تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 590



Haneen
2014-04-03, 10:22 AM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي (590) الجمعــة 28/03/2014 م



</tbody>

<tbody>





</tbody>


<tbody>
في هــــــذا الملف

استفتاء شعبي لسكان المثلث
بقلم:أوري شتندل/ نائب مستشار رئيس الوزراء للشؤون العربية، عن هآرتس

لنستغل تحرير السجناء لتحرير بولارد
بقلم:بن درور يميني،عن معاريف

لا تكن الإسرائيلي القبيح
بقلم:ليئور فيرونا،عن اسرائيل اليوم

عودة مصر إلى حضن الشرعية
بقلم:رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم

يهينون أوباما ويهتفون لبوتين
بقلم:افرايم هليفي،عن يديعوت مقال افتتاحي

حزب الله في وضع سيئ رغم بعض التقدم في سوريا
بقلم: اسرة التحرير،عن نظرة عليا














</tbody>


استفتاء شعبي لسكان المثلث

بقلم:أوري شتندل/ نائب مستشار رئيس الوزراء للشؤون العربية، عن هآرتس

من النقاش بالغ الصدى الذي نشأ حول الشرط الذي طرحه وزير الخارجية افيغدور ليبرمان لتأييده خطة جون كيري يمكن أن نفهم عدة امور. مثلا، المعارضة القاطعة لعرب ‘المثلث الصغير’ الذين وان كانوا يرون أنفسهم فلسطينيين، الا أن اسرائيل هي دولتهم يمكن ان نرى فيها ايضا تعبيرا عميقا عن انخراطهم في حياة الدولة، رغم مشاعر الاستياء التي لا ينبغي تجاهلها والاحساس الشديد بالتمييز.
في حرب 1948 اصبح عرب بلاد اسرائيل دفعة واحدة أقلية تعيش تحت حكم عسكري. وكانوا واثقين في البداية من أن هذا وضع مؤقت فاسرائيل لم تعتبر على الاطلاق دولة، بل وسميت ‘المزعومة’، بمعنى انها كيان عابر. وفقط بعد حملة سيناء، في 1956، اتضحت حقيقتها، وحتى في حينه لم يكن تبلور بعد تسليم بوجودها.
في نظر اخوانهم في الدول العربية اعتبر عرب اسرائيل خونة، وأسموهم ‘عرب 1948′. احساسهم في ذاك العهد أجاد في التعبير عنه الشاعر راشد حسين من قرية مصمص في المثلث. فهو، الذي كان بمثابة ‘بيالك عرب اسرائيل’ في قصائده الوطنية التي أمطر فيها النار والكبريت على الدولة، سافر في 1959 الى مؤتمر دول عدم الانحياز في بلغراد. وكان واثقا من أن مندوبي الدول العربية سيستقبلونه بحرارة، وسيغدقون عليه الاعجاب بفضل قصائده، ولكنهم أداروا له كتفا باردة. وعندما عاد دعا بألم: ‘من نحن عرب اسرائيل. هنا يروننا طابورا خامسا، هناك يروننا خونة. نحن نعيش في عالمين، ونحن لا ننتمي لاي واحد منهما’.
بعد حرب يوم الغفران شاركت في انتاج فيلم دعي ‘عالمين’، على وزن القول اياه لراشد حسين. قابلت شابا متطرفا من قرية المغار في الجليل. سألته، ‘قل لي بصراحة ماذا شعرت، ماذا فكرت، ماذا أردت، حين اندلعت الحرب؟’ فأجاب: ‘أردت أن يضرب الجيش السوري الجيش الاسرائيلي، أن يجتاح اسرائيل، وان يحتلها بلدة إثر بلدة، لكن …’ وهنا توقف فجأة. ‘لكن ماذا؟’ سألت، ‘وعدت بان تقول كل شيء’. تردد قليلا وبعد ذلك واصل: ‘ولكن لم أرد أن يصل الجيش السوري الى قريتي، المغار’. هذا هو الواقع المعقد والمليء بالتناقضات الذي يعيشه العرب مواطنو اسرائيل.
وينعش القلب بقدر لا يقل عن هذا الرأي العام الاسرائيلي الذي يبدو أن في معظمه لا يقبل شرط ليبرمان، في الفرض على عرب المثلث العيش في الدولة الفلسطينية.
ومع ذلك، على فرض أن موقف ليبرمان بعمومه كفيل بان يرجح الكفة لاقرار اتفاق الاطار وأنه يقصد عن حق وحقيق ما يقوله عن تأييده لخطة كيري، يحتمل أن يكون من المجدي بذل الجهد لفحص جدوى الفكرة. ولكن، مرغوب فيه الاقتراح واخضاع شرط ليبرمان لاستفتاء شعبي يجرى في أوساط سكان المثلث الصغير. وفي الاستفتاء يعرض عليهم السؤال في أي دولة تريدون العيش، اسرائيل أم فلسطين. هم يقرروا، لا ليبرمان ولا أي واحد آخر.
اذا ما فاجأت نتائج الاستفتاء، ووافق سكان المنطقة على العيش في الدولة الفلسطينية التي ستحصل على المثلث الصغير (الذي اقتطع من مثلث نابلس طولكرم جنين)، فعندها يكون لا شك في فضائل الخطة؛ ولكن فقط اذا ما وافقوا عليها. وليس غنيا عن البيان الحقيقة التاريخية التي هي مشوقة على خلفية الظروف: فالمثلث الصغير لم يحتله الجيش الاسرائيلي ابدا في حرب التحرير. فقد طلبت اسرائيل من ملك الاردن في حينه، عبدالله، ان يتفضل بالتخلي عنه في اتفاق الهدنة الذي وقع في رودوس، وقد فعل ‘جميلا’ للدولة الشابة كي لا تكون ‘خاصرتها’ ضيقة جدا. ولم يعزى للعامل الدمغرافي في حينه وزن كبير. بل ووافقت اسرائيل على عودة 35 الف فلسطيني، بعضهم في اطار جمع شمل العائلات، وبعضهم متسللون اقرت عودتهم بأثر رجعي.
منذ تلك الايام البعيدة تغير الوضع من الاقصى الى الاقصى. فقد تعاظم الاعتبار الدمغرافي، وهو الان يشكل عاملا ثقيل الوزن، بل وربما حاسماً، في المفاوضات على اتفاق السلام. ولكن حتى لو رأينا ان نتائج مثل هذا الاستفتاء معروفة مسبقا فهو ليس زائدا لا داعي له، وبالتأكيد لا ينبغي ان يستبعد تماما امكانية الحصول على موافقة اغلبية سكان المثلث الصغير لان يندرجوا في الدولة الفلسطينية.
ولما كانت موافقتهم كفيلة بان تكون الوزنة التي ترجح كفة الميزان، يمكن حتى الضمان لسكان المنطقة الا تسحب منهم مواطنتهم الاسرائيلية، ويكون بوسعهم أن يتمتعوا بمواطنة مزدوجة. كل هذا شريطة أن تضمن اسرائيل مسبقا الاحترام بلا تحفظ لقرار سكان المثلث في الاستفتاء الشعبي.
اذا كان اتفاق السلام متعلقا بهذا الحسم، فينبغي استنفاد كل الامكانية، حتى وان كانت أقلها، من أجل الوصول الى حسم ايجابي. وفي مجرد التجربة لا يكمن أي ضر، وربما، ربما، يفاجيء ليبرمان ويوافق على أن يخضع خطته للاستفتاء. أعطوه سلما وثقوا به بانه سينزل عنه بحذر.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

لنستغل تحرير السجناء لتحرير بولارد

بقلم:بن درور يميني،عن معاريف

أصبح جوناثان بولارد رمزا. رمزا أكثر بكثير من جلعاد شاليت. كلاهما عملا من أجل اسرائيل. وثمنهما ارتفع لانهما اصبحا رمزا. نحن جيدون في هذه الامور. يوجد هنا تكافل مشكوك أن يكون موجودا في شعوب اخرى. ولكن يوجد هنا ايضا انكشاف للضعف. فاختطاف جنود أصبح العملية الاكثر اعتبارا والأكثر استثمارا. ويشهد على ذلك النفق المستثمر فيه جدا والذي انكشف الاسبوع الماضي فقط. في هذه الاثناء لم يتوفق. ولكن يجب الوقوف على أهبة الاستعداد.
ثمة فارق جوهري بين بولارد وشاليت. بولارد محتجز من قبل الصديقة الاهم لاسرائيل. أما شاليت فاحتجز من قبل عدو مرير. ثمة شيء رهيب وفظيع في أن في نهاية المطاف، بولارد ايضا، وليس فقط شاليت، سيحظى ربما بالتحرير مقابل تحرير مخربين.
لقد تعهدت اسرائيل بأربع دفعات من تحرير المخربين. وكان هذا تعهداً غبياً منذ البداية. فبدلا من تجميد البناء في المستوطنات، وهكذا عرض الرفض الفلسطيني بكامل مجده، اصرت اسرائيل على استمرار البناء، وبالاساس اعلانات بلا نهاية عن المزيد من بدايات البناء، بالذات في اثناء المفاوضات، واحيانا بنية مبيتة من أجل افشال المفاوضات. ومن أجل ان يضاف الزيت الى شعلة الافشال، يعزز تحرير المخربين الرفض الفلسطيني، وليس المصالحة. لان موقف المحررين معروف مسبقا. فهم لا ينضمون الى أي معسكر سلام الذي هو غير موجود ايضا.
ولكن التعهد، حتى الغبي ايضا، يجب أن يوفى. واذا كان ممكنا الايفاء به في اطار تحرير جوناثان بولارد، الذي اكتملت منذ الان معانياته فعندها ينبغي تأييد الخطوة. اذا كنا دفعنا لقاء شاليت اكثر من الف مخرب فان الدفع لقاء بولارد لمعتقلين قليلين فقط، هو لقية بتعابير البازار الشرق أوسطي.
خطاب أبو مازن، أمس في القمة العربية، يوضح بان المعركة على ايجاد المذنب في فشل المفاوضات قد بدأت. فالادارة الامريكية في حالة ضغط. وهي تريد تعزيز المسيرة، على أمل أنه لا يزال ممكنا ان ينتزع شيء ما من المفاوضات، التي بعد مؤشرات الحياة تبدي في الاسابيع الاخيرة مؤشرات النزع الاخير. هكذا بحيث أنه نشأت هنا نافذة فرص. هذه ليست فرصة للسلام ، هذه فرصة نادرة لتحرير بولارد. اذا كانت موجودة فعلا، فانه ليس واجب استغلالها فقط بل فريضة.
‘إذا كنا دفعنا لقاء شاليت اكثر من الف مخرب فان الدفع لقاء بولارد لمعتقلين قليلين فقط، هو لقية بتعابير البازار الشرق أوسطي’.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ


لا تكن الإسرائيلي القبيح

بقلم:ليئور فيرونا،عن اسرائيل اليوم

نعرف جميعا لقب ‘الاسرائيلي القبيح’، الذي يُنبز به من يتصرف بحسب أنماط سلوك منسوبة الى أفراد وجماعات في المجتمع الاسرائيلي، وأصبح هذا التعبير على مر الوقت شائعا في الخطاب العام منسوبا الى ظواهر سلبية كثيرة. ولا ينجح في الحقيقة التفكير السوي في فهم السبب الذي يجعل سائحا اسرائيليا يصور علم اسرائيل في شاهد ذكرى لقتلى الجيش الياباني، والمشاركة في حفل في موقع أثري أو الصلاة مع اسرائيليين آخرين بصوت عال في ردهة فندق في النمسا. تخيلوا ماذا كان سيحدث لمجموعة سياح مسلمين يستقر رأيها على الصلاة بحسب الشريعة الاسلامية في ردهة فندق اسرائيلي.
إن هذه الافعال لا تتبخر في الهواء بل تستعرضها وسائل الاعلام في توسع، وتؤكَد المشاركة الاسرائيلية وتنقش في الرأي العام. والرأي العام العالمي السلبي في الاسرائيلي الرحالة يجلب معه تأثيرات في الساحة السياسية ايضا، فالعنف في فندق يشبهونه بالعنف في السلوك السياسي، فيرى المواطن الاوروبي أن السيدة هي السيدة نفسها لكن مع تغيير المعطف فقط.
من المهم مكافحة معاداة السامية ومن الضروري تغيير الرأي العام، لكن من الضروري أكثر من كل شيء أن نغير سلوكنا ايضا. تقول المعطيات إنه في عطلة عيد الفصح سيخرج نحو من 300 ألف اسرائيلي الى مواقع استجمام في العالم. وهذه فرصة جيدة لنكرر القول لكل مئات آلاف الاسرائيليين إن سلوكهم الايجابي والسلبي يمثلنا جميعا، واولئك الذين سيحتفلون بالعيد في البلاد ايضا، ولهذا من المهم أن نتذكر أن الدولة هي نحن في الخارج، وحينما نترك ابواب مطار بن غوريون نصبح سفراء في الحقيقة لا أقل ولا أكثر. وفي هذا الاستيعاب خطوة صغيرة لأنفسنا، لكن توجد خطوة أكبر لمصلحة سمعة دولة اسرائيل.
ما الذي يجعل عددا من الاسرائيليين مع كل ذلك يسلكون في الخارج وكأنه لا يوجد غد؟ ثم من يقولون إنها حالة الجو، ويقول آخرون إنه الضغط الدائم الذي نعيش فيه الجيش والعمليات وطلب البقاء وظاهرة ‘لماذا أأنا مغفل؟’، ومن المؤكد أنه لا يوجد جواب قاطع لا لبس فيه، لكنني أقول التالي: إن رأي السكان في الخارج في اسرائيل ومستقبلها يُحدد قبل كل شيء بناءً على معرفتهم الشخصية الخاصة بـ ‘سفراء’ دولتنا الأخيار أو الأشرار. ورأي الشخص الخاص يتغلغل الى رأي متخذي القرارات وقد يؤثر في نهاية الامر في العلاقة التي نتلقاها.
لاسرائيل 100 مفوضية في العالم وأكثر من 4 ملايين مواطن يخرجون كل سنة الى الخارج. ويستطيع هؤلاء المواطنون اذا انتبهوا الى تأثيرات سلوكهم أن يساعدوا كثيرا في الدعاية الاسرائيلية وتحسين صورة الدولة.
أُنشئت جمعية ‘سفراء الارادة الخيرة’ على أيدي اسرائيليين ذوي مبالاة بصورة مميزة، وهم رجال اعمال وقادة طلاب جامعات، ورجال تربية وفنانون واعلاميون وكثيرون آخرون يؤمنون بأنه يجب إحداث ثورة سلوكية تؤثر في تحسين شكل حياتنا ومستقبلنا.
إن التغيير ممكن وعلينا أن نحارب الصورة السلبية التي نشأت وكأنها عدو يقف على ابواب الدولة، لكن لا يُحتاج هنا ألبتة الى استعمال سلاح أو عنف، بالعكس فنحن نؤمن بأننا اذا ابتسمنا أكثر وكنا متسامحين وعددنا الى عشرة قبل أن نغضب أو نرد فان الامور ستبدو بصورة مختلفة. والكلمات السحرية: شكرا ومن فضلك والمعذرة هي الحل. وتذكروا أن الامر يمكن أن يكون مختلفا فمثلونا بكرامة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
عودة مصر إلى حضن الشرعية
بقلم:رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم

في الاعلان الختامي لمؤتمر الجامعة العربية الـ 25 في الكويت برز قرار أن تستضيف مصر المؤتمر التالي في 2015. وقد عاد هذا الاعلان فأقام النظام المصري الذي أخذ يثبت أقدامه على الأسس الصلبة للشرعية العربية، برغم محاولات التآمر التي لا تتوقف التي يتعرض النظام لها وفي مركزه الفريق السيسي، من قبل منظمة الاخوان المسلمين. مثّل الرئيس عدلي منصور الوفد المصري في الكويت. وقد جعل المشكلة الفلسطينية في مقدمة اهتمامات الجامعة العربية مثل ممثلي الدول العربية الاخرى. ودعا منصور باشارة خفية الى قطر التي تستضيف كبار قادة الاخوان المسلمين ومنهم الشيخ يوسف القرضاوي، وفي توجه الى من يحاولون التشويش على ما يجري في مصر، دعا ‘الى إعادة اجراء حساباتهم من جديد’.
وقد صاحب اعلان الاستضافة المصرية في السنة القادمة، اعلانات لها معان اقليمية شملت تنديدا بكل صور الارهاب الاقليمي وباولئك الذين يقفون وراءها، والتعبير عن معارضة سباق التسلح الذري في منطقتنا (في اشارة الى ايران)، ودعوة الى انهاء الصراعات الدموية في العالم العربي وتنديدا خاصا بما يجري في سوريا مع تأكيد الحاجة الملحة الى الحل ووقف الكارثة الفظيعة في هذه الدولة.
شكرت الجامعة العربية مصر على جهودها في الشأن الفلسطيني وأجلّت دورها الخاص في محاولات المصالحة بين حماس وم.ت.ف. وأعلن اعضاء الجامعة بالاجماع تأييدهم لأبو مازن ممثلا للشرعية الفلسطينية، ودعوا الى انشاء دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وعبروا عن معارضة مشتركة لتعريف اسرائيل بأنها دولة يهودية. ومن المثير للاهتمام أن فتحت مصر على إثر اختتام اجتماع الجامعة العربية، معبر رفح مؤقتا، أما منظمة حماس التي أُخرجت خارج القانون في مصر كما تعلمون، فسارعت الى اقتراح لقاء مصالحة عاجل مع قادة السلطة الفلسطينية.
الى جانب عودة مصر السيسي ‘الى حضن الشرعية العربية’، أذاع التلفاز المصري اعلانا نُسب الى ادارة اوباما فحواه أن العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر شديدة الأهمية وأن الثورة الاخيرة التي جرت هي من وجهة نظر امريكية نقطة تحول ايجابية في مجال الامن وفي المجالين الاقتصادي والاقليمي. وفي الوقت نفسه أفاد مراسلو التلفاز الرسمي المصري عن نبأ وجود خطط روسية لانشاء منطقة صناعية جديدة في مصر (يضاف ذلك الى تقارير سابقة عن مشروعات روسية عسكرية وغيرها في مصر ‘المراودة’).
في حين طلب منصور من فوق منصة المؤتمر أن تخفف اسرائيل خطوات الحصار عن سكان القطاع، تابعت مصر مطاردة نشطاء ارهاب اسلاميين ورجال من حركة الاخوان المسلمين في سيناء (وهي التي أُخرجت خارج القانون). وما زال حكم بالاعدام يقوم فوق محمد بديع وأكثر من 500 من اعضائها حوكم أكثرهم غيابيا بسبب مشاركتهم في مهاجمة ضباط شرطة ومؤسسات مصرية، وهو ينتظر موافقة مفتي مصر والرئيس. وقاطع المحامون المصريون المداولات القضائية في شأن المحكوم عليهم وعرفوا الاجراءات التي أفضت الى إدانتهم بأنها مختلقة غير سليمة ستفضي الى تصعيد نضال الجهات الاسلامية.
عُرضت في نشرات اخبار أمس اجراءات استعداد الوحدة الضخمة التي أنشئت في مصر لعلاج المظاهرات والاخلال غير القانوني بالنظام وتفريقها. وتشمل القوة عشرات كثيرة من المدرعات الحديثة وقوة بشرية حسنة التدريب. ويبدو أن الادارة المصرية تنظر الى استمرار الفوضى المتزايدة في الدولة على أنه شأن وجودي وأنها قد حسمت الامر أن تعالج في جدية وبلا هوادة الاخلال بالنظام والاحداث الارهابية التي أخذت تتزايد في مدن وطرق نقل الدولة المتصارعة والفقيرة.
يتم التباحث الآن في مسألة اعدام متآمري حركة الاخوان المسلمين الذين حُكم عليهم بالاعدام. والسؤال هو ما مبلغ تأثير هذه العملية الدراماتية في احتمالات فوز السيسي في الانتخابات القادمة.
يظهر السيسي في ملصقات في القاهرة في اليسار والى جانبه نمر نبيل، وعن يمين الملصقة يقف السادات وفي الوسط الرئيس الاسطوري جمال عبد الناصر. فقد عرف هؤلاء الزعماء جيدا كيف يعالجون الاخوان المسلمين الذين زعموا دائما أن طريقهم هي طريق السلام لكنهم كانوا مشاركين دائما في سلسلة اعمال تآمر وتمرد ومحاولات اغتيال لزعماء مصر من الملك فاروق ورئيس الوزراء النقراشي، وعبد الناصر والسادات (الذي قتلوه) ومبارك. وقد يعفو السيسي خاصة عن المحكوم عليهم ويمهد طريقه بذلك الى رئاسة مصر الجديدة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ


يهينون أوباما ويهتفون لبوتين

بقلم:افرايم هليفي،عن يديعوت مقال افتتاحي

إن تطور الازمة الدولية التي تزداد حدة في مسألة اوكرانيا وتجديد التفاوض بين ايران والاعضاء الخمس الدائمات في مجلس الامن مع المانيا يجعل سياسة اسرائيل الخارجية والامنية تواجه امتحانات جديدة ومعضلات حقيقية.
أعلن نائب وزير الخارجية الروسي في هذه الايام أنه اذا وسعت دول الـ جي 7 خطوات عقابها لروسيا فستزن روسيا تغيير سياستها بازاء ايران في الشأن الذري. وقد أعلنت روسيا في يوم تجديد المحادثات بين الدول الست وايران عن نيتها بناء مفاعلين ذريين آخرين في ايران. ولا يمكن تجاهل وقت الاعلان حتى لو كان هذان المفاعلان مخصصين لغايات مدنية محضة.
من السهل أن نُخمن أنه لو أعلن نائب وزير الخارجية الامريكي بأن بلده سيزن اقترابا من سياسة روسيا في شأن ايران لغرض مضاءلة الاحتكاك مع روسيا في مسألة اوكرانيا لاحتل هذا الاعلان مكانا مركزيا في العناوين الصحفية الاسرائيلية. وكان رجال الحياة العامة وكُتاب الاعمدة الصحفية يتنافسون بينهم في التنديد بمجرد فكرة أن الولايات المتحدة تقدر أن تشمل القضية الذرية الايرانية في قِدر المساومة بين القوى الكبرى. وكان الوزراء الكبار والمحللون الرواد سيخرجون من خزانة تصريحاتهم أكثر مقالات الدعاية الانتقادية تنقيحا عن الرئيس اوباما الشخص ونهجه السياسي الفاشل، وكانوا سيقولون لنا مرة اخرى إن اسرائيل تقف وحدها في نهاية الامر في المعركة.
ينبغي ألا نتجاهل ايضا السياق الروسي السوري للقضية الاوكرانية. فالرئيس بوتين ومتحدثوه يؤكدون أن اعادة شبه جزيرة القرم الى سيادة روسيا ترمي ايضا الى حماية السكان الروس في هذه المنطقة الاستراتيجية؛ فروسيا ترى نفسها مسؤولة عن مصير الجالية الروسية في مركز اوروبا وشرقها. وكلما اتسعت واستمرت الحرب الأهلية في سوريا ولا سيما اذا حدث تحول متطرف في غير مصلحة الرئيس الاسد وطائفته العلوية فلن تثور فقط مسألة مصير الاستثمار الروسي الكبير في المعركة الامنية للنظام الحالي بل قضية مواطني روسيا من سكان سوريا الذين يُقدر عددهم بعشرات الآلاف. فكيف ستحميهم روسيا؟.
ما زال سلاح روسي كثير ذو نوعية عالية يتدفق على سوريا ويُنقل بعضه الى حزب الله كما تفيد مصادر اجنبية وغير اجنبية ايضا. والجمهور في اسرائيل غير مطلع على شكل الحوار بين القدس وموسكو، وعلى التفاهمات إن وجدت التي تم احرازها بهذا الحوار في أعلى المستويات. إن الشيء الذي ينبغي ذكره هو أن متحدثي اسرائيل الأكثر فصاحة فرضوا على أنفسهم صمتا مطلقا في القضية ويحافظ المحللون الكبار ومن هم دونهم في وسائل الاعلام الاسرائيلية على هذا الانضباط بصورة غير مميزة.
إن اسباب التناقض بين طريقة حرص اسرائيل حرصا زائدا دائما على كرامة روسيا (والصين ايضا) وبين الباعث في القدس الذي لا يمكن ضبطه كما يبدو على الهجوم على الولايات المتحدة ورئيسها ووزير خارجيتها المفاوضين غير الشجعان والضعفاء، قد تتبين في يوم من الايام.
اسرائيل في هذه الايام لا تقصر انتقادها الاستخفافي على واشنطن وسياستها في الشرق الاوسط: وفي حين توصف روسيا بأنها حازمة وشجاعة وقادرة على ادارة سياسة حكيمة، وداهية ومنتصرة، تُعرض الولايات المتحدة على أنها مترددة وجبانة وعاجزة ومهزومة ايضا بسبب ذلك.
يستطيع الايرانيون أن يفركوا أيديهم بعضها ببعض في تلذذ لرؤيتهم كيف تعلن حليفة الولايات المتحدة في كل يوم بصيحات يأس هستيرية بأن واشنطن تسير من سيء الى اسوأ. وينبغي أن نُخمن أن هذا الوضع مريح لبوتين ايضا الذي يستمتع في الشرق الاوسط بعالمين، الاول حليفه والثاني الذي يخشى مسا معلنا ما بكرامته ومنزلته.
من المؤكد أن رئيس الولايات المتحدة يحسد خصمه الروسي على التكريم الذي يحظى به من اسرائيل بازاء الحصة اليومية من الاستخفاف والتباعد التي تُقدم ‘لحليفتنا’ صبح مساء. ولما لم يكن الجمهور يعلم سبب الصمت المجلجل في اسرائيل عن سياسة روسيا في المنطقة في مقابل الانقضاض المتوالي على سياسة الولايات المتحدة فليس لنا سوى أن نأمل أن يكونوا هناك في الأعلى يعلمون اشياء لا نعلمها نحن. وطوبى لمن يؤمن بذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

حزب الله في وضع سيئ رغم بعض التقدم في سوريا

بقلم: اسرة التحرير،عن نظرة عليا

منذ اندلاع الحرب الاهلية المدرجة بالدماء في سوريا، أصبح المحيط السياسي والامني لحزب الله أكثر تعقيدا. فرغم أن حزب الله بقي المنظمة العسكرية الاقوى في لبنان، فان تدخل المنظمة اللبنانية – الشيعية بشكل عميق في حرب اهلية مستمرة وغنية الاثار الاقليمية، يحدث تآكلا تدريجيا في مكانتها داخل لبنان ويمس بحرية عملها وقدرتها على بث القوة تجاه خصومها.
ويتعين على حزب الله في نفس الوقت أن يتصدى لتحديات من الخارج ومن الداخل. ففي لبنان، المنقسم اكثر من أي وقت مضى بين مؤيدي بشار الاسد ومعارضيه، يتصدى حزب الله لعدم استقرار مستمر. فالمواجهة المستمرة في سوريا تلقي بعبء اضافي على لبنان ينبع من وصول لاجئين سوريين الى أراضيه، وصل عددهم حتى نهاية 2014 الى نحو مليون نسمة اكثر من 20 في المئة من عموم السكان في لبنان ومن المتوقع أن يرتفع الى مليون ونصف حتى نهاية 2014.
في ضوء الوضع غير المستقر، كان لحزب الله مصلحة واضحة في ملء الفراغ السلطوي في لبنان والذي استمر 11 شهرا عندما كانت الدولة في اثنائها دون حكومة فاعلة. وانتهى هذا الوضع في منتصف شباط 2014، عندما نجح رئيس الوزراء المرشح، تمام سلام في كسر المأزق السياسي والاعلان عن تشكيل حكومة وحدة وطنية تقوم على اساس اتفاق ائتلافي موضع خلاف حسب صيغة 8-8-8. وحسب هذه الصيغة فان الحركتين المركزيتين معسكر 14 اذار برئاسة سعد الحريري ومعسكر 8 اذار بقيادة حزب الله أن يحظيا بثماني مناصب وزارة لكل منهما، ومع رئيس الوزراء والرئيس سليمان يعينان المناصب الثمانية المتبقية. واستوجب الاتفاق من كل الاطراف تقديم تنازلات، واضطر حزب الله الى الموافقة على أن تودع وزارات كبرى كوزارة الدفاع، العدل والداخلية، في ايدي معسكر 14 اذار. ومع ذلك، لم يخاطر حزب الله مخاطرة كبيرة في دخوله الحكومة الجديدة، وذلك لان للحركتين حق الفيتو على قرارات الحكومة. ولما كانت الحكومة ستتكفل في الاشهر القادمة باتخاذ سلسلة قرارات حاسمة تنفيذ الاصلاح في قانون الانتخابات كجزء من الاستعدادات للانتخابات البرلمانية في تشرين الثاني 2014 وللرئاسة؛ التصدي للعنف الداخلي المتصاعد واستمرار تدخل حزب الله في الحرب الاهلية في سوريا، وكذا الحاجة الى التعاون مع المحكمة الخاصة في الامم المتحدة لقضايا لبنان في المحكمة ضد المتهمين بقتل رفيق الحريري والتي بدأت في 16 كانون الثاني 2014 فان حق الفيتو للمنظمة يضمن الا يتخذ أي قرار وطني هام دون موافقتها. وفضلا عن ذلك، فبالنسبة للحكم الذاتي للمنظمة في حمل السلاح والانسحاب من تدخلها في الساحة السورية، فقد أعلن حزب الله منذ المداولات البرلمانية الاولية للحكومة الجديدة في لبنان بأن ليس في نيته التنازل عنهما. وهكذا ففي مفاوضات صلبة مع خصومها السياسيين، نجحت المنظمة في التأكد من ان يتم ادخال بند يؤيد ‘المقاومة’ في برنامج الحكومة. ومع ذلك، فقد اضطرت المنظمة للتنازل عن بند يتعاطى بشكل صريح مع الصيغة الثلاثية التي وحدت في الماضي الجيش، الشعب والمقاومة، والاكتفاء بصيغة اكثر غموضا تعترف بحق كل مواطن لبناني في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي. واضافة الى ذلك، فقد انتقد حزب الله دعوة الرئيس سليمان الى احترام اعلان بعبدا الوثيقة التي استهدفت الابقاء على لبنان حياديا بالنسبة للمواجهات الاقليمية المستمرة بشكل عام، وبالنسبة للحرب الاهلية في سوريا بشكل خاص.
تمنح الحكومة الجديدة حزب الله فرصة جديدة لدفع خصومه السياسيين الى التعاون في الصراع مع ما تسميه المنظمة ‘التحدي التكفيري’ صعود المنظمات السلفية الجهادية، العاملة من داخل لبنان. وأعلن الامين العام لحزب الله حسن نصرالله عن ذلك في اثناء خطاب طويل له القاه في يوم الشهداء، الذي يحيي فيه ذكرى موت عدد من الشخصيات البارزة في المنظمة. وفي خطابه تناول الخطر الذي تشكله المنظمات التكفيرية العاملة في سوريا ولبنان وحذر من أن هذه المنظمات تستغل من اسرائيل ومن ‘داعمين عرب’ آخرين (والمقصود السعودية) لزرع الانقسام والخلاف. مشاكل حزب الله مع الفصائل السلفية الجهادية المحلية ليست سياسية فقط: ففي السنة الاخيرة طرأ ارتفاع مستمر في الهجمات ضد حزب الله، بما في ذلك الاغتيالات التي نفذت ضد المسؤول في المنظمة حسن اللقيس، وعمليات ضد أهداف تتماثل مع حزب الله مثل العمليات الانتحارية في السفارة الايرانية وضد اهداف مدنية في بيروت والبقاع.
لا ريب أن حزب الله من ناحية عسكرية منظم، مسلح وراسخ افضل بكثير من خصومه في الجهاد السني، ولكن الارتفاع في أعمال العنف الموجهة ضده وضد جمهور ناخبيه الشيعة، هو مؤشر يدل على التآكل في مكانته السياسية وسمعته بصفته ‘لا يقهر’ ويتأثر بمشاركته في الحرب الاهلية في سوريا. فالتهديدات الداخلية، تجبر حزب الله على زيادة الرقابة والاشراف على المعاقل التي توجد تحت رعايته وبالتوازي تستدعي منه تكريس جهود اكبر لاظهار التدخل والتواجد في التجمعات السكانية الشيعية في لبنان. ويستهدف الامر الحفاظ على مكانة الحزب ومصداقيته بين الجمهور الشيعي، ومن أجل اقناع مؤيديه التقليديين بان في وسعه الدفاع عنهم وتقليص الضرر الذي يلحق بهم كنتيجة مباشرة لسياسته في سوريا. شكل آخر للتصدي للهجمات ضده اتخذه الحزب هو التعاون مع القطاع الامني في لبنان. وتعد مثل هذه المساعدة أمرا شديد المغزى من ناحية عملياتية وسياسية، وذلك لانه من المهم لحزب الله أن يضمن ان تعتبر وتعالج الهجمات ضده وضد جمهور ناخبيه كتهديدات ارهابية ذات طابع وطني وليس كهجمات موجهة بشكل خاص ضده ولهذا فانها تشكل مشكلة حصرية ينبغي ان يحلها بقواه الذاتية.
تغدو التحديات اللبنانية الداخلية لحزب الله أكثر تعقيدا عقب تدخله العميق في سوريا. فمشاركة الحزب في أعمال الدفاع والهجوم في نفس الوقت جعلته مضاعف قوة هام لنظام الاسد. وبتعبير آخر فان حزب الله في هذه اللحظة ‘غارق كله’ في سوريا، ويبدو من غير المعقول أن يتغير الامر في المستقبل القريب القادم. وتساهم هذه الاعتبارات الاستراتيجية في الفهم لماذا تعد مصلحة عليا للحزب الحفاظ على هدوء أساسي في ساحته الداخلية في لبنان، وبالتوازي منع، أو تأخير على الاقل، التصعيد في التوتر الحالي مع عدوه التاريخي اسرائيل.
في هذا السياق، فانه في الاسابيع الثلاثة الاخيرة نفذ ما لا يقل عن أربع عمليات مختلفة من نار الصواريخ وزرع العبوات الجانبية على حدود اسرائيل في هضبة الجولان وفي منطقة هار دوف، اخطرها وقع يوم الثلاثاء، 18 اذار 2014. وفي كل الحالات كان حزب الله يعتبر المنفذ المحتمل الذي من جهة يحاول اعادة تأكيد سمعته كزعيم للمقاومة الوطنية اللبنانية وحاميها ضد الاعتداءات الاسرائيلية ومن جهة اخرى يحاول منع تصعيد عسكري مع اسرائيل. ومن خلال التركيز على الاعمال ضد اسرائيل عبر الجولان، يمكن للحزب أن يؤشر لاسرائيل بانه قادر على اثارة المشاكل في حدود اسرائيل عبر سوريا دون توسيع ميدان القتال في لبنان. أما المصلحة الاسرائيلية فهي عدم الانجرار الى الحرب الاهلية في سوريا والى عدم الاستقرار في لبنان. تحسن اسرائيل صنعا اذا ما حاولت منع التصعيد من خلال الحفاظ على ردود عسكرية مركزة وموزونة.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ