تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 574



Haneen
2014-03-18, 11:34 AM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي (574) السبــت 8/03/2014 م



</tbody>

<tbody>





</tbody>


<tbody>
في هــــــذا الملف

ما هو مصير القدس في مفاوضات السلام
يخوض المفاوضون في مسائل جانبية عن الاعتراف بدولة يهودية ويتركون المسألة الاكثر حرجا
بقلم:سارة ليفوفيتش ـ دار،عن معاريف

بيبي راقص وممثل وكاذب
نتنياهو يعمل خلافاً لمصالح اسرائيل الحقيقية فضلا عن قيمها... في حين يظن أنه يعمل لمصلحتها
بقلم:يوسي سريد،عن هآرتس

إيران شريك أمريكا القادم
بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس





















</tbody>


ما هو مصير القدس في مفاوضات السلام
يخوض المفاوضون في مسائل جانبية عن الاعتراف بدولة يهودية ويتركون المسألة الاكثر حرجا

بقلم:سارة ليفوفيتش ـ دار،عن معاريف

مسألة مدينة القدس أسهلا بكثير على الحل مما يعتقد. يمكن أن نكون ابداعيين وان كنت لست واثقا من ان الاساس الايديولوجي لهذه الحكومة سيسمح لها بالسير نحو الحلول الوسط’، يقول البروفيسور شلومو بن عامي، الذي شغل منصب وزير الخارجية ووزير الامن الداخلي في حكومة ايهود باراك، شارك في الوفد الاسرائيلي الى مؤتمر القمة في كامب ديفيد في تموز 2000. وقد انتهى المؤتمر دون نتائج بعد أن امتنع عرفات عن الموافقة على التسوية في القدس.
رغم ذلك، يعتقد بن عامي بان القدس لن تشكل عائقا في المفاوضات الحالية بين اسرائيل والفلسطينيين. ‘الاتفاق بشأن القدس متعلق بالتركيبة الايديولوجية لحكومة اسرائيل وبمسألة اذا كانت الموافقة الفلسطينية التي وجدت تعبيرها في كامب ديفيد لا تزال سارية المفعول. فقد وافق الفلسطينيون على تقسيم عرقي للمدينة، الاحياء اليهودية في المدينة تكون تحت سيادة اسرائيلية والاحياء العربية تحت سيادة فلسطينية. والمشاكل كانت بالنسبة لما يسمى بالمدينة المقدسة. ينبغي فحص اذا كان هوس عرفات بالحرم قائم ايضا لابو مازن. كما ينبغي ايضا فحص اذا كانت هناك موافقة على ان يكون ليس فقط الحائط الغربي لاسرائيل بل ونفق المبكى الذي نطالب نحن بالسيادة عليه ايضا. المدينة القديمة يمكن تقسيمها او خلق نظام خاص. هذه ليست مسائل سهلة ولكن يمكن ايجاد حلول لها’.
‘لو تشاور معي نتنياهو’، يقول بن عامي، ‘لقلت له ان الشعار الذي صعد به الى الحكم في 1996، حين ادعى بان خصمه شمعون بيرس سيقسم القدس، هو شعار عابث لان القدس مقسمة منذ الان. لا سيطرة لنا على جهاز التعليم الفلسطيني في المدينة الشرقية. من اصل نحو 300 الف فلسطيني في القدس، 10 الاف فقط حصلوا على جنسية اسرائيلية. وهم يرفعون لنا شارة الاستنكار بالاصبع الوسطى. ونحن فقط سنكسب اذا ما وافقنا على تقسيم المدينة لاننا سنحصل على مدينة يهودية تكون مدينة العاصمة اليهودية الاكبر التي كانت في اي وقت من الاوقات للشعب اليهودي’.
في تموز 2000 اجتمع في كامب ديفيد الاسرائيليون برئاسة رئيس الوزراء ايهود باراك، الفلسطينيون برئاسة ياسر عرفات والامريكيون الذين توسطوا بين الطرفين. وكانت المحادثات صعبة. المحامي جلعاد شير، الذي كان رئيس الفريق المفاوض الامني السياسي، كتب في كتابه ‘على مسافة لمسة’ ان الرئيس الامريكي بيل كلينتون كان تعبا ويائسا، ‘فقد مل ان يسمع المرة تلو الاخرى مواقف ممجوجة’. حينها جاء البحث في موضوع القدس. ‘كان واضحا بانه دون اختراق في القدس لا أمل في استكمال البحث في باقي المواضيع′، كتب شير. وسرعان ما تبين بانه لن يكون اختراق في المسألة القابلة للتفجير. واقترح كلينتون تقسيم البلدة القديمة بين الاسرائيليين والفلسطينيين ومنح الفلسطينيين السيادة على الاحياء البعيدة المأهولة بالفلسطينيين وحكم ذاتي بسيطرة اسرائيلية على الاحياء الفلسطينية القريبة من مركز المدينة والحوض التاريخي وعلى الحرم. ومال الاسرائيليون الى قبول اقتراحات كلينتون، ولكن عرفات طلب السيادة الفلسطينية على كل البلدة القديمة، بما فيها الحرم، باستثناء حارة اليهود والمبكى. في 25 تموز، بعد اسبوعين من المفاوضات، انتهى المؤتمر بلا نتائج.
‘هذه نهاية فصل وبداية فصل جديد’، قال باراك قبل وقت قصير من مغادرة الوفد الاسرائيلي كامب ديفيد. اكثر من 13 سنة مرت منذئذ. اعضاء الوفد الاسرائيلي الى كامب ديفيد منقسمون في رأيهم. بعضهم يعتقدون بان مشكلة القدس التي أدت الى انهيار مؤتمر كامب ديفيد قابلة للحل بينما آخرون يدعون بان المسألة غير قابلة للحل على الاطلاق. ‘القدس تذكرني بعروض الزواج في الافلام، فإما ان توافقي وعندها كل عالمك يتغير او ترفضي وعندها تنفصلين عنه وكل عالمك يتغير. نحن في وضع زواج أو انفصال. ولكل واحد من الافعال ستكون نتائج مختلفة تماما. القدس من شأنها أن تكون عديمة الحل’، يقول واحد من كبار مستشاري باراك في كامب ديفيد. ‘أتخيل ان مشكلة القدس ستكون الاخيرة التي ستطرح على البحث. ومن أجل ايجاد حل لها يتعين على الطرفين أن يبديا كفاءات سياسية. سيكون هذا حسما تاريخيا. ومثلما حصل في كامب ديفيد، فإن مشكلة القدس هي التي ستسقط المفاوضات، فسيكون ممكنا الوصول الى الاستنتاج بان النزاع ليس قابلا للحل، وفي مثل هذه الحالة فان الالية قد تكون مختلفة تماما عن تلك التي يتصرف فيها الطرفان الان. فالاعتراف بالنزاع بانه غير قابل للحل كفيل بان يؤدي الى سلسلة من التسويات المرحلية ولكن ايضا من شأنه ايضا ان يؤدي الى مواجهات مثلما حصل بعد أن فشلت المفاوضات في كامب ديفيد في العام 2000′.

محكمة شلومو

‘مقابل كل باقي المواضيع التي تطرح في المفاوضات، بين اسرائيل والفلسطينيين في القدس توجد محكمة شلومو’، يضيف مستشار باراك الذي يعنى منذ اكثر من عشرين سنة بالنزاع الاسرائيلي الفلسطيني. ‘توجد ثلاثة حلول ممكنة: واحد هو أن يتخلى احد الطرفين وعندها يكسب الطرف الاخر، ولكن هذا لن يحصل في المفاوضات الحالية. الحل الثاني هو القرار بان تكون المدينة تحت نظام دولي، ولكن هذا حصل في 1947 ولم يجلب الكثير من البركة للمدينة. الحل الثالث هو اجراء تقسيم للمدينة. كل حل هو صعب من ناحية سياسية ومن ناحية حقيقية. المدينة ليست سهلة على التقسيم، لا من ناحية البنية التحتية ولا من ناحية السكان. لقد باتت القدس مدينة مختلطة نسبيا، وكلما تدفقت الحياة، يكون التقسيم اقل وضوحا. وكلما تأجل الحل، يصبح الامر اصعب فأصعب’.
‘بالتأكيد يحتمل أن يكرر الوضع نفسه، مثلما ساد في كامب ديفيد الان ايضا’، يقول المحامي جلعاد شير. ‘اعتقد بان مسألة القدس قابلة للحل، وان لم اكن واثقا من أنه يمكن حلها في جولة المحادثات الحالية. يحتمل أن تكون تحتاج الى وقت، ولكن لا داعي لان تسقط محادثات السلام بسببها’.
فقد سبق أن سقطت بسببها في كامب ديفيد. ‘السبب الاساس لفشل المحادثات في كامب ديفيد كان عرفات، الذي خاف من الوصول الى تسوية. القدس هي موضوع مركب يحتاج الى عظمة وطنية وقيادية. لست واثقا انها موجودة اليوم، ولهذا فينبغي التفكير بعقل في تسويات مرحلية تدريجية في اثنائها تكف اسرائيل عن البناء في شرقي القدس. يمكن الوصول الى حل في القدس، وكانت كانت حاجة للفهم بان الطريق الى هناك تدريجية’.
هل يحتمل ان لا تكون امكانية عملية لتقسيم القدس؟
‘المدينة قابلة للتقسيم. في احياء فلسطينية مثل شعفاط وبيت حنينا لا يسكن يهود مثلما لا يوجد سكان فلسطينيون في رحافيا، في راموت وهار حوما. الكل يعرف بان الموضوع قابل للحل. حسب صيغة كلينتون، تحصل اسرائيل على الاحياء اليهودية، وتنقل الاحياء الفلسطينية الى سيادة فلسطينية، وفي البلدة القديمة يكون نظام خاص. القدس عاصمة اسرائيل تصبح مدينة مع اغلبية يهودية ساحقة. هذا سيحررنا من ان نكون موردي الخدمات لنحو 200 الف من سكان شرقي المدينة. الكل يفهم هذا. باستثناء انهم ليسوا ناضجين بعد للوصول الى هناك’.

عروض كالرمال

في العشرين سنة الاخيرة طرحت عدة عروض لحل مشكلة القدس. اليوم يوجد في المدينة نحو 800 الف نسمة، منهم نحو نصف مليون يهودي، 200 الف منهم يسكنون في المناطق التي ضمت الى المدينة في 1967. في اتفاقات اوسلو في العام 1993، اعلنت اسرائيل عن استعدادها لاجراء مفاوضات في مسألة القدس، ولكنها لم تدخل في التفاصيل. وفي اعلان واشنطن الذي وقع بين اسرائيل والاردن في تموز 1994، اعترفت اسرائيل بالدور التاريخي للاردن في الاماكن المقدسة في القدس. وثيقة التفاهم بين يوسي بيلين وابو مازن في تشرين الاول 1995 تحدثت عن بلدية عليا، وتحتها بلديتان فرعيتان اسرائيلية تكون مسؤولة عن غربي المدينة وفلسطينية عن شرقيها. اورشليم تكون عاصمة اسرائيل والقدس تكون العاصمة الفلسطينية. نطاق الحرم يكون تحت سيادة غيراقليمية.
صيغة كلينتون في كانون الاول 2000 قسمت المدينة بين اسرائيل والفلسطينيين. الاحياء العربية تكون بسيادة الفلسطينيين، الاحياء اليهودية تكون بسيادة اسرائيل. في البلدة القديمة يكون نظام خاص يسمح للعبور الحر بين كل اجزائها. حارتا النصارى والمسلمين تكونا جزء من فلسطين، حارة اليهود والمبكى جزء من اسرائيل. الحرم يكون بسيطرة فلسطينية مع سيادة اسرائيلية تحت الأرض، او كبديل جهاز رقابة دولي يقيد السيادة الفلسطينية تحت الأرض.
حسب مبادرة السلام العربية في 2002، تنسحب اسرائيل من كل مناطق الـ 67، وعاصمة الدولة الفلسطينية تكون في شرقي القدس. وحسب اتفاق جنيف في 2003، الاحياء اليهودية في شرقي القدس تكون جزء لا يتجزأ من دولة اسرائيل، المبكى وحارة اليهود يكونان بسيادة اسرائيلية، البلدة القديمة تكون مفتوحة للجميع، ونظام من الرقابة الدولية يفرض محظورات حفر في الحرم الذي يكون مفتوحا للاسرائيليين.
في مؤتمر أنابوليس في تشرين الثاني 2007، بمشاركة الولايات المتحدة، الرباعية، اسرائيل، الفلسطينيين والدول العربية، طرح عرض لتقسيم القدس على اساس ديمغرافي: الاحياء اليهودية تكون جزء من غربي المدينة، الاحياء العربية تنتقل الى سيادة فلسطينية، والحوض التاريخي يكون بسيطرة نظام خاص بمشاركة اسرائيل والفلسطينيين. وتبقى الاماكن المقدسة بالادارة الحالية. وحسب صيغة كيري، كما تسرب قبل نحو شهر في ‘نيويورك تايمز′ تقسم المدينة بحيث تكون القدس الشرقية عاصمة فلسطين وبالمقابل يعترف الفلسطينيون باسرائيل كالدولة القومية للشعب اليهودي.

ماذا يريد نتنياهو؟

يعرب رئيس الورزاء بنيامين نتنياهو المرة تلو الاخرى عن معارضته لتقسيم القدس. في خطابه امام مؤتمر ايباك هذا الاسبوع وصف القدس بانها العاصمة الخالدة وغير المقسمة للشعب اليهودي. في خطاب بار ايلان في 2009 قال انه مستعد لقبول دولة فلسطينية فقط اذا ما بقيت القدس العاصمة الموحدة لدولة اسرائيل. ابو مازن من جهته قال هذا الاسبوع لرئيسة ميرتس زهافا غلئون ان الفلسطينيين سيوافقون على تسوية يحتفظون فيها بشرقي المدينة، اسرائيل تسيطر في غربيها، وتدار العاصمتان بوساطة هيئة تنسيق بين الطرفين.
المسألة جد صعبة ومعقدة لدرجة ان من يعنون بها يجدون صعوبة في الاعراب عن موقف ثابت تجاهها. حسب ‘التايم’ اوباما نفسه تذبذب في موضوع القدس. ففي اثناء حملته الانتخابية في 2008 وعد الا تقسم المدينة وان تبقى عاصمة اسرائيل. اما اليوم فرأيه مختلف. ارئيل شارون تحدث عن وحدة المدينة، في فعل تظاهري انتقل للسكن في حارة المسلمين بل وحج الى الحرم، ولكن من وثائق ويكيليكس يفهم من أنه في المحادثات مع مسؤولين امريكيين كبار اقترح نقل احياء عربية في القدس الى سيادة فلسطينية. وزير الخارجية افيغدور ليبرمان عاد وقال ان القدس هي العاصمة الخالدة لدولة اسرائيل وانها غير قابلة للتقسيم. برنامج اسرائيل بيتنا يقول امورا مشابهة. ولكن في مؤتمر هرتسيليا في 2004 قال ليبرمان ان جبل المكبر، العيساوية وابو ديس يجب أن تكون في ايدي الفلسطينيين.
وزير المالية يئير لبيد قال هو الاخر في السنة الاخيرة في الخطابات وعلى صفحة الفيسبوك ان القدس ستبقى بسيادة اسرائيل ولن تقسم. ولكن في مقابلة في ‘دير شبيغل’ قال لبيد: ‘نحن سنقسم المنطقة. العلم الفلسطيني يرفع فوق المباني العامة في شرقي القدس′. برنامج ‘يوجد مستقبل’ بالمقابل، يقضي بان وحدة القدس ‘هي رمز وطني من الدرجة الاولى. القدس ستبقى موحدة تحت سيادة اسرائيلية’.
شمعون بيرس كان من مهندس اتفاق اوسلو الذي طرح مسألة القدس على المفاوضات، ولكن في 1996، في مواجهة تلفزيونية مع نتنياهو ادعى بانه يعارض تقسيم المدينة بعد أن اتهم في حملة انتخابات الليكود بانه سيقسم القدس.
للاخرين توجد اراء اكثر تماسكا. وزير الاقتصاد نفتالي بينيت يعارض تماما تقسيم المدينة. رئيس العمل اسحق هرتسوغ قال بعد أن انتخب لرئاسة حزب العمل انه مع تقسيم المدينة بحيث تكون القدس الشرقية عاصمة فلسطين والقدس الغربية عاصمة دولة اسرائيل، بينما يبقى المبكى بيد اسرائيل. حسب برنامج حزب العمل ‘القدس، باحيائها اليهودية، هي العاصمة الخالدة للشعب اليهودي ولدولة اسرائيل. في البلدة القديمة وفي الحوض المقدس يتبع نظام خاص يعبر عن الاهمية الدولية للمكان ومكانته المركزية للاديان الثلاثة. الاماكن المقدسة لليهود تبقى تحت حكم اسرائيل’.
رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت سار تقريبا حتى النهاية وعرض على الفلسطينيين في 2008 حكما دوليا على الحوض المقدس، وطاقم مشترك يدير القدس الشرقية حتى التسوية النهائية. في خطاب له السنة الماضية في الولايات المتحدة اقترح تقسيم المدينة بحيث تسيطر اسرائيل على الاحياء اليهودية والفلسطينيون على الاحياء العربية والحوض المقدس يكون تحت ادارة مشتركة للسعودية، الاردن، الفلسطينيين، اسرائيل والولايات المتحدة.

ماذا يقول الجمهور؟

استطلاعات الرأي العام ليست موحدة. استطلاع جيوكراتوغرافيا في تموز 2011 وجد أن 66 في المئة يعارضون كل شكل من اشكال تقسيم القدس حتى في اطار اتفاق السلام. استطلاع معهد ‘ابرامز′ في كانون الاول 2012 وجد أن 67 في المئة مع تسوية سلمية تتضمن تقسيم القدس. استطلاع ‘موليد’، مركز التجدد الديمقراطي، الذي اجري في كانون الاول 2013 وجد أن الجمهور الاسرائيلي يؤيد صيغة سلام تتضمن تقسيم القدس.
غيدي غرينشتاين، رئيس معهد ‘رأوت’ الذي كان سكرتير الفريق المفاوض في كامب ديفيد يعتقد بان مسألة القدس حرجة للمفاوضات، ‘ولكن مسألة الحدود ايضا حرجة وترتبط بالقدس. عند الحديث عن دولتين للشعبين، هذا ينطبق على القدس ايضا. دولة اسرائيل لا تريد السيطرة على مئات الاف الفلسطينيين في القدس. وحسب قرار قيادتهم، فان سكان شرقي القدس اليوم لا يصوتون في الانتخابات البلدية، ولكن ماذا سيحصل اذا ما قرروا ذات يوم التصويت في الانتخابات، وثلث اعضاء مجلس بلدية القدس يكونوا فلسطينيين؟ لديهم سلاح اكثر تهديدا علينا من السلاح. فهل يتصور احد ما كيف سيكون في القدس ائتلاف بلدي يتشكل من اصوليين وفلسطينيين من سكان شرقي المدينة مع رئيس بلدية اصولي ونائبه فلسطيني؟ الناس لا يفهمون بان هذا ليس سيناريو خياليا، بل يوجد على مسافة قرار للسلطة الفلسطينية. هذا يمكن حله بشكل بسيط جدا: الاحياء الفلسطينية البعيدة تعاد الى المنطقة ج. كما أن مشكلة الحوض المقدس يمكن حلها، ولكن هذا يتطلب زعامة. هنا تفحص مسألة الزعامة’.
اسرائيل حسون، الذي كان نائب رئيس المخابرات وعضو في الوفد الاسرائيلي الى كامب ديفيد، يقول ان مسألة القدس ستكون آخر المسائل على طاولة المفاوضات. ‘هذه ستكون العقبى. في هذه الاثناء القدس هي علم الخيال، ولكن بعد أن نصل الى اتفاقات في موضوع الحدود والامن، هل سنفجر المفاوضات على حرية العبادة في القدس؟ لا يوجد موضوع ليس قابلا للحل. ومسألة القدس ايضا يمكن حلها’.

سياسة داخلية

‘في قمة كامب ديفيد كانت الظروف ملائمة اكثر بكثير منها اليوم’، كتب مؤخرا اهرون ميلر، عضو الوفد الامريكي في كامب ديفيد. في موقع مبادرة جنيف. ‘الفريق الاسرائيلي المفاوض تضمن رئيس وزراء تحدث في المسائل الكبرى اكثر بكثير من سلفه، زعيم فلسطيني ترأس الحركة الوطنية الموحدة وحظي بالاحترام من شعبه ورئيس امريكي ملتزم ومعني بالمسألة. ورغم كل هذا فشلت الجهود. هذه الفريق يبدو أن الوضع أصعب بكثير. الفجوات بين نتنياهو وعباس هائلة بالنسبة للمسائل الاساسية مصير القدس وما ينبغي عمله مع اللاجئين الفلسطينيين. اي من الزعيمين لا يثق بالطرف الاخر، وكلاهما يديران سياسة داخلية حادة تمنعهما من أخذ مخاطر كبيرة’.
داني ياتوم، في الماضي رئيس الموساد، كان عضوا في الوفد الاسرائيلي في كامب ديفيد. يتفق مع ميلر ويقول: ‘المشاكل التي اعتنينا بها في كامب ديفيد بقيت ذات المشاكل اليوم ايضا، اللاجئون والقدس كانتا ولا تزالان المشكلتين الحساستين. مشكلة القدس قابلة للحل حسب صيغة كلينتون. هذا حل سهل على التحقيق يمكن للفلسطينيين ايضا ان يهضموه في نهاية المطاف. ورغم ما يميل المرء الى التفكير فيه فقد رأيت في كامب ديفيد شدة المشاعر الفلسطينية الاكثر تعقيدا في مشكلة اللاجئين منها حول مسألة القدس. عرفات قال انه اذا تنازل في مسألة اللاجئين سيقتلونه، ولكنه لم يقل شيئا مشابها عن القدس.
‘لست واثقا ان اسرائيل ستقبل اليوم صيغة كلينتون. نتنياهو نفسه سيوافق على حل في القدس، ولكني لا اعرف كيف يمكنه أن يواجه اعضاء حزبه. لديه الكثير من الرفاق والرفيقات ممن لن يجعلوا الحياة سهلة عليه. في كل الاحوال الاتفاق مع الفلسطينيين حساس واشكالي لدرجة انه يجب ان يصل الى استفتاء شعبي، وفي نهاية المطاف الشعب هو الذي يقرر.
البروفيسور بن عامي يعتقد بان الحسم التاريخي في موضوع القدس سيكون موضوع حسم نتنياهو. ‘المشكلة هي أن نتنياهو حزبي اكثر منه سياسي، وانا لا اقول هذا تنديدا. اذا لم يكن لديك اساس حزبي، يمكنك أن تكتب قصيدة، ولكن لا ان تخط سياسة. السؤال هو اذا كان نتنياهو مستعدا لان يخرج الى مواجهة مع قاعدته الحزبية كي يصل الى القرارات الحاسمة التاريخية. هذه مأساة الحياة الحزبية السياسية. فهي مضنية وعسيرة، ولكن شخصا واحدا فقط يمكنه أن يصل الى القرار، وهو رئيس الوزراء.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ

بيبي راقص وممثل وكاذب
نتنياهو يعمل خلافاً لمصالح اسرائيل الحقيقية فضلا عن قيمها... في حين يظن أنه يعمل لمصلحتها

بقلم:يوسي سريد،عن هآرتس

يحاول البعض اليوم أن يعلم الرئيس الأمريكي كيف يكون جريئاً، ويشنعون على تردده وضعفه. وتوجد عندهم دعاوى من هنا الى واشنطن عن ‘الفانتازيا’ و’الاستخذاء’: فيا له من رئيس ضعيف جدا يضيع مرة اخرى فرصة حرب قرم ثانية بل حرب عالمية ثالثة.
طوبى لنا لأن، عندنا نتنياهو الذي لا تحتاج معه رقصة التانغو الكاسحة التي يرقصها في ساحة الايباك، الى اثنين، بل يكفي راقص واحد هو ممثل وكاذب ايضا لم يكن قط يقصد ‘الدولتين’. فمتى سيتم البدء في أكل الاوراق والقبعات.
إن امريكا كبيرة لكنها ذليلة، أما اسرائيل فصغيرة لكنها فخورة، وأمريكا مضطرة الى مواجهة قوة كبيرة مثل اوغندا تحكم على ‘النشاط اللوطي’ بالسجن المؤبد. وقد اكتفت القدس هذا الاسبوع بتصريح ضعيف كأنما يتخبطها مراسلنا براك ربيد من المس. إن قوتنا في مواعظنا وضعفنا في الاخلاق. ‘لنا مصالح’، كما ورد وكأنما لا توجد لروسيا مصالح في اوكرانيا وللصين في التبت.
تلقيت هذه المكالمة في طريقي الى لقاء الدلاي لاما في زيارته للبلاد: ‘في هذا الصباح أرسلت بكين برقية تحذير اخرى شديدة اللهجة’، أبلغني نائب المدير العام فلان. ‘ولا يجوز لك باعتبارك وزيرا في الحكومة أن تتجاهل مصالحنا’. وتجاهلتها ولقيته.
كيف نخلص الدولة اليهودية من التحول الى البهيمية. حُلم هنا ذات مرة حلم النور لكنه انطفأ منذ زمن، فقد قطع شخص ما التيار عن المادة المركزية في وثيقة الاستقلال. ليست اسرائيل اسوأ الدول فهي ليست مثل اوغندا لكنها موجودة هناك في مكان سيء في الوسط وهي ما زالت تتدهور في سلم الفرق والتسامح والفساد. وانها دولة تقوم باحتلال وتريد أجرها كأنها ديمقراطية مستنيرة في محيط مظلم. ربما أصبحنا بعد منتصف الليل، ولم يعد ايقاظ الحلم ممكنا. ليس التخلي عنه مؤلما فقط بل هو خطير جدا. وأنا لا أتخلى عنه لأنه ليس حلما بل هو من ضرورات الواقع، فمن غيره لا يوجد ضمان لاستمرار المشروع الصهيوني دون أن يفقد سبب بقائه. وفي مقابل ثرثرة نتنياهو الهوليوودية حينما قال ‘سأقف ثابتا على حراسة مصالحنا’ أدفن بذرة الشك الوجودي وأقول إن ‘المصالح’ ليست كل شيء فالمباديء والقيم تفوقها أكثر من مرة.
هل كان التعاون مع نظام الفصل العنصري مجديا في المدى البعيد؟ وهل ربحنا ربحا مستديما من مصادقة الجنرالات في الارجنتين والمجموعة العسكرية في تشيلي؟ وهل بقي ثقب اسود لم ندس فيه أنفنا الطويل؟.
كنا ننكر مذبحة الشعب الارمنية الى أن قام اردوغان وتكلم بكلام العصيان. ‘لا تنسَ مصالحنا’ قال لي بيرس وباراك موبخين بعد ان زرت الكنيسة وأيدت الذكرى وطلب الاعتراف. يوم تركيا ويوم اوغندة التي نتاجر بالسلاح معها ونطرد اليها لاجئين لوطيين من افريقيا. هكذا يفعل الجميع وهكذا تفعل اسرائيل وهكذا تزيد في عمق الغربة الصهيونية. إن مجرد وجودنا في هذه المنطقة يقع خارج جدار الطبيعة والتاريخ لأنه قام شعب فجأة فمضى الى ارض بعيدة غير فارغة. والى اليوم ينشب جدال في أنه هل غلبت قوة الطرد من هناك قوة الجذب من هنا أم العكس.
إن المجتمع الدولي بمجلسه مكّننا من العودة بفضل العهد القديم، وكان يفترض أن يكافئه الشعب اليهودي ببشرى جديدة، وهنا ولدت ‘دولة اخرى’ لا تقدم بل تؤخر. فقد وعدتم بالنور وبغصن الزيتون وحصلنا على شمير وبيبي وشييت. فأين هو النور الخالص، هذا هو السؤال وأنا اسأل ايضا.
أصبحت ‘المصالح’ قصة تغطية تكمن فيها المقابح والمظالم. اليوم سيعود نتنياهو الى البلاد بعد أن دافع عنكم ببطولة وتخلى عنكم في واقع الامر. فهو لم يدرك الى اليوم الدولة الزجاجية التي نجلس جميعا فيها وهو يرأسها باعتباره إبن نوع ‘السيدة الاولى’.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
إيران شريك أمريكا القادم

بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس

جاء الكشف عن سفينة السلاح الايرانية التي اعترضها مقاتلو الوحدة البحرية 13 في البحر الاحمر، في ذروة خلاف أخذ ينشأ بين القدس وواشنطن. وهذا الجدل هو نتيجة حتمية تقريبا للاتفاق المرحلي الذي وقعت عليه طهران والقوى العظمى في جنيف في تشرين الثاني لكف البرنامج الذري الايراني. وبرغم أن التنسيق الامني والاستخباري بين الولايات المتحدة واسرائيل مستمر كالعادة (فقد أجاز البيت الابيض في يوم الاربعاء أن معلومات استخبارية مشتركة بين الدولتين أفضت الى التعرف على السفينة الايرانية)، فانه ينشأ جدل في مسألة نوايا ايران والصورة التي ينبغي العمل بها على مواجهتها.
تحفظت اسرائيل على التنازلات المبالغ فيها في رأيها، التي قامت بها الولايات المتحدة في الاتفاق المرحلي دون مقابل كاف من ايران، لكن دعاواها لا تقف عند هذا فهم في القدس يخشون لا من أن الادارة الامريكية مستعدة لمصالحات اخرى فقط، بل من أن يكون الرئيس براك اوباما ومساعدوه قد أقنعوا أنفسهم بأن هجوم ابتسامات الرئيس الايراني حسن روحاني تعبر عن تغيير حقيقي في توجه طهران وأنه سيكون من الممكن بعد ذلك تخفيف العقوبات وتمكين الايرانيين من الدخول من جديد في نادي الدول ذات الشرعية حتى لو كان ذلك من الباب الخلفي.
ويبدو أن الولايات المتحدة أصبحت تبحث بحثا فعالا عن مجالات تلاقي مصالح مع ايران آملة أن تجندها الى جانبها كلما كان ذلك الامر يخدم المصلحة الامريكية بدأ الشك الاسرائيلي بعد التوقيع في جنيف فورا.
وقد يشهد النشاط الذي أظهرته الادارة الامريكية لاحباط المبادرة الى سن قانون جديد التي قادتها الايباك في مجلس النواب الامريكي (بتشجيع اسرائيلي صامت)، لاعداد موجة جديدة من العقوبات على ايران، قد يشهد على التزام شفهي أعطاه الامريكيون للايرانيين قبل التوقيع على الاتفاق. وكذلك تُستقبل التصريحات الحازمة التي تصدر عن واشنطن صبح مساء وتتعلق بالحاجة الى منع ايران من الوصول الى القدرة الذرية، في شك كبير في القدس. وقد قدم وزير الخارجية الامريكي جون كيري على ذلك مثالا جيدا في هذا الاسبوع في خطبته في مؤتمر الايباك.
فقد التزم في الحقيقة أن الولايات المتحدة تعتقد أن عدم وجود صفقة نهائية مع ايران أفضل من صفقة سيئة، لكنه أوضح في الوقت نفسه للجمهور الاضرار المتوقعة لعمل عسكري لضرب المواقع الذرية. فقد نُسي الخيار العسكري الامريكي إن كان قد وجد أصلا منذ زمن.
وسيفي اوباما بوعده، فهو سيتحقق من ألا يكون لايران سلاح ذري في مدة ولايته، أي حتى كانون الثاني 2017 لا أقل ولكن لا أكثر بيقين.
لم تعد امريكا تتحدث منذ زمن عن محور الشر بل عن مداورة مركبة بين معسكرات الصقور الكثيرة في الشرق الاوسط. وهي ترى اللاعبين الجدد في القيادة الايرانية وروحاني في مقدمتهم، تراهم شركاء عقلانيين يمكن التعاون معهم وقت الحاجة.
وتستطيع الولايات المتحدة في الحقيقة أن تستعين بالايرانيين في قضايا اقليمية كثيرة لهم تأثير فيها. وقد تسهم ايران في إقرار الوضع في افغانستان بعد استكمال خروج القوات الامريكية من هناك في نهاية السنة، وطهران هي صاحبة أكبر تأثير في الحكومة الشيعية في العراق؛ وايران أولا وايران قبل كل شيء هي جهة ينبغي أن يُحسب لها حسابها في سوريا. فلولا دعمها ودعم روسيا لنظام بشار الاسد، لاستسلم الرئيس منذ زمن لمئات منظمات المتمردين الذين يعملون على اسقاطه. وقد تم وزن امكان ضم الايرانيين الى المباحثات في جولات المباحثات الاخيرة في مستقبل سوريا التي أجريت في سويسرا هي ايضا.
إن علامات تغيير ما في التوجه الامريكي نحو سوريا تتصل في الأساس بزيادة قوة الفصيلتين الرئيستين المنسوبتين الى القاعدة وهما داعش وجبهة النصرة. وقد قال رئيس الاستخبارات الامريكي الجنرال جيمس كلابر في المدة الاخيرة في شهادته أمام مجلس النواب إنه تُصاغ خطط في المنظمات التي تعمل بوحي من القاعدة في سوريا، لاجراء عمليات جديدة على ارض الولايات المتحدة.
ويسأل الامريكيون أنفسهم مؤخرا كما هي حال دول غربية اخرى: أيهما أفضل: هل انتصار الحلف القاتل بين الاسد وايران وحزب الله في الحرب الاهلية أم انتصار المعارضة التي قد تُحكم في سوريا دولة شريعة اسلامية على مذهب الاسلام السني المتطرف تكون استمرارا لما يحدث الآن في أجزاء ما في جنوب العراق.
فاذا كان الامكان الثاني اسوأ فقد لا تكون ايران منبوذة نبذ كراهية. وعلى هذه الخلفية أصبحت تُنشر تقديرات تتعلق بتبادل معلومات استخبارية يجري بصورة غير مباشرة بين حزب الله وهو عضو في المعسكر الشيعي المعادي وبين رجال استخبارات غربيين. ففي مكان يظهر فيه فجأة ما يبدو أنه شيطان أكبر، لن ترفض امريكا بالضرورة تعاونا محدودا مع أعداء الأمس ايضا. ويبدو هذا كله من وجهة نظر اسرائيلية مثل محاولة سيئة جدا لتدريج الأشرار: فالمعسكران من وجهة نظر اسرائيل مرفوضان بنفس القدر.
إن تصريحات رئيس الوزراء ووزير الدفاع بعد ضبط السفينة أبرزت مشاركة ايران في القضية لأن سوريا لاعبة ثانوية فقط. إنها في الحقيقة مدت بالصواريخ التي كان يفترض أن تصل آخر الامر بطريقة غير مباشرة معوجة الى قطاع غزة، لكنهم في ‘أمان’ يظنون أن السوريين جُندوا للعملية ليكونوا تغطية في الأساس، فقد كان دورهم أن يطمسوا على الأيدي الحقيقية وراء الشحنة المرسلة كما كان الاسمنت في الحاويات يرمي الى اخفاء الصواريخ ذات قطر 302 ملم.
إن النجاح العملياتي والاستخباري المدهش للجيش الاسرائيلي بمساعدة الموساد يُترجم الآن الى خطاب سياسي.
فقد أصبحت اسرائيل تستخدم ضبط السفينة لتُبين للغرب أنه لا يمكن الاعتماد على الايرانيين: فهم كما يستمرون على دعم الارهاب وتطوير صواريخ بعيدة المدى، فلن يحجموا عن خداع القوى العظمى للاستمرار على مشروعهم الذري.
وقد كانت واشنطن كما قلنا آنفا مشاركة في تفاصيل العملية حتى في الوقت الذي أُعدت فيه. لكن في الوقت القريب سيعرض رجال استخبارات اسرائيليون المعلومات عن الوسائل القتالية التي تم ضبطها – وعمن يقف وراء تهريبها – على دول اخرى في الغرب ايضا. ومن المؤكد أن تنكر ايران وسوريا كل صلة بالسفينة، لكن يُشك في أن يستقبل المجتمع الدولي إنكارهما بتصديق كبير.
أشار وزير الدفاع موشيه يعلون الى أن الهدف النهائي للتهريب كان الجهاد الاسلامي في غزة. وهذا تقدير معقول بسبب القطيعة بين حماس وسوريا وبينها وبين ايران لكن بقدر أقل، وبسبب الحرب الاهلية في سوريا والمذبحة التي ينفذها نظام الاسد في معارضيه.
وعلى كل حال من المحتمل أن المهربين كان سيصعب عليهم نقل السلاح الى القطاع بسبب الضغط الذي تستعمله مصر في المنطقة الحدودية في رفح ونشاطها للكشف عن الأنفاق وتدميرها. ففي هذا الاسبوع أخرجت محكمة في القاهرة حماس خارج القانون في مصر، وهذه شهادة اخرى على التوتر الضخم بين مصر وغزة. إن ضغط حكم الجنرالات في القاهرة يُخرج حماس عن توازنها وهذه الجبهة ايضا حساسة برغم الهدوء النسبي الذي يسودها الى الآن.
إن اعتراض السفينة بالقرب من سواحل السودان خطوة مُتمة لسلسلة الهجمات الجوية المنسوبة الى سلاح الجو الاسرائيلي على الحدود بين سوريا ولبنان منذ أكثر من سنة. وتعمل اسرائيل في جميع الاحوال بعيدا عن حدودها لاحباط نقل سلاح يمكن من وجهة نظرها أن يعرضها تعريضا جوهريا للخطر.
وحينما يُكشف عن محاولة لادخال سلاح في ضمن قائمة مغلقة من الوسائل المتقدمة (ولا سيما البعيدة المدى) ليكون قريبا منها، تتدخل. وهذا هو جوهر ‘المعركة بين المعارك’ التي عرّفها الجيش الاسرائيلي حتى قبل نشوب الربيع العربي.
وقد أُعطيت التقارير الصحفية عن هجمات اولى في السودان في 2009 لكن يبدو أنها اتسعت منذ ذلك الحين في ظل الاضطراب الاقليمي العام.
هناك تذكير آخر بتعقد الواقع الجديد حُصل عليه في اليوم نفسه باحباط محاولة وضع شحنة ناسفة في الحدود السورية. ينسب الجيش الاسرائيلي محاولة العملية الى نظام الاسد بمساعدة من حزب الله كما يبدو. ويُفسر ذلك بأنه محاولة لتصفية حساب بسبب الهجوم الجوي الذي نسب الى اسرائيل قبل اسبوع ونصف في البقاع اللبناني. فقد أعلن حزب الله بأنه سينتقم وتساءلوا في اسرائيل ألن يشعر الامين العام لحزب الله حسن نصر الله بأنه يلتزم العمل أكثر من الرئيس الاسد الذي ضبط النفس بعد سلسلة طويلة من الهجمات الجوية.
قال رئيس هيئة الاركان بني غانتس في الشهر الماضي إن اسرائيل تلقت تحذيرا من تضعضع الوضع في الحدود السورية في منتصف 2011 حينما حاول متظاهرون فلسطينيون وسوريون اجتياز الجدار في هضبة الجولان في ذكرى النكبة والنكسة.
ومنذ ذلك الحين حسّن الجيش جدا استعداده على طول الحدود فقد انشأ من جديد الجدار القديم ووضع قوات نوعية معززة وانشأ مؤخرا ايضا فرقة ميدانية جديدة مختصة بعمليات الامن الجاري. وقد آتى هذا الجهد ايضا ثمراته هذا الاسبوع لكن يمكن أن نخمن أن توجد بعد ذلك محاولات عمليات اخرى من قبل النظام السوري ومن قبل منظمات المتمردين التي تسيطر الآن على نحو من 80 بالمئة من المنطقة شرقي الحدود مع اسرائيل.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ