Haneen
2014-05-29, 11:53 AM
<tbody>
اقلام وآراء
(556 )
</tbody>
<tbody>
الاربعاء
16/04/2014
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
مختارات من اعلام حماس
</tbody>
د
<tbody>
<tbody>
استحقاق أيلول وكذبة نيسان
أيمن أبو ناهية / المركز الفلسطيني للاعلام
</tbody>
<tbody>
عملية الخليل والعين الثالثة
إياد القرا / المركز الفلسطيني للاعلام
</tbody>
<tbody>
القدس تستصرخكم فاليوم يوم الملحمة
مصطفى الصواف / الرسالة نت
</tbody>
<tbody>
فلسطين وانتخابات الربيع المتجدد في تركيا
عزت الرشق / فلسطين اون لاين
</tbody>
<tbody>
المربي القوقا .. رسم فلسطين تاريخاً وجغرافيا
غسان الشامي / الرأي
</tbody>
<tbody>
السياسة مؤجلة لما بعد الرئاسة
فهمي هويدي / فلسطين اون لاين
</tbody>
<tbody>
دلالات عملية الخليل
خالد معالي / المركز الفلسطيني للاعلام
</tbody>
<tbody>
أزمة بلا شفافية ولا شراكة
يوسف رزقة / الرأي
</tbody>
</tbody>
أزمة بلا شفافية ولا شراكة
يوسف رزقة / الرأي
كيف تفكر السلطة في رام الله في إدارة الأزمة المالية بعد قرار حكومة نيتنياهو بوقف تحويلات عائدات الضرائب؟! ماذا يعرف المواطن الفلسطيني عن الأزمة القادمة غير ما يسمعه في وسائل الإعلام؟المصادر المسئولة في السلطة لا تشرح تفكيرها وخطة عملها في حل الأزمة أو إدارتها.
موظف الوظيفة العمومية يؤيد القرارات الوطنية التي تحمي الثوابت، ولديه استعداد لتقديم التضحيات اللازمة، ولكنه قلق على راتبه، ويكاد يشاركه في القلق جلّ الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة. المشكلة هنا أن السلطة لا تقدم للمواطنين شرحا لخطتها، ولا بيانا شافيا لرؤيتها في التعامل مع الأزمة التي تقف خلفها حكومة اليمين المتطرف، في دولة الاحتلال.
الأزمة المالية ضيف دائم على طاولة السلطة منذ تأسيسها، لأنها أعتمدت على التمويل الخارجي منذ قيامه وحتى اليوم، فأنت لا تكاد تجد مشروعا وطنيا كبيرا له إسهامات حقيقية في تغطية جزء ذي مغزى من موازنة السلطة. التسول، والتسول شهرا بشهر هو القاعدة المالية التي قررتها السلطة منذ قدومها ، وما زالت تعمل بها حتى الآن. التسول مرض، وهو مرض شديد الألم حين يصحبه فساد، والسلطة لم تقدم حلا شافيا للفساد، ولا للتسول. وهي الآن في مواجهة حقيقية إذا ما طبقت سلطة الاحتلال تهديداتها، وإذا ما أهمل العرب مطالب السلطة المالية، وإذا ما تراجعت الدول المانحة.
السوق الفلسطينية في الضفة وغزة تتحرك قليلا لمدة عشرة أيام حين تُصرف الرواتب للموظفين، وبقية الشهر تعيش السوق فيما يشبه الكساد، والناس صابرة وصامدة، ولكن الحال القادمة تحكي واقعا جديدا ربما تدخل فيه السوق في كساد حقيقي، وهذا يحتاج الى شرح وإيضاح ، قبل مطالبة المجتمع بالصمود، ويحتاج الى حلول يشترك فيها الكل الوطني، حتى لا يكون هناك تراجع عن القرارات بسبب الأزمة المالية.
لا تتركوا المجتمع نهبا التحليلات الفردية، التي تنقصها المعلومة أحيانا، أو تخضع لرؤية صاحبها المسبقة أحيانا أخرى. بعض هذه السيناريوهات حددت خيارات السلطة في :
1- التراجع عن القرارات التي أوقفت تدفق الأموال، والعودة الى المفاوضات.
2- التمسك بالقرارات ، واستكمالها، وترك العودة الى المفاوضات، وتحمل العقوبات الإسرائيلية ومواجهتها.
3- حلّ أزمة المال بشبكة أمان عربية. وإتمام المصالحة.
4- صرف جزء من الراتب شهريا، في ضوء ما يتوفر من المال، وخفض النفقات الحكومية، ووقف البدلات، والنتريات، وغيرها، لحماية الحد الممكن من فاتورة الراتب.
لا أود التعليق على السناريوهات المذكورة، ولا أقترح سيناريوهات إضافية، ولكنني إذا انصح باستبعاد الأول لأنه كارثة، فإني أطالب السلطة بالشفافية والوضوح، وإشراك الشعب في الأزمة وفي الحل، لأن إهمال الشعب يجعله فريسة لكل إشاعة تستهدف روحه الوطنية، وقدرته على الصبر والصمود. لست أدري لماذا تخشى السلطة من الشعب؟! لماذا تحجب السلطة عنه المعلومات الصحيحة ؟! لماذا نحن في واد والشعب في واد آخر.
استحقاق أيلول وكذبة نيسان
أيمن أبو ناهية / المركز الفلسطيني للاعلام
لابد من السؤال في البداية عن خيارات وبدائل رئيس السلطة محمود عباس، بعد فشل المفاوضات التي استمرت 9 شهور متواصلة لاستكمال مسيرة عقدين من الزمان، أعتقد أن الإجابة عن التساؤل تنحصر في أربعة خيارات أحلاها مر، أولها المفاوضات، وقد تبددت كل أحلام السلام والكلام مع الاحتلال، وثانيها استحقاق أيلول، وقد تبددت كل أحلام قيام الدولة الفلسطينية أمام التغول الاستيطاني الذي ابتلع الأراضي الفلسطينية، وثالثها المصالحة، وهي الوحيدة التي لم تتبدد أحلامها مع فقدان الأمل مرات عديدة، فمازالت باقية استحقاقًا وطنيًّا أصيلًا...
أما الخيار الأخير فهو تقديم استقالته في حال تبددت كل الخيارات السابقة، وهذا الخيار مستبعد مادام ملف إنجاز المصالحة لا يزال ورقة قوية يستخدمها رئيس السلطة لتعزيز مكانته، ولو لسنة إضافية أو أكثر من سنة، برغبة ودون رغبة، المهم أن يبقى طويلًا في الرئاسة؛ لأن استقالته تعني فشل السلطة، وفشل مشروعها السلمي من (أوسلو) حتى رام الله.
فما هي يا ترى مفاجأة رئيس السلطة لهذا الموسم في أبريل الذي عودنا فيه كل عام الانتظار طويلًا، ولم يفجرها حتى اللحظة؟
أعتقد أن كل ما بجعبة رئيس السلطة ويمكنه المناورة به يتمثل في استحقاق أيلول واستحقاق المصالحة، والأول يبقى خيارًا وليس بديلًا، بمعنى أن استحقاق أيلول للاعتراف بدولة فلسطينية كاملة العضوية في الأمم المتحدة أمر مستحيل في ظل وجود الاحتلال، وفرضه الأمر الواقع بالاستيطان والتهويد وضمه مدينة القدس كاملة، أما المراهنة على بان كي مون الذي يوهمنا بالعد التنازلي لاستقبال مقعد جديد لدولة فلسطين عضوًا في الأمم المتحدة، أقول: هذا من باب الوهم، لأن (الفيتو) الأمريكي ينتظر هذا الاستحقاق الفلسطيني بطلب عضوية كاملة أو ناقصة، ولا مفر منه، وهنا تكمن المشكلة، هل يجرؤ الأمين العام للأمم المتحدة على إصدار قرار أممي إلزامي من شأنه تعطيل (الفيتو) الأمريكي، وحينها لا تجرؤ الولايات المتحدة على المغامرة بـ(الفيتو)؟!، أم أنه يستطيع سحب عضوية الكيان العبري مقابل تهديد (الفيتو) الأمريكي، ثم يحيل قضية فلسطين من جديد إلى اللجنة القانونية للجمعية العمومية للبت في عضوية الطرفين؟!، أو هل تستطيع الأمم المتحدة الآن _وهي أقوى من السابق_ اتخاذ قرار ضم دولة فلسطين عضواً دائماً فيها، مثلما فعلت من قبل مع الكيان العبري؟!
أما الثاني فيبقى بديلًا وليس خيارًا، بمعنى أن المصالحة بديل عن الانقسام وبديل عن المفاوضات العقيمة، حتى إنها بديل عن أي استحقاق آخر، حتى لو كان استحقاق الدولة التي لا يمكن أن تقوم الا بالوحدة الوطنية، إذن المصالحة واجب ديني ومصلحة وطنية وأيضًا التزام أخلاقي، لذا أعدها متنزهة عن مصطلح الخيار أو غيره.
فالمصالحة لا تتحقق إلا بصدق وإخلاص النوايا وصفاء الأنفس، وأهم من كل هذا قبول المصالحة دون شروط وإملاءات من طرف على آخر، وأخذها وتطبيقها رزمة واحدة لا نفلًا، مثلًا لا أجد مسوغًا للاعتقالات السياسية، والتنسيق الأمني وما يترتب عليه من استدعاءات واعتقالات وانتهاكات مستمرة إلى اليوم في الضفة، و لا للتفرقة والتجزئة والقسمة والتقسيم.
لا رجعة إلى الوراء أو التقدم إلى الأمام إلا بتحقيق استحقاق المصالحة، ولا سبيل إلى هذا إلا بالعودة إلى الوحدة الوطنية ونبذ الخلافات، والتخلي عن الأجندات الخارجية، التي ما كان منها إلا إفساد ذات البين، وإفشال مشروعنا الوطني.
وقبل أن نلوم الآخرين فلنوجه اللوم إلى أنفسنا، فليس عيبًا أن نعترف بأخطائنا، ولكن العيب في إصرارنا على الانقسام الذي يستغله عدونا، فإذا كانت المصالحة جاءت متأخرة، وكان من المفترض أنها تحققت سريعًا فور حدوث الانقسام الذي من المفترض ألا يحدث أصلًا؛ فلنستغل الفرصة هذه المرة، ويبادر الجميع بتحقيقها، ولو دفع بعض في سبيلها من جيبه الخاص، على ألا نكرر خطيئة نيسان الماضي بتأجيل المصالحة كما أجلت مرات عديدة بحجج المفاوضات والمناورات السياسية.
دلالات عملية الخليل
خالد معالي / المركز الفلسطيني للاعلام
فاجأت عملية الخليل "نتنياهو", الذي كان يعتقد أن الأمن والأمان قد تحققا له وسيطولان، وأن الاحتلال الرخيص والمجاني والذي لا يوجد مثيل له عبر التاريخ سيبقى إلى الأبد، وأن القوة وحدها هي الكفيلة بالقيام بالمطلوب، ولا بأس باستخدام لعبة المفاوضات وابتزاز الطرف الضعيف حتى آخر رمق.
استمزاج آراء الفلسطينيين بعد 20 سنة من التفاوض، وبعد نكث الاحتلال بوعده الإفراج عن 30 أسيرًا مؤبدًا؛ خلص إلى أن "نتنياهو" وقادة الاحتلال لا أمان لهم، ولا يحترمون المواثيق والمعاهدات، ولا ما يوقعون عليه؛ وبالتالي لا بد من أسلوب جديد ولغة جديدة يفهمها جيدًا قادة دولة الاحتلال.
غرور "نتنياهو" بقوته جعله يستغل الطرف الضعيف بشكل بشع ودنيء، خاصة في ظل انشغال العالم بنكسات الربيع العربي، وجعله يعتقد أن الهدوء سيستمر إلى الأبد، وأنه لا يوجد ما يخسره، وأن الطرف الضعيف هو الذي يخسر دائمًا، وعليه أن يقدم المزيد من التنازلات للطرف القوي.
تحدثت صحافة الاحتلال عن عملية الخليل؛ أنه وبرغم الانتشار المكثف لجنود الاحتلال على حاجز ترقوميا، ووجود الكاميرات؛ تمكن فلسطيني واحد من هز وشرخ واختراق منظومة الأمن في دولة الاحتلال؛ ونجح بقتل مستوطن والانسحاب بشكل عادي جدًا، دون أن يحرك جيب الجيش المتواجد على الحاجز أو الجنود ساكنًا؛ بفعل الصدمة والذهول الذي تسبب به عامل المفاجأة، والجرأة الكبيرة.
الاحتقان في الوضع الفلسطيني سببه جلي وواضح, وليس بحاجة لطول شرح وتفسير؛ فعربدات المستوطنين زادت عن حدها، والقتل والاعتقال والإذلال اليومي للفلسطينيين، ورفض الإفراج عن 30 أسيرًا بحسب الاتفاقات، والمصادرات والتوسع الاستيطاني، والضغط اليومي الاقتصادي على المواطن العادي, كلها وغيرها الكثير من الأسباب تخلق وضعًا كبرميل بارود على وشك الانفجار, يعلمه جيدًا "نتنياهو" وكل قيادات دولة الاحتلال ولكنهم يكابرون، ويتغاضون عن معاناة وألم الفلسطيني كونه الحلقة الأضعف، وذلك لاعتقادهم أن القوة كفيلة بمواصلة الاحتلال الرخيص.
قبل أيام فقط, صرح "زائيف ألكين" نائب وزير خارجية الاحتلال، بأن الضفة الغربية أكثر مناطق الشرق الأوسط استقرارًا وهدوءًا؛ بالمقابل هل سمع هذا الوزير المغرور يومًا أن شعبًا رضي وسكت وخنع للاحتلال عبر التاريخ؟!
راح "نتنياهو" يهدد السلطة الفلسطينية وهو يعلم أنه لا يستطيع أن ينفذ تهديداته، لأن علاقة الاحتلال كانت دائمًا وعبر التاريخ مع الشعب المحتل هي احتمالات الربح والخسارة، وماذا سيكون عليه الوضع إن نفذ ما يهدد به؟
ماذا يتوقع "نتنياهو" من الفلسطينيين أن يفعلوا وهم يرون مقدساتهم كل يوم تدنس، ويقتحم المستوطنون باحات المسجد الأقصى المبارك، ويشرعون ويخططون لإقامة كنيس يهودي في باحاته، ويذلون الفلسطيني كل ساعة على الحواجز اللعينة؟!
في المحصلة، طال الزمن أم قصر؛ الاحتلال سيكون مآله مزابل التاريخ، وكل الشعوب التي احتلت أراضيها دفعت ثمنًا غاليًا لحريتها يفوق بأضعاف ما دفعه المحتل، والشعب الفلسطيني لن يكون خارج السياق التاريخي!
عملية الخليل والعين الثالثة
إياد القرا / المركز الفلسطيني للاعلام
حدثان مهمان يستحقان التوقف والتأني فيما وصلت له المقاومة الفلسطينية خلال السنوات الأخيرة وهو ما يمكن أن نسميه "ما بعد نتساريم" وهو التصريح المشهور لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق شارون حينما قال: "إن نتساريم مثل (تل أبيب)" وقد انهارت هذه النظرية على وقع الانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005 على يد شارون ذاته.
فقد جاءت عملية الخليل لتفتح الملف ثانياً حول قوة المقاومة في الضفة الغربية, من خلال تنفيذ عملية قُتل فيها مستوطن برتبة ضابط في مدينة الخليل على يد مقاوم لم يتمكن كل من الأمن الإسرائيلي والفلسطيني من الوصول إليه, رغم الجهد الأمني الكبير، وهو ذاته المتواصل من أجل حل لغز عملية القنص في مدينة الخليل قبل أشهر, وغيرها من عمليات المقاومة في الضفة الغربية.
ما يميز عملية الخليل أن المقاوم لا زال مجهولاً, وتدل المعلومات التي سربها الاحتلال أن المنفذ هو شخص واحد, وهنا يفتح الباب أمام المقاومة الفردية, وهي تهديد حقيقي للاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية, ويعيد أساليب المقاومة إلى سابق العهد قبل انتفاضة الأقصى, وهي قيام أفراد وعناصر من الفصائل الفلسطينية وتحديداً حماس والجهاد الإسلامي بعمليات ضد الاحتلال دون الإعلان عنها صراحة, مما يترك مجالاً لتضليل الاحتلال واستخباراته, في مواجهة التنسيق الأمني بين الاحتلال والسلطة هناك.
والعملية بذاتها تعطي دفعة جديدة واطمئنانًا أن المقاومة في الضفة الغربية لا زالت موجودة, وإن لم تكن منظمة بشكل علني أو فصائلي, وهو ما يخشاه الاحتلال، وتمثل تهديدًا على مدار الوقت ومن كافة الجهات, وإن كانت السيطرة الأمنية له وللسلطة في أفضل حالتها كما مدينة الخليل, حيث يخضع غالبيتها للاحتلال الإسرائيلي, وتسيطر السلطة على أجزاء منها، ويقدم دليلاً واضحًا أن سياسة التنسيق الأمني فشلت فشلاً ذريعًا في وجه مقاتل فلسطيني واحد, ومن شأنه أن يشجع آخرين للمبادرة والمفاجأة في التنفيذ والاختفاء.
الحدث الثاني الذي قد لا يكون أقل أهمية هو انسحاب جنود الاحتلال من موقع "العين الثالثة" شرق خانيونس, حيث تم تفكيكه ونقله إلى مسافة تتجاوز 5 كيلو مترات, في إثبات آخر على عجز الاحتلال عن تأمين جنوده على حدود غزة, وهو أمر غاية في الأهمية أن يعجز الاحتلال عن تأمين جنوده داخل الحدود التي يسيطر عليها, بعد انكشاف أمر النفق الجديد الأكثر تحصينًا من النفق الذي اكتشف قبل أشهر ويعود لكتائب القسام.
موقع "العين الثالثة" هو خطوة نحو انهيار المنظومة العسكرية الإسرائيلية على حدود غزة, وتفكيك الموقع العسكري قد يكون أكثر تأثيراً من تفكيك مستوطنة "نتساريم", وقد يتبعه انهيار سلسلة المواقع العسكرية في محيط غزة, واستمرار الرعب من قيام المقاومة بعمليات أسر جنود في حدود غزة والذي أعلنت الفصائل علنًا أنه سبيلها لإطلاق الأسرى.
انهيار "العين الثالثة" وعملية الخليل هما من أعمال المقاومة المحكمة في مواجهة الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة, وضربة قاسية للاحتلال والتنسيق الأمني، ويتوقع أن يتصاعد هذا الجهد مع الوقت واستمرار العدوان والحصار الإسرائيلي.
القدس تستصرخكم فاليوم يوم الملحمة
مصطفى الصواف / الرسالة نت
ما أحوجنا اليوم إلى هبة جماهيرية وشعبية مكثفة تشد رحالها تجاه مدينة القدس في ظل الاستهداف الأخطر من قطعان المستوطنين الصهاينة وقوات الاحتلال التي لم تتوقف على مدى شهور طويلة ازدادت في اليومين الأخرين حتى وصل الأمر إلى إلصاق منشورات تطالب الفلسطينيين بإخلاء الساحات والمسجد الأقصى وجاء فيها والخطاب هنا موجه للمسلمين الفلسطينيين "أنتم مطالبون بإخلاء منطقة جبل الهيكل لغاية تاريخ 13-4-2014 الساعة السابعة مساء، وذلك بسبب أعمال بناء الهيكل وتجديد مكان تقديم القرابين والتجهز لتقديم قربان الفصح في اليوم التالي".
قوات الاحتلال وخلال كتابتي للمقال صباح أمس الأحد تقتحم المسجد الأقصى وتعتدي على المصلين وتحاصر المصلين الذين يرابطون داخل المسجد الأقصى للدفاع عنه ضد أي اعتداء من المستوطنين الصهاينة الذين يسعون بشكل فعلي وواقعي إلى تقسيم زماني ومكاني للقدس بين اليهود والمسلمين كما هو حادث في المسجد الإبراهيمي .
علينا كشعب فلسطيني ألا ننتظر أن تأتينا النصرة من عرب أو مسلمين في ظل هذه الظروف والأحوال التي تعيشها المنطقة العربية التي تنشغل بنفسها خوفا على سلطانها أو محاربة للإسلام والمسلمين وأيضا خشية على عروشهم وممالكهم ولم يعد في تفكيرهم مساحة للدفاع عن القدس حتى أنهم ينفقون أموالهم في قضايا تغضب الله عز وجل كذلك الامير الخليجي الذي ابدى استعداده لدفع مليون دولار من أجل الجلوس مع عارضة أزياء وشرب كأس قيل أنه من الشاي، بينما يبذل يهود جهودهم وملياراتهم من أجل ترسيخ واقع يهودي في القدس ويتبرعون بالمليارات من أجل الوصول الى لحظة يعدون لها بكل جهد وهي إقامة هيكلهم المزعوم والذي بدأ بنصب المظلة بالقرب من المسجد الأقصى.
أقول ذلك بعد أن كشفت مصادر عربية أن مخصصات مدينة القدس والتي أُقرت في اجتماعات عربية بإنشاء صندوق برأس مال مقدر بمليار دولار لم يدفع منها الا الربع من دولة قطر وبقية الدول لم تدفع المقرر حتى اللحظة، هذا هو حال العرب وحال المسلمين ليس أفضل.
النفير والزحف البشري الفلسطيني بات اليوم أمرا واجبا وضروريا حتى لو أدى إلى مواجهة عنيفة ودموية مع قوات الاحتلال لأن الأقصى والقدس دونهما الأرواح والدماء والمال لذلك علينا ألا نتهاون في الأمر، لأن التهاون يعني انهيار المسجد الأقصى وهدمه وبناء الهيكل المزعوم ، فهل نقبل كفلسطينيين أن يحدث ذلك وفينا عرق ينبض؟.
أيها الأخوة الكرام أنتم مدعوون لسرعة الذهاب إلى القدس والأقصى زحفا رجالا شيوخا نساء وشبابا وأطفالا مجرد وجودكم سيرهبهم ويصدهم ، فكيف لو شمرتم عن سواعدكم ورتبتم صفوفكم في مواجهة هؤلاء المستوطنين. لا تهابوا بطشهم ولا تخشوا الموت ، فالموت في سبيل الله شهادة ومن منا لا يسعى للشهادة في سبيل الله ، فالدفاع عن الأقصى والقدس واجب ديني فهو دفاع عن الدين ، واعتقالكم عبادة ، وجراحكم صدقة فلا تبخلوا بشئ فأنتم الأمل وتحرككم بات واجبا دينيا ووطنيا وأخلاقيا ، وهذه دعوة موجهة إلى كل من يتمكن من الوصول إلى القدس والأقصى من أي مكان من فلسطين المحتلة من عام 48 أو من مدينة القدس او الضفة الغربية.
اليوم يوم الملحمة ، اليوم يوم التصدي والدفاع عن دينكم ومسجدكم وقدسكم، لا حجة لكم ولا مبرر يمكن أن يشفع لتقاعسكم ولو حدث مكروه للأقصى والقدس دون أن تتحركوا فلن ترحمكم ضمائركم وستكونون مسئولين أمام الله وأمام التاريخ، فلا تترددوا ولا تبخلوا وقدموا كل غال أو نفيس، فاليوم يعلو دينكم أو يهبط بكم، فهل تقبلوا أن يهبط دينكم وأنتم أحياء؟
السياسة مؤجلة لما بعد الرئاسة
فهمي هويدي / فلسطين اون لاين
لماذا لا نأخذ بيان الإخوان بخصوص العنف على محمل الجد، ليس فقط لكي نختبر صدقيته، ولكن أيضًا لكي نبحث عن مخرج للأزمة السياسية في مصر.
لا يقولن أحد إنه لا توجد أزمة، أو أن ملف الإخوان أُغلق ولم يعد يحتمل مزيدًا من كلام, وهو ادعاء لا يمكن قبوله إلا إذا اتفقنا على الاستسلام للغيبوبة، وقررنا أن ندفن رؤوسنا في الرمال، لكي لا نرى أو نسمع شيئًا مما حولنا. ولكي نوهم أنفسنا بأن كل شيء على ما يرام وأن الدنيا ربيع والجو بديع، الأمر الذي يدعونا إلى تقفيل كل المواضيع، كما تقول كلمات الراحل صلاح جاهين في الأغنية المشهورة.
أما إذا أفقنا وخرجنا من حالة الإنكار فسنجد أن ثمة حقائق مدبَّبة في واقعنا السياسي يتعين التعامل معها، قبل أن تتحول من جراح يمكن علاجها إلى عاهات وعقد تعوق مسيرتنا، ويستعصي البراء منها.
"الادعاء بأنه لا توجد أزمة وأن ملف الإخوان أغلق لا يمكن قبوله إلا إذا اتفقنا على الاستسلام للغيبوبة، وقررنا أن ندفن رؤوسنا في الرمال، لكي لا نرى أو نسمع شيئًا مما حولنا".
لن أضيف جديًدا, لكنني أذكِّر فقط بأن المجتمع المصري أصبح منقسمًا بصورة حادة لم يشهدها في تاريخه المعاصر، وأن الاستقطاب مع ما استصحبه من تجاذب وكراهية متبادلة لم يعد مقصورًا على النخب السياسية، وإنما وصل إلى عمق المجتمع في قراه ونجوعه، الأمر الذي أزعم أنه بات يهدد استمرار التعايش أو يخدم السلم الأهلي.
وينبغي أن يستوقفنا استمرار المظاهرات طوال الأشهر التسعة الماضية، وهو أمر غير مألوف، واشتداد تلك المظاهرات في الجامعات على نحو دعا أحد كبار مثقفينا -الأستاذ بهاء طاهر- إلى اقتراح تعطيل الدراسة في الجامعات لمدة سنتين.
أضف إلى القائمة التركة الثقيلة المتمثلة في استمرار اعتقال نحو 25 ألف شخص من مختلف الاتجاهات السياسية، غير 16 ألف مصاب على الأقل، ثم تقديم أكثر من ألفين إلى المحاكمات في قضايا يعلم الجميع كيف رتبت ولفقت.
ثم إن أحدًا لا يستطيع أن يتجاهل أو ينسى ملف الذين قتلوا خلال الأشهر الأخيرة، وعددهم تجاوز ثلاثة آلاف حسب تقرير بعض المصادر المستقلة (موقع ويكي ثورة حصر 3248 شخصًا قتلوا في الفترة من 3/7/2013 وحتى 31/3/2014)، هل بوسع أحد بعد ذلك أن يدعى أنه لا توجد أزمة سياسية في مصر؟
أما القول بأن ملف الإخوان أغلق "إلى الأبد" وأنهم لم يخرجوا من السياسة فحسب، وإنما خرجوا من التاريخ أيضًا، فهو ادعاء يذكرنا بشعار "الحل النهائي" أو الأخير الذي رفعه النازيون في ألمانيا في أربعينيات القرن الماضي، وبمقتضاه دعا القادة النازيون إلى تطهير ألمانيا وأوروبا كلها من اليهود، وأعدوا لذلك (في عام 1942) ستة معتقلات في بولندا لاستقبالهم، تمهيدًا للخلاص منهم.
وليس بعيدًا عنا ما فعله الرئيس السابق حافظ الأسد الذي أصدر قانونًا في عام 1982 قضى بإعدام كل من تثبت عضويته في جماعة الإخوان، لكن ذلك لم يستأصل الجماعة التي هي الآن عضو مهم ونشط في الائتلاف السوري. وقد حذا معمر القذافي حذوه، وكانت النتيجة مماثلة لما انتهى إليه الأمر في سوريا، حيث هم الآن شركاء مهمون في المؤتمر الوطني الليبي.
"إبادة البشر قد تكون ممكنة، لكن الأفكار يتعذر إبادتها بقرار تصدره السلطة مهما كان جبروتها، ذلك أن الأفكار لا تقتل بفعل فاعل، وإنما قد تموت بفعل الزمن، إذا شاخت وتآكلت ونضب معينها"
تعددت أصداء المقالة، بين تأييد وتحفظ وتنديد، ولكن أهم الأصداء كان ذلك البيان الذي أصدره في الثامن من أبريل/ نيسان الحالي الأمين العام للجماعة الدكتور محمود حسين، الذي ذكر فيه أن منهج الجماعة في الإصلاح يقوم على الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن أعضاءها تعرضوا للتعذيب الوحشي في السجون والمعتقلات في عامي 1954 و1965، لكنهم لم يحيدوا عن موقفهم الإصلاحي.
ولكي يؤكد ذلك فإنه استدعى شهادات عدة هي:
- تصريح للرئيس الأسبق حسني مبارك أثناء زيارته فرنسا عام 1993 لجريدة لوموند الفرنسية، ونشرته عنه جريدة الأهرام في 1/11/1993، قال فيه ما يلي: في مصر حركة سياسية تفضل النضال السياسي على العنف, وقد دخل عناصر الحركة في بعض المؤسسات الاجتماعية واستطاعوا النجاح في انتخابات النقابات المهنية مثل الأطباء والمهندسين.
- تصريح وزير الداخلية الأسبق اللواء حسن الألفي في المؤتمر الصحفي الذي نشرت وقائعه في 14/4/1994 وأبرزته صحيفتا الأهرام والجمهورية آنذاك. إذ حين سئل عن علاقة الإخوان بتنظيم الجهاد أو الجماعة الإسلامية (اللذين مارسا العنف آنذاك)، فكان رده: الإخوان جماعة لا يرتكب أفرادها أعمال عنف، بعكس تلك التنظيمات الإرهابية.
- تصريح أدلى به خبير الإرهاب الدولي بالأمم المتحدة اللواء أحمد جلال عز الدين لجريدة الأنباء الكويتية في 14/8/1994، وفيه قرر أن "الإخوان حركة دينية سياسية ليس لها صلة بالإرهاب والتطرف".. وهم في نظر عدد كبير من تنظيمات العنف يعتبرون متخاذلين وموالين للسلطة ومتصالحين معها.
- بيان أصدرته الجماعة في ذروة سنوات عنف التسعينيات (في 30/4/1995) وذكرت فيه أن قادتها يجددون الإعلان عن رفضهم لأساليب العنف والقسر لجميع صور العمل الانقلابي الذي يمزق وحدة الأمة.. وإذا كان جو الكبت والقلق والاضطراب قد ورط فريقًا من أبنائها في ممارسة إرهابية روعت الأبرياء وهزت أمن البلاد.. فإن الإخوان يعلنون دون تردد أو مداراة أنهم برآء من شتى أشكال ومصادر العنف.. وأن الذين يسفكون الدم الحرام شركاء في الإثم واقعون في المعصية. وهو ذات الموقف الذي عبرت عنه الجماعة بعد تفجير مركز التجارة العالمية في نيويورك عام 2001.
لذلك فإن بيان الأمين العام للجماعة يغدو إبراء للذمة وليس إسهامًا في انفراج الأزمة، وخطابًا موجهًا إلى التاريخ ولا محل له في حسابات الحاضر، وهو رهان أتمنى أن أخسره وتقدير يسرني أن يخيب، قولوا: إن شاء الله.
فلسطين وانتخابات الربيع المتجدد في تركيا
عزت الرشق / فلسطين اون لاين
من حسن الموافقات التي تدعو للتفاؤل أنّ الربيع العربي قام ليقتلع جذور الاستبداد السياسي، كما أن تركيا أقامت عرسها الانتخابي الحرّ مع بدايات الربيع الذي زيّن شوارعها بالتوليب، لتكرّس نهجها الديمقراطي، وتؤكّد إصرارها على أن الكلمة والموقف من صنع الشعب.
يستكثرون على شعبنا الفلسطيني إظهار الفرح بنتائج الانتخابات البلدية التركية! ألا يكفينا أنّ الصحافة الصهيونية وصفت النتيجة بأنَها "كارثة" بالنسبة للكيان!
نصرة شعبنا
علم السياسة مترابط متشابك ومعقّد، فلا يوجد كيان سياسي مجرّد عمّا حوله، لكلٍّ وجوده وفكره وسياساته وتحالفاته، التي لا تقوم إلاَّ بعد دراسة مستفيضة للخريطة الجيوسياسية المحيطة به.
"نهتم بتركيا لأنها نموذج مشرّف لدولة حضارية استطاعت الجمع بين عراقة التاريخ ومقتضيات الحداثة، وبين حسابات المرحلة وموجبات الدور الإنساني، وبين المصالح السياسية والوقوف إلى جانب المظلوم "
ومن هنا يحقّ لحركة حماس -وأيضا كل قوّة سياسية في الإقليم والعالم- متابعة المتغيّرات التي تعنيها وتمسّ القضية الفلسطينية، فمدى القرب والبعد عن القضية الفلسطينية بمفرداتها المختلفة هو "الترمومتر" الذي تقيس به حركة حماس أبعاد علاقاتها الدولية والإقليمية.
تابعنا باهتمام سير الانتخابات البلدية في تركيا، وفرحنا عندما قرّر الشعب التركي إعطاء ثقته لحزب العدالة والتنمية، فلماذا الاهتمام؟ ولماذا السعادة؟
نهتم بدولة كبرى كتركيا لأنها نموذج مشرّف لدولة حضارية استطاعت الجمع بين عراقة التاريخ ومقتضيات الحداثة، وبين حسابات المرحلة وموجبات الدور الإنساني، وبين المصالح السياسية والوقوف إلى جانب المظلوم أيّا كان ورفض الظلم من أيّ طرف كان.
نهتم بتركيا لأنَّها دولة كبرى لها مكانتها الإقليمية، وسياساتها الدولية الوازنة المستقلة تماما، والقرب منها غاية لكلّ كيان سياسي، فما بالكم بنا كحركة مقاومة نحتاج أصلا دعم الجميع في نصرة قضيتنا، والوقوف في وجه الكيان الصهيوني الذي انتهك كلّ المحرمات الإنسانية والقانونية والدولية من خلال ممارساته الاحتلالية خلال 66 عاما.
نهتم بتركيا لأننا بأمسّ الحاجة لدعم شعب عريق مثل الشعب التركي، ودولة تنظر إلى قضيتنا بعين المظلومية، فترى واقعنا بوضوح شديد، وتتعامل معنا كشعب مظلوم تمارس عليه أبشع أشكال الاحتلال الإحلالي والجرائم العنصرية، وتتعامل مع قضيتنا كقضية مركزية لا يجوز معها الابتزاز والاستغلال.
فمع كل هذه التقاطعات، كيف لأيّة قوّة سياسية فلسطينية أن تغفل أو تتغافل عن الدور التركي!؟
تاريخ يتجدد
لقد كان لمواقف تركيا، حكومة وشعبا، الأثر البالغ في نفوس جماهير الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وهم يستشعرون مواقف أسلافهم في الدفاع عن أرض فلسطين.
وعندما تقرأ الأجيال مواقف السلطان عبد الحميد الثاني التاريخية في الحفاظ على الأراضي الفلسطينية ومنع الهجرة اليهودية إليها ما بين 1882 و1903 ومقولته الشهيرة: "إنّي لا أستطيع أن أتخلَّى عن شبر واحد من الأرض، فهي ليست مِلْك يميني، بل مِلْك الأمة الإسلامية التي جاهدت في سبيلها، وروتها بدمائها".. وغيرها من المواقف تشعر بالفخر والاعتزاز بها تماما، كما أثلجت صدورها اليوم مواقف حزب العدالة والتنمية من قضايا وأحداث الأمَّة الإسلامية عموما والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص منذ تولّيه السلطة في تركيا.
فما يقوم به هذا الحزب من دور واضح وملموس في دعم القضية الفلسطينية ما هو إلاَّ حلقة ثمينة من سلسلة المواقف الشجاعة التي لم يكن أولها السلطان عبد الحميد الثاني ولن يكون آخرها رئيس الوزراء التركي رجب طيّب أردوغان.
"ما يقوم به العدالة والتنمية من دعم للقضية ما هو إلاَّ حلقة ثمينة من سلسلة المواقف الشجاعة التي لم يكن أولها السلطان عبد الحميد الثاني ولن يكون آخرها رئيس الوزراء أردوغان"
فتركيا وإن عاشت فترة في ظل المواقف القريبة من الكيان الصهيوني والمنحازة له ليست تركيا التي تمثل طبيعة الشعب التركي الأصيل الذي يعتبر الفلسطينيين إخوة في العقيدة وأنّهم يتعرّضون للإجرام والتصفية بفعل آلة الحرب الصهيونية وواجبهم الوقوف معهم ونصرتهم ودعم صمودهم، وهو الشعب نفسه الذي زكّى وأعطى تأييده الكبير لمشروع حزب العدالة والتنمية من 2002 إلى الانتخابات البلدية الأخيرة 2014، وهو الشعب نفسه الذي سيظل داعما للشعب الفلسطيني وقضيته.
شكّلت القضية الفلسطينية وتداعياتها قطب الرّحى في السياسة الخارجية التركية تجاه الاحتلال الصهيوني، فكلّما كان التعنّت والصلف الصهيوني قائما ضد الشعب والأرض الفلسطينية، كانت المواقف التركية حازمة ضد الاحتلال، وأخذت صورا شتى يحتفظ بها الشعب الفلسطيني في ذاكرته.
فالمسؤولون الأتراك سجّلوا مواقف نكنّ لها كلّ التقدير في وجه الغطرسة الصهيونية، فامتنعوا -بأساليبهم الدبلوماسية- عن تلبية دعوات متكرّرة لقادة صهاينة، ووجّهوا رسائل غاضبة وقوية ضد الكيان بسبب عدوانه المتواصل على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته وحصاره الجائر ضد شعبنا في قطاع غزة.
كما أنَّ القرار السياسي التركي كان حرمان جيش الاحتلال الإسرائيلي من المشاركة في "نسر الأناضول"، وهي مناورات لحلف شمال الأطلسي جرت عام 2009 في تركيا، وذلك بعد حرب جيش الاحتلال الإجرامية على قطاع غزّة.
لم ننسَ الموقف البطولي لرئيس الوزراء التركي في منتدى دافوس، وردّه الإنساني العظيم على رئيس الكيان الصهيوني شمعون بيريز.
كما أنَّ شهداء أسطول الحرية الأتراك سيظلون مصدر فخر لنا كمقاومة وشعب فلسطيني، عندما قرّروا كسر الحصار عن قطاع غزّة ودفعوا أرواحهم ثمنا لذلك.. فكيف ننسى؟! سنبقى أوفياء لتركيا وشعبها وشهدائها.
ربيع للقضية
وفيما يخصّ نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة، التي أظهرت تقدّما كبيرا لحزب العدالة والتنمية، فأحبُّ أن أوضّح بعض النقاط:
"نتطلّع لاستمرار الدور الرّسمي والحاضنة الشعبية التركية لقضيتنا العادلة، فهي بأمسّ الحاجة لدور محوري فاعل، تؤدّيه الجمهورية التركية بقيادة حزب العدالة والتنمية"
سعدنا بنتائج الانتخابات ليس لأننا مع طرف ضدّ طرف، ولكن لأننا أمام تجربة ديمقراطية مشرّفة، وخيار شعبي حرّ، وهذا ما نؤيّده من حيث المبدأ.
تناقضنا الوحيد كحركة مقاومة فلسطينية مع الاحتلال الصهيوني، ولا نخفي رضانا عن أيّ موقف دولي رادع للاحتلال ومؤيّد لحقوق الشعب الفلسطيني، وهذه المواقف كانت كثيرة في ظل الحكومات المتعاقبة لحزب العدالة والتنمية، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.
نحن الفلسطينيين سعدنا بالالتفاف الجماهيري التركي العظيم حول الراية السياسية التي دعمت قضية فلسطين، ووقفت مع مظلومية الشعب الفلسطيني وضدَّ ظالميه، وقدّمت كلّ أشكال الدعم لكسر الحصار عن غزّة الأبية، وأعلنت موقفها الرَّافض لتهويد القدس وتدنيس المسجد الأقصى المبارك.
وإننا إذ نبارك للشعب التركي الشقيق عرسه الديمقراطي، وخياره الحرّ، فإننا نتطلّع لاستمرار الدور الرّسمي والحاضنة الشعبية التركية لقضيتنا العادلة، فهي بأمسّ الحاجة لدور محوري فاعل، تؤدّيه الجمهورية التركية بقيادة حزب العدالة والتنمية، والقائد المناصر للقضايا الإنسانية رجب طيّب أردوغان.
المربي القوقا .. رسم فلسطين تاريخاً وجغرافيا
غسان الشامي / الرأي
لم يكن الشهيد القائد المربي الداعية خليل القوقا (أبو إياس) رجلاً عادياً، أو شخصية صماء، بل كان رجلاً من نوع آخر، ومن طراز تربوي وفكري فريد، تشرق الابتسامة دوماً على وجنيه، وفي مقلتيه ثورة إيمانية وضاءة، دوما يخاطب القلوب قبل العقول بالمحبة والمودة والأسوة الحسنة، حمل همّ الدعوة مبكرا، حمل في قلبه وعقله ووجدانه القضية الفلسطينية المقدسة والثورة ضد الاحتلال الصهيوني .
كان المربي الكبير أبو إياس القوقا يمثل مصدر قوة وإلهام لشباب الدعوة الإسلامية وشيوخ ورجالات الحركة الإسلامية في فلسطين، فقد جسد هذا القائد الهمام ورسم معالم تحرير أرض فلسطين ، من خلال محاضراته الدعوية، وخطبه الرصينة ولقاءاته بالشباب والشيوخ وعموم الناس في مسجد الشاطئ الشمالي وفي كافة مساجد غزة قاطبة كان لا يكّل ولايمّل من خدمة دين الله ودعوة الخالدين .
لقد كان المربي الفاضل شهيد الإبعاد والغربة والداء أبو إياس ترتسم في عقله فلسطين الأرض والوطن والإنسان والحضارة والتاريخ وكان دوماً يردد للشباب والفتية الصغار -في المخيمات الصيفية- عبارة مركزية في حياته وهي " التحرير .. معركة حضارة وتاريخ "، لقد كان نعم الأب الحنون والقائد المربي والداعية الهمام يجمع حوله الشباب ويحدثهم عن فلسطين الأرض والتاريخ والجذور يحدثهم عن صفد، ويافا، وأسوار عكا، وفتح القدس زمن الخليفة عمر بن الخطاب وتحرير المسجد الأقصى المبارك زمن الناصر صلاح الدين.
لقد كانت فلسطين دوما حاضرة في فكر ووجدان المربي أبي إياس، لقد كان بناء الجيل الدعوي الشباب وتربيته على الأخلاق الحسنة الهّم الأكبر لهذا الداعية الذي تربي وتتلمذ على يديه قيادات الحركة الإسلامية في قطاع غزة وأصبحوا الآن هامات في الفكر والقيادة والإدارة والعمل القويم .
قال عنه الشيخ القائد إسماعيل عبد السلام هنية رئيس الوزراء كلمات قال فيها " لقد عرفته (رحمه الله) مبكرا، إذ كنا نستمع إلى دروسه وخطبه ونتابع نشاطاته، ومازلت أتذكره إبان الثمانينات وهو يطوف على مساجد الشاطئ المحدودة في ليلة القدر يوم أن كان عدد المصلين القائمين فيها لا يتجاوز العشرة أو العشرين، ومازلنا نتذكر خطبه على منبر المسجد الشمالي، ثم لقاء ما بعد الصلاة يجيب فيه على أسئلة الشباب حول آخر المستجدات، ولقد أكرمني الله سبحانه وتعالى مبكرا بتجويد تلاوة القرآن، وكنت أشارك في الافتتاح، وكان أبو إياس رحمه الله يقول سنستمع الآن لتلاوة الشيخ " الطبلاوي " .
وأضاف القائد هنية في كلمته عن المربي القوقا : " هي محطات مرحلة التأسيس كان هو أحد أعمدتها وروّادها حيث طاف البلاد شرقاً وغربا وشمالا وجنوبا وأسهم في زرع شجرة الدعوة الإسلامية داخل أراضي ألــــ (48)، وخاصة في النقب (بئر السبع)، حيث كان له درس أسبوعي في تلك الديار العزيزة من أرض فلسطين، وما زلت أتذكره وهو يقف أمام فرق المساجد الرياضية في صبيحة سداسيات الربيع يوجه كلمته في هذا اليوم الرياضي الذي دشنته الجمعية الإسلامية، وما زلت أتذكره وهو يأتينا في المخيم الصيفي الذي كان يقام على أرض ( المطينة ) في شمال المخيم ويوجه كلماته للشباب تعزز فيهم روح الانتماء وحب العقيدة والوطن، لم يعرف الفقيد القوقا الراحة والسكينة بعد الإبعاد، مع توافر أسبابها له، فطاف في البلاد قاطبة منها مصر والكويت، ودول الخليج يشرح فكره ودعوته ويدعو إلى الثورة على الاحتلال، ومواجهته بالقوة لإجباره على الانسحاب من غزة والضفة وكامل تراب فلسطين، وقد أثمرت دعوته بعد سنوات بخروج المحتل من قطاع غزة وتفكيك المستوطنات الصهيونية.
كلمة القائد هنية خرجت من رجل يدرك معنى صناعة التاريخ ومن يصنع التاريخ ومن التاريخ يصنعه، وقد كان المربي الفاضل أبو إياس القوقا رحمه الله يصنع التاريخ تاريخ الدعوة والتربية والفداء والنضال والثورة على الاحتلال، ونخجل نحن الصغار في مقامة أصحاب الفكر العالي والمنارات الدعوية عندما نتحدث عنهم لكن رسالتنا تدفعنا للحديث عن هؤلاء الرجال العظام لنقل تاريخهم الدعوي الثوري للأجيال المتعاقبة.
لقد ولد المربي أبو إياس القوقا (رحمه الله) في قرية حمامة بفلسطين عام 1946م وهاجر مع أسرته قسرا في نكبة عام 1948م، ولقد نشأ وترعرع في أحضان أسرة إسلامية ملتزمة عاش بين أزقة وشوارع مخيم الشاطئ للاجئين هذا المخيم الذي أذاق جنود الاحتلال الويلات جراء قذف أشباب المخيم بالحجارة و( زجاجات الملوتوف) على جيبات الجنود الصهاينة، لقد كان المربي القوقا أحد مؤسسي المسجد الشمالي في الشاطئ، وقد أسس مع الإمام الشهيد أحمد ياسين الجمعية الإسلامية وأحد مؤسسي الجامعة الإسلامية وحركة حماس، وهو خطيب مفوه وفارس منابر، اعتقلته سلطات الاحتلال الصهيوني العديد من المرات كان أخراها في 28-12-1987م، وأبعد مرتين أولاهما من قبل جنود الاحتلال الصهيوني إلى جنوب لبنان في 11-4-1988م بتهمة إشعال الانتفاضة الشعبية الفلسطينية الأولى عام 1987م ثم تم إبعاده إلى مصر الكنانة ثم إلى دولة الإمارات الشقيقة، هو سفير حركة حماس للعالم وفي الإبعاد، وهو شهيد الإبعاد والغربة والداء في دولة الإمارات العربية المتحدة في السادس والعشرين من شهر أكتوبر/ تشرين أول لعام 2005م .
اقلام وآراء
(556 )
</tbody>
<tbody>
الاربعاء
16/04/2014
</tbody>
<tbody>
</tbody>
<tbody>
مختارات من اعلام حماس
</tbody>
د
<tbody>
<tbody>
استحقاق أيلول وكذبة نيسان
أيمن أبو ناهية / المركز الفلسطيني للاعلام
</tbody>
<tbody>
عملية الخليل والعين الثالثة
إياد القرا / المركز الفلسطيني للاعلام
</tbody>
<tbody>
القدس تستصرخكم فاليوم يوم الملحمة
مصطفى الصواف / الرسالة نت
</tbody>
<tbody>
فلسطين وانتخابات الربيع المتجدد في تركيا
عزت الرشق / فلسطين اون لاين
</tbody>
<tbody>
المربي القوقا .. رسم فلسطين تاريخاً وجغرافيا
غسان الشامي / الرأي
</tbody>
<tbody>
السياسة مؤجلة لما بعد الرئاسة
فهمي هويدي / فلسطين اون لاين
</tbody>
<tbody>
دلالات عملية الخليل
خالد معالي / المركز الفلسطيني للاعلام
</tbody>
<tbody>
أزمة بلا شفافية ولا شراكة
يوسف رزقة / الرأي
</tbody>
</tbody>
أزمة بلا شفافية ولا شراكة
يوسف رزقة / الرأي
كيف تفكر السلطة في رام الله في إدارة الأزمة المالية بعد قرار حكومة نيتنياهو بوقف تحويلات عائدات الضرائب؟! ماذا يعرف المواطن الفلسطيني عن الأزمة القادمة غير ما يسمعه في وسائل الإعلام؟المصادر المسئولة في السلطة لا تشرح تفكيرها وخطة عملها في حل الأزمة أو إدارتها.
موظف الوظيفة العمومية يؤيد القرارات الوطنية التي تحمي الثوابت، ولديه استعداد لتقديم التضحيات اللازمة، ولكنه قلق على راتبه، ويكاد يشاركه في القلق جلّ الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة. المشكلة هنا أن السلطة لا تقدم للمواطنين شرحا لخطتها، ولا بيانا شافيا لرؤيتها في التعامل مع الأزمة التي تقف خلفها حكومة اليمين المتطرف، في دولة الاحتلال.
الأزمة المالية ضيف دائم على طاولة السلطة منذ تأسيسها، لأنها أعتمدت على التمويل الخارجي منذ قيامه وحتى اليوم، فأنت لا تكاد تجد مشروعا وطنيا كبيرا له إسهامات حقيقية في تغطية جزء ذي مغزى من موازنة السلطة. التسول، والتسول شهرا بشهر هو القاعدة المالية التي قررتها السلطة منذ قدومها ، وما زالت تعمل بها حتى الآن. التسول مرض، وهو مرض شديد الألم حين يصحبه فساد، والسلطة لم تقدم حلا شافيا للفساد، ولا للتسول. وهي الآن في مواجهة حقيقية إذا ما طبقت سلطة الاحتلال تهديداتها، وإذا ما أهمل العرب مطالب السلطة المالية، وإذا ما تراجعت الدول المانحة.
السوق الفلسطينية في الضفة وغزة تتحرك قليلا لمدة عشرة أيام حين تُصرف الرواتب للموظفين، وبقية الشهر تعيش السوق فيما يشبه الكساد، والناس صابرة وصامدة، ولكن الحال القادمة تحكي واقعا جديدا ربما تدخل فيه السوق في كساد حقيقي، وهذا يحتاج الى شرح وإيضاح ، قبل مطالبة المجتمع بالصمود، ويحتاج الى حلول يشترك فيها الكل الوطني، حتى لا يكون هناك تراجع عن القرارات بسبب الأزمة المالية.
لا تتركوا المجتمع نهبا التحليلات الفردية، التي تنقصها المعلومة أحيانا، أو تخضع لرؤية صاحبها المسبقة أحيانا أخرى. بعض هذه السيناريوهات حددت خيارات السلطة في :
1- التراجع عن القرارات التي أوقفت تدفق الأموال، والعودة الى المفاوضات.
2- التمسك بالقرارات ، واستكمالها، وترك العودة الى المفاوضات، وتحمل العقوبات الإسرائيلية ومواجهتها.
3- حلّ أزمة المال بشبكة أمان عربية. وإتمام المصالحة.
4- صرف جزء من الراتب شهريا، في ضوء ما يتوفر من المال، وخفض النفقات الحكومية، ووقف البدلات، والنتريات، وغيرها، لحماية الحد الممكن من فاتورة الراتب.
لا أود التعليق على السناريوهات المذكورة، ولا أقترح سيناريوهات إضافية، ولكنني إذا انصح باستبعاد الأول لأنه كارثة، فإني أطالب السلطة بالشفافية والوضوح، وإشراك الشعب في الأزمة وفي الحل، لأن إهمال الشعب يجعله فريسة لكل إشاعة تستهدف روحه الوطنية، وقدرته على الصبر والصمود. لست أدري لماذا تخشى السلطة من الشعب؟! لماذا تحجب السلطة عنه المعلومات الصحيحة ؟! لماذا نحن في واد والشعب في واد آخر.
استحقاق أيلول وكذبة نيسان
أيمن أبو ناهية / المركز الفلسطيني للاعلام
لابد من السؤال في البداية عن خيارات وبدائل رئيس السلطة محمود عباس، بعد فشل المفاوضات التي استمرت 9 شهور متواصلة لاستكمال مسيرة عقدين من الزمان، أعتقد أن الإجابة عن التساؤل تنحصر في أربعة خيارات أحلاها مر، أولها المفاوضات، وقد تبددت كل أحلام السلام والكلام مع الاحتلال، وثانيها استحقاق أيلول، وقد تبددت كل أحلام قيام الدولة الفلسطينية أمام التغول الاستيطاني الذي ابتلع الأراضي الفلسطينية، وثالثها المصالحة، وهي الوحيدة التي لم تتبدد أحلامها مع فقدان الأمل مرات عديدة، فمازالت باقية استحقاقًا وطنيًّا أصيلًا...
أما الخيار الأخير فهو تقديم استقالته في حال تبددت كل الخيارات السابقة، وهذا الخيار مستبعد مادام ملف إنجاز المصالحة لا يزال ورقة قوية يستخدمها رئيس السلطة لتعزيز مكانته، ولو لسنة إضافية أو أكثر من سنة، برغبة ودون رغبة، المهم أن يبقى طويلًا في الرئاسة؛ لأن استقالته تعني فشل السلطة، وفشل مشروعها السلمي من (أوسلو) حتى رام الله.
فما هي يا ترى مفاجأة رئيس السلطة لهذا الموسم في أبريل الذي عودنا فيه كل عام الانتظار طويلًا، ولم يفجرها حتى اللحظة؟
أعتقد أن كل ما بجعبة رئيس السلطة ويمكنه المناورة به يتمثل في استحقاق أيلول واستحقاق المصالحة، والأول يبقى خيارًا وليس بديلًا، بمعنى أن استحقاق أيلول للاعتراف بدولة فلسطينية كاملة العضوية في الأمم المتحدة أمر مستحيل في ظل وجود الاحتلال، وفرضه الأمر الواقع بالاستيطان والتهويد وضمه مدينة القدس كاملة، أما المراهنة على بان كي مون الذي يوهمنا بالعد التنازلي لاستقبال مقعد جديد لدولة فلسطين عضوًا في الأمم المتحدة، أقول: هذا من باب الوهم، لأن (الفيتو) الأمريكي ينتظر هذا الاستحقاق الفلسطيني بطلب عضوية كاملة أو ناقصة، ولا مفر منه، وهنا تكمن المشكلة، هل يجرؤ الأمين العام للأمم المتحدة على إصدار قرار أممي إلزامي من شأنه تعطيل (الفيتو) الأمريكي، وحينها لا تجرؤ الولايات المتحدة على المغامرة بـ(الفيتو)؟!، أم أنه يستطيع سحب عضوية الكيان العبري مقابل تهديد (الفيتو) الأمريكي، ثم يحيل قضية فلسطين من جديد إلى اللجنة القانونية للجمعية العمومية للبت في عضوية الطرفين؟!، أو هل تستطيع الأمم المتحدة الآن _وهي أقوى من السابق_ اتخاذ قرار ضم دولة فلسطين عضواً دائماً فيها، مثلما فعلت من قبل مع الكيان العبري؟!
أما الثاني فيبقى بديلًا وليس خيارًا، بمعنى أن المصالحة بديل عن الانقسام وبديل عن المفاوضات العقيمة، حتى إنها بديل عن أي استحقاق آخر، حتى لو كان استحقاق الدولة التي لا يمكن أن تقوم الا بالوحدة الوطنية، إذن المصالحة واجب ديني ومصلحة وطنية وأيضًا التزام أخلاقي، لذا أعدها متنزهة عن مصطلح الخيار أو غيره.
فالمصالحة لا تتحقق إلا بصدق وإخلاص النوايا وصفاء الأنفس، وأهم من كل هذا قبول المصالحة دون شروط وإملاءات من طرف على آخر، وأخذها وتطبيقها رزمة واحدة لا نفلًا، مثلًا لا أجد مسوغًا للاعتقالات السياسية، والتنسيق الأمني وما يترتب عليه من استدعاءات واعتقالات وانتهاكات مستمرة إلى اليوم في الضفة، و لا للتفرقة والتجزئة والقسمة والتقسيم.
لا رجعة إلى الوراء أو التقدم إلى الأمام إلا بتحقيق استحقاق المصالحة، ولا سبيل إلى هذا إلا بالعودة إلى الوحدة الوطنية ونبذ الخلافات، والتخلي عن الأجندات الخارجية، التي ما كان منها إلا إفساد ذات البين، وإفشال مشروعنا الوطني.
وقبل أن نلوم الآخرين فلنوجه اللوم إلى أنفسنا، فليس عيبًا أن نعترف بأخطائنا، ولكن العيب في إصرارنا على الانقسام الذي يستغله عدونا، فإذا كانت المصالحة جاءت متأخرة، وكان من المفترض أنها تحققت سريعًا فور حدوث الانقسام الذي من المفترض ألا يحدث أصلًا؛ فلنستغل الفرصة هذه المرة، ويبادر الجميع بتحقيقها، ولو دفع بعض في سبيلها من جيبه الخاص، على ألا نكرر خطيئة نيسان الماضي بتأجيل المصالحة كما أجلت مرات عديدة بحجج المفاوضات والمناورات السياسية.
دلالات عملية الخليل
خالد معالي / المركز الفلسطيني للاعلام
فاجأت عملية الخليل "نتنياهو", الذي كان يعتقد أن الأمن والأمان قد تحققا له وسيطولان، وأن الاحتلال الرخيص والمجاني والذي لا يوجد مثيل له عبر التاريخ سيبقى إلى الأبد، وأن القوة وحدها هي الكفيلة بالقيام بالمطلوب، ولا بأس باستخدام لعبة المفاوضات وابتزاز الطرف الضعيف حتى آخر رمق.
استمزاج آراء الفلسطينيين بعد 20 سنة من التفاوض، وبعد نكث الاحتلال بوعده الإفراج عن 30 أسيرًا مؤبدًا؛ خلص إلى أن "نتنياهو" وقادة الاحتلال لا أمان لهم، ولا يحترمون المواثيق والمعاهدات، ولا ما يوقعون عليه؛ وبالتالي لا بد من أسلوب جديد ولغة جديدة يفهمها جيدًا قادة دولة الاحتلال.
غرور "نتنياهو" بقوته جعله يستغل الطرف الضعيف بشكل بشع ودنيء، خاصة في ظل انشغال العالم بنكسات الربيع العربي، وجعله يعتقد أن الهدوء سيستمر إلى الأبد، وأنه لا يوجد ما يخسره، وأن الطرف الضعيف هو الذي يخسر دائمًا، وعليه أن يقدم المزيد من التنازلات للطرف القوي.
تحدثت صحافة الاحتلال عن عملية الخليل؛ أنه وبرغم الانتشار المكثف لجنود الاحتلال على حاجز ترقوميا، ووجود الكاميرات؛ تمكن فلسطيني واحد من هز وشرخ واختراق منظومة الأمن في دولة الاحتلال؛ ونجح بقتل مستوطن والانسحاب بشكل عادي جدًا، دون أن يحرك جيب الجيش المتواجد على الحاجز أو الجنود ساكنًا؛ بفعل الصدمة والذهول الذي تسبب به عامل المفاجأة، والجرأة الكبيرة.
الاحتقان في الوضع الفلسطيني سببه جلي وواضح, وليس بحاجة لطول شرح وتفسير؛ فعربدات المستوطنين زادت عن حدها، والقتل والاعتقال والإذلال اليومي للفلسطينيين، ورفض الإفراج عن 30 أسيرًا بحسب الاتفاقات، والمصادرات والتوسع الاستيطاني، والضغط اليومي الاقتصادي على المواطن العادي, كلها وغيرها الكثير من الأسباب تخلق وضعًا كبرميل بارود على وشك الانفجار, يعلمه جيدًا "نتنياهو" وكل قيادات دولة الاحتلال ولكنهم يكابرون، ويتغاضون عن معاناة وألم الفلسطيني كونه الحلقة الأضعف، وذلك لاعتقادهم أن القوة كفيلة بمواصلة الاحتلال الرخيص.
قبل أيام فقط, صرح "زائيف ألكين" نائب وزير خارجية الاحتلال، بأن الضفة الغربية أكثر مناطق الشرق الأوسط استقرارًا وهدوءًا؛ بالمقابل هل سمع هذا الوزير المغرور يومًا أن شعبًا رضي وسكت وخنع للاحتلال عبر التاريخ؟!
راح "نتنياهو" يهدد السلطة الفلسطينية وهو يعلم أنه لا يستطيع أن ينفذ تهديداته، لأن علاقة الاحتلال كانت دائمًا وعبر التاريخ مع الشعب المحتل هي احتمالات الربح والخسارة، وماذا سيكون عليه الوضع إن نفذ ما يهدد به؟
ماذا يتوقع "نتنياهو" من الفلسطينيين أن يفعلوا وهم يرون مقدساتهم كل يوم تدنس، ويقتحم المستوطنون باحات المسجد الأقصى المبارك، ويشرعون ويخططون لإقامة كنيس يهودي في باحاته، ويذلون الفلسطيني كل ساعة على الحواجز اللعينة؟!
في المحصلة، طال الزمن أم قصر؛ الاحتلال سيكون مآله مزابل التاريخ، وكل الشعوب التي احتلت أراضيها دفعت ثمنًا غاليًا لحريتها يفوق بأضعاف ما دفعه المحتل، والشعب الفلسطيني لن يكون خارج السياق التاريخي!
عملية الخليل والعين الثالثة
إياد القرا / المركز الفلسطيني للاعلام
حدثان مهمان يستحقان التوقف والتأني فيما وصلت له المقاومة الفلسطينية خلال السنوات الأخيرة وهو ما يمكن أن نسميه "ما بعد نتساريم" وهو التصريح المشهور لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق شارون حينما قال: "إن نتساريم مثل (تل أبيب)" وقد انهارت هذه النظرية على وقع الانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005 على يد شارون ذاته.
فقد جاءت عملية الخليل لتفتح الملف ثانياً حول قوة المقاومة في الضفة الغربية, من خلال تنفيذ عملية قُتل فيها مستوطن برتبة ضابط في مدينة الخليل على يد مقاوم لم يتمكن كل من الأمن الإسرائيلي والفلسطيني من الوصول إليه, رغم الجهد الأمني الكبير، وهو ذاته المتواصل من أجل حل لغز عملية القنص في مدينة الخليل قبل أشهر, وغيرها من عمليات المقاومة في الضفة الغربية.
ما يميز عملية الخليل أن المقاوم لا زال مجهولاً, وتدل المعلومات التي سربها الاحتلال أن المنفذ هو شخص واحد, وهنا يفتح الباب أمام المقاومة الفردية, وهي تهديد حقيقي للاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية, ويعيد أساليب المقاومة إلى سابق العهد قبل انتفاضة الأقصى, وهي قيام أفراد وعناصر من الفصائل الفلسطينية وتحديداً حماس والجهاد الإسلامي بعمليات ضد الاحتلال دون الإعلان عنها صراحة, مما يترك مجالاً لتضليل الاحتلال واستخباراته, في مواجهة التنسيق الأمني بين الاحتلال والسلطة هناك.
والعملية بذاتها تعطي دفعة جديدة واطمئنانًا أن المقاومة في الضفة الغربية لا زالت موجودة, وإن لم تكن منظمة بشكل علني أو فصائلي, وهو ما يخشاه الاحتلال، وتمثل تهديدًا على مدار الوقت ومن كافة الجهات, وإن كانت السيطرة الأمنية له وللسلطة في أفضل حالتها كما مدينة الخليل, حيث يخضع غالبيتها للاحتلال الإسرائيلي, وتسيطر السلطة على أجزاء منها، ويقدم دليلاً واضحًا أن سياسة التنسيق الأمني فشلت فشلاً ذريعًا في وجه مقاتل فلسطيني واحد, ومن شأنه أن يشجع آخرين للمبادرة والمفاجأة في التنفيذ والاختفاء.
الحدث الثاني الذي قد لا يكون أقل أهمية هو انسحاب جنود الاحتلال من موقع "العين الثالثة" شرق خانيونس, حيث تم تفكيكه ونقله إلى مسافة تتجاوز 5 كيلو مترات, في إثبات آخر على عجز الاحتلال عن تأمين جنوده على حدود غزة, وهو أمر غاية في الأهمية أن يعجز الاحتلال عن تأمين جنوده داخل الحدود التي يسيطر عليها, بعد انكشاف أمر النفق الجديد الأكثر تحصينًا من النفق الذي اكتشف قبل أشهر ويعود لكتائب القسام.
موقع "العين الثالثة" هو خطوة نحو انهيار المنظومة العسكرية الإسرائيلية على حدود غزة, وتفكيك الموقع العسكري قد يكون أكثر تأثيراً من تفكيك مستوطنة "نتساريم", وقد يتبعه انهيار سلسلة المواقع العسكرية في محيط غزة, واستمرار الرعب من قيام المقاومة بعمليات أسر جنود في حدود غزة والذي أعلنت الفصائل علنًا أنه سبيلها لإطلاق الأسرى.
انهيار "العين الثالثة" وعملية الخليل هما من أعمال المقاومة المحكمة في مواجهة الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة, وضربة قاسية للاحتلال والتنسيق الأمني، ويتوقع أن يتصاعد هذا الجهد مع الوقت واستمرار العدوان والحصار الإسرائيلي.
القدس تستصرخكم فاليوم يوم الملحمة
مصطفى الصواف / الرسالة نت
ما أحوجنا اليوم إلى هبة جماهيرية وشعبية مكثفة تشد رحالها تجاه مدينة القدس في ظل الاستهداف الأخطر من قطعان المستوطنين الصهاينة وقوات الاحتلال التي لم تتوقف على مدى شهور طويلة ازدادت في اليومين الأخرين حتى وصل الأمر إلى إلصاق منشورات تطالب الفلسطينيين بإخلاء الساحات والمسجد الأقصى وجاء فيها والخطاب هنا موجه للمسلمين الفلسطينيين "أنتم مطالبون بإخلاء منطقة جبل الهيكل لغاية تاريخ 13-4-2014 الساعة السابعة مساء، وذلك بسبب أعمال بناء الهيكل وتجديد مكان تقديم القرابين والتجهز لتقديم قربان الفصح في اليوم التالي".
قوات الاحتلال وخلال كتابتي للمقال صباح أمس الأحد تقتحم المسجد الأقصى وتعتدي على المصلين وتحاصر المصلين الذين يرابطون داخل المسجد الأقصى للدفاع عنه ضد أي اعتداء من المستوطنين الصهاينة الذين يسعون بشكل فعلي وواقعي إلى تقسيم زماني ومكاني للقدس بين اليهود والمسلمين كما هو حادث في المسجد الإبراهيمي .
علينا كشعب فلسطيني ألا ننتظر أن تأتينا النصرة من عرب أو مسلمين في ظل هذه الظروف والأحوال التي تعيشها المنطقة العربية التي تنشغل بنفسها خوفا على سلطانها أو محاربة للإسلام والمسلمين وأيضا خشية على عروشهم وممالكهم ولم يعد في تفكيرهم مساحة للدفاع عن القدس حتى أنهم ينفقون أموالهم في قضايا تغضب الله عز وجل كذلك الامير الخليجي الذي ابدى استعداده لدفع مليون دولار من أجل الجلوس مع عارضة أزياء وشرب كأس قيل أنه من الشاي، بينما يبذل يهود جهودهم وملياراتهم من أجل ترسيخ واقع يهودي في القدس ويتبرعون بالمليارات من أجل الوصول الى لحظة يعدون لها بكل جهد وهي إقامة هيكلهم المزعوم والذي بدأ بنصب المظلة بالقرب من المسجد الأقصى.
أقول ذلك بعد أن كشفت مصادر عربية أن مخصصات مدينة القدس والتي أُقرت في اجتماعات عربية بإنشاء صندوق برأس مال مقدر بمليار دولار لم يدفع منها الا الربع من دولة قطر وبقية الدول لم تدفع المقرر حتى اللحظة، هذا هو حال العرب وحال المسلمين ليس أفضل.
النفير والزحف البشري الفلسطيني بات اليوم أمرا واجبا وضروريا حتى لو أدى إلى مواجهة عنيفة ودموية مع قوات الاحتلال لأن الأقصى والقدس دونهما الأرواح والدماء والمال لذلك علينا ألا نتهاون في الأمر، لأن التهاون يعني انهيار المسجد الأقصى وهدمه وبناء الهيكل المزعوم ، فهل نقبل كفلسطينيين أن يحدث ذلك وفينا عرق ينبض؟.
أيها الأخوة الكرام أنتم مدعوون لسرعة الذهاب إلى القدس والأقصى زحفا رجالا شيوخا نساء وشبابا وأطفالا مجرد وجودكم سيرهبهم ويصدهم ، فكيف لو شمرتم عن سواعدكم ورتبتم صفوفكم في مواجهة هؤلاء المستوطنين. لا تهابوا بطشهم ولا تخشوا الموت ، فالموت في سبيل الله شهادة ومن منا لا يسعى للشهادة في سبيل الله ، فالدفاع عن الأقصى والقدس واجب ديني فهو دفاع عن الدين ، واعتقالكم عبادة ، وجراحكم صدقة فلا تبخلوا بشئ فأنتم الأمل وتحرككم بات واجبا دينيا ووطنيا وأخلاقيا ، وهذه دعوة موجهة إلى كل من يتمكن من الوصول إلى القدس والأقصى من أي مكان من فلسطين المحتلة من عام 48 أو من مدينة القدس او الضفة الغربية.
اليوم يوم الملحمة ، اليوم يوم التصدي والدفاع عن دينكم ومسجدكم وقدسكم، لا حجة لكم ولا مبرر يمكن أن يشفع لتقاعسكم ولو حدث مكروه للأقصى والقدس دون أن تتحركوا فلن ترحمكم ضمائركم وستكونون مسئولين أمام الله وأمام التاريخ، فلا تترددوا ولا تبخلوا وقدموا كل غال أو نفيس، فاليوم يعلو دينكم أو يهبط بكم، فهل تقبلوا أن يهبط دينكم وأنتم أحياء؟
السياسة مؤجلة لما بعد الرئاسة
فهمي هويدي / فلسطين اون لاين
لماذا لا نأخذ بيان الإخوان بخصوص العنف على محمل الجد، ليس فقط لكي نختبر صدقيته، ولكن أيضًا لكي نبحث عن مخرج للأزمة السياسية في مصر.
لا يقولن أحد إنه لا توجد أزمة، أو أن ملف الإخوان أُغلق ولم يعد يحتمل مزيدًا من كلام, وهو ادعاء لا يمكن قبوله إلا إذا اتفقنا على الاستسلام للغيبوبة، وقررنا أن ندفن رؤوسنا في الرمال، لكي لا نرى أو نسمع شيئًا مما حولنا. ولكي نوهم أنفسنا بأن كل شيء على ما يرام وأن الدنيا ربيع والجو بديع، الأمر الذي يدعونا إلى تقفيل كل المواضيع، كما تقول كلمات الراحل صلاح جاهين في الأغنية المشهورة.
أما إذا أفقنا وخرجنا من حالة الإنكار فسنجد أن ثمة حقائق مدبَّبة في واقعنا السياسي يتعين التعامل معها، قبل أن تتحول من جراح يمكن علاجها إلى عاهات وعقد تعوق مسيرتنا، ويستعصي البراء منها.
"الادعاء بأنه لا توجد أزمة وأن ملف الإخوان أغلق لا يمكن قبوله إلا إذا اتفقنا على الاستسلام للغيبوبة، وقررنا أن ندفن رؤوسنا في الرمال، لكي لا نرى أو نسمع شيئًا مما حولنا".
لن أضيف جديًدا, لكنني أذكِّر فقط بأن المجتمع المصري أصبح منقسمًا بصورة حادة لم يشهدها في تاريخه المعاصر، وأن الاستقطاب مع ما استصحبه من تجاذب وكراهية متبادلة لم يعد مقصورًا على النخب السياسية، وإنما وصل إلى عمق المجتمع في قراه ونجوعه، الأمر الذي أزعم أنه بات يهدد استمرار التعايش أو يخدم السلم الأهلي.
وينبغي أن يستوقفنا استمرار المظاهرات طوال الأشهر التسعة الماضية، وهو أمر غير مألوف، واشتداد تلك المظاهرات في الجامعات على نحو دعا أحد كبار مثقفينا -الأستاذ بهاء طاهر- إلى اقتراح تعطيل الدراسة في الجامعات لمدة سنتين.
أضف إلى القائمة التركة الثقيلة المتمثلة في استمرار اعتقال نحو 25 ألف شخص من مختلف الاتجاهات السياسية، غير 16 ألف مصاب على الأقل، ثم تقديم أكثر من ألفين إلى المحاكمات في قضايا يعلم الجميع كيف رتبت ولفقت.
ثم إن أحدًا لا يستطيع أن يتجاهل أو ينسى ملف الذين قتلوا خلال الأشهر الأخيرة، وعددهم تجاوز ثلاثة آلاف حسب تقرير بعض المصادر المستقلة (موقع ويكي ثورة حصر 3248 شخصًا قتلوا في الفترة من 3/7/2013 وحتى 31/3/2014)، هل بوسع أحد بعد ذلك أن يدعى أنه لا توجد أزمة سياسية في مصر؟
أما القول بأن ملف الإخوان أغلق "إلى الأبد" وأنهم لم يخرجوا من السياسة فحسب، وإنما خرجوا من التاريخ أيضًا، فهو ادعاء يذكرنا بشعار "الحل النهائي" أو الأخير الذي رفعه النازيون في ألمانيا في أربعينيات القرن الماضي، وبمقتضاه دعا القادة النازيون إلى تطهير ألمانيا وأوروبا كلها من اليهود، وأعدوا لذلك (في عام 1942) ستة معتقلات في بولندا لاستقبالهم، تمهيدًا للخلاص منهم.
وليس بعيدًا عنا ما فعله الرئيس السابق حافظ الأسد الذي أصدر قانونًا في عام 1982 قضى بإعدام كل من تثبت عضويته في جماعة الإخوان، لكن ذلك لم يستأصل الجماعة التي هي الآن عضو مهم ونشط في الائتلاف السوري. وقد حذا معمر القذافي حذوه، وكانت النتيجة مماثلة لما انتهى إليه الأمر في سوريا، حيث هم الآن شركاء مهمون في المؤتمر الوطني الليبي.
"إبادة البشر قد تكون ممكنة، لكن الأفكار يتعذر إبادتها بقرار تصدره السلطة مهما كان جبروتها، ذلك أن الأفكار لا تقتل بفعل فاعل، وإنما قد تموت بفعل الزمن، إذا شاخت وتآكلت ونضب معينها"
تعددت أصداء المقالة، بين تأييد وتحفظ وتنديد، ولكن أهم الأصداء كان ذلك البيان الذي أصدره في الثامن من أبريل/ نيسان الحالي الأمين العام للجماعة الدكتور محمود حسين، الذي ذكر فيه أن منهج الجماعة في الإصلاح يقوم على الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن أعضاءها تعرضوا للتعذيب الوحشي في السجون والمعتقلات في عامي 1954 و1965، لكنهم لم يحيدوا عن موقفهم الإصلاحي.
ولكي يؤكد ذلك فإنه استدعى شهادات عدة هي:
- تصريح للرئيس الأسبق حسني مبارك أثناء زيارته فرنسا عام 1993 لجريدة لوموند الفرنسية، ونشرته عنه جريدة الأهرام في 1/11/1993، قال فيه ما يلي: في مصر حركة سياسية تفضل النضال السياسي على العنف, وقد دخل عناصر الحركة في بعض المؤسسات الاجتماعية واستطاعوا النجاح في انتخابات النقابات المهنية مثل الأطباء والمهندسين.
- تصريح وزير الداخلية الأسبق اللواء حسن الألفي في المؤتمر الصحفي الذي نشرت وقائعه في 14/4/1994 وأبرزته صحيفتا الأهرام والجمهورية آنذاك. إذ حين سئل عن علاقة الإخوان بتنظيم الجهاد أو الجماعة الإسلامية (اللذين مارسا العنف آنذاك)، فكان رده: الإخوان جماعة لا يرتكب أفرادها أعمال عنف، بعكس تلك التنظيمات الإرهابية.
- تصريح أدلى به خبير الإرهاب الدولي بالأمم المتحدة اللواء أحمد جلال عز الدين لجريدة الأنباء الكويتية في 14/8/1994، وفيه قرر أن "الإخوان حركة دينية سياسية ليس لها صلة بالإرهاب والتطرف".. وهم في نظر عدد كبير من تنظيمات العنف يعتبرون متخاذلين وموالين للسلطة ومتصالحين معها.
- بيان أصدرته الجماعة في ذروة سنوات عنف التسعينيات (في 30/4/1995) وذكرت فيه أن قادتها يجددون الإعلان عن رفضهم لأساليب العنف والقسر لجميع صور العمل الانقلابي الذي يمزق وحدة الأمة.. وإذا كان جو الكبت والقلق والاضطراب قد ورط فريقًا من أبنائها في ممارسة إرهابية روعت الأبرياء وهزت أمن البلاد.. فإن الإخوان يعلنون دون تردد أو مداراة أنهم برآء من شتى أشكال ومصادر العنف.. وأن الذين يسفكون الدم الحرام شركاء في الإثم واقعون في المعصية. وهو ذات الموقف الذي عبرت عنه الجماعة بعد تفجير مركز التجارة العالمية في نيويورك عام 2001.
لذلك فإن بيان الأمين العام للجماعة يغدو إبراء للذمة وليس إسهامًا في انفراج الأزمة، وخطابًا موجهًا إلى التاريخ ولا محل له في حسابات الحاضر، وهو رهان أتمنى أن أخسره وتقدير يسرني أن يخيب، قولوا: إن شاء الله.
فلسطين وانتخابات الربيع المتجدد في تركيا
عزت الرشق / فلسطين اون لاين
من حسن الموافقات التي تدعو للتفاؤل أنّ الربيع العربي قام ليقتلع جذور الاستبداد السياسي، كما أن تركيا أقامت عرسها الانتخابي الحرّ مع بدايات الربيع الذي زيّن شوارعها بالتوليب، لتكرّس نهجها الديمقراطي، وتؤكّد إصرارها على أن الكلمة والموقف من صنع الشعب.
يستكثرون على شعبنا الفلسطيني إظهار الفرح بنتائج الانتخابات البلدية التركية! ألا يكفينا أنّ الصحافة الصهيونية وصفت النتيجة بأنَها "كارثة" بالنسبة للكيان!
نصرة شعبنا
علم السياسة مترابط متشابك ومعقّد، فلا يوجد كيان سياسي مجرّد عمّا حوله، لكلٍّ وجوده وفكره وسياساته وتحالفاته، التي لا تقوم إلاَّ بعد دراسة مستفيضة للخريطة الجيوسياسية المحيطة به.
"نهتم بتركيا لأنها نموذج مشرّف لدولة حضارية استطاعت الجمع بين عراقة التاريخ ومقتضيات الحداثة، وبين حسابات المرحلة وموجبات الدور الإنساني، وبين المصالح السياسية والوقوف إلى جانب المظلوم "
ومن هنا يحقّ لحركة حماس -وأيضا كل قوّة سياسية في الإقليم والعالم- متابعة المتغيّرات التي تعنيها وتمسّ القضية الفلسطينية، فمدى القرب والبعد عن القضية الفلسطينية بمفرداتها المختلفة هو "الترمومتر" الذي تقيس به حركة حماس أبعاد علاقاتها الدولية والإقليمية.
تابعنا باهتمام سير الانتخابات البلدية في تركيا، وفرحنا عندما قرّر الشعب التركي إعطاء ثقته لحزب العدالة والتنمية، فلماذا الاهتمام؟ ولماذا السعادة؟
نهتم بدولة كبرى كتركيا لأنها نموذج مشرّف لدولة حضارية استطاعت الجمع بين عراقة التاريخ ومقتضيات الحداثة، وبين حسابات المرحلة وموجبات الدور الإنساني، وبين المصالح السياسية والوقوف إلى جانب المظلوم أيّا كان ورفض الظلم من أيّ طرف كان.
نهتم بتركيا لأنَّها دولة كبرى لها مكانتها الإقليمية، وسياساتها الدولية الوازنة المستقلة تماما، والقرب منها غاية لكلّ كيان سياسي، فما بالكم بنا كحركة مقاومة نحتاج أصلا دعم الجميع في نصرة قضيتنا، والوقوف في وجه الكيان الصهيوني الذي انتهك كلّ المحرمات الإنسانية والقانونية والدولية من خلال ممارساته الاحتلالية خلال 66 عاما.
نهتم بتركيا لأننا بأمسّ الحاجة لدعم شعب عريق مثل الشعب التركي، ودولة تنظر إلى قضيتنا بعين المظلومية، فترى واقعنا بوضوح شديد، وتتعامل معنا كشعب مظلوم تمارس عليه أبشع أشكال الاحتلال الإحلالي والجرائم العنصرية، وتتعامل مع قضيتنا كقضية مركزية لا يجوز معها الابتزاز والاستغلال.
فمع كل هذه التقاطعات، كيف لأيّة قوّة سياسية فلسطينية أن تغفل أو تتغافل عن الدور التركي!؟
تاريخ يتجدد
لقد كان لمواقف تركيا، حكومة وشعبا، الأثر البالغ في نفوس جماهير الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وهم يستشعرون مواقف أسلافهم في الدفاع عن أرض فلسطين.
وعندما تقرأ الأجيال مواقف السلطان عبد الحميد الثاني التاريخية في الحفاظ على الأراضي الفلسطينية ومنع الهجرة اليهودية إليها ما بين 1882 و1903 ومقولته الشهيرة: "إنّي لا أستطيع أن أتخلَّى عن شبر واحد من الأرض، فهي ليست مِلْك يميني، بل مِلْك الأمة الإسلامية التي جاهدت في سبيلها، وروتها بدمائها".. وغيرها من المواقف تشعر بالفخر والاعتزاز بها تماما، كما أثلجت صدورها اليوم مواقف حزب العدالة والتنمية من قضايا وأحداث الأمَّة الإسلامية عموما والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص منذ تولّيه السلطة في تركيا.
فما يقوم به هذا الحزب من دور واضح وملموس في دعم القضية الفلسطينية ما هو إلاَّ حلقة ثمينة من سلسلة المواقف الشجاعة التي لم يكن أولها السلطان عبد الحميد الثاني ولن يكون آخرها رئيس الوزراء التركي رجب طيّب أردوغان.
"ما يقوم به العدالة والتنمية من دعم للقضية ما هو إلاَّ حلقة ثمينة من سلسلة المواقف الشجاعة التي لم يكن أولها السلطان عبد الحميد الثاني ولن يكون آخرها رئيس الوزراء أردوغان"
فتركيا وإن عاشت فترة في ظل المواقف القريبة من الكيان الصهيوني والمنحازة له ليست تركيا التي تمثل طبيعة الشعب التركي الأصيل الذي يعتبر الفلسطينيين إخوة في العقيدة وأنّهم يتعرّضون للإجرام والتصفية بفعل آلة الحرب الصهيونية وواجبهم الوقوف معهم ونصرتهم ودعم صمودهم، وهو الشعب نفسه الذي زكّى وأعطى تأييده الكبير لمشروع حزب العدالة والتنمية من 2002 إلى الانتخابات البلدية الأخيرة 2014، وهو الشعب نفسه الذي سيظل داعما للشعب الفلسطيني وقضيته.
شكّلت القضية الفلسطينية وتداعياتها قطب الرّحى في السياسة الخارجية التركية تجاه الاحتلال الصهيوني، فكلّما كان التعنّت والصلف الصهيوني قائما ضد الشعب والأرض الفلسطينية، كانت المواقف التركية حازمة ضد الاحتلال، وأخذت صورا شتى يحتفظ بها الشعب الفلسطيني في ذاكرته.
فالمسؤولون الأتراك سجّلوا مواقف نكنّ لها كلّ التقدير في وجه الغطرسة الصهيونية، فامتنعوا -بأساليبهم الدبلوماسية- عن تلبية دعوات متكرّرة لقادة صهاينة، ووجّهوا رسائل غاضبة وقوية ضد الكيان بسبب عدوانه المتواصل على الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته وحصاره الجائر ضد شعبنا في قطاع غزة.
كما أنَّ القرار السياسي التركي كان حرمان جيش الاحتلال الإسرائيلي من المشاركة في "نسر الأناضول"، وهي مناورات لحلف شمال الأطلسي جرت عام 2009 في تركيا، وذلك بعد حرب جيش الاحتلال الإجرامية على قطاع غزّة.
لم ننسَ الموقف البطولي لرئيس الوزراء التركي في منتدى دافوس، وردّه الإنساني العظيم على رئيس الكيان الصهيوني شمعون بيريز.
كما أنَّ شهداء أسطول الحرية الأتراك سيظلون مصدر فخر لنا كمقاومة وشعب فلسطيني، عندما قرّروا كسر الحصار عن قطاع غزّة ودفعوا أرواحهم ثمنا لذلك.. فكيف ننسى؟! سنبقى أوفياء لتركيا وشعبها وشهدائها.
ربيع للقضية
وفيما يخصّ نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة، التي أظهرت تقدّما كبيرا لحزب العدالة والتنمية، فأحبُّ أن أوضّح بعض النقاط:
"نتطلّع لاستمرار الدور الرّسمي والحاضنة الشعبية التركية لقضيتنا العادلة، فهي بأمسّ الحاجة لدور محوري فاعل، تؤدّيه الجمهورية التركية بقيادة حزب العدالة والتنمية"
سعدنا بنتائج الانتخابات ليس لأننا مع طرف ضدّ طرف، ولكن لأننا أمام تجربة ديمقراطية مشرّفة، وخيار شعبي حرّ، وهذا ما نؤيّده من حيث المبدأ.
تناقضنا الوحيد كحركة مقاومة فلسطينية مع الاحتلال الصهيوني، ولا نخفي رضانا عن أيّ موقف دولي رادع للاحتلال ومؤيّد لحقوق الشعب الفلسطيني، وهذه المواقف كانت كثيرة في ظل الحكومات المتعاقبة لحزب العدالة والتنمية، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.
نحن الفلسطينيين سعدنا بالالتفاف الجماهيري التركي العظيم حول الراية السياسية التي دعمت قضية فلسطين، ووقفت مع مظلومية الشعب الفلسطيني وضدَّ ظالميه، وقدّمت كلّ أشكال الدعم لكسر الحصار عن غزّة الأبية، وأعلنت موقفها الرَّافض لتهويد القدس وتدنيس المسجد الأقصى المبارك.
وإننا إذ نبارك للشعب التركي الشقيق عرسه الديمقراطي، وخياره الحرّ، فإننا نتطلّع لاستمرار الدور الرّسمي والحاضنة الشعبية التركية لقضيتنا العادلة، فهي بأمسّ الحاجة لدور محوري فاعل، تؤدّيه الجمهورية التركية بقيادة حزب العدالة والتنمية، والقائد المناصر للقضايا الإنسانية رجب طيّب أردوغان.
المربي القوقا .. رسم فلسطين تاريخاً وجغرافيا
غسان الشامي / الرأي
لم يكن الشهيد القائد المربي الداعية خليل القوقا (أبو إياس) رجلاً عادياً، أو شخصية صماء، بل كان رجلاً من نوع آخر، ومن طراز تربوي وفكري فريد، تشرق الابتسامة دوماً على وجنيه، وفي مقلتيه ثورة إيمانية وضاءة، دوما يخاطب القلوب قبل العقول بالمحبة والمودة والأسوة الحسنة، حمل همّ الدعوة مبكرا، حمل في قلبه وعقله ووجدانه القضية الفلسطينية المقدسة والثورة ضد الاحتلال الصهيوني .
كان المربي الكبير أبو إياس القوقا يمثل مصدر قوة وإلهام لشباب الدعوة الإسلامية وشيوخ ورجالات الحركة الإسلامية في فلسطين، فقد جسد هذا القائد الهمام ورسم معالم تحرير أرض فلسطين ، من خلال محاضراته الدعوية، وخطبه الرصينة ولقاءاته بالشباب والشيوخ وعموم الناس في مسجد الشاطئ الشمالي وفي كافة مساجد غزة قاطبة كان لا يكّل ولايمّل من خدمة دين الله ودعوة الخالدين .
لقد كان المربي الفاضل شهيد الإبعاد والغربة والداء أبو إياس ترتسم في عقله فلسطين الأرض والوطن والإنسان والحضارة والتاريخ وكان دوماً يردد للشباب والفتية الصغار -في المخيمات الصيفية- عبارة مركزية في حياته وهي " التحرير .. معركة حضارة وتاريخ "، لقد كان نعم الأب الحنون والقائد المربي والداعية الهمام يجمع حوله الشباب ويحدثهم عن فلسطين الأرض والتاريخ والجذور يحدثهم عن صفد، ويافا، وأسوار عكا، وفتح القدس زمن الخليفة عمر بن الخطاب وتحرير المسجد الأقصى المبارك زمن الناصر صلاح الدين.
لقد كانت فلسطين دوما حاضرة في فكر ووجدان المربي أبي إياس، لقد كان بناء الجيل الدعوي الشباب وتربيته على الأخلاق الحسنة الهّم الأكبر لهذا الداعية الذي تربي وتتلمذ على يديه قيادات الحركة الإسلامية في قطاع غزة وأصبحوا الآن هامات في الفكر والقيادة والإدارة والعمل القويم .
قال عنه الشيخ القائد إسماعيل عبد السلام هنية رئيس الوزراء كلمات قال فيها " لقد عرفته (رحمه الله) مبكرا، إذ كنا نستمع إلى دروسه وخطبه ونتابع نشاطاته، ومازلت أتذكره إبان الثمانينات وهو يطوف على مساجد الشاطئ المحدودة في ليلة القدر يوم أن كان عدد المصلين القائمين فيها لا يتجاوز العشرة أو العشرين، ومازلنا نتذكر خطبه على منبر المسجد الشمالي، ثم لقاء ما بعد الصلاة يجيب فيه على أسئلة الشباب حول آخر المستجدات، ولقد أكرمني الله سبحانه وتعالى مبكرا بتجويد تلاوة القرآن، وكنت أشارك في الافتتاح، وكان أبو إياس رحمه الله يقول سنستمع الآن لتلاوة الشيخ " الطبلاوي " .
وأضاف القائد هنية في كلمته عن المربي القوقا : " هي محطات مرحلة التأسيس كان هو أحد أعمدتها وروّادها حيث طاف البلاد شرقاً وغربا وشمالا وجنوبا وأسهم في زرع شجرة الدعوة الإسلامية داخل أراضي ألــــ (48)، وخاصة في النقب (بئر السبع)، حيث كان له درس أسبوعي في تلك الديار العزيزة من أرض فلسطين، وما زلت أتذكره وهو يقف أمام فرق المساجد الرياضية في صبيحة سداسيات الربيع يوجه كلمته في هذا اليوم الرياضي الذي دشنته الجمعية الإسلامية، وما زلت أتذكره وهو يأتينا في المخيم الصيفي الذي كان يقام على أرض ( المطينة ) في شمال المخيم ويوجه كلماته للشباب تعزز فيهم روح الانتماء وحب العقيدة والوطن، لم يعرف الفقيد القوقا الراحة والسكينة بعد الإبعاد، مع توافر أسبابها له، فطاف في البلاد قاطبة منها مصر والكويت، ودول الخليج يشرح فكره ودعوته ويدعو إلى الثورة على الاحتلال، ومواجهته بالقوة لإجباره على الانسحاب من غزة والضفة وكامل تراب فلسطين، وقد أثمرت دعوته بعد سنوات بخروج المحتل من قطاع غزة وتفكيك المستوطنات الصهيونية.
كلمة القائد هنية خرجت من رجل يدرك معنى صناعة التاريخ ومن يصنع التاريخ ومن التاريخ يصنعه، وقد كان المربي الفاضل أبو إياس القوقا رحمه الله يصنع التاريخ تاريخ الدعوة والتربية والفداء والنضال والثورة على الاحتلال، ونخجل نحن الصغار في مقامة أصحاب الفكر العالي والمنارات الدعوية عندما نتحدث عنهم لكن رسالتنا تدفعنا للحديث عن هؤلاء الرجال العظام لنقل تاريخهم الدعوي الثوري للأجيال المتعاقبة.
لقد ولد المربي أبو إياس القوقا (رحمه الله) في قرية حمامة بفلسطين عام 1946م وهاجر مع أسرته قسرا في نكبة عام 1948م، ولقد نشأ وترعرع في أحضان أسرة إسلامية ملتزمة عاش بين أزقة وشوارع مخيم الشاطئ للاجئين هذا المخيم الذي أذاق جنود الاحتلال الويلات جراء قذف أشباب المخيم بالحجارة و( زجاجات الملوتوف) على جيبات الجنود الصهاينة، لقد كان المربي القوقا أحد مؤسسي المسجد الشمالي في الشاطئ، وقد أسس مع الإمام الشهيد أحمد ياسين الجمعية الإسلامية وأحد مؤسسي الجامعة الإسلامية وحركة حماس، وهو خطيب مفوه وفارس منابر، اعتقلته سلطات الاحتلال الصهيوني العديد من المرات كان أخراها في 28-12-1987م، وأبعد مرتين أولاهما من قبل جنود الاحتلال الصهيوني إلى جنوب لبنان في 11-4-1988م بتهمة إشعال الانتفاضة الشعبية الفلسطينية الأولى عام 1987م ثم تم إبعاده إلى مصر الكنانة ثم إلى دولة الإمارات الشقيقة، هو سفير حركة حماس للعالم وفي الإبعاد، وهو شهيد الإبعاد والغربة والداء في دولة الإمارات العربية المتحدة في السادس والعشرين من شهر أكتوبر/ تشرين أول لعام 2005م .