوهر السخرية الجديدة فهم يكررون نصوصا كتبها خبراء علاقات عامة وكُتاب خطب ومن شابههم ممن لا يؤمن أحد بهم ولا يكفر بهم وهم مع كل ذلك يكررونها مرة بعد اخرى. هذه هي وظيفة اللغة السياسية في عصر الليبرالية الرأسمالية لا كالخطب والشعارات في نظم الحكم الاستبدادية الايديولوجية، لكنها تشبهها. فهي ليست لا حقيقة ولا كذبا بل هي لغة فارغة. فلبيد قال كذا ونتنياهو قال كذا ونحن نتثاءب هكذا وهكذا.
ونقول بالمناسبة إن الصهيونية لم تغب قط بل استمرت تدمر حياة الفلسطينيين وهي الآن تعود بدل تجفيف الحولة ومشروع القناة القطرية وزرع الاشجار في منطقة عدولام وهي كل المشاريع الحديثة التي نشأنا عليها لسمعتها الطيبة تعود لتجند 5 آلاف من شباب المدارس الدينية في 2017، فلتطل أيامنا فقط لترى أعيننا العودة الى صهيون.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
تاريخ أُعيد كتابته
بقلم: عاموس غلبوع،عن معاريف
يمكن برأيي ان ينظر الى التنبؤات التي تعنى بالمستقبل بتسامح بل وربما بابتسامة. فاذا ما تعهد احد الوزراء في الحكومة في أن يبقى غور الاردن في يد اسرائيل ‘الى ابد الآبدين’، والثاني في أن يتجند بعد ثلاث سنوات 70 في المئة من الاصوليين. اذا ما وعدنا محللو وسائل الاعلام بان يقاطعنا كل العالم ويطرد فريق كرة السلة لمكابي تل ابيب من المباريات الاوروبية فثمة في ذلك وفرة من الاماني وكثرة من عدم المسؤولية، ولكن لا يزال يبقى شك صغير في ان تقع الامور حقا ذات مرة في المستقبل.
ولكن ماذا يمكن قوله بالنسبة لحقائق من الماضي تعرض اليوم في وسائلنا الاعلامية بشكل مغلوط وغير صحيح؟ وليس مجرد حقائق، بل حقائق ذات معنى خاص لامننا القومي. فما المقصود؟ هكذا، الاسبوع الماضي نشر محلل كبير، من اقدم المحللين وأكثرهم تقديرا مقالا تحت عنوان ‘أربعة أرقام فقط: 1967′. وجاء هناك ما يلي: ‘حكومة اسرائيل أخذت على نفسها في تشرين الثاني 1967 مهمة تنفيذ قرار 242 لمجلس الامن الذي تحدث عن انسحاب اسرائيلي الى خطوط الرابع من حزيران 1967، الى حدود آمنة ومعترف بها مع تعديلات طفيفة. والفلسطينيون يقولون: حسنا، مرت 47 سنة منذئذ’.
لن اخطيء اذا افترضت ان القسم الاكبر من قارئي المقال سيأخذون به ببساطته، في أن هكذا يقول قرار 242، ولن يشككوا فيما اذا كانت الحقيقة هكذا بالفعل. ولكن هذا ليس هكذا على الاطلاق. فماذا يقول قرار 242 بشأن الانسحاب؟ يقول التالي: ‘اخلاء قوات مسلحة اسرائيلية من مناطق احتلت في اطار النزاع الاخير؛ الغاء كل ادعاء أو حالة حرب واعتراف السيادة، الوحدة الاقليمية والاستقلال السياسي لكل دولة من دول المنطقة وحقها في العيش بسلام في اطار حدود آمنة ومعترف بها، دون تهديد أو اعمال عنف’.
عمليا، لا يتناول القرار على الاطلاق خطوط 67، لا يتناول الرابع من حزيران، لا يتناول تعديلات طفيفة، لا يتناول انسحاب اسرائيلي من كل المناطق (فقط من مناطق وليس من المناطق التي احتلت)، لا يأمر اسرائيل بالعودة الى ‘الوضع الراهن السابق’ ما قبل اندلاع المعارك، وبالمناسبة، لا يذكر القدس ايضا.
فمن صاغ القرار، السفير البريطاني في الامم المتحدة، اللورد كردون، شرح في مقابلة في 1976 معنى البند الذي يعنى بالانسحاب وهكذا قال: ‘كان بوسعنا أن نقول: عليكم الانسحاب الى خطوط 67. ولكني اعرف خطوط 67. هذه خط حدود اشكالي. لا يوجد خط اسوأ لحدود دولية دائمة. في هذا الخط توقفت القوات في احدى ليالي 1948، دون اي صلة بظروف الوضع القائم. لو كنا قلنا انه ينبغي أن يكون انسحاب الى خطوط 67، بمعنى لو كنا أشرنا صراحة الى انسحاب من كل المناطق المحتلة، لكنا ارتكبنا خطأ’.
عندما وافقت حكومة اسرائيل على قرار 242، شددت على أن الحديث يدور عن انسحاب الى حدود آمنة ومعترف بها تتقرر في المفاوضات مثلما يقول القرار في بنده الاخير. مصر والاردن، التي قبلت القرار (سوريا لم تقبله، وكذا ايضا م.ت.ف لان القرار لم يتناول الشعب الفلسطيني على الاطلاق) شددتا على أن تفسيرهما هو انسحاب من كل المناطق، وان القرار هو للتنفيذ وليس للمفاوضات.
منذ قبول قرار 242 بذل العرب والفلسطينيون وكل مؤيديهم في الساحة الدولية جهودا عليا لتشويش وطمس الانجازات التي كانت لاسرائيل في هذا القرار التأسيسي، وتزوير نية واضعيه والغرس في الوعي الدولي بان اسرائيل ملزمة بانسحاب في الضفة الغربية من كل المناطق التي احتلتها في 1967 الى خط الهدنة مع الاردن في 1948. مؤسف، ولكنهم نجحوا في ذلك، بدعم غير قليل من الاسرائيليين. يجدر بقرار 242 ان يعلم في مؤسسات التعليم عندنا في دروس التربية الوطنية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
فضح أكاذيب مناهضي الجدارالعازل
بقلم: لينا (افاييف) بكمان، عضو في معهد البحث إن.جي.أو مونتور عن اسرائيل اليوم
ستُجرى من الغد حتى الثاني من آذار عشرات المناسبات في العالم في اطار ‘اسبوع الفصل العنصري الاسرائيلي’ والذي يحتفل بمرور عشر سنوات على عمله. والحديث عن محاضرات ومنتديات في أحرام جامعية في الدول الغربية ترمي الى ‘توعية الناس بسياسة الفصل العنصري الاسرائيلي وانشاء حملات مقاطعة وسحب استثمارات وعقوبات تكون جزءا من حركة الـ بي.دي.إس الدولية التي تزداد كبراً’. وذلك باختصار توسيع لمحاربة اسرائيل سياسيا.
ليس الحديث عن انتظام أفراد، ففي هذا الاسبوع تشارك منظمات غير حكومية تدعي الدفع بحقوق الانسان قدما لكنها تدفع قدما في واقع الامر بحملة نسبة اسرائيل الى الشيطان. بل إن طائفة منها تنفق عليها حكومات اوروبية. وقد شاركت في سنين مضت منظمات مثل ‘تحالف نساء للسلام’ (وينفق عليه من جملة ما ينفق عليه الاتحاد الاوروبي وهولندة)، و’انتفاضة الكترونية’ (هولندة)، و’اللجنة الاسرائيلية لمكافحة هدم البيوت’ (ايرلندة) وغيرها. هذا الى أن مندوبين وافلاما وتقارير ومنشورات منظمات اخرى لا تشارك في الاحداث بصورة رسمية (كمنظمة ‘نكسر الصمت’)، تستعمل اسلحة في هذه المناسبات.
كانت جنوب افريقيا في السنة الماضية شديدة النشاط في الدفع باسبوع الفصل العنصري قدما. وهذه الحقيقة تثير العناية بصورة مميزة لأن كل شيء بدأ هناك بالضبط في دربن في 2001 حينما رسمت مئات المنظمات غير الحكومية ‘استراتيجية دربن’ للقضاء السياسي على اسرائيل في خلال مؤتمر الامم المتحدة لمكافحة العنصرية. وأنشيء معهد البحث إن.جي.أو مونتر المقدسي بعد ذلك فورا للبحث في المنظمات المشاركة في هذه الحرب السياسية وأصبح الوعي العام لهذا الموضوع اليوم أكبر.
يعقد اسبوع الفصل العنصري في الحقيقة مرة كل سنة، لكنه ليس واقعة نقطية بل هو مثال فقط على حملة بي.دي.إس التي تقوم على ‘استراتيجية دربن’ والتي تجري 52 اسبوعا في السنة كلها، كل سنة. ويمكن أن نحصي امثلة جديدة من الفترة الاخيرة ومنها حملة التشهير بسكارليت جوهانسون ومحاولة منع فنانين مثل نيل يانغ تقديم عروض في اسرائيل وغير ذلك. يقوم اسبوع الفصل العنصري على اكاذيب وعلى تزوير تاريخي وعلى تضليلات متعمدة. وتُعرف الصهيونية بحسب التصريح في موقع الحركة في الشبكة بأنها عنصرية، وتُعد اسرائيل فلسطين، ويُعرف عرب اسرائيل بأنهم فلسطينيون وبأنهم لا يحصلون على حقوق مساوية ككل المواطنين، وتُعرف اسرائيل كما قلنا آنفا بأنها دولة فصل عنصري. وتقوم مطالب قادة ‘اسبوع الفصل العنصري’ على تنفيذ استراتيجية دربن وتدعو اسرائيل الى انهاء الاحتلال لكل الاراضي العربية والى الافراج عن جميع السجناء السياسيين والى الدفع قدما بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى بيوتهم.
حان الوقت لنعترف بحقيقة أنه يجري صراع دولي على صورة اسرائيل يقوم على الكلمات والشعارات وعلى الاكاذيب خاصة، ولنقم بحملة مضادة اسمها ‘اسبوع كذب حركة الـ بي.دي.إس′. لو أن قضية حقوق الانسان كانت مهمة حقا عند قادة ‘اسبوع الفصل العنصري’ لحصروا عنايتهم في دول يضطهدون فيها أناسا لكونهم من ديانة مختلفة (النصارى واليهود)، وبسبب ميولهم الجنسية (المثليين) واختلافهم في الجنس (النساء). وكل ذلك لا يحدث في اسرائيل. ليست اسرائيل في الحقيقة كاملة لكنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط التي تحمي حقوق الانسان بسلطة القانون.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ