Haneen
2014-04-03, 10:26 AM
اقلام عربي 643
11/3/2014
في هذا الملف:
يهوديّة وصهيونية وعرب ذاهلون
ابراهيم العجلوني/الرأي الأردنية
القاضي الشهيـد أو شـهيــد المعبــر
عمر كلاب/الدستور الأردنية
هل يلعب كيري وراء ظهر الأردن؟!
ماهر ابو طير/الدستور الأردنية
المانيا ـ إسرائيل: التوتر الخلاق!
سمير التنير/السفير اللبنانية
إسرائيل تعيش هاجس استهدافها وتدّعي القدرة على إسقاط طائرات الحزب
خليل فليحان/النهار اللبنانية
نتنياهو وخطاب "بيرزيت"
أمجد عرار/دار الخليج
«الإخوان»..ما لهم وما عليهم!!
صالح القلاب/الرأي الأردنية
الشرق الأوسط: حرب كلام وتهديدات
اوكتافيا نصر/النهار اللبنانية
أسف دولة قطر واستغرابها
علي عبيد/البيان الإماراتية+دار الخليج
يهوديّة وصهيونية وعرب ذاهلون
ابراهيم العجلوني/الرأي الأردنية
لم يتبق للروائي الألماني من يهوديته الا ما نجده من رموز عراقة ما على ابواب المنازل، والا اثرا بعيدا من مخايل الاعتزاز بالتمييز او بالعبقرية على نحو ما نرى في روايته العظيمة «لعبة الكريات الزجاجية».
لقد كان مثال اليهودي (غير الصهيوني) المنخرط في العالم، المستكمل ابعاده الانسانية فيه، وذلك بعكس فرانز كافكا الذي كانت رموزه صهيونية خالصة وان تجلببت برداء من الغموض، الامر الذي نجده في قصته «المحاكمة» وفي قصص قصيرة أُخرى قلما التفت قارئوها الى صهيونية رموزها.
اما يورين هابرماز وهو احد اعمدة مدرسة فرانكفورت في نقد الانظمة المعرفية والاجتماعية والتي كان معظم اعضائها من اليهود، فقد نبهنا – على الرغم من يهوديته – الى سيطرة «القبالا» بما هي نزعة عرفانية على كثير من الاوساط الاكاديمية الغربية ولربما كان ذلك منه لوناً من الزهو العرقي الذي يتخذ طابع الموضوعية.
اما «جاك دريدا» فاكتفى من خلفيته العرقية بما ارثته فيه من رغبة في تفكيك الخطابات وتحطيم انظمة القيم، حتى اذا غلبته احاسيسه بالاغتراب اقدم على الانتحار فيما لا يزال يحار في تفسيره المفسرون، اذ كان في طوقه ان يسلك مسلك يهودي اخر، وهو برنارد لويس، الذي آلت صهيونيته الى برامج وسيناريوهات لتحطيم العالم العربي الاسلامي. وذلك بخلاف يهودي آخر – وهو «كارل بوبر» الذي كانت له تجربة في احدى المستعمرات الإسرائيلية في «فلسطين العربية المغتصبة» قبل ان يكتب مؤلفه الشهير «عقم المذهب التاريخي»، او بخلاف يهودي ثالث له بعض هيمنة على افكار بعض الاكاديميين والكتاب العرب، وهو «نعوم تشومسكي» الذي سوّغ في فلتة فيه ضرب «هوروشيما» و»ناجازاكي» اليابانيتين بالقنبلة الذرية الأميركية، وتعاطف «وجودياً» مع الضابط الاميركي الذي ألقاها، والذي اثبت بموقفه هذا انحيازه الى الليبرالية الشرسة او الرأسمالية الدموية على الرغم من تتابع نقدها لكثير من تجلياتها.
ولربما كان لموقف هذه الليبرالية المتوحشة المؤيد للكيان الصهيوني في قلب المشرق العربي الاسلامي الدور الاكبر في تناقضات تشومسكي، ولكن كثيراً من الذاهلين العرب لا يعلمون.
ومهما يكن الامر، فإن تغلغل الصهيونية في الاكاديميات الغربية وفي رئاسات الدول الاوروبية وفي وسائل الاعلام، وفي المؤسسات الثقافية التي تمنح الجوائز بالحق وبالباطل مثل جائزة «نوبل» وجائزة «البوكر» وغيرهما. كل ذلك كفيل بلفت انتباهنا (المستغرق في اوهامه) الى ما نحن مضبوعون فيه من ألاعيب في واقعنا المشهود، والى ما نحن مدفوعون إليه فيما هو آت.
القاضي الشهيـد أو شـهيــد المعبــر
عمر كلاب/الدستور الأردنية
لا يمكن فصل قضية شهيد المعبر القاضي رائد زعيتر عن مجمل الاستفزازات الإسرائيلية للأردن , من تهويد القدس الى اطلاق التصريحات العدائية عن الوطن البديل والترانسفير وباقي مسلسل الاستفزازات غير المنتهية لا يبدو أنها مرشحة للانتهاء .
كذلك لا يجوز الصمت على ترهل السلطة الوطنية الفلسطينية واستكانتها لبقاء الاحتلال وجنوده على المنفذ البري بينها وبين الأردن , في مخالفة واضحة لكل الاتفاقيات الموقعة مع الكيان الصهيوني , لأن هذا التراخي والتسيُّب في الحقوق هو المسؤول عن الصهينة الإسرائيلية وعن دم الشهيد رائد زعيتر .
ضمن هذه الأبعاد يجب التعاطي الاردني الرسمي مع قضية استشهاد مواطن اردني على الحدود الاردنية الفلسطينية برصاص غدر صهيوني , وليس انتظار نتائج التحقيق التي ستقوم بها شرطة العدو والادعاء العام الصهيوني , ولدينا الكثير من التجارب المريرة والاكاذيب الطويلة , وليس أوَّلها أن الشهيد حاول خطف سلاح الجندي وربما تُظهر التحقيقات الصهيونية ان رائد عضو في خلية نائمة للقاعدة او غيرها وليس قاضيا نزيها يحمل كل مواصفات النزاهة والاحترام .
الدخول في تفاصيل القضية سيُفقدها نزاهتها وسيُفقدنا دورنا الوطني والسيادي , لأن وقوف الجندي الصهيوني ابتداءً على المعبر بسلاحه مخالف للاتفاقيات التي وقعها الاردن والسلطة الفلسطينية وهناك بند خاص في الاتفاقية يتحدث عن المعابر وشكل الوجود الصهيوني عليها .
وسواء حصل القاضي الشهيد على اجازة من المحكمة او لم يحصل فلا يُفقده حقه في المطالبة بدمه والقصاص لاستشهاده , فهذه تفصيلة ادارية وليست قضية سيادية بل ان التعاطي معها ونشرها يمنح الكيان الصهيوني مبررا لإلصاق الكثير من الأكاذيب وتوفر له نسج رواية تستند الى الإجازة من عدمها .
نستذكر ان الاردن رهن الاتفاقية بمجملها من اجل ترياق خالد مشعل , وكيف اذعن الكيان الصهيوني , ونستذكر ان سفيرنا في القاهرة هاني المُلقي أسمع رئيس جهاز امن الدولة هناك كلاما قاسيا لمجرد مطاردة سيارات مكافحة المخدرات نائبا معارضا ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين وقال له ان له ملكا وبلدا تصونه وتحميه وتلقى السفير والنائب السابق الاعتذار ,
بمعنى أن الدولة لها مخالب وانياب ولا تترك رعاياها أسرى للبطش والقتل وتصفية الحسابات , لكن ردود أفعال وزارة الخارجية حدّ اللحظة لا تتناسب وحجم الوجع الشعبي , فالشهيد يجلس على منصات الشرف القضائي وهو ليس ابنا لعائلة زعيتر فقط بل ابن لوطن من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه , واي راصد يرى حجم الحزن في عيون الأردنيين جميعا واي شخص قادر على متابعة التعليقات على المواقع الإخبارية ليرى أن الاردنيين من كل منابتهم واصولهم اهل للشهيد وليس عائلته ومحافظته .
قاضي المعبر الشهيد هو حلقة من مسلسل صهيوني متصل , وليس حدثا عابرا او جريمة قتل اعتيادية , بل جريمة اغتيال سياسية مقصود بها كل اردني وفلسطيني وانتهاك سافر للمعاهدة التي قبلها جزء يسير من الاردنيين لغايات وطنية فقط , وها هي تفقد حتى هذه الغايات الصغيرة , فلا حدودنا آمنة ولا ابناءنا بمأمن من رصاص الغدر والغيلة , فما جدواها اذن ؟
الكرامة الوطنية لا تتجزأ والدم الأردني غال ٍ, والموقف الرسمي يجب ان يصل الى مستوى الغضب الشعبي ويعبر عنه بكل امانة ونزاهة , ولا أظن أردنيا واحدا يقبل بالضيم ويسكت على الاهانة لأصغر مواطن اردني فكيف يرضاها لقاضٍ يجلس على منصات الشرف القضائي , فلترحمنا الخارجية وتُبرّد نارنا برد فعل حقيقي بإزالة الرجس عن أرضنا في الرابية ومن ثم مراجعة المعاهدة برمتها .
لن نُعزّي آل الشهيد وحدهم بل العزاء للأردنيين جميعا، ونسأل الله أن يتقبله شهيدا طاهرا كما يليق به .
هل يلعب كيري وراء ظهر الأردن؟!
ماهر ابو طير/الدستور الأردنية
نشرت مجلة «الايكونوميست» البريطانية تقريراً لافتاً للانتباه، والتقرير بلا مصادر على رفعة في المستوى، وبلا مصادر ُمشهّرة ايضاً، لكنه غزير بالمعلومات، دون أن يعرف أحد مدى صدقيتها، لكننا نناقشها.
يقول التقرير إن الأردن يطالب سراً بتعويضات للدولة وليس للأفراد، عن وجود اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، بقيمة نصف مليار دولار سنوياً، منذ عام ثمانية واربعين، أي أن المبلغ الذي يريده الأردن، سواء بقي اللاجئون هنا أو عادوا، يتجاوز الثلاثين مليار دولار، وهذا تعويض للدولة، وليس للافراد الذين لم نعرف تسعيرتهم حتى الآن!!
لا يتحدث التقرير عن تعويضات الأفراد وقيمتها، بل يقول ان هناك خشية بين اللاجئين، من ان يتم توطينهم هنا، فيما لا يحصلون على تعويضات عن ممتلكاتهم المفقودة، ويتم الدفع للدولة فقط، مقابل بقاء هؤلاء.
التقرير يتحدث عن «ضيق اردني غير معلن» الى حد ما من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، خوفاً مما أسماه انتقال الدور الوظيفي للأردن أي العزل بين العرب واسرائيل، أو إسرائيل والجزيرة العربية، الى الدولة الفلسطينية الجديدة.
هذا يعني أن مزايا الدور الإقليمي وفواتيره ستنتقل الى دولة اخرى جديدة ما سيؤثر على الاردن، على الصعيد الاستراتيجي.
أعتقد بصراحة أن الاردن لم يصل بعد الى نقطة التباحث حول التعويضات المالية، للدولة او الافراد، لأن وزير الخارجية الامريكي لم يقدم حتى الآن خطة الإطار التي يشتغل عليها منذ فترة طويلة، فما بالنا بتنفيذ الإطار والدخول الى الحل النهائي؟!.
في ذات الوقت فإن رقم التعويضات التي تم نشرها في «الايكونوميست» يبدو رقماً بسيطاً جداً، لأن التعويضات في النهاية ستدفعها الدول النفطية العربية، التي تمتلك ارصدة بآلاف المليارات، كما أن الرقم يبدو منخفضاً لأن قيمة التعويض عن عام مثل ثمانية واربعين، لايمكن أن تقارن بعام آخر مثل العام 1990 وبعد حرب الخليج، والقياسات هنا متعددة.
هذا عدا عن أن الحل بالنسبة لكثيرين ليس ماليا، فالدول قد تطالب بالتعويضات، غير أن عليها أن تعرف ان كثرة من اللاجئين يريدون العودة، وهذا طبيعي جدا، فلماذا يتنازل هؤلاء اصلا عن حق العودة؟!.
ولماذا يفترض البعض انهم يريدون التوطين اساسا، وأين هي الجرأة السياسية لتصفية القضية الفلسطينية، باعتبارها ستدر دخلا اضافياً؟!.
في سياق قريب فإن كلام الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل يومين، مثير في ايحاءاته الضمنية، إذ قال إن اللاجئين قد يعود بعضهم الى «اسرائيل»، وبعضهم الى الدولة الفلسطينية، وبعضهم سيبقون حيث هم، وسيتاح لآخرين الهجرة الى كندا.
هذا كلام غير جديد لأن هذا هو إطار كيري، الذي تم استمداده من خطة كلنتون اساسا، والمثير هنا يتعلق فقط بالإيحاء في تصريح الرئيس، حين يقول عمليا إن من يريد من الفلسطينيين ان يتخلى عن هويته السياسية العربية الحالية او الدولية الحالية، ويرغب بالعودة الى «اسرائيل» السياسية، اي التحول الى «إسرائيلي سياسيا»..فليتفضل!.
الرئيس يضع اللاجئين امام خيار البقاء ضمن هوياتهم السياسية الحالية في الدول التي يعيشون فيها ويحملون جنسياتها، او التصهين والتحول الى اسرائيليين تحت مسمى حق العودة، وهو هنا وإن كان واقعيا، فإنه يدفع الناس باتجاه النفور من هكذا صيغة.
إذا كانت توصيفات تقرير «الايكونوميست» دقيقة، بشأن القلق الأردني من كيري، ونقل الدور الوظيفي ومزاياه الى الفلسطينيين، فهي تعني ضمنيا ان الاردن سيكون معنياً بتعثر عملية السلام، اكثر من نجاحها فعلياً، وهذا اتهام ليس سهلا، بالمطلق,وهذا يقودنا الى سؤال آخر حول دقة التأكيدات الرسمية حول ان واشنطن تضع عمان في صورة كل شيء؟!.
قضية فلسطين تحولت الى قضية مزاد ومن يدفع اكثر، ومن سيقبض اكثر، ومن سيستفيد اكثر، الدول أم الأفراد، وتم نزع كل «الهالات المقدسة» عن هذه القضية ودرتها في القدس، نحو عنوان جديد يقول من سينال وجبة عشاء جيدة قبل الرحيل الآخير.
لم يبق إلا أن يطالبنا العالم بمنحهم خصومات على فلسطين!.
المانيا ـ إسرائيل: التوتر الخلاق!
سمير التنير/السفير اللبنانية
يمكن القول إن العلاقات بين المانيا وإسرائيل ترجع في أسسها إلى المسؤولية التاريخية وخاصة حول محرقة «الهولوكوست». وهذا ما تظهره على الأقل المحادثات السياسية بين الطرفين. ويقول وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إن العلاقات بين البلدين لا تقوم على «أسس متينة». ويتبع ذلك سلسلة من الاتهامات حول التعاون في البحث العلمي والذي يضع الألمان له شروطاً صعبة. كما يتحجج الألمان بسياسة الاتحاد الأوروبي حول هذا الموضوع. ولا يريدون انتهاج خط مستقل.
عرفت العلاقات بين البلدين توتراً متصاعداً في السنوات الماضية، وتمثل ذلك بالصراخ على التلفون بين بنيامين نتنياهو وانجيلا ميركل عندما كان الحديث بينهما يدور حول حقوق الفلسطينيين. وتحمّل المانيا نتنياهو المسؤولية عن ذلك وتعتبره غير مؤهل وغير راغب في إقامة السلام مع الفلسطينيين. كما تشعر إسرائيل بأنها تُركت وحيدة تتخبط بمشاكلها. وتدور التساؤلات حول «العلاقة الخاصة» التي تريدها إسرائيل تأسيساً على «محرقة الهولوكوست» التي لا تريد المانيا ربط علاقتها بإسرائيل بها.
انتقد مارتن شوتز رئيس البرلمان الأوروبي سياسة إسرائيل المائية تجاه الفلسطينيين في خطاب ألقاه في الكنيست. وكان خطابه بحسب الإعلام الإسرائيلي معادياً، مما جعل الكثير من النواب يضطرون إلى الانسحاب من قاعة المجلس. واتُهم شولتز بتنفيذ سياسة المانيا حول إسرائيل متجاهلاً الآراء الأخرى لأعضاء الاتحاد الأوروبي.
شعرت إسرائيل أيضاً بالغضب عندما امتنعت المانيا عن التصويت عندما طرحت مسألة تمثيل السلطة الفلسطينية في الأمم المتحدة «كعضو مراقب» في المنظمة الدولية، وكانت تريد من المانيا التصويت «بلا». وكان التصويت الالماني يعني في ما يعنيه الإيحاء للأعضاء الآخرين في الاتحاد الأوروبي باتخاذ موقف معاد لإسرائيل. وأظهرت المحادثات بين ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي وشتيانيماير وزير الخارجية الالماني ان إسرائيل تريد من المانيا اتخاذ موقف معارض لمشاركة السلطة الفلسطينية في المنظمات المتخصصة للأمم المتحدة.
ولان الثقة مفقودة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي تتحول المشاكل الصغيرة إلى معضلات كبرى. وقد حدث ذلك فيما يخص الأموال الخاصة بالبحث العلمي والتي لا تشمل الأراضي المحتلة، وتريد المانيا وضع قواعد جديدة لاتفاقات البحث العلمي والتكنولوجيا الجديدة. وهذا ما لا تريده إسرائيل. وقد وصفت جريدة «هآرتس» ذلك بالتصعيد الخلاق.
تحاول المانيا الآن ترطيب الأجواء مع إسرائيل. وقد قدمت وزيرة العمل الالمانية اندريا ناهلز مشروع قانون جديد يحصل بموجبه عمال السخرة الذين كانوا يعملون في الغيتوات اليهودية أثناء الحرب العالمية الثانية والذين لم يحصلوا على تعويضات، تكليف مؤسسة التقاعد الالمانية دفع تعويضاتهم. أما بشأن مخصصات البحث العلمي فسيتم الوصول إلى حل وسط، يقضي بزيادة عدد الجامعات الإسرائيلية التي تتلقى الدعم المالي واستثناء الجامعات الفلسطينية في الأراضي المحتلة. وبرغم الجهود كافة لم تحل كافة المشكلات بعد زيارة المستشارة الالمانية إلى إسرائيل. وتعتبر المانيا السياسة الإسرائيلية تجاه المستوطنات خاطئة وتشكل عائقاً بوجه السلام.
إسرائيل تعيش هاجس استهدافها وتدّعي القدرة على إسقاط طائرات الحزب
خليل فليحان/النهار اللبنانية
تعيش اسرائيل هاجساً لا يفارق قيادتها العسكرية من عمليات سيشنها "حزب الله" على قواتها المسلحة، وتطمئن الى انها مستعدة لتعطيل مفعول أي هجوم بالسلاح المستعمل. ويقول أحد الخبراء في الشؤون العسكرية الاسرائيلية أن تل أبيب تلجأ الى مثل هذا الأسلوب في كل مرة تريد أن تحصل على مساعدة مالية أو عسكرية من دولة صديقة لها، وعلى الأخص الولايات المتحدة الأميركية، وكذلك لتبرر دوام حصولها على أحدث الأسلحة الأميركية.
والجديد في عرض عضلات إسرائيل على لبنان، أنها تخشى أن ينشر الحزب على الحدود معها طائرات من دون طيار تحمل متفجرات يمكن أن تستخدم في أي مواجهة مستقبلية، الى جانب ترسانته الرئيسية من الصواريخ.
الا أنه في معرض التسويق الاسرائيلي لمخاوفها من حيازة الحزب مثل تلك الطائرات، أكد أكثر من خبير فضاء أن لا خوف من تلك الطائرات إذا استعملها الحزب، لأن درع القبة الحديد الصاروخية وصواريخ باتريوت الاعتراضية كفيلة باسقاط تلك الطائرات قبل بلوغها هدفها، وأن الجيش الاسرائيلي جرّب ذلك في أكثر من مواجهة ونجح في تدميرها.
وتوقفت مصادر وزارية عند تكهن إسرائيل العسكري بأن الحزب يمتلك طائرات من دون طيار من إيران، وهذا النوع من الطائرات هو من النوع الأثقل من المركبات. وسبق للحزب أن استعمل مثل تلك الطائرات، التي حلّقت للمرة الاولى عام 2012 وللمرة الثانية عام 2013 في مهمات تصويرية، وعطلتها المقاتلات الاسرائيلية بعد دخولها 40 كيلومتراً في الأراضي السورية. وأكد الأمين العام للحزب أن أجزاء الطائرة صنعت في إيران وجمعها أعضاء الحزب في لبنان.
ورأت أنه ليس من المفيد التوقف عند التهويل الذي تعتمده القيادة العسكرية الاسرائيلية بأنها مستعدة لتعطيل أي سلاح يمكن أن يستخدمه الجيش الاسرائيلي ضد الحزب، وأن تلك القيادة تتوخى توجيه رسائل الى الحزب أو الى الدول أو الى شعوبها، لتؤكد أنها ساهرة على أمنهم، وأن استخدام أي سلاح له ما يعطله في ظاهر الأمور، لكن في باطنها يجري البحث في مسائل متعلّقة بالأزمة السورية وبالمفاوضات المتصلة بعملية السلام.
وأظهرت التقارير الديبلوماسية الواردة الى بيروت أن لا نتائج إيجابية ولا حتى مشجعة.
وأفادت أن اتصالات عاجلة أجريت بدول كبرى أكدت أن الدولة العبرية لا تنوي شنّ هجوم على لبنان كما في عام 2006، لأن هناك مظلة دولية تحميه من أي عدوان إسرائيلي، من خلال "المجموعة الدولية لدعم لبنان" التي تشكلت في نيويورك في 2013/03/30، وتتألف من الدول الخمس الكبرى ذات العضوية الدائمة لدى مجلس الأمن والمتفقة في ما بينها على تحصين لبنان ضد أي اعتداء خارجي ومنع انهيار الأمن في داخله. وعززت ما تقوله من أن أي هجوم إسرائيلي لم يقع داخل الأراضي اللبنانية في الجنوب أو بيروت أو ضاحيتها الجنوبية أو في الشمال كما حصل في حرب تموز 2006، بل ثمة غارات شنها الطيران الحربي الإسرائيلي على شحنات أسلحة آتية الى لبنان لحساب الحزب عبر الأراضي السورية، والغارة الأخيرة كانت قبل أسبوعين في خراج بلدة جنتا في البقاع الشرقي على الحدود المتاخمة للحدود السورية، واستهدفت موقعاً للحزب. يضاف الى ذلك أن الحدود الجنوبية مع إسرائيل هادئة وآمنة، فلا الحزب يشن عمليات من خلالها ولا تل أبيب تستهدف تلك المنطقة.
نتنياهو وخطاب "بيرزيت"
أمجد عرار/دار الخليج
ماذا يطلب بنيامين نتنياهو في آخر تقليعاته؟ يريد من رئيس السلطة الفلسطينية أن يلقي خطاباً يعترف فيه بيهودية "إسرائيل" . إلى حد الآن، لا جديد في هذا الطلب الذي أول من نادت به وزيرة الخارجية "الإسرائيلية" السابقة تسيبي ليفني قبيل مؤتمر "أنابوليس" في الولايات المتحدة . هذه المرة يحدد نتنياهو المكان الذي ينبغي إلقاء الخطاب فيه وصدور الاعتراف منه بيهودية كيانه، وهو جامعة بيرزيت . هو يعرف أن المطالبة بالاعتراف لم يستجب لها أي عربي، على الأقل علناً، فلماذا يضيف المكان؟ ربما لأنه يريد أن يوحي بأن مبدأ الاعتراف أمر مفروغ منه، وليتحول الموضوع إلى جدل في التفاصيل، بدءاً بالمكان .
نتنياهو سبق له أن انتقد أسلوب "حزب العمل" تفاوضياً، حتى إن كان هذا الأسلوب أعطى الفلسطينيين خمسة غرامات من حقوقهم مقابل احتفاظ "إسرائيل" بخمسة أطنان من حقوقهم أيضاً، فهي كلها حقوقهم، الأرض وما فوقها وما في جوفها، والأجواء والمياه الإقليمية في البحر . نتنياهو حين نافس شمعون بيريز عام ،1996 قال في دعايته الانتخابية إن العرب معتادون على الذهاب إلى حيث تقف "إسرائيل"، فلماذا عليها التزحزح من مكانها، إذاً؟ هذه فلسفته، وهذه أيديولوجية تياره ضمن الحركة الصهيونية، الوضوح مقابل الغموض لدى شركائه من حزب العمل، وما بين الغموض والوضوح لدى الشركاء المستجدين في "كاديما" .
نتنياهو يجلس مرتاحاً فيما يحار المفاوضون الفلسطينيون في المكان الذي يدورون حوله منذ اتفاقات أوسلو . معه أمريكا التي يمثّلها المكوك الحالي جون كيري، صاحب نظرية نقل السيطرة الأمنية في الأغوار للجيش الأمريكي أو "الناتو" الذي يسجّل له "الفضل"، والحق يقال في "إعمار" العراق وأفغانستان ويوغوسلافيا وليبيا، فيما لم يمكّنه رافضو "النعمة" من إعمار سوريا . نتنياهو معه بعض السياسيين والمثقفين والإعلاميين العرب، الذين زيّن عدد من الصحف الصهيونية بروابط لهم، باعتبارهم "متنورين" و"حداثيين" و"واقعيين"، و"سلاميين" و"ربيعيين" .
نتنياهو وكيانه "بريئان" من نقل المفاوضين الفلسطينيين إلى نبع الماء وإعادتهم عطشى، وهما "بريئان" من زرع الجواسيس في بلاد العرب وغير العرب، "وبريئان" من وضع نهر الأردن على "الشيكل"، بعدما انفردت "الأغورة" بخريطة تمتد من الفرات إلى النيل"، و"بريئان" من الشكوى ضد "تحريض" الفلسطينيين المتمثّل بالكلمات المتقاطعة في صحفهم، وخطباء الجمعة في مساجدهم، وجولات المطران عطا الله حنا وأغاني محمد عساف .
ربما يعتقد نتنياهو أنه سيجر الفلسطينيين وبعض العرب إلى ملعبه، على أن يلبس فريقهم قمصاناً "إسرائيلية" . كيف لا وقد نجح في تحديد حكام الساحة والخطوط والزمان والمكان؟ ربما يدعي أنه ترك للجانب الفلسطيني مساحة للعب وهامشاً للمناورة، فهو لم يحدد مثلاً أية كلية في جامعة بيرزيت ينبغي على رئيس السلطة أن يلقي خطابه من على منبرها . وقد يقول إنه متساهل ومتعاون جداً، حيث إنه لم يحدد مدة الخطاب واللغة التي سيكتب بها ونوع القلم الذي سيستخدم ولون الحبر ومساحة الورق، أو إن كانت عملية الإلقاء ستكون "على الواقف" أم "على القاعد"، وكذلك هوية المترجمين وعدد القنوات الفضائية الناقلة للخطاب، وعدد الصحفيين الذين سيسمح لهم بالتواجد في القاعة . وإذا نجح نتنياهو في تحصيل "خطاب جامعة بيرزيت"، سيكون طلبه التالي خطاباً من جامعة الدول العربية ليكتمل "الربيع" .
«الإخوان»..ما لهم وما عليهم!!
صالح القلاب/الرأي الأردنية
«صديقك من صدقك» والحقيقة أنه وفي هذا الوقت العسير وفي هذه الظروف الصعبة يجب أنْ نكون صادقين مع الإخوان المسلمين ،وبخاصة «إخوان» الأردن وأنْ نقول لهم وبكل صراحة أنكم إرتكبتم أخطاء فادحة وأنكم لا تزالون تصرون على هذه الأخطاء وتتمسكون بها وتحاولون تبريرها بكل الطرق المنحرفة وأول هذه الأخطاء وأكبرها وأفدحها أنكم لم تحفظوا «الجميل» ولم تحافظوا عليه وأنكم أدرتم ظهوركم للدولتين اللتين احتضنتكم يوم عسرتكم ،يوم إنقلبتم على الرئيس جمال عبد الناصر وانقلب عليكم وطاردكم وطردكم من بلدكم مصر، ويوم «حَمِيتْ» رؤوسكم بإنتصارات «حماس» وإنتصارات «الإخوان» المصريين وعاديتم أولاً المملكة العربية السعودية ثم عاديتم المملكة الأردنية الهاشمية.
أنتم تعرفون أنكم «مرخصون» في الأردن في عام 1955 على أنكم فرعٌ للإخوان المسلمين المصريين وأنَّ كل واحد قبل إكتسابه عضوية جماعتكم قد أقسم ويده على القرآن الكريم بـ»الولاء والطاعة» للمرشد العام الذي هو «إحتكار» أبدي لـ»إخوان مصر» ثم وأنتم تعرفون كذلك أنكم إنحزتم للنظام السوري ضد شعب سوريا وضد إخوانكم هناك الذين يعتبرون حزباً محرماً ومحكوماً على كل من يضبط بتهمة الإنتساب إليه بالإعدام وأن أحد قادتكم قد أخذته العزة بالإثم وهزَّ أردافه طرباً عند تَمهْزأ بشار الأسد وعلى شاشات الفضائيات وأمام كل وسائل الإعلام على شعار :»الأردن أولاً».. وذلك مع أن كل أردني لا يمكن أن يكون وطنياً ولا قومياً ولا إسلامياً ولا أممياً ما لم يضع هذا الشعار في قلبه وما لم يكن هو نهجه السياسي الذي لا يقدَّم عليه أي نهج.
ثم ألم تخطئوا أيها الأخوة الأعزاء عندما أُصبتم بعدوى إنتصار «حماس» على «فتح» شريكتها في الحكم وفي المجلس التشريعي الفلسطيني وعدوى إنقلابها العسكري البائس على السلطة الوطنية الفلسطينية تنفيذاً لـ»أوامر» الوليِّ الفقيه في طهران وأنصياعاً لتوجيهات النظام السوري ورغبة حسن نصر الله فبادرتم إلى رفع شعار :»إننا قادمون» وبدأتم تحاربون النظام الذي بقي يحميكم وبقي ولا يزال يسكت على أخطائكم وتجاوزاتكم؟!!.
إننا يجب أن نقول هذا تصافياً للقلوب وإننا يجب أن نقول أن عليكم أن تصححوا أوضاعكم وأن تتحولوا إلى حركة وطنية أردنية وليس مجرد تابع للإخوان المسلمين المصريين ،الذين أعتبرتهم دولتهم حركة ارهابية، ولا تزالون تقسمون وأيديكم على القرآن الكريم بالولاء والطاعة إلى مرشدهم ومرشدكم العام محمد بديع الذي يحاكم الآن في مصر بتهم لا يمكن أن نجزم بما إذا كانت صحيحة أو غير صحيحة.
..وأيضاً فإنكم تعرفون أيها الأخوة الأعزاء أنكم تعرفون أن حركة «حماس» التي تأخرت عن إنطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة إثنين وعشرين عاماً لم تُشَكَّلْ بإرادة الشعب الفلسطيني وإنما بقرار من التظيم العالمي للإخوان المسلمين الذي كان ينسق مع إيران ومع سوريا والذي كان يستهدف منظمة التحرير ويرفض إعتبارها ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني وحقيقة أن هذا كان ولا يزال ينسجم إنسجاماً تاماً مع محاولات النظام السوري الذي ساهم في إخراج هذه المنظمة وقواتها من بيروت ومن الأراضي اللبنانية وأبعد رئيسها وقادتها عن دمشق لأنهم رفضوا تسليمه قرارهم الوطني المستقل.
لقد رأيتهم أيها الأخوة الأعزاء كيف انحنى رئيس وزراء دولة غزة إسماعيل هنية على يد يوسف القرضاوي ليقبلها سمعاً وطاعة ولقد رأيتم كيف تم حشد أعضاء «حماس» في ساحة الكتيبة في غزة ليرددوا كفرعٍ من «إخوان» مصر قسم الطاعة والولاء ليس لفلسطين ولا لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وإنما للمرشد الأعلى للإخوان.. ثم وها أنتم تستغربون ،ومعكم بعض «الوافدين» الجدد إلى دائرتكم، كيف يعتبر النظام المصري هذه الحركة حركة إرهابية بينما هو مستمر في خوض حرب شوارع ومتفجرات مع «الجماعة» التي تشكل حركة المقاومة الإسلامية وتشكلون أنتم فرعاً لها في فلسطين والأردن.
كيف لا تريدون أن يعتبر النظام الجديد في مصر «حماس» حركة إرهابية وهي مثلها مثلكم فرع من الإخوان المصريين الذين أعلنوا الحرب على هذا النظام وإنْ بإسم :»أنصار القدس» وهي تقاتل الجيش المصري في سيناء وتنسف مقراته وتضرب آلياته ومدرعاته في رفح؟!.. أليس من الأصح والأجدى أن تكون حركة المقاومة الإسلامية حركة وطنية فلسطينية تقف من جميع الأنظمة العربية على مسافة واحدة ولا تحشر قضية الشعب الفلسطيني في الصراع بين أي نظام عربي ومناوئيه الداخليين والخارجيين؟! ثم وهل يعقل أن تعود «حماس» وتعودون أنتم بإعتباركم تتبعون للتنظيم العالمي إلى إيران وهي تحتل العراق إحتلالاً فارسياً غاشماً وهي المسؤولة أولاً وأخيراً عن ذبح الشعب السوري وهي التي إنسجاماً مع مشروعها التوسعي تطوِّق المملكة العربية السعودية بالحوثيين وغيرهم من الجنوب وهي تهيمن على لبنان وهي أنشأت جسراً متقدماً لها على شواطئ البحر الأبيض المتوسط في غزة.. إنني أقول قولي هذا أيها الأخوة الأعزاء وأنا لا أفكر حتى مجرد تفكير بأن تُعتبروا عندنا هنا حركة ارهابية مثلكم مثل «إخوانكم» في مصر وفي العديد من الدول العربية.. إننا ننتظر أن تصححوا أوضاعكم بسرعة وعلى أساس أن التراجع عن الخطأ فضيلة.
الشرق الأوسط: حرب كلام وتهديدات
اوكتافيا نصر/النهار اللبنانية
يشهد الشرق الأوسط تحوّلاً أساسياً في النفوذ يؤشّر هذه المرة لتنبّه القيادات إلى حقائق أُغفلت طويلاً وتُرِكت لتعتمل وتتحوّل عوائق يتعذّر تخطّيها.
لقد أدّت السعودية تاريخياً دوراً ريادياً بين الدول العربية في التوسّط بين مختلف الأفرقاء وتقديم الاستشارة في تسوية النزاعات، لكنها انكفأت في العقد الماضي، فأفسحت في المجال لقطر والإمارات العربية المتحدة ودول أخرى.
وقد أظهرت قطر خصوصاً جرأة كبيرة في مقاربتها للأمور بدءاً من إطلاق قناة "الجزيرة"، وسرعان ما تحوّلت قوة على الساحة العالمية، وصولاً إلى فوزها بتنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم سنة 2022. وتخلّل ذلك استضافة مركزَي أبحاث أميركيين بارزين، والتوسّط في محادثات المصالحة، وتأدية دور ريادي في القمم العربية، وتسلُّم زمام المبادرة في النقاش الخاص بالعلاقات مع إسرائيل.
إلا أن قطر لم توضح من جهة أخرى روابطها المثيرة للجدل مع التنظيمات الإرهابية مثل "القاعدة" وحركة "طالبان" في أفغانستان. على رغم من كل الجهود التي يبذلها المسؤولون القطريون لينأوا بأنفسهم عن قناة "الجزيرة" بالادعاء انها خارجة عن سيطرتهم، تنظر الشعوب والحكومات إلى السياسة القطرية من خلال هذه المحطة التلفزيونية التي اتّخذت موقفاً إلى جانب هذا الطرف أو ذاك تقريباً في كل النزاعات التي تولّت تغطيتها.
خلال الحرب الأميركية في أفغانستان، اتّهمت الولايات المتحدة قناة "الجزيرة"، على خلفية روابطها الوثيقة مع "القاعدة"، بأنها الناطقة باسم التنظيم الإرهابي. وعندما استقبلت الدوحة على أراضيها أول مكتب لحركة "طالبان"، حصل ذلك تحت ستار تسهيل محادثات السلام مع الولايات المتحدة وأفغانستان. سرعان ما جرى التدقيق في حقيقة النيات، وأدّى غياب الشفافية إلى اقفال مكتب "طالبان" في الدوحة.
خلال الشقاق بين "فتح" و"حماس"، اصطفت قناة "الجزيرة" إلى جانب "حماس" فتسبّبت بالاستقطاب لدى المشاهدين والقيادة الفلسطينية. ودعمت المحطة "حزب الله" في مواجهة المجموعات اللبنانية الأخرى، مما أثار استقطاباً في لبنان. وقدّمت "الجزيرة" دعماً واضحاً وصريحاً لجماعة "الإخوان المسلمين" في مصر. وقد اشتدّت المواجهة كثيراً فوصل الأمر إلى حد سجن صحافيين من المحطة بتهمة مساعدة تنظيم إرهابي. طُرِدت "الجزيرة" منذ انطلاقتها، من بلدان عدّة على خلفية اتهامها، واتهام قطر من خلالها، بالتحريض.
ما نشهده حالياً من سحب للسفراء وتهديدات بالحصار على مشارف زيارة أوباما للمنطقة هو صراع على السلطة والنفوذ يعتمل منذ وقت طويل؛ إلا أن ما يحتاج إليه العرب هو توزيع المسؤوليات. التهديدات التي تواجهها المنطقة متفجِّرة ومهلكة. وتُظهر الأحداث الأخيرة التدهور في العلاقات والولاءات والمسؤوليات.
أسف دولة قطر واستغرابها
علي عبيد/البيان الإماراتية+دار الخليج
لم يفاجئنا قرار الإمارات والسعودية والبحرين سحب سفرائها من قطر، قدر ما فاجأتنا ردة فعل قطر، التي عبرت في بيان مجلس وزرائها عن أسفها واستغرابها للبيان الذي صدر من قبل الدول الشقيقة الثلاث بسحب سفرائها من الدوحة.
وبغض النظر عما إذا كان البيان القطري يعبر عن سذاجة متعمدة، أو ذكاء سياسي خادع، أو التفاف على الموقف، فهو في كل الأحوال يظهر عناداً وإصراراً واضحاً على الذي نراه نحن باطلاً، ويراه الأشقاء في قطر حقاً لا يجب أن يجادلهم فيه أحد، حتى لو أجمعت كل آراء الدول الشقيقة والصديقة على وضوح بطلانه، وزعزعته لثوابت دول مجلس التعاون الخليجي، ومساسه بأمن هذه الدول واستقرارها، كما أوضح بيان الدول الثلاث، الذي كان صريحاً وشفافاً لا لبس فيه، يسرد الوقائع وفقاً لتسلسلها الزمني، ويذكر ما جرى من مفاوضات، وما تم من اتفاقات لم تلتزم بها الشقيقة قطر، التي أصرت على المضي في سياستها المقوضة لبناء مجلس التعاون الخليجي، المضرة بمصالح دوله، ودول عربية أخرى تتخذ قطر منها موقفاً عدائياً، وتتدخل في شؤونها الداخلية.
جميل أن تشعر دولة قطر بالأسف، ولكن ليس لقرار سحب الدول الشقيقة الثلاث لسفرائها من الدوحة، كما جاء في بيان مجلس الوزراء القطري، وإنما لمواقف قطر تجاه هذه الدول، وممارساتها التي تتناقض مع كل قواعد الأخوّة والجوار، ومع المبادئ التي قام عليها مجلس التعاون الخليجي، وما نص عليه نظامه الأساسي من إدراك الدول الأعضاء للمصير المشترك ووحدة الأهداف التي تجمع شعوبها، وما يهدف إليه المجلس من تحقيق التنسيق والتعاون والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين، وصولاً إلى وحدتها، وتعميق وتوثيق الروابط والصلات وأوجه التعاون بين شعوبها في جميع المجالات.
نعم، كنا نتوقع أن تشعر قطر بالأسف لهذه المواقف، وليس لموقف الدول الخليجية الثلاث، الذي جاء بعد صبر طويل على هذه المواقف والممارسات المؤسفة التي لم يكن من المفترض أن تجري، وكان يجب أن تتوقف بعد الاتفاق المبرم إثر الاجتماع الذي عقد في الرياض في 23 نوفمبر الماضي، والذي وقع عليه أمير دولة قطر، بحضور أمير دولة الكويت، وأيده جميع قادة دول المجلس ووقعوا عليه. لكن هذا الاتفاق ظل حبراً على ورق، حيث لم تتخذ قطر الإجراءات اللازمة لوضعه موضع التنفيذ، كما جاء في بيان الدول الثلاث.
وجميل أيضاً أن تشعر دولة قطر بالاستغراب، ولكن ليس من بيان الدول الثلاث، الذي كان صريحاً وشفافاً وقائماً على حقائق محددة، وإنما من بيان مجلس وزرائها الذي قال إنه لا علاقة للخطوة التي أقدم عليها الأشقاء في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين، بمصالح الشعوب وأمنها واستقرارها، بل باختلاف المواقف حول قضايا واقعة خارج دول مجلس التعاون، مؤكداً أن قطر كانت وستظل دائماً ملتزمة بقيم الأخوة التي تعني الأشقاء في المجلس، ومن ثم، فإنها تحرص كل الحرص على روابط الأخوة بين الشعب القطري والشعوب الخليجية كافة.
فحين تفسح قطر منابر مساجدها لشيوخ الفتنة كي يوجهوا شتائمهم وإساءاتهم إلى جيرانها من الدول الخليجية الشقيقة، وتنقل خطبهم وتصريحاتهم على قنواتها الرسمية وغير الرسمية، لا تصبح الخطوة التي أقدم عليها الأشقاء في السعودية والإمارات والبحرين، تتعلق باختلاف في المواقف حول قضايا خارج دول مجلس التعاون، كما يقول بيان مجلس الوزراء القطري.
وحين تشجع قطر بعض مواطني دول المجلس على الخروج على حكامهم وأنظمتهم، وتقدم لهم الدعم، وتفسح لهم منابرها الإعلامية كي يهاجموا دولهم، لا تصبح خطوة سحب السفراء نتيجة اختلاف في المواقف حول قضايا خارج دول المجلس.
وحين يعلن بيان مجلس الوزراء القطري «التزام دولة قطر الدائم والمستمر بكافة المبادئ التي قام عليها مجلس التعاون الخليجي، وكذلك تنفيذ كافة التزاماتها، وفقاً لما يتم الاتفاق عليه بين دول المجلس، بشأن الحفاظ وحماية أمن كافة دول المجلس واستقرارها»، ثم لا نشاهد شيئاً من هذا على أرض الواقع، يصبح هذا هو محل الاستغراب الحقيقي.
أسف دولة قطر واستغرابها كان يمكن أن يكون لهما وقع جميل، لو أنهما اتخذا مساراً آخر غير الذي مضيا فيه، فقطر ما زالت مصرة على موقفها، وأنها «لن ترضخ»، وفقاً لما صرح به مصدر مقرب من الحكومة القطرية لوكالة «رويترز» يوم الخميس الماضي، لأن «هذا الأمر مسألة مبدأ نتمسك به، بغض النظر عن الثمن»، وفقاً للمصدر نفسه الذي أكد أن «قطر لن تتخلى عن استضافة أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين، بمن فيهم يوسف القرضاوي»، قائلاً: «منذ تأسست قطر قررنا أن نتخذ هذا النهج، وهو الترحيب الدائم بأي شخص يطلب اللجوء في بلادنا، ولن يدفعنا أي قدر من الضغط لطرد هؤلاء»!
تستطيع قطر استضافة من تشاء من الإخوان المسلمين والسلفية الجهادية وطالبان وغيرهم، وتستطيع أن تفتح ذراعيها لكل إرهابيي الدنيا، وتستطيع أن تكون مأوى لكل القتلة الهاربين من سجون بلدانهم، ولكن من حق جيرانها أن يطلبوا منها الكف عن دعم هؤلاء المارقين، وعدم فسح منابرها الدينية والإعلامية لهم كي يخرجوا بذاءاتهم، وينفثوا سمومهم عبرها، ومن حق هؤلاء الجيران أن يحموا أراضيهم وأجواءهم، كما أنه من حقنا نحن أن نأسف ونستغرب من مواقف قطر الشقيقة، أكثر مما يحق لقطر أن تعبر عن أسفها واستغرابها من خطوة سحب السفراء.
11/3/2014
في هذا الملف:
يهوديّة وصهيونية وعرب ذاهلون
ابراهيم العجلوني/الرأي الأردنية
القاضي الشهيـد أو شـهيــد المعبــر
عمر كلاب/الدستور الأردنية
هل يلعب كيري وراء ظهر الأردن؟!
ماهر ابو طير/الدستور الأردنية
المانيا ـ إسرائيل: التوتر الخلاق!
سمير التنير/السفير اللبنانية
إسرائيل تعيش هاجس استهدافها وتدّعي القدرة على إسقاط طائرات الحزب
خليل فليحان/النهار اللبنانية
نتنياهو وخطاب "بيرزيت"
أمجد عرار/دار الخليج
«الإخوان»..ما لهم وما عليهم!!
صالح القلاب/الرأي الأردنية
الشرق الأوسط: حرب كلام وتهديدات
اوكتافيا نصر/النهار اللبنانية
أسف دولة قطر واستغرابها
علي عبيد/البيان الإماراتية+دار الخليج
يهوديّة وصهيونية وعرب ذاهلون
ابراهيم العجلوني/الرأي الأردنية
لم يتبق للروائي الألماني من يهوديته الا ما نجده من رموز عراقة ما على ابواب المنازل، والا اثرا بعيدا من مخايل الاعتزاز بالتمييز او بالعبقرية على نحو ما نرى في روايته العظيمة «لعبة الكريات الزجاجية».
لقد كان مثال اليهودي (غير الصهيوني) المنخرط في العالم، المستكمل ابعاده الانسانية فيه، وذلك بعكس فرانز كافكا الذي كانت رموزه صهيونية خالصة وان تجلببت برداء من الغموض، الامر الذي نجده في قصته «المحاكمة» وفي قصص قصيرة أُخرى قلما التفت قارئوها الى صهيونية رموزها.
اما يورين هابرماز وهو احد اعمدة مدرسة فرانكفورت في نقد الانظمة المعرفية والاجتماعية والتي كان معظم اعضائها من اليهود، فقد نبهنا – على الرغم من يهوديته – الى سيطرة «القبالا» بما هي نزعة عرفانية على كثير من الاوساط الاكاديمية الغربية ولربما كان ذلك منه لوناً من الزهو العرقي الذي يتخذ طابع الموضوعية.
اما «جاك دريدا» فاكتفى من خلفيته العرقية بما ارثته فيه من رغبة في تفكيك الخطابات وتحطيم انظمة القيم، حتى اذا غلبته احاسيسه بالاغتراب اقدم على الانتحار فيما لا يزال يحار في تفسيره المفسرون، اذ كان في طوقه ان يسلك مسلك يهودي اخر، وهو برنارد لويس، الذي آلت صهيونيته الى برامج وسيناريوهات لتحطيم العالم العربي الاسلامي. وذلك بخلاف يهودي آخر – وهو «كارل بوبر» الذي كانت له تجربة في احدى المستعمرات الإسرائيلية في «فلسطين العربية المغتصبة» قبل ان يكتب مؤلفه الشهير «عقم المذهب التاريخي»، او بخلاف يهودي ثالث له بعض هيمنة على افكار بعض الاكاديميين والكتاب العرب، وهو «نعوم تشومسكي» الذي سوّغ في فلتة فيه ضرب «هوروشيما» و»ناجازاكي» اليابانيتين بالقنبلة الذرية الأميركية، وتعاطف «وجودياً» مع الضابط الاميركي الذي ألقاها، والذي اثبت بموقفه هذا انحيازه الى الليبرالية الشرسة او الرأسمالية الدموية على الرغم من تتابع نقدها لكثير من تجلياتها.
ولربما كان لموقف هذه الليبرالية المتوحشة المؤيد للكيان الصهيوني في قلب المشرق العربي الاسلامي الدور الاكبر في تناقضات تشومسكي، ولكن كثيراً من الذاهلين العرب لا يعلمون.
ومهما يكن الامر، فإن تغلغل الصهيونية في الاكاديميات الغربية وفي رئاسات الدول الاوروبية وفي وسائل الاعلام، وفي المؤسسات الثقافية التي تمنح الجوائز بالحق وبالباطل مثل جائزة «نوبل» وجائزة «البوكر» وغيرهما. كل ذلك كفيل بلفت انتباهنا (المستغرق في اوهامه) الى ما نحن مضبوعون فيه من ألاعيب في واقعنا المشهود، والى ما نحن مدفوعون إليه فيما هو آت.
القاضي الشهيـد أو شـهيــد المعبــر
عمر كلاب/الدستور الأردنية
لا يمكن فصل قضية شهيد المعبر القاضي رائد زعيتر عن مجمل الاستفزازات الإسرائيلية للأردن , من تهويد القدس الى اطلاق التصريحات العدائية عن الوطن البديل والترانسفير وباقي مسلسل الاستفزازات غير المنتهية لا يبدو أنها مرشحة للانتهاء .
كذلك لا يجوز الصمت على ترهل السلطة الوطنية الفلسطينية واستكانتها لبقاء الاحتلال وجنوده على المنفذ البري بينها وبين الأردن , في مخالفة واضحة لكل الاتفاقيات الموقعة مع الكيان الصهيوني , لأن هذا التراخي والتسيُّب في الحقوق هو المسؤول عن الصهينة الإسرائيلية وعن دم الشهيد رائد زعيتر .
ضمن هذه الأبعاد يجب التعاطي الاردني الرسمي مع قضية استشهاد مواطن اردني على الحدود الاردنية الفلسطينية برصاص غدر صهيوني , وليس انتظار نتائج التحقيق التي ستقوم بها شرطة العدو والادعاء العام الصهيوني , ولدينا الكثير من التجارب المريرة والاكاذيب الطويلة , وليس أوَّلها أن الشهيد حاول خطف سلاح الجندي وربما تُظهر التحقيقات الصهيونية ان رائد عضو في خلية نائمة للقاعدة او غيرها وليس قاضيا نزيها يحمل كل مواصفات النزاهة والاحترام .
الدخول في تفاصيل القضية سيُفقدها نزاهتها وسيُفقدنا دورنا الوطني والسيادي , لأن وقوف الجندي الصهيوني ابتداءً على المعبر بسلاحه مخالف للاتفاقيات التي وقعها الاردن والسلطة الفلسطينية وهناك بند خاص في الاتفاقية يتحدث عن المعابر وشكل الوجود الصهيوني عليها .
وسواء حصل القاضي الشهيد على اجازة من المحكمة او لم يحصل فلا يُفقده حقه في المطالبة بدمه والقصاص لاستشهاده , فهذه تفصيلة ادارية وليست قضية سيادية بل ان التعاطي معها ونشرها يمنح الكيان الصهيوني مبررا لإلصاق الكثير من الأكاذيب وتوفر له نسج رواية تستند الى الإجازة من عدمها .
نستذكر ان الاردن رهن الاتفاقية بمجملها من اجل ترياق خالد مشعل , وكيف اذعن الكيان الصهيوني , ونستذكر ان سفيرنا في القاهرة هاني المُلقي أسمع رئيس جهاز امن الدولة هناك كلاما قاسيا لمجرد مطاردة سيارات مكافحة المخدرات نائبا معارضا ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين وقال له ان له ملكا وبلدا تصونه وتحميه وتلقى السفير والنائب السابق الاعتذار ,
بمعنى أن الدولة لها مخالب وانياب ولا تترك رعاياها أسرى للبطش والقتل وتصفية الحسابات , لكن ردود أفعال وزارة الخارجية حدّ اللحظة لا تتناسب وحجم الوجع الشعبي , فالشهيد يجلس على منصات الشرف القضائي وهو ليس ابنا لعائلة زعيتر فقط بل ابن لوطن من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه , واي راصد يرى حجم الحزن في عيون الأردنيين جميعا واي شخص قادر على متابعة التعليقات على المواقع الإخبارية ليرى أن الاردنيين من كل منابتهم واصولهم اهل للشهيد وليس عائلته ومحافظته .
قاضي المعبر الشهيد هو حلقة من مسلسل صهيوني متصل , وليس حدثا عابرا او جريمة قتل اعتيادية , بل جريمة اغتيال سياسية مقصود بها كل اردني وفلسطيني وانتهاك سافر للمعاهدة التي قبلها جزء يسير من الاردنيين لغايات وطنية فقط , وها هي تفقد حتى هذه الغايات الصغيرة , فلا حدودنا آمنة ولا ابناءنا بمأمن من رصاص الغدر والغيلة , فما جدواها اذن ؟
الكرامة الوطنية لا تتجزأ والدم الأردني غال ٍ, والموقف الرسمي يجب ان يصل الى مستوى الغضب الشعبي ويعبر عنه بكل امانة ونزاهة , ولا أظن أردنيا واحدا يقبل بالضيم ويسكت على الاهانة لأصغر مواطن اردني فكيف يرضاها لقاضٍ يجلس على منصات الشرف القضائي , فلترحمنا الخارجية وتُبرّد نارنا برد فعل حقيقي بإزالة الرجس عن أرضنا في الرابية ومن ثم مراجعة المعاهدة برمتها .
لن نُعزّي آل الشهيد وحدهم بل العزاء للأردنيين جميعا، ونسأل الله أن يتقبله شهيدا طاهرا كما يليق به .
هل يلعب كيري وراء ظهر الأردن؟!
ماهر ابو طير/الدستور الأردنية
نشرت مجلة «الايكونوميست» البريطانية تقريراً لافتاً للانتباه، والتقرير بلا مصادر على رفعة في المستوى، وبلا مصادر ُمشهّرة ايضاً، لكنه غزير بالمعلومات، دون أن يعرف أحد مدى صدقيتها، لكننا نناقشها.
يقول التقرير إن الأردن يطالب سراً بتعويضات للدولة وليس للأفراد، عن وجود اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، بقيمة نصف مليار دولار سنوياً، منذ عام ثمانية واربعين، أي أن المبلغ الذي يريده الأردن، سواء بقي اللاجئون هنا أو عادوا، يتجاوز الثلاثين مليار دولار، وهذا تعويض للدولة، وليس للافراد الذين لم نعرف تسعيرتهم حتى الآن!!
لا يتحدث التقرير عن تعويضات الأفراد وقيمتها، بل يقول ان هناك خشية بين اللاجئين، من ان يتم توطينهم هنا، فيما لا يحصلون على تعويضات عن ممتلكاتهم المفقودة، ويتم الدفع للدولة فقط، مقابل بقاء هؤلاء.
التقرير يتحدث عن «ضيق اردني غير معلن» الى حد ما من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، خوفاً مما أسماه انتقال الدور الوظيفي للأردن أي العزل بين العرب واسرائيل، أو إسرائيل والجزيرة العربية، الى الدولة الفلسطينية الجديدة.
هذا يعني أن مزايا الدور الإقليمي وفواتيره ستنتقل الى دولة اخرى جديدة ما سيؤثر على الاردن، على الصعيد الاستراتيجي.
أعتقد بصراحة أن الاردن لم يصل بعد الى نقطة التباحث حول التعويضات المالية، للدولة او الافراد، لأن وزير الخارجية الامريكي لم يقدم حتى الآن خطة الإطار التي يشتغل عليها منذ فترة طويلة، فما بالنا بتنفيذ الإطار والدخول الى الحل النهائي؟!.
في ذات الوقت فإن رقم التعويضات التي تم نشرها في «الايكونوميست» يبدو رقماً بسيطاً جداً، لأن التعويضات في النهاية ستدفعها الدول النفطية العربية، التي تمتلك ارصدة بآلاف المليارات، كما أن الرقم يبدو منخفضاً لأن قيمة التعويض عن عام مثل ثمانية واربعين، لايمكن أن تقارن بعام آخر مثل العام 1990 وبعد حرب الخليج، والقياسات هنا متعددة.
هذا عدا عن أن الحل بالنسبة لكثيرين ليس ماليا، فالدول قد تطالب بالتعويضات، غير أن عليها أن تعرف ان كثرة من اللاجئين يريدون العودة، وهذا طبيعي جدا، فلماذا يتنازل هؤلاء اصلا عن حق العودة؟!.
ولماذا يفترض البعض انهم يريدون التوطين اساسا، وأين هي الجرأة السياسية لتصفية القضية الفلسطينية، باعتبارها ستدر دخلا اضافياً؟!.
في سياق قريب فإن كلام الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل يومين، مثير في ايحاءاته الضمنية، إذ قال إن اللاجئين قد يعود بعضهم الى «اسرائيل»، وبعضهم الى الدولة الفلسطينية، وبعضهم سيبقون حيث هم، وسيتاح لآخرين الهجرة الى كندا.
هذا كلام غير جديد لأن هذا هو إطار كيري، الذي تم استمداده من خطة كلنتون اساسا، والمثير هنا يتعلق فقط بالإيحاء في تصريح الرئيس، حين يقول عمليا إن من يريد من الفلسطينيين ان يتخلى عن هويته السياسية العربية الحالية او الدولية الحالية، ويرغب بالعودة الى «اسرائيل» السياسية، اي التحول الى «إسرائيلي سياسيا»..فليتفضل!.
الرئيس يضع اللاجئين امام خيار البقاء ضمن هوياتهم السياسية الحالية في الدول التي يعيشون فيها ويحملون جنسياتها، او التصهين والتحول الى اسرائيليين تحت مسمى حق العودة، وهو هنا وإن كان واقعيا، فإنه يدفع الناس باتجاه النفور من هكذا صيغة.
إذا كانت توصيفات تقرير «الايكونوميست» دقيقة، بشأن القلق الأردني من كيري، ونقل الدور الوظيفي ومزاياه الى الفلسطينيين، فهي تعني ضمنيا ان الاردن سيكون معنياً بتعثر عملية السلام، اكثر من نجاحها فعلياً، وهذا اتهام ليس سهلا، بالمطلق,وهذا يقودنا الى سؤال آخر حول دقة التأكيدات الرسمية حول ان واشنطن تضع عمان في صورة كل شيء؟!.
قضية فلسطين تحولت الى قضية مزاد ومن يدفع اكثر، ومن سيقبض اكثر، ومن سيستفيد اكثر، الدول أم الأفراد، وتم نزع كل «الهالات المقدسة» عن هذه القضية ودرتها في القدس، نحو عنوان جديد يقول من سينال وجبة عشاء جيدة قبل الرحيل الآخير.
لم يبق إلا أن يطالبنا العالم بمنحهم خصومات على فلسطين!.
المانيا ـ إسرائيل: التوتر الخلاق!
سمير التنير/السفير اللبنانية
يمكن القول إن العلاقات بين المانيا وإسرائيل ترجع في أسسها إلى المسؤولية التاريخية وخاصة حول محرقة «الهولوكوست». وهذا ما تظهره على الأقل المحادثات السياسية بين الطرفين. ويقول وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إن العلاقات بين البلدين لا تقوم على «أسس متينة». ويتبع ذلك سلسلة من الاتهامات حول التعاون في البحث العلمي والذي يضع الألمان له شروطاً صعبة. كما يتحجج الألمان بسياسة الاتحاد الأوروبي حول هذا الموضوع. ولا يريدون انتهاج خط مستقل.
عرفت العلاقات بين البلدين توتراً متصاعداً في السنوات الماضية، وتمثل ذلك بالصراخ على التلفون بين بنيامين نتنياهو وانجيلا ميركل عندما كان الحديث بينهما يدور حول حقوق الفلسطينيين. وتحمّل المانيا نتنياهو المسؤولية عن ذلك وتعتبره غير مؤهل وغير راغب في إقامة السلام مع الفلسطينيين. كما تشعر إسرائيل بأنها تُركت وحيدة تتخبط بمشاكلها. وتدور التساؤلات حول «العلاقة الخاصة» التي تريدها إسرائيل تأسيساً على «محرقة الهولوكوست» التي لا تريد المانيا ربط علاقتها بإسرائيل بها.
انتقد مارتن شوتز رئيس البرلمان الأوروبي سياسة إسرائيل المائية تجاه الفلسطينيين في خطاب ألقاه في الكنيست. وكان خطابه بحسب الإعلام الإسرائيلي معادياً، مما جعل الكثير من النواب يضطرون إلى الانسحاب من قاعة المجلس. واتُهم شولتز بتنفيذ سياسة المانيا حول إسرائيل متجاهلاً الآراء الأخرى لأعضاء الاتحاد الأوروبي.
شعرت إسرائيل أيضاً بالغضب عندما امتنعت المانيا عن التصويت عندما طرحت مسألة تمثيل السلطة الفلسطينية في الأمم المتحدة «كعضو مراقب» في المنظمة الدولية، وكانت تريد من المانيا التصويت «بلا». وكان التصويت الالماني يعني في ما يعنيه الإيحاء للأعضاء الآخرين في الاتحاد الأوروبي باتخاذ موقف معاد لإسرائيل. وأظهرت المحادثات بين ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي وشتيانيماير وزير الخارجية الالماني ان إسرائيل تريد من المانيا اتخاذ موقف معارض لمشاركة السلطة الفلسطينية في المنظمات المتخصصة للأمم المتحدة.
ولان الثقة مفقودة بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي تتحول المشاكل الصغيرة إلى معضلات كبرى. وقد حدث ذلك فيما يخص الأموال الخاصة بالبحث العلمي والتي لا تشمل الأراضي المحتلة، وتريد المانيا وضع قواعد جديدة لاتفاقات البحث العلمي والتكنولوجيا الجديدة. وهذا ما لا تريده إسرائيل. وقد وصفت جريدة «هآرتس» ذلك بالتصعيد الخلاق.
تحاول المانيا الآن ترطيب الأجواء مع إسرائيل. وقد قدمت وزيرة العمل الالمانية اندريا ناهلز مشروع قانون جديد يحصل بموجبه عمال السخرة الذين كانوا يعملون في الغيتوات اليهودية أثناء الحرب العالمية الثانية والذين لم يحصلوا على تعويضات، تكليف مؤسسة التقاعد الالمانية دفع تعويضاتهم. أما بشأن مخصصات البحث العلمي فسيتم الوصول إلى حل وسط، يقضي بزيادة عدد الجامعات الإسرائيلية التي تتلقى الدعم المالي واستثناء الجامعات الفلسطينية في الأراضي المحتلة. وبرغم الجهود كافة لم تحل كافة المشكلات بعد زيارة المستشارة الالمانية إلى إسرائيل. وتعتبر المانيا السياسة الإسرائيلية تجاه المستوطنات خاطئة وتشكل عائقاً بوجه السلام.
إسرائيل تعيش هاجس استهدافها وتدّعي القدرة على إسقاط طائرات الحزب
خليل فليحان/النهار اللبنانية
تعيش اسرائيل هاجساً لا يفارق قيادتها العسكرية من عمليات سيشنها "حزب الله" على قواتها المسلحة، وتطمئن الى انها مستعدة لتعطيل مفعول أي هجوم بالسلاح المستعمل. ويقول أحد الخبراء في الشؤون العسكرية الاسرائيلية أن تل أبيب تلجأ الى مثل هذا الأسلوب في كل مرة تريد أن تحصل على مساعدة مالية أو عسكرية من دولة صديقة لها، وعلى الأخص الولايات المتحدة الأميركية، وكذلك لتبرر دوام حصولها على أحدث الأسلحة الأميركية.
والجديد في عرض عضلات إسرائيل على لبنان، أنها تخشى أن ينشر الحزب على الحدود معها طائرات من دون طيار تحمل متفجرات يمكن أن تستخدم في أي مواجهة مستقبلية، الى جانب ترسانته الرئيسية من الصواريخ.
الا أنه في معرض التسويق الاسرائيلي لمخاوفها من حيازة الحزب مثل تلك الطائرات، أكد أكثر من خبير فضاء أن لا خوف من تلك الطائرات إذا استعملها الحزب، لأن درع القبة الحديد الصاروخية وصواريخ باتريوت الاعتراضية كفيلة باسقاط تلك الطائرات قبل بلوغها هدفها، وأن الجيش الاسرائيلي جرّب ذلك في أكثر من مواجهة ونجح في تدميرها.
وتوقفت مصادر وزارية عند تكهن إسرائيل العسكري بأن الحزب يمتلك طائرات من دون طيار من إيران، وهذا النوع من الطائرات هو من النوع الأثقل من المركبات. وسبق للحزب أن استعمل مثل تلك الطائرات، التي حلّقت للمرة الاولى عام 2012 وللمرة الثانية عام 2013 في مهمات تصويرية، وعطلتها المقاتلات الاسرائيلية بعد دخولها 40 كيلومتراً في الأراضي السورية. وأكد الأمين العام للحزب أن أجزاء الطائرة صنعت في إيران وجمعها أعضاء الحزب في لبنان.
ورأت أنه ليس من المفيد التوقف عند التهويل الذي تعتمده القيادة العسكرية الاسرائيلية بأنها مستعدة لتعطيل أي سلاح يمكن أن يستخدمه الجيش الاسرائيلي ضد الحزب، وأن تلك القيادة تتوخى توجيه رسائل الى الحزب أو الى الدول أو الى شعوبها، لتؤكد أنها ساهرة على أمنهم، وأن استخدام أي سلاح له ما يعطله في ظاهر الأمور، لكن في باطنها يجري البحث في مسائل متعلّقة بالأزمة السورية وبالمفاوضات المتصلة بعملية السلام.
وأظهرت التقارير الديبلوماسية الواردة الى بيروت أن لا نتائج إيجابية ولا حتى مشجعة.
وأفادت أن اتصالات عاجلة أجريت بدول كبرى أكدت أن الدولة العبرية لا تنوي شنّ هجوم على لبنان كما في عام 2006، لأن هناك مظلة دولية تحميه من أي عدوان إسرائيلي، من خلال "المجموعة الدولية لدعم لبنان" التي تشكلت في نيويورك في 2013/03/30، وتتألف من الدول الخمس الكبرى ذات العضوية الدائمة لدى مجلس الأمن والمتفقة في ما بينها على تحصين لبنان ضد أي اعتداء خارجي ومنع انهيار الأمن في داخله. وعززت ما تقوله من أن أي هجوم إسرائيلي لم يقع داخل الأراضي اللبنانية في الجنوب أو بيروت أو ضاحيتها الجنوبية أو في الشمال كما حصل في حرب تموز 2006، بل ثمة غارات شنها الطيران الحربي الإسرائيلي على شحنات أسلحة آتية الى لبنان لحساب الحزب عبر الأراضي السورية، والغارة الأخيرة كانت قبل أسبوعين في خراج بلدة جنتا في البقاع الشرقي على الحدود المتاخمة للحدود السورية، واستهدفت موقعاً للحزب. يضاف الى ذلك أن الحدود الجنوبية مع إسرائيل هادئة وآمنة، فلا الحزب يشن عمليات من خلالها ولا تل أبيب تستهدف تلك المنطقة.
نتنياهو وخطاب "بيرزيت"
أمجد عرار/دار الخليج
ماذا يطلب بنيامين نتنياهو في آخر تقليعاته؟ يريد من رئيس السلطة الفلسطينية أن يلقي خطاباً يعترف فيه بيهودية "إسرائيل" . إلى حد الآن، لا جديد في هذا الطلب الذي أول من نادت به وزيرة الخارجية "الإسرائيلية" السابقة تسيبي ليفني قبيل مؤتمر "أنابوليس" في الولايات المتحدة . هذه المرة يحدد نتنياهو المكان الذي ينبغي إلقاء الخطاب فيه وصدور الاعتراف منه بيهودية كيانه، وهو جامعة بيرزيت . هو يعرف أن المطالبة بالاعتراف لم يستجب لها أي عربي، على الأقل علناً، فلماذا يضيف المكان؟ ربما لأنه يريد أن يوحي بأن مبدأ الاعتراف أمر مفروغ منه، وليتحول الموضوع إلى جدل في التفاصيل، بدءاً بالمكان .
نتنياهو سبق له أن انتقد أسلوب "حزب العمل" تفاوضياً، حتى إن كان هذا الأسلوب أعطى الفلسطينيين خمسة غرامات من حقوقهم مقابل احتفاظ "إسرائيل" بخمسة أطنان من حقوقهم أيضاً، فهي كلها حقوقهم، الأرض وما فوقها وما في جوفها، والأجواء والمياه الإقليمية في البحر . نتنياهو حين نافس شمعون بيريز عام ،1996 قال في دعايته الانتخابية إن العرب معتادون على الذهاب إلى حيث تقف "إسرائيل"، فلماذا عليها التزحزح من مكانها، إذاً؟ هذه فلسفته، وهذه أيديولوجية تياره ضمن الحركة الصهيونية، الوضوح مقابل الغموض لدى شركائه من حزب العمل، وما بين الغموض والوضوح لدى الشركاء المستجدين في "كاديما" .
نتنياهو يجلس مرتاحاً فيما يحار المفاوضون الفلسطينيون في المكان الذي يدورون حوله منذ اتفاقات أوسلو . معه أمريكا التي يمثّلها المكوك الحالي جون كيري، صاحب نظرية نقل السيطرة الأمنية في الأغوار للجيش الأمريكي أو "الناتو" الذي يسجّل له "الفضل"، والحق يقال في "إعمار" العراق وأفغانستان ويوغوسلافيا وليبيا، فيما لم يمكّنه رافضو "النعمة" من إعمار سوريا . نتنياهو معه بعض السياسيين والمثقفين والإعلاميين العرب، الذين زيّن عدد من الصحف الصهيونية بروابط لهم، باعتبارهم "متنورين" و"حداثيين" و"واقعيين"، و"سلاميين" و"ربيعيين" .
نتنياهو وكيانه "بريئان" من نقل المفاوضين الفلسطينيين إلى نبع الماء وإعادتهم عطشى، وهما "بريئان" من زرع الجواسيس في بلاد العرب وغير العرب، "وبريئان" من وضع نهر الأردن على "الشيكل"، بعدما انفردت "الأغورة" بخريطة تمتد من الفرات إلى النيل"، و"بريئان" من الشكوى ضد "تحريض" الفلسطينيين المتمثّل بالكلمات المتقاطعة في صحفهم، وخطباء الجمعة في مساجدهم، وجولات المطران عطا الله حنا وأغاني محمد عساف .
ربما يعتقد نتنياهو أنه سيجر الفلسطينيين وبعض العرب إلى ملعبه، على أن يلبس فريقهم قمصاناً "إسرائيلية" . كيف لا وقد نجح في تحديد حكام الساحة والخطوط والزمان والمكان؟ ربما يدعي أنه ترك للجانب الفلسطيني مساحة للعب وهامشاً للمناورة، فهو لم يحدد مثلاً أية كلية في جامعة بيرزيت ينبغي على رئيس السلطة أن يلقي خطابه من على منبرها . وقد يقول إنه متساهل ومتعاون جداً، حيث إنه لم يحدد مدة الخطاب واللغة التي سيكتب بها ونوع القلم الذي سيستخدم ولون الحبر ومساحة الورق، أو إن كانت عملية الإلقاء ستكون "على الواقف" أم "على القاعد"، وكذلك هوية المترجمين وعدد القنوات الفضائية الناقلة للخطاب، وعدد الصحفيين الذين سيسمح لهم بالتواجد في القاعة . وإذا نجح نتنياهو في تحصيل "خطاب جامعة بيرزيت"، سيكون طلبه التالي خطاباً من جامعة الدول العربية ليكتمل "الربيع" .
«الإخوان»..ما لهم وما عليهم!!
صالح القلاب/الرأي الأردنية
«صديقك من صدقك» والحقيقة أنه وفي هذا الوقت العسير وفي هذه الظروف الصعبة يجب أنْ نكون صادقين مع الإخوان المسلمين ،وبخاصة «إخوان» الأردن وأنْ نقول لهم وبكل صراحة أنكم إرتكبتم أخطاء فادحة وأنكم لا تزالون تصرون على هذه الأخطاء وتتمسكون بها وتحاولون تبريرها بكل الطرق المنحرفة وأول هذه الأخطاء وأكبرها وأفدحها أنكم لم تحفظوا «الجميل» ولم تحافظوا عليه وأنكم أدرتم ظهوركم للدولتين اللتين احتضنتكم يوم عسرتكم ،يوم إنقلبتم على الرئيس جمال عبد الناصر وانقلب عليكم وطاردكم وطردكم من بلدكم مصر، ويوم «حَمِيتْ» رؤوسكم بإنتصارات «حماس» وإنتصارات «الإخوان» المصريين وعاديتم أولاً المملكة العربية السعودية ثم عاديتم المملكة الأردنية الهاشمية.
أنتم تعرفون أنكم «مرخصون» في الأردن في عام 1955 على أنكم فرعٌ للإخوان المسلمين المصريين وأنَّ كل واحد قبل إكتسابه عضوية جماعتكم قد أقسم ويده على القرآن الكريم بـ»الولاء والطاعة» للمرشد العام الذي هو «إحتكار» أبدي لـ»إخوان مصر» ثم وأنتم تعرفون كذلك أنكم إنحزتم للنظام السوري ضد شعب سوريا وضد إخوانكم هناك الذين يعتبرون حزباً محرماً ومحكوماً على كل من يضبط بتهمة الإنتساب إليه بالإعدام وأن أحد قادتكم قد أخذته العزة بالإثم وهزَّ أردافه طرباً عند تَمهْزأ بشار الأسد وعلى شاشات الفضائيات وأمام كل وسائل الإعلام على شعار :»الأردن أولاً».. وذلك مع أن كل أردني لا يمكن أن يكون وطنياً ولا قومياً ولا إسلامياً ولا أممياً ما لم يضع هذا الشعار في قلبه وما لم يكن هو نهجه السياسي الذي لا يقدَّم عليه أي نهج.
ثم ألم تخطئوا أيها الأخوة الأعزاء عندما أُصبتم بعدوى إنتصار «حماس» على «فتح» شريكتها في الحكم وفي المجلس التشريعي الفلسطيني وعدوى إنقلابها العسكري البائس على السلطة الوطنية الفلسطينية تنفيذاً لـ»أوامر» الوليِّ الفقيه في طهران وأنصياعاً لتوجيهات النظام السوري ورغبة حسن نصر الله فبادرتم إلى رفع شعار :»إننا قادمون» وبدأتم تحاربون النظام الذي بقي يحميكم وبقي ولا يزال يسكت على أخطائكم وتجاوزاتكم؟!!.
إننا يجب أن نقول هذا تصافياً للقلوب وإننا يجب أن نقول أن عليكم أن تصححوا أوضاعكم وأن تتحولوا إلى حركة وطنية أردنية وليس مجرد تابع للإخوان المسلمين المصريين ،الذين أعتبرتهم دولتهم حركة ارهابية، ولا تزالون تقسمون وأيديكم على القرآن الكريم بالولاء والطاعة إلى مرشدهم ومرشدكم العام محمد بديع الذي يحاكم الآن في مصر بتهم لا يمكن أن نجزم بما إذا كانت صحيحة أو غير صحيحة.
..وأيضاً فإنكم تعرفون أيها الأخوة الأعزاء أنكم تعرفون أن حركة «حماس» التي تأخرت عن إنطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة إثنين وعشرين عاماً لم تُشَكَّلْ بإرادة الشعب الفلسطيني وإنما بقرار من التظيم العالمي للإخوان المسلمين الذي كان ينسق مع إيران ومع سوريا والذي كان يستهدف منظمة التحرير ويرفض إعتبارها ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني وحقيقة أن هذا كان ولا يزال ينسجم إنسجاماً تاماً مع محاولات النظام السوري الذي ساهم في إخراج هذه المنظمة وقواتها من بيروت ومن الأراضي اللبنانية وأبعد رئيسها وقادتها عن دمشق لأنهم رفضوا تسليمه قرارهم الوطني المستقل.
لقد رأيتهم أيها الأخوة الأعزاء كيف انحنى رئيس وزراء دولة غزة إسماعيل هنية على يد يوسف القرضاوي ليقبلها سمعاً وطاعة ولقد رأيتم كيف تم حشد أعضاء «حماس» في ساحة الكتيبة في غزة ليرددوا كفرعٍ من «إخوان» مصر قسم الطاعة والولاء ليس لفلسطين ولا لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وإنما للمرشد الأعلى للإخوان.. ثم وها أنتم تستغربون ،ومعكم بعض «الوافدين» الجدد إلى دائرتكم، كيف يعتبر النظام المصري هذه الحركة حركة إرهابية بينما هو مستمر في خوض حرب شوارع ومتفجرات مع «الجماعة» التي تشكل حركة المقاومة الإسلامية وتشكلون أنتم فرعاً لها في فلسطين والأردن.
كيف لا تريدون أن يعتبر النظام الجديد في مصر «حماس» حركة إرهابية وهي مثلها مثلكم فرع من الإخوان المصريين الذين أعلنوا الحرب على هذا النظام وإنْ بإسم :»أنصار القدس» وهي تقاتل الجيش المصري في سيناء وتنسف مقراته وتضرب آلياته ومدرعاته في رفح؟!.. أليس من الأصح والأجدى أن تكون حركة المقاومة الإسلامية حركة وطنية فلسطينية تقف من جميع الأنظمة العربية على مسافة واحدة ولا تحشر قضية الشعب الفلسطيني في الصراع بين أي نظام عربي ومناوئيه الداخليين والخارجيين؟! ثم وهل يعقل أن تعود «حماس» وتعودون أنتم بإعتباركم تتبعون للتنظيم العالمي إلى إيران وهي تحتل العراق إحتلالاً فارسياً غاشماً وهي المسؤولة أولاً وأخيراً عن ذبح الشعب السوري وهي التي إنسجاماً مع مشروعها التوسعي تطوِّق المملكة العربية السعودية بالحوثيين وغيرهم من الجنوب وهي تهيمن على لبنان وهي أنشأت جسراً متقدماً لها على شواطئ البحر الأبيض المتوسط في غزة.. إنني أقول قولي هذا أيها الأخوة الأعزاء وأنا لا أفكر حتى مجرد تفكير بأن تُعتبروا عندنا هنا حركة ارهابية مثلكم مثل «إخوانكم» في مصر وفي العديد من الدول العربية.. إننا ننتظر أن تصححوا أوضاعكم بسرعة وعلى أساس أن التراجع عن الخطأ فضيلة.
الشرق الأوسط: حرب كلام وتهديدات
اوكتافيا نصر/النهار اللبنانية
يشهد الشرق الأوسط تحوّلاً أساسياً في النفوذ يؤشّر هذه المرة لتنبّه القيادات إلى حقائق أُغفلت طويلاً وتُرِكت لتعتمل وتتحوّل عوائق يتعذّر تخطّيها.
لقد أدّت السعودية تاريخياً دوراً ريادياً بين الدول العربية في التوسّط بين مختلف الأفرقاء وتقديم الاستشارة في تسوية النزاعات، لكنها انكفأت في العقد الماضي، فأفسحت في المجال لقطر والإمارات العربية المتحدة ودول أخرى.
وقد أظهرت قطر خصوصاً جرأة كبيرة في مقاربتها للأمور بدءاً من إطلاق قناة "الجزيرة"، وسرعان ما تحوّلت قوة على الساحة العالمية، وصولاً إلى فوزها بتنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم سنة 2022. وتخلّل ذلك استضافة مركزَي أبحاث أميركيين بارزين، والتوسّط في محادثات المصالحة، وتأدية دور ريادي في القمم العربية، وتسلُّم زمام المبادرة في النقاش الخاص بالعلاقات مع إسرائيل.
إلا أن قطر لم توضح من جهة أخرى روابطها المثيرة للجدل مع التنظيمات الإرهابية مثل "القاعدة" وحركة "طالبان" في أفغانستان. على رغم من كل الجهود التي يبذلها المسؤولون القطريون لينأوا بأنفسهم عن قناة "الجزيرة" بالادعاء انها خارجة عن سيطرتهم، تنظر الشعوب والحكومات إلى السياسة القطرية من خلال هذه المحطة التلفزيونية التي اتّخذت موقفاً إلى جانب هذا الطرف أو ذاك تقريباً في كل النزاعات التي تولّت تغطيتها.
خلال الحرب الأميركية في أفغانستان، اتّهمت الولايات المتحدة قناة "الجزيرة"، على خلفية روابطها الوثيقة مع "القاعدة"، بأنها الناطقة باسم التنظيم الإرهابي. وعندما استقبلت الدوحة على أراضيها أول مكتب لحركة "طالبان"، حصل ذلك تحت ستار تسهيل محادثات السلام مع الولايات المتحدة وأفغانستان. سرعان ما جرى التدقيق في حقيقة النيات، وأدّى غياب الشفافية إلى اقفال مكتب "طالبان" في الدوحة.
خلال الشقاق بين "فتح" و"حماس"، اصطفت قناة "الجزيرة" إلى جانب "حماس" فتسبّبت بالاستقطاب لدى المشاهدين والقيادة الفلسطينية. ودعمت المحطة "حزب الله" في مواجهة المجموعات اللبنانية الأخرى، مما أثار استقطاباً في لبنان. وقدّمت "الجزيرة" دعماً واضحاً وصريحاً لجماعة "الإخوان المسلمين" في مصر. وقد اشتدّت المواجهة كثيراً فوصل الأمر إلى حد سجن صحافيين من المحطة بتهمة مساعدة تنظيم إرهابي. طُرِدت "الجزيرة" منذ انطلاقتها، من بلدان عدّة على خلفية اتهامها، واتهام قطر من خلالها، بالتحريض.
ما نشهده حالياً من سحب للسفراء وتهديدات بالحصار على مشارف زيارة أوباما للمنطقة هو صراع على السلطة والنفوذ يعتمل منذ وقت طويل؛ إلا أن ما يحتاج إليه العرب هو توزيع المسؤوليات. التهديدات التي تواجهها المنطقة متفجِّرة ومهلكة. وتُظهر الأحداث الأخيرة التدهور في العلاقات والولاءات والمسؤوليات.
أسف دولة قطر واستغرابها
علي عبيد/البيان الإماراتية+دار الخليج
لم يفاجئنا قرار الإمارات والسعودية والبحرين سحب سفرائها من قطر، قدر ما فاجأتنا ردة فعل قطر، التي عبرت في بيان مجلس وزرائها عن أسفها واستغرابها للبيان الذي صدر من قبل الدول الشقيقة الثلاث بسحب سفرائها من الدوحة.
وبغض النظر عما إذا كان البيان القطري يعبر عن سذاجة متعمدة، أو ذكاء سياسي خادع، أو التفاف على الموقف، فهو في كل الأحوال يظهر عناداً وإصراراً واضحاً على الذي نراه نحن باطلاً، ويراه الأشقاء في قطر حقاً لا يجب أن يجادلهم فيه أحد، حتى لو أجمعت كل آراء الدول الشقيقة والصديقة على وضوح بطلانه، وزعزعته لثوابت دول مجلس التعاون الخليجي، ومساسه بأمن هذه الدول واستقرارها، كما أوضح بيان الدول الثلاث، الذي كان صريحاً وشفافاً لا لبس فيه، يسرد الوقائع وفقاً لتسلسلها الزمني، ويذكر ما جرى من مفاوضات، وما تم من اتفاقات لم تلتزم بها الشقيقة قطر، التي أصرت على المضي في سياستها المقوضة لبناء مجلس التعاون الخليجي، المضرة بمصالح دوله، ودول عربية أخرى تتخذ قطر منها موقفاً عدائياً، وتتدخل في شؤونها الداخلية.
جميل أن تشعر دولة قطر بالأسف، ولكن ليس لقرار سحب الدول الشقيقة الثلاث لسفرائها من الدوحة، كما جاء في بيان مجلس الوزراء القطري، وإنما لمواقف قطر تجاه هذه الدول، وممارساتها التي تتناقض مع كل قواعد الأخوّة والجوار، ومع المبادئ التي قام عليها مجلس التعاون الخليجي، وما نص عليه نظامه الأساسي من إدراك الدول الأعضاء للمصير المشترك ووحدة الأهداف التي تجمع شعوبها، وما يهدف إليه المجلس من تحقيق التنسيق والتعاون والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين، وصولاً إلى وحدتها، وتعميق وتوثيق الروابط والصلات وأوجه التعاون بين شعوبها في جميع المجالات.
نعم، كنا نتوقع أن تشعر قطر بالأسف لهذه المواقف، وليس لموقف الدول الخليجية الثلاث، الذي جاء بعد صبر طويل على هذه المواقف والممارسات المؤسفة التي لم يكن من المفترض أن تجري، وكان يجب أن تتوقف بعد الاتفاق المبرم إثر الاجتماع الذي عقد في الرياض في 23 نوفمبر الماضي، والذي وقع عليه أمير دولة قطر، بحضور أمير دولة الكويت، وأيده جميع قادة دول المجلس ووقعوا عليه. لكن هذا الاتفاق ظل حبراً على ورق، حيث لم تتخذ قطر الإجراءات اللازمة لوضعه موضع التنفيذ، كما جاء في بيان الدول الثلاث.
وجميل أيضاً أن تشعر دولة قطر بالاستغراب، ولكن ليس من بيان الدول الثلاث، الذي كان صريحاً وشفافاً وقائماً على حقائق محددة، وإنما من بيان مجلس وزرائها الذي قال إنه لا علاقة للخطوة التي أقدم عليها الأشقاء في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين، بمصالح الشعوب وأمنها واستقرارها، بل باختلاف المواقف حول قضايا واقعة خارج دول مجلس التعاون، مؤكداً أن قطر كانت وستظل دائماً ملتزمة بقيم الأخوة التي تعني الأشقاء في المجلس، ومن ثم، فإنها تحرص كل الحرص على روابط الأخوة بين الشعب القطري والشعوب الخليجية كافة.
فحين تفسح قطر منابر مساجدها لشيوخ الفتنة كي يوجهوا شتائمهم وإساءاتهم إلى جيرانها من الدول الخليجية الشقيقة، وتنقل خطبهم وتصريحاتهم على قنواتها الرسمية وغير الرسمية، لا تصبح الخطوة التي أقدم عليها الأشقاء في السعودية والإمارات والبحرين، تتعلق باختلاف في المواقف حول قضايا خارج دول مجلس التعاون، كما يقول بيان مجلس الوزراء القطري.
وحين تشجع قطر بعض مواطني دول المجلس على الخروج على حكامهم وأنظمتهم، وتقدم لهم الدعم، وتفسح لهم منابرها الإعلامية كي يهاجموا دولهم، لا تصبح خطوة سحب السفراء نتيجة اختلاف في المواقف حول قضايا خارج دول المجلس.
وحين يعلن بيان مجلس الوزراء القطري «التزام دولة قطر الدائم والمستمر بكافة المبادئ التي قام عليها مجلس التعاون الخليجي، وكذلك تنفيذ كافة التزاماتها، وفقاً لما يتم الاتفاق عليه بين دول المجلس، بشأن الحفاظ وحماية أمن كافة دول المجلس واستقرارها»، ثم لا نشاهد شيئاً من هذا على أرض الواقع، يصبح هذا هو محل الاستغراب الحقيقي.
أسف دولة قطر واستغرابها كان يمكن أن يكون لهما وقع جميل، لو أنهما اتخذا مساراً آخر غير الذي مضيا فيه، فقطر ما زالت مصرة على موقفها، وأنها «لن ترضخ»، وفقاً لما صرح به مصدر مقرب من الحكومة القطرية لوكالة «رويترز» يوم الخميس الماضي، لأن «هذا الأمر مسألة مبدأ نتمسك به، بغض النظر عن الثمن»، وفقاً للمصدر نفسه الذي أكد أن «قطر لن تتخلى عن استضافة أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين، بمن فيهم يوسف القرضاوي»، قائلاً: «منذ تأسست قطر قررنا أن نتخذ هذا النهج، وهو الترحيب الدائم بأي شخص يطلب اللجوء في بلادنا، ولن يدفعنا أي قدر من الضغط لطرد هؤلاء»!
تستطيع قطر استضافة من تشاء من الإخوان المسلمين والسلفية الجهادية وطالبان وغيرهم، وتستطيع أن تفتح ذراعيها لكل إرهابيي الدنيا، وتستطيع أن تكون مأوى لكل القتلة الهاربين من سجون بلدانهم، ولكن من حق جيرانها أن يطلبوا منها الكف عن دعم هؤلاء المارقين، وعدم فسح منابرها الدينية والإعلامية لهم كي يخرجوا بذاءاتهم، وينفثوا سمومهم عبرها، ومن حق هؤلاء الجيران أن يحموا أراضيهم وأجواءهم، كما أنه من حقنا نحن أن نأسف ونستغرب من مواقف قطر الشقيقة، أكثر مما يحق لقطر أن تعبر عن أسفها واستغرابها من خطوة سحب السفراء.