Haneen
2014-05-29, 11:35 AM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي (613) الجمعــة 25/04/2014 م
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
اتفاق فتح ـ حماس… صفعة أبو مازن
بقلم:غي بخور،عن يديعوت
عباس دائما لا يأتي
بقلم:آري شبيط،عن هآرتس
من الذي يشعل النار في جبل الهيكل؟
بقلم:اسرائيل هرئيل،عن هآرتس
فرصة بالذات
بقلم:براك ربيد،عن هآرتس
يواصلون الشقاق
بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس افتتاحية
قلق أردني من نجاحات الاسد الأخيرة
بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس
</tbody>
اتفاق فتح ـ حماس… صفعة أبو مازن
بقلم:غي بخور،عن يديعوت
ارتباط أبو مازن بمنظمة الارهاب حماس، سواء حصل أم لم يحصل، ليس سوى صفعة رنانة لمن رأى فيه ‘شريكا’ ولا سيما للادارة الامريكية، لجون كيري وللاتحاد الاوروبي. بل ان هذه اهانة.
فلماذا يحيي الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة بالتنفس الاصطناعي منذ سنين الكيان المسمى السلطة الفلسطينية بمليارات الدولارات؟ من أجل ماذا حصلت هذه السلطة منذ 1993 على قرابة 7 مليار يورو نقدا من الاتحاد الاوروبي؟ – من أجل كبح حماس. ومن أجل ماذا أيدت الدول الاوروبية ‘الدولة الفلسطينية المراقبة’ في الامم المتحدة ان لم يكن من أجل اضعاف حماس؟ إذن الان، بعد كل هذا المال والجهد الهائل، سترتبط هذه السلطة بالذات بحماس، وربما حتى تنقل لها الحكم في الانتخابات.
هذه ببساطة فضيحة، ولكن يوجد لذلك تفسير: المال الاوروبي ضخ حتى اليوم الى السلطة دون شروط ودون رقابة، ولكن تشريعا جديدا من البرلمان الاوروبي في 3 نيسان 2014 سيطرح شروطا، وهذا ينهي السلطة وذلك لان مساعدتها للارهاب ستنكشف. هذا هو مصدر الهروب الى اذرع حماس: المعرفة في أن المال سيتوقف على أي حال.
والان؟ اذا ما تشكلت حكومة مع حماس، فلن يكون ممكنا تحويل حتى ولا سنت واحد للسلطة، وذلك لان حماس هي منظمة ارهابية رسمية سواء في واشنطن أم في الاتحاد الاوروبي. واضح أن اسرائيل ايضا ستكون ملزمة بوقف كل التحويلات المالية لسلطة ارهاب رسمية، وذلك لانه لا يوجد خيارا قانونيا آخر، بما في ذلك اقتطاع الديون الى شركة الكهرباء أكثر من 1.4 مليار شيكل – وللكثير من المدينين الاسرائيليين. ولعله من المجدي للاوروبيين أن يفكروا بالمطالبة باسترجاع المال الذي بذرته السلطة، واستغلاله في صالح كل العاطلين عن العمل في أراضيها.
ان خطوة الارتباط بحماس هي صفعة أيضا للانظمة العربية، وذلك لان هذا عمليا يعد اختيارا لعدوهم، حركة ‘الاخوان المسلمين’. هذه صفعة لمصر، للسعودية، للاردن ولانظمة اخرى ترى في الاسلام المتطرف عدوا وجوديا. ففتح وحماس على حد سواء اصبحتا كيانين مكروهين سواء في الجمهور الفلسطيني أم العربي: لا تأييد، لا اهتمام، لا أمل والانظمة العربية غير مستعدة لان تمول السلطة اذا ما توقف المال الاوروبي الامريكي الاسرائيلي، ولهذا فقد وقعتا الواحدة بين أذرع الاخرى، على نحو لا مفر منه، وذلك أيضا من أجل وقف العدو المشترك الذي يراكم القوة في الضفة وغزة: القوى السلفية الجهادية. فقد باتت هذه تعد عشرات الالاف، وهم المستقبل. هذا ما يعرفونه في حماس وفي فتح على حد سواء.
انتفاضة جديدة؟ حماس وفتح على حد سواء مفزوعتان من ذلك، وذلك لان هذه قد تبدأ ضد اسرائيل ولكن من شأنها أن تحرق الحركتين معا.
وهذه بالطبع صفعة لذوي المصلحة في اسرائيل، الذين يعيشون من عرفات، ابو مازن وعصبتهما منذ عشرين سنة فأكثر. فصناعة ‘السلام’ المزدهرة، مع صناديق بملايين الدولارات والرواتب، الجمعيات الاسرائيلية لانتزاع اكبر قدر ممكن من المال من اوروبا، المؤتمرات، فنادق خمسة نجوم، الاجنحة الخاصة في الطائرات من ناحية كل هذا، هذه مصيبة. الفرع الذي يجلسون عليه سيقطع.
حسن أن يحصل هذا الارتباط الان، سواء تحقق أم لا، وذلك لان النية واضحة. تصوروا أن تنقل اسرائيل أراض للفلسطينيين في وسط البلاد، وعندها يتم الارتباط بحماس والجهاد، بل وسيطرة هؤلاء على المناطق. ففي أي تهديد وجودي ستوجد اسرائيل عندها، عندما توجه الصواريخ نحو تل أبيب، الشارون، حيفا والقدس؟
وعليه، فخير ايضا قول الحقيقة: بعد اشهر من بيع الاوهام للجمهور عن ‘مسيرة سلام’ وعن ‘شركاء لم يسبق أن كانوا، الاوهام التي لم يشتريها الجمهور الغفير حقا. إذن الوداع للاوهام، وأهلا وسهلا بالواقع.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
عباس دائما لا يأتي
بقلم:آري شبيط،عن هآرتس
توجد لحظات لا ينساها الصحفي أبدا. في مطلع 1997 استقر رأي يوسي بيلين على أن يثق بي ويطلعني على الوثيقة التي تثبت أن السلام في متناول اليد. وفتح الذي كان آنذاك السياسي الأبرز والأكثر ابداعا في حركة العمل، فتح خزانة وأخرج منها رزمة أوراق مطبوعة ووضعها على الطاولة كمن يضع على الطاولة ورقة لعب رابحة.
كان اتفاق بيلين أبو مازن آنذاك اشاعة سمع بها كثيرون لكن قليلين حظوا بلمسها بأيديهم ورؤيتها بأعينهم. وقد حظيت بذلك. وقد قرأت بفم فاغر خطة السلام الشاملة التي صاغها قبل ذلك بسنة ونصف رجل السلام الاسرائيلي اللامع ورجل السلام الفلسطيني الرائد. ولم تدع الوثيقة المؤثرة أي موضع للشك في أن محمود عباس مستعد للتوقيع على اتفاق دائم، فقد تغلب اللاجيء من صفد على رواسب الماضي وعلى أفكار الماضي وهو مستعد لبناء مستقبل اسرائيلي فلسطيني مشترك يقوم على التعايش. فلو أننا تحررنا فقط من نير الليكود وعزلنا بنيامين نتنياهو لمضى معنا يد بيد الى حل الدولتين، فعباس شريك جدي في سلام حقيقي سنمهد الطريق معه لمصالحة تاريخية.
وفهمنا واستدخلنا في نفوسنا وقمنا بالمطلوب. وفي 1999 تحررنا من نير الليكود وعزلنا نتنياهو، وفي سنة 2000 مضينا الى قمة السلام في كامب ديفيد، لكن كانت المفاجأة أن عباس لم يأت الى كامب ديفيد بـ بيلين أبو مازن ولا بأي مسودة أخرى من اتفاق السلام، بل بالعكس؛ فقد كان واحدا من الرافضين العنيدين الذين أصروا على حق العودة ومنعوا التقدم.
لكن ليس المؤمنون أمثالنا هم الذين يرفعون أيديهم استسلاما. ففي خريف 2003 حينما صيغت مبادرة جنيف كان من الواضح لنا أنه لم تعد توجد تعلات وأن عباس سيوقع الآن على وثيقة السلام الجديدة ويتبنى مبادئها، ولكن كانت مفاجأة فقد أرسل أبو مازن الى المقدمة ياسر عبد ربه، أما هو فبقي حبيس مكتبه الواسع في رام الله، فلم يوجد لا توقيع ولا حذاء، ولا دببة ولا ذباب.
لكن ليس الناس المصممون مثلنا هم الذين يتنازلون عن الحلم، ولهذا أيدنا في 2008 تأييدا صادقا اهود اولمرت في سباق ماراثون المحادثات التي أجراها مع عباس والاقتراح الذي لا يمكن رفضه الذي عرضه على شريكه الفلسطيني. لكن كانت مفاجأة فأبو مازن لم يرفض في الحقيقة لكنه اختفى ولم يقل لا نعم ولا لا، لكنه تلاشى دون أن يترك أثرا خلفه.
هل بدأنا ندرك أنه يقف بازائنا اسحق شامير فلسطيني؟ لا، لا. ففي صيف 2009 أيدنا حتى نتنياهو حينما سار نحو عباس بخطبة بار ايلان وبتجميد البناء في المستوطنات، ولكن كانت مفاجأة لأن الرافض المحنك لم يُبلبل ولم يضعف ورفض أن يرقص تانغو السلام مع زعيم اليمين الاسرائيلي.
فهل فتحنا أعيننا؟ لا على الاطلاق بل اتهمنا الليكود مرة اخرى واتهمنا نتنياهو مرة اخرى ورعينا اعتقاد أن أبو مازن لن يتجرأ على أن يقول لا لجون كيري في 2014. لكن كانت مفاجأة: فقد قال عباس بطريقته المهذبة المحنكة ‘لا’ في الاشهر الاخيرة لكيري ولبراك اوباما ايضا. وتبين مرة اخرى أن نهج الرئيس من رام الله واضح ومتسق وهو أنه لا توجد تنازلات فلسطينية مُلزمة بل توجد لعبة مطورة تستخرج من الاسرائيليين مصالحات اخرى دون أن تستتبع مصالحة فلسطينية حقيقية.
يحسن أن ننتبه الى أنه لم تثمر عشرون سنة محادثات سلام عقيمة الى اليوم وثيقة واحدة فيها تخلي فلسطيني جوهري وقع عباس عليها. لا يوجد ألبتة. لم يوجد ولن يوجد.
في الـ 17 سنة الماضية منذ أخرج بيلين الوثيقة المؤثرة من الخزانة طلق زوجته وتزوج ورزق أحفادا. وطلقت زوجتي أنا ايضا وتزوجت ورزقت اولادا (آخرين). إن الوقت الذي مضى والتجربة المتراكمة علمته وعلمتني ايضا أمورا عدة. لكن كثيرين آخرين لم يتعلموا وهم ما زالوا يدعون أبو مازن يضللهم وينتظرون جودو الفلسطيني الذي لن يحضر أبدا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
من الذي يشعل النار في جبل الهيكل؟
بقلم:اسرائيل هرئيل،عن هآرتس
حظيت بأن كنت في القوات التي احتلت الطريق الى جبل الهيكل في سنة 1967. وما زال اعلان موتي غور أن ‘جبل الهيكل في أيدينا’ يصيبني بالقشعريرة في ظهري الى اليوم. وبعد انتهاء المعارك جرى في جبل الهيكل عرض عسكري للواء، تلا فيه غور منشورا على مرؤوسيه جاء فيه: ‘كان جبل الهيكل محرما على اليهود ألفي سنة الى أن جئتم أنتم أيها المظليون فأعدتموه الى كنف الأمة’. وهذه كلمات لن تزول أبدا من ذاكرة كل من كان يقف هناك في الصفوف الطويلة التي كان يغيب عنها الـ 98 قتيلا ومئات الجرحى.
تبين سريعا جدا أن حكومة الأمة اليهودية رفضت أن تحتضن الهبة التاريخية الوحيدة التي لا ثاني لها التي منحها المظليون إياها. وقد أفضت حكومات اسرائيل على اختلاف أجيالها والمؤسسة الحاخامية الرئيسة وكل الآخرين المسؤولين عن منع الوجود اليهودي في جبل الهيكل، أفضوا بظلم منهم الى أن فقد الشعب اليهودي سيادته على الجبل. أما اولئك الذين ينجحون في الصعود الى الجبل فيشعرون بأنهم اجانب غير مرغوب فيهم في أقدس مكان للشعب اليهودي. ولهذا السبب وكي لا أُجرب التنافر البالغ بين مقام التسامي في سنة 1967 وبين الواقع المُذل السائد اليوم حيث يُحدق رجال الأوقاف بكل يهودي يعتمر قبعة دينية في عداوة ويصاحبونه لهذا السبب لم تطأ قدمي جبل الهيكل في عشرات السنوات الاخيرة.
في 1967 أصيب قادة دولة اسرائيل الكبار ورجال الدين فيها بانخساف عقولهم فهم لم يدركوا المعنى القومي العظيم للعودة الى جبل الهيكل كما أدركوا بصورة جزئية فقط معنى تحرير اراضي يهودا والسامرة. وبسبب ذلك الانخساف ولا يوجد فراغ في مثل هذه الصراعات يفضي العرب لمنع تقويم المعوج الى تثوير دائم وتفجير في جبل الهيكل مقتطعين مئات الكيلومترات منه، وهلم جرا.
إن اعمال شغب العرب الاخيرة في جبل الهيكل وهي خلية اخرى تضاف الى ما لا يحصى من اعمال الشغب السابقة هي الثمرة الفاسدة لعدم تحقيق السيادة الاسرائيلية بسبب شعور الخوف اليهودي الفطري من أنه اذا مُنح اليهود حقوقا مساوية في الجبل فان ‘ذلك سيشعل المنطقة كلها’. وهذا الأمر داحض اليوم فضلا عن أنه لم يكن صحيحا في سنة 1967.
كانت ‘المنطقة كلها’ آنذاك مهزومة ومصابة بصدمة. وكان من الممكن إقرار حقائق في جبل الهيكل مثل منح اليهود مكانة دينية مثلا دون سلب المسلمين مكانتهم وضم يهودا والسامرة الى اسرائيل. وكان ‘العالم’ الذي ارتجف منه قادة الدولة سيشعر شعور الذنب لأنه لم يهب لمساعدة الدولة الصغيرة التي كانت على شفا الفناء قبيل الحرب. وكان العالم لو فعلوا سيُسلم بالضم وكانت توجد اشارات كثيرة جدا الى ذلك. ولم يكن الشعب الفلسطيني قد أوجد بعد فاتفق الجميع على أنه منذ جلا اليهود عن ارضهم لم تكن هذه المناطق تحت سيادة أي شعب وأية أمة. وتذكرون أن بريطانيا وباكستان فقط اعترفتا بالضم الاردني في 1948.
إن تحالف قوى مذهلا يمنع تقويم المعوج وهي: حكومات اسرائيل والاوقاف الاسلامية والمؤسسة الحاخامية (وتشمل الصهيونية الدينية)، والامم المتحدة، والجامعة العربية، ومنظمات حقوق الانسان بالطبع. وهذه الاخيرة تناضل نضالا لا هوادة فيه من اجل حرية عبادة العرب في كل موقع، لكنها تعارض بنفس القدر من النشاط حق اليهود في الصلاة في أقدس مكان لهم. وتقف معها المحكمة العليا لدولة اليهود التي ترد بصورة آلية وبنفس الكلمات استئنافا بعد استئناف يطلب فيه اليهود الحق في حرية العبادة.
إن العرب ما ظلوا يشعرون بأن هذا التحالف يعاضدهم، فسيظل الجبل ينفجر وستظل الحمم البركانية تتدفق وتلتهم. لكن في اللحظة التي تتجرأ فيها الدولة على اعلان مساواة اليهود ولو في حق العبادة وتنفذ ذلك بكامل القوة التي تملكها قد ينشأ وضع راهن سيكون في البدء متوترا لكن سيصبح بعد ذلك وربما يطول الامر كثيرا، مفهوما من تلقاء نفسه، بل قد ينشأ على مر الايام على إثر الاختلاط المتواتر والدائم، حراك تقارب. فالذي يعارض ذلك يعارض مصالحة تاريخية بين العرب واليهود في ارض اسرائيل وامكان إحلال سلام حقيقي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
فرصة بالذات
بقلم:براك ربيد،عن هآرتس
لم تمر سوى دقائق من لحظة صدور الانباء الاولى عن الاختراق في الاتصالات بين حماس وفتح عن اتفاق المصالحة الرامي الى انهاء الانقسام الذي يمتد لسبع سنوات بين قطاع غزة والضفة الغربية، حتى خرج مكتب رئيس الوزراء بهجوم على كل الجبهات. فقد نقلت رسائل الى الوزراء، وامطر المراسلون بالرسائل القصيرة فيما صبت حسابات التويتر والفيسبوك لمكتب نتنياهو النار والبارود. وبالغ في عمله الناطق بلسان نتنياهو لوسائل الاعلام العربية، اوفير جيندلمان حين تضمنت تغريداته على التويتر تصريحات حماسية تفوق موعظة يوم الجمعة لرئيس وزراء حماس اسماعيل هنية، في المسجد في غزة. ففي احدى التغريدات قال جيندلمان، بالعربية، ان اسرائيل يمكنها أن ‘تقصف’ فتح وحماس معا إن شاءت.
وكانت حماسة نتنياهو ورجاله متوقعة. فهذا رد فعل شرطي آخر لحكومة اسرائيل على التغيير الجاري في الشرق الاوسط. فمثلما مع سقوط مبارك في مصر، انتصار روحاني في الانتخابات في ايران، او الاتفاق المرحلي بين القوى العظمى وايران على البرنامج النووي، هذه المرة أيضا كان رد الفعل الاسرائيلي سلبيا، بث الفزع ورأى في كل تغيير في الوضع الراهن تهديدا وليس فرصة.
ولم يكن رد الفعل متوقعا فقط بل وكان مزدوج الاخلاق ايضا. ففي السنوات الخمسة الاخيرة التي جلس فيها نتنياهو على الكرسي في المبنى في شارع كابلان 3 في القدس أدار مفاوضات مع حماس، كانت أطول، أكثر جدية ومع قدر أكبر من النية الطيبة مما مع عباس. ولمن نسي، فقد حقق نتنياهو اتفاقين مكتوبين مع المنظمة الارهابية الغزية مرة في صفقة لتحرير الجندي المخطوف جلعاد شاليط ومرة ثانية في وقف النار الذي أنهى حملة عمود السحاب.
نتنياهو، الذي اعتصر عباس على تحرير 80 سجينا متقاعدا أمضوا أكثر من 20 سنة في السجن، وأدى الى تفجير المفاوضات برفضه تحرير 14 سجينا عربيا اسرائيليا، كان مستعدا لان يعطي حماس الف مخرب قوتهم في متنهم، وبينهم عرب اسرائيليون ايضا. وتصرف ببخل ورفض اعطاء عباس كل مؤشر على السيادة في الضفة الغربية، ولكنه لم يتردد في الاعتراف بحماس كصاحبة السيادة في غزة.
من حطم أمس الارقام القياسية في الازدواجية الاخلاقية كانت تسيبي لفني، التي اضافت شريحة اخرى من نسغ النجارين الى الكرسي الذي تجلس عليه في وزارة العدل. فقد استقامت لفني في الخط مع نتنياهو وفي مسرحية رائعة من دحرجة العيون ادعت بان اتفاق المصالحة الفلسطيني ‘يمس بمساعي السلام وبالفرصة الناشئة مؤخرا فقط’. ونسيت لفني القول انه حتى لو كانت المفاوضات حظيت باحياء مؤقت، فان هذا لم يكن سوى استمرار لمحادثات عابثة شاركت فيها في الاشهر الثمانية الاخيرة.
ان حكومة اسرائيلية تريد ان تدفع قدما بحل الدولتين كان ينبغي لها أن تفرح أمس وأن ترى في اتفاق المصالحة بين حماس وفتح فرصة وليس تهديدا. فبعد كل شيء، كان نتنياهو، افيغدور ليبرمان ورفاقهما في الحكومة هم الذين ادعوا بان عباس لا يمثل كل الجمهور الفلسطيني وانه لا يمكن التقدم حين تكون السلطة الفلسطينية لا تسيطر في غزة. اتفاق المصالحة، اذا ما نفذ، سيعطي جوابا لهذه الادعاءات بالضبط، وينتج حكومة تمثل كل الفلسطينيين.
ان اتفاق المصالحة هو فرصة، إذ لعل الضائقة العميقة التي تعيشها حماس ستلزم المنظمة بتغيير الاتجاه، مثلما حصل لياسر عرفات وم.ت.ف بعد حرب الخليج. فاتفاق المصالحة يتضمن انضمام حماس الى م.ت.ف وقبول مبادئها، بمعنى: الاعتراف باسرائيل وقبول اتفاقات اوسلو وخريطة الطريق. ومعنى الاتفاق هو أن حماس أيضا مستعدة، للمرة الاولى، للتخلي عن جزء من سيطرتها في قطاع غزة في صالح حكومة وحدة.
ان تنفيذ اتفاق المصالحة معناه ايضا انتخابات جديدة للرئاسة والبرلمان الفلسطيني، لم تعقد منذ سنين. في ضوء وضع حماس المتضعضع في الرأي العام الفلسطيني، ولا سيما في قطاع غزة، فان الانتخابات ستؤدي الى انخفاض في قوتها السياسية. والانتخابات الجديدة كفيلة بان تمنح تفويضا متجددا للرئيس عباس او السماح للمتنافس الاخر بان ينتخب بدلا منه، فيحظى بشرعية جماهيرية أوسع ويصبح شريكا مصداقا، قويا وأكثر استقرارا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
يواصلون الشقاق
بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس افتتاحية
الدافع الاسرائيلي لشق صفوف المجتمع العربي وتجنيد العرب المسيحيين ‘في صالحهم’، مقابل العرب المسلمين ظهر في القانون الذي بادر اليه النائب يريف لفين وأقر قبل شهرين. أساس القانون الفصل بين المسيحيين والمسلمين، في شكل تمثيل منفصل في اللجنة الاستشارية، التي تعين حسب قانون المساواة في الفرص. وفي أثناء البحث في القانون قال النائب لفين ان هذه خطوة أولى من اصل خطوات كثيرة، هدفها التفريق بين المواطنين العرب المسيحيين والعرب المسلمين وتعميق اندماج السكان المسيحيين في المجتمع الاسرائيلي. ‘بيننا وبين المسيحيين يوجد الكثير مما هو مشترك. فهم حلفاؤنا الطبيعيون، وزن مضاد للمسلمين الذين يريدون تصفية الدولة من الداخل’، قال لفين في مقابلة مع ‘معاريف’.
والان، تأتي خطوة اخرى تخدم هذا الدافع: فقد أعلن الجيش الاسرائيلي بانه سيبعث الى 800 شاب مسيحي ‘أوامر تطوع′ تدعوهم الى ‘عملية امتثال للاجراءات الاولية’. وشرحت أوساط الجيش بان الخطوة التي جاءت استمرارا لعدة مناسبات لتشجيع تجنيد الشباب، باشراف وزارة الدفاع في الوسط العربي المسيحي تستهدف اطلاع الشباب على مسارات التجنيد المفتوحة امامهم. كما قدرت أوساط الجيش الاسرائيلي بان الاوامر ستشجع المزيد من الشباب على الخدمة في الجيش. ومع أن الاوامر لا تلزم من يتلقاها فان الجيش محق في تقديره: فالاوامر كفيلة بان تؤدي الى ارتفاع في معدل التجنيد، في اعقاب الرسالة التي يتلقاها الشباب من الدولة وبموجبها يجدر بهم أن يشوشوا هويتهم العربية في صالح تجنيدهم ‘من أجل الاغلبية اليهودية’.
اذا كان الجيش على هذه الحاجة للمتطوعين، فعليه أن يتوجه لكل من ليس ملزما بالتجنيد الالزامي. غير أنه من الصعب عدم الاشتباه بان هذا التمييز الذي تعقده الدولة بين مواطنيها العرب يستهدف عمليا اثارة الشقاق بينهم، على نمط فرق تسد، وفي الوقت الذي يتم التمييز بحق هؤلاء واولئك في نفس الوقت وظلمهم من قبل الدولة، سواء بالتشريع أم بالسلوك اليومي.
يمكن الاسف على الجهل الذي تبديه الدولة في شكل تعريف 20 في المئة من مواطنيها. فليس مبررا وليس سليما التمييز بين العرب على أساس معايير دينية.
الخطوة التي أعلن عنها الجيش الاسرائيلي تثبت بان الدافع والفكر لدى النائب لفين بالنسبة للعرب ليسا محصورين به ورفاقه من اليمين المتطرف. فهذه السياسة، التي تقوض مفهوم المواطنة، الذي لا حاجة ولا يمكن للنظام الديمقراطي ان يميز بين الدين، العرق والجنسن تتبناها الحكومة وتصبح سياستها المعلنة. هذه السياسة يجب أن تتوقف.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
قلق أردني من نجاحات الاسد الأخيرة
بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس
بعد سلسلة نجاحات لنظام الاسد في المعارك التي حدثت في الاشهر الاخيرة في الحرب الاهلية السورية، أخذ يلوح الآن امكان أن يركز الجيش السوري جهوده مجددا في القتال في جنوب الدولة ولا سيما بالقرب من الحدود مع الاردن. ونشرت في وسائل الاعلام العربية في الاسابيع الاخيرة عدة أنباء تفيد بأنه يتوقع عملية عسكرية واسعة للنظام السوري في المنطقة التي نشبت فيها الهبة الشعبية في سوريا قبل ثلاث سنوات تقريبا.
بدأت المظاهرات على نظام الاسد في مدينة درعا في آذار 2011 واقتصرت في البداية على احتجاج اقتصادي. وانتشرت في غضون اشهر معدودة في أنحاء الدولة كلها وزادت التقديرات بين ربيع 2012 وربيع 2013 التي تفيد أن النظام قريب من نهايته. ومنذ ذلك الحين نجح الرئيس بشار الاسد في أن يرجح الكفة لصالحه وذلك في الأساس بفضل دعم اقتصادي وعسكري واضح من روسيا وايران ومساعدة وحدات مقاتلة من حزب الله.
بعد احتلال عدة بلدات ذات أهمية تكتيكية كبيرة في جبل القلمون بالقرب من الحدود مع لبنان، سجل الجيش السوري انجازات ايضا في عدد من المدن الكبيرة في سوريا ومنها حمص وحلب حيث نجح في أن يزيح في المدة الاخيرة قوات المتمردين عن مواقع رئيسة.
في درعا نفسها بقي في السنوات الاخيرة وجود قوي لمنظمات المتمردين المختلفة، وكلما طالت مدة الحرب برزت فيها فصائل مسلحة متطرفة تستمد الالهام من القاعدة. وتم تقاسم السيطرة في البلدة بين النظام والمتمردين وجرى القتال فيها وفيما حولها في ضعف نسبي قياسا بمناطق اخرى. ويرى النظام الآن أهمية في السيطرة على درعا كي يصد امكان تقدم المتمردين نحو دمشق من جهة الجنوب.
تم الابلاغ في الايام الاخيرة عن وقوع خسائر من المتمردين في معارك مع الجيش في درعا، وكثرت في مقابل ذلك الانباء عن استعدادات الجيش لعملية أكبر. إن نشاط الجيش السوري في المنطقة يوجب يقظة اسرائيلية ايضا بسبب القرب النسبي من المنطقة الحدودية في جنوب هضبة الجولان، لكن الاردن هي القلقة قلقا خاصا من تأثيرات التوتر هناك. على حسب تقرير في الصحيفة العربية ‘القدس العربي’ التي تصدر في لندن، أُرسل في المدة الاخيرة ضابط استخبارات اردني الى سوريا للقاء سري طلب فيه من السوريين أن يركزوا جهدا عسكريا على المجموعات المؤيدة للقاعدة في المنطقة الحدودية بين الدولتين.
قبل سنتين دعا عبد الله ملك الاردن الى استقالة الاسد بسبب الفظائع التي نفذها النظام على مواطنيه، لكن يبدو الآن أن الأسرة الهاشمية أصبحت أكثر حذرا بازاء النجاحات السورية. ويخشى الاردن آثار نشاط المنظمات المتطرفة بالقرب من الحدود. وعلى حسب أنباء نشرت في وسائل الاعلام العربية أصبحت عمان تتلقى مساعدة من اسرائيل باستعمال طائرات بلا طيارين في مهمات استطلاعية بغرض زيادة الرقابة على المنطقة الحدودية مع سوريا.
والاردنيون قلقون في الوقت نفسه من تيار اللاجئين الضخم الذي يأتي من سوريا. فعلى حسب عدة تقديرات أصبح عدد اللاجئين في الاردن قد بلغ مليون شخص. وتحاول السلطات الاردنية أن تحد من خروج اللاجئين من المخيمات في شمال الدولة الى سائر أجزاء المملكة خشية توتر بينهم وبين المواطنين الاردنيين وذلك على الخصوص للمنافسة في اماكن العمل. في الوقت الذي يسجل فيه نظام الاسد انجازات في مناطق كثيرة في سوريا أصبحت الصورة في طول الحدود مع اسرائيل عكس ذلك تماما، فالنظام السوري يسيطر الآن على جيبين فقط على طول الحدود، أما منظمات المتمردين فتزيد من عمق سيطرتها على المنطقة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ
أقــلام وآراء إسرائيلي (613) الجمعــة 25/04/2014 م
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
في هــــــذا الملف
اتفاق فتح ـ حماس… صفعة أبو مازن
بقلم:غي بخور،عن يديعوت
عباس دائما لا يأتي
بقلم:آري شبيط،عن هآرتس
من الذي يشعل النار في جبل الهيكل؟
بقلم:اسرائيل هرئيل،عن هآرتس
فرصة بالذات
بقلم:براك ربيد،عن هآرتس
يواصلون الشقاق
بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس افتتاحية
قلق أردني من نجاحات الاسد الأخيرة
بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس
</tbody>
اتفاق فتح ـ حماس… صفعة أبو مازن
بقلم:غي بخور،عن يديعوت
ارتباط أبو مازن بمنظمة الارهاب حماس، سواء حصل أم لم يحصل، ليس سوى صفعة رنانة لمن رأى فيه ‘شريكا’ ولا سيما للادارة الامريكية، لجون كيري وللاتحاد الاوروبي. بل ان هذه اهانة.
فلماذا يحيي الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة بالتنفس الاصطناعي منذ سنين الكيان المسمى السلطة الفلسطينية بمليارات الدولارات؟ من أجل ماذا حصلت هذه السلطة منذ 1993 على قرابة 7 مليار يورو نقدا من الاتحاد الاوروبي؟ – من أجل كبح حماس. ومن أجل ماذا أيدت الدول الاوروبية ‘الدولة الفلسطينية المراقبة’ في الامم المتحدة ان لم يكن من أجل اضعاف حماس؟ إذن الان، بعد كل هذا المال والجهد الهائل، سترتبط هذه السلطة بالذات بحماس، وربما حتى تنقل لها الحكم في الانتخابات.
هذه ببساطة فضيحة، ولكن يوجد لذلك تفسير: المال الاوروبي ضخ حتى اليوم الى السلطة دون شروط ودون رقابة، ولكن تشريعا جديدا من البرلمان الاوروبي في 3 نيسان 2014 سيطرح شروطا، وهذا ينهي السلطة وذلك لان مساعدتها للارهاب ستنكشف. هذا هو مصدر الهروب الى اذرع حماس: المعرفة في أن المال سيتوقف على أي حال.
والان؟ اذا ما تشكلت حكومة مع حماس، فلن يكون ممكنا تحويل حتى ولا سنت واحد للسلطة، وذلك لان حماس هي منظمة ارهابية رسمية سواء في واشنطن أم في الاتحاد الاوروبي. واضح أن اسرائيل ايضا ستكون ملزمة بوقف كل التحويلات المالية لسلطة ارهاب رسمية، وذلك لانه لا يوجد خيارا قانونيا آخر، بما في ذلك اقتطاع الديون الى شركة الكهرباء أكثر من 1.4 مليار شيكل – وللكثير من المدينين الاسرائيليين. ولعله من المجدي للاوروبيين أن يفكروا بالمطالبة باسترجاع المال الذي بذرته السلطة، واستغلاله في صالح كل العاطلين عن العمل في أراضيها.
ان خطوة الارتباط بحماس هي صفعة أيضا للانظمة العربية، وذلك لان هذا عمليا يعد اختيارا لعدوهم، حركة ‘الاخوان المسلمين’. هذه صفعة لمصر، للسعودية، للاردن ولانظمة اخرى ترى في الاسلام المتطرف عدوا وجوديا. ففتح وحماس على حد سواء اصبحتا كيانين مكروهين سواء في الجمهور الفلسطيني أم العربي: لا تأييد، لا اهتمام، لا أمل والانظمة العربية غير مستعدة لان تمول السلطة اذا ما توقف المال الاوروبي الامريكي الاسرائيلي، ولهذا فقد وقعتا الواحدة بين أذرع الاخرى، على نحو لا مفر منه، وذلك أيضا من أجل وقف العدو المشترك الذي يراكم القوة في الضفة وغزة: القوى السلفية الجهادية. فقد باتت هذه تعد عشرات الالاف، وهم المستقبل. هذا ما يعرفونه في حماس وفي فتح على حد سواء.
انتفاضة جديدة؟ حماس وفتح على حد سواء مفزوعتان من ذلك، وذلك لان هذه قد تبدأ ضد اسرائيل ولكن من شأنها أن تحرق الحركتين معا.
وهذه بالطبع صفعة لذوي المصلحة في اسرائيل، الذين يعيشون من عرفات، ابو مازن وعصبتهما منذ عشرين سنة فأكثر. فصناعة ‘السلام’ المزدهرة، مع صناديق بملايين الدولارات والرواتب، الجمعيات الاسرائيلية لانتزاع اكبر قدر ممكن من المال من اوروبا، المؤتمرات، فنادق خمسة نجوم، الاجنحة الخاصة في الطائرات من ناحية كل هذا، هذه مصيبة. الفرع الذي يجلسون عليه سيقطع.
حسن أن يحصل هذا الارتباط الان، سواء تحقق أم لا، وذلك لان النية واضحة. تصوروا أن تنقل اسرائيل أراض للفلسطينيين في وسط البلاد، وعندها يتم الارتباط بحماس والجهاد، بل وسيطرة هؤلاء على المناطق. ففي أي تهديد وجودي ستوجد اسرائيل عندها، عندما توجه الصواريخ نحو تل أبيب، الشارون، حيفا والقدس؟
وعليه، فخير ايضا قول الحقيقة: بعد اشهر من بيع الاوهام للجمهور عن ‘مسيرة سلام’ وعن ‘شركاء لم يسبق أن كانوا، الاوهام التي لم يشتريها الجمهور الغفير حقا. إذن الوداع للاوهام، وأهلا وسهلا بالواقع.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
عباس دائما لا يأتي
بقلم:آري شبيط،عن هآرتس
توجد لحظات لا ينساها الصحفي أبدا. في مطلع 1997 استقر رأي يوسي بيلين على أن يثق بي ويطلعني على الوثيقة التي تثبت أن السلام في متناول اليد. وفتح الذي كان آنذاك السياسي الأبرز والأكثر ابداعا في حركة العمل، فتح خزانة وأخرج منها رزمة أوراق مطبوعة ووضعها على الطاولة كمن يضع على الطاولة ورقة لعب رابحة.
كان اتفاق بيلين أبو مازن آنذاك اشاعة سمع بها كثيرون لكن قليلين حظوا بلمسها بأيديهم ورؤيتها بأعينهم. وقد حظيت بذلك. وقد قرأت بفم فاغر خطة السلام الشاملة التي صاغها قبل ذلك بسنة ونصف رجل السلام الاسرائيلي اللامع ورجل السلام الفلسطيني الرائد. ولم تدع الوثيقة المؤثرة أي موضع للشك في أن محمود عباس مستعد للتوقيع على اتفاق دائم، فقد تغلب اللاجيء من صفد على رواسب الماضي وعلى أفكار الماضي وهو مستعد لبناء مستقبل اسرائيلي فلسطيني مشترك يقوم على التعايش. فلو أننا تحررنا فقط من نير الليكود وعزلنا بنيامين نتنياهو لمضى معنا يد بيد الى حل الدولتين، فعباس شريك جدي في سلام حقيقي سنمهد الطريق معه لمصالحة تاريخية.
وفهمنا واستدخلنا في نفوسنا وقمنا بالمطلوب. وفي 1999 تحررنا من نير الليكود وعزلنا نتنياهو، وفي سنة 2000 مضينا الى قمة السلام في كامب ديفيد، لكن كانت المفاجأة أن عباس لم يأت الى كامب ديفيد بـ بيلين أبو مازن ولا بأي مسودة أخرى من اتفاق السلام، بل بالعكس؛ فقد كان واحدا من الرافضين العنيدين الذين أصروا على حق العودة ومنعوا التقدم.
لكن ليس المؤمنون أمثالنا هم الذين يرفعون أيديهم استسلاما. ففي خريف 2003 حينما صيغت مبادرة جنيف كان من الواضح لنا أنه لم تعد توجد تعلات وأن عباس سيوقع الآن على وثيقة السلام الجديدة ويتبنى مبادئها، ولكن كانت مفاجأة فقد أرسل أبو مازن الى المقدمة ياسر عبد ربه، أما هو فبقي حبيس مكتبه الواسع في رام الله، فلم يوجد لا توقيع ولا حذاء، ولا دببة ولا ذباب.
لكن ليس الناس المصممون مثلنا هم الذين يتنازلون عن الحلم، ولهذا أيدنا في 2008 تأييدا صادقا اهود اولمرت في سباق ماراثون المحادثات التي أجراها مع عباس والاقتراح الذي لا يمكن رفضه الذي عرضه على شريكه الفلسطيني. لكن كانت مفاجأة فأبو مازن لم يرفض في الحقيقة لكنه اختفى ولم يقل لا نعم ولا لا، لكنه تلاشى دون أن يترك أثرا خلفه.
هل بدأنا ندرك أنه يقف بازائنا اسحق شامير فلسطيني؟ لا، لا. ففي صيف 2009 أيدنا حتى نتنياهو حينما سار نحو عباس بخطبة بار ايلان وبتجميد البناء في المستوطنات، ولكن كانت مفاجأة لأن الرافض المحنك لم يُبلبل ولم يضعف ورفض أن يرقص تانغو السلام مع زعيم اليمين الاسرائيلي.
فهل فتحنا أعيننا؟ لا على الاطلاق بل اتهمنا الليكود مرة اخرى واتهمنا نتنياهو مرة اخرى ورعينا اعتقاد أن أبو مازن لن يتجرأ على أن يقول لا لجون كيري في 2014. لكن كانت مفاجأة: فقد قال عباس بطريقته المهذبة المحنكة ‘لا’ في الاشهر الاخيرة لكيري ولبراك اوباما ايضا. وتبين مرة اخرى أن نهج الرئيس من رام الله واضح ومتسق وهو أنه لا توجد تنازلات فلسطينية مُلزمة بل توجد لعبة مطورة تستخرج من الاسرائيليين مصالحات اخرى دون أن تستتبع مصالحة فلسطينية حقيقية.
يحسن أن ننتبه الى أنه لم تثمر عشرون سنة محادثات سلام عقيمة الى اليوم وثيقة واحدة فيها تخلي فلسطيني جوهري وقع عباس عليها. لا يوجد ألبتة. لم يوجد ولن يوجد.
في الـ 17 سنة الماضية منذ أخرج بيلين الوثيقة المؤثرة من الخزانة طلق زوجته وتزوج ورزق أحفادا. وطلقت زوجتي أنا ايضا وتزوجت ورزقت اولادا (آخرين). إن الوقت الذي مضى والتجربة المتراكمة علمته وعلمتني ايضا أمورا عدة. لكن كثيرين آخرين لم يتعلموا وهم ما زالوا يدعون أبو مازن يضللهم وينتظرون جودو الفلسطيني الذي لن يحضر أبدا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
من الذي يشعل النار في جبل الهيكل؟
بقلم:اسرائيل هرئيل،عن هآرتس
حظيت بأن كنت في القوات التي احتلت الطريق الى جبل الهيكل في سنة 1967. وما زال اعلان موتي غور أن ‘جبل الهيكل في أيدينا’ يصيبني بالقشعريرة في ظهري الى اليوم. وبعد انتهاء المعارك جرى في جبل الهيكل عرض عسكري للواء، تلا فيه غور منشورا على مرؤوسيه جاء فيه: ‘كان جبل الهيكل محرما على اليهود ألفي سنة الى أن جئتم أنتم أيها المظليون فأعدتموه الى كنف الأمة’. وهذه كلمات لن تزول أبدا من ذاكرة كل من كان يقف هناك في الصفوف الطويلة التي كان يغيب عنها الـ 98 قتيلا ومئات الجرحى.
تبين سريعا جدا أن حكومة الأمة اليهودية رفضت أن تحتضن الهبة التاريخية الوحيدة التي لا ثاني لها التي منحها المظليون إياها. وقد أفضت حكومات اسرائيل على اختلاف أجيالها والمؤسسة الحاخامية الرئيسة وكل الآخرين المسؤولين عن منع الوجود اليهودي في جبل الهيكل، أفضوا بظلم منهم الى أن فقد الشعب اليهودي سيادته على الجبل. أما اولئك الذين ينجحون في الصعود الى الجبل فيشعرون بأنهم اجانب غير مرغوب فيهم في أقدس مكان للشعب اليهودي. ولهذا السبب وكي لا أُجرب التنافر البالغ بين مقام التسامي في سنة 1967 وبين الواقع المُذل السائد اليوم حيث يُحدق رجال الأوقاف بكل يهودي يعتمر قبعة دينية في عداوة ويصاحبونه لهذا السبب لم تطأ قدمي جبل الهيكل في عشرات السنوات الاخيرة.
في 1967 أصيب قادة دولة اسرائيل الكبار ورجال الدين فيها بانخساف عقولهم فهم لم يدركوا المعنى القومي العظيم للعودة الى جبل الهيكل كما أدركوا بصورة جزئية فقط معنى تحرير اراضي يهودا والسامرة. وبسبب ذلك الانخساف ولا يوجد فراغ في مثل هذه الصراعات يفضي العرب لمنع تقويم المعوج الى تثوير دائم وتفجير في جبل الهيكل مقتطعين مئات الكيلومترات منه، وهلم جرا.
إن اعمال شغب العرب الاخيرة في جبل الهيكل وهي خلية اخرى تضاف الى ما لا يحصى من اعمال الشغب السابقة هي الثمرة الفاسدة لعدم تحقيق السيادة الاسرائيلية بسبب شعور الخوف اليهودي الفطري من أنه اذا مُنح اليهود حقوقا مساوية في الجبل فان ‘ذلك سيشعل المنطقة كلها’. وهذا الأمر داحض اليوم فضلا عن أنه لم يكن صحيحا في سنة 1967.
كانت ‘المنطقة كلها’ آنذاك مهزومة ومصابة بصدمة. وكان من الممكن إقرار حقائق في جبل الهيكل مثل منح اليهود مكانة دينية مثلا دون سلب المسلمين مكانتهم وضم يهودا والسامرة الى اسرائيل. وكان ‘العالم’ الذي ارتجف منه قادة الدولة سيشعر شعور الذنب لأنه لم يهب لمساعدة الدولة الصغيرة التي كانت على شفا الفناء قبيل الحرب. وكان العالم لو فعلوا سيُسلم بالضم وكانت توجد اشارات كثيرة جدا الى ذلك. ولم يكن الشعب الفلسطيني قد أوجد بعد فاتفق الجميع على أنه منذ جلا اليهود عن ارضهم لم تكن هذه المناطق تحت سيادة أي شعب وأية أمة. وتذكرون أن بريطانيا وباكستان فقط اعترفتا بالضم الاردني في 1948.
إن تحالف قوى مذهلا يمنع تقويم المعوج وهي: حكومات اسرائيل والاوقاف الاسلامية والمؤسسة الحاخامية (وتشمل الصهيونية الدينية)، والامم المتحدة، والجامعة العربية، ومنظمات حقوق الانسان بالطبع. وهذه الاخيرة تناضل نضالا لا هوادة فيه من اجل حرية عبادة العرب في كل موقع، لكنها تعارض بنفس القدر من النشاط حق اليهود في الصلاة في أقدس مكان لهم. وتقف معها المحكمة العليا لدولة اليهود التي ترد بصورة آلية وبنفس الكلمات استئنافا بعد استئناف يطلب فيه اليهود الحق في حرية العبادة.
إن العرب ما ظلوا يشعرون بأن هذا التحالف يعاضدهم، فسيظل الجبل ينفجر وستظل الحمم البركانية تتدفق وتلتهم. لكن في اللحظة التي تتجرأ فيها الدولة على اعلان مساواة اليهود ولو في حق العبادة وتنفذ ذلك بكامل القوة التي تملكها قد ينشأ وضع راهن سيكون في البدء متوترا لكن سيصبح بعد ذلك وربما يطول الامر كثيرا، مفهوما من تلقاء نفسه، بل قد ينشأ على مر الايام على إثر الاختلاط المتواتر والدائم، حراك تقارب. فالذي يعارض ذلك يعارض مصالحة تاريخية بين العرب واليهود في ارض اسرائيل وامكان إحلال سلام حقيقي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
فرصة بالذات
بقلم:براك ربيد،عن هآرتس
لم تمر سوى دقائق من لحظة صدور الانباء الاولى عن الاختراق في الاتصالات بين حماس وفتح عن اتفاق المصالحة الرامي الى انهاء الانقسام الذي يمتد لسبع سنوات بين قطاع غزة والضفة الغربية، حتى خرج مكتب رئيس الوزراء بهجوم على كل الجبهات. فقد نقلت رسائل الى الوزراء، وامطر المراسلون بالرسائل القصيرة فيما صبت حسابات التويتر والفيسبوك لمكتب نتنياهو النار والبارود. وبالغ في عمله الناطق بلسان نتنياهو لوسائل الاعلام العربية، اوفير جيندلمان حين تضمنت تغريداته على التويتر تصريحات حماسية تفوق موعظة يوم الجمعة لرئيس وزراء حماس اسماعيل هنية، في المسجد في غزة. ففي احدى التغريدات قال جيندلمان، بالعربية، ان اسرائيل يمكنها أن ‘تقصف’ فتح وحماس معا إن شاءت.
وكانت حماسة نتنياهو ورجاله متوقعة. فهذا رد فعل شرطي آخر لحكومة اسرائيل على التغيير الجاري في الشرق الاوسط. فمثلما مع سقوط مبارك في مصر، انتصار روحاني في الانتخابات في ايران، او الاتفاق المرحلي بين القوى العظمى وايران على البرنامج النووي، هذه المرة أيضا كان رد الفعل الاسرائيلي سلبيا، بث الفزع ورأى في كل تغيير في الوضع الراهن تهديدا وليس فرصة.
ولم يكن رد الفعل متوقعا فقط بل وكان مزدوج الاخلاق ايضا. ففي السنوات الخمسة الاخيرة التي جلس فيها نتنياهو على الكرسي في المبنى في شارع كابلان 3 في القدس أدار مفاوضات مع حماس، كانت أطول، أكثر جدية ومع قدر أكبر من النية الطيبة مما مع عباس. ولمن نسي، فقد حقق نتنياهو اتفاقين مكتوبين مع المنظمة الارهابية الغزية مرة في صفقة لتحرير الجندي المخطوف جلعاد شاليط ومرة ثانية في وقف النار الذي أنهى حملة عمود السحاب.
نتنياهو، الذي اعتصر عباس على تحرير 80 سجينا متقاعدا أمضوا أكثر من 20 سنة في السجن، وأدى الى تفجير المفاوضات برفضه تحرير 14 سجينا عربيا اسرائيليا، كان مستعدا لان يعطي حماس الف مخرب قوتهم في متنهم، وبينهم عرب اسرائيليون ايضا. وتصرف ببخل ورفض اعطاء عباس كل مؤشر على السيادة في الضفة الغربية، ولكنه لم يتردد في الاعتراف بحماس كصاحبة السيادة في غزة.
من حطم أمس الارقام القياسية في الازدواجية الاخلاقية كانت تسيبي لفني، التي اضافت شريحة اخرى من نسغ النجارين الى الكرسي الذي تجلس عليه في وزارة العدل. فقد استقامت لفني في الخط مع نتنياهو وفي مسرحية رائعة من دحرجة العيون ادعت بان اتفاق المصالحة الفلسطيني ‘يمس بمساعي السلام وبالفرصة الناشئة مؤخرا فقط’. ونسيت لفني القول انه حتى لو كانت المفاوضات حظيت باحياء مؤقت، فان هذا لم يكن سوى استمرار لمحادثات عابثة شاركت فيها في الاشهر الثمانية الاخيرة.
ان حكومة اسرائيلية تريد ان تدفع قدما بحل الدولتين كان ينبغي لها أن تفرح أمس وأن ترى في اتفاق المصالحة بين حماس وفتح فرصة وليس تهديدا. فبعد كل شيء، كان نتنياهو، افيغدور ليبرمان ورفاقهما في الحكومة هم الذين ادعوا بان عباس لا يمثل كل الجمهور الفلسطيني وانه لا يمكن التقدم حين تكون السلطة الفلسطينية لا تسيطر في غزة. اتفاق المصالحة، اذا ما نفذ، سيعطي جوابا لهذه الادعاءات بالضبط، وينتج حكومة تمثل كل الفلسطينيين.
ان اتفاق المصالحة هو فرصة، إذ لعل الضائقة العميقة التي تعيشها حماس ستلزم المنظمة بتغيير الاتجاه، مثلما حصل لياسر عرفات وم.ت.ف بعد حرب الخليج. فاتفاق المصالحة يتضمن انضمام حماس الى م.ت.ف وقبول مبادئها، بمعنى: الاعتراف باسرائيل وقبول اتفاقات اوسلو وخريطة الطريق. ومعنى الاتفاق هو أن حماس أيضا مستعدة، للمرة الاولى، للتخلي عن جزء من سيطرتها في قطاع غزة في صالح حكومة وحدة.
ان تنفيذ اتفاق المصالحة معناه ايضا انتخابات جديدة للرئاسة والبرلمان الفلسطيني، لم تعقد منذ سنين. في ضوء وضع حماس المتضعضع في الرأي العام الفلسطيني، ولا سيما في قطاع غزة، فان الانتخابات ستؤدي الى انخفاض في قوتها السياسية. والانتخابات الجديدة كفيلة بان تمنح تفويضا متجددا للرئيس عباس او السماح للمتنافس الاخر بان ينتخب بدلا منه، فيحظى بشرعية جماهيرية أوسع ويصبح شريكا مصداقا، قويا وأكثر استقرارا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
يواصلون الشقاق
بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس افتتاحية
الدافع الاسرائيلي لشق صفوف المجتمع العربي وتجنيد العرب المسيحيين ‘في صالحهم’، مقابل العرب المسلمين ظهر في القانون الذي بادر اليه النائب يريف لفين وأقر قبل شهرين. أساس القانون الفصل بين المسيحيين والمسلمين، في شكل تمثيل منفصل في اللجنة الاستشارية، التي تعين حسب قانون المساواة في الفرص. وفي أثناء البحث في القانون قال النائب لفين ان هذه خطوة أولى من اصل خطوات كثيرة، هدفها التفريق بين المواطنين العرب المسيحيين والعرب المسلمين وتعميق اندماج السكان المسيحيين في المجتمع الاسرائيلي. ‘بيننا وبين المسيحيين يوجد الكثير مما هو مشترك. فهم حلفاؤنا الطبيعيون، وزن مضاد للمسلمين الذين يريدون تصفية الدولة من الداخل’، قال لفين في مقابلة مع ‘معاريف’.
والان، تأتي خطوة اخرى تخدم هذا الدافع: فقد أعلن الجيش الاسرائيلي بانه سيبعث الى 800 شاب مسيحي ‘أوامر تطوع′ تدعوهم الى ‘عملية امتثال للاجراءات الاولية’. وشرحت أوساط الجيش بان الخطوة التي جاءت استمرارا لعدة مناسبات لتشجيع تجنيد الشباب، باشراف وزارة الدفاع في الوسط العربي المسيحي تستهدف اطلاع الشباب على مسارات التجنيد المفتوحة امامهم. كما قدرت أوساط الجيش الاسرائيلي بان الاوامر ستشجع المزيد من الشباب على الخدمة في الجيش. ومع أن الاوامر لا تلزم من يتلقاها فان الجيش محق في تقديره: فالاوامر كفيلة بان تؤدي الى ارتفاع في معدل التجنيد، في اعقاب الرسالة التي يتلقاها الشباب من الدولة وبموجبها يجدر بهم أن يشوشوا هويتهم العربية في صالح تجنيدهم ‘من أجل الاغلبية اليهودية’.
اذا كان الجيش على هذه الحاجة للمتطوعين، فعليه أن يتوجه لكل من ليس ملزما بالتجنيد الالزامي. غير أنه من الصعب عدم الاشتباه بان هذا التمييز الذي تعقده الدولة بين مواطنيها العرب يستهدف عمليا اثارة الشقاق بينهم، على نمط فرق تسد، وفي الوقت الذي يتم التمييز بحق هؤلاء واولئك في نفس الوقت وظلمهم من قبل الدولة، سواء بالتشريع أم بالسلوك اليومي.
يمكن الاسف على الجهل الذي تبديه الدولة في شكل تعريف 20 في المئة من مواطنيها. فليس مبررا وليس سليما التمييز بين العرب على أساس معايير دينية.
الخطوة التي أعلن عنها الجيش الاسرائيلي تثبت بان الدافع والفكر لدى النائب لفين بالنسبة للعرب ليسا محصورين به ورفاقه من اليمين المتطرف. فهذه السياسة، التي تقوض مفهوم المواطنة، الذي لا حاجة ولا يمكن للنظام الديمقراطي ان يميز بين الدين، العرق والجنسن تتبناها الحكومة وتصبح سياستها المعلنة. هذه السياسة يجب أن تتوقف.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
قلق أردني من نجاحات الاسد الأخيرة
بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس
بعد سلسلة نجاحات لنظام الاسد في المعارك التي حدثت في الاشهر الاخيرة في الحرب الاهلية السورية، أخذ يلوح الآن امكان أن يركز الجيش السوري جهوده مجددا في القتال في جنوب الدولة ولا سيما بالقرب من الحدود مع الاردن. ونشرت في وسائل الاعلام العربية في الاسابيع الاخيرة عدة أنباء تفيد بأنه يتوقع عملية عسكرية واسعة للنظام السوري في المنطقة التي نشبت فيها الهبة الشعبية في سوريا قبل ثلاث سنوات تقريبا.
بدأت المظاهرات على نظام الاسد في مدينة درعا في آذار 2011 واقتصرت في البداية على احتجاج اقتصادي. وانتشرت في غضون اشهر معدودة في أنحاء الدولة كلها وزادت التقديرات بين ربيع 2012 وربيع 2013 التي تفيد أن النظام قريب من نهايته. ومنذ ذلك الحين نجح الرئيس بشار الاسد في أن يرجح الكفة لصالحه وذلك في الأساس بفضل دعم اقتصادي وعسكري واضح من روسيا وايران ومساعدة وحدات مقاتلة من حزب الله.
بعد احتلال عدة بلدات ذات أهمية تكتيكية كبيرة في جبل القلمون بالقرب من الحدود مع لبنان، سجل الجيش السوري انجازات ايضا في عدد من المدن الكبيرة في سوريا ومنها حمص وحلب حيث نجح في أن يزيح في المدة الاخيرة قوات المتمردين عن مواقع رئيسة.
في درعا نفسها بقي في السنوات الاخيرة وجود قوي لمنظمات المتمردين المختلفة، وكلما طالت مدة الحرب برزت فيها فصائل مسلحة متطرفة تستمد الالهام من القاعدة. وتم تقاسم السيطرة في البلدة بين النظام والمتمردين وجرى القتال فيها وفيما حولها في ضعف نسبي قياسا بمناطق اخرى. ويرى النظام الآن أهمية في السيطرة على درعا كي يصد امكان تقدم المتمردين نحو دمشق من جهة الجنوب.
تم الابلاغ في الايام الاخيرة عن وقوع خسائر من المتمردين في معارك مع الجيش في درعا، وكثرت في مقابل ذلك الانباء عن استعدادات الجيش لعملية أكبر. إن نشاط الجيش السوري في المنطقة يوجب يقظة اسرائيلية ايضا بسبب القرب النسبي من المنطقة الحدودية في جنوب هضبة الجولان، لكن الاردن هي القلقة قلقا خاصا من تأثيرات التوتر هناك. على حسب تقرير في الصحيفة العربية ‘القدس العربي’ التي تصدر في لندن، أُرسل في المدة الاخيرة ضابط استخبارات اردني الى سوريا للقاء سري طلب فيه من السوريين أن يركزوا جهدا عسكريا على المجموعات المؤيدة للقاعدة في المنطقة الحدودية بين الدولتين.
قبل سنتين دعا عبد الله ملك الاردن الى استقالة الاسد بسبب الفظائع التي نفذها النظام على مواطنيه، لكن يبدو الآن أن الأسرة الهاشمية أصبحت أكثر حذرا بازاء النجاحات السورية. ويخشى الاردن آثار نشاط المنظمات المتطرفة بالقرب من الحدود. وعلى حسب أنباء نشرت في وسائل الاعلام العربية أصبحت عمان تتلقى مساعدة من اسرائيل باستعمال طائرات بلا طيارين في مهمات استطلاعية بغرض زيادة الرقابة على المنطقة الحدودية مع سوريا.
والاردنيون قلقون في الوقت نفسه من تيار اللاجئين الضخم الذي يأتي من سوريا. فعلى حسب عدة تقديرات أصبح عدد اللاجئين في الاردن قد بلغ مليون شخص. وتحاول السلطات الاردنية أن تحد من خروج اللاجئين من المخيمات في شمال الدولة الى سائر أجزاء المملكة خشية توتر بينهم وبين المواطنين الاردنيين وذلك على الخصوص للمنافسة في اماكن العمل. في الوقت الذي يسجل فيه نظام الاسد انجازات في مناطق كثيرة في سوريا أصبحت الصورة في طول الحدود مع اسرائيل عكس ذلك تماما، فالنظام السوري يسيطر الآن على جيبين فقط على طول الحدود، أما منظمات المتمردين فتزيد من عمق سيطرتها على المنطقة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ