تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 596



Haneen
2014-05-29, 11:24 AM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي (596) الجمعة 04/04/2014 م



</tbody>

<tbody>




</tbody>



<tbody>
في هــــــذا الملف

عزيزي جون… لا تستسلم
بقلم: آري شبيط ،عن هارتس

الى أين يا نتنياهو؟
بقلم: أسرة التحرير،عن هارتس

ليس الشأن شأن بولارد
بقلم: افيعاد كلاينبرغ،عن يديعوت

فساد إسرائيل الأكبر هو الاحتلال
بقلم: جدعون ليفي،عن هآرتس

أبو مازن حطم الأواني وارتكب خطأ فادحا
بقلم: البروفيسور تشيلو روزنبرغ،عن معاريف

انضمام فلسطين لـ 15 ميثاقاً دولياً خطوة نحو الاستقلال
بقلم: إيال غروس،عن هارتس






















</tbody>



عزيزي جون… لا تستسلم

بقلم: آري شبيط ،عن هارتس

أُتيح لي قبل بضعة أشهر أن أستمع لجون كيري يخطب في واشنطن، وقد كانت القاعة التي خطب فيها مليئة مكتظة باسرائيليين شكاكين. فكلنا مررنا باوسلو؛ وكلنا مررنا بكامب ديفيد؛ وكلنا نتذكر أنابوليس؛ وكلنا نتذكر الانسحاب من لبنان والانفصال ايضا. وتوقعاتنا من الشرق الاوسط تؤول الى صفر. وأملنا في السلام سيء جدا، والشعور الهزلي يأكلنا بفمه كله.
ومع كل ذلك، حينما قام وزير الخارجية وراء المنصة وخطب، ساد المكان هدوء مكهرب. فلم يكن من الممكن ألا يؤثر فيك تصميم رجل السلام على الاتيان بالسلام. ولم يكن من الممكن ألا تأسرك القوة الاخلاقية التي أوحى بها. وأصبح يُخيل الينا في لحظة واحدة أن المهمة ربما تكون ممكنة وربما لا يكون الواقع كئيبا جدا. فكان أمل في القاعة طول المدة التي تكلم فيها كيري.
لكن وجدت علامات سؤال ايضا. هل يعلم الامريكيون حقا ماذا يفعلون؟ وهل نجحوا حقا في أن يستخلصوا من بنيامين نتنياهو موافقة غير مباشرة على مبدأ 1967؟ وهل نجحوا حقا في اقناع محمود عباس بأن يقبل غير مباشرة فكرة الدولة اليهودية؟ وهل عندهم حقا خطة أمنية تحل مشكلة غور الاردن الصعبة؟ وهل عندهم حل خلاق للقدس وحل مُحكم للاجئين ورزمة اقتصادية سخية تغري الرافضين ايضا؟ أو بعبارة اخرى: هل يعلمون من يُحادثون وفيم يُحادثون؟ وهل التفاؤل المفاجيء الذي يوحون به يعبر عن الواقع حقا أو يحاول فقط أن يصوغ واقعا؟.
كان الخوف خوفا عميقا، فقد تعلمنا جميعا أن نعرف نتنياهو وعباس. وكلنا نعلم أن أبناء هذا البلد الصعب أكثر دهاءً من أكثر الاجانب النزيهين الذين يحاولون أن ينقذونا من أنفسنا. ولهذا كان يوجد سبب للظن أن الاسرائيليين والفلسطينيين ايضا ينشدون الامريكي كيري نشيد السلام الذي يود سماعه ولا ينوون حقا التوصل الى السلام. وكان سبب لنقدر أن كل ما يفعله الاسرائيليون هو الانتظار كي ينكشف التزوير الفلسطيني أولا، وأن كل ما يفعله الفلسطينيون هو الانتظار الى أن ينكشف التزوير الاسرائيلي أولا. لكن كيري والعاملين في فريقه وعدوا بأن الامر ليس كذلك وأن الامر حقيقي هذه المرة وأن السلام في 2014 هو في متناول اليد حقا.
وهكذا فانه لا يجوز للامريكيين أن يستسلموا الآن وقد انهارت السماء. وقد فقدوا الحق في رفع أيديهم استسلاما لأن التوقعات التي أُثيرت رُفعت عاليا جدا، والاخطار التي نشأت أخطار عالية جدا، فليس من الممكن أن يقوموا وينصرفوا ببساطة. وليس من الممكن الاستسلام للجبرية المأساوية التي ترى أنه لا مخرج. فبعد أن استقر رأي كيري على تحدي القدَر ومواجهة القدَر، لم يعد يستطيع أن يطوي الاعلام وأن يعلن الفشل ويعود الى بيته. إن الكلام الذي يثير الالهام الذي تكلم به في واشنطن ملزم له. والوعد الذي أذاعه يكبله. فالهزيمة غير مأخوذة في الحسبان.
إن الايام القريبة حاسمة. ويجب قبول كل فكرة تُمكن من كسب وقت واطالة أمد التفاوض، بالمباركة. هل يونتان بولارد؟ ليكن بولارد، هل مروان البرغوثي؟ ليكن البرغوثي. هل تجميد الاستيطان؟ ليكن التجميد. فينبغي قلب كل حجر واختراع كل اطار لمنع هزيمة فورا ولاقرار اطار زمني يبلغ نصف سنة أو سنة يُمكن من العودة الى الغرفة ومواجهة تحدي الصراع.
وينبغي الى ذلك بدء التفكير من خارج الصندوق، فالخطة أ أتيحت لها فرصتها لكن الخطة أ لم تنجح نجاحا حسنا. يا جون العزيز، حان الوقت لترى الواقع كما هو ولتواجهه في صمود وشجاعة. فعليك أن تظهر نفس التصميم الاخلاقي الذي أظهرته في دفعك بالاتفاق قدما، أن تظهره الآن في الدفع قدما باتفاق من نوع آخر يقدمنا على نحو مختلف الى السلام.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ



الى أين يا نتنياهو؟

بقلم: أسرة التحرير،عن هارتس

قرار وزير الخارجية الامريكي جون كيري الغاء زيارته التي كان يعتزم عقدها الى القدس ورام الله أمس هو اشارة تنذر بالشر. هكذا ايضا الاقوال التي اطلقها مسؤولون امريكيون على مسامع ‘نيويورك تايمز′ و ‘واشنطن بوست’، وبموجبها وصلت الوساطة الامريكية الى استنفاد وقتها ودون قرارات من جانب اسرائيل والسلطة الفلسطينية لن يكون ممكنا التقدم بعد الان. وحسب تلك المصادر، فان الغاء زيارة كيري تعكس نفاد صبر متعاظم في البيت الابيض.
يمكن أن نفهم كيري. فحتى بعد أن فكرت الادارة الامريكية باتخاذ خطوة بعيدة الاثر من ناحيتها، وتحرير الجاسوس يونثان بولارد، فقط وخصيصا من أجل انقاذ استمرار المحادثات نشرت اسرائيل عطاء آخر، لبناء 708 شقة في حي غيلو في القدس. ودفع هذا محمود عباس الى التوقيع على 15 ميثاق دولي، بطلب دولة فلسطين بالانضمام اليها.
في وضع الامور هذا علقت المفاوضات التي كانت تعرج على اي حال في طريق مسدود. فقد رفضت اسرائيل تنفيذ النبضة الرابعة لتحرير السجناء، التي تعهدت بها، ورفض الفلسطينيون مواصلة المحادثات مع اسرائيل.
تتطلع العيون الى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسؤال: الى اين يفكر هو في قيادة المفاوضات ودولة اسرائيل؟ فبعد أن دق عصا في عجلات المفاوضات، في شكل مطالبته الزائدة بان يعترف الفلسطينيون بدولة اسرائيل كدولة يهودية، فانه ملزم بالجواب: ما الذي يقترحه الان؟
ان انصراف الولايات المتحدة من المفاوضات سيقضي على الفرصة الاخيرة للوصول الى تسوية الدولتين، التسوية التي تعهد بها نتنياهو. في وضع الامور الحالي، لا يوجد اي احتمال في أن يتوصل الطرفان الى التقدم دون الوساطة الامريكية.
يحتمل أن يكون كيري اتخذ خطوته الحادة فقط كي يمارس المزيد من الضغط على الطرفين، قبل لحظة من الانهيار. هذا التحدي موضوع الان امام رئيس الوزراء نتنياهو. فقد طرحت الولايات المتحدة اقتراحا مريحا لاسرائيل من أجل مواصلة المفاوضات: تجميد جزئي للبناء في المستوطنات، تنفيذ النبضة الرابعة بكاملها وتحرير سجناء صغار، مقابل تحرير بولارد واستمرار المحادثات مع الفلسطينيين.
بدلا من اصدار عطاء آخر للبناء، كان على اسرائيل أن تسارع الى تبني الاقتراح بكامله. لن يكون اقتراح افضل. البديل قد يوقع مصيبة بمساعي السلام، ونتنياهو سيتحمل المسؤولية عن ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ



ليس الشأن شأن بولارد

بقلم: افيعاد كلاينبرغ،عن يديعوت
سواء أكان الشأن شأن بولارد أم لا فانه قد غدا كذلك. إن بولارد سيفرج عنه أصلا بعد سنة ونصف. وحتى لو حظي بفضل تدخلنا بتقصير قليل للمدة، فان الدرس المهم الذي أرادت المؤسسة الامنية الامريكية استخلاصه قد استُخلص وهو أن اسرائيل برغم كل تأثيرها في واشنطن عاجزة عن التخليص لحالات تجسس على الولايات المتحدة. وسواء أقضى ثلاثين سنة كاملة أم ثلاثين تنقص واحدة، فسيكون من الصعب على جواسيس محتملين في الولايات المتحدة أن يروا أفعالهم مقرونة بمخاطرة ضئيلة. هل ضُبطت؟ ستمكث في السجن سنوات كثيرة.
اذا كان يوجد شيء ما يمكن أن يأتي به افراج مبكر عن بولارد فهو غضب مقدس لا داعي له في المؤسسة الامنية الامريكية، التي جعلت بولارد أسيرها الذي تضربه كمثال. والزعزعة ايضا من الافراج عن قتلة فلسطينيين باعتباره جزءاً من صفقة تبدو استيقاظا متأخرا. فحتى لو زادوا عددا ما من السجناء الفلسطينيين مقابل بولارد أو لم يزيدوا فان هذا الدرس قد استُخلص وهو أن حكومات اسرائيل بخلاف ادارات الولايات المتحدة تميل الى التنازل آخر الامر، فاذا دخلت السجن الاسرائيلي لجناية أمنية فلك أمل جيد أن يُفرج عنك في جولة التفاوض التالية أو بعد الاختطاف التالي أو في المرة التالية التي يحتجز فيها الطرف الآخر جثث جنود اسرائيليين. ولا يهم كثرة الكلام لأن الافعال تشهد كألف شاهد. وقد تفوتك بالطبع جولة فتمكث مدة أطول شيئا ما، لكن اذا كان يوجد لك راعٍ ذو تصميم في الطرف الآخر فلن تُكمل فترة السجن التي حكم بها القضاة عليك. وقد قبلت حكومة بيبي هذا المبدأ وبافراط.
إن كل هذا الجدل في أمر السجناء جدل فارغ، فالجدل الوحيد الذي كان ينبغي أن يُجرى لا يُجرى. يجري في منطقتنا نظريا تفاوض في التسوية؛ لكن الحديث عن خدعة في واقع الامر كما بين اعضاء حكومة اسرائيل مرارا وتكرارا. فلا أحد مهتم بتسوية (ولا الفلسطينيون ايضا بالمناسبة). ولا أحد يعتقد أن التسوية ممكنة أو مطلوبة. فالطرفان ينظران الى التفاوض على أنه أمر مضايق أحدثه وزير الخارجية الامريكي كيري لاسباب تفسيرها نفسي لا سياسي (فهو مسيحاني، وهو يريد جائزة نوبل، وهو يريد أن يكون رئيسا). أما فكرة أن كيري يحاول بما أوتي من قوة أن يحل مشكلة سيكبر فقط ثمن تأجيل حلها، فتبدو لنا هاذية.
دعوني أذكركم بالمشكلة مع كل ذلك وهي أن السيطرة الاسرائيلية على الفلسطينيين تبدو الآن ‘تحت السيطرة’. فلا يكاد يوجد ارهاب في الحاصل العام. وحال حماس سيئة وحزب الله في ازمة. وتهتم قوات الامن الفلسطينية في مناطق السلطة الفلسطينية بالنظام الذي نريده. وقد أخذت المستوطنات تكبر ولم يكن وضعنا قط أفضل مما هو اليوم حتى إن سكارلت جوهانسون معنا.
بيد أن كل هذا الهدوء والسكينة يشبه فترة الهدوء بين نوبتي حمى. وما يجري عميقا لا يقف. إن اسرائيل تسيطر على سكان غاضبين فقراء سُلبوا منذ عقود حقوق الانسان والمواطن واحتمال التعبير القومي الحقيقي. وأخذ صبر الغرب على مشروعنا الاستيطاني يقل. من اللطيف جدا أن سكارلت جوهانسون لم تردعها تهديدات أصحاب المقاطعة لكن كثيرين آخرين يُردعون وعددهم آخذ في الزيادة. ويمكن أن تنقضي السكينة النسبية في لحظة واحدة. وأن تحدث هبة شعبية يائسة ونشوب عنف وراء الحدود فنضطر دفعة واحدة الى استعمال قوة كثيفة والى أن نقتل ونُقتل. واسوأ من ذلك أنه سيصبح الفصل بيننا وبين الفلسطينيين في غضون سنوات غير كثيرة، غير ممكن. ويُطلب الينا بصفتنا دولة ذات شعبين بالفعل الى أن نتحول الى دولة ذات شعبين بصورة قانونية أو أن نعلن الفصل العنصري. وسينتهي الحلم الصهيوني. وكيري يدرك هذا أما نحن فلا ندركه في الحقيقة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

فساد إسرائيل الأكبر هو الاحتلال

بقلم: جدعون ليفي،عن هآرتس
زامنت قراءة حكم المحكمة في قضية هولي لاند وجودي أمام جدار الفصل في دير العسل العليا، في المكان الذي قتل فيه جنود الجيش الاسرائيلي الفتى يوسف الشوامرة الذي ذهب ليقطف نباتا يؤكل. وأذاع المذياع الامر بصورة انفعالية وكان يقف أمامي قائد المنطقة الذي قتل جنوده الولد من الكمين، وقال إن القتل ‘لم يكن شخصيا’. وأذاع المذياع دراما وكان يقف أمامي الأب الثاكل الذي قتل ابنه ولا توجد كلمة اخرى لوصف ظروف قتله وحاول أن يثبت أن ابنه لم يمس الجدار (وكأن مس الجدار حكمه الموت).
وصفت اسرائيل وكأنها تقف عند خطها الفاصل: فاسرائيل الفاسدة الى أن كان بت الحكم على اهود اولمرت ومن والاه، والاخرى المطهرة في اليوم التالي. ولم تعرف الاقوال المنمقة حدا الى أن أصبحت شيئا قديما مبتذلا مثل: ‘رئيس منظمة الجريمة’، و’أكبر قصة فساد في الدولة’، و’انتصار أبناء النور’، و’الفاسد من الجبل’ الذي ‘كاد يحول اسرائيل الى مملكة فساد عفنة’. وخُيل الينا لحظة أن اسامة بن لادن اعتقل أو الكابونا الاسرائيلي على الأقل.
500 ألف شيكل لأخ في ضائقة، بتحويلات لم توجد لها تسجيلات، و60 ألف شيكل اخرى للانفاق على حملة انتخابات جعلت اهود اولمرت يتحول الى ما تحول اليه. وكلما كثرت المبالغة زاد الافراط في الثناء على أنفسنا وكأننا نقول أنظروا الينا كيف نحارب الفساد. وأصبحت الشجاعة والاستقامة والقانون والعدل كلمات رئيسة. إن اولمرت رئيس الوزراء الذي لم يُحاسَب قط على عملية ‘الرصاص المصبوب’ وهي أكثر عمليات اسرائيل اجراما، تم وقفه الى عمود العار ودُهن جسمه بالزفت والريش بسبب دولارات قليلة. وأصبحت اسرائيل التي قتلت قبل ذلك ببضعة ايام فقط ولدا فلسطينيا آخر وهو فعل راتب دون أن يحاكَم أحد، أصبحت تتطهر من فسادها بالجملة.
لكن فسادها الأكبر ليس في المال النقد لموشيه تلنسكي ولا في خزانة شموئيل دخنر. من الجيد أن اسرائيل تحارب الآن الفساد بالجملة، فهذا الفساد يجب القضاء عليه ايضا. ومن الحسن أن يخاف الرُشاة وأن يعاقب المرتشون. لكن ماذا عن التناسب؟ ينبغي أن نقول ذلك مرة اخرى، نقول إن الاحتلال هو أكبر فساد اسرائيل وهو ‘مملكة العفن’ وهو ‘منظمة جريمتها’ الحقيقية، ولا يحاكَم أحد عنه.
كان يجب أن يحاكم اولمرت لكن قبل كل شيء عن مسؤوليته عن قتل مئات الأبرياء. وعن قتله 21 من أبناء عائلة سموني في غزة، وعن تسوية حي الضاحية في بيروت بالارض وبيوت رفح في قطاع غزة، وعن قتل ريا وماجدة أبو حجاج، وهما أم وابنتها رفعتا علما ابيض أطلق الجنود النار عليهما، وعن استعمال الفوسفور الابيض ايضا. كان يجب أن يحاكم رئيس الحكومة الثاني عشر عن هذا. فقد كان رئيس حكومة جريمتي غزة ولبنان، ورئيس حكومة جرائم الحرب، لكنهم لم ينسوا له ذلك فقط بل لم يذكروه له قط. وأصبح بعد ذلك ايضا رئيس حكومة جريئا اعترف بضرورة التوصل الى تسوية عادلة مع الفلسطينيين ولا يجوز أن يُنسى له ذلك ايضا. واسرائيل تثور حماستها لاشياء صغيرة.
إن رئيس المحكمة العليا يطلب الى ممثل منظمات حقوق الانسان أن يقترح ‘وسائل بديلة’، سوى اعتقال طويل بلا محاكمة لطالبي اللجوء من افريقيا ‘لحماية أنفسنا من هجرة غير مراقبة’ وكأن احتجاز آلاف البشر هو ‘بديل’ أصلا. واضطر أب فلسطيني أطلقت النار على ابنه من كمين فأردي قتيلا، الى رفع استئناف الى المحكمة العليا بعد أن لم ينجح الجيش الاسرائيلي في اكمال التحقيق في الحالة حتى بعد سنة وربع. تطلق النار على الابرياء فيموتون في المناطق في كل اسبوع تقريبا، ولم نقل كلمة حتى الآن عن العفن والفساد في مشروع الاستيطان والفساد الأكبر هو في هولي لاند. إنها الارض المقدسة.
أشك في أن يكون اولمرت مستحقا لكل هذا الهجوم عليه بسبب أطماعه. لكن من المؤكد أن اسرائيل لن تنظفها محاكمته برغم مهرجان نفاقها كله. ولن توجد هنا أبدا دولة قانون ما بقي جنودها يطلقون النار على أولاد يذهبون لقطف النبات البري فيُردونهم قتلى
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

أبو مازن حطم الأواني وارتكب خطأ فادحا

بقلم: البروفيسور تشيلو روزنبرغ،عن معاريف
قرار أبو مازن تحطيم الأواني والتوقيع على انضمام السلطة الفلسطينية الى 15 ميثاق دولي هو خطأ فادح. تذكير بالاخطاء التاريخية لزعامة عرب اسرائيل منذئذ وحتى اليوم. فبهراء وبخطوة عديمة الحكمة أعطى أبو مازن ريح اسناد أيضا لمعارضي المسيرة السياسية في اسرائيل ممن فعلوا كل ما في وسعهم لاحباطها.
ينضم ابو مازن الى سلسلة غير محترمة من الزعماء الفلسطينيين الذين سيذكرون بسمعة سيئة أبدا. غير أن أثر السخافة السياسية لابو مازن سيشعر به الناس في اسرائيل جيدا. فرافضو المسيرة السياسية في اسرائيل يمكنهم أن يفرحوا في ضوء فشل المفاوضات إذ أن حلمهم تحقق. فهل هذا جيد لاسرائيل؟ ستنبؤنا الايام.
لقد أخرجت الولايات المتحدة يدها من المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين منذ زمن بعيد. ومحاولات كيري تنفيذ تنفس اصطناعي للمسيرة والذي لم يكن له فرصة منذ البداية فشلت. فمن كانت أُذنه منصتة على وسائل الاعلام الامريكية في الفترة الاخيرة يعرف بسهولة كم كان قاسيا الانتقاد الموجه لكيري.
تسريبات متكررة من البيت الابيض وحتى من وزارة الخارجية انتقدت بشدة استمرار مساعي كيري كانت عملاً يوميا. ومن شدة يأسه، حاول كيري اخراج أرنب من القبعة في شكل بولارد. وحتى هذا، بالنسبة لمحافل أمريكية مغفلة تقتبسها وسائل الاعلام، فان كيري لم يتمكن من الفهم بان بولارد هو مثابة ضريبة شفوية تدفعها اسرائيل ليس الا.
لم يقع أحد في اسرائيل من كرسيه حين سمع بان الامريكيين مستعدون لهذه البادرة الطيبة المتمثلة بتحرير بولارد. في اختبار النتيجة، حتى الان، الحق مع المتذمرين من كيري. غير ان الولايات المتحدة ليست كيري فقط. فاوباما توصل الى الاستنتاجات اللازمة منذ زمن بعيد وسحب يده من المفاوضات. قد فهم الرئيس الامريكي بان تربيع هذه الدائرة متعذر. ومن تابع تصريحات اوباما يعرف أنه لا يصنع جميلا لاسرائيل فيلقي بالمسؤولية بكاملها على الفلسطينيين. العكس هو الصحيح.
ومن أجل الاستقامة الفكرية والنزاهة، ينبغي الاعتراف بان المذنبين المركزيين هم الفلسطينيون وأبو مازن على رأسهم. فمن اعتقد بان أحدا ما في أوساط القيادة الفلسطينية سيتخلى عن الرواية الفلسطينية المعروفة جدا والمستندة الى حق العودة، شرقي القدس كلها كالعاصمة الفلسطينية وازالة كل المستوطنات حتى حدود 67، على الاقل، فقد اخطأ خطأ مريرا. وموضوع السجناء هو الاخر جزء لا يتجزأ من الفكرة الفلسطينية التي لن يتخلى الفلسطينيون عنها. ومن يوهم نفسه بان هكذا سيحصل، ليس واقعيا.
بعد أن أشرنا الى العامل الاساس في فشل المفاوضات، يجدر التمسك بذات الاستقامة الفكرية والقول على رؤوس الاشهاد: في أوساط القيادة الاسرائيلية الحالية التي تمثل الاغلبية في الجمهور اليهودي في اسرائيل، يوجد تنفس للصعداء كبير على انهيار المفاوضات.
يحتمل أن يكون نتنياهو مستعدا لتنازلات بعيدة الاثر كي يصل الى تسوية، وإن كان هذا الحسم موضع شك، فليس في داخل حزبه وليس في أوساط شركائه الائتلافيين، أغلبية لخطوة تاريخية. ومن ينظر بدقة الى الواقع السياسي الاسرائيلي يفهم بان تسوية سياسية مع الفلسطينيين متعذرة. من ساعد نتنياهو وكل المعارضين المتشددين لكل مسيرة مهما كانت مع الفلسطينيين ليس سوى ابو مازن بعظمته. هذا خطأ جسيم سيسجل في التاريخ كسخافة فظيعة اخرى.
الاسئلة بالنسبة للمستقبل كثيرة ومعقدة. والاجوبة أكثر من ذلك بكثير. المؤكد هو أن بانتظارنا أحداثاً محملة بالمصير. أولها هو موضوع مستقبل اسرائيل. واضح للجميع بان اسرائيل تقترب بخطوات هائلة نحو واقع من شأن الدولة القومية اليهودية فيه أن تتحول الى دولة ثنائية القومية، مع كل ما ينطوي عليه ذلك من معنى. معقول الافتراض بان انصراف ابو مازن من الساحة السياسية الفلسطينية في يهودا والسامرة سيؤدي الى سيطرة محافل متطرفة أكثير بكثير.
لن يتبقى في يد اسرائيل غير اعادة احتلال المنطقة، بما فيها غزة، وهكذا الدفن دفنة عالمية لاتفاقات اوسلو. الويل كم من الناس يتمنى ذلك! اسألوا يعلون، دانون، لفين، ليبرمان، بينيت وكل شركائهم، ويحتمل حتى نتنياهو.
كثيرون من الاسرائيليين واثقون بانه يمكن تدبر الحال حتى دون الولايات المتحدة. وقد صنع لهم ابو مازن جميلا وتسبب في أن يكون يتعين على اسرائيل أن تتصدى وحدها للمشكلة الفلسطينية، على الاقل في السنوات القريبة القادمة. كل ما تبقى لنا هو أن نتبين اذا كان هذا ما سيتحقق أم لا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ






انضمام فلسطين لـ 15 ميثاقاً دولياً خطوة نحو الاستقلال

بقلم: إيال غروس،عن هارتس
توجد بين الـ 15 ميثاقا دوليا التي يطلب الفلسطينيون الانضمام اليها مواثيق حقوق الانسان الدولية الرئيسة، ووثيقة جنيف الرابعة، ومواثيق ترتب العلاقات الدبلوماسية والقنصلية و’وثيقة الوثائق’ التي تنظم موضوع المواثيق في القانون الدولي.
وتبرز حقيقة أن الفلسطينيين لم يقدموا طلبا للانضمام الى دستور روما الذي قامت على أساسه محكمة الجنايات الدولية في لاهاي المخولة بأن تبحث في دعاوى جرائم حرب وجرائم على الانسانية، لكن قد يكون الاجراء الحالي شبه ‘مقدمة’ لهذا الطلب في المستقبل.
حينما طلب الفلسطينيون من المدعي العام في محكمة الجنايات الدولية أن يحقق في دعاوى جرائم قتل في عملية ‘الرصاص المصبوب’ في غزة، قال المدعي العام في 2012 إنه ليس من الواضح أن فلسطين دولة. وعلى حسب دستور المحكمة تستطيع دولة فقط أن تعطي موافقتها على التقاضي فيما يتعلق بجرائم نفذت في ارضها في ظاهر الامر (وإن كانت توجد أمور تشذ عن هذه القاعدة: فحينما يوجه مجلس الامن القضية لا يُحتاج الى هذه الموافقة. ويمكن أن توجد محاكمة ايضا بموافقة الدولة التي اتُهم أحد مواطنيها بجناية).
ذكر المدعي العام آنذاك أن فلسطين معترف بها في الامم المتحدة بصفتها ‘مراقبة’، لكن اذا تغيرت الامور فانه يستطيع أن يفحص عن دعاوى جرائم نفذت في ارضها. وأكد آنذاك أن السلطة التي تحدد هل يكون كيان ما ‘دولة’ لاجل دستور روما متروكة في الأساس للامين العام للامم المتحدة لأن وثائق ايداع مواثيق كثيرة ومنها الدستور، مودعة عنده. ويتصرف الامين العام في الحالات التي يوجد فيها شك بحسب توجيهات الجمعية العمومية للامم المتحدة.
في تشرين الثاني / نوفمبر من تلك السنة استقر رأي الجمعية العمومية بأكثرية كبيرة على الاعتراف بأن فلسطين ‘دولة ليست عضوا’. ولن تنجح فلسطين في أن تُقبل عضوا في الامم المتحدة قريبا لأن هذا الاجراء يحتاج الى توصية مجلس الامن الذي يتوقع أن يستعمل فيه الامريكيون النقض. ومع ذلك حينما سيطلب الفلسطينيون الانضمام الى مواثيق دولية وثائق الانضمام اليها مودعة عند الامين العام للامم المتحدة ستُدحرج حبة البطاطا الساخنة الى يدي الامين العام (وهذا هو حكم أكثر المواثيق ذات الصلة وإن كانت وثائق الانضمام الى ميثاق جنيف مثلا ينبغي أن تودع لدى حكومة سويسرا).
في ضوء قرار الجمعية العمومية، ولأن الجمعية هي الجسم الذي يفترض أن يتلقى الامين العام التوجيه منه في هذه الحالات، يبدو انه سيصعب عليه أن يرفض قبول وثائق الانضمام الى المواثيق، وحتى لو سأل الجمعية العمومية عن رأيها فانه يتوقع أن تعود لتعامل فلسطين على أنها دولة. إن المواثيق التي تطلب فلسطين الانضمام اليها تلقي عليها في الأساس واجبات في مجال حقوق الانسان والقانون الانساني. فعلى سبيل المثال ستضطر فلسطين الى تقديم تقارير الى جهات الامم المتحدة التي تراقب تنفيذ المواثيق، مثل اسرائيل ودول اخرى. لكن نجاح الاجراء الفلسطيني سيُبين لاسرائيل وللعالم أنها ستنضم بعد ذلك الى دستور محكمة الجنايات الدولية أو العودة ببساطة لاعطاء موافقتها على محاكمتها كما يمكن بحسب دستورها.
اذا تم ذلك بعد أن تصبح فلسطين مشاركة في الـ 15 ميثاقا دوليا مركزيا، فسيصبح أصعب على المدعي العام في المحكمة أن يرفضها متعللا بأنه ليس من الواضح الى الآن أنها دولة. وفي هذه الحال سيُفتح الباب للتحقيقات مع اسرائيليين في المحكمة فيما يتعلق بحالات قتل فلسطينيين أو فيما يتعلق بالمستوطنات، لأن دستور المحكمة يحظر على دولة محتلة أن تنقل سكانها المدنيين الى المنطقة الواقعة تحت الاحتلال.
إن حالة فلسطين مميزة: فالاحتلال لا يسلب دولة سيادتها، لكن لتحصل على اعتراف بها أنها دولة ينبغي اظهار سيطرة فعالة على الارض التي يعيش فيها السكان فيها وأن تُظهر استقلالا سياسيا ايضا، فهل يمكن أن تنشأ دولة تحت احتلال لم ينته بعد؟ إن هذا التناقض المنطقي من المؤكد أنه سيشغل الخبراء بالقانون سنوات كثيرة بعد. ويبدو الاجراء الحالي في واقع الامر أنه خطوة اخرى لتثبيت مكانة فلسطين بصفة دولة، وأنه تحذير لاسرائيل من احتمال جر ممثليها الى مقاعد المتهمين في لاهاي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ