Haneen
2014-03-18, 01:02 PM
اقلام عربي 640
8/3/2014
في هذا الملف:
يهودية الدولة وخيارات المواجهة
بقلم: حسام الدجني عن القدس العربي
فلسطين هل تذكرون؟ كلام أميركي تصعيدي ضد إسرائيل!
بقلم: عادل مالك عن الحياة اللندنية
رأي الوطن: ضغوطات كبيرة تواجه المفاوض الفلسطيني
بقلم: أسرة التحرير عن الوطن القطرية
مجرد خطوة في الاتجاه الصحيح
بقلم: د . عبدالعزيز المقالح عن الخليج الاماراتية
أوباما ولعبة الضغط على "إسرائيل"
بقلم: عوني صادق عن الخليج الاماراتية
ماذا بقي للفلسطيني؟
بقلم: نصري الصايغ عن السفير البيروتية
هل يفعلها أوباما..!
بقلم: عودة عودة عن الرأي الأردنية
التطبيع مع إسرائيل
بقلم: مصطفى الصراف عن القبس الكويتية
إيران وفرصتها لعزل إسرائيل
بقلم: كاميليا انتخابي فرد عن الشرق الأوسط
كلمة الرياض لا.. لأي منظمة إرهابية!!
بقلم: يوسف الكويليت عن الرياض السعودية
الخلافات الخليجية - الخليجية إلى أين؟
بقلم: هاني الفردان عن الوسط البحرينية
يهودية الدولة وخيارات المواجهة
بقلم: حسام الدجني عن القدس العربي
لم يكن مصطلح يهودية الدولة هو وليد اللحظة، أو هو من ابتداع الحكومة اليمينية المتطرفة برئاسة نتانياهو، بل هو وليد استراتيجيات وأفكار عملت عليها الحركة الصهيونية بالتعاون والتنسيق مع الامبريالية العالمية، وبدأ ذلك منذ مؤتمر بازل عام 1897م، وهو أول مؤتمر تعقده الحركة الصهيونية، وكان من أهم أهدافه خلق وطن للشعب اليهودي في فلسطين يضمنه القانون العام، وجاء المؤتمر بعد عامين فقط على تأليف المؤسس الأول للحركة الصهيونية السياسية المعاصرة تيودور هرتزل كتاباً بعنوان ‘الدولة اليهودية’ وبعد ذلك جاء وعد بلفور 1917، الذي أكد على حق الشعب اليهودي في إقامة وطن قومي في فلسطين، ولكنه في الوقت نفسه أكد على أن لا يمس ذلك بحقوق السكان الأصليين، وعلى اثر الثورة العربية الكبرى صدر تقرير بيل 1937، حيث طرح هذا التقرير فكرة تقسيم فلسطين إلى دولتين إحداهما عربية والأخرى يهودية، ولكن هذا الاقتراح رفض من القيادة الموحدة للفلسطينيين، ونشب خلاف بين رئيس الوكالة اليهودية وقتذاك ديفيد بن غوريون وحاييم وايزمان حول القبول بقرار التقسيم، حيث رفض بن غوريون قرار التقسيم وقال: ‘ أرض إسرائيل لا تتجزّأ ‘، فرد عليه وايزمان: ‘بأن النقب لن يفر’، فاقتنع بن غوريون وقبل بقرار التقسيم حرصاً على مصلحة يهودية إسرائيل، وبعدها صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة 1947م، قرار التقسيم رقم 181. ولم تقتصر جهود الحركة الصهيونية عند هذا الحد بل عملت ومن خلال منهجية من أجل تجسيد يهودية الدولة وجعلها أمراً واقعاً من خلال تأهيل البيئة السياسية المحيطة لتقبل ذلك، ويبدو أن إسرائيل وصلت إلى مبتغاها في ظل القيادة الفلسطينية الحالية، وفي ظل الانقسام السياسي الفلسطيني وضعف وتشرذم النظام الإقليمي العربي، فبدأت إسرائيل في تحقيق رؤية تيودور هرتزل الذي طرحها في كتابه الدولة اليهودية عام 1895، حيث قال: ‘ إن الدولة اليهودية ضرورية للعالم ولذلك فسوف تقوم’. وهذا ما بدأ اليوم يتحقق بوتيرة عالية، فبعد قرار 1650 القاضي بترحيل أي مواطن ينحدر أصله من قطاع غزة، مهما كانت الظروف بترحيله إلى قطاع غزة، ومن ثم جاء قانون الولاء والمواطنة، وسياسية التمييز العنصري ضد عرب الداخل، والعديد من القوانين والتشريعات العنصرية وبعد هذا السرد التاريخي، وفي ضوء المعطيات الحالية التي يجري تداولها وفق خطة كيري للسلام، وعلى رأسها مسألة الاعتراف بيهودية اسرائيل، ومن اجل تجميل الصورة سيتم الاعتراف بوطن قومي للفلسطينيين.
إن مخاطر الاعتراف بيهودية الدولة الاسرائيلية قد يتجاوز مخاطر التفريط بالقدس واللاجئين والحدود، لأنه يعني ضمنياً إلغاء الحق التاريخي للفلسطينيين بفلسطين، وانكار النكبة ومسؤولية إسرائيل السياسية والقانونية والاخلاقية تجاه ما يتعرض له ملايين اللاجئين الفلسطينيين، وتجريم تاريخ المقاومة وشهدائها، وتهجير عرب الــ 48 من أراضيهم إلى الدولة الفلسطينية أو إلى الشتات. وهنا نطرح على الجميع خياراتنا ومشروعنا الوطني لمواجهة الخطر الداهم الذي يهدد مليوني فلسطيني يعيشون في فلسطين التاريخية ووجودهم يشكل الأمل بعودة باقي المهجرين من أبناء الشعب الفلسطيني:
1- العمل الجاد على تحقيق المصالحة الفلسطينية واصلاح منظمة التحرير، لسحب البساط من تحت أقدام بعض النخب السياسية التي تقود المنظمة حالياً، وهنا لا أتجنى على أحد فقد سبق أن أطلق أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه تصريحاً يقبل به بالاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية مقابل الاعتراف بحدود الرابع من حزيران 1967م للدولة الفلسطينية.
2- رفع سقف المطالب الفلسطينية بالتنسيق مع جامعة الدول العربية، والعمل على سحب مبادرة السلام العربية.
3- عدم الالتفات إلى سيناريو فشل المفاوضات ووقف تدفق الاموال والمساعدات للسلطة الفلسطينية، لأن الخيار البديل لا يصب بمصلحة اسرائيل والغرب، فحل السلطة قد يعني اندلاع انتفاضة ثالثة تتحمل اسرائيل فاتورة الاحتلال وقد تقضي على خيار حل الدولتين، وطرح مشروع الدولة الفلسطينية الواحدة ثنائية القومية.
4- التلويح بانتفاضة جديدة ضد يهودية الدولة، يشارك فيها كل فلسطيني في أي بقعة جغرافية يقيم بها.
5- ضرورة التركيز في وسائل الإعلام على الرواية التاريخية الفلسطينية، وفي هذا الشأن ينبغي التركيز على نشر الرواية الروسية بوجود وطن قومي لليهود في بيروبيدجان الروسية وهذا ما ذهب إليه د. فايز رشيد في مقال له نشرته صحيفة السفير يوم 9/10/2010م.
6- إعادة النظر في المناهج الدراسية (التاريخية والجغرافية) بما يدعم الحق التاريخي في كل فلسطين، وساهم في زيادة الوعي حول مخاطر الاعتراف بيهودية الدولة، وربما خطوة وزارة التعليم في قطاع غزة بوقف مناهج التربية الوطنية يصب في هذا الاتجاه الوطني.
7- التوافق على مشروع فلسطيني عربي موحد في مجابهة المشروع الصهيوني (يهودية الدولة).
8- دعم صمود عرب 1948، والعمل الجاد على حماية حقوقهم في أي تسوية سياسية مستقبلاً.
9- البدء بحملة اعتصامات في عواصم دول العالم، تركز على عنصرية اسرائيل، من خلال اصرارها على إعلان يهودية الدولة.
فلسطين هل تذكرون؟ كلام أميركي تصعيدي ضد إسرائيل!
بقلم: عادل مالك عن الحياة اللندنية
فلسطين؟ هل ما زلتم تذكرون؟ لقد غيبت أحداث العالم العربي في السنوات الأخيرة الحديث عن «القضية المركزية والمحورية».. فلسطين؟ هل تذكرون؟
إنها الضحية الأكبر والأبرز لما أطلق عليه تجاوزاً «الربيع العربي». دعونا نُعِدْ إلى الأذهان، ونتذكر معاً ما جديد القضية؟ الجديد – القديم هو استئناف المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من التوقف. كيف حدث ذلك؟
أجرى الرئيس الأميركي باراك أوباما عملية تقويم لسياساته ومواقفه في المنطقة فوجد أنها ليست لمصلحته، فاستدعى وزير خارجيته جون كيري وطلب إليه إحياء المفاوضات على المسار الفلسطيني - الإسرائيلي، وهذا ما حدث وحدد مهلة تسعة أشهر للخروج بنتائج «محددة»، وأهمها تكريس قيام دولتين: فلسطينية و «يهودية»، وهذا يعني التفاوض بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على «اتفاق إطار» بمشاركة الوزير جون كيري وحضوره. فما الذي حدث؟
التسويف الإسرائيلي الذي اعتاد باستمرار ممارسة أقصى أنواع الابتزاز من الجانب الفلسطيني. لكن هذه المرة قررت الإدارة الأميركية الحالية التعاطي بنوع من «الحزم» مع إسرائيل لم نشهده من قبل. وورد ذلك خلال الزيارة الأخيرة لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو إلى واشنطن المتزامنة مع انعقاد المؤتمر السنوي لـ «إيباك» (لجنة الشؤون العامة الأميركية - الإسرائيلية، وهذه مناسبة سنوية مهمة تعول عليها إسرائيل لتحريك «اللوبي» الصهيوني الفاعل والمتحرك في الأوساط الأميركية).
لكن، ولعلها المرة الأولى التي سمع فيها نتانياهو كلاماً أميركياً من نوع جديد. فحذر أوباما «من أن الولايات المتحدة، قد لا تكون قادرة على حماية إسرائيل في حال فشل حل الدولتين مع الجانب الفلسطيني». ولوح بأن «فشل المفاوضات سيعني مخاطرة إسرائيل في مواجهة عقوبات دولية».
وفي حديث صحافي لـ «وكالة بلومبرغ» نشر عشية وصول نتانياهو إلى واشنطن، دعا الرئيس أوباما «إلى اغتنام الفرصة لتحقيق اتفاقية إطار لمفاوضات السلام، أشار إلى أنه يرى أن نتانياهو يمكن أن يقود الدولة الإسرائيلية إلى مسار السلام إذا اختار ذلك وقال: إذا لم يفعل ذلك الآن، فمتى؟ وإذا لم يفعل ذلك نتانياهو فمن سيقوم بذلك غيره؟».
ومضى أوباما قائلاً: «نتانياهو لا يؤمن أن اتفاق سلام مع الفلسطينيين هو الشيء الصحيح الذي ينبغي لإسرائيل عمله، إذاً هو في حاجة إلى توضيح نهج بديل»، وأضاف: «إننا قادمون إلى نقطة حيث سيكون على الأطراف اتخاذ بعض القرارات حول كيفية المضي قدماً، وإنني آمل وأتوقع، على رغم التحديات السياسية الصعبة، أن يستطيع كل من نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس تجاوز خلافاتهما والتوصل إلى الإطار الذي يمكن أن يدفعنا إلى السلام».
ليس هذا فحسب، بل إن أوباما لوح بما أطلق عليه «تداعيات دولية»، محذراً من استمرار إسرائيل في بناء المستوطنات اليهودية. وأردف: «عندما يصل الفلسطينيون إلى الاعتقاد بأن إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة ليس قائماً، فإن قدرتنا في إدارة تداعيات دولية ستكون محدودة». ودافع الرئيس الأميركي عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ووصف مقترحات وزير خارجيته في التعامل مع غور الأردن والتهديدات المحتملة لأمن اسرائيل، بأنها «إجراءات لم يسبق لها مثيل».
وسبق التصريحات التى أطلقها كيري الكثير من الجدل حيث أشار، في ضغوط على إسرائيل، إلى أخطار اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة، وكرر التلميح إلى أخطار المقاطعة والعقوبات وسحب الاستثمارات من إسرائيل.
وقد شهدت جلسة «إيباك» الكثير من الخطب المتضاربة البعض منها شديد التطرف مع إسرائيل ونتانياهو، والبعض الآخر شديد الانتقاد للسياسات الإسرائيلية القائمة، ولوحظ أن الرئيس أوباما لم يشارك في مؤتمر «إيباك» لهذا العام»، والسبب الرسمي الذي أعطي هو انشغاله بأزمة أوكرانيا.
ولكن، ماذا كان وقع كل هذا الكلام التحذيري الأميركي الجديد على الداخل الإسرائيلي؟
بعدما عكف مساعدو نتانياهو على دراسة تصريحات أوباما، وصفوها بأنها «تحذيرية وقاسية». وقال نتانياهو: «إن إسرائيل معنية بتسوية جيدة، لكن رقصة التانغو في الشرق الأوسط تحتاج إلى ثلاثة أطراف»، وتابع مهاجماً الفلسطينيين: «ثمة اثنان حتى الآن، إسرائيل والولايات المتحدة، ويجب أن نرى ما إذا كان الفلسطينيون موجودين أم لا؟».
وطبعاً، في هذا الكلام إعادة للأسطوانة الإسرائيلية المشروخة عن عدم اعتراف إسرائيل بوجود «مفاوض فلسطيني»! مستغلة الانقسامات القائمة بين السلطة الوطنية وعمادها حركة «فتح» وحركة «حماس» في غزة.
ما هي ردود فعل المواقف الأميركية الجديدة لدى الجانب الإسرائيلي؟
هذه نماذج عن بعض الردود: وزير الشؤون الاستراتيجية يوفال شتاينتز الذي رافق نتانياهو قال: «لا أعتقد أن هناك أي سبب يدعو إلى الضغط على إسرائيل»، وزاد: «نحن مستعدون للسلام، ونريد التوصل إلى اتفاق ديبلوماسي، لكننا نشعر حقاً بقلق وخوف على أمننا القومي، ولن نجبر على تعريض أمن الدولة اليهودية للخطر».
ردّ آخر وردَ على لسان وزير الاقتصاد الإسرائيلي نفتالي بينيت: «نتانياهو سيحافظ على مصالح إسرائيل الاستراتيجية، ولن يقدم تنازلات ولن يوقع عليها»، وأضاف: «أن حزبه «البيت اليهودي» لن يقبل بأن تقدم الحكومة أي تنازل للسلطة الفلسطينية، وأنه يجب علينا ألا نوافق على كل شيء تطرحه الولايات المتحدة، فليس كل شيء تقدمه (أميركا) الأفضل لنا، وهنا يبدأ واجب رئيس الحكومة». وتساءل: «مع من سنوقع هذه الاتفاقية؟ مع أبو مازن؟ من يمثل بالضبط؟».
وفيما كانت واشنطن تشهد كل هذه النشاطات «المتصلة بالقضية العربية المركزية»، كانت أحداث أخرى في المنطقة تتفجر لتضيف إلى خطورة الوضع القائم، المزيد من التوتر. فقد أعلنت كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين سحب سفرائها من قطر.
وتأتي هذه الخطوة في شكل مفاجئ، ومن دون تمهيد مسبق علني على الأقل، وفي الأسباب الكامنة وراء هذا القرار الذي يعرض مجموعة دول مجلس التعاون الخليجي لأكبر تصدع وأخطره منذ قيامه في حقبة الثمانينات. وركز البيان الصادر عن الدول المعنية على عـدم احترام دولة قطر بعضَ «الاعتـبارات الأمنـيـة» ومنها أن ارتـبـاطاً وثـيـقاً بين قـطر وحـركة «الإخوان المسلمين» هو الذي أدى إلى هذا التطور.
إنها أزمة ثقة بين مجموعة الدول الست التي كانت تتغنى بالقضايا المشتركة التي تجمع دول مجلس التعاون كافة. وهذا التطور يطرح مسألة مهمة تتعلق بمصير المنظومات أو المنظمات الإقليمية، وهل لا تزال قادرة على مواكبة تطورات العصر، خصوصاً وسط الظروف العاصفة التى تجتاح العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه.
ومع الإشارة إلى هذا التصدع الخليجي، لا يمكن تجاهل الإشارة إلى التصدع العربي الذي يتمثل بالجامعة العربية، فهذه المنظومة التي تُناط بها المواكبة والإشراف على العمل العربي المشترك أصيبت بالترهل وبالتصدع. والمعادلة كانت منذ البداية ولا تزال: هل يريد العرب بالفعل جامعة قوية؟ أم إن الجامعة العربية بوضعها الحالي ومنذ انطلاقتها ما بعد الحرب العالمية الثانية، تعكس حال الانقسام والتشرذم القائمين داخل صفوف الدول العربية.
الحقيقة الواضحة وعلى طريقة كما تكونون يولى عليكم، تقوم على الطرح الآتي: الجامعة العربية هي على صورة أعضائها وشاكلتهم بكل تناقضاتهم وخلافاتهم، وأي كلام آخر أو غير هذا الكلام هو من قبيل ذر الرماد في العيون. وعملية تجميل لفشل التضامن العربي منذ ما يزيد على نصف قرن وما يشهده العالم العربي من غليان لم يعد باستطاعة منظومة الجامعة العربية احتواءه، أو القيام بدور أكثر فعالية لرأب صدعه هنا، ولملمة الصفوف هناك. وانتزاع مقعد سورية من الدول التي لا تزال قائمة، على رغم كل ما يحدث، ومنح المقعد لفصيل من فصائل المعارضة السورية، سابقة لم تشهدها الجامعة العربية طوال تاريخها.
وبعد... إلامَ تعود التطورات الجارية في العالم العربي؟
أولاً: ما تعانيه الدول العربية بوجه الإجمال حالياً، ليس من النوع الذي يطلق عليه «الأزمات العابرة»، بل على العكس، فإن الخطورة الماثلة تكمن في أن دول المنطقة من دون استثناء تدخل في «مدار تقسيمي» بالغ الخطورة، الأمر الذي يؤكد حدوث التحول التاريخي في واقع المنطقة من حيث سقوط منظمات ومنظومات التعاون التي كانت قائمة منذ ربع قرن وحتى الأمس القريب، وهذا يعني غلبة الاتجاه العام نحو الفردية والنزعة الاستقلالية على كل ما عداه من «صيغ تعاونية».
ثانياً: الزلزال السوري لا تزال ارتداداته تقض مضاجع الأمة من محيطها إلى خليجها وسيتضح في وقت ليس ببعيد أن كل ما تشهده سوريه خارج السيطرة الإقليمية وحتى الدولية.
ثالثاً: إن لبنان هو في خضم عملية الاستهداف على أكثر من جبهة وغير اتجاه، بداية من الإرهاب الذي نشر أجواء من الرعب في طول البلاد وعرضها. وتفعل أجهزة الدولة قدر استطاعتها وإمكاناتها لمواجهة هذا المد الإرهابي الخطير، لكن هذا المخطط يمتلك معطيات ومقدرات بشرية و «حركات جهادية» تدعي النضال، الأمر الذي يعني تواصل وجود لبنان في هذا المدار الخطر. تتعاظم هذه الأخطار عندما نعلم أن الشهور المقبلة ستشهد الكثير من الاستحقاقات، بعضها معلوم كانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وبعضها الآخر ما زال مجهولاً، من حيث ما يخطط لهذا البلد، وفي ظل الانقسامات الحادة داخل مكونات المجتمع اللبناني. وكم كان مؤسفاً بلوغ «الحوار» بين رأس هرم السلطة الرئيس ميشال سليمان، و «حزب الله»، الدرك الذي بلغه حول معادلات «الذهب والخشب». وإضافة إلى ذلك، فإن أزمة الاتفاق على صيغة البيان الوزاري للحكومة الجديدة تعكس حال التصدع القائم في البلاد، لكن السؤال الذي يطرح: هل الجهات المعلومة والمجهولة التي أوحت بتشكيل الحكومة بعد عشرة أشهر وعشرة أيام من الجهود، هي نفسها يجب أن تكون قادرة على تذليل عقبة البيان الوزاري وغيره من الأزمات التي تعصف بلبنان؟
واستناداً إلى بعض المعطيات الظاهر ومنها والمستتر، يجب القول ولو تكراراً إن الآتي من الأيام ومن التطورات سيكون هو الأعظم.
رأي الوطن: ضغوطات كبيرة تواجه المفاوض الفلسطيني
بقلم: أسرة التحرير عن الوطن القطرية
يبدو المشهد السياسي المرتبط بجهود عملية السلام في الشرق الاوسط، والذي يتسم بحراك تقوده واشنطن، عبر الجولات المكوكية المستمرة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري، يبدو هذا المشهد مغرقا في الغموض، وتكتنفه تساؤلات حائرة، وذلك بالنظر إلى أن هذه الجهود لم تحقق أشياء ملموسة على أرض الواقع حتى الآن. وتكشف المتابعة اللصيقة لملف الجهود الراهنة للولايات المتحدة في الملف الفلسطيني، بأن هنالك عراقيل عديدة تواصل إسرائيل وضعها بطريق السلام، ويتمثل ذلك في تصريحات متكررة لرئيس الوزراء الإسرائيلي يقول فيها تحديدا إنه لن يقبل مطلقا بتجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وأخذ نتانياهو يطالب الطرف الفلسطيني بقبول ما يسميه بـ«الدولة اليهودية». في المقابل، فقد أعلنت السلطة الفلسطينية رفضها لقبول ما يريده نتانياهو، وفي هذا الصدد، جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس قوله إنه لن يعترف بـ«يهودية دولة اسرائيل» برغم كل الضغوطات.
إننا نرى بأنه في ظل هذه المعطيات المرتبطة بجهود تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط، فإنه يصعب التكهن بما ستؤول إليه جهود واشنطن لإنقاذ عملية السلام.
وهنا يتجدد الحديث عن ضرورة تكثيف الدول العربية والإسلامية لمواقفها المؤازرة للقضية الفلسطينية في هذا التوقيت المحفوف بالمخاطر، الذي يحتاج فيه المفاوض الفلسطيني إلى دعم قوي في وجه ضغوط كبيرة يتعرض لها لتقديم تنازلات في ملف مصيري بالنسبة لكل الفلسطينيين. ونرى إجمالا بأنه لا مجال في خاتمة المطاف سوى لإرساء الحل العادل، الذي يرتضيه الشعب الفلسطيني، والذي حفظته الكثير من القرارات التي أصدرتها مؤسسات الشرعية الدولية.
مجرد خطوة في الاتجاه الصحيح
بقلم: د . عبدالعزيز المقالح عن الخليج الاماراتية
في هذا المناخ من الصمت المضروب حول القضايا العربية الكبرى ومنها قضيتهم الأولى والمركزية، قضية فلسطين، يخرج البرلمان الأردني ليقول كلمته التي هي كلمة الشعب العربي في الأردن، وفي كل مكان من الأرض العربية، عن ضرورة ردع الكيان الصهيوني، وإيقاف صلفه المتزايد من خلال طرد سفيره في الأردن كخطوة تتلوها خطوات لمقاطعة هذا الكيان العدواني المستفز الذي تركزت جهوده في الآونة الأخيرة على التوسع في المستعمرات الاستيطانية من ناحية، وعلى تهديد الأقصى من ناحية ثانية . وكان واضحاً أنه منذ وقت طويل لا يتردد عن استغلال الخلافات القائمة بين العرب الأشقاء وانشغالهم بأوضاعهم الداخلية ليستكمل مخططه الصهيوني في الاستيلاء على ما تبقى من الأرض الفلسطينية في أيدي أبنائها، ووضع الجميع - في تحدٍ سافر- أمام الأمر الواقع .
ويمكن للمتابع أن يدرك أن هذا الكيان الإرهابي الطامع قد تمادى في الفترة الأخيرة، ومنذ اشتعال "الانتفاضات العربية" تحديداً في الاستيلاء على مزيد من الأراضي الفلسطينية في الضفة، وتمادت قواته وأنصاره في العدوان على المسجد الأقصى واقتحامه عشرات المرات، فضلاً عن استمرار حالات القتل والاعتقال ومواجهة الاحتجاجات بالحديد والنار . ويلاحظ أن من يسميهم البعض ب "أصدقائنا في البيت الأبيض" يتجاهلون ما يحدث أو إذا تحدثوا فإنهم يقللون من شأنه ويواصلون بذل جهودهم السرابية في تمديد المفاوضات، ونشر صور اللقاءات التي تتم بين الحين والآخر في محاولة لذر الرماد في العيون وإخفاء ما يتم على صعيد الواقع من اعتداءات وانتهاكات بلغت ذروتها في الآونة الأخيرة في كل من القدس والضفة وغزة .
لقد كشّر الكيان الصهيوني عن أنيابه ليس بذلك فحسب، بل تمادى في نهش الجسد الفلسطيني، معتمداً على انشغال كل قطر عربي بما يحدث له أو بما يحدث لجيرانه . ومن هنا تأتي أهمية الخطوة التي اتخذها البرلمان الأردني وأنها جاءت في وقتها المناسب، لتوقظ الغافلين والمتغافلين، وأكدت أن للصمت نهاية ولتجاهل الواقع المرير نهاية، وإذا لم تسارع الأنظمة العربية إلى اتخاذ موقف سريع وعاجل يتناسب مع ما يحدث للأقصى الشريف، فإن المؤشرات الراهنة تنذر بما هو أسوأ ليس على الصعيد الفلسطيني فحسب، بل على سائر الصعد في المنطقة العربية بأكملها، فالكيان التوسعي العدواني يرى أن الفرصة مواتية للقيام بمغامرة ليس ضد إيران كما كان يقول، وإنما ضد أقطار عربية بعينها ولا يستبعد بعض المراقبين أن تكون الأردن في مقدمتها .
وما يبعث على الأسى ويستحق المراجعة المستعجلة الثقة المبالغ فيها لدى بعض الأنظمة العربية برؤساء الولايات المتحدة الذين تعاقبوا على البيت الأبيض منذ أربعة عقود تقريباً، وهي ثقة في غير محلها على الإطلاق سواء فيما يتعلق بالموقف من الكيان الصهيوني أو غيره من المواقف، وسبق أن حدثني أحد الساسة الكبار بعد مرافقته أحد القادة العرب في زيارته للبيت الأبيض وما تضمنه حديث الرئيس الأمريكي في ذلك الحين من وعود وتطمينات، وبأن الولايات المتحدة لن تسمح أبداً بزعزعة الاستقرار الإقليمي في المنطقة، كما لن تسمح بأن يأخذ الكيان الصهيوني أكثر من حجمه الحالي (في ذلك الحين) وكانت الجرافات يومئذ تقوم بهدم المنازل وقلع الأشجار وبناء المستعمرات الجديدة، ما يؤكد أن عبارة زعزعة الاستقرار الإقليمي من المحفوظات المتداولة في البيت الأبيض وأنه يعني شيئاً واحداً هو عدم السماح بزعزعة واقع الحليف أو شرطي حراسة المصالح الأمريكية في المنطقة .
أوباما ولعبة الضغط على "إسرائيل"
بقلم: عوني صادق عن الخليج الاماراتية
قام رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو، قبل أيام، بزيارة لواشنطن التقى فيها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وبحثا خلال اللقاء موضوع المفاوضات بين الحكومة "الإسرائيلية" والسلطة الفلسطينية . وفي اليوم التالي، صرح مسؤول أمريكي، فضل عدم الكشف عن اسمه، بأن أوباما "تعهد لنتنياهو خلال اللقاء بالضغط على أبو مازن من أجل التوصل إلى اتفاق سلام" .
وصل نتنياهو إلى واشنطن بعد أن أكد على مطالبه لقبول "اتفاق الإطار" الذي يسعى إليه وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، وبعد أن تبنى الأخير تقريباً كل مطالبه، بما في ذلك مطلب اعتراف السلطة الفلسطينية ب "يهودية إسرائيل"، وإسقاط حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، والخطة الأمنية التي وضعها . وجدد نتنياهو في واشنطن زعمه عن عدم وجود "شريك فلسطيني" لصنع السلام، بعد أن "وفت "إسرائيل" بكل ما هو مطلوب منها" .
مع ذلك، تحدث أوباما عن ضرورة أن "يتخذ نتنياهو قرارات صعبة" من أجل التوصل إلى الاتفاق . وبالرغم من "الإشادات" التي قالها أوباما بمواقف نتنياهو، إلا أن أنصار الأخير رأوا في تحذيرات أوباما من فشل المفاوضات وتأثيراته في ""إسرائيل" ووضعها الاقتصادي" نوعاً من "الضغط" على نتنياهو تجاوز المعتاد، وبينما حاولت الصحافة "الإسرائيلية" أن توحي بأن زيارة نتنياهو ستكون حاسمة في شأن المفاوضات، إلا أن واحداً منهم، على الأقل، هو شمعون شيفر، كتب يقول قبل أن يبدأ نتنياهو زيارته، إنه بعد أن أيقن كيري بفشله في فرض "اتفاق الإطار"، صار المتوقع أن يجري البحث في واشنطن عن "كلمات لتمديد المفاوضات" .
وتهمة "الضغط" التي ألصقوها بأوباما، هي أكذوبة "إسرائيلية" في الأساس، لكنها "لعبة" أمريكية مارستها كل الإدارات الأمريكية لمصلحة "إسرائيل"، منذ ما بعد حرب 1967 على الأقل . إن كل الإدارات الأمريكية التي جاءت بعد ذلك التاريخ، ومنها بالطبع إدارة أوباما، دأبت على الإعلان أنها لا تستطيع أن تضغط على "حكومة "إسرائيلية""، إما لأن ذلك لا يتماشى و"تقاليد أمريكا في الديمقراطية" و"عدم التدخل في شؤون الآخرين"، وإما لأن ذلك الضغط سيجعل الحكومة "الإسرائيلية" المعنية أكثر تشدداً أو تعنتاً، أو لأن ذلك قد يسقط الحكومة القائمة ويأتي بحكومة أكثر يمينية . (مع أن الجميع يعترفون بأن حكومة نتنياهو الحالية هي أكثر الحكومات اليمينية في تاريخ "إسرائيل") .
لقد داومت الإدارات الأمريكية في ما يسمى "الضغط" على الحكومات "الإسرائيلية" على القيام بلعبة باتت معروفة إلى حد الافتضاح، فهي إذ تضغط على الحكومة "الإسرائيلية" (عندما تضغط) من خلال بعض "الأقوال"، تقوم بالضغط الفعلي على خصومها بالأفعال والمواقف، وأحياناً بالوسائل العسكرية، ودائماً لمصلحة "دولة "إسرائيل"" . وهو ما يحدث اليوم مع أوباما وكيري وأكذوبة ضغطهما على نتنياهو .
وعندما أشار كيري، في مؤتمر دافوس الأخير، إلى ما يمكن أن يحدث لازدهار "إسرائيل" الاقتصادي في حال فشل المفاوضات الجارية، قامت الدنيا ولم تقعد، وصنفوه على أنه ليس صديقاً ل "إسرائيل"، حتى اضطر أوباما للدفاع عنه، مع أن المقصود كان منع انتشار الصورة السيئة لنتنياهو وحكومته، بعد أن ازدادت مطالبه من الفلسطينيين حتى وصلت إلى مطلب الاستسلام . في الوقت نفسه، فإن كيري وهو يطالب نتنياهو ببعض "التنازلات"، التي ليست تنازلات (الانسحاب من أرض محتلة ليس تنازلاً)، لم ينس مرة أن يجدد ويؤكد على مسامع نتنياهو أن "أمن "إسرائيل" أولوية أولى لدى إدارته"، وكذلك فعل أوباما خلال لقائه نتنياهو في البيت الأبيض، وفي كل مناسبة، وحتى من دون مناسبة . وعندما يبدو الأمر كأن حكومة "إسرائيلية" استجابت ل "ضغط" إدارة أمريكية، يكون ذلك مقابل ثمن، أموالاً وأسلحة ومواقف سياسية جديدة .
ونرى اليوم أوباما يحاول أن يحصل على موافقة نتنياهو على "اتفاق الإطار"، وهو "ورقة غير ملزمة"، مقابل الحصول على اعتراف فلسطيني ب"يهودية "إسرائيل"" . أما أضعف الإيمان، فأصبح "تمديد المفاوضات" مقابل "كلام عام" لا يعني أي شيء بالنسبة إلى نتنياهو! ولا نعرف ماذا ستعطيه إدارة أوباما مقابل ذلك، مع أن تمديد المفاوضات هو مطلب "إسرائيلي" في الأساس .
وبالرغم من التصريحات الكثيرة التي أدلى بها مسؤولون فلسطينيون، إلى جانب تصريحات الرئيس محمود عباس نفسه، خلال الأسابيع الأخيرة بشأن التمسك ب"الثوابت"، ورفض مبدأ الاعتراف ب"يهودية الدولة"، إلا أن تعهد أوباما بالضغط على الرئيس عباس يعني في ما يعنيه أن "الانتقادات" التي وجهها لنتنياهو، حول عمليات الاستيطان وبقاء الاحتلال، ليست أكثر من "كلمات" للاستهلاك الفلسطيني أساساً، والعربي بعد ذلك، خصوصاً بعد أن تبنى الموقف "الإسرائيلي" بدءاً من "أمن "إسرائيل" وحتى يهودية الدولة" . كذلك، فإن تعهده بالضغط على عباس ليس مجرد كلمات كما هو الحال مع نتنياهو، وعندما يسأل أوباما عباس من أين ستدفع رواتب الموظفين عندك، يعني أنه سيوقف المساعدات بالفعل، ليس فقط التي تأتي من أمريكا، بل ومن الاتحاد الأوروبي أيضاً، وربما من بعض الدول العربية كذلك . إن مفاعيل هذا "الكلام" يظهر قبل أن يصل عباس إلى البيت الأبيض . وقد ذكرت مصادر فلسطينية أن عباس "يميل إلى تمديد المفاوضات مقابل وقف جزئي غير معلن للاستيطان" . أما سؤال أوباما لنتنياهو متى ستنهون الاحتلال، فيعني: أعطنا موعداً كاذباً نبني عليه أكاذيبنا .
ماذا بقي للفلسطيني؟
بقلم: نصري الصايغ عن السفير البيروتية
حظيت إسرائيل في تاريخها، بما يتناسب مع مشروعها الذي رسمت خطوطه وخطواته في مدينة «بازل» في سويسرا. من كان يصدق، في ذلك الزمن، أي في السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر، ان الحلم الخرافي لإيجاد وطن قومي لليهود في فلسطين، كان معقولاً أو ممكن التحقق؟ طموح مجنون يكاد يتصل بالمستحيل. غير أن هذا الجنون، وجد طريقه إلى التنفيذ. إذ اقتضى توظيف قوى عالمية وقوى دول، وقوى محلية وذاتية، لإقامة دولة بعيدة، في قارة آسيا، وتحديداً في فلسطين، لإقامة دولة في «أرض بلا شعب»، لـ«شعب بلا ارض»، منتشر في الأقاصي البعيدة.
مشروع خرافي ولكنه تحقق. جمعت الأموال. وظفت العقول، إقيمت الاتصالات، أرسلت الوفود، استعملت الضغوط، انتهزت الفرص. جيء «بالعهد القديم» لاختيار أسطورة «أرض الميعاد» والصعود إلى أورشليم. عزفت الصهيونية على وتر الاضطهاد الذي لقيه اليهود في أوروبا، صنّعت دعاية متفوقة لاستنزاف «الهولوكوست»، وجعلها مرجعية روحية وثقافية وشرعية لمشروع «إنقاذ اليهود» من المحارق وأعاصير الاضطهاد. ثم... خاضت حروباً، استدرجت عروضاً لتصبح أقوى ثم أقوى ثم أقوى. وفر الغرب لها وعداً. ثم عهداً، ثم دعماً. لم يقصر معها. اعتبرها حركة تحرير اليهود. ودعم إقامة دولة اليهود في فلسطين فيما كانت حصة العرب من الغرب، ضرب حركات التحرر، وإنزال عقوبة الاحتلال والانتداب. ثم ترهيب المقاومين بدعوة انهم إرهاب.
نجحت الحركة الصهيونية في إقناع الغرب بأن إسرائيل حاجة له، وأقنعت اليهود بأن ظهرهم محمي في الغرب. ولولا حضانة الدول لما خرجت إسرائيل من رحم الحلم المجنون: تجميع اليهود في فلسطين.
منذ «الوعد» إلى تحقيق «العهد» لم تكن إسرائيل وحيدة. كانت على الدوام، محظية الدول الكبرى في الغرب والشرق. ولدت بقرار دولي، دعمت بدول استعمارية، تبنتها الولايات المتحدة الأميركية، القوة الأعظم في العالم، صارت شريكاً في تقرير السياسات الإقليمية، وتلزم أميركا بشروطها، إلا في ما ندر. شاركت في حرب السويس، وفازت باحتلال سيناء، فيما حليفاها فشلا في احتلال السويس. في الخامس من حزيران، صفق العالم لانتصار إسرائيل على ثلاثة جيوش بثلاثة أيام. وفيما كان العالم يرقص طرباً لانتصار إسرائيل، وإمكانية تحقيق يهوديتها، كان العالم يتفرج على المأساة الفلسطينية الثانية، ويمن عليه بقرارات دولية ظالمة، وغير قابلة للتنفيذ.
الحلم اللامعقول، في إقامة دولة يهودية، ليهود العالم كلهم، إن شاؤوا، صار حقيقة ساحقة. إسرائيل، الإبن الدولي الذي يسمح له ما يمنع على غيره، ويغفر له ويمجد، إذا ارتكب الفظائع، وهكذا، ارتكب العالم المتحضر، أبشع جريمة بعد استعماره للشعوب، عبر إقامة دولة إسرائيل، كاحتلال مؤبد، لاستيطان متوحش... بربرية العالم مسموحة بأيدٍ إسرائيلية.
تحنن العالم على الفلسطيني بالوفود المنحازة، والمشاريع المنتقصة، والمبادرات المساومة... لجان لا تحصى أرسلت، مبعوثون مهرة زاروا هذه البلاد، بهدف إيجاد حل لمعضلة الصراع. كان يؤخذ من العرب وفلسطين وتأخذ من الفلسطيني والعربي. تقدمت اسرائيل على العرب، تراجعت منظمة التحرير ثم «الفصائل»، فيما تقوقعت دول وتصالحت أنظمة مع العدو، ولم يخرج الفلسطيني من خيامه ومن قيده إلى فسحة حرة من وطنه. باستثناء انسحابها الذليل وهزيمتها في لبنان، لم تتراجع إسرائيل عن شبر أرض غير فلسطينية من دون أن تقبض ثمناً. قبضته من مصر ومن الأردن وفرضت على منظمة التحرير، أن تتخلى عن الميثاق الوطني الفلسطيني، وأن تنبذ العنف (أي الثورة) وألا تلجأ إلى «الإرهاب» (أي المقاومة) وأن تعترف بإسرائيل، مقابل بنود مطاطة وقع عليها في اتفاق أوسلو.
بعد الانتفاضة الأولى، كان الظن أن «أوسلو» هو الطريق إلى نصف الوطن. فالنصف الأول هو إسرائيل، أما النصف الثاني (وهو ليس نصف بل 22 في المئة من فلسطين) فهو «لا فلسطين». هي أراضٍ بلا كنية عربية، أما في العبرية، فهي يهودا والسامرة.
وبعد 21 عاماً من اتفاق أوسلو، لم يبق من مناطق فلسطينية تحت «إدارة الحكم الذاتي» سوى معازل محاصرة وجدار فاصل وأمن مفروض بالقوة، ومناطق محاطة بحواجز المستوطنات التي تنمو وتتكاثر بلا رادع، لا دولي ولا أميركي! ولا عربي (أين هم؟) ولا فلسطيني.
هذا المشروع المجنون لا يكتمل بإقامة دولة إسرائيل فقط، على جزء من حلمها. اكتماله يقضي بإعلان هويته اليهودية. فماذا بقي من فلسطين بعد كل هذا المسار؟
بقي ان يصر الفلسطيني على عدم الاعتراف بيهودية الدولة. أضعف الإيمان هذا، يحرم إسرائيل من أساس مشروعها. هي دولة احتلال لفلسطين، وستبقى كذلك، إلا إذا اعترف الفلسطيني بأنها دولة يهودية ولليهود. والاعتراف هذا، تصفية كاملة لقضية فلسطين. يخسر الفلسطيني حقه المهضوم الآن، وحقه الطبيعي المفترض، ويصير لاجئاً في العراء العربي والدولي. إذا اعترف الفلسطيني يخسر كل ما لم يخسره في الحروب والاجتياحات والمجازر والاستيطان، نهائياً.
القبول بفلسطين دولة لليهود، بلا حدود، يعني أن الفلسطيني موجود في أرض ليست له، ولم تكن له، ولن تعود إليه، فالأرض عندها يهودية والشعب يهودي، ويشرّع السؤال حينها عن سبب وجود الفلسطيني في إسرائيل.
القبول بيهودية الدولة، يعني أن يصبح الفلسطيني مهجراً أبدياً. لا وطن له، لا في الحلم ولا في الواقع. لا إمكانية البتة لفكرة وطن، إذا اعترف... سيخسر سرديته لتاريخه. لن يعود قادراً على رواية قصته المأساوية من وعد بلفور وما رافق مسيرته من قتل ومذابح وتهجير على مدى قرن من الزمن. الفلسطيني يصبح كائناً غير موجود، مع أنه موجود. فلسطينيته انتحال صفة: لا فلسطين ولا فلسطيني، بل دولة يهودية بسكان يهود.
فليذهب الفلسطينيون إلى الصحراء، واليهود لن يعودوا إلى ما وراء البحار. إسرائيل صنعت معجزة جمع اليهود في فلسطين، والعرب ابتكروا معجزة تبديد العرب طوائف ومذاهب وأقواماً وأنظمة وملوكاً وأمراء ورؤساء. فلسطين هي الربع الممتلئ باليهود، والعرب، ربع خالٍ من شعوبه.
ولا مرة كانت اسرائيل تعوزها القوة لاستكمال مشروعها. القوة ميسورة ومتوفرة وعلى «ايد من يغرف»، حتى أصبحت ثكنة عسكرية حتى الأسنان. لم يبخل عليها بأي سلاح. النووي موجود، من أيام الحنان الفرنسي. الكيميائي موجود، الطيران موجود، الصواريخ، القباب الحديدية. ولديها دوام عسكري في السياسة لا تحيد عنه... كل هذا لا ينفع. لا تعوزها القوة، ولا يعوزها غير اعتراف الفلسطيني بأن إسرائيل دولة يهودية. أي اعتراف الفلسطيني بأنه ليس فلسطينيا إلى الأبد.
لم ولن تقبل إسرائيل بمشروع الدولة الديموقراطية التي يعيش فيها اليهودي والفلسطيني معا في دولة واحدة. فهذا انتحار للمشروع الصهيوني، وإضاعة للسبب الذي من أجله أنشئت إسرائيل.
لم ولن تقبل إسرائيل بدولة ثنائية القومية. «قوميتان لا تتعايشان» فوق أرض واحدة. هذه الثنائية تقسيم لجسد الدولة.
لم ولن تقبل بإقامة دولة فلسطينية، ولو منزوعة السلاح، ولو من دون سيادة. ستترك الفلسطيني على حاله، في حالة اهتراء، يعيش على أموال الإغاثة والمساعدات المشروطة المذلة. سيكون الفلسطيني، واقعاً، بلا حلم وبلا هوية وبلا غد.
إسرائيل لا تريد فلسطين ولا تريد الفلسطيني.
وهذا ما تسعى إليه من خلال شرطها الوجودي، الاعتراف بيهودية الدولة.
إن القبول بهذا، لا يعني استسلاماً، بل انتحاراً جماعياً.
يحصل هذا، بتأييد غربي ولا مبالاة عربية وعجز فلسطيني.
هذا زمن الكارثة... قبل زمن الامِّحاء.
هل يفعلها أوباما..!
بقلم: عودة عودة عن الرأي الأردنية
ما الذي سيفعله الرئيس الامريكي باراك اوباما بعد لقائه الفاشل مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن قبل ايام قليلة، فقد قالها نتنياهو وبصراحة متناهية وبالفم الملآن لاوباما نفسه وللعالم كله ايضا: لا اريد دولة ثنائية القومية ولا اريد دولة اخرى..وهذا يعني انه يريد إبتلاع فلسطين كلها..
لم يخف الرئيس اوباما امتعاضه ويأسه، ومن جملة ما قاله بعد اللقاء: ان الوقت ينفذ بالنسبة لاسرائيل كدولة ذات( أغلبية) يهودية _وهنا لاحظوا رفضه ليهودية اسرائيل..وإذا لم يحل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي الان، فمتى وان لم يكن انت فمن يكون غيرك..؟!..إذا وصل الفلسطينيون الى هذا الاستنتاج بأن دولة لهم لم تعد ممكنة ماذا نقول لهم وللمجتمع الدولي..إسرائيل ستعيش في عزلة دولية ومواجهة موقف صعب ومستقبلا غامضا وان الدفاع الاميركي عنها سيكون صعبا...!
بعد اللقاء المنتظر والقريب بين الرئيسين اوباما وعباس في واشنطن في السابع عشر من الشهر الحالي، ما الذي سيقوله الرئيس اوباما-الذي طالما تحدث عن العدالة وانها جوهر الحياة- للرئيس الفلسطيني محمود عباس ولشعبه وللعالم كله..؟!
يمكن للرئيس اوباما ان يكون رئيسا شجاعا كسابقيه من الرؤساء الاميركيين بالنسبة للقضية الفلسطينية..الرئيس ايزنهاور اصر العام 1956 على انسحاب اسرائيل من غزة فورا وفعلا اذعن بن غوريون لللاوامر الاميركية، فقد استيقظ اهالي غزة صباح اليوم التالي فلم يجدوا جند يا واحدا في شوارعها..
رئيس اميركي اخر هو بوش الاب أصر على مشاركة اسرائيل العام 1991 في مؤتمر مدريد وعند ما تلكأ اسحق شامير في الرد هدده بإلغاء ضمانات القروض والتي كانت حينذاك 10 مليارات دولار سنويا
أنصح الرئيس اوباما بوصفة بوش الاب فهي الاقسى فليس هناك أحب على اليهودي من المال،اما وصفة ايزنهاور فهي القاضية...!
التطبيع مع إسرائيل
بقلم: مصطفى الصراف عن القبس الكويتية
• الشعوب العربية لم تتنازل عن كرامتها وتستسلم، كما فعل بعض حكامها.
عندما زرعت الصهيونية العالمية إسرائيل في كبد الوطن العربي على أرض فلسطين السليبة، كان الهدف من ذلك ان ينتشر هذا الكيان السرطاني في كل الجسد العربي، كما هو معلن في علم ذلك الكيان ذي الخطين الأزرقين إشارة إلى الفرات والنيل، وتتوسطهما نجمة داوود رمز إسرائيل. وبذلك الانتشار الذي كان مؤملا عليه ان تتم من خلاله الهيمنة الصهيونية على كامل الوطن العربي، ويصبح تحت النفوذ الصهيوني بكل مقوماته العسكرية والاقتصادية والتعليمية والدينية. فيتم القضاء على المجتمعين العربي والإسلامي، وتطمس حضارتهما ويحل محلهما مجتمع صهيوني يبقى إلى الأبد. وقد بُذلت لتحقيق ذلك جهود وأموال لا تحصى، وصيغت له سيناريوهات وخطط ومشاريع عدة لمحو فلسطين من ذاكرة الشعوب العربية، بما في ذلك محاولات شراء بعض الحكام العرب ورجال الدين لتمرير تلك المخططات.
ولكن الشعوب العربية لم تتنازل عن كرامتها وتستسلم، كما فعل بعض حكامها، بل رفضت التطبيع وبقيت ترفضه رغم الهزائم العسكرية التي منيت بها الجيوش العربية، بسبب سوء تدبير قادتها وانحياز أميركا للقتال إلى جانب ربيبتها إسرائيل بمدها بأحدث الأسلحة، ومنعها عن الدول العربية، لا سيما الدول المحيطة بإسرائيل. فكانت اتفاقيات كامب ديفيد وأوسلو نتاجا للضغوط الصهيونية على الحكام العرب. ومع ذلك لم تستسلم الشعوب العربية ورفضت التطبيع. وبقيت ملايين الشعب الفلسطيني المنكوب في المخيمات تقدم مواكب الشهداء لاستعادة فلسطين، ورضيت بالعيش في المخيمات، على امل العودة الى ارضها، رغم ما عانته وتعانيه من فقر وحرمان وحياة أكثر دنوًّا من عيشة البشر، في وقت تصدر فيه فائض الاموال العربية لتودع في المصارف الصهيونية في الغرب بدلا من ان تسخر للقضية الفلسطينية.
ولكن الصهيونية العالمية تلقت ضربة قاتلة حينما قامت الثورة الاسلامية في ايران، وقلبت نظام الشاه الحليف لاسرائيل وأعلنت العداء لاسرائيل الى جانب الشعب الفلسطيني، وتسليم سفارة اسرائيل في ايران للسلطة الفلسطينية، واعتبار قضية فلسطين اسلامية مركزية. مما حدا الصهيونية العالمية الى تحريك صدام حسين لمحاربتها والثورة ما زالت في مهدها. وما لبثت وسائل الإعلام الصهيونية - ما كان منها غريباً أو عربياً - تروج لفكرة استبدال العداء لإسرائيل بعداء لإيران لاستمالة الشعوب العربية، بإشاعة فكرة تصدير الثورة الإيرانية للشعوب العربية من ناحية، واستغلال الخلاف المذهبي لتأجيج الكراهية للشعب الإيراني المسلم من ناحية أخرى.
وهذه الإشاعة - أيضاً - كشفت، وقد بدأت تنحسر هذه الموجات، بعد ان أدركت الشعوب العربية أبعاد تلك المؤامرة. وها هي الجمهورية الإسلامية في طريق عودتها لتكون ضمن الصف العربي في حمل قضاياه ضد الصهيونية العالمية، باعتبار إيران إحدى كبرى دول المنطقة والشريكة في بناء مستقبل أجيالها، على خلاف تلك الدول الاستعمارية المعادية منذ فجر التاريخ للعرب وللمسلمين، تبتدع المخططات والأكاذيب لاحتلال أراضي الوطن العربي وزرع قواعدها العسكرية فيه ونهب خيراته، وتتعالى قياداتهم وتتسلط على الأمتين العربية والإسلامية بدافع من الحقد والاحتقار المعشش في قلوبهم وكيانهم. ولذا، فإن الصهيونية العالمية اليوم تعيش أزمتها أمام تفتح عقول أبناء المنطقة على مخططاتها التآمرية. وتحاول الصهيونية في مقابل ذلك إشغالنا في حروب مذهبية.
إيران وفرصتها لعزل إسرائيل
بقلم: كاميليا انتخابي فرد عن الشرق الأوسط
بعد ثماني سنوات خاضا خلالها أكثر الحروب دموية، قرر العراق وإيران في نهاية الأمر وقف إطلاق النار.
خلفت تلك الحرب نصف مليون قتيل من كلا الجانبين ومئات الآلاف من المعوقين والجرحى. انتهت الحرب لكن العداء بين الجارتين ظل مشتعلا. وعلى الجانب الآخر من الحدود، استولت على السلطة في أفغانستان جماعة إسلامية متشددة تضمر كراهية شديدة نحو جارتها إيران ذات الأغلبية الشيعية. في عام 1997، اُختطف دبلوماسيون إيرانيون في مدينة مزار شريف الأفغانية وقُتلوا على يد حركة طالبان، وكانت الدولتان قاب قوسين أو أدنى من الدخول في حرب بسبب تلك الحادثة. وبسبب كثرة أعدائها، تبدو إيران محاطة بمجموعة من الدول التي يتداول على السلطة فيها حكومات تنتهج نفس السياسة المعادية لطهران.
وفي مفاجأة غير متوقعة، شن جورج دبليو بوش حربا ضد أفغانستان للثأر من هجوم الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001 في مدينة نيويورك. سقط نظام حركة طالبان، ثم جاء الدور على صدام حسين للتخلص منه. هاجمت الولايات المتحدة العراق وأسرت صدام حسين، فانهار بذلك النظام البعثي.
وبعد أن كان العراق وأفغانستان من أشد الدول عداء تجاه إيران، تحول البلدان فجأة إلى أفضل أصدقاء إيران. كم أنت محظوظة يا إيران!
وتشير تلك الأحداث إلى حقيقة أنه كلما وجدت إيران نفسها وقد أُحيط بها ولاحت في الأفق نذر مواجهة ما، امتدت لها يد المساعدة من حيث لا تدري لإنقاذ النظام في طهران.
كنت أبغي من وراء عرض هذه المقدمة إلى إقناع القراء إلى أي مدى تبدو إيران محظوظة كلما بدت مقبلة على اختبار تجربة صعبة جديدة. وفي الوقت الذي تزداد فيه حدة التوتر بين الغرب وروسيا بشأن الوضع في أوكرانيا، تجد إيران مرة أخرى نفسها في وضع ممتاز.
فبقدر ما تبدو في الأفق إمكانية قيام روسيا بغزو شبه جزيرة القرم الأوكرانية وتصاعد التوتر بين البيت الأبيض والكرملين، يتوفر لإيران الفرصة للاستفادة بقدر أكبر من تلك الظروف.
وبفضل قربها من روسيا ودخولها في محادثات مكثفة مثمرة مع الولايات المتحدة والقوى الأوروبية الكبرى بشأن برنامجها النووي، يمكن لإيران أن تستفيد كثيرا من قربها من موسكو في الوقت الحالي.
حتى هذه اللحظة، لم تعلن إيران عن موقفها الرسمي إزاء التوتر في أوكرانيا، لكن وسائل الإعلام الحكومية تدعم موقف روسيا. وبما أن إيران تحتاج إلى دعم روسيا خلال المحادثات النووية من أجل رفع العقوبات، وكذلك دعما فيما يخص المسألة السورية لضمان بقاء الأسد في السلطة، ترى طهران أنه من الواجب الوقوف بجانب روسيا حتى ولو بشكل غير رسمي.
وهكذا فإن هذا الدعم الخفي ريما يمكِّن إيران في النهاية من الحصول على صفقة صواريخ s300 المضادة للطائرات من روسيا، والتي جرى بيعها لإيران منذ فترة طويلة ولكن طهران لم تتسلمها حتى الآن بسبب ضغوط الدول الغربية على روسيا.
ربما تستفيد إيران من التوتر الحالي بين الغرب وروسيا بشأن أوكرانيا، لا سيما في كسب المزيد من الدعم لبشار الأسد، وفي الوقت نفسه تكون لها اليد العليا خلال المحادثات النووية القادمة للتوصل إلى اتفاق دائم مع القوى الغربية.
بذل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يزور الولايات المتحدة لحضور اجتماعات لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك) - أكبر جماعة ضغط مؤيدة لإسرائيل - قصارى جهده للفت انتباه وسائل الإعلام إلى استيلاء البحرية الإسرائيلية في البحر الأحمر يوم الأربعاء على سفينة كانت تحمل عشرات الصواريخ القادمة من إيران والمصنوعة في سوريا حسب تصريحات مسؤولين إسرائيليين. وأشار نتنياهو إلى أن الصواريخ كانت في طريقها إلى مقاتلي حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة. وأضاف نتنياهو الغاضب في خطابه أمام لجنة إيباك يوم الثلاثاء أن القوى العالمية، التي تتفاوض بشأن كبح جماح البرنامج النووي الإيراني، ستسمح لطهران بالاحتفاظ ببعض التقنيات التي يمكن استخدامها في صنع القنابل.
لا أحد في أميركا يأخذ تصريحات نتنتياهو على محمل الجد، حيث يرونه مجرد رجل غاضب، كما يرون أن مزاعمه بشأن تلك السفينة المحملة بالصواريخ مثيرة للشكوك نوعا ما بسبب تصادف حدوثها أثناء زيارته للولايات المتحدة!
وفي حال لم تكن الولايات المتحدة وروسيا غارقتين إلى أذنيهما في أزمة شبه جزيرة القرم الأوكرانية، ربما كان نتنياهو قد نجح في لفت الانتباه إلى قضية سفينة الصواريخ، لكنه لم ينجح هذه المرة! رفضت إيران المزاعم الإسرائيلية، ووصفتها بأنها «كذبة إسرائيلية جديدة تهدف لتبرير وإطالة أمد الحصار، الذي تفرضه على غزة».
كان من الممكن أن تجد تلك المزاعم الإسرائيلية آذانا صاغية في وقت آخر، أما الآن فالعالم مشغول بمواجهة بين أكبر قوة لم تتغير منذ الحرب الباردة مع روسيا. سوف تتلقى إيران قريبا الدفعة الثانية من الأصول المجمدة، والتي عادت إليها بموجب اتفاق نووي مؤقت مع القوى العالمية.
يوكيا أمانو، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أشار يوم الاثنين إلى أن إيران حققت تقدما كافيا للحصول على دفعة الأصول المجمدة البالغة 450 مليون دولار والمقرر أن تكون طهران تسلمتها في الأول من مارس (آزار). ومن المفروض أن يكون قد جرى تسليم دفعة الثالثة تبلغ 550 مليون دولار في السابع من مارس. لقد صادفت إيران حظا سعيدا هذه المرة لأنها قادرة الآن على عزل إسرائيل. شكرا لروسيا وشبه الثورة الأوكرانية!
كلمة الرياض لا.. لأي منظمة إرهابية!!
بقلم: يوسف الكويليت عن الرياض السعودية
الأمن قضية لا مزايدات عليه، والإرهاب الذي ضرب أرضنا وحاول زعزعة أمننا إما بتنظيمات سرية، أو دعم مادي، أو حضور لتلك الجماعات التي صنّفتها المملكة بالإرهاب، يجب أن توضع على قائمة الحرب الدائمة معها، والقرار الأخير الذي أعلنته وزارة الداخلية باعتبار القاعدة وفروعها مثل النصرة وداعش وجماعات الإخوان المسلمين وحركة أنصار الله وحزب الله في الداخل والحوثيين أنها منظمات إرهابية يعني عدم التساهل بحماية الوطن من أي فئة داخلية أو خارجية..
الأمر قد لا يقتصر على تلك الجماعات، وإنما من يغذيها ويدعمها لأن الحق القانوني للدول التي تتعرض لحرب فرضت عليها أن تقوم بالإجراءات الحمائية التي تراها، والمملكة من باب تحصين ووقاية أرضها وشعبها وممتلكاتها حاولت أن تأخذ بكل الأساليب الإيجابية، سواء من تم التغرير بهم وخضعوا للمحاكمات والتحقيقات بأن قامت بالدعوة للمصالحة والعودة للواقع، واستطاعت بالفعل أن تعيد أكثر من شاب إلى العقل والاندماج في المجتمع والحياة الطبيعية، وهو هدف كان مثار إعجاب العديد من الدول، بما فيها من رأت أنها تستحق أخذها كتجربة ناجحة..
المملكة ظلت دولة إسلامية لا يسطيع أحد أن يضعها بعكس توجهها وبقيت داعمة للإسلام والمسلمين على قاعدة التعايش ورفض أي سلوك يغاير المعتقدات والشرائع الثابتة، لكن أن يسيّس الدين ويصبح لعبة في التعاطي من فرز من هو المؤمن والكافر، وإعلان الحروب بكل الوسائل الخارجة من القانون والشرع الإسلامي، فإن الأمر يتعدى حقيقة الدين إلى الخروج عن ثوابته، وهو حكم أطلقته مختلف الدول الإسلامية مراعية حق الدفاع عن النفس والوطن حتى لا يكون الدين ذريعة لمتلاعبين ومشرعين للفوضى والاعتداء إلى حد القتل..
لقد اكتوينا من الخارجين عن نواميس الحياة بالعديد من التجاوزات بما فيها تعرض منشآت وقتل آمنين مواطنين وغيرهم، ومن مسلمين اعتقدوا بضرورة فرض معتقداتهم السياسية وتطرفهم الديني، والتي عملت على دعمهم منظمات ودول استغلت فيهم سذاجة هذا التفكير وتحويلهم إلى قوى مضادة لنواميس الحياة باستهداف المواطنين حتى في مساجدهم وحركة حياتهم الدائبة..
الواقع يقول الا مجاملات أو استسلام لحركات خرجت عن دروب الدين والحياة وهددت المجتمعات وزرعت الخوف والرعب، ولذلك جاءت القرارات السابقة والحديثة الصادرة من المملكة لحماية وجودها من أي عبث لبِس ثوب الدين أو غيره، وكان موقفاً ضرورياً وهادفاً لأن تكون المملكة أرض أمن وسلام بدلاً من أن تكون كما يريد الإرهابيون، وطن انتحار وموت.
الخلافات الخليجية - الخليجية إلى أين؟
بقلم: هاني الفردان عن الوسط البحرينية
تمر دول مجلس التعاون الخليجي منذ فترة طويلة بانقسامات يرصدها المتأملون بدقة متناهية لتلك الحالة، في ظل احتقانات متكررة وعبر مسافات زمنية متتالية، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو جغرافية، وبلغت حتى الرياضية.
حالة الانقسام الخفية بدأت في الوضوح قبل القمة الخليجية الأخيرة في الكويت، في ظل أجواء «ملتبسة»، وفي ظل أوضاع وظروف وصفها الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، بـ «قاسية بالغة الحساسية والدقة». وهذه حقيقة واضحة للعيان، وإن اختلفت التفاسير بشأن مفهوم «الحساسية»، وهل هي حساسية «خليجية - خليجية» أم «خليجية - إقليمية» أو «خليجية - غربية»؟
وكشف حجم تلك الخلافات على فكرة «الاتحاد الخليجي» حقيقة الوضع، فقد كانت ردة فعل وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، الذي أكد أن بلاده ليست مع الاتحاد الخليجي إطلاقاً، وإن حصل فإن سلطنة عُمان لن تكون منه، ولن تقف موقفاً سلبياً منه في حال تشكيله، ولكنها أيضاً لن تنضم إليه، بمثابة «القشة التي قصمت ظهر البعير» على حد قول المأثور الشعبي.
عُمان «الصريحة» كشفت قبل «قمة الكويت» عن جملة من «لاءاتها»: لا للاتحاد الخليجي، لا للعملة الموحدة، لا لتوسعة قاعدة درع الجزيرة.
حجم التباينات والخلافات الخليجية كثير وكبير، سواء على الملفات الخليجية كـ «الاتحاد» أو «العملة الموحدة»، أو على صعيد حل القضايا الإقليمية كسورية ومصر واليمن (السبب الحقيقي وراء الأزمة الحالية مع قطر).
ليست عمان وحدها من تحمل «لاءات»، فدولة الإمارات رفضت العملة الخليجية الموحدة حتى «تكتمل مكونات السوق الخليجية المشتركة قبل الدخول إلى الاتحاد النقدي»، من وجهة نظرها.
وقطر أيضاً فرضت «لاءاتها» حالياً بشأن فرض ما تسميه «الوصاية» على مواقفها الخارجية وسياساتها، حتى عبرت صحفها بصراحة يوم الخميس الماضي عن أن «قطر ذات سيادة».
استطاع أمير الكويت في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013 عبر القمة الثلاثية (السعودية - الكويتية - القطرية) احتواء الأزمة السياسية السعودية - القطرية مؤقتاً، إلا أن هذا الاحتواء لم يدم طويلاً في ظل تداعيات الأزمات الإقليمية (السورية والمصرية واليمنية) والملفات الأخرى المتعلقة بدول المجلس والتي دخلت على الخط بشكل لم يوجد له تفسير حتى الآن.
جاء إعلان كل من المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، يوم الأربعاء (5 مارس/ آذار 2014)، بسحب سفرائها من دولة قطر، بسبب عدم التزامها بالاتفاقية الأمنية الموقعة بين دول المجلس، ترجمة حقيقية لحدة الخلافات الخليجية - الخليجية، في ظل التزام كل من الكويت وسلطنة عمان الصمت في هذا الشق من الخلافات، وفي ظل رفض البرلمان الكويتي حتى الآن للاتفاقية الأمنية الخليجية، وكذلك رفض سلطنة عمان لفكرة «الاتحاد الخليجي».
تجسد المشهد الخليجي المنقسم سياسياً في اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج الأخير المنعقد في الرياض يوم الثلثاء (4 مارس 2014) والذي وصف بـ «المارثوني» لاستمراره زهاء تسع ساعات، تخللته نقاشات حتى خلال فترتي الغداء والعشاء، وذلك بسبب وجود «خلافات» في وجهات النظر بين أربع دول بشأن عدد من القضايا، من بينها العلاقات الخليجية - الخليجية، وكذلك الأوضاع الإقليمية.
في «حوار المنامة» في ديسمبر/ كانون الأول 2013 قال وزير الدولة للشئون الخارجية السعودي نزار مدني، إن «القواعد الدولية للعبة السياسية يجب أن تتغير، ومن سيغيرها هم الخليجيون أنفسهم»، وهو تصريح يجافي المنطق والعقل، فاللعبة واقعاً غيَّرتها «السياسة الإيرانية»، والاتفاق «الإيراني - الغربي» أبرم من وراء ظهور الخليجيين أنفسهم، الذين أصبحوا مجبرين على التعاطي معه، كما أن قواعد اللعبة السياسية المُتغيرة التي تحدث عنها مدني نشهدها حالياً على مشهد السياسة الخليجية.
الحديث عن انفراط العقد الخليجي، كان منطلقاً من منتدى حوار المنامة في ديسمبر 2013، وبعد تصريحات وزير الخارجية العماني، وصولاً إلى القمة الثلاثية (السعودية - الكويتية - القطرية)، حتى قمة الكويت الخليجية، كانت معظم التحليلات تصب في «القلق» من أن تكون «قمة الكويت»، هي القمة التي سينفرط فيها العقد الخليجي، إلا أن حكمة أمير الكويت «احتوت الموقف» من جديد وأخرته حتى 5 مارس 2014، عندما أعلنت السعودية والإمارات والبحرين سحب سفرائها من دولة قطر، في «انفراط» مؤقت حالياً، لا يعرف أثره ولا أمده.
8/3/2014
في هذا الملف:
يهودية الدولة وخيارات المواجهة
بقلم: حسام الدجني عن القدس العربي
فلسطين هل تذكرون؟ كلام أميركي تصعيدي ضد إسرائيل!
بقلم: عادل مالك عن الحياة اللندنية
رأي الوطن: ضغوطات كبيرة تواجه المفاوض الفلسطيني
بقلم: أسرة التحرير عن الوطن القطرية
مجرد خطوة في الاتجاه الصحيح
بقلم: د . عبدالعزيز المقالح عن الخليج الاماراتية
أوباما ولعبة الضغط على "إسرائيل"
بقلم: عوني صادق عن الخليج الاماراتية
ماذا بقي للفلسطيني؟
بقلم: نصري الصايغ عن السفير البيروتية
هل يفعلها أوباما..!
بقلم: عودة عودة عن الرأي الأردنية
التطبيع مع إسرائيل
بقلم: مصطفى الصراف عن القبس الكويتية
إيران وفرصتها لعزل إسرائيل
بقلم: كاميليا انتخابي فرد عن الشرق الأوسط
كلمة الرياض لا.. لأي منظمة إرهابية!!
بقلم: يوسف الكويليت عن الرياض السعودية
الخلافات الخليجية - الخليجية إلى أين؟
بقلم: هاني الفردان عن الوسط البحرينية
يهودية الدولة وخيارات المواجهة
بقلم: حسام الدجني عن القدس العربي
لم يكن مصطلح يهودية الدولة هو وليد اللحظة، أو هو من ابتداع الحكومة اليمينية المتطرفة برئاسة نتانياهو، بل هو وليد استراتيجيات وأفكار عملت عليها الحركة الصهيونية بالتعاون والتنسيق مع الامبريالية العالمية، وبدأ ذلك منذ مؤتمر بازل عام 1897م، وهو أول مؤتمر تعقده الحركة الصهيونية، وكان من أهم أهدافه خلق وطن للشعب اليهودي في فلسطين يضمنه القانون العام، وجاء المؤتمر بعد عامين فقط على تأليف المؤسس الأول للحركة الصهيونية السياسية المعاصرة تيودور هرتزل كتاباً بعنوان ‘الدولة اليهودية’ وبعد ذلك جاء وعد بلفور 1917، الذي أكد على حق الشعب اليهودي في إقامة وطن قومي في فلسطين، ولكنه في الوقت نفسه أكد على أن لا يمس ذلك بحقوق السكان الأصليين، وعلى اثر الثورة العربية الكبرى صدر تقرير بيل 1937، حيث طرح هذا التقرير فكرة تقسيم فلسطين إلى دولتين إحداهما عربية والأخرى يهودية، ولكن هذا الاقتراح رفض من القيادة الموحدة للفلسطينيين، ونشب خلاف بين رئيس الوكالة اليهودية وقتذاك ديفيد بن غوريون وحاييم وايزمان حول القبول بقرار التقسيم، حيث رفض بن غوريون قرار التقسيم وقال: ‘ أرض إسرائيل لا تتجزّأ ‘، فرد عليه وايزمان: ‘بأن النقب لن يفر’، فاقتنع بن غوريون وقبل بقرار التقسيم حرصاً على مصلحة يهودية إسرائيل، وبعدها صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة 1947م، قرار التقسيم رقم 181. ولم تقتصر جهود الحركة الصهيونية عند هذا الحد بل عملت ومن خلال منهجية من أجل تجسيد يهودية الدولة وجعلها أمراً واقعاً من خلال تأهيل البيئة السياسية المحيطة لتقبل ذلك، ويبدو أن إسرائيل وصلت إلى مبتغاها في ظل القيادة الفلسطينية الحالية، وفي ظل الانقسام السياسي الفلسطيني وضعف وتشرذم النظام الإقليمي العربي، فبدأت إسرائيل في تحقيق رؤية تيودور هرتزل الذي طرحها في كتابه الدولة اليهودية عام 1895، حيث قال: ‘ إن الدولة اليهودية ضرورية للعالم ولذلك فسوف تقوم’. وهذا ما بدأ اليوم يتحقق بوتيرة عالية، فبعد قرار 1650 القاضي بترحيل أي مواطن ينحدر أصله من قطاع غزة، مهما كانت الظروف بترحيله إلى قطاع غزة، ومن ثم جاء قانون الولاء والمواطنة، وسياسية التمييز العنصري ضد عرب الداخل، والعديد من القوانين والتشريعات العنصرية وبعد هذا السرد التاريخي، وفي ضوء المعطيات الحالية التي يجري تداولها وفق خطة كيري للسلام، وعلى رأسها مسألة الاعتراف بيهودية اسرائيل، ومن اجل تجميل الصورة سيتم الاعتراف بوطن قومي للفلسطينيين.
إن مخاطر الاعتراف بيهودية الدولة الاسرائيلية قد يتجاوز مخاطر التفريط بالقدس واللاجئين والحدود، لأنه يعني ضمنياً إلغاء الحق التاريخي للفلسطينيين بفلسطين، وانكار النكبة ومسؤولية إسرائيل السياسية والقانونية والاخلاقية تجاه ما يتعرض له ملايين اللاجئين الفلسطينيين، وتجريم تاريخ المقاومة وشهدائها، وتهجير عرب الــ 48 من أراضيهم إلى الدولة الفلسطينية أو إلى الشتات. وهنا نطرح على الجميع خياراتنا ومشروعنا الوطني لمواجهة الخطر الداهم الذي يهدد مليوني فلسطيني يعيشون في فلسطين التاريخية ووجودهم يشكل الأمل بعودة باقي المهجرين من أبناء الشعب الفلسطيني:
1- العمل الجاد على تحقيق المصالحة الفلسطينية واصلاح منظمة التحرير، لسحب البساط من تحت أقدام بعض النخب السياسية التي تقود المنظمة حالياً، وهنا لا أتجنى على أحد فقد سبق أن أطلق أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه تصريحاً يقبل به بالاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية مقابل الاعتراف بحدود الرابع من حزيران 1967م للدولة الفلسطينية.
2- رفع سقف المطالب الفلسطينية بالتنسيق مع جامعة الدول العربية، والعمل على سحب مبادرة السلام العربية.
3- عدم الالتفات إلى سيناريو فشل المفاوضات ووقف تدفق الاموال والمساعدات للسلطة الفلسطينية، لأن الخيار البديل لا يصب بمصلحة اسرائيل والغرب، فحل السلطة قد يعني اندلاع انتفاضة ثالثة تتحمل اسرائيل فاتورة الاحتلال وقد تقضي على خيار حل الدولتين، وطرح مشروع الدولة الفلسطينية الواحدة ثنائية القومية.
4- التلويح بانتفاضة جديدة ضد يهودية الدولة، يشارك فيها كل فلسطيني في أي بقعة جغرافية يقيم بها.
5- ضرورة التركيز في وسائل الإعلام على الرواية التاريخية الفلسطينية، وفي هذا الشأن ينبغي التركيز على نشر الرواية الروسية بوجود وطن قومي لليهود في بيروبيدجان الروسية وهذا ما ذهب إليه د. فايز رشيد في مقال له نشرته صحيفة السفير يوم 9/10/2010م.
6- إعادة النظر في المناهج الدراسية (التاريخية والجغرافية) بما يدعم الحق التاريخي في كل فلسطين، وساهم في زيادة الوعي حول مخاطر الاعتراف بيهودية الدولة، وربما خطوة وزارة التعليم في قطاع غزة بوقف مناهج التربية الوطنية يصب في هذا الاتجاه الوطني.
7- التوافق على مشروع فلسطيني عربي موحد في مجابهة المشروع الصهيوني (يهودية الدولة).
8- دعم صمود عرب 1948، والعمل الجاد على حماية حقوقهم في أي تسوية سياسية مستقبلاً.
9- البدء بحملة اعتصامات في عواصم دول العالم، تركز على عنصرية اسرائيل، من خلال اصرارها على إعلان يهودية الدولة.
فلسطين هل تذكرون؟ كلام أميركي تصعيدي ضد إسرائيل!
بقلم: عادل مالك عن الحياة اللندنية
فلسطين؟ هل ما زلتم تذكرون؟ لقد غيبت أحداث العالم العربي في السنوات الأخيرة الحديث عن «القضية المركزية والمحورية».. فلسطين؟ هل تذكرون؟
إنها الضحية الأكبر والأبرز لما أطلق عليه تجاوزاً «الربيع العربي». دعونا نُعِدْ إلى الأذهان، ونتذكر معاً ما جديد القضية؟ الجديد – القديم هو استئناف المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من التوقف. كيف حدث ذلك؟
أجرى الرئيس الأميركي باراك أوباما عملية تقويم لسياساته ومواقفه في المنطقة فوجد أنها ليست لمصلحته، فاستدعى وزير خارجيته جون كيري وطلب إليه إحياء المفاوضات على المسار الفلسطيني - الإسرائيلي، وهذا ما حدث وحدد مهلة تسعة أشهر للخروج بنتائج «محددة»، وأهمها تكريس قيام دولتين: فلسطينية و «يهودية»، وهذا يعني التفاوض بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على «اتفاق إطار» بمشاركة الوزير جون كيري وحضوره. فما الذي حدث؟
التسويف الإسرائيلي الذي اعتاد باستمرار ممارسة أقصى أنواع الابتزاز من الجانب الفلسطيني. لكن هذه المرة قررت الإدارة الأميركية الحالية التعاطي بنوع من «الحزم» مع إسرائيل لم نشهده من قبل. وورد ذلك خلال الزيارة الأخيرة لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو إلى واشنطن المتزامنة مع انعقاد المؤتمر السنوي لـ «إيباك» (لجنة الشؤون العامة الأميركية - الإسرائيلية، وهذه مناسبة سنوية مهمة تعول عليها إسرائيل لتحريك «اللوبي» الصهيوني الفاعل والمتحرك في الأوساط الأميركية).
لكن، ولعلها المرة الأولى التي سمع فيها نتانياهو كلاماً أميركياً من نوع جديد. فحذر أوباما «من أن الولايات المتحدة، قد لا تكون قادرة على حماية إسرائيل في حال فشل حل الدولتين مع الجانب الفلسطيني». ولوح بأن «فشل المفاوضات سيعني مخاطرة إسرائيل في مواجهة عقوبات دولية».
وفي حديث صحافي لـ «وكالة بلومبرغ» نشر عشية وصول نتانياهو إلى واشنطن، دعا الرئيس أوباما «إلى اغتنام الفرصة لتحقيق اتفاقية إطار لمفاوضات السلام، أشار إلى أنه يرى أن نتانياهو يمكن أن يقود الدولة الإسرائيلية إلى مسار السلام إذا اختار ذلك وقال: إذا لم يفعل ذلك الآن، فمتى؟ وإذا لم يفعل ذلك نتانياهو فمن سيقوم بذلك غيره؟».
ومضى أوباما قائلاً: «نتانياهو لا يؤمن أن اتفاق سلام مع الفلسطينيين هو الشيء الصحيح الذي ينبغي لإسرائيل عمله، إذاً هو في حاجة إلى توضيح نهج بديل»، وأضاف: «إننا قادمون إلى نقطة حيث سيكون على الأطراف اتخاذ بعض القرارات حول كيفية المضي قدماً، وإنني آمل وأتوقع، على رغم التحديات السياسية الصعبة، أن يستطيع كل من نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس تجاوز خلافاتهما والتوصل إلى الإطار الذي يمكن أن يدفعنا إلى السلام».
ليس هذا فحسب، بل إن أوباما لوح بما أطلق عليه «تداعيات دولية»، محذراً من استمرار إسرائيل في بناء المستوطنات اليهودية. وأردف: «عندما يصل الفلسطينيون إلى الاعتقاد بأن إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة ليس قائماً، فإن قدرتنا في إدارة تداعيات دولية ستكون محدودة». ودافع الرئيس الأميركي عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ووصف مقترحات وزير خارجيته في التعامل مع غور الأردن والتهديدات المحتملة لأمن اسرائيل، بأنها «إجراءات لم يسبق لها مثيل».
وسبق التصريحات التى أطلقها كيري الكثير من الجدل حيث أشار، في ضغوط على إسرائيل، إلى أخطار اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة، وكرر التلميح إلى أخطار المقاطعة والعقوبات وسحب الاستثمارات من إسرائيل.
وقد شهدت جلسة «إيباك» الكثير من الخطب المتضاربة البعض منها شديد التطرف مع إسرائيل ونتانياهو، والبعض الآخر شديد الانتقاد للسياسات الإسرائيلية القائمة، ولوحظ أن الرئيس أوباما لم يشارك في مؤتمر «إيباك» لهذا العام»، والسبب الرسمي الذي أعطي هو انشغاله بأزمة أوكرانيا.
ولكن، ماذا كان وقع كل هذا الكلام التحذيري الأميركي الجديد على الداخل الإسرائيلي؟
بعدما عكف مساعدو نتانياهو على دراسة تصريحات أوباما، وصفوها بأنها «تحذيرية وقاسية». وقال نتانياهو: «إن إسرائيل معنية بتسوية جيدة، لكن رقصة التانغو في الشرق الأوسط تحتاج إلى ثلاثة أطراف»، وتابع مهاجماً الفلسطينيين: «ثمة اثنان حتى الآن، إسرائيل والولايات المتحدة، ويجب أن نرى ما إذا كان الفلسطينيون موجودين أم لا؟».
وطبعاً، في هذا الكلام إعادة للأسطوانة الإسرائيلية المشروخة عن عدم اعتراف إسرائيل بوجود «مفاوض فلسطيني»! مستغلة الانقسامات القائمة بين السلطة الوطنية وعمادها حركة «فتح» وحركة «حماس» في غزة.
ما هي ردود فعل المواقف الأميركية الجديدة لدى الجانب الإسرائيلي؟
هذه نماذج عن بعض الردود: وزير الشؤون الاستراتيجية يوفال شتاينتز الذي رافق نتانياهو قال: «لا أعتقد أن هناك أي سبب يدعو إلى الضغط على إسرائيل»، وزاد: «نحن مستعدون للسلام، ونريد التوصل إلى اتفاق ديبلوماسي، لكننا نشعر حقاً بقلق وخوف على أمننا القومي، ولن نجبر على تعريض أمن الدولة اليهودية للخطر».
ردّ آخر وردَ على لسان وزير الاقتصاد الإسرائيلي نفتالي بينيت: «نتانياهو سيحافظ على مصالح إسرائيل الاستراتيجية، ولن يقدم تنازلات ولن يوقع عليها»، وأضاف: «أن حزبه «البيت اليهودي» لن يقبل بأن تقدم الحكومة أي تنازل للسلطة الفلسطينية، وأنه يجب علينا ألا نوافق على كل شيء تطرحه الولايات المتحدة، فليس كل شيء تقدمه (أميركا) الأفضل لنا، وهنا يبدأ واجب رئيس الحكومة». وتساءل: «مع من سنوقع هذه الاتفاقية؟ مع أبو مازن؟ من يمثل بالضبط؟».
وفيما كانت واشنطن تشهد كل هذه النشاطات «المتصلة بالقضية العربية المركزية»، كانت أحداث أخرى في المنطقة تتفجر لتضيف إلى خطورة الوضع القائم، المزيد من التوتر. فقد أعلنت كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين سحب سفرائها من قطر.
وتأتي هذه الخطوة في شكل مفاجئ، ومن دون تمهيد مسبق علني على الأقل، وفي الأسباب الكامنة وراء هذا القرار الذي يعرض مجموعة دول مجلس التعاون الخليجي لأكبر تصدع وأخطره منذ قيامه في حقبة الثمانينات. وركز البيان الصادر عن الدول المعنية على عـدم احترام دولة قطر بعضَ «الاعتـبارات الأمنـيـة» ومنها أن ارتـبـاطاً وثـيـقاً بين قـطر وحـركة «الإخوان المسلمين» هو الذي أدى إلى هذا التطور.
إنها أزمة ثقة بين مجموعة الدول الست التي كانت تتغنى بالقضايا المشتركة التي تجمع دول مجلس التعاون كافة. وهذا التطور يطرح مسألة مهمة تتعلق بمصير المنظومات أو المنظمات الإقليمية، وهل لا تزال قادرة على مواكبة تطورات العصر، خصوصاً وسط الظروف العاصفة التى تجتاح العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه.
ومع الإشارة إلى هذا التصدع الخليجي، لا يمكن تجاهل الإشارة إلى التصدع العربي الذي يتمثل بالجامعة العربية، فهذه المنظومة التي تُناط بها المواكبة والإشراف على العمل العربي المشترك أصيبت بالترهل وبالتصدع. والمعادلة كانت منذ البداية ولا تزال: هل يريد العرب بالفعل جامعة قوية؟ أم إن الجامعة العربية بوضعها الحالي ومنذ انطلاقتها ما بعد الحرب العالمية الثانية، تعكس حال الانقسام والتشرذم القائمين داخل صفوف الدول العربية.
الحقيقة الواضحة وعلى طريقة كما تكونون يولى عليكم، تقوم على الطرح الآتي: الجامعة العربية هي على صورة أعضائها وشاكلتهم بكل تناقضاتهم وخلافاتهم، وأي كلام آخر أو غير هذا الكلام هو من قبيل ذر الرماد في العيون. وعملية تجميل لفشل التضامن العربي منذ ما يزيد على نصف قرن وما يشهده العالم العربي من غليان لم يعد باستطاعة منظومة الجامعة العربية احتواءه، أو القيام بدور أكثر فعالية لرأب صدعه هنا، ولملمة الصفوف هناك. وانتزاع مقعد سورية من الدول التي لا تزال قائمة، على رغم كل ما يحدث، ومنح المقعد لفصيل من فصائل المعارضة السورية، سابقة لم تشهدها الجامعة العربية طوال تاريخها.
وبعد... إلامَ تعود التطورات الجارية في العالم العربي؟
أولاً: ما تعانيه الدول العربية بوجه الإجمال حالياً، ليس من النوع الذي يطلق عليه «الأزمات العابرة»، بل على العكس، فإن الخطورة الماثلة تكمن في أن دول المنطقة من دون استثناء تدخل في «مدار تقسيمي» بالغ الخطورة، الأمر الذي يؤكد حدوث التحول التاريخي في واقع المنطقة من حيث سقوط منظمات ومنظومات التعاون التي كانت قائمة منذ ربع قرن وحتى الأمس القريب، وهذا يعني غلبة الاتجاه العام نحو الفردية والنزعة الاستقلالية على كل ما عداه من «صيغ تعاونية».
ثانياً: الزلزال السوري لا تزال ارتداداته تقض مضاجع الأمة من محيطها إلى خليجها وسيتضح في وقت ليس ببعيد أن كل ما تشهده سوريه خارج السيطرة الإقليمية وحتى الدولية.
ثالثاً: إن لبنان هو في خضم عملية الاستهداف على أكثر من جبهة وغير اتجاه، بداية من الإرهاب الذي نشر أجواء من الرعب في طول البلاد وعرضها. وتفعل أجهزة الدولة قدر استطاعتها وإمكاناتها لمواجهة هذا المد الإرهابي الخطير، لكن هذا المخطط يمتلك معطيات ومقدرات بشرية و «حركات جهادية» تدعي النضال، الأمر الذي يعني تواصل وجود لبنان في هذا المدار الخطر. تتعاظم هذه الأخطار عندما نعلم أن الشهور المقبلة ستشهد الكثير من الاستحقاقات، بعضها معلوم كانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وبعضها الآخر ما زال مجهولاً، من حيث ما يخطط لهذا البلد، وفي ظل الانقسامات الحادة داخل مكونات المجتمع اللبناني. وكم كان مؤسفاً بلوغ «الحوار» بين رأس هرم السلطة الرئيس ميشال سليمان، و «حزب الله»، الدرك الذي بلغه حول معادلات «الذهب والخشب». وإضافة إلى ذلك، فإن أزمة الاتفاق على صيغة البيان الوزاري للحكومة الجديدة تعكس حال التصدع القائم في البلاد، لكن السؤال الذي يطرح: هل الجهات المعلومة والمجهولة التي أوحت بتشكيل الحكومة بعد عشرة أشهر وعشرة أيام من الجهود، هي نفسها يجب أن تكون قادرة على تذليل عقبة البيان الوزاري وغيره من الأزمات التي تعصف بلبنان؟
واستناداً إلى بعض المعطيات الظاهر ومنها والمستتر، يجب القول ولو تكراراً إن الآتي من الأيام ومن التطورات سيكون هو الأعظم.
رأي الوطن: ضغوطات كبيرة تواجه المفاوض الفلسطيني
بقلم: أسرة التحرير عن الوطن القطرية
يبدو المشهد السياسي المرتبط بجهود عملية السلام في الشرق الاوسط، والذي يتسم بحراك تقوده واشنطن، عبر الجولات المكوكية المستمرة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري، يبدو هذا المشهد مغرقا في الغموض، وتكتنفه تساؤلات حائرة، وذلك بالنظر إلى أن هذه الجهود لم تحقق أشياء ملموسة على أرض الواقع حتى الآن. وتكشف المتابعة اللصيقة لملف الجهود الراهنة للولايات المتحدة في الملف الفلسطيني، بأن هنالك عراقيل عديدة تواصل إسرائيل وضعها بطريق السلام، ويتمثل ذلك في تصريحات متكررة لرئيس الوزراء الإسرائيلي يقول فيها تحديدا إنه لن يقبل مطلقا بتجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية.
وأخذ نتانياهو يطالب الطرف الفلسطيني بقبول ما يسميه بـ«الدولة اليهودية». في المقابل، فقد أعلنت السلطة الفلسطينية رفضها لقبول ما يريده نتانياهو، وفي هذا الصدد، جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس قوله إنه لن يعترف بـ«يهودية دولة اسرائيل» برغم كل الضغوطات.
إننا نرى بأنه في ظل هذه المعطيات المرتبطة بجهود تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط، فإنه يصعب التكهن بما ستؤول إليه جهود واشنطن لإنقاذ عملية السلام.
وهنا يتجدد الحديث عن ضرورة تكثيف الدول العربية والإسلامية لمواقفها المؤازرة للقضية الفلسطينية في هذا التوقيت المحفوف بالمخاطر، الذي يحتاج فيه المفاوض الفلسطيني إلى دعم قوي في وجه ضغوط كبيرة يتعرض لها لتقديم تنازلات في ملف مصيري بالنسبة لكل الفلسطينيين. ونرى إجمالا بأنه لا مجال في خاتمة المطاف سوى لإرساء الحل العادل، الذي يرتضيه الشعب الفلسطيني، والذي حفظته الكثير من القرارات التي أصدرتها مؤسسات الشرعية الدولية.
مجرد خطوة في الاتجاه الصحيح
بقلم: د . عبدالعزيز المقالح عن الخليج الاماراتية
في هذا المناخ من الصمت المضروب حول القضايا العربية الكبرى ومنها قضيتهم الأولى والمركزية، قضية فلسطين، يخرج البرلمان الأردني ليقول كلمته التي هي كلمة الشعب العربي في الأردن، وفي كل مكان من الأرض العربية، عن ضرورة ردع الكيان الصهيوني، وإيقاف صلفه المتزايد من خلال طرد سفيره في الأردن كخطوة تتلوها خطوات لمقاطعة هذا الكيان العدواني المستفز الذي تركزت جهوده في الآونة الأخيرة على التوسع في المستعمرات الاستيطانية من ناحية، وعلى تهديد الأقصى من ناحية ثانية . وكان واضحاً أنه منذ وقت طويل لا يتردد عن استغلال الخلافات القائمة بين العرب الأشقاء وانشغالهم بأوضاعهم الداخلية ليستكمل مخططه الصهيوني في الاستيلاء على ما تبقى من الأرض الفلسطينية في أيدي أبنائها، ووضع الجميع - في تحدٍ سافر- أمام الأمر الواقع .
ويمكن للمتابع أن يدرك أن هذا الكيان الإرهابي الطامع قد تمادى في الفترة الأخيرة، ومنذ اشتعال "الانتفاضات العربية" تحديداً في الاستيلاء على مزيد من الأراضي الفلسطينية في الضفة، وتمادت قواته وأنصاره في العدوان على المسجد الأقصى واقتحامه عشرات المرات، فضلاً عن استمرار حالات القتل والاعتقال ومواجهة الاحتجاجات بالحديد والنار . ويلاحظ أن من يسميهم البعض ب "أصدقائنا في البيت الأبيض" يتجاهلون ما يحدث أو إذا تحدثوا فإنهم يقللون من شأنه ويواصلون بذل جهودهم السرابية في تمديد المفاوضات، ونشر صور اللقاءات التي تتم بين الحين والآخر في محاولة لذر الرماد في العيون وإخفاء ما يتم على صعيد الواقع من اعتداءات وانتهاكات بلغت ذروتها في الآونة الأخيرة في كل من القدس والضفة وغزة .
لقد كشّر الكيان الصهيوني عن أنيابه ليس بذلك فحسب، بل تمادى في نهش الجسد الفلسطيني، معتمداً على انشغال كل قطر عربي بما يحدث له أو بما يحدث لجيرانه . ومن هنا تأتي أهمية الخطوة التي اتخذها البرلمان الأردني وأنها جاءت في وقتها المناسب، لتوقظ الغافلين والمتغافلين، وأكدت أن للصمت نهاية ولتجاهل الواقع المرير نهاية، وإذا لم تسارع الأنظمة العربية إلى اتخاذ موقف سريع وعاجل يتناسب مع ما يحدث للأقصى الشريف، فإن المؤشرات الراهنة تنذر بما هو أسوأ ليس على الصعيد الفلسطيني فحسب، بل على سائر الصعد في المنطقة العربية بأكملها، فالكيان التوسعي العدواني يرى أن الفرصة مواتية للقيام بمغامرة ليس ضد إيران كما كان يقول، وإنما ضد أقطار عربية بعينها ولا يستبعد بعض المراقبين أن تكون الأردن في مقدمتها .
وما يبعث على الأسى ويستحق المراجعة المستعجلة الثقة المبالغ فيها لدى بعض الأنظمة العربية برؤساء الولايات المتحدة الذين تعاقبوا على البيت الأبيض منذ أربعة عقود تقريباً، وهي ثقة في غير محلها على الإطلاق سواء فيما يتعلق بالموقف من الكيان الصهيوني أو غيره من المواقف، وسبق أن حدثني أحد الساسة الكبار بعد مرافقته أحد القادة العرب في زيارته للبيت الأبيض وما تضمنه حديث الرئيس الأمريكي في ذلك الحين من وعود وتطمينات، وبأن الولايات المتحدة لن تسمح أبداً بزعزعة الاستقرار الإقليمي في المنطقة، كما لن تسمح بأن يأخذ الكيان الصهيوني أكثر من حجمه الحالي (في ذلك الحين) وكانت الجرافات يومئذ تقوم بهدم المنازل وقلع الأشجار وبناء المستعمرات الجديدة، ما يؤكد أن عبارة زعزعة الاستقرار الإقليمي من المحفوظات المتداولة في البيت الأبيض وأنه يعني شيئاً واحداً هو عدم السماح بزعزعة واقع الحليف أو شرطي حراسة المصالح الأمريكية في المنطقة .
أوباما ولعبة الضغط على "إسرائيل"
بقلم: عوني صادق عن الخليج الاماراتية
قام رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو، قبل أيام، بزيارة لواشنطن التقى فيها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وبحثا خلال اللقاء موضوع المفاوضات بين الحكومة "الإسرائيلية" والسلطة الفلسطينية . وفي اليوم التالي، صرح مسؤول أمريكي، فضل عدم الكشف عن اسمه، بأن أوباما "تعهد لنتنياهو خلال اللقاء بالضغط على أبو مازن من أجل التوصل إلى اتفاق سلام" .
وصل نتنياهو إلى واشنطن بعد أن أكد على مطالبه لقبول "اتفاق الإطار" الذي يسعى إليه وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، وبعد أن تبنى الأخير تقريباً كل مطالبه، بما في ذلك مطلب اعتراف السلطة الفلسطينية ب "يهودية إسرائيل"، وإسقاط حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، والخطة الأمنية التي وضعها . وجدد نتنياهو في واشنطن زعمه عن عدم وجود "شريك فلسطيني" لصنع السلام، بعد أن "وفت "إسرائيل" بكل ما هو مطلوب منها" .
مع ذلك، تحدث أوباما عن ضرورة أن "يتخذ نتنياهو قرارات صعبة" من أجل التوصل إلى الاتفاق . وبالرغم من "الإشادات" التي قالها أوباما بمواقف نتنياهو، إلا أن أنصار الأخير رأوا في تحذيرات أوباما من فشل المفاوضات وتأثيراته في ""إسرائيل" ووضعها الاقتصادي" نوعاً من "الضغط" على نتنياهو تجاوز المعتاد، وبينما حاولت الصحافة "الإسرائيلية" أن توحي بأن زيارة نتنياهو ستكون حاسمة في شأن المفاوضات، إلا أن واحداً منهم، على الأقل، هو شمعون شيفر، كتب يقول قبل أن يبدأ نتنياهو زيارته، إنه بعد أن أيقن كيري بفشله في فرض "اتفاق الإطار"، صار المتوقع أن يجري البحث في واشنطن عن "كلمات لتمديد المفاوضات" .
وتهمة "الضغط" التي ألصقوها بأوباما، هي أكذوبة "إسرائيلية" في الأساس، لكنها "لعبة" أمريكية مارستها كل الإدارات الأمريكية لمصلحة "إسرائيل"، منذ ما بعد حرب 1967 على الأقل . إن كل الإدارات الأمريكية التي جاءت بعد ذلك التاريخ، ومنها بالطبع إدارة أوباما، دأبت على الإعلان أنها لا تستطيع أن تضغط على "حكومة "إسرائيلية""، إما لأن ذلك لا يتماشى و"تقاليد أمريكا في الديمقراطية" و"عدم التدخل في شؤون الآخرين"، وإما لأن ذلك الضغط سيجعل الحكومة "الإسرائيلية" المعنية أكثر تشدداً أو تعنتاً، أو لأن ذلك قد يسقط الحكومة القائمة ويأتي بحكومة أكثر يمينية . (مع أن الجميع يعترفون بأن حكومة نتنياهو الحالية هي أكثر الحكومات اليمينية في تاريخ "إسرائيل") .
لقد داومت الإدارات الأمريكية في ما يسمى "الضغط" على الحكومات "الإسرائيلية" على القيام بلعبة باتت معروفة إلى حد الافتضاح، فهي إذ تضغط على الحكومة "الإسرائيلية" (عندما تضغط) من خلال بعض "الأقوال"، تقوم بالضغط الفعلي على خصومها بالأفعال والمواقف، وأحياناً بالوسائل العسكرية، ودائماً لمصلحة "دولة "إسرائيل"" . وهو ما يحدث اليوم مع أوباما وكيري وأكذوبة ضغطهما على نتنياهو .
وعندما أشار كيري، في مؤتمر دافوس الأخير، إلى ما يمكن أن يحدث لازدهار "إسرائيل" الاقتصادي في حال فشل المفاوضات الجارية، قامت الدنيا ولم تقعد، وصنفوه على أنه ليس صديقاً ل "إسرائيل"، حتى اضطر أوباما للدفاع عنه، مع أن المقصود كان منع انتشار الصورة السيئة لنتنياهو وحكومته، بعد أن ازدادت مطالبه من الفلسطينيين حتى وصلت إلى مطلب الاستسلام . في الوقت نفسه، فإن كيري وهو يطالب نتنياهو ببعض "التنازلات"، التي ليست تنازلات (الانسحاب من أرض محتلة ليس تنازلاً)، لم ينس مرة أن يجدد ويؤكد على مسامع نتنياهو أن "أمن "إسرائيل" أولوية أولى لدى إدارته"، وكذلك فعل أوباما خلال لقائه نتنياهو في البيت الأبيض، وفي كل مناسبة، وحتى من دون مناسبة . وعندما يبدو الأمر كأن حكومة "إسرائيلية" استجابت ل "ضغط" إدارة أمريكية، يكون ذلك مقابل ثمن، أموالاً وأسلحة ومواقف سياسية جديدة .
ونرى اليوم أوباما يحاول أن يحصل على موافقة نتنياهو على "اتفاق الإطار"، وهو "ورقة غير ملزمة"، مقابل الحصول على اعتراف فلسطيني ب"يهودية "إسرائيل"" . أما أضعف الإيمان، فأصبح "تمديد المفاوضات" مقابل "كلام عام" لا يعني أي شيء بالنسبة إلى نتنياهو! ولا نعرف ماذا ستعطيه إدارة أوباما مقابل ذلك، مع أن تمديد المفاوضات هو مطلب "إسرائيلي" في الأساس .
وبالرغم من التصريحات الكثيرة التي أدلى بها مسؤولون فلسطينيون، إلى جانب تصريحات الرئيس محمود عباس نفسه، خلال الأسابيع الأخيرة بشأن التمسك ب"الثوابت"، ورفض مبدأ الاعتراف ب"يهودية الدولة"، إلا أن تعهد أوباما بالضغط على الرئيس عباس يعني في ما يعنيه أن "الانتقادات" التي وجهها لنتنياهو، حول عمليات الاستيطان وبقاء الاحتلال، ليست أكثر من "كلمات" للاستهلاك الفلسطيني أساساً، والعربي بعد ذلك، خصوصاً بعد أن تبنى الموقف "الإسرائيلي" بدءاً من "أمن "إسرائيل" وحتى يهودية الدولة" . كذلك، فإن تعهده بالضغط على عباس ليس مجرد كلمات كما هو الحال مع نتنياهو، وعندما يسأل أوباما عباس من أين ستدفع رواتب الموظفين عندك، يعني أنه سيوقف المساعدات بالفعل، ليس فقط التي تأتي من أمريكا، بل ومن الاتحاد الأوروبي أيضاً، وربما من بعض الدول العربية كذلك . إن مفاعيل هذا "الكلام" يظهر قبل أن يصل عباس إلى البيت الأبيض . وقد ذكرت مصادر فلسطينية أن عباس "يميل إلى تمديد المفاوضات مقابل وقف جزئي غير معلن للاستيطان" . أما سؤال أوباما لنتنياهو متى ستنهون الاحتلال، فيعني: أعطنا موعداً كاذباً نبني عليه أكاذيبنا .
ماذا بقي للفلسطيني؟
بقلم: نصري الصايغ عن السفير البيروتية
حظيت إسرائيل في تاريخها، بما يتناسب مع مشروعها الذي رسمت خطوطه وخطواته في مدينة «بازل» في سويسرا. من كان يصدق، في ذلك الزمن، أي في السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر، ان الحلم الخرافي لإيجاد وطن قومي لليهود في فلسطين، كان معقولاً أو ممكن التحقق؟ طموح مجنون يكاد يتصل بالمستحيل. غير أن هذا الجنون، وجد طريقه إلى التنفيذ. إذ اقتضى توظيف قوى عالمية وقوى دول، وقوى محلية وذاتية، لإقامة دولة بعيدة، في قارة آسيا، وتحديداً في فلسطين، لإقامة دولة في «أرض بلا شعب»، لـ«شعب بلا ارض»، منتشر في الأقاصي البعيدة.
مشروع خرافي ولكنه تحقق. جمعت الأموال. وظفت العقول، إقيمت الاتصالات، أرسلت الوفود، استعملت الضغوط، انتهزت الفرص. جيء «بالعهد القديم» لاختيار أسطورة «أرض الميعاد» والصعود إلى أورشليم. عزفت الصهيونية على وتر الاضطهاد الذي لقيه اليهود في أوروبا، صنّعت دعاية متفوقة لاستنزاف «الهولوكوست»، وجعلها مرجعية روحية وثقافية وشرعية لمشروع «إنقاذ اليهود» من المحارق وأعاصير الاضطهاد. ثم... خاضت حروباً، استدرجت عروضاً لتصبح أقوى ثم أقوى ثم أقوى. وفر الغرب لها وعداً. ثم عهداً، ثم دعماً. لم يقصر معها. اعتبرها حركة تحرير اليهود. ودعم إقامة دولة اليهود في فلسطين فيما كانت حصة العرب من الغرب، ضرب حركات التحرر، وإنزال عقوبة الاحتلال والانتداب. ثم ترهيب المقاومين بدعوة انهم إرهاب.
نجحت الحركة الصهيونية في إقناع الغرب بأن إسرائيل حاجة له، وأقنعت اليهود بأن ظهرهم محمي في الغرب. ولولا حضانة الدول لما خرجت إسرائيل من رحم الحلم المجنون: تجميع اليهود في فلسطين.
منذ «الوعد» إلى تحقيق «العهد» لم تكن إسرائيل وحيدة. كانت على الدوام، محظية الدول الكبرى في الغرب والشرق. ولدت بقرار دولي، دعمت بدول استعمارية، تبنتها الولايات المتحدة الأميركية، القوة الأعظم في العالم، صارت شريكاً في تقرير السياسات الإقليمية، وتلزم أميركا بشروطها، إلا في ما ندر. شاركت في حرب السويس، وفازت باحتلال سيناء، فيما حليفاها فشلا في احتلال السويس. في الخامس من حزيران، صفق العالم لانتصار إسرائيل على ثلاثة جيوش بثلاثة أيام. وفيما كان العالم يرقص طرباً لانتصار إسرائيل، وإمكانية تحقيق يهوديتها، كان العالم يتفرج على المأساة الفلسطينية الثانية، ويمن عليه بقرارات دولية ظالمة، وغير قابلة للتنفيذ.
الحلم اللامعقول، في إقامة دولة يهودية، ليهود العالم كلهم، إن شاؤوا، صار حقيقة ساحقة. إسرائيل، الإبن الدولي الذي يسمح له ما يمنع على غيره، ويغفر له ويمجد، إذا ارتكب الفظائع، وهكذا، ارتكب العالم المتحضر، أبشع جريمة بعد استعماره للشعوب، عبر إقامة دولة إسرائيل، كاحتلال مؤبد، لاستيطان متوحش... بربرية العالم مسموحة بأيدٍ إسرائيلية.
تحنن العالم على الفلسطيني بالوفود المنحازة، والمشاريع المنتقصة، والمبادرات المساومة... لجان لا تحصى أرسلت، مبعوثون مهرة زاروا هذه البلاد، بهدف إيجاد حل لمعضلة الصراع. كان يؤخذ من العرب وفلسطين وتأخذ من الفلسطيني والعربي. تقدمت اسرائيل على العرب، تراجعت منظمة التحرير ثم «الفصائل»، فيما تقوقعت دول وتصالحت أنظمة مع العدو، ولم يخرج الفلسطيني من خيامه ومن قيده إلى فسحة حرة من وطنه. باستثناء انسحابها الذليل وهزيمتها في لبنان، لم تتراجع إسرائيل عن شبر أرض غير فلسطينية من دون أن تقبض ثمناً. قبضته من مصر ومن الأردن وفرضت على منظمة التحرير، أن تتخلى عن الميثاق الوطني الفلسطيني، وأن تنبذ العنف (أي الثورة) وألا تلجأ إلى «الإرهاب» (أي المقاومة) وأن تعترف بإسرائيل، مقابل بنود مطاطة وقع عليها في اتفاق أوسلو.
بعد الانتفاضة الأولى، كان الظن أن «أوسلو» هو الطريق إلى نصف الوطن. فالنصف الأول هو إسرائيل، أما النصف الثاني (وهو ليس نصف بل 22 في المئة من فلسطين) فهو «لا فلسطين». هي أراضٍ بلا كنية عربية، أما في العبرية، فهي يهودا والسامرة.
وبعد 21 عاماً من اتفاق أوسلو، لم يبق من مناطق فلسطينية تحت «إدارة الحكم الذاتي» سوى معازل محاصرة وجدار فاصل وأمن مفروض بالقوة، ومناطق محاطة بحواجز المستوطنات التي تنمو وتتكاثر بلا رادع، لا دولي ولا أميركي! ولا عربي (أين هم؟) ولا فلسطيني.
هذا المشروع المجنون لا يكتمل بإقامة دولة إسرائيل فقط، على جزء من حلمها. اكتماله يقضي بإعلان هويته اليهودية. فماذا بقي من فلسطين بعد كل هذا المسار؟
بقي ان يصر الفلسطيني على عدم الاعتراف بيهودية الدولة. أضعف الإيمان هذا، يحرم إسرائيل من أساس مشروعها. هي دولة احتلال لفلسطين، وستبقى كذلك، إلا إذا اعترف الفلسطيني بأنها دولة يهودية ولليهود. والاعتراف هذا، تصفية كاملة لقضية فلسطين. يخسر الفلسطيني حقه المهضوم الآن، وحقه الطبيعي المفترض، ويصير لاجئاً في العراء العربي والدولي. إذا اعترف الفلسطيني يخسر كل ما لم يخسره في الحروب والاجتياحات والمجازر والاستيطان، نهائياً.
القبول بفلسطين دولة لليهود، بلا حدود، يعني أن الفلسطيني موجود في أرض ليست له، ولم تكن له، ولن تعود إليه، فالأرض عندها يهودية والشعب يهودي، ويشرّع السؤال حينها عن سبب وجود الفلسطيني في إسرائيل.
القبول بيهودية الدولة، يعني أن يصبح الفلسطيني مهجراً أبدياً. لا وطن له، لا في الحلم ولا في الواقع. لا إمكانية البتة لفكرة وطن، إذا اعترف... سيخسر سرديته لتاريخه. لن يعود قادراً على رواية قصته المأساوية من وعد بلفور وما رافق مسيرته من قتل ومذابح وتهجير على مدى قرن من الزمن. الفلسطيني يصبح كائناً غير موجود، مع أنه موجود. فلسطينيته انتحال صفة: لا فلسطين ولا فلسطيني، بل دولة يهودية بسكان يهود.
فليذهب الفلسطينيون إلى الصحراء، واليهود لن يعودوا إلى ما وراء البحار. إسرائيل صنعت معجزة جمع اليهود في فلسطين، والعرب ابتكروا معجزة تبديد العرب طوائف ومذاهب وأقواماً وأنظمة وملوكاً وأمراء ورؤساء. فلسطين هي الربع الممتلئ باليهود، والعرب، ربع خالٍ من شعوبه.
ولا مرة كانت اسرائيل تعوزها القوة لاستكمال مشروعها. القوة ميسورة ومتوفرة وعلى «ايد من يغرف»، حتى أصبحت ثكنة عسكرية حتى الأسنان. لم يبخل عليها بأي سلاح. النووي موجود، من أيام الحنان الفرنسي. الكيميائي موجود، الطيران موجود، الصواريخ، القباب الحديدية. ولديها دوام عسكري في السياسة لا تحيد عنه... كل هذا لا ينفع. لا تعوزها القوة، ولا يعوزها غير اعتراف الفلسطيني بأن إسرائيل دولة يهودية. أي اعتراف الفلسطيني بأنه ليس فلسطينيا إلى الأبد.
لم ولن تقبل إسرائيل بمشروع الدولة الديموقراطية التي يعيش فيها اليهودي والفلسطيني معا في دولة واحدة. فهذا انتحار للمشروع الصهيوني، وإضاعة للسبب الذي من أجله أنشئت إسرائيل.
لم ولن تقبل إسرائيل بدولة ثنائية القومية. «قوميتان لا تتعايشان» فوق أرض واحدة. هذه الثنائية تقسيم لجسد الدولة.
لم ولن تقبل بإقامة دولة فلسطينية، ولو منزوعة السلاح، ولو من دون سيادة. ستترك الفلسطيني على حاله، في حالة اهتراء، يعيش على أموال الإغاثة والمساعدات المشروطة المذلة. سيكون الفلسطيني، واقعاً، بلا حلم وبلا هوية وبلا غد.
إسرائيل لا تريد فلسطين ولا تريد الفلسطيني.
وهذا ما تسعى إليه من خلال شرطها الوجودي، الاعتراف بيهودية الدولة.
إن القبول بهذا، لا يعني استسلاماً، بل انتحاراً جماعياً.
يحصل هذا، بتأييد غربي ولا مبالاة عربية وعجز فلسطيني.
هذا زمن الكارثة... قبل زمن الامِّحاء.
هل يفعلها أوباما..!
بقلم: عودة عودة عن الرأي الأردنية
ما الذي سيفعله الرئيس الامريكي باراك اوباما بعد لقائه الفاشل مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن قبل ايام قليلة، فقد قالها نتنياهو وبصراحة متناهية وبالفم الملآن لاوباما نفسه وللعالم كله ايضا: لا اريد دولة ثنائية القومية ولا اريد دولة اخرى..وهذا يعني انه يريد إبتلاع فلسطين كلها..
لم يخف الرئيس اوباما امتعاضه ويأسه، ومن جملة ما قاله بعد اللقاء: ان الوقت ينفذ بالنسبة لاسرائيل كدولة ذات( أغلبية) يهودية _وهنا لاحظوا رفضه ليهودية اسرائيل..وإذا لم يحل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي الان، فمتى وان لم يكن انت فمن يكون غيرك..؟!..إذا وصل الفلسطينيون الى هذا الاستنتاج بأن دولة لهم لم تعد ممكنة ماذا نقول لهم وللمجتمع الدولي..إسرائيل ستعيش في عزلة دولية ومواجهة موقف صعب ومستقبلا غامضا وان الدفاع الاميركي عنها سيكون صعبا...!
بعد اللقاء المنتظر والقريب بين الرئيسين اوباما وعباس في واشنطن في السابع عشر من الشهر الحالي، ما الذي سيقوله الرئيس اوباما-الذي طالما تحدث عن العدالة وانها جوهر الحياة- للرئيس الفلسطيني محمود عباس ولشعبه وللعالم كله..؟!
يمكن للرئيس اوباما ان يكون رئيسا شجاعا كسابقيه من الرؤساء الاميركيين بالنسبة للقضية الفلسطينية..الرئيس ايزنهاور اصر العام 1956 على انسحاب اسرائيل من غزة فورا وفعلا اذعن بن غوريون لللاوامر الاميركية، فقد استيقظ اهالي غزة صباح اليوم التالي فلم يجدوا جند يا واحدا في شوارعها..
رئيس اميركي اخر هو بوش الاب أصر على مشاركة اسرائيل العام 1991 في مؤتمر مدريد وعند ما تلكأ اسحق شامير في الرد هدده بإلغاء ضمانات القروض والتي كانت حينذاك 10 مليارات دولار سنويا
أنصح الرئيس اوباما بوصفة بوش الاب فهي الاقسى فليس هناك أحب على اليهودي من المال،اما وصفة ايزنهاور فهي القاضية...!
التطبيع مع إسرائيل
بقلم: مصطفى الصراف عن القبس الكويتية
• الشعوب العربية لم تتنازل عن كرامتها وتستسلم، كما فعل بعض حكامها.
عندما زرعت الصهيونية العالمية إسرائيل في كبد الوطن العربي على أرض فلسطين السليبة، كان الهدف من ذلك ان ينتشر هذا الكيان السرطاني في كل الجسد العربي، كما هو معلن في علم ذلك الكيان ذي الخطين الأزرقين إشارة إلى الفرات والنيل، وتتوسطهما نجمة داوود رمز إسرائيل. وبذلك الانتشار الذي كان مؤملا عليه ان تتم من خلاله الهيمنة الصهيونية على كامل الوطن العربي، ويصبح تحت النفوذ الصهيوني بكل مقوماته العسكرية والاقتصادية والتعليمية والدينية. فيتم القضاء على المجتمعين العربي والإسلامي، وتطمس حضارتهما ويحل محلهما مجتمع صهيوني يبقى إلى الأبد. وقد بُذلت لتحقيق ذلك جهود وأموال لا تحصى، وصيغت له سيناريوهات وخطط ومشاريع عدة لمحو فلسطين من ذاكرة الشعوب العربية، بما في ذلك محاولات شراء بعض الحكام العرب ورجال الدين لتمرير تلك المخططات.
ولكن الشعوب العربية لم تتنازل عن كرامتها وتستسلم، كما فعل بعض حكامها، بل رفضت التطبيع وبقيت ترفضه رغم الهزائم العسكرية التي منيت بها الجيوش العربية، بسبب سوء تدبير قادتها وانحياز أميركا للقتال إلى جانب ربيبتها إسرائيل بمدها بأحدث الأسلحة، ومنعها عن الدول العربية، لا سيما الدول المحيطة بإسرائيل. فكانت اتفاقيات كامب ديفيد وأوسلو نتاجا للضغوط الصهيونية على الحكام العرب. ومع ذلك لم تستسلم الشعوب العربية ورفضت التطبيع. وبقيت ملايين الشعب الفلسطيني المنكوب في المخيمات تقدم مواكب الشهداء لاستعادة فلسطين، ورضيت بالعيش في المخيمات، على امل العودة الى ارضها، رغم ما عانته وتعانيه من فقر وحرمان وحياة أكثر دنوًّا من عيشة البشر، في وقت تصدر فيه فائض الاموال العربية لتودع في المصارف الصهيونية في الغرب بدلا من ان تسخر للقضية الفلسطينية.
ولكن الصهيونية العالمية تلقت ضربة قاتلة حينما قامت الثورة الاسلامية في ايران، وقلبت نظام الشاه الحليف لاسرائيل وأعلنت العداء لاسرائيل الى جانب الشعب الفلسطيني، وتسليم سفارة اسرائيل في ايران للسلطة الفلسطينية، واعتبار قضية فلسطين اسلامية مركزية. مما حدا الصهيونية العالمية الى تحريك صدام حسين لمحاربتها والثورة ما زالت في مهدها. وما لبثت وسائل الإعلام الصهيونية - ما كان منها غريباً أو عربياً - تروج لفكرة استبدال العداء لإسرائيل بعداء لإيران لاستمالة الشعوب العربية، بإشاعة فكرة تصدير الثورة الإيرانية للشعوب العربية من ناحية، واستغلال الخلاف المذهبي لتأجيج الكراهية للشعب الإيراني المسلم من ناحية أخرى.
وهذه الإشاعة - أيضاً - كشفت، وقد بدأت تنحسر هذه الموجات، بعد ان أدركت الشعوب العربية أبعاد تلك المؤامرة. وها هي الجمهورية الإسلامية في طريق عودتها لتكون ضمن الصف العربي في حمل قضاياه ضد الصهيونية العالمية، باعتبار إيران إحدى كبرى دول المنطقة والشريكة في بناء مستقبل أجيالها، على خلاف تلك الدول الاستعمارية المعادية منذ فجر التاريخ للعرب وللمسلمين، تبتدع المخططات والأكاذيب لاحتلال أراضي الوطن العربي وزرع قواعدها العسكرية فيه ونهب خيراته، وتتعالى قياداتهم وتتسلط على الأمتين العربية والإسلامية بدافع من الحقد والاحتقار المعشش في قلوبهم وكيانهم. ولذا، فإن الصهيونية العالمية اليوم تعيش أزمتها أمام تفتح عقول أبناء المنطقة على مخططاتها التآمرية. وتحاول الصهيونية في مقابل ذلك إشغالنا في حروب مذهبية.
إيران وفرصتها لعزل إسرائيل
بقلم: كاميليا انتخابي فرد عن الشرق الأوسط
بعد ثماني سنوات خاضا خلالها أكثر الحروب دموية، قرر العراق وإيران في نهاية الأمر وقف إطلاق النار.
خلفت تلك الحرب نصف مليون قتيل من كلا الجانبين ومئات الآلاف من المعوقين والجرحى. انتهت الحرب لكن العداء بين الجارتين ظل مشتعلا. وعلى الجانب الآخر من الحدود، استولت على السلطة في أفغانستان جماعة إسلامية متشددة تضمر كراهية شديدة نحو جارتها إيران ذات الأغلبية الشيعية. في عام 1997، اُختطف دبلوماسيون إيرانيون في مدينة مزار شريف الأفغانية وقُتلوا على يد حركة طالبان، وكانت الدولتان قاب قوسين أو أدنى من الدخول في حرب بسبب تلك الحادثة. وبسبب كثرة أعدائها، تبدو إيران محاطة بمجموعة من الدول التي يتداول على السلطة فيها حكومات تنتهج نفس السياسة المعادية لطهران.
وفي مفاجأة غير متوقعة، شن جورج دبليو بوش حربا ضد أفغانستان للثأر من هجوم الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001 في مدينة نيويورك. سقط نظام حركة طالبان، ثم جاء الدور على صدام حسين للتخلص منه. هاجمت الولايات المتحدة العراق وأسرت صدام حسين، فانهار بذلك النظام البعثي.
وبعد أن كان العراق وأفغانستان من أشد الدول عداء تجاه إيران، تحول البلدان فجأة إلى أفضل أصدقاء إيران. كم أنت محظوظة يا إيران!
وتشير تلك الأحداث إلى حقيقة أنه كلما وجدت إيران نفسها وقد أُحيط بها ولاحت في الأفق نذر مواجهة ما، امتدت لها يد المساعدة من حيث لا تدري لإنقاذ النظام في طهران.
كنت أبغي من وراء عرض هذه المقدمة إلى إقناع القراء إلى أي مدى تبدو إيران محظوظة كلما بدت مقبلة على اختبار تجربة صعبة جديدة. وفي الوقت الذي تزداد فيه حدة التوتر بين الغرب وروسيا بشأن الوضع في أوكرانيا، تجد إيران مرة أخرى نفسها في وضع ممتاز.
فبقدر ما تبدو في الأفق إمكانية قيام روسيا بغزو شبه جزيرة القرم الأوكرانية وتصاعد التوتر بين البيت الأبيض والكرملين، يتوفر لإيران الفرصة للاستفادة بقدر أكبر من تلك الظروف.
وبفضل قربها من روسيا ودخولها في محادثات مكثفة مثمرة مع الولايات المتحدة والقوى الأوروبية الكبرى بشأن برنامجها النووي، يمكن لإيران أن تستفيد كثيرا من قربها من موسكو في الوقت الحالي.
حتى هذه اللحظة، لم تعلن إيران عن موقفها الرسمي إزاء التوتر في أوكرانيا، لكن وسائل الإعلام الحكومية تدعم موقف روسيا. وبما أن إيران تحتاج إلى دعم روسيا خلال المحادثات النووية من أجل رفع العقوبات، وكذلك دعما فيما يخص المسألة السورية لضمان بقاء الأسد في السلطة، ترى طهران أنه من الواجب الوقوف بجانب روسيا حتى ولو بشكل غير رسمي.
وهكذا فإن هذا الدعم الخفي ريما يمكِّن إيران في النهاية من الحصول على صفقة صواريخ s300 المضادة للطائرات من روسيا، والتي جرى بيعها لإيران منذ فترة طويلة ولكن طهران لم تتسلمها حتى الآن بسبب ضغوط الدول الغربية على روسيا.
ربما تستفيد إيران من التوتر الحالي بين الغرب وروسيا بشأن أوكرانيا، لا سيما في كسب المزيد من الدعم لبشار الأسد، وفي الوقت نفسه تكون لها اليد العليا خلال المحادثات النووية القادمة للتوصل إلى اتفاق دائم مع القوى الغربية.
بذل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يزور الولايات المتحدة لحضور اجتماعات لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك) - أكبر جماعة ضغط مؤيدة لإسرائيل - قصارى جهده للفت انتباه وسائل الإعلام إلى استيلاء البحرية الإسرائيلية في البحر الأحمر يوم الأربعاء على سفينة كانت تحمل عشرات الصواريخ القادمة من إيران والمصنوعة في سوريا حسب تصريحات مسؤولين إسرائيليين. وأشار نتنياهو إلى أن الصواريخ كانت في طريقها إلى مقاتلي حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة. وأضاف نتنياهو الغاضب في خطابه أمام لجنة إيباك يوم الثلاثاء أن القوى العالمية، التي تتفاوض بشأن كبح جماح البرنامج النووي الإيراني، ستسمح لطهران بالاحتفاظ ببعض التقنيات التي يمكن استخدامها في صنع القنابل.
لا أحد في أميركا يأخذ تصريحات نتنتياهو على محمل الجد، حيث يرونه مجرد رجل غاضب، كما يرون أن مزاعمه بشأن تلك السفينة المحملة بالصواريخ مثيرة للشكوك نوعا ما بسبب تصادف حدوثها أثناء زيارته للولايات المتحدة!
وفي حال لم تكن الولايات المتحدة وروسيا غارقتين إلى أذنيهما في أزمة شبه جزيرة القرم الأوكرانية، ربما كان نتنياهو قد نجح في لفت الانتباه إلى قضية سفينة الصواريخ، لكنه لم ينجح هذه المرة! رفضت إيران المزاعم الإسرائيلية، ووصفتها بأنها «كذبة إسرائيلية جديدة تهدف لتبرير وإطالة أمد الحصار، الذي تفرضه على غزة».
كان من الممكن أن تجد تلك المزاعم الإسرائيلية آذانا صاغية في وقت آخر، أما الآن فالعالم مشغول بمواجهة بين أكبر قوة لم تتغير منذ الحرب الباردة مع روسيا. سوف تتلقى إيران قريبا الدفعة الثانية من الأصول المجمدة، والتي عادت إليها بموجب اتفاق نووي مؤقت مع القوى العالمية.
يوكيا أمانو، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أشار يوم الاثنين إلى أن إيران حققت تقدما كافيا للحصول على دفعة الأصول المجمدة البالغة 450 مليون دولار والمقرر أن تكون طهران تسلمتها في الأول من مارس (آزار). ومن المفروض أن يكون قد جرى تسليم دفعة الثالثة تبلغ 550 مليون دولار في السابع من مارس. لقد صادفت إيران حظا سعيدا هذه المرة لأنها قادرة الآن على عزل إسرائيل. شكرا لروسيا وشبه الثورة الأوكرانية!
كلمة الرياض لا.. لأي منظمة إرهابية!!
بقلم: يوسف الكويليت عن الرياض السعودية
الأمن قضية لا مزايدات عليه، والإرهاب الذي ضرب أرضنا وحاول زعزعة أمننا إما بتنظيمات سرية، أو دعم مادي، أو حضور لتلك الجماعات التي صنّفتها المملكة بالإرهاب، يجب أن توضع على قائمة الحرب الدائمة معها، والقرار الأخير الذي أعلنته وزارة الداخلية باعتبار القاعدة وفروعها مثل النصرة وداعش وجماعات الإخوان المسلمين وحركة أنصار الله وحزب الله في الداخل والحوثيين أنها منظمات إرهابية يعني عدم التساهل بحماية الوطن من أي فئة داخلية أو خارجية..
الأمر قد لا يقتصر على تلك الجماعات، وإنما من يغذيها ويدعمها لأن الحق القانوني للدول التي تتعرض لحرب فرضت عليها أن تقوم بالإجراءات الحمائية التي تراها، والمملكة من باب تحصين ووقاية أرضها وشعبها وممتلكاتها حاولت أن تأخذ بكل الأساليب الإيجابية، سواء من تم التغرير بهم وخضعوا للمحاكمات والتحقيقات بأن قامت بالدعوة للمصالحة والعودة للواقع، واستطاعت بالفعل أن تعيد أكثر من شاب إلى العقل والاندماج في المجتمع والحياة الطبيعية، وهو هدف كان مثار إعجاب العديد من الدول، بما فيها من رأت أنها تستحق أخذها كتجربة ناجحة..
المملكة ظلت دولة إسلامية لا يسطيع أحد أن يضعها بعكس توجهها وبقيت داعمة للإسلام والمسلمين على قاعدة التعايش ورفض أي سلوك يغاير المعتقدات والشرائع الثابتة، لكن أن يسيّس الدين ويصبح لعبة في التعاطي من فرز من هو المؤمن والكافر، وإعلان الحروب بكل الوسائل الخارجة من القانون والشرع الإسلامي، فإن الأمر يتعدى حقيقة الدين إلى الخروج عن ثوابته، وهو حكم أطلقته مختلف الدول الإسلامية مراعية حق الدفاع عن النفس والوطن حتى لا يكون الدين ذريعة لمتلاعبين ومشرعين للفوضى والاعتداء إلى حد القتل..
لقد اكتوينا من الخارجين عن نواميس الحياة بالعديد من التجاوزات بما فيها تعرض منشآت وقتل آمنين مواطنين وغيرهم، ومن مسلمين اعتقدوا بضرورة فرض معتقداتهم السياسية وتطرفهم الديني، والتي عملت على دعمهم منظمات ودول استغلت فيهم سذاجة هذا التفكير وتحويلهم إلى قوى مضادة لنواميس الحياة باستهداف المواطنين حتى في مساجدهم وحركة حياتهم الدائبة..
الواقع يقول الا مجاملات أو استسلام لحركات خرجت عن دروب الدين والحياة وهددت المجتمعات وزرعت الخوف والرعب، ولذلك جاءت القرارات السابقة والحديثة الصادرة من المملكة لحماية وجودها من أي عبث لبِس ثوب الدين أو غيره، وكان موقفاً ضرورياً وهادفاً لأن تكون المملكة أرض أمن وسلام بدلاً من أن تكون كما يريد الإرهابيون، وطن انتحار وموت.
الخلافات الخليجية - الخليجية إلى أين؟
بقلم: هاني الفردان عن الوسط البحرينية
تمر دول مجلس التعاون الخليجي منذ فترة طويلة بانقسامات يرصدها المتأملون بدقة متناهية لتلك الحالة، في ظل احتقانات متكررة وعبر مسافات زمنية متتالية، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو جغرافية، وبلغت حتى الرياضية.
حالة الانقسام الخفية بدأت في الوضوح قبل القمة الخليجية الأخيرة في الكويت، في ظل أجواء «ملتبسة»، وفي ظل أوضاع وظروف وصفها الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، بـ «قاسية بالغة الحساسية والدقة». وهذه حقيقة واضحة للعيان، وإن اختلفت التفاسير بشأن مفهوم «الحساسية»، وهل هي حساسية «خليجية - خليجية» أم «خليجية - إقليمية» أو «خليجية - غربية»؟
وكشف حجم تلك الخلافات على فكرة «الاتحاد الخليجي» حقيقة الوضع، فقد كانت ردة فعل وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، الذي أكد أن بلاده ليست مع الاتحاد الخليجي إطلاقاً، وإن حصل فإن سلطنة عُمان لن تكون منه، ولن تقف موقفاً سلبياً منه في حال تشكيله، ولكنها أيضاً لن تنضم إليه، بمثابة «القشة التي قصمت ظهر البعير» على حد قول المأثور الشعبي.
عُمان «الصريحة» كشفت قبل «قمة الكويت» عن جملة من «لاءاتها»: لا للاتحاد الخليجي، لا للعملة الموحدة، لا لتوسعة قاعدة درع الجزيرة.
حجم التباينات والخلافات الخليجية كثير وكبير، سواء على الملفات الخليجية كـ «الاتحاد» أو «العملة الموحدة»، أو على صعيد حل القضايا الإقليمية كسورية ومصر واليمن (السبب الحقيقي وراء الأزمة الحالية مع قطر).
ليست عمان وحدها من تحمل «لاءات»، فدولة الإمارات رفضت العملة الخليجية الموحدة حتى «تكتمل مكونات السوق الخليجية المشتركة قبل الدخول إلى الاتحاد النقدي»، من وجهة نظرها.
وقطر أيضاً فرضت «لاءاتها» حالياً بشأن فرض ما تسميه «الوصاية» على مواقفها الخارجية وسياساتها، حتى عبرت صحفها بصراحة يوم الخميس الماضي عن أن «قطر ذات سيادة».
استطاع أمير الكويت في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013 عبر القمة الثلاثية (السعودية - الكويتية - القطرية) احتواء الأزمة السياسية السعودية - القطرية مؤقتاً، إلا أن هذا الاحتواء لم يدم طويلاً في ظل تداعيات الأزمات الإقليمية (السورية والمصرية واليمنية) والملفات الأخرى المتعلقة بدول المجلس والتي دخلت على الخط بشكل لم يوجد له تفسير حتى الآن.
جاء إعلان كل من المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، يوم الأربعاء (5 مارس/ آذار 2014)، بسحب سفرائها من دولة قطر، بسبب عدم التزامها بالاتفاقية الأمنية الموقعة بين دول المجلس، ترجمة حقيقية لحدة الخلافات الخليجية - الخليجية، في ظل التزام كل من الكويت وسلطنة عمان الصمت في هذا الشق من الخلافات، وفي ظل رفض البرلمان الكويتي حتى الآن للاتفاقية الأمنية الخليجية، وكذلك رفض سلطنة عمان لفكرة «الاتحاد الخليجي».
تجسد المشهد الخليجي المنقسم سياسياً في اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج الأخير المنعقد في الرياض يوم الثلثاء (4 مارس 2014) والذي وصف بـ «المارثوني» لاستمراره زهاء تسع ساعات، تخللته نقاشات حتى خلال فترتي الغداء والعشاء، وذلك بسبب وجود «خلافات» في وجهات النظر بين أربع دول بشأن عدد من القضايا، من بينها العلاقات الخليجية - الخليجية، وكذلك الأوضاع الإقليمية.
في «حوار المنامة» في ديسمبر/ كانون الأول 2013 قال وزير الدولة للشئون الخارجية السعودي نزار مدني، إن «القواعد الدولية للعبة السياسية يجب أن تتغير، ومن سيغيرها هم الخليجيون أنفسهم»، وهو تصريح يجافي المنطق والعقل، فاللعبة واقعاً غيَّرتها «السياسة الإيرانية»، والاتفاق «الإيراني - الغربي» أبرم من وراء ظهور الخليجيين أنفسهم، الذين أصبحوا مجبرين على التعاطي معه، كما أن قواعد اللعبة السياسية المُتغيرة التي تحدث عنها مدني نشهدها حالياً على مشهد السياسة الخليجية.
الحديث عن انفراط العقد الخليجي، كان منطلقاً من منتدى حوار المنامة في ديسمبر 2013، وبعد تصريحات وزير الخارجية العماني، وصولاً إلى القمة الثلاثية (السعودية - الكويتية - القطرية)، حتى قمة الكويت الخليجية، كانت معظم التحليلات تصب في «القلق» من أن تكون «قمة الكويت»، هي القمة التي سينفرط فيها العقد الخليجي، إلا أن حكمة أمير الكويت «احتوت الموقف» من جديد وأخرته حتى 5 مارس 2014، عندما أعلنت السعودية والإمارات والبحرين سحب سفرائها من دولة قطر، في «انفراط» مؤقت حالياً، لا يعرف أثره ولا أمده.