المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 612



Haneen
2014-05-29, 11:35 AM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي (612) الخميس 24/04/2014 م



</tbody>

<tbody>




</tbody>



<tbody>
في هــــــذا الملف

المساواة في السجن
بقلم: سمدار بن نتان،عن هآرتس

دولة أبو مازن الخيالية
بقلم: رؤوبين باركو،عن إسرائيل اليوم

تعاطوا مع التهديد الفلسطيني بجدية
بقلم: درور يميني،عن معاريف

نحن بحاجة ماسة الى جيل جديد من الزعماء
بقلم: تشيلو روزنبرغ،عن معاريف

كابوس في دولة ثنائية القومية
بقلم: ايتان هابر،عن يديعوت

نحن هزمنا… نحن مذنبون
بقلم: درور إيدار،عن اسرائيل اليوم


















</tbody>



المساواة في السجن

بقلم: سمدار بن نتان،عن هآرتس
إن أحد التعليلات المركزية عند اولئك الذين يعارضون الافراج عن الـ 14 سجينا فلسطينيا من مواطني الدولة الذين التزمت اسرائيل بالافراج عنهم في 28 آذار باعتبار ذلك جزءاً من مفاوضة الفلسطينيين، لكنها رفضت فعل ذلك يقوم على ادعاء أن ‘الافراج عن قتلة ذوي هوية اسرائيلية هو مس بالسيادة الاسرائيلية’، كما صاغ ذلك الوزير نفتالي بينيت. إن التفرقة بين الافراج عن سجناء من سكان المناطق والافراج عن مواطنين اسرائيليين، وزعم أن الافراج عن هؤلاء الآخِرين يناقض السيادة الاسرائيلية بل سلطة القانون، هو تفرقة وزعم قد يستهويان ليبراليين من أنصار سلطة القانون (أنظروا مثلا مقالة عمير فوكس ‘ضرر الافراج عن السجناء’، هآرتس، 1/1/2014) ولهذا من المهم مواجهتهما.
ثمة حاجة الى منظار سياسي وتاريخي الى موقع هؤلاء السجناء (الذين أُمثل خمسة منهم) في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، كي نتناول الدعوى في شأن المس بالسيادة الاسرائيلية وسلطة القانون. إن لالتزام الافراج عن سجناء يقضون عقوبتهم من الفترة التي سبقت اتفاق اوسلو جانبا تاريخيا خاصا لا يفهمه الجمهور الاسرائيلي. إن اتفاقات اوسلو هي علامة على خط فاصل متفائل جدا في مركزه اعتراف اسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وحقه في دولة مستقلة، وترك القيادة الفلسطينية للكفاح المسلح. فقد جند هؤلاء السجناء انفسهم للنضال القومي الفلسطيني حينما كانت اسرائيل تنكر هذه الحقوق الاساسية ومنعت تصريحات ظاهرة تتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني الجماعية وانشاء علاقة بقادته.
ولما كان الشعب الفلسطيني قد قُسم في 1948 بصورة تعسفية بحيث بقي جزء منه في داخل الخط الاخضر وجزء آخر خارجه ما كان هذا الصراع يمكن أن يبقى في داخل المناطق فقط. ولما كان الكفاح المسلح الذي يرمي الى التحرر من الاحتلال والسلطة الاجنبية يعتبر مشروعا فان الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير يعني أنه كان نضالا مشروعا. ولا يعني هذا أن جميع الوسائل التي استخدمت في اطاره كانت مشروعة لكن الوسائل المرفوضة لا تبطل شرعية النضال كله.
أُفرج عن أكثر سجناء ما قبل اوسلو الفلسطينيين، إن لم نقل الجميع، في نطاق جولات الافراج السابقة وبقي مواطنو اسرائيل الفلسطينيون وحدهم سجناء. ويفهم الجمهور الفلسطيني ذلك جيدا ويولي حقيقة أن جرائم السجناء تمت قبل اتفاقات اوسلو، يوليها أهمية كبيرة. وتفضل حكومة اسرائيل والجمهور الاسرائيلي الطمس على ذلك بدل أن يريا الافراج عنهم اجراءً تاريخيا لمرة واحدة يعبر عن روح المصالحة والاعتراف.
إن الوزير بينيت وسائر معارضي صفقة الافراج شديدو الغضب لـ ‘المس بالسيادة الاسرائيلية’، الذي ينبع من جنسية السجناء الاسرائيلية بيد أنهم يتذكرون أن الحديث عن مواطني الدولة فقط حينما يكون الافراج عنهم قد يُقدّم، لا سمح الله، مسيرة مصالحة وانشاء دولة فلسطينية. ففي مدة الثلاثين سنة التي كان فيها هؤلاء السجناء مسجونين لم يحصلوا قط على حقوق مساوية يستحقونها بصفتهم مواطنين، كما تُبين مقارنتهم بسجناء يهود يُعرفون بأنهم ‘أمنيون’ أو ‘عقائديون’ مثل ناس الجبهة السرية اليهودية، وجبهة بات عاين السرية، أو القتلة يورام شكولنيك وعامي بوبر ويونا أبروشمي. بل إن الاجراءات المتعلقة بمدة سجنهم لم تكن مساوية للاجراءات المتعلقة بمواطنين آخرين.
لم يعد يوجد تقريبا سجناء من مواطني اسرائيل يمضون سنوات سجن طويلة جدا كهؤلاء السجناء الـ 14. فان عددا منهم أنهوا في واقع الامر مدة سجن بلغت ثلاثين سنة دون أن يخرجوا لعطلة واحدة ودون أن يحصلوا على فرصة للزواج وانشاء عائلة في اثناء سجنهم كما مكّنت السلطات عامي بوبر ويغئال عمير. ولم تُحدد مدة عقوبتهم سنين طويلة. وإن استقرار رأي رئيس الدولة قبل سنتين على تحديد عقوبة سبعة منهم بفترات بين 30 سنة الى 45 سنة كان يمكن أن يكون بدء رفع الظلم، لكن هذا البدء لم تكن له متابعة. فقد أوصت لجنة الافراج الخاصة التي أوصت بتحديد عقوبتهم قبل سنتين، أوصت بادماجهم في تأهيل مفترضة أنهم يستحقون ذلك بصفتهم مواطنين لكن الدولة لم تنفذ ذلك، بل إنها عارضت الافراج عن اولئك الذين أمضوا ثلثي مدة سجنهم وأكثر. وفشلت تقريبا كل محاولاتهم استنفاد القانون في مواجهة معارضة جهاز الامن القوية.
وفي مقابل ذلك، حينما يكون الحديث عن سجناء يهود قتلوا عربا عن بواعث قومية تحدد فترات سجنهم بسخاء مميز وأُفرج عن أكثرهم بالفعل بعد أن أمضوا ست سنوات الى ثلاث عشرة سنة سجن فقط. هل هي المساواة بين المواطنين؟ لا المساواة ليست في سِجننا.
إن الافراج عن هؤلاء السجناء القدماء سيُرى خطوة اعتراف حقيقية ومغفرة وازالة ظلم من وجهة نظر العرب من مواطني اسرائيل ايضا بهدي من استنتاجات لجنة أور. هذا الى أن هؤلاء الاشخاص لم يعودوا خطيرين بعد 25 30 سنة في السجن تغير في خلالها المسار التاريخي للمجموع الفلسطيني. فقد قبلوا طريق المصالحة بالحوار والدبلوماسية ونددوا بصورة لا لبس فيها بالارهاب الموجه على المدنيين. لكنهم في اسرائيل يفضلون ألا يسمعوا هذا التنديد وأن يؤججوا بدل ذلك نار الانتقام والقومية.
في صفقات سابقة ايضا أُفرج عن مواطنين اسرائيليين، ستة منهم في صفقة شليط وهم اليوم يمكثون في بيوتهم آمنين. وفضلا عن أنه لم يُنتقص شيء من أمن مواطني اسرائيل لم تتضرر ايضا سيادة الدولة قيد أنملة ولم تُزعزع أسس سلطة القانون. إن الظلم يجب أن يُزال وينبغي إتمام اجراء اعتراف تاريخي وتحقيقه.



ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

دولة أبو مازن الخيالية

بقلم: رؤوبين باركو،عن إسرائيل اليوم
إستمع أبو مازن لشريط زعيم القاعدة أيمن الظواهري الاخير الذي يُعرفه فيه بأنه ‘خائن باع فلسطين’، ولم يحصل على شيء عوض ذلك. لكن الرئيس أدرك حتى من غير الشريط المسجل ما يخطط له عليه الاسلاميون، ويعبر تهديده بـ ‘اعادة المفاتيح’ الى اسرائيل عن جو الاكتئاب الذي أصابه الآن هو والعاملين معه على إثر الازمة في التفاوض.
كان أبو مازن ورجاله يعتقدون حتى الفترة الاخيرة أنهم يستطيعون أن يجمعوا على اسرائيل ضغوط الاتحاد الاوروبي وأن يعززوها بالدافع الامريكي الى السلام.
وحصل وهم الانجازات المجانية على تشجيع اليسار الاسرائيلي خشية ‘انتفاضة ثالثة’، أو ‘مقاطعة’، أو ‘دولة ذات شعبين’. وإن الخشية من أن يستقيل أبو مازن ‘الذي لا يوجد سواه’ ويدع اسرائيل مع فوضى في المناطق أفضت بالفلسطينيين الى شعور بأنه يمكن ابتزاز تنازلات اخرى في الطريق الى ‘دولة فلسطينية’ فعلية، دون تنازلات منهم تُصور تصويرا سيئا في الساحة الفلسطينية والعربية والاسلامية.
إن المحادثات الاخيرة وضعت الفلسطينيين في مفترق قرار كانوا يستطيعون أن يحصلوا به على دولة، لكن طُلب اليهم انهاء الصراع والاعتراف بأن اسرائيل دولة يهودية وهو اعتراف يعني ألا يوجد حق عودة. وشوشت لحظة الحقيقة الضرورية هذه على الاستراتيجية الفلسطينية المعوجة ولأن أبو مازن ورجاله لم يستطيعوا أن يبيعوا حماس والجهاد الاسلامي وأبناء اللاجئين الغاضبين ‘انهاء الصراع′ والاعتراف باسرائيل، بدأوا يتعوجون بحيل وتعلات (كالافراج عن السجناء) للتهرب من هذا القرار الحاسم.
أخذ الفلسطينيون يدركون بالتدريج بمساعدة من الامريكيين أن اسرائيل لن تستوعب أبدا في داخلها أبناء اللاجئين ووصوليين آخرين يحلمون بالقضاء عليها. وإن حقيقة أنهم سيضطرون الى استيعابهم في داخل دولتهم فقط اذا نشأت، أصبحت بالنسبة اليهم تشويشا وجوديا.
لو سيطرت الدولة الفلسطينية على معابر الاردن لساء الوضع لأن فلسطين كان سيغرقها طوفانات بشر وحركات الارهاب من العراق وسوريا ولبنان.
وبطلب تقسيم الموارد من جديد سيطلب العائدون الى فلسطين قطعة من الوطن المحرر ويُشاجرون اصحاب الاراضي. وسيُحكم المجاهدون من سوريا الشريعة الاسلامية مع الاعتماد على السكان الذين أخذوا يزدادون تطرفا. وبعد أن تزول مظلة الامن الاسرائيلية التي تحمي الرئيس سيصادر الاسلاميون الاملاك التي سرقها رجال فتح ويشنقون أبو مازن ورجاله في الميادين العامة. وينشئون بعد ذلك إمارة اسلامية موحدة مع غزة. وبعد ذلك تتنازع منظمات الارهاب السلطة بينها وفي موازاة ذلك يقوم المجاهدون بارهاب فتاك موجه علينا ويستتبع ذلك عقابا اسرائيليا مدمرا. وفي النهاية سيتم اتهام اسرائيل (كالعادة) بالمسؤولية عن المذبحة الداخلية كما حدث حقا في صبرا وشاتيلا.
يتبين أن انشاء دولة فلسطينية الى جانبنا هو داعية الى دمار فلسطيني داخلي. وسيضطر قادة الفلسطينيين بسبب قيود الامن ومساحة العيش الى رفض عودة أبناء الفلسطينيين من اماكن الجلاء.
وسيضطرون الى ادارة اقتصاد شفافية دون الاموال العربية والغربية، ويُلزمون بالكف عن السرقة ويضطرون الى تحمل المسؤولية عن مواطنيهم دون قدرة على اتهام ‘الاحتلال’ بتقصيراتهم.
لا يريد أبو مازن دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل بل بدلا منها. ولهذا استقر رأيه على التوجه مرة اخرى الى حماس شريكته في الهدف النهائي. فهو يرى أن حلم انشاء الدولة الفلسطينية الى جانب اسرائيل هو ‘تاريخ موت معروف مسبقا’، كما قال الأديب غبريئيل غارسيا ماركيز الراحل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

تعاطوا مع التهديد الفلسطيني بجدية

بقلم: درور يميني،عن معاريف
تسارع محافل اسرائيلية الى تهدئة الروع في أن ليس هناك ما هو حقيقي في تهديد أبو مازن ‘باعادة المفاتيح’ وحل السلطة.
ويقضي المنطق في أنهم محقون: فهذه خطوة بعيدة الاثر، والفلسطينيون أنفسهم هم الذين سيدفعون الثمن. حيث أن القيادة الفلسطينية ستجد صعوبة في التخلي عن مناعم الحكم التي بقيت في أيديها وهي غير قليلة. وبشكل عام، فان الفلسطينيين متعلقون أكثر من أي شعب آخر بالمساعدات الاقتصادية والانسانية، فيما أن السلطة الفلسطينية هي المسؤولة عن التوزيع. وهكذا بحيث إن الاحتمال في أن يحصل هذا، من زاوية نظر فلسطينية، يقترب من الصفر.
المشكلة هي اننا نعيش في الشرق الاوسط، ومعظم ما يحصل في محيطنا القريب عديم كل منطق.
هذه مشكلة ثابتة للخبراء والمحللين. فبشكل عام تحليلاتهم وتوقعاتهم لا تستند الى المعرفة فقط، التي توجد لديهم بل وأيضا الى المنطق وهذا لا ينطبق.
يمكن ان نستعرض بأثر رجعي معظم المحللين والخبراء عندما بدأ ‘الربيع العربي’. فالفشل في الفهم والتقدير يتجاوز التسعين في المئة. فقد رووا لنا عن ثورة فيسبوك فحصلنا على ‘اخوان مسلمين’؛ قالوا لنا ديمقراطية وحصلنا على الفوضى أساسا. الدولة الوحيدة التي اجتازت الازمة بسلام نسبي، دون سفك دماء جماعي، هي تونس، رغم أن فيها أيضا انتصر حزب النهضة للاخوان المسلمين. الفشل الاكبر كان بالنسبة للربيع الذي بدأ في سوريا بشار الاسد لا يزال في الحكم، وسوريا التي عرفناها لم تعد قائمة.
القاسم المشترك هو أن المنطق هزم. وهكذا فمن المجدي التعاطي معه بحذر الان ايضا، حين يهدد ابو مازن بحل السلطة. المحللون محقون. هذا تهديد يبدو عديم المنطق. فلماذا تفعل السلطة الفلسطينية شيئا يمس بالفلسطينيين اساسا؟
هنا يدخل الى الصورة احد القوانين الحديدية للحارة التي نعيش فيها. فحسب هذه القاعدة، عندما تكون خطوة يمكنها أن تمس باسرائيل فانها تحظى برفع مستوى جدي، حتى لو كان الضرر الذاتي أكبر. ‘نحن نحب الموت اكثر مما نحب الحياة’، قال رجال حماس، وأعطوا بذلك التعبير عن القانون الحديدي.
يثبت التاريخ ان هذه هي بالضبط القصة. تكاد تكون كل الخطوات الفلسطينية، على مدى مئة سنة من النزاع، تبين أن هذه بالضبط هي القصة. انت توشك على أن ترتكب جريمة ضد الشعب الفلسطيني، حذر الامير بندر بن سلطان ياسر عرفات عندما خاف من أن يكون الاخير سيرفض خطة كلينتون. فهل اختار عرفات المنطق أم ارتكاب الجريمة ضد أبناء شعبه؟ الجواب معروف. عرفات لم يرغب في الاحسان لابناء شعبه أو ان يقدم لهم الفرصة في الازدهار. فهو يرغب في المس باسرائيل. وقد مس بها حقا في ظل مس مزدوج ومضاعف بثلاثة اضعاف بابناء شعبه.
القاعدة الحديدية ليست أمرا يتميز به النزاع الفلسطيني الاسرائيلي؛ ففي السياق الاوسع تقضي هذه القاعدة بان من الاهم الاضرار من الطرف الاخر من الدفاع عن النفس. هذا هو المنطق الذي يتسبب بالقتل الجماعي وعديم المنطق في سوريا، في الصومال وفي العراق. ‘الربيع العربي’ أو الاسلامي كان سيحصل حين يبدأ الكفاح ضد القاعدة الحديدية بالتبدد. أما هذا فلم يحصل بعد.
ما قيل حتى الان لا يؤدي الى الاستنتاج بان السلطة الفلسطينية ستحل فقط من أجل المس باسرائيل. القاعدة الحديدية ليست الوحيدة التي تعمل في الميدان. الواضح هو أنه ينبغي الحذر من التقديرات والتوقعات التي لا تخضع الا الى العقل السليم والمنطق المباشر. في هذه المنطقة، ينبغي ومن الواجب التذكر بانه تعمل أيضا قاعدة حديدية. وهي عدو المنطق، عدو العقل السليم وبالاساس عدو الفلسطينيين أنفسهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

نحن بحاجة ماسة الى جيل جديد من الزعماء

بقلم: تشيلو روزنبرغ،عن معاريف
يمتلىء التاريخ الانساني بنماذج الزعماء الذين لم يغيروا شيئا، ومن جهة اخرى القليل من الزعماء الذين ارتفعوا الى مستوى رجال الدولة وتركوا بصماتهم على التاريخ. لا يوجد هنا مجال للشروع في نقاش نظري في موضوع واسع بهذا القدر. ولهذا فاننا نحاول تطبيق الاستنتاجات اللازمة على النزاع الاسرائيلي العربي والدول المشاركة فيه.
منذ قيام اسرائيل وحتى اليوم، وحتى قبل ذلك، ثمة قليل جدا من نماذج رجال الدولة العظماء الذين ارتفعوا الى مستوى مغيري وجه التاريخ. بن غوريون كان الوحيد في اسرائيل الذي قاد الشعب اليهودي الى أحد أكبر انجازاته، اقامة الدولة وتثبيتها في العقدين الاولين لها.
سيدعي المعارضون بان بيغن هو الاخر غير وجه التاريخ بعقده اتفاق سلام مع مصر وباخراجها من دائرة الحروب وكذا رابين في اتفاق السلام مع الاردن وتحريك الخطى نحو اتفاق سلام مع الفلسطينيين. وحتى لو أخذنا بهذا القول، ففي أفضل ما نراه، لا يمكن مقارنة مشروع بن غوريون بمشروعي بيغن ورابين. وكل باقي الزعماء كانوا متوسطين فأدنى ووجهتهم كانت نحو تخليد الوضع القائم.
أنشأ الفلسطينيون من أوساطهم زعماء لم يكونوا أبدا جديرين بلقب زعيم. وقد حملوه لمجرد تواجدهم خلف دفة الحكم، اذا كان يمكن على الاطلاق ان نسمي الكيان السياسي الذي كان حتى 1993 كيانا حاكما. عرفات كان رمزا مضادا للزعامة، قوالا لا صلاح له، كذابا بلا تحفظ، قاد شعبه من السيء الى الاسوأ. من مصيبة الى اخرى. وحتى اولئك الذين احاطوا به لم يكونوا افضل منه، على أقل ما يمكن قوله.
ولم تغير اقامة السلطة الفلسطينية الوضع من الاساس. ابو مازن هو رجل الامس مثلما هم ايضا اولئك الذين يحيطون به. كلهم تقريبا هم ‘خريجو تونس′ ممن لم يغيروا رداءهم في الحركة السرية الا برداء وهمي ليس أكثر.
في محيطنا ايضا الوضع يشبه جدا ما كان على مدى سنوات طويلة. زعيم مصر هو من ذات نوع سلفه الذي كان من ذات نوع سلفه. في سوريا لا جديد غير حرب ابادة يديرها الجزار من دمشق ضد شعبه. وفي دول عربية اخرى وقعت فيها ثورات أو أكثر انقلابات، من حيث الجوهر، بقي الوضع كما كان عليه. لا ديمقراطية، لا حريات، كل شيء قوة. وأينما كانت القوة لا تكفي، يتم استخدام قوة أكبر. لا يوجد أي استعداد لتغييرات نحو عصر جديد من الهدوء والسلام.
عيون الجميع كانت تتطلع الى الولايات المتحدة فقد تنجح بوساطتها في احلال تسوية سلمية بين اسرائيل وبين العرب، ولا سيما الفلسطينيين. ومنذ أن نجح الرئيس كارتر في حمل بيغن والسادات على التوقيع على اتفاق سلام، لم يقم زعيم أمريكي يؤثر بشكل جارف في منطقتنا. لا بوش الاب ولا كلينتون ولا بوش الابن ولا اوباما نجحوا في حل المشاكل، في تحريك مسيرة سلمية حقيقية بين اسرائيل وجيرانها.
كما أن الشخصيات الاخيرة التي كانت، ولا تزال تشارك في المفاوضات، سواء بشكل مباشر او بشكل غير مباشر، مثل المستشارين والموظفين الكبار، لم يتغيروا حقا. انظروا مارتين اينديك ودنيس روس المستشار الذي يعرض ‘بضاعته’ في كل مناسبة رغم حقيقة ان شيئا أو نصف شيء لم يتحقق مثلما توقع. وهذه مشكلة حقيقية. حان الوقت لان يقف خلف دفة الحكم ايضا زعماء يكونوا قادرين على أن يتخذوا قرارات صعبة، جريئة، دون خوف أو رعب. فقط هكذا نجح المتميزون في السير بالعالم الى الامام.
نعود الى اسرائيل. على افضل ما نراه، فان اسرائيل توجد في أزمة قيادية خطيرة للغاية. ذات الشخصيات العتيقة تظهر المرة تلو الاخرى من جحورها دون أن تقترح شيئا. انتبهوا لزعماء الاحزاب القديمة وسيتضح لكم كم هي ذات الشخصيات ترافقنا منذ سنوات دون أن تقدم بنا الى الامام حتى ولا ميليمتر واحد. بيبي ذاته، اولمرت قبله ذاته، وشارون، وبيرس، وفؤاد، وداليا ايتسيك، وايهود باراك، وذات كحلون، وذات زهافا غلئون وتسيبي لفني وموفاز، والقائمة طويلة طويلة. والحقيقة هي أن بشكل شخصي، مللناهم. فهم لن يقودونا الى اي شاطيء أمان بل سيواصلون ذات الطريقة التي لا تنتهي ونعرفها جميعنا جيدا.
ثمة في اسرائيل القدرة على ابراز زعماء حقيقيين، من اليسار ومن اليمين. المشكلة هي تخوف الكثيرين من الاقتراب من السياسة خشية أن يجدوا أنفسهم مدفونين عميقا فيها. وليس فقط عندنا بل وايضا في أوساط جيراننا بل وفي اوساط القوى العظمى. هذه أزمة عميقة. ودون زعامة حقيقية، من الصعب توقع تحولات تحسن لنا جميعا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ


كابوس في دولة ثنائية القومية

بقلم: ايتان هابر،عن يديعوت
خواطر على نهاية العيد
أولاً: اذا استمر الوضع على هذا النحو، فأمام ناظرينا، وربما في الزمن القريب القادم، وفي ظل عدم وجود ‘مسيرة’ مفاوضات، محادثات، لقاءات، استيضاحات سيتحقق حلم هرتسل وجابوتنسكي، بن غوريون وبيغن: دولة واحدة، ثنائية القومية. نحن سنكون ‘مسؤولي’ ملايين الفلسطينيين، وسنهتم بمجاريهم، بمدارسهم وبرياض أطفالهم، وهم سيهتمون بالارهاب. وفي غضون وقت قصير، سيصبحون اغلبية السكان في الدولة الواحدة، ثنائية القومية. ماذا سنقول للمواطنين الفلسطينيين في الدولة ثنائية القومية: ان ليس لهم حق التصويت للبرلمان المشترك؟ الا يحصلوا على الميزانيات لرياض الاطفال؟ الا يخدم اصوليين في الجيش المشترك ويجند الشباب الفلسطيني في وحداتنا لمكافحة الارهاب؟
ثانياً: من جهة اخرى: اذا كنا سنكون صادقين فان الحلول الاخرى لا تبشر بالخير. دولة اسرائيلية ضيقة الحدود، مع صدمة اخلاء جماعي للمستوطنين، كراهية مجنونة من الجيران الذين يحلمون ويقاتلون لابادتها. قنبلة نووية واحدة أو اثنتين في مخازن العالم العربي والفوضى والزعامة المحلية الجديرة بفريق كرة قدم مكابي رشفون ج في المستوى السادس. ماذا سيكون؟ ما الذي تريدونه منا؟
ثالثاً: عفوا: قد تكون حاجة لتنظيم وفد محترم من الاشخاص بمن فيهم قادة حزب العمل، للحج الى قبور قادة اليسار المتطرف في اسرائيل لذرف دمعة وطلب العفو. لا يصدق: لزمن قصير في بداية عهد الدولة مجدوا في ‘الحرس الفتي’ فكرة الدولة ثنائية القومية، وسرعان ما تراجعوا عن هذه الفكرة الشوهاء. وها نحن، بعد 66 سنة، نقف مرة اخرى أمامها. اعتقدنا في حينه والكثيرون يعتقدون اليوم ايضا بان أصحاب الفكرة هاذون، مجانين، ذوو ايديولوجيا غريبة وخيالية، غير معقولة. واليوم نحن نقترب، على ما يبدو، بسرعة، نحو تنفيذ هذه الفكرة الشوهاء. دولة ثنائية القومية؟ اذا لم يكن شيء آخر على جدول الاعمال الوطني، فهذا ما سيكون. كنا كالحالمين. حلم كابوس، بالطبع.
رابعاً: ضحايا السلام: نشر أرشيف الدولة قبل زمن ما سلسلة من الوثائق ولم ينتبه، على ما يبدو، بان النشر أنهى جدالا كان حامي الوطيس ذات مرة في الجمهور: من كان أول من وضع عبارة ‘ضحايا السلام’. وبالفعل، مفاجأة: كان هذا مناحيم بيغن، في كلمة في الكنيست في 2 اذار 1982. في تلك المناسبة قال (ونحن نقتبس يا سادتي من المحضر): ‘نحن نكافح اليوم في سبيل السلام. طوبى لنا اننا حظينا بذلك. توجد مصاعب في السلام. توجد آلام في السلام. توجد ضحايا من أجل السلام. الكل يفضل ضحايا الحرب… ‘وشكرا لارشيف الدولة الذي ساهم، دون أن يعرف في انهاء الجدال الذي من جهة على الاقل كان كثير الاكاذيب.
خامساً: سؤال (1): مع حلول الصيف والمنشورات عن عودة قمصان البطن القصيرة، لماذا اولئك اللواتي يلبسن قمصان البطن يشددن الى الادنى القمصان القصيرة جدا؟ فهن اشترينها قصيرة…
سادساً: سؤال (2): لماذا يحرص الرجال والنساء على اجتياز الطريق في ممر محدد قانونيا، ولكنهم يحملون دوما الهاتف النقال الى جانب الاذن ولا ينظرون جانبا أبدا؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

نحن هزمنا… نحن مذنبون

بقلم: درور إيدار،عن اسرائيل اليوم
نشر البروفيسور زئيف شترنهل في ايام عيد الحرية (الفصح) مقالة زعم فيها أن ‘الطلب الموجه الى الفلسطينيين أن يعترفوا بالدولة اليهودية’ يطلب منهم ‘أن يكتموا هزيمتهم الداخلية في نفوسهم وأن يعترفوا بملكية اليهود وحدهم للارض كلها’. وقد لخص في جملة واحدة هرب اليسار من التاريخ. طُلب الى العرب منذ أكثر من 100 سنة في كل اتفاق تم اقتراحه أن يعترفوا بحق اليهود في جزء ما من ارض اسرائيل التاريخية. جزء لا ‘الارض كلها’. ويستطيع يساري فقط لا يؤمن بحق اليهود في ارضهم، ويحتقر النفاذ القانوني والاخلاقي لصلتهم التاريخية والدينية بوطنهم الواحد، يستطيع أن يصف هذا الطلب بأنه ‘طلب استدخال هزيمة’.
من الذي هزم عائلات رام الله ونابلس والخليل وغزة؟ كان اليهود هم الضاربين بالمطرقة فقط لأن المسؤولين عن مصيرهم الصراعي هم عرب المنطقة انفسهم. فهم لم يقبلوا قط وجودنا وهم يتلهون الى اليوم بوهم ان ينجحوا في طردنا بمساعدة شترنهل وأشباهه اذا انتظروا قليلا فقط. ولهذا لن يوقعوا أبدا على اتفاق لانهاء الصراع بصورة نهائية مطلقة لان مطلبهم (لا مطلبنا) هو ‘ملكية الفلسطينيين وحدهم للارض كلها’. لم تستطع عينا البروفيسور رؤية ذلك.
إن الطلب الى الفلسطينيين أن يعترفوا بالدولة اليهودية ذو صلة بمسألة المسائل التي ترفض دوائر في اليسار الاعتراف بها وهي هل يوجد لليهود بصفتهم مجموعا قوميا حق قانوني واخلاقي وتاريخي وديني في هذه الارض، أو في الارض التي يكون شترنهل مستعدا لابقائها في أيدينا، على الاقل؟ لن يكون انهاء للصراع دون هذا الاعتراف لان الفلسطينيين سيرون كل اتفاق غير مطلق استمرارا لـ ‘نظرية المراحل’: فبعد ذلك فورا سيتم الاستمرار على سلب دولة اليهود شرعيتها في حدودها الضيقة، وسيتهمنا رفاق شترنهل بالعنصرية والفصل العنصرية لأن العشرين بالمئة من غير اليهود ينشئون دولة ذات شعبين في حين تفضل قوانين الدولة الاكثرية اليهودية بصورة سافرة. وأنا استطيع أن اصور بسهولة شترنهل وهو يدير عينيه في رياء ويكتب مؤيدا جعل اسرائيل ‘دولة كل مواطنيها’ أي ‘دولة كل شعوبها’ لأنه يقول ‘إن المواطنة اقل درجة من الانتماء القومي’.
إن الامر أخطر من ذلك لانه يوجد في اصل هذه المزاعم فرض ان المذنبين الابديين هم اليهود. ومن المؤسف ان جزءا مهما من نخبتنا الفاسدة استدخل معاداة السامية العالمية. انظروا كيف يعرف شترنهل الاتفاق: ‘إن مصطلح ‘اتفاق’ يعني خضوعا فلسطينيا بلا شرط: فالفلسطينيون يجب عليهم ان يسلموا بدونيتهم’. من أين جاء هذا الرأي بربكم؟! لا يتكلم بهذا الكلام سوى استعماري لانه يرى ان الاتفاق مع الاسياد هو تسليم بالدونية. ويبدو ان الاتفاق المناسب في افضل الحالات هو الذي يضع فيه الفلسطينيون سكينا على اعناقنا ويدفعوننا رويدا رويدا الى البحر، ويحملوننا في سفن ويفرقوننا في اوروبا حبيبة شترنهل. ان للمجموع الفلسطيني (اذا كان موجودا) دولة في الاردن ودولة في غزة ودُويلة في رام الله وما زالت اليد مبسوطة. فهل هذه دونية؟.
ليس الاستعلاء اليساري محفوظا للعرب فقط لأن شبكته مبسوطة على الخصوم العقائديين ايضا. استدخل شترنهل في نفسه انه من الاقلية لكنه يعرض على بنيامين نتنياهو كما حدث في حالة شارون واولمرت ولفني ان يخون قيمه وناخبيه وان يخون في واقع الامر رسالته التاريخية بأن ‘يكتب اسمه في التاريخ مثل ديغول لا ابن البروفيسور نتنياهو’.
هل ديغول؟ أضحكتنا. اننا نتذكر خطبة ديغول المعادية للسامية بعد حرب الايام الستة، حينما شك في عدالة وجود دولة يهودية بين شعوب عربية معادية ونعتنا بأننا ‘شعب استعلائي واثق بنفسه ومسيطر’ (وهو استنتاج يظهر من قراءة مقالات شترنهل نفسه).
يشير البروفيسور الى انسحاب فرنسا من الجزائر بقيادة ديغول. لكن اليكم الفرق: ان الجزائر لم تكن قط فرنسية أما ارض اسرائيل فهي ارض شعب اسرائيل منذ الازل. انه شعبك يا شترنهل، هل تصدق؟ فيما يتعلق بالتماثل التاريخي فانني أحترم موقف ديغول الوطني السليم وقت الحرب العالمية الثانية في مواجهة انهزامية حكومة فرنسا التي استسلمت للشر الالماني. لأنه اذا أردت الواقعية فامض فيها حتى النهاية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ