Haneen
2014-03-18, 11:52 AM
<tbody>
اقلام وآراء
(541 )
</tbody>
<tbody>
الاحد
09/03/2014
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
مختارات من اعلام حماس
</tbody>
أقلام وآراء (541 )
<tbody>
<tbody>
حماس في القلب بلا حدود
بقلم مصطفى اللداوي عن الرأي
</tbody>
<tbody>
مخابرات يهودية وعربية غبية
بقلم فايز أبو شمالة عن المركز الفلسطيني للاعلام
</tbody>
<tbody>
"يهودية الدولة" وخيارات المواجهة
بقلم حسام الدجني عن المركز الفلسطيني للاعلام
</tbody>
<tbody>
خارطة طريق لمواجهة الربيع العربي
بقلم عصام شاور عن فلسطين الان
</tbody>
<tbody>
قبل أن تقتلنا الدعاية
بقلم محمد الدلو عن فلسطين اون لاين
</tbody>
<tbody>
السفينة المزعومة
بقلم إياد القرا عن المركز الفلسطيني للاعلام
</tbody>
<tbody>
من التحفظ إلى المواجهة
بقلم يوسف رزقة عن الرأي
</tbody>
<tbody>
آخر أسلحة الباطل
بقلم إبراهيم الزعيم عن الرأي
</tbody>
</tbody>
آخر أسلحة الباطل
بقلم إبراهيم الزعيم عن الرأي
"وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ" (الأعراف:82).
الأخراج من الأرض جريمة لم يسلم منها الرسل وأتباعهم، فهي الحل الوحيد عندما تتعثر كل محاولات الإحتواء، وآخر سلاح بأيديهم عندما تفشل مخططات القضاء على حاملي لواء الخير، "وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ"(الأنفال:30)، فقد ضاقوا ذرعا بأولئك الذين لا تلهيهم الإغراءات، ولا تشغلهم عثرات الطريق عن المتابعة للوصول إلى الغاية.
لقد استنفدوا كل خططهم التي أقرتها مؤتمراتهم ولقاءاتهم، فلم يجدِ الاعتقال (لِيُثْبِتُوكَ) ولا قتل الأنصار أو حتى قتل القيادة (أَوْ يَقْتُلُوكَ)، في القضاء على (الأشرار) أو (الإرهابيين)، إذن فلا يمكن أن نجتمع وأتباع ذلك الدين أو المنهج القويم في أرض واحدة، ولا يمكن أن يكون مصيرنا مشتركاً، فليكن ذلك العذاب الأليم هو مصير كل من يقف ضدنا (أَوْ يُخْرِجُوكَ). هو عذاب أليم لاريب، فلو لم يكن كذلك لما ذكره القرآن الكريم في عدة مواضع، ولما تألم له النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت).
نعم لا مكان بيننا لمن يريد أن يفسد علينا مصالحنا، كيف نقبل أن نتعايش معهم، وهم (أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ)، كيف تريدون لنا أن نتعامل مع أناس يحاولون أن (يلوثونا) بطهارتهم؟!.
عندما تتابع منهج أهل الباطل، تدرك أن منطقهم في القديم والحديث هو ذاته لا يتغير، منطق مصادرة الحقوق وإلغاء الآخر، فهي قريتهم وحدهم(مِنْ قَرْيَتِكُمْ)،(مِنْ قَرْيَتِنَا)، وأرضهم خالصة لهم من دون الناس(مِنْ أَرْضِنَا)، أخرجوهم من كل مكان يمكن أن (يفسدوه) علينا، ليس من الأرض فحسب، بل من المؤسسات والحكومات، وأكثر.. من قلوب الناس أيضا.
انتظروا.. فأمامكم حل آخر، وفرصة نمن بها عليكم، فإذا أردتم الفوز بمجاورتنا في (أَرْضِنَا)، فعليكم أن تعودوا (فِي مِلَّتِنَا)، ملة الكفر أو ملة النفاق، لن نسمح ببقاءكم طاهرين.. أو ثابتين.. كيف نفعل؟، وقد علمتم استكبارنا: "وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ" (هود:27).
لكم ذلك، فربما تقدرون عليه في دنياكم، فتخرجوا أصحاب الدعوات الحق من الواقع الذي تعيشون، لكنا نحسب أنكم تعلمون يقينا أمرين مهمين:
الأول: أنهم لن يخرجوا أذلة، فلا ينبغي للأنبياء والأولياء إلا أن يخرجوا أعزة ويعودوا كذلك، وكذا كان حال النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، فلفظ (أَذِلَّةً) لم يرد أبدا في تهديداتهم، بينما جاء في قول أهل الحق، حينما وجه سليمان عليه الصلاة والسلام تحذيرا أخيرا لأهل سبأ: "ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ"(النمل:37).
الثاني: أنكم يا أصحاب العناد والأهواء تحكمون الحاضر فقط وفق أمر الله تعالى، لكن المستقبل قطعا ليس لكم، بل لمن مستهم البأساء والضراء وزلزلوا: "وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ" (إبراهيم:14)، إذن فلتقضوا.. إنما تقضوا هذه الحياة الدنيا.
فإلى المؤمنين لن تسلموا من العذاب والإضطهاد، ودون شك ستصادر حقوقكم ومكتسابتكم وإنجازاتكم، فلا بأس عليكم إن أخرجوكم من كل شيء، إلا من ملتكم.
حماس في القلب بلا حدود
بقلم مصطفى اللداوي عن الرأي
تكاد تكون حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من أكثر الحركات الإسلامية عموماً والفلسطينية خصوصاً، انتشاراً في جميع أنحاء العالم، فقد شغلت الدنيا سنينَ وما زالت، وفرضت نفسها بالقوة وما برحت، وأثبتت وجودها بالمقاومة وما فتئت، وتغلغلت في عمق شعبها وبقيت، وامتدت جذورها في الأمة وتعمقت، وواجهت عدوها وصمدت، وقاتلته وانتصرت، وتحدته وثبتت، وما زالت على موقفها الثابت، صامدةً لا تتزحزح، ومتمسكةً لا تفرط، ومقاومةً لا تضعف، وعنيدةً لا تلين، وذات بصيرةٍ فلا تضل، وعلى النهج القويم فلا تزيغ، وعلى الطريق ولم تغير، وتحمل ذات المبادئ ولم تبدل، فلسطين غايتها، والجهاد سبيلها، والموت في سبيلها من أسمى أمانيها، وشعارها السامي إنه لجهادُ نصرٍ أو استشهاد.
لا يوجد أحدٌ في الكون لم يسمع بها، أو لم يتابع أخبارها، ويتقصى نشاطها، ويحاول التعرف عليها عن قرب، فيقرأ عنها، ويعرف ما ينسجه الأعداء عنها والخصوم، وما يكتبه عنها الأتباع والمحبون، فهي محط اهتمام العامة قبل الخاصة، وقبلة الباحثين والمهتمين، عرباً وعجماً، مسلمين ومسيحيين، موالين ومعارضين، ومحبين وكارهين، وحلفاء وأعداء، وخصوماً وأنداداً، فلا يستطيع أحدٌ تجاوزها، ولا يقوى طرفٌ على إهمالها، فقد أصبحت عنواناً للمقاومة، وباباً للجهاد، ومثلت من الشعب قطاعاً كبيراً، فآمن بها واختارها، وصدق بها واتبعها، ودافع عنها وضحى من أجلها، وتفاخر بالانتساب لها، وتشرف بالعمل معها، وتمنى الكثيرون لو كانوا جنوداً في مقاومتها، وعاملين في صفوفها.
حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قاعدتها فلسطين، ووجودها في الوطن، وسعيها إليه، ومقاومتها من أجله، فهي قويةٌ بانتسابها إلى فلسطين، وعظيمة بوجودها على أرض الوطن، في بيت المقدس وأكنافه المباركة، إذ فيه نشأت، وتحت سمائه شبت، وفي أرضه وفجاجه عملت وقويت، فأبناؤها والمنتسبون إليها كثرٌ في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة، وهم أكثر في القدس وفي الشطر العزيز من الأرض المحتلة، وشبابها لا يغيبون عن جامعةٍ أو معهد، ولا يتراجعون في نقابةٍ أو جمعية، وتراهم في كل نادٍ ومسجد، ويحضرون كل الأفراح والأتراح، ويشاركون الناس في الأحزان والمسرات، لا يغيبون ولا يتأخرون، ويزدادون ولا ينقصون، ويقوون ولا يضعفون، ولا يهتزون عند المحن والابتلاءات، ولا يغترون عند الفوز والانتصارات، ولا تغرنهم الدنيا ببريقها إن أقبلت، ولا زخارف الحياة إن طغت وكثرت.
إنها حركةٌ مباركة ببركة فلسطين، وهي مقدسةٌ بقداسة القدس، وطاهرةٌ طهر الأقصى، وعظيمةٌ عظم المسرى، قد انغرست في قلوب أبناء الأمة، وعاشت في صدورهم بين الحنايا والضلوع، يذرفون لما أصابها الدموع، ويبذولون في سبيلها الدماء والعروق، يدعون الله لها، ويبتهلون إليه لنصرها، ويسألونه التوفيق لأبنائها، والتحرير لأرضها، والحرية لأسراها، وكلهم يتضرع إلى الله بعيونٍ باكية، وقلوبٍ ضارعة، ونفوسٍ شاكيةٍ داعية، أن يحفظ فلسطين وأهلها، وأن يحرر ترابها، ويطهر قدسها، ويعيد إلى الأمة مسجدها الأقصى، وديارها المقدسة.
حركة المقاومة الإسلامية "حماس" دخلت كل الأوطان، وعاشت في كل البلاد، وتمثلت في كل العواصم، وصار لها ممثلون كالرسل، وعاملون كالأجناد، وناطقون باسمها كالرواد، يحيون مناسباتها، ويخلدون ذكرى شهدائها، ويحتفون بقادتها ورموزها، ويتصدرون المنابر للدفاع عنها، والدعوة إليها، فما أغلقت دونها بلاد، ولا أوصدت أمامها أبواب، ولا استطاعت قوةٌ أن تمنع فكرها من الدخول، وأثرها من الوجود، وفعلها من الظهور، فكان أبناء الأمة كلهم لها ممثلون، وباسمها ناطقون، وعنها معبرون، ولها جندٌ وعنها مدافعون، قبل أن يخطو أبناؤها خارج فلسطين، ويختلطوا بسكان البلاد، وقبل أن يكون لها في الدول والعواصم، مكاتبٌ وممثلون، فقد احتضنتها الأمة بكل طوائفها، ورعتها بكل أبنائها، وما ترددت يوماً عن نصرتها أو تأييدها، فكانت تطبع منشوراتها وتوزعها، وتشتري مجلتها وتعممها، وتتناقل مواقفها وتتبناها.
فهل يقوى نظامٌ، أو تستطيع حكومة أن تشطب اسم حماس، أو أن تلغي وجودها، وتستأصل شافتها، وتجفف منابعها، وتجتثها من عمق جذورها، وتقطع امتدادتها، وتجرم عناصرها، وتعاقب المحبين لها، وتحاسب المتعاطفين معها، وتأمر شعبها بأن يتخلى عنها، ويتنكر لها، أو يسيئ إليها، وأن يتعامل معها كعدو، فلا يمد لها يد المساعدة، ولا يدعو لها، ولا يحرص عليها، ولا يتدخل في قضيتها، ولا يتمنى تحرير بلادها، رغم أن فلسطين ليست حماس فقط، بل هي الشعب كله، بكل أطيافه وفصائله، وقواه وشرائحه، ولكن حماس فيه قلبٌ نابضٌ، وروحٌ تسري، وقوةٌ تسكن، وثورةٌ تغلي، وإيمانٌ راسخٌ باقي، وفكرٌ واعدٌ حر، وأملٌ صادقٌ أكيد، قد دخل كلت الأوطان دون إذنٍ رسمي، لأنها عبرت مع الأنفاس، ودخلت مع خفقان القلوب.
لن يستطيع حكومةٌ أو دولة أبداً أن تجتث حماس من أرضها، ولن تتمكن من أن تخرجها من بلادها، ولن تمضي قدماً في تجريم أبنائها، ومحاسبة أتباعها، أو التضييق عليهم، ولن تكون أبداً في صف العدو ضدها، تنفذ ما عجز عنه، وتقوم بما يأمل به، وتحقق ما يصبو إليه، لا لأن حماس قوية، أو لأنها ستواجه وستقاوم، وستعترض وستمتنع، أو لأنها ستهدد بالتخريب والإفساد، وستجعل معركتها الأولى معها لا مع عدوها، بل لأنها باتت في كل بيت، وتسكن كل دار، ويؤمن بها كل عربي، ويثق بها كل من انتمى إلى الأمة ديناً وعروبة، وتحرص عليها الأمة كلها، لأنها شوكةٌ في حلق الاحتلال، وعقبةٌ في طريقه، توجعه وتؤلمه، وتؤذيه وتجرحه، وتبكي عيونه وتنغص مع الأيام عيشه.
أيها القادة العرب، لا تذهبوا بعيداً في حربكم، ولا تغمضوا عيونكم، ولا تصموا آذنكم، ولا تستجيبوا إلى أماني عدوكم، ولا يجرمنكم شنآن قومٍ على ألا تعدلوا، فتضلوا وتخطئوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى، وإياكم أن تعقروا أحصنتكم الرابحة، وتقتلوا رجالكم المقاتلة، فهؤلاء درءٌ لكم، وأمامكم حصنٌ، يقاتلون بالنيابة عنكم، ويصدون العدو دونكم، فلا تشمتوه بنا، ولا تفرحوه بما أصابنا، فإنا وإياكم لعلى هدىً إن اتفقنا، أو في ظلالٍ مبين إن اختلفنا.
من التحفظ إلى المواجهة
بقلم يوسف رزقة عن الرأي
اعتمدت السعودية تاريخيا سياسة الصمت والتحفظ في علاقاتها العربية. العمل بتحفظ، وبصمت، كانت سياسةالملك سعود وفيصل وفهد وعبدالله الى ما قبل الزلزال الذي فجره الربيع العربي. لم ترتح المملكة لمخرجات الربيع العربي التي أسقطت زين العابدين، ومحمد حسني مبارك، حيث جاء الربيع بقيادات إسلامية واضحة الهوية والرؤية، وهنا نظرت إليها المملكة باعتبارها تهديدا للنظام واستقرار المملكة.
ومن ثمة كان القرار السعودي المباشر هو احتواء تأثيرات الربيع العربي داخل المملكة من خلال حزمة سخية من الإجراءات المالية لصالح المواطن السعودي، وكانت كلفة هذه الحوافز كبيرة، تجاوزت (٦٠ مليار دولار). وبموازات القرارات المالية، كانت هناك حزمة من الإجراءات الأمنية لضبط الإجراءات الداخلية والعابرة للحدود أيضاً.
لقد وفرّت سياسة التحفظ للمملكة فرصة جيدة لقيادة دول الخليج، وتحجيم السياسات الراديكالية والمتعجلة، وظل مجلس التعاون الخليجي الإطار الذي يحتضن الخلافات بين الدول الخليجية. ولكن البيئة التغييرية التي صنعها الربيع العربي أخرج المملكة من سياسة التحفظ، وكان الخروج الأكبر في دعمها العلني، والمالي السخي للانقلاب في مصر، حيث رأت فيه المملكة طوق نجاة من تأثيرات حكم الاخوان في مصر وتونس، وعملت على تأييده لإنجاحه، مضحية بجزء كبير من احتياط المملكة النقدي، بالتعاون مع الإمارات المتحدة. لم يحقق الانقلاب في مصر النجاح والاستقرار، و أنفق ما وصله من دعم مالي خليجي، ويقال إن عبد الفتاح السيسي يطلب دعما ماليا عاجلا ب( ٤٠ مليار دولار) وهو رقم ضخم.
المشكلة في المملكة كما يقول المحللون لا تقف عند الرقم المالي الكبير، وإنما في عدم اطمئنان المملكة والإمارات لنجاح السلطات الحاكمة في مصر، امام صمود المتظاهرين أمام الإجراءات القمعية في مصر ، واتباعهم سياسة النفس الطويل ذات الكلفة المالية العالية، وهنا حمّلت السعودية والإمارات الإخوان المسلمين، وقطر وإعلام الجزيرة المسئولية المباشرة عن رفع كلفة الفاتورة المالية التي يجب أن تدفعها المملكة للسلطات في مصر، مما دفع المملكة للخروج من سياسة التحفظ، والإعلان عن الاخوان جماعة إرهابية، وسحب سفيرها من قطر، واتهامها بدعم الاخوان ضد السلطات المصرية الحاكمة بشكل مباشر.
حين انفردت المملكة والإمارات بتأييد الإنقلاب بغير تحفظ، قال المحللون إن السعودية خرجت عن المعتاد، وأنها ارتكبت أكبر خطأ في سياستها الخارجية منذ قيام المملكة، وكان يسعها طريقا آخر، ومن ثمة فقدت المملكة القدرة على التراجع، واضطرت الى التقدم أكثر في طريق الأشواك، فأعلنت عن الإخوان حركة إرهابية، رغم أنه لا يوجد للإخوان تنظيم في السعودية، بينما تدعم السعودية الائتلاف الوطني في سوريا والإخوان جزء من الائتلاف ، وكانت السعودية تاريخيا في عهد المؤسس عبد العزيز، ثم فيصل ، ملجأ للإخوان وعلى صلة وثيقة بهم، وفي هذا الاتهام نقض لما استقر تاريخيا على يد قادة العائلة المالكة في المملكة، وبداية لسياسة المواجهة.
مخابرات يهودية وعربية غبية
بقلم فايز أبو شمالة عن المركز الفلسطيني للاعلام
الأعمال الإرهابية التي تضرب جنود الجيش المصري فقط، لا تتم بشكل عفوي، ولا تتحرك على أرض سيناء بالصدفة، إنها الإرهاب المنظم الذي ترعاه أجهزة أمنية عربية وإسرائيلية وأمريكية، أرخت له الحبل كي يسرح ويمرح، وأبقت مقبض لجامه في يد اليهود. وحتى لا يبدو حديثي اتهاماً دون دليل، أحض الجميع على التدقيق في معظم العمليات الإرهابية التي تم تنفيذها ضد الجيش المصري على مدار عام، ليلاحظ أن العمل الإرهابي قد انصب على رأس جنود مصر في سيناء، بينما صامت القذائف الإرهابية عن قتل إسرائيلي واحد، وتجنبت ضرب مغتصبة صهيونية واحدة، ولم تقصف مدينة يهودية واحدة بالصواريخ، فبماذا نفسر ذلك؟
وكيف نصدق أن هذه التنظيمات الإرهابية التي تحتمي تحت أسماء لها صفة القداسة، كيف نصدق أنها ستحرر بيت المقدس، وهي تعاكس الاتجاه الصحيح، فتحرص على أمن اليهود، في الوقت الذي تستهدف الجنود المصريين الذين هم في غالبيتهم مسلمون؟
لقد دلل توالي قتل الجنود المصريين الأبرياء على غباء أجهزة المخابرات المعادية التي ترعى الإرهاب في سيناء، ولو كان المشغل للإرهاب ذكياً، لوازن بين عمليات التخريب ضد الجيش المصري، وضد الجيش الصهيوني، ولو كان فطناً لتعمد إطلاق رصاصة طائشة على الصهاينة مقابل إصابة عشرات الجنود المصريين، ولكنهم وقعوا في شرك أعمالهم، وذلك لأنهم استخفوا بالشعب العربي المصري، وراحوا ينشدون "هللويا" في كنيس الأمن الإسرائيلي.
إن العداء لـ(إسرائيل) لهو مقياس العمل المقاوم، وكل تنظيم يوجه سلاحه إلى صدر العرب والمسلمين هو تنظيم خارج عن ملة المسلمين، وتقف من وراءه أجهزة مخابرات معادية للأمة العربية، وتوظفه لتحقيق أغراضها السياسية.
ما سبق من انتباه لفعل الإرهاب يؤكد على براءة المقاومة الفلسطينية ولاسيما حركة حماس من كل اتهام بتدخلها المسلح بالشأن المصري، وذلك لأن المقاومة الفلسطينية لا تلوي عنق البندقية، وهي تستهدف الصهاينة جيشاً ومؤسسة وأجهزة ومغتصبين. على هامش القضاء المصري: كتب رامي جان ـ مؤسس حركة "مسيحيون ضد الانقلاب" ـ عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، يقول: قد يكون لدى المشير عبد الفتاح السيسي القدرة على إقناع أنصاره بأن كل من يعارضه إرهابي، وأن يصور لهم أن حركة حماس إرهابية، وقد ينتزع حريتنا في السجون، وقد يهددنا بجنوده ودباباته، ولكنه لن يستطيع منعي من قول كلمة الحق؛ بأن حماس هي المقاومة الفلسطينية الحرة، وإن الإخوان جماعة سياسية سلمية، وإن الانقلاب الذي حدث في 30 يونيه هو إرهاب للمصريين وللعروبة كلها.
وأضاف: عندما تتفق مصر و(إسرائيل) على أن حماس منظمة إرهابية، فمن المؤكد أن هناك شيئاً خطأً، يجب إصلاحه فوراً. فما أصدق القبطي المصري رامي جان! الذي فضح بموقفه المقاوم نقيق المنافقين المحسوبين على العروبة والإسلام!.
"يهودية الدولة" وخيارات المواجهة
بقلم حسام الدجني عن المركز الفلسطيني للاعلام
لم يكن مصطلح يهودية الدولة وليد اللحظة، أو من ابتداع الحكومة اليمينية المتطرفة برئاسة نتنياهو، بل هو وليد استراتيجيات وأفكار عملت عليها الحركة الصهيونية بالتعاون والتنسيق مع الإمبريالية العالمية، وبدأ ذلك منذ مؤتمر بازل عام 1897م، وهو أول مؤتمر تعقده الحركة الصهيونية, وكان من أهم أهدافه خلق وطن للشعب اليهودي في فلسطين يضمنه القانون العام، وجاء المؤتمر بعد عامين فقط من تأليف المؤسس الأول للحركة الصهيونية السياسية المعاصرة تيودور هرتزل كتابًا بعنوان "الدولة اليهودية"، وبعد ذلك جاء وعد بلفور 1917م، والذي أكد على حق الشعب اليهودي في إقامة وطن قومي في فلسطين، و لكنه في نفس الوقت أكد على أن لا يمس ذلك بحقوق السكان الأصليين. وعلى إثر الثورة العربية الكبرى صدر تقرير بيل 1937م، حيث طرح هذا التقرير فكرة تقسيم فلسطين إلى دولتين إحداهما عربية والأخرى يهودية، ولكن هذا الاقتراح رفض من القيادة الموحدة للفلسطينيين، ونشب خلاف بين رئيس الوكالة اليهودية وقتذاك ديفيد بن غوريون وحاييم وايزمان حول القبول بقرار التقسيم، حيث رفض بن غوريون قرار التقسيم وقال: " أرض (إسرائيل) لا تتجزّأ "، فرد عليه وايزمان: "بأن النقب لن يفر"، فاقتنع بن غوريون وقبل بقرار التقسيم حرصًا على مصلحة يهودية (إسرائيل)، وبعدها صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة 1947م قرار التقسيم رقم 181.
ولم تقتصر جهود الحركة الصهيونية عند هذا الحد بل عملت ومن خلال منهجية متدحرجة من أجل تجسيد يهودية الدولة وجعلها أمرًا واقعًا من خلال تأهيل البيئة السياسية المحيطة لتقبل ذلك، ويبدو أن (إسرائيل) وصلت إلى مبتغاها في ظل القيادة الفلسطينية الحالية، وفي ظل الانقسام السياسي الفلسطيني، وفي ظل ضعف وتشرذم النظام الإقليمي العربي، فبدأت (إسرائيل) في تحقيق رؤية تيودور هرتزل التي طرحها في كتابه "الدولة اليهودية" عام 1895م، حيث قال: "إن الدولة اليهودية ضرورية للعالم ولذلك سوف تقوم".
وهذا بدأ اليوم يتحقق بوتيرة عالية، فبعد قرار 1650 القاضي بترحيل أي مواطن ينحدر أصله من قطاع غزة مهما كانت الظروف بترحيله إلى قطاع غزة، ومن ثم جاء قانون الولاء والمواطنة، وسياسة التمييز العنصري ضد عرب الداخل، والعديد من القوانين والتشريعات العنصرية.
وبعد هذا السرد التاريخي، وفي ضوء المعطيات الحالية التي يجري تداولها وفق خطة كيري للسلام، وعلى رأسها مسألة الاعتراف بيهودية (إسرائيل)، ومن أجل تجميل الصورة سيتم الاعتراف بوطن قومي للفلسطينيين.
إن مخاطر الاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية قد تتجاوز مخاطر التفريط بالقدس واللاجئين والحدود، لأن ذلك يعني ضمنياً إلغاء الحق التاريخي للفلسطينيين بفلسطين، وانكار النكبة ومسئولية (إسرائيل) السياسية والقانونية والأخلاقية تجاه ما يتعرض له ملايين اللاجئين الفلسطينيين، وتجريم تاريخ المقاومة وشهدائها، وتهجير عرب الــ 48 من أراضيهم إلى الدولة الفلسطينية أو إلى الشتات.
وهنا نطرح على الجميع ما هي خياراتنا ومشروعنا الوطني لمواجهة الخطر الداهم الذي يهدد مليوني فلسطيني يعيشون في فلسطين التاريخية, ووجودهم يشكل الأمل بعودة باقي المهجرين من أبناء الشعب الفلسطيني.
وهنا نطرح مجموعة من الخيارات لمواجهة يهودية الدولة منها:
1- العمل الجاد على تحقيق المصالحة الفلسطينية، وإصلاح منظمة التحرير، لسحب البساط من تحت أقدام بعض النخب السياسية التي تقود المنظمة حالياً، وهنا لا أتجنى على أحد فقد سبق وأن أطلق أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه تصريحاً يقبل فيه بالاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية مقابل الاعتراف بحدود الرابع من حزيران 1967م للدولة الفلسطينية.
2- رفع سقف المطالب الفلسطينية بالتنسيق مع جامعة الدول العربية، والعمل على سحب مبادرة السلام العربية.
3- عدم الالتفات لسيناريو فشل المفاوضات ووقف تدفق الأموال والمساعدات للسلطة الفلسطينية، لأن الخيار البديل لا يصب بمصلحة (إسرائيل) والغرب، فحل السلطة قد يعني اندلاع انتفاضة ثالثة حيث تتحمل (إسرائيل) فاتورة الاحتلال وقد تقضي إلى خيار حل الدولتين، وطرح مشروع الدولة الفلسطينية الواحدة ثنائية القومية.
4- التلويح بانتفاضة جديدة ضد يهودية الدولة، يشارك فيها كل فلسطيني في أي بقعة جغرافية يقيم بها.
5- ضرورة التركيز في وسائل الإعلام على الرواية التاريخية الفلسطينية، وفي هذا الشأن ينبغي التركيز على نشر الرواية الروسية بوجود وطن قومي لليهود في بيروبيدجان الروسية وهذا ما ذهب إليه د. فايز رشيد في مقال له نشرته صحيفة السفير يوم 9/10/2010م.
6- إعادة النظر في المناهج الدراسية (التاريخية والجغرافية) بما يدعم الحق التاريخي في كل فلسطين، ويساهم في زيادة الوعي حول مخاطر الاعتراف بيهودية الدولة، وربما خطوة وزارة التعليم في قطاع غزة بوقف مناهج التربية الوطنية يصب في هذا الاتجاه الوطني.
7- التوافق على مشروع فلسطيني عربي موحد في مجابهة المشروع الصهيوني (يهودية الدولة).
8- دعم صمود عرب 1948، والعمل الجاد على حماية حقوقهم في أي تسوية سياسية مستقبلاً.
9- البدء بحملة اعتصامات في عواصم دول العالم، تركز على عنصرية (إسرائيل)، من خلال إصرارها على إعلان يهودية الدولة.
السفينة المزعومة
بقلم إياد القرا عن المركز الفلسطيني للاعلام
لا تتوافر معلومات واضحة حول السفينة التي ادّعى الاحتلال الإسرائيلي أنه سيطر عليها في مدخل البحر الأحمر منتصف الأسبوع الماضي، ولا تتوافر معلومات كافية عن طبيعتها أو مصدرها أو هدفها, سوى ما أعلنه الاحتلال, وصوره كإنجاز لقواته البحرية واستخباراته التي استولت عليها في أقصى البحر الأحمر، وصادرت ما عليها.
لو افترضنا صحة المعلومات, فإن ذلك يدلل على أن المقاومة الفلسطينية ما زالت تمتلك عناصر قوة وحلفاء يدعمونها في هذا الوقت, وأمام هذا الحصار الشديد الذي تواجهه غزة، وأن هناك جهات تتحدى الحصار لتوصل السلاح للمقاومة، وإن كانت إيران حقيقة من تقف خلفها فهذا يحسب لها, ويعيدها كعامل قوة أساسي في دعم المقاومة, وهو ما يحسب لها خلال السنوات الماضية.
والفرض إن صدق بأن إيران تقف خلفها، يثبت أنها ما زالت على علاقة مع الفصائل الفلسطينية, وقد أعادت علاقتها مع إيران لسابق عهدها, بعد القطيعة بسبب المواقف مما يحدث في سوريا، وتمهيدًا لعودة العلاقة مع حركة حماس وحكومتها بقوة, بعد العديد من الإشارات في الأشهر الأخيرة.
وفي حال كان الاحتمال أنها فبركة إسرائيلية, تكون محاولة من الاحتلال لتحريض المجتمع الدولي ضد إيران, وإفشال المفاوضات الدائرة بين إيران والغرب, وكذلك تحريضًا للمجتمع الدولي ضد المقاومة, والتحريض لاستمرار حصار قطاع غزة، وقد يسعى الاحتلال ليوصل رسالة للمقاومة أن هذه الصواريخ الخطيرة قد وصلت لغزة أصلاً, وأن ما أُعلن هو دفعة ضمن دفعات مختلفة.
من الواضح أن الاحتلال يعد لائحة اتهام لتحريض المجتمع الدولي ضد غزة والمقاومة ويهيئ الساحة لعدوان إسرائيلي تتوافر له الأجواء المناسبة في ظل الحملة الإعلامية المصرية والقرار القضائي بحظر حركة حماس، واستمرار الحصار المشدد على غزة، وأن الاحتلال أصبح على قناعة أن كل يوم إنما يزيد من شوكة المقاومة ويساهم في صمودها لسنوات قادمة, حيث انتقلت من مرحلة البناء إلى مرحلة التمكين.
الاحتلال يجد أن البيئة المحيطة بالمقاومة مهيأة للانفراد بها, وقد يكون هذا التقدير خاطئًا, وذلك لغياب الكثير من المعلومات حول قدرات المقاومة, وما كُشف هو جزء مما يتسبب بإقدام الاحتلال على خطوات لا يضمن بها النتائج, نتيجة غياب المعلومات حول واقع المقاومة.
خارطة طريق لمواجهة الربيع العربي
بقلم عصام شاور عن فلسطين الان
في مقال سابق قلنا إن حظر نشاطات حماس في مصر ورواية السفينة المزعومة وكذلك سحب سفراء من دولة قطر الشقيقة ما هي إلا بداية لتنفيذ خارطة طريق جديدة غير معلنة وسنشهد المزيد من الخطوات من أجل إنقاذ سلطة الأمر الواقع في مصر وحماية بعض الأنظمة الخائفة من الربيع العربي.
إن اعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة " إرهابية " من قبل دولة خليجية إنما هي خطوة تنفيذية أخرى لخارطة الطريق الجديدة لمواجهة الربيع العربي الإسلامي، ومن المؤكد أن تتخذ دول عربية أخرى قرارات مماثلة تجاه جماعة الإخوان.
غالبية الأنظمة العربية أصابتها الصدمة من حلول الربيع العربي وتفجر الثورة ، و لكن صدمتها الأكبر كانت بسبب بروز جماعة الإخوان المسلمين كقوة أولى دون منازع في الشارع العربي ومشاركتها في الحكم في مصر وتونس والمغرب وليبيا، وامتلاك الجماعة _خاصة في مصر_ لمنهاج متكامل ينهض بمصر ويخلصها من التبعية للغرب.
جماعة الإخوان لم تتخذ العنف سبيلا للتغيير أو الوصول للحكم، كما أنها لم تتخذه سبيلا لاستعادة الشرعية، وقد يتهمها البعض بأنها اغتالت رئيساً لوزراء مصر قبل أكثر من ستين عاما أو أنها حاولت اغتيال رئيس مصري سابق، ولكن تلك الاتهامات المفتراة ليست كافية لاعتبارها حركة إرهابية، فالإرهاب الحقيقي ما تمارسه بعض الجماعات المتطرفة من استهداف للمدنيين في الشوارع والمساجد والفنادق والأسواق، والإرهاب الحقيقي هو قتل آلاف المتظاهرين في ميدان رابعة العدوية واختطاف الشرعية وتحويل حياة المصريين إلى جحيم.
جماعة الإخوان المسلمين تعد نفسها منذ ما يزيد عن 80 عاماً من أجل إعادة حكم الله في الأرض، وبعد احتلال فلسطين تعهدت بتحرير فلسطين والأقصى من المحتل الإسرائيلي، ولذلك نجد أعداء الله وأعداء المسلمين يشعرون بالخوف والرهبة من الجماعة وخطرها، ولكن أن يشعر غيرهم بالرعب والرهبة فذلك عائد إما إلى نظرتهم الخاطئة للجماعة وإما إلى ما هو أخطر من ذلك تفسره آية في سورة الأنفال جاء فيها : " .. ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم.. الخ الآية".
قبل أن تقتلنا الدعاية
بقلم محمد الدلو عن فلسطين اون لاين
يجانب الصواب من يظن بأن قرار "محكمة الأمور المستعجلة" المصرية الصادر في 4/3/2014 قرار صادم كما جرى وسمه، فحظر حركة "حماس" لم يكن سوى نتيجة فعلية ومتوقعة لماكنة إعلامية شنّعت كل ما هو فلسطيني.
وقد ذهب الأداء الدعائي المصري إلى أبعد حين نادى بضرب القطاع عسكرياً مسنداً هجومه بعملية غسيل مخ جماعي ليس لملايين المصريين فقط بل لأمة كاملة يراد لها أن تعود نفسها على هذه السمات السلبية الملحقة بغزة وأهلها من خلال بث سموم فكرية بتخطيط دعائي سياسي من جانب أفراد على وعي كامل بالوظيفة التي يؤدونها ببريق سلطة ونفوذ مال، مستخدمين في ذلك أساليب الابتزاز والتهديد والكذب وإلصاق التهم وبث الشائعات وافتعال الأزمات ليس لتحطيم غزة سياسياً فذلك هدف لم يبرح الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى تحقيقه على مدى ثمانية أعوام من الحصار بأدوات ووكلاء مختلفين؛ وإنما لنزع فكر المقاومة الفلسطينية عن محيطه الجماهيري الفلسطيني والعربي على سواء وجعله في حالة من اللاوعي والإثارة النفسية بغية كسر وتطويع الإرادة الفردية والتأثير على سلوكها وعواطفها واتجاهاتها.
وإذا افترضنا عدم استجابة مصر سياسياً للقرار استناداً لآخر مماثل صدر في سبتمبر/ 2013 بحق جماعة الإخوان المسلمين باعتبار محكمة القضاء الإداري جهة الاختصاص فإن الشحن الإعلامي الداعم له سيحقق هدفه في تفتيت صورة الفكر الأيديولوجي المقاوم الذي بني في نفوس الجماهير العربية والإسلامية عموماً والمصرية خاصة بعد الأداء الملفت للمقاومة في مواجهة عدوان الاحتلال عام 2008 و 2012.
ولذلك فإن تقييم الوظيفة التي يؤديها الإعلام المصري تجاه قطاع غزة بمفهومها الجغرافي أو الديموغرافي أو الحكومي أو التنظيمي فهي (الوظيفة) تسير بخط متوازي يتفق تماماً مع أهداف سياسة السلطات الحاكمة في مصر الآن، وتخدم في الوقت ذاته مصالح خصوم غزة السياسيين الذين عبروا - للأسف – بمواقفهم عن حالة من التشفي والشماتة والميوعة السياسية التي أتت في غير مكانها حين انسلخت عن أبجديات الانتماء للهوية الفلسطينية، فالدعاية بهذا المعنى وتأييدها كان نوعا من التشويه وصل إلى حد الكذب المخطط له بدراية، وسيأتي يوم يقول فيه فاعلوه "أُكلت يوم أُكِل الثور الأبيض".
أما "حماس" التي تتبنى الدعوة كأحد أساليب التنظير لفكرها السياسي لم تستطع ومنظومتها الإعلامية ومن خلفها الساسة والإعلام الفلسطيني بمختلف توجهاته أن يواجه هذه الماكنة الدعائية لا بأساليب الإقناع السياسي ولا بالدعاية المضادة – إن وجدت- الموجهة وغير الموجهة، حتى ذهب أخيراً في معالجته للقرار إلى طرح أفكار وتوجهات تسلم بوجود فاعل للتنظيم الفلسطيني وأنشطته على الأراضي المصرية ولا تتوافق مع حقائق المواقف السياسية المعلنة، وبذلك يجعل إعلامنا الفلسطيني من نفسه أحد أدوات التضليل الإعلامي المصري ولكن هذه المرة لمتلقي الرسالة من الفلسطينيين المنقسمين على أنفسهم، وهو ما يشير إليه "هربرت شيللر" في كتابه (قصف العقول) بقوله:" الأفكار التي تنحو عن عمد إلى استحداث معنى زائف وإلى إنتاج وعي لا يستطيع أن يستوعب بإرادته الشروط الفعلية للحياة القائمة أو أن يرفضها سواء على المستوى الشخصي أو الاجتماعي ليست في الواقع سوى أفكار واهمة أو مضللة".
ولذلك فإن الحرب الإعلامية التي يقودها إعلاميو نظام مصر لا تستهدف القطاع كتنظيم سياسي حاكم بل غزة بفتحه وحماس وجهاده وكافة أطيافه السياسية، يفرض على الإعلام الفلسطيني الخروج من حالة التشظي ومواجهة حالة تنكير وتشنيع "الفلسطيني" بحملات إعلامية تشترك بها كافة المنظومات الإعلامية على اختلاف أيديولوجياتها الفكرية، تحدد فيها ملامح وتوجهات الخطاب الإعلامي الفلسطيني من السياسة المصرية تجاه غزة بدلاً من ردود التنديد والاستنكار والمطالبات التي تقرع على طبول جوفاء.
إن واقع الحرب الإعلامية المصرية الموجهة إلى الفلسطينيين في غزة يتطلب سلوكاً دعائياً مضاداً من الإعلام الفلسطيني يعتمد الحقائق لا أنصافها، تعمل على إعادة بناء الصورة في مدارك الجماهير المصرية والعربية، فتطور أدوات الاتصال وشيوعها وسهولة الوصول إليها يجعل من الإمكان ولوج مصادر بث الدعاية ومواجهتها بأساليب ناعمة مباشرة وغير مباشرة تفند الأخبار والتقارير المصطنعة قبل أن تقتلنا الدعاية.
اقلام وآراء
(541 )
</tbody>
<tbody>
الاحد
09/03/2014
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
مختارات من اعلام حماس
</tbody>
أقلام وآراء (541 )
<tbody>
<tbody>
حماس في القلب بلا حدود
بقلم مصطفى اللداوي عن الرأي
</tbody>
<tbody>
مخابرات يهودية وعربية غبية
بقلم فايز أبو شمالة عن المركز الفلسطيني للاعلام
</tbody>
<tbody>
"يهودية الدولة" وخيارات المواجهة
بقلم حسام الدجني عن المركز الفلسطيني للاعلام
</tbody>
<tbody>
خارطة طريق لمواجهة الربيع العربي
بقلم عصام شاور عن فلسطين الان
</tbody>
<tbody>
قبل أن تقتلنا الدعاية
بقلم محمد الدلو عن فلسطين اون لاين
</tbody>
<tbody>
السفينة المزعومة
بقلم إياد القرا عن المركز الفلسطيني للاعلام
</tbody>
<tbody>
من التحفظ إلى المواجهة
بقلم يوسف رزقة عن الرأي
</tbody>
<tbody>
آخر أسلحة الباطل
بقلم إبراهيم الزعيم عن الرأي
</tbody>
</tbody>
آخر أسلحة الباطل
بقلم إبراهيم الزعيم عن الرأي
"وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ" (الأعراف:82).
الأخراج من الأرض جريمة لم يسلم منها الرسل وأتباعهم، فهي الحل الوحيد عندما تتعثر كل محاولات الإحتواء، وآخر سلاح بأيديهم عندما تفشل مخططات القضاء على حاملي لواء الخير، "وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ"(الأنفال:30)، فقد ضاقوا ذرعا بأولئك الذين لا تلهيهم الإغراءات، ولا تشغلهم عثرات الطريق عن المتابعة للوصول إلى الغاية.
لقد استنفدوا كل خططهم التي أقرتها مؤتمراتهم ولقاءاتهم، فلم يجدِ الاعتقال (لِيُثْبِتُوكَ) ولا قتل الأنصار أو حتى قتل القيادة (أَوْ يَقْتُلُوكَ)، في القضاء على (الأشرار) أو (الإرهابيين)، إذن فلا يمكن أن نجتمع وأتباع ذلك الدين أو المنهج القويم في أرض واحدة، ولا يمكن أن يكون مصيرنا مشتركاً، فليكن ذلك العذاب الأليم هو مصير كل من يقف ضدنا (أَوْ يُخْرِجُوكَ). هو عذاب أليم لاريب، فلو لم يكن كذلك لما ذكره القرآن الكريم في عدة مواضع، ولما تألم له النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت).
نعم لا مكان بيننا لمن يريد أن يفسد علينا مصالحنا، كيف نقبل أن نتعايش معهم، وهم (أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ)، كيف تريدون لنا أن نتعامل مع أناس يحاولون أن (يلوثونا) بطهارتهم؟!.
عندما تتابع منهج أهل الباطل، تدرك أن منطقهم في القديم والحديث هو ذاته لا يتغير، منطق مصادرة الحقوق وإلغاء الآخر، فهي قريتهم وحدهم(مِنْ قَرْيَتِكُمْ)،(مِنْ قَرْيَتِنَا)، وأرضهم خالصة لهم من دون الناس(مِنْ أَرْضِنَا)، أخرجوهم من كل مكان يمكن أن (يفسدوه) علينا، ليس من الأرض فحسب، بل من المؤسسات والحكومات، وأكثر.. من قلوب الناس أيضا.
انتظروا.. فأمامكم حل آخر، وفرصة نمن بها عليكم، فإذا أردتم الفوز بمجاورتنا في (أَرْضِنَا)، فعليكم أن تعودوا (فِي مِلَّتِنَا)، ملة الكفر أو ملة النفاق، لن نسمح ببقاءكم طاهرين.. أو ثابتين.. كيف نفعل؟، وقد علمتم استكبارنا: "وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ" (هود:27).
لكم ذلك، فربما تقدرون عليه في دنياكم، فتخرجوا أصحاب الدعوات الحق من الواقع الذي تعيشون، لكنا نحسب أنكم تعلمون يقينا أمرين مهمين:
الأول: أنهم لن يخرجوا أذلة، فلا ينبغي للأنبياء والأولياء إلا أن يخرجوا أعزة ويعودوا كذلك، وكذا كان حال النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة، فلفظ (أَذِلَّةً) لم يرد أبدا في تهديداتهم، بينما جاء في قول أهل الحق، حينما وجه سليمان عليه الصلاة والسلام تحذيرا أخيرا لأهل سبأ: "ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ"(النمل:37).
الثاني: أنكم يا أصحاب العناد والأهواء تحكمون الحاضر فقط وفق أمر الله تعالى، لكن المستقبل قطعا ليس لكم، بل لمن مستهم البأساء والضراء وزلزلوا: "وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ" (إبراهيم:14)، إذن فلتقضوا.. إنما تقضوا هذه الحياة الدنيا.
فإلى المؤمنين لن تسلموا من العذاب والإضطهاد، ودون شك ستصادر حقوقكم ومكتسابتكم وإنجازاتكم، فلا بأس عليكم إن أخرجوكم من كل شيء، إلا من ملتكم.
حماس في القلب بلا حدود
بقلم مصطفى اللداوي عن الرأي
تكاد تكون حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من أكثر الحركات الإسلامية عموماً والفلسطينية خصوصاً، انتشاراً في جميع أنحاء العالم، فقد شغلت الدنيا سنينَ وما زالت، وفرضت نفسها بالقوة وما برحت، وأثبتت وجودها بالمقاومة وما فتئت، وتغلغلت في عمق شعبها وبقيت، وامتدت جذورها في الأمة وتعمقت، وواجهت عدوها وصمدت، وقاتلته وانتصرت، وتحدته وثبتت، وما زالت على موقفها الثابت، صامدةً لا تتزحزح، ومتمسكةً لا تفرط، ومقاومةً لا تضعف، وعنيدةً لا تلين، وذات بصيرةٍ فلا تضل، وعلى النهج القويم فلا تزيغ، وعلى الطريق ولم تغير، وتحمل ذات المبادئ ولم تبدل، فلسطين غايتها، والجهاد سبيلها، والموت في سبيلها من أسمى أمانيها، وشعارها السامي إنه لجهادُ نصرٍ أو استشهاد.
لا يوجد أحدٌ في الكون لم يسمع بها، أو لم يتابع أخبارها، ويتقصى نشاطها، ويحاول التعرف عليها عن قرب، فيقرأ عنها، ويعرف ما ينسجه الأعداء عنها والخصوم، وما يكتبه عنها الأتباع والمحبون، فهي محط اهتمام العامة قبل الخاصة، وقبلة الباحثين والمهتمين، عرباً وعجماً، مسلمين ومسيحيين، موالين ومعارضين، ومحبين وكارهين، وحلفاء وأعداء، وخصوماً وأنداداً، فلا يستطيع أحدٌ تجاوزها، ولا يقوى طرفٌ على إهمالها، فقد أصبحت عنواناً للمقاومة، وباباً للجهاد، ومثلت من الشعب قطاعاً كبيراً، فآمن بها واختارها، وصدق بها واتبعها، ودافع عنها وضحى من أجلها، وتفاخر بالانتساب لها، وتشرف بالعمل معها، وتمنى الكثيرون لو كانوا جنوداً في مقاومتها، وعاملين في صفوفها.
حركة المقاومة الإسلامية "حماس" قاعدتها فلسطين، ووجودها في الوطن، وسعيها إليه، ومقاومتها من أجله، فهي قويةٌ بانتسابها إلى فلسطين، وعظيمة بوجودها على أرض الوطن، في بيت المقدس وأكنافه المباركة، إذ فيه نشأت، وتحت سمائه شبت، وفي أرضه وفجاجه عملت وقويت، فأبناؤها والمنتسبون إليها كثرٌ في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة، وهم أكثر في القدس وفي الشطر العزيز من الأرض المحتلة، وشبابها لا يغيبون عن جامعةٍ أو معهد، ولا يتراجعون في نقابةٍ أو جمعية، وتراهم في كل نادٍ ومسجد، ويحضرون كل الأفراح والأتراح، ويشاركون الناس في الأحزان والمسرات، لا يغيبون ولا يتأخرون، ويزدادون ولا ينقصون، ويقوون ولا يضعفون، ولا يهتزون عند المحن والابتلاءات، ولا يغترون عند الفوز والانتصارات، ولا تغرنهم الدنيا ببريقها إن أقبلت، ولا زخارف الحياة إن طغت وكثرت.
إنها حركةٌ مباركة ببركة فلسطين، وهي مقدسةٌ بقداسة القدس، وطاهرةٌ طهر الأقصى، وعظيمةٌ عظم المسرى، قد انغرست في قلوب أبناء الأمة، وعاشت في صدورهم بين الحنايا والضلوع، يذرفون لما أصابها الدموع، ويبذولون في سبيلها الدماء والعروق، يدعون الله لها، ويبتهلون إليه لنصرها، ويسألونه التوفيق لأبنائها، والتحرير لأرضها، والحرية لأسراها، وكلهم يتضرع إلى الله بعيونٍ باكية، وقلوبٍ ضارعة، ونفوسٍ شاكيةٍ داعية، أن يحفظ فلسطين وأهلها، وأن يحرر ترابها، ويطهر قدسها، ويعيد إلى الأمة مسجدها الأقصى، وديارها المقدسة.
حركة المقاومة الإسلامية "حماس" دخلت كل الأوطان، وعاشت في كل البلاد، وتمثلت في كل العواصم، وصار لها ممثلون كالرسل، وعاملون كالأجناد، وناطقون باسمها كالرواد، يحيون مناسباتها، ويخلدون ذكرى شهدائها، ويحتفون بقادتها ورموزها، ويتصدرون المنابر للدفاع عنها، والدعوة إليها، فما أغلقت دونها بلاد، ولا أوصدت أمامها أبواب، ولا استطاعت قوةٌ أن تمنع فكرها من الدخول، وأثرها من الوجود، وفعلها من الظهور، فكان أبناء الأمة كلهم لها ممثلون، وباسمها ناطقون، وعنها معبرون، ولها جندٌ وعنها مدافعون، قبل أن يخطو أبناؤها خارج فلسطين، ويختلطوا بسكان البلاد، وقبل أن يكون لها في الدول والعواصم، مكاتبٌ وممثلون، فقد احتضنتها الأمة بكل طوائفها، ورعتها بكل أبنائها، وما ترددت يوماً عن نصرتها أو تأييدها، فكانت تطبع منشوراتها وتوزعها، وتشتري مجلتها وتعممها، وتتناقل مواقفها وتتبناها.
فهل يقوى نظامٌ، أو تستطيع حكومة أن تشطب اسم حماس، أو أن تلغي وجودها، وتستأصل شافتها، وتجفف منابعها، وتجتثها من عمق جذورها، وتقطع امتدادتها، وتجرم عناصرها، وتعاقب المحبين لها، وتحاسب المتعاطفين معها، وتأمر شعبها بأن يتخلى عنها، ويتنكر لها، أو يسيئ إليها، وأن يتعامل معها كعدو، فلا يمد لها يد المساعدة، ولا يدعو لها، ولا يحرص عليها، ولا يتدخل في قضيتها، ولا يتمنى تحرير بلادها، رغم أن فلسطين ليست حماس فقط، بل هي الشعب كله، بكل أطيافه وفصائله، وقواه وشرائحه، ولكن حماس فيه قلبٌ نابضٌ، وروحٌ تسري، وقوةٌ تسكن، وثورةٌ تغلي، وإيمانٌ راسخٌ باقي، وفكرٌ واعدٌ حر، وأملٌ صادقٌ أكيد، قد دخل كلت الأوطان دون إذنٍ رسمي، لأنها عبرت مع الأنفاس، ودخلت مع خفقان القلوب.
لن يستطيع حكومةٌ أو دولة أبداً أن تجتث حماس من أرضها، ولن تتمكن من أن تخرجها من بلادها، ولن تمضي قدماً في تجريم أبنائها، ومحاسبة أتباعها، أو التضييق عليهم، ولن تكون أبداً في صف العدو ضدها، تنفذ ما عجز عنه، وتقوم بما يأمل به، وتحقق ما يصبو إليه، لا لأن حماس قوية، أو لأنها ستواجه وستقاوم، وستعترض وستمتنع، أو لأنها ستهدد بالتخريب والإفساد، وستجعل معركتها الأولى معها لا مع عدوها، بل لأنها باتت في كل بيت، وتسكن كل دار، ويؤمن بها كل عربي، ويثق بها كل من انتمى إلى الأمة ديناً وعروبة، وتحرص عليها الأمة كلها، لأنها شوكةٌ في حلق الاحتلال، وعقبةٌ في طريقه، توجعه وتؤلمه، وتؤذيه وتجرحه، وتبكي عيونه وتنغص مع الأيام عيشه.
أيها القادة العرب، لا تذهبوا بعيداً في حربكم، ولا تغمضوا عيونكم، ولا تصموا آذنكم، ولا تستجيبوا إلى أماني عدوكم، ولا يجرمنكم شنآن قومٍ على ألا تعدلوا، فتضلوا وتخطئوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى، وإياكم أن تعقروا أحصنتكم الرابحة، وتقتلوا رجالكم المقاتلة، فهؤلاء درءٌ لكم، وأمامكم حصنٌ، يقاتلون بالنيابة عنكم، ويصدون العدو دونكم، فلا تشمتوه بنا، ولا تفرحوه بما أصابنا، فإنا وإياكم لعلى هدىً إن اتفقنا، أو في ظلالٍ مبين إن اختلفنا.
من التحفظ إلى المواجهة
بقلم يوسف رزقة عن الرأي
اعتمدت السعودية تاريخيا سياسة الصمت والتحفظ في علاقاتها العربية. العمل بتحفظ، وبصمت، كانت سياسةالملك سعود وفيصل وفهد وعبدالله الى ما قبل الزلزال الذي فجره الربيع العربي. لم ترتح المملكة لمخرجات الربيع العربي التي أسقطت زين العابدين، ومحمد حسني مبارك، حيث جاء الربيع بقيادات إسلامية واضحة الهوية والرؤية، وهنا نظرت إليها المملكة باعتبارها تهديدا للنظام واستقرار المملكة.
ومن ثمة كان القرار السعودي المباشر هو احتواء تأثيرات الربيع العربي داخل المملكة من خلال حزمة سخية من الإجراءات المالية لصالح المواطن السعودي، وكانت كلفة هذه الحوافز كبيرة، تجاوزت (٦٠ مليار دولار). وبموازات القرارات المالية، كانت هناك حزمة من الإجراءات الأمنية لضبط الإجراءات الداخلية والعابرة للحدود أيضاً.
لقد وفرّت سياسة التحفظ للمملكة فرصة جيدة لقيادة دول الخليج، وتحجيم السياسات الراديكالية والمتعجلة، وظل مجلس التعاون الخليجي الإطار الذي يحتضن الخلافات بين الدول الخليجية. ولكن البيئة التغييرية التي صنعها الربيع العربي أخرج المملكة من سياسة التحفظ، وكان الخروج الأكبر في دعمها العلني، والمالي السخي للانقلاب في مصر، حيث رأت فيه المملكة طوق نجاة من تأثيرات حكم الاخوان في مصر وتونس، وعملت على تأييده لإنجاحه، مضحية بجزء كبير من احتياط المملكة النقدي، بالتعاون مع الإمارات المتحدة. لم يحقق الانقلاب في مصر النجاح والاستقرار، و أنفق ما وصله من دعم مالي خليجي، ويقال إن عبد الفتاح السيسي يطلب دعما ماليا عاجلا ب( ٤٠ مليار دولار) وهو رقم ضخم.
المشكلة في المملكة كما يقول المحللون لا تقف عند الرقم المالي الكبير، وإنما في عدم اطمئنان المملكة والإمارات لنجاح السلطات الحاكمة في مصر، امام صمود المتظاهرين أمام الإجراءات القمعية في مصر ، واتباعهم سياسة النفس الطويل ذات الكلفة المالية العالية، وهنا حمّلت السعودية والإمارات الإخوان المسلمين، وقطر وإعلام الجزيرة المسئولية المباشرة عن رفع كلفة الفاتورة المالية التي يجب أن تدفعها المملكة للسلطات في مصر، مما دفع المملكة للخروج من سياسة التحفظ، والإعلان عن الاخوان جماعة إرهابية، وسحب سفيرها من قطر، واتهامها بدعم الاخوان ضد السلطات المصرية الحاكمة بشكل مباشر.
حين انفردت المملكة والإمارات بتأييد الإنقلاب بغير تحفظ، قال المحللون إن السعودية خرجت عن المعتاد، وأنها ارتكبت أكبر خطأ في سياستها الخارجية منذ قيام المملكة، وكان يسعها طريقا آخر، ومن ثمة فقدت المملكة القدرة على التراجع، واضطرت الى التقدم أكثر في طريق الأشواك، فأعلنت عن الإخوان حركة إرهابية، رغم أنه لا يوجد للإخوان تنظيم في السعودية، بينما تدعم السعودية الائتلاف الوطني في سوريا والإخوان جزء من الائتلاف ، وكانت السعودية تاريخيا في عهد المؤسس عبد العزيز، ثم فيصل ، ملجأ للإخوان وعلى صلة وثيقة بهم، وفي هذا الاتهام نقض لما استقر تاريخيا على يد قادة العائلة المالكة في المملكة، وبداية لسياسة المواجهة.
مخابرات يهودية وعربية غبية
بقلم فايز أبو شمالة عن المركز الفلسطيني للاعلام
الأعمال الإرهابية التي تضرب جنود الجيش المصري فقط، لا تتم بشكل عفوي، ولا تتحرك على أرض سيناء بالصدفة، إنها الإرهاب المنظم الذي ترعاه أجهزة أمنية عربية وإسرائيلية وأمريكية، أرخت له الحبل كي يسرح ويمرح، وأبقت مقبض لجامه في يد اليهود. وحتى لا يبدو حديثي اتهاماً دون دليل، أحض الجميع على التدقيق في معظم العمليات الإرهابية التي تم تنفيذها ضد الجيش المصري على مدار عام، ليلاحظ أن العمل الإرهابي قد انصب على رأس جنود مصر في سيناء، بينما صامت القذائف الإرهابية عن قتل إسرائيلي واحد، وتجنبت ضرب مغتصبة صهيونية واحدة، ولم تقصف مدينة يهودية واحدة بالصواريخ، فبماذا نفسر ذلك؟
وكيف نصدق أن هذه التنظيمات الإرهابية التي تحتمي تحت أسماء لها صفة القداسة، كيف نصدق أنها ستحرر بيت المقدس، وهي تعاكس الاتجاه الصحيح، فتحرص على أمن اليهود، في الوقت الذي تستهدف الجنود المصريين الذين هم في غالبيتهم مسلمون؟
لقد دلل توالي قتل الجنود المصريين الأبرياء على غباء أجهزة المخابرات المعادية التي ترعى الإرهاب في سيناء، ولو كان المشغل للإرهاب ذكياً، لوازن بين عمليات التخريب ضد الجيش المصري، وضد الجيش الصهيوني، ولو كان فطناً لتعمد إطلاق رصاصة طائشة على الصهاينة مقابل إصابة عشرات الجنود المصريين، ولكنهم وقعوا في شرك أعمالهم، وذلك لأنهم استخفوا بالشعب العربي المصري، وراحوا ينشدون "هللويا" في كنيس الأمن الإسرائيلي.
إن العداء لـ(إسرائيل) لهو مقياس العمل المقاوم، وكل تنظيم يوجه سلاحه إلى صدر العرب والمسلمين هو تنظيم خارج عن ملة المسلمين، وتقف من وراءه أجهزة مخابرات معادية للأمة العربية، وتوظفه لتحقيق أغراضها السياسية.
ما سبق من انتباه لفعل الإرهاب يؤكد على براءة المقاومة الفلسطينية ولاسيما حركة حماس من كل اتهام بتدخلها المسلح بالشأن المصري، وذلك لأن المقاومة الفلسطينية لا تلوي عنق البندقية، وهي تستهدف الصهاينة جيشاً ومؤسسة وأجهزة ومغتصبين. على هامش القضاء المصري: كتب رامي جان ـ مؤسس حركة "مسيحيون ضد الانقلاب" ـ عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، يقول: قد يكون لدى المشير عبد الفتاح السيسي القدرة على إقناع أنصاره بأن كل من يعارضه إرهابي، وأن يصور لهم أن حركة حماس إرهابية، وقد ينتزع حريتنا في السجون، وقد يهددنا بجنوده ودباباته، ولكنه لن يستطيع منعي من قول كلمة الحق؛ بأن حماس هي المقاومة الفلسطينية الحرة، وإن الإخوان جماعة سياسية سلمية، وإن الانقلاب الذي حدث في 30 يونيه هو إرهاب للمصريين وللعروبة كلها.
وأضاف: عندما تتفق مصر و(إسرائيل) على أن حماس منظمة إرهابية، فمن المؤكد أن هناك شيئاً خطأً، يجب إصلاحه فوراً. فما أصدق القبطي المصري رامي جان! الذي فضح بموقفه المقاوم نقيق المنافقين المحسوبين على العروبة والإسلام!.
"يهودية الدولة" وخيارات المواجهة
بقلم حسام الدجني عن المركز الفلسطيني للاعلام
لم يكن مصطلح يهودية الدولة وليد اللحظة، أو من ابتداع الحكومة اليمينية المتطرفة برئاسة نتنياهو، بل هو وليد استراتيجيات وأفكار عملت عليها الحركة الصهيونية بالتعاون والتنسيق مع الإمبريالية العالمية، وبدأ ذلك منذ مؤتمر بازل عام 1897م، وهو أول مؤتمر تعقده الحركة الصهيونية, وكان من أهم أهدافه خلق وطن للشعب اليهودي في فلسطين يضمنه القانون العام، وجاء المؤتمر بعد عامين فقط من تأليف المؤسس الأول للحركة الصهيونية السياسية المعاصرة تيودور هرتزل كتابًا بعنوان "الدولة اليهودية"، وبعد ذلك جاء وعد بلفور 1917م، والذي أكد على حق الشعب اليهودي في إقامة وطن قومي في فلسطين، و لكنه في نفس الوقت أكد على أن لا يمس ذلك بحقوق السكان الأصليين. وعلى إثر الثورة العربية الكبرى صدر تقرير بيل 1937م، حيث طرح هذا التقرير فكرة تقسيم فلسطين إلى دولتين إحداهما عربية والأخرى يهودية، ولكن هذا الاقتراح رفض من القيادة الموحدة للفلسطينيين، ونشب خلاف بين رئيس الوكالة اليهودية وقتذاك ديفيد بن غوريون وحاييم وايزمان حول القبول بقرار التقسيم، حيث رفض بن غوريون قرار التقسيم وقال: " أرض (إسرائيل) لا تتجزّأ "، فرد عليه وايزمان: "بأن النقب لن يفر"، فاقتنع بن غوريون وقبل بقرار التقسيم حرصًا على مصلحة يهودية (إسرائيل)، وبعدها صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة 1947م قرار التقسيم رقم 181.
ولم تقتصر جهود الحركة الصهيونية عند هذا الحد بل عملت ومن خلال منهجية متدحرجة من أجل تجسيد يهودية الدولة وجعلها أمرًا واقعًا من خلال تأهيل البيئة السياسية المحيطة لتقبل ذلك، ويبدو أن (إسرائيل) وصلت إلى مبتغاها في ظل القيادة الفلسطينية الحالية، وفي ظل الانقسام السياسي الفلسطيني، وفي ظل ضعف وتشرذم النظام الإقليمي العربي، فبدأت (إسرائيل) في تحقيق رؤية تيودور هرتزل التي طرحها في كتابه "الدولة اليهودية" عام 1895م، حيث قال: "إن الدولة اليهودية ضرورية للعالم ولذلك سوف تقوم".
وهذا بدأ اليوم يتحقق بوتيرة عالية، فبعد قرار 1650 القاضي بترحيل أي مواطن ينحدر أصله من قطاع غزة مهما كانت الظروف بترحيله إلى قطاع غزة، ومن ثم جاء قانون الولاء والمواطنة، وسياسة التمييز العنصري ضد عرب الداخل، والعديد من القوانين والتشريعات العنصرية.
وبعد هذا السرد التاريخي، وفي ضوء المعطيات الحالية التي يجري تداولها وفق خطة كيري للسلام، وعلى رأسها مسألة الاعتراف بيهودية (إسرائيل)، ومن أجل تجميل الصورة سيتم الاعتراف بوطن قومي للفلسطينيين.
إن مخاطر الاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية قد تتجاوز مخاطر التفريط بالقدس واللاجئين والحدود، لأن ذلك يعني ضمنياً إلغاء الحق التاريخي للفلسطينيين بفلسطين، وانكار النكبة ومسئولية (إسرائيل) السياسية والقانونية والأخلاقية تجاه ما يتعرض له ملايين اللاجئين الفلسطينيين، وتجريم تاريخ المقاومة وشهدائها، وتهجير عرب الــ 48 من أراضيهم إلى الدولة الفلسطينية أو إلى الشتات.
وهنا نطرح على الجميع ما هي خياراتنا ومشروعنا الوطني لمواجهة الخطر الداهم الذي يهدد مليوني فلسطيني يعيشون في فلسطين التاريخية, ووجودهم يشكل الأمل بعودة باقي المهجرين من أبناء الشعب الفلسطيني.
وهنا نطرح مجموعة من الخيارات لمواجهة يهودية الدولة منها:
1- العمل الجاد على تحقيق المصالحة الفلسطينية، وإصلاح منظمة التحرير، لسحب البساط من تحت أقدام بعض النخب السياسية التي تقود المنظمة حالياً، وهنا لا أتجنى على أحد فقد سبق وأن أطلق أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه تصريحاً يقبل فيه بالاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية مقابل الاعتراف بحدود الرابع من حزيران 1967م للدولة الفلسطينية.
2- رفع سقف المطالب الفلسطينية بالتنسيق مع جامعة الدول العربية، والعمل على سحب مبادرة السلام العربية.
3- عدم الالتفات لسيناريو فشل المفاوضات ووقف تدفق الأموال والمساعدات للسلطة الفلسطينية، لأن الخيار البديل لا يصب بمصلحة (إسرائيل) والغرب، فحل السلطة قد يعني اندلاع انتفاضة ثالثة حيث تتحمل (إسرائيل) فاتورة الاحتلال وقد تقضي إلى خيار حل الدولتين، وطرح مشروع الدولة الفلسطينية الواحدة ثنائية القومية.
4- التلويح بانتفاضة جديدة ضد يهودية الدولة، يشارك فيها كل فلسطيني في أي بقعة جغرافية يقيم بها.
5- ضرورة التركيز في وسائل الإعلام على الرواية التاريخية الفلسطينية، وفي هذا الشأن ينبغي التركيز على نشر الرواية الروسية بوجود وطن قومي لليهود في بيروبيدجان الروسية وهذا ما ذهب إليه د. فايز رشيد في مقال له نشرته صحيفة السفير يوم 9/10/2010م.
6- إعادة النظر في المناهج الدراسية (التاريخية والجغرافية) بما يدعم الحق التاريخي في كل فلسطين، ويساهم في زيادة الوعي حول مخاطر الاعتراف بيهودية الدولة، وربما خطوة وزارة التعليم في قطاع غزة بوقف مناهج التربية الوطنية يصب في هذا الاتجاه الوطني.
7- التوافق على مشروع فلسطيني عربي موحد في مجابهة المشروع الصهيوني (يهودية الدولة).
8- دعم صمود عرب 1948، والعمل الجاد على حماية حقوقهم في أي تسوية سياسية مستقبلاً.
9- البدء بحملة اعتصامات في عواصم دول العالم، تركز على عنصرية (إسرائيل)، من خلال إصرارها على إعلان يهودية الدولة.
السفينة المزعومة
بقلم إياد القرا عن المركز الفلسطيني للاعلام
لا تتوافر معلومات واضحة حول السفينة التي ادّعى الاحتلال الإسرائيلي أنه سيطر عليها في مدخل البحر الأحمر منتصف الأسبوع الماضي، ولا تتوافر معلومات كافية عن طبيعتها أو مصدرها أو هدفها, سوى ما أعلنه الاحتلال, وصوره كإنجاز لقواته البحرية واستخباراته التي استولت عليها في أقصى البحر الأحمر، وصادرت ما عليها.
لو افترضنا صحة المعلومات, فإن ذلك يدلل على أن المقاومة الفلسطينية ما زالت تمتلك عناصر قوة وحلفاء يدعمونها في هذا الوقت, وأمام هذا الحصار الشديد الذي تواجهه غزة، وأن هناك جهات تتحدى الحصار لتوصل السلاح للمقاومة، وإن كانت إيران حقيقة من تقف خلفها فهذا يحسب لها, ويعيدها كعامل قوة أساسي في دعم المقاومة, وهو ما يحسب لها خلال السنوات الماضية.
والفرض إن صدق بأن إيران تقف خلفها، يثبت أنها ما زالت على علاقة مع الفصائل الفلسطينية, وقد أعادت علاقتها مع إيران لسابق عهدها, بعد القطيعة بسبب المواقف مما يحدث في سوريا، وتمهيدًا لعودة العلاقة مع حركة حماس وحكومتها بقوة, بعد العديد من الإشارات في الأشهر الأخيرة.
وفي حال كان الاحتمال أنها فبركة إسرائيلية, تكون محاولة من الاحتلال لتحريض المجتمع الدولي ضد إيران, وإفشال المفاوضات الدائرة بين إيران والغرب, وكذلك تحريضًا للمجتمع الدولي ضد المقاومة, والتحريض لاستمرار حصار قطاع غزة، وقد يسعى الاحتلال ليوصل رسالة للمقاومة أن هذه الصواريخ الخطيرة قد وصلت لغزة أصلاً, وأن ما أُعلن هو دفعة ضمن دفعات مختلفة.
من الواضح أن الاحتلال يعد لائحة اتهام لتحريض المجتمع الدولي ضد غزة والمقاومة ويهيئ الساحة لعدوان إسرائيلي تتوافر له الأجواء المناسبة في ظل الحملة الإعلامية المصرية والقرار القضائي بحظر حركة حماس، واستمرار الحصار المشدد على غزة، وأن الاحتلال أصبح على قناعة أن كل يوم إنما يزيد من شوكة المقاومة ويساهم في صمودها لسنوات قادمة, حيث انتقلت من مرحلة البناء إلى مرحلة التمكين.
الاحتلال يجد أن البيئة المحيطة بالمقاومة مهيأة للانفراد بها, وقد يكون هذا التقدير خاطئًا, وذلك لغياب الكثير من المعلومات حول قدرات المقاومة, وما كُشف هو جزء مما يتسبب بإقدام الاحتلال على خطوات لا يضمن بها النتائج, نتيجة غياب المعلومات حول واقع المقاومة.
خارطة طريق لمواجهة الربيع العربي
بقلم عصام شاور عن فلسطين الان
في مقال سابق قلنا إن حظر نشاطات حماس في مصر ورواية السفينة المزعومة وكذلك سحب سفراء من دولة قطر الشقيقة ما هي إلا بداية لتنفيذ خارطة طريق جديدة غير معلنة وسنشهد المزيد من الخطوات من أجل إنقاذ سلطة الأمر الواقع في مصر وحماية بعض الأنظمة الخائفة من الربيع العربي.
إن اعتبار جماعة الإخوان المسلمين جماعة " إرهابية " من قبل دولة خليجية إنما هي خطوة تنفيذية أخرى لخارطة الطريق الجديدة لمواجهة الربيع العربي الإسلامي، ومن المؤكد أن تتخذ دول عربية أخرى قرارات مماثلة تجاه جماعة الإخوان.
غالبية الأنظمة العربية أصابتها الصدمة من حلول الربيع العربي وتفجر الثورة ، و لكن صدمتها الأكبر كانت بسبب بروز جماعة الإخوان المسلمين كقوة أولى دون منازع في الشارع العربي ومشاركتها في الحكم في مصر وتونس والمغرب وليبيا، وامتلاك الجماعة _خاصة في مصر_ لمنهاج متكامل ينهض بمصر ويخلصها من التبعية للغرب.
جماعة الإخوان لم تتخذ العنف سبيلا للتغيير أو الوصول للحكم، كما أنها لم تتخذه سبيلا لاستعادة الشرعية، وقد يتهمها البعض بأنها اغتالت رئيساً لوزراء مصر قبل أكثر من ستين عاما أو أنها حاولت اغتيال رئيس مصري سابق، ولكن تلك الاتهامات المفتراة ليست كافية لاعتبارها حركة إرهابية، فالإرهاب الحقيقي ما تمارسه بعض الجماعات المتطرفة من استهداف للمدنيين في الشوارع والمساجد والفنادق والأسواق، والإرهاب الحقيقي هو قتل آلاف المتظاهرين في ميدان رابعة العدوية واختطاف الشرعية وتحويل حياة المصريين إلى جحيم.
جماعة الإخوان المسلمين تعد نفسها منذ ما يزيد عن 80 عاماً من أجل إعادة حكم الله في الأرض، وبعد احتلال فلسطين تعهدت بتحرير فلسطين والأقصى من المحتل الإسرائيلي، ولذلك نجد أعداء الله وأعداء المسلمين يشعرون بالخوف والرهبة من الجماعة وخطرها، ولكن أن يشعر غيرهم بالرعب والرهبة فذلك عائد إما إلى نظرتهم الخاطئة للجماعة وإما إلى ما هو أخطر من ذلك تفسره آية في سورة الأنفال جاء فيها : " .. ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم.. الخ الآية".
قبل أن تقتلنا الدعاية
بقلم محمد الدلو عن فلسطين اون لاين
يجانب الصواب من يظن بأن قرار "محكمة الأمور المستعجلة" المصرية الصادر في 4/3/2014 قرار صادم كما جرى وسمه، فحظر حركة "حماس" لم يكن سوى نتيجة فعلية ومتوقعة لماكنة إعلامية شنّعت كل ما هو فلسطيني.
وقد ذهب الأداء الدعائي المصري إلى أبعد حين نادى بضرب القطاع عسكرياً مسنداً هجومه بعملية غسيل مخ جماعي ليس لملايين المصريين فقط بل لأمة كاملة يراد لها أن تعود نفسها على هذه السمات السلبية الملحقة بغزة وأهلها من خلال بث سموم فكرية بتخطيط دعائي سياسي من جانب أفراد على وعي كامل بالوظيفة التي يؤدونها ببريق سلطة ونفوذ مال، مستخدمين في ذلك أساليب الابتزاز والتهديد والكذب وإلصاق التهم وبث الشائعات وافتعال الأزمات ليس لتحطيم غزة سياسياً فذلك هدف لم يبرح الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى تحقيقه على مدى ثمانية أعوام من الحصار بأدوات ووكلاء مختلفين؛ وإنما لنزع فكر المقاومة الفلسطينية عن محيطه الجماهيري الفلسطيني والعربي على سواء وجعله في حالة من اللاوعي والإثارة النفسية بغية كسر وتطويع الإرادة الفردية والتأثير على سلوكها وعواطفها واتجاهاتها.
وإذا افترضنا عدم استجابة مصر سياسياً للقرار استناداً لآخر مماثل صدر في سبتمبر/ 2013 بحق جماعة الإخوان المسلمين باعتبار محكمة القضاء الإداري جهة الاختصاص فإن الشحن الإعلامي الداعم له سيحقق هدفه في تفتيت صورة الفكر الأيديولوجي المقاوم الذي بني في نفوس الجماهير العربية والإسلامية عموماً والمصرية خاصة بعد الأداء الملفت للمقاومة في مواجهة عدوان الاحتلال عام 2008 و 2012.
ولذلك فإن تقييم الوظيفة التي يؤديها الإعلام المصري تجاه قطاع غزة بمفهومها الجغرافي أو الديموغرافي أو الحكومي أو التنظيمي فهي (الوظيفة) تسير بخط متوازي يتفق تماماً مع أهداف سياسة السلطات الحاكمة في مصر الآن، وتخدم في الوقت ذاته مصالح خصوم غزة السياسيين الذين عبروا - للأسف – بمواقفهم عن حالة من التشفي والشماتة والميوعة السياسية التي أتت في غير مكانها حين انسلخت عن أبجديات الانتماء للهوية الفلسطينية، فالدعاية بهذا المعنى وتأييدها كان نوعا من التشويه وصل إلى حد الكذب المخطط له بدراية، وسيأتي يوم يقول فيه فاعلوه "أُكلت يوم أُكِل الثور الأبيض".
أما "حماس" التي تتبنى الدعوة كأحد أساليب التنظير لفكرها السياسي لم تستطع ومنظومتها الإعلامية ومن خلفها الساسة والإعلام الفلسطيني بمختلف توجهاته أن يواجه هذه الماكنة الدعائية لا بأساليب الإقناع السياسي ولا بالدعاية المضادة – إن وجدت- الموجهة وغير الموجهة، حتى ذهب أخيراً في معالجته للقرار إلى طرح أفكار وتوجهات تسلم بوجود فاعل للتنظيم الفلسطيني وأنشطته على الأراضي المصرية ولا تتوافق مع حقائق المواقف السياسية المعلنة، وبذلك يجعل إعلامنا الفلسطيني من نفسه أحد أدوات التضليل الإعلامي المصري ولكن هذه المرة لمتلقي الرسالة من الفلسطينيين المنقسمين على أنفسهم، وهو ما يشير إليه "هربرت شيللر" في كتابه (قصف العقول) بقوله:" الأفكار التي تنحو عن عمد إلى استحداث معنى زائف وإلى إنتاج وعي لا يستطيع أن يستوعب بإرادته الشروط الفعلية للحياة القائمة أو أن يرفضها سواء على المستوى الشخصي أو الاجتماعي ليست في الواقع سوى أفكار واهمة أو مضللة".
ولذلك فإن الحرب الإعلامية التي يقودها إعلاميو نظام مصر لا تستهدف القطاع كتنظيم سياسي حاكم بل غزة بفتحه وحماس وجهاده وكافة أطيافه السياسية، يفرض على الإعلام الفلسطيني الخروج من حالة التشظي ومواجهة حالة تنكير وتشنيع "الفلسطيني" بحملات إعلامية تشترك بها كافة المنظومات الإعلامية على اختلاف أيديولوجياتها الفكرية، تحدد فيها ملامح وتوجهات الخطاب الإعلامي الفلسطيني من السياسة المصرية تجاه غزة بدلاً من ردود التنديد والاستنكار والمطالبات التي تقرع على طبول جوفاء.
إن واقع الحرب الإعلامية المصرية الموجهة إلى الفلسطينيين في غزة يتطلب سلوكاً دعائياً مضاداً من الإعلام الفلسطيني يعتمد الحقائق لا أنصافها، تعمل على إعادة بناء الصورة في مدارك الجماهير المصرية والعربية، فتطور أدوات الاتصال وشيوعها وسهولة الوصول إليها يجعل من الإمكان ولوج مصادر بث الدعاية ومواجهتها بأساليب ناعمة مباشرة وغير مباشرة تفند الأخبار والتقارير المصطنعة قبل أن تقتلنا الدعاية.