المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اقلام واراء حماس 548



Haneen
2014-05-29, 11:49 AM
<tbody>
اقلام وآراء
(548 )




</tbody>

<tbody>
السبت
05/04/2014



</tbody>

<tbody>




</tbody>




<tbody>

مختارات من اعلام حماس



</tbody>



أقلام وآراء (548 )

<tbody>


<tbody>
الضفة الغربية واحتلال الدقيقة ونصف
بقلم عصام شاور عن الرأي



</tbody>

<tbody>
نريد ربع قرار آخر
بقلم يوسف رزقة عن الرأي



</tbody>

<tbody>
كفى الله عباس شر القتال!!
بقلم رياض الأشقر عن المركز الفلسطيني للاعلام



</tbody>

<tbody>
لا تصدّقوه
بقلم سيف الدين عبد الفتاح عن فلسطين اون لاين



</tbody>

<tbody>
المقاومة أمل أسرى "الدفعة الرابعة"
بقلم محمد ياسين عن فلسطين اون لاين



</tbody>

<tbody>
الرجولة موقف والذكورة جنس
بقلم مصطفى اللداوي عن فلسطين الان



</tbody>

<tbody>
فلسطين تصرخ يا ويحكم ..مابكم?
بقلم رنا خليل الأغا عن المركز الفلسطيني للاعلام



</tbody>

<tbody>
لماذا لم يكن القرار كاملًا؟!
بقلم يوسف رزقة عن المركز الفلسطيني للاعلام



</tbody>

<tbody>
يوم الطفل الفلسطيني ابتسامة حزينة.. وأحلام بريئة
بقلم محمد اسليم عن الرأي



</tbody>















</tbody>



يوم الطفل الفلسطيني ابتسامة حزينة.. وأحلام بريئة
بقلم محمد اسليم عن الرأي
يصادف اليوم الخامس من ابريل من كل عام الاحتفال بيوم الطفل الفلسطيني، الطفل الذي امتزجت أحلامه بواقع مؤلم، واقع ليس بالطبيعي مع افتقاده لأدنى حقوقه القانونية . ولا بد وقبل كل شيء أن نتعرف عن من هو الطفل ؟؟
الطفل كما عرفته اتفاقية حقوق الطفل المادة رقم (6): هو كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره، ما لم يبلغ سن الرشد قبل ذلك، بموجب القانون المنطبق عليه.
وللطفل الفلسطيني ميزة خاصة تميزه عن باقي شعوب الوطن العربي والعالم، حيث أن شريحة الأطفال في المجتمع الفلسطيني تضم أكثر من نصف عدد السكان، إذًا هي شريحة تمثل قطاعاً هاماً في المجتمع، وتشكل أهم مصدر للبناء والتنمية؛ لكونها مورد الأيدي العاملة الشابة، التي يعتمد عليها المجتمع في بنائه وتطوره؛ فالمجتمع الفلسطيني مجتمع فتي (حوالي مليون وتسعمائة ألف طفل تحت سن 18 عاماً(.
وهذا يدعونا أكثر أن نقدم كل الدعم وكل الاهتمام لرعاية تلك الشريحة، والاحتفال بيوم الطفل الفلسطيني يعتبر من أقل ما يمكن أن نقدمه لتلك الشريحة الكبيرة والهامة بالمجتمع الفلسطيني ..
ولنلقى نظرة مقارنة بسيطة بين الطفل الفلسطيني وبين أطفال العالم العربي والدولي، فأطفال فلسطين بشكل عام وأطفال غزة بشكل خاص يعيشون واقع مؤلم وصعب . لا تتوفر فيه أدنى حقوقهم سوآءا في الحرية، الحماية، اللعب . التعبير عن الرأي و غيرها من الحقوق الشرعية والقانونية, بينما أطفال العالم يتمتع بها دون صعوبة أو قيد، أطفال غزة ينامون على أصوات طائرات الاستطلاع الصهيونية بخوف ورعب، ويستيقظون على أصوات القصف والتدمير والشهداء والأشلاء .
واقع مؤلم محزن، فهي ابتسامة حزينة يغطيها احلام بريئة ترنو لمستقبل مشرق وآمن، فمن هنا نبرق بالتحية لكل طفل فلسطيني وكل طفلة فلسطينية، ففي يومكم نحن نقف معكم ندعمكم بالكلمة بالفعالية وبالهدية بالابتسامة الرقيقة، وهذا أقل الواجب تجاهكم .
وختاما نقول المستقبل مشرق بابتسامة طفل غزي والاحلام ستتحقق بإذنه تعالى، لأن الطفولة الفلسطينية عايشت الحصار فتعلمت الصبر، عايشت القصف فتعلمت الالتصاق بالأرض، عايشت التدمير والتجريف وتعلمت عدم التفريط والتمسك بالأرض والعرض والثوابت, نحو تحرير الأرض وصولاً لرفع العلم الفلسطيني فوق مآذن قدسنا الحبيبة ...







الضفة الغربية واحتلال الدقيقة ونصف
بقلم عصام شاور عن الرأي
تصاعدت تهديدات القيادة الإسرائيلية بالانتقام من الرئيس محمود عباس والسلطة الفلسطينية بسبب توقيعه على طلبات للانضمام إلى منظمات دولية، آخر تلك التهديدات جاءت على لسان ما يسمى بوزير الاقتصاد الإسرائيلي نفتالي بانيت الذي توعد باحتلال الضفة الغربية خلال دقيقة ونصف واعتقال الرئيس وقيادة فتح.
لغة العصابات التي تتحدث بها القيادة الإسرائيلية تعكس طبيعة علاقتها مع منظمة التحرير الفلسطينية رغم اتفاقية أوسلو والاعتراف المتبادل بين الجانبين، فالعلاقة بعيدة كل البعد عن معاني الشراكة والندية والتكافؤ، وإذا كان الجانب الفلسطيني يرى أنه يفاوض من أجل استرداد ما يمكن من حقوق بقوة السياسة فقط فإن العدو ينظر إلى المفاوضات على أنها استجداء" الفلسطيني" الضعيف للإسرائيلي "القوي" من أجل التكرم عليه وإعطائه بعضًا مما ليس أصلاً من حقه، ولذلك قال إيهود أولمرت حين فاز يومًا برئاسة الحكومة الإسرائيلية: "إننا سنضطر لاقتطاع جزء من أرض الأجداد ليعيش عليه جيراننا"، وللتذكير فإن أولمرت من وجهة نظر منظمة التحرير متساهل وأقل اليهود تطرفًا.
التهديدات الإسرائيلية تعني أيضًا أن إسرائيل غير آبهة بالمجتمع الدولي ومنظماته الحقوقية، ولذلك تعترف بأنها مستعدة لارتكاب المزيد من الجرائم واحتلال الضفة واعتقال الرئيس وقادة حركة فتح, على غرار ما فعله المجرم أرئيل شارون ووقف حينها المجتمع الدولي متفرجًا, ونالت إسرائيل جائزة عربية وهي" المبادرة العربية للسلام"، ولكن الذي يخيف إسرائيل مقاومة الشعب الفلسطيني وصموده وانتفاضاته، فإذا نفذت إسرائيل تهديداتها فإن انتفاضة ثالثة ستنفجر دون شك بغض النظر لو استغرق احتلال الضفة ساعات أو دقائق, فالعبرة فيما يأتي بعد ذلك.
مصادر فلسطينية قالت _حسب وكالة معا_: إن الرئيس والقيادة رفعوا سقفهم وزادت شروطهم إلى سبعة منها: رفع الحصار عن قطاع غزة, وعودة مبعدي كنيسة المهد, وتحرير المزيد من الأسرى, والسماح بلم شمل 15000 فلسطيني, ووقف الاجتياح والاعتقالات والاغتيالات في الضفة الغربية، وإن تأكد الخبر وصمدت القيادة الفلسطينية أمام الضغوط والتهديدات الإسرائيلية وتمسكت بشروطها فإن "إسرائيل" ستذعن في نهاية المطاف, لأن استمرار المفاوضات خيارها الأفضل، أما إذا تراجعت القيادة الفلسطينية ورضخت لتهديدات العدو فستجد نفسها أمام الشعب الفلسطيني في موقف لا تحسد عليه.









نريد ربع قرار آخر
بقلم يوسف رزقة عن الرأي
ٍحكومة نيتنياهو تبلغ السلطة رسميا أنها لن تفرج عن الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى. الدفعة الرابعة تبلغ (29) أسيرا فلسطينيا، ممن اعتقلوا قبل اتفاق أوسلو، وفيهم عدد من سكان فلسطين المحتلة عام 1848م. الإبلاغ تمّ عن طريق تسيبي ليفني، التي أرفقت البلاغ بتهديد السلطة بمزيد من العقوبات إذا اتخذت قرارات أحادية وذهبت الى الاتفاقات الدولية.
لم يتمكن جون كيري من إقناع نيتنياهو بالإفراج عن الدفعة الرابعة في موعده في 29/3/2014م، ولم تفلح السلطة بذلك، رغم بيانها أن الإفراج عن الأسرى مرتبط بعدم الذهاب الى الاتفاقيات الدولية، ولا يرتبط بالمفاوضات، التي ينتهي سقفها الزمني في 29/4/2014م. وأن تمديد زمن التفاوض طلب مُستجدّ لا علاقة له بالأسرى.
إنه في ضوء أهمية إطلاق سراح الأسرى، وفي ضوء فشل كيري، وفشل السلطة، وفي ضوء تصرف حكومة نيتنياهو بعنجهية كالعادة، فإن الرد المناسب في هذه المسألة يكون في وقف التنسيق الأمني، واعتقال كل مستوطن يدخل مناطق السلطة، ومبادلته بالأسرى، وإذا كانت يدي السلطة مكبلة بشروط مسبقة، فعليها إطلاق يد الفصائل الفلسطينية للقيام بذلك.
إذا كان أهلنا في الضفة قد عبروا عن مشاعر ارتياح من توجه السلطة للانضمام الى الاتفاقات الدولية، رغم أنه ربع قرار ، وليس قرارا كاملا، فنحن في حاجة الى ربع آخر، وعندها سيكون أهلنا في الضفة أكثر ارتياحها وسعادة إذا ما قامت السلطة بإقاف التنسيق الأمني، لأن وقفه مطلب شعبي عام، ويرضي الأسرى أيضاً، وهو في الوقت نفسه يؤلم حكومة نيتنياهو أكثر من قرار الذهاب الى الاتفاقات الدولية. الشعب، والفصائل، والأسرى، يطالبون السلطة بوقف التعاون الأمني مع المحتل، وإعادة تغيير العقيدة الأمنية لقادة الأجهزة الأمنية في الضفة.
إن إعادة تأهيل الأجهزة الأمنية باستعادة العقيدة الوطنية التي دمرها الجنرال دايتون، ودمرتها فكرة الولاء للراتب الشهري، أمر في غاية الأهمية، ويرتبط به بشكل مباشر بالتوقف عن اعتقال المعارضة الاسلامية والوطنية.
إن اعتقال الأجهزة لنشطاء حماس، والجهاد، والشعبية، وغيرهم ، والمبالغة في هذه الاعتقالات، لا يخدم موقف السلطة وطنيا، ولا يتفق مع موقفها من أزمة المفاوضات، ومن الحملة الإعلامية الضخمة التي بدأت تبثها اسرائيل ضد السلطة، وضد عباس شخصيا، وضد الحقوق الفلسطينية.
الأجهزة الأمنية الفلسطينية تنجح فقط في حماية المستوطن اليهودي، وتفشل في حماية المواطن الفلسطيني. كانت قصة جنين ومقتل ابو الهيجا وزميليه قصة كاشفة عن العجز، وعن العار، حيث أغلقت الأجهزة على نفسها ثكناتها بقرار إسرائيلي، ووقفت تتفرج على جريمة الاغتيال، دون أن تطلق رصاصة تحذير واحدة قبل الحدث لتحمي بها المواطنين من القتل، وبقيت في ثكناتها تتفرج على انسحاب قوات الجيش، وكأن الأمر لا يعنيها، وفي الضحى تزعم أنها هي الوحيدة المسئولة عن أمن المواطنين.
الأجهزة بهذه الطريقة لا تخدم نفسها، ولا تخدم فلسطين، وإنما تخدم الاحتلال باسم اتفاقية التعاون الأمني، لذا فهي في أعيننا شريك مباشر في قتل المجاهدين، وتدمير بيوتهم. إن قرار وقف التنسيق الأمني أحد أهم قرارات الرد على عدم إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى.


فلسطين تصرخ يا ويحكم ..مابكم?
بقلم رنا خليل الأغا عن المركز الفلسطيني للاعلام
أنا الحزينةُ
منذُ الطلقةِ الأولى
مستقبلي !! صار يا ابن البطنِ مجهولا
رأيتُ وجهَكِ يا أمّاهُ شمسَ ضحىً
واليومَ غدرًا بسهمِ الأهلِ مقتولا !!
يا ويحَكم .. ما بكم ؟
أين الكرامةُ يا جُندَ الكرامةِ، إلى متى ياسادة، إلى متى، يا قادة إلى متى يا شعبي إلى متى، ما حل بأرضي، انقسام وانفصال وانشطار وشرخ في ربوع الوطن.
لماذا ضللنا الطريق، ألم يحن وقت الصفح والتسامح، ألم يحن الى أن نلتف حول الوطن، وتَتَشَابك الأيدي، والالتفاف حول هَدْف واحد، وهى حرية الوطن، واقصانا، ومبعدينا، وأسرانا، وحلم شهدائنا الذى ضحوا بأرواحهم من أجل هذا الوطن..
فلسطين تصرخ أخشى عليكم بني بَطنِي الأباطِيلَا وأضعتم حقي بين القال والقِيلا وأسَفِي و أحر قلباه.
هذه فلسطين الكرامة التى ما لانت لمغتصب، لقد أصبح فيها الأخوة أعداء، ويحرقون محصولها الذى سقى بالدم من أبطالها الذى رحلوا عنها تاركين ملذات الحياة وتركينها أمانة في أعناقكم عودوا إليها فلسطينُ التي احتفظت
بحبِّ أبنائِها ، وغنّت مواويلا
عودوا أطبّاءَ هذا الجرحِ بلسمَه هيا اقلعوا الآنَ من جلدها الثآليلا .. عودوا الأخلاّءَ .. جرحُ القدسِ يجمعنا متى نحِنُّ لعهدِ الطلقةِ الأولى ؟
لقد أرهقنا الانقسام فأصبحنا تائهين مدمرين نفسياً واجتماعيا وحل الكساد تلو الكساد
لقد مللنا من هذا الوضع المتردي، والمتأزم حقاً، لقد وصلت نسبة الفقرإلى 85% وصلت البطالة الي 40 %وانتشرت أمراض اجتماعية جمة، ولجأ الشباب إلى الاترامال هروباً من واقعهم المرير، والحصار المميت، والحياة المعيشية اليومية البائسة، لا كهرباء ولا دواء ولا متطلبات الحياة اليومية متوفرة.
على ماذا نختلف، على مناصب زائفة، فآخر شيء نزولاً في قلوب الصالحين حب السلطة والتصدر والمناصب .
فالانقسام إعصار يضرب كل بيت فلسطيني، وداء يجرى بالأجساد، فالشعب والأرض تعانى من جرح شديد ينزف يوماً بعد يوم، فإلي متى سيظل ينزف، ألا آن الأوان إلى أن تلتئم الجروح وإعادة بناء، النظام السياسي الممزق بين غزة والضفة الحبيبة.
لقد نسينا قضيتنا العادلة، ونسينا السجناء خلف الأسوار الذي يستحقوا منا ان نتجاوز كل الخلافات، لقد ضحوا بحريتهم من أجل كرامتنا ومن اجل قضيتنا، فليكن هدفنا واحد، وتطلعاتنا واحدة، وهى دحر الاحتلال وتحرير أقصانا ومقدساتنا من دنس الصهيوني الغاصب، الذى أستغل انقسامنا وتفرقنا وأخذ يستعد لبناء هيكلهم المزعوم وتوسيع نفوذهم داخل الحرم القدسي.
فلنقف يا أبناء الشعب الفلسطيني الواحد وقفة رجل واحد، لنوحد الصفوف، ولا مكان فيه بيننا لحاقد أو مزيف أو دجال، فلنداوى الجروح، فالمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، فمال بال المؤمن أخ المؤمن في الأرض والعرض والدم.
فلسطين تستحق منا أن نسموا من أجلها على كل الجراحات، ونصلح ذات البين، ونغلق الدفاتر القديمة دفاتر الحقد والغل، ولنفتح صفحات التسامح والآخاء والوحدة.
كن رجلاً علي الأهوال جلداً وشيمتك السماحة والوفاء، وما أضيق فكري ما دام لا يتسع لكل فكر فكلنا محاسبون(وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ )حين يأتي وقت نكون فيه سجناء والوطن هو القاضي.
كفانا فالصدر ضاق ولم يعد يحتمل فنحن أخوة مهما صار
وليكن شعارنا واحد وهو لا ننثـني أبداً .. فإمــا أن ينــــال الموت منا .. أو ننال .. مُنانا
ستظلُ تكدحُ في الجهادِ عقولنا .. حتى نرى عرضَ الضعيفِ مصانا
والظلمُ .. لا يبقى على حالٍ إذا .. ألفى الأُباةَ .. وصادفَ .. الشجعانا...
اللهم وحد شملنا ووحد كلمتنا، ووَحِد صَفنا، واهدِ ولاة أمرنا، وأصْلح ذات بيننا، نسألك يا رحمّن يا رحيم أن تؤلف بينا قلوبنا وتبدل همنا الى فرج وخصامنا الى وحدة وتعاضد ولا تكلنا يا الله الى أنفسنا طرفة عين.













لماذا لم يكن القرار كاملًا؟!
بقلم يوسف رزقة عن المركز الفلسطيني للاعلام
لست أدري لماذا وقع عباس على الانضمام إلى (15) معاهدة دولية، ولم يوقع على جميع المعاهدات؟! إن وراء عملية الاختيار والانتقاء هذه أهدافا ومبررات ولكنها ليست واضحة لي وللشعب الفلسطيني، ولم يتطوع أحد من أعضاء اللجنة التنفيذية بتوضيح ذلك للرأي العام . لقد انشغل الرأي العام بالترحيب والاحتفال بخطوة التوقيع لأنها تعني له بديلا عن فشل المفاوضات، وتعني أن القيادة الفلسطينية ما زالت تحتفظ بالرجولة الفلسطينية عند الحاجة. ولم ينشغل الرأي العام بالعدد، ولم يسأل لماذا لم يوقع الرئيس على الكل ؟ ولماذا لا نستفيد من حالة الأزمة وندير معركة كاملة، إن كان هذا في صالحنا، وهو ما يرضي شعبنا؟ ثم لماذا كان التوقيع على الهواء؟ إنه إذا كان التوقيع على الهواء هو قرار التحدي، والعودة إلى الشعب ، فلماذا لا يكون كاملا؟!
لقد استمعت لبعض تعليقات المحيطين بمحمود عباس وكلها تحدثت عن التمسك بخيار المفاوضات، وأن الانضمام إلى خمس عشرة معاهدة لا يعني ترك المفاوضات، وفي هذا تنفيس للخطوة، وإظهار للتردد وقلة الحيلة ، وفيه أيضا بعض الإجابة عن الانتقائية الحاصلة، وهي انتقائية لا تعبر عن قرار الشعب.
في تل أبيب أصوات تدعو إلى دفن اتفاقية أوسلو، واحتلال الضفة وغزة، ووقف تحويل أموال الضرائب، وتحميل السلطة مسئولية الفشل والأزمة، وفي الكونجرس نشط اللوبي الإسرائيلي لاستصدار قرار بوقف المساعدات الأميركية إلى السلطة، لأن المال المقدم كان يستهدف المفاوضات، وعباس خرج من المفاوضات، فلا يستحق هذه الأموال.
هذه الصورة القادمة من المشهد الإسرائيلي، ومن المشهد الأميركي، توضح مدى حاجتنا كفلسطينيين إلى قرار كامل، لا إلى نصف قرار، أو ربع قرار، فمخرجات ما حدث تقول بجلاء: إن مشروع المفاوضات مشروع فاشل، والبقاء فيه يخدم إسرائيل ولا يخدم فلسطين. ومن ثم لا مبرر للتمسك بالمفاوضات بعد أن استيقن عباس أن حل الدولتين على قاعدة 1967 لم يعد موجودا، وأن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة كانت تعمل على إجهاض الحل، ومسخ الفكرة، لغياب الإيمان عندهم بالحل، ثم الاتجاه إلى تحميل المسئولية للفلسطينيين.
نحن في حاجة لدفن أوسلو لأنه كان كارثة بكل المقاييس. ونحن في حاجة الى اتفاق وطني على البديل، ولسنا في حاجة الى قرار متردد، وخائف، فلم يعد أمامنا متسع من الوقت، ولم يبق أمامنا شيء نخسره، فلقد خسرنا كل شيء تقريبا، ولولا عظمة الشعب وخبرته لرفعنا الراية البيضاء.
لست خائفا من قرار كيري ونفض يديه، ودعوة الطرفين لتحمل المسئولية، لأنني لم أشعر يوما أن واشنطن منصفة، أو وسيط نزيه، ونحن في حاجة لأن نتدبر أمرنا بأنفسنا، وفلسطين ليست ضعيفة لكي تستسلم، وإسرائيل ليست قوية لكي تفرض علينا ما تريد. نحن أقوياء رغم ما بنا من ضعف، وهم ضعفاء رغم ما بهم في الظاهر من قوة. ولكن علينا أن نحمل قضيتنا المقدسة بقوة لا ضعف فيها، وعلينا أن نعيد اكتشاف أنفسنا، في هذه البيئة المتحركة، وهي بيئة تعمل لصالح حقوقنا ومطالبنا المشروعة كما قال كيري وأوباما لنتنياهو.





كفى الله عباس شر القتال!!
بقلم رياض الأشقر عن المركز الفلسطيني للاعلام
من يتابع وسائل الإعلام وخاصة المحسوبة على حركة فتح يهرع بشكل سريع إلى أقرب بقالة لتجهيز المواد التموينية اللازمة لفترة طويلة من الانقطاع ، كذلك يسرع من لديه قطعة سلاح لتنظيفها وتجهيزها للدفاع عن النفس عندما تبدأ المعركة الشرسة والتي دق طبولها محمود عباس أمام قيادات فتح في رام الله، عندما قام أمام الكاميرات وبحركة مسرحية بإحضار عدة أوراق والتوقيع عليها ، وقيل بأنها قرارات بالانضمام إلى 15 هيئة دولية لكي تبدأ الحرب ضد (إسرائيل).
وروجت وسائل الإعلام الكثير من التكهنات والسيناريوهات، والتي قالت بأن أبو مازن قلب الطاولة على الجميع، وأن أبو مازن أدار ظهره لأمريكا و(لإسرائيل)، وأن عباس "مهندس أوسلو" اقتنع بعد واحد وعشرين عاماً من "الخض والعجن" مع الاحتلال بعدم جدية المفاوضات وأنه سيسلك طريقاً آخر!!.
تشعر وأنت تتابع تلك الأخبار المتلاحقة والتصريحات المتدفقة لقادة السلطة، وكأنهم يقتنصون الفرصة لتسويق النضالات على المواطن الفلسطيني "الغلبان " كأن المعركة الفاصلة بين السلطة والاحتلال على الأبواب، وان جيش الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية أعلن التعبئة العامة لغزو دولة العدو " إسرائيل"، وان الأوامر قد صدرت بإعدام دقاهنة التنسيق الأمني، وان العلاقات الطيبة مع (إسرائيل) أصبحت في "خبر كان " وان "المصالحة الفلسطينية" تحققت بالفعل على أرض الواقع وأزيلت الخلافات مع غزة إلى غير رجعة.. هكذا يفهم المواطن العادي من الحرب الكلامية والدعائية التي تنتهجها السلطة في رام الله منذ أن أعلن الاحتلال عن رفضه لإطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى, الأمر الذي كشف عورة السلطة وأزاح سراب الوهم عن العودة لطاولة المفاوضات، حيث لا نقاط بيضاء على صفحة المفاوضات السوداء سوى تحرر الأسرى القدامى الذي تأخر لأكثر من عشرين عاماً بسبب خطأ المفاوض الفلسطيني وضعفه وعجزه.
ولكن خلف الأبواب المغلقة، وبعيدا عن الكاميرات والصحفيين المتملقين، قد نجد صورة أكثر وضوحاً وحقيقة، بأن كل ذلك مجرد مناورة و "زوبعة في فنجان"، سريعاً ما تنقضي، وتُمزق تلك الأوراق التي وقع عليها محمود عباس، ويعود الوفد "العباسي" من غزة دون نتائج تذكر، وتتقهقر الأجهزة إلى ثكناتها وتضع السلاح في مخازنه، فبمجرد أن يقدم الجانب الإسرائيلي بعض الفتات إلى السلطة ويعدهم ببعض التنازلات الشكلية ، ويترجل البطل "جون كيري" إلى أرجاء مقاطعة رام الله ليعلن مواصلة المفاوضات والتفاهمات "تعود ريمة إلى عادتها القديمة" .. وكفى الله عباس شر القتال.








الرجولة موقف والذكورة جنس
بقلم مصطفى اللداوي عن فلسطين الان
لا يفاخر الذكر بجنسه، إذ لا فضل له في صفته، فذاك خلق الله، قد خلقه ذكراً، ولو شاء لجعله أنثى، وهي ليست ميزة في شئٍ، وإن كان الإنسان بطبعه يحب من الذرية الولد، ويفضل من نسله الذكر على الأنثى، وفي هذا مخالفةٌ للدين، وإساءة للأنثى، إذ لا فضل لذكرٍ على أنثى في الخلق، فكلاهما هكذا خلق، ولا دور للإنسان في تحديد جنسه، وإن تطور العلم، وتعددت وسائل عزل الجينات وتحييدها، ومهما قال العلماء أنه يمكن بالحساب والتجريب تحديد جنس المولود.
لكن الحسابات والتجارب، والتأكيدات والمحاولات، تبقى مجرد احتمالاتٍ مجردة، معلقة بقدر الله وحده، الذي يحدد سبحانه وتعالى جنس الجنين قبل تكونه، ذكراً أو أنثى، وإن كان الذكر يفاخر بجنسه ويتيه، فإن الأنثى تفاخر بجنسها، وتعتز بخلقها، ولا تتمنى أن تكون بغير الهيئة التي خلقها الله عليها.
الذكورة لا تعني زوائد في الجسد، ووظائف مختلفة في الجسم، تمنح صاحبها الحق في التحرش والاعتداء، أو التسلط والإيذاء، أو المس بكرامات الحرائر وشرف الناس، وهي لا تعني تسلطاً على الحقوق، وهيمنةً على الميراث، وتحكماً في الخلف من الإناث.
وهي لا تجيز التمييز في المعاملة، ولا تقبل بالمفاضلة، فكلاهما شطر الحياة الأساس، الذي بدون أحدهما لا تستقيم ولا تكون، فإن غاب أحدهما عدمت الحياة، واندثرت البشرية، لكن وجودهما بغية الاستمرار في الحياة، منوطٌ بطبيعتهما، ومشروطٌ بالحفاظ على جنسهما، الذي فطرهما الله عليه، وأراده لهما، بلا تغيير مفتعل، ولا تبديل لخلق الله الأول.
وهي بالضرورة لا تنسجم ولا تكون بالتشبه بالنساء، والتصرف مثلهن، ولبس ثيابهن، والاختلاط بهن، والتحدث بنعومةٍ ورقةٍ أنثوية، بلينٍ يخضع، ونعومةٍ تجذب، ومياسة تلفت، فمزاحمة الرجال للنساء في طبيعتهن شذوذ وانحراف، والتشبه بهن قبحٌ يثير الإشمئزاز، ويبعث على النفور والإزدراء، إذ أن مزاحمة النساء في جمالهن معركةٌ خاسرة، لا يفوز فيها الذكر مهما كان جماله، أو بانت محاسنه، وظهرت مخايله، إذ بمقاييسهن فإن فيه ما يعيبه، وعنده ما يجعله بينهن غريباً منبوذاً، وهن لا يفضلنه ولا يحبنه، ولا يرضين به شريكاً، ولا يتصورن أن يقترن به زوجاً، وإن خالف الشاذون هذه القاعدة، وعملوا بنقيضها.
ينسى الفخورون بذكورتهم أن الذكورة لا تعني بالضرورة الرجولة، فالرجولة موقفٌ قبل أن تكون جنساً، وهي سلوكٌ وممارسة، وفعلٌ وعمل، ودورٌ وواجب، وتميزٌ واختلاف، فلا يكون الذكر رجلاً بخلقه وشكله، ولا بالشعر المرسوم على وجه، أو المخطوط على شفته، ولا بعضلاته إن وجدت، أو بقوته إن كانت، أو بسطوته إن مارسها، فالذكورة الجنسية شئ، والذكورية الأخلاقية شئ آخر، قد تتفق مع الأولى وتؤكدها، وقد تختلف معها وتنفيها، وتشطبها وتلغيها.
الرجولة صنو الشهامة، ورديف النبل، ولازمة الشجاعة والكرم، والنخوة والحمية والشرف، وهي تعني الرأس العالي، والكرامة الموفورة، والهمة العالية، والخطوة السريعة، والكلمة الحرة الأبية، إنها الغيرة على الأهل، والغضب من أجل الوطن، والثورة انتصاراً للشعب، والحسم وقوفاً مع الضعفاء، وتأييداً لأصحاب الحق.
الرجولة وقفة عز، وكلمة حق، وشهادةُ عدل، وحكمٌ فاصل، وعدلٌ قاطع، وهي ضياءٌ وسط الظلماء، ونورٌ إذا خيم الظلام، ونصيرٌ يلبي الصرخة، ويستجيب للنجدة، وهو فارسٌ في الميدان وعند اللقاء، يقاتل حميةً ولو كان فيه حتفه، ويستبسل حفاظاً على الشرف وإن كان المنون ينتظره.
الرجولة لا يعيبها لونٌ ولا شكل، ولا يخدشها طولٌ ولا قصر، ولا ينقص من قدرها فقرٌ وحاجة، أو ضيقٌ ومعاناة، ولا يقلل من شأنها حبسٌ أو اعتقال، أو قيدٌ وأغلال، ولا يكسرها محتلٌ أو سجان، ولا يحد منها غاصبٌ أو معتدي، ولا يقدر عليها قويٌ أو غاشم، ولا ينال منها عدوٌ أو حاقد.
الرجولة صفة مدحٍ، وكلمة إشادة، وعلامة ثقافة، وميزة تحضر، يتمنى أن يتصف بها عقلاء الذكور، وأن يحمل صفاتها ويكون أهلاً لها، فالرجل لا يسرق ولا يكذب، ولا يخون ولا يغدر، ولا يتلصص ولا يتجسس، ولا يكون عيناً ولا أذناً، ولا عوناً لشريرٍ، ولا نصيراً لظالم، ولا سوطاً في يد جلاد، ولا يميس ولا يرقص، ولا يخطر بدلالٍ ولا يمشي على استحياء، ولا يأتي بأفعالٍ مشينة، ولا بتصرفاتٍ مهينة، ولا يظهر ذكوريته على المرأة بالضرب والإهانة، أو بالتسلط والافتراء، ولا برفع الصوت والصراخ، ولا باستباحتها واغتصابها، أو التحرش بها والإساءة إليها، وإلا فإنه لا يحسب من جنس الرجال أو طائفتهم.
نسيئ كثيراً إلى المرأة عندما نصف الرجل أحياناً بها، فنتهمه بأنه امرأة، وغايتنا بذلك أن نشتمه ونهينه، وأن نضع من قدره ونستهين بمقامه، وأن نقرعه ونوبخه، في حين أن المرأة قد تأتي أحياناً بما لا يأتي به الرجال، وقد تقوم بما يعجز عن القيام به الكثير، وهي قلَّ أن تتصف بالرجال خلقاً وشكلاً، إلا أنها تقوم بأفعالٍ نتيه بها ونفخر، ونسر بها ونسعد.
فالمرأة الصابرة عند المصيبة والفاجعة، تضاهي أشد الرجال وأقواهم، بل تشحذ هممهم وتقوي من عزائمهم، وتشعل نفوسهم حميةً وحماساً، والتي تشهد بالحق، وتقول الصدق، وتبحث عن العدل، وترفع أسوار الكرامة، وتعلي راية العزة، وترفض الكذب والخيانة، وتحارب الزيف والظلم والضلال، وتتمسك بالقيم والخلال، وتحافظ على وطنها، وتضحي في سبيله، وتقاتل من أجله، وتستشهد دفاعاً عنه، لهي أعظم بفعلها من كثيرٍ من الرجال، وإن لم تكن منهم.
كم نحن في حاجةٍ في هذا الزمان إلى رجالٍ يصونون الأمانات، ويحفظون العهود، ويقاتلون دفاعاً عن شرف الأمة، ويبذلون دماءهم في سبيلها، فيستحقون بذلك صفة الرجولة، تلك التي كان يعتز بها العرب، فيرسلون أولادهم إلى الصحراء للرضاعة، وتعلم اللغة، والتكيف مع طبيعة الصحراء القاسية، وشمسها اللاهبة، ليكونوا من بعدها رجالاً أهلاً للأمانة، وأصحاب أنفةٍ وكرامة، أقوى جسداً، وأبلغ لساناً، وأقدر على حمل السيف دفاعاً عن القبيلة، أو نظم الشعر فخراً بها.












لا تصدّقوه
بقلم سيف الدين عبد الفتاح عن فلسطين اون لاين
نحن بحاجةٍ، دائماً، إلى أن نتفحص هذه الذاكرة القريبة، حتى يمكننا التعرف على أن المصالح الآنية والأنانية التي قد تتحكّم في البشر تؤدي بهم إلى أفعالٍ تناقض أقوالهم. ويحاول هؤلاء أن يطلقوا دخاناً كثيفاً حتى لا تتّضح الأكاذيب، أو ينكشف الستر، أو ينفضح الزيف. ويُعرف التدليس عند قوم أرادوا بهذا الكلام المزدوج والفجوات بين الأقوال والأفعال أَن يمكروا بعموم الناس، أو يدلسوا عليهم بمكرهم، وخبث طويّتهم. هذا نوع من البشر لا بدّ أن نتوقف عنده، حينما يندرج بين الناس بعقل معيشي، على ما يقول الإمام ابن القيّم: "حتى يقضي مصالحه ويحقّق مآربه".
وإذا كان ذلك خطيراً في مقام أي إنسان عادي، بأنه بذلك يفتقد ميزان الحق والحقيقة، ومطابقة الكلام للأفعال، وتأكيد المعنى والقيمة، والمغزى والحكمة في ميزانٍ يجمع بين الأشخاص والأفعال والمواقف.. إذا كان هذا خطيراً في الإنسان العادي، كما أسلفنا، فإنه يصير كارثةً كبرى، حينما يحاول ذلك مَن يريد أن يتصدّر المشهد العام، في إطارٍ يحاول تسويق سلطانه وفرعونيته. الأخطر، في هذا المقام، أن يكون ذلك كله ضمن صناعة استخفافٍ كبرى، في إطار يدخل فيه الجميع بيت الطاعة، ويستدعي من نفوسهم وأفعالهم كل أحوال النفاق والمداهنة. إنه المستبدّ حينما يكذب على قومه، مستغلاً هذه الأحوال، لصناعة رضا كاذب، أَو إِذعانٍ خادع.
إنها متوالية الاستبداد، في إطار زيادة مساحة الفسق والكذب، في مجتمع فرعون الجديد الذي يوطّن لكذبه في نفوسهم، فيستطيع السيطرة عليهم، فيكونون في جوقة نفاقه، أو في بطانة خدمه. إنها العلاقة الفرعونية التي تقوم على قاعدة تشكيل غوغائي للرأي العام، في إطار يستخدم الأدوات كافة، لصناعة مجتمعٍ خليطٍ من الخوف ومن النفاق، ومن الكذب، والتضليل. وكان ابن خلدون محقًّا، حينما أكد أن صناعة مجتمع الفساد والفسق والكذب لا تنمو إلا في بيئة من تشكيل العقول على قاعدة الاستبداد والجور والاستخفاف، "مَن كان مرباه بالعسف والقهر من المتعلّمين حمله على الكذب والخبث، وهو التظاهر بغير ما في ضميره، خوفاً من انبساط الأيدي بالقهر عليه، وعلمه المكر والخديعة. لذلك، صارت له هذه عادة وخُلُقاً، وفسدت معاني الإنسانية التي له، من حيث الاجتماع والتمدُّن، وهي المدافعة عن نفسه ومنزله، وصار عيالاً على غيره في ذلك، بل وكسلت النفس عن اكتساب الفضائل والخلق الجميل"، "فاستخفّ قومه، فأطاعوه، إنهم كانوا قوماً فاسقين".
حينما نقول ذلك، نذكّر الجميع بمقال سبق، سمّيناه" "السيسي يردّ على السيسي"، ترصد الفجوة بين الكلام والأفعال. يتجدّد الأمر، ليؤكد على الحال نفسه، ففي ذلك اليوم الذي قرر فيه أن يعلن ترشحه، تحدّث، في هذا البيان، عن بناء المستقبل وضرورته، وصناعة المستقبل وحركته، إلا أنه، في اليوم نفسه، قُتل طفلٌ لا يزيد عمره عن خمسة عشر عاماً، كان قد خرج متظاهراً من مدرسة السعيدية الثانوية المجاورة لجامعة القاهرة. وسبق ذلك بيومين حكم بالإعدام بالجملة (529 من المصريين)، حتى أنه، وفي ردّ فعلٍ عفوي لأحد الناشطين السياسيين، قال: "هم.. أعدموا المنيا!". وكأن الإعدام، الآن، قد يتجه إلى قرى بأسرها، أو محافظاتٍ بأكملها، وهو أمر شهد اعتراضاتٍ وتحفظاتٍ، من جهات دولية حكومية وغير حكومية، ومن مؤسسات حقوقية داخلية وخارجية. وكان الحديث عن إعدام العدالة، أو الاستهزاء بها، فأين هذا الحديث عن المستقبل؟ في حقيقة الأمر، والحال هذه، إنه ليس مَن يبني المستقبل، بل إنه مَن يقتل المستقبل وينفيه.. لا تصدقوه.
أَلم تقل إنك لن تترشح، ولا تطمع في منصب، منوّهاً إلى تقديرك الدور العسكري الذي تقوم به؟ ماذا استجدّ في الأمر، وأنت تعلن، وبملء فيك، اعتزام الترشّح، بدعوى حشودٍ نادتك، هنا أو هناك، مدّعياً أنك لا تستطيع أن تدير ظهرك لشعبك؟ قلت، في بيانك: إنك توجّه حديثاً من القلب، تحكمه المصارحة والمكاشفة، ويتّصف بالصدق والأمانة، فأين أنتم من هذه الصفات، وقد مارستم كل أفعال الغدر وعدم الأمانة؟ تحدثت أنك لن تسمح بعبث العابثين من داخل أو خارج، وكنت أول مَن عبث بمستقبل سياسي لوطن، وقطعت الطريق على مسار ديمقراطي، واختطفت الرئيس المدني المنتخب, واستهترت، في الوقت نفسه، بخمسة استحقاقات انتخابية، لم ترَ بأساً في إلقائها في سلة المهملات بجرّة سلاح، لترسي بدعة خطيرة أن "الجنرال يستطيع أن يعترض على أي شيء، وفي أي وقت"، وجعلت من الجيش دولة فوق الدولة.
أَلست أَنت مَن سوّغت فعل الحشود، ومداخل التفويض، وسبل التحصين. وكان ذلك هدماً لكل أصول المسار الديمقراطي والآليات التي ترتبط به؟ تأتي، الآن، بعد هذا العدوان الغادر على تلك الاستحقاقات الانتخابية، والاستفتائية، فلا تلقي لها بالاً، بينما تدعو الناس إلى أن يعطوك ثقتهم في انتخابات جديدة! أليست تلك انتخابات، أم في كل مرة سيأتي الجنرال ويرفع سلاحه اعتراضاً، إذا لم تعجبه الأمور، ولا قِبَل لأحدٍ بعد ذلك إلا أن يذعن، فتكون لعبة الانقلابات في مواجهة صناديق الانتخابات؟ أبديتَ أنك ستحاول بناء الدولة، وأنت، في حقيقة الأمر، تورّط مؤسسات العدالة في خضمّ هذه الحالة الانقلابية، في حالة تسييس غير مسبوقة تُفقد الثقة في مؤسسة العدالة، وفي أدوارها ووظائفها الحقيقية، التي يجب أن تقوم بها في الانتصاف للحقوق، وفي إرساء معالم العدالة.. لا تصدقوه.
أيها الشعب: قال، مرة تلو مرة، ونقض القول بأفعاله، وفضحته سياساته، فقام بكل عمل، ليحفظ مصالحه وسلطانه. أيها الشعب العظيم الذي ثار في 25 يناير، وأَراد أن يعيش حراً كريماً عزيزاً: إن الفرعون الجديد يريد أن يحبس هذا الشعب في صندوق الخوف، أَو يسجنه في صندوق الإذعان، فإن كنت من هؤلاء الذين يصرّون على إنقاذ ثورة، وتحقيق مصالح شعب، وتشكيل مستقبل أفضل لوطن "فلا تصدقه"، وكن مع الثائرين... نعم لا تصدقوه.
















المقاومة أمل أسرى "الدفعة الرابعة"
بقلم محمد ياسين عن فلسطين اون لاين
واهم بنيامين نتنياهو إن ظن أن الشعب الفلسطيني سيفرط بحرية أسراه مهما بذل في سبيل ذلك من تضحيات، وواهم أكثر إن ظن أن المقاومة الفلسطينية ستترك الأسرى رهائن مفاوضات التسوية ومبادرات إنعاشها بما يحفظ ماء وجه قيادة السلطة الفلسطينية ويستر عورة مضيها في طريق المفاوضات الذي أفضى لالتهام الأرض بالاستيطان, واستباحة المقدسات بالاقتحامات اليومية, وغير ذلك من صور التغول الإسرائيلي على الفلسطينيين.
كانت وستبقى المقاومة وحدها أمل الأسرى القابعين في سجون وزنازين الاحتلال البغيض نحو الحرية، وصفقات التبادل خير شاهد على ذلك، لا سيما صفقة وفاء الأحرار التي حطمت الأغلال عن معاصم الرجال وكسرت معايير وشروط حكومة الاحتلال التي حاولت عبثًا من خلال إطالة أمد المفاوضات بشأنها أن تنال من عزيمة المقاومة لتفرط بصيدها الثمين وقتذاك, لكنها أبت إلا إخضاع نتنياهو وحكومته لشروطها.
إن المفاوضات التي تجاهلت ملف الأسرى على مدار سنوات طويلة فتحت شهية سلطات الاحتلال الإسرائيلي لممارسة أبشع أشكال التعذيب النفسي والجسدي بحقهم, حتى بات الإضراب المفتوح عن الطعام لفترات طويلة سبيلهم الوحيد للفت أنظار مدعي حقوق الإنسان في العالم لمعاناتهم، ووسيلتهم المتاحة لتحدي جبروت السجان وإجباره على تحسين ظروف اعتقالهم وفق ما تنص عليه المواثيق والمعاهدات الدولية.
مرّت سنوات المفاوضات الطويلة وأربابها يتنقلون من عاصمة لأخرى، ومن فندق فاخر لآخر، بينما أسرى ما قبل اتفاقية أوسلو الموقعة عام 1993 يرزحون في زنازين مظلمة يحرقهم الشوق لشمس الحرية ويكوي قلوبهم الحنين للأهل والأحبة، ولسان حالهم: لئن خابت الآمال بمفاوضي فنادق الخمس نجوم فإن الرهان على فرسان الخنادق وحافري الأنفاق يبعث الأمل في النفوس, فضلاً عن كونه أثبت جدواه في محطات عديدة.
إن الشعب الفلسطيني الذي يحيي عما قريب يوم الأسير الفلسطيني في السابع عشر من إبريل الجاري ليبرق برسالة عز وشموخ لأسراه البواسل، أن فجر الحرية قادم، وأن المقاومة ماضية في طريقها لتحرير الأسرى كل الأسرى، لا سيما أصحاب الأحكام العالية ومن أمضوا سنوات طويلة خلف قضبان الاحتلال، وإن غدًا لناظره قريب.