المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 614



Haneen
2014-05-29, 11:36 AM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي (614) السبـــت 26/04/2014 م



</tbody>

<tbody>




</tbody>



<tbody>
في هــــــذا الملف


الفلسطينيون يكافحون لنيل دولتهم
بقلم:أوري أفنيري،عن هآرتس

ذهب الى غزة
آمن أبو مازن بعدم القدرة على التوصل لاتفاق مع إسرائيل فذهب إلى حماس
بقلم:ناحوم برنياع،عن يديعوت

يا لها من ازمة رائعة
بقلم:سيما كدمون،عن يديعوت

مزور التاريخ: الرئيس كذاب محترف
بقلم:زئيف كام،عن معاريف









</tbody>



الفلسطينيون يكافحون لنيل دولتهم

بقلم:أوري أفنيري،عن هآرتس

مؤخرا تنطلق اصوات في اليسار المتطرف الاسرائيلي تدعو الى مقاطعة عالمية على اسرائيل. وقد توصل هؤلاء الاشخاص الى الاستنتاج بان الجمهور الاسرائيلي ليس قادرا على انقاذ الدولة بنفسه. فاليمين يقود بثبات ومثابرة نحو نظام أبرتهايد في بلاد اسرائيل الكاملة، حيث يشكل الفلسطينيون أغلبية متنامية. ويعلق هؤلاء اليساريون على المقاطعة العالمية أملهم الاخير. فهم يؤمنون بان فقط من خلال المقاطعة سيقتنع الجمهور الاسرائيلي بالتخلي عن الاحتلال والصعود الى طريق السلام.
عندما يتوصل مقاتلون شجعان لا يكلون ولا يملون في سبيل السلام الى مثل هذا الاستنتاج، فهذا دليل على أن الوضع يبعث حقا على اليأس. فمؤيدو المقاطعة يئسوا من اليسار، ولا سيما من احتمال أن ينجح اليسار في أي وقت من الاوقات في الانتعاش فيستعيد لنفسه الحكم في الدولة. يئسوا من الجمهور الاسرائيلي كله، ومن قدرته على العودة الى سواء العقل. وعليه، فانهم يعلقون كل الأمل بقوة أجنبية تنقذنا.
تتشكل هذه القوة الاجنبية من محبي السلام في كل العالم ممن سيتجمعون ليفرضوا علينا المقاطعة. ليس فقط المقاطعة على المستوطنات (التي أعلن عنها رجال اكتلة السلامب منذ 1998)، بل المقاطعة على دولة إسرائيل وعلى كل مؤسساتها. هذه المقاطعة موجودة منذ الان وتنال الزخم في العالم، ومؤيدوها يأملون بان تصل الى حجوم تجعل كل مواطن في اسرائيل يشعر بنتائجها.
يقول مؤيدو المقاطعة، وعن حق، ان كل مواطني اسرائيل اليهود شركاء بشكل مباشر أو غير مباشر في الاحتلال والقمع، وهذا يضمنا نحن أيضا، المقاتلين ضد الاحتلال. فضرائبنا تمول المستوطنات. شبابنا يملأ صفوف جيش الاحتلال. كلنا نشارك في الانتخابات، وحتى عندما نصوت للاحزاب التي تعارض الاحتلال، فان الانتخابات تمنح الشرعية لحكومة الاحتلال. كلنا نتمتع بهذا الشكل أو ذاك بثمار الاحتلال (مثلا بحقيقة أن السوق الفلسطينية الاسيرة تضطر الى ان تشتري منتجات صناعتنا ومن حقيقة ان الفلسطينيين لا يمكنهم ان يصدروا البضائع التي تنافس تصديرنا.)
أتفق مع هذه الفرضيات، ولكن ليس مع استنتاجاتها. لا اؤمن بان قوة أجنبية – مهما كانت ذ ستنقذنا من أنفسنا. نحن فقط يمكننا أن نفعل هذا. عندما أكتب هذه السطور، ترن في رأسي كلمات االنشيد الاممي’، النشيد الرائع الذي كتبه مقاتل فرنسي فور انهيار كومونة باريس في العام 1871 (وبترجمة أبراهام شلونسكي): الا سيد ومنقذ/، لا ملك، لا بطل!/ بذراع مرفوعة سنخترق/ نحن الطريق الى النور!’.
هناك من يأتي بمثال جنوب افريقيا كدليل على قوة المقاطعة الدولية على اسقاط نظام قمعي. ومع أنه لا ريب بان المقاطعة ساهمت مساهمة هامة في كفاح السود هناك، ولكن هذه كانت بالاساس مساهمة أخلاقية. الكفاح الاساس حسمه الجنوب افريقيون أنفسهم، السود وحلفاؤهم البيض. فقد ثاروا، تظاهروا بجموعهم، قتلوا، عذبوا، بل واستخدموا الارهاب (نعم، نلسون مانديلا ايضا). الاضرابات الجماعية التي خاضوها هي التي كسرت ظهر الاقتصاد الابيض.
القوة الاجنبية يمكنها أن تساعد الشعب الذي يقاتل ضد الابرتهايد، ولكنها لا يمكنها أن تأتي محل كفاح الشعب نفسه.
صحيح، عند استعراض الوضع في اسرائيل يمكن بسهولة للمرء أن ييأس. فالكنيست يتملكها الشبح القومي ذ الديني. معسكر السلام تحطم الى شظايا بعد أن أن قال ايهود باراك ان الا شريك لنا للسلامب. الجمعيات الكثيرة التي تقاتل بشجاعة ضد الاحتلال غير قادر على ان تتحد في قوة سياسية. ورجال الاحتجاج الاجتماعي الكبير هم ايضا خافوا من أن يتهموهم بمقاومة الاحتلال. ومجرد كلمة االسلامب اصبحت كلمة نكراء، وحتى في اليسار لا يتحدثون الا عن اتسوية سياسية’.
يمكن النظر يمينا ويسارا، الى الاعلى والى الاسفل، فلا نجد الخلاص. في هذه اللحظة لا يبدو في المحيط شخصا قادرا على أن يجند الجماهير في الكفاح من أجل السلام والعدل الاجتماعي.
الوضع يبدو باعثا على اليأس، ولكن محظور ان يؤدي الى اليأس. بل العكس. عليه أن يشجعنا على العمل، تجنيد قوى جديدة، اقامة يسار جدي، شاب وحديث العهد.
لسيرتي الذاتي، التي صدرت هذا الشهر، أطلقت اسم امتفائلب (يديعوت للكتب). التفاؤل هو قوة ابداعية، محفزة، مجندة، وهي تقوم على أساس الايمان بانفسنا، بقدرتنا على انقاذ الدولة قبل أن يفوت الاوان. اؤمن بان وضع الطوارىء الوطني سيولد، مع قدوم اليوم، حملة الخلاص.
مبارك كل اجنبي يأتي لمساعدتنا، ولكن واجب انقاذ الدولة ملقى علينا، وبالاساس على الجيل الشاب.
الرئيس فرانكلين دلانو روزفيلد قال كما هو معروف: اليس لنا ما نخاف غير الخوف نفسه!ب. وأنا أسمح لنفسي بان اضيف: اليس لنا ممَ نيأس منه بل من اليأس نفسه!’.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

ذهب الى غزة
آمن أبو مازن بعدم القدرة على التوصل لاتفاق مع إسرائيل فذهب إلى حماس

بقلم:ناحوم برنياع،عن يديعوت

إنتهى الامر مثل خيط غير معقود أو مثل شعيرية علقت في الحنجرة. ستنتهي في يوم الاثنين الاشهر التسعة التي حددها جون كيري لرسالته السلمية في الشرق الاوسط. ويريد الكليشيه أن يقول إنها كانت تسعة اشهر نشوة حواس لكن لا حاسة انتشت في هذه الفترة ولو يوما واحدا لا في القدس ولا في رام الله.
إن حفل الختام أقيم أول أمس يوم الاربعاء في غزة على الخصوص من جميع الاماكن. واحتاروا في اسرائيل هل يُمكنون اعضاء وفد المصالحة الذي أرسله أبو مازن من أن يمروا من الضفة الى القطاع. فما زالت المفاتيح الى غزة في أيدينا وكذلك المفاتيح الى الضفة ايضا. وقالوا آخر الامر فليكن، ليدخلوا وليتصالحوا وليستكينوا فان هذا جيد لدعايتنا في امريكا.
إنتهت حملة كيري السلمية الى فشل ولا جدل في ذلك. لكن كل طرف يفسر الحفل الختامي في غزة تفسيرا مختلفا. فأبو مازن يراه اجراءً تكتيكيا، ومحطة واحدة من محطات كثيرة في الطريق الى الهدف؛ وهو لا يرى تناقضا بين محادثة حماس ومحادثة اسرائيل. بالعكس إنه يرى أن محادثة حماس تعززه في مواجهة اوباما ونتنياهو.
ويراها اليمين في اسرائيل على اجراء استراتيجيا، فالمطلوب الى أبو مازن أن يبت أمره بين مفاوضة اسرائيل ومفاوضة حماس فاختار حماس. وهذا الاختيار يجعله مرفوضا نهائيا أن يكون شريكا؛ وقد أعفى حكومة اسرائيل من ضرورة الجلوس معه، وأعفاها من خطر التنازلات. وصاغ نتنياهو رده على نحو مشابه لكنه حرص على إبقاء شق لتجديد المفاوضات. وإن ربحه المباشر يرجع كله الى الميدان السياسي الداخلي، فقد اتحد الائتلاف الحكومي كله من لفني ولبيد الى بينيت في لحظة خلفه ذ أما اليمين فبتنفس الصعداء وصيحة الابتهاج: قلنا لكم، وأما لفني فبخيبة رجاء مُرة وبغضب. قال اليمين إن أبو مازن ارهابي؛ وقال الوسط إنه جبان وفرّار. وقد كان التوقع في حكومة اسرائيل أن يسلك الامريكيون سلوك كلينتون في سنة 2000 بعد فشل كامب ديفيد حينما ألقوا ثقل التهمة كله على أبو مازن وأن يقلبوا صفحة.
لم يحدث ذلك الى الآن فقد عزى الامريكيون أنفسهم بتجربة الماضي: فقد وقع أبو مازن ثلاث مرات على اتفاقات مصالحة مع حماس ذ في 2007 في مكة، وفي 2011 في القاهرة وفي 2012 في الدوحة ذ ثم رفضها جميعا. وهو عنده نوع عادة أن يجري الى حماس في كل مرة يحتاج فيها الى بت قرار في التفاوض وأن يعود بعد ذلك. حُددت خمسة اسابيع للمحادثات بين فتح وحماس ويجب أن ننتظر لنرى كيف تنتهي. نشرت متحدثة وزارة الخارجية الامريكية في مساء يوم الاربعاء اعلان تنديد لمراسم المصالحة في غزة. وتجهمت وجوههم في القدس فقد توقعوا شيئا أكثر اثارة وشيئا نهائيا.
من الصحيح الى يوم الاربعاء أنه لم يُتخذ قرار على طي فريق السلام الامريكي أو الاستمرار على الابقاء عليه على نار هادئة، في واشنطن وفي القدس، ولا يحزم أحد أمتعته الى الآن، كان يفترض أن يقيم كيري عشاءً احتفاليا لمجموعة من رجال الاعمال الاسرائيليين والفلسطينيين اجتمعوا كي يدفعوا الاتفاق الى الأمام. وتمت مكالمات هاتفية بسرعة أول أمس بين رجال المجموعة والمكاتب في البلاد. هل هناك داع الى العشاء أم يحسن التخلي عنه؟ وكان الفرض أنه لا داعي لكن التخلي عنه أصبح متأخرا.
خطب يئير لبيد في مساء يوم الاربعاء خطبة مصوغة صياغة جيدة علم الفلسطينيين فيها ما هو الخير لهم. هل يريدون دولة حقا؟ قال لبيد مُشككا. وقد كان هذا التشكيك في محله بيقين على خلفية أحداث الاسبوع الاخير.
لو أنه عمق البحث لتبين له أن الشعبين غربي الاردن توأمان سياميان ينموان معا واحدا الى داخل الآخر. فاستصعاب انفصال الفلسطينيين هو استصعابنا. والطرفان يشد بعضهما على عنق الآخر الى درجة الاختناق، في نفور أخذ يقوى لكنهما يخشيان ترك ذلك.
إن فرقا عميقا يفصل بين موقفي حكومة اسرائيل والسلطة الفلسطينية. ويصفه أحد المشاركين في التفاوض بعبارات جيولوجية فيقول: حتى في اللحظات الطيبة حينما كان يبدو أن موقفي الطرفين يقترب بعضهما من بعض، بقيت الهاوية عميقة كما كانت. وقد زاد فقط عدم الثقة بين الرئيسين الذي أثقل على المحادثات منذ اليوم الاول، في خلالها. وقد اقتنع أبو مازن بأن كل اجراء من نتنياهو حتى لو كان اجراء مصالحة لا يرمي إلا الى إفشاله وإذلاله وجعله قزما في نظر شعبه. يوجد ألف طريقة لبناء ثقة عند شريك، من تفضلات صغيرة انسانية الى أحلاف سرية تشمل العالم كله. ولم يبذل نتنياهو جهدا فيها إما لأنه لم يشأ وإما لأنه محصور جدا في مخاوفه الذاتية.
والحقيقة أنه يوجد غير قليل من التشابه بين الاثنين فكلاهما يُصر على الرقص في جميع الأعراس ذ وعلى المفاوضة دون اعطاء، وعلى الوفاء بمطالب اليمين المتطرف، وكل واحد ويمينه المتطرف ذ دون أن يخسر تأييد العالم، والتمدح برؤياه، مع التمسك بالوضع الراهن. وقد يفاجيء هذا منتقدي نتنياهو من اليسار، لكن نتنياهو أظهر في الجولة الحالية قدرا أكبر من المرونة والجرأة مما أظهر أبو مازن. ويمكن أن نقول إن نتنياهو لم يؤمن بأنه يوجد احتمال لاتفاق ولهذا أباح لنفسه أن يظهر السخاء؛ أما أبو مازن فلم يؤمن بوجود احتمال لاتفاق ولهذا سد مسامعه.
الشخص الذي لا يوقع

كان أبو مازن المؤيد الأكبر في الجانب الفلسطيني لحل الصراع سلميا. وقد حارب بشجاعة استعمال الارهاب وسيلة في النضال الفلسطيني. وقد جعله موقفه يقف في مواجهة عرفات وتراثه وفي مواجهة المنظمات الارهابية وفي مواجهة عدد من رفاقه، وفي مواجهة الشارع الفلسطيني، وليست هذه أمورا يستهان بها.
لكنه يخشى التوقيع، فعنده رهاب التوقيع زمن التوقيع. فبعد أن توصل هو ويوسي بيلين في 1995 الى سلسلة تفاهمات حظيت باسم وثيقة بيلين ذ أبو مازن، امتنع عن التوقيع وأنكر مجرد وجود الوثيقة. وتهرب من التوقيع بالأحرف الاولى بدءً للتفاوض على الاقتراح الذي قدمه اليه اهود اولمرت قبيل انتهاء مدة ولايته وامتنع عن الاجابة عن الاسئلة التي عرضها عليه الرئيس اوباما حينما التقيا في واشنطن في الشهر الماضي. كان اللقاء فظيعا ذ بل كان أفظع من اللقاء بين نتنياهو واوباما قبل ذلك باسبوعين. وقد انقضت مستشارة الامن القومي سوزان رايس خلاله على صائب عريقات الذي حاول أن يُسوغ بلغة انجليزية فصيحة، تهرب المسؤول عنه. الا أوقع قبل أن أرى سجنائي يُحررون’، قال عباس ومضى. واستنتج أحد الاسرائيليين الاستنتاج فقال: اإنه مهتم بالسجناء لا بالدولة’.
كانت اسرائيل والامريكيون يوشكون أن يتفقوا في مطلع نيسان على صفقة رزمة توافق حكومة اسرائيل في اطارها على الدفعة الرابعة من الافراج عن السجناء وفيهم عرب اسرائيليون، ويفرج الامريكيون عوض ذلك عن جونثان بولارد. وأُدخل الفلسطينيون في الصورة، وحينها وثب أبو مازن فجأة مع قرار من طرف واحد على ضم السلطة الفلسطينية الى منظمات الامم المتحدة الـ 15. ولو أنه كان ضاءل اظهار هذا الاجراء فلربما مر لأن الامريكيين تحدثوا الى عريقات، وتحدثت لفني ايضا اليه، وبينوا له الصعوبة ذ لكن عباس أصر على أن يدعو المصورين.
إن لكل رفض ولكل حيلة خلفية تخصها، لكنها معا تنشيء صورة مقلقة. قد لا يكون أبو مازن قادرا على أن يلتزم بأي اتفاق، فمنذ أن وقع في 1993 على اتفاق اوسلو مع شمعون بيرس، على اعشاب البيت الابيض، جف الحبر في قلمه وتجمدت يده وربما لا يريد ذلك. فثمة ساسة يكونون مستعدين لاجراء تفاوض لكنهم يهربون فرارا بأنفسهم قبل التوقيع بلحظة، كذاك العريس الذي أراد في ليلة عرسه أن يجرد العروس من ثيابها وبعد أن رآها عارية قال: اأنفها لا يعجبني’.
أكد أبو مازن خلال محادثاته كلها مع الامريكيين أنه لا يُصدق نتنياهو. وردت تسيبي لفني هذه الدعوى بكلتا يديها وقالت: هل يغير شيئا من الامر أن تُصدقوا شخصا ما أو لا تصدقوه. إن السؤال هو ماذا يُعرض عليكم في التفاوض، وماذا ترون.

لكن أبو مازن لم ير شيئا

وُجد في الطرف الاسرائيلي في مرحلة ما من اعتقد أن القرارات المطلوبة قد تكون أكبر من أبو مازن، فيحسن أن نعود الى العمل على تسوية مرحلية. ولم تُنقل الفكرة قط الى الفلسطينيين فهم ارتابوا في اسرائيل منذ أول يوم واعتقدوا أنها تسعى الى تسوية مرحلية، فلم يكن داع الى تقوية ارتيابهم.
ثم تحليل آخر أكثر تسامحا مع عباس، يعود الى الكلام الذي قاله نتنياهو في شباط من هذه السنة. فقد زعم نتنياهو أن عباس مستعد للتسليم باستمرار البناء في المستوطنات. وقد جعل تصريح نتنياهو هذا عباس خائنا في نظر شعبه، فسد مسامعه وفقد منذ تلك اللحظة الاهتمام بتفاصيل التفاوض، فقد تذكر عمره الكبير ذ 79. وشغله التراث الذي يريد أن يُخلفه، ومكانه في التاريخ القومي الفلسطيني. وعلم أن مكانته الآن قوية جدا ولا منافس له في الجهاز السياسي الفلسطيني وبدأ يفكر في انتخابات.
وزاد الافراج عن السجناء أهمية عنده وذلك أولا لأنه دفع عن الافراج عن السجناء بموافقته عن الامتناع عن التوجه الى الامم المتحدة، ويجب على اسرائيل أن تدفع الحساب كاملا؛ وثانيا لأن هذا هو ما يُقدره الشارع. واذا أمكن أن يُضم البرغوثي الى المفرج عنهم وكأنه بولارد محلي فسيُضم اليهم.
في يوم الخميس الماضي تم اللقاء المأمول بين الطرفين. ورعاه مارتن اينديك المبعوث الامريكي، وكان موعد انتهاء بعثة كيري حاضرا.
قال عريقات إن أبو مازن سيحل السلطة الفلسطينية وتكتفي القيادة الفلسطينية بمؤسسات م.ت.ف. وتفقد اسرائيل درعها الواقي والغطاء الذي يغطي الاحتلال. وتلقى نتنياهو تقريرا فأدرك أن السكين على عنقه. وأنه يجب عليه أن يفعل شيئا، فأجاز للفريق الاسرائيلي أن يلتزم بأن يكون البناء في المناطق امنضبطا’، وأن يُجمد البناء الخاص الجديد، وأن يتم الوفاء بالشرط الثاني الذي يشترطه أبو مازن وهو التباحث في الحدود فورا بشرط أن يُبحث في الموضوعات الجوهرية الاخرى. ويمكن ايضا حل مشكلة السجناء بمصالحة. يجب أن نتذكر أن التغيير في الجانب الاسرائيلي لم يمس الجوهر ذ لا الحدود ولا شرقي القدس، فقد تحدث الاسرائيليون في هذه المواضيع تسعة اشهر مع الامريكيين لا مع الفلسطينيين. واحتفظ نتنياهو لنفسه بالحق في التحفظ من كل ما اقترحه الامريكيون في المواضيع الجوهرية.
في يوم الثلاثاء تم اللقاء الذي كان يفترض أن ينتهي الى تمهيد طريق واستمر خمس ساعات في جو مصالحة. وقد عرّفه الاطراف جميعا بأنه جيد جدا. وعلم الاسرائيليون أن وفدا يوشك أن يخرج في الغد الى غزة ليلتقي مع قادة حماس ولم يعلموا أن الوفد سيوقع على اتفاق مصالحة في مؤتمر صحفي احتفالي تذيعه وسائل الاعلام.

العرّاب

صعب عليهم في رام الله أن يفهموا سبب الجلبة: فنتنياهو يرقص طول الوقت مع متطرفين؛ وأبو مازن يرقص من آن لآخر مع متطرفينا. ولا تتصل خصومته مع حماس باسرائيل بل ذاك شأن فلسطيني داخلي، ولن تشمل الحكومة التي ستنشأ اذا نشأت ناسا من حماس يرفضون اتفاقات اوسلو وحق اسرائيل في الوجود، بالعكس ستحصل على تفويض أوسع للتوصل الى اتفاق. ونظروا في القدس الى ذلك نظرة مختلفة فقد فقد نتنياهو مجال حيلته وهو محتاج الى زمبيشيين وأوري اريئيليين للالتفاف على بينيت. وسيجب عليه أن يوافق على عقوبات شديدة للسلطة الفلسطينية التي سترد بعقوبات منها وسيرفع العنف رأسه وربما الارهاب ايضا.
وسيتجه الفلسطينيون الى النظام الدولي مع فرض عدم تجديد التفاوض. وسيضطر الامريكيون الى عقابهم لكن الاوروبيين سيذوبون رقة. لأن أبو مازن سيُحدثهم لا باسم الضفة وحدها بل باسم فلسطين كلها. وسيسافر في الشارع السريع في الطريق الى الدولة وستتسع المقاطعة مع اسرائيل ويتجدد خطر اعتقال ضباط اسرائيليين في عواصم العالم.
خرج عباس أقوى بحسب معايير فلسطينية داخلية. ويجب أن يشكر على ذلك لا اسرائيل بل الجيش المصري الذي عزل الرئيس مرسي راعي حماس وأحل السيسي العدو محله. إن حماس في ازمة وقد أصبحت أكثر مرونة مما كانت من قبل.
يجب تقوية أبو مازن، يقول زعماء اوروبيون في لقاءاتهم المتكررة مع وزراء اسرائيليين. وقال أحد الاسرائيليين: يشبه ذلك سلسلة أفلام امريكية: العراب 1، والعراب 2 والعراب 3 الآن. قف، قال له دبلوماسي اجنبي. يوجد أمل. فقد كان العراب 3 الفيلم الأنجح.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
يا لها من ازمة رائعة

بقلم:سيما كدمون،عن يديعوت

توقف وتقدير للامور: حينما يحين اليوم الذي ستكتب فيه تسيبي لفني كتابها عن مفاوضة الفلسطينيين ذ الجولة التي لا يعلم أحد كم هي ذ لن يُذكر هذا الاسبوع على أنه واحد من أفضل الاسابيع في تاريخها. بل إن لفني اعترفت بأن الخطوة التي خطاها أبو مازن حينما وقع على اتفاق المصالحة مع حماس ااشكاليةب. لو كان هناك أحد عدا لفني لاستعمل بيقين كلمة مُخيبة للأمل ومُغضبة بل مُنفرة، بعد اسابيع طويلة كانت تجري فيها اتصالات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية بغية تحريك التفاوض مرة اخرى، وبعد أن تم قبل ذلك بيوم لقاء بين الممثلين الاسرائيليين والفلسطينيين ووجد شعور بتقدم. لكن في ظهر الغد جلس ممثل السلطة في غزة الى جانب هنية وأعلنا اتفاق مصالحة تاريخيا. فيمكن أن تنفجر غضبا اذا.
لكن لفني لا تنفجر غضبا كما قلنا آنفا. وحينما اسألها ما الذي تشعر به بعد كل الجهود التي بذلتها في الاشهر الاخيرة عامة وفي الايام الاخيرة خاصة، تجيب بفكاهة غير متوقعة: ااذا كنتِ تعتقدين أن شيئا ما قد تغير عندي في قسم المشاعر فأنت مخطئة. أنا لست عميلة’.
ونقول بعبارة اخرى إنها لا تشارك الجمهور الاسرائيلي في مشاعرها في هذا الشأن. لكن مواقفها من حماس خاصة لم تُخفها قط. بالعكس. ففي الايام التي كانت تتولى فيها وزارة الخارجية في حكومة اولمرت، وكان باراك وزير الدفاع، عارضت بقوة كل محادثة مع حماس الى أن تستجيب حماس لمطالب الرباعية. واعتقدت أن مفاوضة منظمة ارهابية حتى لو تمت بوساطة وسطاء، هي اطلاق نار على القدم، ولا تستطيع اسرائيل أن تبيح لنفسها أن تتلعثم في هذا الشأن في الوقت الذي تقاطع فيه اوروبا وامريكا حماس.
عرفوا في اسرائيل بالاتصالات التي سبقت اتفاق المصالحة. وعرفوا عن أمر الوفد الذي خرج من رام الله الى غزة. لكن في السنوات الاخيرة منذ نشأت سلطة حماس في القطاع حدث غير قليل من الاتصالات واللقاءات ومحاولات المصالحة ولم ينته ذلك الى اتفاقات. ولهذا لم توجد خشية حقيقية من حدوث ذلك هذه المرة ولا سيما في هذا الوقت الحساس جدا بالنسبة للتفاوض بين اسرائيل والفلسطينيين. وتمت في الايام الاخيرة لقاءات متواترة محمومة حاولت فيها اسرائيل أن تقارب المطالب الفلسطينية. وقد تم الاتفاق من قبل على عدد من الامور. وفي يوم الثلاثاء عشية اتفاق المصالحة في غزة جاءت لفني الى لقاء مع حل خلاق لاحدى المشكلات التي كانت مطروحة للبحث.
بيد أنها في يوم الاربعاء بدل أن تجلس مع عريقات وفرج، جلست مع نتنياهو حيث تقرر الغاء اللقاء الذي كان يفترض أن يتم في ذلك المساء.
وتقول لفني إننا نتوقف الآن ونُقدر الامور فهذا حدث يجب أن نرى الى أين يتجه بنا.
قلت: يمكن أن نقول اذا إن ائتلاف نتنياهو الحكومي قد نجا.
قالت: إن أبو مازن أنقذ متطرفينا باتصاله بمتطرفيه.
ولم تقل، أو لم تقل بصورة صريحة، إن الذي يحتفل بالمصالحة في غزة بيقين هو بينيت أو كل الآخرين الذين لا يريدون حل الدولتين.
اجل يصعب أن نقول إنهم حول بينيت ذرفوا دمعة واحدة بسبب الاتفاق الذي وقع عليه في غزة. وقالوا هناك في رضا إن أبو مازن أحرق جميع أوراق لعبه. وكان نتنياهو محتاجا الى هذه الخطوة لمواجهة العالم ولمواجهة ائتلافه الحكومي ايضا، وها هو ذا رئيس السلطة الفلسطينية يمنحه ذلك. وأضاف أحد المقربين من بينيت في تهكم: من الذي قال إن كيري لم ينجح في الاتيان باتفاق. ها هو ذا اتفاق بين الفصائل العربية.
الذي لا يُحسن القرار

إن العاملين في الجهاز السياسي على يقين من أنه لو وقعت الصفقة مع أبو مازن مشتملة على الافراج عن السجناء الاسرائيليين لاستطاع بينيت أن ينزل عن الشجرة التي تسلقها، لكن بعد أن يشنق نفسه فقط، ولن يكون ذلك إلا اذا نجح اجراء نزع الجنسية الاسرائيلية عن السجناء المفرج عنهم.
كان ذلك هو الاجراء الذي تمت فيه مباحثات محمومة في مكتب رئيس الوزراء وشارك فيه ايضا المستشار القانوني للحكومة: ماذا نفعل لتنفيذ الصفقة مع الفلسطينيين من غير أن ينقض بينيت عُرى الحكومة. بيد أن السجناء الذين كان يجب عليهم أن يوقعوا على سلبهم جنسيتهم شرطا للافراج عنهم رفضوا، ورفض كذلك مندوبو الفلسطينيين الى التفاوض. ولهذا كان احتمال استقالة بينيت مرتفعا جدا وهو ما كان سيفضي فورا الى حل الحكومة والى انتخابات مبكرة.
لكن أبو مازن لم ينقذ بينيت وحده حينما وقع على اتفاق مصالحة مع حماس، لأنه أنقذ نتنياهو والليكود وسائر احزاب الائتلاف الحكومي ذ ويشمل ذلك ليبرمان ولبيد ذ وأنقذ كل من كانوا سيضطرون الى مواجهة حل الائتلاف الحكومي والتوجه الى انتخابات في وقت غير مريح لأي أحد منهم لو أن اسرائيل نفذت الصفقة مع الفلسطينيين. لو أجريت انتخابات لكانت أكبر احتمال ألا يُشكل نتنياهو الحكومة القادمة، وليس ذلك لأنه غير أهل للانتخاب فلا منافس له البتة في انتخابات شخصية. لكن استطلاع مينا تسيمح الذي أجري قبيل العيد لصحيفة ايديعوتب بين بوضوح أنه لو أجريت الانتخابات اليوم لما استطاع نتنياهو أن يشكل ائتلافا حكوميا فما كان أي حزب ليوصي الرئيس به؛ لا بينيت الذي سبب سقوطه، ولا الحريديون، ولا لفني، ولا لبيد ولا ليبرمان ايضا. إن رئيس اسرائيل بيتنا مشغول الآن بارتباطات جديدة فهو يفحص عن امكانية أن ينافس في الانتخابات القادمة مع كحلون. ويبلغ هذا الفحص الى استطلاعات عميقة بغية الفحص عن أنه هل تأتيهما منافستهما المشتركة حينما يكون ليبرمان رئيس الحزب بعدد من النواب أكبر من مجموع النواب لكل واحد على حدة. لكن أبو مازن أحرق يوم الاربعاء أوراق اللعب وانتقلت الكرة الى لفني. وليس السؤال الآن ماذا سيفعل بينيت بل ماذا ستفعل الوزيرة التي دخلت حكومة نتنياهو كي تأتي باتفاق سلام. من الواضح أنه لو أجريت انتخابات الآن لتحطم حزب الحركة، ولهذا يفترض أن تتمسك لفني بكل طريقة بالحكومة الحالية وأن تحاول إحياء الاتصالات بالفلسطينيين باعتبارها شرطا لبقائها، إلا اذا كانت تتكل كما يقول اشخاص ساسة على اطار سياسي آخر في الانتخابات القادمة. وتوجد عدة امكانات: فهي تستطيع اذا وقف التفاوض أن تتفق الآن مع هرتسوغ وحزب العمل بزعم أنه لا يمكن التوصل الى تسوية سلمية مع تشكيلة الحكومة هذه. واذا استقر رأيها أن تعتزل الحكومة بسبب الشأن السياسي ومضى معها سائر اعضاء حزبها فسيبقى ائتلاف حكومي مؤلف من 62 عضو كنيست. ولن يبقى هذا الائتلاف زمنا طويلا وفي داخله اعضاء كنيست مشاغبون مثل فايغلين وريفلين وغمليئيل وآخرين.
لكن من الممكن أن تعتزل لفني الحكومة دون أن تأخذ كل الحركة معها وأن يبقى نصفها ذ دافيد تسور ومئير شتريت واليعيزر شتيرن ذ في الائتلاف الحكومي في حين يعود بيرتس ومتسناع الى حزب العمل. وهذا أمر آخر. إن ائتلافا من 65 عضوا يمكن أن يبقى، واذا استقر رأي لفني على ألا تعتزل (وهذا هو السيناريو الاكثر منطقا) بقي ائتلاف من 66 عضوا.
ويلائم هذا ايضا امكانا آخر أثير هذا الاسبوع في الجهاز السياسي وهو ألا تتفق لفني مع هرتسوغ بل مع ليبرمان وكحلون على منافسة مشتركة في الانتخابات القادمة. وفي هذه الحال لا يوجد ما يدعوها الى الاسراع الى الترك الآن لأن هذا التنظيم سيستغرق وقتا ولن يجديها انصرافها الآن عن الساحة السياسية.
ماذا ستفعل لفني اذا؟ ستقول إن الفلسطينيين مذنبون. يقول مسؤول كبير في الليكود، وستعلل بقاءها بأن عندها عملا كثيرا في وزارة القضاء وإنها تبقى كي لا تُمكن البيت اليهودي من أن يفعل ما يحلو له في المستوطنات وأنها تتحمل مسؤولية حماية جهاز القضاء. هل تعوزها التعلات؟
لكن لفني ليست وحدها في هذا القارب لأن يئير لبيد ايضا سيضطر الى أن يُفسر لناخبيه الذين جاء اكثرهم من الوسط واليسار بقاءه في الحكومة التي لا تجري تفاوضا سياسيا. وقد قال هو وعوفر شيلح اكثر من مرة في الماضي إنه ليس لهما ما يبحثان عنه في حكومة كهذه. وتعلمون أن لبيد سينتظر ليرى ماذا ستفعل لفني، فاذا بقيت فسيجد تعلات هو ايضا. وهما يستطيعان أن يقولا دائما وبقدر كبير من الصدق إن نتنياهو لا يتحمل تبعة الازمة هذه المرة.
وبدا رضا في الليكود ايضا لأنه اذا لم يتغير شيء فان اسرائيل هي التي فازت في لعبة تبادل الاتهام، لأنه اذا كان أمكن الى الآن اتهام اسرائيل بأنها لم تفِ بالصفقة التي التزمت بها، فلن يستطيع أحد منذ أن وقع أبو مازن مع حماس، أن يزعم أن اسرائيل تتحمل تبعة تفجير التفاوض.
سيعقد في يوم السبت مؤتمر مجلس م.ت.ف. وهم في الليكود يؤمنون بأن أبو مازن سيتمسك هناك بالمواقف المتشددة التي عرضها ويدفن التفاوض بصورة نهائية.
ينتظر الجميع الآن. إنهم ينتظرون أن يروا اقامة الاتفاق بين حماس وفتح حقا، وينتظرون أن يروا ما ستفعله لفني وما سيفعله اعضاء حزبها. وينتظرون المعركة على الرئاسة: هل سينافس سلفان شالوم وإن لم يفعل فمن يدخل الميدان. وماذا سيقرر نتنياهو، وهذا سؤال ذو موضوع دائما كما يبدو. وماذا سيكون قراره في شأن مرشحه للرئاسة. ومن سيكون رئيس لجنة الخارجية والامن. ومن سيحل محل ياريف لفين رئيسا للائتلاف الحكومي. إنها قرارات كثيرة جدا لشخص واحد لا يُحسن القرار.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
مزور التاريخ: الرئيس كذاب محترف

بقلم:زئيف كام،عن معاريف

في إطار لقاء مفتوح أجراه هذا الاسبوع رئيس السلطة ابو مازن مع مجموعة من الصحفيين الاسرائيليين، سأل أحدهم الرئيس الفلسطيني في موضوع الاعتراف بدولة يهودية.
ما هو فيلمك في واقع الامر، سُئل أبو مازن (ليس في هذه الصياغة). ما هي مشكلتك في الاعتراف بدولة اسرائيل كدولة الشعب اليهودي؟ وكان للرجل الدبلوماسي جوابان: واحد يرتبط بالتاريخ القريب، وآخر بالتاريخ الابعد بكثير.
الجواب الاول عني بالمفاوضات التي أجراها ابو مازن مع رئيس الوزراء السابق اولمرت. فقد شرح ابو مازن يقول انه ‘معه، لم يطرح موضوع الاعتراف بدولة يهودية. فهو لم يطلب مني شيئا كهذا’. كان يمكن للمرء أن يتوقع من رجل كبير في السن يبلغ من العمر 79 سنة جوابا أقل ‘تخلفا’ بقليل، وعذرا على التعبير. أحقا. فماذا في ذلك؟ رئيس وزراء جديد، حكومة جديدة، مواقف جديدة. كل الحوار مع اولمرت كان مختلفا. في تلك المحادثات كان هناك ايضا اجماع اسرائيلي على اسىتيعاب كمية معينة من اللاجئين الفلسطينيين’، و 20 شيء آخر وافق اولمرت عليها ونتنياهو لن يقبل بها ايضا. اي نوع من الجواب هذا؟
وكما قلنا، ففخامة رئيس المنظمة أخذنا أيضا في جولة تاريخية قصيرة الى الايام الاولى للدولة وذكر مع قاله رئيس الوزراء الاسرائيلي الاول، دافيد بن غوريون. ادولة كل سكانها’، اقتبس ابو مازن عن الختيار. وكذب عن عمد وبوقاحة لكل من حضر في الغرفة.
أفلم تجد كذبة فظة وبائسة أكثر من هذه يا رئيس؟ فكل طفل فلسطيني يعرف قليلا النص الذي تلاه بن غوريون من وثيقة الاستقلال يعرف بانه قال أيضا ادولة يهودية في بلاد اسرائيل. فقليلا من الذكاء عند الكذب والتزوير. بحياتك يا أبو مازن.
ولكن ما العمل، هذا هو التاريخ حسب محمود عباس. لا حاجة للسير بعيدا من أجل تزيين أقوال تاريخية مدحوضة وبائسة قيلت على لسان الرجل. ففي شهر كانون الاول الماضي فقط بعث رئيس المنظمة الفلسطيني برسالة بمناسبة عيد الميلاد، حيث اختار اطلاع العالم المسيحي بان اليسوع كان على الاطلاق فلسطينيا.
لقد أصبح الرسول الفلسطيني مصدر نور وارشاد للملايين في ارجاء العالم’، تفوه الرئيس الفلسطيني في حينه، وفي ثانية واحدة اخترع لشعبه تاريخا من الفي سنة. ما الضير. اثنان بسعر واحد. إذ يتبين أيضا، فجأة، بان الفلسطينيين عمليا يوجدون هنا منذ الفي سنة (اين اختبأوا كل هذا الوقت)، وأن يربح في نفس الوقت نقاط استحقاق في العالم المسيحي، وهو أمر لا يض ابدا.
ان من هو قادر على ان يخترع في لحظة واحدة تاريخا من الفي سنة دون ان يرف له جفن (ولن يرف له، صدقوني)، فماذا هو بالنسبة له أن يذهب 64 سنة الى الوراء وأن يزور أقوالا قالها رئيس الوزراء بن غوريون؟ أمر قليل.
من جهة اخرى، هذا هو الرجل الذي يروى عنه في اليسار بان ليس هناك افضل منه لاسرائيل أن توقع معه على اتفاق سلام. اعترفوا بان هذه جملة مقلقة بعض الشيء. اذا كان الكذاب المواظب ذاته يعرف بانه هو افضل ما لدى الفلسطينيين ليعرضوه على اسرائيل، فماذا يقول هذا عن باقي الفلسطينيين؟ الرب يحفظنا.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ