المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 619



Haneen
2014-05-29, 11:39 AM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي (619) الجمعة 02/05/2014 م



</tbody>

<tbody>




</tbody>



<tbody>
في هــــــذا الملف


أبو مازن نسي أن الكارثة تمت بمساعدة فلسطينية
بقلم: مردخاي كيدار ،عن معاريف

نتنياهو عبقري في التلاعب
بقلم: داني سبكتور ،عن يديعوت

الحقيقة… غير صالحة النشر
بقلم: أسرة التحرير ،عن هأرتس

كذبة ‘الفصل العنصري’
بقلم: درور إيدار،عن اسرائيل اليوم

كيري الصديق لإسرائيل
بقلم: جدعون ليفي،عن هارتس

تعلمت ما لا يجوز قوله
بقلم: آري شبيط،عن هأرتس
























</tbody>



أبو مازن نسي أن الكارثة تمت بمساعدة فلسطينية

بقلم: مردخاي كيدار ،عن معاريف
بمرور سبعين سنة على إبادة نحو نصف مليون يهودي في هنغاريا، قررت حكومة اسرائيل بان ابادتهم ستكون في بؤرة احتفالات الذكرى للعام 2014. ابتداء من ايار 1944 ارسل يهود هنغاريا بقطارات البقر الى اوشفتس بركناو وهناك ابيدوا. وتطرق الرئيس بيرس الى ابادة يهود هنغاريا في خطابه في يد واسم عشية يوم الكارثة، ووصف بتفصيل تقشعر له الابدان بعض الصور من تلك الفترة الظلماء اياها.
قبل بضعة ايام من يوم الذكرى لكارثة الشعب اليهودي في اوروبا، التقى أبو مازن بحاخام من الولايات المتحدة، مارك شناير. وقد جمع الحاخام شناير تجربة جمة في الحوار مع المسلمين. وعلى مسمعه أعلن أبو مازن بان ‘الكارثة كانت الجريمة الابشع في تاريخ الانسانية’. وكذا: ‘الشعب الفلسطيني، الذي يعاني من الظلم والقمع هو أول من يطالب بوقف العنصرية ضد الشعوب الاخرى’.
أقوال عباس تكاد تكون صريحة: ما تفعله اسرائيل بالفلسطينيين يشبه ما فعله النازيون باليهود. فهل تقتاد اسرائيل الفلسطينيين بالقطارات وكأنهم حيوانات؟ هل تبيد اسرائيل الفلسطينيين في حجرات الغاز التي تشبه الحمامات؟ هل تحرق اسرائيل جثث الفلسطينيين في المحارق؟ هل تشغل اسرائيل الفلسطينيين في معسكرات الاكراه؟
غير أن هذه الاقوال الخطيرة هي لا شيء مقابل ما لا يقوله: عباس ينسى أو يحاول أن ينسى، بان ابادة يهود هنغاريا تمت ايضا بفضل المساعدة التي قدمها مؤسس الحركة الوطنية الفلسطينية، مفتي القدس، الحج أمين الحسيني لالة الابادة النازية.
بعد أن فر الى برلين في العام 1941 عني المفتي بمساعدة النازيين من خلال تجنيد جنود مسلمين من البوسنه لجهاز الـ اس.اس . في العام 1944 كانت مهمتهم حراسة جسور القطارات التي نقلت اكثر من نصف مليون يهودي هنغاري الى الابادة في اوشفتس، كي لا يفجر الانصار الجسور. كما أنه ساعد في اقامة ‘الفيلق العربي الحر’ الذي عمل في اطار الفرمخت، ودفع له النازيون أجرا شهريا مضاعفا على أجر فيلد مارشل في جيش الرايخ.
قبل بضع سنوات شاركت في نقاش اعلامي في احدى وسائل الاعلام العربية بمشاركة ناطق بلسان السلطة الفلسطينية. طرحت موضوع مشاركة المفتي في ابادة يهود اوروبا، وادعى الناطق الفلسطيني بان عمله هذا كان مبررا ‘كي لا يصل اولئك اليهود الى فلسطين’. سألته ‘قد يصلون الى أمريكا؟ فهل يستحقون عقوبة الموت ايضا؟’ على هذا السؤال لم يجب الفلسطيني.
وسائل الاعلام العربية لن تتحدث ابدا عن دور المفتي الفلسطيني في ابادة يهود هنغاريا. وعشية يوم الكارثة اجري معي لقاء هاتفي في اذاعة الـ بي.بي.سي بالعربية عن تصريح عباس الذي وصف الكارثة بانها ‘الجريمة الابشع في تاريخ الانسانية’. انتقدت انه لم يشجب نشاط المفتي. وقد بثت المقابلة، ومقطع الحج أمين قص منها.
كنت سأسأل الحاخام شناير، هل عندما شجب عباس ابادة اليهود لم يحاول هو الحاخام المحترم تذكيره بان المفتي الفلسطيني كان جزء من آلة الابادة النازية. غير ان الذاكرة الانتقائية هي على ما يبدو اسم اللعبة في الحوارات بين الاديان التي يديرها الحاخام مع كارهي اسرائيل.
ان اسرائيل ملزمة بان تذكر جيرانها بما فعله الزعيم الفلسطيني كي يبيدنا. غير أن قسما من الناطقين بلساننا يميلون الى نسيان هذه الحقيقة. وكرس الرئيس بيرس دقائق طويلة لابادة يهود هنغاريا وهو ايضا ‘نسي’ ذكر دور المفتي الفلسطيني في هذه الجريمة. ولم يكن شطب دور المفتي من خطب بيرس صدفة: فهو يؤمن بان الفلسطينيين هم شركاؤنا في السلام، فلماذا نذكرهم بالجريمة الفظيعة التي ارتكبها زعيمهم؟
كيف يمكننا ان نطلب من العالم ان يتذكر الكارثة اذا كان رئيس دولة اسرائيل ‘ينسى’ الاشارة الى هذا التفصيل الهام فقط لانه لا يريد أن يحرج صديقه عباس. يتبين أن الذاكرة الانتقائية ليست من نصيب اعدائنا فقط؛ رئيس اسرائيل ايضا يستخدم ذكرى الكارثة بشكل انتقائي، حسب أجندة شخصية وسياسية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ


نتنياهو عبقري في التلاعب

بقلم: داني سبكتور ،عن يديعوت
في كل مرة يحذر فيها كيري من أننا سنكون ‘دولة أبرتهايد’، وفي كل مرة يستخف فيها وزير الدفاع موشيه يعلون بأمريكا، وفي كل مرة يحذر فيها بنيامين نتنياهو مرة اخرى من القنبلة الايرانية أتوق للاتصال بغروسمان. ولكن دائما لديه ذات الجواب: ‘أنا أكتب الان يا صديقي، عميقا في كتابي القادم، ولا اعنى بالشؤون السياسية حاليا’.
ولكن حتى لصبر الكاتب الرائد في اسرائيل يوجد حد. ‘كل ما يحصل الان يشتعل جدا’، يحاول مرة اخرى التملص في البداية. ‘ولكني أكتب كتابا يأخذ مني الكثير من القوة وأنا أريد أن اكون فيه. ليس عندي دافع ما منفلت العقال لاقوال رأيي، ولكني أعتقد بان بوسعك أن تخمن ما أشعر به هذه الايام’.
ساعدني

‘ما أشعر به تجاه القرار بوقف المفاوضات؟ مخاوفي شديدة جدا مما سيحصل اذا لم تكن هنا مفاوضات مع الفلسطينيين ومما سيحصل بيننا وبينهم. كما أني اخشى مما سيحصل للمجتمع في اسرائيل ولنا كدولة’.
وها هو يفهم منذ الان بانه تحدث ربما أكثر مما خطط له، ويفر مرة اخرى نحو الصمت: ‘لكن دعك، أنا اوجد الان في مكان كتابة يتطلب مني صراعات اخرى، يتطلب مني قوة. الانتقال الى الحديث عن السياسة مثل الانتقال الى الحديث بلغة اخرى. وأنا لا اريد أن افعله في هذه اللحظة. عندما ينتهي الكتاب وعندما يكون لي ما أقوله فساقوله’. ولكن لا تقلقوا، لاحقا انكسر بسرعة.
قبل بضعة اسابيع في ساعات الصباح، نزل غروسمان كعادته الى قبو بيته، كي يبدأ يوما آخر من الكتابة الطويلة التي تستغرق حتى ساعات المساء المتأخرة.
‘فتحت المذياع وسمعت النائب ايلي يشاي يتحدث عن مظاهرات المهاجرين الكبرى التي جرت بعد يوم من ذلك في حديقة الورود أمام الكنيست. وقد اقترح بحكمته على رئيس الوزراء بأنهم اذا كانوا جميعهم على اي حال يحتشدون هناك، فلماذا لا نحشرهم في الباصات ونبعث بهم الى المعتقل؟’.

أفترض أنك لم تتفق مع ما قاله

ببساطة استفزني. فيوجد هنا نموذج لنوع من الوحشية، ليس مجرد وجع قلب،بل وحشية حقا. مجموعة كبيرة جدا من الاشخاص ممن وضعهم مصيرهم المر في حالة متعذرة. وظننت أن بودي أن اصل الى تلك المظاهرة. لم افكر حتى أن أتحدث هناك، وعلى الاطلاق لم أخطط لان أتحدث هناك. اعتقدت أني سآتي للنظر اليهم لرؤيتهم ليس كحشد بل كبشر، كأناس واحدا واحدا’.
في نهاية المطاف وصل غروسمان بالفعل الى المظاهرة بل وصعد للخطابة أمام الاف المهاجرين هناك. ونال الخطاب عناوين كبرى في الصحف، ولكن مثلما هو الحال دوما رفض الكاتب ان يوسع الحديث وأغلق على نفسه مرة اخرى في قبوه. والان بات مستعدا لان يشرح ما الذي بحث عنه هناك، ولماذا كان مهما له جدا اسماع صوته. ‘اعتقد ان علينا أن نكون اكثر حساسية تجاه مصير بني البشر’، يقول. ‘بالاساس بسبب ما اجتزناه على مدى كل تاريخنا’.
قلت هذا هناك، وعلى الفور ربطوا ذلك بالكارثة. ‘بالطبع في رد الفعل العادي في المجتمع الاسرائيلي حاولوا ان يعزو لي تشبيها بالكارثة، ولكن لم أقصد هناك. الكارثة لا يمكن تشبيهها بأي شيء آخر، وبالتأكيد وضع العمال الاجانب لا يشبه وضع اليهود في الكارثة. فمن السخيف حتى التفكير هكذا. ولكن نحن كشعب، حتى قبل الكارثة بكثير، عانينا من هذه النظرة الجامدة، التي لا تمييز فيها، ومن التشهير. ولاسفي أشعر في المجتمع الاسرائيلي أقل فأقل القدرة على معرفة الفوارق، القدرة على النظر بشكل تشخيصي الى الاوضاع والى الناس. فهذه هي الميزة اليهودية الدقة، النظرة المحدقة للعالم والتي تنزل الى التفاصيل وتلتزم بالتفاصيل’.

كيف تشرح هذا؟

لاننا مجتمع مفزوع جدا عاش في صدمة بشدة عالية. بسبب هذه الامور نحن غير قادرين على نشخص التفاصيل ونحن لسنا على اتصال بالواقع بل على اتصال بمخاوفنا. وبالطبع، لدينا رئيس وزراء هو حقا عبقري بمثل هذا النوع من التلاعب. وهو يعرف كيف ينبش المخاطر الحقيقية التي تقف امامها اسرائيل. وهي تقف امام مخاطر، انا لا اقول ان لا، ولكنه يعرف كيف ينبش المخاطر مع الاصداء الهائلة للصدمات من الماضي. ومجتمع كمجتمعنا، عانى جدا وضرب جدا، وهو مجتمع مصدوم، عديم الوسيلة امام هذا النوع من التلاعب لرئيس الوزراء’.
ليست اقوال يشاي هي وحدها التي أغضبت غروسمان، بل وخطاب نتنياهو في الاحتفال الرسمي لذكرى الضحايا في الكارثة، قبل بضعة أيام دفعه لان يخرج عن طوره. ‘كان هذا خطابا صادما. فقد نبش في صدمات الماضي مع المخاطر الحالية وعلى الفور دعا الى الانطلاق الى نوع ما من العمل بقوة وكأن القوة ستعالج كل المرض. في مثل هذا الخطاب كان من المناسب التوقف عند المصيبة والمأساة التي عاناها الشعب اليهودي دون الانتقال على الفور الى الهجوم على ايران’.

‘ ما الذي توقعته في خطاب كهذا؟
‘ يمكن لمس الناس في أماكن اخرى تماما بحيث تذكرهم ليس فقط بانهم جنود الامن بل وأيضا بنو بشر وقعت لهم مصيبة فظيعة ورهيبة. لابائنا وجيلنا أيضا. والا نعود مرة اخرى الى ايران والى هذه التشبيهات التي تتكرر كل الوقت. يوم واحد في السنة أن نتحد مع مصيبتنا فقط.

لا أقرأ كتبي مرة اخرى

رغم أنه منذ اشهر طويلة يقضي في قبوه، ينكب على كتاب جديد، يخيل أن غروسمان يعيش في حياتنا الثقافية أكثر من أي وقت مضى. عرض جديد حسب كتابه ‘قيمة الحب’ في المسرح في رمات غان، عرض مستقبلي وحسب ‘يسقط خارج الزمن’ في مسرح غيشر، فيلم ‘يوجد أطفال تذبذب’ في السينمات و ‘ايتمار يلتقي أرنب’ في الاوبرا الاسرائيلية. وهو يقول ‘ان هذا شعور طيب جدا. كما أنه رضى كبير ان يكون ما أكتبه جزءاً من عالم الناس الآخرين. وان يبعث ما أكتبه فيهم الرغبة في الخلق والابداع′.
‘ هل يسهل عليك العودة الى ما كتبته لتقرأه؟
‘ يصعب علي ان أقرأ كتبي. ولكني أفعل هذا احيانا حتى أتمكن من الاجابة على الاسئلة عما كتبت.
وعلى سؤالي عن حال كتابه التالي اجابني ‘جيد شكرا، حتى افضل من حالي’.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ





الحقيقة… غير صالحة النشر

بقلم: أسرة التحرير ،عن هأرتس
في اجتماع االدول العظمى العشرين في كان في فرنسا في تشرين الثاني 2011 وصف الرئيس الفرنسي في حينه نيقولا ساركوزي بنيامين نتنياهو بـ ‘الكذاب’ وقال انه ‘لا يطيقه’. الرئيس الامريكي، براك اوباما، قال له معقبا: ‘انت مللته، ولكني أنا من يتعين عليه أن يتصدى له كل يوم’.
هذه الاقتباسات النادرة، التي كشفت حقائق لا تصل بشكل عام الى الجمهور، بسبب الدبلوماسية وقواعد السياسة السليمة، لم تكشف الا لان الميكروفونات بقيت مفتوحة ولم يعرف الرؤساء بذلك.
والان جاء دور جون كيري. فخلافا لساركوزي واوباما، أُمسك بوزير الخارجية الامريكية وهو يكشف النقاب عن حقائق غير شخصية، بل مبدئية. فقد سجل لكيري في اثناء ‘لجنة الثلاثة’ وهو يقول ان ‘حل الدولتين هو البديل الوحيد … الدولة الواحدة ستكون دولة أبرتهايد، مع مواطنين من الدرجة الثانية، وستدمر قدرة اسرائيل على البقاء دولة يهودية’.
وحذر كيري أيضا من أن الجمود في المسيرة السلمية من شأنه أن يؤدي الى اشتعال عنيف في المناطق، والمح بانه اذا كان تغيير في الحكومة، يحتمل ان يحصل شيء ما’. هذه الاقوال الصريحة لكيري لم تكن من النوع الذي اعتادت عليه الاذن الدبلوماسية، ولهذا فقد أكسبته موجة من الهجمات السياسية والشخصية. واضطر كيري الى الاعراب عن اسفه علنا على استخدام كلمة ‘ابرتهايد’ وشرح بانه ‘لو استطعت، لادرت الشريط الى الوراء واخترت كلمة اخرى’.
ليس صدفة أن اضطر كيري الى التراجع بالذات عن استخدام كلمة ‘ابرتهايد’. فالحساسية بالنسبة لتشبيه اسرائيل بجنوب افريقيا في عهد الابرتهايد في مكانها. ففي اسرائيل توجد جوانب من الابرتهايد، من شأنها أن تتسع في حالة انهيار حل الدولتين. ولكن بدلا من العمل على تغيير الميل الهدام، فان محافل تسمي نفسها ‘مؤيدة لاسرائيل’ تحاول اخفاء الواقع القاتم من خلال نفي مفهوم ‘الابرتهايد’.
ما قاله كيري ‘لغير النشر’ هو عمليا وصف للواقع: اسرائيل لا يمكنها ان تبقى دولة يهودية وديمقراطية دون حل الدولتين؛ الدولة الواحدة ستكون دولة أبرتهايد؛ الجمود في المسيرة السياسية قد يؤدي الى انتفاضة اخرى؛ التغيير في تركيبة الحكومة بل وفي شخصية رئيسها كفيل بان يغير الصورة. صورة الواقع المقلقة التي عرضها كيري يجب أن تتغير من خلال تطبيق حل الدولتين. خلافا لشريط التسجيل، فان المأساة المتجسدة هنا لن يكون ممكنا اعادتها الى الوراء أو محوها.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

كذبة ‘الفصل العنصري’

بقلم: درور إيدار،عن اسرائيل اليوم
يضرب جون كيري مرة اخرى، فبعد أن هدد في لقاء صحفي للقناة 2 بانتفاضة، ‘اذا لم توجد تسوية’، وبعد أن هددنا في ميونيخ بالمقاطعة، ‘اذا لم توجد تسوية’ يهددنا الآن بأننا سنصبح سريعا ‘دولة فصل عنصري اذا لم توجد تسوية’.
ووردت هذه الاكذوبة الكبيرة على لسان وزير الخارجية الامريكي الذي هو ‘الوسيط النزيه’. إن كيري لم ينشأ من العدم مثل وزراء خارجية آخرين في التاريخ، فله كتائب من الاسرائيليين يروجون للكذب. وهم يستعينون بوسائل اعلام كثيرة وفي مقدمتها الصحيفة التي كانت لها دولة ذات مرة وأصبحت اليوم فرعا من سفارة الولايات المتحدة في اسرائيل. إن العنوان الصحفي الرئيس في ‘يديعوت احرونوت’ قذفنا باكذوبة الفصل العنصري وعُزز بمقالة ناحوم برنياع التي أضافت الى ‘الفصل العنصري’ الكلمة الشيفرية ‘الاحتلال’.
يحاول برنياع أن يُسمع من الامم المتحدة: فللفلسطينيين رعاة كثيرون بل ‘صحيفة يومية في اسرائيل’. وهو يشير الى صحيفة ‘هآرتس′ اشارة خفية، لكن الزبدة فوق رأسه.
إن الراعية الرئيسة للقضية الفلسطينية وأكذوبة الاحتلال هي صحيفة برنياع التي كانت منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي بوق حركة سلام خائبة الرجاء.
لا يوجد احتلال لأن الاكثرية المطلقة من الفلسطينيين يعيشون تحت سلطة حكوماتهم: حماس في غزة وفتح في يهودا والسامرة مع حكم ذاتي سياسي وحكومة ووزراء وميزانيات ضخمة (يدخل الجزء الكبير منها في جيوب خاصة تمجيدا للغباء الغربي)، وشرطة وقوات أمن ووزارة خارجية. وصحيح أن الجيش الاسرائيلي في خضم ذلك، لكنهم ما كانوا ليزهروا من غيره بل كانوا سيصبحون موقعا ايرانيا بتفضل حماس.
هل ‘فصل عنصري’ عندنا؟ إن عرب اسرائيل ينتخبون للكنيست الاسرائيلية ويشاركون في الحياة العامة. واذا كانت الحياة هنا لعينة فلماذا لا يكون عرب اسرائيل في وادي عارة مستعدين للانتقال الى مناطق السلطة في حال ‘تسوية نهائية’؟ ولماذا يتوسل متسللون من افريقيا للبقاء ويطرق آلاف حدودنا؟ وكيف يمكن أن يوجد ‘فصل عنصري’ اذا كانت الطائفة المسيحية الوحيدة الأكثر تقدما في الشرق الاوسط تملك جنسية اسرائيلية؟ إن باقي المسيحيين في المنطقة وفي السلطة الفلسطينية ايضا أصبحوا أقلية مضطهدة وهرب كثيرون الى اوروبا وامريكا.
تعتقد صحيفة ‘يديعوت’ وعناصر في الادارة الامريكية أننا سنستكين ونصنع سلاما بوساطة تخويف اسرائيل بأكذوبة المقاطعة والفصل العنصري والتسونامي السياسي وسائر السخافات والتهديدات الفارغة. لكننا نريد سلاما، وما زلنا منذ مئة سنة نوافق على خطط التقسيم الأكثر فظاعة. وهم غير معنيين. إن عرب المنطقة متساوقون في هذه المسألة برغم وجود أجزاء من وسائل الاعلام تغطي على رفضهم.
اليكم المستقبل الذي يتوقعه برنياع (اليسار الاسرائيلي) لاسرائيل: ‘ستكون اسرائيل في المرحلة الاولى دولة فصل عنصري، مقاطعة ومحاصرة في العالم. وفي المرحلة الثانية سيفرض العالم علينا أن نصبح دولة ذات شعبين’.
لن يحدث هذا يا برنياع لا بسبب معجزة بل لأنه أكذوبة، واذا ناضلنا عن حقيقتنا ولم نردد الاكاذيب كما تفعل صحيفتك فسيتفهم العالم ذلك.
تصف مجموعات معروفة في العالم اليهود بأنهم يجذبون خيوط السيطرة على الحكومات المختلفة. ولبرنياع ولليسار الاسرائيلي ايضا (وممثليه في وسائل الاعلام العامة) يهود يخصانهما: وهم المستوطنون (كانوا الحريديين في مرات اخرى). ويرى برنياع أن ‘جماعة الضغط السياسية من اجل المستوطنات تمثل في الحاصل العام أقلية متطرفة فاسدة في نظر أكثر الاسرائيليين’.
هل أقلية؟ إن أكثرية ضخمة في المجتمع الاسرائيلي (ولا سيما الجمهور اليهودي) ترى المستوطنين طلائعيين مثاليين يشكلون حزاما أمنيا ماديا واخلاقيا في النضال العادل عن سيطرتنا على البلاد. لكنهم كانوا منذ ثلاثين سنة في صحيفة ‘يديعوت’ كيس الضرب وفريسة لما لا يحصى من الخطط الانتحارية السياسية من شمعون بيرس الى تسيبي لفني ومنهما الى جون كيري.
ليس الاسرائيليون هم الذين يئنون تحت ‘احتلال المستوطنات’ بخلاف كلام برنياع القبيح. فالعكس هو الصحيح: إن المجتمع الاسرائيلي الحر كان يئن منذ عشرات السنين تحت عبء سيطرة اليسار على وسائل الاعلام والاكاديميا ومراكز قوة اخرى. وليست المشكلة هي جون كيري بل ممثلي نظرية اكذوبة الفصل العنصري والاحتلال عندنا. وكما أن الصراع مع الفلسطينيين ليس على اراض بل هو صراع قومي وديني، فان الجدل عندنا في الداخل ايضا ليس على مستقبل يهودا والسامرة بل على هويتنا هنا في ارض الآباء. ويقع في البال في هذه المسألة أن اكثر المجتمع الاسرائيلي عنده أنباء لرفاق برنياع.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ




كيري الصديق لإسرائيل

بقلم: جدعون ليفي،عن هارتس
هل يمكن أن تصبح اسرائيل دولة فصل عنصري كما قال وزير الخارجية الامريكي في يوم الجمعة الماضي، أو أنها لن تصبح كذلك كما قال في يوم الثلاثاء؟
حاول أن تعلم. ربما لم يعد من المهم ما يعتقده جون كيري وما يقوله مع استخذائه واعلان اعتذاره المُذل جدا.
ولم تعد اسرائيل تحتاج الى أعداء مع لوبي شديد الوطء جدا كجماعة الضغط اليهودية وادارة امريكية ضعيفة جدا كادارة براك اوباما تستكين وتنطوي في مواجهة كل نزوة ‘مؤيدة لاسرائيل’؛ بل حسبُها ‘اصدقاؤها’. أنظروا الى ما حدث لصديق حقيقي لها حاول فقط أن يحذرها من نفسها.

يا لمهانة وزير خارجية قوة عظمى يعتذر عما قال. ويا لمبلغ عدم الصداقة لاسرائيل في الرجوع عن تحذير صديق صادق حقيقي خشية اللوبي فقط.
يعلم الآن ملايين الامريكيين الجهلة ممن يشاهدون شبكة ‘فوكس′ ومثيلاتها، أن اسرائيل لن تتحول الى دولة فصل عنصري. وهم يعتقدون ايضا أن اسرائيل في خطر وجودي بسبب قوة حماس واحكام صواريخ القسام.
لكن تلعثم كيري لا يغير الواقع الذي يصرخ من كل صوب؛ ومن كل قرية فلسطينية في الضفة، وكل حوض ماء وشبكة كهرباء، لليهود فقط؛ ومن كل خيمة مقوضة ومن كل قرار محكمة عسكرية؛ ومن كل اعتقال ليلي وكل حاجز وكل أمر اخلاء وكل بيت في المستوطنات يصرخ الفصل العنصري. لا، ليست اسرائيل دولة فصل عنصري، لكن يوجد في مناطق احتلالها فصل عنصري سافر منذ يوبيل تقريبا.
والذين يريدون الاستمرار على العيش في كذب وكتم للحقيقة وإنكار وتنكر مدعوون للسفر الى الخليل. فلا انسان صادقا نزيها يعود منها لا يعترف بوجود فصل عنصري.
ومن تذعرهم هذه الكلمة غير السوية فليخطو فقط بضع دقائق في شارع الشهداء وهو شارع فصل وأرصفة فصل ليتلاشى خوفهم من استعمال الكلمة المحظورة كأنه لم يكن.
إن تاريخ الصراع مشحون بكلمات محظورة، فلم يكن يجوز ذات مرة أن يُقال ‘فلسطينيون’، ولم يعد يجوز أن يُقال بعد ذلك ‘احتلال’. ولا ‘جريمة حرب’، ولا ‘استعمار’ ولا ‘دولة ذات شعبين’. ولا يجوز أن يُقال الآن ‘فصل عنصري’.
إن الكلمات المحظورة تشل الحوار ولم تعد الحقيقة مهمة. لكن لا تستطيع أية سلامة سياسية وأية غسالة كلمات مهما تحاولان الظهور بمظهر الصدّيقية أن تغطي على الواقع الى الأبد. والواقع هو نظام احتلال لفصل عنصري.
يستطيع المفرقعون بألسنتهم أن يجدوا ما لا يحصى من الفروق بين الفصل العنصري لبريتوريا والفصل العنصري للقدس. فقد كانت هناك نظرية عنصرية منظمة ظاهرة، وهي هنا مُنكرة ومكتوم عليها ومغطاة تحت غطاء ثقيل من الدعاية والعقائد الدينية والمسيحانية. لكن النتيجة واحدة.

يوجد ناس من جنوب افريقيا جربوا الفصل يقولون إن الفصل العنصري عندهم كان اسوأ.
وأعرف ايضا ناسا من جنوب افريقيا يقولون إن المستعمل في المناطق أفظع.
لكن لا يستطيع هؤلاء ولا اولئك أن يجدوا فرقا كبيرا في أساس الامور وذاك أنه حينما يتقاسم شعبان قطعة ارض واحدة، ويكون لأبناء أحد الشعبين كامل الحقوق ويكون أبناء الشعب الآخر بلا أي حق يكون ذلك فصلا عنصريا.
هل يبدو مثل فصل عنصري، ويسير مثل فصل عنصري، ويقرقر مثل فصل عنصري؟ إنه فصل عنصري.
إن اسرائيل دولة فصل عنصري في الطريق كما قال كيري الاول بالضبط في يوم الجمعة.
وحاول كيري الثاني (في يوم الثلاثاء) فقط أن يطمس الحقيقة ويخفيها خشية اللوبي.
لكن المستقبل ينطوي على فصل عنصري. ألن تكون دولتان؟ بل دولة واحدة فقط. ألن تكون دولة ديمقراطية ودولة مساواة واحدة ودولة كل مواطنيها؟ ستكون دولة فصل عنصري فقط. ولا يوجد امكان آخر.
إن اسرائيل ترفض حل الدولتين بما تقترفه يداها. وترفض اسرائيل دولة ديمقراطية ذات شعبين لخوفها من دولة غير يهودية.
فما الذي بقينا معه؟ دولة فصل عنصري، إن لم تكن اليوم فستكون غدا وإن لم تكن غدا فستكون بعد غد.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ

تعلمت ما لا يجوز قوله

بقلم: آري شبيط،عن هأرتس
تعلمت في هذا الاسبوع مرة اخرى ما تعلمته منذ زمن وهو أن اسرائيل الليبرالية ليست ليبرالية في معاملة من يعترض على فروضها الأساسية. يجوز أن يُكتب عن رئيس وزراء اسرائيل أنه يُهيج الحرب وأنه مجرم حرب وعنصري. ولا يجوز أن يُكتب عن رئيس السلطة الفلسطينية أنه رافض للسلام دائماً. فلماذا ذلك؟ هكذا. لأن السلامة السياسية ترفض فكرة أن كل البشر متساوون في حقوقهم وواجباتهم ومواجهتهم للانتقاد. وهي تمنح كل زعيم فلسطيني مهما كان منعة شاملة. وهذا هو الذي جعل وسائل الاعلام الاسرائيلية لم تقل كل الحقيقة عن ياسر عرفات في الوقت المناسب، وهو ما يجعل عددا من رفاقي يصعب عليهم أن يقولوا كل الحقيقة عن محمود عباس الآن ايضا. فما يجوز أن يُكتب عن كل سياسي في العالم لا يجوز أن يُكتب عن سياسي يعمل في رام الله أو في غزة. وكل بحث موضوعي في امور القيادة الوطنية الفلسطينية هو بمنزلة تجديف.
إن عاصفة العواطف التي أصابت زملائي هذا الاسبوع ذكرتني بأيام اخرى. في شتاء 1987 نشبت الانتفاضة الاولى وخرج عشرات آلاف الفلسطينيين الى الشوارع لطلب حريتهم وبحق. لكنني لاحظت أن كثيرا من المنتفضين لم يطلبوا انهاء الاحتلال فقط بل طلبوا هذه البلاد، فهم لم ينسوا اللد ولم يتخلوا عنها. ولما كان الامر كذلك خلصت الى استنتاج أنه يجب على اليسار الاسرائيلي أن يُعرف نفسه مجددا. وعليه أن يُفرق بين مسألة الاحتلال ومسألة السلام، وأن يحاول انهاء الاحتلال حتى بغير سلام. قد لا يفضي الانسحاب من المناطق الى مصالحة وقد تستمر المواجهة العسكرية بعده، لكن الانسحاب الكبير مطلوب لضمان المستقبل الاخلاقي والسكاني والسياسي لدولة اسرائيل.
صُغت هذا الرأي الجديد في مقالة كانت هي المقالة الشاملة الاولى التي نشرتها. وأثارت مقالة ‘اليوم الذي يلي الانسحاب’ في شباط 1988 وكانت عنوانا صحفيا رئيسا، أثارت فورا عاصفة مشاعر كانت تشبه جدا عاصفة المشاعر في هذا الاسبوع، فقد أثنى علي وامتدحني كثيرون لكن كثيرين ايضا هاجموا وانتقدوا. فهم لم يستطيعوا احتمال حقيقة أن من يشاركهم في قيمهم وتصورهم العام يرى الواقع رؤية مختلفة ويقترح طريقة مختلفة لمواجهة الاحتلال والمستوطنات. لكنني أصررت على رأيي وأصر عليه.
علينا جميعا واجب اخلاقي هو أن نحاول الوصول الى السلام في كل سنة: وقد أكون مخطئا وربما يكون الماء قد انحسر، وربما تكون الحمامة التي تحمل في منقارها غصن زيتون على النافذة. لكن علينا جميعا في الوقت نفسه واجب ألا نُسخر انهاء الاحتلال لانهاء الصراع. ولا يجوز لنا أن نخلد الحلقة المفرغة التي تجعلنا ننتظر مرة بعد اخرى اتفاقا دائما في الربيع القريب، ونحصل على ثلاثين ألف مستوطن آخر في الشتاء التالي. ويجب علينا أن نشق طريقا ثالثا بين كل شيء ولا شيء. ويُحتاج الى فكرة سياسية خلاقة واقعية تُمكننا من الخروج من المناطق بالتدريج وبحذر دون أن نكون متعلقين بتضليلات القيادة الفلسطينية.
حينما اقرأ اليوم مقالة ‘اليوم الذي يلي الانسحاب’، أمتليء فخرا لأنني كنت واحدا من أوائل من رأوا الكتابة على الجدار وصاغ رأيا أصبح اليوم يقبله كثيرون. لكنني أحزن ايضا لأن انتظار جودو الفلسطيني جعلنا نخسر زمنا ثمينا. واليوم مكنت للاحتلال أن يزداد عمقا، والمستوطنات من أن تُبنى، وحل الدولتين من أن يفلت من بين أصابعنا.
وهكذا حينما نقف اليوم أمام الانكسار الفكري والعاطفي الكبير لانهيار مسيرة السلام ينبغي ألا نكتفي بشتم اليمين. صحيح أن اليمين اخطأ وكان ايضا رافض سلام، وجلب كارثة على اسرائيل. لكن يجب الآن أن ننضج وأن نصحو ونتحمل المسؤولية. وينبغي أن نستبدل الاتفاق الدائم الذي لن يكون بالمشروع الصهيوني الأهم في القرن الواحد والعشرين وهو تقسيم البلاد.


ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ