تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 588



Haneen
2014-04-03, 10:20 AM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي (588) الاربعاء 26/03/2014 م



</tbody>

<tbody>


</tbody>


<tbody>
في هــــــذا الملف


عداء للإخوان المسلمين في دول الخليج
بقلم: ح بن درور يميني - معاريف
هل تغيرت قواعد اللعب؟
بقلم: أودي ديكل - نظرة عليا
ينبغي ضرب الإرهاب في كل مكان
بقلم: تسفيكا فوغل - عميد احتياط - اسرائيل اليوم
بلد صغير ذو شارب
بقلم: يارون لندن - يديعوت
هل يُضاف كيري إلى مسيرة الاخفاقات؟
بقلم: شاؤول اريئيلي - هآرتس
هل ما حدث في مصر ثورة؟
بقلم: تسفي برئيل - هآرتس






















</tbody>
عداء للإخوان المسلمين في دول الخليج
بقلم: ح بن درور يميني - معاريف
تى الذين يخيل لهم أنهم يفهمون أكثر بقليل قواعد الشرق الاوسط، يقفون اليوم مذهولين امام قرار المحكمة في مصر. لان مصر، رغم كل شيء، ليست سوريا. مبارك مع المخابرات لم يكن صدام حسين، والجنرال السيسي، وهو الحاكم الفعلي ليس بشار الاسد. ولكن التقدير هو أن القرار باعدام 529 شخصا ما كان ليتخذ دون اقرار الحاكم الاعلى. فمصر، حتى تلك التي تحت حكم علماني، ليست دولة حكم القانون.
من جهة اخرى، يجدر بالذكر أنه قبل سنة فقط، في اذار 2013، كان الحكم لمحمد مرسي والاخوان المسلمين. وحكمت المحكمة المصرية بالاعدام على 21 من مؤيدي كرة القدم، ليسوا سوى مؤيدين قاموا باعمال الشغب. ليس بالضبط قتلة مع سبق الاصرار. ليسوا ارهابيين أعضاء في منظمة سرية ما. مجرد مشاغبين، ليس اكثر.
قبل اسبوع صدر الحكم على افراد الشرطة لقتلهم 37 معتقلا، من رجال الاخوان المسلمين. ويدور الحديث أغلب الظن عن عملية تصفية. اغتيال. على شرطي واحد فقط حكم بالسجن عشر سنوات. والان 529 حكم بالاعدام. مثل هذا الامر لم يسبق ان كان في العالم العربي.
يعرف السيسي بان الاحكام، حتى لو لم تنفذ، لن تحسن صورته. ولكن يحتمل أن يكون يئس من الغرب، وبالاساس من الولايات المتحدة. وينسجم قرار الحكم المتشدد مع موجة العداء للاخوان المسلمين المتصاعدة الان في دول الخليج. فقبل بضعة ايام فقط أعادت هذه الدول سفراءها من قطر، التي تواصل كونها، الى جانب قناة ‘الجزيرة’، الدعمة الابرز للاخوان. اذا كان ينبغي للسيسي أن يخشى، فهذا ليس من الاتحاد الاوروبي أو الادارة الامريكية. مشكلته هي مع ‘الجزيرة’.
للحكم المصري توجد شبكة معقدة من العلاقات مع الاخوان المسلمين. فقد كانت مراحل اضطهاد وكانت مراحل تسامح. بعد ثورة الضباط في 1952 حاول جمال عبد الناصر مصالحتهم، وسمح لهم بالعمل. في 1954 حاول أحد نشطاء المنظمة اغتياله، فاخرجوا مرة اخرى عن القانون لعشر سنوات. اعتقل الالاف، وقلة فقط اعدموا. اما السادات فحاول مصالحتهم. ولكن هذا لم يجدِ نفعا. فنشطاء الاخوان اغتالوه.
اعطى الربيع العربي فرصة جديدة للاخوان المسلمين. كانوا مستعدين. ففازوا في البرلمان وكذا في الانتخابات للرئاسة. ارتكب مرسي أخطاء. ولكن احساس الاخوان هو أن الجيش سرق منهم الحكم. يوجد حق في هذا الزعم. وفي كل الاحوال، رغم موجة العداء للاخوان، يجدر بالذكر أنهم لا يزالون يحظون بتأييد شعبي هائل. يحتمل أن يكونوا الان في مرحلة الضعف، ولكن عشرات الملايين لا يزالون الى جانبهم.
ان محاولة السعي الى ايجاد المنطق في هذه التقلبات محكومة بالفشل. فنحن نعيش في الشرق الاوسط، وله قوانين خاصة به. لا توجد اي حاجة للهزء من المحلل الكبير جدا، توماس فريدمان، الذي هذى في الصيف بثورة الفيسبوك في مصر، وللحظة كان يخيل له بان يصبح ميدان التحرير تايمز سكوير. في هذه المرحلة ليس واضحا اذا كانت الاحكام بالاعدام هذه ستنفذ. ما هو واضح هو أنه يحتمل بالفعل أن نكون نعيش في شرق أوسط جديد.
بمراعاة ما يحصل في اليمن، حيث قتل أمس عشرات الجنود، وبمراعاة ما يحصل في سوريا حيث قتل ما لا يقل عن 100، وبمراعاة أن الحرب في سوريا انتقلت منذ الان الى لبنان، فيحتمل إذن، فقط يحتمل، في أننا قريبا سنتوق الى الشرق الاوسط القديم.

هل تغيرت قواعد اللعب؟
بقلم: أودي ديكل - نظرة عليا
على مدى فترة طويلة استعدت اسرائيل للتصعيد في الساحة الشمالية، خشية انتقال الاحداث من سوريا الى نطاق اسرائيل ونشوء منطقة جبهوية ليس فيها حكم مركزي، على طول الحدود في هضبة الجولان، تعمل منها جهات ارهابية وجهادية ضد اسرائيل. ويحتمل أن تكون احداث العنف الثلاثة على الحدود مع سوريا ولبنان منذ بداية اذار 2014، تنذر بتغيير في الوضع، وفيها امكانية تصعيد وانتقال من وضع مستمر لساحة شمالية هادئة نسبيا الى ساحة نشطة. التحدي المتوقع حيال الساحة الشمالية هو تحد معقد بسبب كثرة اللاعبين، اصحاب المصالح والاهداف المتضاربة، الامر الذي من شأنه أن يجر اسرائيل، بارادتها أو بغير ارادتها، الى مواجهة مستمرة، الى سلسلة من الاحداث الحدودية، بل وربما الى اطلاق/نار نحو الاراضي الاسرائيلي والى تصعيد واسع.
ومع ذلك، فان الحدث الاخير، المتمثل بزرع عبوة وتفعيلها ضد دورية حدودية من قوات الجيش الاسرائيلي في هضبة الجولان، ليس في لب السيناريوهات التي رسمت، كون كل المؤشرات تدل على ان العبوة وضعتها جهات استخدمها حزب الله، اغلب الظن، بمعرفة بل وبمساعدة قوات نظام الاسد. الاحداث الثلاثة اثنان على حدود سوريا، في المناطق التي بسيطرة نظام الاسد والموالين له، والثالث في قاطع هار دوف، منطقة عمل حزب الله تدل باحتمالية عالية على أن الحديث يدور عن سلسلة عمليات موجهة و/أو منفذة من حزب الله ضد اسرائيل.
إن الحدث الذي على ما يبدو تسبب بموجة الأحداث هو الهجوم الذي ينسب لسلاح الجو الاسرائيلي في 24 شباط ضد قافلة السلاح من سوريا الى لبنان. وخلافا لهجمات سابقة، هي الاخرى نسبت للجيش الاسرائيلي، فان الهجوم الاخير وقع في الاراضي اللبنانية وعلى ما يبدو أن نتائجه كانت أوسع من مجرد ضرب الوسائل القتالية، الامر الذي دفع زعيم حزب الله، حسن نصرالله الى التعهد بالرد في الزمان والمكان المناسبين. يحتمل أن يكون نصرالله وقواته، يقدرون بان الهجوم الجوي في لبنان يؤشر الى تغيير اسرائيلي في قواعد اللعب التي كانت مقبولة حتى الان، ولهذا فمطلوب من حزب الله أن يطلق الاشارة الى أنه لن يسلم باستمرار الهجمات الجوية في لبنان نفسه وانه ملزم بالرد، ضمن امور اخرى من أجل الحفاظ على صورة المنظمة كـ ‘درع لبنان’ في وجه اسرائيل.
اذا كان صحيحا التقدير بان الاسد (أو قواته) شريكا، بالعلم على الاقل، في زرع العبوات في هضبة الجولان، يطرح السؤال ما الذي جلب التغيير في سياسته التي تمثلت حتى الان بالقرار بعدم الرد على الهجمات الجوية المنسوبة لاسرائيل. في نظرة أوسع، توجد عدة تطورات كفيلة بان تؤثر على تقويم الوضع لدى الاسد وحزب الله بالنسبة لتقدير المنفعة حيال الكلفة والضرر المتوقع لهما، في الاستعداد لفحص حدود ‘قواعد اللعب’ حيال اسرائيل، مع مخاطرة بالتصعيد. لقد أعاد حزب الله لنفسه بعضا من ثقته الذاتية، في ضوء النجاحات العسكرية في سوريا، في قاطع يبرود ودحر قوات الثوار عن الحدود السورية اللبنانية. على المستوى اللبناني الداخلي، توصلت الجهات السياسية المتخاصمة الى توافق على اقامة حكومة انتقالية، في خطوطها الاساس موقع من حق العمل لحزب الله ضد اسرائيل ولا سيما ضد ‘الاحتلال’ الاسرائيلي للاراضي اللبنانية (مزارع شبعا هار دوف). ومع ذلك، بالنسبة لحزب الله، فان الوضع الداخلي في لبنان والتهديدات المحدقة بالمنظمة لا تبشر بالخير. والدليل على ذلك هو سلسلة عمليات السيارات المفخخة التي تمت ضد كبار رجالات المنظمة.
اما الاسد فخلافا لتوقعات عديدة فقد نجا في السنة الثالثة للثورة. والتفسير الذي منحه الاسد للاحداث في سوريا في بداية 2011، والذي يعتقد بان هذه ليست ثورة شعبية للجمهور السوري، بل هجوم لمحافل الارهاب السلفية الجهادية ضد الدولة السورية وحكمه هو، غايتها ليست مصلحة المواطنين السوريين يتحقق بالفعل عمليا ويبدو كوصف سليم للثورة في ضوء ضعف المعارضة المعتدلة والعلمانية. ويتلقى الاسد الدعم المالي والعسكري من ايران وروسيا، بل وحصل على الشرعية الدولية في أعقاب الاتفاق على نزع السلاح الكيمائي، والذي يشارك في تنفيذه. وتعمق روسيا دعمها لنظام الاسد بالوسائل وبالمستشارين، وذلك اضافة الى حقيقة أن بوتين يتبين كزعيم مصمم لا يرعوي من المواجهة مع الغرب وتثبيت حقائق بأفعال القوة على الارض (اوكرانيا وشبه جزيرة القرم). لكل هذه ينضم فشل مؤتمر جنيف الثاني، الذي اوضح بانه لا توجد معارضة تشكل بديلا لحكم الرئيس الاسد، المستعد لان يعرض نفسه على الانتخابات أمام المواطنين السوريين.
يطرح السؤال: هل وكم هي معنية الاطراف بتغيير ‘قواعد اللعب’ التي كانت متبعة حتى الان؟ معقول أن يكون الاسد، الذي شعر بانه قوي مؤخرا، يفهم بان مخاطرة انضمام اسرائيل الى المواجهة في سوريا معناها تغيير دراماتيكي في ميزان القوى ضده، لدرجة المخاطرة بحكمه ذاته. ولكن الى جانب ذلك، استوعب أيضا الرسائل التي توضح له بان اسرائيل تفضل عدم التدخل في المواجهات الداخلية وعدم الانجرار الى المستنقع السوري.
اما حزب الله الذي وقف وهو يكافح الى جانب الاسد، فيدفع لقاء ذلك بتآكل مكانته وشرعيته في لبنان. وبالتالي، اذا كان حكم عليه بان يصطدم باسرائيل، فانه يفضل نقل ميدان المعركة الى جبهة هضبة الجولان، لا أن يحققها في لبنان. وعلى ما يبدو يخشى نصرالله من أن تحاول اسرائيل استغلال أزمته فتعمل على تصميم ‘قواعد لعب’ جديدة. من هنا، من جهة، تعهد نصرالله بالرد على حدث الهجوم الاخير المنسوب لسلاح الجو الاسرائيلي في لبنان خشية تصميم ‘قواعد لعب’ جديدة من قبل اسرائيل، بهدف الاشارة لاسرائيل بان لديه ايضا امكانية لتغيير ‘قواعد اللعب’ (اختيار قاطع هضبة الجولان للعملية). من جهة اخرى، فان حزب الله ملتزم تجاه الاسد وبالتالي فان عليه بان يزن بحذر خطواته ويمتنع عن أعمال من شأنها أن تعرض للخطر مستقبل نظام الاسد في سوريا.
ان الرد الهجومي الاسرائيلي ضد مواقع لقوات الجيش والامن السوري في جبهة هضبة الجولان، يدل على أنه واضح لاسرائيل بان حزب الله وقوات الاسد (بالعلم على الاقل) مسؤولون عن زرع العبوات. ليس لاسرائيل في هذه المرحلة، لا النية ولا المصلحة للتدخل في ما يجري في سوريا، إذ لا ضمانة في أن يكون الوضع المتطور بعد تدخل اسرائيل افضل بالنسبة لها. فكل المؤشرات تبين انه لا يوجد بديل حقيقي معتدل لحكم الاسد وتوجد مخاطرة حقيقية في أن يؤدي اسقاطه الى سقوط سوريا في ايدي الجهات السلفية الجهادية.
ان انعدام اليقين بالنسبة لمستقبل سوريا يخلق مثابة وضع من الردع المثلث بين اسرائيل سوريا حزب الله، بحيث يكون لكل طرف من الاطراف ‘قوة اضرار’ تجاه الطرف الاخر من شأنه أن يؤدي الى دفع ثمن باهظ وتدهور غير مضبوط للوضع. وفقط اللاعبون غير الدول الجهات الجهادية، من معارضي حكم الاسد من شأنها ان تحاول استغلال الوضع والمبادرة الى احداث تحت غطاء أعمال الاسد وحزب الله، بتشجيع اسرائيل على رد تصعيدي والتسبب بواسطة ذلك بعملية تدهور لاسقاط نظام بشار الاسد.
من هنا يمكن التقدير باننا في ذروة حدث يحاول فيه الطرفان فحص أو تصميم بشكل محدود من جديد ‘لقواعد اللعب’، ولكن دون تحطيم الاطار العام المتبع حتى الان. ومع ذلك، في فحص الحدود والخطوط للطرف الاخر توجد امكانية للتصعيد، وذلك لان سوريا ولبنان هما منظومتان غير مستقرتين ومضعضعتين، وكل عمل من شأنه أن يخلق سلسلة آثار غير مقصودة وغير متوقعة، وبالتالي يوجد احتمال للتدهور غير المضبوط، كل طرف يؤشر برده الى الطرف الاخر وفي ظل ذلك تتشكل عملية تصعيدية.
تستعد اسرائيل لفترة طويلة من الواقع المتغير في سوريا وفي جبهة هضبة الجولان. ومع ذلك فان الرد الاسرائيلي وجه نحو ‘سوريا الاسد’ (رغم أنه لا يسيطر الا على خمس سوريا)، برؤية عنوان الدولة المسؤولية التي عليها أن تمنع كل عمل من الاراضي السورية نحو اسرائيل، رغم أنه معروف لنا بان قوات الاسد لا تسيطر على الوضع ورغم التقدير بان العمل تم بعلم الاسد يحتاج الى برهان. وبالتالي، على الجيش الاسرائيلي أن يكيف نشاطه مع الواقع الناشيء وان يكون مستعدا لسلسلة من الاستفزازات التي توجه نحو اسرائيل وان يمتنع عن الردود الفورية وغير المدروسة الموجهة نحو العناوين غير ذات الصلة، والا يسقط في فخ تحاول نصبه له سوريا، حزب الله أو الجهات المتمردة..
فقط في الاحداث التي يكون فيها واضح بان حزب الله وايران يقفان خلف الاعمال ضد اسرائيل، من المهم أن توجه اسرائيل ردها نحو القوى الداعمة لبشار الاسد، وذلك لان مصلحة استمرار حكمه هي المصلحة المركزية له ولايران وحزب الله.

ينبغي ضرب الإرهاب في كل مكان
بقلم: تسفيكا فوغل - عميد احتياط - اسرائيل اليوم
إن محاولة ايجاد اسم للارهاب أقل اخافة أصبحت مؤخرا واحدة من اكثر البدع شعبية. وقد بدأ ذلك باسم مواجهة عسكرية على نار هادئة تمييزا لها عن حرب لجيش في دولة عدو منظم، ويبلغ ذلك ذروته في هذه الايام باسم المعركة بين المعارك. فهل يعتقد أحد ما هناك حقا أن الجنود في الميدان الذين يجب عليهم الانقضاض على المخربين يهمهم كيف يسمي الجنرالات والساسة ذلك؟ إن الجندي والقائد في الميدان يعلمان جيدا أن هذه حرب على مستقبل ارض اسرائيل.
كان في السنة الاخيرة بحسب تقارير ‘الشباك’ الظاهرة اكثر من 100 عملية تخريبية في القدس وفي يهودا والسامرة، في كل شهر. فلم تكن محاولات ولا نوايا ولا باعث بل كانت عمليات في الواقع تشمل بث عبوات ناسفة واطلاق نار وطعنا وزجاجات حارقة. والعمليات التي ينفذها الجيش الاسرائيلي مع قوات امن واستخبارات اخرى ليست مواجهة عسكرية على نار هادئة وليست معركة بين معارك بل هي حرب يومية لعدو يحاول أن يضربنا. فلهذا اسم خاص واسم عائلة، إنها حرب وجود.
إن العملية في جنين والعمليات في عرض البحر ايضا على بعد 1500 كم عن حدودنا، والعمليات التي تنسبها مصادر اجنبية إلينا في قلب سوريا وفي عمق السودان هي عمليات حربية دفاعية. فالاسلحة الايرانية والسورية المعدة للوصول الى ارهابيين متطرفين من حماس والجهاد وحزب الله والقاعدة لن يعلوها الغبار على الرفوف ولن تصدأ بل هي مخصصة لضربنا في كل مكان في غوش دان وغلاف غزة وبلدات خط المواجهة في الشمال. والارهابيون الذين أخذوا ينشأون برعاية السلطة الفلسطينية في يهودا والسامرة لا يربون الحمام بل يشغلون أنفسهم بتجنيد منتحرين وجمع معلومات استخبارية للاختطاف والقتل. وليست عندهم نوايا طيبة بل عندهم بين أعينهم مناظير بنادق وقذائف صاروخية.
ليست عندنا سبيل اخرى لمنع ضربنا في الداخل إلا أن نمضي الى أعدائنا فنضربهم في فراشهم. فهكذا تنفذ صورة المعركة التي تسمى دفاعا. والذي لا يريد أن يجرب سقوط قذيفة صاروخية بالقرب من منزله أو أن يكون في حافلة يفجرها منتحر فلسطيني ظلامي، يحسن الصنع اذا ما شجع وأطرى اولئك الذين يمضون ليالي واياما لابعاد هذه التهديدات عنا. أما اولئك الذين يتحدثون عن السلام فانهم يحسنون الصنع اذا ما أصغوا الى كلام اسماعيل هنية أمس في مسيرة ذكرى الشيخ احمد ياسين بعد الكشف عن النفق الهجومي بيوم واحد إذ قال: ‘سنهز تل ابيب’. وأنا أقول: إنه يعني هذا حقا، فهل ننتظره؟.

بلد صغير ذو شارب
بقلم: يارون لندن - يديعوت
ليس الامريكيون متخاذلين وليس موشيه يعلون وغدا بل هو صبياني. فالاولاد يقولون ما في قلوبهم لأنهم لم يتعلموا بعد أن اللسان يفصل بين القلب وأذن السامع وأن الحياة والموت في يد اللسان.
توجد حقائق مضرة وتوجد حقائق تفتح العيون وتكون نافعة. فالولد الذي صاح قائلا إن الملك عارٍ كان نافعا أما يعلون فمُضر. فهو يشبه الولد الغاضب على والديه اللذين لا يستجيبان لرغبته ويقذفهما بقوله إنه بطل يستطيع أن يغادر البيت وينظم شؤونه من غيرهم. إن الوالدين مملوءان بالعيوب كحبة الرمان لكن البطل الصغير ليس بطلا عظيما فهو متعلق بافضال والديه ويسلم بالواقع بعد أن يكف عن ضرب الارض بقدميه. وتكفي على نحو عام لطمتان لاعادته الى جادة الصواب.
أضر يعلون لأنه صاح برأي رائج لم يكن يجوز أن يسمعه للملك، فالملك في واشنطن لا يريد أن يستعمل قوته فقد لاحظ حدود القوة وهو يفضل استعمال الدبلوماسية والقوة الاقتصادية. ولا اختلاف في ذلك بين اصحاب القرار في السياسة في العالم كله ومنهم بوتين والاسد. فالسؤال المهم لا يدور على الحقيقة المعلومة بل لا يدور على طبيعة وزير الدفاع الصبيانية بل على الاستنتاجات المشتقة من الحقيقة.
إن الواقع هو أن رئيس الولايات المتحدة يريد الخير لاسرائيل لكنه رئيس دولته وليس عضو في ‘البيت اليهودي’. ودولته هي الوحيدة في العالم التي تُمكنها مواردها الطبيعية وقوتها التقنية من أن تعيش في رفاه دون احتياج للآخرين تقريبا. وستتخلص بعد بضع سنين ايضا من الحاجة الى النفط الرخيص المطمور في اراضي عدد من الممالك المتخلفة في الشرق الاوسط. ويقظتها متعلقة بها فقط وبضعف امراضها الداخلية وهذا أهم ما يعني الرئيس.
إن الارهاب الاسلامي هيّج مواطني بلده وحث سلف اوباما على انفاق مئات المليارات واضاعة حياة آلاف الجنود الامريكيين في العراق وفي محاولة فارغة لاقرار الوضع في افغانستان، لكن الارهاب من وجهة نظر تاريخية ليس سوى حكة مضايقة في ظهر وحيد القرن. ومحاولة اسرائيل أن تجر الولايات المتحدة الى القضاء على الصناعة الذرية الايرانية كانت رهانا حسنا لكن بلا أمل، فليست اسرائيل حاملة الطائرات البرية التي تساعد امريكا على فرض ارادتها على المنطقة المشاغبة بين باكستان وموريتانيا.
إن الولايات المتحدة تشتري العقول الخلاقة للتقنيين الاسرائيليين وتنقلها اليها فخُمس العلماء الاسرائيليين يعملون في الولايات المتحدة. وكثير من العلماء الرواد في الجامعات الرائدة في الولايات المتحدة في مجال الحواسيب والذكاء الصناعي اسرائيليون. وليست التطبيقات التي تصيبنا بالدوار سوى نقل تقنيات ممتازة منا اليها. وما كان الذكاء الاسرائيلي ليترجم الى آلات استخبارات وآلات تدمير من غير مال امريكا وارادتها الخيرة وليس لنا وجود بغيرها ولن يكون ايضا في المدة التاريخية القريبة.

هل يُضاف كيري إلى مسيرة الاخفاقات؟
بقلم: شاؤول اريئيلي - هآرتس
يجب أن تكون الوثيقة التي يعرضها الامريكيون حاسمة قاطعة غير مبهمة تضمن عدم تحطم المسيرة السياسية لأن تحطمها يفضي الى تأثيرات عنيفة يعرفها الطرفان الاسرائيلي والفلسطيني يفترض أن يعرض الامريكيون في نهاية آذار اقتراحهم لاتفاق الاطار، لكن يبدو أنه كلما مر الوقت قلت التوقعات بين الاسرائيليين والفلسطينيين منه. ويبدو أن الجمهور استوعب التقدير الرائج وهو أن الحديث عن اقتراح اذا قُدم فان هدفه كله اجتياز شهر نيسان الذي ينهي الاشهر التسعة التي حددت للتفاوض دون وقف المحادثات وتدهور الوضع الى العنف.
والفرض هو ان يطلب الامريكيون في الفترة القريبة ان يثنوا الفلسطينيين عن التوجه الى الامم المتحدة في الجلسة التي خطط لأن تكون في ايلول، وهناك من يضيفون قائلين إن الادارة الامريكية تنوي أن تجتاز انتخابات مجلس النواب في تشرين الثاني لتحرير الرئيس من ضغوط داخلية تمنعه من القاء كامل وزنه في التفاوض.
ولهذا تنتظرنا ثلاثة سيناريوهات اساسية. الاول اقتراح يوجز التفاهمات القليلة التي توصل اليها الطرفان الى الآن، ويعرض مباديء مبهمة للمتابعة يستطيع الطرفان معايشتها. والثاني اتفاقات على موضوعات ليست الموضوعات الجوهرية، كالمياه والنقل العام معززة بسلة افضالات للفلسطينيين تمكنهم من جهة من تسويغ الاستمرار في التفاوض العقيم، ولا تضر من جهة اخرى باستقرار الحكومة في اسرائيل التي تعمل في تصميم على تعميق السيطرة الاسرائيلية في الضفة.
سيعبر هذان السيناريوهان الضئيلان عن رغبة امريكية في التهرب من قرارات حاسمة قاسية، وصرف نظرهم عن رؤية الواقع على الارض والاستمرار في الجري بلا نجاح بين قطرات الماء في حين أن رجاءهم كله أن يعودوا الى البيت في سلام.
والسيناريو الثالث إنزال اقتراح امريكي مفصل واضح يتعلق بجميع القضايا الجوهرية؛ اقتراح يطلب الى محمود عباس ان يقبل طلب ان تكون فلسطين دولة منزوعة السلاح، وان يكون مسار نقل المسؤولية الامنية في غور الاردن الى قوات دولية وفلسطينية تدريجيا ومشروطا بمقاييس تنفيذ متفق عليها، ويطلب الى بنيامين نتنياهو ان يقبل طلب ان تقوم الحدود مع الدولة الفلسطينية على خطوط 1967 مع تبادل اراض بنسبة 1: 1، أو تكون متساوية القيمة في نظر الطرفين.
إنه اقتراح يشمل الطلب الى عباس ان يقبل صيغة كلينتون في شأن اللاجئين التي تعني عودة عدد رمزي لا معنى له من جهة سكانية للاجئين بحسب تقدير اسرائيل ويشمل من جهة اخرى الطلب الى نتنياهو ان يوافق على ان تنشأ عاصمة فلسطين في شرقي القدس، وان تحدد ترتيبات خاصة للحوض التاريخي.
ان العرض الواضح لهذه المعايير فقط فيه طلب واضح الى الطرفين ان يكون هذا الاتفاق انهاءا للصراع وانهاءا للمطالب، وان يختتم باعتراف متبادل بان دولة اسرائيل هي الوطن القومي للشعب اليهودي وان دولة فلسطين هي الوطن القومي للشعب الفلسطيني وان يتم الحفاظ فيهما على حقوق الاقليات كاملة.
يجب على الامريكيين ان يقرروا. فلو ان ادعاء ‘انهم لا يستطيعون ان يريدوا السلام اكثر من الطرفين انفسهما’ هو الذي يوجههم فان تخليهم من البداية عن محاولات وساطتهم افضل. فقد تعلمنا من قبل ان التاثيرات المحتملة لتحطم المسيرة السياسية اقسى على الطرفين وفيها ما يهدد الاستقرار القليل الذي أحرز. فكل اتفاق اطار لا يكون حاسما سيجعل بعثة جون كيري تضاف الى مسيرة الاخفاقات الامريكية منذ كانت اتفاقات اوسلو الى اليوم.

هل ما حدث في مصر ثورة؟
بقلم: تسفي برئيل - هآرتس
لثلاث سنوات كاملة تمتع أحمد ماهر بمكانة ‘نجم الثورة’. في شهر تشرين الثاني الماضي انتهت نجوميته، رسميا على الاقل. فقد اعتقل، حوكم وحُبس لثلاث سنوات بتهمة المشاركة في مظاهرة غير قانونية. كان هذا هو الجيش الذي يستند الى الدستور الجديد، الليبرالي هو الذي قرر اعتقاله حسب القانون التعسفي الجديد الذي يمنع المظاهرات دون ترخيص، ويحدث عاصفة في مصر بصفته يتعارض و ‘روح الثورة’ مثلما رآها من بادر اليها.
ماهر، الذي أسس في 2008 حركة ’6 ابريل’، من الحركات الاولى التي اقامت الثورة، ليس وحيدا. ففي الاسبوع الماضي رفع د. عمرو حمزاوي، المحاضر في العلوم السياسية، عضو البرلمان السابق وأحد الشخصيات البارزة في الكتلة الليبرالية، التماسا الى محكمة الاستئناف ضد أمر يحظر عليه مغادرة مصر. وقد أصدرت الامر في كانون الثاني محكمة بحثت في قضيته وقضية 19 نشيط آخر مشبوهين بـ ‘المس بمكانة المحكمة وبمحاولة التأثير على الرأي العام في موضوع قانوني ينطبق عليه مبدأ قيد النظر. نشطاء كبار آخرون في حركات الثورة، مثل وائل غنيم، اختفوا هم ايضا من الساحة العامة، بعضهم معتقلون، آخرون يئسوا من محاولة احداث التغيير.
‘بدلا من احداث تغيير جوهري في شكل السلطة، نحن نعيش مرة اخرى في صراع من أجل حقوق الانسان، مثلما كان الوضع قبل الثورة’، قال صحفي مصري كبير لـ ‘هآرتس′. ‘الكثيرون منا، ممن أيدوا اسقاط نظام الاخوان المسلمين واستيلاء الجيش على السلطة، يتبين لهم بان الوضع اليوم اسوأ مما كان في عهد مبارك. من ليس مستعدا لان ينضم الى جوقة المؤيدين للجنرال السيسي، قد يجد نفسه في غرفة التحقيقات. الحقيقة هي أنه ليس واضحا لنا ماذا تبقى من الثورة’.
وحسب تقارير منظمات حقوق الانسان في مصر، فان اكثر من 16 الف شخص اعتقلوا منذ استيلاء الجيش على الحكم. ليسوا جميعهم من رجال الاخوان المسلمين؛ صحفيون، مفكرون ونشطاء حركات الاحتجاج هم ايضا ينتظرون المحاكمة أو نتائج استئنافاتهم ضد الاعتقال. وهذا الشهر نشرت تفاصيل اولى من تقرير اعده المجلس الوطني لحقوق الانسان – الهيئة شبه الحكومية التي تعين الحكومة بعضا من اعضائها تثير جدا حفيظة منظمات حقوق الانسان المستقلة. وهكذا مثلا كتب فيه بان ‘فقط’ 300 شخص قتلوا في اثناء تفريق مظاهرات الاخوان المسلمين بينما العدد الحقيقي هو اقرب الى الالف؛ وان 50 من بين القتلى الذين زعم أنهم قتلوا بنار الجيش قد انتحروا، ونشطاء الاخوان المسلمين سحبوا جثثهم من المقابر كي يعرضوهم كقتلى المواجهات؛ وأن ما بدا كمحاولة للاثبات بان المتظاهرين حملوا السلاح وشاركوا في المذبحة قيل ان عدد القتلى من بين قوات الامن يكاد يكون مشابها لعدد المواطنين القتلى.
ضد هذا التقرير الرسمي وضعت 19 منظمة حقوق انسان تقريرا خاصا بها، رفع الى مندوب حقوق الانسان في الامم المتحدة، وسيشكل اساسا للتقرير الدولي الذي سينشر في تشرين الاول القادم. المس الشديد والمتواصل بحقوق الانسان في مصر يشغل ايضا بال وزارة الخارجية الامريكية والاتحاد الاوروبي. في 7 اذار نشرت 27 دولة اعلانا مشتركا يشجب الموقف من حقوق الانسان في مصر، ولا سيما قتل مئات المتظاهرين من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي ممن احتشدوا في ميدان رابعة العدوية في آب 2013. واستدعى نائب وزير الخارجية المصري سفراء 19 من الدول واوضح لهم بان هذا الاعلان هو ‘تدخل في شؤون مصر الداخلية’، واذا لم يتوقف فان العلاقات مع دولهم ستتضرر. وفي واشنطن قدر وزير الخارجية جون كيري في شهادته أمام الكونغرس بان ‘المساعدة لمصر (التي تجمدت بعد استيلاء الجيش على السلطة) ستنقل اليها في الزمن القريب القادم’. المشكلة هي أنه حسب القانون الذي سنه الكونغرس يمكن لمثل هذه المساعدة أن تعطى فقط شريطة ان تؤكد الادارة الامريكية بان مصر تسير باتجاه ديمقراطي، العائق الذي في ضوء سياسة اليد الحديدية التي يتخذها السيسي، لا يبدو أنه يوشك على الازالة. وتحاول الادارة الامريكية اقناع الكونغرس بان تحرر لمصر عتادا عسكريا يتضمن مروحيات قتالية وطائرات اف 16 للمساعدة في المعركة ضد الارهاب الذي تديره في سيناء. كما ان هذا هو التفسير الذي يعطيه الناطقون بلسان الحكم المصري عن موجات الاعتقال التي بينها وبين مكافحة الارهاب لا يزال ينتظر الاثبات.
ومع أن الصحف الحكومية تمتلىء بالتوصيفات عن نجاحات عسكرية تتضمن ضمن امور اخرى تصفية الاسبوع الماضي لزعيم المنظمة المتطرفة ‘انصار بيت المقدس′، المسؤولة عن سلسلة من العمليات والكشف عن مصنع لانتاج المواد المتفجرة في مدينة القليوبية. صور مهربي المخدرات و’المواد المسرطنة المكتوب عليها بالعبرية’ تستخدم هي ايضا للاثبات كبرهان في الحرب ضد ‘منظمات الجريمة’ التي تستهدف ‘تحقيق الامن والاستقرار للدولة’. ولكن يبدو أنه رغم التقدير الشديد للنشاط ضد الارهاب، تجد مصر صعوبة في ان تقنع حتى الجمهور المصري بالعلاقة التي بين هذه الحرب وبين اعتقال نشطاء الاحتجاج المدني.
لا يزال التأييد للسيسي كبيرا، وفي هذه اللحظة لا يبدو مرشحا بديلا للرئاسة. ولكن الى جانب التأييد يعتمل خوف عميق من أن انتخابه سيدهور مصر الى فترة اصعب بكثير من تلك التي ميزت حكم مبارك. ‘نحن على ما يبدو غير قادرين بعد على أن نتخلى عن حكم عسكري، ولا عن جنرال يقول ما هو الخير للشعب’، هكذا يجمل القول الصحفي المصري، ‘نحن ايضا تعبنا من الثورة’.