Haneen
2014-05-29, 11:30 AM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي (605) الاربعاء 16/04/2014 م
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
ليبرمان: لا تضيعوا الفرصة بالتفاوض مع الفلسطينيين… توجهوا لبناء علاقات مع العرب المعتدلين
بقلم: يوفال كارني،عن يديعوت
أجل هو ‘بيت السلام’
بقلم: درور إيدار،عن اسرائيل اليوم
كحلون يساوي نتنياهو
بقلم: أبيرما غولان،عن هأرتس
حماس بين المطرقة والسندان
بقلم: يورام شفايتسر، بنديتا بارتي وشلومو بروم،عن نظرة عليا
حريتنا هي سجن الفلسطينيين
بقلم: اسحق ليئور،عن هآرتس
الرهان الخطير لنفتالي بينيت
بقلم: يوسي فيرتر،عن هآرتس
فرصة التفاوض قائمة ولكن بشكل اقل
بقلم: دان مرغليت،عن هآرتس
</tbody>
ليبرمان: لا تضيعوا الفرصة بالتفاوض مع الفلسطينيين… توجهوا لبناء علاقات مع العرب المعتدلين
بقلم: يوفال كارني،عن يديعوت
وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان في لقاء صحفي بعد تبرئته في محاكمته بنصف سنة يتحدث عن أمور مختلفة منها أنه أصبح الآن متفرغا للاعلان عن خطة سياسية جديدة وانفصال نهائي عن الليكود. إن خطته السياسية التي أصبح مؤمنا بها هي توقيع معاهدات سلام مع الدول العربية المعتدلة في مدة خمس سنوات منذ الآن
قبل البت في محاكمة عضو الكنيست افيغدور ليبرمان ببضعة ايام أخذ زوجته إيلا في عطلة خاصة الى جمهورية التشيك ليفصل نفسه عن مشكلات العالم. وقدر ليبرمان آنذاك ربما بسبب مشاعره الداخلية أنه ربما لن يخرج بريئا تماما من تلك المحاكمة بسبب احاديثه مع محاميه ذوي الخبرة. وكانت تلك عطلة غير عادية، فقد كان ليبرمان وزوجته وحدهما في شوارع براغ دون حاشية أو حراس أو مساعدين أو اصدقاء. ‘كان من الطيب أن تستيقظ متى تشاء دون أن تكون خطت لشيء قبل ذلك ودون التزامات أو برنامج عمل، ودون أي أحد في الأساس. بل كنا وحدنا فقط نتنزه مسافة كيلومترات على الاقدام’، يعود ليبرمان الى الخريف الاخير. ‘كان ذلك شعورا عظيما متحررا تماما’.
شعر ليبرمان برائحة الحرية في هواء براغ، لكن افكاره انتقلت الى القدس حيث كان القضاة الثلاثة من محكمة الصلح في المدينة سيبتون مصيره الشخصي والعام والسياسي. وكان ليبرمان الذي أوتي حواس سياسية حادة، كان مضغوطا وكان الجو مشحونا. وكان المحامون مختلفين بينهم في مسألة كيف ستنتهي القضية التي بدأت قبل ذلك بـ 17 سنة. وقد أجاب ليبرمان كل من أراد أن يسمع رأيه بالشعار الثابت: ‘كل شيء جنة عدن’.
بيد أن الحديث كان احيانا عن جحيم. ‘كما يمكن أن تتخيل كانت لي ساعات غير سهلة’، يقول ليبرمان في مقابلة صحفية واسعة اولى منذ أن بُريء هنا بالاجماع من جنايات احتيال وخيانة أمانة في قضية تعيين السفير. ‘حافظت على وجه لا يعبر عن شيء لكن كانت عاصفة كبيرة في داخلي. وكان أهم شيء عندي كيف سيتلقى الاولاد وزوجتي وأمي ذلك. فأنت تهتم بالمحيط القريب منك أكثر من اهتمامك بنفسك. وكان بعضهم في توتر أكثر مني ولم أكن متأكدا من أن كل من حولي أقوياء بقدر كاف’.
بعد بت القرار فورا اتجه الى حائط المبكى واتجه من هناك الى بيت أمه في الحي د. في يافا. ‘قلت لها إن كل شيء من ورائي’، يقول متذكرا. وأمضى ذلك المساء مع العائلة الصغيرة في بيت ابنته ميخال في القدس وبعد ذلك حان الوقت للعودة الى الحياة السياسية المعتادة لاول مرة دون السحابة التي كانت فوق رأسه.
يعترف ليبرمان بصراحة بأنه قدر حتى هو نفسه بأن قرار الحكم سيكون مختلفا. ويقول ‘إن محامي وهم ناس ذوو خبرة ما كانوا على يقين من أن الامر سينتهي الى ما انتهى اليه. وكان ثم ضغط اعلامي فقد جند عدد من الصحفيين أنفسهم كي أُدان وكانت حملة اعلامية مجنونة عليّ لاستعمال ضغط على المحامين وعلى القضاة لتشويه الواقع وتزوير الحقائق وفي هذا الجو غير السهل لا تعلم أبدا كيف ينتهي الامر. فقد كانت محاكمة تمت في المحكمة ومحاكمة تمت في وسائل الاعلام’.
كان معه هذا الحوار:
‘ هل نبع خوفك من عدم الثقة الذي أظهرته بجهاز تطبيق القانون في دولة اسرائيل؟
‘ من الحقائق أن قضيتي استمرت 17 سنة. فقد بدأت في أول اسبوع توليت فيه منصب المدير العام لمكتب رئيس الوزراء، وبدأت كرة الثلج تتدحرج منذ ذلك الحين. لكنني سعيد لأن الامر انتهى الى ما انتهى اليه’.
‘ هل تعتقد أنهم حاولوا أن يُدينوك بأي ثمن؟
‘ ‘ليس سرا أنه استعملت في حالتي ضغوط وموارد غير مناسبة في دولة ديمقراطية. وقد كان هنا باعث زائد. وكان تنصت خفي عليّ وتحقيقات طويلة ووسائل مرفوضة، لكنني لست غاضبا على أحد. لماذا؟ لأن ذلك أصبح ورائي. شطبت ذلك وقلت: لا مشاعر ولا غضب ولا تصفية حسابات بعد الآن، فكل ذلك من ورائي’.
‘ المعذرة، أليست بينك وبين نائبك السابق داني أيلون الذي شهد عليك في المحاكمة، تصفية حساب؟
‘ ‘ليست لي تصفية حساب مع أحد. فالذي يريد أن يتقدم يجب أن يحيا في المستقبل لا في الماضي. واذا بدأت أصفي الحسابات مع كل أحد فسأجد نفسي طول حياتي اطارد ناسا لتصفية حسابات. أنا قادر على السيطرة على الغضب والشعور بالمرارة’.
‘ يزعم اشخاص في الحياة العامة ووسائل الاعلام والسياسة أنك لست بريئا وأنك فاسد. وقد قالت رئيسة حزب العمل السابقة يحيموفيتش إنك فاسد حتى دون صلة بالمحاكمة.
‘ ‘اعترفت شيلي يحيموفيتش نفسها بأنها استعملت المخدرات ودخنت ما لا أعرف ما هو. فهل لها بعد ذلك أن تتحدث عني؟’.
‘ يوجد فرق بين تدخين لفافة مخدرات وبين القيام تحت حمل شبهات وأمور؟
‘ ‘لا أعلم ما هي لفافة المخدرات وأنا سعيد لأنني لا أعرف ما هي. اولئك ناس منافقون لا يعرفون حتى اخفاء ذلك. إنهم يطأطئون هاماتهم لجهاز القضاء لكن في اللحظة التي لا يوافق فيها جهاز القضاء أهواءهم فكأنه لم يحدث أي شيء’.
‘ ألا تشعر بأن صورة الفاسد التصقت بك؟
‘ ‘لا. يوجد عدد من الاشخاص البائسين الخائبي الرجاء غير القادرين على الوصول الى أي شيء في حياتهم. أنظر الى شيلي يحيموفيتش وزهافا غلئون اللتين تريدان فقط تخريب المجتمع في اسرائيل، فكل ما تلمسانه ينهار. وهم في حزب ميرتس لا يعرفون فعل أي شيء سوى الجلوس في مقاعد الكنيست الخلفية. وشيلي يحيموفيتش مع كل غرورها واستكبارها فشلت فقط’.
‘ ومع ذلك كله يسأل الانسان العادي نفسه: كيف أصبحتَ ثريا على هذا النحو؟
‘ ‘لا أعرف ما معنى أن تصبح ثريا مثلي. إن الاعلان عن ثروتي قد نشر وكل واحد يستطيع أن يأتي ليرى أين أسكن وأين أعيش. وقد رأيت قائمة الساسة الاسرائيليين الاغنياء الذين ظهروا في قائمة اثرياء ‘فورباس′. ولم أكن بين العشرة الأوائل ولا في العشرة الثانية ولا الثالثة. إن القصص عني صالحة للصحف’.
لم يهتم ليبرمان قط ولم يحرص حرصا خاصا على السلامة السياسية ولا تعنيه عناية خاصة ايضا مسألة ماذا يقولون عن اعماله. وهكذا كان بين الأولين ممن اتصلوا ليساندوا رئيس الحكومة السابق ايهود اولمرت فورا بعد أن أُدين بقضية هولي لاند. ‘قلت له إنني أدرك أنه في وقت غير سهل وأنا أسانده وآمل أن تتغير الامور بعد الاستئناف’.
‘ هل يجب أن يدخل السجن؟
‘ ‘أقترح عدم التدخل في جهاز القضاء فهو الذي يجب أن يبت القرار’.
‘ هل توجد مطاردة غير عادلة للساسة في دولة اسرائيل؟
‘ ‘أعتقد أن الشيء البارز في دولة اسرائيل هو الحسد وضيق العين. فلا يجوز لك أن تنجح في أي مجال لأنك تصبح في محل الشبهة فورا. قال لي انسان ذكي أُجله جدا إنه لم يوافق قط على تقرير عن حياته في الصحيفة لأنه بعد كل تقرير كهذا يأتي تحقيق. إن قدرتنا على الثناء على النجاحات تؤول الى الصفر في وقت تؤول فيه ثقافة الحسد وضيق العين الى مئة وقد تجاوزنا كل تناسب في هذا الشأن’.
ينبغي عدم قلب الطاولة
كان يحافظ مدة بضعة اشهر على هدوء نسبي وعلى التقليل من الظهور. وفي نهاية الاسبوع الاخير خاصة في زمن زيارة الولايات المتحدة وأمام جمهور امريكي يهودي، عاد الى الحياة. تكلم في البداية معترضا على الدفعة الرابعة وأضاف بعد ذلك أن الخيار المفضل هو انتخابات جديدة، وأوجز آخر الامر باشارة خفية الى امكانية أن يكون رئيس وزراء يتكلم الروسية في اسرائيل، وانها امكانية ليست مرفوضة رفضا باتا. ‘اسرائيل هي بلد الامكانات غير المحدودة بقدر لا يقل عن الولايات المتحدة’، قال لهم ليبرمان. ‘كنت حمال حقائب في مطار بن غوريون حينما جئت بصفة مهاجر جديد. وأصبح يوجد وزير خارجية يتكلم الروسية ورئيس الوكالة الذي يتكلم الروسية ورئيس الكنيست الذي يتكلم الروسية، ولا أستبعد أن يوجد في يوم ما في اسرائيل رئيس وزراء يتكلم الروسية’.
يزعم ليبرمان في الحقيقة هذا الاسبوع قائلا: ‘في هذه الحالة لم أكن أقصد نفسي بل ضربت مثلا يُبين كيف يمكن أن يبلغ كل واحد الى البعيد’، لكنه لا ينكر بالطبع الطموح الى أن يكون صاحب الدولة. وهو مع ذلك لا يريد أن يكرر خطأ يئير لبيد وأن يعلن بذلك والانتخابات لا تُرى في الأفق ألبتة. ‘كل واحد موجود في مجال ما في الرياضة أو في السياسة يطمح الى الوصول الى الذروة’، يقول. ‘ويريد كل واحد أن يبلغ الى رأس الهرم. إن حالي على ما يرام في الحكومة وستكون على ما يرام خارج الحكومة ايضا. وقد كنت رئيس لجنة الخارجية والامن في الكنيست وكنت أتمتع بكل لحظة. وأنا لا أرفض أن أكون رئيس الوزراء لكنني لست شديد الحرص على ذلك، فذلك خيار لكنه ليس وسواسا’.
عاد في نهاية الاسبوع إلى اسرائيل وواجهه فورا اعلان رئيس البيت اليهودي نفتالي بينيت إنذارا فحواه أن الحزب سيترك الائتلاف الحكومي اذا تم الافراج عن مخربين عرب اسرائيليين في اطار الصفقة التي أخذت تُعقد. ‘من أراد أن يترك فليترك ولا يهدد. هذا الى أننا لا تؤثر فينا هذه التهديدات. إن محاولة تخويف الائتلاف الحكومي من الداخل غير صحيحة. يجب النظر في التقدير الواسع وفي المصلحة القومية. وباعتباري أعيش بين الشعب حقا، أعتقد أنه يوجد اليوم فهم كامل لدى الجمهور أن هذه الحكومة جيدة ليهودا والسامرة. ومن أراد أن يترك فاننا لن نمسك به بالقوة. فأنا أعتقد أن ذلك غير صواب لا من جهة دولة اسرائيل ولا من جهة الائتلاف الحكومي ولا من جهة بينيت. لكن ارادة الانسان كرامته’.
اذا قرر بينيت أن يترك حقا فان ليبرمان يؤمن بأن اسرائيل ستتجه الى انتخابات. ويُبين قائلا: ‘ما كنت لاتجه الى ائتلاف حكومي آخر. لكن يصعب علي ايضا أن أرى بينيت يقوم بهذا الاجراء وأرى عنده فرقا كبيرا بين التصريحات وبين الافعال بالفعل’.
‘ قلت أنت نفسك إنك تختار الانتخابات من بين كل الخيارات اليوم.
‘ ‘قلت ذلك كي أبطل التهديدات للائتلاف الحكومي من الداخل، واذا كان أحد ما يريد أن يهدد أو ينقض فليست عندي مشكلة مع الانتخابات’.
عاد ليبرمان من لقائه مع جون كيري أكثر اعتدالا بقليل. لأنه اذا كان يمكن أن نفهم من كلامه قبل اسبوع أنه سينقض عرى الحكومة بسبب الافراج عن مخربين عرب اسرائيليين فانه يُبين هذه المرة أنه سيعارض ذلك في الحكومة لكنه سيعطي نتنياهو خشبة انقاذ ويمنح اعضاء كتلته الحزبية حرية الاقتراع. ‘سأعارض بقوة الافراج عن مخربين اسرائيليين، وهذا أمر مبدئي’، يُبين. ‘فلا يمكن أن نوافق على أن يصرف أبو مازن الفلسطيني حياتنا الداخلية ويتولى المسؤولية عن عرب اسرائيل ايضا لأن ذلك ليس من شأنه’.
‘ وماذا سيكون اذا لم يُقبل موقفك؟
‘ ‘لن أترك ولن أقلب الطاولة لأن ذلك لن يجدي شيئا. فالانتخابات ليست هدفا في حد ذاتها. إن هذه الحكومة موجودة منذ أكثر من سنة لكن اذا قُدر الامر علينا فسنتجه الى انتخابات’.
يندد ليبرمان بالوزراء الذين نعتوا كيري بأنه ‘مسيحاني وموسوس′ بشدة ويوجههم ليبحثوا في ‘غوغل’ عن مواقف كيري في الثلاثين سنة الاخيرة. ‘الحديث عن شخص جدي ومُجرب جدا، والهجوم عليه لا داعي له ومُضر ومبالغ فيه. ولا توجد أية نية لتحميل اسرائيل تبعة ازمة في المحادثات وقد قال لي كيري ذلك بصراحة. نحن نجري تفاوضا بأيد نقية وأنا اؤيد استمراره. وانطباعي هو أن الفلسطينيين يُجرون تفاوضا من اجل توجيه الاتهامات لا عن ارادة التوصل الى تسوية شاملة’.
ليس هو من أنصار المسيرة السياسية مع الفلسطينيين، هذا اذا لم نشأ المبالغة. فالساسة يقولون إنه يستهزىء حينما يُحدثونه عن حماسة تسيبي لفني وآخرين للتوصل الى تسوية مع أبو مازن. فماذا يكون اذا؟ يكشف ليبرمان لاول مرة عن أفق سياسي جديد وهو الدول العربية المعتدلة، فهو يقول إنه يمكن في غضون خمس سنوات التوصل الى اتفاق سلام مع أكثر الدول العربية المعتدلة ولا سيما دول الخليج. ‘ليس الأفق السياسي موجودا في الملعب الفلسطيني بل في ملعب دول عربية معتدلة’، يزعم. ‘نحن نضيع الفرصة بقدر كبير، ولهذا أحاول بقدر استطاعتي أن أنشيء تحادثا مع العالم العربي المعتدل. وأصبح يوجد هناك تفهم لاول مرة أن التهديد الحقيقي ليس اسرائيل أو اليهود أو الصهيونية بل ايران والجهاد العالمي وحزب الله والقاعدة’.
‘ كيف تتحدث الى العالم العربي المعتدل؟
‘ ‘عندنا الكثير من القنوات والسبل لذلك. وأنا أعتقد ايضا أنهم يُطبخون في مرقهم ويخلصون الى معرفة أنه لن يوجد خيار سوى التحول من مرحلة سرية التحادث بيننا الى مرحلة اظهار المحادثات. توجد اتصالات ويوجد كلام لكننا قريبون جدا من مرحلة لن يكون فيها ذلك في غضون سنة أو سنة ونصف سريا بل سيُصرف بصورة معلنة’.
ويذكر ليبرمان ايضا موعدا للتوقيع على اتفاقات سلام مع عدد من الدول العربية: بعد خمس سنوات في موعد ما من سنة 2019. ‘أنا على يقين أننا سنبلغ حتى ذلك الوقت الى وضع تكون لنا فيه علاقات دبلوماسية كاملة بأكثر الدول العربية المعتدلة، والكلمة عندي كلمة’.
*وهل تزور العربية السعودية أو الكويت بحرية؟ ألست منديلا أحمر بالنسبة إليهم؟
‘مؤكد فليست عندي أية مشكلة لزيارتهم هناك. فقد كانت لي لقاءات واتصالات بهم منذ غير قليل من السنين. ولا يوجد منديل أحمر بالنسبة إليهم سوى واحد وهو ايران. يجب أن ندرك أنهم اذا كانوا في البحرين يُخرجون حماس أو حزب الله خارج القانون فليس ذلك بسبب اسرائيل. وحينما يُخرج مرشح الرئاسة في مصر المشير السيسي الاخوان المسلمون خارج القانون فليس ذلك من اجل الصهيونية. فهم يدركون أننا موجودون في نفس الجانب من المتراس′.
‘ وماذا عن الفلسطينيين؟
‘ ‘نستطيع أن نجري اتصالات بهم، ولا يوجد أي شيء مُلح’.
الحق في العودة الى الوراء
‘ تحدثتم عن احتلال غزة واسقاط حكومة حماس وتبين آخر الامر أن كل ذلك كلام.
‘ ‘لم يتغير موقفي من هذا الشأن. فلا نستطيع أن نبيح لأنفسنا أن يعيش السكان في جنوب البلاد بصورة مشروطة وأن يجعلوا مواطنينا يدخلون الملاجيء متى شاؤوا. فليس ذلك معقولا بصورة سافرة’.
‘ لكن اقوالك ما زالت تشبه ‘إحذروا الذئب احذروا الذئب’ شيئا ما.
‘ ‘أنا اؤمن أن ذلك سيحدث إن عاجلا أو آجلا، فالدولة ذات السيادة لا يمكنها أن تبيح لنفسها أن تشوش مجموعة مخربين على حياتها متى شاءت. وتمكن العودة الى الوراء دائما، وقد تحدث رابين عن ذلك وشارون واولمرت ايضا. وقد احتفظوا لأنفسهم دائما في الحق بالعودة الى الوراء اذا تغيرت الامور’.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
أجل هو ‘بيت السلام’
بقلم: درور إيدار،عن اسرائيل اليوم
‘مراسلنا يؤدي التقرير من بيت الخصومة’. و’اجل، بتت المحكمة العليا في شأن بيت الخصومة. نصر كبير للمستوطنين’. و’هنا فلسطيني يحسن أن نستمع اليه يقول إنه في كل مكان فيه مستوطنون توجد خصومة وتوتر، ويا لشرارة اليهود، المعذرة ‘المستوطنين’، وهكذا دواليك.
من أنتم أيها الصحفيون والمذيعون لتقرروا أن الحديث عن ‘بيت الخصومة’، اذا كان أصحاب المِلك يسمونه ‘بيت السلام’؟ تخيلوا أن نسمي الابراج عند مدخل تل ابيب ‘الابراج التي تثير الحسد التي يسميها اصحابها ابراج عزرئيلي’، كيف يكون ذلك؟.
أو ما رأيكم لو رفضنا تسمية ‘حركة اليسار’ التي تسمى ‘سلام الآن’ لأننا جميعا نعلم أن كل صلة بين هذه الحركة وبين السلام وهم؟ فلماذا الحديث عن ‘بيت الخصومة’؟ إن وسائل الاعلام تخدم اليسار ولا يعنيها قرار المحكمة العليا الذي قضى بأن الحديث عن ملك حلال تماما ليهود البلاد ولهذا فان أصحاب الملك يستطيعون أن يسموه الاسم الذي يرغبون فيه.
إن الشيء المثير للاهتمام هو رأي اليسار الاسرائيلي الذي يرى مناطق ارض اسرائيل وراء خط وهمي، يراها اراضي خصومة مسلوبة في أيدينا. وقد كانت الخليل دائما وهي أول ارض تاريخية لشعبنا، مثل جرح في نظرهم.
لا ليس ذلك ‘نصرا كبيرا للمستوطنين’؛ بل هو نصر كبير لمحبي ارض اسرائيل مهما كانوا، أي لأكثر الجمهور الذي يحاول اليسار الاسرائيلي المتضائل أن يملي عليه بواسطة صحفييه ما يفكر فيه وكيف ينظر الى حقيقة وجودنا هنا في ارض الآباء.
تتضح مرة بعد اخرى حقيقة أن ليس الفلسطينيون هم القضية بل نحن ووعينا القومي الأسير. يجب على سكان الخليل اليهود أن يرفعوا شكوى فاذا لم تساعد فدعوى قضائية على وسائل الاعلام ولا سيما وسائل اعلام رسمية تسمي ‘بيت السلام’ بالاسم الحقير ‘بيت الخصومة’.
قولوا منذ الآن ‘بيت السلام’، وكما تعلمنا في المئة سنة الاخيرة وبقدر أكبر في العقدين الاخيرين فان تمسك اليهود بأرض آبائهم يجلب الهدوء والسلام علينا جميعا، وفي مقابل ذلك جلبت علينا الانسحابات من ارض حياتنا الحرب والارهاب وإزهاق الأرواح.
نريد عشية عيد الحرية أن نحرر الوعي القومي الأسير من قيود اللغة والوعي التي فرضت علينا منذ عدنا الى الوطن، الى صهيون. فالحرية هي قبل كل شيء ثبات في وجه إملاء صورة رؤية الواقع.
إن الاحداث الجارية والمحاولات السياسية الفاشلة لن تقنعنا حقا بأن اليسار له صلة بالواقع.حدثوا معلوماتكم من فضلكم. وأهلا وسهلا بكم يا طلائعيي الخليل في بيت السلام، وليجلب صانع السلام السلام علينا جميعا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
كحلون يساوي نتنياهو
بقلم: أبيرما غولان،عن هأرتس
بدأ الامر مثل فيروس موسمي: فهم يجرون انتخابات ويؤلفون حكومة، ويسوء الوضع الاقتصادي الاجتماعي، ثم يظهر في الميدان لاعب جديد (أو قديم جديد) ويعد بتخليص الدولة. ويكون مرة صقرا اعتدل وأصبح يحتضن الفلسطينيين، ويكون اخرى رأسماليا تائبا يكاد قلبه يقفز من صدره الى الشعب لشدة رحمته. ويأتي المسيحيون المخلصون على نحو عام مما اعتيد أن يسمى عندنا المركز: داش وشينوي وكديما وأشباهها. ولا يكاد يمر زمن طويل حتى يتبين أن أبناء المركز هؤلاء هم يمينيون متنكرون بلباس الاعتدال، وهم معارضو سلام وليبراليون متحمسون.
إن الحالة الحالية مسلية بصورة خاصة. فموشيه كحلون الذي أقام قوته في مركز الليكود على أكثر النوايات يمينية في الحزب يشتكي الآن من أن ‘ليكوده’، أي ‘ليكود مناحين بيغن’ لم يعد موجودا اليوم لأن ‘اليمين المتطرف سيطر عليه’. لكن حينما سئل كحلون ما هي خطته السياسية كان كل ما قاله هو أنه يجب أن نتعلم من الولايات المتحدة (على عهد الرئيس ريتشارد نكسون لمن نسي)، التي انشأت علاقات بالصين ‘من أسفل’، بألعاب بينغ بونغ ومنافسات طبخ. وفي هذا الامر لا يختلف كحلون أدنى اختلاف عن الشخص الذي يعاديه كثيرا، أعني بنيامين نتنياهو. ففي سنة 1996 تحدث نتنياهو عن السلام الاقتصادي الذي يفترض أن يحل محل المفاوضات التي لا أساس لها، وما زال الى اليوم يؤيد كل مبادرة وتعاون أعمالي ولا سيما في مجال الهاي تيك بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية.
إن كحلون في الحقيقة لا يختلف عن نتنياهو في أي شيء. حينما وبخ نتنياهو وزراءه وقال لهم ‘كونوا كحلونيين’ كان يقصد كل كلمة. فنتنياهو يبغض الاحتكارات السمينة أكثر من كل شيء، وهو يدرك كيف تشوش على الخصخصة المأمولة، بل إنه تنبأ بأضرار الخصخصة في سنة 1996 حينما قال بصراحة إن الاصلاح الذي سيقوده سيجبي ثمنا اقتصاديا اجتماعيا باهظا وإنه ينوي أن ينشيء صندوقا للتقريب بين الفروق. قد يُصور كحلون بصورة مختلفة بسبب أصله الطائفي والاجتماعي الاقتصادي لكنه يقول هو نفسه: ‘أنا رجل الاقتصاد الحر، لكن توجد أمور يُحتاج فيها الى قليل من الروح’.
قد لا يستعمل نتنياهو هذا المصطلح المتأثر لكن تحديد سقف أعلى لسعر الشقة والحد من أجور الكبار (الذي يؤيده) وقرارات اخرى تزيد في عمق تدخل الحكومة في الاقتصاد، تبرهن بصراحة على أنه يدرك أن غلاء المعيشة يعمل في غير مصلحتنا وأن الحبل بينه وبين الجمهور ممطوط مطا زائدا وقد يُقطع.
اذا كان عندنا في الحكم يمين حساس مملوء رحمة فلماذا نحتاج الى حزب جديد اذا؟ واذا افترضنا ايضا أن في اليمين عدد ممن يؤيدون استبدال كحلون الودود البسام بنتنياهو، فكيف تثق الطبقة الوسطى المضروبة التي اخطأت مرة خطأ غبيا وصوتت ليوجد مستقبل الذي يرأسه النسخة المُحلاة من نتنياهو في صورة يئير لبيد، كيف تثق به في استطلاعات الرأي؟.
ربما كان ذلك لأن هذا الجمهور لم يعد منذ زمن يفرق بين اليسار واليمين، والمقابلة الصحفية مع كحلون في ‘يديعوت احرونوت’ لم تذكر نتنياهو فقط بل ذكرت ايضا رئيسة حزب العمل السابقة شيلي يحيموفيتش والمقابلة الصحفية التي أجرتها مع ملحق صحيفة ‘هآرتس′ وهي مقابلة قالت فيها، مثل كحلون حقا إن المستوطنات ليست هي المشكلة. وكانت ترمي مثله الى اجتذاب حريديين قوميين ‘اجتماعيين’.
فشلت يحيموفيتش وجرت معها معسكرها كله. ولما كان الامر كذلك فينبغي أن نعاود ايضاح أن ليس كل من يتظاهر بمظهر المعتدل هو من اليسار السياسي وليس كل من يظهر الرحمة للفقراء هو من اليسار الاقتصادي. إن شأن كحلون ليس سوى صراع داخلي في الليكود، والمطلوب من الجمهور ألا يُبلبل وأن يتركه لليمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
حماس بين المطرقة والسندان
بقلم: يورام شفايتسر، بنديتا بارتي وشلومو بروم،عن نظرة عليا
بدأ التصعيد الذي سجل مؤخرا بهجمات صاروخية من قطاع غزة الى اسرائيل كعملية رد من حركة الجهاد الاسلامي الفلسطيني، في اعقاب غارة جوية اسرائيلية، قتلت ثلاثة نشطاء من المنظمة. ووجهت الغارة الاسرائيلية في جنوب القطاع نحو خلية للجهاد الاسلامي كانت مشاركة في تبادل لاطلاق النار ضد قوات الجيش الاسرائيلي في الطرف الاخر من الحدود.
ويعكس هذا الحدث التآكل التدريجي الذي طرأ منذ بداية العام 2014 على التفاهمات للحفاظ على وقف النار والذي تحقق بوساطة مصر في تشرين الثاني 2012 وأدت الى انهاء حملة ‘عمود السحاب’. وكان اتفاق وقف النار هذا غير الموقع التعبير الاكثر وضوحا عن سياسة الكبح لدى حركة حماس، والتي تبنتها الحكومات الاسرائيلية في السنوات الاخيرة والقائمة على أساس الردع المتبادل. هذه السياسة الجديدة التي تم تبنيها بعد هجر النهج السابق الذي طبق بعد سيطرة حماس على قطاع غزة في صيف العام 2007 واستهدف اسقاط المنظمة بالتدريج بسبب فشله في كل ما يتعلق بتحقيق اهدافه. وبينما تميزت الاشهر الـ 12 الاولى بعد وقف اطلاق النار بانخفاض كبير في مظاهر العنف بين الطرفين، تتمي السنة الجارية بوضع يصبح أقل فاقل استقرارا.
لتحقيق الردع المصداق مع حماس، حرصت حكومة اسرائيل على أن ترد على كل خرق للتهدئة في المنطقة، فيما تعترف بالتوازي بحركة حماس بصفتها المنظمة الحاكمة في قطاع غزة بحكم الامر الواقع. وبالتالي، فانها ترى فيها مسؤولة عن كل هجوم على اراضيها أو على مواطنيها، دون صلة بهوية الجهة التي تنفذ الهجوم عمليا.
ولكن السياسة الاسرائيلية التي ترى في حماس الحكومة الفعلية في قطاع غزة، يجب ان تكون متوازنة مع المصلحة في منع التصعيد الزائد من جهة، وحيال التطلع للامتناع عن الانجرار الى عملية واسعة اخرى في القطاع، من جهة اخرى. وقد ركزت اسرائيل حتى الان هجماتها أساسا على منظمة الجهاد الاسلامي في قطاع غزة، أو على كل منظمة اخرى تبادر الى اطلاق الصواريخ وتخرق بذلك وقف النار، فتلمح بذلك الى مصلحتها في منع تصعيد شامل، القلق الذي تشارك فيه حركة حماس أيضا. وبالتوازي، استخدمت حكومة اسرائيل في الاونة الاخيرة الضغط على حماس كي توقف القوى التي توجد في ايديها امكانية تدمير كامنة، تعمل في غزة، من الجهاد الاسلامي الفلسطيني وحتى الفصائل السلفية الجهادية المحلية. وفي هذا السياق ينبغي فهم التهديد الذي عبر عنه مؤخرا وزير الخارجية افيغدور ليبرمان بشأن اعادة الاحتلال الكامل لقطاع غزة.
تعنى حماس، من جهتها، مؤخرا بالمشكلة المعقدة للحفاظ على حكمها في قطاع غزة، والتي تستوجب منع اشتعالات واسعة أو متواترة مع اسرائيل، ولكن في ظل عدم المخاطرة بمصداقيتها كمنظمة ‘المقاومة الاسلامية’. وذلك من اجل منع وضع يعمل فيه لاعبون آخرون، كالجهاد الاسلامي، بهدف عرض أنفسهم كبديل افضل. ولهذه الاعتبارات، راوحت المنظمة في الاونة الاخيرة بين فترات من فرض سياسة ‘صفر تسامح’ تجاه الهجمات غير المنسقة على اسرائيل، وبين فترات خففت فيها قبضتها في قطاع غزة، على اساس الفهم بان استخدام كامل ثقل وزنها في داخل القطاع من شأنه أن يمس بسمعتها.
في هذا الوقت، وفي ضوء وضع حماس الاخذ في التعقد، يصبح منع القوات التي تتحداها داخل قطاع غزة هام على نحو خاص بالنسبة لها. فبعد عزل حكومة مرسي في مصر، يتخذ الحكم الجديد فيها نهجا قاسيا على نحو خاص تجاه حماس: فرض اغلاقات طويلة على الحدود بين مصر وقطاع غزة، وأعمال متشددة ضد الانفاق التحت أرضية التي استخدمت ليس فقط لتهريب وسائل القتال بل وايضا ادت دورا حاسما في توريد البضائع اللازمة لقطاع غزة. والحقت هذه السياسة حتى الان ضررا اقتصاديا جوهريا لحماس، بالحكومة، وبالمواطنين العاديين في القطاع. وفضلا عن ذلك، تتخذ الحكومة المصرية الجديدة منذ زمن بعيد خطا سياسيا في ماهيته مواجهة مفتوحة ضد حماس في كل ما يتعلق بالعلاقات التاريخية للمنظمة مع حركة الاخوان المسلمين، وأعلنت عن حماس كمنظمة غير قانونية وكيان داعم لاعمال الارهاب، سواء في شبه جزيرة سيناء أم في مصر نفسها. وبينما ردت حماس على فقدان الحليف المصري من خلال بذل الجهود في اعادة بناء علاقاتها مع طهران والابقاء على النظامين في الدوحة وفي اسطنبول الى جانبا، فان هذين الشريكين غير قادرين على تعويضها عن الشرخ الذي سجل في علاقاتها الاستراتيجية مع مصر. من جهة اخرى، تفسر هذه التطورات لماذا، في نظرة شاملة، تتخذ حماس جانب الحذر الزائد عند صياغة سياستها في كل ما يتعلق بمصر في ظل الحذر من مزيد من التفاقم في العلاقات الاشكالية اصلا بين الطرفين، وتحاول المرة تلو الاخرى تهدئة الوضع واعادة علاقات العمل بين الطرفين الى حالتها السابقة.
في هذا السياق المحدد، توجد لحماس مصلحة اكبر في الامتناع عن مواجهة عسكرية مباشرة اخرى مع اسرائيل، والتي تعبر عن نفسها من خلال منع التصعيدات المحتملة وتعزيز آخر لسيطرة الحركة في قطاع غزة. في هذا السياق، تواصل حماس ادارة علاقات متأرجحة مع عدد من الفصائل المسلحة الاصغر، العاملة في القطاع، واهمها المعسكر السلفي الجهادي منظمة صغيرة، ذات تنظيم هزيل. ووقفت هذه المنظمات في احيان قريبة خلف التصعيدات المتكررة التي في اثنائها اطلقت الصواريخ نحو اسرائيل. وفي ضوء النشاط المتزايد للجماعات الجهادية في سوريا، في لبنان، في سيناء وفي مصر، من شأن هذه الجماعات ان تشعر بانها تضطر الى رفع دورها في قطاع غزة. ومع أن قدراتها العسكرية هامشية بشكل نسبي، شكلت هذه الجماعات ازعاجا سياسيا لحماس في الماضي، سواء من خلال مهاجمتها لتاريخ حكمها، وانتقادها لـ ‘اعتدال’ حماس أم من خلال مبادرتها الى هجمات على اسرائيل دون مراعاة لاثار ذلك على قطاع غزة.
وعلى الرغم من ان منظومة علاقات حماس مع الجهاد الاسلامي هي منظومة شجاعة الا انها تنطوي على امكانية نشوء المشاكل. فرغم أن زعماء حماس والجهاد الاسلامي أعلنوا عن تعزيز العلاقات بينهما وعن تنسيق أعمالهم فان هذا التعزيز سيسجل في مكانة الجهاد الاسلامي وفي حرية عمله، مما من شأنه أن يصبح مصدر احتكاك بين المنظمتين، اللتين تتميز العلاقات بينهما في الاونة الاخيرة بتوتر متكرر. هذه هي الحالة، ولا سيما في ضوء القرب التاريخي والحالي للجهاد الاسلامي من ايران ومصلحته في رفع دوره المحلي على حساب حماس من خلال مبادرات لتنفيذ هجمات ضد اسرائيل. ما الذي يمكن لحماس أن تفعله في هذا الوضع؟ يبدو أن الحركة توجد بين المطرقة والسندان.
فمن جهة تدخل نشط لمنع الجهاد الاسلامي من تنفيذ اطلاق الصواريخ ضد اسرائيل على سبيل الثأر لقتل نشطائه، كان خيارا سيئا لحماس، وذلك لانه يمس بالعلاقات الداخلية في القطاع وبالسمعة الطيبة للمنظمة. ومن جهة اخرى، تجعل الازمة السياسية والاقتصادية الحالية الحفاظ على الهدوء مع اسرائيل موضوعا هاما بالنسبة لحماس. ومن اجل تقديم جواب مناسب للمصالح المتناقضة هذه، مطالبة حماس بان تلعب دورا مركبا مع اسرائيل.
بهذا المفهوم، سيكون على الطرفين ان يؤشرا الى بعضهما البعض الى مصلحتهما في العودة الى وضع النزاع المضبوط في الجنوب، والذي تحافظ فيه حماس ‘في معظم الحالات’ على الهدوء، بينما اسرائيل ترد ‘في معظم الحالات’ بشكل متوازن ومحدود. وغني عن الاشارة الى أن هذا السلوك المتمثل بـ ‘ادارة النزاع′ والذي يستند الى اطلاق الاشارات، بعيد عن أن يكون مستقرا، ولكن في ظل غياب دور سياسي هام وتحديث للسياسة الحالية فانه يشكل الحل الاكثر معقولية لمواجهة انعدام الاستقرار الحالي.
كسبيل محتمل آخر لتسوية التناقضات التي وصفت أعلاه، من شأن حماس أن تحاول تصعيد نشاطها في الضفة الغربية، المنطقة التي لا تسيطر فيها بشكل مباشر، في ظل محاولة الدفاع عن النفس، بهذه الطريقة، ضد اعمال الرد المباشرة لاسرائيل.
وبالفعل، لا ينبغي استبعاد امكانية أن يكون بوسع التعاظم الواضح لاعمال حركة حماس في الضفة الغربية ان يكون مرتبطا بهذه الاعتبارات. وبناء على ذلك، حسن تفعل اسرائيل اذا ما ضمنت الحفاظ على علاقات عمل جيدة وتعاون مناسب مع السلطة الفلسطينية، وذلك رغم الازمة المحتملة التي قد تنشب في أعقاب الانتهاء المرير للمفاوضات الجارية بين الطرفين. والا فمن شأن حماس وحركات اخرى ان تستغل التوتر والاحباط المتزايدين في اوساط السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية في محاولة لاشعال نار الكفاح المسلح والعنف من جديد كوسيلة مفضلة للتصدي لاسرائيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
حريتنا هي سجن الفلسطينيين
بقلم: اسحق ليئور،عن هآرتس
ليس الاسرائيليون ناسا أشرارا، أو ليسوا أكثر من الآخرين شرا، لكنهم يجلسون منذ 46 سنة الى مائدة العيد بعد أن يسمعوا عبارة ‘مع دخول العيد فُرض حصار كامل على المناطق’، وهي عبارة منطقها هو أن ‘حريتنا تساوي قمعهم’. وتساعد اللغة وهي مُعاونة مجدية على جعل الفضيحة المستمرة أمرا طبيعيا وهذا نظام عسكري ‘مؤقت’، يتسع ويستوطن.
لندع صورة تعريف المكانة القانونية للمناطق، أو التي بها تسوغ السيطرة عليها. إن ميكانيزم السيطرة هو الذي ينشيء الانسان المضطهـِد بمساعدة إدخال منطق استعماري الى الوعي بصورة دائمة. ما الذي تعنيه عقوبات الحكومة للسلطة الفلسطينية مثلا؟ هل تتجهون الى الامم المتحدة من اجل حريتكم، إننا لذلك نخنقكم أكثر، لأننا نحن الذين نقرر ما الذي يحل لكم وما الذي لا يحل فيما يتعلق بحريتكم. نحن أقوياء ويحل لنا أن نداهم بيوتكم وأن نستولي على ارضكم ومائكم. وكل ذلك منسوب الى الطبيعي والى ‘التفاوض’. وسيستمر ويستمر. إن محللينا في التلفاز ولدوا فيه وسيكون مستمرا حينما يتقاعدون في الشيخوخة ايضا. فهذا هو الاجراء المُطبَّع. إن كل شيء ‘مؤقت’ وكل شيء مؤبد.
تنجم احيانا فضيحة صغيرة لم تُطبّع بعد. أحرق مستوطنون معدات عسكرية. وكان الجنود عاجزين فلم يطلقوا النار، يقولون للجمهور، وحسن أن كان الامر كذلك. ولا يُعذب ‘الشباك’ أيضا كما يقولون لنا رمزا، مستوطنين ليجعلهم يوقعون على اعتراف وليُدينهم ويسجنهم، وحسن أن الامر كذلك. وحذر المستوطنون ايضا ألا يضربوا جنودا.
هذه هي القواعد: لا يحل توقيف يهودي بلا محاكمة، ولا يحل ضربه ولا يحل تعذيبه. أما الجسم العربي فيحل فعل ذلك به، فهم يُسجنون وبسهولة مدة سنين باجراءات سخيفة وباعترافات استُخرجت بالقوة ويحصرونهم وراء أسوار ويحتشدون وراء الجدران لطلب الرزق والعلاج والعيش وليكونوا متعلقين بنا. هنا يُنقش الاجماع. وهو أوسع وأعمق وأخفى مما يبدو لنا احيانا وقت فضائح كفضيحة يتسهار. إن الشعب كله الذي يحتفل بحريته في هذا المساء يحيا على سور الفصل العنصري الخفي: إن حرية اليهودي منقوشة في الجسم العربي.
لا توجد نقطة أوضح لادخال السم في مسألة ‘جسمهم المشع′ من الجدل المكرر في شأن الافراج عن سجناء. إن الصوت هو صوت مذيعي التلفاز، لكن المنطق هو منطق ‘الشباك’. إن السجون المليئة تُبين لكل سجين فلسطيني ولكل عائلة تفوقنا: فعندنا سجناء منكم وليس عندكم سجناء منا. والسجين في أيدينا يسهل ابتزازه ولكل سجين عائلة ايضا. وعوض كل زيارة للسجن – زيارة الاولاد لآبائهم والأمهات لأبنائهن والنساء لأزواجهن يمكن الابتزاز أكثر وتقوية السيطرة أكثر. فأجسامكم في أيدينا حقا.
واذا اضطررنا الى الافراج عنهم فلن نفرج عنهم إلا تحت جنح الليل، ولن يكون فرحهم سوى برهنة على أنهم لا يرون دمنا البريء. يقول المذيعيون والمحللون التحقير لهم. إن الدم على أيدينا لا يُرى أصلا لأن العين لا ترى نفسها حتى ولا من محللي التلفاز. إن عملهم أن يتحدثوا عن العدل (‘قتلة ثقال’)، وعن سلطة القانون (‘السيادة’، و’الابتزاز′)، وعن المعاناة (بعد اجراءات مقابلات مع عائلات الضحايا)، وقد أوكل اليهم جعل ايام الافراج وصمات عار في تاريخنا: ‘صفقة جبريل’، و’صفقة تننباوم’، و’صفقة شليط’. وكل افراج شر أو أخف الضرر.
لكن سجوننا الى الآن مليئة وجنودنا يحاصرون القرى وغزة محاطة بالاسلاك الشائكة. إن حريتنا هي سجن الآخرين. هكذا حولوا شعبا عاديا الى شعب سجانين. والذي قد يكون أشد بؤسا من ذلك أن اليهودي كان منذ آلاف السنين يدعو ربه على مائدة الفصح قائلا ‘صُب غضبك على الأغيار’. أما الاسرائيلي فارتفع منزلة وأصبح يصب الغضب بنفسه متخذا صورة الله ساجنا السجناء حتى من الافارقة. إن ارض اسرائيل الكاملة قد خلصت.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الرهان الخطير لنفتالي بينيت
بقلم: يوسي فيرتر،عن هآرتس
من اعتقد بان اليمين الجديد، الشاب، التكنولوجي الجديد، والمثير، نموذج 2014، يختلف بشكل جوهري عن سلفه القديم، من رجال القرن الماضي، يبدو انه سيخيب الظن. فاذا حاكمنا الامور حسب رياح الحرب التي تنشب من جهة البيت اليهودي، يبدو ان نفتالي بينيت لم يتعلم شيئا ولم يستخلص دروس أبائه الفكريين اولئك الذين في 1992 اسقطوا اسحق شمير فحصلوا على اسحق رابين واوسلو، واولئك الذين في 1999 اسقطوا بنيامين نتنياهو فاستيقظوا الى فجر يوم جديد مع ايهود باراك وكامب ديفيد.
يهدد بينيت الان بالانسحاب من حكومة نتنياهو الثالثة بسبب النية لتحرير سجناء قتلة، عرب اسرائيليين، في اطار ما يسمى ‘صفقة بولارد’. يجب الاعتراف بان الربط بين مواطنين اسرائيليين والسلطة الفلسطينية نتن ومقلق حقا. ولا بد أن نتنياهو لا يسارع الى عمل ذلك وبطنه يتقلب، ولكنه يعمل في عالم مركب ومعقد من الاضطرارات السياسية والاحتياجات السياسية.
فليس الشريك الائتلافي وحده هو الذي يبدي تصلبا وليس مستعدا لتحرير حبل تكتيكي لرئيس الوزراء كي يكسب وقتا باهظ الثمن. فاليمين ايضا داخل الليكود، والذي يضم نواب الوزراء الكين، دانون وحوتوبيلي ورئيس الائتلاف يريف لفين من المتوقع لهم جميعا أن يستقيلوا من مناصبهم اذا ما تحقق سيناريو التحرير. ‘هذا قد يكون عملية متدحرجة’، قال أمس احد كبار الليكود.
وصل بينيت أمس الى احدى قنوات التلفزيون، مزودا برسائل قصيرة وقابلة للاستيعاب تعلمها من معلمه وسيده، بيبي، في الفترة القصيرة والاليمة التي خدم فيها كرئيس طاقمه. ‘ملزمون بوضع خط احمر’، ‘من رئيس الوزراء، ابو مازن، أم بيبي؟’، و ‘كل العالم يضحك علينا’.
وعن نتنياهو قال: ‘واصل التدهور الفظيع′ (لتحرير القتلة، ي. ف) والذي هو في واقع الامر قول استمراري لذات اللهجة: ‘فقدان الوعي القيمي’، التي وجهها وزير الاقتصاد لرئيس الوزراء في الجولة السابقة واعتذر عنها.
فإما أن يكون بينيت يلعب لعبة القمار المعقدة، بمعنى أنه يقدر بان على اي حال لن تكون صفقة وبالتالي فانه سيخرج هو الرجل في اليمين، او أن يكون حقا في طريقه الى خارج الحكومة، اذا ما كانت صفقة بالفعل.
ومن اقوال بينيت كان يمكن أن نفهم بانه في وضعية معينة، كفيل بان يستوعب تحرير المخربين العرب الاسرائيليين. مثلا اذا ما سحبت جنسيتهم، فلن يعودوا اسرائيليين، أليس كذلك؟ أو اذا ما طردوا الى غزة، أو نابلس، وعندها لن يكون وضع يقف أحدهم الى جانبنا في الطابور في ‘السوبرماركت في الخضيرة’ على حد التصوير المجازي لرئيس البيت اليهودي، ليبحث في محفظته عن بطاقة النادي خاصته.
وبالطبع، فان حلا من هذا النوع يدرس في النوافذ العليا ليس سوى خيال.
فعلى اي حال ينتظر هذا فتوى المستشار القانوني للحكومة، ولكن على نحو لا مفر منه كفيل بان يكون السلم وليوفر لبينيت وشركائه انجازا ما يتباهون به. ومن الجهة الاخرى، اذا ما فشلت الاتصالات ولم تتمدد المفاوضات الى ما بعد 29 نيسان، فان تسيبي لفني وحركتها ستكونان القنبلة المتكتكة للائتلاف.
في مكتب رئيس الوزراء ادعوا أمس بان البيت اليهودي ليس مصنوعا من جبلة واحدة، وانه في لحظة الحقيقة لا يوجد يقين بان كل الـ 12 نائبا سينفذون تهديد الانسحاب.
وسواء كانت هذه امنية أم تقديرا منمقا، فبعد نحو سنة وربع من الانتخابات للكنيست الـ 19، فان نقص الانسجام الداخلي في الائتلاف الذي تميز حتى الان اساسا بالمشادات الصبيانية، يصبح تهديدا واضحا وفوريا على سلامته. فترك البيت اليهودي واستقالة نواب الوزراء من الليكود سيجعل نتنياهو رئيس وزراء أقلية يمكنها ان تواصل الاداء. من الصعب تخيل أعضاء البيت اليهودي يرفعون اليد في صالح اسقاط الحكومة مع النواب العرب في الكنيست، وطالما لم تسقط الحكومة، فانها حكومة لكل غرض ممكن.
وبالطبع، ستكون حياتها جحيما: فالقوانين لن تمر، والكل سيعلق ويعرج. وسيكون من الافضل لنتنياهو أن يبلغ الرئيس بانه معنيا بحل الكنيست لانه غير قادر على اداء مهامه.
حزب العمل لا يمكنه أن يحتل مكان البيت اليهودي، حتى لو رغب هرتسوغ ورفاقه جدا. فقد أحبط ليبرمان مسبقا مثل هذه الوضعية بقوله قبل اسبوع انه يفضل الانتخابات على تغيير تركيبة الائتلاف.
وهكذا فانه إذ يقيد ويطوق بنيامين نتنياهو من اليمين ومن اليسار فان نتنياهو يخرج الا اجازة الفصح في هذه الوضعية. هذا المساء، حول طاولة حفل الفصح، بينه وبين نفسه، سيفكر من بين شركائه السياسيين هو الذكي، من هو البريء، من هو الشرير ومن هو الذي لا يعرف كيف يسأل. وبالاساس، لماذا حكم عليه أن يعيش معهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
فرصة التفاوض قائمة ولكن بشكل اقل
بقلم: دان مرغليت،عن هآرتس
تدور رحى السياسة الاسرائيلية وكأنها في نفق. الكل يسمع ضربات المطارق والمعاول والجرافات وباقي الاليات الثقيلة، ولكن ليس واضحا ما هو المسار، واين سيصل السياسيون في سيرهم الى فضاء العالم.
لقد سبق ان كانت جولات كهذه في الماضي عندما أثرت التغييرات في العلاقات مع الولايات المتحدة أو الدول العربية على السياسة الداخلية ولكن يبدو الان أن المسائل التي تطرح على الحسم تؤدي الى انقسام جديد للمعسكرات داخل الائتلاف. فاذا ما اقترح بنيامين نتنياهو على الحكومة تسوية تقوم على أساس تحرير جونثان بولارد الى جانب مخربين هم عرب اسرائيليون فسيكون له اغلبية في الحكومة، ولكن ليس بالذات بين وزراء الليكود.
يحصل نفتالي بينيت على تأييد مساند واضح في كتلة الليكود، ولكن افيغدور ليبرمان يجد نفسه قريبا أكثر من تسيبي لفني وحتى يئير لبيد مع احساس بان خلف الباب ينتظرهم موشيه كحلون. احتمال الاحتكاك الداخلي يشتد وكثيرون بدأوا يتحدثون بان الانتخابات للكنيست القادمة ستعقد في اذار 2015، ولكن هل مثل هذه الخطوة حقيقية؟
يكافح نتنياهو في جبهتين، وفي كل واحدة نجد أن احدى يديه مربوطة فيها. فالاضطرارات حيال جون كيري أو ابو مازن مختلفة في ضوء بينيت من جهة أو لفني من جهة اخرى. ومع ذلك ثمة أمامه جملة من الاحتمالات ستؤدي به الى واحدة من نتيجتين: القاء الذنب في الشلل في المفاوضات على الفلسطينيين (وشريطة الا يصدر له اوري اريئيل عطاءات مفاجئة اخرى للبناء بالجملة في يهودا والسامرة وفي القدس)، او اتفاق معهمم يسمح بتمديد المباحثات حتى 2015.
الرزمة متفرعة: تحرير مخربين هم عرب اسرائيليون؛ وتحرير 400 مخرب صغير آخر؛ وتخفيف البناء في يهودا والسامرة. نتنياهو يمكنه أن يأخذ على نفسه كل واحد من هذه البنود، ولكن اذا ما قدر الامريكيون والفلسطينيون بانه سيسلم بها جميعها في وقت واحد، فانهم لا يفهمون المزاج في اسرائيل.
ابو مازن لا يهمه، فهو على اي حال لا يسعى الى التسوية، ولكن كيري يهمه بل ويهمه جدا، واذا ما تجرأ نتنياهو على أن يقترح تنازلا حقيقيا فان ألـ ‘بوف’ الامريكية ستوجه في المرة التالية نحو رام الله. والى ذلك، سينجو الائتلاف جولة اخرى ودورتين اخريين للكنيست. ولن تكون ذريعة للانسحاب منه. على أنه بقي نحو اسبوعين لانهاء الجولة الحالية من المحادثات برعاية كيري. لقد خرق الفلسطينيون الاتفاق وتوجهوا للحصول على اعتراف دولي، واسرائيل ردت في وقت مبكر اكثر مما ينبغي بعقوبات ينبغي ابقاؤها لاوضاع اشد. فاذا ما حققت هذه الخطوات هدفها وآلمت ابو مازن، فستكون اسرائيل أول من يعمل على انقاذه من الازمة.
اذا كان كيري وسيطا ومجسرا وليس فقط مشجعا، فان عليه أن يوقف المعمعان وان يعيد الطرفين الى الحوار الجدي. حتى 30 نيسان عليهما أن يمددا المفاوضات. وبعد ذلك ان يجرياها بالفعل لا ان يتملصا الى مواضيع جانبيه.
لا يزال للتركيبة الحالية للحكومة فرصة كبيرة، وان كانت أقل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــا
أقــلام وآراء إسرائيلي (605) الاربعاء 16/04/2014 م
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
ليبرمان: لا تضيعوا الفرصة بالتفاوض مع الفلسطينيين… توجهوا لبناء علاقات مع العرب المعتدلين
بقلم: يوفال كارني،عن يديعوت
أجل هو ‘بيت السلام’
بقلم: درور إيدار،عن اسرائيل اليوم
كحلون يساوي نتنياهو
بقلم: أبيرما غولان،عن هأرتس
حماس بين المطرقة والسندان
بقلم: يورام شفايتسر، بنديتا بارتي وشلومو بروم،عن نظرة عليا
حريتنا هي سجن الفلسطينيين
بقلم: اسحق ليئور،عن هآرتس
الرهان الخطير لنفتالي بينيت
بقلم: يوسي فيرتر،عن هآرتس
فرصة التفاوض قائمة ولكن بشكل اقل
بقلم: دان مرغليت،عن هآرتس
</tbody>
ليبرمان: لا تضيعوا الفرصة بالتفاوض مع الفلسطينيين… توجهوا لبناء علاقات مع العرب المعتدلين
بقلم: يوفال كارني،عن يديعوت
وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان في لقاء صحفي بعد تبرئته في محاكمته بنصف سنة يتحدث عن أمور مختلفة منها أنه أصبح الآن متفرغا للاعلان عن خطة سياسية جديدة وانفصال نهائي عن الليكود. إن خطته السياسية التي أصبح مؤمنا بها هي توقيع معاهدات سلام مع الدول العربية المعتدلة في مدة خمس سنوات منذ الآن
قبل البت في محاكمة عضو الكنيست افيغدور ليبرمان ببضعة ايام أخذ زوجته إيلا في عطلة خاصة الى جمهورية التشيك ليفصل نفسه عن مشكلات العالم. وقدر ليبرمان آنذاك ربما بسبب مشاعره الداخلية أنه ربما لن يخرج بريئا تماما من تلك المحاكمة بسبب احاديثه مع محاميه ذوي الخبرة. وكانت تلك عطلة غير عادية، فقد كان ليبرمان وزوجته وحدهما في شوارع براغ دون حاشية أو حراس أو مساعدين أو اصدقاء. ‘كان من الطيب أن تستيقظ متى تشاء دون أن تكون خطت لشيء قبل ذلك ودون التزامات أو برنامج عمل، ودون أي أحد في الأساس. بل كنا وحدنا فقط نتنزه مسافة كيلومترات على الاقدام’، يعود ليبرمان الى الخريف الاخير. ‘كان ذلك شعورا عظيما متحررا تماما’.
شعر ليبرمان برائحة الحرية في هواء براغ، لكن افكاره انتقلت الى القدس حيث كان القضاة الثلاثة من محكمة الصلح في المدينة سيبتون مصيره الشخصي والعام والسياسي. وكان ليبرمان الذي أوتي حواس سياسية حادة، كان مضغوطا وكان الجو مشحونا. وكان المحامون مختلفين بينهم في مسألة كيف ستنتهي القضية التي بدأت قبل ذلك بـ 17 سنة. وقد أجاب ليبرمان كل من أراد أن يسمع رأيه بالشعار الثابت: ‘كل شيء جنة عدن’.
بيد أن الحديث كان احيانا عن جحيم. ‘كما يمكن أن تتخيل كانت لي ساعات غير سهلة’، يقول ليبرمان في مقابلة صحفية واسعة اولى منذ أن بُريء هنا بالاجماع من جنايات احتيال وخيانة أمانة في قضية تعيين السفير. ‘حافظت على وجه لا يعبر عن شيء لكن كانت عاصفة كبيرة في داخلي. وكان أهم شيء عندي كيف سيتلقى الاولاد وزوجتي وأمي ذلك. فأنت تهتم بالمحيط القريب منك أكثر من اهتمامك بنفسك. وكان بعضهم في توتر أكثر مني ولم أكن متأكدا من أن كل من حولي أقوياء بقدر كاف’.
بعد بت القرار فورا اتجه الى حائط المبكى واتجه من هناك الى بيت أمه في الحي د. في يافا. ‘قلت لها إن كل شيء من ورائي’، يقول متذكرا. وأمضى ذلك المساء مع العائلة الصغيرة في بيت ابنته ميخال في القدس وبعد ذلك حان الوقت للعودة الى الحياة السياسية المعتادة لاول مرة دون السحابة التي كانت فوق رأسه.
يعترف ليبرمان بصراحة بأنه قدر حتى هو نفسه بأن قرار الحكم سيكون مختلفا. ويقول ‘إن محامي وهم ناس ذوو خبرة ما كانوا على يقين من أن الامر سينتهي الى ما انتهى اليه. وكان ثم ضغط اعلامي فقد جند عدد من الصحفيين أنفسهم كي أُدان وكانت حملة اعلامية مجنونة عليّ لاستعمال ضغط على المحامين وعلى القضاة لتشويه الواقع وتزوير الحقائق وفي هذا الجو غير السهل لا تعلم أبدا كيف ينتهي الامر. فقد كانت محاكمة تمت في المحكمة ومحاكمة تمت في وسائل الاعلام’.
كان معه هذا الحوار:
‘ هل نبع خوفك من عدم الثقة الذي أظهرته بجهاز تطبيق القانون في دولة اسرائيل؟
‘ من الحقائق أن قضيتي استمرت 17 سنة. فقد بدأت في أول اسبوع توليت فيه منصب المدير العام لمكتب رئيس الوزراء، وبدأت كرة الثلج تتدحرج منذ ذلك الحين. لكنني سعيد لأن الامر انتهى الى ما انتهى اليه’.
‘ هل تعتقد أنهم حاولوا أن يُدينوك بأي ثمن؟
‘ ‘ليس سرا أنه استعملت في حالتي ضغوط وموارد غير مناسبة في دولة ديمقراطية. وقد كان هنا باعث زائد. وكان تنصت خفي عليّ وتحقيقات طويلة ووسائل مرفوضة، لكنني لست غاضبا على أحد. لماذا؟ لأن ذلك أصبح ورائي. شطبت ذلك وقلت: لا مشاعر ولا غضب ولا تصفية حسابات بعد الآن، فكل ذلك من ورائي’.
‘ المعذرة، أليست بينك وبين نائبك السابق داني أيلون الذي شهد عليك في المحاكمة، تصفية حساب؟
‘ ‘ليست لي تصفية حساب مع أحد. فالذي يريد أن يتقدم يجب أن يحيا في المستقبل لا في الماضي. واذا بدأت أصفي الحسابات مع كل أحد فسأجد نفسي طول حياتي اطارد ناسا لتصفية حسابات. أنا قادر على السيطرة على الغضب والشعور بالمرارة’.
‘ يزعم اشخاص في الحياة العامة ووسائل الاعلام والسياسة أنك لست بريئا وأنك فاسد. وقد قالت رئيسة حزب العمل السابقة يحيموفيتش إنك فاسد حتى دون صلة بالمحاكمة.
‘ ‘اعترفت شيلي يحيموفيتش نفسها بأنها استعملت المخدرات ودخنت ما لا أعرف ما هو. فهل لها بعد ذلك أن تتحدث عني؟’.
‘ يوجد فرق بين تدخين لفافة مخدرات وبين القيام تحت حمل شبهات وأمور؟
‘ ‘لا أعلم ما هي لفافة المخدرات وأنا سعيد لأنني لا أعرف ما هي. اولئك ناس منافقون لا يعرفون حتى اخفاء ذلك. إنهم يطأطئون هاماتهم لجهاز القضاء لكن في اللحظة التي لا يوافق فيها جهاز القضاء أهواءهم فكأنه لم يحدث أي شيء’.
‘ ألا تشعر بأن صورة الفاسد التصقت بك؟
‘ ‘لا. يوجد عدد من الاشخاص البائسين الخائبي الرجاء غير القادرين على الوصول الى أي شيء في حياتهم. أنظر الى شيلي يحيموفيتش وزهافا غلئون اللتين تريدان فقط تخريب المجتمع في اسرائيل، فكل ما تلمسانه ينهار. وهم في حزب ميرتس لا يعرفون فعل أي شيء سوى الجلوس في مقاعد الكنيست الخلفية. وشيلي يحيموفيتش مع كل غرورها واستكبارها فشلت فقط’.
‘ ومع ذلك كله يسأل الانسان العادي نفسه: كيف أصبحتَ ثريا على هذا النحو؟
‘ ‘لا أعرف ما معنى أن تصبح ثريا مثلي. إن الاعلان عن ثروتي قد نشر وكل واحد يستطيع أن يأتي ليرى أين أسكن وأين أعيش. وقد رأيت قائمة الساسة الاسرائيليين الاغنياء الذين ظهروا في قائمة اثرياء ‘فورباس′. ولم أكن بين العشرة الأوائل ولا في العشرة الثانية ولا الثالثة. إن القصص عني صالحة للصحف’.
لم يهتم ليبرمان قط ولم يحرص حرصا خاصا على السلامة السياسية ولا تعنيه عناية خاصة ايضا مسألة ماذا يقولون عن اعماله. وهكذا كان بين الأولين ممن اتصلوا ليساندوا رئيس الحكومة السابق ايهود اولمرت فورا بعد أن أُدين بقضية هولي لاند. ‘قلت له إنني أدرك أنه في وقت غير سهل وأنا أسانده وآمل أن تتغير الامور بعد الاستئناف’.
‘ هل يجب أن يدخل السجن؟
‘ ‘أقترح عدم التدخل في جهاز القضاء فهو الذي يجب أن يبت القرار’.
‘ هل توجد مطاردة غير عادلة للساسة في دولة اسرائيل؟
‘ ‘أعتقد أن الشيء البارز في دولة اسرائيل هو الحسد وضيق العين. فلا يجوز لك أن تنجح في أي مجال لأنك تصبح في محل الشبهة فورا. قال لي انسان ذكي أُجله جدا إنه لم يوافق قط على تقرير عن حياته في الصحيفة لأنه بعد كل تقرير كهذا يأتي تحقيق. إن قدرتنا على الثناء على النجاحات تؤول الى الصفر في وقت تؤول فيه ثقافة الحسد وضيق العين الى مئة وقد تجاوزنا كل تناسب في هذا الشأن’.
ينبغي عدم قلب الطاولة
كان يحافظ مدة بضعة اشهر على هدوء نسبي وعلى التقليل من الظهور. وفي نهاية الاسبوع الاخير خاصة في زمن زيارة الولايات المتحدة وأمام جمهور امريكي يهودي، عاد الى الحياة. تكلم في البداية معترضا على الدفعة الرابعة وأضاف بعد ذلك أن الخيار المفضل هو انتخابات جديدة، وأوجز آخر الامر باشارة خفية الى امكانية أن يكون رئيس وزراء يتكلم الروسية في اسرائيل، وانها امكانية ليست مرفوضة رفضا باتا. ‘اسرائيل هي بلد الامكانات غير المحدودة بقدر لا يقل عن الولايات المتحدة’، قال لهم ليبرمان. ‘كنت حمال حقائب في مطار بن غوريون حينما جئت بصفة مهاجر جديد. وأصبح يوجد وزير خارجية يتكلم الروسية ورئيس الوكالة الذي يتكلم الروسية ورئيس الكنيست الذي يتكلم الروسية، ولا أستبعد أن يوجد في يوم ما في اسرائيل رئيس وزراء يتكلم الروسية’.
يزعم ليبرمان في الحقيقة هذا الاسبوع قائلا: ‘في هذه الحالة لم أكن أقصد نفسي بل ضربت مثلا يُبين كيف يمكن أن يبلغ كل واحد الى البعيد’، لكنه لا ينكر بالطبع الطموح الى أن يكون صاحب الدولة. وهو مع ذلك لا يريد أن يكرر خطأ يئير لبيد وأن يعلن بذلك والانتخابات لا تُرى في الأفق ألبتة. ‘كل واحد موجود في مجال ما في الرياضة أو في السياسة يطمح الى الوصول الى الذروة’، يقول. ‘ويريد كل واحد أن يبلغ الى رأس الهرم. إن حالي على ما يرام في الحكومة وستكون على ما يرام خارج الحكومة ايضا. وقد كنت رئيس لجنة الخارجية والامن في الكنيست وكنت أتمتع بكل لحظة. وأنا لا أرفض أن أكون رئيس الوزراء لكنني لست شديد الحرص على ذلك، فذلك خيار لكنه ليس وسواسا’.
عاد في نهاية الاسبوع إلى اسرائيل وواجهه فورا اعلان رئيس البيت اليهودي نفتالي بينيت إنذارا فحواه أن الحزب سيترك الائتلاف الحكومي اذا تم الافراج عن مخربين عرب اسرائيليين في اطار الصفقة التي أخذت تُعقد. ‘من أراد أن يترك فليترك ولا يهدد. هذا الى أننا لا تؤثر فينا هذه التهديدات. إن محاولة تخويف الائتلاف الحكومي من الداخل غير صحيحة. يجب النظر في التقدير الواسع وفي المصلحة القومية. وباعتباري أعيش بين الشعب حقا، أعتقد أنه يوجد اليوم فهم كامل لدى الجمهور أن هذه الحكومة جيدة ليهودا والسامرة. ومن أراد أن يترك فاننا لن نمسك به بالقوة. فأنا أعتقد أن ذلك غير صواب لا من جهة دولة اسرائيل ولا من جهة الائتلاف الحكومي ولا من جهة بينيت. لكن ارادة الانسان كرامته’.
اذا قرر بينيت أن يترك حقا فان ليبرمان يؤمن بأن اسرائيل ستتجه الى انتخابات. ويُبين قائلا: ‘ما كنت لاتجه الى ائتلاف حكومي آخر. لكن يصعب علي ايضا أن أرى بينيت يقوم بهذا الاجراء وأرى عنده فرقا كبيرا بين التصريحات وبين الافعال بالفعل’.
‘ قلت أنت نفسك إنك تختار الانتخابات من بين كل الخيارات اليوم.
‘ ‘قلت ذلك كي أبطل التهديدات للائتلاف الحكومي من الداخل، واذا كان أحد ما يريد أن يهدد أو ينقض فليست عندي مشكلة مع الانتخابات’.
عاد ليبرمان من لقائه مع جون كيري أكثر اعتدالا بقليل. لأنه اذا كان يمكن أن نفهم من كلامه قبل اسبوع أنه سينقض عرى الحكومة بسبب الافراج عن مخربين عرب اسرائيليين فانه يُبين هذه المرة أنه سيعارض ذلك في الحكومة لكنه سيعطي نتنياهو خشبة انقاذ ويمنح اعضاء كتلته الحزبية حرية الاقتراع. ‘سأعارض بقوة الافراج عن مخربين اسرائيليين، وهذا أمر مبدئي’، يُبين. ‘فلا يمكن أن نوافق على أن يصرف أبو مازن الفلسطيني حياتنا الداخلية ويتولى المسؤولية عن عرب اسرائيل ايضا لأن ذلك ليس من شأنه’.
‘ وماذا سيكون اذا لم يُقبل موقفك؟
‘ ‘لن أترك ولن أقلب الطاولة لأن ذلك لن يجدي شيئا. فالانتخابات ليست هدفا في حد ذاتها. إن هذه الحكومة موجودة منذ أكثر من سنة لكن اذا قُدر الامر علينا فسنتجه الى انتخابات’.
يندد ليبرمان بالوزراء الذين نعتوا كيري بأنه ‘مسيحاني وموسوس′ بشدة ويوجههم ليبحثوا في ‘غوغل’ عن مواقف كيري في الثلاثين سنة الاخيرة. ‘الحديث عن شخص جدي ومُجرب جدا، والهجوم عليه لا داعي له ومُضر ومبالغ فيه. ولا توجد أية نية لتحميل اسرائيل تبعة ازمة في المحادثات وقد قال لي كيري ذلك بصراحة. نحن نجري تفاوضا بأيد نقية وأنا اؤيد استمراره. وانطباعي هو أن الفلسطينيين يُجرون تفاوضا من اجل توجيه الاتهامات لا عن ارادة التوصل الى تسوية شاملة’.
ليس هو من أنصار المسيرة السياسية مع الفلسطينيين، هذا اذا لم نشأ المبالغة. فالساسة يقولون إنه يستهزىء حينما يُحدثونه عن حماسة تسيبي لفني وآخرين للتوصل الى تسوية مع أبو مازن. فماذا يكون اذا؟ يكشف ليبرمان لاول مرة عن أفق سياسي جديد وهو الدول العربية المعتدلة، فهو يقول إنه يمكن في غضون خمس سنوات التوصل الى اتفاق سلام مع أكثر الدول العربية المعتدلة ولا سيما دول الخليج. ‘ليس الأفق السياسي موجودا في الملعب الفلسطيني بل في ملعب دول عربية معتدلة’، يزعم. ‘نحن نضيع الفرصة بقدر كبير، ولهذا أحاول بقدر استطاعتي أن أنشيء تحادثا مع العالم العربي المعتدل. وأصبح يوجد هناك تفهم لاول مرة أن التهديد الحقيقي ليس اسرائيل أو اليهود أو الصهيونية بل ايران والجهاد العالمي وحزب الله والقاعدة’.
‘ كيف تتحدث الى العالم العربي المعتدل؟
‘ ‘عندنا الكثير من القنوات والسبل لذلك. وأنا أعتقد ايضا أنهم يُطبخون في مرقهم ويخلصون الى معرفة أنه لن يوجد خيار سوى التحول من مرحلة سرية التحادث بيننا الى مرحلة اظهار المحادثات. توجد اتصالات ويوجد كلام لكننا قريبون جدا من مرحلة لن يكون فيها ذلك في غضون سنة أو سنة ونصف سريا بل سيُصرف بصورة معلنة’.
ويذكر ليبرمان ايضا موعدا للتوقيع على اتفاقات سلام مع عدد من الدول العربية: بعد خمس سنوات في موعد ما من سنة 2019. ‘أنا على يقين أننا سنبلغ حتى ذلك الوقت الى وضع تكون لنا فيه علاقات دبلوماسية كاملة بأكثر الدول العربية المعتدلة، والكلمة عندي كلمة’.
*وهل تزور العربية السعودية أو الكويت بحرية؟ ألست منديلا أحمر بالنسبة إليهم؟
‘مؤكد فليست عندي أية مشكلة لزيارتهم هناك. فقد كانت لي لقاءات واتصالات بهم منذ غير قليل من السنين. ولا يوجد منديل أحمر بالنسبة إليهم سوى واحد وهو ايران. يجب أن ندرك أنهم اذا كانوا في البحرين يُخرجون حماس أو حزب الله خارج القانون فليس ذلك بسبب اسرائيل. وحينما يُخرج مرشح الرئاسة في مصر المشير السيسي الاخوان المسلمون خارج القانون فليس ذلك من اجل الصهيونية. فهم يدركون أننا موجودون في نفس الجانب من المتراس′.
‘ وماذا عن الفلسطينيين؟
‘ ‘نستطيع أن نجري اتصالات بهم، ولا يوجد أي شيء مُلح’.
الحق في العودة الى الوراء
‘ تحدثتم عن احتلال غزة واسقاط حكومة حماس وتبين آخر الامر أن كل ذلك كلام.
‘ ‘لم يتغير موقفي من هذا الشأن. فلا نستطيع أن نبيح لأنفسنا أن يعيش السكان في جنوب البلاد بصورة مشروطة وأن يجعلوا مواطنينا يدخلون الملاجيء متى شاؤوا. فليس ذلك معقولا بصورة سافرة’.
‘ لكن اقوالك ما زالت تشبه ‘إحذروا الذئب احذروا الذئب’ شيئا ما.
‘ ‘أنا اؤمن أن ذلك سيحدث إن عاجلا أو آجلا، فالدولة ذات السيادة لا يمكنها أن تبيح لنفسها أن تشوش مجموعة مخربين على حياتها متى شاءت. وتمكن العودة الى الوراء دائما، وقد تحدث رابين عن ذلك وشارون واولمرت ايضا. وقد احتفظوا لأنفسهم دائما في الحق بالعودة الى الوراء اذا تغيرت الامور’.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
أجل هو ‘بيت السلام’
بقلم: درور إيدار،عن اسرائيل اليوم
‘مراسلنا يؤدي التقرير من بيت الخصومة’. و’اجل، بتت المحكمة العليا في شأن بيت الخصومة. نصر كبير للمستوطنين’. و’هنا فلسطيني يحسن أن نستمع اليه يقول إنه في كل مكان فيه مستوطنون توجد خصومة وتوتر، ويا لشرارة اليهود، المعذرة ‘المستوطنين’، وهكذا دواليك.
من أنتم أيها الصحفيون والمذيعون لتقرروا أن الحديث عن ‘بيت الخصومة’، اذا كان أصحاب المِلك يسمونه ‘بيت السلام’؟ تخيلوا أن نسمي الابراج عند مدخل تل ابيب ‘الابراج التي تثير الحسد التي يسميها اصحابها ابراج عزرئيلي’، كيف يكون ذلك؟.
أو ما رأيكم لو رفضنا تسمية ‘حركة اليسار’ التي تسمى ‘سلام الآن’ لأننا جميعا نعلم أن كل صلة بين هذه الحركة وبين السلام وهم؟ فلماذا الحديث عن ‘بيت الخصومة’؟ إن وسائل الاعلام تخدم اليسار ولا يعنيها قرار المحكمة العليا الذي قضى بأن الحديث عن ملك حلال تماما ليهود البلاد ولهذا فان أصحاب الملك يستطيعون أن يسموه الاسم الذي يرغبون فيه.
إن الشيء المثير للاهتمام هو رأي اليسار الاسرائيلي الذي يرى مناطق ارض اسرائيل وراء خط وهمي، يراها اراضي خصومة مسلوبة في أيدينا. وقد كانت الخليل دائما وهي أول ارض تاريخية لشعبنا، مثل جرح في نظرهم.
لا ليس ذلك ‘نصرا كبيرا للمستوطنين’؛ بل هو نصر كبير لمحبي ارض اسرائيل مهما كانوا، أي لأكثر الجمهور الذي يحاول اليسار الاسرائيلي المتضائل أن يملي عليه بواسطة صحفييه ما يفكر فيه وكيف ينظر الى حقيقة وجودنا هنا في ارض الآباء.
تتضح مرة بعد اخرى حقيقة أن ليس الفلسطينيون هم القضية بل نحن ووعينا القومي الأسير. يجب على سكان الخليل اليهود أن يرفعوا شكوى فاذا لم تساعد فدعوى قضائية على وسائل الاعلام ولا سيما وسائل اعلام رسمية تسمي ‘بيت السلام’ بالاسم الحقير ‘بيت الخصومة’.
قولوا منذ الآن ‘بيت السلام’، وكما تعلمنا في المئة سنة الاخيرة وبقدر أكبر في العقدين الاخيرين فان تمسك اليهود بأرض آبائهم يجلب الهدوء والسلام علينا جميعا، وفي مقابل ذلك جلبت علينا الانسحابات من ارض حياتنا الحرب والارهاب وإزهاق الأرواح.
نريد عشية عيد الحرية أن نحرر الوعي القومي الأسير من قيود اللغة والوعي التي فرضت علينا منذ عدنا الى الوطن، الى صهيون. فالحرية هي قبل كل شيء ثبات في وجه إملاء صورة رؤية الواقع.
إن الاحداث الجارية والمحاولات السياسية الفاشلة لن تقنعنا حقا بأن اليسار له صلة بالواقع.حدثوا معلوماتكم من فضلكم. وأهلا وسهلا بكم يا طلائعيي الخليل في بيت السلام، وليجلب صانع السلام السلام علينا جميعا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
كحلون يساوي نتنياهو
بقلم: أبيرما غولان،عن هأرتس
بدأ الامر مثل فيروس موسمي: فهم يجرون انتخابات ويؤلفون حكومة، ويسوء الوضع الاقتصادي الاجتماعي، ثم يظهر في الميدان لاعب جديد (أو قديم جديد) ويعد بتخليص الدولة. ويكون مرة صقرا اعتدل وأصبح يحتضن الفلسطينيين، ويكون اخرى رأسماليا تائبا يكاد قلبه يقفز من صدره الى الشعب لشدة رحمته. ويأتي المسيحيون المخلصون على نحو عام مما اعتيد أن يسمى عندنا المركز: داش وشينوي وكديما وأشباهها. ولا يكاد يمر زمن طويل حتى يتبين أن أبناء المركز هؤلاء هم يمينيون متنكرون بلباس الاعتدال، وهم معارضو سلام وليبراليون متحمسون.
إن الحالة الحالية مسلية بصورة خاصة. فموشيه كحلون الذي أقام قوته في مركز الليكود على أكثر النوايات يمينية في الحزب يشتكي الآن من أن ‘ليكوده’، أي ‘ليكود مناحين بيغن’ لم يعد موجودا اليوم لأن ‘اليمين المتطرف سيطر عليه’. لكن حينما سئل كحلون ما هي خطته السياسية كان كل ما قاله هو أنه يجب أن نتعلم من الولايات المتحدة (على عهد الرئيس ريتشارد نكسون لمن نسي)، التي انشأت علاقات بالصين ‘من أسفل’، بألعاب بينغ بونغ ومنافسات طبخ. وفي هذا الامر لا يختلف كحلون أدنى اختلاف عن الشخص الذي يعاديه كثيرا، أعني بنيامين نتنياهو. ففي سنة 1996 تحدث نتنياهو عن السلام الاقتصادي الذي يفترض أن يحل محل المفاوضات التي لا أساس لها، وما زال الى اليوم يؤيد كل مبادرة وتعاون أعمالي ولا سيما في مجال الهاي تيك بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية.
إن كحلون في الحقيقة لا يختلف عن نتنياهو في أي شيء. حينما وبخ نتنياهو وزراءه وقال لهم ‘كونوا كحلونيين’ كان يقصد كل كلمة. فنتنياهو يبغض الاحتكارات السمينة أكثر من كل شيء، وهو يدرك كيف تشوش على الخصخصة المأمولة، بل إنه تنبأ بأضرار الخصخصة في سنة 1996 حينما قال بصراحة إن الاصلاح الذي سيقوده سيجبي ثمنا اقتصاديا اجتماعيا باهظا وإنه ينوي أن ينشيء صندوقا للتقريب بين الفروق. قد يُصور كحلون بصورة مختلفة بسبب أصله الطائفي والاجتماعي الاقتصادي لكنه يقول هو نفسه: ‘أنا رجل الاقتصاد الحر، لكن توجد أمور يُحتاج فيها الى قليل من الروح’.
قد لا يستعمل نتنياهو هذا المصطلح المتأثر لكن تحديد سقف أعلى لسعر الشقة والحد من أجور الكبار (الذي يؤيده) وقرارات اخرى تزيد في عمق تدخل الحكومة في الاقتصاد، تبرهن بصراحة على أنه يدرك أن غلاء المعيشة يعمل في غير مصلحتنا وأن الحبل بينه وبين الجمهور ممطوط مطا زائدا وقد يُقطع.
اذا كان عندنا في الحكم يمين حساس مملوء رحمة فلماذا نحتاج الى حزب جديد اذا؟ واذا افترضنا ايضا أن في اليمين عدد ممن يؤيدون استبدال كحلون الودود البسام بنتنياهو، فكيف تثق الطبقة الوسطى المضروبة التي اخطأت مرة خطأ غبيا وصوتت ليوجد مستقبل الذي يرأسه النسخة المُحلاة من نتنياهو في صورة يئير لبيد، كيف تثق به في استطلاعات الرأي؟.
ربما كان ذلك لأن هذا الجمهور لم يعد منذ زمن يفرق بين اليسار واليمين، والمقابلة الصحفية مع كحلون في ‘يديعوت احرونوت’ لم تذكر نتنياهو فقط بل ذكرت ايضا رئيسة حزب العمل السابقة شيلي يحيموفيتش والمقابلة الصحفية التي أجرتها مع ملحق صحيفة ‘هآرتس′ وهي مقابلة قالت فيها، مثل كحلون حقا إن المستوطنات ليست هي المشكلة. وكانت ترمي مثله الى اجتذاب حريديين قوميين ‘اجتماعيين’.
فشلت يحيموفيتش وجرت معها معسكرها كله. ولما كان الامر كذلك فينبغي أن نعاود ايضاح أن ليس كل من يتظاهر بمظهر المعتدل هو من اليسار السياسي وليس كل من يظهر الرحمة للفقراء هو من اليسار الاقتصادي. إن شأن كحلون ليس سوى صراع داخلي في الليكود، والمطلوب من الجمهور ألا يُبلبل وأن يتركه لليمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
حماس بين المطرقة والسندان
بقلم: يورام شفايتسر، بنديتا بارتي وشلومو بروم،عن نظرة عليا
بدأ التصعيد الذي سجل مؤخرا بهجمات صاروخية من قطاع غزة الى اسرائيل كعملية رد من حركة الجهاد الاسلامي الفلسطيني، في اعقاب غارة جوية اسرائيلية، قتلت ثلاثة نشطاء من المنظمة. ووجهت الغارة الاسرائيلية في جنوب القطاع نحو خلية للجهاد الاسلامي كانت مشاركة في تبادل لاطلاق النار ضد قوات الجيش الاسرائيلي في الطرف الاخر من الحدود.
ويعكس هذا الحدث التآكل التدريجي الذي طرأ منذ بداية العام 2014 على التفاهمات للحفاظ على وقف النار والذي تحقق بوساطة مصر في تشرين الثاني 2012 وأدت الى انهاء حملة ‘عمود السحاب’. وكان اتفاق وقف النار هذا غير الموقع التعبير الاكثر وضوحا عن سياسة الكبح لدى حركة حماس، والتي تبنتها الحكومات الاسرائيلية في السنوات الاخيرة والقائمة على أساس الردع المتبادل. هذه السياسة الجديدة التي تم تبنيها بعد هجر النهج السابق الذي طبق بعد سيطرة حماس على قطاع غزة في صيف العام 2007 واستهدف اسقاط المنظمة بالتدريج بسبب فشله في كل ما يتعلق بتحقيق اهدافه. وبينما تميزت الاشهر الـ 12 الاولى بعد وقف اطلاق النار بانخفاض كبير في مظاهر العنف بين الطرفين، تتمي السنة الجارية بوضع يصبح أقل فاقل استقرارا.
لتحقيق الردع المصداق مع حماس، حرصت حكومة اسرائيل على أن ترد على كل خرق للتهدئة في المنطقة، فيما تعترف بالتوازي بحركة حماس بصفتها المنظمة الحاكمة في قطاع غزة بحكم الامر الواقع. وبالتالي، فانها ترى فيها مسؤولة عن كل هجوم على اراضيها أو على مواطنيها، دون صلة بهوية الجهة التي تنفذ الهجوم عمليا.
ولكن السياسة الاسرائيلية التي ترى في حماس الحكومة الفعلية في قطاع غزة، يجب ان تكون متوازنة مع المصلحة في منع التصعيد الزائد من جهة، وحيال التطلع للامتناع عن الانجرار الى عملية واسعة اخرى في القطاع، من جهة اخرى. وقد ركزت اسرائيل حتى الان هجماتها أساسا على منظمة الجهاد الاسلامي في قطاع غزة، أو على كل منظمة اخرى تبادر الى اطلاق الصواريخ وتخرق بذلك وقف النار، فتلمح بذلك الى مصلحتها في منع تصعيد شامل، القلق الذي تشارك فيه حركة حماس أيضا. وبالتوازي، استخدمت حكومة اسرائيل في الاونة الاخيرة الضغط على حماس كي توقف القوى التي توجد في ايديها امكانية تدمير كامنة، تعمل في غزة، من الجهاد الاسلامي الفلسطيني وحتى الفصائل السلفية الجهادية المحلية. وفي هذا السياق ينبغي فهم التهديد الذي عبر عنه مؤخرا وزير الخارجية افيغدور ليبرمان بشأن اعادة الاحتلال الكامل لقطاع غزة.
تعنى حماس، من جهتها، مؤخرا بالمشكلة المعقدة للحفاظ على حكمها في قطاع غزة، والتي تستوجب منع اشتعالات واسعة أو متواترة مع اسرائيل، ولكن في ظل عدم المخاطرة بمصداقيتها كمنظمة ‘المقاومة الاسلامية’. وذلك من اجل منع وضع يعمل فيه لاعبون آخرون، كالجهاد الاسلامي، بهدف عرض أنفسهم كبديل افضل. ولهذه الاعتبارات، راوحت المنظمة في الاونة الاخيرة بين فترات من فرض سياسة ‘صفر تسامح’ تجاه الهجمات غير المنسقة على اسرائيل، وبين فترات خففت فيها قبضتها في قطاع غزة، على اساس الفهم بان استخدام كامل ثقل وزنها في داخل القطاع من شأنه أن يمس بسمعتها.
في هذا الوقت، وفي ضوء وضع حماس الاخذ في التعقد، يصبح منع القوات التي تتحداها داخل قطاع غزة هام على نحو خاص بالنسبة لها. فبعد عزل حكومة مرسي في مصر، يتخذ الحكم الجديد فيها نهجا قاسيا على نحو خاص تجاه حماس: فرض اغلاقات طويلة على الحدود بين مصر وقطاع غزة، وأعمال متشددة ضد الانفاق التحت أرضية التي استخدمت ليس فقط لتهريب وسائل القتال بل وايضا ادت دورا حاسما في توريد البضائع اللازمة لقطاع غزة. والحقت هذه السياسة حتى الان ضررا اقتصاديا جوهريا لحماس، بالحكومة، وبالمواطنين العاديين في القطاع. وفضلا عن ذلك، تتخذ الحكومة المصرية الجديدة منذ زمن بعيد خطا سياسيا في ماهيته مواجهة مفتوحة ضد حماس في كل ما يتعلق بالعلاقات التاريخية للمنظمة مع حركة الاخوان المسلمين، وأعلنت عن حماس كمنظمة غير قانونية وكيان داعم لاعمال الارهاب، سواء في شبه جزيرة سيناء أم في مصر نفسها. وبينما ردت حماس على فقدان الحليف المصري من خلال بذل الجهود في اعادة بناء علاقاتها مع طهران والابقاء على النظامين في الدوحة وفي اسطنبول الى جانبا، فان هذين الشريكين غير قادرين على تعويضها عن الشرخ الذي سجل في علاقاتها الاستراتيجية مع مصر. من جهة اخرى، تفسر هذه التطورات لماذا، في نظرة شاملة، تتخذ حماس جانب الحذر الزائد عند صياغة سياستها في كل ما يتعلق بمصر في ظل الحذر من مزيد من التفاقم في العلاقات الاشكالية اصلا بين الطرفين، وتحاول المرة تلو الاخرى تهدئة الوضع واعادة علاقات العمل بين الطرفين الى حالتها السابقة.
في هذا السياق المحدد، توجد لحماس مصلحة اكبر في الامتناع عن مواجهة عسكرية مباشرة اخرى مع اسرائيل، والتي تعبر عن نفسها من خلال منع التصعيدات المحتملة وتعزيز آخر لسيطرة الحركة في قطاع غزة. في هذا السياق، تواصل حماس ادارة علاقات متأرجحة مع عدد من الفصائل المسلحة الاصغر، العاملة في القطاع، واهمها المعسكر السلفي الجهادي منظمة صغيرة، ذات تنظيم هزيل. ووقفت هذه المنظمات في احيان قريبة خلف التصعيدات المتكررة التي في اثنائها اطلقت الصواريخ نحو اسرائيل. وفي ضوء النشاط المتزايد للجماعات الجهادية في سوريا، في لبنان، في سيناء وفي مصر، من شأن هذه الجماعات ان تشعر بانها تضطر الى رفع دورها في قطاع غزة. ومع أن قدراتها العسكرية هامشية بشكل نسبي، شكلت هذه الجماعات ازعاجا سياسيا لحماس في الماضي، سواء من خلال مهاجمتها لتاريخ حكمها، وانتقادها لـ ‘اعتدال’ حماس أم من خلال مبادرتها الى هجمات على اسرائيل دون مراعاة لاثار ذلك على قطاع غزة.
وعلى الرغم من ان منظومة علاقات حماس مع الجهاد الاسلامي هي منظومة شجاعة الا انها تنطوي على امكانية نشوء المشاكل. فرغم أن زعماء حماس والجهاد الاسلامي أعلنوا عن تعزيز العلاقات بينهما وعن تنسيق أعمالهم فان هذا التعزيز سيسجل في مكانة الجهاد الاسلامي وفي حرية عمله، مما من شأنه أن يصبح مصدر احتكاك بين المنظمتين، اللتين تتميز العلاقات بينهما في الاونة الاخيرة بتوتر متكرر. هذه هي الحالة، ولا سيما في ضوء القرب التاريخي والحالي للجهاد الاسلامي من ايران ومصلحته في رفع دوره المحلي على حساب حماس من خلال مبادرات لتنفيذ هجمات ضد اسرائيل. ما الذي يمكن لحماس أن تفعله في هذا الوضع؟ يبدو أن الحركة توجد بين المطرقة والسندان.
فمن جهة تدخل نشط لمنع الجهاد الاسلامي من تنفيذ اطلاق الصواريخ ضد اسرائيل على سبيل الثأر لقتل نشطائه، كان خيارا سيئا لحماس، وذلك لانه يمس بالعلاقات الداخلية في القطاع وبالسمعة الطيبة للمنظمة. ومن جهة اخرى، تجعل الازمة السياسية والاقتصادية الحالية الحفاظ على الهدوء مع اسرائيل موضوعا هاما بالنسبة لحماس. ومن اجل تقديم جواب مناسب للمصالح المتناقضة هذه، مطالبة حماس بان تلعب دورا مركبا مع اسرائيل.
بهذا المفهوم، سيكون على الطرفين ان يؤشرا الى بعضهما البعض الى مصلحتهما في العودة الى وضع النزاع المضبوط في الجنوب، والذي تحافظ فيه حماس ‘في معظم الحالات’ على الهدوء، بينما اسرائيل ترد ‘في معظم الحالات’ بشكل متوازن ومحدود. وغني عن الاشارة الى أن هذا السلوك المتمثل بـ ‘ادارة النزاع′ والذي يستند الى اطلاق الاشارات، بعيد عن أن يكون مستقرا، ولكن في ظل غياب دور سياسي هام وتحديث للسياسة الحالية فانه يشكل الحل الاكثر معقولية لمواجهة انعدام الاستقرار الحالي.
كسبيل محتمل آخر لتسوية التناقضات التي وصفت أعلاه، من شأن حماس أن تحاول تصعيد نشاطها في الضفة الغربية، المنطقة التي لا تسيطر فيها بشكل مباشر، في ظل محاولة الدفاع عن النفس، بهذه الطريقة، ضد اعمال الرد المباشرة لاسرائيل.
وبالفعل، لا ينبغي استبعاد امكانية أن يكون بوسع التعاظم الواضح لاعمال حركة حماس في الضفة الغربية ان يكون مرتبطا بهذه الاعتبارات. وبناء على ذلك، حسن تفعل اسرائيل اذا ما ضمنت الحفاظ على علاقات عمل جيدة وتعاون مناسب مع السلطة الفلسطينية، وذلك رغم الازمة المحتملة التي قد تنشب في أعقاب الانتهاء المرير للمفاوضات الجارية بين الطرفين. والا فمن شأن حماس وحركات اخرى ان تستغل التوتر والاحباط المتزايدين في اوساط السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية في محاولة لاشعال نار الكفاح المسلح والعنف من جديد كوسيلة مفضلة للتصدي لاسرائيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
حريتنا هي سجن الفلسطينيين
بقلم: اسحق ليئور،عن هآرتس
ليس الاسرائيليون ناسا أشرارا، أو ليسوا أكثر من الآخرين شرا، لكنهم يجلسون منذ 46 سنة الى مائدة العيد بعد أن يسمعوا عبارة ‘مع دخول العيد فُرض حصار كامل على المناطق’، وهي عبارة منطقها هو أن ‘حريتنا تساوي قمعهم’. وتساعد اللغة وهي مُعاونة مجدية على جعل الفضيحة المستمرة أمرا طبيعيا وهذا نظام عسكري ‘مؤقت’، يتسع ويستوطن.
لندع صورة تعريف المكانة القانونية للمناطق، أو التي بها تسوغ السيطرة عليها. إن ميكانيزم السيطرة هو الذي ينشيء الانسان المضطهـِد بمساعدة إدخال منطق استعماري الى الوعي بصورة دائمة. ما الذي تعنيه عقوبات الحكومة للسلطة الفلسطينية مثلا؟ هل تتجهون الى الامم المتحدة من اجل حريتكم، إننا لذلك نخنقكم أكثر، لأننا نحن الذين نقرر ما الذي يحل لكم وما الذي لا يحل فيما يتعلق بحريتكم. نحن أقوياء ويحل لنا أن نداهم بيوتكم وأن نستولي على ارضكم ومائكم. وكل ذلك منسوب الى الطبيعي والى ‘التفاوض’. وسيستمر ويستمر. إن محللينا في التلفاز ولدوا فيه وسيكون مستمرا حينما يتقاعدون في الشيخوخة ايضا. فهذا هو الاجراء المُطبَّع. إن كل شيء ‘مؤقت’ وكل شيء مؤبد.
تنجم احيانا فضيحة صغيرة لم تُطبّع بعد. أحرق مستوطنون معدات عسكرية. وكان الجنود عاجزين فلم يطلقوا النار، يقولون للجمهور، وحسن أن كان الامر كذلك. ولا يُعذب ‘الشباك’ أيضا كما يقولون لنا رمزا، مستوطنين ليجعلهم يوقعون على اعتراف وليُدينهم ويسجنهم، وحسن أن الامر كذلك. وحذر المستوطنون ايضا ألا يضربوا جنودا.
هذه هي القواعد: لا يحل توقيف يهودي بلا محاكمة، ولا يحل ضربه ولا يحل تعذيبه. أما الجسم العربي فيحل فعل ذلك به، فهم يُسجنون وبسهولة مدة سنين باجراءات سخيفة وباعترافات استُخرجت بالقوة ويحصرونهم وراء أسوار ويحتشدون وراء الجدران لطلب الرزق والعلاج والعيش وليكونوا متعلقين بنا. هنا يُنقش الاجماع. وهو أوسع وأعمق وأخفى مما يبدو لنا احيانا وقت فضائح كفضيحة يتسهار. إن الشعب كله الذي يحتفل بحريته في هذا المساء يحيا على سور الفصل العنصري الخفي: إن حرية اليهودي منقوشة في الجسم العربي.
لا توجد نقطة أوضح لادخال السم في مسألة ‘جسمهم المشع′ من الجدل المكرر في شأن الافراج عن سجناء. إن الصوت هو صوت مذيعي التلفاز، لكن المنطق هو منطق ‘الشباك’. إن السجون المليئة تُبين لكل سجين فلسطيني ولكل عائلة تفوقنا: فعندنا سجناء منكم وليس عندكم سجناء منا. والسجين في أيدينا يسهل ابتزازه ولكل سجين عائلة ايضا. وعوض كل زيارة للسجن – زيارة الاولاد لآبائهم والأمهات لأبنائهن والنساء لأزواجهن يمكن الابتزاز أكثر وتقوية السيطرة أكثر. فأجسامكم في أيدينا حقا.
واذا اضطررنا الى الافراج عنهم فلن نفرج عنهم إلا تحت جنح الليل، ولن يكون فرحهم سوى برهنة على أنهم لا يرون دمنا البريء. يقول المذيعيون والمحللون التحقير لهم. إن الدم على أيدينا لا يُرى أصلا لأن العين لا ترى نفسها حتى ولا من محللي التلفاز. إن عملهم أن يتحدثوا عن العدل (‘قتلة ثقال’)، وعن سلطة القانون (‘السيادة’، و’الابتزاز′)، وعن المعاناة (بعد اجراءات مقابلات مع عائلات الضحايا)، وقد أوكل اليهم جعل ايام الافراج وصمات عار في تاريخنا: ‘صفقة جبريل’، و’صفقة تننباوم’، و’صفقة شليط’. وكل افراج شر أو أخف الضرر.
لكن سجوننا الى الآن مليئة وجنودنا يحاصرون القرى وغزة محاطة بالاسلاك الشائكة. إن حريتنا هي سجن الآخرين. هكذا حولوا شعبا عاديا الى شعب سجانين. والذي قد يكون أشد بؤسا من ذلك أن اليهودي كان منذ آلاف السنين يدعو ربه على مائدة الفصح قائلا ‘صُب غضبك على الأغيار’. أما الاسرائيلي فارتفع منزلة وأصبح يصب الغضب بنفسه متخذا صورة الله ساجنا السجناء حتى من الافارقة. إن ارض اسرائيل الكاملة قد خلصت.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
الرهان الخطير لنفتالي بينيت
بقلم: يوسي فيرتر،عن هآرتس
من اعتقد بان اليمين الجديد، الشاب، التكنولوجي الجديد، والمثير، نموذج 2014، يختلف بشكل جوهري عن سلفه القديم، من رجال القرن الماضي، يبدو انه سيخيب الظن. فاذا حاكمنا الامور حسب رياح الحرب التي تنشب من جهة البيت اليهودي، يبدو ان نفتالي بينيت لم يتعلم شيئا ولم يستخلص دروس أبائه الفكريين اولئك الذين في 1992 اسقطوا اسحق شمير فحصلوا على اسحق رابين واوسلو، واولئك الذين في 1999 اسقطوا بنيامين نتنياهو فاستيقظوا الى فجر يوم جديد مع ايهود باراك وكامب ديفيد.
يهدد بينيت الان بالانسحاب من حكومة نتنياهو الثالثة بسبب النية لتحرير سجناء قتلة، عرب اسرائيليين، في اطار ما يسمى ‘صفقة بولارد’. يجب الاعتراف بان الربط بين مواطنين اسرائيليين والسلطة الفلسطينية نتن ومقلق حقا. ولا بد أن نتنياهو لا يسارع الى عمل ذلك وبطنه يتقلب، ولكنه يعمل في عالم مركب ومعقد من الاضطرارات السياسية والاحتياجات السياسية.
فليس الشريك الائتلافي وحده هو الذي يبدي تصلبا وليس مستعدا لتحرير حبل تكتيكي لرئيس الوزراء كي يكسب وقتا باهظ الثمن. فاليمين ايضا داخل الليكود، والذي يضم نواب الوزراء الكين، دانون وحوتوبيلي ورئيس الائتلاف يريف لفين من المتوقع لهم جميعا أن يستقيلوا من مناصبهم اذا ما تحقق سيناريو التحرير. ‘هذا قد يكون عملية متدحرجة’، قال أمس احد كبار الليكود.
وصل بينيت أمس الى احدى قنوات التلفزيون، مزودا برسائل قصيرة وقابلة للاستيعاب تعلمها من معلمه وسيده، بيبي، في الفترة القصيرة والاليمة التي خدم فيها كرئيس طاقمه. ‘ملزمون بوضع خط احمر’، ‘من رئيس الوزراء، ابو مازن، أم بيبي؟’، و ‘كل العالم يضحك علينا’.
وعن نتنياهو قال: ‘واصل التدهور الفظيع′ (لتحرير القتلة، ي. ف) والذي هو في واقع الامر قول استمراري لذات اللهجة: ‘فقدان الوعي القيمي’، التي وجهها وزير الاقتصاد لرئيس الوزراء في الجولة السابقة واعتذر عنها.
فإما أن يكون بينيت يلعب لعبة القمار المعقدة، بمعنى أنه يقدر بان على اي حال لن تكون صفقة وبالتالي فانه سيخرج هو الرجل في اليمين، او أن يكون حقا في طريقه الى خارج الحكومة، اذا ما كانت صفقة بالفعل.
ومن اقوال بينيت كان يمكن أن نفهم بانه في وضعية معينة، كفيل بان يستوعب تحرير المخربين العرب الاسرائيليين. مثلا اذا ما سحبت جنسيتهم، فلن يعودوا اسرائيليين، أليس كذلك؟ أو اذا ما طردوا الى غزة، أو نابلس، وعندها لن يكون وضع يقف أحدهم الى جانبنا في الطابور في ‘السوبرماركت في الخضيرة’ على حد التصوير المجازي لرئيس البيت اليهودي، ليبحث في محفظته عن بطاقة النادي خاصته.
وبالطبع، فان حلا من هذا النوع يدرس في النوافذ العليا ليس سوى خيال.
فعلى اي حال ينتظر هذا فتوى المستشار القانوني للحكومة، ولكن على نحو لا مفر منه كفيل بان يكون السلم وليوفر لبينيت وشركائه انجازا ما يتباهون به. ومن الجهة الاخرى، اذا ما فشلت الاتصالات ولم تتمدد المفاوضات الى ما بعد 29 نيسان، فان تسيبي لفني وحركتها ستكونان القنبلة المتكتكة للائتلاف.
في مكتب رئيس الوزراء ادعوا أمس بان البيت اليهودي ليس مصنوعا من جبلة واحدة، وانه في لحظة الحقيقة لا يوجد يقين بان كل الـ 12 نائبا سينفذون تهديد الانسحاب.
وسواء كانت هذه امنية أم تقديرا منمقا، فبعد نحو سنة وربع من الانتخابات للكنيست الـ 19، فان نقص الانسجام الداخلي في الائتلاف الذي تميز حتى الان اساسا بالمشادات الصبيانية، يصبح تهديدا واضحا وفوريا على سلامته. فترك البيت اليهودي واستقالة نواب الوزراء من الليكود سيجعل نتنياهو رئيس وزراء أقلية يمكنها ان تواصل الاداء. من الصعب تخيل أعضاء البيت اليهودي يرفعون اليد في صالح اسقاط الحكومة مع النواب العرب في الكنيست، وطالما لم تسقط الحكومة، فانها حكومة لكل غرض ممكن.
وبالطبع، ستكون حياتها جحيما: فالقوانين لن تمر، والكل سيعلق ويعرج. وسيكون من الافضل لنتنياهو أن يبلغ الرئيس بانه معنيا بحل الكنيست لانه غير قادر على اداء مهامه.
حزب العمل لا يمكنه أن يحتل مكان البيت اليهودي، حتى لو رغب هرتسوغ ورفاقه جدا. فقد أحبط ليبرمان مسبقا مثل هذه الوضعية بقوله قبل اسبوع انه يفضل الانتخابات على تغيير تركيبة الائتلاف.
وهكذا فانه إذ يقيد ويطوق بنيامين نتنياهو من اليمين ومن اليسار فان نتنياهو يخرج الا اجازة الفصح في هذه الوضعية. هذا المساء، حول طاولة حفل الفصح، بينه وبين نفسه، سيفكر من بين شركائه السياسيين هو الذكي، من هو البريء، من هو الشرير ومن هو الذي لا يعرف كيف يسأل. وبالاساس، لماذا حكم عليه أن يعيش معهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
فرصة التفاوض قائمة ولكن بشكل اقل
بقلم: دان مرغليت،عن هآرتس
تدور رحى السياسة الاسرائيلية وكأنها في نفق. الكل يسمع ضربات المطارق والمعاول والجرافات وباقي الاليات الثقيلة، ولكن ليس واضحا ما هو المسار، واين سيصل السياسيون في سيرهم الى فضاء العالم.
لقد سبق ان كانت جولات كهذه في الماضي عندما أثرت التغييرات في العلاقات مع الولايات المتحدة أو الدول العربية على السياسة الداخلية ولكن يبدو الان أن المسائل التي تطرح على الحسم تؤدي الى انقسام جديد للمعسكرات داخل الائتلاف. فاذا ما اقترح بنيامين نتنياهو على الحكومة تسوية تقوم على أساس تحرير جونثان بولارد الى جانب مخربين هم عرب اسرائيليون فسيكون له اغلبية في الحكومة، ولكن ليس بالذات بين وزراء الليكود.
يحصل نفتالي بينيت على تأييد مساند واضح في كتلة الليكود، ولكن افيغدور ليبرمان يجد نفسه قريبا أكثر من تسيبي لفني وحتى يئير لبيد مع احساس بان خلف الباب ينتظرهم موشيه كحلون. احتمال الاحتكاك الداخلي يشتد وكثيرون بدأوا يتحدثون بان الانتخابات للكنيست القادمة ستعقد في اذار 2015، ولكن هل مثل هذه الخطوة حقيقية؟
يكافح نتنياهو في جبهتين، وفي كل واحدة نجد أن احدى يديه مربوطة فيها. فالاضطرارات حيال جون كيري أو ابو مازن مختلفة في ضوء بينيت من جهة أو لفني من جهة اخرى. ومع ذلك ثمة أمامه جملة من الاحتمالات ستؤدي به الى واحدة من نتيجتين: القاء الذنب في الشلل في المفاوضات على الفلسطينيين (وشريطة الا يصدر له اوري اريئيل عطاءات مفاجئة اخرى للبناء بالجملة في يهودا والسامرة وفي القدس)، او اتفاق معهمم يسمح بتمديد المباحثات حتى 2015.
الرزمة متفرعة: تحرير مخربين هم عرب اسرائيليون؛ وتحرير 400 مخرب صغير آخر؛ وتخفيف البناء في يهودا والسامرة. نتنياهو يمكنه أن يأخذ على نفسه كل واحد من هذه البنود، ولكن اذا ما قدر الامريكيون والفلسطينيون بانه سيسلم بها جميعها في وقت واحد، فانهم لا يفهمون المزاج في اسرائيل.
ابو مازن لا يهمه، فهو على اي حال لا يسعى الى التسوية، ولكن كيري يهمه بل ويهمه جدا، واذا ما تجرأ نتنياهو على أن يقترح تنازلا حقيقيا فان ألـ ‘بوف’ الامريكية ستوجه في المرة التالية نحو رام الله. والى ذلك، سينجو الائتلاف جولة اخرى ودورتين اخريين للكنيست. ولن تكون ذريعة للانسحاب منه. على أنه بقي نحو اسبوعين لانهاء الجولة الحالية من المحادثات برعاية كيري. لقد خرق الفلسطينيون الاتفاق وتوجهوا للحصول على اعتراف دولي، واسرائيل ردت في وقت مبكر اكثر مما ينبغي بعقوبات ينبغي ابقاؤها لاوضاع اشد. فاذا ما حققت هذه الخطوات هدفها وآلمت ابو مازن، فستكون اسرائيل أول من يعمل على انقاذه من الازمة.
اذا كان كيري وسيطا ومجسرا وليس فقط مشجعا، فان عليه أن يوقف المعمعان وان يعيد الطرفين الى الحوار الجدي. حتى 30 نيسان عليهما أن يمددا المفاوضات. وبعد ذلك ان يجرياها بالفعل لا ان يتملصا الى مواضيع جانبيه.
لا يزال للتركيبة الحالية للحكومة فرصة كبيرة، وان كانت أقل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــا