المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء اسرائيلي 13/05/2014



Haneen
2014-05-29, 11:44 AM
<tbody>
أقــلام وآراء إسرائيلي الثلاثاء 13/05/2014 م



</tbody>

<tbody>




</tbody>



<tbody>
في هــــــذا الملف


حل آخر: دولة قومية لليهود ومواطنة متساوية للفلسطينيين
بقلم: اوري اليتسور،عن معاريف

بدائل حل ‘الدولتين’
بقلم: سيفر بلوتسكر،عن يديعوت

مقارنة هاذية مُغضبة
بقلم: حاييم شاين،عن اسرائيل اليوم

فرية التجسس الإسرائيلي على أمريكا
بقلم: رونين بيرغمان،عن يديعوت

التطبيع وعقوبته
بقلم: سمدار بيري،عن يديعوت










</tbody>



حل آخر: دولة قومية لليهود ومواطنة متساوية للفلسطينيين

بقلم: اوري اليتسور،عن معاريف
تعلن تسيبي لفني بانها ستعارض قانون القومية إذ أنها غير مستعدة لان تساهم في المس بالديمقراطية. مع كل الاحترام لوزيرة العدل، في اسبوع يوم الاستقلال حين يصدح في الهواء صوت بن غوريون الذي يعلن عن دولة، لا توجد أي حاجة على الاطلاق للجدال معها.
من كل سطر في وثيقة الاستقلال، من كل قصيدة كتبت في تلك الايام ومن كل صورة التقطت في شوارع الدولة التي ولدت لتوها، تصدر رسالة واضحة وبسيطة: في بلاد اسرائيل قام الشعب اليهودي وبالتالي اجتمعنا لنقيم له دولة. دولة اسرائيل اقيمت باسم الشعب اليهودي ومن أجله. هذه غايتها ومعنى وجودها ورغم ذلك فانها ستكون ديمقراطية وحرة وستمنح مساواة حقوق كاملة لكل سكانها دون فرق في الدين، الجنس (في حينه لم تكن اخترعت عبارة النوع الاجتماعي) أو القومية.
بتعبير آخر: لا يوجد أي تضارب بين دولة الشعب اليهودي وبين دولة كل مواطنيها. اسرائيل ستكون هذه وتلك في آن واحد. لو كانوا كتبوا الدستور لاسرائيل في يوم تأسيسها، ما كان أي شك في أن المادة الاولى في الدستور كانت ستقول ان اسرائيل هي دولة الشعب اليهودي. وما كان لاحد أن يحتج، لا داخل الدولة الوليدة ولا في العالم الغفير الذي يسارع الى الاعتراف بها كشقيقة جديدة في اسرة الدول الديمقراطية؟
لا تضارب بين الدولة القومية وبين الديمقراطية، بل ربما العكس: اذا لم نحافظ على غاية دولة اسرائيل ومعنى وجودها، ففي نهاية المطاف سيتعفن المجتمع الاسرائيلي وديمقراطيته على حد سواء وسيتفككان مثلما يحصل بشكل عام لوليد فج لفظ روحه.
إما أبرتهايد أو ملاجئ

ليس هذا سوى المقدمة لان نقول الان نقيضها. ينبغي تشريع قانون القومية لانه ضروري جدا ولا يمس بالديمقراطية، ومن هنا ينبع انه لو كان يمس بالديمقراطية، رغم ضرورته كان محظورا تشريعه. هذان العنصران اليهودية والديمقراطية هما متساويا القيمة وينبغي الحفاظ عليهما من كل ضر.
أسمع الاصوات التي تقول ان الديمقراطية ليست مكتوبة في التوراة ولا في رؤيا الانبياء، واذا كان ممكنا الحفاظ عليها فما هو الا خير، ولكن اذا لم يكن ممكنا فلا بأس. وثمة من يسيرون شوطا بعيدا لدرجة الكراهية والتنكيل بالغير بصفته غيرا، وثمة قصص تقشعر لها الابدان وتشمئز لها النفوس عن سائق درزي طلب ماء في مدخل مدرسة دينية فتلقى ضربات لانه غير.
دون الدخول الان في جدا ايديولوجي، ينبغي أن يقال أمر واحد حقيقي، مأخوذ من الواقع: إذا كان مست بالديمقراطية الاسرائيلية، لن تكون لنا دولة. فالديمقراطية هي عنصر أساس يربط معا اليهود الذين يسكنون في اسرائيل ويمنح لدولتهم ارادة الوجود.
من يمس بشدة بالديمقراطية سيفكك اسرائيل اليهودية الى دولتين وبعد ذلك سيحطمها الى شظايا. لا يحتمل أن يكون هنا لا ساكن مقيم ولا عبد كنعاني ولا مواطن من الدرجة الثانية، حتى وان كان هذا مكتوبا في التوراة. اذا صرنا دولة ابرتهايد فلن نكون على الاطلاق، ولن يجدي هنا أي تلوي فقهي.
جون كيري قال انه يخشى من هذه الامكانية، فشعرنا بالاهانة فإذا به يعتذر. ولكنه محق . اذا لم تكن دولة فلسطينية وبدلا من ذلك ضممنا يهودا والسامرة ولم نعطي حقوق مواطنة كاملة للعرب الذين يسكنون هناك، فبالفعل سنكون دولة أبرتهايد، وبالفعل سيكون ضرر خطير بالديمقراطية مم سيفكك لا سمح الله المجتمع الاسرائيلي لدرجة الحرب الاهلية.
من جهة اخرى، وهذا ما لا يفهمه جون كيري، اذا ما قامت لا سمح الله دولة فلسطينية، فانها ستهدم حياتنا بمجالات اخرى. فهي ستدخلنا الى الملاجيء، ستطلق الكاتيوشا وصواريخ الجراد نحو تل أبيب، وستسقط طائرات مسافرين في طريقها الى مطار بن غوريون، ستجند ضدنا كل العالم المزدوج الاخلاق الذي يقنعنا الان على أن نقيمها ولكنه بعد ذلك سينضم اليها كي يشجبنا بلا انقطاع، وهي ستثير ضدنا العرب الذين يجلسون منذ الان في داخلنا ويحملون المواطنة الاسرائيلية.
اليساريون اليائسون سيقولون لكم ان كل هذه مشاكل أمن هامشية ويوجد لها جواب بسيط نسبيا، ولكن هذه خدعة يخدعون بها أنفسهم. ليس لهذا جواب وليس هذا حل. غير أنه لا ينبغي ان نطيل في تفاصيل قائمة المشاكل العويصة التي ستجلبها علينا الدولة الفلسطينية لان هذه الدولة لن تقوم. منذ أكثر من عشرين سنة ونحن نحاول بالقوة تقريبا أن نقيمها بالاتفاق وهم لا يريدونها. دوما عندما تأتي لحظة الحقيقة يهربون. وهم لن يريدوها حتى ولا بعد عشرين سنة.

لا توجد وجبات بالمجان

تتبقى لنا امكانيتان: مواصلة الوضع الراهن أكثر فاكثر، أو ضم كل المنطقة ومنح سكانها العرب مساواة حقوق كاملة ومواطنة اسرائيلية بلا تذاكي. أنا لا اؤمن بامكانية استمرار الوضع القائم الى الابد.
الوضع القائم اليوم لا يجعلنا بعد دولة ابرتهايد غير ديمقراطية، كونه يعرف كوضع مؤقت يوشك قريبا، في نهاية المفاوضات، على أن يتغير. ولكن العالم بات يفهم منذ الان بان ‘نهاية المفاوضات’ لن تأتي. وعليه فنحن منذ اليوم نتحكم عمليا بالسكان العرب ونبقيهم في مكانة مواطنين من الدرجة الثانية. صحيح أن لديهم حكما خاصا بهم وهم ينتخبون برلمانا خاصا بهم، ولكن هذا الحكم يعيش على حِراب الجيش الاسرائيلي وهو ليس صاحب السيادة على الارض حقا، ناهيك عن أن معظم الارض المخصصة للدولة المستقبلية يقع في أيدينا بشكل كامل ونحن نفعل كل شيء كي يبقى هكذا أيضا.
كما اني لا اؤمن بكل أنواع الامكانيات الانتقالية مثل نصف الحكم الذاتي او نصف الارض بادارة اردنية، او كل فكرة مشابهة معناها هو أننا نحصل على ما نريد ولكن لا ندفع أي ثمن. إذ لا توجد وجبات بالمكان وينبغي لمثل هذه الحلول ان يوافق عليها الارنيون و/ أو الفلسطينيون وهم لن يوافقوا.

للشعب اليهودي توجد قوة

في نهاية المطاف نبقى مع امكانية واحدة: دولة واحدة من البحر وحتى النهر، هي دولة اسرائيل، هي دولة الشعب اليهودي، وهي أيضا ديمقراطية وتمنح المواطنة الاسرائيلية الكاملة لمليون ونصف عربي يسكنون في يهودا والسامرة. هذه ستكون دولة الشعب اليهودي التي ثلث مواطنيها عرب وهي ستمنحهم ببطء وبالتدريج كل حقوق المواطن. هذا لن يكون سهلا ولكنه ممكن، وهو واجب يفرضه علينا التاريخ اليهودي الا نترك الى مصيره قلب البلاد.
تسيبي لفني تشمئز من هذا وهي واثقة من أنه متعذر. وهي مستعدة لان تدخلنا جميعا الى الملاجيء، مستعدة لان تملأ يهودا والسامرة بـ 3 او 5 مليون لاجيء عربي واغلاق الباب أمام الاجيال القادمة للشعب اليهودي المتجمع والمهاجر الى بلاد آبائه وأجداده، على الا توسخ شوارع تل ابيب البيضاء بالمارة العرب. ولكن التحدي الذي أخذه بن غوريون على عاتقه لاعلانه الاستقلال كان أكبر بذلك، وقد عرف بان للشعب اليهودي قوى نفسية للايفاء به. نحن لسنا أقل جودة من الجيل الذي سبقنا. نحن ايضا سنفي بمتطلبات التحدي وسننتصر، وقانون القومية هو خطوة اولى وضرورية في الطريق الى هناك.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ






بدائل حل ‘الدولتين’

بقلم: سيفر بلوتسكر،عن يديعوت
مع فشل المحادثات الاسرائيلية – الفلسطينية الأمريكية عدد وزير الخارجية جون كيري بديلين مخيفين لمستقبل اسرائيل دون تسوية: إما أن تقوم بين النهر والبحر دولة واحدة ثنائية القومية، أو أن تكون اسرائيل دولة أبرتهايد. والبديلان لا يستنفدان مدى الامكانيات. فثمة مثلا الخيار في أن تقوم بالفعل دولة ثنائية القومية مع نظام أبرتهايد ولكن اليهود التعبين، المتناقصين والمحبطين من انتهاء الحلم الصهيوني سيوجدون فيها في الطرف الاخر من نظام الابرتهايد. هم سيكونون الضحية وليس السيد.
بديل آخر هو استمرار الوضع القائم: حكم عسكري لحماس في غزة، حكم ذاتي بلا سيادة، يقوم على أساس تمويل ومساعدة دوليين لفتح في قسم من الضفة الغربية، اسكان سريع ليهودا والسامرة بالمستوطنين اليهود، هجرة هادئة للفلسطينيين المسيحيين من هناك، عمليات، تنديدات بالاحتلال الاسرائيلي ومحاولات اعادة اشعال النار المنطفئة للمفاوضات.
يوجد أيضا بديل يحظر ذكره رغم منطقه التاريخي: عودة الاردن كصاحب السيادة الى مناطق الضفة الغربية وأجزاء من القدس الشرقية، وتحول المملكة الاردنية الى دولة اردنية فلسطينية ديمقراطية. المفاوضات معها على اعادة الاراضي وتبادل الاراضي والاعتراف بها كبلاد الفلسطينيين. وطنهم القومي. منذ اليوم الفلسطينيون هم الاغلبية في الاردن.
على جدول الاعمال توجد ايضا أعمال احادية الجانب مثل التوجه الفلسطيني المتجدد لقبولهم في الامم المتحدة أو ضم اسرائيل بعض المناطق وفك الارتباط عن مناطق أخرى.
الاقل جذبا لطرفي النزاع هو بالذات البديل الذي تصر عليه الدبلوماسية الدولية، والمعروف بلقب ‘الدولتين للشعبين’ (‘دولتان قوميتان’ بالتفسير الاسرائيلي). وهو يوصف بتفصيل شديد في الصيغة التي رسمها الرئيس بيل كلينتون في الشهر الاخير لولايته. من ناحية فلسطينية معناه اقامة دولة صغيرة مبتورة وممزقة، ذات سيادة محدودة، محوطة بالاعداء ومعلقة الى الاجيال بمساعدة اقتصادية خارجية. ليس حلما يتحقق.
من ناحية اسرائيلية معنى حل ‘الدولتين’ هو اخلاء بالقوة لنحو 80 حتى 100 الف مستوطن (وغلاء اضافي للسكن في البلاد)، شرخ في الشعب، اعادة تقسيم القدس، حدود متلوية في الشرق وتهديد قومي ينشأ مع انتقل مئات الاف اللاجئين من الدول العربية الى فلسطين الجديدة، المكتظة وعديمة المقدرات. ليس سلاما يتجسد.
وجود بدائل عديدة ومختلفة يسمح للسياسيين الاسرائيليين، الفلسطينيين وغيرهم الامتناع عما يسمى باللغة المغسولة ‘قرارات صعبة’ وتقبل هذه بشكل عام عندما تنفد كل الامور الاخرى، عندما تنسد كل الخيارات ولا تكون هناك طرق للفرار. صحيح للعام 2014، لا تزال هناك العديد من طرق الفرار. أو هكذا على الاقل يخيل للجميع. هذا هو السبب الحقيقي الذي من أجله تصل المحادثات الاسرائيلية الفلسطينية على التسوية الدائمة المرة تلو الاخرى الى الطريق المسدود.
الاغلبية في الجمهور اليهودي والاغلبية في الجمهور الفلسطيني واثقون من أنهم سيتمكنون من أن يختاروا من طيف الحلول شيئا ما آخر غير ‘الدولتين للشعبين’. مثلما في المطعم: من هو الغبي الذي سيختار وجبة لا تروق له طالما توجد في اللائحة وجبات اخرى، ألذ؟ فقط عندما تتقلص اللائحة الى وجبهة واحدة عسيرة الهضم والخيار هو بينها وبين الجوع، معقول الافتراض بانه سيتم اختيار وجبة. هذا الوضع، كما يخيل لي، لا يزال بعيدا. بعيدا جدا.
فهل، بالتالي، لم يحن الوقت ومتى سيحين الوقت لان يستيقظ اليسار السياسي الاسرائيلي من نومه ومن أوهامه ويبدأ بالتفكير بجدية في البدائل الاخرى غير التمسك بـ ‘الدولتين للشعبين’؟ إذ في الوقت الذي نمنا فيه (أي انشغلنا بالكوتج)، تطرفت حركة الاستيطان اليهودي ونجحت في أن تسكن في المناطق عشرات الاف الشقق الاضافية. السكان الفلسطينيون تطرفوا هم ايضا ونجحوا في أن ينشئوا جيلا جديدا من الشبان المتعلمين، النشطاء والمعارضين بشدة لصيغة كلينتون.
الخيار النظري لـ ‘دولتين للشعبين’ ابتعد مسافة حرجة اخرى عن الواقع. الان قيمته صفرية: ليس عليه طلب وليس له توقع بالتحقق.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
مقارنة هاذية مُغضبة

بقلم: حاييم شاين،عن اسرائيل اليوم
قارن الاديب عاموس عوز، وهو من أبرز متحدثي اليسار الاسرائيلي، بين منفذي شارة الثمن والنازيين الجدد. وهذه مقارنة هاذية ومغضبة وليس لها أي اساس فكري أو اخلاقي. وهي مقارنة قد تخدم ألد أعداء دولة اسرائيل. ومن الصعب جدا أن نسمع بالصاق هذه السمة الفظيعة بعد اسبوعين من يوم الكارثة وفي الاسبوع الذي تجري فيه مراسم لتذكر الانتصار على المانيا النازية.
يتحدث عاموس عوز في كتابه ‘اليهود والكلمات’ حديثا طويلا عن ثرثرة اليهود وحرفيتهم. وهو يرى انه نشأ وضع أصبح فيه الكلام ضروريا كالتنفس وأن الحياة نفسها غارقة في الكلام. ويمكن أن نتوقع من انسان مسؤول عن الكلام والكلمات قدرا أكبر من العمق والتفكير قبل أن يقارن اليهود بالنازيين. ويحتاج الى قدر كبير جدا من كراهية الاخوة كي يُنسب الى شباب يهود يقومون باعمال خطيرة تثير الاحقاد، أنهم نازيون جدد.
إن مخالفي القانون من منظمة شارة الثمن هم أخطر تهديد لمشروع الاستيطان. وهم يعتقدون خطأ أن اعمالهم تخدم رؤيا ارض اسرائيل الكاملة، لكنهم في واقع الامر يخدمون اليسار بلا كلل. إن نسيج الحياة في دولة اسرائيل دقيق، والانقسامات الداخلية مركبة، وكل عمل يوجد فيه مس بالقدرة على اقامة واقع حياة ديمقراطية مشترك هو عمل خطير وينبغي العمل على منفذيه بأكبر قدر من إقرار النظام.
ما زال مشاغبون ومخربون عرب يقتلون منذ عشرات السنين مئات اليهود بالهام من المفتي الحاج امين الحسيني، خادم هتلر. ولم أسمع حتى مرة واحدة أن عاموس عوز سماهم نازيين جدد أو متابعين لنهج هتلر في محاولتهم القضاء على ما بقي من الشعب اليهودي الذي تجمع في دولة اسرائيل.
يؤسفني أنه يوجد بيننا اسرائيليون يرون أن العدو القاسي مقاتل من اجل الحرية، ويرون شبابا مخالفين للقانون يثقبون اطارات سيارات ويكتبون كتابات شتم نازيين جدد.
لا يمكن أن يكون اليهودي أبدا لا نازيا ولا نازيا جديدا. وأنا اقترح على عاموس عوز أن يحفظ هذه العبارات الحماسية لمن يستحقها حقا. في المجتمع الاسرائيلي يجري منذ سنين جدل صائب بين اكثر الجمهور الذي يدرك معنى العودة الى حدود 1967، وبين اقلية حنينية نسيت ما كان موجودا هنا قبل حرب الايام الستة. إن التجادل حلال ومهم لكن يجب في الجدل ايضا الحفاظ على حدود يأس اليسار.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ


فرية التجسس الإسرائيلي على أمريكا

بقلم: رونين بيرغمان،عن يديعوت
إن كل شيء ممكن في عالم التجسس، بل يتبين أن أكثر السيناريوهات دحضا تكون حقيقية احيانا، لكن للسيناريوهات الهاذية ايضا حدا.
منذ كانت قضية بولارد في 1986 حرص جميع رؤساء الحكومات والجماعات الاستخبارية في اسرائيل على عدم التجسس في ارض الولايات المتحدة أو على مصالح امريكية حتى في الحالات التي كان فيها الاغراء وحجم الفريسة الاستخبارية كبيرا جدا. بل جعلت سفارة اسرائيل في واشنطن نفسها قريبة التناول لجهات امريكية كانت تستطيع أن تركب فيها اجهزة تنصت للبرهنة على أن هذا التجسس قد توقف.
إن المشهد الذي وصفته صحيفة ‘نيوز ويك’ عن وكيل الاستخبارات الذي يدفيء مقعدا في جناح إل غور وعن الاسرائيلي في نفق التهوية ليس فيه شيء من العقل لسبب أبسط وهو: لماذا يسلك ‘الشباك’ هذا السلوك؟ فان موقع الجناح الذي يوشك أن ينزل فيه نائب الرئيس كان معروفا منذ زمن وكان يمكن أن يركب فيه ما لا يحصى من اجهزة التنصت والتصوير حتى قبل أن يأتي وكلاء الاستخبارات. فقد مرت الايام التي كان يحتاج فيها الى تثبيت شخص ما جسميا في نفق التهوية للاصغاء الى ما يجري في الغرفة.
إن التقرير الصحافي في صحيفة ‘نيوز ويك’ لا يقوم حتى بالتفرقة الحادة بين تجسس تقوم به دولة مضيفة على انشطة دولة ضيف وهو نشاط يعتبر مكشوفا وشرعيا وبين استعمال وسائل تجسس في داخل الدولة الصديقة كما حدث في قضية بولارد. إن الولايات المتحدة تعلم جيدا أن اسرائيل مثلا تتنصت على الاحاديث الداخلية في السفارة الامريكية في تل ابيب واسرائيل لا تخجل من ذلك.
وتوصف في صحيفة ‘نيوز ويك’ ايضا حالات بلا اسم ومكان وتاريخ حاولت فيها جهات اسرائيلية صنع أشراك عسل لاشخاص امريكيين جاءوا لزيارة اسرائيل، وقد شمل ذلك اقتراح مخدرات. ومن الصعب أن نفرض أن خطوة عنيفة هاوية كهذه تُذكر أكثر بطرق عمل الـ كي.جي.بي في ستينيات القرن الماضي قد نفذتها جهات رسمية في اسرائيل.
إن الزعم العام الذي يظهر من التقرير الصحفي في ‘نيوز ويك’ هو أن الولايات المتحدة تميز اسرائيل الى أحسن قياسا بدول اخرى في شؤون التجسس. وأن اسرائيل وحدها يجوز لها. بيد أن هذا الزعم لا يستوي وتاريخ العلاقات بين الدولتين في الثلاثين سنة الاخيرة، فمنذ أن ضُبط بولارد حاولت جهات في الـ اف.بي.آي أن تُظهر قضايا ثانوية هامشية من تلك القضية للابقاء عليها حية. وفي سلسلة حالات مختلف فيها جدا حاول التحقيق الفيدرالي أن يخلق من العدم قضايا تجسس جديدة لاسرائيل. والاستنتاج هو أنه منذ كانت قضية بولارد أصبحوا يشتدون على اسرائيل اشتدادا خاصا ولا يُسهلون. لا حقا.
إن جيف ستاين وصحيفة ‘نيوز ويك’ هما صحفي ووسيلة اعلامية محترمان جدا. ولا شك في أنهما يقتبسان اقتباسا صحيحا مما سمعا من جهات رفيعة المستوى في الاستخبارات الامريكية. وكل ذلك يقود الى السؤال الذي يثير الفضول حقا وهو ما هو هدف التسريبات الى المجلة؟ كان التفسير الذي أثير في الاسبوع الماضي هو معارضة اعفاء الاسرائيليين من تأشيرات الدخول، لكن ليس من المؤكد ألبتة أن هذا هو السبب الحقيقي. ينبغي أن يتم التنبه خاصة الى تقارب الزمن بين سلسلة التسريبات والحديث الكثير عن الافراج المحتمل عن جونثان بولارد.
صحيح أن محادثات السلام انهارت الآن، ولا توجد صفقة افراج في الوقت القريب. لكن من الممكن جدا أن تكون جهات لا يشتبه بها أنها تحب اسرائيل في الاستخبارات الامريكية تقوم الآن بهجوم مضاد مع خلاصة واضحة هي أن القدس لم تتعلم الدرس وما زالت تعمل في عنف على واشنطن ولهذا ينبغي إبقاء بولارد في السجن متابعة لحملة العقاب والردع.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ


التطبيع وعقوبته

بقلم: سمدار بيري،عن يديعوت
أوجدوا كلمة الذم ‘تطبيع′ بعد اتفاقات السلام مع مصر قبل 35 سنة، فورا. فاذا كانت الاتفاقات تحدثت عن سلسلة طويلة من التعاون معنا لتعظيم جو السلام، فان ‘التطبيع′ ولد للتشويش على ذلك. فكل من ضُبط على علاقة باسرائيليين وكل من دعا الى بيته زوارا من اسرائيل أو ظهر مع اسرائيليين في شارع أو في مطعم أو وافق على المشاركة في مؤتمرات اكاديمية مع اسرائيليين تلقى فورا
إسم الذم ‘مُطبع′. أي ذاك الذي يصر عن بواعثه المظلمة، على إحداث تطبيع مع ‘العدو الاسرائيلي’.
جاء خبير الامراض الباطنية الراحل البروفيسور محمود بدر لاحداث انطباع عن التخصص في مستشفياتنا بعد أن نال المباركة من القصر الرئاسي في القاهرة فقط. وقد كان رائد ‘المُطبعين’، وحينما عاد وجد نفسه في قائمة ‘التطبيع′ السوداء، وتم تطييره عن اتحاد اطباء مصر. وجاء بعده الكاتب الساخر علي سالم الذي جاء الى تل ابيب فجأة وتجول عندنا ثلاثة اسابيع وحينما عاد جلس ليكتب كتاب تجارب شخصية أصبح أمرا ساخنا ضخما في كل أنحاء العالم العربي لكنهم في اتحاد المسرحيين في القاهرة طلبوا أن يعتذر عن المبادرة التلقائية، وحينما أصر على الرفض طيروه مهانا وحظروا تشغيله في الاذاعات وفي وسائل الاعلام.
وفي الاردن ايضا بعد السلام تبنوا عقوبات ‘التطبيع′. وكان يجب على الملك بجلاله وبنفسه أن يتدخل كي يخلص صحفيا أجري معه لقاء صحافي لوسيلة اعلامية عندنا بعد السلام، وأن يدعم رجال اعمال سافروا للتوقيع على صفقات وأقاموا مصانع مشتركة برغم معارضي السلام. وتلقى الممثلان الساخران من عمان نبيل وهشام تهديدات على حياتهما في خلال زيارتهما لاسرائيل. وبعدهما يحذر اتحاد الصحفيين ولا يحجم عن عقاب من ضُبطوا بـ ‘التطبيع′.
وبلغ التناقض ذروته حينما تقرر في جو مصالحة في مؤتمر قمة بين رئيس وزراء اسرائيل ورئيس مصر وملك الاردن، تقرر نقل رسائل ايجابية عن طريق مقابلات صحفية مع وسائل الاعلام. وأجري لقاء صحفي لمبارك مع ‘يديعوت احرونوت’ ولشارون مع ‘الاهرام’. وعندما عاد مجري اللقاء الى القاهرة مع الشريط المسجل استدعوه أولا الى ‘محاكمة اعضاء’ في اتحاد الصحفيين وهددوا بطرده اذا لم يعتذر عن ‘الخطأ’.
وفي المغرب ايضا يحذرون من ‘التطبيع′، وقد هُرب دبلوماسي اسرائيلي من النافذة الخلفية في منتصف مؤتمر دولي خشية أن يغتالوه. وفي هذه الايام حقا يجري جدل ساخن في حكومة تونس: لأن وزراء يهددون بابعاد رفاقهم وهم الوزراء الذين تجرأوا على أن يقولوا إنهم يؤيدون دخول أصحاب جوازات سفر اسرائيليين لزيادة الايرادات من السياحة. والحجة كما هي دائما أنه لا يجوز التطبيع مع العدو ما لم تنشأ دولة فلسطينية.
كان البروفيسور محمد الدجاني من جامعة القدس الفلسطينية الضحية الاخير. ففي الشهر الماضي أخذ معه 27 طالبا جامعيا لزيارة معسكرات الابادة في بولندة. وكتب بتأثر كبير عن الجولة ونشر صورا من اوشفيتس واعلن أنه اذا حصل على تمويل فسيأخذ الى هناك مجموعات اخرى من الفلسطينيين من طلاب الثانويات والنساء الرائدات والمفكرين والصحفيين، وقد سمى ذلك ‘جولة دراسية’، وأصر على أنه يجب على الفلسطينيين أن يروا بأعينهم ثمن الفظاعة النازية. في نهاية الاسبوع الماضي وقعت على الدجاني موجة مفاجآت سوداء، فوسائل الاعلام الفلسطينية تنعته بأنه ‘خائن’ و’عميل’، وأعلن اتحاد محاضري الجامعات أنه يطرده بسبب ‘التطبيع′، وداهمت مجموعة من طلاب الجامعات مكاتب استاذ الجامعة فشغبت وحطمت وجعلت السكرتيرة تهرب وتركت رسائل تهديد للدجاني كي لا يخطر بباله أن يعود الى الحرم الجامعي. ولم يهب أبو مازن الذي خطب في رام الله خطبة التنديد بالكارثة لمساعدته.

ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ